abomoaaz83 | Неотсортированное

Telegram-канал abomoaaz83 - الزبير أبو معاذ الفلسطيني

3076

للتناصح: @Abomoaaz1404 ما يَقرب من عشرين عاما نناصر الجهاد والمجاهدين بفضل الله وحده الذي هدانا لهذا.

Подписаться на канал

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

يا أهل الشام: لقد ردَدتُم الجميل لنا في غزة

صـ [3/3]


=من ناحية أخرى فإنه منَ الشرع والفقه والعقل عدم الإنكار على التصريحات السياسية التي تحمل نوعا من المداراة؛ حتى لو كان فيها شيء من التساهل أو التفريط، فهذا يُحتمل أمام كمّ المكر الكُبّار الطاغوتي الإقليمي والعالمي ضد أي مكوِّنٍ اسلامي يريد تحقيق نوع من التحرر ولو جزئيا، بل ربما كان الواجب هو هذه المداراة بهذا التساهل أمام مصلحة الحفاظ على دماء ملايين المسلمين الذين ترعى شؤونَهم الجماعاتُ الإسلامية، لكنّ حَقَّ هذه الملايين أمران كمَا أسلفنا: نشر العدل وقمع الظلم وإنهاء المظالم، والثاني أن يُحكموا بكتاب الله قدر الإمكان، ولنا في أنموذج الإمارة الإسلامية في أفغانستان بقيادة حركة طالبان الإسلامية مثال يُحتذى في هذا العصر، فلقد مثّلت الحركة أفضل أنموذج إسلامي معاصر في الجمع بين القتال والسياسة بشرع الله، فكانت مواقفها وتصريحاتها السياسية التي تُرى على وجه التفريط مجبورةً بسياسة طالبان العامة التي تمسكت بشريعة الله مرجعا لها في السياسة والحكم، وعندما أثبتت للعالم أنها تقاتل عن دينها ولا تعطِ الدنية فيه تعامَل العالَم معها ومع وجودها رغم أنها على قوائم التصنيف العالمية، فطالبان المثال الحسن، أما المثال السيء فهُم آل سعود في بلاد الحرمين، فقبْل مجيء الطاغوت محمد بن سلمان كان حُكم آل سعود قائما على اتخاذ تطبيق الشريعة في الظاهر متكَئا لخداع المسلمين، وقبِل العالم من آل سعود هذا، فما يَهُم النظام الدولي الكافر هو طريقةُ التعاطي مع السياسات الدولية، فسكتوا عن تطبيق طالبان للشريعة لأنها حيّدت نفسها عن كل صدامٍ يمكن اجتنابُه لمصلحة قيام إمارة أفغانستان الإسلامية، وسكتوا عن تظاهر آل سعود بتطبيق الشريعة لأنهم دخلوا المنظومة الدولية وأصبحوا أحد أبرز المتماهين مع سياسات الغرب؛ خاصةً أمريكا، وفي المقابل لم يسكتوا ولم يصمتوا عن حماس رغم أنها تركت حكم الشريعة في السياسة والحكم، فتكالب عليها العالم كله، ولولا بقيةٌ باقيةٌ من شباب الإسلام في كتائب القسام تتنزل عليهم معية الله لانتهت تجربة حماس منذ الأشهر الأولى للحرب، وهي اليوم تحاول بشق الأنفس أن تبقى في المشهد، وعليه فتطبيق شريعة الإسلام قدر الوسع والاستطاعة في السياسة والحكم والقتال لن يكون سببا للتغول عليكم في الشام، طالما أبقيتم أوراق القوة بأيديكم وتعاملتم بحكمة مع الوسط المحيط بكم؛ داخليا وخارجيا.


والحمد لله رب العالمين أن أشهدَنا عصر الفتوحات..
بالأمس أفغانستان واليوم الشام، وغدا بلاد الحرمين وبيت المقدس..
قريبًا بإذن الله تحقيقًا لا تعليقًا..




9/12/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝


يا أهل الشام: لقد ردَدتُم الجميل لنا في غزة

صـ [3/1]


بفضل الله وحده تحررت سوريا الشام، وسقطت قلاع المشركين، وكان النصر بأيدي عباده المسلمين؛ أنصارًا ومهاجرين، لم يشاركهم فيه على الأرض زنديق ولا كافر، وبدأت مسيرة عودة الحقوق لأهلها، فيا أيها المجاهدون في الشام: إن فتوحاتكم اليوم جاءت بعد فضل الله بسبب معركة طوفان الأقصى المباركة، فلقد قدّرها الله ليكسر فيها قرن الرافضة المشركين ويقصم ظهر محورِهم الإجرامي، فكان طوفان الشام نتيجةً لطوفان الأقصى، ومع ذلك اعلموا أن فتوحاتكم هذه لها ما بعدها على مستوى الأمة جمعاء، وأول بركاتها ستكون إيقاف حربنا هنا في قطاع غزة، لأن حربنا طالت بسبب خيانة محور إيران من ناحية، وتآمر الأنظمة الطاغوتية العلمانية الحاكمة لبلاد المسلمين من ناحية أخرى، خاصة دول الطوق حول دولة يهود المسخ، فتحرُّرُ أرض الشام المباركة معناه دق ناقوس الخطر الوجودي لدولة يهود، وبداية انشغالها بهذا الخطر وكيفية التعامل مع آثاره الكارثية بالنسبة ليهود، آثارٌ آنيةٌ؛ وعلى المدى المتوسط والبعيد، لذا يمكن القول أن حرب يهود ضد الإسلام والمسلمين في غزة فد دخلت الدقيقة الستين، وبهذا تردّون الجميل يا أهل الشام لأهل غزة، وتكونُ معركتكم هذه هي المعركة التي نصَرتنا حقَّ النصرة ورفعت عنكم إثم خذلاننا، معركةٌ حقيقيةٌ أردتم فيها الجهاد في سبيل الله وقتال من كفر بالله وأراد الله أن يزيدكم من عطائه بأن تحوزوا أجر نصرتنا، في الوقت الذي انكشف فيه كذب ودجل محور إيران الذي تاجر بشعارات نصرتنا، ثم لما حمي الوطيس أدار ظهره لغزة، وحرَمه الله شرف الانتصار لها.

وجنبا إلى جنب مع انفراج الكرب عنّا في قطاع غزة سنرى بركات طوفان الشام تَحِلُّ على أهل السنة في لبنان، فبعد أن كان المسلمون في لبنان الطرف الأضعف على طول الخط دائما فإنهم اليوم ينتظرون أن يكونوا الطرف الأقوى والأشد تأثيرا بين جميع الملل الأخرى، الرافضة والنصارى والدروز والأحباش، كلُّ ملةٍ كان لها من يمثلها ويدعمها في لبنان إلا المسلمون، كان الجميع يتآمر عليهم، لأن الجميع يعلم أن قيام المارد الإسلامي معناه تقهقر كل من سِواه، فبقي المسلمون -أهل السنة- في لبنان الأضعف بين الجميع، وتَركوا لهم "الحريري" العلماني المتفرنس ليمثلهم، وكلما حاول بعضهم امتلاك شيءٍ من القوة تكالبت كل الملل والنِحل في لبنان وخارجها عليه، كما حدث مع تجربة "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد، وكما حدث مع تجربة الشيخ الأسير "أحمد الأسير" في طرابلس، فك الله بالعز أسره، واليوم أصبح لأهل الإسلام في لبنان سندٌ وظهرٌ وقوةٌ على أرض سوريا، وأشد الناس فرحا في لبنان هم إخواننا الأسرى فرّج الله عنهم عمّا قريبٍ بإذنه، وقابِلُ الأيام للجميع خيرٌ من ماضيها بإذن الله تحقيقًا لا تعليقًا.

لقد بدأت اليومَ معالم المحور السني في الظهور بقوة، بعد أن كانت الجماعات الإسلامية المنتشرة في ثغور المسلمين كحبات المسبحة المنفرطة لا يجمَعها خيطٌ ناظم، وبالتالي لم يكن لوجودها أثرٌ يتعدى بلادَها، حتى مع عودة إمارة أفغانستان الإسلامية بقيادة حركة طالبان أعزها الله، لكن اليوم الأمر مختلف مع الشام، تلك الأرض المباركة التي بشّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تقع في قلب العالم الإسلامي، لقد صُنع اليوم الخيط الناظم على عين الله، ويكفينا اليوم مرحليا من أهل الشام أن يُحسنوا التموضع ومسك الأرض وبسط السيطرة وإقامة كيانٍ سياسي إسلامي مُهاب.

ولو أن الواقع اقتضى تحت الاضطرار إلى اقتطاع الجزء الأكبر من الشام والسيطرة عليه والتموضع فيه وترك الباقي تحت حكم الأقليات= فهذا ليس ممنوعا شرعا ولا عقلا، فالحفاظ على المكتسبات أولى من المغامرة في تحصيل الكمال، فحدود سوريا العصرية ليس الحفاظ عليها بأولى من إزالة حكم الطاغوت النصيري الذي امتد أكثر من نصف قرن، ثم إقامة كيان سياسي إسلامي سني فوق رقعة الأرض المقدور عليها بما تسمح به الظروف والعوامل السياسية الراهنة؛ إقليميا ودوليا.


يُتبَع صـ [3/2]

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝


ما بين (طوفان الأقصى) في فلسطين و (ردع العدوان) في سوريا
القضية واحدة والعدو واحد.. والعَجب واحد..


صـ [2/1]



من عجيب أقدار الله أن معركة طوفان الأقصى تورّط فيها محور إيران الرافضي رغما عنه، وانجرّ إليها راغما، حيث كانت أطرافُ هذا المحور بين أمرين في بداية المعركة، إما الاكتفاء بشعارات المقاومة والممانعة وادّعاء الدعم والنصرة، وبالتالي السقوط المدّوي المبكر من البدايات، أو المشاركة المدروسة غير المؤثرة التي لا تكفّ عدوان جيش يهود عن قطاع غزة (الذي من المفترض أنه حليف لهذا المحور!) ولا تجرّ أصحاب هذه المشاركة المحدودة إلى الحرب المفتوحة، فاختاروا الخيار الثاني بخبثٍ؛ وأكثَروا من التهديد والوعيد وما جاء به الهدهد، إلى أن انكسروا وانهزموا أمام يهود بكل ذل ونذالة؛ عندما تخلوا عن سردية "إسناد غزة إلى النهاية"، فوقّعوا بأنفسهم على قرار هزيمتهم وانهزامهم وانهيار سردية المقاومة والممانعة المزعومة.

العجيب أن هذا المحور بتكتلاته لا يكفّ عن بيع الأوهام وقلب الحقائق بجعله الهزيمة المفضوحة نصرا وانتصارا! والأعجب هم أولئك الذين من بيننا نحن؛ والذين قبِلوا أن يستمروا في قَبول الوهم من هذا المحور الإيراني الرافضي ثم هم يبيعوننا إياه، يريدون أن يلغوا عقولهم وأن نفعل مثلَهم، بدلا من أن يعيدوا حساباتهم مع أمتهم ويكفّوا عن تمجيد المجرمين ركبوا مراكب العناد وأطلقوا العنان لألسنتهم في تزييف الواقع عبر شكر حزب الله اللبناني الرافضي "على ما قدّمه" وأنه "فعل مالم يفعله أهل السنة"! في أشد ما يكون العقوق للأمة، فهُم جميعا يعلمون أن أهل السنة ليست لهم دولة، وأن العالم يجتمع جميعا لمنع المسلمين من حكم أنفسهم، ولولا أن طالبان في أفغانستان استعانت بربها وأقامت دولتها في لحظة ضعفٍ واهتزازٍ للنظام الدولي ولازالت تخطو خطواتها الأولى لتكون أول دول المسلمين انعتاقا وتكون أملا قادما قريبا للمسلمين= لولا ذلك لبقي أهل السنة في العالم بلا دولة؛ وكالأيتام على موائد اللئام، هذا يعلمه المتأيرنون ويعلمون أيضا أن الرافضة لهم دولةٌ وتمددٌ وسيطرةٌ على عواصم عدة، بل يقفون على أعتاب تصنيع السلاح النووي كما يُعلَن، بل يعلمون أن دولة إيران الرافضية صُنعت في قلب أوروبا وصدّروها من باريس وأسقطوا نظام الشاه لتقوم هذه الدولة في قلب العالم الإسلامي كالخنجر في الخاصرة، تماما كما صَنع الأوروبيون دولة يهود وصدّروها من لندن ثم تركوا للولايات المتحدة الأمريكية الصليبية مهمة حمايتها، هذا كله يعلمه المتأيرنون من بني ملتنا جيدا.

ومن العجيب أيضا أن هؤلاء المتأيرنين قد أعطونا هنا في قطاع غزة من الصكوك ما حرّموه على أهل سوريا الشام، فلقد قَبِلوا أن تتقاطع المصالح مع دولة الاحتلال الإيراني ومحورِها لمواجهة دولة الاحتلال اليهودي، لكنهم لم يَقبلوا أن تتقاطع مصالح مجاهدي الشام مع أمريكا لمواجهة الاحتلال الإيراني في بلادهم! لماذا؟ وما العلة؟ هذا على فرض أنه قد حصل نوعٌ من تقاطع المصالح هناك، وهذا لا يعيب أهل الجهاد الشامي طالما خلّصوا قراراتهم من التبعية لأي جهة في هذه المعركة المصيرية الدائرة اليوم.

والأعجب أن الذين يريدون الطعن في جهاد مجاهدي الشام يدّعون أن إضعاف المحور الإيراني سيصب في صالح المحور الصهيوني! وهذا الطرح من التهافت بمكان، فالمحور الإيراني محور ضعيف ذليل لم يقوى ويستأسد إلا على العزّل الآمنين وبارتكاب المجازر الرهيبة ضد المدنيين، وحتى هذه النذالة في القتال لم يجرؤوا عليها بلا دعم روسي وغطاء أمريكي في العراق وسوريا، وهذه هي طريقة يهود في القتال تماما، ونفس الأسلوب. ثم إن محور إيران وأدواتِه اليوم قد انكشف ضعفُه وخوَره بعد انطلاق معركة طوفان الأقصى، ومن كان في ضعفٍ عن قراءة الواقع والتاريخ وراهن في السابق على هذا المحور فعليه اليوم أن لا يقبل على نفسه أن يبقى مجرد بيدق لتزوير الواقع ويخدع المسلمين بأن محور إيران حليفٌ نستقوي به في مواجهة يهود! هذا الطرح لم يعد مقبولا بعد أن باعوا غزة على رؤوس الأشهاد تملصا من دفع فاتورة نصرةٍ ادّعوها ادّعاءً كاذبا.


يُتبَع صـ [2/2]

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝



قرأتُ للأخ الباحث أحمد مولانا ما يُفهم منه أنّ علاقة محور إيران بقضايا المنطقة علاقةٌ مصلحية بالدرجة الأولى أكثر من كونها مذهبية وعقائدية، ودلّل على ذلك ببعض الشواهد التاريخية المعاصرة والشواهد الواقعية، ولكنّ إغفال السياق الكامل -السياسي والديمغرافي بين منطقةٍ وأخرى، والقوة والضعف بين فترةٍ وأخرى، والسياق التنظيمي في مناطق واختلافه عن السياق النظامي الرسمي في مناطق أخرى بل وبعض السياقات القانونية الدولية المؤثرة أحيانا- لتلك الشواهد والحوادث= مؤثّرٌ في الحكم العام.

ولو تجاوزنا حقائق التاريخ القديم والحديث في شدة الصراع العقائدي بين المسلمين والرافضة وقَبِلنا برؤية الأخ أحمد مولانا فهذا قادحٌ بشدة في أطروحة البعض في التحالف مع إيران، والأستاذ أحمد من بين الذين يتبنون هذه الأطروحة، لأن مصالح إيران التوسعية في المنطقة ستجعلها تلتقي مع مصالح الغرب في منطقةٍ وسط؛ في مرحلةٍ ما، وربما نحن الآن ضمن هذه المرحلة، والغرب طبعا يشمل دولة يهود المسخ في فلسطين، وذلك لأن هدف تحرير فلسطين ليس من أهداف إيران ولا من أهداف أدواتها في لبنان والعراق وسوريا واليمن، والدليل ما يحدث الآن ونعيشه واقعا معايَنًا، كيف تنكبت إيران عن المعركة وتركت حلفاءها المفترضين في غزة طيلة أكثر من عامٍ كامل، ثم تركت ذراعها الأبرز والأقوى في لبنان واكتفت بردود عسكرية مدروسة متفق عليها مع يهود، ثم لينظر الأستاذ أحمد إلى معركة ذراع إيران الأبرز حزبُ الله اللبناني كيف يديرها، حيث بدأ المعركة بعد السابع من أكتوبر بما سمّاه "جبهة إسناد" وليس مشاركةً فعلية، ثم استمر كذلك بكل غباء وأنانية ظنا منه أن يهود ستغرق في غزة وتنشغل عنه، إلى أن جاء دورُه بعد أن وهُنَت غزة، وعلى الرغم من مَقتل أغلب قادَته في الصفوف الأولى وصُنّاع القرار فيه إلا أنّ الحزب لازال إلى اللحظة يهاجم دولة يهود ضمن سقفٍ لا يتجاوزه إلا في حدود معينة، فالقصف لازال في أغلبه لا يتجاوز شمال فلسطين المحتلة، ثم إنّ الحزب يحذّر المستوطنين ويدعوهم إلى حماية أنفسِهم في المناطق التي يستهدفها، ولازال الحزب لم يركز على القواعد العسكرية الرئيسية أو المدنية الاقتصادية الخاصة بالدولة وغيرها من الأهداف المؤثرة التي تَشُلّ "دولة يهود"، والسبب أن الحزب تورّط في هذه المعركة فعليا، ولا يريد أن تُستنزَف قدراتُه العسكرية أكثر من ذلك لأنها مخصصةٌ لبقاء السيطرة على لبنان والتوسع خارجه؛ خاصة سوريا، ودعم توسع الرافضة في العراق واليمن، ومحاولة التغلغل في "دول الخليج العربي" عبر دعم الأقليات الرافضية، وكلُّ ذلك حمايةً للهدف الأول: حمايةُ المشروع النووي الإيراني الذي سيكون أداة الردع لحماية مصالح الروافض في كل "الشرق الأوسط"، ولهذا فإنّ الحزب الآن يعمل على الخروج من المعركة قبل أن تتهاوى قدراته العسكرية مما سيمنح خصومه في لبنان وخارجه الفرصة للتغول على الحزب سياسيا وربما عسكريا، ولو أن تحرير فلسطين ومدافَعة محتليها هدفُه فعلا لقاتل حتى الرمق الأخير كما فعلت غزة، لكنها ليست معركةَ حزب الله اللبناني الرافضي.

ومن لا يريد أن يقرأ هذا الواقع للحزب اللبناني كما هو محاولا تبرير محدوديّةَ قتالِه بـ "الحكمة العسكرية"، رغم سطحية هذا التبرير= فلن يستطيع أن يجد تبريرا للضربات العسكرية الصاروخية المتبادلة بين إيران ودولة يهود، والتي تمّت برعاية الوسطاء الدوليين وعلى رأسهم أمريكا وروسيا وفِرنسا، فأيُّ معركةٍ هذه التي تقوم فيها الدولةُ المهاجِمة بإبلاغ الدولةِ التي تهاجمها بموعد الضربات ونوعها وأماكنها وحدودها؟! بالنسبة لي لا أقرأ ذلك إلا من باب المصلحةِ فعلا، المصلحةُ البراغماتية المجرّدةُ من المبادئ، فلو استطاعت إيران أن لا تنجرّ إلى هذه المعركة بأيِّ وسيلةٍ فلن تتأخر، وهي تفعل ذلك الآن بكل وضوح، وبعد أن ظهر تخلّيها عن حزبِها اللبناني عسكريا يبدو أنها تسعى لانتشاله دبلوماسيًّا، فحديث قادة يهود عن قرب انتهاء "المناورة البرية" في جنوب لبنان -لاحظ استخدام مصطلح مناورة- مع الإعلان المستمر دون تكتيم عن حجم خسائرهم البشرية في جنوب لبنان في مقابل تخفيف القيود على الجبهة الداخلية في بعض المناطق= فإن هذا يبدو أنه تهيئةٌ ومقدمةٌ لصفقة سياسيةٍ ترضيهم؛ باتت تنضُج على نارٍ هادئةٍ في الأروقة الإقليمية والدولية، والأثمان السياسية المطلوبة يبدو أن محورَ إيران قد استعد لدفعها، ورغم ظني أنه من الممكن أنّ قادة يهود يناورون ويخدعون الجميع لاستمرار استفرادهم بحزب الله إلى أن يصلوا إلى إخراجه من المشهد كما فعلوا مع غزة ليستفردوا بإيران كما يفعلون الآن بحزبها اللبناني= إلا أن ذلك يَبقى ظنًّا قد لا يصمد أمام سطوة المصالح العليا للدول الاحتلالية والتوسعية، سطوةٌ لا تصمد أمامها الأيدلوجيا نفسُها.




28/10/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝


ها قد رحل "السنوار" ومضى إلى ربه بعد أن سخّر له من قتلوه ليثبِتوا أنه قُتل وهو يقاتل، وفوق الأرض، وبين الركام، وفي ساحة المعركة.

قاتِلوه الجبناء الأغبياء الملاعين هم الذين نشروا صورته مرتديا سترته العسكرية مخضبا بدمائه ومقتولا كما قُتل جنودُه وكما قُتل كلُّ مجاهدٍ في غزة طيلة عامٍ كامل.

قُتل في نفس الشهر الذي ذاقت فيه يهود حرّ سيوف المسلمين، شهر أكتوبر الذي شهِد المقتلة التي كان "السنوار" أحد أبرز المخططين لها، والتي لم تذق يهود مثلَها منذ مقتلة بني قريظة.

مضى "السنوار" تاركا خلفه سجالات لن تنتهي حول مواقفه ورؤاه السياسية، شخصيتُه القيادية لعبت دورا محوريا في إقناع حركته للتماهي عسكريا وسياسيا مع محور إيران، كان يظن أنه يستغل تقاطع المصالح معهم لتحرير بلاده، فإذا بالمحور الإيراني يكتفي بـ "الإسناد" هروبا من المعركة التي أشعلها "السنوار"، ثم لحقت بهم أمواج الطوفان وفُرضت عليهم المعركة التي ورّطهم فيها "السنوار".

إن الموقف من مواقف "السنوار" السياسية يجب أن لا ينسينا كيف قُتل مقاتلا وعلى يد من قُتل، إنّ قائدا عنيدا كهذا لم يكن ليختلف عليه أحد لو أنه وَجد محورا إسلاميا سُنّيًّا قبل أن ينخدع بمحور إيران الرافضي الإجرامي، ولستُ أعفيه من مسؤولية الإفراط والتفريط في علاقته مع المحور الإيراني، لكن أيُّ لومٍ وعتبٍ ينفع اليوم مع رجلٍ أفضى إلى ربه مقبلا دون إدبار في ساحة المعركة!

لازلتُ مقتنعا أن قادة حماس اليوم معذورون كما لم يكن قبلَ هذه المعركة الشرسة، تصريحاتُهم ومواقفُهم السياسية يجب أن لا تقدح في وجوب نصرتهم أبدا، هُم اليوم وحدَهم في معركةٍ قامت لأجل أمة الإسلام ومسرى رسول أمة الإسلام، فمن تتبعهم في مواقفِهم عليه أن يعلَم أنّ دورَه منحصرٌ فقط في ترميم ما يزلّون فيه دون إسقاط أو تخوين أو تشنيع أو تخذيل وخذلان، تماما كما فعل الشيخ الحصيف "إياد قنيبي" -حفظه الله- عندما تتبع كلمةً لأخينا "أبي عبيدة" -حفظه الله- الناطق باسم كتائب القسام، قام الشيخُ مقام الناصح دون إسقاط لإخوانه المقاتلين في الميدان، فكان مكمّلا لهم لا معينا عليهم، واستغل المساحة التي يستطيع الحديث فيها لكي يرمي بسهمٍ في معركة الوعي، فالشيخ إياد فردٌ من المسلمين وليس تنظيما أو جيشا ليُطلَب منه فوق طاقته كما يفعل البعض لإسكات صوته، لأن أبا عبيدة وصحبَه بشرٌ وليسوا معصومين، وفي المقابل هُم الآن فوق وتحت أرضٍ محروقةٍ مع شعبِهِم وحدَهم، لا ناصر ولا معين لهم إلا الله، فمن تركهم وحدَهم قهرا فليس أقل من أن يصوّب خلفهم زللهم طمعا في أن يشاركهم أجر النصرة.


اللهم تقبل عبدك "يحيى السنوار" في عداد الشهداء..
اللهم وتجاوز عن سيئاته واغفر له زلاته وارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء..





17/10/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝


صـ [2/1]


الإخوة الواقعيون الذين يريدون وصف الواقع بـ "أمانة وموضوعية" كما هو دون "تزييف وخداع" لكي يقرروا حقيقةَ الصراع بين إيران ومحورِها مع دولة يهود ومِن خلفها أمريكا؛ ولكي يسفّهوا قول من يصف المعركة بـ "المسرحية"= إليكم هذا التوصيف:

بالأمس ومع أول ظهورٍ للصواريخ الإيرانية في السماء تحركت أرتال عسكرية يهودية نحو بعض القُرى شرق خان يونس، استغلت انشغال الجميع بالصواريخ التي لم تقتل يهوديا واحدًا ولا حتى كلبا صهيونيا، بل قَتلت مسلما غزّيّا كان في الضفة الغربية، وياللمفارقة، نجا هذا الغزيُّ من صواريخ يهود طيلة عامٍ كامل لأنه لم يكن في غزة، ثم قُتل بصاروخ إيراني سقط فوق رأسه بلا رأس متفجر! أقول: استغلت يهود انشغال الجميع بالصواريخ ثم حركت أرتالها، ومن الواضح أن لهم هدفا ميدانيا ما، كانوا يتحضرون للوصول إليه، فلَمّا أبلغتهم إيران عبر أمريكا بالضربة الصاروخية قبل تنفيذها بساعات قرروا تنفيذ خطة الاقتحام مع أول صاروخ يلمع في السماء، وهذا ما حصل، كان الناس شرق خان يونس يُكبّرون وأنظارُهم نحو السماء وهُم لا يعلمون أن أرتال الموت تتقدم نحوهم فوق الأرض، وفجأة انهمرت القذائف المدفعية بلا توقف، وحُوصر المسلمون في بيوتهم، واستطاع الفرار من استطاع بأطفاله وأهل بيته، وبقي من بقي مغلوبا على أمره، وأصبحنا في الصباح نُخرج من تحت الأنقاض من نستطيع ثم نرسله إلى المقبرة، ونبحث عن الباقين، وحتى اللحظة لازال العديد تحت الأنقاض، ولقد أخرجتُ بيدي جاري رحمة الله عليه وبين يديه ولدُه الرضيع، كان يحاول حمايته فلَم يستطع أن يحميه من أطنان الحجارة المتساقطة فوق رأسه، فأخرجناهما سويةً ودفنّاهما سويةً في قبر واحد.

وهنا سؤال إلى أرباب الواقعية الذين يرفضون وصف الصراع بالمسرحية، رغم أنني مثلُهم أراه صراعا حقيقيا، لكن بماذا يمكنهم أن يصفوا عدوا يُبلغ عدوّه بحجم وتوقيت ونوع الهجوم عليه؟! وماذا استفدنا نحن في غزة من صواريخ إيران بالأمس؟! يبدو أنّ يهود هي التي استفادت باستغلال لحظة القصف في الهجوم علينا باطمئنانٍ كاملٍ أن الصواريخ لن تصيب في مقتل!

المشكلة ليست في وجود صراعٍ من عدمه، هذه مشكلةٌ صنعها الفارغون، المشكلة في طبيعة هذا الصراع، وأهداف المتصارعين، فإيران ومحورُها وحزبها اللبناني في صراعٍ مع يهود على النفوذ في المنطقة، وإيران ومحورُها ليس من أهدافهم تحرير فلسطين، ولو أنهم يملكون تحريرَها اليومَ فلن يفعلوا إلا لو كانت لهم السيادة على بيت المقدس، فلن يحرروا الأرض المقدسة لكي يَحكمها "النواصب أتباع يزيد" كمَا يعتقدون فينا، لسنا أغبياء لنحسن فيهم الظن إلى هذه الدرجة، وليسوا أغبياء إلى هذه الدرجة، ليسوا أغبياء ليبحثوا عن إنهاء القضية التي يقتاتون بوجودها ويرفعون شعارَها، ولستُ مبالغا مطلقا لو قلتُ أن مصلحة إيران وأدواتِها في المنطقة أن تبقى فلسطين محتلة.

إنّ ما حدث من صراعٍ بين إيران ومحورِها ضد يهود بعد غزوة طوفان الأقصى كان محاولةً لفرض معادلات الردع سعيا لتحقيق الهدوء وإبعاد الحرب، معركتهم كانت هربا من الحرب لا سعيا إليها، استغلوا المعركة الدائرة في قطاع غزة وانشغال يهود بها وقاموا بالتصعيد المدروس ذي السقف المحدد المتفق عليه مع الوسطاء لكي يصلوا إلى ردع يهود عن التفكير في إشعال حربٍ كانت تخطط لها ضدهم قبل السابع من أكتوبر الماضي، هذا كان الهدف الرئيسي في فتحهم ما سمّوه "جبهات الإسناد"، واسمها دالٌّ عليها، فلم تكن هذه الجبهات جزءا من المعركة، وليتها أسندت غزة في معركتها حقًّا، بل دُمّرت غزة وأُنهكت واستفرَدت يهود بها طيلة عام كامل إلى اليوم، وعلى الواقعيين أن يجيبوا على سؤال المتسائل: ماذا استفادت غزة من جبهات محور إيران طيلة عام من الحرب؟! الجواب بكل وضوح وواقعية: "لا شيء".

بل قناعتي التي لن تتغير حتى أجد ما ينقضها أن إيران وحزبُها اللبناني لم يكونوا يرغبون في انتهاء معركة غزة، كانوا يرجون استمرارها لتَغرق يهود أكثر وأكثر فيها وتنشغل عنهم، لكنّ يهود خيّبت سعيهم فدمرّت غزة ثم التفتت إليهم تريدهم ساحةً ساحة، فبدأت بحزب الله اللبناني الرافضي وأثخنت فيهم الجراح قبل أن تبدأ المعركة معهم، واتضح أنه حزبٌ مخترقٌ حتى النخاع، قوّته على المسلمين المستضعفين في الشام.

أيها الواقعيون: متى تدخلت إيران في المعركة طيلة عامٍ كامل؟! ألم تقصف دولةَ يهود مرتين فقط؟! وفي كل مرة تُبلغهم قبل الهجوم! طيب لماذا فعلتها إيران مرتان؟ في الأولى ردًّا على مقتل الضباط الإيرانيين في دمشق، والثانية ردًّا على مقتل حسن نصر الله؛ الضابط الإيراني الأكبر في المنطقة، يعني لم تفعلها انتصارا لغزة ولا مرة، فهل هكذا نصف الواقع كما هو أم أننا "نبيع الوهم" للناس؟!



يُتبَع صـ [2/2]

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

فضفضات على ضفاف الطوفان..

صـ [2/2]



=إن الصراع القائم حاليا حول محور إيران الذي يدير رحاه "نخبٌ" إعلامية مخدوعةٌ بهذا المحور وتظن أن الرافضة ينتصرون لغزة وتريد هذه "النخب" الاصطفاف معهم ضد يهود وتَتهم بالنفاق والتصهين من يرفض هذه السردية المغفّلة= هذا صراعٌ يؤكد المؤكد أن معركتنا معركةُ وعيٍ في أصلها، وأن مصابنا كبير في من تصدّر للحديث في شؤون المسلمين العامة بغفلةٍ؛ أو ليحفظ مكتسباته الخاصة، فليس ثمّة لازمٌ لأصطف مع أحد طرفي صراعٍ كلاهما عدوٌّ صائلٌ على الإسلام والمسلمين، فإن لم يكن لي دورٌ لإذكاء نار الصراع بينهما لتحرق كليهما فأضعف الإيمان أن أصمت عن هذه المعركة التي سأستفيد من تمددها دون أن أخسر كينونتي الإسلامية، أيُّ عملٍ يفضي إلى اشتعال الصراع بين مشروعَيْ الرافضة ويهود هو في صالح الإسلام والمسلمين، شرطَ أن لا يصاحبَ هذا العمل إذابةٌ لجرائم أحد الطرفين كما يفعل من يفعل مع الرافضة، يمكن أن يقف مرحليا أيُّ صراعٍ عسكري مع الرافضة طمعا في إشغالهم في المعركة مع يهود، أو حتى الصراع الفكري والعقائدي، هذا تحتمله السياسة الشرعية، لكن حتى هذه لم تفعلها إيران ومحورُها، فهي لازالت حتى اللحظة تقصف وتقتل المسلمين في الشام؛ لأن إيران لم تَغفل عن معركتها معنا كما يفعل المغفلون والمستغفلون بيننا.

العقلاء والحكماء هم الذين يعملون الآن في صمت للاستفادة من صراع مشاريع الاحتلال في بلادنا، مشروع إيران الصفوي ومشروع يهود الصهيوني، كلا المشروعان استغلا ضعف المسلمين وغياب مشروعٍ قويٍّ يجمعهم، فصعد كلاهما على أنقاض واقعنا بدعم صليبي أمريكي غربي؛ مباشرٍ للصهاينة وغير مباشرٍ للرافضة، واليوم من يريد تضييع فرصة تحصيل أسباب القوة وبناء مشروعٍ يخص المسلمين على حساب مشاريع المجرمين المتصارعة في بلادنا= فهذا مغفلٌ متهَمٌ في عقله لو أردنا تقديم حسن الظن.

إن معركة طوفان الأقصى جاءت بأقدار الله، وهي معركةٌ طويلة وُجدت لتبقى وتستمر، ولن تنحصر في قطاع غزة المكلوم، فلقد دفعت غزة من دماء أبنائها وخيرة شبابها ودنياها وحاضرِها الثمن الأكبر حتى اللحظة، ولو توقفت في غزة في الأيام القادمة فذلك لأنها قدّمت ما عليها، وستلفح هذه الحرب بلظاها كل من تخاذل عنها أو كان قبلها خائضا في دماء المسلمين، ثم تكون نهاية دولة يهود في نهايتها بإذن الله، فربنا ربٌّ غيور، يغار على دماء عباده، وهو الذي يدبر الأمر كله، ويملي للظالم الغشوم حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر، ولعل انثلام سيف الرافضة وانكسارَ مشروعهم وانحسارَ مدّهم يكون في هذه المعركة التي قد تعلو فيها يهود علوًّا أخيرا مخادعا ثم يُسلّط الله عليهم عباده الذين اصطفاهم؛ بعد أن اطّلع على قلوبهم ورأى سعيَهُم خلال هذه المعركة المباركة لنصرة دينه ونصرة المستضعفين.


عسى أن يكون قريبا..



27/9/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝

صدق من قال أن العالم ما قبل الحادي عشر من سبتمبر يختلف عمّا بعده، فلقد رفع الله أقواما ووضع آخرين، وأذل دولًا وأعز المجاهدين، وكشر الكفر عن أنيابه، واستبانت طريق الحق لمن وفقهم الله؛ وحرَم الهداية أسماءً كانت كبيرة في عيون الخلق.

وكان من بركات هذه الغزوة أن الجهاد قد استوى على سوقه، فانتشرت في بضع سنين جماعات الجهاد تدافع عن بيضة الإسلام، ورفع مجاهدو أهل السنة والجماعة رايات الحق في كل مكان حاول أهل الباطل أن يستعلوا بكفرهم، تلك الجماعات كان وقود شعلتها شباب الإسلام الذين سلكوا سبيل المؤمنين وطريق ذات الشوكة عن رضًا ويقين؛ بعد أن استقر في قلوبهم ببركة غزوة الحادي عشر من سبتمبر، ذلك "جيل السبتمبريين" كما سمّاهم أهل الجهاد، وإني لأرجو أن أكون من هذا الجيل المبارك، وأتشرف ولو ذُكرت في آخر هذا الركب الطيب، فلقد كنت ممن قد تخدعه عمائم السوء وتنطلي عليه شبهات علماء الطواغيت، ولم أكن أعرف عن المجاهدين إلا أنهم مجاهدون، وأذكُر أنني تابعت على الشاشات حفل زفاف ابن الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، فاستحسنت تلك الوجوه التي كساها الوقار، ولفت انتباهي اهتمام العالم برجلٍ من المسلمين ينقلون أخباره ولو كان حفل زفاف أحد أبنائه، دون أن أفهم إلا ظاهر المشهد من هذا الصراع الذي يعلنه هؤلاء المجاهدون في أفغانستان ضد أمريكا التي تربينا على بغضها، وأسمع عن تنظيم القاعدة وحركة طالبان ولا أعرف عنهم إلا ما يصل إلى مسامعي مما تبثه وسائل الإعلام وأنا في بداية تعرفي على هذا العالم، حتى حصلت الغزوة وكنت طالبا في الجامعة وقتها، وتداعت الأمم على قصعة أمتنا، وانقسم العالَم إلى فسطاطين، وأعلنها كلب الروم بوش: من ليس معنا فهو ضدنا، فاخترت طريق الضد قبل أن تستقر معاني المفاصلة الشرعية في قلبي، قادتني فطرتي فقط نحو سبيل أهل الجهاد؛ لمجرد أنني رفضت لوْم الذين مرغوا أنف أمريكا في التراب، كنت أتعجب كيف ينكر المسلمون ما يؤلم أمريكا! وأذكُر عندما رأيت الهالك ياسر عرفات يتبرع بدمه لجرحى هذه الغزوة أنني قلت لأهلي: هذه الدماء ستضر من ستكون نصيبه.

ثم بقيت أبحث وأقرأ للمجاهدين، أسمع منهم لا عنهم، إلى أن وفقني ربي وأصبحت أملك شيئا من القدرة للدفاع عن سبيل الجهاد وأهله، وكانت بداية محاولاتي على أرض الواقع وفي عالم الانترنت بعد حرب العراق وظهور اسم القائد أبي مصعب الزرقاوي رحمه الله، بعد أن استقرت فكريا حصيلتي المعرفية على أرضية التيار الجهادي، كانت لمّا تزل محصلةً بسيطة، لكنها كانت كافية في نظري لأدافع بلساني وقلمي الضعيف عمّن يدافع عني بنفسه ودمه، وهذا حالي منذ حوالي عشرين عاما أدخرّها عند صاحب الفضل الأول والأخير؛ ربي سبحانه وتعالى، هو الذي هداني لهذا، ولولاه لربما كنت اليوم من أنصار الطواغيت عياذا بالله، ولست أدعي لنفسي فضلا ولا قربا يعلم الله، بل أعترف أنني ممن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، وأسأل الله أن يتوب علي لأتوب، ولو كنت سائلا ربي ذلك بعملٍ فهو نصرة الجهاد والمجاهدين، كما وأرجو أن لو تقبل الله مني هذا العمل أن يكون مثله في صحائف من سبقونا من أهل الجهاد؛ وكانوا السبب بجهادهم لنتعرف على طريق السائرين إلى الله.

هذه المقدمة لم أكن أريد أن تطول، بل لم تكن لدي الهمة لكتابة شيءٍ جديد، فالهموم تحيطنا من كل ناحية، إلا من ناحية السماء؛ فإننا نترقب رحمات الله، كنت عازما على إعادة ما نشرتُه سابقا من ذكرياتٍ حول غزوة منهاتن، على هذا: الرابط، ثم خطر لي أن أذكّر ببركات الجهاد رغم أهوال الواقع، فلقد كانت بركات غزوة الحادي عشر من سبتمبر كبيرة، لكنها جاءت بعد تكالب أمم الكفر على أمة الإسلام في أفغانستان، وبعد نهر الدماء التي سالت بأيدي الصليبيين في تلك البقعة العزيزة، كان ظاهرُ المشهد يومها مؤلما، لكن لله حكمةً لا يبصرُها من تأسره الظواهر، وما أشبه اليوم بالأمس، اليوم نتألم في معركة طوفان الأقصى بعد أن قام مجاهدو أهل السنة والجماعة في كتائب القسام بإساءة وجوه يهود، عندما صبّحوهم بالموت الزؤام يوم سبتهِم، اليوم نذوق من ألم الجهاد في سبيل الله ما سننساه في الغد؛ بعد أن تثمر بركاته بإذن الله.

إنّ درب القتال تكرهه النفوس، لكن النفوس المؤمنة تتقحم المكاره طلبا لمرضاة الله، وبكل يقينٍ وتسليم أن العاقبة للمتقين؛ مهما كان الألم كبيرا في الطريق إلى الله، وجهادُ المجاهدين لابدّ أن يتكامل ويتشابه؛ لأن المشكاة واحدة، فهذه غزوة الحادي عشر من سبتمبر وغزوة طوفان الأقصى المباركتيْن كنت قد كتبت في شأن التشابه بينهما في بداية هذه المعركة، تحت عنوان: ( غزواتُ المسلمين المعاصِرة: تشابهٌ والْتِقاء) على هذا: الرابط، هذا التشابه بين الغزوتين يَلزم منه أن يَنتصر للأولى من يَنتصر للثانية، ويؤيدَ الثانيةَ من يؤيدُ الأولى، أما الانتصار لواحدةٍ وذمّ الأخرى فيَلزَم منه التناقض، وكان هذا رأيي ردا على الأستاذ محمد إلهامي وفقه الله، على هذا: الرابط.

فاللهم أعد علينا أمجاد الغزوتين..


11/9/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝



لعلّ المسلمين لا يَعلمون صعوبة القتال في ثغر غزة جنوب الشام؛ وتَختلط عليهم مشاهدُ القتال مع تلك التي كان يبُثها لنا مجاهدو الثغور الأخرى لبلاد الإسلام، فيَظُن المتابع أن القتال في غزة كمِثله في بقية الثغور. وأعني هنا مدى الصعوبة مقارنةً ببقيةِ الثغور.

فقطاع غزة مساحته الجغرافية صغيرة جدا، مما يسهل على العدو عملية التغطية الجوية للرصد والتجسس، وبالتالي تُمكّنُه من سرعةٍ أكبر في الغدر والمباغتة والاستهداف، كما أن القطاع يَحوي أعلى كثافة سكانية في العالم؛ مع ما يشكله ذلك من معيقات على المقاتل المسلم، كما ولا يوجد تضاريس جغرافية تساعد المقاتلين على القتال والتخفي والانحياز، ناهيك عن الحصار طيلة سنين طويلة؛ مما حرَم القطاع من خطوط الإمداد اللوجستية.

فعندما يَنشرُ مجاهدو كتائب القسام مَشاهدَ الجهاد والقتال التي يَلتحم فيها المجاهدون مباشَرةً مع الآلة العسكرية للكافرين فإن هذا يُعدُّ معجزةً وِفقَ المقاييس القائمة؛ بكل ما تَحمله الكلمة من معنى، بل إنّ مجردَّ نقل صورةِ القتال للمسلمين يقترب من المستحيل، فأن يَخرجَ المجاهدون تحت سماءٍ ملبّدةٍ بطائرات الاستطلاع التي يَتميزُ في صناعتها يهود؛ وفوق أرضٍ محروقةٍ مدمَّرَةٍ على مساحة صغيرةٍ جدا؛ وبين أكداس الآليات العسكرية الضخمة المدمِّرة التي تُقّل مئات وربما آلاف الجنود المدججين بأحدث أنواع الأسلحة القاتلة إضافة إلى عقيدةٍ تحمل أحقادًا وثارات دفينة ضد الإسلام والمسلمين= ثم يستطيع المجاهدون بإمكانياتهم المتواضعة -التي صنّعوها بأيديهم- أن يحققوا الإثخان والنكاية والتدمير للآليات العسكرية بمن فيها، وبعدها يعودون باللقطات المصورة ليتم مونتاجها ونشرُها في ظل انقطاعٍ كامل للكهرباء وشبه انقطاعٍ للاتصال الخارجي مع العالم؛ فهذا يلامس المستحيل فعلا دون مبالغة، لكنه محض توفيق الله ومدَدِه.

كما أنّ هناك أمرا بالغ الأهمية لا يَعلمه أغلبُ المسلمين خارج قطاع غزة، وهي أن المجاهد يَخرج إلى ساحة المعركة لا يَحمل روحَه على كفّه فقط، بل أرواحَ أهلِه جميعا معه، فأيُّ مجاهدٍ يتمكنُ العدو من التعرف عليه سواء استشهدَ المجاهدُ أم ينتظر= فإنّ يهود تبحث عن أهلِه لتنتقم منه ومنهم وتُدمّرَ بيتَهُم فوق رؤوسِهم وتقتُلَهم جميعا؛ أطفالا ونساءً قبل الرجال، لذا فإنّ الفتنةَ تَعدّت بارقةَ السيوفِ وفاضت عنها، والحالُ هكذا فإنّ صبرَ وثباتَ المجاهد وهو متوجهٌ نحو المعركةِ تَنأى عن حملِه الجبال، فاللهم ثبِّت المجاهدين في سبيلك.

لقد كنا في المعارك السابقة عندما تشتعل نقول أن مجاهدي كتائب القسام هُم حائطُ الصد عن المسلمين في غزة ودرعُهُم الحامي الذي يُتّقَى به مكارهُ حرب الكافرين، لكن في هذه المعركة فإنّ مجاهدي كتائب القسام هم حائط الصد عن أمة الإسلام جمعاء، ويقاتلون نيابةً عن ألفي ألف ألف مسلم، هُم ومن يشاركهُم الميدان من مجاهدي الإسلام في غزة؛ ممن تَعرفُهم الأمة ومَن لا تَعرف، لكن حسبُهُم أنّ اللهَ يَعرِفُهُم.

فإنْ علمتَ أخي المسلم حالَ مَن يدافع عنك الآن كيف هو فإنّ واجبَ النصرةِ متعيّنٌ عليك بكل ما تستطيع، فمن استطاع الجهاد بالنفس فلا يُسقِطه عنه سِواه، ومن استطاع النُصرةَ بالمال فهذا واجبٌ متعينٌ عليه لا يُسقِطُه المعوقات والعقبات، ومن يَعلَم مِن نفسِه أنّه لا يستطيع إلا جهادَ الكلمة والبيان فإنه آثمٌ مفرِّطٌ خاذلٌ للمجاهدين إنْ قصّر في ذلك، وكلُّ مسلمٍ على وجه الأرض يجب عليه وفي حقِّه توجيهُ سهامِ الدعاء نحو السماء لينصر اللهُ المجاهدين ويُثبّتَ أقدامَهُم.


اللهم عجّل بنصرِك وأنزِل ملائكتَك مردِفين..
اللهم وثبّت المجاهدين في غزة وفي كل مكان..
اللهم أعز الإسلام بكتائب القسام وسائرِ جند الإسلام..
اللهم لا يُهزَموا وأنت الذي وعدتَّهُم بالنصر يا من لا يُخلِفُ وعدَه..



7/11/2023
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝


ترجمه، تحلیل شیخ زبیر ابومعاذ فلسطینی درباره رویکرد ایران نسبت به فلسطین.

همه کسانی که در درک اقدامات محور ایران با دولت یهود دچار سردرگمی هستند، چه کسانی که انحراف عقیدتی رافضه را نادیده می‌گیرند وچه کسانی که با عنوان گسترده "محور مقاومت" فریب خورده‌اند، همه این افراد نتوانسته‌اند که حقیقت را درک کنند که مسئله آزادی فلسطین، مسئله ایران ونیروهای وابسته‌اش ومحورش نیست.

اگر این حقیقت را همان‌طور که هست می‌پذیرفتند، در تحلیل خود از ایران و محورهای آن راحت‌تر وآسوده‌تر می‌شدند. وراحت‌تر می‌توانستند پیامدهای سیاسی ونظامی صحنه را بدون توهماتی که با واقعیت هم‌خوانی ندارد، درک کنند. این نگاه نه از سر اختلاف عقیدتی با ایران ونیروهای وابسته‌اش، بلکه بر اساس فهم مستقل از ماهیت پروژه سیاسی ایران در منطقه است. حتی خود روافض -اگر عاقلانی بین آن‌ها باشند- نمی‌توانند این موضوع را انکار کنند. همچنین این تحلیل مبتنی بر فرضیه نبود دشمنی بین محور ایران و رژیم صهیونیستی نیست. در واقع دشمنی بین آن‌ها واقعی است، اما این دشمنی بر سر منافع و نفوذ است نه یک نمایش ساختگی. البته حتی اگر سقف تنش توافق‌شده از طریق میانجی‌گری بین طرفین را به‌عنوان نمایش بنامیم باز هم این درگیری واقعی است. درگیری‌ای که هر دو طرف سعی در کنترل آن دارند. البته، این ایران و متحدانش هستند که تلاش می‌کنند آن را کنترل کنند، زیرا رژیم صهیونیستی به دلایل عقیدتی، سیاسی ونظامی تمایل به شعله‌ور کردن این جنگ دارد، اما به دلایل مشابه، یک قدم جلو ویک قدم عقب می‌رود. این وضعیت ادامه خواهد داشت تا زمانی که رژیم صهیونیستی فرصت مناسب را پیدا کند، وبه نظر می‌رسد که آن‌ها منتظر این فرصت پس از پایان کار در نوار غزه هستند؛ خداوند موفقشان نکند.

ایران ونیروهای وابسته‌اش، از مسئله فلسطین برای منافع خود بهره‌برداری می‌کنند. اگر منافعشان با مسئله فلسطین تضاد پیدا کند منافع خود را در اولویت قرار می‌دهند. به همین دلیل است که ایران تاکنون در نبرد طوفان الأقصى دخالت نکرده، هرچند که نوار غزه به‌عنوان یک متحد برای آن‌ها محسوب می‌شود. حتی واکنش نظامی ایران چند ماه پیش نیز به دلیل کشته شدن برخی از فرماندهانش توسط یهود در دمشق بود نه به خاطر غزه و نیروهایی که به‌اصطلاح متحد ایران در غزه هستند. وهمچنین برای تأمین منافع خود، حوثی‌های یمن وگروهشان پس از حمله به بندر الحدیده عقب‌نشینی کردند، زیرا خسارت‌ها از حد تحمل آن‌ها فراتر رفت. به همین دلیل حزب‌الله لبنان اخیرا عقب‌نشینی کرد وحفظ منافع لبنان و امنیت غیرنظامیان لبنانی را به مهم‌ترین هدف خود تبدیل کرد، حتی اگر غزه با تمام غیرنظامیانش بسوزد.

و اکنون، برگ برنده "جنگ منطقه‌ای" از دست فلسطینیان افتاده است وبه‌طور کامل از آن‌ها گرفته شده است، در حالی که متأسفانه آن‌ها به شدت به آن امیدوار بودند، حتی بیشتر از مسئله اسیران صهیونیستی که غزه در اختیار دارد؛ اما مشخص شد که دولت اسرائیل به آن‌ها اهمیت نمی‌دهد. در نتیجه، مذاکرات بدون هیچ اهرم فشاری از سر گرفته شده وغزه به حال خود رها شده تا به‌تنهایی مشکلاتش را حل کند.

در همان روزی که حسن نصرالله رهبر حزب‌الله اعلام کرد که هدفش دور نگه داشتن "کشورش" لبنان از ویرانی‌های جنگ است، رهبر بزرگ‌ترش در ایران خامنه‌ای به‌صراحت تأکید کرد که جنگ آن‌ها -یعنی روافض- با یهود نیست، بلکه همیشه با کسانی است که او آن‌ها را "یزیدیان" نامید؛ یعنی مسلمانان و ملت‌های مسلمان، خواهد بود.

من شیعه‌ها را در عقب‌نشینی‌شان سرزنش نمی‌کنم، زیرا آنها پروژه و مسأله‌ای دارند که فلسطین در آن نیست و برایشان اهمیتی ندارد جز به عنوان ابزاری که خوب از آن بهره می‌گیرند تا منافعشان را پیش ببرند. اما ما مسلمانان باید پروژه خاص خود را داشته باشیم، پروژه‌ای که جهاد در آن محوریت دارد و گروه‌های مجاهد سنی که از شرق چین تا سواحل غربی آفریقا گسترده‌اند، در آن شرکت دارند. در مقابل، من قربانی ظاهر صحنه نمی‌شوم حتی اگر ایران یا یکی از شاخه‌های آن دیوار ترس را بشکند و لحظه‌ای که آن را مناسب می‌بیند به یهود حمله کند، چرا که این امر واقعیت را تغییر نمی‌دهد که آنها برای منافع خود می‌جنگند نه برای موضوع ما. همچنین از مکر خداوند در حق شیعه‌ها و یهود غافل نمی‌شوم، زیرا خداوند آنها را به جایی خواهند کشاند که هزینه‌های خون مسلمانان که بر عهده دارند را بپردازند؛ بإذن الله.

تمام این تحولات وحقایق، خیر وبرکتی است که خداوند برای غزه در نظر گرفته است، خیر وبرکتی که ما شاید نتوانیم ماهیت آن را درک کنیم. اما ایمان داریم که این خیر در راه است وخداوند ما را با قدرتش یاری می‌کند. حتی اگر تنها برکت جنگ "طوفان الأقصى" روشن شدن حقیقت محور ایران واهداف آن باشد، این کافی است، فالحمدلله علی کل حال.


اللهم وأعز الإسلام بكتائب القسام وسائر جند الإسلام في غزة


26/8/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝


قبل عشرين عامًا..
الشيخُ القائد المجاهد الشهيد أبو عمر السيف تقبله الله..
فما أشبه الليلةَ بالبارحة!

وما أحوج الأمةَ إلى أمثال هذا القائد..
قادةٌ وعلماءٌ يُقتلون في مقدمة الصفوف..



23/8/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

دفاعا عن رأي الشيخ مجدي المغربي

صـ [4/4]


=وخلاصة هذا الرأي الذي يتبناه ذوو الحكمة في فهم الواقع أنّ صراع إيران ومحورَها مع دولة يهود صراعٌ حقيقي، وكلاهما يتربص بالآخر، إلا أن إيران أحرص على عدم انفلات الصراع والتصعيد نحو حربٍ شاملة حفاظا على مكتسباتها، ولو اضطرتها الظروف أن تضحي بكل أدواتها ستفعل حفاظا على مشروعها، ويهود أحرص على استعجال الصراع الشامل؛ لأن الوقت في صالح إيران، ويسعون في سبيل ذلك بدوافع عقائدية وسياسية وعسكرية، ويريدون توريط الأمريكان والغرب معهم، فمصلحة الحرب الإقليمية تَرجُح لصالح يهود، لذا فإنّ الرهان على محور إيران رهانٌ فاسد، فهو محورٌ لا يَحمل من مشروع مقاومة احتلال فلسطين إلا الاسم، فأهدافه لا علاقة لها بقضية فلسطين؛ وإن تمحكوا بها، بل حتى هذا المحور ليس متناغما في الأهداف، وكل طرفٍ يسعى نحو مشروعه رغم أن إيران هي المظلة الجامعة، ويمكن أن يلعب هذا المحور دورا في مناكفة الأمريكان والغرب في منطقة الشرق الأوسط بدفعٍ من المعسكر الشرقي؛ روسيا والصين، لكن لا مصلحة للمسلمين لكي يلتحقوا بمعسكر مجرمي روسيا والصين، ومن يطالب بذلك يضيّع جهود المسلمين بلا طائل، بل الواجب هو السعي نحو بناء معسكر إسلامي سني من أفغانستان شرقا حتى صحاري مالي غربا، وتوسيع رقعة الصراع مع المعسكرين الغربي والشرقي في بلادنا، لا أن نحاول التخلص من إجرام الغرب في بلادنا بإحلال ملاحدة الشرق مكانَهم، على الأقل التركيز على المعسكر الغربي دون تبعيةٍ للمعسكر الشرقي، ومصطلح التبعية هو التوصيف الصحيح لأي علاقة مع هذا المعسكر، لأن دُولَه -الصين وروسيا- لن تقبل بنا أحلافا معها، بل غاية ما يحتاجونه من جماعات المسلمين أن تكون أدواتٍ لصراعها مع الأمريكان والغرب، حتى إذا تمكنوا فعلوا بنا ما فعلوه في تركستان الشرقية والشيشان.

وعلى المسلمين انتظار مكر الله في يهود والرافضة قريبا، حتى إذا اشتعلت بينهم الحرب بأقدار الله سعى الصادقون لاستغلال المساحات التي ستفرُغ لملئِها، ومن أراد حقا أن يَنصُر الإسلام والمسلمين فعليه السعي لجمع جماعات الجهاد السنية في محورٍ سُنيٍّ واحدٍ ضمن أهدافٍ مشتركة، كتائب القسام في فلسطين، وطالبان في أفغانستان، وحركة الشباب المجاهدين في الصومال، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي، وتنظيم قاعدة الجهاد في اليمن، وهيئة تحرير الشام في سوريا، فهذه الجماعات السنية الأبرز؛ وهناك العديد من جماعات الجهاد المنتشرة في ثغور المسلمين، ومن أراد الصد عن هذه الأطروحة بادّعاء وجود ما ينكره لدى هذه الجماعات فهو يبحث عن وهم، فلن تخلوا جماعةٌ من المآخذ والمظالم، وهذا انعكاس طبيعي لحال الأمة، والواجب هو الاجتماع على الأهداف المشتركة الجامعة، وما دون ذلك ترفٌ لا يحتمله الواقع، وهو واجبٌ على هذه الجماعات أن تسعى إليه وتذلل العقبات لأجله، والتلكؤ في ذلك إثمٌ عظيم سيُسأل عنه مقترفوه بين يدي الله، بل هذا الطرح إلزامٌ للذين يطالبون ببناء التحالفات مع الرافضة، فجماعات المسلمين أوْلى ببعضها، ولو جمعنا الشرور في هذه الجماعات فلن يبلغ عُشر معشار ما في الرافضة من شرورٍ وفساد.


وللحديث بقيةٌ إن شاء الله وبقينا أحياءً..




11/8/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

دفاعا عن رأي الشيخ مجدي المغربي

صـ [4/2]


=ومن لا يقرأ معركة الروافض من هذا الجانب سيقع في الغلط، بل حتى أدوات إيران هذه لكل طرفٍٍ منهم مصالحه الخاصة التي يقاتل عنها تحت عنوان نصرة غزة، فحزب الله اللبناني لازال لم يقدم شيئا بعدُ لتثبيت قواعد اشتباك جديدة تردع دولة يهود عن التفكير في مهاجمته حاليا ومستقبلا، على الأقل لسنوات قادمة أخرى، فالذين يَعُدُّون خسائر الحزب وأعدادَ قتلاه للتدليل على أنه يُقدّم التضحيات في سبيل نصرة غزة هؤلاء يقرأون المشهد بسطحية، فالحزب استغل معركة طوفان الأقصى في الجنوب لكي يهاجم من الشمال ويَفرض معادلته ويؤجل المعركةَ التي كانت مرتقبةً مع يهود قبل معركة طوفان الأقصى، فالعنوان نصرةُ غزة والحقيقة محاولة تأخير صراعه مع يهود باستنزافهم وفرض خطوط ردعٍ تحميه، هذا بالدرجة الأولى، تلي ذلك ملفاتٌ أخرى يفاوض عليها الحزب من خلف الكواليس كانت عالقةً قبل معركة طوفان الأقصى مثل ملف مناطق النزاع الحدودية وملف حقول الغاز قبالة السواحل اللبنانية وملف تموضع قوات الحزب جنوب لبنان، وعليه فإنّ أيَّ تقييمٍ براغماتي للمشهد يفضي إلى أن مصلحةَ حزب الله اللبناني في استمرار معركة غزة وليس إيقافها، لإشغال جيش يهود واستنزافه فيها؛ وإبعاده عن جبهة الشمال، لذا فإن أيَّ خسائرٍ يقدمها حزب الله ضمن معركة الاستنزاف التي يخوضها هي ثمنٌ بسيط يدفعه لأجل مصالحه السياسية والعسكرية.

وهذا كذلك حالُ الحوثيين في جماعة أنصار الله اليمنية الشيعية، فالحوثي كان قد هدد سابقا قبل معركة طوفان الأقصى بإغلاق مضيق باب المندب بحثا عن اعترافٍ دولي بدولته وحُكمه الذي اغتصبه من أهل اليمن، فلمّا جاءت معركة غزة لاحت له الفرصة على طبق من ذهب، فكان العنوان نصرة غزة والحقيقة تثبيت أركان حكم الحوثي وجماعته وانتزاعُ اعترافٍ دولي بسيادتهم، ومفاوضات الأمريكان في عُمان مع إيران والحوثي تتمحور حول مصالحهم في اليمن، وما الذي يمكن أن تقدمه أمريكا ثمنا للتوقف عن محاولة الضغط العسكري في البحر الأحمر والخليج العربي، وما يعلنون عنه هو التفاوض حول حرب غزة، تماما كما يحدث الآن، فالمفاوضات على قدم وساق مع إيران وأدواتِها لوقف التصعيد وعدم الرد العسكري على مقتل هنية تقبله الله على أرض إيران ومقتل القائد العسكري لحزب الله اللبناني وقصف الحُديدة في اليمن، ويدور الحديث عن "صفقة إقليمية" المعلن عنه فيها هو وقف الحرب في غزة، وما لم يعلن عنه هو مصالح إيران وأدواتِها السياسية والعسكرية، فهذا ما يدور خلف الكواليس دائما، ومن يَفترض خلاف ذلك لا يفهم هذا العالم على حقيقته، وعودا لشأن الحوثي فلقد طالت معركة غزة بما لم يكن في حساباتهم؛ بسبب تعنت حكومة المجرمين الصهيونية، لذا كان الحوثيون مضطرون للاستمرار في "الإسناد" حتى تقف المعركة، وهذا هدد التجارة الدولية، فاضطرت أمريكا وبريطانيا للتدخل عسكريا، تدخلٌ لم يمنع الحوثي من الاستمرار لكنه ربما حدَّ من شروطه التفاوضية غير المعلنة، وربما العكس، الأمر متعلقٌ -لجميع الأطراف- بالقدرة على الثبات والصمود في مثل معارك الاستنزاف هذه.

لقد قامت معركة طوفان الأقصى تحت عنوانٍ واضح صريح لا لبس فيه على لسان القائد محمد الضيف حفظه الله، عندما قال في اليوم الأول من المعركة: ( هذه معركة التحرير ومعركة كل الساحات )، حيث انتظرت كتائب القسام -نصرها الله- مشاركةَ بقية الساحات وعلى رأسها ساحات محور إيران الذي يَعتبر حركةَ حماس والفصائل الفلسطينية الغزية جزءًا منه، لكن إيران ومحورَها تقاعسوا عن المشاركة الحقيقية بحجة عدم الجهوزية وأنّهم لم يُستشاروا في قرار المعركة، واكتفى المحور الإيراني بما سمّاه "إسناد" غزة، أي أنهم بكل وضوح تنحوا عن المشاركة واكتفوا بالإسناد، إسنادٌ لم يمنع تدمير غزة طيلة أكثر من 300 يوم؛ كأنّ كل يومٍ منها شهرٌ كامل، والحمد لله على ما قدّره وقضاه.


يُتبَع صـ [4/3]

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝




300 يومٍ مرّت على حرب يهود ومِلل الكفر مجتمعين ضد الإسلام والمسلمين في قطاع غزة، 300 يومٍ من عذابات الحرب والخذلان لم تشفع عند بعض من خذلنا ليصمتوا عن رجلٍ مسلمٍ قتلته يهود غدرا كأبي العبد هنية تقبله الله، إنه لموقفٌ بغيضٌ دنيءٌ حين يتعذّر البعض بعذر الخلاف مع "هنية" كي يوجهوا له سهام الانتقاد؛ في لحظةٍ لازالت فيها حربُ يهودٍ ضد الإسلام والمسلمين في فلسطين مشتعلةً ملتهبةً! فيكونوا بذلك في نفس الجهة المقابِلة للمسلمين المكلومين؛ جنبًا إلى جنبٍ مع يهود والصليبيين والطواغيت والمرتدين والمنافقين والخوارج والمداخلة والحدادية والمتصهينين.

إنّ الذي لا يَعرف متى يسجل خلافَه ومتى يَطوي صفحتَه رويبضةٌ يتقلب في السّفه، فكيف لمثله أن يتحدث في شأن العامة، أو محرومٌ حرَمه ربُّه التوفيق، نسأل الله العافية، أيُبصر عاقلٌ كل هذه الدماء ثم لا يَسلمُ أهلُها من لسانه! كريمُ الأصل لا يفعلُها، بل يَتهم نفسه بالتقصير والخذلان.

لستُ هنا أدافع عن الاختيارات السياسية لـ "هنية" بُعيْد ارتقائه تقبله الله، بعد أن كنت قبل الحرب أسجل اختلافي معه، لكن أيُّ موقفٍ هذا الذي سأقفه منكِرًا على قتيلٍ مسلمٍ قُتل بأيدي الكافرين لم يوارَى جثمانُه الترابَ بعدُ؟! أي منكَرٍ ذاك الذي يَعدِل منكَرَ تسلطِ الكافرين على أمةٍ مِنَ المسلمين تقتيلا وتشريدا وتجويعا وأسرًا واستباحةً للحرمات؟! بل أين المروءةُ في الإنكار على مسلمٍ قتله الكافرون؟! كان قبل مقتله يخاطب أمته مستنهضا إياها بلا مجيبٍ طيلة 300 يوم من حرب الإبادة الجماعية الممنهجة ضد بني قومِه! أبعد الخذلان لنا أحياءً لكم طاقةٌ للبراءة من قتلانا!

يا قوم: أعطوني واحدًا جمع الخلال والخصال كلها؟ أعطوني واحدًا يُجمع عليه المسلمون جميعا؟ لن تجدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا إلا وله هنّات وزلّات، حتى صحابتُه رضي الله عنهم ولعن لاعنيهم وشانئيهم، يا قوم: إن كنا قبل الحرب لا نجد مبررا لمواقف هنية وصحبِه في علاقتهم الزائدة بالرافضة فهل بعد اندلاع الحرب واستمرارِ اشتعالِها يبقى عذرٌ لغير المعتذرين؟! خاصةً ممن خذلنا وترَكنا حتى لو كان ممن لا يجد سبيلا لنصرتنا! فليَسعكم الصمت عن تلك الزلّات مهما عظُمت لأنها تبقى دون مفسدة إهراق دمائنا في غزة، أو اتركوا أهلَ البلاء ينكرون فيما بينهم زلَلَهُم كما تركتموهم في بلائِهم وحدَهم، فإنه يسعُهم ما لا يسعكم.

يا قوم: ألا تروْن أنّ الرافضة والشيعة استغلوا قضيتنا الإسلامية بعد أن تركتموها وتركتم أهلَها؟! فهل نلوم من زلّ وهو يَطرُق باب الرافضة والشيعة بعد أن أُغلِقَت الأبواب في وجهه؟! فهل زلل "هنية" وصحبِه في علاقتهم بالرافضة يَعدلُ طامّةُ إغلاق باب النصرة في وجوهنا؟! كلُّ ما كان من إنكارٍ ونكيرٍ قبل هذه الحرب الرهيبة ضد الإسلام والمسلمين بات اليوم لا قيمة شرعية له أمام نهر الدماء الأحمر القاني المتدفق من غزة، إننا اليوم من المفترض أن لا نلوم من سعى مع الرافضة لتخليصنا من ويلات الحرب مهما زلّ وأخطأ، على الأقل وهذه الحرب لازالت مشتعلةً لا يُعرَف متى تنطفأ نارُها، بل نلوم من ترك الفرصة للرافضة والشيعة ليَبنوا أمجادَهم فوق أشلائنا وأشلاء أطفالنا ودمائنا التي تَخُدّ الأرضَ خدًّا.

يا قوم: لا يذوق أحدٌ ما ذقناه في قطاع غزة ويَبقى لديه طاقةٌ للخلاف مع مسلم، إن نفوسنا اليومَ مشحونةٌ فقط تجاه ملل الكفر جميعها؛ عربا قبل العجم، والمسلمون تركْنا أمرهم إلى الله، فإنّ الأهوال القادمة ستلفح بلهيبها كلَّ من تركَنا واستسلم للوهن، الأهوال القادمة ستكون السوط الذي سيعيد الأمة راغمةً إلى ربها ودينِها وجهادِ أعدائها؛ بعد أن أسلَمت راغبةً للكافرين غزةَ المكلومة لتُذبح وحدَها فداءً لمسرى رسول الله لأمةٍ أُمِرَت أن تقاتل صفا كالبنيان المرصوص.

أما أنا فواحدٌ من بين أكثر من 2 مليون مسلمٍ غزيٍّ مكلومٍ أعيد التأكيد مرةً أخرى أنني سامحتُ كل مسلم خذلنا وهو لا يجد سبيلا لنصرتنا، وذلك رجاء الأجر العميم عن 2 مليار مسلم، فلَم يَعد لنا دنيا لنبكي عليها، ونحتسب كل ما قاسيناه عند رب العباد، لقد أحللتُ 2 مليار مسلم من إثم خذلاني، وبقي أكثر مِن 2 مليون مسلم غزيٍّ تحتاج أمةُ الملياري مسلم أن تَستسمحهُم قبل موعد الحساب؛ الذي سيكون معجَّلًا في الدنيا قبل الآخرة، وهذه لا أملِك من أمرِها شيئا.


اللهم تقبل عبدك إسماعيل هنية في عداد الشهداء..
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه..
اللهم إنّ مغفرتَك أكبرُ من ذنبه، ورحمتُك أوسع من خطاياه..
اللهم اجمعه بأهله الذين سبقوه في أعالي الجنان..
اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل..




1/8/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝


الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..

خرج الشيخ الزبير أبو عبد الرحمن الغزي بفضل الله، ولقد علمتُ بذلك ابتداءً وبشرني بالخبر أمسُ أحد الإخوة المجاهدين الغزيّين؛ الذين كانت تَصلِهم أموال المسلمين عبر "حملة جاهد بمالك"؛ ويستعينون بها بعد الله في جهادهِم لأعدائه..


فاللهم عجّل بفكاك أسر المظلومين في كل مكان وأقرّ عيوننا بنصرك وفرجك عاجلا غير آجل..



8/7/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

يا أهل الشام: لقد ردَدتُم الجميل لنا في غزة

صـ [3/2]


=إن مصلحة التموضع على أرض الشام تعدل تلك المصالح المتوهمة التي يطالب أصحابها بالحذر من التقسيم، فالتحرر من حكم الطاغوت النصيري وإقامة كيان سياسي فوق أرض الشام ثم يقبل بوجوده راغما ما يسمى بالمجتمع الدولي ولو لم يكن هذا الكيان السياسي على كل أرض الشام= فهذا يمثل مصلحةً عظمى للأمة الإسلامية كلها، حيث سيكون هذا الكيان في المستقبل القريب منطلق الجحافل لتحرير بقية أراضي الشام؛ وما حول الشام، واللذين ينكرون استغلال المساحات السياسية الممكنة والمتولدة عن الصراعات الحالية بين القوى الدولية لإنشاء كيان سياسي إسلامي فوق معظم أرض الشام= هؤلاء أنفسهم لا يستطيعون الإنكار على حركة حماس التي أعلنت قبل وخلال معركة طوفان الأقصى أنها تقبل مرحليا بدولة على حدود الـ67 دون الاعتراف بدولة يهود، بل ربما يؤيدونها مع ما في هذا التموضع السياسي من ترك دولة يهود تسيطر على بقية أرض فلسطين التاريخية، فأين التحذير من التقسيم هنا؟ فإن كانوا يبررونه بـ "المرحلي" في فلسطين فهو كذلك في سوريا، وهو كذلك في أي مكان يمكن للمسلمين أن يبسطوا لأنفسهم فيه سلطانًا.

التموضع الآن ليس مطعنا، طالما سلِم أصحابُه من أمرين: 1 الظلم والمظالم، 2 والاحتكام لغير الشرع في المقدور عليه، والقدرة هنا لا تعني إمكانية التطبيق فقط، بل ومآلاته، وهذا يقدّره أهل العلم العدول الثقات في الشام وما أكثرهم بفضل الله، فالتموضع يحقق نوعا من الاستقرار النسبي يستفاد منه في جولات قادمة في السنوات القليلة المقبلة؛ تماما كما حدث بعد الاستقرار في إدلب وغزة، في عمليتي طوفان الأقصى وردع العدوان.

لذا لن يترككم طواغيت العرب والعجم يا أهل الشام، وستجدون أنفسكم داخل أتون ملتهب من التآمر والمكر والاستهداف، واحذروا من مكر النظام التركي وتلاعبه بمصالحكم لأجل مصالحه القومية والانتخابية الحزبية، وليكن لكم عبرة في تعاملكم مع تركيا بما حصل لحماس مع قطر خلال الحرب القائمة، فالنظام القطري انسحب من الوساطة في محادثات وقف الحرب مدعيا عدم وجود جدية لدى الأطراف، فجمع حماس مع يهود في تحمل مسؤولية عدم وقف الحرب، ثم طرد قادة حماس من قطر، والحقيقة أن حماس لم تستجب للإملاءات القطرية التي كانت تأتي تحت ضغوط أمريكية ليكون وقف الحرب في غزة على مقاس الشروط اليهودية، وبعد أن كانت صور طواغيت النظام القطري تُعلّق في غزة تحت عنوان (القدس تنتظر الرجال) كشر هؤلاء الطواغيت عن أنيابهم عندما لم يفلحوا في تحقيق مراد يهود والأمريكان الصليبيين في إخراج أسرى يهود من غزة بلا ثمن كبير تدفعه يهود.

وخذوا حذركم حتى مِن محور إيران الرافضي رغم ما يبدو أنه انكسر بلا رجعة بفضل الله، فقد يَقبل الرافضةُ اليومَ منكم في الظاهر أيَّ مداراةٍ أو محاولةٍ لتهدئة الأوضاع، لكنهم لن يترددوا في استغلال كل فرصة مستقبلية لإخماد نيران ثأرهم من يهود فيكم، فعداؤهم الحقيقي مع المسلمين، ولو صمتوا اليوم خبثا فسيطعنونكم في ظهوركم غدا خسةً، فاحذروا الرافضة كما تحذرون يهود.

محورُ إيران الرافضي اتهم مجاهدي الثورة السورية بأنهم يتحركون بتنسيق مع الأمريكان والصهاينة لضرب هذا المحور، هذه السردية المغفّلة الساقطة من الغريب جدا أنها تلقى رواجا، لكن يبدو أن الاستغفال سوقٌ كبيرٌ له مرتادوه، حيث أن الجميع اعترف بتفاجئه من تهاوي جيش النصيرية، وتفاجئو أكثر من تمدد المجاهدين وخروجهم عن السيطرة، فلو كانت هناك خطوط حمراء في البداية فلقد أسقطها المجاهدون وجعلوا جميع القوى الدولية المتغلغلة في الشام بمن فيهم النظام التركي أمام واقع جديد على الأرض يجب أن يقبلوه ويتعاملوا معه كما هو، فرأينا أن النظام النصيري يسلّم بعض مناطقه ومستودعاته للعلمانيين الأكراد، وهؤلاء هم صنيعة أمريكا وأداتها في الشام، بل أعلنت يهود عن تفاهمات معهم، فمن هو إذًا الذي ينسّق مع الأمريكان ودولة الصهاينة؟! ثم إن يهود قصفت مستودعات للأسلحة كانت تحت سيطرة النظام النصيري خشية وقوعها في أيدي المجاهدين، فمن هو الذي كانت تأمنه يهود على نفسها وبيده هذه الأسلحة؟! أليس النظام النصيري أحد أبرز أقطاب المحور الإيراني الذي يسميه المغفلون "محور المقاومة"؟! وألم يكن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بجانب هذه المستودعات؟! فلماذا كانت تأمنهم يهود عليها ولم تأمن المجاهدين؟! ثم لماذا تنشر يهود ألوية جيشها على حدود الجولان اليوم؟! أليس هذا معناه أنها كانت آمنةً في عهد محور إيران وارتعبت اليوم؟! فيالله ما أشد وقاحة المستغفِلين وغباء المستغفَلين.


يُتبَع صـ [3/3]

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

ما بين (طوفان الأقصى) في فلسطين و (ردع العدوان) في سوريا
القضية واحدة والعدو واحد.. والعَجب واحد..


صـ [2/2]



=وإن تعجب فكل العجب عندما تسمع المشككين في جهاد مجاهدي الشام بقولهم أن "التوقيت مريب!" أو "ما الذي دفعهم إلى تلك المناطق الآن؟"، فأما عن التوقيت فإن أهل الشام قد أحسنوا في اختياره عندما استغلوا انشغال الرافضة ويهود عنهم في معركةٍ ألهبت فيها يهود ظهورَ الرافضة بالسياط، بعد أن كانت يهود وأمريكا تصمت عن تمدد الرافضة ومحورهم في بلادنا سنين عددا، وتركوهم يقضمون أراضينا في الشام ويستبيحون حرماتنا ويُقتّلون أطفالنا ويغتصبون نساءنا، بعدما تمالئوا جميعا علينا يريدون وأد ثورة المسلمين في الشام كي لا تقوم لنا قائمة، تُركت إيران وحزبُها اللبناني وأدواتُها يعيثون في الشام فسادا ونحن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله، ثم لمّا انتهى دور إيران ومحورِها في الشام ودالت عليهم يهود قام مجاهدو الشام بما يمليه عليهم واجب الوقت، فاستغلوا تخلّي الغرب عن إيران وحزبِها اللبناني فانقضوا عليهم وجها لوجه، لأن الرافضة أهل خسةٍ في القتال وليس لهم شأن في نزال الرجال، فهربت قطعان الرافضة والنصيرية ينتظرون مددا من سواهم، وفُتحت مناطقٌ انحاز عنها الإسلام لسنوات، فنِعم التوقيت ونِعم من استغله. أما قول القائل المتأيرن "ما الذي جاء بهم إلى تلك المناطق" فإنما يدل ذلك على ضعف العقل والفهم زيادةً على التأيرُن، فالأرض أرض المسلمين، والمجاهدون أهل الأرض والدار، والغربان الأغراب المحتلون هم الرافضة والنصيرية، إلا إن بلغ الحال بهؤلاء أن يجعلوا للمحتلين الروافض الحقَّ في أرض المسلمين التي انتزعوها، فلا حيلة لنا مع ذلك.

فيا أيها المجاهدون في الشام، لقد جاءت معارككم هذه كالبلسم تداوي جراحنا النازفة هنا في غزة، واعلموا أن كل انتصار لكم في شمال الشام هو انتصار لنا هنا في جنوبها، بل انتصار للأمة جميعها، ودعوكم ممن يشيطن جهادكم بدعوى تقاطع المصالح مع الصهاينة، هذا دجل لا علاقة له بالشرع والواقع، فكل انكسارٍ لعدوٍّ من أعداء الأمة هو خطوةٌ إلى الأمام في طريق التحرر والانعتاق، فشدّوا العزم وشدّوا الخناق على حلف الرافضة، وكرّوا عليهم الكرّة تلو الكرّة، حتى إذا خلُصت لكم دياركم تعاونّا سويةً ضد حلف الصهاينة، فإن نستبشر بكم يا جند الشام استبشارا بما بشّر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن يمحوا هوان الأمة الذي نحياه ونذوق مراره اليوم هنا في قطاع غزة إلا الجهاد والقتال لتكون كلمة الله هي العليا، فقاتلوا بالله من كفر بالله، فإنّ السيف محّاء الخطايا، وذنوبكم ومظالمكم فيما بينكم اجعلوها خلفكم، فلن يجمع صفوفكم تحت قيادة خيارِكم ويطهر قلوبكم ويمنع انتشار المنكرات والفساد على أرضكم إلا الجهاد في سبيل الله، فقوموا بأمر الله يرحمنا وإياكم الله.



30/11/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝



بعد سنواتٍ طويلةٍ من قتال المسلمين في الشام وتقديم آلاف القتلى من جنوده لازال "حزب الله" اللبناني الرافضي يواصل جرائمه وقتالَه؛ دون وقفٍ لإطلاق النار، وهذا إلى جانب جماعات الرافضة الأخرى من جنسياتٍ مختلفة ودعمٍ كامل على الأرض من "الحرس الثوري" الإيراني، اجتمعوا على أرض الشام المباركة مستغلين صمت أمريكا الصليبية عنهم دون اعتراض مع تحالفٍ ميداني مع روسيا الصليبية، وتواطؤ الأنظمة العلمانية الاقليمية والعربية، وعلى رأسهم التركي والسعودي والقَطري، اجتمعوا جميعا على قصعة الشام يريدون وأد الثورة السورية الجهادية.

واليوم تصادف -أو بمعنى أدق جاء بحكمة الله- الإعلانُ عن وقف إطلاق النار بين "حزب الله" الرافضي -ذراع إيران الأبرز- وجيش يهود في لبنان= مع بدء معركةٍ في الشام يقودها مجاهدو الثورة السورية المباركة، ضد إيران وحزبِها اللبناني وأذرعها إلى جانب النصيرية ودعم الروس، إيران وحزبُها والنصيرية لم يدخروا جهدا في معركتهم مع أهل الإسلام في الشام، وادّخروه مع يهود، ولن ينفع معهم إلا القتل والقتال ردًّا لعاديتهم، كما هو الحال مع يهود في فلسطين.

فلَم يصمد "حزب الله" في معركته مع يهود أكثر من شهرين وسارع إلى هدنةٍ مذلةٍ تمنعه من الاقتراب من حدود فلسطين التي تحتلها يهود، وتمنعه من إعادة تسليح نفسه على حدود فلسطين، وتسمح ليهود أن تكون الشرطي لهذا الاتفاق المذل وتقرر متى تعاود القتال ومتى تخرج من المناطق التي سيطرت عليها في لبنان، وهذا ليس بمستغربٍ أبدا لدى الذين يفهمون عقيدة الرافضة وخريطة مصالحهم في المنطقة وطبيعة أهدافهم، فليس تحريرُ فلسطين بهدفٍ لحزب الله ولا هدفا لإيران، فالتنازل مع يهود بالنسبة لهم ليس هزيمةً، إنما محافظةً على ما تبقى من قدراتٍ ومقدّراتٍ للحفاظ على ما انتزعوه من بلاد المسلمين، فمعركتهم مع يهود استثنائيةٌ جاءت توريطا واستدراجا ومكرا من الله بهم لتنكشف سوءاتهُم وتَظهر أكاذيبهم، أما معركتهم الأصيلة فهي مع المسلمين في بقية بلاد المسلمين التي تغوّل عليها محور إيران وأذرعُه.

أما الذين يريدون المكابرة في تقديم إيران ومحورِها وحزبِها اللبناني على أنهم "قدّموا ما عليهم في معركة الإسناد" فهؤلاء لهم أهدافُهم أو لنقل أنهم يُنفذون توصيات أحزابِهم التي لازالت مصممةً على الارتباط بهذا المحور الرافضي وترْك محور جماعات الجهاد السّنّية المنتشرة من حدود الصين شرقا حتى سواحل الأطلنطي في أفريقيا غربا، خاصةً أولئك الذين يَذكرون "إنجازات محور إيران وحزبِها اللبناني" في مقابل "غياب دور أهل السنة"! وهُم جميعا يعلمون أن محور إيران راكم القوة خلال السنوات الماضية برضا أمريكا ودول الغرب ومعهم دولة يهود، في حين تواطأ الجميع -محورُ الرافضة ومحورُ الصليبيين- على قمع ومنع وإضعاف كل كيانٍ إسلامي يريد الانفكاك عن النظام العالمي الكافر، ولازالت جماعات الجهاد الإسلامية تقاتل بشراسة في معركة البقاء انتظارًا لاقتناص فرصةٍ تعطيهم القدرة على العودة لإمساك أدوات القوة التي سيوجهونها دون هدنٍ ومهادنات ضد يهود وحماة دولة يهود، في معركةٍ أصيلةٍ لا "معركةَ إسناد"، هذه الحقيقة الناصعة الواضحة يتعامى عنها الحزبيون الذين يقومون بدورهم في كيّ الوعي الجمعي للأمة لتغسل إيران ومحورُها الجرائم التي ارتكبوها ولازالوا في بلاد المسلمين.

وهاهي غزة بقيت وحدها كما بدأت وحدها، وسيقيّض الله لعباده المسلمين فيها أسباب المعية والنصرة بإذنه، لكن حكمته اقتضت أن تكون دماؤنا هنا في غزة سبيلا لكشف الأقنعة أمام من أنار الله بصائرَهم، أما المغفلون والمستغفلون والمنتفعون فستبقى الأقنعة أمام أنظارِهم لا يرون إلا ما يريده أصحابُها.

وإني ناصحٌ إخواني المجاهدين في الشام أن يتقوا الله ويعتمدوا عليه وحدَه ويُقدِموا على فتح باب المعارك مع المشركين الرافضة ومن ناصرَهم، ويَصمّوا آذانهم عن مكاء الأنظمة العلمانية؛ تحديدا النظام التركي، فإن مصلحته تتصادم مع مصلحة الجهاد في الشام وفي كل مكان، وليغسلوا بجهادهم وقتالِهم تقصير وإثم السنوات المنصرمة التي تراجع فيها الجهاد بعد أن دخل العلمانيون الأتراك يخادعون المسلمين في الشام ويمنّوهم بالهدوء ويخوّفونهم من أمر الله بالجهاد، اليوم فلتُرفع راية الجهاد بكل قوة، وليرفعها أهل الثورة الجهادية مجتمعين، وليتنازل الجميع لبعضهم ويُفسحوا الطريق لخيارِهم ممن يرتضونهم أن يكونوا على رأس صناعة القرار، فإن استئثار القلة يحبس معية الله، وليعلم أهل الشام أن الجهاد هو الطريق الوحيد للتمكين، وهو الطريق لمنع المنكرات وإرجاع المسلمين إلى ربهم، أما الهدوء والاستقرار فليس يكون إلا بعد المنعة والتمكين، وإلا فالذنوب والمنكرات ستنخر الواقع، ودونَكم واقعكم اليوم يا أهل الثورة الشامية، فكونوا على يقين أن انصلاح حالكم لن يكون بغير القتال والصبر والمصابرة بعد التوكل على الله وحده لا سواه.


اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في غزة وإدلب وفي كل مكان..


27/11/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝



ليلةٌ عصيبةٌ على المسلمين في قطاع غزة، كانت دماء عشرات الأطفال هي عنوان هذه الليلة، في شمال القطاع وجنوبه، وفي الجنوب أعاد الكافرون الكرّة مرةً أخرى على نفس القرى شرق خان يونس التي اقتحموها ليلة الصواريخ الإيرانية، سقط العشرات في تلك الليلة بينهم أطفالٌ رُضّع، وهذه الليلة كان الأطفال هم أغلب من رحل إلى ربه يشتكي ظلم يهود ومَن أعان يهود ومَن صمت عن ظلم يهود.

فجأة أصبح الليل نهارا، عشرات القنابل المضيئة حوّلت الليل نهارا بالمعنى الحرفي للكلمة وليس المجازي، ثم بدأت القنابل تنهمر، وإذ بالطرق تكتظ بالهاربين من الأطفال والنساء والشيوخ، رأيتُ أطفالا يبكون لا يدرون أين يفرّون، ورأيت من يجرُّ أباه الكهل المريض على عربةٍ صغيرة بعَجلٍ واحد، ورأيت نساءً أضعنَ أولادهن في زحام الفرار من الموت، مشاهدٌ مؤلمةٌ قاسيةٌ وأنت ترى القذائف تسقط حول المساكين، الجميع يَهرب بأطفاله خشية أن يَدفن الواحد منهم أولادَه بيديه صباحا، لكن للأسف لم يستطع الكثير أن يجد لأطفاله مَخرجا، وها أنا ذا عدت لتوّي من جنازة 15 طفلا لم يبلغوا الحلم؛ أهَلْنا عليهم التراب بأيدينا وشاركنا آباءهم المكلومين هذه المهمة القاسية، صلّينا عليهم ودفناهم قبل صلاة جمعة هذا اليوم؛ التي ينتظرها البعض على أمل أن تجتمع الأمة في الساحات العامة، لتنفجر في وجوه الكافرين وأعوانهم الطواغيت وتُخلّصنا من أهوال الحرب التي نُبنا فيها عن أمتنا رغمًا عنا، ولا يدري هذا البعض أن الأمة في موات!

وبما أن الحديث عن الموت والأمةُ في موات فلنعد إلى حديث المقبرة، حيث كان الجميع بعد دفن الأطفال ينظرون إلى القبور في صمتٍ رهيب كصمت القبور، حتى آباء الأطفال كانت ملامحهم جامدةً باردة، أحدهم دفن ولديْن من أولاده، وآخر دفن من أولاده ثلاثة، كان الجميع يُحدّق في القبور وكل واحد يتساءل في قرارة نفسه: متى يحين دوري مع أطفالي! وهذا ليس تشاؤمًا وتطيّرًا، بل هو فعلا ما نحياه واقعا، أعرِف من يتمنى أن يموت أطفالُه قبلَه؛ أو أن يموتوا سويّةً، يتمنى أن يفقد أولادَه لا أن يفقدوه، وهذا من شدّة حبه لهم، أي نعم والله من شدّة حبه وتعلقه بأهله يتمنى أن يسبقوه إلى الموت، وحجته في ذلك أنه رجلٌ ويمكنه تحمُّل وجع الفقد وأن يدبّر أمورَه بعد رحيل أهله، لكنه لا يستطيع أن يتخيّل زوجتَه وأطفالَه يبكونه بعد رحيله ليواجهوا مرارة الفقد وألم الحرب ومعاناة الفقر وذلّ ومهانة الحياة في الخيام فوق أرضٍ لم تَعد تَحمل فوقها إلا الركام والدمار! ولستُ ألوم من هذا حالُه.

ولكي تعرِف قسوة هذه الحرب التي تجاوزت عامًا كاملا تعال تَخيّل معي أخي القارئ هذا المشهد، وأجزم أنك لن تفعل، فما سأرويه موقفٌ قاسٍ جدا لا يستطيع تحمُّلَ تخيُّلِه أحدٌ فضلا عن أن يعيشه على الحقيقة: في ليلة الصواريخ الإيرانية قَصف الكافرون بيتا فيه العشرات من المسلمين، ما بين أطفالٍ ونساءٍ ورجال ونازحين ومقيمين، فمات مِن فوره مَن مات، وأصيب مَن لم يَحِن أجلُه، وكان من بين المصابين فتًى سقط على ساقيْه عمودٌ من الباطون، ولم يستطع أحدٌ إزاحة العمود فبقي الفتى يتألم مكانَه، وكانت النيران قد اشتعلت وبدأت تزحف نحو مكان الفتى الذي قعد إلى جانبه أبوه يحاول أن يفعل شيئا دون جدوى، واستمرت النار في الاقتراب، حتى قرر الرجل أن يقطع ساقيْ ولده بأيِّ سكين، وبحث وصرخ فيمن حوله ليبحثوا معه، لكن النار لم تعطهم الوقت الكافي، فاقترب الأب المفجوع من ولده يصب عليه الماء ويحاول أن يحجز النار عنه ولو بجسده، إلى أن اختنق من الدخان فقام الناس من حوله بسحبه وتركوا الفتى لمصيره! فيا رباه ما أصعب الموقف وما أقساه لمن عاشه ورآه من غير أقارب الفتى، فكيف بوالده المسكين الذي رآه يحترق حيًّا!!

هل عرفتَ الآن أخي المسلم قسوة هذه الحرب؟! لا أظنك فعلت، ولن تفعل، لأنني بكل بساطة أكتب نهاية هذا المنشور بعد عصر الجمعة، ولم أسمع أحدا جاء ليبشرني بتحرك جموع المسلمين في أيِّ بلدٍ من بلاد المسلمين نحو سفارات الصليبيين لحصارها مثلا، رغم أن ذلك لن يؤثر كما لم تؤثر مقاطعة بضائع الغرب الكافر، ومع ذلك لم تتحرك جموع المسلمين، لأن الأمة في موات، والأموات ماتت مشاعرُهم، ولن أقدّم أيَّ اعتذارٍ هنا، لن أعتذر إلا لإخواني المكلومين في شمال قطاع غزة وفي جنوبه، اصبروا أيها المساكين فسلعةُ الله غالية.



25/10/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

صـ [2/2]


=أيها الواقعيون: الواقع يؤكد أن إيران ومحورُها وحزبُها اللبناني تحديدا لو أنهم هاجموا دولة يهود بقوة في بداية معركة طوفان الأقصى كما يفعلون الآن لنجت غزة ونجت لبنان ونجت إيران، لكنّ حسابات محور "المقاومة والممانعة" كانت مختلفة، لم تكن حسابات مقاومةٍ وممانعة، كانت حساباتهم حسابات تاجرٍ غير أمين، يريدون أن يُغرقوا يهود في وحل غزة ولو على حساب تحوُّل غزة إلى مستنقع من الأوحال على الحقيقة، يريدونها حربا على غزة وفي غزة فقط، لكنّ يهود أبت عليهم تمنّعهُم عن الحرب، وهاهم يَضطرون للمواجهة وينجرون لها رغم أنوفهم، وليت إيران تَضرب بحق! فإنها لازالت تمارس لعبة ذر الرمال في العيون بتصعيدٍ تحاول أن لا يجرّها إلى الحرب، لم تتعلم من فعلة حزبِها اللبناني الذي بقي يظن أنّ عدم رفع سقف التصعيد سيَدفع الحربَ عنه ويحقق مستويات ردعٍ تحميه، فإذا هو يخسر قادتَه وجنوده ومقدراته قبل أن تبدأ الحرب، لم تتعلم إيران ليس لغبائها وإن كان ظاهر الصورة يشي بنوعٍ من ذلك، فإيران لازالت تراهن على رغبة العالم الغربي المعلنة في عدم توسع المعركة، وتريد إرسال رسائل تحذير أنها جادة، ومن ناحية أخرى يبدو أن صراع الأجنحة داخل نظام الملالي الإيراني بدأ يميل نحو خيار التصعيد ولو حفظا لماء الوجه، فلقد كان الجميع يقرأ بوضوح أن إيران ستتخلى عن حزبها اللبناني بعد أن أظهرت يهود جديتها في حسم المعركة معه ومِن خلفِها أمريكا تؤكد أنها لن تترك حليفتها وحدها ولو كانت كارهة لتوسع المعركة كما تُعلن، حزبُها نفسُه كان شاكًّا في انتصار إيران له، حتى أن حسن نصر الله قبل مقتله كان يستشعر ذلك في خطاباته الأخيرة ويحاول أن يجر إيران أمام جماهيرها مستغلا سردية المقاومة والممانعة التي يعلم جيدا أنها مجرد عنوانٍ يُخفون أهدافهم خلفه.

إيران وجدت حزب الله اللبناني الذي صنعته على عينها سنواتٍ طويلة وجعلته شرطيّها الأمين في المنطقة= وجدَته كالورقة في مهب الريح! فعلمت أن سياسة احتواء الحرب خيرٌ لها من التمادي فيها، أو لنقُل هذه كانت قناعات تيارٍ عريض داخل النظام الإيراني على رأسه الرئيس الجديد وحكومتُه، لكن مقتل رجلهم حسن نصر الله جعل خيار الرد العسكري على هذه الفعلة يرجُح، ويبدو أن التيار الذي يريد المواجهة قطاعٌ داخل الحرس الثوري الإيراني، وليس كل أصحاب القرار داخل الحرس الثوري، هذا الرد العسكري الاستعراضي أرادوا منه: 1 إرضاءً لأصحاب خيار المواجهة والانتقام داخل نظام الملالي، 2 ترضيةً وتطمينًا لأدوات إيران في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله، 3 حفظا لماء الوجه أمام الجماهير المغفلة التي لازالت تصدق أكذوبة مقاومة احتلال فلسطين، 4 رسالةً للغرب وأمريكا ويهود أن انفلات الصراع "ليس في صالح أحد".

لكن لن ينفع إيران مكرُها لتهرب من نيران الحرب مع يهود، تماما كما لم ينفع حزب الله مكرُه ليهرب من الحرب أيضا، فيهود حسمت أمرها وستواصل استهداف هذا المحور الإيراني حتى تفكيكه على الأقل، وهذه ليست أمنياتٍ أسُوقُها، بل محاولةٌ لقراءة الواقع بواقعية كما يريد الواقعيون، لأنني لا أتمنى انكسار محور إيران أمام يهود، بل أتمنى انكسار الطرفين بعد معركةٍ منهكةٍ لكليهما، لكن الواقع ليس كما نتمنى، فالواضح أن إيران ومحورَها كله ليس إلا نمرًا من ورق؛ أخذ هالةً أكبر من حجمه، ويبدو أن المسلمين مقبلون على أيامٍ ثقالٍ شدادٍ ليختبر الله الصادقين فيها، وليَعلم الذين يريدون العمل فعلا وحقا ممن يريدونها حربا على صفحات مواقع التواصل والبودكاست؛ طمعا أن تخوض إيران وأدواتُها المعركة عنهم.


ولازال للحديث بقيةٌ إن أراد الله وبقي في العمر بقية..




3/10/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝



الحمد لله الذي أهلَك عدوّه بأيدي أعدائه، الحمد لله الذي مكر بالرافضة ويهود وسلّطهم يَقتلون ويُقتلون بأيدي بعضهم بعضا.

ولقد نغّص الفرحة بهلاك عدو الله "حسن نصر الله" ما نقرأه لمن يُطلَق عليهم مسمى "النخب"! وما هُم إلا كُرَبٌ من كُرب هذه الدنيا التي نحياها، فلقد تجاوزوا مرحلة تقاطع المصالح الذي يدّعونه مع الرافضة لمواجهة يهود إلى الترحم على هذا المشرك والحزن على هلاكه بل والمبالغة في الحزن والتأسي!

إنْ كان لقادة حماس عذرٌ ما في مثل هذه السقطات خلال سعيهم لتخليص شعبهم من ويلات الحرب لأنهم تُركوا وحدَهُم= فلا عذر لأنصارهم من الفلسطينيين وغير الفلسطينيين؛ ممن لا يَحملون عبء صناعة القرار، لا عذر لمسلم عاقل أن يجعل يوم هلاك هذا المجرم يومَ حزنٍ وأسى! إن كانوا يتحججون بأنهم لا يريدون أن يشاركوا الصهاينة فرحتهم في قتل هذا المجرم فلماذا قَبِلوا أن يشاركوا ويعينوا الصهاينة على قتلنا وتقتيلنا هنا في غزة بصمتهم وخذلانهم وتقاعسهم عن نصرتنا! فإنّ فرحة الصهاينة بخذلان المسلمين لنا أشد من فرحتهم بقتل الهالك "حسن نصر الله" لا رحمه الله ولا غفر له.

أين هذه "النخب" من العمل لملء الفراغ الذي سيَعقُب صراع مشروعَيْ الرافضة والصهاينة كما هو متوقع؟! أين هذه "النخب" من المسارعة لتشكيل جبهةٍ إسلامية تقاتل؟! أو تمهد الطريق للجماعات الإسلامية المقاتلة لتشكيل محورٍ سُنِّيٍّ مجاهد؟! لماذا يريدون العمل في حلفٍ مع الرافضة الذين لا نلتقي معهم في عقيدةٍ أو مشروعٍ أو أهداف؟! لماذا يريدون التبعية للرافضة والبكاء على قتلاهم واللطم والنواح على مصابِهِم؟! لو لم يكن لنا جماعاتٌ إسلاميةٌ سُنِّيَّةٌ عديدةٌ منتشرةٌ في بلاد المسلمين من حدود الصين شرقا حتى سواحل أفريقيا غربا= لقلنا لعل هؤلاء "النُخب" لهم وجهٌ في حرصهم للارتماء في أحضان إيران ومحورِها، لكنهم جميعا يتجاوزون هذه الحقيقة هروبا من تحمل فرض العمل ليكون لنا محورٌ إسلامي سُنّيٌّ، كل هؤلاء كان لهم سهمٌ في إضعاف جماعات الجهاد الإسلامية في بلاد المسلمين، كلهم كانوا يتملصون من نصرة جماعات الجهاد حتى لا تلاحقهم تُهم الإرهاب، والكثير منهم كان طاعنا لاعنا للجهاد وجماعات الجهاد حتى يَحصل على صفة "الاعتدال"، والأغلب الأعم شاركوا في تدجين المسلمين وتأخير النصر وتسلط طواغيت الحكم العلمانيين= عندما تبنوا مشاريع الديمقراطية ونافحوا عنها وعندما جعلوا السّلمية سبيلهم وعندما قطّعوا أوصال بلاد المسلمين باسم الوطنية، كل هذه المشاريع الفاسدة جرّبوها ودَعوا إليها هروبا من طريق ذات الشوكة، وكل هذه المشاريع فشلت وكانت سببا في نكباتنا، وكل هذه التجارب الفاشلة هي التي أوصلتنا اليوم ليتوسل أربابُها ودعاتُها -أي تلك المشاريع- نصرة الرافضة وجماعاتِهم.

يعني أن هذه "النخب" هي سبب ما نحن فيه اليوم من انقسام بسبب محور إيران الرافضي، بل هذه "النخب" هي التي تقف في الصف المقابل لمن يرفض أن يمسح أوساخ وجرائم الرافضة، وهي التي تجاوزت في مراحل سابقة عن خلافنا العقدي مع الرافضة بدعوى "التقريب"، وهي نفسُها التي تريد اليوم أن نتجاوز للرافضة عن دماء مئات آلاف المسلمين التي سفكها محور إيران وحزبُه اللبناني تقربا إلى ربهم أو أربابهم، بل ولازال الرافضة حتى هذه اللحظة يسفكون دماء إخواننا في الشام في نفس الوقت الذي يتلاعب فيه الصهاينة برؤوس قادتهم.

لم ولن يَغفل الرافضة عن معركتهم معنا كما يفعل المغفلون بيننا، فلقد أعلنها إمامهم المشرك "خامنائي" قبل أيام أن جبهتهم الحسينية ستبقى في صراعٍ إلى يوم القيامة معنا نحن في "الجبهة اليزيدية" كما أطلق علينا عدو الله، وفي بيان حزب الله اللبناني الرافضي اليوم الذي نعى فيه زعيمه الهالك= وصَفه بأنه قد لحق بمن سمّاهم "شهداء كربلاء"، وأرسلوا التعازي إلى إمامهم المسردب ثم إلى المشرك "خامنائي" وهُم يصفونه بإمام المسلمين! فهؤلاء المجرمون لم ينسوا عقيدتهم التي يقاتلون عنها في خضم المعركة التي يريد "نخبنا" أن نتغاضى لأجلها عن جرائم الرافضة وعن شرك الرافضة استنصارا بهم!

هذه المعركة التي بين الرافضة والصهاينة هي مكر الله فيهم واستدراجُه لهم، وهي لازالت في بدايتها، وسيتخللها ويعقبها أيامٌ ثقال، وعلى أهل الصدق والعمل أن يتجهزوا لقادم الأيام، خاصةً في بلاد الشام، وأن يتركوا الرافضة لمصيرهم، فانكسارُ مشروع الرافضة مؤذِنٌ لظهور مشروعٍ إسلاميٍّ سُنّيّ؛ هو الذي سيجعل الله على أيدي فرسانه تتبير ما علت يهود، بإذن المنتقم الجبار.

أخيرا: إن جرحي هنا في غزة هو كجراح إخواني هناك في الشام والعراق واليمن ولبنان والأحواز، تلك الجراح التي تثعب دما إلى اليوم من أثر بطش الرافضة بإخواننا المسلمين، إن جراحاتنا اليوم في غزة بأيدي يهود هي امتدادٌ لجراحات إخواننا في تلك البلاد التي عاث فيها الرافضة فسادا وقتلا وتقتيلا، فلا منزلة لنا نحن الفلسطينييون فوق أيِّ بلدٍ آخر من بلاد المسلمين، الجرح واحد والأعداء كُثُر.


28/9/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝


فضفضات على ضفاف الطوفان..

صـ [2/1]



أنا ابن غزة وأعيش أهوال معركتها لحظةً بلحظة، وأناصر وأوالي وأتولّى وأصطف مع إخواني المجاهدين في قطاع غزة، وعلى رأسهم كتائب القسام، ولو أني أملك أن أدفع عن كل واحدٍ منهم بنفسي ما تأخرت، فهُم مجاهدون من أهل السنة والجماعة يقاتلون عن دينهم وأرضهم، وهُم جزء من جهاد الأمة المترامي في كل الثغور، والجهادُ المعاصرُ ضد أعداء الأمة في كل مكان لم يقم عليه ويرفع لواءه إلا أهل السنة والجماعة، فالجهاد في سبيل الله في أي مكانٍ كان= هو أطهر ظاهرةٍ في العصر الحديث.

وأعلم ما يُؤخذ على سياسيي الفصائل الفلسطينية الغزية من تجاوزات؛ وعلى رأسهم قادة حماس، لكن لا أجد لنفسي عذرا في عدم إعذارهم في ظل هذه المعركة الرهيبة ضد الإسلام والمسلمين في غزة، فكل ما يُظنُّ أنه يخفف عنا فإنّ لهم فيه عذر، وما كان قبل معركة طوفان الأقصى ليس عذرا لأصحابِه لم يعد كذلك اليوم، وكلُّ ما يخفف عنا في غزة ليس بالضرورة من الخير المحض، وما سيصاحبُه من آثار سلبية كاستغلال الرافضة في كيّ الوعي الجمعي للأمة وغسل جرائمهم التي لا تختلف عن جرائم يهود= فهذه وظيفة أهل العلم والدعاة للحد من تأثيره، وهذا أقل واجب تجاهنا في غزة بعد احتجاب الأمة عنا وتَرك الباب مفتوحا للرافضة في ادّعاء نصرتهم لقضيتنا، فهل المطلوب من أهل غزة أن يقاتلوا وحدَهُم؟! ثم يبحثوا عن الطرق التي تَرفع البلاء عن عوائلِهِم وحدَهُم؟! ثم يعالجوا ما ترتب من آثارٍ سلبيةٍ على سعيِهِم في خلاص أهليهم أيضا وحدَهُم؟!! فلتكن المهمة الأخيرة على عاتق سوى الغزيين؛ على الأقل.

كمَا وأفرح لما يصيب الرافضة بأيدي يهود ولا أجد غضاضةً في تقرير ذلك، خاصة المجرمون الملاعين الذين ولغوا في دماء إخواننا المسلمين في الشام، كما أفرح وأعلن عن فرحي لما يصيب يهود بأيدي الرافضة، وليس هذا تناقضا، فكلاهما عدوٌّ متسلط على رقاب المسلمين، ولا يأسرني ظاهر المشهد لأَعتبر أن محور إيران يقاتل يهود نصرةً لأهل الإسلام في قطاع غزة، أو انتصارا للقضية الفلسطينية عموما، هُم لهم مصالحُهُم في دخول المعركة مع يهود في بدايتها؛ يفهمها الواعون ويغفل عنها السطحيون أو يتغافل عنها المنتفعون، هذه المصالح بدأت تتضاءل أمام تصميم يهود على خوض المعركة بأعلى سقف ممكن مع الرافضة، فأصبح تراجع حزب الله اللبناني الرافضي أمرا مستحيلا الآن؛ وانتحارا سياسيا وعسكريا، ولو استطاع أن يفعل مثل الحوثيين ويتقهقر لفَعل، أو كما تفعل إيران حاليا: تتاجر بالتهديدات الجوفاء وتنسج الخيوط الدبلوماسية مع الأمريكان هروبا من المعركة؛ التي باتت يهود تتمسك بها ويحاولُ الرافضةُ التملص من تبعاتها، بعد أن ظنوا في البداية أن سقف التصعيد يمكن استمرارُ السيطرةِ عليه إلى النهاية؛ برعاية الوسطاء الدوليين، بحيث تَبقى نصرة غزة مجرد شعاراتٍ لا تكلف الكثير من التضحيات، ثم يَجنون ثمارها السياسية والعسكرية بالتفاهمات السياسية والدبلوماسية، لكن المعركة بدأت تتدحرج نحو المنطقة التي لا سقف لها بتقدير الله إلى حيث لم يكن محورُ إيران كلُّه يرغب فيها، إنه مكر الله بمن أسال دماء المسلمين أنهارا؛ الرافضة ويهود.

إنني لا أتمنى لأهل الإسلام في لبنان أي أذى، ولا حتى "مدنيي" الرافضة من النساء والأطفال، ولن أقبل لنفسي أن أنقلب وحشا لأتمنى لعوائل الرافضة ما فعلوه بعوائلنا في العراق وسوريا واليمن ولبنان والأحواز، فنحن وهُم ضدّان في المبادئ والعقائد والأخلاق، مع علمي أن توسّع المعركة خارج فلسطين فيه خيرٌ لفلسطين، ولولا أن الشيطان الأكبر أمريكا ساهمت في إضعاف المسلمين والتغاضي عن تمدد محور الشر الإيراني الرافضي وزيادة نفوذه وقوته= لسعينا نحن -المسلمون- لقطع اليد الرافضية التي تطاولت داخل أمتنا.



يُتبَع صـ [2/2]

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

بسم الله الرحمن الرحيم

🗓 الحمد لله الذي منَّ علينا بالعمل بمقتضى قوله تعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‌لَا ‌تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [النساء: 84].
والحمد لله الذي ابتلانا؛ فالبلاء قدر المؤمن، نرضى به ونسلم، ومن صور البلاء: فقد الحسابات والقنوات، بعد انتشارها وذيوعها بين الناس؛ فالحمد لله على كل حال..

وبعد وصول قناتنا المتواضعة إلى نحو 8000 متابع، واستمرارها نحو سنة كاملة منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وكتابة نحو 2000 منشور فيها، بين مقالة ومقطع ورسالة ومبحث، غير التحويلات من القنوات الأخرى، مما أحتسبه عند الله تعالى..

🌐 ومواصلةً في مسيرةِ التحريض في سبيل الله؛ أتشرف بدعوتكم للدخول في قناتي الجديدة، ودعوة إخوانكم إليها عبر هذا الرابط:
/channel/zbir_b

✉️ أخوكم: أبو عبد الرحمن الزبير

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝


ذلك الفتى الذي حدثتكم عنه بداية المعركة أنه كان يبكي أمَّه وهو بجانب جثمانها= قد رحل قبل أيام مع بقية أهله شهداء كما نحسبهم؛ بعد قصفهم غدرا من يهود، رحل إلى ربّه ليجتمع مع أمِّه وبقية أهله في الجنة بإذن الله، قصفتهم يهود مرتين، في الأولى ذهب بعض العائلة، ثم تركوهم وعادوا ليُلحقوا من بقي بمن سبق، قتلوهم غدرا بأحقاد دفينة، ولو علم الكفرة بنعيم المسلمين عند ربهم بعد قتلِهم لازدادوا غيظا وكفرا.

إن معركة طوفان الأقصى حملَت من المعاني الجليلة مثلما حملَت من المعاناة، فرحمة الله تَحوط بالمسلمين؛ أدركها من أدركها وغاب عن إدراكها من غاب، أحيانا نلحظ بعض هذه الرحمات، كتلك الطفلة في خان يونس التي خرجت حيّةً من تحت الأنقاض مبتورة القدم، وكانت الناجية الوحيدة بين أهلها، حيث رحل الأب والأم والإخوة وبقيَت وحدها تواجه حياة الكدر بساقٍ واحدة، ظاهرُ المشهد مؤلمٌ جدا، ولولا الإيمان لذهلت العقول، ثم رقدت الطفلة في غرفتها في قسم الأطفال في المستشفى، بقيت أسبوعان بعد أهلها فقط، وفجأة جاءت قذيفة غادرة استهدفت غرفتها هي، فاستشهدت وحدها ولحقت ببقية أهلها، ساق اللهُ الكفرةَ لمَواطن غضبه؛ أن يبادروا بقصف مستشفى، بل قسم الأطفال فيه، وإرادةُ الله أن تَلحق الطفلةُ بأهلها.

مشاهدُ الإيمان في غزة بلغت الآفاق، ونحن هنا في غزة نعايِنُها واقعا باستمرار، قبل أيام كنت أتنقل في خان يونس المدمرة التي لم تَعد خان يونس، ركبتُ صندوق سيارة نقلٍ للبضائع، فلقد أصبحت مخصصةً للبشر لقلة السيارات وتدمير الطرقات، وكان صندوق السيارة تحت أشعة الشمس مليئا بالمسلمين، في صدر كل واحد منا حكاية كبيرة، وطوال رحلتنا ترمق العيون المنهكة في شرودٍ جنبات الطريق المدمرة والمباني المهدمة، وإذ بأحدنا ينفجر فجأة وهو يقول "أنا يا إخوة فقدت ولداي الاثنان، تركتهم في شمال القطاع شهداء تحت أنقاض بيتي، لا أقول ذلك اعتراضا لكن مصابي كبير" ثم سكت، كان يريد فقط أن يبوح بما في صدره من وجع، يحتاج لحظة فضفضة، أو ينتظر أن يواسيه أحد، فالمواساة أصبحت عزيزة لأن الجميع مكلوم، وقفتُ متأملا المشهد في صمت، بقيت صامتا لأن من حولي لم يتركوا فرصة، سارع كل واحدٍ ليصبّر أخانا ويذكّره بعظيم الأجور، ما شدّني وجعلني أراقب صامتا أن جميع المتحدثين من بسطاء المسلمين، ممن لا يُظن أن أحدا منهم يملك الطلاقة ليتحدث في معاني الإيمان، لكنهم تسابقوا لتثبيت الرجل بمعاني الرضا بالقضاء والقدر، أحدهم تحدث عن الأجل، وأن أجلهم قد حان، ولو لم يقتلهما الكفرة لماتوا لحظتها بأي سبب آخر، إنما أراد الله لهم أفضل الخواتيم، وآخَر تحدث في نفس المعنى أن ما حلّ بنا من دمار وموت كان لأن الله أراد بنا الدرجات العالية، ولو لم يحدث هذا كله بأيدي الكافرين لحدث بسبب زلزال كبير، وتحدث شاب صغير عن عظيم منزلة الشهداء وأن الشهيد يشفع لسبعين من أهله، وأن الأب الذي فقد ولديه سيكون يوم القيامة ذو حظ عظيم.

وفي مشهد آخر وفي سيارةٍ أيضا سمعتُ السائق يتحدث هذه المرة، كان سياق الحديث المعتاد عن أحوالنا التي انقلبت فجأة، وإذ بالسائق يلتقط طرفا من الحديث ويحكي كيف زوّج ابنته قبل يومين، أعطاها لمن ارتضى دينه بمهر قليل، لأنه لن يضيّق على الشباب فوق ما هم فيه من ضيق؛ على حد تعبيره، وقال أنه اشترى بمئتي شيكل بعض الفواكه (حوالي 60 دولار) وجمَع بعض الأقارب وأكرمهم بما اشتراه ثم زفّوا العروس لزوجها في صمت؛ احتراما لحال المسلمين، ما فاجأني أن السائق كان قد فقد ولده الشاب الوحيد قبل شهر، قتله الكافرون قبل أن يفرح بتزويجه، وكان يتحدث بكل صبر ورضا وتسليم، والمفاجأة الأكبر أن زوجة السائق أم العروس والشهيد قد فقدت العشرات من أهلها خلال المعركة، فُجعت بأبيها وأمها وإخوتها وأعمامها وأخوالها فجيعةً في إثر فجيعة، كان آخرهم رقم 54 من عائلتها من بني عمومتها قبل تزويج ابنتها بأيام، 54 فردا من أهلها بمن فيهم ولدُها رحلوا وتركوها، ومع ذلك استطاعت أن تزف ابنتها عروسا، هنا لم أستطع إلا أن أسأل عن حالها مع ربها؟ كيف هي؟ فأجابني أن زوجته مؤمنة صابرة محتسبة، تحمد ربها كل ليلة وهي قائمةٌ بين يديه وتُسلّم لأقداره، لم أجد شيئا لأقوله إلا: هنيئا لكما إن ثبتُّما.

هذه النماذج الفريدة كثيرة، لولا الحرب لم تُظهر مكنون الإيمان العميق في نفوسها، لكن هذا الحال يقابله نقيضه أيضا، هناك من وصل في تسخطه حدّ الكفر بالله، وهناك من أظهر شُحّ نفسه، وهناك من احتكر، ومن سرق، ومن قطع الطريق، وهذا حالٌ طبيعيٌّ جدا، فنحن أمةٌّ من الأمم، فينا الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات؛ كسائر المجتمعات، وما حلّ بنا كان رحمةً في باطن المحنة لأقوامٍ؛ وعقوبةً وحرمانا لآخرين، وكان اختبارا للأمة جميعها؛ عربا وعجما، فنجحت قلة قليلة في الاختبار بما أظهروه من نصرةٍ وولاء لنا في غزة قدر استطاعتهم، أما الكثرة الكاثرة فأمرُها إلى الله، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


والحمد لله رب العالمين على كل حال..


30/8/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝



كل المتخبطين في فهم خطوات محور إيران مع دولة يهود سواء المهونون من ضلال عقيدة الرافضة أو المخدوعون بالعنوان العريض: "محور المقاومة"= هؤلاء جميعا لم يَقبلوا استيعاب حقيقة أن قضية تحرير فلسطين ليست قضية إيران وأدواتِها ومحورها.

ولو أنهم تعاملوا مع هذه الحقيقة كما هي لأراحوا واستراحوا في شأن تعاطيهم السطحي مع إيران ومحورها، ولاستطاعوا تقبل إفرازات المشهد السياسي والعسكري كما هو؛ دون أوهامٍ لا يَحتملها الواقع، وهذا الطرح لا ينطلق من قاعدة الخلاف العقائدي مع إيران وأدواتِها، إنما هو فهمٌ مستقل لطبيعة المشروع السياسي الإيراني في المنطقة، فالرافضة أنفسُهُم -العقلاء منهم إن وُجدوا- لا يستطيعون إنكار هذا، كما أنه فهمٌ وطرحٌ لا يستند إلى فرضية عدم وجود عداء بين محور إيران ودولة يهود، بل العداءُ بينهم حقيقيٌّ؛ على المصالح والنفوذ، ولا يوجد مسرحيات بينهم، اللهم إن كان سقفُ التصعيد المتفق عليه بالوساطة بين الطرفين يمكن تسميته بالمسرحية، إلا أنه يبقى صراعا حقيقيا، صراعٌ يحاول كلا الطرفان السيطرة عليه، أو بمعنى أدق تحاول إيران وأذرُعها ذلك، لأن حكومة يهود القائمة تريد إشعال المعركة لأسباب عقائدية وسياسية وعسكرية، لكنها تتقدم خطوة وترجع أخرى لأسباب سياسية وعسكرية أيضا، وسيبقى الحال كما هو يراوح مكانه إلى أن تمتلك يهود الفرصة المواتية، وهذه الفرصة يبدو أنهم ينتظرونها بعد الانتهاء من قطاع غزة؛ لا مكّنهم الله.

إيران وأدواتُها كلهم يستغلون قضية فلسطين لتحصيل مصالحهم، فإن تعارضت قضية فلسطين مع مصالحِهِم قدّموا مصالحَهُم، لأجل ذلك لم تدخل إيران معركة طوفان الأقصى إلى الآن رغم أن قطاع غزة يُعتبر حليفا لها، بل حتى "ردُّها" العسكري قبل أشهر كان لأجل قتل يهود لبعض قادتها العسكريين في دمشق، لا لأجل غزة ومَن المفترَض أنهم حلفاء إيران في غزة، ولأجل مصالحِه أيضا تقهقر الحوثي اليمني وجماعتُه بعد ضرب ميناء الحُديدة، فالخسائر دخلت مرحلةً أكبر من تحملّهم، ولأجل ذلك تراجع حزب الله اللبناني الرافضي بالأمس وأصبح الحفاظ على مقدرات لبنان ومدنيي لبنان هدفَه الأهم؛ ولو احترقت غزة بمدنيِّيها.

وها هي ورقة "الحرب الإقليمية" قد سقطت من أيدي الفلسطينيين، بل انتُزعت من أيديهم انتزاعا بعد أن كان التعويل عليها بالنسبة لهم كبيرا للأسف، بل كانت أكبرَ من ورقة الأسرى اليهود الذين تحتفظ بهم غزة؛ بعد أن اتضح أن حكومة الصهاينة لا تكترث بهم، وعادت المفاوضات بلا أوراق ضغط حقيقية، وتُركت غزة وحدَها لتقتلع أشواكها بنفسها.

وفي نفس اليوم الذي خرج الرافضي حسن نصر الله ليؤكد على سعيه لتجنيب "بلده" لبنان ويلات الحرب= خرج إمامه الرافضي الأكبر الإيراني خامنائي ليؤكد لمن لازال مرتابا أن معركتهم -أي الرافضة- ليست مع يهود، إنما مع من سماهم "اليزيديين"؛ وإلى الأبد، ويعني المسلمين وشعوب المسلمين.

ولستُ ألوم الرافضة في نكوصهم وتقهقرهم، فلهم مشروعٌ وقضية، أو مشاريعٌ وقضايا؛ ليست قضيةُ فلسطين بينها، ولا تَعنيهم إلا وسيلةً يُجيدون استغلالها لتنفع قضاياهم، والأصل أن لنا نحن المسلمون مشروعا خاصًّا بنا، مشروعُ جهادٍ عمادُه الجماعات المقاتلة السُّنّيّة، وهي منتشرةٌ من حدود الصين شرقا حتى الأطلسي على سواحل أفريقيا غربا. وفي المقابل لن أقع ضحيةً لظاهر المشهد حتى لو كَسرت إيران أو أحد أذرُعِها حاجز الخوف واستغلوا لحظةً ظنوا أنها مناسبة وهاجموا دولةَ يهود، فهذا لن يلغِ حقيقة أنهم يقاتلون عن مصالحهم لا عن قضيتنا، كما لن أُغفِل مكرَ الله في الرافضة ويهود، فإن الله يستدرج الطرفان إلى حيث يدفعان ما عليهما من فواتير دماء المسلمين المستحقة؛ بإذن الله.

وإنّ كل هذه التجليّات والحقائق لخيرٍ يريده الله لنا في غزة بإذنه، خيرٌ لا ندركه ولا ندرك طبيعته، إلا أننا نؤمن بأنه آتٍ وأن الله ناصرنا بحوله وقوته، ولو كان من بركات معركة طوفان الأقصى فقط كشفُ حقيقة محور إيران وأهدافه لكفى؛ لمن أنار الله بصائرَهم، فالحمد لله على كل حال.


واللهم أعزنا وأعز الإسلام بكتائب القسام وسائر جند الإسلام في قطاع غزة..



26/8/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝


أيها المسلمون، يا من تقرأ هنا في هذه القناة الصغيرة: هل تعلمون أننا اليوم في غزة وصلنا إلى مرحلة موت الحياة أو حياة الموت، أو سمّها ما شئت، فلا أعلم وصفًا يُعبّر عن حقيقة حالنا!

يا أخي المسلم، نحن أكثر من 2 مليون مسلم في قطاع غزة وصلنا إلى مرحلة الانهيار، بل تجاوزناها إلى ما الله به عليم، الأوضاع لا يكفي أن نسمّيها مأساوية، الأمور أشد مأساويةً من كل المآسي التي يمكن أن تتخيلها يا أيها المسلم.

هل تظنني أكتب لأستثير تعاطفك وأستدرّ شفقتك؟! لا، وألف لا، أنا أكتب لتعرف دورَك، وإن كنتَ لا تعرفه بعد ما يقرب من 11 شهرا فعليك منذ الآن أن تبحث عنه، افعل أي شيء يخطر في ذهنك أنك تستطيعه، بل حتى ما تظن نفسك لا تستطيعه حاول أن تفعلَه لعلك تفعلُه.

هل تعلم لماذا أحرضك؟! أنا أحرضك لأجلك أنت قبل أن يكون لأجلنا في غزة، أنت تنقذ نفسك من غضب الله القادم على أمةٍ أعياها الوهن، فاستسلمت واستأسرت لحب الدنيا وكراهية الموت، أمةٌ ترى وتشاهد ذبحنا على البث المباشر واكتفت بالنواح والصياح، أو بمعنى أدق اكتفى بعضها بذلك، وسوادٌ عظيمٌ منها أشغلته دنياه عنا وانفضّ عن سُوق معاناتنا واختار اللا مبالاة وذل الحياة.

نحن نشتكي إلى الله لا نشتكي إلى أحدٍ من عباده، نشتكي إليه ونشكو إليه هواننا على ملياري مسلم، نشتكي إليه أوجاعا وآلاما وأسقاما لا يمكن أن يُعبّر عنها القلم؛ مهما كان صاحب القلم بليغا، فها أنا الآن أفكر أن أذكُر شيئا من حياة الموت التي نحياها فلا أعلم بماذا أبدأ! ولا أعلم ماذا أترك! لأن ما نعانيه كبيرٌ وكثيرٌ لا يمكن أن يَحصُرَه كاتب، وأكتفي بأن أذكُر ما نعانيه من انتشارٍ للأوبئة والأمراض بين الجميع أطفالا وكبارا، أمراضٌ وآفات مختلفة أبسطُها الأمراض الجلدية وآخرها أوبئةٌ فتاكة بسبب انعدام التطعيمات والأدوية الوقائية، وبسبب تكدس جبال النفايات بجانب التجمعات البشرية الهائلة في أماكن النزوح الضيقة جدا على من فيها، والتي لازالت حتى لحظة كتابة هذه الأسطر تبتلع مزيدا من البشر الفارّين من الموت بأوامر من جيش يهود، وإضافةً إلى النفايات فهناك أنهارُ وبحيراتُ مياه المجاري العادمة بسبب تعمد جيش يهود أن يدمّر شبكات الصرف الصحي، وطبعا دمّر بجانبها شبكات تمديد المياه فأصبح توفير المياه للشرب وللنظافة معاناةً فوق المعاناة، وحتى مياه النظافة على ندرتها وصعوبة نقلها والكلفة المادية العالية لجلبِها إلا أنها لم تَعُد تفيد المكلومين كثيرا، لأنه لا يوجد مواد تنظيف إلا شيء قليل جدا بأسعار خيالية لا تطيقها جيوب الغزيين، فلا يوجد صابون أو سوائل نظافة للجسم والشعر أو سوائل تنظيف أدوات الطعام أو غسل الثياب أو سوائل التطهير والتعقيم وكذا المناديل الورقية بمختلف استخداماتها، وفوق هذا كله هناك معاناة قضاء الحاجة، وأقولها بلا اعتذار، فقضاء الحاجة معاناة يومية فيها من الذل ما فيها، وتتم بلا أي وقاية صحية وبأدوات بدائية جدا لا تمنع انتقال الأمراض ولا تحفظ النظافة والطهارة، وأعيد التأكيد أنني أقول ذلك دون اعتذار للقارئ، فإن المشمئز من قراءة هذا الحال عليه أن يتذكر أننا نعيشه واقعا ملموسا يوميا بلا رحمة.

ربما يخطر في ذهنك أنني أكتب تسخطا! أيضا لا، ومليون لا، وأعوذ بالله من التسخط على أقداره، بل نحن راضون والحمد لله على كل حال، لكن من واجبي أن أبيّن نُتفًا من بلاءاتنا، حتى أكون معذورا يين يدي الله، وحتى أحرّض من تصله كلماتي لفعل شيءٍ لا أعرفُه، لكنني أعلم أنه يجب أن يكون هناك أمرٌ ما، هناك من سيوفقهم الله لفعل ما يرضاه سبحانه في نصرتنا، لعلي أصيب أجر التحريض على النصرة أيضا كما أرجو أن يُكتب لي أجرُ البلاء.

ولازلت حريصا على الأجر والاحتساب، لذا أعيد التأكيد أنني سامحتُ كل مسلمٍ سُدّت في وجهه أبواب النصرة، فهذا عملٌ أرجو ثوابه يوم القيامة؛ وأتشوّف إليه، ربما عشرات ملايين المسلمين سيكون أجر مسامحتهم في ميزان حسناتي بإذن الله، وهذا أنا واحدٌ من بين أكثر من مليوني مسلم غزي، لكل واحدٍ منهم حقٌّ لدى أمة الملياري مسلم، فليبحث من يريد الخلاص من إثمنا على وسيلةٍ لينصرنا وينقذ نفسه وأحبابَه، فقضيتنا ليست "حربا أهلية" ولا "صراعا طائفيا" ولا "نزاعا على السلطة"، قضيتُنا قضيةُ أمةٍ قمنا بحمل أعبائها وحدنا أملا في لحاق أمتنا بنا، فتركتنا أمتُّنا وحدَنا حتى الآن!


والحمد لله رب العالمين على كل حال..




17/8/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

دفاعا عن رأي الشيخ مجدي المغربي

صـ [4/3]


=ولقد أفرزت المعركةُ اتجاهاتٍ متشاكسة تحاول تقييمها؛ دون أن تُحسِن ذلك:

1- سوادٌ كبير يُحمّل حركة حماس المسؤولية عن "المغامرة" وكأن الجهاد نزلت أوامرُه على حماس وحدها والمنتقدون مبرّأون منه! تركوا فلسطين بلا نصرة فلمّا انتفض أهلُها سلقوهم بألسنة حداد! ولو أن المنكرين سألوا أنفسهم: هل لو تحركوا بما هو واجبٌ عليهم وتحركت أمةُ الإسلام نصرةً لغزة التي تنتصر لمسرى رسول الله فهل كان يمكن أن يحصل ما حصل لغزة بعد أن استفرد بها كفرة العالم وحثالات الأمم؟! إذن فكل المسؤولية في الذي حصل لغزة تقع على عاتق من خذلها لا من قام بأمر الله وأساء وجوه الذين كفروا، ولو كان هناك نوعٌ من إساءة التقدير فليس لمن خذلنا مبرر شرعي وأخلاقي لتوجيه لومه لنا، وإن كان هناك من يمكنه توجيه الانتقادات الشرعية فهُم أهلُ غزة فيما بينهم لأنهم الوحيدون الذين يشتركون في نفس المعاناة.

2- وسوادٌ كبيرٌ آخر يُحمّل حركة حماس جريرة تلميع الرافضة، وكأن مقام الدماء النازفة كالنهر الجاري لم يشفع عندهم ليصمتوا عن التقريع والتثريب؛ على الأقل حتى ينجلي غبار المعركة، فلا هم نصروا غزة ولا سلِم أهلُها منهم! فما تُلام فيه حماس قبل المعركة لا يصح أن تلام فيه اليوم؛ وهي تسعى وحدَها لإخماد نيران الحرب عن شعبها، فمن خذل غزة اليوم من المسلمين عليه أن يَعذر أهلَها مروءةً على الأقل إن لم يكن تديُّنًا، وليسعوا لتخليص غزة من محور إيران بفتح أبواب الدعم والنصرة بعيدا عن هذا المحور، فحرب الإبادة لا تترك لمن هم تحت نيرانها ترف التفكير والاختيار ولا حول ولا قوة إلا بالله، وواجب المرحلة هو الجهاد ودعم المجاهدين مِن كتائب القسام أو سِواهم من أهل غزة، فمن لم يستطع أن يشاركنا معركتنا فليَخلُفنا بخير، ومن أراد أن يضرب بسهمٍ في معركة الوعي فعليه أن يواجه المشروع الصفوي الرافضي ويقطع الطريق على إيران وأدواتِها في اختراقهم الفكري للأمة الإسلامية وتوسعهم السياسي والعسكري على حساب أراضيها؛ مستغلين مشاركتهم في المعركة الدائرة، وهذا دور الدعاة والعلماء والمصلحين، ولكن دون الانتقاص والنقد والإسقاط للفصائل الغزية التي تقاتل يهود؛ حتى لو كانت بعضُ مواقفِهم السياسية معينةً للروافض، لأن أهلَ غزة معذورون اليوم بما لم يكن عذرا سابقا، وعلى أهل المروءة والتديّن أن يصححوا الآثار الناجمة عن أخطاء أهل غزة السياسية في هذه المرحلة؛ لا أن يبرزوها ويجعلوها سببا للخذلان والنكوص عن النصرة الواجبة المتعينة على أمة الملياري مسلم.

3- وسوادٌ كبيرٌ آخر أشد ضياعا من سابقيه، حيث وقعوا فريسةً لمعارك الرافضة؛ ما بين من يدعوا للتحالف معهم، أو من يُهوّن من جرائمهم على الأقل، ونسوا أو تناسوا دماءَ المسلمين التي سالت ولازالت بأيدي محور إيران الرافضي في بلدان المسلمين، بل جعلوا إيران "دولةً إسلامية" وطالبوا بنُصرتها ونصرة مشروعها ووضعوها في مكانةٍ لا تنبغي لها، فأصبحوا مماسح لأوساخها، بحجج واهية ضعيفة؛ لا تنطلق من منطلقٍ شرعيٍّ صحيحٍ أو فهمٍ سياسيٍّ سليمٍ للواقع، والكثير من هؤلاء للأسف يُعَدّون من "النخب" السياسية والفكرية والإعلامية، نخبٌ لم تقرأ التاريخ ولم تفهم الواقع، ويكررون نفس التجارب مع الرافضة وينتظرون نتائج مختلفة! ولا أعلم كيف يستقيم أن يظن البعض أن الذي هجّر 20 مليون مسلم في العراق وسوريا واليمن سيكون حريصا على عدم تهجير 2 مليون مسلم في قطاع غزة!



يُتبَع صـ [4/4]

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝


دفاعا عن رأي الشيخ مجدي المغربي

صـ [4/1]


في ظل ما نعانيه مِن وجعٍ وألمٍ وقهرٍ وخذلانٍ وتقتيلٍ وتجويعٍ وتهجيرٍ وتدميرٍ تحت نيران حربٍ تطيش لها عقول الرجال= يَخرج من يريد أن يَفرض علينا رؤاه ولو بالطعن في دعاتِنا وأهلِ الصلاح بيننا، يفعلها أحدُهم -هداه الله- في الشيخ الداعية مجدي المغربي حفظه الله ونجّاه، يفعلها انتصارا لرأيه لا انتصارا للحق، بل جعل رأيَه الحقَّ الذي لا ينبغي لأحدٍ أن يخالفَه فيه وإلا اتهمه في دينِه وعقلِه وفهمِه! ولقد كنت تابعتُ شيئا مما ينشرُه فوجدتُه يتعسف في إثبات وجهة نظره بانتقاء الأخبار من هنا وهناك دون تمحيص وتدقيق، ويتعامل مع حرب الإبادة التي نتعرض لها في قطاع غزة المكلوم كأنها أحداثُ مسابقةٍ رياضية لكل فريقٍ فيها مشجعوه، فيضع التعليقات التي تَحمل استهزاءً وسخريةً بمخالفيه ويستعمل الرموز التعبيرية الضاحكة السخيفة؛ كأنه يرى دماءَنا النازفة مجرد وسيلةٍ يستخدمُها للرفع من شأنه وإسقاط الألقاب على نفسه؛ كما يفعل فعلا هدانا الله وإياه.

وأنا هنا لستُ أدافع عن شخص الشيخ مجدي المغربي وفقه الله لكل خير، وهو أهلٌ لهذا كما نحسبُه، إنما أدافع عن مواقفِه التي يريد المنتقص منه أن يحاكمَه عليها، فالشيخ مجدي من أشهر دعاة غزة وقوفا في وجه المشروع الصفوي الرافضي، فالمنابر تشهد للشيخ على صدعه بالحق انتصارا لرسول الله وسنة رسول الله وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يخدعه تمحك إيران ومحورِها بالقضية الفلسطينية، ووَضع نُصب عينيه دماءَ المسلمين في العراق وسوريا واليمن ولبنان والأحواز، وقَبْل ذلك كله وضع نُصب عينيه الدفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وصحابته الأخيار الأبرار المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم جميعا، واليوم بعد اشتعال معركتنا المقدسة معركة طوفان الأقصى قام الشيخ مقام النصح والتذكير لأهل الإسلام أن لا ينخدعوا بقتال محور إيران معنا، وهذا من توفيق الله عدم إخضاع الهوى لظاهر المشهد؛ دون سَبرٍ لتفاصيله وفهمٍ لخلفيّاته وخفاياه، فانخراط الرافضة والشيعة معنا في هذه المعركة كان فتنةً لجمهورٍ عريضٍ للأسف، ومن حاول استشفاف الحكمة وتتبع السنن عَلِم إنما هو مكرُ الله واستدراجُه ليهود والرافضة معًا، فكلا الطرفان يتقاتلان حتى اللحظة ضمن سقفٍ محددٍ لا يتجاوزونه، وإن حدث بين الفينة والأخرى تجاوزٌ سارع الوسطاء للملمة الموقف وإعادة القتال ضمن خطوطه المتفق عليها، وهذا طيلة 300 يوم من حرب يهود ضد الإسلام والمسلمين في غزة، ولكن مكر الله بالطرفين قادمٌ بإذنه، ومهما حاولوا لن يفلت كلاهما من دماء المسلمين التي أسالوها أنهارا.

إن الشيخ مجدي ومَن يوافقونه يرون معركة الرافضة ضد يهود معركةً حقيقية، لكنها معركةٌ حول مصالح طرفي النزاع، معركةٌ للسيطرة والنفوذ لا مكان للعقيدة والدين فيها، بل لا مكان لقضية فلسطين في هذه المعركة بينهم، فقضية فلسطين بالنسبة لإيران ومحورِها وسيلةٌ يُحسنون استغلالها بشكلٍ جيد لجَني المكاسب السياسية والعسكرية، بل حتى نشرُ التشيع بالنسبة لإيران وسيلةٌ لزيادة النفوذ؛ وليس غايةً وهدفا، فإيران دولةٌ قومية توسعية ترعى مشروعها في المنطقة بأي وسيلة، حتى أدواتُها في المنطقة العربية (حزب الله اللبناني الرافضي والحشد الشعبي العراقي الرافضي وجماعة أنصار الله الحوثية اليمنية الشيعية والنظام السوري النصيري) هي تكتلاتٌ في حقيقتها بالنسبة لإيران:
1 خطوط دفاع متقدمة عن مشروع إيران النووي.
2 بيادق تهديد لتحسين شروط التفاوض مع الغرب.
3 وأدواتُها لتحصيل مصالحها التوسعية الاحتلالية خارج حدودها.
4 ولمنع المعارك أن تنتقل لأراضي إيران.
بمعنى أنه لو اقتضت الضرورةُ التضحيةَ بأيٍّ من هذه التكتلات فلن تتردد إيران، ومن استمع لتصريحات الرافضي اللبناني حسن نصر الله بعد اغتيال يهود للمسؤول العسكري لحزبه= ستتضح له حقيقةُ أنّ حزب الله اللبناني أحس بخطورة تركه وحيدا في المعركة، بعد أن تبين تقهقر إيران عن المشاركة الفاعلة فيها وترْك أدواتِها تقاتل عنها حمايةً لها ولمصالحها، وحزب الله مضطرٌ للاستمرار ولو وحيدا لأن التوقف الآن أو حتى خفض التصعيد قبل تثبيت معادلات الردع يُعدُّ انتحارا سياسيا وعسكريا.



يُتبَع صـ [4/2]

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝



خبرٌ مكرورٌ ممل؛ ونكرر الاعتذار على إشغالكم به: اليوم ومرةً أخرى إخلاءٌ جديد لشرق محافظة خان يونس بأكمله، وزيادةً على الإخلاءات الماضية أنها وصلت هذه المرة إلى قلب المدينة، بمعنى أن المسلمين وعوائلَهُم بمئات الآلاف سيتكدسون في مساحات لا تتسع لهم وهي خالية، فكيف وهي اليوم تتكوم فيها عوائل المسلمين من النازحين من المدن الغزية الأخرى! المشهد يصعب جدا وصفُه، وأحس بالوجع أن أقول أننا نقترب من السأم في وصفِ حالنا، لكن يكفي أن ننقل لكم الصورة التي نراها الآن أمامنا وقلوبُنا تنبض ألما مع الدم على حال المسلمين، فنحن نشاهد بلا حيلةٍ النساءَ والأطفال وكبار السن يسيرون جماعاتٍ جماعات في اتجاهٍ واحد نحو اللا مكان، يتجهون نحو مكانٍ لا يعرفونه مسبقا سيرا على الأقدام تحت لهيب أشعة الشمس وفوق الطرق المدمرة وحولهم الرصاص والقذائف تتساقط بلا توقف.

يكفي أن ننقل لكم المشهد أعلاه، وباختصار، فمشاهدُ معاناتنا تحفظُها أمة الملياري مسلم ولا حاجةَ لذِكرِها وتكرارها لمجرد التكرار، فلستُ أذيع قضيةً خفيّةً أنه لم يَعد أمرُ استنهاض أمتنا ممكنا في أنظارنا، اللهم إعذارا إلى ربنا في نقل معاناتنا التي نحياها؛ في حربٍ مقدسةٍ لا يمكن أن يَطعن في شرعيّتها تقيٌّ يَخشى ربه، فالحقيقة أنّ مشاهدَ الحياة الطبيعية التي تحياها الأمةُ تؤذي من يراها من الغزيين أكثرَ من أذى الحرب ذاتِها، فالشعور بأن عذاباتنا التي نقدمها لأجل الأمة ودين الأمة ومسرى رسول الأمة: عذاباتٌ لا تعني الأمةَ= شعورٌ مرير جدا، ولا أعلم وصفًا أستعملُه للتعبير أمرَّ من وصف المرارة.

ودَعوكم من هذه الكلمات أعلاه، وتعالوا لأحدّثكم عن شيءٍ أبشع نعانيه اليومَ، فإلى جانب مآسي هذه الحرب الرهيبة التي يعرِفُها المسلمون جميعا: بِتنا نتابع بحزنٍ تأثّرَ المسلمين الغزيين بقتال رافضةِ لبنان وشيعة اليمن؛ مع مقارنةِ حالِ هؤلاء بحال الشعوب المسلمة السُنيّة والجماعات الإسلامية التي تكتفي بالصمت في أصلح أحوالها، فليست "هاشتاقات" النُصرة الإعلامية ومقاطعةُ البضائع الغربية بشيءٍ ذي قيمةٍ في أنظار الغزيين اليومَ؛ أمام شلال الدماء المتدفق في غزة (الوصف بالشلال ليس وصفًا مجازيًّا)، بل مقارنةُ هذه الأحوال بأفعال الرافضة والشيعة لا يصحُّ ابتداءً في أنظار الغزيين، وأوصافُ "البطولة والنصرة والرجولة" تسرى بين المسلمين وصفًا لحال من يرونهم يتصدرون وحدَهُم شأنَ نصرة غزة، فهذا ما يشاهدونه ويرونه، فهل يستطيع أحدٌ أن يلوم المكلومين في غزة على أمرٍ كهذا؟! نحن في غزة (وأعني من يمكنه التفريق بين المواقف السياسية والمحبة القلبية؛ ونحن قلة) ونذوق بل نتجرع من نفس الكأس الذي يتجرع منها أهلُنا الغزيون جميعا= ومع ذلك نجد صعوبةً في حجز الناس عن المحبة القلبية للرافضة والشيعة، فكيف سيفعلُ دعاةُ ومصلحو وعلماءُ الأمةِ وهُم متهمون في أنظار المكلومين بالخذلان والنكوص؟!

فهل عرَفتم ماذا فعل الخذلان والهوان والوهن!
أرجو أنكم عرفتم، رغم أن المعرفة وعدمها كالعدم!


اللهم إنها قد ضاقت واستَحكَمت حلقاتُها
وظننا بك وحدك أنها ستُفرجُ..




22/7/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…

الزبير أبو معاذ الفلسطيني

📝



هذا حديثٌ لمولانا الشيخ "علي الغفري" حفظه الله أمير جماعة الدعوة والتبليغ في قطاع غزة، يروي فيه قصةً عجيبة لداعيةٍ من أهل غزة، كيف فتحَ اللهُ على يديه قلوبَ العباد في دولةٍ من دول أفريقيا، خرج إليها في ريعان شبابه مهاجرا إلى الله، ومَكث فيها 42 عاما؛ حتى زارهُ -قدَرًا- أمير جماعة الدعوة والتبليغ وهو خارجٌ أيضا في سبيل الله، فحدّثَه عن قصته كيف جعلَ الله في صحيفتِه عشرات المساجد ومئات المدارس الشرعية وآلاف المسلمين، فسبحان من أكرمه.

ولقد أعجبني كرمُ الله لواحدٍ من أهل بلدي غزة، فهي بركةُ هذه الأرضِ المباركة لأهلها، وليس هذا بمستغرَب، فجهادُ مجاهدي غزة ورباطُ أهلِها وصبرُهم وثباتُهم في معركة طوفان الأقصى كان دعوةً إلى الله غزَت الأرض؛ رَدّت الشاردين -ذوي القلوب الحيةِ- إلى ربّهِم، فهي بركةُ الأرضِ تُزهر وتُثمر، فأينما وجدتَ غزّيًّا استعملَه ربُّه رأيتَ البركات التي قد لا تكونُ لغيره، فهذه المدارسُ الشرعيةُ المنتشرة في شمال الشام -المحرّرةُ بدماء المهاجرين والأنصار- هي بعدَ فضلِ اللهِ ثمرةُ جهدِ مهاجرٍ غزّيٍّ؛ أكرمَه الله بها، وأعانه على إتمام مشروعه إخوةٌ له من مهاجرين وأنصار، وهو حبيبُنا الشيخ الزبير أبو عبد الرحمن الغزي ثبّته الله على طاعته وأكرمه بفرجه، وهو نفسُه صاحبُ مبادرة "حملة جاهد بمالك" التي كان لها الفضل بعد الله في إدخال الملايين إلى أهل غزة مجاهدينَ ومعوزين؛ خلال معركة طوفان الأقصى، فباركَ اللهُ في هذه الحملة لأهل غزة بجهدِ واحدٍ من أبناء غزة، حتى أننا لازلنا لا نعلم هل يوجد حملةٌ سبقتها في النفع أم لا، فسبحان واضع البركات.

ومما لفت انتباهي في القصة التي يرويها الشيخ "علي الغفري" عندما قال على لسان بطلِ قصّته أنه عندما حرّضوه ورغّبوه في المدينة المنورة للذهاب إلى أفريقيا داعيًا إلى الله= استعدّ مباشرةً قبل أن يَعرفَ الوُجهةَ إلى أين، فسألَ مَن حولَه فأشار عليه أحدُ رفاقه أن يَذهب إلى "غامبيا"، فسجّلَ اسمَ هذه الدولة وهو لا يَعرِفها ولم يَسمع بها مِن قَبل، ثم هاجر إليها فعلا، وهنا شرَدَ ذهني قليلا، هذا الرجل الذي أشار على صاحبِه باسم الدولة: هل يَعرفُ ما الذي اجتمعَ له في صحيفةِ أعماله؟! أتخيّلُ صاحبَنا هذا وقد قال كلمتَه وأشار برأيه لصاحبِه ثم مضى إلى حالِ سبيله لا يَلوي على شيء، هي كلمةٌ قالها لَم يُلقي لها بالا لعلها تكونُ سببَ سعادتِه يوم القيامة، جبالٌ من الحسنات قد يتفاجأ بها بين يدي ربه برأيٍ أبداه بلا جهدٍ يُذكر، ونحن الآن نتحدثُ عنه ولا نعرفُه، بل ربما بطل قصّتنا لا يَعرفُه، ولا نعلم هل هو حيٌّ أم ميت، لكن يكفيه أن ربَّه يعرفُه، فهو الذي وفَقه وهداه وأكرمه بعظيم الأجور ينالُها بكلمةٍ يقولها، فسبحان أكرم الأكرمين.

ذَكّرتني قصّةُ هذا الأخ المجهول بقصة تلك العجوز التي جاءت لأمير المؤمنين مولانا الملّا محمد عمر مجاهد تقبله الله وهو يُلقي درسا بعد الفجر؛ وحرّضته على قتال المفسدين قائلة: أن القرآن الذي تقرأونه يأمرُكم بقتال المفسدين، فقام الملّا ومن معه فقاتلوا المفسدين ونَشروا الأمنَ في مدينتهِم، ثم ذهبوا إلى مدينةٍ أخرى وفعلوا بها كذلك، وانتقلوا من مدينةٍ إلى مدينة حتى قامت إمارةُ أفغانستان الإسلامية وعَمّ في أرجائها الأمان وحَكمت بالقرآن وآوَت المهاجرين والمستضعفين، فكانت هذه الإمارةُ الإسلامية الوحيدةُ على وجه الأرض حينها في ميزان امرأةٍ عجوز على الفطرة؛ قالت كلمتَها آمرَةً بالمعروف ومضَت؛ لا أظنها تعلم عن أثر تلك الكلمة شيئا.

ومثلُها امرأةٌ عجوزٌ أخرى تَحدّث عنها القائدُ المجاهد حفيد الصحابة "خطّاب" تقبله الله في عليين، حيث قال في أحد اللقاءات المسجلة معه أنه كان مترددا في أول دخولِه إلى ساحة الشيشان هل يَبقى فيها أم لا؟ كوْنه لا يَعرف طبيعة البلاد، ولأن مجيئَه كان للعلاج ابتداءً، لكنه عندما قابل تلك العجوز تأثّرَ تأثّرًا شديدا وبكى عندما سألها: لماذا تقاتلون؟ فقالت: نريد أن نعيش مسلمين، فسألها: ماذا لديكِ لتقدميه للمجاهدين؟ فقالت: لا أملك إلا هذا المِعطَف أعطيه للمجاهدين، فبَكى خطّاب وقال: إن كانت هذه العجوز تريد أن تساعد المجاهدين فعلى ماذا نخاف نحن ونتردد؟! فحسَم أمرَه واستقرّ في الشيشان، ثم أصبحت قصةُ البطل خطّاب المعروفة؛ التي يَعرفها الأعداء قبْل المسلمين، بل اقترن اسم الشيشان بالقائد المسلم خطّاب، فإذا ذُكرَت الشيشان ذُكرَ خطّاب، وإنْ ذُكرَ خطّاب ذُكرَت الشيشان، وهذا كلُّه في صحيفةِ امرأةٍ عجوز لعلها لا تَعرف اللغة العربية، بل لعلها لا تَعرف القراءة والكتابة بلغتها الأم، لكنها كانت صادقةً في نُصرة الجهاد والمجاهدين ولو بمعطَفِها الذي لا تملكُ سِواه، فسبحان ربِّ القلوب.


نسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا، ونسأله أن نَفِدَ إليه يوم القيامة وتَقرّ عيونُنا بحسناتٍ كالجبال لم نكن نَعرِفُ عنها في الدنيا شيئا..




8/7/2024
@abomoaaz83

Читать полностью…
Подписаться на канал