zadi2 | Неотсортированное

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Подписаться на канал

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أهل غزة يموتون جوعاً وقتلاً وتعذيباً، وأبناء أمة المليار مسلم يتفرجون، ما بين متواطئ ومتخاذل وجبان وعاجز !!

إلى الله وحده المشتكى، ما عسى أن يكون جوابنا إذا سألنا الله عنهم يوم القيامة؟!!
استنصروا بنا فلم ننصرهم، واستغاثوا فلم نغثهم، وجاعوا فلم نطعمهم، وعروا فلم نكسهم، واستعانوا فلم نعنهم، نخشى من عقاب الله في العاجل والآجل ..

فالخذلان للمسلم المظلوم عقوبته شديدة مؤلمة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"ما من امرئٍ يخذل امرءًا مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيه من عِرضِه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمتِه، إلا خذله اللهُ تعالى في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه، وما من أحدٍ ينصر مسلمًا في موطنٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضِه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمتِه، إلا نصره اللهُ في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه".

الراوي: جابر بن عبدالله وأبو طلحة بن سهل وأبو أيوب الأنصاري.
حسنه الحافظ ابن حجر في هداية الرواه (٤/ ٤٣٠)
والألباني في صحيح الجامع (٥٦٩٠) •

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba

📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim

📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws

📋
-------♡-------
🔆 ✨ طَرِيقُ النَّجَاةِ والفَلَآح ✨
•| 🔘 @watazawd

📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed

📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam

📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena

📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu

📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd

📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib

📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a

📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h

📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj

📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi

📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch

📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55

📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j

📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg

📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona

📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t

📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat

📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat

📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11

📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd

📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib

📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1

📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft

📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran

📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat

📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E

📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025

📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip

📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0

📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul

📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi

📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h

📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed

📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar

📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh

📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny

📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli

📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H

📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin

📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv

📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb

📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad

📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2

📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333

📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99

📋
-------♡-------


☑للإشتراك في الليسته ↙️
@aaaaaa24bot

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قال إذا جاءتك الزبانيةُ يومَ القيامة ليأخذونَكَ إلى النار فلا تذهبْ معهم, قال: لا يَدَعُونَنِي ولا يقبلون مني, قال : فكيف ترجو النجاة إذًا؟
قال له يا إبراهيم حسبي حسبي أنا أستغفر الله وأتوب إليه ولزمه في العبادة حتى فرَّق الموتُ بينهما[6].

فكريم الطبع لا يسيء إلى من يحسنُ إليه ومن نِعَمَه عليه لا تُعَدُّ ولا تحصى, أما لئامُ الطباع هم الذين يقابلون الإحسانَ بالإساءةِ والمعروفَ بالجحودِ.

فأعظم الصوارف عن مواقعة الذنوب:
تعظيم الله عز وجل, ومحبته, وشهود نعمه سبحانه, وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير المرسلين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فإن المسلم ينبغي عليه دومًا أن يبحث لنفسه عن قيدٍ يُقَيِّدُهَا به عن دواعي الهوى, فالله عز وجل قد ركب في الإنسان قوتين متضادتين قوة تدعوه إلى الطاعة وقوة تدعوه إلى المعصية, وعلى قدر كل قوة يكون حال المسلم, فلابد للمسلم أن يبحث عمَّا يقوي داعي الطاعة في قلبه ويصرفه عن المعاصي والذنوب, ومما يصرف العبد عن الذنوب:

الصارف الرابع: التفكر في سرعة زوال الدنيا وانقضائها
فهذا مما يصرف العبد عن مواقعة الذنوب التفكر في حقيقة الدنيا وسرعة زوالها ومدى مقدارها بالنسبة للآخرة.

فإن الدنيا ممر ومعبر للآخرة وليست بدار استقرار, ولذلك جاءت الأدلة من الكتاب والسنة لتبين حقيقة الدنيا, قال تعالى [اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ] {الحديد:20}.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمٍ حَارٍّ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا»[7].
وعن المُسْتَوْرِدِ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ ِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يرْجِعُ"[8].
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه, أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحبّ دنياه أَضرَّ بآخرته، ومن أحبّ آخرته أضرَّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى"[9].

فمن أدرك حقيقة الدنيا علم أن متاعَها زائفٌ زائلٌ, وأنَّ ما يكونُ فيها من الشهوات إنَّما هو خيالٌ يعقبه ندمٌ وحسرةٌ, كما قال تعالى [وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ] {الحديد:20}.

الصارف الخامس: النعيم والعزُّ الحقيقي في دار البقاء
وأخيرا فإن من أعظم ما يصرف العبد عن المعصية أن يعلم أن النعيم الحقيقي في دار البقاء, حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, فقد أعد الله عز وجل في الجنة لعبادة المتقين من صنوف النعيم ما يهون معه فواتُ أيِّ لذةٍ في الدنيا.

قال تعالى في حق المؤمنين [وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا] [ الإنسان : 12-22].

وأعظم من هذا النعيم كله رؤية وجه ربِّ العزة تعالى, فهذا أعظم لذة ينالها المسلم في الجنة, فأعظم نعيم وألذُّ نعمة رؤية الله عز وجل, وأعظم حسرة للكافرين أن لا يروا من خلقهم.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبـة جمعـة بعنـوان :*
*الصوارف.عن.الذنوب.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الأولـــى.tt*
إنَّ الحمد لله تعالى نحمده, ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ] {آل عمران:102}.
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا] {النساء:1}.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا] {الأحزاب:70- 71}.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

وبعد: فإن فِي الْقَلْبِ فَاقَةً لَا يَسُدُّهَا إِلَّا مَحَبَّةُ اللَّهِ وَالْإِقْبَالُ عَلَيْهِ وَالْإِنَابَةُ إِلَيْهِ، وَلَا يُلَمُّ شَعَثُهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ أَلْبَتَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَظْفَرْ بِذَلِكَ: فَحَيَاتُهُ كُلُّهَا هُمُومٌ وَغُمُومٌ، وَآلَامٌ وَحَسَرَاتٌ، فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ ذَا هِمَّةٍ عَالِيَةٍ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ عَلَى الدُّنْيَا حَسَرَاتٍ، فَإِنَّ هِمَّتَهُ لَا تَرْضَى فِيهَا بِالدُّونِ وَإِنْ كَانَ مَهِينًا خَسِيسًا، فَعَيْشُهُ كَعَيْشِ أَخَسِّ الْحَيَوَانَاتِ، فَلَا تَقَرُّ الْعُيُونُ إِلَّا بِمَحَبَّةِ الْحَبِيبِ الْأَوَّلِ, كما قيل:
نَقِّلْ فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الْهَوَى = مَا الْحُبُّ إِلَّا لِلْحَبِيبِ الْأَوَّلِ
كَـمْ مَـنْزِلٍ فـِي الْأَرْضِ يَأْلَفُهُ الْفَتَى = وَحَـنِـينُـهُ أَبَــدًا لِأَوَّلِ مَــنْـزِلِ[1]
 
وأَصْلُ الْعِبَادَةِ إِفْرَادُ الله تعالى بِالْمَحَبَّةِ، وَأَنْ يَكُونَ الْحُبُّ كُلُّهُ لِلَّهِ، فَلَا يُحِبُّ مَعَهُ سِوَاهُ، وَإِنَّمَا يُحِبُّ لِأَجْلِهِ وَفِيهِ، وَإِذَا كَانَتِ الْمَحَبَّةُ لَهُ هِيَ حَقِيقَةَ عُبُودِيَّتِهِ وَسِرَّهَا، فَهِيَ إِنَّمَا تَتَحَقَّقُ بِاتِّبَاعِ أَمْرِهِ، وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِ،
 
فَعِنْدَ اتِّبَاعِ الْأَمْرِ وَاجْتِنَابِ النَّهْيِ تَتَبَيَّنُ حَقِيقَةُ الْعُبُودِيَّةِ وَالْمَحَبَّةِ[2].

فليس محبًّا له من كان مغرقـًا في معصيته مجترءً على محارمه منتهكًا لحرماته مبتعدًا عن أمره, فهذا من أبعد الناس عن محبته سبحانه.
إذ المحبة أقوى الصوارف عن الوقوع في معصيته, فكلُّ محبٍ إنما يسعى في رضى محبوبه, فإذا تمكنت المحبةُ من القلب خضع الجسدُ والقلبُ واللسانُ لمراد المحبوب كما قيل:
أغرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلي = وأنَّكِ مهما تَأْمُرِي القلبَ يَفْعَلِ
 
وبالتالي فمن أراد أن يُنْشِأَ في قلبه حِجَابًا حَاجِزًا بينه وبين المعصية فليفتش عن المحبة ولْيُمِدَّهَا بِمَدَدِ الذَّكْرِ والطاعةِ والتَّعَرُّفِ إلى الخالقِ وأسمائه وصفاته سبحانه إذ هي أوسعُ بابٍ لمحبةِ الله تعالى.

والله عز وجل قد جعل في قلب كل مسلم واعظــًا ينبهه عند الغفلة, عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ بَيْنَهُمَا, وَأَبْوبٌ مُفَتَّحَةٌ وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تَعْوَجُّوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ إِنْسَانٌ فَتْحَ شَيْءٍ مِنْ تِلْكِ الْأَبْوَابِ قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ".

فَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ، وَالسُّتُورُ: حُدُودُ اللَّهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ "[3].

ففي قلبِ كلِّ مسلمٍ واعظٌ يُنَبهه إذا غَفَلَ وسيطرت عليه شَهَوَاتُه، وعلى قَدْرِ قوةِ هذا الواعظِ وحضوره في القلبِ على قدرِ ابتعاده عن المعاصي، وكلما ضَعُفَ هذا الواعظ كلما كان المسلمُ أكثرَ جُرْأَةً على مواقعةِ الذنوب.

فلابد لكلِّ مسلمٍ أن يفتش عن الأمور التي تنبهه وتعصمه من الوقوع في معاصي الله عز وجل، وتصرفه عنها، وأن يقويها ويكثِّرُها إذ هي أسلحته ضدَّ نفسه والشيطان.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فالأيمان بالقضاء والقدر، يجعلك تطمئن؛ لأن الملك لله، لا يصيبك إلا ما كتبه الله. ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾.
فالأمر كله لله جل وعلا، أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس، أصلح سريرتك يصلح الله علانيتك، والله يتولاك والله يعينك وينصرك ولو كنت أمام أعظم الأعداء.
بعث الله موسى وهارون إلى فرعون الطاغية.
﴿قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾.
فالله مع المتقين، والله مع المحسنين، فحقق أنت التقوى لله جل وعلا، وابتعد عن المعاصي التي تجلب عليك الهموم والأحزان فكن متقيًا لله جل وعلا، واعلم أن الله يزيل الهموم والأحزان عن عباده المتقين، وعن عباده المحسنين.

قال الله لنبيه: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾.
اذا كنت لا تخاف إلا الله ستعيش في سعادة، وفي طمأنينة، لأنك لا تخاف مخلوقًا، إنما تخاف الله جل وعلا، وتخشى الله من ذنوبك، وتخشى الله من سوء فعالك..
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.
إذا كنت مع الله، فالله معك، والله يتولاك والله ينصرك، والله يدافع عنك من فوق سبع سماوات.
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾.
ومن أعظم ما يزيل الهموم والأحزان الدعاء، والرجوع إلى الله، إذا أصابك الهم وإذا أصابك الحزن، فارفع يديك لمولاك. ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ﴾.
يا أيها المسلم الله يغير الحال، في أمر كلمح البصر، فكن مع الله، ولن يضيعك الله، حقق الذكر الذي به تطمئن القلوب. أكثر من ذكر الله، ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.
فذكرُ الله أيضًا يزيل الهموم والأحزان، وكان من الدعاء الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة دعاء الكرب، وهو قوله: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ".

ومن الأدعية في إزالة الكرب أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول: " الله الله رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ".
ومن ذلك دعاء يونس عليه السلام وهو كظيم محزون في بطن الحوت، قد حُبس في مكانه، لم يحبس فيه أحد من الأولين والآخرين، وذلك حكمة الله.
﴿إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ﴾ ماذا كان دعاءه؟ قال الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾.
جعل يكرر هذه الكلمات، جعل يكررها ففرج الله عنه، فرج الله عنه، وأزال الله همه، وأزال حزنه، وأعاده إلى قومه، فآمنوا به أجمعون، لا إله إلا الله، كيف أزال الله الهموم، بهذا الدعاء العظيم، دعاء الكرب، ﴿لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾. فادعوا الله بهذا الدعاء.

ومن الأدعية ما جاء في مسند أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺃﺣﺪا ﻗﻂ ﻫﻢ ﻭﻻ ﺣﺰﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: "اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﻋﺒﺪﻙ، اﺑﻦ ﻋﺒﺪﻙ، اﺑﻦ ﺃﻣﺘﻚ، ﻧﺎﺻﻴﺘﻲ ﺑﻴﺪﻙ، ﻣﺎﺽ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻚ، ﻋﺪﻝ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺅﻙ، ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﻜﻞ اﺳﻢ ﻫﻮ ﻟﻚ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻚ، ﺃﻭ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﺃﺣﺪا ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ، ﺃﻭ ﺃﻧﺰﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻚ، ﺃﻭ اﺳﺘﺄﺛﺮﺕ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ ﻋﻨﺪﻙ، ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺭﺑﻴﻊ ﻗﻠﺒﻲ، ﻭﻧﻮﺭ ﺻﺪﺭﻱ، ﻭﺟﻼء ﺣﺰﻧﻲ، ﻭﺫﻫﺎﺏ ﻫﻤﻲ، ﺇﻻ ﺃﺫﻫﺐ اﻟﻠﻪ ﻫﻤﻪ ﻭﺣﺰﻧﻪ، ﻭﺃﺑﺪﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﺮﺣﺎ "، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻴﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻻ ﻧﺘﻌﻠﻤﻬﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ: «ﺑﻠﻰ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﻦ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻤﻬﺎ»
أيها المسلم، الله سيفرج عنك، ثق بالله، ثق بالله، ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾.
هذا وعد من الله جل وعلا، وعد الله مع العسر بيسرين، فثق بالله.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وإقامة الإيمان والأعمال الصالحة، فذلك من أعظم ما يزيل الهموم والأحزان.
حافظ على توحيدك، فلا تخف إلا من الله، عامل ربك، لا ترائي الخلق، ولا تبتغي منهم جزاء ولا شكورًا في عباداتك ولا تفعل عملًا تتقرب به إلى مخلوق وتتقرب به إلى الخلق، وتنسى ربك الذي بيده الأمور كلها، الذي يقول للشيء كن فيكون، ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾. فالله هو الذي يغير الأحوال.
﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
فكن مع الله، يكن الله معك، يزيل الله عنك الهموم والأحزان عند أن تكون مع الله بالتوحيد، وحسن الظن بالله، وتحقيق التوكل.
والتوكل على الله، هو صدق اعتماد القلوب على الله جل وعلا، فلا يقلق مخلوق، ولا يقلق من ذهاب من يعاون من المخلوقين؛ لأنه معتمد على الله جل وعلا، معتمد على الله جل وعلا، فيحقق التوحيد وحسن الظن بالله والتوكل على الله جل وعلا، سيعيش مطمئنًا.
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
الثقة على الله، سر السعادة تحقيق اليقين والتوكل، وتحقيق التوحيد والإيمان، سر سعادتك، وذهاب همومك وأحزانك، عند أن تحقق التوحيد وعبادة لله وحده.
﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾.
قال الله سبحانه: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾.
قال يا رسول الله "أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ".
فالذي يخاف من غير الله، تتسلط عليه الشياطين، وتزيده خوفًا وذعرًا وبعدًا عن الله، الذي يذبح لغير الله، والذي يدعو غير الله، الذي يستغيث بالأولياء وبالأنبياء وبالملائكة بالمخلوقين، يكله الله ويتخلى الله عنه، ويكله إلى من تعلق قلبه به.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: " مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ ".
لكن تعلق القلوب بباريها وبخالقها الذي يغير الشيء بكلمة واحدة.
﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
فيا من ابتليت بالأمراض، أمرك بيد الله، لا يصيبك الهم والحزن.
عليك أيها المسلم أن ترفع يديك إلى الله ولا تقنط من رحمة الله إنه لا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون
﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾.
وأما المسلم فهو يطمع برحمة ربه جل وعلا.
﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾.
يا من أصيب بالفقر أو ركبته الديون والهموم، يا من ابتليت بالمصائب والأعداء يا من ابتليت أيضًا بعقوق الأولاد، يا من ابتليت بسوء خلق الزوجة، ربك جل وعلا سيرفع عنك ذلك.
يُذهب الله الهموم والأحزان، بصلاحك أيها المسلم، بصلاحك وتقواك وإيمانك وتوحيدك، فإذا حققت ذلك فإن الله عز وجل يذهب عنك همومك ويذهب عنك أحزانك.
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى﴾

﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
استقم على طاعة الله، ستجد الله يفرج الهموم، ويفرج الأحزان، استقم على طاعة ربك، قم في صلاتك، حافظ على الفرائض الخمسة، بخشوع وخضوع، وتقرب إلى الله بنوافل الصلاة، بخشوع وضراعة فإن الله يذهب عنك الهموم والأحزان.
قال الله لنبيه: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾.

فقم في صلاتك بخشوع، انطرح بين يدي الله، اسجد لربك، واسجد واقترب، واعلم أنك أقرب ما تكون من ربك عند أن تكون ساجدًا، فأكثر من الدعاء، ولن يَتِرَكَ الله، وفقنا الله وإياك لمرضاته، والحمد لله رب العالمين

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

كانت بين ذلك خطفات المَنايا"، ويقول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "إن من الشقاء طولَ الأمل، وإن من النعيم قِصَرَ الأمل"، ويقول الإمام النّوويّ -رحمه الله-: "لا تركن إلى الدّنيا، ولا تتّخذها وطنا، ولا تحدّث نفسك بالبقاء فيها، ولا تتعلّق منها بما لا يتعلّق به الغريب في غير وطنه".

إخوتي الكرام: ما السبيل إلى وقاية النفس من طول الأمل ومخاطره؟

أولا: تذكرْ أنك راحل؛ حقيقة لا يجهلها أحد، ولا يُماري فيها أحد، لكنّ كثيرا من الناس عنها غافلون: (كُلّ نَفْسٍ ذائِقَة الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفوْنَ أجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185].

الموت باب وكل الناس داخله *** فيا ليت شعري بعد الباب ما الدار

فليعلمْ مَن طال أمله، وتعلق بالدنيا قلبه، أن الموت يأتي بغتة من غير إنذار ولا إعلام: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الذِي تَفِرّونَ مِنْهُ فإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجمعة: 8].

روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: خط النبي -صلى الله عليه وسلم- خطا مربعا، وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: "هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به –أو قد أحاط به- وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا"، وفي رواية قال: "هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب" (أي جاءه أجله قبل أن يحقق أمله).

فالموت حق لا ريب فيه، ويقين لا شك فيه: (فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 61].

فإذا علمتَ أنك عن هذه الدنيا راحل فأعِدّ العدة ليوم رحيلك، واغتنم وجودك في هذه الدنيا بعمَل ما ينفعك بعد رحيلك.

ثانيا: عليك بزيارة المقابر؛ لترى فيها أناسا كنت تعرفهم، كانت لهم من الآمال والأماني مثلُ ما لك الآن، لكن الموت أخذهم بغتة، وفاجأهم من غير استئذان، وحال بينهم وبين أمانيهم وآمالهم، عن بُرَيْدَة -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القبُورِ، فزُورُوهَا؛ فإنها تذكركم الآخرة" (أخرجه أحمد والترمذي والنسائي)، وفي رواية للنسائي وابن حبان والحاكم: "وَلتزِدْكُمْ زِيَارَتُهَا خَيْراً"، وفي رواية لأحمد: "فإنّ في زيارتها عِظة وعبرة".

زُر المقابرَ وأنتَ من الأحياء لتعود منها بالعبرة والذكرى، قبل أن تزورَها محمولا على أكتاف الرجال من غير عودة ولا رَجعة: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر: 1 - 8].

روى مسلم في صحيحه عن مطرف عن أبيه عبد الله بن الشخير -رضي الله عنه- قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) قال: "يقول ابن آدم: مالي، مالي، قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت".

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:

عباد الله: ثالثا: لا تعلق قلبك بما هو فان وزائل؛ فالدنيا إلى زوال، الدنيا إلى فناء، لا قرار فيها، ولا خلود فيها، إنما القرار والخلود في الدار الآخرة: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [الأعلى: 16 - 17].

قال الله -تعالى- مبيّنا حقيقة هذه الدنيا: (إنَّمَا مَثلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فاخْتلط بهِ نَبَاتُ الأرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنْعَامُ حَتَّى إذا أخَذتِ الأرْضُ زُخْرُفهَا وَازَّيَّنَتْ وَظنَّ أهْلهَا أنَّهُمْ قادِرُونَ عَليْهَا أتاهَا أمْرُنَا ليْلا أوْ نَهَارًا فجَعَلنَاهَا حَصِيدًا كأنْ لمْ تغْنَ بالأمْسِ كذلِكَ نُفصِّلُ الآيَاتِ لِقوْمٍ يَتفكَّرُونَ) [يونس: 24]، وقال عز وجل: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*خطبة جمعة بعنوان:*
*طـــــول الأمــــــــل*
*حقيقته ومضاره وعلاجه*
*للشيخ/ أحــمـد عـمـــاري*

الخطبة الأولى:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: حديثنا اليوم عن خلق ذميم ووصف قبيح، يُقعِدُ صاحبه عن العمل، ويُنسيه الأجل، يَعيش في الدنيا تائها بين أوهام لا حقيقة لها، وأمان لا نهاية لها، إنه طول الأمل؛ ذلكم الداء العضال الذي أهدِرَت بسببه الأوقات، وضاعتْ بسببه الأعمال، وخسرَ بسببه كثير من الناس.

طول الأمل هو دوام الحرص على الدّنيا، مع الإعراض عن الآخرة.

طول الأمل أن يُمَنيَ الإنسان نفسَه بالبقاء في هذه الدنيا، ولا يتفكر في رحيله عنها.

طول الأمل أن تحدّث نفسك بطول الحياة، وأنّ بينك وبين الموت مفاوزَ ومسافات.

فطول الأمل الذي نتحدث عنه ونحذر منه هو التعلقُ بالدنيا ونسيانُ الآخرة، هو الذي يحمل على الغفلة والتفريط وتسويف التوبة وتأخير الأعمال الصالحة.

أما مجرد الأمل والنظر إلى المستقبل بنظرة التفاؤل، دون الغفلة عن الآخرة، فهذا أمر مشروع ومعقول، مشروع شرعه الله ورسوله، ومعقول يدلّ على كمال عقل صاحبه وفطنته، فالله -تعالى- استخلفنا في الأرض وأمرنا بعِمارتها وزرْعها وغرسها، وأمرنا بالتمتع بما أحله لنا من الطيبات فيها، وأمرَنا بالزواج وإنجاب الذرّية حتى يستمر نسل الإنسان في هذه الحياة إلى أن يأذن الله بنهايتها، وقد قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 77].

لكنّ المذموم من الأمل هو طول الأمل الذي يجعل الإنسان متعلقا بدنياه عبْدا لها منشغلا بها، ناسيا للموت، غافلا عن الدار الآخرة. وهذا ما حذر منه ربنا -سبحانه وتعالى-، وأخبر أنه صفة مَنْ لا خَلاقَ له ولا دِين، فقال عز وجل: (وَلَتجدَنَّهُمْ أحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدّ أحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) [البقرة: 96] فليست النجاة بطول العمر، وإنما النجاة بحسن العمل.

وأعجبُ ما في طول الأمل أنّه ينمُو ويكبُرُ مع الأيّام! كلما كبر المرء ازدادت آماله وتعددت أمانيه، روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "لا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابّا فِي اثنَتيْنِ: فِي حُبِّ الدُنْيَا، وَطولِ الأَمَلِ".

ترى الشّيخ الكبير الذي بلغ من الكبر عُتِيّا، في السبعين أو التسعين أو المائة من عمره، آماله طويلة وأمانيه غير محدودة، لا يزال قلبه متعلقا بالدنيا، يرجو الحياة ويكرَه الموت، فإذا كان هذا هو حالُ الشيخ الكبير مع حبّ الدنيا وطول الأمل، فكيف بالشّباب؟! كثير من الشّباب في غفلة وسهو وإعراض، يظنّ أنّ الموت سوقٌ لا يَلِجه إلاّ الكبار! والحقيقة أنّ أكبرَ نسبة للوفيات إنّما هي في الشّباب والطفولة، وآية ذلك قلة الشّيوخ، لقلة من يُعمّرُ حتى يبلغ هذه المرحلة.

طول الأمل داء عُضال، ومرض فتـاك، يُفسِد القلب، ويتلف الوقت، ويَعرُج بالمرء إلى عالم الخيال والأوهام، مضارّه كثيرة، ومخاطرُه عديدة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوهُ (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ:131- 132].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: يَجِبُ أَنْ تَكُونَ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ حَيَّةً، وَالْقُلُوبُ الْحَيَّةُ هِيَ الَّتِي تَعْتَبِرُ بِمَا يَمُرُّ بِهَا مِنْ أَحْدَاثٍ؛ فَتَتَذَكَّرُ بِمَا تَرَاهُ مِنْ مَبَاهِجِ الدُّنْيَا نَعِيمَ الْجَنَّةِ، وَتَتَذَكَّرُ نَارَ جَهَنَّمَ حِينَ تَجِدُ حَرَارَةَ الصَّيْفِ.

وَعَذَابُ النَّارِ عَذَابٌ شَدِيدٌ أَلِيمٌ، لَا طَاقَةَ لِأَحَدٍ بِهِ (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ ‌مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)[الْحَجِّ:19-22]، (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ ‌يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ)[الْقَمَرِ:47-48]، وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ ‌جَمْرَتَانِ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).

وَلَقَدْ نَغَّصَ ذِكْرُ النَّارِ عَلَى السَّلَفِ الصَّالِحِ عَيْشَهُمْ؛ فَأَسْهَرَ بِالتَّهَجُّدِ لَيْلَهُمْ، وَأَظْمَأَ بِالصِّيَامِ نَهَارَهُمْ، وَكَفَّ عَنِ الشَّهَوَاتِ جَوَارِحَهُمْ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ: "أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي وَهُوَ يَتَرَجَّحُ ‌وَيَتَمَايَلُ ‌وَيَتَأَوَّهُ، حَتَّى لَوْ رَآهُ غَيْرُنَا مِمَّنْ يَجْهَلُهُ لَقَالَ: أُصِيبَ الرَّجُلُ، وَذَلِكَ لِذِكْرِ النَّارِ إِذَا مَرَّ بِقَوْلِهِ -تَعَالَى-: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا)[الْفُرْقَانِ:13]، أَوْ شِبْهُ ذَلِكَ" "وَقِيلَ لِلْحَسَنِ البَّصْرِيِّ: نَرَاكَ طَوِيلَ الْبُكَاءِ؛ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ ‌يَطْرَحَنِي ‌فِي ‌النَّارِ وَلَا يُبَالِي" وَقَالَ أَبُو نُوحٍ الْأَنْصَارِيُّ: "وَقَعَ حَرِيقٌ فِي بَيْتٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، النَّارَ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، النَّارَ، فَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى أُطْفِئَتْ فَقِيلَ لَهُ: مَا الَّذِي أَلْهَاكَ عَنْهَا؟ فَقَالَ: أَلْهَتْنِي عَنْهَا ‌النَّارُ ‌الْأُخْرَى".

فَلْنَعْتَبِرْ كَمَا اعْتَبَرَ أَسْلَافُنَا، وَلْنَعْمَلْ بِأَسْبَابِ نَجَاتِنَا، وَنُجَانِبْ طُرُقَ هَلَاكِنَا، فَمَنْ خَافَ ‌أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*حـر الدنيـا وحـر الآخـرة*
*للشيخ/ إبراهـيم الحقـيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وَهَّاجًا، وَضَرُورَةً لِلْعِبَادِ وَدِفْئًا وَابْتِهَاجًا، وَجَعَلَ حَرَّهَا عِظَةً لِلْخَلْقِ وَتَذْكِيرًا وَإِزْعَاجًا، نَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَنَسْتَغْفِرُهُ اسْتِغْفَارَ التَّائِبِينَ، وَنَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ الْعَظِيمِ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ حَرِّ يَوْمَ الدِّينِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ حَذَّرَ عِبَادَهُ مِنْ دَارِ السَّعِيرِ، وَرَغَّبَهُمْ فِي دَارِ النَّعِيمِ، وَجَعَلَ شِدَّةَ الْحَرِّ تَذْكِيرًا بِحَرِّ الْمَوْقِفِ الْعَظِيمِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ بَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الْأُمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ -تَعَالَى- حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، وَاعْمَلُوا فِي دُنْيَاكُمْ مَا تَجِدُونَهُ فِي أُخْرَاكُمْ، وَخُذُوا مِنْ صِحَّتِكُمْ لِمَرَضِكُمْ، وَمَنْ غِنَاكُمْ لِفَقْرِكُمْ، وَمِنْ شَبَابِكُمْ لِهَرَمِكُمْ، وَمِنْ حَيَاتِكُمْ لِمَوْتِكُمْ؛ فَإِنَّهُ لَا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ -تَعَالَى- إِلَّا هَالِكٌ؛ (‌وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ)[الْأَعْرَافِ:8-9].

أَيُّهَا النَّاسُ: فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الَّتِي يَشْتَدُّ حَرُّهَا، وَيَزْدَادُ سَمُومُهَا، وَتَلْفَحُ شَمْسُهَا؛ يَفِرُّ النَّاسُ مِنَ الْحَرِّ إِلَى الْبُلْدَانِ الْبَارِدَةِ فَتَزْدَحِمُ بِالْمُصْطَافِينَ، وَمَنْ عَجَزَ عَنِ السَّفَرِ لَزِمَ بَيْتَهُ فِي النَّهَارِ لِيَخْرُجَ فِي اللَّيْلِ فِرَارًا مِنْ حَرَارَةِ الشَّمْسِ، هَذَا مَعَ أَنَّ الْبُيُوتَ مُكَيَّفَةٌ، وَالسَّيَّارَاتِ مُكَيَّفَةٌ، وَأَمَاكِنَ الْأَعْمَالِ مُكَيَّفَةٌ، إِلَّا الْعُمَّالَ الَّذِينَ يَشْتَغِلُونَ تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ لِكَسْبِ رِزْقِهِمْ، أَعَانَهُمُ اللَّهُ -تَعَالَى- وَحَفِظَهُمْ.

وَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَتَذَكَّرَ بِحَرِّ الدُّنْيَا حَرَّ الْآخِرَةِ، وَيَتَّعِظَ بِأَشِعَّةِ الشَّمْسِ اللَّافِحَةِ، وَسَمُومِهَا الْحَارِّ، فَيَتَذَكَّرَ قُرْبَهَا مِنَ الْعِبَادِ يَوْمَ الْمَعَادِ فِي يَوْمٍ طَوِيلٍ عَسِيرٍ؛ يَشْتَدُّ فِيهِ الزِّحَامُ وَالْحَرُّ، وَيَعْظُمُ فِيهِ الْكَرْبُ، وَيَسِيلُ فِيهِ الْعَرَقُ، وَيَبْلُغُ الْخَوْفُ بِالنَّاسِ مَدَاهُ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ؛ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ... فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ ‌يُلْجِمُهُ ‌الْعَرَقُ إِلْجَامًا، وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

إِذَا تَذَكَّرَ الْمُؤْمِنُ ذَلِكَ، وَتَفَكَّرَ فِيهِ؛ عَلِمَ أَنَّ حَرَّ الظَّهِيرَةِ فِي أَشَدِّ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَرًّا لَا يَكَادُ يُذْكَرُ أَمَامَ حَرِّ ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، وَأَنَّ ضَجَرَ الْإِنْسَانِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ مَعَ مَا هُوَ فِيهِ مِنْ وَسَائِلِ التَّبْرِيدِ وَالرَّاحَةِ، لَنْ يُقَارَنَ بِضَجَرِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ؛ (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ ‌سُكَارَى وَمَا هُمْ ‌بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)[الْحَجِّ:2].

وَفِي شِدَّةِ الصَّيْفِ تَشْتَعِلُ الْغَابَاتُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الدُّوَلِ مِنْ شِدَّةِ حَرَارَةِ الشَّمْسِ؛ فَيَتَضَاعَفُ الْحَرُّ، وَهَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مُذَكِّرًا لِلْمُؤْمِنِ بِشِدَّةِ حَرَارَةِ جَهَنَّمَ أَعَاذَنَا اللَّهُ -تَعَالَى- مِنْهَا، وَقَدْ وَصَفَهَا اللَّهُ -تَعَالَى- بِالْحُطَمَةِ؛ لِأَنَّهَا تَحْطِمُ مَنْ فِيهَا، وَهِيَ الَّتِي اشْتَكَتْ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى-، وَأَخْبَرَ عَنْ شِكَايَتِهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلْ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لِي بِنَفَسَيْنِ:

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

-أيها المسلمون: خرج عمر رضي الله عنه يستسقي فلم يزد على الاستغفار، فقالوا: ما رأيناك استسقيت؟ فقال: لقد طلبت الغيث بمجاديح..أو مجاديف السماء.. الذي يُستنزَل به المطر..
ثم قرأ قول الله تعالى: "اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا" (نوح: 10-11).

-عباد الله: لنقف بين يدي ربنا خاضعين خاشعين ونقل: يا رب أخطأنا وأسأنا وأذنبنا، وقصَّرنا في حقك... وتعدينا حقوقك،.. وظلمنا أنفسنا وغلبتنا شياطيننا، وقهرتنا أهواءنا وغرتنا أنفسنا الأمارة بالسوء،.. واعتمدنا على سعت حلمك، وكريم عفوك،.. وعظيم جودك... وكبير رحمتك، فالآن جئنا يارب تائبين.. نادمين مستغفرين.. فاصفح عنا، واعفُ عنا، وسامحنا، وأقِل عَثراتنا،.. واغفر زلاتنا،.. وامحُ خطايانا... فليس لنا رب غيرك،... ولا إله سواك.

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلا محسن
فبمن يلوذ ويستجير المجرم

مالي إليك وسيلة إلا الرضا
وجميل عفوك ثم أني مسلم

-أيها الأحبة:
مُخطئ من ظن أنّ جميع الأبواب مغلقة في وجهه!! لأن بابُ الله مفتــوح على الدوام..وليس له حجاب...

و مُخطئ أيضا من ظن أنه وحيـد لا عون أو معين له!!

فإن الله يرعـانا بعينهِ التي لا تنام ..عن تدبير أمورنا!...فلنثق به..ونتوكل عليه بعد فعل الأسباب...

‏عندما يتخذ المسلم الصبر والرضا منهجًا في حياته.. ظنًا منه ..أن الله سيعطيه
بقدرِ صبره !..أو سيجازيه على الأقل... بما هو يوازيه أو يخفف عنه...فهو مخطئ..

لأن الله سيعطيه فوق صبره.. وضعف رضاه ...وإن الله.. والله اذا اعطى..،اعطى بكرم..! إذا أعطى أدهش...وإذا حاسب فتش..

فمن أراد أن يكون أسعد الناس،..فليكن مثل الطائر ،يأتيه رزقه كل صباح ومساء... ولا يهتم بغد،...ولا يؤذي أحداً...
وليكن قلبه كاللؤلؤ... لا يحمل احقاداً،...ولا ينس ..أن (حسبنا الله ونعم الوكيل).. تطفئ الحريق ...وينجو بها الغريق.. ويعرف بها طريق..

تَصَبَّرْ إِذَا حَلَّتْ عَلَيْكَ الـشَّـدَائِـدُ
فَمَا مِحْنَة تَبقَى وَلَا الـهَـمُّ خَـالِـدُ

سَـيَـأَتْـي بِـمَـا تَـرْجُـوهُ مَـوْلَاكَ إِنَّهُ
عَلَى كُلِّ مَا قَدْ أَمَّـلَ القَلْبُ شَـاهِدُ

-﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ﴾
لأنك لن تجد أحن من الله عليك ...فحقق أمنياتك بسجدة بين يدي الجليل سبحانه... ولو يعلم الساجد مايغشاه من الرحمة بسجوده ...لما رفع رأسه...

فانسف جِبال الهم منك بدعوةٍ
إن الذي قصد المُهيمن؛ لم يخِبْ

واقذف بسهمِ الصبر كل مُصيبةٍ
والجأ لربّ العرش واسجد واقتربْ

-أسأل الله أن يغفر ذنوبنا، وأن يستر عيوبنا، وأن يقوِّيَ إيماننا،
ويسدد..ويغيث..وينصر اخواننا..
إنه على ذلك قدير ..وبالإجابة
جدير..

@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*ابن تيمية لما أتاه الجلّاد في سجنه بدمشق وقال له: اغفر لي يا شيخنا فأنا مأمور.*
*فقال له ابن تيمية: والله لولاك ما ظلموا.!*
*الإمام سفيان الثوري لما اتاه خياط فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان هل اكون من أعوان الظلمة؟*
*فقال له سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط.*
*أبو بكر المروري قال : عندما سُجن أحمد بن حنبل جاء السجان فقال له: يا أبا عبد الله هل الحديث الذي رُوي في الظلمة وأعوانهم صحيح؟*
*قال الإمام أحمد: نعم*
*قال السَّجَّان : فأنا من أعوان الظلمة؟*
*فقال الإمام أحمد: أعوان الظلمة من يأخذ شعرك ويغسل ثوبك ويصلح طعامك ويبيع ويشتري منك، أما أنت فمن الظلمة أنفسهم.*
*قال تعالى :((وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ))*..

ومن لم يتألم لما يرى ويشاهد في غزة...ولم يناصر أهلها بمايملك وبما يستطيع...ولوبالكلمة...او الدعاء...أو إيصال صوتهم إلى العالم... بما يحسن من وسائل التواصل...فسيكون من أعوان الظلمة...
أما من يحرض ضدهم...أو يفتي بخلانهم وعدم مناصرتهم...أومن له القدرة على دعهم..وعلى رفع أودفع الضر عنهم...وتقاعس ولم يفعل...فهؤلاء من الصهاينة أنفسهم الأقحاح.. قلبا وقالبا...وان تشدق أنه مسلم...

-فلنستغفر الله..على تقصيرنا نحوهم...ولنقلع عن هذا الذنب والتقصيربحقهم...ونعمل جاهدين على نصرتهم بكل متاح وبقدر طاقتنا.. وبما نحسن...

-ونستغفر الله أيضا... لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون فيستغفرون الله تعالى، فيغفر لهم»؛ رواه مسلم...

فالحديث.. ليس تحريضاً على المعصية،.. بل هو تحفيز على التوبة والرجوع إلى الله...
والمعنى: إن لم تتوبوا وتستغفروا الله إذا أخطأتم...لذهب الله بكم...وأتى بقوم آخرين..يذنبون ويستغفرون.. فالمؤمن يذنب، ثم يتوب ويستغفر،..والله يغفر له...

-وكذلك نستغفر الله... لأن الله فتح باب التوبة للمذنبين المستغفرين.. قال تعالى:(( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا )) [النساء: 110].

نعم.. ومن يُقْدِمْ على عمل سيِّئ قبيح،... أو يظلم نفسه بارتكاب ما يخالف حكم الله وشرعه،... ثم يرجع إلى الله نادمًا على ما عمل، راجيًا مغفرته وستر ذنبه، يجد الله تعالى غفورًا له، رحيمًا به....

ما أرحم الله بنا،.. إن رجعنا إليه قبلنا، إن دعوناه أجابنا إن سألناه أعطانا،... فهو سبحانه القائل: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) [الزمر: 53]...

ويقول الله في الحديث القدسي: «يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكــم»؛ [صحيح مسلم كتاب البر: «4515»].

وروى الترمذي وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله: يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي، يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقُرابها مغفرة))؛ [رواه الترمذي وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة: «127»].

والملك العظيم جلا وعلا... ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة.. نزولًا يليق بجلاله وكماله، فيقول:
(( هل من داعٍ فأستجيب له, هل من مستغفر فأغفر له, هل من صاحب حاجة فأقضيها له)).

نستغفر الله ونتوب إلى إليه: لأننا محتاجون إلى رحمة الله ومغفرته وعفوه؛ قال سبحانه: (( قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)) [النمل: 46].

عباد الله، هل تريدون راحة البال، وانشراح الصدر.. وسكينة النفس.. وطمأنينة القلب والمتاع الحسن؟ عليكم بالاستغفار... قال تعالى:(( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ )) [هود: 3]...
هل تريدون قوة الجسم وصحة البدن.. والسلامة من العاهات والآفات والأمراض؟... عليكم بالاستغفار؛ قال تعالى: (( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

تمطرنا مطر عاد اللهم ارحم البلاد والعباد اللهم لا تردنا خائبين ولا من رحمتك محرومين ولا من جنتك مطرودين ,اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك واحي بلدك الميت برحمتك يا أرحم الراحمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ أَنْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا»، قَالَ: " فَيَقُولُونَ: مَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُنْجِينَا مِنَ النَّارِ؟ فَيُكْشَفُ الْحِجَابَ، فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ "[10].
فمن أدرك حقيقة النعيم هانت عليه لذة لحظة يعقبها عقابٌ لا يعلم مداه إلا اللهُ عز وجل, فيصرفه ذلك عن معصية الربِّ جل وعلا. نسأل الله عز وجل أن يطهر قلوبنا وأن يصرف عنا السوء والفحشاء.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


[1] - مدارج السالكين   3/256

[2] - مدارج السالكين   1/119

[3] - أخرجه أحمد في المسند ( 17634 ), والحاكم في المستدرك (245), والآجري في الشريعة (14)

[4] - مستفادة من رسالة للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله بعنوان " بواعث الخلاص من الذنوب "

[5] - تفسير السعدي 1/889

[6] - التوابين لعبد الغني المقدسي   ص285

[7] - أخرجه أحمد في المسند (4208), وابن حبان بنحوه   (6352)

[8] - أخرجه أحمد في المسند (18038), وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح على شرط مسلم

[9] - أخرجه الحاكم في المستدرك (7897), والبيقهي في الآداب (814), وضعفه الألباني في الضعيفة (5650)

[10] - أخرجه مسلم (181), وابن حبان (7441), وأحمد   (18935

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

والصوارف التي تصرف المسلم عن الذنوب ومعصية الله عز وجل وتبعده عنها وتزهده فيها كثيرةٌ، أولها وأهمها[4]:
الصارف الأول: إجلال الله عز وجل وإعظامه.
وهذا من أعظم ما يصرف العبد عن الوقوع في معصية الله عز وجل، فإذا قام في قلب العبد مشهدُ إجلالِ الربِّ عز وجل عن أنْ يُعْصَى وهو يرى ويسمع لم يطاوعه قلبه على ذلك البتة.

وغالب ما يقع من العباد من الغفلة عن هذا المقام، فإن العبد لو دعته نفسه للمعصية واسحضر في قلبه أن الملك الجبار يراه ومطلع عليه لما طاوعه قلبه على الوقوع في المعصية، ولذلك كان سبب خزي أهل النار أنهم غفلوا عن هذا المقام كما قال رب العزة سبحانه وتعالى [وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ] {الزمر:67}.

وقال المولى عز وجل: [مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا] {نوح: 13 - 14}, أي: لا تخافون لله عظمة، وليس لله عندكم قدر[5].

فالمسلم إذا قام في قلبه مشهدُ التعظيم للربِّ الجليل لما جَرُؤَ على مخالفته، إذ كيف يعصي الملك عز وجل, وهو لا يساوي وزن ذرة في ملكوت الربِّ جلَّ وعلا.

قال بشر ابن الحارث: " لو تفكَّر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه ".
وتعظيم الربِّ لا يكون إلا بتعظيم أمره ونهيه ومن خالف الأمر والنهي فليس معظِّمًا لله تعالى.

الصارف الثاني: محبة الله تعالى
ومن الصوارف عن المعاصي المحبةُ، فالمحبةُ تُوجِبُ الموافقةَ للمحبوبِ, فَيَتْرُكُ المُحبُّ المعصيةَ محبةً لله عز وجل, وهذا أفضلُ التركِ تركُ المحبين, كما أنَّ أفضلَ الطاعة طاعةُ المحبين, وبين تركِ المحبِّينَ وطاعتِهم وتركِ مَنْ يخافُ العذابَ ويرجو الرحمةَ بونٌ شاسعٌ.
فإذا امتلأ القلب بمحبة الله وانشغل بها صرفه هذا عن الوقوع فيما يغضبه عز وجل, لأن المعاصي والذنوب تفوِّتُ على العبد حظَّه من محبة الله تعالى له بحسب ما وقع فيه من الذنوب.

فالمحبة الصادقة تستلزم الامتثال للأمر والنهي, قال تعالى [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {آل عمران:31}.

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الرَّقِّيُّ: عَلَامَةُ مَحَبَّةِ اللَّهِ: إِيثَارُ طَاعَتِهِ، وَمُتَابَعَةُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي ذلك قيل:
تَعْصِي الإِلَهَ وَأَنْتَ تَزْعُمُ حُبَّهُ = هذا مُحَالٌ في القِيَاسِ بَدِيعُ
لَوْ كان حُبُّكَ صَادِقًا لَأَطَعْتَهُ = إنَّ المحبَّ لمن يُحِبُّ مُطِيعُ
 
فالمحبة تستلزم الانقياد للأمر والنهي, وكل من زعم المحبة وهو قائم على المعصية فهو كاذبٌ في دعواه, وعلى قدر الطاعة على قدر المحبة.

الصارف الثالث: شهودُ نِعَمُ الله وإحسانَه
مما يصرف العبد عن المعصية شهود نعمِ الله وإحسانه, فالكريمُ لا يعاملُ من أحسن إليه بالإساءة, وإنما يفعل ذلك لئامُ الناس, فمن كان كريم النفس تحرج أن يسيء إلى من أحسن إليه, ومن نعمُهُ تغمره من صحة وعافية ومال وولد وزوجة وغير ذلك من صنوف النعيم, كما قال تعالى [وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ] {إبراهيم : 34}.
فليس من كريم الطباع وليس من ردِّ المعروف أنْ تُسيء إلى من يحسنُ إليك ليل نهار.

جاء رجلٌ إلى إبراهيمَ بنِ أدهمٍ فقال له: يا أبا إسحاق إني مسرفٌ على نفسي فاعرضْ عليَّ ما يكون لها زاجرًا ومستنقذًا لقلبي".
قال إنْ قَبِلْتَ خمسَ خصالٍ وقَدِرْتَ عليها لم تضركَ معصيةٌ ولم تُوبِقُكَ لذةٌ قال هات.
قال أما الأولى: "فإذا أردت أن تعصي الله عز وجل فلا تأكل رزقه " قال فمن أين آكل وكلُّ ما في الأرض من رزقه قال له يا هذا أفَيَحْسُنُ أنْ تأكلَ رزقه وتعصيه ؟! قال لا هات الثانية.

قال: " إذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئًا من بلاده " قال الرجل هذه أعظمُ من الأولى يا هذا إذا كان المشرقُ والمغربُ وما بينهما له فأين أسكن؟ قال: يا هذا أَفَيَحْسُنُ أن تأكلَ رزقه وتسكنَ بلاده وتعصيه؟ قال: لا هات الثالثة.
قال: " إذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفي بلاده فانظر موضعًا لا يراك فيه مبارزًا له فاعصه فيه ", قال: كيف هذا وهو مُطَّلِعٌ على ما في السرائرِ قال يا هذا أفيحسن أن تأكلَ رزقه وتسكنَ بلاده وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهره به؟ قال لا هات الرابعة.
قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبضَ رُوحَكَ فقل له أَخِّرْنِي حتى أتوبَ توبةً نصوحًا وأعملَ لله عملا صالحا. قال لا يقبل مني, قال : يا هذا فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوبَ وتعلمُ أنه إذا جاءَ لم يكن له تأخيرٌ؛ فكيف ترجو وجه الخلاص؟ قال هات الخامسة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾.
ومما يزيل همومنا وأحزاننا: التوبة الصادقة، التوبة النصوح، والاستغفار الكثير، المتتابع، استغفر الله كثيرًا.
﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا *وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾ استغفارك سبب لإزالة الهموم والأحزان، وسبب إلى أن تنفتح عليك البركات من كل مكان.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*الخطبة الثانية*

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، الحمد لله الذي يقول للشيء كن فيكون، الحمد لله القائل: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
والقائل: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
معشر المسلمين: ومن أعظم ما يزيل الهموم الإيمان بالأقدار والرضا بالأقدار، فإنما قدره الله كائن لا محالة، فذلك يذهب عنك همومك وأحزانك، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فالأمور كلها بيد الله، ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ﴾.
فآمن بالأقدار، "مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ". روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ".

عباد الله: أخرج الترمذي رحمه الله بإسناده عن عبدالله بن عباس عن نبينا عليه الصلاة والسلام: "وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ ".
فما قضى الله كائن لا محالة، ما قضاه الله وما قدره، كائن لا محالة.
خُلقنا في الدنيا لنُبتلى، ليبتلينا الله من هو أحسن عملًا.
ومن هو الذي يصبر على مقادير الله المؤلمة.
﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا...﴾.
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾.
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾
فالله خلقنا في هذه الحياة الدنيا، لنعبده جل وعلا وحده، وليبتلينا، ويتميز الصادق من الكاذب، الصادق بإيمانه، والكاذب ولم يحقق الإيمان الواجب.
﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾.

فيا أيها المسلم: خُلقت لتبتلى في هذه الحياة الدنيا، فلا يصيبك الهم والحزن، ما أصابك من خير فهو من فضل الله، والله وفقك، وما أصابك من ضر ومن مصيبة، فذلك من عدل الله فيك، فارجع إلى الله بتوبة وإنابة واستغفار.
أيها المسلم قضاء الله وقدره كائن على كل إنسان، فلا تصيبك الهموم والأحزان، وواجه ذلك بالصبر على المقادير، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، فنحن ملك لله جل وعلا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

فكن أيها المسلم صابرا على المقادير المؤلمة راضيًا بأقدار الله، راضيًا بما قضاه الله وقدره، فذلك يزيدك إيمانًا، وقد كان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: "أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَمَاتِ، وَلَذَّةَ نَظَرٍ إِلَى وَجْهِكَ وَشَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ، مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ".
فالأيمان بالأقدار يجعلك تطمئن لأنك ملك لله جل وعلا، ما أصابك فالله هو الذي قدره، فترجع إلى الله، فإن كان خيرًا قدره عليك، فتحمد الله وإن كان شرًا أو مصيبة فتصبر.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ".

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*أسباب إزالة الهموم والأحزان*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى*
الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله، من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب].

معشر المسلمين: إن من الأمور التي كتبها الله على بني آدم، أن يصابوا بالهموم والأحزان، شيء كتبه الله على بني آدم أن تكون نفوسهم مطبوعة على أن يُصابوا بالهموم والأحزان.
ولكن معشر المسلمين هذان الخلقان، إذا استوليا على الإنسان فإنه لا يعيش سعيدًا، فعلى المسلم أن يسلك الأسباب التي تزيل عنه الهموم والأحزان، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير خلق الله، وسيد الأولين والآخرين، يستعيذ بالله من الهم والحزن.
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول: : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ".
فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله من الهموم والأحزان، فإن الهم والحزن، إذا استولى على المسلم وسيطر عليه، فإنه يعيش كئيبًا كظيمًا، ولا يشعر بسعادة، والمسلم ينبغي أن يكون على خلاف ذلك، بما آتاه الله من الإيمان وبما آتاه الله من الأسباب فكن أيها المسلم محافظًا على الأسباب الشرعية، التي تجعلك بعيدًا عن الهموم والأحزان، أو تزيل عنك الهموم والأحزان أو تجعل الهموم والأحزان تتلاشى أمام ما أعطاك الله من الأسباب العظيمة، ومن أعظمها الإيمان والتوحيد، فتوحيدك أيها المسلم يزيل عنك الهموم والأحزان.

قال أهل العلم: إن الحزن ينشأ عن الضر الذي أصابك، والهم ينشأ عن أضرار مستقبلة تخاف من الوقوع فيها أو تخاف أن تقع فيها، فالهم للضر المستقبل، والحزن للضر الحالي أو الماضي.
فليكن الإنسان مستعيذًا بربه من الأمرين: مما يسبب عليه الضر حاليًا ومما يسبب عليه الضر مستقبلًا.
فكلها عباد الله تتلاشى أمام توحيد الإنسان، أمام توحيدك، وأمام توكلك على الله جل وعلا، وحسن ظنك بالله.
فالإيمان والتوحيد وحسن اليقين وحسن الظن بالله، والتوكل على الله جل وعلا، تُذهب عنك الهموم والأحزان، فحافظ على توحيدك، حافظ على التوحيد، فلا تُصرف عبادة لغير الله ولا تتعلق القلوب بغير خالقها جل وعلا الذي يغير الأحوال، ويقول للشيء كن فيكون، والذي جميع الأمور بيده.
﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
فالأمور كلها بيده.
قال الله عن إبراهيم عليه السلام: ﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ* وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.

قلوب متعلقة بباريها ومن أجل قوة هذا التوحيد الذي حمله الخليل عليه السلام، اتخذه الله خليلًا ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا﴾. ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾. ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾.
فلما أتم التوحيد الواجب وأتم التوحيد بأكمل المقامات، التي أقامها أهل الدنيا، وبأكمل المقامات التي أقامها الموحدون، وصل إلى هذه المرتبة العظيمة، واتخذه الله خليلًا، واتخذ نبينا عليه الصلاة والسلام أيضًا خليلًا لما حمله نبينا عليه الصلاة والسلام من عظم التوحيد وحسن اليقين، والتوكل على الله جل وعلا،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [الحديد: 20].

فإذا علمتَ أنّ الدنيا إلى زوال فلا تعلق قلبك بمتاعها الزائل، بلِ ازرَعْ فيها ما ينفعك في الدار الآخرة، لا تعلق قلبك بما سيزول ويفنى، بل علق قلبك بما سيدوم ويبقى، قال تعالى: (وَمَا أوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أفلا تعْقِلونَ) [القصص: 60].

رابعا: اعتبر واتعِظ بسرعة مرور الأيام والشهور والأعوام؛ فقبل أيام قليلة مضتْ وَدّعنا عاما هجريا مضى من أعمارنا، واستقبلنا عاما جديدا بدأت أيامه تمر بسرعة، وفي ذلك من العبر والعظات ما لا يخفى.

فيا عبد الله: أما تأملتَ في الأيام وسرعتها؟ أما تفكرت في الشهور وذهابها؟ أما اتعظت بمرور السنوات وانقضائها؟

إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكلّ يوم مضى يُدني من الأجل

يقول الحسن البصري -رحمه الله-: "ابنَ آدم إنّما أنت أيّام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك".

أما تأملت في الشيب الذي علا رأسَك؟ والتجاعيد التي بدت على خديك؟

أما رأيت الموت يَخطِف الصغير والكبير، والشريف والوضيع، والغني والفقير، والقوي والضعيف، والقريب والبعيد؟ ويوما ما سيأتي دورُك، فكن مستعدا.

جلس الحسن البصري -رحمه الله تعالى- يوما يعظ الناس، فنظر إلى الشيوخ فقال: "يا معشر الشيوخ ماذا يُنتظرُ بالزرع إذا بلغ؟ قالوا: الحصاد، ثم نظر إلى الشباب فقال: يا معشر الشباب؛ إن الزرع قد تدركه العاهة قبل أن يبلغ".

وقال الفضيلُ بنُ عياض -رحمه الله تعالى- لرجلٍ: "كمْ أتتْ عليك؟ قال: سِتون سنة. قال: فأنتَ منذ ستين سنة تسيرُ إلى ربِّك، يُوشِكُ أنْ تبلغَ. فقال الرجل: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. فقال الفضيلُ: أتعرف تفسيرَه؟ تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ فمن عَلِمَ أنَّه لله عبد، وأنَّه إليه راجع، فليعلم أنَّه موقوفٌ، ومن علم أنَّه موقوف، فليعلمْ أنَّه مسؤول، ومن عَلِمَ أنَّه مسؤولٌ، فليُعِدَّ للسؤال جواباً. قال الرجل: فما الحيلةُ ؟ قال: يسيرة. قال: ما هي؟ قال: تُحسِنُ فيما بقي يُغفَرُ لك ما مضى، فإنّك إنْ أسأتَ فيما بقي، أُخِذْتَ بما مضى وبما بقي".

أيها العاقل: راقب العواقب، فالجاهل من مضى قُدُماً ولم يراقب. كم يومٍ غابت شمسه وقلبك غائب؟! وكم ظلام أُسْبِلَ سِتره وأنت في معاصي وعجائب؟! وكم أسْبَغ الله عليك وأنت على معاصيه تواظب؟! وكم صحيفة قد ملأتها بالذنوب والمَلَكُ كاتب؟! وكم أنذرَك الموت يأخذ أقرَانك من حولِك وأنت ساهٍ ولاعِب؟!

فيا من بدنياه اشتغل *** وغرّه طول الأمل
الموت يأتي بغتة *** والقبر صندوق العمل

فكنْ عاقلا، وكنْ مستعدا، "اغتنم شبابك قبل هرَمك، وصحّتك قبل سقمك، وغِناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".

اللهم وفقنا للصالحات قبل الممات، وأرشدنا إلى استدراك الهفوات من قبل الفوات، وألهمنا أخذ العدة للوفاة قبل الموافاة، ونجنا يوم العبور على الصراط يا رب الأرض والسموات.

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

طول الأمل من كيد الشيطان ووساوسه؛ به يَستدرج الإنسانَ ويُغويه ويُنسيه، وهو أول حيلة اتخذها لإغواء الإنسان وإيقاعه في المعصية، جاء إبليس إلى آدم -عليه السلام- وهو في الجنة فأقسم له أنه له من الناصحين، وأخبره أنه سيدله على شجرة إن أكل منها لا يفنى عمره ولا يبلى ملكه: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى) [طه: 120]، وفي آية أخرى: (وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ) [الأعراف: 20 - 22].

وكم من الناس أغواهم الشيطان بطول الأمل فصدّهم عن السبيل وأوقعهم في الضلالة؛ قال تعالى: (إِنَّ الذِينَ ارْتَدّوا عَلَى أدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ) [محمد: 25]، قال الحسن البصري -رحمه الله-: "أي زيَّن لهم الشيطانُ الخطايا، ومدَّ لهم في الأمل" (الجامع لأحكام القرآن: 16/249).

يَعِدُ الإنسانَ بالوعود الكاذبة، ويُمنِّيه بالأماني الخادعة، ويشجِّعه على الانغماس في الشهوات، والوقوع في المحرَّمات، واللهث وراء الملذات؛ كما قال تعالى عنه: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلا غُرُورًا) [النساء: 120]، لِذا قال بعض السّلف: "إيّاك وسوف، فإنّها من جند إبليس!".

طول الأمل يَشغل عن العمل؛ فمن طال أمله ساء عمله، ومن ألهاه أمله أخزاه عمله، ومن طال أمله استعبدته الدنيا وشغلته بزخارفها وشهواتها حتى يرحلَ عنها من غير زاد، ومن طال أمله انحرف عن الطريق وزاغ عن السبيل؛ لأنّ طول الأمل يجرّ إلى التّسويف، وتعطيل الصّالحات، وتأخير التّوبة عند عمل السّيّئات، والتماطل في ردّ الحقوق، وغير ذلك من المساوئ والقبائح.

ومَثَلُ مَن يُطيل الأملَ ويَقعُدُ عن العمل، والآخَرُ المتأهِّب المُستعِد، كمثل قومٍ في سفر، نزلوا قرية، فمضى المتأهِّب الحازم المستعِد فاشترى ما يَصلح لتمام سفره، وجلس متأهبًا للرحيل، أما المُفرِّط فإنه يقول كل يوم: سأتَأهَّبُ غدًا أو بعد غد؛ حتى أعلنَ أميرُ القافلة الرحيل، فرَحل من غير زاد، قال أبو محمّد بن عليّ الزّاهد: خرجنا في جنازة بالكوفة وخرج فيها داود الطائيّ، فانتبذ فقعد ناحية وهي تدفن، فجئت فقعدت قريبا منه فتكلّم فقال: "من خاف الوعيد قصُرَ عليه البعيد، ومن طال أمله ضعُف عمله، وكلّ ما هو آت قريب. واعلم أنّ أهل الدّنيا جميعا من أهل القبور إنّما يندمون على ما يُخلّفون ويَفرحون بما يُقدّمون. فما ندم عليه أهلُ القبور أهلُ الدّنيا عليه يقتتلون، وفيه يتنافسون، وعليه عند القضاة يختصمون".

طول الأمل من أسباب الشقاء والهلاك؛ لذا حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من عواقبه؛ فيما رواه الطبرانيّ وابن أبي الدّنيا بسند حسن عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عَنِ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "نَجَا أَوَّلُ هَذِهِ الأمَّةِ باليَقِينِ وَالزُهْدِ، وَيَهْلِكُ آخِرُ هَذِهِ الأمَّةِ بالبُخْلِ وَالأمَلِ".

وفي مقابل ذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقصر الأمل وعدم التعلق بالدنيا والانشغال بها، وربّى على ذلك صحابته الكرام، وتواصى على ذلك الصالحون.

وقصر الأمل هو الاستعداد للرحيل في أي وقتٍ وحين، أن يكون العبدُ دائما متأهِّبًا مستعدا؛ لِعلمِه بقرْب الرحيل، وسرعة انقضاء مدة الحياة.

وهو من أنفع الأمور للقلب؛ فإنه يبعث على حسن اغتنام فرصة الحياة التي تمرّ مرَّ السحاب، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي، فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل" (أي كن في الدنيا كالغريب الذي لا يتعلق ببلد الغربة ولا يطمئن إليها، وإنما همه أن يقضي حاجته ويعود إلى بلده، أو كالمسافر الذي لا يجد راحته ولا طمأنينته في السفر، وإنما هو دائم السير بجد وصبر حتى يبلغ مقصوده) وكان ابنُ عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" (رواه البخاري)، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: نام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حصير فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء؟ فقال: "ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" (رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"، ورواه أحمد وابن حبان عن ابن عباس -رضي الله عنه-)، ويقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "لا يَطولنّ عليكم الأمد، ولا يُلهينّكم الأمل، فإنّ كلّ ما هو آت قريب، ألا وإنّ البعيد ما ليس آتيا"، ويقول عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في خطبته: "لا يطولنّ عليكم الأمد فتقسوَ قلوبكم وتنقادوا لعدوّكم، فإنّه والله ما بَسط أملا من لا يدري لعلّه لا يُصبح بعد مسائه ولا يُمسي بعد صباحه، وربّما

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).

فَإِذَا كَانَتْ شِدَّةُ الْحَرِّ فِي الصَّيْفِ تُشْعِلُ الْغَابَاتِ، وَتُلْجِئُ النَّاسَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فِرَارًا مِنَ الْحَرِّ، وَيَخْرُجُونَ بِسَبَبِهَا مِنَ الْبِلَادِ الْحَارَّةِ إِلَى الْبَارِدَةِ، وَحَرُّ الدُّنْيَا مَا هُوَ إِلَّا نَفَسٌ وَاحِدٌ مِنْ أَنْفَاسِ جَهَنَّمَ، وَالنَّفَسُ هُوَ الْهَوَاءُ الْقَلِيلُ يَخْرُجُ مِنَ الشَّيْءِ، فَكَيْفَ إِذًا بِنَارِ جَهَنَّمَ؟ وَكَيْفَ بِحَرِّهَا؟ وَكَيْفَ بِحَمِيمِهَا؟ وَكَيْفَ بِيَحْمُومِهَا؟ وَكَيْفَ بِآنِهَا؟ وَكَيْفَ بِشَوْبِهَا؟ وَكَيْفَ بِهَا كُلِّهَا وَمَا فِيهَا مِنْ أَنْوَاعِ النَّكَالِ وَالْعَذَابِ؟ نَعُوذُ بِاللَّهِ -تَعَالَى- مِنْهَا.

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَخْبَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، وَهُوَ غَلَيَانُهَا وَشِدَّةُ حَرِّهَا وَلَهَبُهَا وَانْتِشَارُهَا؛ لِيَتَذَكَّرَ الْمُؤْمِنُ بِحَرِّ الدُّنْيَا نَارَ جَهَنَّمَ؛ فَيُبَاعِدَ عَنْ أَسْبَابِ دُخُولِهَا، وَيُبَادِرَ إِلَى أَسْبَابِ النَّجَاةِ مِنْهَا، فَمَنْ لَهُ قُدْرَةٌ عَلَى تَحَمُّلِهَا؟!

وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ نَارَ الدُّنْيَا لَيْسَتْ إِلَّا جُزْءًا يَسِيرًا بِالنِّسْبَةِ لِنَارِ جَهَنَّمَ، أَعَاذَنَا اللَّهُ -تَعَالَى- مِنْهَا وَوَالِدِينَا وَالْمُسْلِمِينَ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قَالَ: فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ ‌بِتِسْعَةٍ ‌وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ)، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: "أَنَّهُ لَوْ جُمِعَ كُلُّ مَا فِي الْوُجُودِ مِنَ النَّارِ الَّتِي يُوقِدُهَا بَنُو آدَمَ لَكَانَتْ جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ جَهَنَّمَ الْمَذْكُورَةِ".

وَفِي شِدَّةِ الصَّيْفِ تَعْتَزُّ الْمَنَاطِقُ الْمُرْتَفِعَةُ عَنْ سَطْحِ الْبَحْرِ حَيْثُ الْبُرُودَةُ وَالْأَمْطَارُ وَنَسَائِمُ الْهَوَاءِ الْبَارِدِ، وَتُهْجَرُ الْبُلْدَانُ الْمُنْخَفِضَةُ لِشِدَّةِ الْحَرَارَةِ فِيهَا، وَفِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إِخْبَارٌ عَنْ جَهَنَّمَ، وَأَنَّهَا مَعَ سُفُولِهَا عَمِيقَةٌ جِدًّا، لَا يَخْطُرُ بِبَالِ أَحَدٍ مَدَى عُمْقِهَا وَضِيقِهَا؛ (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي ‌سِجِّينٍ)[الْمُطَفِّفِينَ:7]، وَسِجِّينٌ هُوَ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ السُّفُولِ وَالضِّيقِ، وَقَالَ تَعَالَى: (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ ‌سَافِلِينَ)[التِّينِ:5].

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً فَقَالَ: تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ ‌مُنْذُ ‌سَبْعِينَ ‌خَرِيفًا، فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ، الْآنَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا"، وَفِي رِوَايَةٍ: "هَذَا وَقَعَ فِي أَسْفَلِهَا، فَسَمِعْتُمْ وَجْبَتَهَا"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ). وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ، وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ جُمْجُمَةٍ، أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ، لَبَلَغَتِ الْأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ، لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا أَوْ قَعْرَهَا"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ).

(رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا ‌عَذَابَ ‌جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)[الْفُرْقَانِ:65-66].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------------------------------


الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

هل تريدون دفع الكوارث.. والسلامة من الحوادث.. والأمن من الفتن والمحن؟... عليكم بالاستغفار؛...قال تعالى:((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )).. [الأنفال: 33].

وقال صلى الله عليه وسلم:
((من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل همٍّ فرجًا ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب))..
[أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب: في الاستغفار «1518»، وابن ماجه في كتاب الأدب، باب: الاستغفار «3819].

بالاستغفار يتيسر العسير.. وتزول المصيبة،... قال شيخ الإسلام بن تيمية: « إني لأمر بالمسألة فيصعب عليَّ حلُّها, فأستغفر الله وأستغفر الله وأستغفر الله، فيفتح الله عليَّ».

وقال الله على لسان نبي الله نوح عليه السلام:
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًايُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًاوَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))...نوح.

إلهي:
ما زلتُ أُعرف بالإساءة دائمًا
ويكون منك العفو والغفران

لم تنتقصني إن أسأت وزدتني
حتى كأن إساءتي إحسان

منك التفضل والتكرم والرضا
أنت الإله المنعم المنّان

أخي المسلم: يا عبد الله، كم نصيبك من الاستغفار في اليوم والليلة... إذا كان حبيب الله ورسوله.. المغفور له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر،.. يستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة.

وها هو عبدالله بن عمر رضي الله عنه يقول:« كنا نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول: «رب اغفر لي وتُب علي، إنك أنت التواب الرحيم».

-عباد الله لنكُن ممن قال الله فيهم : (( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ )) [آل عمران: 16، 17].

-بارك الله ولكم بالقرآن العظيم...ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات البينات والذكر الحكيم...
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخُطبة الثانية👇

الحمد لله على إحسانه.. والشكر له على توفيقه وامتنانه...
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه...
وأشهد أن سيدنا محمدًا الداعي إلى رضوانه.. وعلى آله وصحبه وجميع إخوانه.

أماااابعد:
أيها الأحبةالكرام:
قال قتادة رحمه الله: «أيها الناس، إن هذا القران يدلكم على دوائكم ودائكم،.. فأما داؤكم،.. فالذنوب... وأما دواؤكم.. فالاستغفار».
وقال الحسن البصري رحمه الله: «أكثِروا من الاستغفار في بيوتكم.. وعلى موائدكم.. وفي طرقكم.. وفي أسواقكم.. وفي مجالسكم.. فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة».

عباد الله: الاستغفار ليس للعاصين فقط،... بل لأصحاب الطاعات،...فالمصلون.. بعد إتمام الصلاة الخاشعة المطمئنة،.. يستغفرون من كل نقص وزلل في الصلاة،...فمن السنة أن يقول المصلي عقب الصلاة...
(أستغفرالله..أستغفرالله..استغفرالله)..
وبعد رحلة الحج والطواف والسعي ورمي الجمار. قال جل شأنه: (( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [البقرة: 199].

الاستغفار والتوبة.. استجابة لله لما أمرنابه سبحانه وتعالى؛ حيث قال: (( وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [البقرة: 199]...

-وقال تعالى: (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )) [آل عمران: 133]،..

وقال تعالى: (( أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [المائدة: 74].

والمغفرة من الله والتوبة أيها الإخوة.. لا يرجى الحصول عليها أو قبولها.. إلا بالإقلاع عن الذنب أولًا ..ثم عمل الطاعات.. وتقديم الصدقات.. والاستمرار على ذلك، -وقد قيل: استغفار بلا إقلاع - يعني عن الذنب - توبة الكذابين.
ويقول ربنا سبحانه:
(( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى )) [طه: 82]،...

-واعلموا أيها المسلمون.. أنه لا بُد من التوبة النصوح.. وعدم الإصرار على الذنب،.. وقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار... وهو دعاء.. من قاله حين يصبح ثلاثًا،.. فمات من يومه دخل الجنة،.. ومن قاله حين يصبح فمات من ليلته دخل الجنة:((اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت))...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
خطبةجمعةبعنوان👇

(أهميةالإستغفار..عندالعطاءوالإقتار)

🕌🕌🕌🕌🌿🕌🕌🕌

الحمد لله ذي الرضا المرغوب... يعفو ويصفح ويغفر الذنوب...

يملي ويمهل.. لعل العاصي يتوب... يعطي ويرضى ويحقق المطلوب...يُطعم ويَسقي ويستر العيوب... يغني ويشفي ويكشف الكروب...

-نحمده تبارك وتعالى.. حمدًا هو للذات العلية منسوب...
ونسأله السلامة فيما مضى وما سوف يأتي من خطوب...

-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له... ذو الجناب المرهوب...خلق السموات والأرض في ستة أيام وما مسه من لغوب.... يضل من يشاء، ويهدي من يشاء، ويقلب الأبصار والقلوب...قدر الأرزاق وفق مشيئته فمن الناس ممنوح ومسلوب..

نجَّيتَ يا ربّ موسى حينما انطلقا
من بطش فرعون لما بحرُك انفلقا

ونحن يا رب حيرى فاجْلُ كربَتَنا
إنا نخاف إذا لم تُنْجنا الغرقا

لنا مِن الهمِّ ما نرجو إزالتَه
ومَن سواك يزيل الهمَّ والقلقا؟!

وأنت يا رب ذو عفو ومغفرةٍ
فجد علينا بفتح يسبق الفلقا

وهبْ لنا رحمة هيئ لنا رَشَدا
مِن أمرنا واكفِنا مِن شرِّ ما خلقا

-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا..محمدًا عبده ورسوله.. ذو المقام الموهوب...

وصفه ربه بمكارم الأخلاق، وجعل باتباع سنته.. تتسع الأرزاق،..والأمر بحبه على الوجوب...
أول من يسجد على البساط... وأول من يجوز على الصراط.... والكل من الهول مكروب...
صاحب الشفاعة العظمى... وله المقام الأسمى...وبالصلاة عليه تنفرج الكروب...

اسمٌ على مرّ الزمانِ مُخلّدُ
طابت أرومتهُ وطاب المحتدُ

ما جاء كلا أو يجيء كمثلهِ
ذاك الرسولُ الهاشميُ محمدُ

في يوم جمعتكم بكلِّ حياتكم
صلوا عليه وسلموا وبهِ اقتدوا

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه عدد الرمال والحصى... وكلما أطاعه عبد أو عصى... ونور بصلاتنا عليه بصائرنا والقلوب...

-أمااااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]...

-أيها الاحبةالكرام:
سنقف وإياكم في هذه الدقائق.. مع مفتاح من مفاتيح الرزق، .. مفتاح من مفاتيح البركة،.. ومن مفاتيح التوفيق والرحمة، هل عرفتموه؟

إنه (الاستغفار).. مع الاستغفار والمستغفرين، الاستغفار وطلب المغفرة.. هما.. غاية كل مؤمن، وهما.. دعوة الأنبياء.. ومطلب الصديقين.. وأُمنية المذنبين والتائبين.

-الاستغفار.. تضمنتهُ دعوة الرسل جميعًا لأقوامهم،..ومن ذلك قوله تعالى: (( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ )) [هود: 61]...

ولقد حثنا المصطفى صلى الله عليه وسلم: على الاستغفار والتوبة، فقال: «أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروا، فإني أستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة، وفي رواية: سبعين مرة»؛ [رواه البخاري].

-الاستغفار... خُلق الأنبياء والصالحين،... ما إن يقعوا في ذنب أو معصية،.. إلا ويسارعوا بالتوبة والاستغفار؛.. قال تعالى: (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ )) [آل عمران: 135].

يقول سبحانه عن استغفار أبينا آدم وزوجه.. بعد أن أكلا من الشجرة:(( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) [الأعراف: 23].

ويذكر لنا استغفار نبيه موسى عليه السلام... يوم قتل القبطي خطأً:(( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) [القصص: 16].

وأمر الله نبيه المصطفى بقوله: (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ )) [محمد: 19].

بل بعد فتح مكة ودخول الناس في الإسلام، أمره الله بحمده واستغفاره؛ قال تعالى: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3].

عباد الله: لماذا نستغفر الله؟ نستغفر الله؛ لأننا أصحاب خطايا وذنوب، ((فكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)).

-أيها الأحبة:
*كل واحد منا يراجع نفسه* ..قدتكون أخطاؤنا فادحة ونحن لانعلم...
قدنكون من أعوان الظلمة..أو من الظلمةأنفسهم ونحن لانعلم...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وهذا الحديث فيه ضعف لكن تكفي الآية وحديث أبي موسى المتقدم وهو في الصحيحين وفيهما بيان قربه سبحانه وتعالى مع علوه.

ـ ومن المخالفات في الاستسقاء أن بعض الناس يذبحون ذبيحة في المصلى وهذا الفعل بدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله.
وقد جاء في الصحيحين َأنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ».

وفي رواية لمسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ».
ويكون هذا الفعل بدعة إذا كانت الذبيحة لله ,أما إذا كانت الذبيحة لغير الله من الجن أو غيرهم كما يفعله بعض الناس فهذا شرك أكبر مخرج من الملة.

فقد ثبت في صحيح مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علي وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ».
واللعن هو الطرد من رحمة الله.
والمشروع في الاستسقاء هو الدعاء والذكر والصلاة والاستغفار.

ـ ومن أسباب انقطاع الغيث نسبة المطر إلى غير الله كالنجوم والأنواء وهذا من الشرك وهو من كفران النعم وكفر النعمة مؤذن بزوالها بينما شكر النعمة من أسباب بقائها وزيادتها.

قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد}[إبراهيم:7]
والمطر من أعظم النعم التي يجب شكرها فمن شكر هذه النعمة نسبتها إلى الله ومن كفرها نسبتها إلى النجوم والأنواء.

فقد روى البخاري ومسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مطرنا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ ".
وقال تعالى: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُون * وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُون }[الواقعة:81-82]

ذهب بعض المفسرين في تفسير هذه الآية أن من معانيها نسبة المطر إلى النجوم، وهو قول بعض الناس: مطرنا بنجم كذا.
قال ابن كثير رحمه الله: يقول قائل: مطرنا بنجم كذا ...، وقال مجاهد: قولهم في الأنواء مطرنا بنوء كذا وبنوء كذا يقول: قولوا هو من عند الله وهو رزقه. اهـ .

فيا عباد الله :إن هذه النجوم والفصول والكواكب ليس لها علاقة بالمطر وليست سببا في نزوله, إنما المطر من عند الله ينزله متى شاء وفي أي زمن شاء ,وعلى من شاء من خلقه ,على حسب حكمته وعلمه بمصالح عباده .

فلا تجوز هذه الاعتقادات الباطلة التي قد يعاقب الله العباد بسببها بالقحط وربما يعاقبهم بما هو أعظم من هذا ,فمن كان يعتقد هذه الاعتقادات فليستغفر الله وليتب إليه ,فهذه الأنواء والنجوم ليست هي المؤثرة في نزول المطر وليست سببا في نزوله بل هي ظرف ينزل الله المطر فيها فقد ينزل الله المطر في هذا النجم الذي يعتقد الناس فيه وقد لا ينزل وقد ينزل الله المطر في الوقت الذي يئس الناس من نزول المطر فيه ,فلله الحكمة البالغة والحجة الدامغة ,فالأموركلها بيده سبحانه فهو الذي يعطي وهوالذي يمنع وهوالذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ,ويفعل ما يشاء لحكمة ,لا يسأل عما يفعل ولا اعتراض على حكمه ولا تسخط على قدره ولا راد لقضائه سبحانه لا إله إلا هو.
ولا يجوز اليأس من رحمته والقنوط من فضله قال تعالى: { إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون}[يوسف:87].
وقال تعالى: {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّون}[الحِجر:56] وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيد} [الشورى:28]

يداه ملأى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار"بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ"الآية [المائدة : 64] وهو القائل سبحانه: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون}[الذاريات:22] .
قال ابن كثير رحمه الله: "وفي السماء رزقكم" أي: المطر. اهـ .

اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا, اللهم اسقنا الغيث وآمنا من الخوف ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث ولا تهلكنا بالقحط والسنين اللهم ارحم الأطفال الرضع والبهائم الرتع والشيوخ الركع اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعله السفهاء منا اللهم اسقنا غيث الرحمة إلى أوطاننا وغيث الإيمان إلى قلوبنا اللهم اجعله سقيا رحمة لا سقيا عذاب اللهم لا

Читать полностью…
Подписаться на канал