قناه دعوية تعليمية لإعداد الداعيات ومهارات وفنون التعامل مع طبائع الناس المختلفة
وحملني الزملاء إلى أقرب مستشفى حيث عالجني الأطباء وخرجت وفسرت الأمر بالإجهاد ..لكني بعدها بدأت أشعر بخمود غريب في جسمي , فذهبت إلى طبيب وبدأت دورة لا تنتهي من التحاليل والأشعات والفحوص وبعدها طالبني الأطباء بعدم الإجهاد وبالعمل بنصف طاقتي وبالالتزام بنظام غذائي وعلاجي مستمر .. والتزمت بتعاليم الأطباء إلى أن تكررت نوبات المرض وتلاحقت فقررت الشركة إيفادي للعلاج بالخارج .
وسافرت وحيدا ودخلت المستشفى وبدأت العلاج .. حتى جاء الموعد الذي سيبدي فيه الطبيب الكبير رأيه النهائي في حالتي فوجف قلبي لأن الأطباء في هذه البلاد لا يجاملون المريض ولا يعرفون الاعتبارات العاطفية التي تمنع أطباءنا من مصارحة المريض بحقيقة حالته .. وأرهفت أذني له فإذا به يصارحني ببساطة بحقيقة مرضي الذي أشفق الأطباء في مصر من مصارحتي به .. وبحثت عن صوتي لأسأله عن مدى سوء الحالة فأجاب بنفس الواقعية القاسية وبكلمات مقتضبة : أنها متأخرة جدا !
ثم طالبني بالبقاء تحت إشرافه 3 أسابيع إن استطعت أو بمتابعة العلاج مع أطبائي في مصر وهكذا سمعت حكم الإعدام الوشيك بأذني يا سيدي فغرقت في حزن عميق ثم قمت للصلاة في غربتي , واتصلت برئيسي في العمل وأبلغته فتأثر بما سمع .. وطلب مني البقاء تحت إشراف الطبيب والعودة بعد 3 أسابيع فمضت علي الدقائق ثقيلة وأنا سجين في أفكاري .. أتحاور مع نفسي وتتوالى الخواطر والصور على مخيلتي فأرى ابنتي وزوجتي وأبي وأمي وشقيقاتي وأتخيل وقع الخبر عليهم , بل وأرى زوجتي السابقة بجمالها الحزين وفستانها الأبيض يوم الطلاق .. وأتساءل هل سامحتني حقا أم أن مراراتها ما زالت في الأعماق فنالني من ظلمي لها ما نالني .. وأقترب في هذياني وحواري الباطني من حافة الخطر أحيانا فأتساءل _أستغفر الله_ لم إذن أنجبت إذا كان الرحيل مقدرا سريعا هكذا ؟ ! ...
هل لأترك زهرتي الجميلة لليتم قبل أن تتم عامها الخامس ! وما دام كل شيء بقضائه وبقدره .. لماذا لم يلهمني الله أن أبقي على زوجتي الأولى فأخفف من ذنوبي ومن همي بأمر طفلتي وأرحل خفيفا وحيدا بلا خسائر أخرى !
إنني أعرف أن الأعمار بيد الله وحده لكني أهذي وحيدا في غربتي وأحتاج إلى من يسمع تساؤلاتي ويجيب عنها فهل تستطيع ؟
ولكاتب هذه الرسالة أقول
كل إنسان يا صديقي مكتوب عمره بين عينيه هكذا جاء في المرويات أن الله سبحانه وتعالى قد أبلغ آدم حين أمره بالهبوط من الجنة . فلا تزد من أشجانك بهذه الخواطر الحزينة التي تعين مرضك عليك .. ولا تساعدك على مقاومته .. والإنسان قد تؤذيه هواجس نفسه أحيانا بأكثر مما تستطيع أمراض جسمه .. فأعن نفسك على مرضك ولا تسل عما لا تعلم ولا تملك من أمره شيئا فما أنت من جئت من عالم الغيب بهذه الزهرة الجميلة إلى الحياة وما أنت من اخترت لزوجتك الأولى ألا تنجب , ولا أنت تستطيع أن تجزم بأن زواجك منها لو استمر لم يكن ليحقق أمل الإنجاب لكما بعد حين فتأتي إلى الدنيا زهرة أخرى ربما في نفس الموعد .. وإنما قدر الله في كل الأحوال وكما شاء فعل .. ولا يسأل جل شأنه عما فعل وتجارب الحياة تعلمنا أننا إنما نفر من قضاء الله دوما إلى قدره لهذا نعيش حياتنا ونحن نعرف دائما أن الستار الأخير قد ينزل عليها في أي لحظة .. ولا يمنعنا ذلك من أن نحيا ونستمتع بأيامنا ونخطط للمستقبل ونزرع الأشجار أملا في أن نقطف ثمارها لهذا فلابد دائما من الأمل في رحمة الله وعدالته .
وهناك دائرة مجهولة يعجز طب الأطباء عن الاقتراب من حدودها هي دائرة الغيب الذي لا يعلمه سواه . وكم كذّب الغيب نبوءات الأطباء وعلم العلماء .. فلنثق إذن في أن من منحنا هبة الحياة هو وحده من يقدر على أن يستردها حين يشاء وأنه لا يصرح بعلمه هذا لغيره .
فهون عليك يا صديقي فربما تكون أطولنا عمرا ! وتخفف من إحساسك بالذنب لكيلا يتحالف مع أدواء جسمك عليك وأنت في النهاية وإن ظلمت زوجتك الأولى لست أول من ظلم قلبا أحبه جريا وراء أمل الإنجاب ولن تكون آخرهم وإحساسك هذا بالذنب رغم بعد الذكرى دليل جديد على نفسك الطيبة الخيرة يضاف بكل تأكيد الى سجلك النبيل في بر أبويك ..ورعاية شقيقاتك وهو سجل لا يضيع أجره عند من لا تضيع عنده الودائع وبعد كل ذلك فإنك لو أردت أن تبرئ ذمتك وتهدئ خواطرك مما تحسه من ذنب تجاه زوجتك الأولى فإني أنصحك بأن تكتب إليها من غربتك سائلا إياها الصفح الجميل عما جرت به المقادير بعد أن انقضى الآن كل شيء وسحب النسيان عليه ذيوله أو خفف على الأقل من مرارته , وكلي ثقة أنها لن تضن عليك به لأن من أحب إنسانا حبا حقيقا ذات يوم لم يكرهه ولو أساء إليه أو ظلمه ولم يرج له ضررا أو سعد بما يناله من آلام الحياة , فالحب الحقيقي قد يخمد وقد تذبل أوراقه ويموت كما تموت الورود لكنه يبقى دائما من أريجه القديم نفحة لا تسمح له أبدا بأن يتحول ذات يوم إلى كراهية حاقدة مدمرة ..فاطمئن تماما إلى أن قلبها الأبيض مثل ثوبها سوف يغفر لك ما جرى ..
قصة 🍒(الثوب الابيض)🍒...
يوم الطلاق بثوب الزفاف ....
قصة حقيقة للدكتور عبد الوهاب مطاوع
من بريد الجمعة
أكتب إليك من إحدى العواصم الأوروبية لأوري لك قصتي بعد أن شاركت قراءك همومهم طوال السنوات الماضية . وخصوصا في الفترة الأخيرة التي اغتربت فيها عن وطني وأسرتي فأنا يا سيدي رجل في الرابعة والأربعين من عمري , نشأت في أسرة بسيطة ابنا لأب موظف بالحكومة وشقيقا وحيدا لثلاث فتيات يصغرنني وما إن تخرجت في إحدى الكليات العملية وعملت بإحدى شركات القطاع العام حتى أحيل أبي للمعاش وانخفض دخله للربع بعد حرمانه من الموارد الإضافية فوجدت نفسي مسئولا عن الأسرة وعن شقيقاتي الصغيرات اللاتي رضعت حبهن منذ طفولتي , وتمتعت دائما بحبهن واحترامهن ..
ويوم قبض أبي معاشه الأول رأيته جالسا مع أمي يحاولان تدبير حياتنا بالمبلغ الصغير وملامح الانكسار تعلو وجه أبي , فلم أطق أن أراه مهزوما فتقدمت منه وقبلت يده وقلت له لقد أحسنت إلي كثيرا وحرمت نفسك من كل شيء في الحياة لتعلمني وجاء دوري لأرد لك الجميل , فاعتبرني من الآن مسئولا عن شقيقاتي ولا تشغل نفسك بأمرهن , وأخرجت راتبي كاملا وكان وقتها أربعين جنيها وأعطيته لأمي فحاول أبي الاعتراض مذكرا إياي بأني شاب وسوف أتزوج ذات يوم , فطمأنته ورجوته ألا يفكر إلا في نفسه وصحته , ولم أقبل من راتبي سوى خمسة جنيهات لمواصلاتي ونثرياتي وتركتهما ودعاؤهما يلاحقني بأن يبارك الله لي في صحتي وعملي وشبابي وخرجت منتشيا بهذا الدعاء إلى لقاء صديق في المقهى القريب فو الله ما جلست معه ساعة حتى جاءني صديق ثالث يعرض علي أن أعمل رساما هندسيا في مكتب عمه الذي يبحث عن شاب مجتهد ليعمل معه ساعات مقابل ثلاثين جنيها , فقمت معه إليه , وتسلمت عملي في نفس الليلة وعدت لبيتي وفي جيبي عشرة جنيهات من أجري , أصر صاحب المكتب على أن يعطيها لي في أول لقاء .
وواجهت الحياة متفائلا رغم ثقل المسئولية ونظمت وقتي بين عملي الحكومي وعملي الحر في المساء وخصصت لشقيقاتي مصروف يد خمسة جنيهات لكل منهن بعيدا عن مصروف البيت الذي لا يتحمل هذا الترف ..
ومضت حياتنا هادئة رغم الصعوبات وواصلت شقيقاتي تعليمهن بنجاح وكنت مدرسهن وصديقهن ومستشارهن في كل ما يعرض لهن من أمور .. حتى أمور العاطفة .. وأشعرتهن دائما بثقتي فيهن وبجدارتهن بهذه الثقة .. فلم يخذلنني أبدا وتخرجت كبرى شقيقاتي وحصلت على تقدير متفوق بفضل اجتهادها وسهري معها للصباح في ليالي الامتحان .. وعملت بعد شهور من تخرجها وجاءنا من يطلب يدها فتمت خطبتها وساهمت في تجهيزها بكل قرش كسبته خلال السنوات الماضية وزففناها إلى زوجها بشكل كريم يتناسب مع إمكاناتنا .. وواصلت كفاحي مع الشقيقة الوسطى حتى تخرجت في كلية نظرية بعدها بعامين وتزوجت هي الأخرى وخلا بيتنا إلا من الصغرى التي كانت قد وصلت إلى السنة الثانية في كليتها وجلست التقط أنفاسي بعد زواج الشقيقتين .
فجاءني أبي يقول لي أنه آن الأوان لأن أفكر في الزواج قبل أن يفوتني القطار ..وكنت في حاجة فعلا لذلك فقد قاربت الثلاثين ولم أفكر في الارتباط بأي إنسانة .. وكنت قد ترقيت في عملي بالقطاع العام وتضاعف راتبي كما تضاعف أجري من المكتب عدة مرات , وزاد دخلي منه بما بدأت أنفذه لحسابي من أعمال يخصني بها صاحبه .. وسألت نفسي إذا كنت أستطيع الزواج فأين هي شريكة العمر .. وأحست أمي بما يدور داخلي فأبلغتني بأن عروسي جاهزة وأنها متيمة بي , لكن هموم الحياة قد شغلتني عن ملاحظة عيونها الهائمة .. وسألتها عنها فعرفت أنها صديقة صغرى شقيقاتي التي تزورها كثيرا وتبدي لي الود فعلا ولم أنتبه إليها من قبل .. ووجدت نفسي أفكر فيها , إنها تصغرني بتسع سنوات وجميلة جملا أخاذا كشقيقاتي الثلاث ومن أسرة صديقة طيبة .. وسرعان ما أحببتها .. وتمت خطبتي عليها فانفجر ينبوع حبها الصامت لي منذ 3 سنوات متدفقا , وكانت زميلة شقيقتي في الكلية فأصبحت جلسات المراجعة تضمنا نحن الثلاثة , وحين وصلت إلى السنة النهائية من كليتها قررت أن نتزوج وأن تواصل دراستها وهي زوجة , وتم الزواج فعلا وأقمت في شقة صغيرة حصلت عليها عن طريق عملي , وتخرجت زوجتي وشقيقتي في يوم واحد , وانتهت بذلك مسئوليتي العائلية تماما فيما عدا مساعدتي الشهرية الصغيرة لأبي وقسط " الجمعية " الذي أدفعه لأمي لتجهيز شقيقتي الصغرى للزواج عندما يأتيها النصيب , ولم يتأخر حظها طويلا فلقد عملت وخطبت لزميل في العمل .. وتزوجت بعد عامين وفي يوم زفافها اكتمل شملنا جميعا : شقيقاتي وأزواجهن وأنا وزوجتي وأحسست بالرضا عن نفسي أن وفقني الله لأداء مسئولياتي العائلية وخجلت حين طلب أبي من صهر شقيقتي الصغرى أن يضع يده في يدي أنا لأني –كما قال- أبوهن الحقيقي .. ورفضت بإصرار ومضت حياتنا سعيدة هادئة لا يعكر صفوها شيء نلتقي كل يوم جمعة حول أبي وأمي في شقتنا القديمة ونلتقي مرة أخرى في بيتي مساء الأحد حيث لا يعمل المكتب الهندسي ونستمتع بسهرة سعيدة يظللها الحب والتفاهم .
مساعدته لأخته التي أسهمت اسهاما مباشرا في تدبير نفقات تعليمه وتخرجه في كليته المرموقة أقل كثيرا مما كان يقتضيه الوفاء والواجب العائلي أن تكون عليه مساعدته لها, وكانت مساعدته لأخته الصغري التي تحملت مع بقية الأسرة جفاف الحياة وشد الأحزمة علي البطون لكي يصنع هو نجاحه, أقل من القليل الذي كان يرجي منه, فكيف ستكون اذن مساعدته لك لو اضطرته الظروف لها وأنت الرجل الذي يكافح بشرف ليتحمل مسئولياته.. وتؤكد له من الآن أنك لا تنتظر منه شيئا!
انه لو فعل ذلك.. لما كان ذلك تفضلا منه, وانما وفاء بحقكم عليه وقد شاركتم جميعا في صنع نجاحه, بتحملكم لقسوة الحياة سنوات عصيبة توجهت خلالها معظم موارد الأسرة إليه خلال فترة دراسته الجامعية وفيما قبل ذلك أيضا.. فما وجه العجب وقد من الله عليه بفضله في أن يعين أخا مكافحا له علي أمره ولو كان ذلك من زكاة ماله والأقربون أولي دائما بكل معروف من غيرهم!
وما هذا التعالي والجفاء والتكبر الذي يعاملكم به وكأنه قد خرق السماء طولا.. لمجرد أنه قد انتشل نفسه باجتهاده من ظروفكم البسيطة ورقي درجة من درجات السلم الاجتماعي!
وكيف تكون الأم والإخوة هم من يستشعرون هذا التكبر والغرور في أخيهم المرموق, وهم أحق الناس بحبه واعتزازه بهم وعطفه عليهم؟ ان شقيقك هذا قد يصلح لأن يكون مثلا أعلي لكم في الاجتهاد والكفاح ومغالبة الظروف القاسية للارتقاء الي حياة أفضل.. لكنه لا يصلح أبدا لأن يكون مثلا أعلي لأي أحد في البر بالأبوين وصلة الاخوة وصلة الرحم وفضيلة التواضع والفهم الصحيح لحقائق الحياة, ذلك انه اذا كان التكبر مذموما علي اطلاقه مع كل البشر تواضعا لله سبحانه وتعالي, واعترافا له بأنه وحده سبحانه وتعالي من يحق له التكبر دون بقية خلقه, فإنه علي الإخوة والأقربين ليس مذموما فقط وانما اثم كبير لأنه يمزق الرحم التي أمر الله بها أن توصل ويغرس المرارات والأحقاد في أعماق أحق البشر بصفاء نفوسهم تجاه بعضهم البعض وبتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم.
إنني أحيي فيك صفاء قلبك تجاه أخيك بالرغم مما نالك منه من مجافاة وإبعاد, لكني علي الناحية الأخري لا أفهم سر هذا الضعف الغريب في التعامل معه من جانب والدتك التي لم تجرؤ حتي علي معاتبته علي سوء استقباله لك حين زرته في بيته, ولا علي تحريمه بيته عليك وعليكم جميعا وكأنما قد خرج من جلده وأصبح شخصا آخر لمجرد تحسن أحواله الاجتماعية والمادية عنكم, ولو لامته والدتك علي هذا التجافي الذي يبديه نحوكم لما حق له أن ينكر عليها ذلك, ولو غضبت عليه وحرمته من رضاها عنه لاستحق هذا العقاب المعنوي كل الاستحقاق ولربما نغص الاحساس بالذنب تجاهكم عليه حياته, ورده الي الطريق القويم فتخلصوا جميعا من هذا الضعف والانكسار تجاهه.. وتعاملوا معه كما تتعامل الأم مع ابنها والأخ والأخت مع اخيهم, ولست أطالبكم بمقاطعته.. وحاشاي أن أنصح بقطيعة رحم وانما أطالبكم فقط بمعاتبته ومحاسبته محاسبة الأخ لأخيه والأم لابنها مهما علا قدره عن مجافاته لكم وابعادكم عنه وعن طفليه وزوجته.. كما أطالبكم أيضا باشعاره باستغنائكم المادي النهائي عنه لكي تهدأ هواجسه مادام قد رضي لنفسه ذلك فلربما يعيد النظر في موقفه منكم ويطمئن قلبه الي أنكم إنما تحتاجون اليه انسانيا فقط كما يحتاج هو اليكم عسي أن يفيق من غفلته قبل فوات الأوان ويدرك أنه مهما طاول الجبال طولا فإن مصيره في النهاية اليكم والي مقابر الأسرة في مدينتكم حيث لن يقوم به وينتحب عليه ويتلقي العزاء فيه بعد عمر طال أم قصر.. سواكم.
لقد أحنقتني رسالتك هذه وما رويته فيها من مظاهر تكبر أخيك علي أقرب الناس اليه وابعاده لهم عنه ومجافاته لهم وتغطرسه عليهم, فتساءلت أي شيء في الوجود يبرر للانسان أن يعتز بنفسه بعض هذا الاعتزاز ويستشعر الكبر والتعالي علي أهله؟
لقد روي لنا ابن القارح في رسالته الي أبي العلاء المعري التي رد عليها شاعر المعرة برسالته الشهيرة: رسالة الغفران, ان زاهد الكوفة ابن السماك قد دخل علي الرشيد وفي يده كوب من الماء يهم بشربه, فسأله الرشيد أن يعظه, فأشار السماك الي كوب الماء في يد الخليفة وقال له: أرأيت لو قدر الله عليك العطش ثم قال لك لن أمكنك من شرب هذا الكوب إلا بنصف ملكك, أكنت فاعلا ذلك؟ فقال الرشيد: نعم, فقال ابن السماك: اشرب هناك الله. فلما شرب قال له: أرأيت يا أمير المؤمنين لو قدر الله عليك فقال لك لن أمكنك من اخراج هذا الكوب إلا بملكك كله أكنت فاعلا ذلك؟, فقال الرشيد: نعم.
فقال له زاهد الكوفة: إذن.. فاتق الله في ملك لا يساوي إلا إخراج بعض الماء!
لكن الإشارة لم تخف علي أحد, وأحسسنا جميعا أن شقيقنا الأكبر الناجح لا يرانا لائقين اجتماعيا لمصاحبته في خطبة فتاة من أسرة راقية..
وأكدت الأيام لنا بعد ذلك توجساتنا فلقد مضي في بقية الخطوات بغير أن يدعونا لمشاركته فيها, إلي أن حل موعد الزفاف, فدعانا إليه, ورأينا مسكن الزوجية الذي كان قد حصل عليه قبل عامين لأول مرة وشهدنا أثاثه الجميل, وعرفنا أنه يعمل بمكتب مهني بعد الظهر, وان الله قد اكرمه علي اجتهاده ويسر له طريقه, وذهبنا الي حفل الزفاف فوجدنا انفسنا فيه غرباء لا نعرف احدا ولا يعرفنا احد وانزوينا في ركن من الصالة في خجل وانتهي الزفاف وسافرنا في الليل عائدين الي مدينتنا, ورجع أخونا وعروسه الي مسكن الزوجية..
ومضت الأيام فلاحظت امي تباعد زيارات اخي لنا.. وتعمده أن يجيء وحيدا بدون زوجته كل مرة, كما لاحظت أيضا أنه قد كف يده عن مساعدتها بأي مبلغ بحجة أنه مدين ببعض ديون الزواج..
ومضت الأيام في طريقها فأصبح العام الطويل يمضي دون ان يجيئنا أخي مرة واحدة, ودون أن يسأل عنا, وأصبحت الصلة الوحيدة بيننا وبينه هي المكالمة التليفونية كل شهرين أو ثلاثة, وحصلت أختي الصغري علي شهادتها فوق المتوسطة وأكرمها ربها بالعمل وبدأت تساعد نفسها, ثم جاءها خاطب مناسب فطلبت مني أمي الاتصال بأخي ودعوته للحضور لمقابلة الخطيب والتفاهم معه, واتصلت به في بيته, فأجابني في ضيق بأنه مشغول ولن يستطيع الحضور قبل شهر أو شهرين وأبلغت أمي الرسالة فاكتأبت وأوصتني بألا أبلغ اختي بها, وبعد ثلاثة أيام طلبت مني السفر الي القاهرة ورجاء أخي ان يرجع معي ليقابل خطيب اختي ولو لمدة ساعة فقط ثم يرجع لحياته مرة أخري, وأعطتني امي عشرين جنيها لمصاريف السفر, وركبت الأتوبيس للقاهرة وتوجهت الي بيت اخي وطرقت الباب ففتحته لي زوجته وحييتها بمرارة ففوجئت بها تسألني في تجهم من أنت؟
وصدمت للحظات لكني التمست لها العذر لأنها لم ترني سوي في يوم الزفاف, وقدمت لها نفسي, فرحبت بي في تحفظ وقادتني للصالون ثم اختفت داخل الشقة وجلست وحيدا انتظر لمدة نصف الساعة دون ان يظهر أحد, واخيرا جاء اخي مرتديا البيجامة والروب ومتجهم الوجه فتهللت لرؤيته وهممت باحتضانه وتقبيله لكن جموده منعني من ذلك, وحييته فرد التحية باقتضاب وسألني عما جاء بي فأبلغته الرسالة وأنا في قمة الحرج والارتباك فقال لي انه لم يكن هناك داع لحضوري من مدينتي لهذا الغرض وحده, وانه سيحاول اكراما لأمنا ان يأتي بعد اسبوعين, ثم سألني هل معك نقود للعودة؟ فأجبته بالإيجاب فنهض وقادني الي باب الشقة وهو يطلب مني ابلاغ تحياته لأمي واخوته, وينصحني بالسفر علي الفور قبل ان تتوقف المواصلات! وغادرت مسكنه وانا في قمة الخجل والاضطراب.
ورويت لأمي ما حدث فبكت وطلبت مني ان اسامحه.. لكني طمأنتها الي انني لست حاقدا علي أخي او غاضبا منه, لأنه اخي في النهاية.. وفي مقام والدي مهما فعل.
وجاء أخي لمقابلة خطيب اختي الصغري.. ولم تجرؤ أمي بالرغم من كل شيء علي معاتبته علي شيء لأنها ضعيفة معه واكتفت بالترحيب به, وانتهي الموقف بالموافقة علي الخطيب والاتفاق معه علي التفاصيل.
وتجرأت أمي فطلبت من أخي بعض المساعدة في جهاز اختي لأنها عملت قبل عدة شهور فقط ولم تدخر الكثير فأشار برأسه متجهما انه سيفعل ما تسمح به ظروفه.
وخلال فترة اعداد الجهاز ارسل اخي مساعدته وكانت مبلغا اقل بكثير مما توقعته أمي لكنها بالرغم من ذلك دافعت عنه بأن عليه مسئوليات كبيرة خاصة بعد ان انجب طفلا.. واقترضت امي واختي الصغري من كل اقاربنا, وقامت اختي الوسطي بعمل جمعية ادخار من اجل اختها رغم ظروفها القاسية وكثرة اعبائها كأم لطفلين, وتزوجت في النهاية وتنفسنا الصعداء وخلال ذلك كنت قد حصلت علي شهادتي المتوسطة.. والتحقت بالخدمة العسكرية وجاء تجنيدي في موقع قريب من القاهرة, فأمضيت فترة التجنيد كلها معتمدا علي ما تعطيه لي أمي من نقود قليلة وعلي ما أحصل عليه بالعمل في مقهي بمدينتنا خلال أيام الإجازات, ولم أفكر مرة واحدة في اللجوء الي أخي. وفضلت اكثر من مرة حين لا اجد وسيلة مواصلات في الليل, المبيت في محطة السكة الحديد انتظارا لقطار الصباح, علي ان اذهب الي بيته للمبيت فيه تخوفا من احراجه او من جفاء المقابلة منه ومن زوجته وانتهت فترة الخدمة العسكرية بخيرها وشرها, ووجدت عملا مؤقتا في مدينتي بمائة وخمسين جنيها في الشهر وحمدت الله سبحانه وتعالي علي ذلك خاصة وقد خلا بيت الأسرة علي وعلي امي بعد زواج الأخت الصغري, واصبح معاش امي ومرتبي كافيين لنفقات الحياة, ولقد كان من الممكن ان تستمر حياتنا هادئة لولا ان امي والأختين لا يكففن عن الشكوي من تباعد اخي الأكبر عنا.. ومرور الشهور الطويلة دون ان يسأل عنا بمكالمة تليفونية في بيت الجيران, أو يصل رحمه معنا, ودون ان نزوره بالطبع لأننا جميعا قد تعلمنا الدرس ووعيناه كما مرضت أمي
قصة ( أبواب الرحمة).
🍃قصة حقيقية 🍃
من مشاكل بريد الجمعة للكاتب
🍃عبد الوهاب مطاوع 🍃(رحمه الله)
أنا طبيب وأستاذ ورئيس أقسام الجراحة بإحدي كليات الطب الإقليمية.. ومن أصدقاء هذا الباب.. وقد قرأت رسالة (قسوة الكلمات) للشاب الطيب الذي أصيب بالمرض الخطير وأجريت له جراحة وتحسنت حالته والحمد لله واستشار طبيبه في أن يتزوج فنصحه بأن يفعل وفي أقرب وقت, وكتب إليك يسألك هل يصارح من سوف يتقدم إليها بتاريخه المرضي.. أم يكتمه عنها خوفا من الأثر السلبي المتوقع لإطلاعها عليه.. كما أشار في رسالته إلي قسوة طبيب كان يتعامل معه في بداية مرضه ومصادمته له بأشياء عن مرضه كادت تقتل فيه الأمل في الحياة, وتسد عليه أبواب الرحمة
لولا فضل الله أن اتجه إلي طبيبه الحالي الذي أعاد الأمل إلي نفسه وبشره بإمكان الشفاء وأجري له الجراحة ومضت عشرة أشهر بعدها.. وحتي الآن لم يشك من أي ألم والحمد لله.. وأريد أن أطلب من كاتب هذه الرسالة أن يهدأ بالا وأن يطمئن قلبه برحمة الله الواسعة والتي إن بلغت ظلالها أحدا من عباده فإن كل ماهو مستحيل يصبح هينا بأمر الله وكل مايعتبر من ضروب الخيال يصبح هو الحقيقة ذاتها وليسمح لي بأن أروي له هذه القصة الحقيقية من واقع تجربتي العملية في ممارسة مهنة الجراحة.. فقد ترددت علي عيادتي الخاصة في عام1991 سيد في حوالي الثلاثين من عمرها وكانت في ذلك الحين متزوجة منذ خمس سنوات ولم تكن قد أنجبت بعد, وقد جاءتني تشكو من ورم في رقبتها وبمجرد الفحص الاكلينيكي له ظهرت أمامي الصورة التي لا تخطئها عين الجراح وهي صورة أورام الغدد الليمفاوية فقمت بأخذ عينة من الورم وأظهرت نتيجة التحاليل إصابتها فعلا بورم الغدد الليمفاوية.
وقمت بتحويلها إلي أحد المراكز المتخصصة لتلقي العلاج الكيماوي وراحت بعد ذلك تتردد علي عيادتي في فترات متباعدة إلي أن سافرت الي خارج البلاد عامي1993 و1994 وبعد عودتي الي أرض الوطن وفي أحد أيام سنة1996 وخلال قيامي بالكشف علي مريضة بعيادتي كانت معها سيدة لم أعرفها لأول وهلة, وبعد انتهاء الكشف علي المريضة فوجئت بهذه السيدة المرافقة للمريضة تسألني ألا تتذكرني فأجبتها بالنفي وإذا بها هي نفس السيدة التي أخذت منها العينة منذ خمس سنوات والتي تركتها تستكمل علاجها الكيماوي فنظرت إليها باهتمام فرأيتها قد ازداد وزنها النصف تقريبا ووجهها يشع فرحة وسرورا, وعرفت منها أنها قد داومت علي العلاج الكيماوي بانتظام وإذا بها خلال تلقي العلاج الكيماوي يشاء لها الله سبحانه وتعالي أن تحمل وأن تنجب طفلا سليما معافي بالرغم من تناولها العلاج الكيماوي وإذا بالحمل يتكرر مرة ثانية بعد ذلك وتلد طفلا آخر سليما بعد أن كانت قبل المرض عقيما لا تلد!
كما كانت تعاني أيضا من آلام الروماتويد حتي أنها قبل مرضها كانت شبه قعيدة لا تقوي علي القيام بأعمال المنزل فإذا بها بعد العلاج الكيماوي لورم الغدد الليمفاوية تشفي تماما من مرض الروماتويد, وسبحان الله العظيم وهي الآن وبعد مرور عشر سنوات تعيش حياة سعيدة هانئة وكل ذلك بفضل رحمة الله التي تغمدتها ولهذا فإني أقول لكاتب رسالة الشاب إن الموت والحياة هو سر عظيم من أسرار الخالق وأنه أبدا لا يموت العليل ولا يحيا الصحيح المعافي, ولو كان الأمر كذلك ماكان هناك سر من أسرار الله وإنما قد يموت السليم وقد يعيش العليل والله تعالي يقول: وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت.
فامض ياصديقي في حياتك واستكمل علاجك وعش بالأمل في رحمة الله الواسعة وأعمل بنصيحة الدكتور عبد الوهاب مطاوع والله معك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ورد عليه الدكتور عبد الوهاب مطاوع قائلا
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
ويخلق ما لاتعلمون صدق الله العظيم..
أكانت تتصور هذه السيدة وهي مهمومة بأمر مرضها وعلاجها.. أن هذه المحنة المرضية نفسها هي مقدمة الإذن الإلهي لها بأن تحمل بعد طول انتظار وتنجب طفلا صحيحا معافي.. ثم تحمل مرة أخري ويضاعف لها ربها العطاء ضعفين فتشفي من مرضها بأمره وترزق بطفل آخر سليم وتبرأ من آلام الروماتويد المزمنة.. وتتحرك بإذن ربها حرة طليقة من قيود المرض والألم والعناء.. أوليست هذه هي الألطاف الإلهية التي تقول لنا في بعض الأحيان ماالحزن إلا مقدمة للسرر وأن من صبر واحتسب واستمسك بإيمانه بربه وتعلق قلبه بالأمل الدائم في رحمته التي وسعت كل شيء سبحانه له حسن المآل؟
إنني أشكرك علي هذه الرسالة الجميلة التي تفوح بعطر الإيمان وعبق الأمل وتحمل البشري لكل مهموم بأمره فما يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون.. وأرجو أن يشاركك الأمنيات الخيرة للشاب كاتب رسالة قسوة الكلمات, وللسيدة الفضلي بطلة هذه القصة الجميلة ولكل من يتطلعون إلي السماء بقلوبهم وأنظارهم ينتظرون البشري بانكشاف الغمة.. وتفريج الكروب.. والسلام ختام
الآخرين وباجادة فن الاقناع علي الرغم من كذبه الدائم ويسميه علماء النفس بالسيكوباتي المبدع.. وكلاهما شخصية مضادة للمجتمع ولا عهد لها ولا وفاء.. ولا شفاء أيضا من أدرانها إلا بالعلاج الطويل المرهق الذي لايؤتي ثماره إلا إذا توافرت الرغبة الصادقة لدي السيكوباتي في الشفاء وهو ما لايتحقق إلا نادرا..
وفي حالة زوجتك السابقة بالذات فإن من تتملكها مثل هذه الرغبة العارمة في الاستمتاع بمتع الحياة بلا سدود ولا قيود أخلاقية ودينية, قد يفيض اناؤها الممتليء ببعض ما فيه علي من حولها وقد تطلب السلام في حياتها الخاصة لكي تتجنب القيود التي تعوق انطلاقها لتحقيق رغباتها, وتتفادي المنغصات التي تتعارض مع رغبتها في الاستمتاع بالحياة ويعينها علي تحقيق هذا الهدف ادمانها الكذب وإجادتها لفن الاقناع, ولقد ذكرني ما رويت عن اصطفائها لخادمتها لكي تبوح لها بأسرارها المشينة وتستعين بها علي كتمانها بما قاله الأديب الأيرلندي أوسكار وايلد من أن كل امرأة تود أن يكون لها سر تتقاسمه مع من تصطفيه وتوصيه بكتمانه.. وهو قول قد يصدق علي بعض النساء والرجال, لكنه لايصدق بكل تأكيد علي الفضيلات من النساء اللاتي لا أسرار لهن ولا خوف عليهن من انكشاف أمورهن.
وهذا ما حدث في حياتك طوال السنوات الأربع والعشرين الماضية, التي كانت كما تقول في رسالتك من سنوات السعادة الخالصة! ولعلها لو كانت عكس ذلك, لأعانك هذا علي التوقف أمام التجاوزات المنذرة بالخطر التي لاحظتها عليها في مرات عديدة سابقة ولم تسمح لك هي بنعومتها وإبداعها السيكوباتي بتقديرها حق قدرها.. والتصرف في حياتك علي أساس هذا التقدير, فضلا عن أن علماء الزيولوجيا علم الحيوان يقولون لنا ان أكثر أنواع الحيات نعومة في جلودها هي أكثرها أيضا سمية وخطرا علي حياة الغير!.. ونأتي في النهاية إلي تساؤل الابن الأصغر عن قطع الرحم وأقول له مشفقا عليه مما يعانيه من تمزق واحساس مؤلم بجرح الكرامة كشاب اهتزت أمامه بعنف صورة الأم, إن الله عز شأنه الذي فرض للأم حقوقها الكاملة علي أبنائها ورفعها إلي منزلتها العالية في نفوسهم وعقولهم وضمائرهم, هو أيضا سبحانه وتعالي من فطرها في نفس الوقت علي حب أبنائها والرفق بهم والحدب عليهم وطلب سعادتهم وإعلاء مصلحتهم فوق كل اعتبار لديها, فاذا أخلت مثل هذه الأم بواجباتها الدينية والأخلاقية تجاه أبنائها وانطلقت في الحياة تطلب متعها من أي مورد كما يفعل الوثنيون الذين لم يعرفوا دينا ولم تصلهم رسالة سماوية, فلقد خرجت اذن عن فطرتها التي فطرها الله عليها وانزلت هذه الأم نفسها بيدها عن عرشها ورضيت بما تدهورت إليه من الدرك الأسفل.. ولا يحق لها كثيرا أن تتباكي علي وفاء أبنائها لهم.. لأنها لم تف هي لهم من البداية بحقوقهم عليها.
واذا كان الأمل ضعيفا بالفعل في أن تستجيب هذه السيدة لأي علاج نفسي منتظم, لأنها كما فهمت من رسالتك ترفض الاعتراف بحاجتها إليه.. ولن تصبر علي عنائه لعام طويل علي الأقل وربما عامين.. فليكن اذن قربانها لأبنائها لكي يصفحوا عما فعلت بهم ويتعالوا علي كرامتهم الجريحة كرجال هو أن تندم ندما حقيقيا وليس مزيفا علي نهجها السابق في الحياة وأن تنتظم في العلاج النفسي حيث تقيم وتلتزم بالقيم والفضائل في حياتها الشخصية فيكون ذلك مدخلا مقبولا لأن يصلها أبناؤها ويترفقوا بها.. أما أن تصر علي مواصلة سيرتها في الحياة كما هي وتطلب من أبنائها الرفق والمرحمة.. فالرد عليها في مثل هذه الحالة هو: ولماذا لم ترحم هي أبنائها الشباب وتحفظ عليهم كرامتهم ورجولتهم وسمعتهم ومكانتهم بين أقرانهم وهي تغوص في بحر الخطيئة بلا ندم؟
ان بعض الصالحين يقولون ان حرارة القلوب تذيب الذنوب وحرارة القلوب هنا هي الندم الصادق الحقيقي والرغبة الطاغية في التطهر من الإثم, فلتثبت هي أولا حرارة قلبها لكي تستحق بذلك عطف أبنائها, وليرح ابنك الأصغر ضميره مما يؤرقه في ظلم أمه هو أو شقيقه وانما كانت هي من ظلمتهما كما ظلمتك وظلمت نفسها.. ذلك بما قدمت أيديكم وان الله ليس بظلام للعبيد18 آل عمران.. صدق الله العظيم.. ولو لم يكن سقوط اعتبار مثل هذه الأم في نظر أبنائها هو العائد الطبيعي لمثل هذا الانحراف الشائن, فأي رادع آخر يمكن أن يردعها عن غيها مادامت لاتخشي الله واليوم الآخر؟
انني أطالب أبناءك فقط بألا يزجروا أمهم حين تتصل بهم رعاية لحدود ربهم وليس رعاية لها وأن يجيبوا مكالماتها بتحفظ مهذب ويتمسكوا برفض مجيئها إليهم أو سفرهم إليها كما تطلب إلي أن تقدم هي ما يثبت لهم أنها قد أنكرت سيرتها السابقة في الحياة وعدلت عنها, ولا بأس بأن يتبادلوا معها كلمات التحية المقتضبة في الأعياد والمناسبات, بل ولا بأس أيضا في أن يعينوها علي أمرها من الناحية المادية اذا كانت في حاجة لعونهم وفي أضيق الحدود قربي لربهم وإعانة لها علي إصلاح نفسها أما ظهورها في حياتهم الآن ولما تبرأ بعد من انحرافها فليس من المستحب لهما
مكان آخر فأوفر علي نفسي الموقف الحرج والفضيحة المدوية.. ورجعت إلي شقتي فأخرجت مقعدا وجلست أمام بابها أنتظر لأري هل ستأتي من أسفل فتكون خارج العمارة كلها, أم ستهبط من أعلي فتصدق الظنون ويتأكد الاتهام.. ومضت الساعات ثقيلة إلي أن سمعت صوت خطوات تقترب في الثانية والنصف صباحا وتعلق أملي اليائس بأن تكون قادمة من أسفل.. فإذا بالزوجة المصون أم الشابين اللذين يدرسان بالجامعة تهبط من أعلي وتراني في موضعي فتصاب بالذهول للحظات.. ثم تحاول تمالك نفسها علي الفور.. وتفتعل المرح والدهشة لعودتي غير المتوقعة.. وأمسك بيدها وأسحبها إلي داخل الشقة وأسألها: أين كانت حتي هذا الوقت المتأخر من الليل؟.. فتجيب في غير اضطراب انها كانت في زيارة الأسرة التي تسكن فوقنا.. وكيف أن ربة هذه الأسرة قد تمسكت بها طوال السهرة لكي تسليها في غياب زوجها!!
ولم أتمالك نفسي حين سمعت ذلك وانهلت عليها ضربا وركلا, وطلع علينا النهار ونحن علي هذه الحال, ووصل الابنان من القاهرة فظللت ثلاثة أيام عصيبة استجوبها عما حدث واسترجع كل العلامات المريبة التي كنت ألاحظها في السنوات السابقة وآخذها لسوء الحظ علي محمل سليم, وصعدنا أنا وأبنائي إلي مسكن ذلك الجار الأعزب. وأوجعناه ضربا.. فلم يجرؤ علي أن يشكونا إلي الشرطة.
وانتهي الاستجواب بأن اعترفت بأنها كانت بالفعل في مسكن هذا الجار لكن شيئا لم يحدث بينهما, وإنما جلسا في الشرفة يتبادلان الأحاديث البريئة حتي ذلك الوقت المتأخر!!
وحزمت أمري فاتصلت بأسرتها في المهجر البعيد وطلبت منها ارسال تذكرة السفر لابنتهم لأنني سأعيدها لهم, ولن أدفع لها حتي ثمن التذكرة, وفوجئت بها تقول لي في بساطة: ولماذا أطلب منها السفر وقد اعترفت بخطئها وانتهي الأمر؟!.. واجبتها لما ينبغي لمثلها أن تعرفه وهو أنها أم غير أمينة علي شرف زوجها وأبنائها وأن وجودها خطر علي معنويات هؤلاء الأبناء وأخلاقياتهم.
وسافرت إلي أهلها وهي تأمل في العودة في أقرب وقت بعد هدوء العاصفة, وراح ابني الأكبر وهو شاب مستقيم وعاقل يستجوب الشغالة عن كل ما رابه من أمر أمه وأمرها معها خلال السنوات الماضية, فإذا بها تفتح علينا أبواب الجحيم.. وتكشف لنا عن أهوال تقشعر لها الأبدان, فتروي عنها العديد من المغامرات التي كانت طرفا فيها أو أطلعتها عليها سيدتها أو طلبت مساعدتها في التستر عليه, وإذا بي اكتشف أن السيدة التي أغدقت عليها الحب والعطاء ورفعتها إلي مستوي اجتماعي لم تكن تحلم به كانت طوال سنوات ماضية تعبث بشرفي.. وتخوض مغامرات حقيرة لاتفرق فيها بين شاب في الثامنة والعشرين من عمره وبين رجل مسن فوق السبعين من عمره, وإذا بهذه الشغالة اللعينة تعترف بعلمها بثماني علاقات لزوجتي المصون مع رجال مختلفين في القاهرة والاسكندرية, بعضهم تعرفت عليهم خلال رحلة السيارة ومعها الشغالة إلي المصيف, وتبادلت معهم أرقام التليفونات.
وانهرت رغم محاولتي التماسك أمام أبنائي.. ووجدت التفسير لبعض الأحداث المحيرة خلال رحلة حياتي مع هذه السيدة, وتذكرت يوم التقيت بصديق حميم لي في محل عام ومعي زوجتي.. وكيف لاحظت بعد قليل اضطرابه وعلامات الدهشة والاستنكار تعلو وجهه وهو ينظر في اتجاه زوجتي.. وكيف شككت وقتها في أنها كانت تشير إليه من وراء ظهري أو تغمز له بعينها, ولم أجد دليلا علي ذلك خاصة أن هذا الصديق قد قاطعنا عائليا بعدها ولم يعد يظهر في مناسباتنا.
كما تذكرت أيضا كيف كنت أجلس مع صديق آخر وكل منا معه زوجته نتناول طعام العشاء, فإذا بهذا الصديق بعد قليل يصيح في زوجته طالبا منها الكف عن ركل ساقه أسفل المائدة, وإذا بزوجته تنفي بشدة أنها فعلت ذلك!.
وتذكرت.. وتذكرت.. وتذكرت.. وعجبت كيف رضيت لي هذه السيدة بكل هذا الهوان, وأنا الذي أخلصت لها الحب وأجزلت لها العطاء وأحسنت معاملتها علي مر السنين.. ماذا
كان ينقصها.. وقد كانت ملبية دائما لندائي وتبدو سعيدة بحياتها معي ومبتهجة دائما.. وتكره النكد ولا تكف عن الضحك وإثارة المرح في حياتنا..
لقد طلقتها وأنا حزين علي نفسي.. وأتساءل كيف تخفي السعادة وراءها كل هذا الجحيم.
وفوجئت عقب طلاقي لها بلوم الأهل وكثيرين من المعارف لي علي طلاقها, وقد كانت كما بدت لهم دائما السيدة الودود المحبة لزوجها وابنائها والمجاملة لأهله ومعارفه.. واللطيفة دوما مع الجميع.
وعقلت لساني في فمي.. فلم أجب علي هذه التساؤلات المستنكرة.. وكيف لي أن أجيب عليها.. هل أقول لمن يلومني إنني قد اكتشفت لزوجتي السابقة علاقات شائنة بـ8 رجال هم من اعترفت عليهم شغالتها المخلصة وكاتمة أسرارها.. وإن الله وحده هو الذي يعلم عدد الآخرين خلال24 سنة من الزواج؟
قال ابن القيم:
"فإن كمال العبد بالعزيمة والثبات، فمن لم يكن له عزيمة فهو ناقص ،ومن كانت له عزيمة ولكن لا ثبات له عليها فهو ناقص، فإذا انضمَّ الثبات إلى العزيمة أثمر كلَّ مقام شريف وحال كامل،
ولهذا في دعاء النبي الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ»
ومعلوم أن شجرة الثبات والعزيمة لا تقوم إلا على ساق الصبر"
(طريق الهجرتين: [1/401]).
(#الجائزة_الثانية)..
النكد الزوجي
🍃قصة حقيقية 🍃
من مشاكل بريد الجمعة للكاتب
🍃عبد الوهاب مطاوع 🍃(رحمه الله
أنا يا سيدي رجل في السادسة والأربعين من عمري أشغل وظيفة في الأبحاث الفنية حيث يتطلب عملي إيجاد حلول للمشاكل الفنية مما يستدعي التفكير والتركيز وإجراء عشرات التجارب وأجد متعتي في هذا العمل وأحقق فيه نجاحا طيبا والحمد لله .. لكني عاجز عن إيجاد حل لمشكلتي الشخصية مع زوجتي التي تصغرني بعشرة أعوام .. فرغم أني أحب أسرتي ولا أخرج إلا معها ومع أولادي ودائما أذهب بهم إلى المصايف والنزهات ..فهي لا تشاركني مشاكلي وحياتي واهتماماتي ولا تتحدث معي إلا نادرا ..!
وبالرغم من ارتفاع أسهم جمال وجهها الذي كان يشرق بالبسمة والمرح قبل الزواج وبعده وحتى إنجاب الأطفال, فإنها دائما عابسة مكفهرة الوجه
وصوتها عال مع كل من تتحدث معه سواء كنت أنا أو رئيسها في العمل ودائمة الشجار مع الأبناء " في الفاضي والمليان " ولا تأخذ الأمور بالمرح ..وتحول أبسط الأمور إلى مشاجرة بالضجيج والتشنج والعصبية ولا تتسامر معي أو تؤنس وحدتي أو تخفف عني متاعب العمل والتفكير , فإذا خرجنا لزيارة عائلية لأحد أقاربنا نعود فتتشاجر معي لأن " فلانا " الذي كان في الجلسة ثقيل الدم وكان يردد كلاما يقصدها به , أو لأن فلانة صافحت الجميع ما عداها وتطلب مني أن أرد لها حقها وأتشاجر مع من تظن أنه يقصدها بكلامه وإلا كنت مقصرا في حقها ومتخاذلا ولا أحميها , ثم تغلق على نفسها باب الحجرة ولا تكلم أحدا ولا تأكل ولا تشرب وتترك لي رعاية الأولاد ..بل وأحيانا تترك البيت بلا نظافة وبلا طهي للطعام سواء للأبناء أم لي عدة أيام فيبدو وكأنه بيت مهجور بل وأحيانا أيضا تنام بنفس " الفستان " الذي خرجت به وتظل مرتدية له يومين ليلا ونهارا مع أن ثمنه لا يقل عن مائتي جنيه , ثم قد ترميه بعد ذلك بلا اكتراث وهكذا كل شيء في البيت تستطيع الاستغناء عنه بلا تفكير , فأحيانا تهدي فستانها الجديد لإحدى صديقاتها .. وأحيانا تهدي الغسالة القديمة أو البانيو القديم لأي أحد بحجة أنها أشياء قديمة وتزحم البيت .
فإذا حصلت على أجازة واصطحبتها مع الأولاد إلى أحد المصايف أملا في أن نقضي بعض الأيام السعيدة أجدها محتملة يوما أو بضعة أيام .. ثم ترتد إلى النكد والعبوس والصياح الذي يصل إلى التشنج في بعض الأحيان فلا أكمل الأجازة وأعود قبل انتهائها .
وكثيرا ما نصحتها وطلبت منها أن تريحني وأن نتفاهم في كل شيء وأوضح لها الخطأ والصواب وكثيرا ما واجهتها أمام أهلها بما تفعل بلا فائدة .. ولا أجد مفرا سوى تركها على ما هي عليه والصبر عليها لأني لا أريد أن أضحي بمستقبل أولادي فأصبر لعل الله يهديها أو يحكم بيننا بالحق في الدنيا أو الآخرة لكني أضيق يا سيدي بما أحتمل في بعض الأحيان ..
وأجد نفسي بعد انتهاء عملي وبعد عناء يوم طويل غير راغب في العودة للبيت الذي لا أجد فيه راحتي ولا أجد فيه من يستقبلني ويسامرني ويشعرني بأن لي زوجة تشاركني الحياة إذ كثيرا ما تركتني أنام وأنا غاضب عليها .. وكثيرا ما تركت البيت إلى العمل وأنا غاضب من أفعالها مما عرضني أكثر من مرة لبعض الحوادث بسبب قيادتي للسيارة وأنا مغتم ومهموم ولا أكاد أرى الطريق من سوء أفعالها ..فهي دائما نكدية وغير مهتمة بنفسها وغير نظيفة رغم جمالها وغير عابئة بأي شيء فلا حنان ولا مودة ولا مشاركة ..وهي إذا أرادت شيئا ولم أنفذه لها تظل ثائرة غاضبة وصوتها عال وإذا فتحت الراديو فالصوت عال وكل اهتمامها مركز في مشاهدة الفيديو .
إن جمال زوجتي يا سيدي لم يعد يساوي عندي شيئا .. ولم أعد أحس به أو أراه لأنه يختفي تحت قبح الطباع .. ودوام النكد والعبوس .. وأرجو ألا تتصور أني مقصر في حقها .. فالحق أنني مثالي معها ومع الأبناء وآخذ الأمور بالحزم وأحيانا باللين وفي معظم الأحيان بالصبر .
لكن زوجتي لا تشعر بالمسئولية رغم أنها حاصلة على الماجستير وقد نصحتها مرارا وشكوت لها متاعبي معها فكان ردها علي هو أن أتزوج لكي أرى الفارق بينها وبين غيرها لأنها – ولا تعجب – تعتبر نفسها " مثالية " مع أني لست أول من يحكم عليها بغير ذلك وليس لها صديقات سوى اثنتين فقط , ولقد بدأ تركيزي في عملي يتأثر بما أعانيه من هموم هذه الزوجة بماذا تنصحني أن أفعل معها .. هل أسرحها بإحسان !
إنني أخشى أن أفعل ليس حبا فيها وإنما حرصا على أولادي فماذا أفعل ؟
وتزوجت أختي من هذا الشاب الفاضل بعد عام ونصف العام وأقامت معه في حي قريب, وخلا علي المسكن من الزهرة الوحيدة التي كانت تضيء حياتي بالبهجة والسرور وتخفف عني وحدتي.. وخلال انشغالها بإعداد جهازها راحت تلح علي أن أتزوج لكي نزف معا إلي عروسينا في نفس اليوم وأقيم في شقة جدتي, وعرض علي خطيبها تجديد الشقة واعادة طلائها علي سبيل القرض الحسن وإلي أن أستطيع ذات يوم رد دينه له ووعدته بالتفكير في ذلك, فإذا بأمي تظهر مرة أخري من جديد وتقول لي إن أختي قد تزوجت.. وإنني رجل أستطيع تدبير حياتي, وهي أي أمي مازالت علي قيد الحياة ولم تمت بعد لكي أرثها ولذلك فلقد قامت ببيع الشقة التي لا مأوي لي غيرها لأحد أصدقائها وقبضت الثمن ولسوف يجيء صاحبها لتسلمها غدا!
ياربي.. وأين أقيم أنا يا أمي.. ولمن أذهب؟.. وليس معي ما أستطيع به تدبير غرفة بالايجار في أي مكان؟ لا جواب! ولا جدوي من أي حديث معها.. ووجدتني مطرودا من مسكني بلا مأوي.. ولم أجد أمامي سوي أختي وزوجها الكريم اللذين لم يمض علي زواجهما سوي بضعة أيام.. فتوجهت إلي مسكنهما عند منتصف الليل وطرقت الباب في خجل.. ودخلت فرويت لهما القصة فانفجرت أختي في البكاء.. ورحب بي زوجها الطيب وطلب مني ألا أحمل هما لاقامتي معهما إلي أن تتحسن الأحوال.. وهون علي الأمر بأن الشقة كبيرة وهو يستعد للسفر للعمل في احدي الدول العربية خلال أسابيع ولا يريد أن يترك زوجته وحدها إلي أن تلحق به, فشكرته علي مشاعره وعشت معهما في مسكنهما وبعد عدة شهور سافر زوج شقيقتي إلي الخارج وبعد أسابيع أخري سافرت إليه أختي للعمل معه, وأصبحت وحيدا من جديد, ومضي عام أرسل إلي بعده زوج شقيقتي عقد عمل بالدولة التي يعمل بها فسافرت إليه وإلي أختي الحبيبة, وعملت لأول مرة في مجال تخصصي..
واستقرت بنا الحياة هناك ثماني سنوات سعيدة وهادئة تزوجت خلالها من مصرية مغتربة مثلي وأنجبت وأنجبت أختي, ثم قررنا العودة إلي بلدنا وأسسنا أنا وصهري وأختي مشروعا صغيرا وناجحا نعمل فيه كلنا معا ويحقق لنا دخلا طيبا والحمد لله. وبدأت الحياة تبتسم لنا وتعوض لنا شقاءنا ووحدتنا السابقة وفجأة ظهرت أمي في الأفق للمرة الثالثة بعد أن كنت قد نسيتها ونسيت أبي تماما, فلقد طلقها زوجها الثالث وجاءت تطلب مني مالا لأنه لم يعد لديها ما يؤمن لها قوت يومها كما تقول, ولا أعرف هل هي صادقة في ذلك أم أنها قد جاءت فقط لابتزازنا.
وإنني أسألك يا سيدي كيف أعطيها مالا وأنا لم آخذ منها شيئا؟ وهل أعطيها ما تريد باعتبارها أمي.. أم أنه من الخسارة أن أسمي مثل هذه السيدة أما؟
(رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع) :
لو ترك الإنسان نفسه لانفعالاتها البدائية لما نصحتك إلا بأن تغلق بابك في وجه هذه السيدة وبأن تطردها من رحمتك بلا ندم كما طردتك أنت وأختك من رحمتها وأنتما في أشد الحاجة إلي عونها ومساندتها.. ولكن ماذا نفعل يا صديقي ونحن مأمورون بأن نحسن صحبة آبائنا وأمهاتنا في الدنيا ولو جاهدونا علي أن نشرك بالله أحدا, ومأمورون بألا نقول لهم أف وألا ننهرهم وبأن نقول لهم قولا كريما؟
إنني أسلم معك بأن هذه السيدة ليست أما سوي بالميلاد, وأنها لا تختلف في كثير أو قليل عن أنثي الضفدع التي تبيض بيضها في المياه الضحلة فما أن يقفس عن أفراخها حتي تدعها لمصيرها تلاطم أسباب الفناء وحدها كما أعرف أيضا أنها لا تستحق التكريم ولا الرعاية ولا العطف.. وأنه لا يحق لها أن تأتي في موسم الحصاد لكي تطالب بنصيبها في غرس لم تروه بقطرة ماء واحدة.. ولم ترعه بعض رعايته.
أعرف كل ذلك وأؤمن به.. لكن هل يستطيع ابن مكافح مثلك ومهما تكن مرارة الخذلان التي يشعر بها تجاه من يفترض فيها أنها أمه, أن يردها خائبة إذا جاءته ذات يوم تسأله القوت؟
وهل يستطيع إن هو فعل ذلك أن يهنأ بحياته ويأمن ليومه وغده ويرجو الله أن يحفظ عليه أسرته وأبناءه وسعادته وأن ينجو من تعذيب الضمير والخوف من عقاب السماء؟ إنني أؤمن في كثير من الأحيان بتعريف الفيلسوف أرسطو لفعل الخير ووصفه له بأنه نوع من الأنانية المستنيرة, بمعني أننا نفعل الخير لأنفسنا قبل أن يكون للآخرين ولإراحة ضمائرنا قبل أن يكون لنجدة الملهوف, وأننا لو لم نفعل ما ينبغي علينا أن نفعله لما أعفانا ضميرنا الأخلاقي من الحساب والعقاب وبالتالي فإننا نفعله طلبا لراحة الضمير واطمئنان القلب واستشعار الرضا عن النفس.
ولا يتعارض ذلك أبدا مع الدوافع الدينية والأخلاقية للخير.. ولا مع التوسل به إلي الخالق جل شأنه لنيل رضائه وعفوه وحسن جزائه وتجنب عقابه.
ولقد كان الحسن البصري إذا سأله سائل يرفع رأسه إلي السماء قائلا:
#مشاكل_زوجية_وحلول
أمرأه متزوجة منذ 9 سنوات، ولدي 4 أطفال -الحمد لله-، منذ زواجي وبعد مرور السنة الأولى من الزواج بدأت تظهر طباع زوجي التي كانت سببًا في معاناتي في التعامل معه، فهو إنسان بارد ولا يبالي، ولا يقيم وزناً للكلمة التي يقولها، وغالباً ما نختلف في أمور الحياة ووجهات النظر، فهو لا يحترم هذا الاختلاف الذي بيننا.
أشعر أحيانًا أنني أتعامل مع تفكير طفل بالعناد والسخرية، علماً أنني امرأة أخاف الله في زوجي وبيتي وأولادي، ولا أقصر في واجباتي على قدر استطاعتي، إلا أن أسلوب اللامبالاة، وعدم الاحترام والتقدير من زوجي يشعرني بالغضب والعصبية، وأثر ذلك على حياتي وتعاملي مع أطفالي، حاولت مرارًا التحاور معه والتفاهم ولكنه لا يستمع، وكأنني أتحدث مع الجدار، لا أعرف لماذا يتعمد أذيتي وجرح مشاعري أمام أطفالي عند اختلافنا؟
أصبحت لا أطيق النظر إلى وجهه، أو التحدث معه مباشرة، ليقيني بأن كلماتي لا أثر لها في نفسه، صرت أفكر بالانفصال حتى أعيش حياتي بهدوء وبدون ضغط، ولكني لا أريد ظلم أطفالي، وكلمة الحق تقال هو رجل محافظ على صلاته، ولا يقصر في احتياجات المنزل والأطفال، لكنه تقصيره في حقي أنا، وهذا الأمر الذي يرهق نفسيتي ويزعزع أمان نفسي وسكونها، كيف يمكنني التعامل والتواصل مع رجل لا يؤمن بلغة الحديث والتواصل؟ إنسان يجد راحته بالعزلة والأكل وحده، وكأنه ضيف شرف يقيم بالمنزل، تعبت وأرهقت نفسيتي لدرجة الاختناق.
الإجابــة
نشكر لك حسن العرض للسؤال، ونحيي ثناءك على ما في الزوج من إيجابيات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلّا هو.
، ونحيي هذا الصبر والحرص على مصلحة الأطفال،
👈ونتمنّى أن تتفهمي نمط شخصية الزوج، ولا تحاولي أن تجادليه أو تحاوريه أمام أطفاله الصغار حتى لا يتأثروا بنتائج هذا الحوار وهذا النقاش الذي بينكم،
👈وحاولي أيضًا الثناء على ما فيه من الإيجابيات، وبعد ذلك الدخول إلى الجانب الآخر بعد أن تثني عليه، ليكون هذا مدخلاً إلى قلبه، فكونه يحافظ على صلاته، لا يقصّر في حاجات المنزل، يهتمّ بأطفاله، هذه إيجابيات كُبرى، ولا يعني أنها تُغني عن غيرها، لكن يصلح أن نذكرها فنشكرها، ونسأل ربنا تبارك وتعالى المزيد.
بلا شك نحن لا نؤيد ما يحصل من الزوج، لأن أهم ما تحتاجه الزوجة هي أن تجد وتشعر بالحب والأمان، فإذا وفّر لها زوجها الحب والأمان وفّرت له زوجته التقدير والاحترام.
👈وعليه أرجو أن تبدئي صفحة جديدة، وبعد هذا العرض الجيد نحن على ثقة أن أمثالك تستطيع أن تنجح في حياتها، إذا أحسنت إدارة حياتها مع زوجها، واستخدمت المداراة،👈 والمداراة هي أن نعامل كل إنسان بما يقتضيه حاله، فمثل هذا الزوج تأخذي منه الإيجابيات، ثم تحاولي أن تُديري الجانب الثاني، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.
واطلبي ان تعرضي مشكلتك على شخص قريب من زوجك كوالده او اخوه مثلا او قريب له ممن يثق فيه فمن الرجال مَن لا يستمع لزوجته، ولا يقبل بنصحها، لكن يقبل من إخوانه من الرجال، خاصة إذا كانوا خبراء ومختصين.
ويجب عليك ألَّا تتوتري وتغضبي، لأنك عرفت نمط هذه الشخصية، وبعد هذه السنوات لا أظنُّ أن التغيُّر سيكون سريعًا، لكن يحتاج منك إلى صبر، وإلى تكيُّف، وإلى تأقلم، وإلى تركيز على الأمور الكبيرة، حتى لا تتعبي أعصابك وتتعبي حياتك، 👈فالرجل الذي لا يتأثر بالكلام ولا يُؤثّر فيه، ما ينبغي أن نطيل معه الكلام، ولكن ينبغي أن نذهب إلى حيل أخرى.
راجعي ذاكرتك إذا كانت هناك أيام مشرقة وأيام جميلة مرت بينكما، فحاولي معرفة أسباب ذلك التحسّن الحاصل،
وأيضًا حاولي أن تُثني عليه أمام أبنائه، واطلبي منه أن يُثني عليك أمام الأبناء لمصلحتهم ومن أجل استقرارهم وصحتهم النفسية.
ولا نؤيد فكرة الاستعجال بطلب الطلاق، لأنك بذلك تعاقبين كل الأطراف: نفسك، وزوجك، وهؤلاء الأطفال الذين ينبغي أن تحرصي على حُسن رعايتهم وتربيتهم، فهم رأس مالكم وأغلى ما تملكون،
وهذا لا يعني أنه ليس لك حقوق،
بل إسعادك بابٌ عظيم لسعادة الأبناء، باذن الله
#كافئ_نفسك
رقم 7⃣
تابع ✨نماذج لمكافأة النفس
⬅️تجد مبدأ الترويح والمكافأة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم:
⚡️في يوم خيبر أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرفع الروح المعنوية للصحابة فخرج إليهم وقال 'لأعطين الراية غدًا رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه'
فبات الصحابة ليلتهم كلهم يتمنى أن يكون ذلك الرجل، وأعطاها في اليوم التالي لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
⚡️وبينما هو عائد صلى الله عليه وسلم من إحدى غزواته ومعه السيدة عائشة رضي الله عنها فيروح عنها فيسابقها فتسبقه، فلما أثقلت عائشة اللحم سابقها فسبقها فقال لها : 'هذه بتلك يا عائشة'.
⚡️وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: 'إني لاستجم ليكون أنشط لي في الحق، فقيل له: أراك لا تفتر عن الذكر فكم تسبح ؟
قال: مائة ألف إلا أن تخطئ الأصابع.
⚡️وكان من السلف من يطعم نفسه الحلوى إذا اجتهدت في العبادة ومنهم من يطعم طلبة علمه الفالوذج [نوع من الحلوى].
⚡️وقال علي رضي الله عنه: 'أجموا ـ أي روحوا ـ هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان'
⬅️🍃هيا الآن اذهب فكافئ نفسك الآن
فنون التعامل مع الناس 🔴
#كافئ_نفسك
رقم 5⃣
تابع ✨ضوابط مكأفاة النفس✨
5ـ حول المباهج الروتينية إلى مكافآت فعالة:
إن تركك لكافة الأشياء التي يصعب عليك القيام بها لآخر لحظة يجعلك وكأنك تصنع مستنقعًا متعبًا عليك النضال معه فيما بعد،
👈 فإذا كنت تستمتع مثلاً باستراحة لتناول القهوة كل صباح فإنها ستكون أكثر إمتاعًا وتشكل مكافأة أفضل لك إن كنت قد قمت بعمل تكرهه قبل ارتشافها، وليس أن تقوم به بعدها.
6ـ احذر من مكافأة تضرك:
قد يخطئ بعض الناس ويكافئ نفسه بأشياء تضره كأن يشرب سيجارة وهي محرمة شرعًا تضر صحته وماله،
👈أو رجل مثلاً يعاني السمنة ويحاول أن يسير على نظام غذائي فيكافئ نفسه بأكل يخرق نظامه الغذائي كالشيكولاته مثلاً،
👈 أو رجل يكافئ نفسه بإزعاج الآخرين، فهذه مكافأة تضرك أكثر مما تنفعك.
👈 وكما قال تعالى عن الخمر والميسر: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة:2
فنون التعامل مع الناس 🔴
#كافئ_نفسك
رقم 3⃣
✨ضوابط مكافأة النفس✨
1ـ اختيار المكافأة المفيدة لك:
فكر في الشيء الذي تستمتع به والذي يمنحك السعادة والفرح أو يساعدك على الاسترخاء،
👈فكر في الأشياء البسيطة مثل تناول كوب من الشاي أو مشاهدة برنامج مفيد عل التلفاز،
👈 فكر في الأشياء الكبيرة مثل القيام بأجازة.
👈فكر في الأشياء التي تريد أن تشتريها، حاول أن تكون قائمة من 20 شيئًا عن المكافآت وكلما طالت القائمة كلما كان أفضل.
2ـ اختيار التوقيت السليم:
تعمل المكافآت أفضل عندما تأتي بسرعة بعد إنجاز الهدف المحدد.
👈كافئ نفسك فور الانتهاء من مذاكرتك، فإن كفأت نفسك في البداية قد تزداد المذاكرة صعوبة وربما توقفت عن المذاكرة وبالتالي لن تصبح للمكافأة قيمة في البداية؟
وإن كافئت نفسك بعدها بمدة كبيرة
فإن العلاقة بين الاثنين تكون قد ضاعت.
فنون التعامل مع الناس 🔴
#قنواتي_على_التليجرام_ترحب_بكم
قنوات د. مروة حنفي ام محمد
👇👇 @
1️⃣ قناة فنون التعامل مع الناس وفنون الدعوة إلى الله
/channel/FaferoDaeiat
🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺
2⃣ قناة الصوتيات للنساء فقط
/channel/FaferoAudioLessons
🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺
3⃣ قناة ففروا إلى الله للدروس والسلاسل المنوعة
/channel/faferoelaallah
⭕️ 🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺
4️⃣ قناة دروسي للداعيات والدعاة
https://t.me/joinchat/AAAAAEbHpGXVeTnXrV8zLw
🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺
5️⃣صفحتي على الفيس بوك
https://www.facebook.com/ZamZamElKheer
قنواتي وقف لله خذوا منها ماشئتم ولاتهتموا بوضع رابط قنواتي
فضلا انشروها وجزاكم الله خيرا
ولم تخل الحياة بالطبع من بعض المنغصات .. وقد اختارني أنا فتقبلت نصيبي منها راضيا فلقد حملت زوجتي بعد عام من زواجنا , لكن حملها لم يعش سوى أربعة شهور وبعد عام آخر حملت مرة ثانية وطال حملها لمدة سبعة شهور ثم مات الجنين داخلها واضطر الأطباء لتوليدها بجراحة قيصرية لإخراجه وتأكدت من عدم قدرتها على الإنجاب فطلبت منها ألا تكرر التجربة مرة أخرى خوفا على حياتها لكنها تاقت إلى الإنجاب فتكررت نفس المأساة وكادت تهلك أثناء الجراحة ثم استسلمت بعدها لرأي الأطباء وكفت عن المحاولة لكن أشياء كثيرة تغيرت في روحها بعد ذلك , فبدأت تضيق بلقاء الأحد الذي يجمع شقيقاتي وأطفالهن وأزواجهن في بيتي , وبدأت تختلق الأعذار لتعوقني عن الذهاب إلى بيت أبي يوم الجمعة وتضيق بحبي لأبناء شقيقاتي وملاعبتي لهم وبدأت شقيقاتي يلاحظن سهومي واكتئابي ويحاولن التخفيف عني وفي هذه الفترة انتقلت من الشركة التي أعمل بها إلى منصب مرموق في شركة كبرى , وأصبحت لي سيارة وسكرتيرة ..ففقدت زوجتي اتزانها وتسلط عليها الشك في تصرفاتي .. والإحساس بعدم الأمان معي ثم سافرت في مهمة قصيرة للخارج فوجدت نفسي أفكر في حياتي معها وأعترف لنفسي بأني أتمزق داخليا بالرغبة في أنجاب طفل وإن هذا سبب متاعبي رغم حبها الجارف لي بل وحبي أيضا لها وعدت من السفر عازما على أن أذهب إلى بيت أبي وأقيم فيه إلى أن أضع حلا لمشكلتي معها ..
ووصلت إلى المطار ففوجئت بها تنتظرني فيه بالرغم من عدم إبلاغها بموعد عودتي ..فعجزت عن مصارحتها برغبتي وعدت معها إلى مسكننا .. وعشت عدة أسابيع بعدها لا أرى منها إلا عذوبة الفتاة الجميلة الرقيقة التي أحبتني حبا صامتا ثلاث سنوات قبل الخطبة .. وقررت العدول عما فكرت فيه .. لكن آه من وساوس النفس الباحثة دائما عما ينقصها فبعد شهور عاودتني نفس الأفكار وضقت بهمي فحزمت أمري وعدت من مكتبي إلى بيت أسرتي وصارحت أمي وأبي برغبتي في طلاق زوجتي لكي أتزوج أخرى وأنجب فعارضاني بشدة وجاءت شقيقاتي فعارضنني إشفاقا عليها .. مع تسليمهن بحقي المشروع في الإنجاب , وبكت شقيقتي الصغرى واستحلفتني أن أرجع عن قراري إدراكا لمدى حب زوجتي لي وطالبني أبي بمراجعة نفسي لفترة فاستجبت له وقررت الإقامة في بيته لفترة وعرفت زوجتي بالأمر .. فبكت طويلا ورفضت مغادرة الشقة إلى بيت أسرتها أملا في أن أعود إليها وبعد أسبوعين أرسلت إلي شقيقتي الصغرى تبلغني موافقتها على زواجي من أخرى بشرط ألا أطلقها وأن أعدل معها .. لكني تخوفت مما سأعانيه من تمزق وغيرة ومتاعب معها فرفضت , واستاء أبوها من موقفها فذهب إليها وحملها على مغادرة الشقة ونقل أشيائها وأثاثها إلى بيته وجاء يوم الطلاق فأصرت هي أن تذهب إلى المأذون لتتم الإجراءات في حضورها حتى تعفي نفسها من مهانة تسلم ورقة الطلاق عن طريق قسم الشرطة ,وذهبت مع أبي وأزواج شقيقاتي واجما فوجدتها مع أبيها جالسة مطأطئة الرأس ترتدي فستانا أبيض كأنها تذكرني بثوب زفافها وذكرياتنا السعيدة وجمالها الحزين يشع في المكان ومرت الإجراءات التقليدية ففوجئت بها تصافحني ودموعها تنساب من عينيها ثم تقول لي لقد شققت بطني من أجلك مرتين وكنت على استعداد لأن أشقها مرة أخرى .. لكنك اخترت غير ذلك وظلمتني .. فليسامحك الله على ظلمك لي .. مع السلامة ..
فلم أستطع منع دموعي وهرولت خارجا وأثر في هذا الموقف فاكتأبت طويلا .. ثم بدأت ذكرياته تتراجع من رأسي شيئا فشيئا وعدت إلى شقتي وأعدت تأثيثها .. وعشت وحيدا عدة شهور , ثم تعرفت بمهندسة زميلة لي في العمل في الثلاثين من عمرها سبق لها الزواج وطلقت من زوجها لرفضه الإنجاب لأن له ابنا وابنة من زواج سابق وبسبب إجباره لها على إجهاض نفسها كلما حملت فوجدت فيها ضالتي وتعجبت من تصاريف القدر وتقاربنا سريعا ولم ألبث أن صارحتها بحبي وصارحتني بحبها , ثم خطبتها وتم زواجي الثاني بعد سنة من طلاقي وأنا في الثامنة والثلاثين من عمري وبعد عام من زواجي أنجبت طفلة جميلة سعدت بها سعادة طاغية .. وشكرت الله كثيرا وسعدت بكل لحظة في حياتي الجديدة وعرضت على زوجتي أن تتفرغ لبيتها فلم تتردد , واستقالت وتفرغت لي ولطفلتها .. ورشفت من رحيق السعادة معها ومع ابنتي حتى الثمالة .. حتى خشيت على سعادتي من غدر الزمان فبدأت أستقصي أخبار زوجتي السابقة من شقيقتي وأحلم باليوم الذي تتزوج فيه حتى لا تظل المرارة مستقرة في أعماقها تجاهي وحزنت حين عرفت أنها لم تتزوج وفضلت أن تعمل مدرسة انتظارا لشفاء نفسها من مرارة التجربة ثم شغلتني ابنتي الصغيرة بعد قليل عن أي شيء آخر وواصلت نجاحي في حياتي العملية واستقرت أحوالي المادية .. وأعطيت عملي كل جهدي وطاقتي وذات يوم كنت أشرف على أحد مشروعات الشركة في ضواحي القاهرة فأصبت بإغماء مفاجئ ..
فاذا كان هذا ثمن ملك هارون الرشيد الذي كان يقول للسحابة الهائمة في السماء: أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك, فأي معجزة حققها شقيقك في حياته لكي يري في نفسه ما يدعوه الي الاستعلاء بها علي أمه وإخوته وأهله؟
ياصديقي الشاب لقد قلت لشقيقك كل مايعقل الحرج قلمك عن أن يقوله.. فإن لم يكن كل ما قيل كافيا لأن يعيده الي رشده وانسانيته, فلن يجدي معه قول آخر.
وانصحك في هذه الحالة أن ترجو والد فتاتك الرجل المتدين الفاضل أن يتنازل عن شرط التعامل مع شقيقك هذا ويكتفي بك وبوالدتك وشقيقتيك وزوجيهما ففيهما الكفاية كل الكفاية, اذا أبي أخوك لنفسه هذه الكرامة التي تكرمونه بها وتعلون بها من قدره أمام الآخرين.
فجزاء من يأبي لنفسه مثل هذه الكرامة.. أن يحرم منها
وحسب من يعميه غروره وتكبره عن أن يعتز بمن يعتزون به ويتشرفون بالانتساب اليه ويعتبرونه نجم الأسرة الوحيد أن يحرم نفسه بيده من مثل هذا الاحساس الانساني الثمين, ذلك أننا في النهاية لا قيمة حقيقية لنا إلا لدي من يحبوننا ويعتزون بنا وتنطوي صدورهم لنا علي مشاعر الحب والاكبار والاعزاز, وفيما عدا هؤلاء فلسنا بالنسبة لغيرهم سوي ذرات سابحة في فضاء الكون السحيق.. لا يشعرون شعورا حقيقيا بها ولا يفتقدونها اذا غابت.
بالسكر والضغط والمرارة, وقمت والحمد لله بخدمتها وعلاجها ووقف معي في كل أزمة صحية لها زوجا شقيقتي اللذان لا يتأخران عني اذا طلبتهما في اي وقت من الليل أو النهار, ولقد اصبح لأخي طفلان عمر اكبرهما6 سنوات واصغرهما خمسة اعوام ولم نرهما الا ثلاث مرات طوال عمريهما وبعد إلحاح شديد من امي علي اخي لكي يحضرهما معه لساعات.. أما زوجته فلم تدخل بيتنا المتواضع في مدينتنا ولا بيتي اختي الوسطي أو الصغري, والأمر الذي دعاني للكتابة اليك هو انني قد ارتبطت بفتاة متدينة من جيراننا احبتني بالرغم من ظروفي البسيطة واحببتها, ووالدها مدرس بالتعليم ورجل متدين وفاضل وقد رحب بي مبدئيا رغم علمه بأنني لا املك شيئا ولا استطيع توفير مسكن آخر سوي مسكن أمي, وكان شرطه الوحيد لكي يقبل اعلان الخطبة هو ان يجيء أخي الأكبر مع أمي والأختين لكي يطلب يد ابنته منه. ووعدته بذلك واتصلت بأخي وأبلغته بما حدث فرد علي بجفاء يسألني ولماذا الاستعجال؟ ومن اين ستتوافر لك نفقات الشبكة والمهر والزواج؟.. ثم طالبني بتأجيل التفكير في الزواج نهائيا لعشر سنوات علي الأقل لكي أبني نفسي وبعدها يحق لي ان افكر فيه, وفشلت في اقناعه بالحضور واتصلت به بعد ذلك فتحدث معي بجفاء اشد واكد لي رفضه الحضور وقال لي انني اذا كنت مصرا علي الخطبة فلأتقدم بدونه الي والد فتاتي مع انني اكدت له انني لا اريد شيئا منه سوي الحضور بسيارته الي مدينتنا لبضع ساعات يقابل خلالها والد فتاتي ويطلب يد ابنته منه, ويشعرني بأن لي أبا اتشرف به بعد والدي يرحمه الله.
وأقسمت له أني لن أطالبه بأي شيء آخر بعد ذلك, فأنا رجل وأعمل وقد رجعت الي العمل في المقهي في المساء كل يوم لكي أدخر ثمن الشبكة, ووالد فتاتي لا يري في ذلك اي بأس ويقول لي ان كل عمل شريف يستحق الاحترام.. وان الكفاح في الحياة شيء جميل.
ولست أريد من اخي هذا سوي ألا يخذلني امام والد فتاتي ويشعره بأنني مقطوع من شجرة وليس لي كبير يرجع إليه ويرتبط معه بكلمة.. انني ارجوك ان تقول له انني وأمي وشقيقتي نحبه مهما بعد عنا, وإذا كان هو لا يفخر بنا بسبب ظروفنا البسيطة التي لا ذنب لنا فيها فاننا نحن نفخر به لأنه أخونا أولا, ولأنه ثانيا قد اجتهد وحقق لنفسه ما يستحقه ولكل مجتهد نصيب.. ونحن راضون بنصيبنا في الحياة ولا نحسده علي نصيبه منها لأنه كافح واجتهد لكي يحصل علي ما يريد لكنه لا يصح ان يتكبر علينا ويبتعد عنا لمجرد أننا بسطاء الحال, فنحن أهله الذين يسوؤنا كل ما يسوؤه ويسعدنا كل ما يسعده, ونخاف عليه من أي سوء لأن الدم لا يتحول الي ماء ابدا يا سيدي, فهل تستطيع ان تقول له ذلك! وهل تستطيع ان تقول له انني شاب ومن حقي ان ارتبط بفتاة تحبني واحبها مثلما ارتبط هو بزوجته, ولا يحرمني من هذا الحق انني موظف بسيط الحال ولست جامعيا ومهنيا ناجحا مثله لأن لي في النهاية قلبا يخفق ويحب الخير له ولكل الناس ولا يحمل حقدا لأحد وهل تستطيع أن تقول له انه من الخير لي ولأمي ولأخوتي ان يجيء لمقابلة والد فتاتي ويتنازل عن شرط السنوات العشر, هذا لأن فتاتي لن تنتظرني كل هذه السنين الطويلة وأعاهد الله واعاهدك انني لن اكلفه جنيها واحدا من نفقات زواجي!
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
شقيقك الأكبر ياصديقي يتحسب لأن يضع يده في يد والد فتاتك فيصبح مسئولا من الناحية الأدبية علي الأقل, عن وفائك أنت بما سوف يرتبط هو به معه من التزامات مادية بشأن الشبكة والمهر وما الي ذلك من شئون الزواج. لكن ذلك لا يبرر له أبدا أن يجحد حقك عليه كشقيق أصغر له في أن يكون معك حين تطلب يد فتاتك ولا أن ينكر عليك حقك المشروع في أن يخفق قلبك بحب فتاة ترغبها وترغبك وتقبل بكل ظروفك, وتبدي استعدادها للصبر عليك الي أن تتدبر أمرك, فالارتباط المشروع ليس حكرا علي الحاصلين علي الشهادات الجامعية المرموقة الذين يعملون عملا مهنيا مربحا كأخيك, وإنما هو حق لكل شاب شريف يرغب في اعفاف نفسه ويكافح بإخلاص للارتقاء بحياته ويعتمد علي طاقته وشبابه في تحقيق آماله, ولا ينتظر من الآخرين أن يكافحوا نيابة عنه لتحقيقها له.., ومادامت فتاتك ترغب فيك وتتفهم ظروفك ووالدها يرحب بك ويشجعك علي كفاحك فماذا يضير هذا الأخ الأكبر في أن يشرفك أمام أصهارك الجدد, ويشعرهم بكرامتك الانسانية وعزتك العائلية في مثل هذه المناسبة الجليلة في حياتك؟
ان الانسان تشتد حاجته الي أهله في مناسبتين أساسيتين من مناسبات الحياة هما الزواج والموت. وذوو الفضل والرحمة هم الذين ينهضون بغير دعوة لمؤازرته والوقوف الي جانبه في كل من هذين الموقفين.. وفي مثل ظروفك فإن هذه المؤازرة التي تتطلع اليها من أخيك هي مؤازرة معنوية وأدبية في المقام الأول مهما اشتدت هواجسه هو من احتمال تورطه في بعض الأعباء المالية, اذ إنه حتي ولو صدقت هذه الهواجس بعد حين ووجد نفسه مضطرا لمساعدتك في بعض هذه الأعباء, فماذا يقض مضجعه الي هذا الحد في ذلك, ولقد كانت
قصة(المثل الاعلي)
🍃قصة حقيقية 🍃
من مشاكل بريد الجمعة للكاتب
🍃عبد الوهاب مطاوع 🍃(رحمه الله)
أنا شاب في الثالثة والعشرين من عمري نشأت بين أبوين طيبين مكافحين وأنا أصغر اخوتي حيث تكبرني اختان ثم الأخ الأكبر.وكان والدي موظفا حكوميا صغيرا بمدينتنا القريبة من القاهرة وتفتحت عيناي للحياة فوجدت كل شيء في محيط أسرتنا يدور حول محور أخي الأكبر الذي يتقدم في الدراسة بنجاح وتتعلق به آمال أبي في ان يراه ذات يوم رجلا له شأن. فاعتدت منذ صغري احترام شقيقي هذا ورضعت حبه مع لبن أمي, ورأيت أبي لا يكف عن الإشادة باجتهاد أخي وجديته ورجولته المبكرة ويدعوني أنا وشقيقتي لاتخاذه مثلا أعلي لنا في الحياة, ويوما بعد يوم أثبت أخي لأبيه أنه عند حسن ظنه به بالفعل فحصل علي الثانوية العامة بمجموع كبير, ورشحه مكتب التنسيق للالتحاق بإحدي كليات القمة
, وأشفقت أمي علي أبي من احتمال نفقات الدراسة المكلفة في هذه الكلية وتساءلت: كيف ستواجهها الأسرة, ومرتب ابي لا يكاد يكفي للنفقات الضرورية فإذا بالجواب يجيء من شقيقتي الوسطي التي تلي هذا الأخ في السن, فتعلن لأبي انها لا ترغب في مواصلة الدراسة
لأنها لا تميل إليها وتفضل أن تعمل بالشهادة الإعدادية لتساعده في نفقات الحياة, وحاول أخي الأكبر للأمانة إقناعها بالاستمرار في الدراسة, مؤكدا انه سيتدبر امره في القاهرة حين يلتحق بكليته لكنها أصرت علي قرارها, وبالفعل توقفت اختي عن الدراسة التي لم تكن موفقة فيها ونجح أبي في إلحاقها بوظيفة مؤقتة في المصلحة الحكومية التي يعمل بها بمرتب بسيط, ونجحت هي في العثور علي عمل كسكرتيرة بعيادة أحد الأطباء بعد الظهر, والتحق أخي بكليته, واراد ابي ان يترفق باختي فاكتفي بمساهمة اختي بمرتبها من الوظيفة الصباحية في نفقات الأسرة, وترك لها أجرها عن الوظيفة المسائية لتنفق منه علي نفسها وتدخر بعضه لجهازها حين يجيء ابن الحلال, وشدت الأسرة الأحزمة علي بطون أفرادها لكي توفر لأخي نفقات الدراسة, وراح ابي يتنقل من عمل اضافي الي آخر ليزيد دخله ويشتري للابن الأكبر الملابس اللائقة وادوات الدراسة والكتب الغالية. وكل ذلك ونحن سعداء ونحلم باليوم الذي سيتخرج فيه شقيقنا ويحقق آمال الأسرة فيه, ولم يخيب أخي ظنوننا فقد راح ينتقل من سنة إلي أخري بنجاح, وكلما رجع إلينا في الإجازات انحني علي يدي أبي وأمي يقبلهما, واحتضن شقيقتي الوسطي والصغري, وقبل رأسي وأكد للجميع اعتزازه بهم واعترافه بفضلهم عليه..
وحصل شقيقي علي شهادته المرموقة وادي الخدمة العسكرية وعين في وظيفة ممتازة وتخففت الحياة في أسرتنا من بعض جفافها وشدتها, وسعد أبي بما حققه أخي سعادة طاغية, غير أن سعادته هذه لم تطل كثيرا إذ توفاه الله فجأة وهو عائد من عمله المسائي وبكيناه كثيرا وكان أكثرنا حزنا عليه أخي الأكبر.
وكنت عند وفاة أبي استعد لدخول امتحان الشهادة الإعدادية, فتزلزلت حياتي, وكانت النتيجة أن فشلت في الامتحان واستاء لذلك اخي الأكبر وعنفني بشدة ووعدته بأن أبذل اقصي جهدي في السنة المقبلة, وفعلت ذلك بالفعل ودخلت الامتحان ونجحت فيه بمجموع ضعيف, ولم يعد من سبيل امامي سوي اختصار طريق التعليم والالتحاق بمدرسة متوسطة.. وغضب مني أخي لذلك كثيرا وخاصمني بعض الوقت, لكنه نسي غضبه بعد فترة, حين استعطفته أمي علي, ومضت الأيام بنا ونحن نتدبر حياتنا بصعوبة بمعاش أبي ودخل اختي الوسطي, ثم جاء عريس لها وقبلت به لأنه زميلها في العمل فرفضت امي ان توافق عليه قبل ان يرجع اخي ويقرر ما يراه في شأنه. وبعد بعض المداولات وافق عليه اخي وهو كاره لأن وظيفته صغيرة ومرتبه ضئيل وشهدت هذه الفترة من حياتنا بعض المشاكل العائلية, فلقد اشتكت اختي من سوء معاملة أخي لخطيبها.. وقالت انه يتكبر عليه ويشعره بأنه غير كفء لمصاهرته, لكن الأمور مضت في طريقها في النهاية, وتزوجت اختي بإمكانات بسيطة وشعرت ببعض المرارة تجاه أخي لأن مساعدته لها كانت اقل مما قدمته هي له, ودافع هو عن نفسه بأنه مازال في بداية مشواره وأيدته أمي في ذلك ونهت أختي عن الشكوي. اما اختي الصغري فقد واصلت تعليمها حتي حصلت علي الثانوية العامة والتحقت بمعهد فوق المتوسط بمدينتنا وفي هذه الأثناء فاجأنا أخي الأكبر بأنه قد تقدم الي زميلة له في العمل من أسرة عالية المستوي, دون أن يصطحب أمه وأخوته معه في طلب يدها, مكتفيا في ذلك بقريب لنا من بعيد يعمل بالقضاء!.
وحزنت أمي لتجاهلها في هذه المناسبة التي كانت تترقبها لتسعد بها وشعرت شقيقتاي بالمرارة والإهانة. أما أخي فإنه لم يزد علي أن قال في ضيق إنه فعل ذلك لكي يوفر علينا مشقة السفر للقاهرة!.
بالفعل حرصا علي معنوياتهم وأخلاقياتهم وفرصهم العادلة في السعادة والارتباط بشريكات الحياة
Читать полностью…هل أقول لهم أنها كانت تغازل أصدقائي وأنا أجلس إلي جوارها..
وترجع للوراء لكي تغمز لهم بعينها.. أو تمد ساقها لتركل بها ساق من ترغب في مناوشته أسفل المائدة.
هل أقول لهم إنني اصطحبتها معي في رحلة إلي إحدي المدن الأوروبية وأقمنا في فندق صغير فشككت في أنها تغازل موظف الاستقبال الذي لايزيد عمره علي18 عاما.. وأنا واقف معها أمامه, وأنه كان يبادلها الاشارات المختلسة؟!
لقد طويت صدري علي همي وأملت في أن تندمل جراحي مع الأيام, وكان أكثر ما يثير حيرتي هو: كيف تنطوي مثل هذه الشخصية علي هذا التناقض العجيب بين لطفها معي وحرصها علي إرضائي كزوج عبثها بشرفي وامتهانها لكرامتي في الوقت نفسه لقد مضي الآن عامان علي هذه الكارثة وما برئت بعد من كل الجراح, واعترف لك بأنني قد شعرت بفراغ هائل في حياتي بعد رحيلها لولا انني احتضنت ابني والتمست لديهما العزاء والتعويض عما لقيته من هذه السيدة, وهما يرفضانها رفضا قاطعا ونهائيا ويزجرانها حين تتصل بهما تليفونيا ويطلبان منها عدم معاودة الاتصال ولا يستجيبان لمحاولاتها لاستعطافهما لكي ترجع إليهما أو تراهما.. ويذكرانها كل مرة بما فعلت بهم وبكرامتهم وسمعتهما ووضعهما أمام أصدقائهما وزملائهما.
وبالرغم من كل ذلك فإنها لم تيأس بعد. ومازالت تتصل بنا وتلح, وفي كل مرة انبهها إلي عدم معاودة الاتصال, وأبصر أبني بما تمثله من خطر علي حياتهما وسمعتهما ومستقبلهما وصورتهما أمام أصهارهما في المستقل حين تربتطان بشريكتي الحياة.. إذا ظهرت أمامهما بمظهرها العابث اللاهي, وواصلت عبثها ومغامراتها في المحيط العائلي, وهما يتفقان معي في ذلك, ويغالان في التمسك برفضها, غير أن ابني الأصغر وهو شاب متدين يؤرقه ضميره الديني بشأن مسألة رفض الأم وقطع كل صلة بها.. ويسألني ألا يدخل ذلك في باب قطع الرحم الذي نهانا عنه الله.. وهو أكثر إصرارا من شقيقه علي رفض أمه, لكنه يتساءل ألا من صيغة لا تعرض الأبناء لغضب ربهم عليهم.. وتحميهم في نفس الوقت من وجود مثل هذه الأم في حياتهم؟
لقد اتفقنا علي أن نستشيرك في ذلك.
أما بالنسبة لي أنا شخصيا.. فإن أبني يملآن حياتي الآن وأشعر بالرضا عن كل شئ في الدنيا وأنا معها.. ولكن ماذا عن المستقبل حين يستقلان بحياتهما عني.. وتخلو الحياة علي وحدي وماذا تقول لنا؟ .

ولكاتب هذه الرسالة أقول:
زوجتك السابقة ياسيدي شخصية مريضة بانحراف نفسي خطير يجعل منها بالفعل خطرا داهما علي معنويات أبنائها وأخلاقياتهم.. فهي ليست مجرد زوجة ضعفت عاطفيا ذات مرة أمام أحد الرجال فتناست واجباتها تجاه زوجها وأبنائها وانساقت وراء أهوائها فطلبت الطلاق من زوجها لتتزوج ممن أحبت آملة أن يتجاوز أبناؤها الشباب الصدمة بعد حين, وتستعيد علاقتها الأمومية معهم, وانما هي شخصية سيكوباتية منحرفة تطلب متعتها العارضة من أي سبيل ودون الوقوف أمام أية اعتبارات دينية أو أخلاقية أو اجتماعية, والشخصية السيكوباتية شخصية تبحث عن الاثارة اللحظية والنشوة الفورية.. وقد تتمثل هذه النشوة لديها كما حدث مع زوجتك السابقة في مجرد التلذذ بالشعوور باحساس المغامرة والمخاطرة والخوف من انكشاف أمرها وهي تغمز لرجل غريب يجالس زوجها.. أو وهي تدعوه لمغازلتها بركل ساقه خفية من تحت المائدة, ومن سمات هذه الشخصية ادمان الكذب واهدار حقوق الآخرين وكسر القوانين الأعراف السائدة وخيانة أقرب الناس إليها والتعثر في الدراسة غالبا.. وتعدد العلاقات غير المشروعة في حياتها, ومعاودة ارتكاب نفس الأخطاء بلا أدني ندم علي التجارب السابقة.. ولا أدني تبصر لعواقبها عليه وعلي من ترتبط به حياتهم, لأنها شخصية لاترد نفسها عن رغبة وتعجز عن التحكم في اندفاعاتها أو نزعاتها شبه القهرية.
ولأها شخصية شبه وثنية فلا أثر تقريبا للقيم الدينية والأخلاقية عليها وليس هناك حدود لما يمكن أن تقدم عليه من أفعال وتصرفات.
ولا شك في أنك قد تأخرت كثيرا في اكتشاف انحرافها الخطير هذا والاكتشاف المتأخر للمرض يضعف الأمل في الشفاء اذا كان ثمة شفاء لمثل هذه الحالة.. إذ لايشعر المنحرف فيها بالندم غالبا علي ما يفعل وان شعر به في بعض الأحيان فلفترة مؤقتة ثم يستجيب بعدها لنوازعه ورغباته من جديد, وقد يكون ندمه في أحيان أخري علي انكشاف أمره وليس علي ما ارتكب من خطايا وأخطاء أدت به إلي هذا الوضع.. فكأن ندمه في هذه الحالة هو ندم مهني علي عدم إجادة الصنعة بحيث لاتنكشف الأخطاء وليس علي اختيار الطريق الخاطيء أصلا في الحياة.
فأما التناقض الذي تتعجب له بين عبث هذه السيدة بشرفك وبين إسعادها لك وتلبيتها لندائك وابتهاجها بالحياة معك طوال سنوات الرحلة, فلأن الشخصية السيكوباتية نوعان: نوع شرس مصادم للآخرين يكسر القوانين والأعراف بشكل ظاهر ويسميه علماء النفس بالسيكوباتي الغبي.. ونوع آخر ناعم يتوسل إلي تحقيق رغباته بالذكاء والدماثة والظاهرية.. ورقة التعامل مع
أبواب الجحيم
🍃قصة حقيقية 🍃
من مشاكل بريد الجمعة للكاتب
🍃عبد الوهاب مطاوع 🍃(رحمه الله
أشعر بحرج شديد وأنا أكتب لك هذه الرسالة, لكني أحتاج بشدة إلي مشورتك في أمر لا أستطيع أن أستشير فيه من هم حولي من الأهل والأصدقاء.. فأنا رجل تخطيت الستين من العمر ببضع سنوات.. وأعمل عملا مهنيا خاصا يوفر لي مستوي كريما من الحياة..
وقد بدأت رحلتي في الحياة العملية عقب تخرجي في كلية مرموقة.. فعملت خارج مصر بضع سنوات, وراسلت خلال عملي إحدي الجامعات الغربية للدراسة بها.. وسافرت إليها للحصول علي الدبلوما وحصلت عليها في زمن قياسي, وخلال وجودي في تلك الدولة الغربية تعرفت علي فتاة عربية تعيش مع أسرتها هناك, وشعرت بالانجذاب إليها..
فتقدمت للارتباط بها بالرغم من الفوارق الاجتماعية والثقافية بيننا, إذ كانت من أسرة بسيطة اجتماعيا, ولم تحصل علي أي شهادة.. لكني سعدت بها وآليت علي نفسي أن أعلمها كيف تتكلم.. وكيف تتصرف في المجتمعات الراقية.. إلخ.وكانت تستجيب لارشاداتي لها وتلتقط خبرة التعامل والتصرف سريعا, ورجعت إلي بلدي.. واستقررت به لفترة, ثم رحلت إلي دولة خليجية للعمل هناك في مجال حر وأمضيت عامين حققت خلالهما قدرا لا بأس به من النجاح.. وعدت إلي مصر وبدأت نشاطي المهني في بلدي.. واستقرت بي الحياة فيها.. وأنجبت من زوجتي هذه ولدين تقدما في مراحل التعليم.. وحققت في عملي نجاحا كبيرا, وانتقلت بأسرتي إلي شقة فاخرة.. واشتريت شقة جميلة في المصيف, واكتملت لي ولزوجتي كل أسباب السعادة.. ورضيت عن حياتي معها فهي دائما لطيفة وجذابة ومجاملة.. وملبية لكل احتياجاتي, وتشبعني عاطفيا وحسيا, وأنا لا أبخل عليها بشئ وأوفر لها كل أسباب الحياة المريحة.. واصطحبها في الصيف في رحلاتي الخارجية إلي أوروبا.. وأقدمها للمجتمعات الراقية.. وأزور معها بيوت الأهل والأخوة والأصدقاء فتستقبل منهم بحفاوة شديدة وتحقق لديهم رصيدا فوريا من الحب والاعجاب برقتها وخفة ظلها وروحها المجاملة للجميع بلا استثناء, كما اغدقت عليها بالمال والهدايا والملابس الفاخرة.. إلي حد أنني كنت أشعر أحيانا بالحرج من ارتدائها للفرو الثمين الذي لاتملك مثله شقيقاتي, وبصفة عامة, فلقد كانت الحياة معها سعيدة وجميلة.. ولا وجه للشكوي منها.. اللهم إلا في بعض المرات التي لاحظت عليها فيها بعض التصرفات غير اللائقة, فكنت أعاتبها فيها, فتدافع عن نفسها وتنكرها في البداية ثم لاتلبث تحت الضغط عليها أن تقر بها وتعتذر عنها وتعدني بعدم تكرارها, كميلها للتبسط الزائد علي الحد أحيانا مع بعض أصدقائي, أو خروجها وحدها خلال سفري في أعمالي وتأخرها عن العودة للبيت إلخ.. أو لجوئها للكذب في مواقف كثيرة تجنبا للومي وعتابي إلخ.. وكنت أعزي هذه التصرفات الصبيانية إلي نشأتها في الغربة في وسط عائلي واجتماعي بسيط وأتجاوز عنها بعد اعتذاراتها عنها وملاطفتها لي لكي أصفح عما حدث, ونواصل حياتنا بسلام..
ثم تكررت هذه التصرفات الصبيانية في السنوات الأخيرة وكثرت وبدأت أشعر بالقلق تجاهها.. وأحاول طمأنة نفسي بأن الولدين قد كبرا ودخلا دور الشباب, ولابد أن تحترم أمهما وجودهما في حياتها, وتكف عن مثل هذه الصغائر إلي أن جاء الصيف وسافرت بأسرتي إلي المصيف وأمضيت معها بضعة أيام من السعادة الخالصة, ثم تركت الأسرة في المصيف لقضاء شهري يوليو وأغسطس ورجعت الي القاهرة لممارسة عملي.. فلم تمض سوي أيام وفوجئت بابني الشابين يأتيان إلي في القاهرة بمفردهما مضطربين وشاحبي الوجه وينفردان بي بالمسكن ثم يرويان لي وهما يرتجفان أنهما قد تأكدا بالملاحظة والمراقبة أن أمهما تتردد خلسة علي مسكن جار أعزب لنا في عمارة المصيف, وإنهما حاولا أن يكذبا عينيهما دون طائل, بعد أن راقباها أكثر من مرة.. ولاحظا عليها كثرة المكالمات التليفونية المريبة.. والهمس المتكرر بينها وبين شغالة الأسرة, التي تجمعها بها صداقة غريبة تثير التساؤلات, فلم يجدا ما يفعلانه بعد أن ضاقت بهما السبل سوي تركها في المصيف ووضع الأمر بيت يدي.. وصعقت لما سمعته من الابنين.. وشعرت بالدم ينسحب من عروقي.. لكني حاولت علي الرغم من ذلك أن أهدئ من روعهما بقدر الامكان وطلبت منهما البقاء في القاهرة, ثم نهضت وارتديت ملابسي وركبت السيارة إلي المصيف, وبلغته في العاشرة مساء ودخلت شقتنا فلم أجد لزوجتي أثرا.. وسألت عنها الشغالة فارتبكت ولم تحر جوابا. فصعدت للدور العلوي الذي تسكن به أسرة صديقة لنا عسي أن تكون في زيارتها, فقابلني رب الأسرة وأبلغني أن زوجته وأبناءه في القاهرة منذ أيام وهو يقيم بالمسكن وحيدا ولم تأت زوجتي إليه بالطبع لعدم وجود زوجته. فلم يبق سوي الشقة الأخري في الدور الأعلي التي يقيم فيها ذلك الجار وحيدا, وفكرت في أن أطرق عليه الباب وأسأله عن زوجتي, لكني تراجعت عن ذلك علي أمل أن تكون في
ولكاتبة هــذه الرسـالة أقــــول
(رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع
مأساة بعض الزوجات أنهن يحفرن قبور سعادتهن الزوجية بالتدريج بسلسلة من حفرات النكد الصغيرة التي تبدو تافهة في البداية ..ثم تنهدم الجدران الهشة بين الحفر الصغيرة ذات يوم فتتحول فجأة إلى هوة سحيقة تفصل بين الزوجين حتى ليتعذر عليهما بعد ذلك الاتصال والاستمرار ..
ومن هنا تأتي خطورة هذا الرصيد المتزايد من حفر النكد التي تحفرها بعض الزوجات وبعض الأزواج لشركاء الحياة ..فالنكد هو أمضى سلاح لقتل الحب والسعادة ., وهو الذي دفع كاتبا عظيما كتولستوي إلى أن يتسلل من بيته ذات ليلة شتاء ممطرة وهو في الثامنة والثمانين من عمره ليهيم على وجهه فرارا من زوجته البشعة ولكي يعثروا عليه بعد 11 يوما ميتا بالالتهاب الرئوي في محطة مهجورة للسكة الحديد ثم فيما بعد تعترف زوجته لابنتيها بأنها قتلت أباهما بالنكد .. فيؤمنان على اعترافها الخطير .. بعد فوات الأوان .
وهو أيضا الذي دفع الفيلسوف الإغريقي لأن ينصح مريده قائلا له تزوج يا ولدي فأنت الفائز في الحالين فإن كانت زوجتك طيبة عشت سعيدا ... وإن كانت سيئة ..تعلمت الحكمة وصرت فيلسوفا !
ويبدو أن أقدار بعض بعض الأزواج والزوجات هي أن يتعلموا الحكمة حرصا على مصلحة أبنائهم وعلى حساب سعادتهم وهنائهم معظم سنوات العمر لكن الحرص على سعادة الأبناء ينبغي أن يكون من ناحية أخرى حرصا متبادلا من الطرفين .. فإذا افتقده طرف ولم يرع الله فيهم كان حرص الآخر على استمرار الحياة من أجلهم إلى ما لا نهاية تنازلا مستمرا يغريه بالتمادي والاستهتار ...
لهذا يحتاج الإنسان أحيانا إلى أن يحس بالخطر لكي يدافع عن حياته ومملكته بإعادة النظر في أمره ومراجعة تصرفاته والتقدم من الطرف الآخر خطوات لكي يتواصل اللقاء ولا تتسع الهوة باستمرار بينهما .. وأغلب ظني أن زوجتك في حاجة إلى شيء من هذا " الخوف " البناء الذي يدفع الإنسان لأن يبادل الآخرين حرصهم عليه بحرصه عليهم ولو أوتيت زوجتك البصيرة لفهمت مغزى حديثك المرير عن جمالها الذي لم يعد يساوي شيئا عندك ولم تعد تحس به .. لأن الجمال فعلا هو جمال الروح والطبع وليس جمال التماثيل الجامدة التي لا روح فيها ولا إيناس ... ولأن المرأة الجميلة تفقد جمالها في اللحظة التي يعلو فيها صوتها بالشجار والتشنج والإيلام ولا تشك أنك كنت تحبها حبا كبيرا ما زالت بعض بقاياه مستقرة في قلبك .. لكن إدمانها للنكد والتشنج وإهمالها لحقوقك كاد ينزع من قلبك ما بقي لها من رصيد فيه .. لأن النكد هو فعلا قاتل الحب والسعادة وليس شيء آخر , فأنذرها يا صديقي بأنك لن تستطيع أن تحتمل الحياة معها على هذا النحو إلى مالا نهاية .. وقاوم ضعفك تجاهها .. واهجرها بغير أن تغادر البيت .. ثم دعها لنفسها لفترة تعيد التفكير في الأمر لعلها تفيق وتتذكر واجباتها تجاه أبنائها وتجاهك وتجاه ربها ... فإن استمرت في غيها ..ولم تشأ أنت – غير ملوم وتقديرا لمصلحة أبنائك - أن تفصل ما بينك وبينها .. فواصل الصبر والاحتمال من أجلهم لعلهم يعرفون لك ذلك ذات يوم وفز في هذه الحالة بالجائزة الثانية من جائزتي الزواج وتعلم الحكمة على حساب راحة القلب ... والأمر لله !
ـ اللهم إن هذا يسألنا القوت ونحن نسألك الغفران.. وأنت بالمغفرة أجود منا بالعطية
وكان الزاهد الفضيل بن عياض يقول:لا يكتمل المعروف إلا بأن تري المنة لأخيك عليك إذا أخذ منك شيئا, لأنه لولا أخذه منك ما حصل لك الثواب, ولأنه خصك بالسؤال ورجا فيك الخير دون غيرك.
وتوجه أمك إليك بالسؤال وهي التي لم ترحمك في ضعفك.. ولم تكن لك أما, حدث يدعو للتأمل ويتوقف عنده أهل الفضل.. وتتردد في أعماقهم الآية الكريمة: وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور
نعم هي مناسبة للتأمل.. واستشعار الرضا عن النفس وعما حقق الإنسان بكفاحه وجلده وعرقه وصبره علي المكاره من نجاح انتقل به من حال إلي حال.. إذ لو لم تكن قد حققت شيئا وأخرجك ربك من الضعف إلي العزة لما توجهت إليك أمك بالسؤال وهي التي تعلم جيدا أنها لم تقدم لنفسها عندك ولم تقم بحقك عليها.. ولم تكن عونا لك ولأختك علي قسوة الدنيا بل كانت عونا لظروف الحياة عليكما فإن أعطيتها بعض ما تسأله فإنما تعطيها علي مذهب العادل عمر بن الخطاب الذي كان يقول: رب قدرني علي من ظلمني لأجعل عفوي عنه شكرا لك علي قدرتي عليه.
ولاشك في أن أمك وقد رأت النبتة الضعيفة التي تخلت عنها قد صمدت لأنواء الحياة وازهرت وأثمرت تعض بنان الندم الآن علي أنها لم تسهم في رعايتها لكي تستظل بظلها الوارف في الكبر وتفوز منك بعطاء الحب الغامر. وليس بعطاء الواجب الشحيح الذي يأتي علي قدر السؤال وسواء أكانت صادقة في دعواها أنها لا تجد قوت يومها أو كاذبة وترغب في ابتزازك. فأعطها عطاء الواجب المحدود الذي يؤديه الإنسان إبراء للذمة.. وترفعا عن المذمة وليس تكريما لمن يعطيه ولا رعاية له, وشكرا
#الشقة_العلوية
🍃قصة حقيقية 🍃
من مشاكل بريد الجمعة للكاتب
🍃عبد الوهاب مطاوع 🍃(رحمه الله)
أريد أن أروي لك قصتي وأستشيرك بعد ذلك في أمر يحيرني فأنا شاب ولي أخت وحيدة تكبرني بعام واحد, وقد تفتحت مداركنا علي نوبات الانفجار المتكررة والصراخ والمشاكل بين أبي وأمي, إلي أن وقع الطلاق بينهما وعمري سبع سنوات وعمر أختي ثمان..
وكنا نعيش في منزل جدتي لأمي وهو منزل مكون من شقتين تعيش جدتي في الشقة الأرضية وتعيش أسرتنا في الشقة العلوية, وبعد الطلاق غادر أبي مسكننا وتزوج علي الفور من امرأة أخري وانقطعت صلته بنا فلم أسمع عنه بعد ذلك شيئا, وبعد ثلاث سنوات من الانفصال تزوجت أمي علي غير رغبة والدتها وأرادت أن تحصل علي الشقة العلوية لتتزوج فيها فأبت عليها جدتي ذلك وطردتها من المنزل لإهمالها لنا وعصبيتها معنا.
ومضت حياتنا مع جدتنا بعد ذلك هادئة, واستعانت جدتنا علي إعالتنا بتأجير الشقة العلوية التي كنا نقيم فيها كأسرة مع أبي وأمي قبل أن تتحطم, وبمعاشها عن جدي رحمه الله.. وواصلنا نحن التعليم حتي التحقت أختي بكلية من كليات القمة.. وكانت فرحة جدتي بذلك لا توصف حتي لقد ماتت يرحمها الله في اليوم نفسه الذي تلقينا فيه خبر قبول أختي بالكلية!
وازدادت أختي اصرارا علي النجاح والتفوق في هذه الكلية تنفيذا لوصية جدتها وبعد رحيل جدتي عن الحياة انقطع معاشها.. وأصبحنا أنا وأختي مطالبين بأن نحيا في حدود دخلنا من ايجار الشقة العلوية.
وتحملنا ظروفنا وواصلنا طريقنا بلا مساعدة من أحد.. ولم نسمع عن أبي أو أمي أي خبر طوال تلك السنين الصعبة.. والتحقت أنا أيضا بإحدي الكليات العملية.. وأصبحنا نذهب أنا وأختي في الصباح إلي كليتينا ونعمل في المساء لنستطيع تدبير نفقات معيشتنا ودراستنا, فتعمل أختي في مكتب للآلة الكاتبة وأعمل أنا في مكتب لتصوير المستندات.
وخلال استغراقنا في كفاحنا في الحياة والدراسة, فوجئنا ذات يوم ـ وكنت قد تخرجت في كليتي ولم تتخرج أختي لأن دراستها أطول من دراستي ـ بسيدة متبرجة تدخل علينا شقة جدتنا التي نقيم فيها, وتطلب منا الحديث معنا لأنها والدتنا! ورحبنا بها بحذر وتوجس فإذا بها تقول لنا إنها قد أنتظرت حتي تخرجت أنا في كليتي وجاءت لكي تحصل علي جزء من ميراثها الشرعي عن جدتي, وعبثا حاولنا أن نقول لها إننا نعتمد علي ايجار الشقة العلوية في حياتنا.. وأن أختي أمامها عام آخر طويل في دراسة مكلفة قبل أن تتخرج وتعمل فلم يجد كل ذلك شيئا وأصرت علي بيع الشقة العلوية لساكنها وقبضت منه الثمن واختفت فلم نرها بعد ذلك ثانية!
وانقطع مصدر مهم للدخل بالنسبة لنا.. وزاد من صعوبة حياتنا أن أختي توقفت عن العمل ليلا بسبب ظروف امتحاناتها النهائية.. فأصبح العبء كله علي وحدي وخرجت أعمل ليلا ونهارا في أعمال صغيرة خارج نطاق تخصصي لأحصل علي قوت يومنا ونفقات دراسة أختي.
وأدت أختي الامتحان ونجحت فيه بحمد الله.. وفوجئنا بأحد المعيدين في كليتها يزورنا ليطلب يدها, ورفضت أختي علي الفور لأن ظروفنا المادية لا تسمح لنا بتحمل تكاليف الزواج, لكني شجعت أختي علي قبول هذا المعيد.. وأكدت لها أن مخاوفها من عجزنا عن تدبير تكاليف الجهاز والزواج لا ينبغي لها أن تحرمها من فرص السعادة.. وأن الله سبحانه وتعالي لابد سوف يساعدنا علي ذلك.. واعتزمت في نفسي أمرا فسألت أختي عن أمي: ألم تترك لها عنوانا حين جاءت لتبيع الشقة التي كانت تعيننا علي الحياة؟ واكتشفت أنها قد تركت لها بالفعل عنوانها فأخذته منها وتوجهت إليها لزيارتها لأول مرة في حياتي.. فما أن سمعت مني أن أختي تقدم إليها عريس وأنها مترددة في قبوله لضيق ذات اليد حتي طردتني من بيتها خوفا من أن أطلب منها اية مساعدة.. وأعطتني عنوانا لأبي الذي لم أره منذ طفولتي وطلبت مني التوجه إليه.. ورغم ما شعرت به من مرارة فلقد تحاملت علي نفسي من أجل أختي وذهبت إلي عنوان أبي, وأنا لا أعتزم مطالبته بشيء وإنما لأعيد الصلة به لكي يظهر فقط في الصورة عند زواج أختي, فإذا به يستهزيء بي وتطردني زوجته وهو يلعن اليوم الذي تزوج فيه أمي.
ورجعت إلي البيت حزينا مقهورا, ورجع المعيد ليعرف قرارنا فطلبت من أختي أن تدعنا وحدنا, ثم رويت له قصتنا كاملة وبلا أية رتوش وقلت له في ختام حديثي: هذا هو حالنا بلا خداع فإذا أردتنا علي هذا الحال فأهلا بك ومرحبا, وإذا ابتعدت عنا فلا لوم عليك ولا عتاب لأن لكل إنسان ظروفه وقدرته, فإذا بالرجل يؤكد لي أنه قد أكبر في صراحتي وأزداد اعجابا بأخلاقيات أختي ويريدها بحقيبة ملابسها فقط لا غير ولسوف يتكفل وحده بكل تكاليف الزواج, فطفر الدمع من عيني واحتضنته وقلت له: أهلا بك أخا لنا في وحدتنا بهذه الحياة الصعبة.
(تكيف وحاول أن تتعايش)
✍إذا وقفت امام كل عقبة في حياتك فلن تستطيع أن تعيشها ولن تستطيع التقدم،
فالحياة تحتاج منا التعايش والتأقلم مع مجريات الامور
✍وتستطيع ذلك من خلال تغيير نظرتك لما يمر بك
✍ وربما تساعدنا القصة التالية على فهم اكثر لهذا المضمون.
✍في هذه القصة نحكي لكم عن سيدة كبيرة في السن فقدت كل شعرها تقريبا ،استيقظت تلك السيدة في أحد الايام فكان في راسها ثلات شعرات ،فسعدت بهم وقررت أن تقوم بصبغ شعرها كنوع التغيير وفعلت وقضت يومها بشكل مبهج وسعيد ثم نامت. استيقظت السيدة في اليوم التالي فوجدت في شعرها شعرتان فقط فسعدت ايضا وقررت أن تغير تسريحة شعرها ،فقامت بمفرده كل واحدة على حدى جانب رأسها وجددت فرق في المنتصف واكملت يومها بسعادة في النهاية نامت.
استيقضت السيدة في اليوم التالي ولم تجد في راسها إلا شعرة واحدة فسعدت ايضا وقالت جميل جدا الآن استطيع تسريح شعري للخلف ،
ففعلت وقضت يومها بسعادة إلى نامت في نهاية اليوم.
استيقضت السيدة في اليوم التالي ولم تجد في رأسها أي شعرة فصاحت السيدة رااااائع الآن لن اتعب في تسريح شعري.
الحكمة من المثال السابق
✍ واجه مشكلتك وآلامك بنظرة متفائلة.
فنون التعامل مع الناس 🔴
#كافئ_نفسك
رقم 6⃣
تابع ✨اقتراحات لمكافأة النفس✨
🍃في البداية نذكركم ان هناك مكافآت بسيطة تكافئ بها نفسك بعد العمل مباشرة،
🍃وهناك مكافآت كبيرة تحتاج إلى جمع علامات لها
👈 فمثلاً تقول حتى اشترى قميصًا جديدًا على تجميع خمس علامات،
👈 وكلما عملت عملاً شاقًا تعطي نفسك علامة حتى تحصل الخمس علامات.
🍃طعام وشراب مثل:
تناول بسكويت بالشيكولاتة أو وجبتك المفضلة - كوب شاي.
🍃أنشطة مثل:
القيام بالمشي ـ مشاهدة برنامج مفيد على التلفاز ـ الاستمتاع بإحدى الهوايات المباحة ـ حل الكلمات المتقاطعة.
🍃الاسترخاء مثل:
أخذ حمام مطول ـ أو القراءة ـ الاستيقاظ المتأخر ـ الجلوس بجوار المدفأة.
🍃الشراء مثل:
شراء باقة زهور ـ شراء قطعة ملابس جديدة ـ شراء المصحف المرتل أو سلسلة دروس مفيدة .
🍃الوقت مثل:
تمنح نفسك 10 دقائق استراحة ـ استراحة في نهاية الأسبوع ـ القيام بأجازة.
🍃تمارين مثل:
الاشتراك في صالة الألعاب المحلية ـ الاشتراك في أحد الألعاب الرياضية.
التحدث مع النفس مثل: 'إني أسير على ما يرام بفضل الله تعالى ـ بفضل الله انا تمام ـ او قول لنفسك يمكنك القيام بذلك ـ
او أنت تستحق الراحة.
🍃الآخرون مثل:
التحدث في التليفون ـ زيارة صديق ـ تناول غذاء مطول مع أحد قدامى الأصدقاء.
فنون التعامل مع الناس 🔴
#كافئ_نفسك
رقم 4⃣
✨ضوابط مكافأة النفس✨
3ـ كافئ نفسك كثيرًا:
يسعد كل شخص من المكافأة اليومية فالمباهج البسيطة كفيلة بأن تجعل ا لحياة أسهل وأكثر إمتاعًا،
لكن تجنب تلك المكافآت التي تفشل في إرضائك،
👈فإذا كنت مثلاً من المحبين لالتهام لقمة القاضي أو الشيكولاته، وتجد تلك المكافأة تجعلك تشعر بحال أفضل لكن لمدة قصيرة، فهذه مكافأة ليست جيدة.
4ـ امنح التنوع لنفسك:
قد ينتابك السأم والضجر من الحصول على نفس المكافأة في كل مرة وعندما يصل الأمر إلى هذا الحد فإنها تفقد قوتها في التشجيع.
فنون التعامل مع الناس 🔴
#كافئ_نفسك
رقم 2⃣
لماذا اكافئ نفسي ⁉️⁉️
السبب الثاني:
استخدام المكافآت يخفف من صعوبة المهام الثقيلة و الغير المحببة :
👈 كان أدهم طبيبًا يعمل كممارس عام، وكان الجزء الذي وجده بغيضًا لديه في مهنته هو الاستدعاءات الليلية،
لقد كان يشعر بالبؤس حين يستيقظ على رنين الهاتف في آخر الليل ليجد نفسه أمام مشكلة طبية
👈ولقد استطاع أن يخفف من هذا العبء بأن يمنح نفسه علامة صح في كل مرة يقوم بها بزيارة ليلية بحيث إذا جمع ثلاث علامات يكافئ نفسه بأن يشتري لها شئ يحبه.
وهكذا ياأحبة عليكم بالتخطيط لمكافأة نفسك على إنجازك للعمل الذي يتعبك
أن تقوم به واربط بين الاثنين معًا.
( الانجاز والمكافأة)
👈 وانظر إلى المكافأة على اعتبار أنها نتيجة لامتلاكك الشجاعة على مواجهة عمل غير محبب لنفسك .
السبب الثالث:
👈 إن الجوائز والمكافأة تجهز لك أفضل بيئة تساعدك على تغيير وتبديل اتجاهاتك في الوضع المريح لك وهذا يساعدك على التطور في حياتك
فهناك للاسف من يعيشون طوال حياتهم يجهزون لحياتهم ولايعيشونها ابدا
لذلك لابد ان تستمتع بالمكافأت والجوائز
فنون التعامل مع الناس 🔴
📩آيات الصدق حالات للواتس أب 30ث📲👇
/channel/binbaz1420/2768
💊🤯أسباب وعلاج تساقط الشعر🎀👇
/channel/gmalll/87535
🏟𓂃امرأة لا ينساها الرجل ابدا
⚽81k✈ @konuz2020
🏟𓂃وصايا وأسرار حفظ القرآن
⚽51k✈ @Asrarquran
🏟𓂃كيف أتعامل مع من يستفزني
⚽49k✈ @faferodaeiat
🏟𓂃 ضوابط التربية مع الأبناء
⚽44k✈ @Thamar18
🏟𓂃لتعلم الإنجليزية
⚽41k✈ @English259
🏟𓂃اختبر حفظك
⚽35k✈ @Quran_tst
🏟𓂃لتعلُم أمور الدين
⚽31k✈ @Thamar19
🏟𓂃همسةّ من القلب
⚽30k✈ @hmsatmnglba
🏟𓂃الطب البديل بالأعشاب
⚽30k✈ @tabibgroup
🏟𓂃 لحفظ وتدبر القرآن
⚽28k✈ @Albayanquran
🏟𓂃 ماتحتاجه لحفظ القرآن
⚽26k✈ @Quran_Qr
🏟𓂃 فتاوي بن تيمية وبن القيم
⚽26k✈ @thamar4
🏟𓂃 تدبرات قرآنية
⚽26k✈ @Efham_Aya
🏟𓂃 لله ما في قلبي
⚽25k✈ @monaglpa
🏟𓂃 أقـوال مـن ذهـب
⚽25k✈ @thamar21
🏟𓂃 كل ما يخص الزوج
⚽24k✈ @FOREVVER1
🏟𓂃 فيديوهات ترفيهية
⚽23k✈ @thamar15
🏟𓂃 مملكة الطبخ
⚽21k✈ @hawacook
🏟𓂃الى الله نمضي
⚽20k✈ @aaaskl
🏟𓂃 أفضل كتب التفسير
⚽19k✈ @Tafseer2alSadi
🏟𓂃دُرَرَ مِن أقوال السَلَف
⚽19k✈ @SaidDorar
🏟𓂃 عبارات بلاغية للأُدباء
⚽19k✈ @aaaqa3
🏟𓂃 أطباق مختلفة ومميزة
⚽18k✈ @sky7la
🏟𓂃 توجية الأبناء وتعليمهم
⚽18k✈ @zaaad4
🏟𓂃 طمأنينة وانشراح النفس
⚽16k✈ @BABATFAwI
🏟𓂃الكلمة الطيبة
⚽16k✈ @alkalimaalttayiba
🏟𓂃من أبواب السعادة
⚽15k✈ @BSA3ADH
🏟𓂃 دروس المسجد
⚽15k✈ @faferoelaallah
🏟𓂃ملتقى القنوات الهادفة ️
⚽14k✈ @thamar11
🏟𓂃 نصائح ستات البيوت
⚽14k✈ @iiiii5ii
🏟𓂃 الكَلِمُ الطَّيب
⚽14k✈ @Al_kalim_Al_taieb111
🏟𓂃لك دعواتي
⚽13k✈ @homidooooo
🏟𓂃الصحة والتغذية
⚽13k✈ @sihatok
🏟𓂃 معشوقة القلوب وغايتها
⚽12k✈ @masko
🏟𓂃 للمؤنسات الغاليات
⚽12k✈ @wwaaff
🏟𓂃 فنـــون الطبــــخ
⚽12k✈ @fononmatbakh
🏟𓂃نصائح لحفظ القرآن
⚽11k✈ @jamil_sabbagh1
🏟𓂃 جداول وتوجيهات يومية
⚽10k✈ @islamgacom
🏟𓂃 تحفيظ القرآن 2
⚽09k✈ @alrsalaa2
🏟𓂃رسائل وصور العيد
⚽09k✈ @flashe
🏟𓂃اجمل الفيديوهات
⚽08k✈ @alhemyarix
🏟𓂃حصاد تدبر القرآن
⚽06k✈ @tadabbur1
🏟𓂃 أحَادَيَثَ نبوية
⚽03k✈ @aslamm01
🏟𓂃 جمـالك سيدتـي
⚽11k✈ @jamalok
🏟𓂃 تربويات صغار وكبار
⚽11k✈ @mosiehoon
🏟𓂃 معاً لنحفظ القرآن
⚽12k✈ @islamyati1
🏟𓂃زاد المسلم إلى الجنة
⚽12k✈ @zaaad2
🏟𓂃فتاوى إبن عثيمين
⚽12k✈ @binothaymen
🏟𓂃روائع قرآنية
⚽13k✈ @Rawae3quran
🏟𓂃صوتيات منوعة للنساء
⚽13k✈ @faferoaudiolessons
🏟𓂃رؤوس أقلام أدبية
⚽14k✈ @phiIosop7
🏟𓂃شفاء ورحمه
⚽14k✈ @shefaa22
🏟𓂃 كتابات وصور إسلامية
⚽15k✈ @lSLAMlC_PlC
🏟𓂃 أسرار حفظ القرآن
⚽15k✈ @qranbelansyan
🏟𓂃 عشاق الشعر والفصاحة
⚽16k✈ @F_15FF
🏟𓂃 حالات واتس للمتفائلين
⚽16k✈ @t58500
🏟𓂃| تفآؤل وأمٓــل
⚽16k✈ @aes_a339e
🏟𓂃 ️إشــراقة الصبــاح ️
⚽16k✈ @aishraqat
🏟𓂃 صورة وتعليق
⚽18k✈ @vv5vvv
🏟𓂃أَهْل الْقُرْآنِ وَخَاصَّتُه
⚽18k✈ @qurraan
🏟𓂃موسوعة كتب إلكترونية
⚽20k✈ @PDFnew
🏟𓂃كن إيجابي
⚽22k✈ @knegabi
🏟𓂃أناقة إمرأة
⚽22k✈ @ppawp
🏟𓂃 قصص وروايات
⚽22k✈ @k_iss
.
🏟𓂃 طبخات سهلة وسريعة
⚽23k✈ @Chef_domooo3q8
🏟𓂃الأعجاز القرآني بالصوَر
⚽25k✈ @ijazQurany
🏟𓂃ورد يومي من الأحاديث
⚽26k✈ @Talam_Hadith
🏟𓂃 ما تنجذب إلية القلوب
⚽26k✈ @hearts2021
🏟𓂃لعشاق الصور تقنيةHD
⚽27k✈ @PhOtHD
🏟𓂃 التفسير الميسر للقرآن
⚽29k✈ @AL_QURAN1133
🏟𓂃رقية شرعيه للاطفال
⚽29k✈ @iistshfa2017
🏟𓂃وصفات للبشرة والشعر
⚽33k✈ @gmalll
🏟𓂃 تحفيظ القرآن 1
⚽33k✈ @alrsalaa1
🏟𓂃صور من الطبيعة HD
⚽36k✈ @sewr7
🏟𓂃تعلم الإنجليزية في بيتك
⚽40k✈ @Learn3English
🏟𓂃 نصائح وتوجيهات للزوجة
⚽44k✈ @aaii5599
🏟𓂃 صورة وخاطرة
⚽44k✈ @F15FF
🏟𓂃أطباق مميزة لرمضان
⚽57k✈ @thamar5850
🏟𓂃 بطاقات متنوعة وتقويم
⚽64k✈ @aItaqWem
🏟𓂃تعلم الإنجليزية بسهولة
⚽74k✈ @English_201
🏟𓂃أسرار زوجية
⚽92k✈ @thamar58500
📄ورد يومي من القرآن الكريم للحفظ مع التلقين🎙⬇
/channel/alrsalaa1
⚡للإشتراك في الليسته
@thamar911