الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*عــاشــــــوراء ســنــة الــلـــه*
*في نصـرة المرسلـين وأتـباعهــم*
*للشيخ/ خالد بن عبدالرحمن الشايع*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعدُ:
أيها الأخوة الكرام، جاء نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم مهاجرًا من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية المشرفة، وصل إليها في ربيع الأول، ومكث فيها النبي صلى الله عليه وسلم يُرسي دعائم الدولة الإسلامية، ولَما دار الزمان، وحلَّ شهر محرم، لاحَظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرقُب ما يصدر عن سكان المدينة من اليهود، لاحظ منهم أنهم يصومون يوم العاشر من شهر المحرم.
فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن سبب صيامهم، فأجابوا بجوابٍ كان النبي صلى الله عليه وسلم على علم بخلفيات هذا اليوم الذي يتحدثون عنه وهو يوم العاشر من محرم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم إبان إقامته بمكة، كان يلاحظ أن قريشًا كانت تصوم أيضًا.
وهذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم، له خلفياتٌ تاريخية تعود إلى آيةٍ عظيمة من آيات الله في نصرة أوليائه، وقطْع دابر المعرضين، سأل النبي صلى الله عليه وسلم اليهود عن سبب صومهم، فقالوا: هذا يومٌ نجَّى الله فيه موسى ومَن معه، فنحن نصومه شكرًا لله، وكان اليهود على بقايا من كتابهم ومن سنتهم، مع ما أدخلوا في كتابهم وفي شرعهم من أنواع الباطل وكثيره.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم مُجيبًا لهم: ((نحن أحق بموسى ومَن معه منكم))، فصامَه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، نحن أحق بموسى ومن معه منكم؛ لأن الرابطة التي بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل الإسلام، تربطهم بموسى أكثر من رباط اليهود به عليه الصلاة والسلام؛ لأننا أهلَ الإسلام على نهْج نبينا، آمنَّا بموسى وصدَّقنا به، وأنزلناه المنزلة اللائقة به نبيًّا مُرسلًا من أُولي العزم من الرسل.
بخلاف ما كان من اليهود؛ فإنهم قد حرَّفوا دينه، وتهجَّموا عليه، ووصفوه بأنواع من الأوصاف التي نزل القرآن يؤكد نزاهته منها؛ كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴾ [الأحزاب: 69].
نحن أحق بموسى ومَن معه بالنظر إلى رابطة الإيمان التي فيها التوحيد للرحمن، بخلاف ما أدخل اليهود من أنواع الشرك بالله جل وعلا.
نحن أحق بموسى ومَن معه، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، فكان صوم يوم عاشوراء في أول الإسلام واجبًا على المسلمين جميعًا، حتى إن الصحابة رضي الله عنهم - كما ثبت في صحيح البخاري - كانوا يصومونه ويُصوِّمونه صغارهم، فكان إذا بكى الصبي وهم يُدرِّبونهم على هذه العبادة العظيمة، أعطوه اللعبة من العِهن - الصوف - يتلَّهى بها حتى وقت الإفطار.
فكان صوم يوم عاشوراء واجبًا؛ شكرًا لله تعالى، وتعبُّدًا له سبحانه، حتى نزل فرضُ صوم رمضان، فكان صوم يوم عاشوراء بعد ذلك سُنةً للمسلمين، فيه الأجر العظيم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إني أحتسب على الله تعالى - يعني في صوم يوم عاشوراء - أن يكفِّر السنة التي قبله)).
والمقصود أيها الأخوة الكرام في هذا المقام أن نتتبَّع سنة الله تعالى في إنجائه لعباده المؤمنين، وقسْمه للمعرضين المبطلين، سنةٌ ماضية لا تتبدَّل ولا تتغيَّر أن العاقبة للمؤمنين والنصرة لمن نصَر الدين؛ يقول الله جل وعلا في شأن هذه السنة العظيمة: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾ [إبراهيم: 42 - 43].
ويقول الله سبحانه: ﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [آل عمران: 196، 197].
فعُلِم بهذا أيها الأخوة الكرام أن العاقبة لجُند الله تعالى ولعباده المؤمنين، وهذا يُطمئن المؤمن إلى أن العاقبة التي سيكون إليها الإسلام وأهل الإيمان، هي عاقبة النصر والظفر، مهما تأخر هذا الأمر، أو كان فيه شيءٌ من أنواع الابتلاء، فإن العاقبة للمؤمنين، ومن لَحَظ سنة الله تعالى مع عباده في هذا الشأن، يُدركها واضحةً جليَّة، فإن الله سبحانه وتعالى قد يَبتلي من يشاء مِن عباده بأنواع من البلاء، لكن العاقبة لعباده المؤمنين، وفي هذا يقول الله جل وعلا: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ
فلماذا كل هذا النحيب والتعذيب للنفس ولفلذات الأكباد في موت الحسين رضي الله عنه، ولم يكن في موت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان موته أعظم مصائب الموت في الأمة؟! ولماذا لم
يكن كذلك في موت حمزة الذي لم يكتف المشركون بقتله حتى مثلوا به؟! ولماذا لم يكن في موت أبيه علي رضي الله عنه، وفي أخيه الحسن رضي الله عنه، وهو الأخ الأكبر؟!
لماذا كل هذا الذكر للحسين و لا يذكرون الحسن إلا قليلا، ولماذا الإمامة في أولاد الحسين، ولم تكن في أولاد الحسن أبدا؟ ولماذا أكثر أحاديثهم مدحاً للحسين دون الحسن؟ كل هذا لأن زوجة الحسين هي شهربانو بنت يزدجرد، ويقال: إن اسمها سلافة، وابنها علي بن الحسين- زين العابدين-، فيقول الشيعة: اجتمعت الشجرة الهاشمية مع الشجرة الساسانية الفارسية، فلذلك هم يحبون الحسين وأبناء الحسين؛ لأن أبناء الحسين أخوالهم الفرس، بسبب شهربانو بنت يزدجرد!!
معشر المسلمين، إن الأعمال الشنيعة التي يقوم بها بعض الشيعة في يوم عاشوراء أعمال لم يقم بها أهل القرون الثلاثة المفضلة ومنهم أهل البيت الكرام، وهم أكثر حباً وأصدق تعظيماً للآل ممن جاء بعدهم؟! إن تلك الأعمال التي تحصل منهم في يوم عاشوراء إلى يومنا هذا أعمال جاهلية نهى عنها الإسلام دين العقل والسلوك المستقيم.
يقول الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾ [النساء29].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع في أمتى من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب [8].
وقال عليه الصلاة والسلام: ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية [9].
ووجع أبو موسى رضي الله عنه، وجعل يغمى عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فصاحت امرأة فلم يستطع أن يرد عليها شيئاً، فلما أفاق قال: أنا بريء ممن برء منه رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم برء من الحالقة والسالقة والشاقة[10].
والحالقة هي التي تحلق شعرها عند المصيبة، والسالقة هي التي ترفع صوتها فيها، والشاقة هي التي تشق ثيابها في المصيبة كذلك.
فالنياحة والضرب للجسد ورفع الأصوات وشق الثياب ولباس السواد كلها أعمال تحدث في يوم عاشوراء لدى بعض الشيعة.
ومن المخالفات التي تحصل في هذا اليوم كذلك: سب الصحابة رضي الله عنهم، والطعن فيهم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه [11].
إضافة إلى هذه الأعمال المنكرة شرعاً وعقلاً؛ فإنه يحصل عند قبر الحسين رضي الله عنه صور من الشرك بالله تعالى مثل: دعاء الحسين رضي الله عنه والاستغاثة به، وطلب النفع منه ودفع الضر، والله تعالى يقول: ﴿ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ * وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يونس160 - 107].
ومن المخالفات: شد الرحال لزيارة المشاهد والقبور، ومن ذلك قبر الحسين رضي الله عنه.
ويقولون: زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة!!.
ويقولون: من زار قبر الحسين يوم عاشوراء كمن زار الله في عرشه!!!.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى [12].
ومن المخالفات: اختلاط النساء بالرجال والتشجيع على الفاحشة المسماة بالمتعة.
ومن المخالفات: أن هذه الأعمال التي يقومون بها أعمال همجية وليست حضارية، بل تشوه صورة الإسلام والمسلمين عند من لا يعرف الإسلام؛ ولذلك كانت بريطانيا - التي تريد تشويه الإسلام - تمول المواكب الحسينية وتستغلها أحسن استغلال.
وقد قيل: إن رئيس الوزراء العراقي أثناء الاحتلال الانجليزي للعراق عندما زار لندن للتفاوض قال له الانجليز: نحن في العراق لمساعدة الشعب العراقي؛ لكي يخرج من الهمجية، فأثار هذا الكلام حفيظة رئيس الوزراء، فاعتذروا له بلباقة وأروه فليماً لما يحدث في كربلاء!
أيها المسلمون، إن هذه الأعمال المبتدعة لو كان أصحابها يتبعون آل البيت حقاً ما قاموا بها؛ اتباعاً لآل البيت؛ فإن ابناء الحسين وأحفاده لم يقوموا بها.
ثم إن هناك نصوصاً قولية عن أئمة آل البيت في النهي عن هذه الأفعال مذكورة في كتب الشيعة أنفسهم.
قال علي رضي الله عنه: "ثلاث من أعمال الجاهلية، وعدّ منها: النياحة على الموتى". وقال أيضاً: "لا تلبسوا السواد؛ فإنه لباس فرعون".
🎤
*خطبـة.جمعـة.بعنــوان.cc*
*عــاشـوراء بـين الســنة والبـدعــة*
*للشيخ/ عبدالله بن عبده نعمان العواضي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء1 ]. ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
أيها المسلمون، إننا في شهر الله المحرم، شهر عظيم عظمه الله تعالى، فجعله من الأشهر الحرم الأربعة فقال تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 36].
ومن تعظيم الله أن نعظم ما عظمه الله عز وجل، قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].
فمن تعظيم الله تعالى: تعظيم الأشهر الحرم، ومن ذلك شهر الله المحرم.
وقد ذكر الله تعالى تعظيم هذه الأشهر الحرم في قوله تعالى: ﴿ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ﴾ [التوبة36].
إنها جملة تعم جميع أنواع الظلم: ظلم الإنسان لربه، وظلم الإنسان لنفسه، وظلمه لغيره من خلق الله تعالى.
عباد الله، إن العبد مطالب بهجر جميع الذنوب في جميع الأوقات والشهور، لكن هذه الأشهر الأربعة لها مزية وخصوصية على غيرها. فليتق المسلم ربه فيها، وليعلم عظمها وقدرها.
أيها المسلمون، إن شهر الله المحرم شهر فضيل، ومن فضائله: أنه زمان فاضل لعبادة الصيام. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل [2].
فيا سعدَ من سابق في هذا الشهر إلى هذه العبادة العظيمة التي يضاعف أجرها في هذا الشهر المعظم.
ألا واعلموا - يا عباد الله - أن أعظم أيام هذا الشهر التي يستحب صيامها: يوم عاشوراء. وهو اليوم العاشر من هذا الشهر.
هذا اليوم العظيم يوم مبارك حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على صيامه، وبين أجر ذلك فقال: وصوم يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله[3].
وهذا غنم كبير أن تكفر ذنوب سنة بصوم يوم، فكم نقترف من أوزار طوال العام، وليس لنا من الحسنات نصيب وافر نعتمد عليه في تكفير معاصينا. فهذا خير متدفق ساقه الله إلى عباده، فأين أهله وطالبوه، ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم؟.
غير أن هذا التكفير لذنوب السنة إنما يكون للذنوب الصغيرة، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة نصوح، كما ذكر ذلك كثير من العلماء، ولا مانع، - والله أعلم - أن يتفضل الله تعالى على بعض عباده بغفران كبير ذنوبهم وصغيرها، والله ذو الفضل العظيم.
فلا يفوتنك - أيها المسلم - صوم هذا اليوم؛ فإنه غنيمة باردة، وتوفيق من الله تعالى لمن صامه.
أيها المسلمون، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام هذا اليوم، ويتحراه أكثر من غيره؛ لعظم خيره، ومزيد فضله.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني: شهر رمضان[4].
ولقد صار هذا التحري والحرص ديدن أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، ورضي الله عنهم، منهم: عمر، وعلي،وأبو موسى، وعبد الرحمن بن عوف، وابن عباس، وعبد الله بن سلام، وابن مسعود، وجابر بن سمرة، وقيس بن سعد، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، فقد أرسل عمر إلى الحارث بن هشام: " أن غداً يوم عاشوراء، فصم، وأمر أهلك أن يصوموا"[5].
وعن الأسود بن يزيد قال: ما رأيت أحداً ممن كان بالكوفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم آمر بصوم عاشوراء من علي و أبي موسى[6].
قال ابن عبد البر في التمهيد: " وروينا عن ابن مسعود وجابر بن سمرة وقيس بن سعد قالوا: كنا نؤمر بصوم عاشوراء، فلما نزل رمضان لم نؤمر به ولم ننه عنه، ونحن نفعله".
ْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۞ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ . مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم:42-43].
*الخطبـــة.الثانيـــة.tt*
أيها المسلمون الظلم من الذنوب العِظام، والكبائر الجِسام، يُحيطُ بصاحبه فيُدمِّره، ويُفسِد عليه أمرَه، ويُغيِّرُ عليه أحوالَه، تزولُ به النعم، وتنزل به النِّقَم، عواقبه وخيمة، ونتائجه قبيحة في الدنيا وفي الآخرة.
عبـــاد الله :
ما أشنع الظلم ؟! ، ما أبشع أن يجد الإنسان سعادته وهنائه فى ظلمه للآخريين ، كيف ينام تاركاً ضحيته وهى تأن ، كيف يستمتع بمال أخذه ظلماً وجوراً من صاحبه ؟! ، كيف يستمع بلحظته وهى تمر على الآخريين جبالاً من شدتها وقسوتها عليهم بسببه ، كيف يستمع بأولاده وقد تسب فى يتم الآخريين ؟! ، جرم عظيم ولهذا جزاءه أعظم وإليك قطرة من فيض ، قال صلى الله عليه وسلم :- ( من اغتصب مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان ، قالوا :- ولو كان شيئاً يسيراً يا رسول الله ؟ قال :- ولو كان قضيباً من أراك - أي ولو كان سواكاً ) .
والاعتداءُ على الأنفُس البريئة، بالقتْل أو الضَّرْب أشد ظلما وأكبر جرما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « يُؤْتَى بالمَقْتولِ يومَ القِيامَةِ مُتَعَلِّقًا بالقاتلِ تَشْخُبُ أوداجُه دَمًا - أي: تسيل - حتَّى يُنْتَهَى به إلى العَرْشِ، فيقولُ: رَبِّ، سَلْ هذا فِيمَ قَتَلَني؟ » ؛ رواه الحُميدي وأحمد والنَّسائي، وصحَّحه الألباني.
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « مَن ضرَب بسوطٍ ظلمًا، اقتصَّ منه يومَ القيامة» ؛ رواه البيهقيُّ وغيرُه، وصحَّحه الألباني.
فيا ابن آدم إياك والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وليأتين أناس يوم القيامة بحسنات كأمثال الجبال فما يزال يؤخذ منهم حتى يبقى الواحد منهم مفلسًا ثم يسحب إلى النار سواء كان عالمًا أو متعلمًا، قاضيًا أو متقاضيًا، حاكمًا أو محكومًا.
يا مَن عدَى ثم اعتدَى، اعلم أنَّ ظلمك مَمحَقة للصالحات، مَذْهَبة للحَسَنات، يأتي الظالم يومَ القِيامة بحسنات عظيمة، وأُجورٍ وفيرة، ولكن يأتي مُعلَّقًا بمظالِمه، يأتي وقد شتَم هذا، وقذَف هذا، وأكَل مال هذا، وسفَك دمَ هذا، فيُعطَى هذا مِن حسناته، وهذا مِن حسناته، فإنْ فنَيِت حسناته قبل أن يُقضَى ما عليه، أُخِذ مِن خَطاياهم فطُرِحت عليه، ثم طُرِح في النار.
وليراجع كل منا نفسه لأن الظلم ربما يكون بكلمة أو نظرة أو ظن سيء أو مجاملة باطلة أو خذلان للحق وأهله أو دناوة نفس أو ركون إلى ظالم أو خوف من غير الله أو شهادة زور أو حكم باطل جائر أو إيذاء في نفس أو عرض أو مال أو عافية أو تقييد حرية أو شماتة في مؤمن أو سعادة في معصية أو علوًا لباطل أو قسوة في غير موضعها أو حُجة باطلة وتدليس في المواقف والآراء وتحكم الأهواء. قال عليه السلام: «إنكم تختصمونَ إليّ. ولعلّ بعضكُم أن يكونَ ألحنَ بحجتهِ من بعضٍ. فأقْضِي له على نحو مما أسْمَعُ منهُ. فمن قَطعتُ له من حقِّ أخيهِ شيئا، فلا يأخذهُ. فإنما أقطعُ لهُ بهِ قطعةً من النارِ» (مسلم).
ومن الظلم الاعانة على قتل نفس معصومة أو إخفاء حقيقة أو نشر كذب أو إشاعة أو جدال في باطل أو قلب للحقيقة.
واعلم أن الله محيط بالعباد: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19].
أيها الظالم ، تذكَّر صرعةَ الموت بشدَّته وآلامه، تذكَّر أنَّك ستُلفُّ في خِرَقٍ بيضاء، وستجندل بعدَها في حُفرة ظلماء، وستَعْلم حينَها ووقتَها أنَّك ما كنتَ إلا في غرور:
إِلَى دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي
وَعِنْدَ اللَّهِ تَجْتَمِعُ الخُصُومُ
سَتَعْلَمُ فِي الحِسَابِ إِذَا الْتَقــَيْنَا
غـــَدًا عــِنْــدَ الْإِلــَهِ مَنِ الْمـــَلُومُ
يقول الشافعي رحمه الله: (بئس الزادُ إلى المَعادِ العدوانُ على العبادِ
هناك أيُّها الظالِم لا تأسُّف ولا اعتذار؛ { يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [غافر: 52].
هناك أيُّها الظالم لا ينفعك خليلٌ ولا شفيع؛ { مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } [غافر: 18]. ليس بعدَ آيات القرآن وعيد، وليس بعدَ كلام الرحمن وعظ وتذكير، فاخترْ لنفسك إمَّا التوبةَ والأوبة، وإمَّا ظلماتٍ موحِشةً منتظرة:
فُتُبْ مِمَّا جَنَيْتَ وَأَنْتَ حَيٌّ
وَكُنْ مُتَيَقِّظًا قَبْلَ الرُّقَادِ
أدِّ الحقوق إلى أهلها، وعامِلِ الناس بمثل ما تحبُّ أن يعاملوك، وأتْبِع السيئةَ الحسنةَ تمحُها، { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } [طه: 82].
🎤
*خطـبـة جمـعــة بعـنـوان :*
*عـــاقــبـــة.الــظـالـمـــين.tt*
*إعـداد الأسـتاذ/ عبدالوهاب المعبأ*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله العليم القدير، القوي المتين؛ ذي العزة والملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، يسوق الظالمين إلى هلاكهم، وينجي المظلومين من بأسهم، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ يملي للظالمين حتى يأمنوا، ويولي بعضهم بعضًا ليفرحوا، ويمدهم في طغيانهم ليعمهوا، ثم يديل عليهم فيُهزموا، وما من ظالم إلا وقد حاك أسباب هلاكه بيديه، ومشى إلى حتفه برجليه؛ قَدَرًا من العليم القدير؛ ليوقعه في شر أفعاله، فيبكي ندمًا على حياته وأعماله، ولات حين مندم {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:45]
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ حذر أمته من الظلم ومن الركون إلى الظالمين، وأخبر عن مصارعهم في الغابرين، وبشر بانتصار المظلومين، وأخبر أن «وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الْغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ» (جامع الترمذي؛ برقم: [3598])، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أمـا بعـد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه
واتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة
عباد الله : لقد نهانا الله - عز وجل - عن الظلم وأمرنا أن نبتعد عنه والا نكون من الظالمين فالله - سبحانه وتعالى - لا يحب الظالمين ولنعم جميعا أن الظلم نهايته أليمه ولنعلم أنَّ الظلمَ من الأمراض الفتاكة، والجرائم البشعة، التي انتشرت في أواسط المجتمعات، حتى هلك إثر ذلك أفرادٌ وجماعات، وسحقت بسببه شعوبٌ، وأبيدت أُمم، وسلبت خيرات، ونزعت بركات.
واقتضت سنته الكونية هلاك الظالمين ومحق المعتدين ، وقطع دابر المفسدين، سواء أكان الظالم فردًا أم جماعة أم أمة من الأمم .
ويكفينا إذا أردنا أن نعرف خطورته أن نعلم أن الله جل جلاله حرَّمه على نفسه، وجعله محرَّماً بين عباده،وبعث الله الرسل، وأنزل الكتب، وأوضح السبل،للتحذير من الظلم وبيان مفاسده وعواقبه قال سبحانه إرشاداً لعباده وتذكيراً: ﴿ وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴾
لقد حفل القرآن الكريم بالأخبار الكثيرة عن مصارع الظالمين ومصير المفسدين ، الذين عمَّرُوا عمرانًا عظميًا ، وشيَّدُوا حضارات عتيدة ، وظنوا أنهم بلغو النهاية في القوة والعزة ، وغرتهم أنفسهم فظلموا وأفسدوا ، وما تركوا ظلمهم رغم الآيات والنذر ، فحقت كلمة العذاب عليهم ، وأصبحوا أثرا بعد عين وخبرًا طواه التاريخ يُتْلَى للتذكرة والاعتبار .
ولقد ساق لنا القرآن نماذجَ وأمثلةً لمن استكبروا في الأرض، وطغوا وبغوا، وعاثوا فيها الفساد كيف كانت عاقبتهم؟ الأليمة وحالهم المردي ومصيرهم المخزي
إنها سنة ماضية في الظالمين مهما اختلفت أزمانهم وتباعدت بلدانهم وتنوعت أعراقهم، فسنن الله - تعالى - لا تحابي أحداً، ولا تفرق بين زمان وزمان، أو تطال أقوامًا، فمن ظلم وتمادى في ظلمه فهلاكه واقع لا محالة .
وإنّ الظلم والطغيان هو الديوان الذي لا يتركه الله حتى يقتصَّ من الظالم للمظلوم؛ فمرتع الظلم وخيم، وعاقبته سيئة،وجزاءُ صاحبه البوار وخراب الدار، ولو بغى جبلٌ على جبلٍ لدُّكَ الباغي منهما.
ومن تمام عدله أن الله تعالى لا يعذب أحدًا إلا بظلم اقترفه؛ ولذا قال سبحانه {هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} [{الأنعام:47]، فلا هلاك إلا بظلم، ولا ظلم إلا وعاقبته هلاك.
فكم أزاح الظلمُ من سلطانٍ عن عرْشه، وساق ذا صولةٍ إلى نعْشه! كم أنْزل الظلمُ أهلَه من قِمم الرِّفعة، إلى قُمْقُم المهانة والذلَّة! كم أفقرَ بعدَ غنًى، وأذلَّ بعد عزَّة! كم أضْعف بعدَ قوَّة، وأسْقم بعدَ صحَّة! كم فرَّق بعدَ اجتماع، وشتَّت بعدَ شمْل! كم وكم من الويلات حصلت ورُئِيت بسببِ البَغي والجَوْر! وهذه بعضُ آثاره في الدنيا، ولَعذابُ الآخرة أشدُّ وأبقى.
عباد الله : وفي هذه الأجواء المحمومة، المظلمة، المدلهمة، ومن بين صرخات اليتامى، والثكالى، وتأوهات العجائز، والشيوخ، وأنين الجرحى، والمصابين، يتعالى قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم:42]ليطمئن النفس المؤمنة بأن الله القوي، القادر، الغالب، القاهر، شاهد، مطَّلع، يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته .
إن حلم الله على الظالمين وإن طال فمردهم إليه حتماً، وسيسوق لهم ظالمين من بني جلدتهم، فالظالم سيف من سيوف الله به انتقم ومنه انتقم كما ورد في الأثر، والظالم مهما ظن أنه في عصمة من أمره وحماية ومنعة فإن المكر والفناء يأتيانه من مأمنه، وتلك سنن باقية وممتدة إلى يوم القيامة، والبغي عاقبة أمره الخسران والخزي في الدنيا والعذاب يوم القيامة.
وتحول إلى ذلك في الحال، وتأملوا كيف أهلك الله هذا الجبَّار العنيد بمثل ما كان يفتخر به، فقد كان يفتخر على قومه بالأنهار التي تجري من تحته، فأهلكه الله جلّ وعلا بالماء، ولا شك أن ظهور الآيات في المخلوقات نعمة كبرى يستحق الرب العظيم الحمد والشكر عليها، خصوصًا إذا كانت في نصر أولياء الله وحزبه، ودحر أعداء الله وحزبه، ولذلك عباد الله لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر محرم ويقولون: إنه يوم نجا الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بموسى منكم))، فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه ولما سُئل صلى الله عليه وسلم عن صيامه، قال: ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)).
فينبغي عباد الله أن نحافظ على صيام هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرَّم، وكذلك نصوم اليوم الذي قبله اليوم التاسع، وذلك لتحصل المخالفة مخالفة اليهود التي أمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
هذا ونسأل الله جلّ وعلا أن يوزعنا وإياكم شكر نعمه، وأن يعيننا وإياكم على طاعته، ونسأله جلّ وعلا أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم - وعباده المؤمنين، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبـــة.الثانيـــة.cc*
الحمد الله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أمــا بــعــــد - عــباد الله :
فاتقوا الله تعالى وراقبوه سبحانه مراقبة مَن يعلم أن ربَّه يسمعه ويراه، ثم اعلموا - رعاكم الله - أن المؤمن حريص في هذه الحياة على أسباب السّعادة، ونيل رضا الربِّ تبارك وتعالى والمسابقة في مرضاته، وتحرِّي كل أمر يقرب منه سبحانه والله جلّ وعلا جعل لهم في حياتهم مواسم مباركة يتنافس فيها المتنافسون، ويُقبل عليها المجدّون الحريصون عل التقرُّب إلى الله - جلّ وعلا.
عـــباد الله:
وإن يوم العاشر من المحرَّم يوم عظيم مرَّ معنا شيء يتعلق بقصته، وما ينبغي أن يكون عليه المسلم من شكر الله عز وجل فيه، وذلك بالصيام كما فعل الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام - فينبغي علينا عباد الله أن نحرص على صيام اليوم العاشر من محرم، وأن نصوم يومًا قبله تأسِّيًا بالنبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - وطلبًا لتحصيل الثواب الذي أعده الله جلّ وعلا لمن صام ذلك اليوم، وقد مرَّ معنا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)).
عـــباد اللـــه:
صيام يوم واحد يكفر سنة كاملة والمراد بما يكفره صيام يوم عاشوراء في السنة الكاملة هو الصغائر دون الكبائر، أما الكبائر عباد الله فلا يكفرها إلا التوبة إلى الله جلّ وعلا فعلينا عباد الله أن نقبل على الله جلّ وعلا تائبين مُنبين مستغفرين من كل ذنب وخطيئة، وأن نحرص على المواسم المباركة التي يتنافس فيها المتنافسون، ويُقبِل فيها المجدون على طاعة الله جل وعلا وابتغاء مرضاته.
والكَيِّس عباد الله من دَانَ نفسه، وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني.
وصلوا وسلموا - رحمكم الله - على محمد بن عبدالله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن صلى علي واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا))، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي السبطين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلي يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمّر أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيِّك محمد - صلى الله عليه وسلم - وعبادك المؤمنين، اللهم أمِّنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضى، وأعنه على البر والتقوى وسدده في أقوله وأعماله يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفق ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيِّك محمد - صلى الله عليه وسلم - اللهم آت نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا
🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*فــضـــل يــوم عـــاشـــــــوراء*
*للشيخ/ عــبــدالـرزاق الــبـــدر*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أمــا بــعــــد :
عباد الله، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فإن من اتقى الله وقاه وهداه إلي صالح أمر دينه ودنياه.
ثم اعلموا - رحمكم الله :
أن من القصص العجيب الذي أعاده الله في القرآن وثناه قصة موسى عليه السلام مع فرعون؛ لكونها مشتملة على حِكَم عظيمة، وعِبَر بالغة، وعِظَات مؤثِّرة، وفيها نَبَأه سبحانه مع المؤمنين والظالمين بإعزاز المسلمين ونصرهم، وإذلال الكافرين وخذلانهم؛ ﴿ طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 1 - 4] .
أراد الله جلّ وعلا إنقاذ هذا الشعب من ظلم فرعون وطغيانه، وتَكبُّره وعُدوانه؛ أجرى سبحانه من الأسباب العظيمة ما لم يشعر به فرعون ولا أولياؤه ولا أعداؤه؛ حيث أمر سبحانه أم موسى عليه السلام أن تضع وليدها موسى في تابوت مغلق ثم تلقيه في اليم، ووعدها تبارك وتعالى بحفظه وبشَّرها بأنه سيرده إليها، وأنه سيكبر ويسلم من كيدهم، وأنه سبحانه سيجعله من المرسلين؛ ﴿ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7]، ففعلت ما أُمرت به وساق الله جلّ وعلا هذا التابوت وبداخله موسى عليه السلام إلى مكان قريب من فرعون وآله؛ ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴾ [القصص: 8] .
في هذا عباد الله :
أن الحذر لا ينفع من القدر، فإن الذي خاف منه فرعون، وقتل أبناء بني إسرائيل لأجله، قيَّد الله جلّ وعلا أن ينشأ في بيته ويترعرع تحت يده وعلى نظره وكفالته، ومن لطف الله بموسى عليه السلام وأمه أن منعه من قبول الرضاعة من ثدي أي امرأة، فأخرجوه إلى السوق لعلهم يجدون مَن يقبل منها الرضاع، فجاءت أختُه وهو على تلك الحال؛ ﴿ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ [القصص: 12]. فاشتملت مقالتها على هذا الترغيب في أهل هذا البيت وبيان ما هم عليه من تمام الحفظ، وحُسن الكفالة؛ ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 13]
ولما بلغ عليه السلام أشدّه واستوى، آتاه الله حُكْمًا وعِلْمًا، حُكْمًا يعرف به الأحكام، ويفصِّل به بين الناس، وعِلْمًا كثيرًا غزيرًا.
ثم جرت أحداث منها قتل موسى عليه السلام للقبطي، وتشاور ملأ فرعون مع فرعون على قتله، واجتمع رأيهم على ذلك، ويبلغ موسى الخبر، فيخرج من مصر خائفًا يترقَّب، ودعا الله - جلّ وعلا:﴿ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 21]، وأكرمه الله جلّ وعلا في رحلته تلك بالزواج من امرأة صالحة، ثم إنه سبحانه أكرمه بأعظم كرامة وحباه بأعظم نعمة، فجعله من المرسلين؛ ﴿ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 144]
وأيَّده تبارك وتعالى بالحُجج الباهرة والبراهين الظاهرة؛ ﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [القصص: 32]، ويأمره تبارك وتعالى بالتوجه إلى فرعون؛ لدعوته وأمره أن يقول له قولاً لَيِّنًا لعلّه يتذكّر أو يخشى، ويطلب موسى عليه السلام من الله أن يعينه على ما حمَّله، وأن يسدّده فيما وُكِّلَ إليه؛ ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ﴾ [القصص: 33 - 34]، فأجابه الله فيما سأل؛ ﴿ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ﴾ [القصص: 35]
- ومنها : الفرح بنجاة المؤمنين وما يصيبهم من الخير والرخاء والنصر ، والفرح بهلاك الظ
المين :قال تعالى : ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ) ، ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) .
وقال تعالى : ( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) .
وقد شَتَمَ رَجُلٌ ابنَ عَبَّاسٍ ، فقال ابنُ عَبَّاسٍ : " إِنَّكَ لَتَشْتُمُنِي ، وَفِيَّ ثَلاثُ خِصَالٍ ، إني لآتِي على الآيَةِ من كِتَابِ اللَّهِ عزَّ وجل ، فَلَوَدِدْتُ أَنَّ جَمِيعَ الناس يَعْلَمُونَ منها ما أَعْلَمُ منها .
وَإِنِّي لأَسْمَعُ بِالْحَاكِمِ من حُكَّامِ الْمُسْلِمِينَ يَعْدِلُ في حُكْمِهِ ، فَأَفْرَحُ بِهِ ، وَلِعَلِّي لا أُقاضِي إليه أَبَدًا .
وَإِنِّي لأَسْمَعُ بِالْغَيْثِ قد أَصَابَ الْبَلَدَ من بِلادِ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَفْرَحُ ، ومالي بِهِ مِنِ سَائِمَةٍ " . رواه الطبراني في المعجم الكبير (10/266) .
*الخطبـــة.الثانيـــة.tt*
الحمد لله ربِّ العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين .
أمـــا بعـــد :
= إنَّ عاشوراء يوم عظيم حقًّا:
ولكن هناك تعظيم حقيقي لهذا اليوم ، وهناك تعظيم مُزَيَّف .
فمن التعظيم الحقيقي : صيامه :
فقد عظَّمه موسى عليه السلام؛ فصامه ، شكرًا لله على نعمة النجاة وإهلاك العدو .
وصامه اليهود تبعًا لموسى: قالوا : " فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا ؛ فَنَحْنُ نَصُومُهُ " . مسلم (1130) .
- وكان أهل الجاهلية يعظِّمونه: فكانوا يصومونه : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الجَاهِلِيَّةِ . رواه البخاري (1893) ، ومسلم (1125) .
ومن تعظيمهم له أنهم كانوا يسترون فيه الكعبة: قَالَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : " كَانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَةُ ". رواه البخاري (1592) ، ومسلم (1125) .
وعظَّمه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فصامه ، وأمر المسلمين بصيامه . رواه البخاري (2004) ، ومسلم (1130) .
وكان صيامه مفروضًا ثم نُسِخَ: قالت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِصِيَامِهِ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ .
فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ ؛ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ ) . رواه البخاري (1592) ، ومسلم (1125) .
ولكن استحباب صيام عاشوراء ما زال باقيًا :
خطب مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ : أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ ؟
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِهَذَا الْيَوْمِ ، ( هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ ، وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، وَأَنَا صَائِمٌ ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ ) . رواه البخاري (2003) ، ومسلم (1129).
ومن فضل صيامه : أنه يكفِّر ذنوب سنة، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صيامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ) . رواه مسلم (1162) .
قال الإمام البيهقي رحمه الله : " وهذا فيمَن صادفَه صومُه وله سيِّئات يحتاج إلى ما يكفِّرها ، فإن صادفَه صومُه وقد كُفِّرت سيِّئاته بغيره ؛ انقلبَت زيادةً في درجاته " . فضائل الأوقات صــ 438 .
ويُسَنُّ صيام التاسع أيضًا: فحِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ) .
قَالَ : فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه مسلم (1134) .
فقد صام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العاشر ، وعزم على صيام التاسع ، فمن الأفضل صيام التاسع والعاشر .
وصوم عاشوراء عند العلماء على ثلاث مراتب :
أكملها :صيام ثلاثة أيَّام ، التاسع والعاشر والحادي عشر ؛ وقد جاء في ذلك حديثٌ ضعيفٌ ، لفظه : ( صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا ) .
( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ) .
ها هو فِرعونُ يغرَق ويحيطُ به الغَرَق من كلِّ مكان ، وهو الذي طغى وتجبَّر وادَّعى الألوهيَّة فقال : ( يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) ، ( فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ) .
وتفاخر بما لا يُساوي قطرةً في مُلك الله تعالى : ( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) !
ناسيًا أنَّ المُلكَ كلَّه لله ، وأنَّ الله هو الذي أعطاه ، وأطعمَه وسقاه !
رُوي أنَّ خليفةَ المسلمين هارونَ الرَّشيد رحمه الله لمَّا قرأ هذه الآية : ( قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ) ، ورأى تفاخُر فرعون بمُلك مصر ؛ قال : " لعنَه الله ! ما كان أرقعَه [أي: ما أشدَّ خِفَّة عقله]! ادَّعى الرُّبوبيَّة بمُلك مصر ؟! واللهِ ؛ لأولينَّها أخسَّ خدَمي " ؛ فولَّى حُكم مصر خادمًا له اسمه : الخصيب ، كان يصبُّ له الماء عند الوضوء ! وَفَيات الأعيان لابن خَلِّكان (1/188)، وفتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان (12/361) .
- ومن الدروس المستفادة : معيَّة الله تعالى لأنبيائه وأوليائه :
فلمَّا خرج موسى عليه السلام مُنفِّذًا أمر ربه ، متجهًا ناحية الشرق ؛ أمر فرعون بجمع كل الجنود ، وفي الوقت نفسه يُهَوِّنُ ، ويُحَقِّرُ من شأن بني إسرائيل كعادة أهل الباطل في كل زمان : ( فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ) .
جمعَ فرعون جنوده ، وطارد المؤمنين في ناحية الشرق ( فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ ) .
وصلَ موسى إلى ساحل البحر الأحمر وخلفه فرعون وجنوه . فلما تراءى الجمعان صرخ ضعاف الإيمان ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) ، فرَّد عليهم موسى بقوة الإيمان : ( كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) .
- ونجَّى الله تعالى( بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ) .
- ونجَّاهم من الغرق ، وأغرق فرعون وجنده: ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ *آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) .
- إن قصة موسى عليه السلام مع فرعون مليئة بالعبر والعظات ؛ ولذا كثر ورودها في القرآن الكريم حتى قال بعض العلماء : " كاد القرآن أن يكون كله لموسى ". الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (1/199).
فينبغي علينا أن نعتبر بآيات الله ؛ فإنَّ فيه عِبَرًا مقنعة للمؤمنين : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ) ، ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) .
وأما الجاحد والمعاند فلا يقنعه شيء : ( وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ) .
- ومن المعاني الإيمانية : نصر الله لأنبيائه وأوليائه ، وإهلاكه لأعدائه :
لمَّا سأل النبي اليهود عن صومهم هذا اليوم قالوا : " هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ ". رواه البخاري (2004) ، ومسلم (1130) ، واللفظ له .
وهذه حقيقة يقينية، قال تعالى : ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) ، وقال : ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) .
حتى لو تأخر النصر قليلاً فإنه قادم ، فالحق بطيء ولكنه يومًا يجيء ، كما في حديث هرقل حين قال لأبي سفيان : " سَأَلْتُكَ كَيْفَ كان قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ وَدُوَلٌ ، فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى ، ثُمَّ تَكُونُ لهم الْعَاقِبَةُ ". رواه البخاري (7)، ومسلم (1773) .
وإهلاك الله للظالمين سنة كونية؛
عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...
فذكروا
الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.....
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
ِـمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} [الحج: 45] ..
والله سبحانه وتعالى لا يأذن بزوال الظلم وأهله حتى يكون هناك من يقارع الظلم ويقف أمام الباطل ويصدع بكلمة الحق ولو كان ضعيفاً أو فقيراً أو وحيداً ،
كما فعل موسى عليه السلام وغيره من الأنبياء وأصحاب الحق والعظماء في كل زمان ومكان لأن الله لا يتخلى عن عباده ولا يترك أولياءه بل ينظر إلى أعمالهم ويطلع على نياتهم فإذا ما وجد من الجهد المطلوب والنية الخالصة أذن بنصره وهلاك أعدائه ...
قال موسى عليه السلام (قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) (المائدة:25) ..
وهكذا هي سنة الله في هذه الحياة والتاريخ يشهد وأيام الله تترى علينا كل يوم تثبت هذه الحقيقة وتغرس في النفوس الإيمان والأمل والإستقامة وتقوم الإعوجاج وتصحح المسار وتوجه الإنحراف في أخلاقنا وأعمالنا وسلوكياتنا كلما صدقنا في فهمها وتدبرها ...
فاللهم أهدنا بهداك ولا تولنا أحداً سـواك وخذ بنواصينا إلى كل خير ...
قلت ما سمعتم واستغفر الله
لي ولكم فاستغفروه...
الخطــــبة.الثانــية.tt
عبــــــــاد الله :- ولا ننسى أن
نذكر في هذا اليوم مقتل سبط رسول الله صل الله عليه وسلم وحفيده وسيد شباب الجنة الحسين بن على رضي الله عنهم،
وكان قد خرج إلى الكوفة ليبايعه أهلها ورفضاً لولاية يزيد بن معاوية، وكان أهل الكوفة قد دعوا الحسين وأوهموه بأن أعدادهم كثير حتى بلغت في الروايات إلى ثمانية عشر الف وأربعون الف،
فأرسل ابنَ عمه مسلمَ بن عقيل بن أبي طالب ليستطلع الأمر ويقفَ على حقيقته..
ولما علم الصحابة بما أراده الحسين توافدوا عليه لثنيه عن وجهته؛ فكان ممن جاءه ابن عباس وأبو سعيد الخدري وعبدالله بن عمرو بن العاص وعبدالله بن الزبير وجابر بن عبدالله والمسور بن مخرمة وغيرهم
بل إن عبدالله بن عمر لما بلغه مخرج الحسين لحق به على مسير ثلاثة أيام من مكة ونصحه بالعودة..
فقال له الحسين: هذه كتبهم وبيعتهم.
فقال ابن عمر: لا تأتهم؛ وإني محدثك حديثاً: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيّره بين الدنيا والآخرة؛ فاختار الآخرة ولم يُرِد الدنيا. وإنكم بَضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والله لا يليها منكم أحد أبداً؛ وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم.
فأبى الحسين أن يرجع؛
فاعتنقه ابن عمر وبكى ،
وقال: أستودعك الله من قتيل.
بلغ الخبرُ يزيدَ بن معاوية ، فكتب إلى واليه على البصرة: عبيدالله بن زياد؛ يضم إليه الكوفة ويدعوه إلى معالجة الأمر...
ولما وصل عبيدالله بن زياد إلى الكوفة بعث من يتحرى له الأخبار ويتقصّى الحقائق؛
فعلم أن الناس ينتظرون قدوم الحسين؛ وأن الرأس المدبر هو مسلم بن عقيل ، فطلبه. وعلم مسلم بمراد عبيدالله بن زياد فجمع معه أربعة آلاف؛ وحاصروا قصر عبيدالله بن زياد بالكوفة،
فصار عبيدالله بن زياد يأمر أشراف القبائل ووجهاء الكوفة أن يخذّلوا الناس عنه؛ حتى كانت الأم تأتي إلى ابنها وتقول: ارجع؛ والناس يكفونك.
ويأتي الأب إلى ابنه فيقول: إنه لا طاقة لك بجنود الشام لو أقبلت.
فتخاذل الناس عنه حتى لم يبق معه إلا خمسمئة نفس؛ ثم نقصوا حتى الثلاثمئة؛ ولم يزالوا يرجعون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً؛ فصلى بهم المغرب؛ ولما أظلم الليل صار وحيداً؛ فصار يمشي متخفياً؛ لكنه لم يلبث أن ظفر به عبيدالله بن زياد وعزم على قتله...
ولما وُقف به –أعني: مسلم بن عقيل- بين يدي عبيدالله بن زياد؛ وعَلِمَ أنه قاتله؛ التفت في وجوه الحاضرين،
فوقع بصره على محمد بن الأشعث؛ فأوصاه أن يبعث إلى الحسين ليرجع؛
وقال مقولته المشهورة: ارجع بأهلك ولا يغرنّك أهل الكوفة؛ فإن أهل الكوفة قد كَذَبوك وكذبوني؛ وليس لكاذب رأي.
ثم قُتل رحمه الله في يوم عرفة من سنة ستين للهجرة.
علم الحسين رضي الله عنه بمقتل ابن عمه في الكوفه، فجاءته رسائل وكتب من أهل الكوفه للقدوم، وأنه ليس كأبن عمه مسلم بن عقيل وأنهم سيقفون معه،
أصر عندها الحسين على القدوم على الكوفه ،
فعلم عبيد الله بن زياد والي الكوفه فأرسل الحر بن يزيد الحنظلي في ألف مقاتل ليصدوا الحسين؛
فلقيه بالقادسية وطلب منه أن يغيّر وجهته فأبى؛
عندها كانت المعركة بين الحسين ومن معه وبين الحر بن يزيد الحنظلي وجيش عبيد الله بن زياد،
وقتل الحسين رضي الله عنه،
أما أهل الكوفه ومن أدعى مشايعته ونصرته فقد غدروا به وكذبوا عليه،
مات الحسين رضي الله عنه مظلوماً وشهيداً ومجتهداً ، رحمه الله رحمة الأبرار...
معاشر المسلمين:
قتل كما قتل الأبطال والعظماء على مر التاريخ، وأصبحت سيرتهم عطره على كل الأفواه ،
لكن هذه الحادثة والواقعة لا تعطي لأحد الحق في إثارت النعرات الجاهلية ، والطائفية المقيته، التي أهلكت الأمة، وسالت دمائها بسبب الجهل وتغذيتها من قبل أعداء الاسلام...
🎤
*خـطـبـة جـمـعــة بعـنـوان :*
*العاشـر.من.مـحـرم.دروس.وعــبرة.tt*
*للشيـخ/ حــســان أحـمــد الــعـمــاري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،
الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات ،
الحمد لله الذي علم العثرات ،
فسترها على أهلها وانزل الرحمات ،
ثم غفرها لهم ومحا السيئات ،
فله الحمد ملئ خزائن البركات ،
وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات .
وأشهد أن لا إله إلا الله لا مفرج للكربات إلا هو ، ولا مقيل للعثرات إلا هو ،
ولا مدبر للملكوت إلا هو ،
ولا سامع للأصوات إلا هو ،
ما نزل غيث إلا بمداد حكمته ،
وما انتصر دين إلا بمداد عزته ،
وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته ،
وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله قام في خدمته ، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته ، واقام اعوجاج الخلق بشريعته ، وعاش للتوحيد ففاز بخلته ، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته ، ...
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واستن بسنته وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أمــا بعــد : عبــــاد الله :-
لقد جعل الله الأحداث والوقائع والمناسبات وتاريخ الأمم والشعوب والأفراد وسيلة من وسائل التربية والتقويم وتصحيح المسار وأخذ العبرة والعظة للأفراد والأمم والشعوب التي تأتي بعدهم ليقيم الحجة على عباده ..
قال تعالى (قدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ [أل عمران 137] ...
وقال سبحانه (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [الروم 9] ..
وقال عز من قائل (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ ) (الدخان25-28) ..
وقال شعيب عليه السلام لقومه مذكراً لهم حتى يرتدعوا عن طغيانهم ويستسلموا للحق الذي جاءهم من ربهم: (وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) [هود: 89]،
فذكرهم بمصارع الماضين وبسنة الله في الغابرين، وكأنه يقول لهم: العاقل من وعظ بغيره ولقد كان لكم في مَنْ مضى عبرة لو كنتم معتبرين، فسنن الله تعالى لا تعرف المحاباة فمن يشاقق الرسل من بعد ما تبين له الهدى مصيره مصير من سبقه من الماضين، ولن تجد لسنة الله تبديلاً .
والمتأمل في سير الأمم السابقة وأخبار الماضين يتبين ذلك جلياً...
وأمر سبحانه وتعالى بتذكر وتدبر أحداث الأمم والشعوب والأفراد فقال ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (إبراهيم:5)..
والمقصود هنا بتعبير ( أيام الله) هي الأحداث الكبرى في حياة الناس بما فيها من النعم والنقم ..
والعاشر من شهر محرم من أيام الله العظيمة والتي ينبغي للمسلمين أن يأخذوا الدروس والعبر من أحداثه ..
فقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال : " ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجَى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال : فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه" . [ رواه البخاري 1865 ] ...
ولماذا نحن أحق بموسى عليه السلام ؟
لأننا أمة من صميم عقيدتها أنها تؤمن بالله وتؤمن بجميع رسله ..
قال تعالى (آمَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رُّسُلِهِ [البقرة:285] ...
إنهم أعدّوا كل هذا ليأتوا برأس الإسلام، واستخدموا لأجل ذلك أذنابهم وعملاءهم وعكاكيزهم من أبناء الإسلام ومعهم كنوز بلاد العرب والمسلمين للقضاء على مشروع الصحوة الإسلامية المباركة لكن أنّى لهم ذلك.
✍️وكيف لهم أن ينجحوا في القضاء على الإسلام وإطفاء نوره {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} 8-سورة الصف. نعم كيف لهم أن ينجحوا وفي الأمة اليوم شباب مباركون كشباب المهاجرين والأنصار أخذوا العهد على أنفسهم أن يعيدوا مجد الإسلام وأن يرفعوا رايته، ولسان حالهم يقول:
مجد الجدود عزيز أن نضيّعه مستعبدين وقد شادوه أحرارا
هيا بنا بني الإسلام نرجعه مهاجرين كما كانوا وأنصارا
🔷قريبًا سيبدو القمر
✍️صحيح أننا نعيش في حقبة تاريخية فاصلة، وأن الأمة فيها قد جثم على صدرها حكام طواغيت وليس أنهم فقط طواغيت وجبابرة، وإنما هم سياط بيد أعداء الإسلام يلهبون بها ظهور شعوبهم وهم الذين جعلوا مقدّرات بلاد المسلمين الكثيرة وأرضهم وسماءهم في خدمة الأعداء. وما موقف هؤلاء فيما يجري لأهل غزة عنا ببعيد وهم الذين شاركوا في حصارهم وهم الذين خذلوهم وهم الذين صمّوا آذانهم عنهم قريبًا من سنتين لم تتحرك فيهم نخوة العرب ولا عاطفة المسلمين. وما موقفهم الآن فيما يجري في حرب أمريكا وإسرائيل على إيران كأنهم الشراشيح والخُشب المسنّدة صمٌّ بكمٌ عميٌّ فهم لا يبصرون، مع العلم أن شعوبهم وبلادهم هي أكثر من سيدفع ثمن ما يجري في هذه الحرب وتداعياتها.
✍️الغريب واللافت أن إسرائيل تنطلق في دوافع هذه الحرب من منطلقات دينية توراتية، وأن أمريكا بقيادتها تنطلق في دوافع هذه الحرب من منطلقات دينية إنجيلية، بينما هؤلاء الطواغيت من حكام العرب والمسلمين يعلنون الحرب على هوية الأمة الدينية الإسلامية.
لكننا على يقين أن هذا حال لا يدوم وأن هذه الذلّة ستكون بعدها عزّة، وهذا الشتات والفرقة سيكون بعده وحدة، وأن عهد الأمراء والملوك والرؤساء والعملاء سينقضي، وستعيش الأمة إطلالة بدر وعهد الإسلام وخلافته الراشدة القريبة القادمة. وما أجملها وأصدقها تلك الأبيات قالها الأديب الشاعر والسياسي اليمني محمد الصادق الميراني:
كأنَ الليالي وترحالها حنين إلى القادم المنتظر
أيا بدر هذا أوان الظهور فما بالك يا بدر هل من خبر
وفيما استتارك والعالمون يخوضون في الظلمات الخطر
أيا أرض هل تذكرين الهلال هلال الهداية لما ظهر
وحين استدار وتمّ الكمال وعمّ الضياء به وانتشر
وأيام كنا جعلنا الحياة نعيمًا ومنهاجها في السّور
فدونك يا أرض حان القدوم وعمّا قريب سيبدو القمر
✍️وكما وقف الأنصار على أبواب المدينة يرحبون بطلعة رسول الله ﷺ البهية يشبّهونه بالبدر لما وصل إليهم بعد رحلة الهجرة قائلين:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع جئت شرّفت المدينة مرحبًا يا خير داع
✍️فمثلما أنشد الأنصار فرحين بمقدم البدر المنير محمد ﷺ، فإن الأمة كلها ستفرح وتنشد بعودة ظهور هلال بل وبدر الإسلام وإعادة مجده بإذن الله.
🔷الوعد الحق
✍️بعد فشل خطة طواغيت قريش بقتل رسول الله ﷺ في بيته، وكان إعلانهم عن الجائزة المغرية وهي مائة ناقة حمراء لمن يأتي برسول الله ﷺ حيًا أو ميتًا، ومع كل الجهود والمحاولات التي بذلوها إلا أنهم لم ينجحوا في تحقيق آمالهم وأفشل الله كيدهم ولم يفوا بوعدهم {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا} [25-سورة الأحزاب].
✍️وكانت واحدة من محاولات اللحاق والإمساك برسول الله ﷺ تلك التي قام بها الفارس المشهور سراقة بن مالك والذي نجح باللحاق برسول الله ﷺ، لكنه كان كلما اقترب منه كانت حوافر فرسه تغور في الرمل فيتعثّر، وهكذا كان الأمر ثلاث مرات فأدرك سراقة أن رسول الله ﷺ محفوظ وممنوع من ربه سبحانه من أن يصل إليه أحد أو أن ينال منه بشر.
وخلال ذلك وإذا برسول الله ﷺ يخاطب سراقة بن مالك بل ويعده بجائزة ثمينة إن هو رجع إلى مكة ولم يفش لزعمائها عن لحاقه برسول الله ﷺ، ومقابل ذلك فإن رسول الله ﷺ وعده بسواري كسرى ملك الفرس. وكيف لرسول الله ﷺ أن يعد سراقة بجائزة هي سوارا كسرى الذي كان يتربع على عرش إمبراطورية القوة والجبروت في ذلك الزمان، إنه ملك فارس العظيم.
✍️ لقد وعدت قريش بجائزة هي مائة ناقة حمراء تعطى لمن يمسك بالمطلوب رقم واحد يومها هو رسول الله ﷺ لكن الله أفشل كيدها ونجّى رسوله ولم تف قريش بوعدها.
✍️وإن المطلوب رقم واحد يومها وهو رسول الله ﷺ قد وعد سراقة الذي كان يسيل لعابه على جائزة قريش إن هو رجع ولم يفش له سرًا أن تكون له جائزة هي سوارا كسرى وحقّق الله تعالى لرسوله ﷺ ما وعد، وقد فتحت بلاد الفرس ودخل المسلمون عاصمتها المدائن وعثر المسلمون على كنوز كسرى ومنها إسواريه، فأرسلوا بها إلى عمر بن الخطاب في
قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba
📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim
📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws
📋
-------♡-------
🔆 ✨ طَرِيقُ النَّجَاةِ والفَلَآح ✨
•| 🔘 @watazawd
📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed
📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam
📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena
📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu
📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd
📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib
📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h
📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a
📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj
📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi
📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch
📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55
📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j
📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg
📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona
📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t
📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat
📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat
📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11
📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd
📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib
📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1
📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft
📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran
📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat
📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E
📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025
📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip
📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul
📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0
📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi
📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h
📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed
📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar
📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh
📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny
📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli
📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H
📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin
📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv
📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb
📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad
📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2
📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333
📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99
📋
-------♡-------
☑للإشتراك في الليسته ↙️
@aaaaaa24bot
أيها المؤمنون بالله وبرسوله:
(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِه):
نعم،
إنك الصاحب الكبير لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
فقد قال يوما للناس لما رأى بعضهم قد ضايق الصديق: "إن الله أرسلني إليكم، فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي".
فويل لمن يؤذي الصديق، وويل لمن يتطاول عليه أو ينقص من قدره ، أو ينكر تضحيته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال القرطبي: من أنكر أن يكون أبو بكر -رضي الله عنه- صاحب رسول الله فهو كافر لأنه رد نص القرآن".
(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ): لا تحزن إن الله معنا.
يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك للصديق: لا تحزن، إن الله معنا.
لماذا قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك؟
لماذا ؟
هل كان أبو بكر الشجاع يرتجف خوفا على نفسه؟
حاشاه.
روى البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنْتُ مَعَ النبي -صلى الله عليه وسلم- فِي الْغَارِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِأَقْدَامِ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنَا .
قَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ اثْنَانِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا".
عباد الله:
(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّه):
لصاحبه، وقد كان الصديق يعرف حق صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظيم شرفها.
ففي الطريق، رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عجبا، رآه مرة يسير أمامه ومرة خلفه ومرة يسير عن يمينه ومرة عن شماله.
فسأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك،
فقال يا رسول الله: "أذكر الطلب فأمشي خلفك، وأذكر الرصد فأمشي أمامك، فأكون أمامك، ومرة عن يمينك ومرة عن شمالك"..
كل هذا فداء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحماية لجنابه الشريف وشخصه الكريم.
عباد الله:
يقول ابن العربي: قال موسى: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)[الشعراء: 62]،
وقال محمد: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)؛
لا جرم، لما كان الله مع موسى وحده ارتد أصحابه بعده، فرجع من عند ربه لما كلمه ووجدهم قد عبدوا العجل.
ولما قال محمد: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) بقي أبو بكر مهتديا موحدا عالما جازما قائما بالأمر.
أيها الأخوة المؤمنون:
عليكم بمنزلة الصحبة الدعوية،
نعم، الصحبة الدعوية، الصحبة على الدعوة وفي طريق الدعوة ولأجل الدعوة،
إنها نوع من الصحبة لا يرقى له نوع غيره من أنواع الصحبة.
من أراد الجنة فليبحث عن صحبة الدعوة.
أخي المسلم :
إحذر من صحبة تجعل منك داعية إلى جهنم.
إحرص على صحبة تجعل منك داعية إلى الرحمة.
نريد اليوم أن نحيي هذه الصحبة، أصحاب دعاة إلى الله،
أصحاب حملة هم الدعوة،
أصحاب على طريق محمد -صلى الله عليه وسلم-.
نعم،
فصحبة الدعوة أكرم صحبة وأرقى صحبة وأنفس صحبة، لا مثيل لها.
من أراد أن يضمن الطريق إلى الجنة فليضمن لنفسه صحبة له في طريق الدعوة. يعيش عليها ويموت عليها...
أسأل الله أن يسلك سبيل المتقين الأبرار ، وأن يجنبنا سبل الفاسقين الفجار ...
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم...
-:(( الخطبة الثانية )):-
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه...
أما بعد:
أيها المؤمنون:
لقد فَقِه رجل الهجرة الثاني، أبو بكر -رضي الله عنه-، أنّ نصرة الله لا بد أن تكون بأقصى طاقة المؤمن، وبكل ما أوتي من إمكانات،
فوظّف -رضي الله عنه- فَلَذات كبده لنصرة الدعوة وخدمة دين الله،
فأشرك أولاده ذكوراً وإناثاً معه في مناصرة كلمة الله، ودعم مسيرة الدعوة؛ لتنتشر في الآفاق،
فها هو ابنه عبد الله يقوم بدور حسّاس ودقيق في أحداث الهجرة، فيكون عينا على قريش يتابع تحركاتهم، ويكشف مخططاتهم في تعطيل مسيرة الهجرة والمكر بأعظم مُهاجِرَيْن عرفهما التاريخ في سبيل الله: الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر -رضي الله عنه-، يحصل على تلك المعلومات لينقلها بعد ذلك في المساء بطريقة دقيقة إليهما ليتدبرا أمرهما.
ويبيت حارسا عند الغار ثم يعود صباحا إلى مكة دون أن يشعر به أحد.
وتلكم أيضا عائشة ناصرة الدين بالعلم والتعلم التعليم،
وأسماء التي ارتبط اسمها بأحداث الهجرة حيث عُرِفت فيها بذات النطاقين لقيامها بتزويد الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصديق -رضي الله عنه- بالطعام حينما قطعت نطاقها لتربط به وعاء الطعام.
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: فجهزناهما -تقصد رسول الله وأباها- أحسن الجهاز فصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فلذلك سميت ذات النطاقين.
وقال جعفر الصادق رحمه الله عن آبائه: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النياحة والاستماع لها". ويذكر الشيعة نهي الحسين رضي الله عنه أختَه عن النياحة، فلماذا هم ينوحون لو كانوا يحبون الحسين؟!
لو كان حبك صادقاً لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
نسأل الله أن يبصرنا بديننا، وأن يرد الزائغين عنه إليه،
وأن يهدي المسلمين سواء السبيل.
هذا وصلوا وسلموا على الهادي البشير....
[1] ألقيت في 9 / 1 / 1434 هـ، الموافق 22 / 11 /2012م.
[2] رواه مسلم.
[3] رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وهو صحيح.
[4] رواه البخاري.
[5] رواه مالك في الموطأ وابن جرير في تهذيب الآثار.
[6] رواه البيهقي.
[7] رواه مسلم.
[8] رواه مسلم.
[9] متفق عليه.
[10] رواه ابن حبان، وهو صحيح.
[11] متفق عليه.
[12] متفق عليه.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
والأفضل - معشر المسلمين - أن يكون هذا اليوم مشفوعاً بصوم يوم قبله،
أو يوم بعده؛ لأن في ذلك مخالفة لليهود؛ لأنهم يصومونه وحده، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب مخالفتهم.
ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام -: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع [7]. لكن المنية عاجلته فمات قبل بلوغه المحرم صلى الله عليه وسلم.
والأفضل في الصيام ما ذكره ابن القيم رحمه الله حينما قال: إن مراتب صومه ثلاثة، أكملها: أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك: أن يصام التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم.
أيها المسلمون، إن صيام يوم عاشوراء قد مر بمراحل، كان الاستحباب المؤكد الذي استقر عليه أمر التشريع هو المرحلةَ الأخيرة.
أما المراحل الأولى فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه مع قريش وهو بمكة، ثم صامه مع المسلمين في المدينة، وكان هذا مستحباً، ثم أمر بصيامه، فكان واجباً. فلما فرض رمضان صار صيامه مستحباً.
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه.
عباد الله، إن يوم عاشوراء يوم تاريخي، ضارب بجذوره في أعماق الزمن، وقد صار يوماً مقدساً عند بعض الأمم، فهو يوم ذو شأن عند اليهود، وعند النصارى، وعند مشركي قريش، وكذلك عند المسلمين.
فهو عند اليهود يوم نجى الله تعالى فيه موسى عليه السلام ومن معه من إدراك فرعون وجنده.
جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى شكرا، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه، وأمر بصيامه.
وفي حديث أبي موسى رضي الله عنه - عند مسلم - قال: كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود، وتتخذه عيداً، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: صوموه أنتم.
أما النصارى فكان صومهم له تبعاً لليهود.
وأما قريش في الجاهلية فلعل صيامهم له قد تلقوه عمن قبلهم؛ ولهذا كانوا يعظمونه بالصيام وكسوة الكعبة.
وقيل: أذنبت قريش ذنباً في الجاهلية فعظم في صدورهم، فقيل لهم: صوموا عاشوراء يكفر ذلك، ذكره عكرمة تلميذ ابن عباس. وقيل: إن قريشاً أصابهم قحط، ثم رفع عنهم فصاموه شكرا.
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أمـــا بـــعــــــد :
أيها المسلمون، في يوم عاشوراء من السنة الواحدة والستين للهجرة حدثَ حدثٌ تاريخي مؤلم لكل مسلم صادق الإيمان، ترتبت عليه أفكار ومناهج سلوكٍ عقبه عبر الزمن.
هذا الحدث هو قتل الحسين بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنه وعن أبيه، في أرض كربلاء من بلاد العراق.
والقصة طويلة مبكية، لكن خلاصتها: أن الحسين رضي الله عنه ظل في المدينة النبوية بعد موت أخيه الحسن رضي الله عنه فيها فترة من الزمن. فجاءته رسائل وكتب من أهل العراق يطالبونه بالقدوم عليهم ليقودهم في قتال والي بني أمية هناك.
فوجدت هذه الدعوة لدى الحسين رضي الله عنه قبولاً، فأراد المسير إلى العراق، فجاءه عبدُ الله بن عمر رضي الله عنهما، حينما علم بهذه الرسائل فنصح الحسين بعدم الذهاب إلى العراق، وحذره من هؤلاء الناس، وقال: "لا تصدقهم؛ فقد خذلوا أباك من قبلك"، فأبى الحسين، فبكى ابن عمر، وقبّل ما بين عينيه، وقال: "أستودعك الله من قتيل". ونهاه كذلك ابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم، فلم يستجب الحسين رضي الله عنه إلى ذلك، ومضى إلى الكوفة حتى وصل إلى كربلاء فقتل هناك مظلوماً رضي الله عنه.
ولقد ارتكب أولئك القتلة ذنباً عظيماً بهذا الفعل الشنيع بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلمون، إن الحسين بن علي رضي الله عنهما قد مضى إلى ربه مظلوماً كأبيه علي رضي الله عنه حينما قتل ظلماً، ومات كما مات رسول الله والخلفاء الأربعة بعده، وغيرهم من رؤوس المسلمين وآل البيت والصحابة الكرام، الذين كان موتهم فاجعة لأهل الإسلام.
لكن الذي يؤسف له أن الرافضة في العالم يستعدون لهذا اليوم يوم عاشوراء من كل عام دون غيره من الأيام بالنحيب والضرب للصدور والخدش للوجوه والشدخ للرؤوس، حتى لم يسلم من ذلك الأطفال، كل ذلك حزناً على الحسين رضي الله عنه.
وهذه الأفعال - أيها العقلاء الأفاضل - التي يقومون بها في هذا اليوم تخالف الإسلام والأخلاق الحسنة والعقول الصحيحة والسلوك الحضاري السليم.
ثم صلوا وسلموا ..
اللهم لا نهلك وأنت رجاؤنا، احرسنا بعينك التي لا تنام، وبركنك الذي لا يرام، يا سامعا لكل شكوى، ويا عالما بكل نجوى، يا كاشف كربتنا، ويا مستمع دعوتنا، ويا راحم عبرتنا، ويا مقيل عثرتنا، يا رب البيت العتيق، اكشف عنا وعن المسلمين كل شدة وضيق، واكفنا والمسلمين ما نطيق وما لا نطيق، اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم، اللهم اهزمهم وزلزلهم، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم فرج عنا وعن المسلمين كل هم وغم، وأخرجنا والمسلمين من كل حزن وكرب...
اللهم فرِّج همَّ المهمومين، ونفِّس كَرْب المكروبين، واقضِ الدَّين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم واغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم بمنِّك وفضلك لا تدَع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا كربًا إلا نفَّسته، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفَيتَه، ولا مذنبًا إلا إليك ردَدتَه برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله:
﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل: ٩٠ -٩١].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون .
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
وفي الحديث الصحيح(ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم) [رواه الترمذي
وعلى الظالم الباغي تدور الدوائر فيبوء بالخزي ويتجرع مرارة الذل والهزيمة وينقلب خاسئاً وهو حسير لم يبلغ ما أراد ولن يظفر بما رجا، أقرب الأشياء صرعت الظلوم وأنفذ السهام دعوة المظلوم
فسبحان من هو قائم على كل نفس بما كسبت، وسبحان من هو بالمرصاد، وسبحان الحكم العدل الذي لا يجور، وسبحان من بيده موازين ومقاليد الأمور، يفعل ما يشاء ويحصي على العباد مثاقيل الذر، وكما تدين تدان .
حملت كتب الحديث والسير كثيرا من المواقف ذات التعبير الشديد عن عقوبة الله المعجلة للباغي والظالم والمعتدي .
أروى بنت أويس ادعت على سعيد بن زيد رضي الله عنه أنه أخذ شيئاً من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم، فقال سعيد: ما كنتُ آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طوقه إلى سبع أرضين)
فقال له مروان: لا أسالك بينة بعد هذا فقال: اللهم إن كنت كاذبة فعمِّ بصرها، واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها ثم بينا هي تمشى في أرضها إذا وقعت في حفرة فماتت [متفق عليه] وفي رواية لمسلم عن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر أنه رآها عمياء تلتمس الجدُر تقول أصابتني دعوة سعيد.
-أيها الضعيف المسكين- اخشى من دعوةِ المظلوم فإنّها ليسَ بَينها وبين الله حِجاب، يقولُ رسولُنا -صلى الله عليه وسلم- لمُعاذٍ بن جبل -رضي الله عنه- وقَد أرسَلَه إلى اليَمَن وقد كانوا قومًا نصارى (واتق دعوةَ المظلومِ، فإنه ليس بينها وبين الله حِجاب).
وفي الحديث الآخر: "ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم"، وذكَر منهم: "ودَعوة المظلوم، يرفعها الله فوقَ الغَمامِ، ويَفتَح لها أَبوابَ السّماء، ويَقولُ الرّبّ -جلّ وعلا-: وعِزّتي، لأنصُرَنّك ولو بعدَ حين".
ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه".
عبـــاد الله :
وفي قصة البرامكة عبرة بالغة
فالبرامكة حينما كانوا وزراء في عهد الرشيد ثم عزلوا وسجنوا وصفدوا وغلوا وقبعوا في السجون المظلمة التي طالما حبسوا فيها غيرهم , جمع موقف بين يحيي البرمكي وولده فسأله الابن " يا أبتِ ، بعد العز ، أصبحنا في القيد والحبس ، بعد الأمر والنهي، صرنا إلى هذا الحال؟" فقال " يا بُنِي ، دعوة مظلوم ، سرت بليل ، ونحن عنها غافلون ، ولم يغفل الله عنها " .
عـــباد الله :
ويشاء الله سبحانه أن يري الأمة كل فترة نماذج من هلاك الظالمين لتكون لنا عبرة وأية , فكما أرانا تجبرهم وتسلطهم يرينا مصرعهم وذلهم المخزي حتى نوقن أن الله حكم عدل
فأين الجبابرة؟! وأين الأكاسِرة؟! وأين القياصرة؟! وأين الفراعنة؟! أين الطغاة؟! وأين الطواغيت؟! أين عاد؟! وأين ثمود؟! وأين قوم نوح؟! وأين قوم لوط؟!.
أين الظالمون؟ وأين التابعون لهم في الغي؟ بل أين فرعون وهامان؟
وأين من دوخوا الدنيا بسطوتهم
وذكرهم في الورى ظلم وطغيان؟
هل فارق الموت ذا عز لعزته؟
أم هل نجا منه بالسلطان إنسان؟
لا والذي خلق الأكوان من عدم
الكل يفنى فلا إنس ولا جانُ
دخل طاووس بن كيسان على هشامِ بن عبد الملك فقال له: إنَّي أُحذِّرُك يوم الأذان، فقال هشام: وما يوم الأذان؟ قال طاووس: ﴿ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 44]، فصعق هشام بن عبد الملك.
قال بعض السلف:
لا تظلمنَّ الضعفاء فتكون من شرار الأقوياء
فــكـم قـــد رأينا ظالماً متمـــرداً
يرى النجم تيهاً تحت ظل ركابه
قال شريحٌ القاضي: سيعلم الظالمون حق من انتقصوا، إنَّ الظالمَ لينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النَّصر والثواب..!!
يا أحبابنا: لقد أخبرنا - صلى الله عليه وسلم - عن امرأةٍ "دخلت النَّار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".
فكيف بمن يصادر حقوق أمة، ومقدرات شعب؟
كيف بمن يحارب الناس في رزقهم وقوت يومهم؟
كيف بمن يضيق على الناس الخناق، ويجعلهم في خلاف وشقاق؟
والله.. والله.. والله: لن يفلتوا أبداً من بين يدي الجبار جل جلاله، لا في الدنيا ولا في الآخرة.
﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].
هناك يوم عظيم ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: 17] نعم لا ظلم اليوم..!!
إنه العدل المطلق، انه يوم إعادة الحقوق لأصحابها، العملة فيه ليست بالدرهم أو الدينار إنما بالحسنات والسيئات: ﴿ فَمَنْ يَع
التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، اللهم اغفر لنا ذنبه كله؛ دقه وجله، أوله وآخره، سره وعلنه، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منَّا أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، اللهم اغفر ذنوب المذنبين، وتب على التائبين يا حي يا قيُّوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين وللمسلمات؛ والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات.
اللهم إنا نسألك من الخير كله؛ عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله؛ عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنا نعوذ بك من العجز ومن الكسل، ومن الهرم وسوء الكبر يا حي يا قيُّوم يا ذا الجلال والإكرام، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا، لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنَا عذاب النار.
عباد الله، اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
ويأتي الأمر الإلهي إلى موسى وأخيه عليه السلام لإنفاذ هذه المهمّة وأداء هذا المطلب العظيم؛ ﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى * فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ [طه: 42 – 48]. بهذا أمرهما الله جلّ وعلا ويتوجه موسى وأخوه هارون - عليهما السلام - بكلّ شجاعة وقوة وثبات؛ لتبليغ رسالة الله، وتنفيذ أمره سبحانه.
عـــباد اللـــه:
لقد أرسل الله موسى عليه السلام بالآيات العظيمة والحُجج الباهرة إلى فرعون الذي تكبّر على الملأ وقال لهم: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [النازعات: 24]، فجاء موسى بالآيات البيِّنَات ودعاه إلى توحيد رب الأرض والسماوات، فقال فرعون مُتكبرًا وجاحدًا قال لموسى: ﴿ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 23]
فأنكر فرعون جحدًا وعنادًا الربَّ العظيم الذي قامت بأمره الأرض والسماوات، وكان له آية في كل شيء من المخلوقات، فأجابه موسى: ﴿ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ﴾ [الشعراء: 24] ففي السماوات والأرض وما بينهما من الآيات ما يوجب الإيقان للموقنين، فقال فرعون لمن حوله ساخرًا ومستهزِئًا بموسى: ﴿ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴾ [الشعراء: 25] فذكره موسى بأصله، وأنه مخلوق من العدم، وصائر إلى العدم، كما عُدم آباؤه الأولون، فقال موسى: ﴿ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الشعراء: 26]
وحينئذ بُهت فرعون وادَّعى دعوى الكافر المغبون، فقال: ﴿ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴾ [الشعراء: 27]، فطعن بالرسول والمرسِل، فردَّ موسى عليه ذلك وبيَّن له أن الجنون حقًّا إنما هو إنكار الخالق، فقال: ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الشعراء: 28]، فلمَّا عجز فرعون عن ردّ الحق، لجأ إلى ما لجأ إليه العاجزون المتكبرون من الإرهاب، فتوعّد موسى بالاعتقال والسجن، وخاب فقال:﴿ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴾ [الشعراء: 29]
وما زال موسى عليه السلام بكل ثبات ورَبَاطة قلب يأتي بالآيات كالشمس، وفرعون يحاول بكل جهده ودعايته أن يقضي عليها بالرّد والطمس، حتى قال لقومه: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ ﴾[الزخرف: 51 - 52]، يقصد موسى عليه السلام: ﴿ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ ﴾ [الزخرف: 52 - 56].
عـــباد اللـــه :
وكان من قصة إغراقهم أن الله جل وعلا أوحى إلى موسى عليه السلام أن يسري بقومه ليلاً من مصر، فاهتمّ لذلك فرعون اهتمامًا عظيمًا، فأرسل في جميع مدائن مصر أن يُحشر الناس للوصول إليه لأمر يريده، فجمع فرعون قومه وخرجوا في إثر موسى متجهين إلي جهة البحر الأحمر؛ ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]، البحر من أمامنا، فإن خضناه غرقنا وفرعون وقومه خلفنا، فإن وقفنا أدركنا، فقال موسى عليه السلام: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]
فلمَّا بلغ موسى البحر، أمره الله أن يضربه بعصاه، فضربه فانفلق البحرُ اثني عشر طريقًا، وصار الماء السيال بين هذه الطرق، كأطواد الجبال، فلمَّا تكامل موسى وقومه خارجين، وتكامل فرعون بجنوده داخلين أمر الله جلّ وعلا البحر أن يعود إلى حاله، فانطبق على فرعون وجنوده، فكانوا من المغرقين.
عباد الله:
تأملوا هذه القصة العجيبة، وما فيها من العبر البالغة، كيف كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل خوفًا من موسى فتربَّى موسى في بيته تحت حجر امرأته، وكيف قابل موسى هذا الجبَّار العنيد مُصرِّحًا مُعْلِنًا بالحق، هاتفًا بالتوحيد، ألا إن ربكم الله رب العالمين صدع بالحق أمام هذا الطاغية، فأنجاه الله جلّ وعلا منه وتأمّلوا كيف كان الماء السيال شيئًا جامدًا، كالجبال بقدرة الله تبارك وتعالى وكان الطريق يبسًا لا وَحَل فيه،
وفي رواية للبيهقي : ( صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا ) . رواه الإمام أحمد (2154) ، والبيهقي في السُّنن الكبرى (4/287) ، وهو في الضعيفة (4297)، وضعَّفه الأرناؤوط أيضًا (4/52) ، لكن حسَّن إسنادَه الشيخ أحمد شاكر .
لكن وردَ فِعلُ ذلك عن بعض السَّلف من باب الاحتياط . لطائف المعارف صــ 52 .
والثاني :أن يُصام التاسع والعاشر . وعليه أكثر الأحاديث ، وهو الذي وردَت به السُّنَّة .
ويُشرع أيضًا صيام العاشر مع الحادي عشر بدلاً من التاسع والعاشر أو لمَن فاته صيامُ التاسع ؛ مُخالفةً لليهود : ( صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا ) .
والثالث :إفراد عاشوراء بالصِّيام وحدَه . زاد المعاد لابن القيِّم (2/72) ، وفتح الباري لابن حجر (4/246).
- وأما التعظيم المُزَيَّف ليوم عاشوراء:
فمنه : ما يفعله بعضُ أهل البِدَع [الشيعة]بأنفسهم في عاشوراء ، من اتِّخاذ هذا اليوم مأتمًا ويومَ حُزنٍ ونياحة ولَطْمٍ وشقٍّ للجيوب والثياب ، وتعذيب أنفسهم بالآلات الحادَّة ، والضرب بالسلاسل والحديد ، بما يُسَمُّونه : " اللطميَّة " و" التطبير " ، وخلط هذا بسبِّ الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، ودُعاء الحُسَين من دون الله ؛ كلُّ هذا لأجل مقتل الحسين بن عليِّ رضي الله عنهما في هذا اليوم !
وهذا من أعمال الجاهليَّة ، ففي الحديث : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ) . رواه البخاري (1294) ، ومسلم (103) .
والمؤمن عند المصيبة يصبِر ويحتسِب ويرضى بقضاء الله تعالى .
وعلى العكس من ذلك : هناك مَن يقيم الحفلات في يوم عاشوراء ، ويصنع الحلوى ، بل هناك نوع من الحلوى تُصنع خصيصًا لهذا اليوم تصنع من الأرز واللبن ، تسمى " عاشوراء " ، ومنهم من يصنع "فطيرة عاشوراء " ، وهذا تشبُّه باليهود والنصارى لتعظيمهم هذا اليوم .
وهكذا اجتالتهم الشياطين عن هدي النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ، وعن سبيل المؤمنين في هذا اليوم العظيم ، فمنهم مَن حوَّله إلى مأتم وعزاء ، ومنهم مَن حوَّله إلى احتفال وغناء .
وكلُّ هذا من البِدَع المُحْدَثات التي حذَّر منها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حيث قال : ( وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) . رواه أبو داود (4607) ، والترمذي (2976) ، وابن ماجه (44)، وصححه الألباني في إرواء الغليل (8/150) .
نسأل الله تعالى أن يوفِّقنا إلى اتباع سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن يجنِّبنا البِدَع ، إنه سميع قريب مجيب .
اللهمَّ اغفِر لنا ذنوبَنا ، وكفِّر عنَّا سيئاتِنا ، وتوفَّنا مع الأبرار .
اللهمَّ اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين .
وارْحَم موتانا وموتَى المسلمين .
واقضِ الدَّيْنَ عن المَدينين .
وفرِّج كرب المكروبين .
وانصُر إخواننا المستضعَفين .
اللهمَّ انصُر الإسلام وأعِزَّ المسلمين .
والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
قال تعالى : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ ) .
- ومن الدروس والعِبَر : أنَّ المسلمين أحق بجميع الأنبياء من كل الأمم :
فقد صامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأمر المسلمين بصيامه ؛ معلِّلاً ذلك بقوله : ( فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ ) . فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ . رواه البخاري (2004) ، ومسلم (1130) .
وهذا كقول الله تعالى : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) .
" فأحقُّ الناس بمتابعة إبراهيم الخليل : الذَّين اتبعوه على دينه ، ( وَهَذَا النَّبِيُّ ) يعني : محمَّدًا صلى الله عليه وسلم ، ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) : من أصحابه المهاجرين والأنصار ومَن بعدهم " . تفسير ابن كثير (2/58) .
فكذلك أحقُّ الناس بمتابعة موسى وأَوْلاهم به هم المسلمون ، الذين يتَّبعون دِينَ الإسلام الذي هو دين موسى وجميع الأنبياء عليهم السلام : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) ؛ فالمسلمون لم يحرِّفوا ولم يبدِّلوا ولم يغيِّروا كما فعلَ اليهود .
والمسلمون يؤمِنون بموسى وغيره من أنبياء الله : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) .
وفي هذا لفتةٌ مهمَّةٌ إلى هذا الرِّباط العميق بين المسلمين بعضهم البعض ، وإن اختلفت أزمانُهم وبعُدَت أماكنهم ، وضرورة تحقيق الأُخُوَّة الإيمانيَّة بين المسلمين ، وتحقيق الولاء لله تعالى ورسوله وعباده المؤمنين ، التي من أهمِّ مُقتضياتها :
إمداد المسلمين لإخوانهم ، وخاصَّةً المحتاجين والمكروبين والمحصورين منهم ، في الداخل والخارج ، أفرادًا وجماعاتٍ ، ونُصرتهم ، ودَعمهم ، والتضامُن معهم ، ومُواساتهم .
- ومنها : مخالفة المشركين ، واستقلال الأمة الإسلامية في عقيدتها ، وصبغتها :
فقد تعمَّد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخالفة اليهود في صيام عاشوراء .
فعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ) .
قَالَ : فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه مسلم (1134) .
وفي رواية : ( لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ [السنة الآتية]لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ ) . رواه مسلم (1134) .
إنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بمخالفة المشركين حتى في أدق الأمور ، فقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَالِفُوا الْيَهُودَ ؛ فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ وَلَا خِفَافِهِمْ ) . رواه أبو داود (652) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3210) .
ونهى نهيًا شديدًا عن التشبُّه بهم ، فقال : ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) . رواه أبو داود (4031) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6149) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وَمَا ذَاكَ إلَّا لِأَنَّ الْمُشَابَهَةَ فِي بَعْضِ الْهُدَى الظَّاهِرِ يُوجِبُ الْمُقَارَبَةَ ، وَنَوْعًا مِنَ الْمُنَاسَبَةِ ، يُفْضِي إلَى الْمُشَارَكَةِ فِي خَصَائِصِهِمْ الَّتِي انْفَرَدُوا بِهَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَرَبِ ، وذَلِكَ يَجُرُّ إلَى فَسَادٍ عَرِيضٍ " .الفتاوى الكبرى (6/175) .
- ومن الدروس أيضًا :تشابه قلوب المؤمنين عبر الأزمان؛ إذ تجتمع على الإيمان بالله ورُسُله ، وتعظيم أيام الله ، وعبادة الله وحدَه لا شريك له ، ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) .
وكذلك تتشابه قلوب الكافرين عبر الأزمان، فتجتمع على تكذيب آيات الله ، ومُعاداة رسول الله : ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) ، ( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ) .
🎤
*خـطبة جمـعـة بعنـوان :*
*عــاشــــوراء.دروس.وعــــبـر.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله ربِّ العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين .
أمـــا بـــعــــد :
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ ؟ ) .
فَقَالُوا : هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا ؛ فَنَحْنُ نَصُومُهُ .
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ ) ؛ فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ . رواه البخاري (3943)، ومسلم (1130) واللفظ له .
هذا الحديث أصلٌ عند العلماء في استحباب صوم يوم عاشوراء ، وهو العاشر من محرَّم ، وهو يوافق يوم الاثنين القادم .
فهو يومٌ عظيمٌ ، أنجَى الله فيه موسى وقومَه وغرَّق فرعونَ وقومَه ؛ ولذا صامَه موسى عليه السلام شكرًا لله تعالى على هذه النِّعمة .
وصامَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأمرَ بصيامه استحبابًا ؛ مُتابعةً لنبيِّ الله موسى عليه السلام ، من باب مُقابلة النِّعَم بالشُّكر في أوقات تجدُّدها . لطائف المعارف لابن رجب صــ 96 .
وقال ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما وقد سُئِلَ عن صيام يوم عاشوراء : " مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الْأَيَّامِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ ، وَلَا شَهْرًا إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ " يَعْنِي : رَمَضَانَ . رواه مسلم (1132) .
وفي رواية البخاري : " مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَهَذَا الشَّهْرَ " يَعْنِي : شَهْرَ رَمَضَانَ . رواه البخاري (2006) .
فهذا يوم فارِق في تاريخ البشريَّة؛ إنه اليوم الذي نجَّى الله تعالى فيه موسى عليه السلام ومَن معه من المؤمين .
= من الدروس والعبر والمعاني الإيمانية المستفادة من هذا اليوم العظيم :
- أنَّ شأن المؤمن دائمًا الاهتمام بالعباداتوالسؤال عنها ، وفعل بالخيرات والحرص عليها .
فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمَّا هاجر إلى المدينة وجد اليهود صائمين ، فسأل عن سببصيامهم : ( مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ ؟ ) .
والإنسان إذا ذهبَ إلى مكان جديد يلفتُ نظرَه ما يشغل قلبه ويهتم به .
وشتان بين اهتمامات الناس !
فمن الناس مَن إذا دخل مدينةً ؛ لفتَ نظرَهُ مبانيها الشاهقة وسيارتها الفارهة .
ومنهم مَن يلفت نظرَه زحامُ الناس أو نظامهم ، أو غير ذلك .
لكن المؤمن يهتم بالعبادات ، وما يتعلق بها ؛ فهي التي تلفت نظره وتشغل قلبه .
عَلَى قَدْرِ أَهْلِ الْعَزْمِ تَأْتِي الْعَزَائِمُ
وَتَأْتي عَلَى قَدْرِ الْكِرَامِ الْمَكَارِمُ
وَتَعْظُمُ فِي عَيْنِ الصَّغِيرِ صِغَارُهَا
وَتَصْغُرُ فِي عَيْنِ الْعَظِيمِ الْعَظَائِمُ
- ومن المعاني الإيمانية : التذكير بأيام الله، وما صنع الله فيها من الآيات ، وما حدث فيها من العبر والعظات ؛ لتكون نبراسًا للمؤمنين في كل زمان ومكان .
فيوم عاشوراء " يَوْمٌ عَظِيمٌ " ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللهِ ) . رواه البخاري (1893) ، ومسلم (1892) .
وقد أمر الله تعالى بالتذكير بما في أَيَّامِ اللهِ من العِبَر والعظات : ( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) .
وقد حدثت فيه آية من آيات الله حيث أنجى نبيه ، وأهلك عدوه .
يقول الله عزَّ وجلَّ : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) :
ما أعظمَ تأييدَ الله وانتصارَه لأوليائه من رسلِه وأنبيائِه وعبادِه المؤمنين !
وما أشدَّ انتقامَه من أعدائه المكذِّبين على قوَّتهم وشِدَّة بطشهم !
قال الله تعالى عن فِرعون : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) .
وينبغي لكل من تذكّر هذه الرزية أن يسترجع استرجاع المؤمن عند المصائب؛ فالقلب يحزن؛ والعين تدمع؛ ولا ينطق اللسان إلا ما يرضي الله جل وعلا...
ولذا؛ لا تحلّ أفعال بعض الغوغاء في هذا اليوم من النياحة واللطم على الحسين؛ حيث زعم بعضهم أنه يكفّر بذلك خطيئة أجداده الذين خانوا الحسين؛
فالنصوص جاءت عامة بالنهي عن النياحة على الميت؛ وعن لطم الخدود وشق الجيوب...
ثم إنه قد قُتل من هو خير من الحسين فلم يفعل معه الناس كما يفعلوا اليوم؛
فقد قُتل أبو الحسين عليٌ فجر الجمعة في السابع عشر من رمضان فلم يُتخذ يوم مقتله مأتماً؛
وقُتل عثمان؛ وقبله عمر؛ ومات الصديق؛
بل مات رسول الله صل الله عليه وسلم كما مات الأنبياء والرسل قبله فلم تُتخذ أيام موتهم مآتم...
قال ابن رجب رحمه الله: "وأما اتخاذه –يعني: يوم عاشوراء- مأتماً كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فيه فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعا، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً فكيف بمن دونهم"اهـ.
عباد الله:
لقد قدم رسول الله صل الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله: " ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" فقالوا: هذا يو م عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً فنحن نصومه. فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه...
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة أن النبي صل الله عليه وسلم سئل عن صوم عاشوراء فقال: "يكفر السنة الماضية". وفي رواية: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"...
عبـــــاد الله :-
لنستفد من أحداث الزمان ووقائع التاريخ، ولنتجنب السلبيات، ولنعمل على تعزيز الإيجابيات،
فعودوا إلى دينكم رحمكم الله، وتعاهدوا الإيمان في قلوبكم وأدوا فرائضكم وقووا أخوتكم تتغير أحوالكم وتتنزل عليكم رحمات ربكم وتحفظ بلادكم وأوطانكم وتنتصروا على واقعكم المؤلم قال تعالى: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82) وقال تعالى: ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً ) (طـه:112)..
ثم اعلموا أن بعد العسر يسراً وبعد الشدة فرجاً ومخرجا ..
فثقوا بالله وتوكلوا عليه..
إذا اشتملت على اليأس القلوب
وضاق لما به الصدر الرحيبُ
وأوطأت المكـاره واطمأنت
وأرست في أماكنها الخطوبُ
ولم تر لانكشاف الضر وجهاً
ولا أغـنى بحيلته الأريـبُ
أتاك على قـنوط منك غوثٌ
يمن به اللطـيف المستجيبُ
وكـل الحادثات وإن تـناهت **
فموصول بها الفرج القريبُ
اللهم أصلح شأن المسلمين, ويسر أمورهم,
اللهم اجعل لأمة الإسلام من كل هم فرجاً, ومن كل ضيق مخرجاً, ومن كل عسر يسراً, ومن كل بلاء عافية, ..
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ محمد بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
وإن صيام هذا اليوم له فضل عظيم عند الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء ، وهذا الشهر يعنى شهر رمضان" . [رواه البخاري 1867] ..
ومعنى يتحرى أي : يقصد صومه لتحصيل ثوابه . وقال صلى الله عليه وسلم : " صيام يوم عاشوراء ، إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" [رواه مسلم 1976] ...
وإن من السنة في صيام هذا اليوم أن يصوم المرء يوماً قبله ليخالف اليهود...
أيها المؤمنون / عبــاد الله :
يقول سبحانه وتعالى ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [القصص:2-4]...
ففي مثل هذه الأيام من شهر محرم نجى الله موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده بعد حياة طويلة عاشوا فيها الظلم والاستعباد والحرمان بكل صوره فمن كان يظن أن فرعون الذي كان يقول في تكبر وتجبر ( يٰأَيُّهَا ٱلْملاَ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يٰهَـٰمَـٰنُ عَلَى ٱلطّينِ فَٱجْعَل لّى صَرْحًا لَّعَلّى أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنّى لاظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ [القصص:38]...
وكان ينادي ( يٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَـٰرُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلاَ تُبْصِرُونَ [الزخرف:51] وكان يقول (مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ [غافر:29] ...
من كان يظن أن كل هذا التكبر والتجبر سيأتي عليه يوم ويأذن الله بنهايته وزواله بل ويصبح فيما بعد عبرة للمعتبرين ودرساً للطغاة والظالمين قال تعالى (فَأَخَذْنَـٰهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَـٰهُمْ فِى ٱلْيَمّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ لاَ يُنصَرُونَ وَأَتْبَعْنَـٰهُم فِى هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَـٰمَةِ هُمْ مّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ [القصص:40-42] ...
و هذه هي سنة الله يملي للطغاة والظلمة ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر وإنها لسنة الله أيضاً في حفظ أولياءه والتمكين لهم في الأرض قال تعالى (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ [الروم:47]..
وقال تعالى ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ )[الصافات:171- 173] ...
فموسى عليه السلام كان ممن توعدهم فرعون بالقتل والتصفية الجسدية وما زال في بطن أمة فمكر فرعون وجنوده والله خير الماكرين وولد موسى وألقت به أمه في البحر خوفاً عليه من القتل وهل يعقل هذا ؟
إنه كان يجب عليه إذا كانت تخاف عليه أن تضمه إلى صدرها ..
لكنها الثقة بالله قال تعالى ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [القصص:7] ..
فأخذه فرعون ليكون له ولد ولم يكن يعلم أنها مقادير الله وأن نهايته ستكون على يدي هذا الطفل الرضيع ولكنها إرادة الله إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون .. وإنها لعبرة وعظة لكل متجبر وظالم طغى في هذه الأرض...
عبــــــــاد الله :-
إن حركة التغيير على مستوى الأمم والجماعات والأفراد لا تتوقف فإما أن تكون إلى الأحسن وإما أن تكون إلى الأسوأ فأما التي إلى الأحسن فتحكمها السنة القائلة {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد/11] ...
فما من أهل قرية ولا بيت ولا بلد كانوا على معصية الله ثم تحوَّلوا عنها إلى ما أحب من الطاعة إلا حوَّلهم الله عما يكرهون من العذاب إلى ما يحبون من الرحمة ..
وأما التغيير إلى الأسوأ فتحكمه السنة القائلة {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سميع عليم }
إن الله ليملي للظالم سوى كان فرداً أو مجتمع أو أمة ويغدق عليه من النعم والخيرات فيما يبدوا للناس حتى إذا كثر شره وزاد فسقه وانتشر ظلمه وغرته نفسه أخذه أخذ عزيز مقتدر ...
قال تعالى (ألَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ} [الأنعام:6]..
وقال تعالى: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَال
المدينة التي دعا إليه سراقة وألبسه سواري كسرى تنفيذًا لوعد رسول الله ﷺ.
✍️وها نحن وفي هذا اليوم وفي ذكرى هجرة رسول الله ﷺ، فإننا على يقين أن الله الذي أنفذ وعد رسوله لسراقة، فإنه سبحانه سينفذ وعده لرسوله ﷺ بأن يتمّ هذا الدين ويمكّن له أن يظهره على الدين كله. إنه الله سبحانه الذي قال: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا} [28- سورة الفتح]، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [8- سورة الصف].
أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية*
الحمد لله وكفى وصلاة على المصطفى ومن على السنة والأثر إلى يوم القيامة اقتفى ثم أما بعد
🔷لا عزاء لليائسين والجبناء
✍️وإذا كنا في كل عيد نردّد ما قاله الشاعر المتنبي قبيل عيد الأضحى معبرًا عن حزنه ومؤملًا أن يحمل له العيد إخبارًا تفرحه:
عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد
✍️وإذا كنا في كل عام ومع إطلالة هلال شهر المحرم نردّد ما كان يقوله الشاعر الحزين على حال الأمة مخاطبًا الهلال إن كان يبشّر بجديد:
ماذا سيروي في غد أحفادنا عنا أجبنا يا هلال محرم
أنت الذي شهد الجدود ومجدهم وشهدتنا والمجد جدّ محطم
سيقال لو أن المؤرخ منصف هذه الشعوب لأحمد لا تنتمي
رضيت من الإسلام ظاهر لفظه ومن العروبة لهجة المتكلم
✍️لا، لن نظلّ نخاطب العيد وهلال المحرم بلهجة اليائسين المحبطين، وإنما سنخاطبهما بلهجة شباب الإسلام الذين عاهدوا رسول الله وهم يقولون:
نحن الذين بايعوا محمدًا على الإسلام ما حيينا أبدًا
✍️وسيكتب المؤرخ المنصف أن هذه الشعوب تفاخر بمحمد وترفع رايته وتحيي سنته، وتقول للذين قالوا "محمد مات خلّف بنات"، وتقول لهم ولكل الدنيا:
يا هذه الدنيا أصيخي واشهدي أنّا بغير محمد لا نقتدي
✍️إننا في ذكرى هجرة رسول الله ﷺ، ومع إطلالة هلال شهر المحرم، ومع فجر الجمعة ليغمرنا اليقين وحسن الظنّ بالله تعالى أننا على أبواب فجر جديد لأمتنا، وبدر يتلألأ هو عودة مجدها وخلافتها الراشدة القادمة، ولا عزاء للجبناء ولا للعملاء، ولا عزاء لليائسين والمحبطين فأبشروا ولا تحزنوا فإن الله معنا، فالإسلام قادم والمسلمون قادمون، وقريبًا سيبدو القمر.
أيها المسلمون
وها انتم ترون وتنظرون باعينكم شباب الإسلام في غزة العزة
وهم يمرغون أنف اليهود بالتراب
وهم يسطرون أروع الملاحم
فبمثل هؤلاء سيعود الإسلام ليتربع على عرش الكورة الأرضية
فنسأل الله تعالى لهم النصر والظفرعلى أعداء هذه الأمة
اللهم انصرهم وثبتهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك
ياحي ياقيوم برحمتك نسغيث
يامغيث أغثنا
اسقنا الغيث المدرار و لا تجعلنا من القانطين
اللهم ارحمنا إنك بنا راحم ولآ تعذبنا إنك علينا قادر
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا واسع المن والعطاء، اللهم أصلح حالنا اللهم أرخص اسعارنا اللهم أرخص أسعارنا، اللهم ارفع ما بنا من غلاء، اللهم من ولي من أمرنا شيئا فشق علينا فاشقق عليه ومن ولي من أمرنا شيئا فرفق بنا فارفق به، اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام أصلح حال أمتنا، اللهم أصلح حال أمتنا وانصرنا على أعدائنا، اللهم انصر الحق وأهله واخذل الباطل وحزبه اللهم من كان على حق فانصره وأيده ومن كان على باطلهم فدمره وأخذه أخذ القرى وهي ظالمه اللهم كن لإخواننا على أرض غزه ناصرا ومعينا ومؤيدا وحفيظ دمر اليهود ومن هاودهم، أرنا فيهم عجائب قدرتك يا رب العالمين.
اللهم إحفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين...
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم اغفر لمن حضر هذه الجمعة ولوالديه
صلُّوا وسلِّموا ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
🎤خطبة.جمعة.بعنوان.cc
*لا تحزنوا، إن الله معنا فالإسلام قادم والمسلمون قادمون وقريبًا سيبدو القمر*
*للشيخ كمال الخطيب*
2025/6/27---2/محرم 1447
ـــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخطبــــة.الاولــــى.cc
الحمدُ للهِ الذي جعلَ الهجرةَ سُنّةً في دربِ التغيير، وفتحَ بها بابًا للثباتِ على الحقِّ والنصرةِ للدين، ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً﴾ [النحل: ٤١].
نحمدهُ سبحانهُ على جزيلِ النّعَم، ونشكرهُ على توالي المِنَن، ونشهدُ أن لا إله إلا الله، وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وصفيُّهُ وخليلُه، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصحَ الأمّة، وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادهِ حتى أتاهُ اليقين، فصلواتُ ربي وسلامُه عليه، وعلى آلهِ وصحبهِ الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أيها الإخوةُ المؤمنون!
✍️قبل ثلاثة أسابيع احتفت أمة الإسلام بحلول عيد الأضحى المبارك، وشاء الله أن يكون يوم عيد الأضحى هو يوم الجمعة فكان نورًا على نور. وفي هذا اليوم الجمعة، فإن أمة الإسلام تحتفي ببداية العام الهجري الجديد 1447. إنها ذكرى هجرة حبيبنا محمد ﷺ من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث التحوّل الكبير من فترة الدعوة حيث الألم والعذاب والمعاناة والقهر كان في مكة إلى مرحلة الدولة حيث الإعداد والتمكين ومقارعة الظالمين كان في طيبة الطيبة. فمع إطلالة هلال شهر المحرم وإطلالة نهار الجمعة فإنه نور على نور، فاللهم أهلّ علينا هلال المحرم باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، اللهم اجعله هلال رشد وخير، واجعل هذا العام عام فرج وتمكين وفتح مبين للإسلام والمسلمين يا رب العالمين.
🔷وكيف وكيف وكيف؟!
✍️يومها واليوم في كل يوم، كان شعار وعنوان الهجرة الشريفة "لا تحزن إن الله معنا". إنها حالة التطمين والسكينة والثقة أودعها الله في قلب رسوله ﷺ بعد إذ كشّرت قريش عن أنيابها وأخرجت خبايا قلوب كبرائها، فبعثت أقوى فرسانها ليدخلوا على رسول الله ﷺ فيقتلوه في بيته {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [30- سورة الأنفال].
✍️ فلما أفشل الله مكيدتهم وأخرج رسول الله ﷺ من بينهم دون أن يروه، فجُنّ جنونهم ودعوا إِلى مطاردة واسعة وأعلنوا عن جائزة يسيل لها اللعاب، إنها مائة ناقة حمراء لمن يأتي برسول الله ﷺ حيًا أو ميتًا، وكذلك أفشل الله سعيهم وردّ كيدهم إِلى نحورهم. فعند باب الغار كانت معية الله لرسوله ﷺ ولأبي بكر رضي الله عنه فوقف فرسان قريش على باب الغار ولم يروا من فيه. وعند مطاردة سراقة بن مالك لرسول الله ﷺ وكاد أن يمسك به لولا أن فرسه تعثّرت المرة تلو المرة ولم يستطع الوصول إلى رسول الله ﷺ. فكيف يقتلونه في بيته والله عزّ وجلّ معه؟ وكيف يمسكونه في الغار وعين الله ترعاه؟ وكيف يلحقون به في الصحراء وكانوا على بعد خطوات منه، وربه سبحانه يحرسه برعايته {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [30- سورة الانفال].
🔷شباب المهاجرين والأنصار حماة الديار
✍️خرج النبي ﷺ مهاجرًا ومعه الوعد من الله تعالى بأنه سيعود إلى مكة منتصرًا عزيزًا وأن أعداءه الذين أخرجوه سيكونون هم الأذلة الصاغرين، فقال ربنا جلّ جلاله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} [85 -سورة القصص]، وقال ربنا سبحانه: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ} [13- سورة محمد]، وقال ربنا سبحانه: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} وختم تلك الآية بقوله: {فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [40- سورة التوبة].
✍️ومثلما حقق الله تعالى وعده لرسوله ﷺ بأن نجّاه من كفار قريش وخيّب آمال من تمنّوا أن يمسكوا برسول الله ﷺ لينالوا تلك الجائزة المغرية، ومثلما أن الله تعالى قد حقّق وعده لرسول الله ﷺ بأن يعود إلى مكة، فإن الله سبحانه سيفشل كيد ومكر أعداء الإسلام في هذا الزمان الذين يحلمون بالقضاء على هذا الدين ولو جمعوا لهذه الغاية أقوى وأعتى الجيوش، ولو جنّدوا كل المليارات بل التريليونات وأعتى أجهزة المخابرات، فإن كيدهم سيبور.
إن هذه النصرة العملية لدين الله من قبل أولاد الصديق جاءت ثمرة فقه سديد منه -رضي الله عنه- لمعنى نصرة الله وتربية صادقة لأولاده على معانيها ، فكان أن ترجمت في هذا الموقف وفي غيره،
وهذا، -يا أيها المؤمنون-، ما تحتاجه الأسرة المسلمة اليوم ، أنْ يتربى جميع أفراد العائلة على المشاركة الإيجابية في نصرة دين الله بكل بما يتاح أمامها من أساليب ووسائل وبما يتوافر بين يديها من إمكانات مادية وعقلية وغيرها...
اللهم اجعل أعمالنا صالحة واجعلها لوجهك خالصة.
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على معلم البشرية، المبعوث بالحنيفية، خير من قام بالمسئولية، كما أمركم بذلك ربكم رب البرية،
فقال تعالى قولاً كريماً: (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) [الأحزاب:56].
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ،
ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ...
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..
اللهم اجمع شمل المسلمين ، ولم شعثهم ، وألف بين قلوبهم وأحقن دمائهم ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعل بلدنا هذا آمناً وسائر بلاد المسلمين ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ,
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ،
ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ،
ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ،
ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ،
ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ،
ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ،
ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ،
ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
والحمد لله رب العالمين ..
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فَقَالَ: مَا جَاءَنَا النبي -صلى الله عليه وسلم- فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا لِأَمْرٍ حَدَثَ،
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: "أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ"
قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ يَعْنِي عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ،
قَالَ: "أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ"،
قَالَ: الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: "الصُّحْبَةَ"،
قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ عِنْدِي نَاقَتَيْنِ أَعْدَدْتُهُمَا لِلْخُرُوجِ فَخُذْ إِحْدَاهُمَا قَالَ: "قَدْ أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ".
أيها المؤمنون بالله وبرسوله:
(إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ):
إذ هما، مَنْ؟
سيد الخلق نبي الله صلى الله عليه سلم،
وأكرم رجل بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- إنه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.
أين ؟ هما في الغار. لا في قصور مشيدة،
في الغار: في كهف مظلم من بين كهوف جبال مكة الشاهقة القاسية..!!
لماذا يا رسول الله؟
لماذا يا أبا بكر أنتما في الغار؟
لماذا؟
الإجابة الوحيدة الشريفة في سبيل الله،
لأجل دين الله،
لأجل أن يرضى الله.
فما يضير المجاهدين والدعاة وحملة راية الدفاع عن الأمة وأرضها وشرفها ومقدساتها في كل زمان ومكان أن يعيشوا في كهوف أو مغارات أو سراديب أو بساتين أو ملاجئ فراراً بدينهم أو انتصاراً لدينهم في سبيل الله ولأجل كلمة الله،
فرسولهم -صلى الله عليه وسلم- عاش واختبأ في غار.
وهنا رجل الهجرة الثاني يتحمل معاناة الهجرة ويختبئ في غار موحش، وينام فيه، ويصحو فيه، ويصلي فيه،
كل هذا نصرة للدعوة، كل هذا فقه منه أن طريق الدعوة تماما كطريق الهجرة لا بد فيها من المعاناة والمصابرة وتحمل الآلام.
أيها المؤمنون بالله وبرسوله:
(إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ): ولما وصلا الغار، وأراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينزل فيه، وقف أبو بكر الصديق موقفا شجاعا فيه كل معاني التضحية للدعوة والصحبة الصادقة للداعية الأول سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-،
وإذا به يقول للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "مكانك حتى أستبرئ لك، فلو كان به أذى نزل بي قبلك".
نزل بي الأذى قبلك يا رسول الله.
نفسي دونك.
لتلدغني الأفاعي أو تجرحني الطيور أو تفترسني الحيوانات فجسدي دون جسدك،
المهم أن تبقى سالما.
ثم نزل أبو بكر فتحسس الغار فلم يجد به شيئا، فنزل رسول الله وقد بلغ منه العناء والإعياء والتعب مبلغه،
فما أن دخلا حتى توسد الرسول -صلى الله عليه وسلم- قدم أبي بكر رضي الله عنه ونام". حتى رجل أبي بكر -رضي الله عنه- حتى قدمه -رضي الله عنه- سخرها للدعوة ولخدمة الداعية الأول ولراحة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
إنه تقدير الله -تعالى-، لتشهد الهجرة بتفاني هذا الصاحب العظيم في خدمة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أيها المؤمنون بالله وبرسوله:
(إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ):
الصديق وما أدراك ما الصديق..!!
لم تنم عيناه، " كان يأخذ من ثوبه ويسد به فم الأحجار خشية أن يكون شيء من الهوام، فتؤذي رسول الله، فبقي منها حجر فألقمه قدمه فلدغ.
فمنعه مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أن يتململ،
ولكن الألم لما اشتد به تحدّرت دموعه الزكية فسقطت على وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستيقظ، فقال ما لك يا أبا بكر ؟
فأخبره بما حدث ،
فتفل عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبرئت بإذن الله -تعالى-".
عباد الله:
وتتابع الآية أربعين من سورة التوبة، آية الهجرة تصوير وعرض حلقات المشهد داخل الغار:
فتقول لنا الآية الكريمة متابعة: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ)[التوبة: 40]؛
من يقول لمن؟
ولماذا؟
إذ يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لصاحبه: لأبي بكر -رضي الله عنه-.
هذا الجزء من هذه الآية من أعظم الكلام في منزلة الصديق.
(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِه): قال القرطبي: هذه الآية تضمنت فضائل الصديق -رضي الله عنه-، فحقق الله له تعالى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر بكلامه سبحانه، ووصف الصحبة في كتابه.
لماذا إذن؟
لأنها سطرت "الصحبة" في القرآن وبكلام الله -تعالى-.
وهنا، ولما قرأت قول الله: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِه) تذكرت قول أبي بكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاءه لبيته ليخبره بأمر الهجرة: "الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ".
وهنا يحقق الله -تعالى- مراد أبي بكر وطلبه ويصدقه الله ويسجل صحبته هذه التي طلبها بلسانه يسجلها بآية كريمة تتلى إلى يوم القيامة.
(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِه). قال الليث بن سعد: ما صحب الأنبياء -عليهم السلام- مثل أبي بكر الصديق.
فأعظم صحبة عرفها التاريخ بين اثنين هي بين الرسول وأبي بكر.
ولماذا؟
لأن الله شهد لها، ولأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفسه شهد لها.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن أمنّ الناس عليّ في صحبته أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكنها أخوة الإسلام ومودته".