قصص واقعية ورقائق للقلوب وتجارب من الحياة شعارنا : معاً نتعلم من الحياة
الورقة المطوية
محمود البدوى
وقفت في الصف مع الرجال .. أمام شباك التذاكر .. وكان الزحام شديدا في نهاية الصيف والطابور يتلوى لطوله ويبرز خارج المحطة ..
وكان آخر قطار " ديزل " يتجه إلى القاهرة .. ومع أن معظم الواقفين في الطابور لم يكن عندهم أدنى أمل في الحصول على مقعد ولكنهم وقفوا .. وصبروا ليجربوا حظهم .
وكان عامل التذاكر في محطة " سيدى جابر " بليدا ولئيما وحلا له تعذيب الواقفين أمامه في الطابور .. إذ كان يعمل في بطء شديد ، ويحادث موظفا في الداخل بين الحين والحين ويدير رأسه إلى الوراء دون سبب ظاهر ثم يعود في تكاسل إلى عمله ..
وكان كل الذين يرون هذا المشهد المغيظ ، لايبدو منهم التذمر أو الاعتراض .. فقد الفوا مثل هذه الأشياء .. واعتادوا عليها .. وكانوا على يقين .. بعد التجربة المرة .. إن الشكوى والتذمر لا جدوى من ورائهما ..ولا يغيران الحال .. فلاذوا بالصمت .
وصمتت السيدة مثلهم ولكنها كانت تشعر بالغيظ .. وصبرت حتى جاء دورها وأصبحت أمام الموظف على الشباك .. وفتحت حقيبتها لتخرج ثمن التذكرة .. وارتعشت يدها وتمتمت ثم أخضلت عيناها بالدمع ..
وظهر عليها الاضطراب بوضوح .. وأخذت تتلفت زائغة البصر .. ثم خرجت من الصف وهى لاتستطيع حبس عبراتها .. وأدرك الرجل الذى كان وراءها في الصف حالها وما جرى لها .. وكان قد سمعها وهى تقول :
ـ تذكرة لمصر ..
ثم انشل لسانها ..
فأخرج ورقة بخمسة جنيهات من جيبه وقطع تذكرتين بدلا من تذكرة واحدة .. وتناول الباقى من الموظف ثم خرج من الصف ..
وظل يبحث عن السيدة حتى وجدها خارج المحطة .. فتقدم اليها وقال بلطف وهو يمد يده بالتذكرة ..
ـ أدركت ما حدث .. فاسمحى لى بأن أقدم هذه التذكرة .. وعندما تعودين إلى بيتك .. ردى ثمنها في أى وقت ..
فنظرت إلى الرجل مشدوهة .. لم تكن تقدر .. أو تنتظر مثل هذا من إنسان .. وتصورت أن الرجل يحتال عليها .. أو يفعل شيئا ليتقاضى ثمنه مضاعفا .. وظلت مترددة واجمة ولكن لما توضحته ونظرت إلى عينيه توسمت فيهما الطيبة المطلقة ..
فتناولت منه التذكرة .. وهمست ..
ـ متشكرة ..
وبعد أن دخلت من باب المحطة .. تذكرت أنها لم تسأل الرجل عن عنوانه لترد له نقوده ..
فمشت إليه في استحياء .
ـ ولكن .. حضرتك .. لم تعطنى عنوانك ..
ـ في القطار .. اننا جنب بعض ..
جنب بعض .. وعاودتها الهواجس انه يستغل الموقف إذن .. واضطربت وعلا وجهها السهوم .. لقد كانت تتصور فيه الطيبة فإذا به كغيره من الرجال استغل موقفها ببراعة .. ترد له التذكرة ؟ ولكن أين تذهب في هذه المدينة الكبيرة وهى وحيدة مفلسة ؟ فبعد أن نشلت ليس في جيبها أى نقود على الاطلاق .. وليس لها قريب أو غريب في الإسكندرية تعتمد عليه ..
وظلت حائرة مضطربة .. ثم شعرت بالقطار يدخل المحطة فأنقذها من حيرتها وركبت وهى تترك الأمر للمقادير ..
***
وبحثت عن الرجل وراءها وقدامها وهى تدخل في جوف العربة فلم تجده .. وكان الزحام شديدا .. خلق كثير .. يتدافع بالمناكب .. في داخل العربة .. وتحركت ببطء وهى تقدر العثور عليه بعد أن تجلس على المقعد .. فهو بجوارها كما قال لها ..
ولكنها وجدت رقم كرسيها بجوار سيدة فجلست متعجبة .. ولما تحرك القطار تطلعت فأبصرت بالرجل هناك في أقصى العربة .. يجلس بجوار الباب ..
وظلت عيناها معلقتين به .. وهى تنتظر منه أن يتحرك من مكانه ويأتى إليها وعلى الأخص وهو يعرف رقم مقعدها .. ولكنه لم ينهض حتى بعد أن جاوز القطار محطة " دمنهور " ..
وفي محطة " طنطا " حمل اليها لفة طعام ونظرت إليه .. وابتسمت .. وتناولت اللفة صامتة .. فقد خشيت إن رفضتها أن تثير فضول الركاب .. وخصوصا السيدة التى بجوارها فهى فضولية إلى أقصى مدى ..
ولذلك تناولت منه الطعام وهى تشعر من حولها بأنها قريبة له أو حتى زوجته .. فهو في سن زوجها .. وأخذت تأكل .. ضامة شفتيها ما أمكن .. وعزمت على جارتها أكثر من مرة ..
وبعد أن فرغت من الطعام وأحست بأنها تقترب من محطة القاهرة .. فكرت في الذى تفعله لتصل إلى بيتها في الدقى في هذا الليل ومعها حقيبة ثقيلة ..
وخرجت من القطار .. تحمل حقيبتها بيدها .. وفي الصالة الخارجية لمحطة القاهرة كان الرجل بجانبها يعينها .. ودفع إلى يدها ورقة بخمسين قرشا ..
وقال ..
ـ هذا للتاكسى ..
فقالت له بثبات هذه المرة ..
ـ أبدا .. لابد من اسمك وعنوانك أولا ..
فابتسم في لطف .. وأخرج من جيبه ورقة وقلما .. وانتحى جانبا ليكتب ثم طوى الورقة .. وقال لها ..
ـ في هذه الورقة اسمى وعنوانى ورقم تليفونى أيضا ..
وأركبها تاكسى .. واختار لها سائقه ..
ولما دخلت البيت .. كان زوجها لايزال في الخارج .. وكانت الشغالة في انتظارها وسرت لقدومها ..
ولما أخرجت " ثريا " ملابسها من حقيبتها واستراحت قليلا أخرجت من حقيبة يدها الورقة التى أعطاها لها الرجل " وكانت عدة طيات ففردتها ونظرت فيها .. فوجدتها بيضاء .. ليس فيها حرف واحد ".
لجنة مكافحة التدخين
وبعد العصر ذهبت أم خالد وابنها إلى اللجنة حيث قابلا موجه اللجنة الذي رحب بهم وبدأ يشرح لخالد عن تركيب الدخان وأضراره الصحية مبيناً ذلك . بما لديه من صور حقيقية تمثل أمراض التدخين وبين أضراره الاجتماعية والحكم الشرعي له وكيفية تركه وأن أساس ذلك القناعة التامة بالإقلاع عنه التي تنتج من المعرفة الحقيقة لخطره ..
كان خالد يستمع باهتمام لكلمات الموجه ثم قال : الآن عرفت حقيقة الدخان المزيفة بعد أن كنت جاهلاً بأخطاره فقد كان الأصدقاء يزينونه بأنه يجعلني رجلاً قوياً سعيداً ، فتبين لي أن كل ما يقولونه خطأ وكذب .....
قال الموجه : ( لقد وصلنا إلى بداية الطريق الصحيح وهي القناعة والنية بترك التدخين بشكل نهائي وهذا هو الأساس في العلاج ) .
وسأخبرك ببعض النصائح التي تساعدك على التخلص من هذه العادة السيئة ...
قالت الأم : جزاك الله خيراً يا أستاذ ، أخبره بها ليتخلص من التدخين بسرعة ..
أجاب الموجه : عليك التوقف عن التدخين فوراً دون تدريج والابتعاد عن أصدقائك المدخنين ، لأنهم سيذكرونك بالدخان ، ثم حاول تسلية نفسك ببعض المسليات ( الفصفص اللبان ) واحمل معك دائماً مسواكاً وتناول السوائل بكثرة كلما فكرت في الدخان أيضاً عليك ممارسة الرياضة لتُسليك عن التدخين في البداية ، أما الاستمرار عليها فهو يؤدي إلى تنظيف صدرك من القطران المترسب فيه وهو القارّ ذاته الذي يوضع على الطريق .
فهل ترضى لصدرك الصغير أن ينوء بحمل الأوساخ والقطران – وأنت في هذا السن الذي تحتاج فيه إلى رئتيك لتأمين الأكسجين اللازم للنمو والنشاط ؟ واستأنف الموجه قوله : ما رأيك يا خالد أن أرسلك للطبيب ليكشف عن صدرك فهز خالد رأسه بالموافقة ، فذهب خالد – وهو مطمئن – إلى الطبيب ، وقام الطبيب بقياس وزنه وطوله ثم أدخل هذه المعلومات وغيرها في جهاز وظائف الرئة بجواره ، وقام بفحص صدر خالد ، فتبين أن صدره – والحمد لله – لم يتأثر تأثراً بالغاً لحداثة عهده بالتدخين .
بشائر النجاح
ثم اصطحبه الطبيب إلى غرفة العلاج فاستقبله أخصائي العلاج وأجلسه على السرير ووضع بعض الأسلاك على أذنيه ويديه ، وكانت الأسلاك تتصل بجهاز الملامس الفضي الذي بدأ يشتغل ليصدر أصوات وذبذبات متقطعة وارتاح خالد لمدة نصف ساعة على هذا الوضع ، وهدأت أعصابه وشاهد خلالها ( برنامجاً ) عن التدخين كان غنياً بالحقائق والصور الواضحة المقنعة لترك التدخين ...
فرحت الأم لاستجابة ابنها للعلاج واقتناعه ، وبدأت غيوم حزنها تتلاشى بحلول شعاع الأمل بالشفاء العاجل والانتهاء من هذه المشكلة ..
وأوصاه الطبيب بالتردد على العيادة لمدة أسبوع لاستكمال العلاج واتباع النصائح بكل دقةٍ .. غادر خالد وأمه بعد أن وعد الموجه بمتابعة العلاج .
نصيحة صادقة
وهكذا بدأت السعادة تأخذ طريقها إلى أسرة أم خالد وهدأ فؤادها الذي كان يحترق مع كل سيجارة يدخنها ولدها .
وآلت على نفسها أن تقدم النصائح للأسر القريبة منها لكي لا تعيش التجربة المرة التي عاشتها ، وكانت تطلب من كل أبوين أن يكونا مثلاً للقدوة الحسنة ، لأن الطفل ينشأ على عادات أهله ويحاول تقليد سلوكياتهم ، فإن هما علماه الفضائل والعادات الحسنة وغرسا في قلبه حب الخير والابتعاد عن كل ضار مؤذٍ كان له ذلك حصناً يحميه فيما بعد ... كما أن على الوالدين ملاحظة أي تصرف أو سلوك خاطئ وسرعة إصلاحه وتداركه ، ويجب أن يعرفا أصدقاء أولادهم ، هل هم على خُلق سليم أو لا ؟ لأن (( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )) [ حديث شريف ] ...
ومن المهم أيضاً متابعة مشكلات الأبناء وهمومهم وعلاجها أولاً بأول قبل استفحالها لسهولة ذلك في البداية ، فكم من حريق أُخمد في بدايته ولو لا ذلك لانتشر شرره واستفحل خطره وعظمت خسائره ، كما أن التعاون مع المدرسة له الأهمية البالغة في تربية الأبناء ورعايتهم وتعديل سلوكهم إلى الأفضل ، فالمدرسة – بمدرسيها ومرشدها – للتربية والتعليم بأن واحد ولا يقتصر دورهم على التعليم فقط ..
هذه القصة واقعية
تتحدث عن أسرة عانت من مشكلة التدخين بدءاً برب الأسرة الذي مات بعواقب التدخين ، ثم تبعه ابنه في هذه العادة فتداركته الأم الحنون وبذلت كل ما في وسعها لعلاج ابنها وحمايته من المرض بمساعدة لجنة مكافحة التدخين .
وحريٌّ بكل أولياء الأمور أن يكونوا قدوة لأبنائهم في كل خير ، وأن يتحملوا مسؤولياتهم على الوجه الأكبر تجاه ذويهم ومن يتولون رعايتهم لحمايتهم من العادات السيئة وسوء السلوك ...
معاناة أم
الدكتور / محمد عزت الطباع
كان الليل يسدل أستاره والظلام مخيماً في الحي كله ومن خلف البيوت كان يضيء مصباح خافت يرسل بحنان نوراً باهتاً حزيناً على تلك المرأة التي ضمتها الكآبة ولفها الحزن وغمرها الشعور بالوحدة وفقدان المعين ، لقد استغرق أولادها في نوم عميق وبقيت سارحة مع أفكارها غارقة في أحزانها تائهة لا تدري ماذا تفعل ؟ وكيف تخرج من تلك المشكلة التي رمتها في وسطها الأقدار ؟ وعصفت بها رياح الزمن وتركتها تصارع أمواج الحيرة وتغرق في بحر من الدموع .....
وطال الصمت ... وهي لا تزال شاردة الذهن مشغولة البال تحاول أن تستخلص بنات أفكارها لتصل إلى فكرة تنقذها مما هي فيه وتحملها إلى شواطئ الأمل وبر السلامة ....
وفجأة رن جرس الهاتف فارتعدت أوصالها لصوته الذي يكسر جدار الصمت ويحملها على الكلام وهي لا ترغب في التحدث مع أحد .. وبعد أن تكرر رنين الهاتف متوسلاً إليها أن تأخذ سماعته وتسمع شُكاته قامت إليه متثاقلة قبل أن يوقظ صوته النائمين لتجد أختها أمينة وتسأل عن سبب غيابها عن زيارتهم الأسرية .
لقد انتظرناك طويلاً وها قد انتهت الزيارة ولم تأتي ..
وحاولت أم خالد التحدث فلم تسعفها الكلمات ولم يساعدها صوتها الذي كان يخرج من أعماق حلقها – بصعوبة خافتاً – متقطعاً .
أنهت أمينة المكالمة لتترك أختها ترتاح بعد أن وعدتها أن تأتي إليها في صبيحة اليوم التالي ...
وطلع فجر الغد فتبدد الظلام وأشرقت الأرض بالضياء ولكن الدنيا بقيت مظلمة بعين أم خالد ولم تشعر بنور الشمس الساطع ولم تُجدد حياتها بميلاد يوم جديد ، فهي لم تنم بل بقيت حائرة الفكر ، شاردة الذهن كسيرة الفؤاد ..
وجاءت أختها أمينة تطلب منها أن تخبرها بسرعة عما يختلج صدرها ويكابد فؤادها ..
كان صوت أم خالد يغيب وهي تجهش بالبكاء وتروي لأختها ما رأته من ابنها خالد ...
وكانت دهشة الأخت كبيرة فسألت باستغراب ...
أيدخن وهو لا يزال في الثامنة من عمره ؟!! .. هذا غير معقول ... ألم يعلم ما حصل لأبيه من قبل ؟!
فتنهدت أم خالد تنهيدة عميقة وأجابت:إنه صغير السن لا يدرك حقيقة مرض أبيه فقد كان في السادسة من عمره حين مرض أبوه . أما أنا فلن أنسى ما حصل فقد كان زوجي يدخن باستمرار إلى أن أصابه سرطان الرئة الذي أودى بحياته كما تعلمين بعد مشوار طويل من العناء والمرض . كان لا ينام ولا يترك أحداً ينام من السعال والقطران الذي يملأ صدره ويسبب له ضيقاً في التنفس وتقشعاً مستمراً ...
آه لو تعلمين يا أختي كم كنت أتوسل إليه أن يترك التدخين رفقاً بصحته التي كانت تتدهور شيئاً فشيئاً ، ردت الأخت : نعم أذكر كم مرّةً نقل فيها إلى المستشفى ، وأذكر كم قضيت من ليال حزينة وأنت إلى جانبه – وهو يكابد الألم ويعاني الأوجاع القاسية – كنتِ لا تستريحين بل تتنقلين بين تربية الأطفال ومتابعتهم وبين مرافقته إلى المستشفى وهو يعاني من الالتهاب الشُعبي والكحة الشديدة وضيق التنفس .. وكم كان الأطباء ينصحونه في كل مرة بترك التدخين حفاظاً على صحته من أمراض أخطر قد تهدد حياته وكان لا يصغي إليهم بل يعود إلى الدخان فور إحساسه بالتحسن وخروجه من المستشفي ...
قالت أم خالد : نعم فهل أسمح – الآن – للآلام أن تعتصر قلب ولدي الغالي وتملأ صدره – وأنا التي أتألم لو وخزته شوكة في إصبعه ويؤرقني لو ارتفعت حرارته قليلاً - ؟؟ .
إنه صغير لا يقدر حجم المشكلة بل يريد أن يقلد ما يراه من الكبار ظناً منه أن كل ما يفعلونه مناسب لهم ويستحق التقليد . ولا يدري أن أباه كان مخطئاً ومفرطاً في صحته وماله ودينه وتربية أطفاله بدل أن يكون لهم أباً مثالياً وقدوة حسنة وأسوة جيدة يحتذى بها ... فقد كان دخانه يملأ الغرفة ويزعجنا جميعاً برائحته ، الكريهة ، وكان الأولاد يمرضون باستمرار نتيجة استنشاقهم دخان السجائر المتصاعد الذي يلوث الغرفة بسمومه المختلفة . وأذكر أيضاً يوم احترقت يد ولدي الصغير أمجد حين كان في حجر أبيه وأمسك بطرف السيجارة من الخلف فهرع أبو خالد لتبريد يد الطفل فوقعت السيجارة على السجادة فأحرقتها وكادت تشعل البيت لولا أن عناية الله تداركتنا بعد أن سيطر الذعر على الأولاد جميعاً ، وجعل الصغيرة – سعاد – تقف في مكانها راجفة القلب ..
أضافت أم خالد : وعيناها مغرقتان بالدموع ، كل هذا لا يذكر أمام ما أصبحنا نعانيه من الفقر وقلة ذات اليد في الآونة الأخيرة فقد كان المرض والإعياء يمنعان أبا خالد من ممارسة عمله بالشكل المطلوب فقل دخله وزاد ما صار ينفقه على الدخان فأخذت حاجتنا للغذاء والدواء تزداد ...
و في السماء رزقكم وما توعدون
محمد حسن يوسف
عم علي، أحد الغلابة الكثيرين الذين انهارت بيوتهم في الزلزال الكبير الذي شهدته البلاد. كان بيته عبارة عن غرفة واحدة تأويه وتضم زوجته وأولاده الأربعة. لم يكن بيتا كبيرا واسعا، ولكنه مأوى يلجا إليه فيحميه في أيام الشتاء القارصة من شدة البرد، وفي أيام الصيف القائظة من وهج الحر. وكان عم علي وأفراد أسرته يحمدون الله كثيرا على ما هم فيه من نعمة هي في أعينهم كبيرة.
ولكن فجأة ودون سابق إنذار، وقع الزلزال، ليأخذ في طريقه معظم البيوت القديمة المتهالكة التي لم تستطع الصمود أمامه. ووجد عم علي نفسه وأفراد أسرته في الشارع بلا مأوى! وبدأت رحلة المعاناة الشديدة مع عم علي. أخذ يطوف على المكاتب الحكومية لعله يظفر بمن يدعمه، ولكن أُوصدت في وجهه جميع الأبواب. وظل يبحث عمن يوصله للقاء الوزير المختص لكي يشرح له حالته ويضع لها حلا، ولكن دون جدوى.
واضطرت الأسرة - مع غيرها من الأسر الكثيرة التي تضررت من الزلزال - للإيواء في خيمة من القماش الخفيف الذي لا يمنع حرا ولا يصد بردا!! وأصبحت حياة هذه الأسر مزيدا من المعاناة والألم. ولم يعد عم علي يدري ما الذي يفعله من أجل الحصول على شقة أخرى، أو قل إن شئت الدقة غرفة أخرى!!
وفي أحد الأيام، حثته زوجته – أم محمود – على أن يذهب للحكومة مرة أخرى، فهي لم تعد تستطيع تحمل المعاناة اليومية لها ولأطفالها في دخول الخلاء لقضاء الحاجة! ذلك أن دورة المياه العمومية تبعد عنهم مسافة كبيرة، وحينما تذهب إلى هناك يكون عليها الانتظار في طابور طويل حتى يجيء دورها.
ذهب عم علي – ذو الستين عاما – إلى مبنى الوزارة للمرة التاسعة أو العاشرة! لم يعد يحسب عدد المرات التي ذهب فيها إلى الوزارة على وجه الدقة لكي يجد حلا لمشكلته. ولكنه لم يجد هناك إلا الرد المعتاد: " إن سيادة الوزير مهتم شخصيا بموضوعكم، ويتألم بشدة من الوضع الذي أصبحتم عليه الآن. ولكن للأسف، فالوزارة لم تجد بعد الحل الملائم لهذا الموضوع ".
لم يدر عم علي ماذا يفعل؟ إن زوجته وأولاده ينتظرون منه هذه المرة حلا لهذه المشكلة التي وجدوا أنفسهم فيها. وشعر أنه لا يستطيع أن يرجع إليهم هذه المرة بخفي حنين مثل كل مرة. كان يسير في الشارع مهموما. سمع آذان الظهر. قرر أن يذهب إلى المسجد للصلاة.
فرغ عم علي من الصلاة، ثم جلس في مكانه في الجامع، لم يستطع التحرك. كان يعرف أن في انتظاره عند رجوعه إلى " الخيمة " زوجته وأولاده، الذين سوف يسألونه في لهفة مثل كل مرة، بل ربما أشد في هذه المرة، عما فعله لهم!! وضع عم علي خديه على يديه وجلس شاردا يفكر في حل لمشكلته التي طالما أرقته!!
ولم يفق عم علي من همومه إلا ويدٍ تربت على ظهره، وصوت إمام الجامع يسأله عن حاله، قائلا:
- خيرا إن شاء الله! إنك تجلس هكذا منذ حوالي الساعة. ما الذي أهمك إلى هذا الحد؟!
أخذ عم علي يقص على إمام الجامع قصته وهو يغالب دموعه التي أخذت تنهال على وجنتيه. وبعد أن فرغ من قصته، بادر الإمام بالسؤال:
- ألا تدري من يكون عنده شقة لي تأويني وتأوي زوجتي وأولادي؟ أو من يتوسط لي لدى ذوي النفوذ لكي يعطيني شقة؟
قال الإمام في صوت ملؤه الإيمان العميق:
- نعم اعلم!!
فسأله عم علي متلهفا:
- ومن يكون؟!!
قال إمام الجامع:
- الله!!! الله عنده مفاتيح الرزق جميعها. قم وصلي لله في جوف هذه الليلة وابتهل إليه أن يعطيك من رزقه الواسع، وسوف تجد الحل إن شاء الله.
وتساءل عم علي متشككا:
- الله عنده شقق لها مفاتيح؟!!
قال إمام الجامع بصوته العميق:
- الله عنده كل شيء، وسوف يرزقك من فضله إن شاء. كل ما عليك أن تصدق الله في سؤالك، وتدعوه في جوف الليل!! ألم تسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه، والذي فيه أن ربنا تبارك وتعالى ينزل نزولا يليق بجلاله وكماله، إلى السماء الدنيا كل ليلة إذا مضى شطر الليل، فيقول سبحانه: هل من سائل فأعطيه، هل من داعٍ فأجيبه؟ وذلك حتى ينفجر الصبح.
خرج عم علي من الجامع إلى خيمته. واجه أفراد أسرته هذه المرة بوجه غير الذي كان يأتيهم بهم في كل مرة. أحست أم محمود هذه المرة بالتغير الذي حدث لعم علي. وسألته:
- لعلك وجدت حلا أخيرا لمشكلتنا؟
فرد عليها عم علي قائلا:
- نعم. سوف نصلي في جوف هذه الليلة، ونطلب من الملك الذي لا تنفذ خزائنه شقة، وسوف يعطينا الله إن شاء ما نريد. كم حاولت أن أقابل أحد المسئولين لكي أشرح له قصتي دون جدوى، فاليوم سوف أقابل ملك الملوك في جوف الليل وأحكي له قصتي إن شاء الله.
أحست أم محمود بنبرة الثقة التي تعلو صوت زوجها، فأيقنت أن الله لابد سيعطيهم ما يريدون، وعزمت على أن تقيم هذه الليلة مع زوجها.
أما إمام الجامع، فبعد أن خرج عم علي من عنده، جلس يفكر ما الذي يمكن أن يفعله لعم محمود. وأخذ يدعو الله أن يحل مشكلته. وفي تلك الأثناء، دخل الجامع أحد وجهاء الحي الذين يعرفهم هذا الإمام. وبعد أن فرغ من صلاته، توجه إليه قائلا:
‼️ أسباب غش الطالب في الامتحانات
✅ طرق تشجيع المراهق على المذاكرة
⁉️ كيف تتخلص من ملل المذاكرة؟
📚 دور الآباء في متابعة مذاكرة أبنائهم
🤔 كيف تتخلص من توتر الإمتحانات؟
تعرف على أقوى الموضوعات الاجتماعية والمشكلات النفسية هنا 💯💎🎈
https://t.me/joinchat/AAAAADugjb26mmv4dRfU5A
💯 أنصحك بالإشتراك في هذه القناة الدعوية المتميزة
┏━━━━━━━━┓
🌺 @algwere. 🌺
┗━━━━━━━━┛
🔰 ساهم معنا في النشر والاشتراك
مررنا على أول حاجز عسكري .... فصاح بنا هويات... نظر إلى وجوهنا نظرات الغدر والخيانة والحقد .... تفقد الأمتعة للركاب جميعاً ثم قال (سا ) أي امشي .... ثم الحاجز الثاني ( سا ) .... فالثالث ( سا ) حتى وصلنا إلى قلنديا... وهناك كانت المشكلة حيث قالوا لنا بأن هناك حاجر لا يمر منه أحد حتى لو كان الطير الطائر.. ما العمل.. لم يبق إلا هذا الحاجز ونصل أبو ديس , ثم من هناك إلى الأقصى.. اتصلنا بالأخ فقال لنا اركبوا إلى الحاجز وانزلوا قبله بمئات الأمتار... وفعلاً فعلنا كما قال , ونزلنا في منطقة جبلية بين قلنديا وأبو ديس وتقابلها مستوطنة اسمها ( معالي أدوميم ) .. ولكي نعبر الحاجز كان لا بد أن تصعد الجبال من على جانب الحاجز ثم نأتي إلى الطريق الأخر .... وفعلا صعدنا الجبل الأول والجبل الثاني وإذا بنا ننزل عند الحاجز ... وبسرعة هربنا ثم صعدنا الجبل الثالث مع خوفنا أن يرانا أحد من المستوطنين فنكون صيداً ثميناً لهم ....
واصلنا المسير حتى اجتزناهم تماماً وكان قد حان وقت الإفطار فأفطرنا على تمرات كانت معنا ... ثم اختبأنا في نفق ..... وذهب أحد الأخوة فأوقف سيارة فورد ترانزيت ثم نادى علينا وركبنا إلى أبو ديس .
... ولكن المفاجئة في وسط الطريق .. انه حاجز طيار للشرطة لم يكن بالحسبان ..... أوعز السائق إلى ثلاثة منا بالنزول لأن العدد كان أكثر من المسموح به , ليلتفوا حول الحاجز .... والحمد لله انه حاجز للشرطة وليس لحرس الحدود أو للجيش والا لامسينا في مجدو أو النقب أو نفحة أو غيرها..... فالسجون كثيرة .....
لفتت نظري أسئلة السائق المريبة , وكثير من النظرات المشبوهة ... وزاد شكي في أمره عندما طلب من الأخ الذي جاء ليوصلنا أن ينزل معنا إلى السكن , بحجة أنه سوف يصلي معنا , مع أنه من أهل البلد ... وهناك وقت للعشاء ... وشكله لم يكن صائم لكثير من الأسباب .... فأشرت إلى الأخ أن يغير وجهتنا ... ففهم قصدي ونزلنا بعيداً ثم عدنا إلى السكن .
وأخيراً وصلنا الى ( أبو ديس ) ولكن بعد مشقة وتعب وصعود للجبال وما ادراك ما صعود الجبال ولم يبق إلا المرحلة الأخيرة وهي القدس عبر تسلق الجدار الفاصل هذه المرة...
قالوا بأن هناك شيك تصعد عليه ... ثم تقفز منه إلى الجدار الذي ليس طويلاً جداً ... ثم إلى عمود كهرباء ... فتنزل منه إلى الشارع .... وفعلنا ما قيل لنا ... بالرغم من أنه كان هناك جيب لحرس الحدود يصوب كشاف الضوء على تلك المنطقة ..... وبعد ذلك اختبئنا في دار غير مسكونة وكأنها عيادة .... ثم ذهب أحد الأخوة وأحضر فورد ترانزيت أيضا ... وركبنا حتى وصلنا باب العامود , وهو أحد أبواب المسجد الأقصى .
لم تنتهي المغامرة بعد ... فهناك حرس على الأبواب يفتشون الداخل ويطلبون هويته ونحن هويتنا ضفة وممنوع أن نكون هناك فالخطر ما زال كبيرا ً...
دعونا الله بأن يجعل بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا .... وأن يدخلنا إلى الأقصى بسلام ... وسرنا كل لوحده حتى لا نلفت الانتباه ... وصلنا إلى الباب ... وإذا بالوجوه معبسه ... وكأن عليها غبرة ... يرصدون الداخل والخارج ... فتمنيت على الله أن لا يخيب رجائي , وأن لا يذهب تعبي الطويل هباء , فإنه لم يبق إلا أمتار قليلة , وأكون داخل الأقصى المبارك ... فقلت ... يا رب ... يا رب .... يا رب .... يا من يجيب المضطر إذا دعاه ... يا كاشف الغم .... ويا دافع النقم .... يا نور المستضعفين في الظلم .......،
واخيرا .... وبعد كل هذا العناء .... وبعد كل هذه المغامرات .... وبعد كل هذا التعب ....دخلت المسجد الأقصى المبارك.... أولى القبلتين .... وثاني المسجدين .... وثالث الحرمين الشريفين ... مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .... احسست اني اريد ان اعانقه , وهو كذلك .... فهو في الاسر منذ زمن ... ولم ازره منذ مدة طويلة ....
علامات الحزن بادية على ساحاته وعلى اسواره .... الدموع وكأنها تتساقط من على مأذنته .... أردت ان اصرخ بعالي الصوت.... واآآآآ أقصاه .... ولكن لمن الصراخ .... اواه اواه .... لا اذن تسمع ولا قلب يجيب .....
أردت أن أسجد شكرا لله ولكن الجنود كانوا ورائي فخفت أن يرفعونني من سجدتي إلى خارج أسوار الأقصى... دخلت وكانت صلاة العشاء قد أقيمت دخلت في الصلاة ثم في صلاة التراويح .... فكانت تلك الصلوات من أحلى وأجمل وأروع ركعات ركعتها في حياتي ...
فالحمد لله رب العلمين...
قصةُ عاشق
حسين بن رشود العفنان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قِيل لأبي عبد الله اللغوي(*) في أحدِ مجالسهِ العامرةِ : حدثنا عن رجلٍ خُتمَ لهُ بسوءٍ ،وانتهى إلى ما ينتهي إليهِ أهلُ النارِ، لعلَّ قلوبَنا أنْ ترقَ ،ونفوسَنا أنْ تخشعَ.
فقال: نعوذُ باللهِ من سوءِ الختامِ وقدْ كانتْ دموعُ السلفِ الصالحِ ـ رحمهم الله تعالى ـ واكفةً خوفاً ورهبةً منه على كثرة عبادتهم وطاعتهم، ونحن على تقصيرنا وكثرةِ ذنوبنا دموعُنا عصيةٌ بل ونُعجبُ بعملنا ونمنُ على اللهِ بهِ! نسألُ اللهَ أن يهديَنا ويصلحَ قلوبنا!
ثم قال :رووا عن رجلٍ من المسلمينَ كان يسيرُ في طريقٍ قدْ أمَّ حاجةً لهُ فاسترقَ النظرَ فوقعتْ عينهُ في دارِ نصرانيٍّ ،فرأى ابنتهُ في كاملِ زينتها والنساءُ (معاريضُ الفتنِ وحبائلُ الشيطانِ) و(في قلبِ الرجلِ ألفُ بابٍ يدخلُ منها كلَّ يومٍ ألفُ شيءٍ ولكن حينَ تدخلُ المرأةُ من أحدها لا ترضى إلا أن تغلقها كلَّها) فأرجعَ البصرَ وأرسلهُ مرةً ومرةً حتى علقها وتألّفها وتمكنتْ من نفسهِ ومشى حبُها في أعصابهِ فأصبحَ ذاهبَ القلبِ مدلّهَ العقلِ! ولو كان ذا لب لتأمل مناتنها كما تأمل مفاتنها! لتأمل مخرجَ البولِ والغائطِ منها ورائحةَ البخرِ والعرقِ فيها ولكنَّ العاشقَ دائماً (ينظرُ بعينٍ واحدةٍ فيرى جانباً ويعمى عن جانبٍ)!
وكانَ لهذا العاشقِ خليطٌ حميمٌُ جعلهُ واسطةً بينهُ وبينها،جعلهُ شيطاناً يحملُ رسائلهما الشهوانيةَ فيلهب ما بينهما.
مرَّت أيامٌ ببياضها وليالٍ بسوادها وهما على هذه الحالِ وكلُّ رسالةٍ تزيدُ من تعلقِهما ببعضهما.فطرقَ العاشقُ كلَّ الأبوابِ وسلكَ كلَّ السبل وفكرَ بكلِّ عقلهِ ليصلَ إلى محبوبتهِ فلمْ يفلحْ وذهب كلُّ ذلك باطلاً فأخذتْ عليهِ وقتهُ وعمرهُ فأنفقَ شبابهُ في الأهواءِ وصحتهُ في الفحشاءِ فغابَ عن شهودِ الخمسِ والجمعِ وانعزلَ عن حلقِ الذكرِ ومجالسِ الرجالِ حتى لفظتهُ قبيلتهُ وخاصتهُ فسقمَ وهزلَ وساءتْ حالهُ وعَرضَ له من الأمراضِ والعللِ ما جعلَ القنوطَ خليطهُ واليأسَ خليلهُ يقول أحد لِداتهِ :دخلتُ عليهِ وهو مُشفٍ على الموتِ يجودُ بنفسهِ قدْ ألصقَ خدهُ على الأرضِ وأرسلَ حُرقتهُ في مجاري دموعهِ وأخذَ ينشدُ:
من للمحبِ ومن يعينهُ**والحبُ أهنــأهُ حـزينهْ
أنا ما عرفتُ سوى قسا**وتهِ فقولـوا كيفَ لينـهْ
إن يُقضَ دينُ ذوي الهوى**فأنا الذي بقيتْ ديونهْ(1)
ثم تمثلَ بأبياتٍ يعني بها نفسهُ:
يا من لهذا المريضِ المدنفِ العاني**مرددِّ النفسِ من آنٍ إلى آنِ
إذا رأى الليلَ ظنَّ القبرَ شقَ لهُ**وظنَّ أنجمهُ آثار أكفانِ
مطرَّح الهمِ في كلِّ الجهاتِ فما**يرى بكل مكانٍ غير أحزانِ
تَؤزُّه كبد حرّى مُعلقةٌ**من الأضالعِ في أعوادِ نيرانِ
يا من لهُ إذ يرى....(1)
فأخذتهُ عبرةٌ قطعتْ إنشادهُ أشفقتُ عليهِ منها فقلت:ارفقْ بنفسك هُديتَ! لا ينبغي لك هذا أنتَ مؤمنٌ مقبلٌ على ربٍّ رحيمٍ فتبْ إليهِ واستغفرهُ واختمْ أيامك بذكرهِ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }(الزمر53) ثم احتسبْ تلكَ الفتاةَ وما ألحقتهُ بكَ من همٍ وألمٍ ، وما يصيبكَ من أذىً فهو مكفرٌ لخطاياكَ ومن تركَ شيئاً للهِ عوضهُ اللهُ خيراً منهُ!
فقالَ العاشقُ بصوتٍ غمرتهُ الدموعُ :نعم...نعم لم أهتدِ إليها ولم أصبها في الدنيا! فاستبشرتُ وقلتُ لعلَّ اللهَ أنْ يهديهُ ويرحمهُ! لعلَّ اللهَ أن يهديهُ ويرحمهُ!
فقالَ وقد أعلى صوتهُ : هي نصرانيةٌ...هي نصرانيةٌ...هي نصرانيةٌ! وأنا أريدها في الآخرةِ...!!
وأنا أُشهدكَ أني قد كفرتُ بدينِ محمدٍ وآمنتُ بدينها وصليبها... كفرتُ بدينِ محمدٍ وآمنتُ بدينها وصليبها... فخرجتْ روحهُ مع آخرِ حرفٍ لفظهُ!! فاقشعرَ لما قالهُ جلدي وحوقلتُ وسألتُ الله َالعافيةَ !
قالَ الراوي : فلما رمسناهُ في مقابرِ النصارى أميتُ تلكَ الفتاةَ التي من أجلها تنصرَ وسلخَ دينهِ لأقفَ على خبرها فوجدتُها كما وجدتُ صاحبها قد أخلق العشقُ عمرها وثقب قلبها وأوهن روحها وطوى ما نُشر منها فلمْ أشأ أنْ أُخبرها بنهايتهِ فجلستُ أستمعُ لهمهمتِها فإذا فيها هذه الكلمات:هو مسلمٌ...هو مسلمٌ...هو مسلمٌ...! وأنا أريدهُ وأحتسبهُ في الآخرةِ، فتعجبتُ لقولها!
ثم قالتْ بصوت عالٍ:أشهدُ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ... أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ... فلفظتْ روحَها فالتفتَ إليَّ أبوها وقالَ : خذوها فإنَّها منكم! فحوقلَ الشيخُ أبو عبد الله وفضَ المجلسَ!
حسين بن رشود العفنان
في حائل ـ حرسها الله ـ .
—------
حاشية:
(*) أبو عبد الله اللغوي شخصية استحدثتها لإدارة القصة!
(1) الأبيات للعلامة الرافعي ـ رحمه الله تعالى ـ
❥
#ﻗﺼﺔ_ﻭﻗﺼﻴﺪﺓ 📜
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ ..
ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ مجموعة من الشعراء ،
ﻓﺼﺎﺩﻓﻬﻢ ﺷﺎﻋﺮ ﻓﻘﻴﺮ ﺑﻴﺪﻩ ﺟﺮّﺓ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﺫﺍﻫﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻴﻤﻸﻫﺎ ﻣﺎﺀ ﻓﺮﺍﻓﻘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ،
ﻓﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺇﻛﺮﺍﻣﻬﻢ ﻭﺍﻹﻧﻌﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻭﻟّﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﺠﺮّﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮّﺛﺔ
ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻭﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻚ؟
ﻓﺄﻧﺸﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ :
ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖُ ﺍﻟﻘﻮﻡَ ﺷﺪﻭﺍ ﺭﺣﺎﻟﻬﻢ
ﺇﻟﻰ ﺑﺤﺮِﻙ ﺍﻟﻄَّﺎﻣﻲ ﺃﺗﻴﺖُ ﺑِﺠﺮﺗّﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ :
ﺍﻣﻸﻭﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﺠّﺮﺓ ﺫﻫﺒﺎً ﻭﻓﻀّﺔ .
ﻓﺤﺴﺪﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻫﺬﺍ ﻓﻘﻴﺮ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻭﺭﺑّﻤﺎ ﺃﺗﻠﻔﻪ ﻭﺿﻴّﻌﻪ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ :
ﻫﻮ ﻣﺎﻟﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ .
ﻓﻤُﻠﺌﺖ ﻟﻪ ﺟﺮّﺗﻪ ﺫﻫﺒﺎً ، ﻭﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻔﺮّﻕ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،
ﻭﺑﻠﻎ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﺎﻩ
ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﻓﻘﺎﻝ :
ﻳﺠﻮﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺨﻴّﺮﻭﻥ ﺑﻤﺎﻟﻬﻢ
ﻭﻧﺤﻦ ﺑﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴّﺮﻳﻦ ﻧﺠــﻮﺩ
ﻓﺄﻋﺠﺐ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﺠﻮﺍﺑﻪ ، ﻭﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﺗُﻤﻸ ﺟﺮّﺗُﻪ ﻋﺸﺮ ﻣﺮّﺍﺕ ،
ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ
ﻓﺄﻧﺸﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﺪﺍﻭﻟﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ :
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ
ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞ
ﺗﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕ
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺃﺣـﺪ
ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍﻷﻳـﺎﻡ ﺗـﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﺟﻌﻠﺖ
ﺇﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕ
ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ
ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣـﻮﺍﺕ
❥
تتعجبون لذلك؟!..كانت تلك القناة ، قناة المجد ، برنامج المستكشف ، وإن ذلك الموقع الذي حدثتكم عنه هو موقع " صيد الفوائد" " http://www.saaid.net/ "، جزى الله القائمين عليه خير الجزاء،وقد أدمنت في قسم " للنساء فقط " ، فقد قلب لي حياتي،وجرت علي من المحن والعقبات ما الله به عليم،فلحد الآن الكل يعارضني على التزامي،فهذا شأن كل ملتزم،وخصوصا حجابي،بحكم ندرة المتحجبات عندنا..ولولا أن أجرى الله هدايتي على يد القائمين على هذا الموقع ، لما شعرت بالسعادة التي أن فيها..
فقد كنت أظن نفسي مهداة قبل ذلك،أتبع أيا كان ممن يقول أنا داعية مسلم،وأغتر بأي موقع به كلمة إسلام،وكم هي كثيـــرة ولكن..!
فإذا بي أجد نفسي اقتربت من شفا جرف هار،فأنقذني ربي من كل ذلك بهذا الموقع!
فلو دعوت الله صبح مساء وفي كل سجدة ، بل في كل حركة ، للقائمين على هذا الموقع لما وفيتهم حقهم..وحسبهم بأن الله يجعلني وصويحباتي في ميزان حسناتهم..
صرت أشعر حقا بأنني درة مكنونة وجوهرة مصونة..
وأما عن تركي للدراسة حينها فقد كان للإختلاط والسفور..
ولما رجعت- مكرهة- ، لم آل جهدا ولله الحمد في أن أعرف البنات ما قد عرفت،فصرت أنشر المواضيع بين البنات،وأحاول أن أشعرهن بعض سعادتي..كل ذلك من دون إذن صاحب الموقع!!!!<ولست أظنه يعارض..>
وأخي،قد أغرقته في قسم القصص ،"وإن في قصصهم لعبرة"، فقد كانت تؤثر فيه كثيرا حتى البكاء، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وأما الآن،فقد أدمنت الدعوة إلى الله في المنتديات،ولله الحمد والمنة،وطبعا كل ذلك من الأفكار التي استقيتها من الموقع ، فقد وفى- جزاه الله خيرا- في شحذ الهمم وتهيئة النفوس للدعوة، وأخرجني من دائرة اسمها "استقيمي أنت أولا ثم بعد ذلك ادعي إلى الله"..
وأخيرا أقول لصاحب هذا الموقع،هنيــــئا لكم!..لأني متأكدة من وجود العشرات أمثالي..قد يسر الله لهن الهداية ثم الدعوة إليه عبر موقعكم..
وأخيرا،أوصي كل من يلج هذا الموقع أو حتى يسمع عنه أن يدعو له بجزيل الأجر والمثوبة،ومزيد من الهداية والتوفيق،وأن يجعله في ميزان حسنات صاحبه يوم لا دينار ولادرهم..
اللهم اهد شباب المسلمين إلى مثل هذه المواقع ، وأبعدهم عن مواطن الشبه والمحرمات..اللهم طهر قلوب فتيات المسلمين من أدران التحضر الزائف،واجعلهن تائبات عائدات متبعات لا مبتدعات..آآآمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــ📚📚📚ــــــــــــــــ
فدفع المال إليّ على أن أرده في
الأجل المسمّى الذي ضربتُه ، وانطلقت إلى السفينة التي حملتني إلى الشاطئ الآخر ،
ولم تمضِ أيام حتى قضيت حاجتي ، وبعت واشتريتُ ، فرزقني الله تعالى رزقاً طيّباً وفيراً .
وكان لا بد أن أشكر الله على فضله ومَنّه وكرمه ، ولا يكون الشكر إلا برد الحقوق إلى أصحابها ، وشكرهم على معروفهم ،
فقديماً قالوا : من لا يشكرِ الناس لا يشكرِ الله .
وقفت على الشاطئ ألتمس مركباً يعود بي إلى الضفة الأخرى ، فلم أجد . وسألت عن طريقة أصل بها إلى الرجل الفاضل الذي أغاثني في الوقت الذي وعدته أنْ أفيَه . فلم أجد .
لا بد أن أفعل شيئاً يرضي الله تعالى فهو الشهيد علي ، وهو سبحانه كفيلي .. يا رب يسر أداء ديني واجعلني من المقبولين لديك ، هاأنذا ضاقت بي الحيلة ، وأنت حسبي ، وعوني . ..
إن إخلاص المرء لله وصدقه في التوجه إليه يرضيه سبحانه ، ويُرضي الناس عنه . وأنا راغب في إيفاء الرجل حقه والتزامي بعهدي إياه .. فيا رب أنت الشهيد ، وأنت يارب الكفيل ، توجهت إليك ربِّ ، فاهدني إلى قضاء ديني ، واحفظ عليّ ماء وجهي .
وأراد الله سبحانه أن أفي بعهدي ولا أخفر ذمتي ، فألهمني أن آخذ خشبة كبيرة ، فنقرت فيها جوفاً يتسع لألف دينار وضعتها فيه ، وكتبت رسالة إلى صاحبي أعتذر فيها عن حضوري مع الوديعة ، وأشكره على شهامته ونجدته ، ثم سوّيتُ موضع الحفر وسدَدْتُه بإحكام تام ، وأتيت بها إلى البحر .
لئن يكن في قابل الأيام مصارف منبثة في أرجاء المعمورة تسهل المعاملات التجارية ، أو وسائل اتصال يبدي بها المرء عذره ، إن الحاضر بدائي ليس فيه شيء من هذا .
ولو كان معي رجل يرى ما أفعل لقال : إنني مغفل معتوه . كيف أدفع المال الذهبي – وهو ثقيل – في جوف شجرة كبيرة ، قد تنحرف يميناً أو شمالاً فتعلق في غابة مرجانية ، أو تغوص في دوّامة مائية فتنشقّ، أو تصطدم بصخرة قوية فتتفتّت ، وتتناثر الدنانير في الماء ... وهل تصل إلى صاحبها ؟ هل من المعقول ذلك وآلاف الناس على البحر ، إن أخذها أحدهم لم يدّع الآخرون أنها لهم ، ولماذا يدّعون وهي لا تصلح لشيء ؟!
لكنني أشهدْت اللهَ ، وجعلتُه عليّ كفيلاً ، ورضي الرجل بشهادة الله وكفالته . ويقيني أنه سبحانه سيوصلها إليه . .. يا رب ؛ إنك تعلم ما جرى بيني وبين الرجل ، وإني جهدتُ أن أرى مركباً يوصلني إليه ، أو يوصل إليه الأمانة ، فلم أقدر ، وإني أستودعكها ...
ورميتُ الخشبة في البحر ، حتى غابت فيه ، ثم رحتُ أبحث عن أول مركب يوصلني إلى مدينتنا على الشاطئ الآخر ..
خرج التاجر عبد الله في الوقت المحدد الذي اتفقا عليه ينتظر مركباً يصل يوسف على متنه فيتلقّاه ويهنئه على سلامة الوصول ، ويسترد ألف الدينار ، أو يرى سفينة يحمل ربانُها المال من يوسف ، ولكنه لم يجد أحداً .. ورأى خشبة قذفتها الأمواج إلى البابسة ، لمّا تجف ، فأعجبه حجمها ، فأخذها لأهله حطباً ، فلما نشرها وجد المال
والرسالة ... ما أشد فرحته ، وما أعظم سروروه !! كيف تسنّى ليوسف أن يفعل هذا ؟! وكيف تفتّق ذهنه عن هذه الحيلة ؟! لولا صدق إيمانه بالله ما فعل هذا ، ولولا حسن توكله على الله وثقته به ما اطمأنّ إلى ما فعل .
فقال : الحمد لله الذي -عرّفني عن تجربة - على صديق وفي وأخ كريم . لأصاحبنّه وليكوننّ أخي ، فالأخ المؤمن سراج يضيء حياة الآخرين بفيض من إيمان ....
ولك - يا رب – الشكر ، فأنت سبحانك نعم الشهيد ونعم الوكيل . لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيتَ على نفسك .
وقدم يوسف بعد مدة ، فانطلق فوراً إلى عبد الله ، وقدّم له الدنانير الألف معتذراً عن تأخره .
قال عبد الله : هل كنتَ بعثتَ إليّ بشيء ؟
ولعلّ عبد الله كان يظن أن يوسف لم يقدر أن يفي بوعده في الأجل المسمى ، وأن الله تعالى – حين رضي به عبدُ الله شهيداً وكفيلاً – أمر أحد ملائكته ، ففعل ما وجده على الشاطئ .
فهو إن سأل يوسف ، فلم يلقَ جواباً أيقن أن الله قضى عنه ، وإن كان يوسف هو الفاعل ليتمسّكنّ بصحبته إلى الأبد كما قرر سابقاً .
فحدّثه يوسف بما فعل ، فقال عبد الله مطمئِناً إيّاه : فإن الله تعالى قد أدّى عنك الذي بعثتَ في الخشبة ، فانصرف بأموالك راشداً .
📕صحيح البخاري مج/2 ج /3
كتاب الإجارة ، باب الكفالة
في القرض والديون
ــــــــــــــــ📚📚📚ــــــــــــــــ
- قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم
اليد الشلاء
حسين بن رشود العفنان
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ
استفتحَ أبو عبد اللهِ اللغويّ (*) مجلسهُ بعدَ أنْ حمدَ اللهَ وأثنى على ورسولهِ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ـ قائلا:
سأروي لكمْ قصةً تُزلُ عصيّ الدمعِ وتبكي من قلبهُ كالحجارةِ قسوةً كما تبكي من قلبهُ كالماءِ ليناً ويجني منها من كان له قلبٌ العظةَ والعبرةَ.
فاشتاقَ من حضرَ للقصةِ، ونبهَ الشيخُ بفرشهِ حواسَ طلابهِ كلِّها فشخصتْ أبصارهم فما تطرف وخرسوا فما تسمعُ لهم ركزا.
فقالَ الشيخُ: علمتْ (أم محمدٍ) أن زوجها قد بنى بزوجته هذه الليلة فانكبتْ تبكي على حصيرٍ في دارها فاختلطتْ دموعها بظلامِ ليلها وظلامِ دارها... ظلماتٌ بعضها فوقَ بعضٍ على نفسها!
ولا أنيسَ لها يخففُ وجدها إلا وصيفةٌ مثقلةٌ تحملُ بعضَ حملها وتذهبُ إلى أبنائها تبيتُ عندهم.
هذا وإذ (بأي محمدٍ) يدخلُ والسراج في يدهِ يهتزُ وما ذاكَ لكبرٍ في سنةِ أو لضعفٍ في بدنهِ فهو لا يزالُ في العقدِ الرابعِ من عمرهِ ولكنَّ أرضَ الدارِ غير سجسجٍ ولا مستويةٍ.
فلما أحستْ بضوئهِ الضعيفِ يختلطُ بدمعها السخينِ كفكفتهُ إجلالا له فقدْ كان أبو محمدٍ رجلا صالحاً حسنَ الخلطةِ طيبَ العشرةِ فلم ترَ منه امرأتهُ سوءاً قط !فاعتدلتْ في جلستها وأرسلتْ بصرها إلى الأرضِ.فقعدَ بين يديها ووضعَ السراجَ عن يمينهِ فرأى دمعها يُضيءُ على خدها فرفعتْ بصرها إليه فكأنما أرادتْ أن تقول شيئاً فارتجَ عليها وشرقتْ بالدمعِ!
فقالَ (أبو محمدٍ): أعرفُ ما تريدينَ قولهُ فأنا واللهِ لم أقدمْ على الزواجِ رغبةً فيهِ وإن الحياةَ معكِ لا عِدل لها، ولا يوجدُ في الدنيا من يرغب عن زوجته التي تحفظهُ في غيبتهِ وشهادتهِ.
ولكنه!...حبُ الولدِ ...! حبُ الولدِ...!
فأنا صائرٌ إلى ضعفٍ ومتحولٌ إلى وهنٍ وزائلٌُ لا محالةَ فأريدُ الولدَ الصالحَ شباباً ألبسهُ في هرمي وعملا صالحاً يصيبني برهُ في قبري وأنتِ ستكونين ملكةً في بيتكِ تتقلبينَ آمرةً ناهيةً لا يشارككِ في ملكهِ أحدٌ.
ثم اعلمي أنك ِبفعلكِ تعترضينَ على حكمِ اللهِ سبحانهُ وتعالى وعدلهِ، فالرجلُ لا يحبسُ نفسهُ على امرأةٍ واحدةٍ ولهُ الزواجُ بأكثرَ من ذلكَ ولا ملامَ عليهِ وإن كانتْ امرأتهُ ولوداً ودوداً...
فاستغفري لذنبك ِوأنيبي إلى ربكِ !
فرفعتْ رأسها بعدَ نكستهِ ثم أجالتْ بصرها على وجههِ لترَ صدقَ كلامهِ لتستوثقَ وتأخذَ الأمانَ! فرأتْ ما أراحَ بالها وخففَ عنها وجدها!
مضى حينٌ من الدهرِ رُزِقَ فيهِ( أبو محمدٍ) وليداً من زوجتهِ الثانيةِ فطارَ بهِ فرحاً وأولمَ ودعا من استطاعَ إليهِ سبيلا من أصحابهِ ولداتهِ وجيرانهِ.
وكان بهِ كلفاً لا يدخلُ الدارَ إلا قبلهُ أو حملهُ ولا يخرجُ إلا شمهُ أو ضمهُ.!
ولم يعلمْ (أبو محمدٍ) أن الحزنَ والهمَ سيشوبانِ فرحهُ وينغصانِ عليه سعادته وكذا الدنيا طبعتْ على كدرٍ فمن تصفو له من الأكدارِ والأقذارِ؟!
فسكتَ الشيخُ ـ راوي القصةِ ـ وتناولَ قدحاً أمامهُ ومذقَ منه مِذقةً!
فاشرأبتْ أعناقُ من حولهُ وكأنَّ أرواحهم ردتْ إليهم وكأنهم كانوا في حلمٍ قطعتهُ عليهم هذه المذقة!
فقالَ أحدُ طلابهِ في شوقٍ : يا شيخُ و ما الذي سيصيبُ الطفلَ فينال أبويهِ مصابهُ !
فحمدَ الشيخُ اللهَ على نعمتهِ وأنزلَ القدحَ على الأرضِ ثم قالَ: في يومٍ قد قربَ غروبهُ كانتْ (أم محمدٍ) في الدارِ ترعى شؤونها والأخرى تحلبُ ضرعَ البقرةِ وقدْ تركتْ ابنها في صُفةٍ قريبةٍ منها.وبينا هي تحلبُ إذ تقهقرتِ البقرةُ فرمحتِ الإناءَ فانسكبَ الحليبُ وانساحَ على الأرضِ والتاثَ بطنُ الإناءِ بالروثِ والبعرِ فهرعتْ متضجرةً إلى ركيٍّ قريبةٍ من مكانها وامتاحتْ ما غسلتْ به الإناءَ وهي كذلكَ إذ خرجتِ البقرةُ من مكانها ترتعُ فدخلتِ الصفةَ ـ فاسترابتْ (أم محمدٍ) من دخولها وعلمتْ أنها ستصيبُ الطفلَ بسوءٍ فحبستها غيرتها في مكانها ورانتْ على عقلها فخلتْ بين الدابةِ و الطفلِ !
دخلتِ البقرةُ فوجدتِ الطفلَ قد لفَ بخرقةٍ وكان من عادتِ نساءِ تلكَ الديارِ أنهنَّ يُضمخنَ الوليدَ بسائلٍ حفاظاً على إهابهِ الرقيقِ من الذرِ وخشاشِ الأرضِ وكان هذا السائلُ يجذبُ الدوابَ فأمتهُ فشمتهُ فلاكتهُ فصرخَ الطفلُ صرخةً كانتْ بمسمعٍ من أمهِ!
فانتبهتْ ورمتْ ما في يدها وكادَ لبُّها أن يطيرَ وقلبها أن يذوبَ وركضتْ كالمجنونةِ لا تلوي على شيءٍ فإذا طفلها تكادُ كبدهُ تنصدعُ من شدةِ البكاءِ والألمِ.
فانكبتْ أمهُ تبكي وتقبلهُ وتضمهُ إلى صدرها وشقتْ نطاقاً كان على رأسها وعصبتْ به يدَ الطفلِ..!فأشفقتْ( أم محمدٍ) عليها وكأنَّ الندمَ قد خالطَ فؤادها.
ثم علمَ (أبو محمدٍ) بما جرى حينَ عادَ إلى الدارِ مع سوادِ الليلِ فما بضتْ عينهُ ولا جزعَ بل صبرَ واحتسبَ.
فهبطَ. الليلُ والحزنُ والهمُ على قلبِ أبويهِ فلم يستطيعا عملَ شيءٍ سوى الصبرِ والسهرِ بجانبهِ والنظرِ إلى يدهِ التي قد شلتْ وربطتْ بخرقةٍ خلقةٍ…!
✔️علاج التكاسل عن الطاعات
@goodwoman
-----
36|-قصص علمتني الحياة ولا أروع
📔| @gasas1
33|-وصايا ليحبك زوجك
💓| @moslamawoman
29|-مادة اللـــغة العربيــة
📕| @ar_abcd
24|_ســر شــعر الهنديات
👑| @medical_35
20|-الرقية الشرعية وتفسير الاحلام
📌| @hqcye
🍃🌹
📸|_صـور روعة للواتس اب
19| @ansar113
💚|-خواطر وكلمات لاتحزن
18| @llgnan_ms
🌹|_ باب الرزق .. الإستغفـــار
16| @estigfar
🎬|-فيديوهـــات قـيــمة
16| @waagelto
📖|_قرآن كريم مع التفسير
15| @AL_QURAN1133
⛵️|إركب معنا سفينة النجاة!
13| @aberoon
🌹|_فوائد وحكم د/النابلسي
12| @naplsy
💎|-موسوعة الشيخ النابلسي
11| @NABLSi
🍃🌹
➎ @alhakikah1122 طريقك للحقيقة
➏ @raihaan روح وربحان
➐ @ALHSNATT مقاطع دينية
➐ @islamic12344 دعوة إلى الله
➑ @Albasmalah البسملة للقرآن
➑ @AL_Qarain محمد رسول الله
➑ @noor12333346 من كل بستان
➑ @Rabeaelklop ربيع القلوب
➑ @Aldawatoislam كن داعية
❾ @Islamic5 كيف نكسب الإستقامة
🍃🌹
① @maan123 تدبر القرآن
① @taalontoop تعالوا نتوب
① @Ali_alareefi رحيق المسك
① @deenaleslam المشتاقون للجنة
① @islamhayah من كل بستان زهرة
① @hmoesnalade الفقه الشافعي
① @alfwad2 اروع الفوائد
① @hadef10 بداية نجاح
① @Dorosfyaldeen العلم النافع
---
① @aldalalaalkeer الدال على الخير
① @yaarab_a3ini يارب أعني
① @alrahman رائحة الجنة
① @Video_lslamic2 فيديوهات دعوية
① @qadawat أمهات المؤمنين
① @fathakyr تدبر جزء تبارك
① @QURAN_SUNAH مواعظ
① @Rmaziat_12 قناة تصاميم
🍃🌹
-درر إسلامية
❪②❫ @alforkanq
-همسات زوجية
❪②❫ @islam6893160
-اطايب الكلام
❪②❫ @atayb
-حديث الرسول
❪②❫ @islam6893
-تعلم الانجليزية بطلاقة
❪②❫ @blelm5
-صور نقية مع خواطر
❪②❫ @GOOWORD
-الدرر السنية
❪②❫ @adorrar
-طريق الفردوس
❪②❫ @privp
-دراسة الفقه الحنبلي
❪②❫ @sonan4
---
-غيمة نقاء
❪②❫ @yA_fy
-أهل القرآن
❪②❫ @Ahlalquran
-فهبوا للجنان
❪②❫ @FbikoSs_93
-القرآن الكريم
❪②❫ @AL_QURAN13
-محمد بن عبد الوهاب
❪②❫ @altohiid
-فيديوهات مؤثرة
❪②❫ @zahratislam
-تأملات قرآنية
❪②❫ @tdbrat
-مدارج السالكين
❪②❫ @fawaaidSalafi
-أنين التائبين
❪②❫ @aneeeen
---
-صور وتس
❪②❫ @roabt
-اناشيد جديدة
❪②❫ @Carols_new
-الوعي الفكري
❪②❫ @Awarenes_s
-أغـرب(8)حيوانـات
❪②❫ @sbhankrbe
-بستان الحسنات
❪②❫ @sedratalmontha
-روائع السنة النبوية
❪②❫ @mn_aa
-الف سؤال وجواب
❪②❫ @musabaqa
-بأخلاقنا نرتقي
❪②❫ @akhlap
-خطب ومحاضرات مكتوبة
❪②❫ @hat2222
🍃🌹
❪K③❫فوائد ودرر
∫ @AL_DOORR_90
❪K③❫-كنوز النابلسي
∫ @ALNBLSY
❪K③❫-خطب ومحاضرات مؤثرة
∫ @saoot
❪③K❫-نصائح لتكوني أجمل
∫ @fekrty
❪③K❫-هي زوجتي
∫ @fhfhjjkk
❪③K❫-بدون خجل للنساء فقط
∫ @konma3allah1
❪③K❫-فلسطين لن تضيع
∫ @BlessedCham
❪④K❫-سقيا الأرواح للصوتيات
∫ @sogiaalarowah
❪④K❫-فتاوي المرأة المسلمة
∫ @goodsteps
❪④K❫-تأملات قرآنية
∫ @ALTDBR
❪④K❫-كلمات تلمس قلبك
∫ @almfalaneee
❪⑤K❫-تطوير الذات
∫ @ALYEMENNE1
❪⑤K❫-قصص ستغير حياتك
∫ @NABLSi100
❪⑤K❫-سارة لتعليم الإنجليزي
∫ @see_shoo
❪⑤K❫-شرح متشابهات القرآن
∫ @mutshabh
❪⑥K❫-عجائب وغرائب
∫ @hamasatno0or
❪⑥K❫-الجنة تناديك
∫ @Aljannatnadeek
❪⑥K❫-دعاء في أقل من دقيقة
∫ @baqaty6
❪⑥K❫-الحب هو ♡ ؟
∫ @memfy
❪⑥K❫- ﷺ السيرة النبوية
∫ @Assiraalnabawia
❪⑦K❫-قصص عمالقة المسلمين
∫ @alsapkon
❪⑨K❫-أسباب السعادة والنجاح
∫ @follah97
❪⑨K❫-إشـراقة الصــ🌤ـــباح
∫ @aishraqat
🍃🌹
✍|علاج التبول اللاارادي عند الاطفال
11| @awladana
📕|_قصص ومعجزات الأنبياء
11| @qasassalanbiaa7
📖|كيف أحفظ القرآن الكريم?
12| @QURAN13
❣|_ٲمــــي جنتــي
12| @Rawnq34
🎤|_أناشيد حداء ونداء
12| @anashed_new
📚|-دروس النابلـسي
13| @Alnablse
📙|- وقفات مع أية
13| @tadaabr
💜|-الداعية عمر عبد الكافي
17| @ALQORAN_1
🍃🌹
19|-قناة زاد المسلم للجنّة
🌴| @Riyad01
22|-لعلاج تساقط الشعر
☺️| @myhealthlife
24|-أروع الكتب الإسلامية
📘| @KOTOB_ISLAMIC
29|_اجعلي لك بصمة في حياة زوجك
👍| @goodwoman
33|-تحفيز الذات
💪| @humandev
43|_بوصله حياه المرأه
💗| @house4you
🍃🌹
√مُثبَّتة تُحْذَف 9ص بتوقيت مكة المكرمة
《 أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ 》
‼️عندما لا تنجح في أمر ‼️
فَاعلم بأن الله سبحانه وتعالى
يعلم أنه ليس لك 💯
إما أنك غير مستعد له..
أو أنك لن تقدر على تحمله الآن،
أو أن هناك قادم أفضل لك منه 👍
فَارضى بما كتبه الله لك
وابتسمم 😊 ثم ادخل هنا👇
➖➖
https://telegram.me/joinchat/AAAAADugjb26mmv4dRfU5A
مقتطفات
بالإضافة لما يحتويه التبغ بكل أنواعه من نيكوتين وغازات أخرى ، فقد ثبت علمياً أنه يحتوي على مواد كيميائية مسرطنة قد تؤدي إلى تحول الخلايا الطبيعة في الجسم إلى خلايا سرطانية ( خاصة إذا كان الجسم مؤهلاً لذلك ) .
حقائق علمية :
• التدخين هو السبب في 30% من أمراض السرطان و 90% من سرطان الرئة ، كما أنه السبب الرئيس للوفاة عند الرجال حيث فاق سرطان الثدي بصفته السبب الرئيس للوفاة عند النساء .
• هناك علاقة واضحة بين الفم والشفتين واللسان والحلق واستخدام السجائر والغليون والسيجار ومضغ التبغ ، إن مدخني الغليون والسجائر معرضون للإصابة بسرطان الفم والمريء بمعدل يزيد 3-5 مرات عن غير المدخين .
• من الواضح أن سرطان الشفة واللسان له علاقة بتدخين الغليون والسيجار .
• التدخين هو السبب الرئيس للإصابة بسرطان الحنجرة ، الأمر الذي قد يفقد الشخص صوته وربما يؤدي إلى الوفاه .
كيف يمكنك الإقلاع عن التدخين ؟
تستطيع ذلك ، لا تعتقد أنه قد فات الأوان للإقلاع عن التدخين لأن الضرر قد حصل ، هناك دلائل طبية أثبتت عكس ذلك إذ أن جسمك يبدأ بالتعافي بعد الإقلاع عن التدخين مباشرة .
قد يبدو اتخاذ القرار صعباً ،ـ لذا توقف لمدة أسبوع ( حاول أن تكون قوي الإرادة ) . بعد النجاح حتماً ستشعر بالفرق ، حاول أسبوعاً آخر .
وهكذا حتى تتمكن من التخلص من هذه العادة ، العقبتان الرئيسيتان هما الإدمان على النيكوتين ، والثانية هي عادة التدخين .
المصدر : مستشفي الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث
وبعد أن كنا نتصدق بما يزيد عن حاجتنا بتنا ننتظر ما يجود به المحسنون علينا بعد أن أقعد المرض أبا خالد فترات طويلة فكان يغلق متْجرهُ كلما زاد عليه الألم ... وأخذت آلامه تشتد ويضيق صدره ويخرج الدم الغزير مع تقشّعه وسعاله الذي كان يخيفنا ونشعر باقتراب أجله ، وكان لونه أصفراً وجسمه هزيلاً لقلة شهيته للطعام وهو لا يدري أنه أصيب بسرطان الرئة الذي بدت علاماته ، وأن النهاية قريبة وهو الموت المؤكد ..
سادت لحظات من الصمت قطعتها أمينة بصوت مخنوق وهي تمسح خدي أختها المبتلين بالدموع : رحم الله أبا خالد وبارك الله في أطفالك من بعده وأعانك على حمل مسؤولية تربيتهم ورعايتهم ...
أضافت أم خالد : لهذا كله سأعمل جاهدة لأقنع ولدي ألا يسير على نهج أبيه ولكن لا أدري كيف السبيل إلى ذلك ؟ هل ألجأ إلى ضربه وتعنيفه ومعاقبته أو إلى نصحه وإرشاده بلين وعطف ؟.
وهل يكفي هذا لتعديل سلوكه وإصلاح شأنه ؟ لقد احترت في أمري أرجوك أن تخبريني ما الطريقة المثلى لحل مثل هذه المشكلة ؟.
أبواب الحل
قالت أمينة : أني أرى أن تصارحيه بالحقيقة دون عنف أو عقاب لأن الضرب سوف يمنعه من التدخين أمامك فقط .... ولكن خذيه إلى جوارك وأرشديه إلى ضرر التدخين وسوء عواقبه كي يقتنع بتركه بدافع من نفسه ولا يعود إليه ثانية على الإطلاق .. واستدركت قائلة : لقد تذكرت ، هناك لجنة خاصة لمكافحة التدخين – وهي لجنة خيرية – من أولوياتها حماية النشء من الوقوع في براثن التدخين ومن محاسنها أنها تخاطب النشء على حسب مداركهم العقلية ، وتعرفهم بمخاطر التدخين ، ما رأيك أن تعرفي عنوانها وتأخذي خالداً إليها فربما تجدين الحل المثالي هناك ....
انفجرت أسارير أم خالد وتفتحت أمامها أبواب الأمل وقالت بشغف والفرحة تغمر فؤادها : هل ما تقولينه حقيقة يا أختي ؟. إن هذا لشيئ عظيم . الحمد لله على كرمه وإنعامه ...
أجابت أمينة : إن العالم كله أدرك بأن مشكلة التدخين مشكلة اجتماعية واقتصادية خطيرة على الفرد والمجتمع ، لذلك تسابقت الدول إلى تأسيس الجمعيات المناهضة للتدخين مساهمة منها في علاج المدخنين وحماية غير المدخنين ، وبث الوعي الصحي لديهم لوقايتهم من أخطار التدخين ...
شكرت أم خالد أختها أمينة على نصائحها القيمة وودعتها وأخبرتها أنها ستوافيها بما سيجد معها في مشكلتها . وتنفست الصعداء وشعرت بالراحة والطمأنينة بعد أن عانت من القلق والاضطراب واستغرقت في نوم عميق لم تستيقظ منه إلا على صوت جرس الباب ، فقد أتى الأولاد من المدرسة ...
وبعد الغداء جلست مع ابنها خالد وصارحته بأنها اكتشفت أنه يدخن .. حاول خالد في البداية أن ينكر علاقته بالسجائر ولكنه اعترف أمام ما رأته عيناه من رقة أمه وشفقتها وخوفها عليه فأخبرته ببعض أضرار التدخين خاصة على نموه وتحصيله الدراسي ونشاطه البدني .
عندها أطرق خالد وقد دمعت عيناه نادماً وأدرك خطأه ووعد أمه ألا يعود إلى التدخين ثانية فقالت له : ما رأيك أن نراجع لجنة مكافحة التدخين لمساعدتك على تركه بشكل نهائي ؟ فأومأ برأسه موافقاً ..
- لقد بنينا العمارة الكبيرة الموجودة في آخر هذا الشارع، وكنا متوقعين أن نحقق منها ربحا بسيطا. ولكن الله منّ علينا، فحققنا أضعاف ما كنا نأمله. ولذلك فقد قررنا أن نخصص شقة في سبيل الله لأسرة أحد الفقراء. خذ!! هذه مفاتيح الشقة، وهذا هو عقدها، واختر أنت بنفسك أحد الفقراء ليكون مالكها!!!
وفي اليوم التالي، أخذ إمام الجامع يبحث عن عم علي بين المصلين. فلما وجده، توجه إليه:
- السلام عليكم يا عم علي. هل صليت في جوف الليل ودعوت الله أن يرزقك الشقة؟
فرد عليه عم علي:
- نعم.
فصاح إمام الجامع:
- إذن أبشر! فقد استجاب الله لدعائك ورزقك الشقة التي تريد.
وقص عليه إمام الجامع قصة الشقة. ولم يصدق عم علي نفسه، وأخذت دموعه تنهال على جبينه، وخر ساجدا شكرا لله تعالى. وأخذ يتمم بكلمات الشكر لله رب العالمين على رزقه الواسع. وصدق الله سبحانه إذ يقول: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } [ الذاريات: 22-23 ] .
19 من ذي القعدة عام 1425 من الهجرة ( الموافق في تقويم النصارى 31 من ديسمبر عام 2004 ).
💟 هنا باقة من أفضل القنوات المتنوعة: الثقافية والدينية والدعوية وقنوات تعليم اللغات ، انضم إليها وقوي لغتك وطوِّر مهاراتك 👍
Читать полностью…دامكم. فتوا خذولكم. لفه. هنا. كمان😜
#حالات_وتساب_انستقرام_فيس👆
حالات 😍رهيبة مواضيع ✍شيقه.
فوتوا هنا بسرعه بسرعه😂👇
https://t.me/joinchat/AAAAAEH0ISsB6wtCC35b-g
قد يسأل سائل ويقول :- هذا تكليف للنفس فوق استطاعتها ..... وما جعل الله عليكم في الدين من حرج ؟! فأقول : لم نكن نعلم بأن الطريق بهذه المشقة .... ثم ألا يستحق الأقصى بأن نتحمل عنه بعض المشاق ...... فاليهود يأتون إلى حائطهم المزعوم من كل أرجاء الدنيا وهو ليس لهم فكيف بالأقصى وهو عقيدة لنا نزلت في كتاب الله ... كيف بالأقصى وهو مقياس العزة للمسلمين على مر العصور ... أليس الجهاد في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ...... وهل الجهاد إلا ركوب الصعاب ...... وصعود الجبال ... واستعلاء على كل أنواع المخاطر... .
المهم... بدأت الاعتكاف من تلك الليلة ... فكان المبيت للرجال في المسجد الأقصى نفسه وللنساء في الأقصى القديم تحت المسجد الأقصى... فكانت تغلق الساحات في الليل وتغلق وكذلك قبة الصخرة المشرفة...
ولكن المفاجئة الكبرى للذي لا يعلم...
هي أنها كانت تغلق علينا أبواب المسجد الأقصى الساعة التاسعة والنصف ليلا ..... ثم تأتي الشرطة الإسرائيلية وتفتحها عند الساعة الحادية عشر , وكذلك الساعة الواحدة ليلا للذهاب إلى الحمامات .... وكان يذهب معنا حراس من الأمام وحراس من الخلف... هذا طبعا داخل أسوار المسجد الأقصى فهل يعلم أحد بذلك...
كان الجنود يتجولون دائما بالليل داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك بينما المعتكفون مغلق عليهم داخل بناء المسجد الأقصى نفسه ...
أحرام على بلاله الدوح حلال للطير من كل جنس
فهل يعقل هذا يا بشر !!!!!!!! أين المسلمون !!!!!!!!!! أين العلماء !!!!!!!!! أين حكام المسلمين ...
المسجد الأقصى يئن بحرقة مسرى الرسول يهيب بالعباد
لبوا النداء إن اليهود بساحتي فعلو خسيس الفحش والافساد
اواه ...... لو تنفع الآهات...
فلكم عتبت على إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ...... لماذا نسيتم الأقصى... لماذا نسيتم فلسطين... حتى في دعائكم نسيتمونا ...
.... إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ....
كنت أظن أني فعلت المستحيل وحققت المعجزات حتى رأيت أحد الأخوة من بلدة مجاورة لنا... رأيته في الأقصى مع إخوانه فدهشت وسألته كيف جئت وأنت ..... ؟؟... قال الحمد لله سلكنا طريقا أسهل وجئنا... ليس المشكلة أنه جاء ولكن المشكلة انه قعيد ... قعيد ... لا يستطيع الحركة على قدمية.
((لقد فعل القعيد ما لم تفعله ملايين المسلمين))
في الحقيقة كانت درسا لي ...... فليس الأمر بالسير الطويل إنما السير سير القلب ... وليس الأمر بقوة الأبدان ... فكم من أجسام كالبغال وأحلام كأحلام العصافير .... وكم من قعيد بجسده .... أحيا أمة بعزمه وبجهاده وعلمه وتضحيته ....أحيا فينا حب الأقصى , وحب فلسطين , وحب الشهادة ....... حتى نالها راضيا مرضيا ، على كرسيه المتحرك ، ليقول للعالم أنتم المشلولين ولست أنا ... نعم أنا قعيد عن الحركة ... ولكنكم أنتم قعدتم وتخلفتم عن الجهاد و عن رسول الله صلى الله عله وسلم ... لقد بعتم الغالي بالرخيص ... ورضيتم بالذل والمهانة وتبايعتم بالهوان والعار فسلط الله عليكم صغارا وذلا لا ينزعه عنكم أبدا حتى تسيروا على درب الشهداء احمد الياسين و سيد قطب ومروان حديد .... رحمهم الله ...وعلى درب العلماء العاملين امثال أبي عبد الله حفظه الله .....
الحمد لله بقينا هناك حتى نهار يوم الثامن والعشرين من رمضان ثم عدنا أدراجنا الى بلداتنا وقرانا .... وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون قد قبل منا أعمالنا وصلاتنا وصيامنا وأن يجعل أعمالنا صالحة .. ولوجهة خالصة ولا يجعل لأحد منا شيئا
إنه سميع قريب مجيب الدعاء .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
واعتكفت في المسجد الأقصى المبارك
اشرف : ابو البراء
وقفت حائراً لأسابيع هل أسافر لأداء العمرة .... أم هل اعتكف في المسجد الأقصى المبارك في العشرة الأواخر...
المشكلة هي أن المخاطر تحدق بي من كل جانب وأصبحت الموازنة بين المصالح والمخاطر صعبة جداً... فالذهاب إلى الأقصى مخاطرة كبيرة جداً حيث لا أملك تصريح و لست فوق سن الأربعين..... وكذلك بسبب وجود الجدار الفاصل ... فكيف سوف ندخل؟.. كلها أسئلة لا أدري لها جواباً..
وفي الذهاب إلى العمرة سوف تمر على الجسور السوداء ، أما الجسر الأول الإسرائيلي حيث الفحص والتدقيق... فكثير من الإخوة اعتقلوا من على الجسور.. ربما أن صفحتي بيضاء جداً عندهم !! فلست أدري ماذا سيكون الحال..
أما الجسر الأردني فلا أدري لماذا يطلبون الرائح والغادي ... فمع العلم أني لم أقذفهم بحجر واحد فيما مضى , ومع ذلك فقد أحبوا أن يستضيفوني في واد السير وما أدراك ما واد السير..
هذا في العمرة السابقة...
أما هذه المرة .. فوضعت الخيارين في الميزان.. كفه فيها الأقصى الحزين.. الأقصى الأسير.. فيها الجهاد فيها الرباط فيها نصرة الأقصى وإعماره.. ولو يمسح دمعة واحدة عن خده ... ولو بركعة واحدة في جنباته .....
وكفه أخرى فيها بيت الله الحرام الركعة بمئة ألف والعمرة بحجه مع رسول الله والفريضة في رمضان بسبعين مما سواه .. فكيف وهي في المسجد الحرام أو في المسجد النبوي ...
الصراحة.... لو سألت قلبي ماذا تريد .. لأجاب أريد الذهاب للأقصى .... ولو سألت عقلي ماذا تريد ... لقال أريد الذهاب لبيت الله الحرام والكعبة.... ولكن ما هو الحل....
الحل.... جاء هذه المرة من الخارج حيث عارض أبي السفر معارضة شديدة جداً وهدد بعدم الرضا في حال عدم إجابته لما يريد... حاولت مراراً وتكراراً اقناعة ولكنه أبى وأصر على رأيه ... وكنت قد حجزت في أحد الشركات وسوف أخسر مبلغاً كبيراً في حال عدم السفر ولكن ما في اليد حيلة وكأنة هذا هو الاختيار....
وهنا بدأت الصعوبات ... كيف سأدخل إلى المسجد الأقصى.... ففي العام الماضي ... أدخلنا أخ لنا يدرس في (أبو ديس) إلى القدس من جانب الجدار لأنه كان لم يكتمل بعد.... وهذه السنة وقد اكتمل تقريباً من أين سوف ندخل؟....
اتصلت بالأخ نفسه فقال لي لا تقلق.... اليهود يغلقون باباً ونحن نفتح بدلاً منه عشرة أبواب.... اعقد النية ثم توكل على الله وسوف تفرج بإذن الله ....
جاء اليوم المحدد لشد الرحال للأقصى وللاعتكاف فيه ... حملت مصحفي بيميني ... وهو عدتي في كل حين , ثم استحضرنا النية نية الجهاد ونية الرباط ونية شد الرحال إلى الأقصى.... ووضعنا دمنا على أكفنا وأرواحنا بأيدينا .... ثم قلنا يا الله.... وما أعظمها من نية .... بل ما أجملها من نية وما أروعها....فهناك فرق بين العظمة وبين الجمال .
فهذا الشعور وأنت تودع أهلك وأولادك وبلدك وأموالك تودعها جميعا وتقول
إني ذاهب إلى ربي .... وعجلت إليك ربي لترضى...
وأنت لا تذهب للعمل أو التجارة أو للدراسة بل فقط لله .... وقد تكلفك هذه الرحلة عمرك أو حريتك على الأقل .... حقيقة ... شعور لا يوصف من الرهبة والجمال والاحتساب ورجاء القبول من الله ... والإخلاص... إن شاء الله... بل والذي زاد الموقف ألما وبكاء ... ابنتي الصغيرة التي لم تتجاوز الأربع سنوات وهي تردد... (( بابا خذني معك إلى القدس )) وهي تبكي حتى خلعت قلبي من مكانه .....
في هذه اللحظات والله ما دار في قلبي إلا قوله تعال ((قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و اخوانكم و أزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ....))
فأدركت الامتحان .....
فهل سوف يكون أهلي ومالي ونفسي أحب إلي من الله ورسوله وجهاد في سبيله .... وهل سوف ارحم بكاء ابنتي على فقداني إن أنا اعتقلت ؟؟؟ ... تذكرت كلمة قلناها في بداية هذا الطريق .. طريق الالتزام وطريق العمل الإسلامي ...
( لقد سلكنا طريقا أول خطوة فيه هي الموت ) فقلت : إذن ما سوف يأتي فلن يكون اشد منه .
فاستجمعت عزيمتي مرة ثانية وركبنا في السيارة ومضينا بحول الله وقوته.....
وا إسلاماه ..
رائد محمد بن جعفر الغامدي – رحمه الله -
خيّم الليل البهيم .. خيّم بظلامه وسواده .. فقد كانت بحق ليلة من أحلك الليالي عتمة .. هناك دار صغيرة قد أكنّت عائلة أم وبنية وابن وأب تتوسطهم كسرات من الخبز الجاف وماء علّه أن يرطب هذا الخبز .. مع ذلك لم يكن الجوع والبرد مكدراً لصفو هذه الأسرة الملتئمة على بعضها .. قبل النوم يوصى الأب أبناءه ويوطّد علائقهم بربهم .. توجه الأطفال إلى النوم فقد داعب جفونهم ..
وقام الأب يرفع أيدي الضراعة للإله .. والأم تنسج خيوطاً .. وتنسج معها خيوط الأمل لمستقبل أطل لصغارها .. تتعاهدهم بالنظر تحت سراج أغر ..
ثم إذا الباب يُطرق يكاد أن يُفجر .. كأنما نار تأججت دونه .. فزع الصغار .. الأم فرغ قلبها .. كسر الباب .. دخل جنود الكفر .. صهاينة قد حملوا السلاح .. تدفقوا إلى بطن الدار .. تدافعوا وأعينهم تقذف بالنار .. تلفتوا تأملوا .. وقع النظر على فتاة الصغر .. وثب الأب : ماذا تريدون يا كلاب التتر ؟..
ماذا تريدون ؟ .. لم تتركوا شجراً ولا مدرا .. لا أرضاً ولا سماء تدر .. حتى لو كان بوسعكم لحجبتم عنّا أشعة الضياء ، ونور السماء .. وبهجة القمر .. لطموه ضربوه حتى كسر .. تحت عين الأم والصغار .. ماذا يدار ؟ .. ماذا يدار ؟..
أهؤلاء بشر ؟ .. صاح الصغير : أنحن تحت وطأة الكفر ؟! أم تحت إمرة حيوان مفترس ضجر .. أُسكت الصغير بلطمة فُجر .. نُزعت الصغيرة من بين أحضان أم حزينة .. نزعوا قلبها فؤادها من بين أحشائها .. بُنيتي .. بُنيتي .. صرخات انبعثت من قلب جريح .. آهات دوّت في أرض المدينة .. إنها الأم الحزينة .. يا للمصيبة .. بعد هدوء وسكون .. الدار تعيث بالدماء .. الأب يُداس .. يُخرج من الدار .. يكبّل .. يُطوّق بسياج الصمت .. يثور قلبه بركان غضب .. يطيش عقله نار لهب .. الأم تجرُّ ويلات أليمة .. والكل في أسر الهزيمة .. الطفل في غيبوبة حُفّت بالدماء .. والفتاة جرّوها مع ضفائر شعرها إلى الخراب .. الأم في صخيب ونحيب .. بُنيتي .. لا تأخذوها إنها صغيرة .. لا تعرف هذه الرذيلة .. أما لكم قلوب !! أما لكم قلوب !! لم يرجع من صوتها إلا الصدى .. وما حيلة الأم الحنون .. والدار في سكون ..
كانت الدار تضم أربعة : أم وطفلة وأب ودعه .. والابن صريع ساكب أدمعه .. والأم حانية راكعة .. إثر تلك الدواهي والخطوب .. صعقت .. فجرت إحساسها : يا مسلمون .. ويدّب في آمالها الوهن .. يا للمصيبة .. أماه أيتها الحبيبة .. ما لي أراك مطرقة كئيبة ؟ .. ومن هؤلاء الوحوش ؟ .. أين أبي ؟ .. ما فُعل بأُخيتي ؟
فتبدأ المأساة الرهيبة .. وعلى الأم ملامح الحزن والهموم .. والطفل في أحضانها وهي تعيا أن تجيبه .. أماه أين أبي الحبيب ، وأين بسمته الحبيبة ؟.
وأختي تلفظ آهات آلام مشرّدة كئيبة .. والأم تحجب دمعها خلف الجفون .. لكن أودية العبرات فاضت مع العيون .. وصاحت الأم إثر براكين ثارت في جوفها المكمون .. يا مسلمون .. يا مسلمون .. مالكم لا تسمعون .. أما آن لكم أن تنقذون .. زفراتي ملّتها السنون .. زوجي قد أودع السجون .. وبُنيتي جرّها الغاصبون .. يا مسلمون .. إنها لا تفقه الظنون ..
صرخت وجلت المكنون .. فيا ليت قومي يعلمون .. كم صرخة علت واسترسلت يا مسلمون .. ولم تتحرك لها نخوة بل السكون ..
ويمر عام إثر عام .. وأراكِ من خلل الظلام .. يا أمة الإسلام .. قد احلولك ظلامنا .. وعتمت أيامنا .. وساءت أحوالنا .. وعظمت أحلامنا .. وعظيمنا من قال : لا .. فهي لا ولا لواء .. لا وألف لا ولا .. كتبت ولكن لا سواء .. بين لا المعتصم .. ولكن سكوتنا والصمم .. أولى لنا من الكلم ..
شاهقت مآسينا الغمام .. ثم تداولتنا السهام .. وعجّ فينا الكلام .. يا فلاسفة أين السلام ؟ .. أين التودد والوئام ؟ .. فالآهات آهاتنا وإن كثرت .. والجراح جراحنا وإن عظمت ..
وتجثوا الأم التعيسة وتأوب آلامها بئيسة .. فلا جدوى .. ولا مغيث .. فاذرف يا عين وأنسي من تكوني .. فقد جهل المنتمون حقيقة لباسهم .. وفقدوا روحانية دينهم ..
نناديكم وقد كثر النحيب * نناديكم ولكن من يجيب
نناديكم وآهات الثكالى * تُحدّثكم بما اقترف الصليب
فيا راية الجهاد ابرقِ .. ويا بيارق المجد اخفقِ .. ويا أبواب الذلة اغلقِ .. ويا أشجار العزة أورقِ ..
فيا باغي المجد أقبل .. فمستقبل ديننا أطل .. فيا هل وهل .. ثارت فيك براكين العقل .. فالعاطفة تجيش وتخبت .. ولكن العقل يوجه العمل ..
فلتسمُ أفكارنا .. ولتعلُ أرواحنا .. ولنستعين على الخطوب بسهام الليل الصائبة .. ولنقف شامخين أعزه .. لا تهزنا أعاصير المحن .. ولا تزعزعنا دياجير الفتن .. فما لها إلا الفارس المنتظر ..الذي إذا استُصرخ ثار .. وإذا استُنجد نار .. فبحق هو الجهبذ الأشم .. المسلم الداعية العلم ..
أنا مسلمٌ لا البغي يعرفني * كلا ولا الإخلاد والكسل
قلبي إلى الرحمن مبتهل * وإلى ثباتي يطمح الجبل
💯 أنصحك بالإشتراك في هذه القناة الدعوية المتميزة
┏━━━━━━━━┓
🌺 @algwere. 🌺
┗━━━━━━━━┛
🔰 ساهم معنا في النشر والاشتراك
أعترف..أدمنت ثم أغرقت أخي في بحار الإدمان
الغريبة
هي قصتي أنا ولا أحد سواي..قصتي وقد حدثت لي في هذا الزمان..في بيتنا بل في غرفة بعيدة عن الأنظار..وأمام شاشة الكمبيوتر..
قصتي التي عايشتها في يقظتي لا في الأحلام..ومرت بي ومازالت آثارها تعود علي بين الحين والآخر..أو بالأحرى،مازلت لحد الآن أعيشها..
نعم..أعترف: أدمنت..أدمنت بسبب شيء اسمه أنترنت..وعبر تصفحي للمواقع المختلفة.. ولجت بحار الإدمان .. وغرقت فيها..إلى حد الآن!
بدأت قصتي عندما أدخل أخي الأكبر النت إلى بيتنا..لم أكن في بادئ الأمر أعلم حتى كيف أتصل..وبعد أن تعلمت كيفية الإتصال من أخي..دخلت الشبكة..
لم يكن الأمر سهلا بالنسبة لي كأول مرة..لم أعرف أين أذهب..ولا كيف أجد ما أبحث عنه..كل ما كنت أعرفه أن أخي إذا جلس أمام الشاشة،حادث أناسا من بقاع شتى من العالم..وقد كنت صغيرة لا أفقه مثل هذه الوسائل..فكنت أقف من بعيد أتعجب من ذلك..وبعد أن فشلت في أن أجد ولو صفحة واحدة-بسبب جهلي-تركت ذلك العالم المجهول،لكن ليس للأبد..!
مرت الأيام ثم السنون،،انتقلنا إلى منزل جديد،تغيرت معه مجريات حياتي كلها..
في بيتنا الجديد،والذي سبقني إليه النت،بدأت أصول وأجول في هذا العالم العجيب..قد كنت أغوص فيه فأنسى ماحولي كلية..حتى إني لا أفيق من غيبوبتي إلا بعد منتصف الليل..
كانت أمي تحذرني كثيرا من فاتورة الهاتف،فكنت أعي قولها ثم لا أحس بنفسي إلا وأنا أمام الشاشة ومع النت!!
بدأت في الأول ببعض الحرص،كنت أضع حسابا لمدة الإتصال،ثم شيئا فشيئا وجدت نفسي أجلس الساعات الطوال من غير أن أدري!
ثم انتهى بي الأمر إلى أن أصبحت في عالم الإدمان،وعن إدماني لا تسأل..
أود قبل ذلك أن أذهب بعيدا،بعد أن انقطعت عن النت،وصراحة لم يكن ذلك توبة مني بل بسبب أهلي الذين قطعوا عني الهاتف نهائيا بسبب الفاتورة،بعد أن غرقت في عالم الإدمان أربعة أشهر كاملة،قد جرت لي من المشاكل ما الله عليم به..
بعد سبعة أشهر من انقطاعي،أعيد خط الهاتف إلى البيت وطبعا،عدت إلى النت..وهذه المرة،أدمنت ولكن في ميدان آخر هو أشد من الأول..
وكان لي أخ مغترب،لم يكن يعلم الكثير من الأنترنت..وذات يوم،بينما هو يقلب في ملفات الحاسوب،عثر على الملفات الخاصة بي،فكانت كالمغناطيس،جبذته بقوة،فأخذ يتأمل فيها طويلا..
ولما علمت بالأمر،قلت له:أنت لم تر شيئا بعد،سأحمل لك الكثير منه..وسترى ماذا يحل بك..!
فعلت ما وعدته به،فإذا به يجلس أمام الكمبيوتر ساعات طويلة،ويرفض أن يدخل عليه أحد،حتى أنا!
نعم،أنا السبب،لم أسعد إلا وقد أغرقت أخي فيما كنت أنا غريقة فيه..فها أنا الآن أدعي أني قد تركت تلك الأشياء،ولكني دللت أخي عليه،والدال على الشيء كفاعله..فأصبحت الآن كأني،وفي وقت واحد،أدمن مرتين..وفي مجالين مختلفين..
أعود بكم مرة أخرى،حيث أقص عليكم ما كان في الأربعة أشهر الأولى..
التلفاز،كان هو السبب في كل شيء،السبب المباشر في كل ما مر من عمري سابقا،والسبب الغير المباشر لما أنا فيه اليوم،رغم أني تركته..
كنت أشاهد قناة فضائية معروفة،برنامج مختص بمواقع الأنترنت،قد كان يحاول أن يقوم في كل مرة بجولة سريعة في أحد المواقع المشهورة،وكنت-كعادتي-أدون ما يعرض من عناوين في مفكرتي،ثم ما علق في ذهني من أفكار عن موقع ما،أحاول أن أجربه..وهكذا حصل..!
دخلت الموقع:www.?????.net،ويا ربي أين أنا بعد ذلك؟!
لم أعد أعي ما حولي..!
أحلام كبيرة،وخيال واسع،إلى أن انفصلت تماما عن الواقع،وسرحت بعيــــــــدا..في عوالم أخرى..
بدأت أتصفح وأتجول ولا أستطيع الخروج،وكأن شيئا قد أوثق الرباط علي،كل يوم أحمل العشرااااات من الصفحات،وهكذا أدمنت..
صدقوني،لم يكن الأمر بيدي،فقد كان ذلك في نظري أروع شيء في الحياة..
حسبت أني ذكية،فكنت أحمل الصفحات ثم أعود إليها لأراها لوحدي،خفية عن الجميع..وهكذا سولت لي نفسي..
في دراستي،كنت المتفوقة دائما،ومكانتي مصانة عند الجميع..ولكن!
بعد أن ولجت الشبكة،لم يمر علي إلا شهر حتى تركت الدراسة..وبعد جهد جهيد-غصبا عني-أعادوني إليها..كان في ذاكرة الحاسوب معظم صفحات الموقع الذي أدمنته..وبالتالي،فقد كنت إذا تعرفت على زميلة جديدة،عمدت إليه فأطبع منه الكثير منها ثم أعطيها إياها..وهكذا انتشرت تلك الصفحات حتى غزت الثانوية،فما كادت تسلم منها لا طالبة سنة أولى ولا أخيرة..بل قد وقعت مرة بين يدي أستاذ!!..كل ذلك،وصاحبها الأول-أي أنا-مجهول إلا عند بعضهن..!
وتلقيت تحذيرات كثيرة،ولكني لم أنته..بل على العكس..
ونهيت عن ذلك مرات،ونصحوني أنني أتأثر كثيرا بذلك أثناء دراستي..فلم أنتصح..
..ربي الوحيد العلم بما أنا فيه الآن...تحسبونه من التعاسة والشقاء؟؟
كلا والله،بل من السعادة والهناء..
#قصص_رواها_النبي_عليه_الصلاة_والسلام..
ــــــــــــــــ📚📚📚ــــــــــــــــ
004- #القصة_الرابعة:
" الوفاء بالعهد "
إني بحاجة إلى ألف دينار عدّاً
ونقداً ،كي أدفع ثمن الثياب لذلك التاجر الذي ابتعتها منه ، ولا أستطيع الاعتذار ، فالبائع بعيد على الشاطئ الآخر من البحر ، وهو يعرفني أفي بالعهد ، صادقاً ، لا أكذب الحديث ... إنه ينتظر في بلدته ، والسفينة ستقلع غداً صباحاً ،
فماذا أفعل يا رب ، كنت أعتقد أن المال بحوزتي ، فإذا به أقل مما توقعت ، بعت حُلِيَّ زوجتي وبنتيّ ، واستغنيت عن بعض الأساسيات ، وما زال ينقصني ألف دينار ، من أين آتي بها؟ اللهم يسّرْ وأعنْ .. إنني أعرف أن الحاضرين من أهلي وأصدقائي لا يملكون مثل هذا المبلغ ، وسؤالي إياهم يُخجلهم ، ويخجلني ، فما اعتدت أن أسألهم لعلمي بحالهم ، وسيشعرون بالحرج إذا قصدتهم .. ماذا أفعل يا إلهي ؟!! لا بد من تيسير الله تعالى .. اللهم اجعل لي من أمري فرجاً .
آه ، تذكرت... إن عبد الله تاجر كبير في البلدة المجاورة ، يحب الخير ويسعى فيه ، ولعلني إن قصدته لا يخيب فيه أملي ... ولكنّ علاقتنا بسيطة لا تتعدّى السلام والتحية . .. إلا أنه والحق يُقال شهم يلبي ذا الحاجة والمعسر ،وأنا محتاج ومعسر . فلْأذهب إليه ، لا تثريب عليّ إن عدْت من عنده خاليَ الوفاض ، لم أنلْ بغيتي ، إنما عليّ أن أبذل جهدي ، وعلى الله تعالى تدبيرُ الأمور ، وإن نلتُ منه حاجتي ، فقد سهّل الله أمري ... إذاً لا وقت للتردد يا يوسف ، فهيّا إلى ذلك الرجل الفاضل ، علّ الله يجعل التيسير على يديه .
السلام عليكم يا عبد الله ورحمة الله وبركاته .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أهلاً وسهلاً يا أخُ يوسف ، ما هذه المفاجاة الطيبة؟ تزورني أول مرة في داري ؟ أهلاً بك وسهلاً ، مقدَمُ خير وبركة ...
كان استقباله طيباً ، والابتسامة لا تفارق مُحيّاه ، بسط لي من القول وأكرمني غاية الإكرام ، ثم سألني حاجتي ، فزيارتي الأولى له الليلة تنمّ عن حاجة ولهفة في الإسراع إلى قضائها . وصدق حدسُ الرجل ،،، وتلعثمتُ أول الأمر ، فقد كان من المروءة زيارته دون الحاجة إليه ،،، ولا بد من الإفصاح عما في جَعبتي ، فسألته أن يسلفني ألف دينار ....
قال : على الرحب والسَّعة ، إن زيارتك توجب حسن القيام بواجبي ، فضلاً عن كونك تاجراً معروفاً بالصدق والأمانة ، ولو أرسلت رسولك دون تجشم العناء لكنت عند حسن ظنك بي ، ولكن زارتنا البركة بمجيئك .
شكرت له حسن استقباله ، ومروءتَه التي طبّقت الآفاق .
ثم قال لي : أنا لا أشك في صدقك وحسن أدائك الأمانة ، لكنّ الله تعالى أمرنا أن نُشهد على معاملاتنا التجارية فقال: " يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى
أجل مسمىً فاكتبوه ..... واستشهدوا شهيدين من رجالكم " وشرْعُ الله أولى أن يُتّبع ، فهو أحفظ للحقوق ، وأدعى إلى الالتزام بها ، يريح النفس ، ويُبقي على الود والمحبة .
قلت : هذا أمر لا أنكره ، وحق لا أماري فيه . ، لكن العجلة وضيقَ الوقت أنسياني ذلك ، وليس في هذه البلدة من يعرفني فيكفلني . والسفينة تنطلق غداً من المرفأ إلى الطرف الآخر ، والزمن يتسارع ، فهل تقبل أن يكون الله تعالى شهيداً بيني وبينك ؟
قال على فوره : كفى بالله شهيداً .
أردفتُ : ألا ترضى أن يكون الله لي كفيلاً ؟.
قال : كفى بالله كفيلاً ....
قلت : فأنا أُشهد الله تعالى أن أرد لك المبلغ في حينه .. ولعل الله تعالى يعرف صدق نيّتي ، فيعينني على أداء فضلك وعونك .
#يتبع… 👇👇👇
ــــــــــــــــ📚📚📚ــــــــــــــــ
و تجافتْ(أم محمدٍ) عن مضجعها فما زالَ فكرها في سماءِ ذلكَ الموقفِ تلومُ نفسها وتتجرعُ حسرتها أن خلتْ بين البقرةِ والوليدِ المسكينِ الذي أصبحَ مشلولَ اليدِ.
فكثرتِ الوساوسُ في صدرها حتى كادتْ تجنُ فطفقتْ تبكي لأمِ الذنبِ بعدَ أن عادَ إليها عقلُّها!
فلم يبتْ هذا البيتُ إلا على النشيجِ والبكاءِ!
مشى الطفلُ ويفعَ وترعرعَ وجريمتها في يدهِ تلاحقها فكلما كبرُ كبرُ حزنها وكلما نما نما حسرها حتى أهزلها وأضعف بدنها فضاقتْ بهذا فاحتجبتْ عنهُ مدعيةً أنهُ أزعجها وهي قدْ كبرتْ وضعفتْ عن الاحتمالِ والصبرِ.
ومما زادَ ألمها ألماً وحسرتها حسرةً برهُ بها فقدْ تعدى برهُ بأبويهِ حتى وصلها فكانَ يقضي حاجاتِ البيتِ كلِّه ويقومُ على شؤونهِ كلِّه !!!
ماتتْ أمهُ حينَ بلغَ سنَ الرشدِ وأوغلَ في العشرينِ وتبعها أبوهُ وهو واقفٌ على سنِ الثلاثينِ !!فلم يبقَ في البيتِ سواهما !!
فدخلَ عليها مرةً وقالَ يا أماهُ مازلتُ أرى فيكِ بقيةً من أبويَّ فقدْ كنتِ معهم خليطةً كريمةً طيبةَ العشرةِ حسنةَ الجوارِ .
وإني ما زلتُ في الإحسانِ إليك ِ مقصراً وفي البر بك مذنبا وأريدُ التكفير عن ذلك بأن أبلغك بيت الله الحرام لتؤدين منسكِ الحجِ فكادَ قلبها أن يطيرَ من الفرحِ فقالتْ : يا بني... فحصرَ الدمعُ صوتها فلم تستطعِ الإعراب عما تكنهُ من محبةٍ ورضا وشكرٍ فكانت الدموعُ أبلغَ ما جادتْ به نفسها وكذا الإنسانُ إذا أعجزته نعمةٌ أو نقمةٌ بكى!
فرحلا إلى الحرمِ في أولِ قافلةٍ سارتْ فأما بيتَ اللهِ الحرام فكان معها في السفرِ كما كان في الحضرِ كان حسنُ خلقهِ وبرهِ يخففُ وغثاء وعناء الطريق ويزيدُ من صبرها وتجلدها.
ثم دخلا الحرمَ بعد سيرِ شهورٍ فطافا طوافَ القدومِ والشمسُ في قنةِ(1) السماءِ وفراشُ الجمرِ قدْ فرشَ وحواشي الكعبةِ كأنها تنورٌ قد سُجر منذُ سنين والطوافُ مزدحمٌ فالكتفُ بجانب الكتفِ والقدمُ على القدمِ ولو رميتَ بإبرةٍ لما وقعتْ إلا على رأسِ حاجٍ أو حاجةٍ! . فزلتْ قدمُ (أم محمدٍ) في هذا الموقفِ فسقطتْ!
فحجبَ الناسُ الهواءُ الباردُ فحمي جسمها وكادتْ أن تختنقَ فقاربتْ الموتَ وجاورتِ الهلاكَ فلم يجدِ الابنُ إلا يدهُ( الشلاءَ) ..!! يستعينُ بها بعد اللهِ في هذا اللحظةِ الحرجةِ فدسها بين الناسِ فرأتها( أم محمدٍ)...!
فاستعبرَ الشيخُ ثم بكى فارتفعَ نشيجُ الحضورِ ونكسوا رؤوسهم فأتمَّ الشيخُ حديثهَُ:
فرأتها (أم محمدٍ) وتذكرتْ جريمتها وذنبها فبكتْ وصدتْ عنهُ فأدخلَ يدهُ تارةً أخرى فأمرها أن تستمسكَ بها فأبتْ فأدخلها ثالثةً ورابعةً فأمسكتْ بها بعد لأيٍ وجهدٍ فجذبها فأخرجها وقد غشي عليها فلما أفاقتْ طفقتْ تبكي وتبكي وتبكي ...!
فقالَ الشيخُ وعيناهُ تذرفان : لعلَ اللهَ أرادَ تخفيفَ ذنوبها والحطَ من سيئاتها وهذا دليلٌ على توبتها وندمها غفرَ اللهُ لها ، الله اغفر لنا ولها ولسائرِ المؤمنين !
الله اغفر لنا ولها ولسائر المؤمنين !
الله اغفر لنا ولها ولسائر المؤمنين !
وسكتَ الشيخُ فرفعَ المؤذنُ صوتهُ بــ(الله أكبر) داعياً الناسَ لصلاةِ العشاءِ !
كتبها : حسين بن رشود العفنان/حائل
2/7/1425هـ
صرخ في وجهي وقال :........ لن أصلي
نزلت في المستشفى يوم من الأيام أريد المسجد الخارجي ، وأنا في أحد الممرات إذ بإمرأة تستنجد وإذا بيدها أوراق ، قالت لي : تكفى الله يعافيك ، شف هذا زوجي ، نظرت ما فيه أحد .
قالت : عند الباب الزجاجي هناك ، وإذا برجل ، شكله مقزز ، اللعاب يسل ، ولا يكاد يثبت في مكان يهتز ويرتعد ، ثم يضرب رأسه في الباب الزجاجي ، ثم يأخذ له ثلاث ثواني ، ثم يضرب وجهه مرة ثانية ، قالت : شف هذا زوجي له علاج الله يعافيك إذا ما أخذه ، تأتيه هذه الحالة ، يسيل لعابة ، ويضرب رأسه في الجدران ، تكفى والله أنا عارفه إنه ما هو وقت مواعيد لكن ، إن قدرت تجيب لنا هذا العلاج ، تسوي والله خير المهم ، ذهبنا للصيدلية ، ولما قضي الأمر ، أردت أن أذهب إلى المسجد ...
قالت : الله يجزاك خير ، أبقولك شيء الله يحفظك ترى زوجي هذا كان من أقوى الرجال ، أنا ما تزوجته كذا ، وهي تبكي ، وكانت أخلاقه طيبه لكنه كان لا يصلي إلا على كيفه ، الصلاة على كيفه ، الفجر متى ما قام ، يوم الخميس يصليها الساعة عشر ، إحدى عشر ، متى ما بغى صلى خرج يوم من الأيام من الدوام ، الساعة الثانية والنصف ، جلسنا شوي بعدها وضعنا الغداء ، وجلس يتغدى ، تقول : بعد ما انتهى وقبل أن يغسل يديه ، راح واتكأ على المركأ ..
قلت له : ترى أذن يا فلان ، قال إن شا الله ، أبقوم الحين وأنا أأرفع السفرة ، قلت له يا فلان : ترى الحين بيقيم ..
قال إن شاء الله ، خلاص إن شاء الله ، تقول فأقيمت الصلاة ، فقلت له يا فلان بتفوتك الصلاة فصرخ في وجهي وقال : لن أصلي ، أخذته العزة بالإثم ، انتهت الصلاة ، تقول :
والله ، ما إن استقر قائما حتى خر على وجهه في ذلك الصحن وأخذ يرتعد ويزبد وأخذ يتلوى فوالله كان منظره لا يوصف ، حتى أني وأنا زوجته لم أستطع أن أقترب منه (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم )
تقول : نزلت مسرعة فزعة إلى إخوانه في الدور الأرضي فهرعوا معي إلى الأعلى وحملوه إلى المستشفى على تلك الحالة ، ثم مكث على جهاز التنفس لمدة في تلك المستشفى وهو على ذلك الحال ثم خرج بهذا الشكل ، إذا لم يأخذ العلاج ، تصيبه هذه الحالة ، يبدأ في تلك الطفلة لتي لا ذنب لها ويقطع شعرها ، ومن ذلك اليوم لا عمل ولا وظيفة كم أعطاه الله جلّ وعلا ، لكن ما استفاد بدأ يتكلم ( أيحسب ألن يقدر عليه أحد )
لكن الله جلّ وعلا علمه كيف يصلي ، وكم من الناس بيننا اسمه عبد العزيز ، وهو كافر بالعزيز جلّ وعلا ، لا يصلي ، ولا يعرف طريق للمسجد ، ما ذا يقول لله إذا كان ذلك الأعمى لم يعذر أن يصلي في بيته ، فماذا تقول ، وماذا تقولين لله جلّ وعلا
...............
هذه قصة ذكرها الشيخ عبد المحسن الأحمد في شريط اعمى وأصاب الهدف
المصدر : موقع يا له من دين
✔️علاج التكاسل عن الطاعات
@goodwoman
-----
36|-قصص علمتني الحياة ولا أروع
📔| @gasas1
33|-وصايا ليحبك زوجك
💓| @moslamawoman
29|-مادة اللـــغة العربيــة
📕| @ar_abcd
24|_ســر شــعر الهنديات
👑| @medical_35
20|-الرقية الشرعية وتفسير الاحلام
📌| @hqcye
🍃🌹
📸|_صـور روعة للواتس اب
19| @ansar113
💚|-خواطر وكلمات لاتحزن
18| @llgnan_ms
🌹|_ باب الرزق .. الإستغفـــار
16| @estigfar
🎬|-فيديوهـــات قـيــمة
16| @waagelto
📖|_قرآن كريم مع التفسير
15| @AL_QURAN1133
⛵️|إركب معنا سفينة النجاة!
13| @aberoon
🌹|_فوائد وحكم د/النابلسي
12| @naplsy
💎|-موسوعة الشيخ النابلسي
11| @NABLSi
🍃🌹
➎ @alhakikah1122 طريقك للحقيقة
➏ @raihaan روح وربحان
➐ @ALHSNATT مقاطع دينية
➐ @islamic12344 دعوة إلى الله
➑ @Albasmalah البسملة للقرآن
➑ @AL_Qarain محمد رسول الله
➑ @noor12333346 من كل بستان
➑ @Rabeaelklop ربيع القلوب
➑ @Aldawatoislam كن داعية
❾ @Islamic5 كيف نكسب الإستقامة
🍃🌹
① @maan123 تدبر القرآن
① @taalontoop تعالوا نتوب
① @Ali_alareefi رحيق المسك
① @deenaleslam المشتاقون للجنة
① @islamhayah من كل بستان زهرة
① @hmoesnalade الفقه الشافعي
① @alfwad2 اروع الفوائد
① @hadef10 بداية نجاح
① @Dorosfyaldeen العلم النافع
---
① @aldalalaalkeer الدال على الخير
① @yaarab_a3ini يارب أعني
① @alrahman رائحة الجنة
① @Video_lslamic2 فيديوهات دعوية
① @qadawat أمهات المؤمنين
① @fathakyr تدبر جزء تبارك
① @QURAN_SUNAH مواعظ
① @Rmaziat_12 قناة تصاميم
🍃🌹
-درر إسلامية
❪②❫ @alforkanq
-همسات زوجية
❪②❫ @islam6893160
-اطايب الكلام
❪②❫ @atayb
-حديث الرسول
❪②❫ @islam6893
-تعلم الانجليزية بطلاقة
❪②❫ @blelm5
-صور نقية مع خواطر
❪②❫ @GOOWORD
-الدرر السنية
❪②❫ @adorrar
-طريق الفردوس
❪②❫ @privp
-دراسة الفقه الحنبلي
❪②❫ @sonan4
---
-غيمة نقاء
❪②❫ @yA_fy
-أهل القرآن
❪②❫ @Ahlalquran
-فهبوا للجنان
❪②❫ @FbikoSs_93
-القرآن الكريم
❪②❫ @AL_QURAN13
-محمد بن عبد الوهاب
❪②❫ @altohiid
-فيديوهات مؤثرة
❪②❫ @zahratislam
-تأملات قرآنية
❪②❫ @tdbrat
-مدارج السالكين
❪②❫ @fawaaidSalafi
-أنين التائبين
❪②❫ @aneeeen
---
-صور وتس
❪②❫ @roabt
-اناشيد جديدة
❪②❫ @Carols_new
-الوعي الفكري
❪②❫ @Awarenes_s
-أغـرب(8)حيوانـات
❪②❫ @sbhankrbe
-بستان الحسنات
❪②❫ @sedratalmontha
-روائع السنة النبوية
❪②❫ @mn_aa
-الف سؤال وجواب
❪②❫ @musabaqa
-بأخلاقنا نرتقي
❪②❫ @akhlap
-خطب ومحاضرات مكتوبة
❪②❫ @hat2222
🍃🌹
❪K③❫فوائد ودرر
∫ @AL_DOORR_90
❪K③❫-كنوز النابلسي
∫ @ALNBLSY
❪K③❫-خطب ومحاضرات مؤثرة
∫ @saoot
❪③K❫-نصائح لتكوني أجمل
∫ @fekrty
❪③K❫-هي زوجتي
∫ @fhfhjjkk
❪③K❫-بدون خجل للنساء فقط
∫ @konma3allah1
❪③K❫-فلسطين لن تضيع
∫ @BlessedCham
❪④K❫-سقيا الأرواح للصوتيات
∫ @sogiaalarowah
❪④K❫-فتاوي المرأة المسلمة
∫ @goodsteps
❪④K❫-تأملات قرآنية
∫ @ALTDBR
❪④K❫-كلمات تلمس قلبك
∫ @almfalaneee
❪⑤K❫-تطوير الذات
∫ @ALYEMENNE1
❪⑤K❫-قصص ستغير حياتك
∫ @NABLSi100
❪⑤K❫-سارة لتعليم الإنجليزي
∫ @see_shoo
❪⑤K❫-شرح متشابهات القرآن
∫ @mutshabh
❪⑥K❫-عجائب وغرائب
∫ @hamasatno0or
❪⑥K❫-الجنة تناديك
∫ @Aljannatnadeek
❪⑥K❫-دعاء في أقل من دقيقة
∫ @baqaty6
❪⑥K❫-الحب هو ♡ ؟
∫ @memfy
❪⑥K❫- ﷺ السيرة النبوية
∫ @Assiraalnabawia
❪⑦K❫-قصص عمالقة المسلمين
∫ @alsapkon
❪⑨K❫-أسباب السعادة والنجاح
∫ @follah97
❪⑨K❫-إشـراقة الصــ🌤ـــباح
∫ @aishraqat
🍃🌹
✍|علاج التبول اللاارادي عند الاطفال
11| @awladana
📕|_قصص ومعجزات الأنبياء
11| @qasassalanbiaa7
📖|كيف أحفظ القرآن الكريم?
12| @QURAN13
❣|_ٲمــــي جنتــي
12| @Rawnq34
🎤|_أناشيد حداء ونداء
12| @anashed_new
📚|-دروس النابلـسي
13| @Alnablse
📙|- وقفات مع أية
13| @tadaabr
💜|-الداعية عمر عبد الكافي
17| @ALQORAN_1
🍃🌹
19|-قناة زاد المسلم للجنّة
🌴| @Riyad01
22|-لعلاج تساقط الشعر
☺️| @myhealthlife
24|-أروع الكتب الإسلامية
📘| @KOTOB_ISLAMIC
29|_اجعلي لك بصمة في حياة زوجك
👍| @goodwoman
33|-تحفيز الذات
💪| @humandev
43|_بوصله حياه المرأه
💗| @house4you
🍃🌹
√مُثبَّتة تُحْذَف 9ص بتوقيت مكة المكرمة
《 أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ 》
💟 هنا باقة من أفضل القنوات المتنوعة: الثقافية والدينية والدعوية وقنوات تعليم اللغات ، انضم إليها وقوي لغتك وطوِّر مهاراتك 👍
Читать полностью…