قنوات اسلامية مفيده
💥| علم الفرائض المواريث👇 |
💫|09 |k |@rah_bia |
°
•
💥| هـمســٰ̲ـٰــات القلــــٰۛــب|℡👇 |
💫|04 |k |@z2l77 |
°
•
💥| فوائد علمية منوعة👇 |
💫|02 |k |@ahmadhddal |
°
•
💥| ليطمئن قلبي👇 |
💫|02 |k |@lyatmaenkalbe |
°
•
💥| اهلا رمضان👇 |
💫|01 |k |@youniyyy |
°
•
💥| قطوف دانيه👇 |
💫|01 |k |@qatuf_dania |
°
•
💥| رســائل بلا ؏ـــنوان👇 |
💫|09 |h |@foolllla |
°
•
💥| لا نجاة إلا بالتوحيد👇 |
💫|08 |h |@ahfazallahyahfazk |
°
•
💥| عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين👇 |
💫|08 |h |@farthsaba |
°
•
💥| التفسير والعلم الشرعي من الكتاب والسن👇 |
💫|08 |h |@taliba_al3lm |
°
•
💥| تفسير السعدي👇 |
💫|01 |k |@tfsir_sourat_alkahf |
°
•
💥| زاد الرقية الشرعية(الحصن المت👇 |
💫|01 |k |@zaaad8 |
°
•
💥| «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي👇 |
💫|01 |k |@alslah |
°
•
💥| صور وحالات إسلامـيـة👇 |
💫|02 |k |@z9a7y8 |
°
•
💥| قال رسول الله ﷺ👇 |
💫|02 |k |@qalalrasul |
°
•
💥| سُبُل العِلم عنِ الله👇 |
💫|04 |k |@m3_2975 |
°
•
💥| روائع سعيد القاضي👇 |
💫|23 |k |@rawae_alkady |
°
•
في اللسته 🇵🇸
@lastat_alhidaya
مقامات المغفرة من الوضوء إلى أذكار ما بعد الصلاة
مقامات المغفرة من الوضوء إلى أذكار ما بعد الصلاة
بقلم سمر الأرناؤوط (موقع إسلاميات)
من بشارات النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ" ولأن حديثنا عن الصلاة فسنتأمل في موضوع الصلوات الخمس مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر. (والكبائر هي كل معصية توعّد الله تعالى عليها باللعن أو بعذاب أو بعقاب) من منا لا يُذنب؟ ومن منا لا يُخطئ؟ ومن منا لا يرغب ولا تطمح نفسه أن يغفر الله تعالى ذنوبه كلها دقّها وجُلّها؟ علانيتها وسرّها؟! "كلّ ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون" جعلنا الله من التوابين الأوابين في كل حين. النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى فعندما يبشرنا أن الصلوات الخمس كفارة لما بينهن فهي حقًا كذلك وصدقًا لكن علينا نحن أن نتأمل في هذه البشارة ونتلمس مواطن المغفرة الربانية والرحمة الإلهية حتى نفوز بمغفرة الغفور الغفار سبحانه فينقضي يومنا وقد غفر الله ذنوبنا بعفوه وكرمه وإحسانه.
المقام الأول: الوضوء. رحلة الصلاة تبدأ من استعدادنا لها بالوضوء لأنه مقدمة لها وتهيئة ومنذ هذه اللحظة تبدأ بشائر المغفرة من الغفور، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب". هذه أولى مقامات المغفرة من الغفور ونحن نتهيأ للوقوف بين يديه.
ويأتي المقام الثاني: الدعاء بعد الفراغ من الوضوء كما في الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" (أخرجه مسلم) فهل تفتح أبواب الجنة الثمانية إلا لمن غفر الله تعالى له؟!
المقام الثالث: الأذان. قال صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله رضيت بالله ربًا وبمحمد رسولًا وبالإسلام دينًا غفر له ذنبه" (أخرجه مسلم في كتاب الصلاة من حديث سعد بن أبي وقاص) فالغفور سبحانه يغفر ذنوب من قال هذه الكلمات مصدّقا بها قلبه عند الأذان. وما بين الأذان والإقامة موطن استجابة دعاء فلنحرص على أن يكون من دعائنا طلب المغفرة من الله جلّ وعلا نستغفره من ذنوب أسرفنا فيها على أنفسنا وجرّاتنا عليها أهواؤنا وشهواتنا.
المقام الرابع: المشي إلى الصلاة. عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غدا إلى المسجد، أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح. متفق عليه.وعنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة. رواه مسلم.وعن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعد من المسجد منه، وكانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حماراً لتركبه في الظلماء وفي الرمضاء، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جمع الله لك ذلك كله. رواه مسلم.وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم، فقالوا: ما يسرنا أنا كنا تحولنا. رواه مسلم، وروى البخاري معناه في رواية أنس.وعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصليها ثم ينام. متفق عليه.
المقام الخامس: دخول المسجد "اللهم افتح لي أبواب رحمتك" وماذا يتوقع المصلي إذا فتح الله الملك الرحمن الرحيم أبواب رحمته؟! الله اشملنا برحمتك التي وسعت كل شيء.
المقام السادس: انتظار الصلاة. قال صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط. فانتظار الصلاة إضافة لما جاء في الحديث مما يمحو الله تعالى به الخطايا ويرفع به الدرجات فهنيئًا لمن انتظر الصلاة بعد ا
خشوع التعظيم وخشوع التذلل بقلم سمر الأرناؤوط (موقع إسلاميات)
الطمأنينة والخضوع وحضور القلب الذي نسعى إليه جميعًا في صلاتنا بل وفي سائر عباداتنا لن يتحقق إلا بتحقق أمر هو في غاية الأهمية ألا وهو تعظيم الله تعالى الذي أمرنا بالصلاة أولًا واستدعى لها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج ليكلّفه بها من فوق سبع سموات تكليفًا عظيمًا في المكلِّف ومكان التكليف والمكلَّف به والمبلِّغ. وما محاولاتنا لتعظيم صلاتنا إلا ليكون من باب شكر نعمة الله تعالى العظيم علينا فتعظيم الأمر من تعظيم الآمر ومحبة فعل الأمر دليل على حب الآمر سبحانه وتعالى. وكم ندّعي تعظيم الله في حياتنا ولكنه للأسف في كثير من الأحيان مجرد كلام نقنع به أنفسنا والآخرين.. الصلاة في حقيقتها كما سائر العبادات موطن تعظيم لله تعالى في كل حركاتها وأركانها وواجباتها بدءًا من تكبيرة الإحرام "الله أكبر" أكبر من حياتنا ومواعيدنا وطعامنا وأصدقائنا وأحاديثنا وجوالاتنا وزياراتنا وأسواقنا...عندما نترك كل ما لدينا بمجرد أن نسمع النداء: الله أكبر نكون قد عظّمنا الله سبحانه وتعالى جل جلاله الذي يدعونا للوقوف بين يديه.
ولو تأملنا في حالنا في صلاتنا أكاد أجزم أننا جميعًا إلا من رحم ربي يغفل عن استشعار عظمة الله في ركن أساسي في الصلاة ألا وهو الركوع! ويمكنني أن أسميه الركن المنسي أو الركن المغبون في الصلاة - إن صحّت التسمية - كم منا من يركع ويردد سبحان رب العظيم ثلاثًا بسرعة البرق ويرفع من الركوع ليخرّ ساجدًا لنيل درجة القرب من الله عز وجلّ في السجود؟ وهذا أمر طيب أن نستشعر معنى السجود لكن ألا نتوقف عند ركن الركوع ونسأل لماذا أُمرنا بالركوع قبل السجود؟ ولماذا لا نخرّ ساجدين مباشرة بعد القرآءة؟! الركوع هو الركن الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأما الركوع فعظّموا فيه الربّ، إذن هو ركن تعظيم لله بامتياز.
وحتى نستشعر معنى تعظيم الله في الركوع لنسأل أنفسنا لماذا أُمرنا في صلاة الخسوف وصلاة الكسوف أن نركع مرتين ونطيل فيهما؟! إن الله العظيم القادر على تغيير نواميس الكون بهذه الآيات المعجزة لهو إله عظيم يستحق أن نعظّمه على عظيم قدرته وتفرّده في تدبير وتسيير كونه بهذا النظام الدقيق العظيم متى شاء وكيف شاء سبحانه.
والعظيم اسم من أسماء الله الحسنى. وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم ما نقوله في الركوع بعد التسبيح باسم الله العظيم فكان يقول: "اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت أنت ربي خشع لك سمعي وبصري ولحمي وعظمي ودمي وبشري" ولو تدبرنا هذا الدعاء لعلمنا بين يدي من نركع ولاستشعرنا عظمة الخالق الذي نركع له على هذا النحو ونقرّ له أن كل ذرة فينا خاشعة لك يا رب خاضعة لك معظّمة لك تعظيمًا يليق بجلالك. ومما كان يقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً في الركوع: "سبّوحٌ قدوسٌ ربُّ الملائكة والروح" والأدعية في الركوع كثيرة ويمكن الرجوع الى كتب الاذكار للإستزادة منها.
وكما علمتنا سورة الفاتحة أدب الثناء على الله تعالى قبل طلب الهداية، يعلمنا هذا الركن العظيم "الركوع" الثناء على الله العظيم قبل أن نسجد بين يديه ونسبّحه وندعوه بما نشاء ونطلب كل حاجاتنا منه صغيرها وكبيرها.. فلا يليق بمن يريد حاجته من الملك أن يطلبها دون مقدمات وكلما ازدادت حاجته زاد في ثنائه وأطنب فيه...
فهلا تفكّرنا في هذا الترتيب البديع لحركات الصلاة وأركانها وأن كل ركن منها مقصود وله هدف ومعنى ويشكل مع باقي الأركان منظومة رائعة تُفتتح بالتكبير وتُختتم بالتسليم والرحمة وبينهما قرآن يشفع وركوع يرفع وسجود يقرّب ودعاء يُسمع...
إذا تعاملنا مع صلاتنا على أنها روتين وواجب يومي نقوم به فلن نتلذذ بها ولن تزيد في رصيدنا الإيماني ذرّة.. ينبغي أن نتطلع لصلاتنا على أنها لقاء بملك الملوك، رب العالمين، ربنا وخالقنا وهادينا ورازقنا ووكيلنا ووليّنا، نطمئن في كل ركن فيها ونتأمل ونخشع ونعيها بقلوبنا وعقولنا وأرواحنا ونعطي كل ركن حقّه، عندها فقط نرى أثرها في قلوبنا وثمرتها وبركتها حياتنا لأننا على يقين أنه لا نخرج من حضرة الملك المنعِم الوهاب الجواد إلا بعطيّة وهدية. ولنحذر من أن نكون من أسوأ الناس سرقة كما حذّرنا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، قال يا رسول الله، كيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها.
سبحان الله العظيم الذي شرّفنا وأكرمنا وأنعم علينا بنعمة الوقوف بين يديه خمس مرات في اليوم والليلة، اللهم أوزعنا أن نشكر هذا النعمة العظيمة بتحقيق تعظيمك والخضوع لك والتذلل بين يديك والخشوع في حضرتك يا ذا الجلال والإكرام.
الوعي والخشوع في الصلاة
بقلم سمر الأرناؤوط
موضوع الخشوع في الصلاة موضوع عظيم واسع شامل وكلما تأملنا فيه وجدناه يدخل في كل مراحل الصلاة بل في كل مراحل العبادات غيرها ويعنينا الآن موضوع الصلاة لأننا إذا أتقنا الخشوع فيها سنتقنه إن شاء الله في غيرها. أرى والله أعلم أن الصلاة لها ثلاث مراحل في الخشوع هي:
1. الخشوع قبل الصلاة ويتعلق بالتهيئة لها والاستعداد النفسي والقلبي والحسّي
2. الخشوع في الصلاة في أدائها في كل أركانها وواجباتها وأذكارها
3. الخشوع ما بعد الصلاة بالسعي في الوصول إليه في كل الصلوات والاستغفار من التقصير فيه.
توقفنا مع بعض الأسباب المعينة على الخشوع قبل الصلاة واليوم نتوقف عند الخشوع في الصلاة نفسها والحديث في هذا الباب طويل لكن سأتوقف عند بعض النقاط المهمة.
كثير منا يفهم الخشوع على أنه حالة مثل حالات التصوّف التي يغيب فيها عقل الإنسان من شدة انسجامه في عالم آخر يظنّه روحانيًا..وهذا أمر غير صحيح وتوصيف غير دقيق وليس هو المطلوب فليس في ديننا رهبانية زائفة ولا غياب عن الوعي فهذا لم يحدث للنبي صلى الله عليه وسلم الذي عليه أُنزل الوحي وهم أعظم من تلقى هذا الوحي وتدبره ولم نسمع انه حصل لصحابي من صحابة رسول الله. إن الله عز وجلّ في الآية التي نهى فيها عن الصلاة في حالة السُكر في إحدى مراحل تحريم الخمر في آية سورة النساء قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ) وعلّل سبب النهي بقوله تعالى (حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) هذا يعني أن سبب النهي عن اقتراب الصلاة في حالة السكر أن السكران لا يعي ما يقولون، فعدم الوعي لما يقال مناقض لمفهوم الصلاة لأنها ليست مجرد حركات وتمتمات!
وهذا يجعل الوعي لما نقول أساس في الصلاة وهذا يتأتى مع الخشوع لأنهما معاً يحتاجان لقلب واعٍ يدرك ما ينطق به اللسان ويفهمه ويتأثر به ويتحرك له فإذا تحقق الوعي لما نقول تحقق الخشوع في الصلاة. وكثيرًا ما نستشهد بالحديث القدسي في سورة الفاتحة: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين... لأنه في الواقع أقرب مثال لتوصيف حال المصلي وهو حاضرُ القلب واعٍ لما يقوله، خاشعٌ في تدبر ما يتلوه مسستحضرٌ جلالة الموقف الذي يقفه بين يدي ربه عز وجلّ.
وهذا الوعي المصحوب بالخشوع أو الموصل له ينسحب على كل أركان الصلاة وليس فقط التلاوة فنحن مطالبون بوعي معاني الله أكبر في تكبيرة الإحرام ووعي معاني دعاء الاستفتاح وأذكار الركوع والرفع منه وأذكار السجود وما بين السجدتين والتحيات والسلام، كل ركن منها له وعيه الخاص لما يقال فيه وللحال الذي يكون فيها قائما أو راكعا أو ساجدا بين يدي المولى جل في علاه. ولا يحصل السهو في الصلاة إلا بمقدار فقدان الوعي لما نقول ولهذا لا يتأتى لنا خشوع ونسلّم من صلاتنا ونحن لا ندري أصلينا ثلاثا أو أربعا ولا ندري ماذا قرأنا بعد الفاتحة! ونشكّ هل قرأنا الفاتحة أصلًا؟!
ولنا وقفة قادمة إن شاء الله مع بعض الأسباب التي تعيننا على الوعي في صلاتنا الذي بدوره سيؤدي إلى الخشوع فيها.
رزقني الله وإياكم قلوبًا واعية وعقولًا مدركة متبصّرة وحضورًا خاشعًا في سائر عباداتنا لله رب العالمين.
(يتبع إن شاء الله)
ترك فضول الكلام يعين على الخشوع في الصلاة
بقلم: سمر الأرناؤوط
ما زلنا في مرحلة التهيئة النفسية والاستعداد للصلاة التي قد تعين على الخشوع فيها والمعينات كثيرة لمن تأمل وتفكر ولمن أراد حقًا أن يصل لدرجة خشوع ولو بقدر بسيط حتى يتلذذ بصلاته ومناجاته لربه ويستشعر شيئًا من الراحة التي كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يشعر بها في صلاته وهو لنا الأسوة والقدوة وهو القائل: "أرحنا بها يا بلال" والقائل: "صلّوا كما رأيتموني أصلي".
فمن كان يرغب حقًا أن يخشع في صلاتك فعليه بترك فضول الكلام..
كيف تتوقع أن تخشع في صلاتك وقد أمضيت ساعات على الهاتف تتحدث في ما لا فائدة منه من أمور الدنيا وزينتها أو تغتاب فلانًا أو فلانة أو تتذمر وتتضجر وتشكو من أمر أصابك أو شيء لم تحصل عليه من متاع الدنيا أو خلاف مع الزوج أو الأولاد أو الجيران والأصدقاء؟! تتوقع بعدها أن تضع سماعة الهاتف أو تضع جهازك جانبًا بكل بساطة وكأنك تقلب صفحة كتاب ثم تقول الله أكبر ويتنزل عليك الخشوع تنزّلا؟! وهل تريد أن تتابع الأفلام والمسلسلات التي فيها ما فيها من المحظورات ثم تريد أن تقوم لصلاتك خاشعًا منصرفًا عن الدنيا وما فيها ولا زالت المشاهد التي رأيتها لساعات تتراءى أمام ناظريك وقلبك مشغول بفستان تلك وتسريحة شعرها الفاتنة ومجوهراتها وزينتها أو مشكلة ومأساة تلك وذاك ممن شاهدت؟! وهل تريد أن تصخّ آذانك بسماع الغناء ليل نهار يحرك غرائز نفسك ويغذي أهواءك وتريد في ثوانٍ معدودة أن تقوم بعدها لصلاتك فتستمتع بتلاوتك لآيات القرآن العظيم ويخشع قلبك الذي لا تزال أصداء الغناء تتخبط فيه وبه؟!
لنكن واقعيين صرحاء مع أنفسنا، لن نتمكن من الخشوع في صلاتنا إلا بالاستعانة بالله تعالى لنا قبل الصلاة بأن نترك فضول الكلام وسفاسف الأمور ولغو الحديث وكل ما لا فائدة منه وكل ما لا يزيد في رصيد حسناتنا يوم القيامة.. فإن كان أهل الجنة في الجنة يتحسرون على لحظة لم يذكروا فيها الله سبحانه وتعالى فكيف بنا نحن وقد ضيعنا الساعات والأيام والليالي الطوال في كلام لا يسمن ولا يغني من جوع، بل وفي كلام قد يهوي بأحدنا سبعين خريفا في النار والعياذ بالله! كلمة واحدة قد ينطق بها أحدنا تودي به إلى المهالك أفلا نحتاج أن نقف وقفة نراقب فيها ألسنتنا التي لا تكاد تستقر داخل أفواهنا وهي تلوك الكلام يمنة ويسرة نتلقى الكلام بأفواهنا لا نمرره على آذاننا ولا على عقولنا وإنما نتفوه بكل ما نريد دون حسيب ولا رقيب وكلنا يعمل القول: إذا رأيت الرجل يطيل الصمت فاعلم أنه يلقّن الحكمة. أين نحن من هذا؟!
الأولى لنا أن نشغل ألسنتنا بما يضاعف الأجر وبما يزيد رصيد الحسنات يوم القيامة، الأولى لنا أن نذكر الله تعالى ونعود ألسنتنا على أن تقول خيرا أو فلتصمت!! لنتعود أن لا تفتر ألسنتنا عن ذكر الله تعالى قبل الصلاة وبعدها... لماذا لا يكون لنا ورد معين بين الصلوات؟ أو نقرأ بضع آيات من كتاب الله لعلها تكون الآيات التي ستقرأها في الصلاة وهذا يحتاج لبرنامج عملي يصبح ملازمًا لنا قبل كل صلاة فإن لكل أمر مقدّمة وتهيئة نفسية ومعنوية ومادية فكما تتوضأ وتفرش سجادتك وتقف في مصلاك للصلاة عليك أن تستعد وتتهيأ بلسانك الذي ستناجي فيه ربك وتطهره لا فقط بماء الوضوء في المضمضة وإنما بأن يجري عليه أعذب الكلام وأجمله وأرقاه ألا وهو ذكر الله تعالى وكما تمسح أذنيك في الوضوء ينبغي أن تطهّر سمعك من سماع اللغو قبل أن تقوم للصلاة ألا تريد أن تسمع ردّ الله تعالى عليه وأنت تقرأ آيات الفاتحة آية آية؟ حمدني عبدي، أثنى عليّ عبدي، مجّدني عبدي، هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، هذا لعبدي ولعبدي ما سأل؟ (كما في حديث قسمت الصلاة بيني وبين عبدي)...
ولكي يكون الأمر عمليًا وليس مجرد تنظير لم لا نضع برنامجًا لأنفسنا بحيث نترك كل شيء قبل موعد الأذان بدقائق لا نرد فيها على أيّ اتصال ونغلق كل الأجهزة وحبذا لو نضع في هواتفنا رسالة:
"أعتذر عن الردّ فأنا أستعد لصلاتي"
حتى تنتشر بيننا ثقافة توقير الصلاة وأن وقتها هو انصراف كلي لله تعالى ليس للبشر فيه أي حظّ، لو طبقنا هذا البرنامج في بيوتنا لتربى أولادنا على ثقافة احترام الصلاة وأنها الأساس في برنامجنا اليومي ولو تعودنا هذا الأمر سيكون لنا منهجًا لن نتمكن من تركه فيما بعد بإذن الله تعالى. ولتكن مواعيدنا ليس بحسب الساعات وإنما وفق أوقات الصلوات، نقول مثلا: نتقابل بعد صلاة العصر إن شاء الله وأكلمك بعد صلاة الظهر وهكذا... لنجعل صلواتنا هي الأساس في برنامجنا اليومي لننال ببركتها بركة الوقت في سائر يومنا إن شاء الله.
اللهم طهّر ألسنتنا من فضول الكلام ومن اللغو ومن الغيبة والنميمة ومن الكذب وطهّر أسماعنا من كل ما يصرفنا عنك وعن طاعتك واجعل ألسنتنا رطبة بذكرك واجعل أسماعنا طاهرة بسماع ذكرك وقرآنك وكل كلام يرضيك عنا يا ذا الجلال والإكرام.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
(يتبع بإذن الله)
كيف نخشع في الصلاة؟ بقلم: سمر الأرناؤوط
الصلاة هذا الركن العظيم من أركان الإسلام هي عماد الدين كما قال صلى الله عليه وسلم "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد" وهي أول ما يُحاسب عليه العبد من عمله فصلاح عمله وفساده بصلاح صلاته وفسادها قال النبي صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة، الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله. والصلاة هي الركن الذي اشترط الله تعالى لها أكمل الأحوال بالتزين لها والتطيب والتطهر وإتيانها على أحسن هيئة (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) [الأعراف: 31] وقد نُهينا عن أن نشغل عنها بالفكرة أو الخطرة أو اللفظة وأن لا يسرق الشيطان من صلاتنا شيئا وأخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه ليس لنا من صلاتنا إلا ما عقلنا منها، والصلاة هي الركن الذي يشترك فيه جميع أعضاء الإنسان: اللسان والقلب والجوارح.
بالوضوء والطهارة تتطهر أعضاؤنا وباللباس الحسن النظيف الطيب نقبل على الله تعالى بأحسن هيئة ويبقى علينا إحضار القلب في صلاتنا بين يدي ملك الملوك سبحانه فكيف السبيل لذلك والقلب متفلّت أبدًا، مشغول في متاع الدنيا ولذائذها وفي شهوات النفس وأهوائها؟! الأمر ليس باليسير وإنما يكون يسيرا لمن يسّره الله تعالى له ولمن تضرع لربه واستعان به على قلبه المتفلّت الذي يسأله ليل نهار أن يثبته على طاعته. فإذا كانت الصلاة بهذه الأهمية في الدنيا والآخرة أفلا تستحق أن نسعى جاهدين لإقامتها على الوجه الذي أمرنا الله تعالى به (وأقيموا الصلاة) إقامة حقيقية بشروطها وأركانها وواجباتها وخشوعها لا مجرد حركات جسدية وتمتمة باللسان!
والخشوع في الصلاة ليس وليد اللحظة وليس لباسًا ترتديه قبل أن تؤدي صلاتك، الخشوع في الصلاة ثمرة ونتيجة لما تكون عليه سائر وقتك، وثمرة ونتيجة لما وقر في قلبك من الاستسلام والتذلل والخضوع لله العلي الكبير الأعلى العظيم الذي تقف بين يديه في صلاتك. فاستعدادنا للصلاة قبل دخول وقتها من أعظم المعينات على الخشوع فيها، تأمل لو أنك قبل الصلاة تهيأت بوضوء وذكر وانتظار للصلاة وتدبر بعض آيات القرآن العظيم أو التفكر في معاني أذكار الصلاة وحركاتها وتحضرت ماذا ستقرأ فيها من أدعية الاستفتاح وأي سور ستقرأ في كل ركعة وأي دعاء ستدعو به في سجودك ثم يؤذن المؤذن فتردد معه وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما أوصانا ثم تدعو بما شاء الله تعالى لك أن تدعو ثم تقوم مستعينًا بالله لصلاتك، كيف تتوقع أن تكون هذه الصلاة؟ لا شك أنه سيكون فيها شيء من الخشوع ولو في بعض ركعاتها فعندما تتذوق لذة الخشوع مرة ستسعى للحصول عليه في كل الصلاة وستجاهد نفسك مرة بعد مرة لتكون كل صلاة أكثر خشوعا مما سبقها وهكذا هي حالنا مع الصلاة جهاد مستمر طمعًا في تحقق الخشوع الذي يجعل صلاتنا تنهانا عن الفحشاء والمنكر ولندخل في مدح الله تعالى لعباده المؤمنين ونكون من المفلحين (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾ المؤمنون).
(يتبع ان شاء الله)
تلاوة خاشعة لأواخر سورة الفرقان
بصوت القارىء سعود الفايز
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 15 إلى الآية 24 من سورة هود
بصوت القارىء قاسم فضائل
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 49 إلى الآية 59 من سورة النساء
بصوت القارىء نايف الفيصل
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 70 إلى الآية 74 من سورة الحج
بصوت القارىء أنس الجهني
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 58 إلى آخر سورة الواقعة
بصوت القارىء عبد الرحمن أبا الخيل
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
التنبيه على بعض الأخطاء المرويّة في قصّة ذبح اسماعيل عليه السلام
العلامة الألباني - رحمه الله -🎙
تلاوة خاشعة من الآية 59 إلى الآية 73 من سورة مريم
بصوت القارىء نايف السالم
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
مبارك عليكم عشر ذي الحجة،
أيام عظيمة، أقسم الله بها ورفع شأنها،
أسأل الله أن يرزقكم فيها الطاعات، ويكتب لكم القبول،
ويجعل لكم فيها دعوة لا تُرد، وذنبًا مغفورًا،
وعملًا متقبلًا، ورزقًا واسعًا مباركًا فيه.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب
#قناة_صبغة_الله
/channel/algwere
لصلاة حسيّا ومعنويًا بقلبه ومشاعره وروحه.
المقام السابع: الفاتحة. جاء في رواية مسلم للحديث: "إذا قال أحدكم في الصلاة آمين والملائكة في السماء آمين فوافق إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه" وفي رواية "إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}. فقالوا آمين، فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه" والرواية الأولى لمسلم تشمل المصلي المنفرد أيضًا والمرأة في بيتها لا تُحرم هذا الخير إن شاء الله.
المقام الثامن: الركوع والسجود. قال صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا قام للصلاة أتي بذنوبه كلها فوضعت على عاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه". فكم يا ترى ستسقط من ذنوبنا مع كل ركوع وسجود؟! هل سيبقى من ذنوبنا شيء بعد كل صلاة؟! وقال صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحطّ عنه بها خطيئة" (صحيح الجامع) وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة وحطّ عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود" (صحيح الجامع) فالسجود هو مقام القرب من الله تعالى وهو سبحانه القائل (فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) وهذا أقرب موطن دعاء يقفه المسلم بين يدي ربه فإن استغفره غفر له وإن سأله أعطاه لأنه عز وجلّ أمرنا بالدعاء ووعدنا بالاستجابة (ادعوني أستجب لكم) والسجود هو أكثر المواطن التي يُظهر العبد فيها انكساره وخضوعه وذلّه بين يدي ربه فإن كان مذنبًا فهذا هو الموطن الذي تسكب فيه العبرات وتُعلن فيه التوبة وتستمطر فيه مغفرة الله تعالى وعفوه فلنجتهد فيه حتى نكون من المقبولين المغفور لهم إن شاء الله.
المقام التاسع: بين السجدتين. فهذا موضع استغفار بدليل ما علّمنا إياه رسولنا صلى الله عليه وسلم من ذكر في هذا الموضع.
المقام العاشر: أذكار بعد الصلاة. علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نستغفر الله ثلاثًا بعد الفراغ من الصلاة ونحن ما زلنا جلوسًا في مصلّانا والرسول صلى الله عليه وسلم لن يدعونا للاستغفار إن لم يُعلمه ربه عز وجلّ أن هذا موطن طلب مغفرة من الغفور سبحانه.
المقام الحادي عشر: من بداية الصلاة إلى ختامها. وهو استغفار الملائكة التي تشهد صلاتنا فمنذ أن نبدأ بالصلاة إلى أن نسلم في ختامها والملائكة الموكلة بنا تدعو الله أن يغفر لنا ويرحمنا، هذه ملائكة السماء تستمطر لنا مغفرة الغفور سبحانه وهو الذي أمرها بذلك فكيف لا نرجو عفوه ومغفرته وكيف لا نحبّه ونعظّمه وهو سبحانه جل في علاه يفتح لنا أبواب رحمته ومغفرته مشرعة ويدعونا للولوج فيها؟! حقّا صدق رسول الله صلى الله
عليه وسلم: لا يدخل النار إلا شقيّ!!! هذه بعض نفحات مغفرة الله عز وجلّ للمصلي تتكرر يوميًا خمس مرات ويمكن لنا أن نستزيد منها فهل يبقى من ذنوبنا شيء إن نحن استحضرنا بصدق هذه المكرمات الربانية والعطايا؟ فأين المتعرضون لنفحاته؟ وأين المستغفرون التائبون المنكسرون على أبوابه؟!
اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المستغفرين واجعلنا ممن غفرت لهم ذنوبهم ما بين الصلوات الخمس وفي كل حين يا غفور يا غفار يا تواب يا رحيم...سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ولا حمدناك حق حمدك فاغفر لنا تقصيرنا وإسرافنا في أمرنا وتب علينا وعلى والدينا والمسلمين إنك أنت التواب الرحيم. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك...
المناجاة والخشوع
بقلم سمر الأرناؤوط (موقع إسلاميات)
إن من أعظم الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة أن يوقن المصلّي أن صلاته هي مناجاة لربّه جل في علاه، قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن المصلي يناجي ربه فلينظر أحدكم بما يناجي ربه) والمناجاة لا تكون إلا بين محبّ وحبيبه يبثه ما في قلبه.
والمناجاة تحتاج إلى تهيئة في المكان وتهيئة للقلب والجوارح. أما تهيئة المكان فالمناجي يختار مكانًا خاصًا بعيدًا عن كل ما يشغله عن مناجاته حتى لا تنقطع حبال الود بينه وبين محبوبه وكذلك المصلي الذي ينتظر صلاته، مناجاته مع ربه بكل جوارحه يختار لها مكان بعيدا عن الضجيج، بعيدا عن الأولاد وصراخهم وطلباتهم وبعيدا عن أجهزة الاتصال والتواصل، بعيدا عن الطعام والشراب، ألم يخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن لا نصلي بحضرة طعام ولا ونحن ندافع الأخبثان؟ لماذا؟ حتى لا يكون هناك أي شيء يعكّر علينا صفو هذه المناجاة والأنس بالله، إنها خلوة برب العباد تحتاج إلى صفاء ذهن وقلب وتفرّغ وابتعاد عن كل صارف.. فلماذا لا نتخذ في بيوتنا محرابًا خاصًا لصلاتنا، هو مكان مناجاتنا لربنا، مكان خاص، بعيد عن كل ما يشغل عن الله، لا فيه صور ولا زينة، حتى سجادة الصلاة تكون خالية من الزخارف التي قد تشغلنا وقد شُغل نبينا صلى الله عليه وسلم بخميصة لها أعلام وقال (إنها ألهتني عن صلاتي)؟
وأما تهيئة القلب فإن المناجي ربه بقلبه وعقله وجوارحه، يفصلها عن الدنيا وما فيها ليتفرغ لهذه المناجاة العظيمة، زكريا عليه السلام ناجى ربه وهو قائم في المحراب بعيدا عن الناس وعن كل صارف، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل يناجي ربه بعد أن تنام العيون وتسكت الأصوات وتهدأ، فللمناجاة مع الله عز وجلّ الملك الرب لذة مغبونٌ من حرم نفسه منها ومغبونٌ من لم يجاهد نفسه أن يتذوق شيئا من حلاوتها..
وحضور القلب والروح والجوارح في هذه المناجاة مرتبط بالهمّة وتابعٌ لها فأنت في حياتك يحضر قلبك لمن تهتم بأمره فإن لم يحضر القلب في الصلاة للمناجاة الراقية مع رب العالمين فهذا لانشغاله واهتمامه بغير محبوبه...ولن تعلو همة أحدنا للإقبال على هذه المناجاة اليومية إلا عندما يمتلئ القلب إيمانًا وتصديقًا وعلماً يقينيًا أن الآخرة خير وأبقى وأن هذه المناجاة وهذه الصلاة هي وسيلة للخير في الدنيا وفي الآخرة التي لها نعمل ونسعى (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)..
الزهد في الدنيا والسعي للآخرة هي أعظم وسيلة تُجبر القلب على الحضور التام لمناجاة الملك سبحانه، فنحن في الصلاة نناجي الخالق الذي خلقنا نعترف له بالربوبية والألوهية ونعترف له أنه الرحمن الرحيم وأنه مالك يوم الدين الذي سيحاسبنا على كل ما قدّمنا في حياتنا وهو الذي بيده هدايتنا فنطلبها منه صادقين لأننا لا شيء بدونها، وبين الثناء على الله وحمده وبين الدعاء والتضرع بين يديه وبين ما هو لله في صلاتنا وما هو لنا تكون المناجاة وما أحلاها وما أعظمها وما أشد وقعها وأثرها على قلوبنا، فمناجاة يصلي فيها القلب مناجاة تعرج به إلى الملأ الأعلى تسمو به وترتفع فيجد طعم لذتها على لسانه حمدا وشكرا وثناء على الله سبحانه أن أذن له بهذه المناجاة اليومية..
بهذا الشعور وبهذه المناجاة ننفصل عن سفاسف الأمور ونرتقي يوميًا قبل أن نعود لحياتنا الدنيا نسعى ونكدح فيها وكأن هذه المناجاة هي حقًا رحلة عروج يومية كما عُرج بنبينا صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة ليكلّف بهذه الصلاة، وكأننا بحاجة ماسة لهذا العروج اليومي لنشرب من النبع السماوي الصافي ما يروي ظمأ قلوبنا وأرواحنا للإيمان الحق واليقين الحق أن صلاتنا هي أساس حياتنا ولا عجب أنها الركن الذي لا يسقط بحال ولا عجب أنها أول ما سُنسأل عنه ولا عجب أنها صلتنا بربنا سبحانه وتعالى ولا عجب أنها الفاصل بين المؤمن والكافر...
يا رب لك الحمد على أن أذنت لنا بمناجاتك فأعنّا على أن نكون أهلًا لها...
يا رب أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن لا تحرمنا لذة مناجاتك والأنس بالوقوف بين يديك ليلا ونهارا...
اللهم يا مقلّب القلوب علّق قلوبنا بك وانزع منها كل ما ومن يشغلنا عنك..
الطمأنينة والخشوع في الصلاة
بقلم سمر الأرناؤوط (موقع إسلاميات)
إن الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة كثيرة والأسباب التي تدفعنا لحضور قلوبنا في الصلاة حتى تعي ما تفعله من حركاتها وما تقوله من أذكارها عديدة جدًا وكل واحد منا سيجد منها ما يَصلح لقلبه وما يُصلحه. لكن وبعد قرآءة الكثير عن الصلاة هذه العبادة العظيمة يستوقفني كثيرا حديث النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- دخلَ المسجِدَ فدخلَ رجلٌ فصلَّى ثمَّ جاءَ فسلَّمَ علَى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- فردَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- عليهِ السَّلامَ وقالَ ارجِع فصلِّ فإنَّكَ لم تُصلِّ فرجعَ الرَّجلُ فصلَّى كما كانَ صلَّى ثمَّ جاءَ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- فسلَّمَ عليهِ فقالَ لهُ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- وعليكَ السَّلامُ ثمَّ قالَ ارجِع فصلِّ فإنَّكَ لم تصلِّ حتَّى فعلَ ذلِكَ ثلاثَ مِرارٍ فقالَ الرَّجلُ والَّذي بعثَكَ بالحقِّ ما أُحسِنُ غيرَ هذا فعلِّمني قالَ إذا قُمتَ إلى الصَّلاةِ فكبِّر ثمَّ اقرَأ ما تيسَّرَ معَكَ منَ القرآنِ ثمَّ اركَع حتَّى تطمئنَّ راكعًا ثمَّ ارفَع حتَّى تعتدلَ قائمًا ثمَّ اسجُد حتَّى تطمئنَّ ساجدًا ثمَّ اجلِس حتَّى تَطمئنَّ جالسًا ثمَّ افعَل ذلِكَ في صلاتِكَ كُلِّها فإذا فعلتَ هذا فقد تمَّت صلاتُكَ وما انتَقَصتَ مِن هذا شيئًا فإنَّما انتقَصتَهُ مِن صلاتِكَ وقالَ فيهِ إذا قُمتَ إلى الصَّلاةِ فأسبِغ الوُضوءَ. تأملت هذا الحديث وقابلته مع أركان الصلاة وتعريف الركن هو الذي تبطل الصلاة بتركه عمداً وفي حالة تركه سهواً يجب إعادة الركن المتروك ثم سجود السهو. والطمأنينة في الصلاة ركن ركين من أركانها كما يذكر علماؤنا بنص الحديث الذي ذكرته وهو أمر مهم لا يمكن الاستهانة به.
وهنا ينبغي أن نقف وقفة طويلة مع هذا الركن ونسأل أنفسنا صراحة: هل صلاتنا فيها شيء من الطمأنينة أم أنها أقرب إلى صلاة المسيء الذي ذكر في الحديث؟! فإن كنا من المسرعين في صلاتنا نكون قد أخللنا بركن منها فإن تعمدنا ذلك فقد بطلت صلاتنا وتوجب علينا إعادتها وإن كنا ساهين توجب إعادة الركن وسجود السهو!! فكم لنا من صلواتنا التي صليناها سنين طويلة؟ ماذا كتب لنا منها؟! لعل الله يعذرنا إن جهلنا هذا الأمر فيما مضى فلنحرص عليه فيما بقي عساها تعوّض ما فات إن شاء الله تعالى.
ولو تأملنا معاني الطمأنينة في كل حركات الصلاة لوجدنا أنها تجلب حضور القلب بين يدي الله تعالى وتوجب تعظيم الله وتوقيره والخضوع له وتوجب خشوع القلب والجوارح وتجلب وعي المصلي لما يقوله ويفعله فلا ينتقل إلى الركن التالي إلا بعد أن يعطيه حقّه فيطمئن قلبه وتسكن جوارحه ويستشعر أثر هذه العبادة العظيمة عليه وسيوقن أن هذه هي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وهذه هي الصلاة التي يفلح بها المؤمنون وهي الصلاة التي يستحق مقيمها التكريم من الله تعالى في جناته..
لن أطيل أكثر وسأترك لكم المجال لاستشعار معنى الطمأنينة التي يغني لفظها عن شرح معانيها فوقع الكلمة في الأذن والقلب يوحي براحة ما بعدها راحة وسكينة تلامس شغاف القلب والروح..
الآن فهمت معنى قول الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، بلى يا رب بذكرك تطمئن القلوب وتسكن وتتطامن الجوارح طائعة خاشعة مطمئنة..
جعلني الله وإياكم ممن يحققون الطمأنينة في صلاتهم وفي سائر عباداتهم حتى نكون ممن تقول لهم الملائكة: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فيخاطبها رب العزة: فادخلي في عبادي وادخلي جنتي...
مما يعين على الخشوع في الصلاة: التواضع وعدم الكِبر
بقلم سمر الأرناؤوط
ما زلنا مع تهيئة النفس قبل الصلاة وتنقيتها من كل ما يسبب شرودها في الصلاة ويصرفها عن الخشوع بين يدي ملك الملوك سبحانه. ومعظم هذه العوائق نجدها تتعلق بالقلب وأمراضه وكلما زادت عنايتنا بإصلاحه اقتربنا من تحقيق الخشوع في صلاتنا والتقرب مما يحبه ربنا ويرضاه. ومن أعظم ما يعيق القلوب عن الخشوع الشعور بالكِبر حتى لو كان مجرد ذرّة صغيرة منه، فذرة من كبر في قلب إنسان تحرمه من دخول الجنة "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" وذرة من كِبر قد تحرمنا من دخول جنة الدنيا: الصلاة بين يدي الله عز وجلّ. ونحن بحاجة ماسة لمعالجة هذه الذرة الآن فكم من خير نُحرم منه بسببها!! فلنبحث في قلوبنا عن هذه الذرة أو الذرات التي تحول بيننا وبين التلذذ بمناجاة ربنا سبحانه وتعالى وتوصد في وجوهنا أبواب الخضوع والخشوع لله تعالى وكل واحد منا أدرى بقلبه مهما حاول إخفاء ما فيه عن أعين الناس إلا أن الله سبحانه علام الغيوب يعلم السر وأخفى، يعلم ما في قلوبنا ويعلم خواطرنا قبل أن نحدّث بها أنفسنا...
والكبر أنواع ودرجات يبدأ بذرة وقد يمتلئ القلب عياذا بالله منه فيختم عليه! ولا يخلو أحدنا من أن يصيبه شيء منه فإما أن نُعجب بعلمنا أو صدقاتنا أو طاعاتنا أو أخلاقنا أو جمالنا أو مركزنا الاجتماعي أو شهاداتنا وهذا العجب مهما كان بسيطًا إلا أنه يجعل القلب يتعالى بطريقة ما على أوامر الله عز وجلّ! فيظن الإنسان بنفسه ما ليس له فيه يد فكل ما نحن فيه من خير وعلم ورزق وسعة وصحة ومال وجمال إنما هو بتوفيق الله تعالى ولولاه ما كنا وما كان لنا شيء نتكبر به! الطائع لله يتعالى بطاعته ويُعجب بها فيسمح لنفسه أن يتأخر عن تلبية نداء الصلاة بحجة أنه حريص عليها في كل الأوقات ويمكن أن يتأخر عنها بعض المرات! والعاصي يتعالى بمعصيته عن أن يلبي النداء بحجة أنه عاصي وأنه مثقل بالذنوب فيمنعه كبره من التواضع بين يدي الله تعالى طالبا مغفرته بل ويدفعه إلى القنوط من رحمة الله وهو يعلم أن الله تعالى بيده قلبه وشأنه كله. وأخت قد يمنعها إعجابها بتسريحتها عن أن تلبي نداء الصلاة وتخشع فيها خشية أن تفسدها وقد دفعت عليها مبلغًا كبيرا فتنقر صلاتها نقرًا! وهذا فقير قد يتكبر بفقره فيصرفه عن التذلل لرّبه بحجج واهية ويظن بالله السوء فيظن أن ربه قد حرمه من النعم التي أنعمها على غيره ولا يرضى بما قسمه الله له وهو أعلم بما يُصلحه فلا يدعو في سجوده ولا يحمد الله على ما أصابه راضيًا قانعًا... والمبتلى بمصيبة يظن أن ما أصابه من ابتلاء يسمح له بترك صلاته وعبادته وكم رأينا من مبتلين تركوا صلاتهم وصيامهم بحجة الحزن! أليس هذا من الكِبر وكأن لسان حاله يقول والعياذ بالله: يكفيني ما أصابني فلماذا أصلي؟!
نداء الصلاة: "الله أكبر" نداء من الملك سبحانه جل في علاه للطائع وللعاصي على السواء.. الله أكبر من طاعاتك أيها المطيع فتعال شاكرًا لله على ما أولاك من النعم ووفقك إليه من الخير، تعال واستزِد من الحسنات.. والله أكبر من ذنوبك أيها العاصي فتعالَ مستغفرًا تائبًا خاضعًا خاشعًا لعلك تنال توبة تصلح بها قلبك...
ولنعلم أن الكبر يتناقض مع الخشوع تمامًا فالخشوع هو استسلام القلب لخالقه في كل ما يأمر به وفي كل ما ينهى عنه والخشوع سعي في تحقيق كل ما يحبه الخالق سبحانه تقرَبا إليه ورغبة فيما عنده ورجاء أن يرضى الخالق عن المخلوق المتذلل بين يديه..والكبر إذا تمكن من القلب يدفعه لعدم الإيمان والعياذ بالله! والتعالي على أوامر الله! فهو إن بدأ بذرّة ولم نتداركها صارت الذرة جبالًا تسد منافذ القلب عن سماع الحق وقبوله...
والتواضع والخشوع قرينان وهما أول منازل الطمأنينة والسكينة التي ينبغي أن يسعى إليها كل قائم بين يدي الله عز وجلّ والتواضع والخشوع هما تمام التسليم لأوامر الله عز وجلّ فمن استسلم لله طائعًا في صلاته استسلم له في جميع أوامره ونواهيه وكان لسان حاله ومقاله: سمعنا وأطعنا ربنا غفرانك وإليك المصير.
رزقني الله وإياكم تواضعًا في القلب ينعكس خضوعًا وإخباتًا وخشوعًا في صلاتنا، خشوع قلوب وخشوع جوارح...
رسائل إيمانية
انتظار الصلاة بعد الصلاة يعين على الخشوع
بقلم: سمر الأرناؤوط
إن انتظار الصلاة بعد الصلاة ليس بالضرورة أن يكون انتظارا بالجسد بمعنى أن يبقى المصلي في مصلاه بين صلاة وصلاة يذكر الله ويقرأ القرآن وهذا غير مطلوب لأنه قد يُفهم منه أن الدين دين قعود عن العمل والسعي في الدنيا والله تعالى أمرنا بالسير في الأرض وطلب الرزق والكدح والسعي، فانتظار الصلاة بعد الصلاة قد يتحقق معنويًا أيضًا، كيف ذلك؟
لو قال لك مسؤول أو وزير أو ملك لك حاجة عنده أنك بحاجة أن تأتيه خمس مرات كل يوم ليقضي لك حاجتك فتأتيه في الموعد الأول وأنت متشوق لهذا اللقاء لأنه أولى خطوات تلبية حاجتك ثم تخرج من عنده تنتظر لتعود للقاء الثاني، قل لي بالله عليك كيف سيكون حالك بين الموعدين؟ هل سينصرف قلبك وفكرك عن التحضير للقاء التالي؟ ألن يكون شغلك الشاغل في ساعات الانتظار التفكير باللقاء القادم؟ ألن يستحوذ عليك سمعك وبصرك وقلبك وكل جوارحك؟!
هكذا ينبغي أن يكون حالنا بين الصلوات فيكون انتظارنا لها بقلبنا وجوارحنا وفكرنا وعقلنا وإحساسنا ومشاعرنا تتوق إليها أنفسنا وقلوبنا لأننا ندرك حقًا حاجتنا لهذه اللقاءات اليومية وهذه الشحنات الإيمانية التي تعيننا على أمور ديننا ودنيانا، فأنت تلقى الملك سبحانه الذي بيده الأمر كله والذي يقول للشيء كم فيكون، الرزاق الذي بيده خزائن السموات والأرض، الغفار الغفور التواب الرحيم الذي يتلقاك من بعيد بمجرد أن تتجه إليه، الرؤوف الودود الذي يمسح عن قلبك كل همّ وغمّ وضيق، الحكم العدل الولي النصير الذي ينتصر للمظلومين، السميع البصير الذي يسمعك دعاءك ويرى حالك ومكانك والخبير بما أسررته في قلبك، العظيم العلي الأعلى سبحانه وتعالى المستحق للعبودية. ألست بحاجة إلى كل هذه الصفات في حياتك؟ ألست أنت العبد الضعيف الفقير إلى رحمة الله وهدايته ورعايته في كل حين؟! والله لولا هداية الله تعالى لنا لما اهتدينا ولا عبدنا ولا صمنا ولا صلّينا... كيف لنا ونحن في هذه الحال المستمرة من الافتقار لله تعالى والحاجة لمدده وعونه ونصرته وهدايته في كل لحظة من لحظات حياتنا كيف لنا أن لا ننتظر لقاءه بشوق عظيم وكيف لا يكون هو وحده من يستحق أن تنصرف القلوب للانشغال به والعقول للتفكر في عظمته والمشاعر والأحاسيس في الارتواء من بحار جوده وكرمه وإحسانه؟!
وكل مواعيد البشر في الدنيا لها أوقات محددة وتستمر لزمن محدد لا يتجاوز يحددها من تقصده إلا الله سبحانه وتعالى الملك فإنه وإن حدد لك بعض مواعيد اللقاء (الصلوات الخمس) إلا أنه ترك لك الأبواب مفتوحة تقصده فيما بين هذه المواعيد متى شئت فقط قل الله أكبر فيبدأ اللقاء ولا ينتهي إلا إذا أنهيته أنت:
حسبُ نفسي عزّا أني عبد
يحتفيه بلا مواعيد ربّ
فهل في مواعيد الدنيا ما يضاهي هذا اللقاء؟! وهل ينبغي لنا بعد هذه الحفاوة والإكرام أن لا ننتظر اللقاء تلو اللقاء بكل الحب والشوق والرجاء والتذلل والخضوع لملك الملوك؟!
إن حال المؤمن الخاشع في صلاته المقيم لها كما أمر ربنا سبحانه وتعالى أن ينصرف في صلاته وقلبه معلّق بموعد اللقاء التالي لأنه استشعر بركة اللقاء الأول واهتز به كيانه وصلُح به قلبه وزاد مستوى الإيمان فيه وتاقت روحه لعلو الهمّة واستشعرت نفسه رحمات الله تعالى تحيط به من كل جانب وازداد رفعة وعلوًا بسجوده بين يدي ربه وناصيته سيقت إلى ربها طائعة مستبشرة.
رزقني الله وإياكم أن نكون ممن ينتظرون الصلاة بعد الصلاة بقلوبهم وأرواحهم فتكون كفارة لذنوبنا ما بين الصلاتين...
(يتبع إن شاء الله)
من دروس العبادات: احترام المواعيد
بقلم: سمر الأرناؤوط
العبادات التي شرعها الله تعالى لنا ليست مجرد طقوس وحركات نؤديها فقط لنسقط عنا فرضيتها وإنما في كل عبادة دروسًا عديدة ينبغي أن تنعكس واقعًا على سلوكنا وأخلاقنا وتعاملاتنا فنحيا بها حياتنا الدنيا وفق منهج الله تعالى إلى أن نلقاه يوم الحساب. ولنتوقف مع الصلاة التي فرضها الله على عباده خمس مرات في اليوم والليلة لكل صلاة وقتها المحدد التي ينبغي أن تؤدى فيه، قال تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [النساء: 103] موقوتًا ليس مفتوحًا إلى ما لا نهاية! وقت كل صلاة يبدأ منذ النداء لها بالأذان (الله أكبر) يدعونا الملك سبحانه وتعالى للقائه (حي على الصلاة – حي على الفلاح) إلى ما قبيل النداء للصلاة التي بعدها كما بلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن هنا نحتاج لوقفة: نحن نحرص على الذهاب إلى موعدنا مع الطبيب أو المستشفى قبل ساعة على الأقل، ونذهب للقاء مسؤول في الدولة أو مدير أو غيره قبل أن يفتح باب مكتبه لشدة حرصنا على هذا اللقاء وقضاء الحاجة التي من أجلها نقصده...لكن ينادي الله تعالى الملك القدوس يدعونا كل يوم خمس مرات للقائه ومع هذا نسمع الله أكبر تصدح ونستمر منشغلين فيما بين أيدينا ونقول أقوم بعد قليل!! ونسمع (حي على الصلاة – حي على الفلاح) ونبقى جالسين وكأننا ما سمعنا! وقد نردد مع المؤذن (لا حول ولا قوة إلا بالله) ولا نفهم أن معناها أني يا رب لا حول لي ولا قوة أن أقوم لتلبية النداء إلا بحولك وقوتك أنت فأعنّي يا رب، وبدل أن نجاهد أنفسنا لنلبي النداء مستعينين بالله نكمل ما نحن فيه من أمور الدنيا ونغفل وقد تفوتنا الصلاة في وقتها ونحن ما زلنا نقول: أقوم بعد قليل، ما زال هناك وقت!!
إن الموظف إذا تكرر تأخيره عن دوامه أكثر من مرة يخصم من راتبه وقد يفصل من عمله إذا تكرر ذلك منه يوميًا وإن المسؤول الذي نذهب للقائه إذا تأخرنا عن موعده رفض أن يقابلنا أو خرج من مكتبه! والملك الكريم سبحانه لا يردّنا عن بابه والحليم لا يعاجلنا بعقوبة ولا يوصد في وجهنا الأبواب رغم تأخرنا في كل مرة عن موعد اللقاء به. أفلا نخجل من كرم الله تعالى وحلمه علينا؟!
كلنا يدّعي محبة الله عز وجل فهل من دلائل المحبة أن نتأخر عن لقائه والوقوف بين يديه ومناجاته وبثّ شكوانا إليه؟!
وكلنا يدعي أننا نعظّم الله سبحانه وتعالى فهل من دلائل التعظيم أن نجعل نداءه لنا أهون النداءات علينا؟ ونلبي نداءات كل الناس والدنيا ونؤجل نداءه؟! هل هذا من معاني: الله أكبر؟!
الصلاة منهج حياة تعلمنا أهمية الوقت واحترام المواعيد وتعلمنا أن لكل شيء وقته الخاص به الذي لا ينبغي أن نفرّط فيه وتعلمنا أننا بحاجة إلى شحن قلوبنا وأرواحنا بلقاء الملك سبحانه حتى تستقيم جميع أمورنا ونرتقي بسلوكنا الإنساني والأخلاقي. والانتفاع بأثر الصلاة يكون للفرد ويكون متعديًا لغيره فمن احترم مواعيد صلاته وللقاء ربه الملك سبحانه سيحترم مواعيده مع الناس جميعًا وما أجمل أن يقال عن المسلم: هذا مسلم مواعيده مضبوطة لأن صلاته مضبوطة بدل أن يقال هذا مسلم لا يحترم مواعيده!!
وحتى نضبط صلاتنا ما علينا إلا أن نتوضأ قبل دقائق من دخول الوقت ونصلي ركعتين سنة الوضوء وننتظر الصلاة على سجادتنا ذاكرين الله تعالى فندخل في من ينتظرون الصلاة بعد الصلاة ولنستشعر عند الأذان أننا على باب الملك الذي ينتظرنا ويفتح لنا الأبواب مشرعة بمجرد أن نرفع أيدينا بتكبيرة الإحرام: الله أكبر... هنيئًا لك، حياك الله، أنت في حضرة ملك الملوك الكريم سبحانه...
#همسة_الفجر
قال العلامة السعدي -رحمه الله-:
*فمن ترك شيئا لله تهواه نفسه عوضه الله خيراً منه في الدنيا والآخرة ،فمن ترك معاصي الله ونفسه تشتهيها عوضه الله إيماناً في قلبه وسعة وانشراحاً وبركة في رزقه وصحة في بدنه،مع ما له من ثواب الله الذي لا يقدر على وصفه ،والله المستعان".*
📗[الفواكه الشهية (١٣٨/١)]
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
« من كان سليم القلب فإن الله تعالى قد يهبه فراسة يعرف بها الإثم حتى إنَّ نفسه لا تطمئن إليه ولا ترتاح له وهذه من نعمة الله على الإنسان ».
📗«شرح بلوغ المرام» (٢٤٩/٦).
قنوات اسلامية مفيده
💥| علم الفرائض المواريث👇 |
💫|09 |k |@rah_bia |
°
•
💥| عِلمٌ يُنتفعُ بِه👇 |
💫|02 |k |@religious_science |
°
•
💥| فوائد علمية منوعة👇 |
💫|02 |k |@ahmadhddal |
°
•
💥| ليطمئن قلبي👇 |
💫|02 |k |@lyatmaenkalbe |
°
•
💥| اهلا رمضان👇 |
💫|01 |k |@youniyyy |
°
•
💥| قطوف دانيه👇 |
💫|01 |k |@qatuf_dania |
°
•
💥| رســائل بلا ؏ـــنوان👇 |
💫|09 |h |@foolllla |
°
•
💥| زاد المرأة المسلمة👇 |
💫|07 |h |@zaaad7 |
°
•
💥| لا نجاة إلا بالتوحيد👇 |
💫|05 |h |@ahfazallahyahfazk |
°
•
💥| عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين👇 |
💫|07 |h |@farthsaba |
°
•
💥| التفسير والعلم الشرعي من الكتاب والسن👇 |
💫|09 |h |@taliba_al3lm |
°
•
💥| تفسير السعدي👇 |
💫|01 |k |@tfsir_sourat_alkahf |
°
•
💥| زاد الرقية الشرعية(الحصن المت👇 |
💫|01 |k |@zaaad8 |
°
•
💥| «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي👇 |
💫|01 |k |@alslah |
°
•
💥| صور وحالات إسلامـيـة👇 |
💫|02 |k |@z9a7y8 |
°
•
💥| قال رسول الله ﷺ👇 |
💫|02 |k |@qalalrasul |
°
•
💥| هـمســٰ̲ـٰــات القلــــٰۛــب|℡👇 |
💫|04 |k |@z2l77 |
°
•
💥| روائع سعيد القاضي👇 |
💫|23 |k |@rawae_alkady |
°
•
في اللسته 🇵🇸
@lastat_alhidaya
لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شَريكَ له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
Читать полностью…تلاوة خاشعة من الآية 61 إلى الآية 69 من سورة الأنعام
بصوت القارىء إبراهيم عسيري
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 12 إلى الآية 27 من سورة الروم
بصوت القارىء فهد الكندري
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
"أَشِيعوا التَّكبيرات وَاجْهروا بِهَا، أَنْتُم فِي حَضرَة أَحَبُّ أَيَّامِ اللّٰهِ إِلَيهِ."
اللهُ أكبَــر اللهُ أكبَــر اللهُ أكبَــر،
لا إلـٰه إلَّا الله،
اللهُ أكبَــر اللهُ أكبَــر،
وللَّهِ الحَمد .
مبارك عليكم عشر ذي الحجة،
أيام عظيمة، أقسم الله بها ورفع شأنها،
أسأل الله أن يرزقكم فيها الطاعات، ويكتب لكم القبول،
ويجعل لكم فيها دعوة لا تُرد، وذنبًا مغفورًا،
وعملًا متقبلًا، ورزقًا واسعًا مباركًا فيه.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب
تلاوة خاشعة من الآية 18 إلى الآية 37 من سورة الحاقة
بصوت القارىء صلاح مصلي
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 22 إلى الآية 23 من سورة الزمر
بصوت القارىء عز الدين العومي
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم