للتناصح: @Abomoaaz1404 ما يَقرب من عشرين عاما نناصر الجهاد والمجاهدين بفضل الله وحده الذي هدانا لهذا.
📝
خبر بسيط نرسله إلى أمة الملياري مسلم، ونعتذر مقدما لأي إزعاج: قبل قليل نشرَ جيشُ يهود تحذيرا لكل مناطق وقرى شرق خان يونس بالإخلاء فورا إلى مناطق المواصي غرب خان يونس التي فيها عشرات الآلاف من عوائل المسلمين، بمعنى أنّ ما يقرب من مليون ونصف مسلم سيتكدسون فوق بعضهم في المناطق الغربية لمحافظتي خان يونس والوسطى، وهي مناطق ضاقت بمن فيها تحت أشعة الشمس الحارقة قبل هذا الإخلاء الجديد؛ فكيف الآن! وحسبنا الله ونعم الوكيل.
بين هذا الضياع والتيه أتابع نظرات الرجاء في عيون طفلتي الصغيرة التي تترجاني لتأخذ معها ما تبقى من بقايا ألعابها؛ التي استخرجناها من بين أنقاض منزلنا المدمَّر بعد نزوحنا السابق= وأنا أرفض طلبَها بلطفٍ وحزن لأننا لا نملك ترف اختيار المتاع؛ القليل أصلا، فنحن لا نملك وسيلةً للنقل، فضلا عن كوْننا لا نَعرف إلى أين سنذهب الآن، ولا نَعرف أين سنبيت ليالينا القادمة، وأنظر حولي فأرى نظراتٍ أخرى من أهلي ترمقني بذهول وحيرةٍ وتساؤل؛ من عيون الأطفال الباكية مع النساء وكبار السن، فأرجع ببصري بعيدا عن عيونهم محاولا إخفاء الحيرة التي تعتريني أنا أيضا؛ وإظهار الثبات والقوة للتخفيف عنهم، فإنها همومٌ تنوء عن حملها الجبال والله المستعان على كل حال!
أكتب هذه الكلمات وأنا أستمع إلى القذائف التي تتساقط لتجعل التفكير في البقاء محاولةً لاستعجال الموت، لكن لا يمكن أبدا مجرد التفكير في ذلك، فإنه يجب وجوبا إخراج عوائل المسلمين من مناطق القتال، فلن يبقى فيها إلا الموتُ والمقاتلون؛ كفرةً ومسلمين، ومن أراد البقاء سيودع أهله بعد إخراجهم وهو لا يعلم هل سيلقاهم مرةً أخرى أم لا، أو هل سيكون اللقاءُ لبعضٍ دون الآخر، هذا والناس تَخرج سيرا على أقدامها نحو المجهول، تتدافَع الجموع كبارا وصغارا في اتجاه واحد لا يعلمون أين يذهبون، بعضُ هؤلاء النازحين مرضى ومصابون على أَسِرَّةٍ طبية يدفعها أقاربُهُم؛ لأن سيارات الإسعاف لا تكفي لنقل جميع المرضى من المستشفى الأوروبي شرق خان يونس إلى مستشفى ناصر غرب خان يونس، حالُ الناس أنهم يتحركون هربا بالأطفال والنساء من الموت السريع بحمم الصواريخ نحو الموت البطيء بحمم الخيام المرقّعة والمعرشات المهترئة مع معاناة البحث عن الماء وذل البحث عن أماكن قضاء الحاجة!
كل هذه المعاناة التي تَسبق المعاناة الحقيقية جعلتني أتذكر أحد أبرز من نَصر المسلمين في غزة، وهو ابنها البار الشيخ الزبير الغزي فك الله بالعز أسره، تذكرتُه -ولست ناسيه- لأنني اطلعتُ على شيءٍ من جهوده في نصرته لشعبه، ما علمتُ عنه كثيرٌ في التفريج عن المسلمين ودعم المجاهدين، وهو قليلٌ قياسا بباقي جهود حملة الزبير المباركة (حملة جاهد بمالك)، لذا فليعلم الذين ظلموا الشيخ وتسببوا في تعطيل حملته أنهم الآن يَحملون وِزر خذلان المسلمين في غزة، ونحن تحت نيران أشد الناس عداوة للمؤمنين، بل ربما تجاوزوا الخذلان إلى سِواه؛ مما يؤذينا أن نَذكرَه، ونحن الذين نصطلي بنيران الكافرين؛ مع نيران خذلان الذين انتظرنا نصرتَهُم، وإذ بهم السبب في إغلاق باب النصرة في وجوهنا!
فاللهم فرجا عاجلا للمسلمين في فلسطين..
اللهم إن أسباب الأرض انقطعت وما بقي لنا سواك..
اللهم رحماك رحماك..
1/7/2024
@abomoaaz83
إنّ ممّا بلغنا من بعض الإخوة في الشام اليوم - بكل أسف - أنّ أمنيي الجولاني اعتقلوا الأخ أبو عبد الرحمن الزبير الغزي ( هو من غزة أصلًا ). بعدما اطلقوا النار عليه ثم هرب ثم لاحقوه ثم حاصروه واعتقلوه.
ونحن نشهد بأنّ جهود وحملة الزبير لغوث أهل غزة، إنْ لم تكن هي الأفضل على الإطلاق، ومدّه يد العون والمساعدة لأهل #غزة في الشمال والجنوب، فحملته من أفضل الحملات، ويعلم هذا الكثير من الفضلاء في غزة، ممّن كان يعمل معهم، والذين لمسوا منه الحرص الشديد على إيصال المال لمستحقيه وفي مصارفه.
نحن لا نحب الخوض كثيرًا في الشأن الشامي الداخلي، لكن للأخ الزبير علينا حقّ النصرة، وفيما حصل حرمان لأسر غزاوية كثيرة جدًا من الانتفاع بما كان يقدمه الزبير، وفي ذلك إغلاق لباب من أبواب الرحمة والعون لأناس في #غزة هم في أمس الحاجة لكل يدٍ حانيةٍ رحيمة.
*بسم الله الرحمن الرحيم*
بيان من عائلة الشيخ الزبير الغزي (أبو عبد الرحمن الشامي)
في الوقت الذي تُسفك فيه دماء أهل غزة من بني يهود تفاجأنا بخبر اعتقال الشيخ أبي عبد الرحمن الشامي وهو ابن غزة والقائم على حملة (جاهد بمالك) والتي لها دور عظيم في إغاثة المسلمين في قطاع غزة، فلمصلحة من يتم اعتقال الشيخ في هذا الوقت العصيب، ولمصلحة من يعتقل ضيوف الشام والمهاجرين إليها؟
ونحن في هذا المقام نحمل الجولاني شخصيا أي أذى يلحق بابننا وندعوه لتحكيم الدين والعقل وإطلاق سراحه مباشرة.
عائلة الشيخ الزبير الغزي (أبو عبد الرحمن الشامي)
الأحد الموافق 23/6/2024
صـ [2/2]
=الحقيقةُ لم أُرِد الاسترسال في الكلام السابق، كنتُ أريد أن أشير إلى أنّ كَمّ المعاناة التي نقاسيها اليوم هانت في عيوننا عندما تسامعنا أن أحفاد القردة والخنازير قد دنّسوا المسجد الأقصى وسَبّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم! أي والله هانت، غاب طعمُ مرارة الألم عندما عَلِمنا بالتطاول على خير البشر مِن أشقَى البشر، غاب وحَلَّ محلّه شعورٌ أننا ندفع ضريبة الدفاع عن عرض رسولنا صلى الله عليه وسلم، وما أهونَ ما دفعناه دفاعا عن خير خلق الله، فلتفنى الدنيا بما فيها ولا أن يُمَسَّ جنابُ من نحن له فداءٌ بأنفُسنا وأنفاسِنا وأنفَسِ ما نملكُ.
ولو كنّا مقصّرين فالحمد لله أننا معذورون، فحربُنا لازالت قائمةً مشتعلةً مع أشد الناس عدواةً للمؤمنين، بل ما أعلمُه أنّ هذه الحربَ قامت وأحدُ أبرز أسبابِها الانتقامُ من يهود بعدما سبّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهُم يقولون: "محمد مات وخَلّف بنات" لعنهم الله لعنًا كبيرا، ونحن اليوم نَرُدُّها عليهم وفي وجوهِهِم ونَخطُّ بدمائنا على أرضنا المباركة -عن كلِّ أمةِ محمد- أنّ محمّدًا حيٌّ إسلامُه في بيت المقدس وأكنافِها؛ وأنّه خَلّف رجالًا لا ينامون على ضَيم، وموعدُنا يومُ التتبير؛ القريبُ بإذن المنتقم الجبار.
والحمد لله رب العالمين على هذا الحال وكُلّ حال..
11/6/2024
@abomoaaz83
📝
صـ [2/2]
=ولذا أحرض من تصله كلماتي من إخواني المسلمين أن يشاركونا للتبرع بالمال لنزيل الركام حول مسجدنا ونبني مصلًّى بأقواس الدفيئات الزراعية، ونشتري الحصير -إن توفر- لفرشه فوق الرمال، ونزيل الركام فوق بئر المسجد لنعيد تشغيله بألواح الطاقة الشمسية ليزود المنطقة بالماء؛ ويعِين المصلين على الطهارة والوضوء، ونشتري بعض المصاحف إن وجدنا مكتباتٍ بقي فيها شيء من الكتب لم تحترق، فمصاحفنا تحت الأنقاض أيضا مع أطفالنا!
وليحتسب القادر أجر هذا العمل، فهذا واجب الأمة اليوم، أن تَمُدّنا بأسباب الثبات على الأرض، وأول ما نسعى لترميمه هي مساجدنا قبل بيوتنا؛ كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة، ولا نريد أن نزيّنها أو نتطاول في بنيانها، بل نريد أن نقِيمها على البساطة كما فعل عليه الصلاة والسلام بالجَريد والحصِير، ولأنه لا ينبغي إعمار المساجد فوق ما يلزم والمسلمون لا يَجدون أدنى اللازم لإعمار أبياتهم المدمرة.
ومن أراد المشاركة في هذا الواجب المتعين أرجو أن يتواصل مع أخينا الحبيب الشيخ أبي شافع؛ من المحافظة الوسطى، لأنني لا أستطيع حاليا الاتصال بالانترنت إلا كل بضعة أيام، ولن أتابع الرسائل إلا متأخرا، والأخ الحبيب نحسبه من الإخوة الثقات الأفاضل الذين قاموا على جمع التبرعات منذ بدء المعركة لإيصالها للمحتاجين في منطقته، جزاه الله خير الجزاء، وسأتواصل معه لتوصيل المال بعد جَمعه؛ ثم التوثيق عبر قناته وقناتي لنشر تفاصيل بناء المصلّى، فإن زاد شيء من المال بقي في حيازة أخينا لتوزيعه على المحتاجين بمعرفته وخِبرته، وأرجو أن يوضّح الأخ المتبرع للشيخ أبي شافع أن المال المرسَل لبناء المصلّى.
للتواصل مع الشيخ:
@TkaflGaza
قناة التوثيق:
/channel/TkaflTra7m
قناة أحمد أبو شافع:
/channel/aboshaf3
29/4/2024
@abomoaaz83
كيف يجمع قلب المؤمن في #غزة بين أعمال يوم العيد المبنية على إظهار البهجة والفرح والسرور، وطرد الأحزان والهموم، يتعبد ربه - سبحانه وتعالى - بذلك، وبين واقع غزة الأليم الحزين، المكسو بالقتل والتدمير والتهجير والجوع والأمراض وفراق الأحبة والأهل والأصحاب، مع قسوة الحاضر، وضبابية المستقبل، وانعدام الرؤية!!
يحتاج الأمر إلى إيمان كالجبال، وصبر أيوبي، وتوفيق من الله عظيم.
تقبل الله منا ومنكم.
📝
نصف عامٍ مرّ على المسلمين في قطاع غزة تحت نيران أشرس حربٍ حرقت الأخضر واليابس، وأضنت الإنسان والحيوان، ولم تترك بِناءً طالته إلا حوّلته أكواما من الحجارة!
نصف عامٍ تداعت خلاله الأمم الملحدةُ متحدةً على قصعة غزة، وأمة الإسلام مكبلةٌ عن النصرة والفزعة، كبّلها طواغيتٌ يحكمونها بالحديد والنار؛ إرضاءً ليهود ونصارى الروم، وفعلا قد رضيَت عنهم يهود والنصارى.
نصف عام من الدمار والدماء والأشلاء والقتل والتهجير والتجويع، تلاحقنا الآلام في كل ناحية وزقاق، وتحاصرنا أهوالٌ أينما ولّينا وجوهنا، حتى كدنا ننسى الحياةَ الطبيعية! أي نعم، الحياةُ الطبيعية التي يحياها البشر أصبحت حلما بعيد المنال.
أكثر المشاهد ألما ما يتخطّف أطفالَنا! كل ألمٍ يقاسيه طفلٌ يَغرس في قلوبنا خناجر من نار، فنعاني المعاناة مضاعفةً بأشدِّ أطعُمِها مرارة، لكن مشهدا آخر يقترب في شدته من ألم قتل الطفولة، وهو ذاك المشهد للمسلمين الجوعى وهُم يطارِدون اللقيمات الهزيلة المغمّسة بالذل التي تهبط من السماء!! يا الله! إن أهلَ غزة أهلُ عزٍّ وعزةٍ وكرامة، ولا يمكن أن يصل الحال بهم إلى مثل هذا الذل أمام العالمين إلا من مخمصةٍ ألمّت بهم لا تُطيقها الجبال، وأكاد أقسم أن كل رجلٍ يركض خلف تلك المساعدات اللعينة ما كان ليفعلها ولو مات جوعا، لكنه يفعلُها لأجل أطفالِه ومن يَعول.
أيها المسلمون المرابطون الصابرون المحتسبون في قطاع غزة: ليهنِكم عظيم الأجور التي تراكمت في صحائفكم، وليرفع كل مسلمٍ منكم رأسه عاليا، فإن الذلة ليست لكم، والذل ليس من نصيبكم، وإن كان قدرُكم ضياع الدنيا والفوز بالآخرة فألقوا الدنيا في نحور أصحابِها، فلسنا نرضى الحياة إلا أعزّةً كرماء، أو نفارقُها فَيالمِ شهداء.
أمتنا الإسلامية الغالية: لقد حرَمونا نصرتكِ، وأذاقونا مرارة الخذلان كالعلقم، وعزّ علينا أن ندافع وحدنا عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وأمةُ الرسول أكثرُ من ربع سكان الكرة الأرضية، آلمنا أن تجتمع مِلل ونِحل الكفر علينا عربا وعجما وأمةُ الإسلام تشاهدنا من بعيد تبكي وتندب! نعم مُنعتِ عنا بفِعل حكامٍ طواغيتٍ مجرمين، لكن لولا أن القلوب قد أصابها الوهن بحب الدنيا وكراهية الموت ما تسلط على الأمة أراذلُها؛ يحكمونها بالحديد والنار، ويمنعونها عن التداعي بالسهر والحمى لجزءٍ عزيزٍ من جسد الأمة؛ قطاعُ غزة شامةُ الأمة وعزُّها.
أيها المسلمون في كل مكان: إن أُغلِقَت في وجوهكم طُرق النفير فإن نصرتنا ليست بالقتال فقط، لازال في الوقت متّسعٌ أن تنزلوا الشوارع والميادين، وتتجمهروا أمام السفارات الصليبية، ولن تفعلوا ذلك إلا بدفع زعماء التيارات والجماعات دفعا؛ مع العلماء والوجهاء، هؤلاء هُم الذين أصاب قلوبهم الوهن ونخرها كالسرطان، أجبِروهم على التحرك أو استبدلوهم، فإن عجزتم عن ذلك أيضا فاحرصوا على دعم إخوانكم الأعزة في غزة، ادعموهم بالمال وأنتم تشعرون بالخجل، وليعذرني من يقرأ هذه الكلمات، فإنني أنتقي أخفّها وقعا، فأهلُ غزة لو وصلهم دعم إخوانهم المسلمين فهذا أقل واجبٍ وأضعف الإيمان، فلا تتركوهم نهشا لأبالسة الإنس وحثالات الأمم، ولو أن مسلما أنفق كل ماله دعما لاخوانه في غزة فلا منّة له عليهم، بل هم يمنّون عليه أنهم قبِلوا مالَه وغفروا له تقصيره، وحاشاهم أن يفعلوا ويمنّوا.
هذه معركةٌ اطّلع اللهُ فيها على القلوب، فيا ويح مَن مات قلبُه بعد أن اعتاد مشاهد دِمانا ورجع إلى ملاهيه الحياتية ومشاغله الدنيوية؛ وأطفالُ غزة لازالوا يموتون جوعا وتَنهش أمعاءهم الفاقة، أو يُقتلون قصفا وحرقا وتتقطع أشلاؤهم إربا إربا أمام العالمين.
والحمد لله رب العالمين على كل حال..
رضينا عن ربنا ونسأله أن يرضى عنا..
3/4/2024
@abomoaaz83
⚡️ في مشهد مبارك ميمون..
عشرات الآلاف من الشعب الأردني المسلم:
"نقسم بالله العظيم؛ أن ننصر المقاومة وأن نرفض التطبيع، وأن نفدي غزة بأرواحنا ودمائنا واموالنا وبكل ما نملك".
هذا القسم عهدٌ مع الله تعالى؛ يحرم نكثه، ويجب العمل بمضمونه من بذل الأنفس والأموال لتحقيقه، فإنَّ الأمرَ دين، والقضية جد، وأهل غزة يبادون؛ فلتبادر هذه الجموع الحاشدة المباركة لتقول كلمتها في ميدان المواجهة؛ كل على ثغره وفيما يقدر عليه..
وليكن لسائر شعوبنا المسلمة مثل هذه الأيمان المغلظة سواء في جموع حاشدة أو فيما بين المرء وإخوانه أو أهله أو حتى نفسه.. هذا أقل الواجب في حق المسجد الأقصى، وفي حق أمتنا المسلمة.
#الزبير_الغزي
/channel/+8kYIRWj4zm81MTM0
لا أعلم أحدا من أبناء غزة المغتربين بشكل عام والمجاهدين في باقي ساحات الجهاد بشكل خاص؛ قد خدم غزة وأهلها في هذه المحنة وقام على مشاريع خيرية تعجز عنها مؤسسات كبرى مثلما فعل الأخ الحبيب الكريم الشيخ
الزبير الغزي أبو عبد الرحمن ثبته الله
وإني والله قد ترددت كثيرا في كتابة هذه الكلمة لعلمي أنه لا يرضاها ولكنها جاءت من باب الوفاء والعرفان فجزاك الله عن أهلك وإخوانك والمسلمين خير الجزاء.
📝
صـ [2/2]
=أيها المسلمون، نحن في غزة على مشارف أخطار جمة، أقلها التهجير، وأبشعها خروج غزة من المعادلة تماما في المستقبل بحيث لا تستطيع إطلاق رصاصة نصرة لقضايا فلسطين، ومن الأخطار أن تصبح ثقافة المقاومة صفحةً من زمنٍ سابق، ويصبح الداعي إليها داعٍ إلى هلكة الناس، وهذا بدأ يسري ويدور بين المكلومين اليوم، والأيام تجعله رأيا؛ وتزيده طولا وعرضا، ولو استمرت المعاناة فسيكفر الناس بالمقاومة والجهاد، ولقد حصل هذا من قبل في مجتمعات أخرى، وليس تخوفا من قبيل الفرضيات، فليحذر المسلمون من مغبة استمرار تخلفهم عن نصرتنا في غزة، فغزة بابٌ لو كُسِر فلا تسأل بعدَها عن هلكة العرب.
ولقد رأيت وتابعتُ الكثير من الذين يتحرقون لتقديم ما يستطيعون نصرةً لنا في غزة، يحاولون البحث عن سبلٍ عملية بعد أن كبّلتهم أنظمة دولهم الحاكمة، ولعلي أقترح رأيا على من يريد أن يساهم بسهمٍ في معركتنا، سهمٌ ينجيه من عقوبة الله القادمة على من تخاذل، فالجميع يعلم أن غزة سُوّيت بالأرض تقريبا، ولم تعد الحياة فيها سهلةً أبدا، ومشاريع إعادة الإعمار قد يتعمد صهاينة يهود وصهاينة العرب أن تطول وتطول، دفعا للمسلمين الغزيين أن يهجروا ديارهم، لذا فليسعى كل من يريد أن يشاركنا أجر المعركة أن يكوّن حوله فريق عمل، ينتظمون فيه لتحصيل ما استطاعوا من المال، يجمعونه من كل من يتمكنون من التواصل معه من المسلمين، يجمعون الزكوات والصدقات والتبرعات، ثم يستهدفون بها إخوانهم في غزة، بعد تطوير وسائل عملية ناجعة لإيصال المال إلى قطاع غزة، عبر التواصل مع جهة يطلبون منها جمع البيانات في منطقة معينة عن المنازل المهدمة، ممكن أن تكون هذه الجهة وجهاء عائلة بعينها، أو جمعية خيرية معروفة، ويتكفل الفريق بإعادة إعمار ما استطاعوا من البيوت من خلال هذه الجهات الغزية التي يتواصلون معها، هذه الفكرة ممكن بلورتها وتطويرها بحيث يتم تعميمها بين المسلمين حول العالم، ولو تبرعت جهات بوضع خطة قابلة للتطبيق ونشرها بحيث تكون خطةً شعبية ممكن أن يساهم فيها كل مسلم دون معوقات دولية، مثل أن يتم تقسيم مناطق قطاع غزة على دول العالم الإسلامي، مثلا أن تتكفل ببيت حانون دول المغرب الإسلامي، وجباليا دول شرق آسيا، وغزة المدينة دول الخليج، وهكذا، وأن تكون في كل منطقة داخل غزة جهات متعددة يتم تشكيلها شعبيا لجمع بيانات الذين فقدوا منازلهم، ثم تساهم في تقييم حاجة كل متضرر ووضعه على قوائم ليأخذ مكانه في إعادة إعمار منزله المهدم، وممكن أن توضع خطط وآليات بحيث تكون إعادة الإعمار لكل منطقة بالتوازي، لكي لا يُظلم أحد في وقت إعمار مأواه.
يمكن وضع تصورات عديدة، ثم وضع آليات عملية قابلة للتطبيق، فكل الأعمال الناجحة بدأت بفكرة تسلمها أصحابها بصدق ووضعوا الخطط والبرامج وطوروها وقاموا على إخراجها على أرض الواقع بأفضل ما يكون، فالباب مفتوح لمن أراد احتساب الأجر بجهده أو بماله، فما حدث لغزة نذارة شؤم على الأمة إن استمرت حالة العجز عن النصرة، وقد نرى ما حدث في غزة في غيرها من بلاد المسلمين.
نسأل الله أن يعجل بالفرج لنا ولأمة الإسلام، ويجعل تخوفاتنا مجرد ذكريات لم ترى النور..
20/3/2024
@abomoaaz83
مجلة #بلاغ العدد ٥٩ - رمضان - ١٤٤٥ هـ
#هدية_ذكرى_الثورة_السورية_الـ13
#هدية_الحراك_الشعبي_الجديد
🎁 مقابلة خاصة مع الشيخ أبو محمد الصادق 🎁
⏺ اضغط هنا 🆗 لفتح نسخة مكتوبة📝
وفيه 👇
⭕️ سقوط الهيبة
✍️كلمة التحرير
#الركن_الدعوي
🔹 {ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيفَ كَانَ عِقَابِ} معمر القذافي(2)
✍️الشيخ محمد سمير
🔹 وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ
✍️ الشيخ أبو حمزة الكردي
🔹 من نفحات الرحمن في رمضان
✍️ الشيخ رامز أبو المجد الشامي
#صدى_إدلب
⚡️ إدلب في شهر شعبان 1445هـ
أبو جلال الحموي
⚡️ لقطة شاشة
أبو محمد الجنوبي
#كتابات_فكرية
💎 الحزبية المقيتة والعصمة العملية
✍️ د. أبو عبد الله الشامي
💎 ما البديل؟
✍️ الأستاذ حسين أبو عمر
💎 جولاني شاه مسعود
✍️ الأستاذ أبو يحيى الشامي
💎 أيها المسلمون: سارعوا إلى نصرة غزة قبل فوات الأوان؛ وتخليص أنفسكم من إثم خذلانها، ودَعوكم من بائعي الوهم..
✍️ الأستاذ الزبير أبو معاذ الفلسطيني
#ركن_المرأة
وما عند الله خير للأبرار
✍️الأستاذة خنساء عثمان
#الواحة_الأدبية
قساة القلوب
✍️الأستاذ غياث الحلبي
📝
صـ [2/1]
يا الله رحماك يا الله!
استطعنا بالأمس دخول بعض المناطق التي انسحب منها جيش يهود، ويا رباه كأن زلزالا أصاب الأرض! يا رباه كم أحسستُ بالألم من هول ما رأيت! لقد تغيرت حياتنا وتبدلت بمعنى الكلمة، وانقلب كل شيء رأسا على عقب! ولقد آلمني أشد الألم أنني وجدت مكان عملي الذي كنت أعتاش منه أنا وأهلي -بفضل ربي- والذي عملتُ مع أشقائي سنواتٍ لتشييده والعمل فيه وتطويره= وجدته ركاما وأنقاضا! وهكذا بعد قصف وحرق منزلِنا خسرنا أموالَنا كلها أيضا؛ والحمد لله رب العالمين، راضون عن ربنا ونسأله أن يرضى عنا، فاللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها.
لقد استطاعت يهود أن تُنهي مظاهر الحياة ومقوماتها في كل مكان دخلته قواتهم النجسة، وأكثر ما يؤلم أنني سمعتُ الكثير جدا أو ربما أغلب من سمعت يتحدثون عن الهجرة خارج غزة، والرحيل بمن تبقى من عوائلهم بعيدا عن معاناة ما بعد الحرب، معاناةٌ يراها الجميع مقبلةً عليهم لمن سيبقى حيا، فالبيوت تهدمت وسُوّيت بالأرض، ومصير آلاف العوائل سيبقى في الخيام فوق أنقاض البيوت، ولو أن الأمر توقف على ذلك لكان أهون، لكن تعمدت يهود القضاء على شبكات تمديد الكهرباء، ودمرت البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي، ودمرت شبكات تمديد المياه، وشبكات الاتصالات، ودمرت الطرق التي تصل المدن والمناطق وجرّفتها، بمعنى أن حربا أخرى تنتظر المسلمين في غزة بعد الحرب!
ولو حاولتُ الحديث عن الصبر والاحتساب يسكتني المعترض بقوله: وأطفالُنا؟! فأسكت، فالحرب قد يطيقها الرجال، ومعاناة ما بعد الحرب يصبر عليها الرجال، لكن النساء والأطفال كيف سيعيشون بلا مقوماتٍ للحياة؟! هل الرجال مجبرون على إبقاء ذويهم وذراريهم إن توفرت فرصة لإخراجهم خارج جحيم المعاناة؟! وهو سؤال موجه فعلا إلى العلماء والفقهاء، هل يوجد أحد يمكن أن يفتي بإبقاء الأطفال والنساء وكبار السن داخل غزة؟! أنا والله أتساءل بصدق، لأني لا أعلم بماذا أجيب المكلومين!
لقد رأينا ولا زلنا في هذه الحرب من معاناة الحياة أشد من معاناة مواجهة الموت، فكل شيء تقريبا نحتاج لنتحصل عليه أن نصطف في طابور ربما يصل إلى ساعات، بعض المخابز التي لازالت تعمل يذهب إليها الناس لحجز دورٍ قبل الفجر بساعة أو ساعتين، والحركة في الليل مخاطرةٌ كبيرة، وذلك للحصول على بعض الخبز الذي قد يقف المرء لأجله ساعات طويلة لكي يشتري نصف ربطة؛ كما هو محدد لكل مشترٍ، أي أنه قد يصطف طيلة هذه الساعات ليشتري كميةً من الخبز لا تكفيه في نهاره مع عياله! فيضطر المسكين أن يصطحب معه أطفاله ليحجز كل واحد منهم مكانا، فيقف الأطفال المساكين ساعات طويلة في البرد الشديد فجرا وتحت أشعة الشمس نهارا ليشتروا مع آبائهم خبزا يكفيهم، وبعض هؤلاء الأطفال أيتامٌ لا آباء لهم، فلقد التهمتهم نيران الحرب وقضوْا فيها، لأجل ذلك أصبح من المعتاد رؤية طوابير النساء أيضا اللواتي قُتل أزواجهن أو آبائهن!
هذا مشهد واحد من مشاهد المعاناة اليومية للحصول على بعض الخبز، والمشاهد كثيرة جدا، يكفي ما نعانيه جميعا في قضاء حاجتنا، ولا أستحي أن أقول ذلك، فقضاء الحاجة مهمة شاقة، وهي تحتاج أن نصطف لها طوابير أخرى، رجالا ونساءً وأطفالًا وشيوخا، هذا إن وجدنا مكانا لأجل ذلك! ناهيك عن الحصول على ماء الشرب وماء النظافة، أو شحن بطاريات الإضاءة، أو البحث في الأسواق عن الطعام الرخيص إن توفر، أو توفَّر المال لشرائه، فالجميع ينتظر المعونات الشحيحة؛ ويصطف لأجلها طوابير تمتد لساعات، وينتظرون دورا يمتد لأيام وأيام، فكل شيء نحتاجه في حياتنا اليومية له نصيبه من المعاناة، كل شيء كنا قبل الحرب لا نبذل لتحصيله أي جهد بات اليوم معاناةً كاملة! وهذا حال جنوب قطاع غزة حيث يرانا أهل شمال القطاع في نعمة، فأهل الشمال معاناتهم يراها العالم الظالم على البث المباشر، يقتلهم الجوع، أو يقتلهم سعيهم للحصول على ما يسد الرمق، عندما ينتظرهم الكفرة بأسلحتهم ويُردُونَهم مضرجين بالدماء الممتزجة بالطعام القليل الذليل الذي ينتظره أطفالُهم!
يُتبَع صـ [2/2]
📝
الحمد لله على كل حال
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها
منذ حوالي شهرين لا أعلم عن أهلي إلا أنهم في حفظ الله، أَستودعهُم ربي وأسلّم أمري وأمْرَهم إليه، وهذا حال الكثير من رجال غزة، تُفرّقهُم عن أهليهم الحرب وظروفُها، بل الكثير من العوائل تفرفت إلى عدة مجموعات حتى لا تهلَك العائلة بأكملها، وينتظرون لحظة اجتماعهم على خير في الدنيا أو الآخرة.
وأنا بين الخوف والرجاء أنتهز أي فرصةٍ للاطمئنان على حال الأهل ومَن أعرِف= علمتُ أن بيتي قد تم قصفه بقذائف الكافرين واحتراقه بالكامل، واحترقت معه ذكرياتُنا وأحلامُنا ومتاعُنا وما نَملك في هذه الدنيا.
فالحمد لله رب العالمين على كل حال، راضون عن ربنا ونسأله أن يرضى عنا، ونحتسب البيت وما فيه نفقةً يسيرةً في سبيل الله، رجاءَ أن ننال البر الذي وعد الله به، فإنّ بيتَنا الذي آوانا بفضل ربنا أعواما عديدةً مديدةً هو من المال والمتاع الذي نحب، وربنا قال { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون }.
ونسأل الله القبول، فهذا أهون ما يمكن أن يقدِّمه مسلمٌ في قطاع غزة تحت نيران هذه الحرب الرهيبة، فغيري قدّم أهلَه وعيالَه وبيتَه ومالَه ونفسَه.
الحمد لله رب العالمين على كل حال..
27/1/2024
@abomoaaz83
📝
صـ [2/2]
=- ومما جال بخاطري وأنا أشاهد الإصدار أنّ جهاد المجاهدين في كل مكان هو جهاد تكامليٌّ؛ يُكمّل بعضُه بعضا، فجهاد مجاهدي القسام وإخوانِهِم في قطاع غزة وفلسطين هو حلقةٌ من حلقات الجهاد المعاصر الذي يقوم في بقية الثغور؛ التي يخبو بعضُها حينًا ويُعاود الاشتعال أحايين، في اليمن والشام والصومال ومالي وأفغانستان وغيرِها من ثغور العز، وكلُّ هذه الثغور تقاتلُ وعيونُ مجاهديها على بيت المقدس، وكلُّ مجاهديها سيلتقون قريبا في المسجد الأقصى بإذن الله تحقيقا لا تعليقا، ففي نهاية الإصدار يتحدث متحدث المجاهدين أنهم يقاتِلون مرتزقة دويلة الإمارات التي تدعم مرتزقة دويلة يهود، وأنّ المحصلة قهرٌ ليهود، وأن هذا القتال يؤذي يهود في فلسطين ويُضعفُهُم، وهذا حق، فلولا هؤلاء المرتزقة المرتدون لكان الآن مجاهدو أنصار الشريعة من أهل السنة يسابقون الشيعة الحوثيين في نصرة أهل غزة؛ نصرةً حقيقيةً لا ادّعاءً، وهذا الخاطرُ نقلني إلى خاطرٍ يليه.
- ومما جال بخاطري أنّه لولا الخونة من بني جلدتنا ما بَقيت دويلة يهود يوما آخر على وجه الأرض، فدويلتُهم لا يبقيها مددُ وعتادُ نصارى الروم، بل حمايةُ مرتدي العرب حولَ هذه الدويلة، ولو خُليَّ بين مجاهدي أهل الإسلام وبين يهود لتقاسموا غنائمَهُم ووزّعوا سباياهُم بعد أسبوع، لكنها خيانة الحكام الطواغيت وجيوشُهم ومَن ناصرَهُم، الذين جعلوا للشيعة الرافضة فرصةَ التباهي بنصرة أهلِ غزة، وجعلوا أهلَ السنة في موقف العاجز المتبلّد، فالشيعة الرافضة اليومَ يحاولون اليومَ الاستفادة من تكبيل أهل السنة المسلمين لكي يَلبسوا ثوب النصرة، وأيُّ قتالٍ يفتعلونه سيَظهر بقوةٍ على سطح المشهد؛ لأنه الوحيد، حتى ولو كان قتالا محدودا ضمن سقفٍ متفقٍ عليه كما هو الحال القائمُ الآن بين إيران وأدواتِها من ناحية وأمريكا ويهود من ناحية أخرى، فمع تحرك حاملة الطائرات الصليبية الأمريكية ومغادرتها البحر المتوسط تزداد القناعة بأن الذي يَحدث على جبهة فلسطين الشمالية بين يهود والرافضة قد تم الاتفاق على سقفِه خلف الكواليس، بحيث يَبقى ضمن حدودٍ معينة لا يَخرج عنها، وبالتالي لا تتفلت الأمور نحو حربٍ لا يريدها الطرفان الآن، وإنْ كان الجميع يستعد لها، وسيصطلون بنيرانها رغما عن أنوفِهم طال الزمان أم قصُر بإذن الله.
والله غالب على أمره..
3/1/2024
@abomoaaz83
📝
أيها المسلم الغيور: لا تجزع..
رسالةٌ مِن أخيك الغزيِّ مِن تحت أحزمة النار..
صـ [2/2]
=إننا اليوم في قطاع غزة بتنا نعلم أن الذي سيبقَى منا حيا في قابل الأيام لن يعيش حياةً طبيعية، فكيف يفعل ذلك من فقد أهله جميعا وهُدِم بيتُه؟ كل شيءٍ انتهى في لحظة، لم يَعد هناك أهلٌ ولا بيت، فأيُّ حياة طبيعيةٍ تنتظرنا بعد انتهاء المعركة!؛ إن انتهت، ومن لم يفقد أهلا فقد بيتا، ومن لم يفقد بيتا فقد أهلا، ومَن لم يَفقد هو فقدَ أحبابُه وجيرانُه ومعارفُه، فالحياة تغيرت، والمعالم تبدّلت، والمعاناة القائمة مريعة، حتى هذه الكلمات أكتبُها بلا تركيز مما أجدُ من الجوع، فلقد وصلنا إلى مرحلة التجويع حقيقةً، حتى أننا نتذكرُ أكثر ما نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما ربط على بطنه الشريف حجريْن من شدة الجوع، وما كنتُ قادرًا على كتابةِ شيءٍ، واستغللتُ فرصةً دخلتُ فيها الانترنت بعد انقطاعٍ لأعتذر لاخواني في المجلة، إلا أنهم أصروا أن أكتب ولو بضع كلماتٍ رسالةً من داخل غزة إلى خارِجِها، وهُم يظنون فيّ خيرا! ولستُ كما يظنون، نسأل الله الستر والمغفرة، فكانت هذه السطور بلا ترتيبٍ للأفكار، وكيف تنتظم الأفكار في واقعٍ فيه مئات الآلاف من المسلمين باتوا في العراء والبرد الشديد يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، أمراضٌ وأوجاعٌ وآلامٌ وجوعٌ وعطشٌ وجراحٌ وقصفٌ وقتلٌ وتشريدٌ وتهجيرٌ وهدمٌ وردمٌ للحياة برمتها، أما أقسى المَشاهِد ألما عندما أرى وأسمع بكاء الأطفال من الخوف والبرد والجوع! فيا ربي رحماك؛ والحمد لك على كل حال.
ونسأل الله أن نَكون قد أدّينا شيئا مما علينا، فتجهزوا أيها المسلمون للملاحم المقبلة، وانتقموا لنا من الحكام الطواغيت المرتدين قبل يهود والصليبيين.
اللهم إنّا نَشهد لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، ونسألك الموتَ على ذلك..
24/12/2023
@abomoaaz83
📝
لقد كان لابن قطاع غزة الشيخ المهاجر "الزبير الغزي" فك الله بالعز أسره مِنَ المآثر التي قلّما أن تجتمع في واحد، فهو طالبُ علمٍ مهاجر، هاجر إلى الشام قبل أكثر من عشر سنوات نصرةً لأهلها المستضعفين، وهو شيخٌ مجاهدٌ انتظم في صفوف المجاهدين مذ وصلَ الشام، فجاهد ورابط وحرّض، ثم كان له دورُه في القضاء الشرعي بين المجاهدين، وهو ممن بارك الله له في وقته فكان السبب في افتتاح المدارس الشرعية المنتشرة الآن على أراضي الشام المحررة من الاحتلال النصيري، ثم تكرّم ربنا عليه فجَمع مجموع أحد أبرز علماء المجاهدين في العصر الحديث وهو الشيخ العالم القائد الشهيد "عطية الله الليبي" تقبله الله؛ جَمع تراثه في طبعتين، ثم ألحقه مؤخرا بمجموع الشيخ العالم القائد الشهيد "أبي يحيى الليبي" تقبله الله، وكان عازما على جمع تراث الشيخ العالم القائد الشهيد "عبدالله عزام" تقبله الله، وهذه جهودٌ تقوم عليها مؤسساتٌ إعلامية لا أفراد، ولكنها بركاتٌ ربانية نحسب الشيخ "الزبير الغزي" قد كان من أهلِها.
ثم كان من مآثر الشيخ "الزبير الغزي" أنه لمّا عاين الظلم ينتشر على أرضٍ حُرّرت بدماء المهاجرين والأنصار انحاز عن هذا الظلم وأصحابِه، واكتفى بنصحهم سرا، إلى أن جاءت لحظةٌ قرر فيها جمعٌ كبيرٌ من أهل العلم الشوام ومعهم طلبةُ علمٍ مهاجرون أن يحتسبوا أجرَ إنكار منكر الظلم، فسارع الشيخ "الزبير الغزي" إلى ركوب مركب الاحتساب، فصدع بالحق وأنكر وبيّن، وشارك أهلَ العلم جهادَهم؛ إحقاقا للحق ودفاعا عن المظلومين في السجون، إلى أن ابتلاه الله بما خرج ليُنكرَه، حيث اختطفه بالأمس غدرا من لا يتقِ الله؛ بعد مطاردةٍ وإطلاقٍ للنار، اختطفوه في نفس الوقت الذي اختطفوا فيه طلبةَ علمٍ آخرين؛ مهاجرين وأنصار، ثم أطلقوا سفهاءَهُم على الإعلام للطعن في الشيخ "الزبير الغزي" بلا ورعٍ أو تقوى، وهو الذي هاجر إلى الشام نصرةً لمن اختطفوه وآذوه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إنني أكتب هذه الكلمات خروجا عن خطٍّ رسمتُه لنفسي منذ اشتعلت معركتنا المقدسة في قطاع غزة العامَ المنصرم، حيث عزمتُ أن لا أتطرقَ إلى شأنٍ إلا شأنَ أهل بلدي المكلومين الغزيين؛ المحرومون من حقّ النصرة من أمة الملياري مسلم، إلى أن تنتهي المعركة أو أقضيَ فيها مع من قضى إلى ربه شهيدا بإذن الله، لكن اختطاف الشيخ "الزبير الغزي" غدرا وظلما ألزمني أن أذكرَه، ليس لأنه ابن بلدي غزة، فكلُّ مسلمٍ مظلومٍ على وجه الأرض هو أخي؛ وقضيتُه قضيتي، فلسنا نتعصب إلى هذه الجاهليات، والشيخ "الزبير" الآن ابن الشام المحررة، وواجبُ نصرَته وإخراجِه من سجون الظلم يقع على إخوانه الشوام الذين هاجر إليهم لينصرَهم، إنما أذكُرُ قضيةَ الشيخِ لأنه صاحب أقوى حملات النصرة لمسلمي قطاع غزة المسحوقين، حيث أسس الشيخُ حملة (جاهد بمالك) نصرةً لغزة وأهلها، فأصبحت سببا لمدّ قطاع غزة بالملايين التي ذهبت إلى مصارِفِها، ما بين الجهاد والمجاهدين؛ ونصرة المسلمين الغزيين المكلومين الذين انقلبت حياتُهم وتبدلت فجأة، فكان الشيخ "الزبير الغزي" نِعمَ الابن البارُّ بأهله وشعبه.
والشيخ ليس معصوما، فهو من جملة البشر؛ له وعليه، فإن الكمال لله وحدَه، لكن إن اختلفنا معه فلن يكون خلافُنا في شأنِ إنكار منكر الظلم، بل هذا من مآثرِه ومناقِبه التي يجب أن يُشكر عليها، لا أن يقع هو الآخرُ ضحيةً لظلم الظالمين! وعليه فإننا أبناءُ غزة نضم أصواتنا إلى عائلة الشيخ " الزبير أبي عبد الرحمن الغزي" التي نشرت بيانا تُحمّل فيه المسؤولية عن أي أذًى يَلحقُ بالشيخ إلى قادة هيئة تحرير الشام؛ المستأثرين بالقرار دونًا عن أهل الشام، وتحديدا "الجولاني" والشيخ "عبد الرحيم عطون"، فنحن خصومُهم في الدنيا والآخرة، ونطالبُهم بتقوى الله والإفراج الفوري عن الشيخ وكل المظلومين في سجونهم من الذين سارت في قصصهم الركبان، واستفاضت مظالمُهُم حتى بلغت سائر البلدان، ونُحمّل قادة الهيئة مسؤولية تعطُّل "حملة جاهد بمالك" ونحن في أمس الحاجة للنصرة بالمال، الذي هو أدنى درجات النصرة، فلقد كنا ننتظر من قادة هيئة تحرير الشام أن يسابقوا الروافض لنصرتنا بالرجال والسلاح؛ فيَفتحوا جبهة الشام للتخفيف عنا، لكن خاب ظننا، وبدلا من الاكتفاء بخذلاننا من أكبر جماعات الشام جاءتنا منهم طعنةٌ نجلاء باختطافهم الشيخ "الزبير الغزي" الذي هاجر لنصرتهم ثم بذل الوسع لنصرتنا في قطاع غزة، فلا هُم نصرونا ولا هُم تَركوا ابن غزة ليُكمل ما يُفترضُ أنه دورُهُم!
فحسبنا الله ونعم الوكيل..
واللهم فرج عن عبدك الزبير أبي عبد الرحمن الغزي..
وفك اللهم بالعز أسرَه وأسرَ كل المظلومين في كل مكان..
24/6/2024
@abomoaaz83
بلغني قبل قلبل اعتقال الاخ الكريم الشيخ ابي عبد الرحمن الزبير الغزي ضمن مجموعة من طلبة العلم المعارضين، وأنا ضد اعتقال أصحاب الرأي ومن لهم سابقة في الإسلام وارجو من الإخوة المسؤولين في المحرر السوري ألا ينجروا لما لا تحمد عقباه، ولا يضيقوا صدرا بالمعارضة ويتركوا مجالا للصلح والحوار ويصلحوا الأخطاء التي ينتقدها عليهم من كان في صفهم ومن اشد المناصرين لهم.
Читать полностью…📝
بعد أكثر مِن 250 يوما مرّت على حربِ يهود ومِلَل الكُفر ضد الإسلام والمسلمين على ثرى أرض العزة (غزة) تلك البقعةُ الصغيرةُ العزيزةُ من ديار المسلمين= ها هو عيدٌ آخَر يَهِلّ علينا ونحن مرابطون صابرون محتسبون بفضل الله وحدَه، لَم يَعُد الموت والقتل والتدمير والدمار وحطام الدنيا والمعاناة لتوفير لقمة العيش واحتباسُ أمة محمدٍ عنّا تَرمُق أنينَنا وآلامَنا وتوَجُّعَنا في صمتٍ حزين= لم يَعُد هذا كلَّه يُشكلّ فارقًا في طعم مرارَته أكان وافقَ عيدًا أم كان في بقية أيام العام، المرارةُ واحدةٌ والألمُ كما هو، فكلُّ أيامنا باتت متشابهةً حدَّ التطابق؛ منذ طلوع الشمس حتى غروبِها، لدرجةِ أنّ الكثير منّا لَم يَعلَموا بِقُرب قدومِ عيد الأضحى إلا عندما قيل أنّ عشرَ ذي الحجة قد هَلّت ضيفًا عزيزا.
إنه لا يُدمي قلوبَنا في هذا العيد إلا نظراتُ الحيرة في وجوه أطفالنا الذين تأبى عقولُهُم الصغيرة أن تستوعبَ وتُدرِك حالًا كهذا، كيف يأتي عيدُ الأضحى دونَ فرحٍ وتزاوُرٍ وثيابٍ جديدةٍ، ودونَ أن يُضحِّي آباؤُهُم ودونَ أن يأكلوا اللحوم! والتي على كلِّ حالٍ لم يتذوقها أغلبُهم منذ بداية الحرب، عقولُ أطفالنا بالكاد قَبِلَت التعايش مع القصف والقتل والدمار، لكنّ فوات فرحة العيد مرةً أخرى أكبرُ منهم؛ مهما كَبِروا أعمارًا فوقَ أعمارِهِم في هذه الحرب.
لماذا أستمر في الحديث عن معاناتنا حتى في العيد؟! ولماذا هذه المقدمة ونيتي تهنئةُ المسلمين بالعيد؟!
لأنه واجبي؛ أن أذكّر مَن يقرأ مِنَ المسلمين ببقاء المأساة حتى لا يَألَفَ المسلمون مشاهدَ ألَمِنا، بل هو واجبُ كلِّ مسلمٍ أن يردّ الشاردين عن هذه المعركة ويُدخِلَهُم إلى حلبتها مرةً أخرى، لأنه لا يجوز أن تمرّ هذه الدماءُ والتضحيات دونَ تغييرٍ حقيقيٍّ في حياة المسلمين، تغييرٌ على مستوى الوعي على الأقل إن لم يَكن على مستوى الميدان؛ تمكينًا ونصرًا، فمتى ما وَعَت الأمةُ وعرَفَت كان هذا مؤذِنًا لنهوضِها؛ ثم نهضتِها بعد تحرُّرِها.
فكلُّ عامٍ وأمّتُنا الغالية بخير وفي خير..
كلُّ عامٍ وكلُّ مسلمٍ معنا بقلبه ونُصرَتِه بخير وفي خير..
تَقبّل الله طاعاتكم وأضاحيكم..
فافرحوا أمام أطفالِكم -ولو تَصَنُّعًا- إحياءً للسنة..
ولكن لا تَنشروا مظاهرَ فرحكم أمام أطفالِنا؛ لأجل مشاعرِ أطفالِنا وحياةِ قلوبِ أطفالِكم..
كلُّ عامٍ وشعبي وأهلي في فلسطين عموما وقطاع غزة خصوصا بخير وفي خير وإلى خير..
تقبَّل الله طاعاتكم وأضاحيكم..
فلقد قدّمتُم الأضاحي قبل الجميع من دمائِكم ودماء أطفالِكم..
وقدّمَ مجاهدونا -فخرُنا وعزُّنا- أضاحيهم مِن علوج يهود..
أما أضاحي العيد فلقد تَقبّلها اللهُ منّا بما نوَيْنا؛ ووقعَ أجرُها بإذن الله..
فصبرًا آل غزة فإنّ موعدَكم الفرج في الدنيا والجنة في الآخرة بإذن الله الذي نُحسن فيه الظن أنه لن يَحرِمَنا..
والحمد لله رب العالمين على كل حال..
15/6/2024
@abomoaaz83
📝
صـ [2/1]
كلما كتبتُ عن حالِنا في قطاع غزة ظننتُ أنّ ذلك كافٍ أن يوضِّح شيئا من الألم الذي نتجرّع مرارته؛ لمن يقرأون ما أكتب من إخواني المسلمين، فلا حاجةَ لتأكيد المؤكَّد، وذلك كي لا يَظهرَ حديثي كأنه حديثُ المتسخّط؛ أو يبدو حديثا مكرورا لا طائلَ منه! ولكن -وإن كانت قناتي صغيرةً- إلا أن أمانة الكلمة تجعلني أستشعر مسؤولية المعاودة لإيصال الصورة، أو بمعنى أدق شيئا يسيرا من الصورة، فهذا واجبي تجاه شعبي وأهلي، لكنّ حالَنا في قطاع غزة فاق القدرةَ على وصفِه، والتعبيرُ بالقلم يَقتُل الحقيقةَ أحيانا، فالألم شديد، والمعاناةُ في توفير أبسط مقوّمات العيش معاناةٌ شابَت لها مفارُق الشباب الفتِيّ، وأنا هنا لا أتحدّثُ عن القتل والقصف، فالموتُ أضحى معتادًا؛ وثقافةً نتعايش معها، حديثي هو عن الحياة التي لم تَعُد كذلك.
ومما يَزيد المعاناةَ معاناةً إحساسُ المسلمينَ الغزيين أنهم وحدَهُم، فهُم لم يعودوا ينتظرون مددًا بالسلاح والرجال، هذه أمانٍ أصبحت في حُكمِ أحلام اليقظة، أصبحت كذلك منذ مدةٍ طويلة، إنما حتى مساندةُ هذا الشعب المسلم المقهور بالمال بدأت هِمَمُ المسلمين فيها تَفتُر، رغم أن نصرةَ المسلمين لإخوانهِم الغزيين هي في حقيقتِها محاولةٌ لرفعِ إثم الخذلان عن المسلم المناصِر أكثرَ من كوْنها إعانةٌ للغزيِّ المقهور، وفداءٌ لنفسِ المناصِر ومَن يَعُول مِن بلاءات اللهِ القادمة؛ الآتيةِ على أمةٍ أعياها الوهن، لعلها تُعاود النهوض ولو بِسَوْط البلاء! فهذه الحرب تَدور لأجل المسجد الأقصى؛ ولأجل قضية المسلمين الأولى، ويَقوم فيها الغزيون مقامَ السور الواقي والجدار الحامي لأمة الإسلام جميعِها، وينوبُ قطاع غزة الصغير عن أمة الملياري مسلم في دفع فاتورة الدماء، فهي ليست "حربًا أهلية"، أو "نزاعًا على السلطة" أو صراعًا طائفيا" أو أيًّا من تلك المسميّات التي بَرَعَ في نَحْتِها خلال السنوات المنصرمة إعلامُ شياطين الإنس؛ للصد عن قضايا المسلمين الأخرى، هذه المسميّات لا يستطيع أحدٌ من المنافقين اليومَ أن يَرمي بها حربَنا هنا في قطاع غزة، وعليه لا عُذرَ لإخواننا المسلمين في التخلّفِ عن مدِّ الغزيين بما يستطيعون، ولستُ مبالِغًا لو قلتُ أنه على كل مسلمٍ اليوم أن يقاسِم إخوانَه الغزيينَ في قوت يومِه، بل لعلّ الفقيرَ لا يُفلتُ من إثم التقصير؛ إن قصَّر بما يستطيع، فرُبَّ درهمٍ سبَقَ ألف درهم.
والشيءُ بالشيءِ يُذكَر، فلقد كنتُ قد نشرتُ مستحثًّا إخواني المسلمين أن يشاركونا الأجر لنَبني مُصلّانا، فأرسلَ أهلُ الجود ما مكّنَهُم اللهُ من إرسالِه، جزاهم الله خيرا، وأخلَف عليهم خيرا، لكن لأن صفحتي تضم بضع مئاتٍ فقط فلَم نَجمع ما يُعيننا على إتمام الأمر، فأضَفنا مَبلغًا على سبيل الاستدانة من مالٍ آخَر؛ جاء أيضا تبرعًا لمصارِف أخرى، ريثما نجمع من المسلمين الغزيين أو إخواننا في الخارج لنَسُدُّ دَيْن المُصلّى، لكن حَبَسَنا عن العمل غلاءُ الأسعار الشديد، مثلا: تكلُفةُ الدقيقة الواحدة لعمل آلية التجريف (الجرّافة) وصلَت حوالي 10 دولارات بسبب الغلاء الرهيب للوقود؛ وذلك لنُدرتِه، ناهيك عن شُحّ "النايلون" الزراعي الذي يستخدمُه الغزيّون لتغطية ما يَعرشون للسُّكنى؛ ونحتاجُه ولا نجدُه للمصلّى، إضافةً إلى أنّ المكان الخالي بجانب أنقاض مسجدنا قد شغَلَه أحد النازحين من مدينة رفح بمحطةٍ لتحلية المياه؛ مع ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بها، حيث نقلَ محطّتَه كلها هناك هربًا من ويلات الحرب في مدينتِه، مما جعل الناس في القرية يَقبَلون الاستمرارَ في الصلاة حيث بدأوا بعد عودتِهِم إلى خان يونس؛ في مقابلِ بقاءِ محطة تحلية المياه التي جاء بها اللهُ إلى جانبِنا، في ظل معاناة أهل غزة جميعِهم للحصول على المياه؛ سواءٌ الصالحة للشرب أو مياه النظافة، وعموما لعلنا نُقِيم مُصلّانا في أصلحِ ظروفٍ يُيَسّرُها اللهُ عمّا قريبٍ بإذنِه، ساعتَها سننشُر توثيقا لِما وصلَنا وفيما وضعناه وماذا بقي لنا أو علينا؛ بعون الله تعالى.
يُتبَع صـ [2/2]
📝
صـ [2/1]
أول أيام العيد كان غريبا، تصنعنا الفرح لأجل أطفالنا، لكن الأطفال كانوا يعلمون أن العيد ليس هو الذي يعرفونه، لقد قبِلوا أن يأتي عيدُهُم دون أن يلبسوا ثياب العيد الجديدة، ودون أن يأخذوا "عيديّاتِهم"؛ لأنهم تأقلموا مع قلة المال في جيوب آبائهم، وقبِلوا أن يأتي عيدُهُم بلا تنزُّهٍ ولعبٍ وفرحٍ وتزاوُر، قبِلوا أن يكون يومُ العيد يوما من أيام الحرب، بالدمار والدماء والشهداء، قبِلوا ذلك بصمتٍ أبلغَ من قواميس الكلمات.
يومُ العيد كانت المشاعر فيه غريبة بشكل لا يتكرر في الحياة مرتين، هناك شعور بالراحة بعد الرجوع إلى المناطق التي انسحب منها الكافرون، راحةٌ فوق الأنقاض! نعم، راحة غريبة بعد ترك الخيام في رفح والعودة إلى الخيام في خان يونس، لم تكن الراحة تخص الأبدان، فالتعب كان كبيرا، بين رفع الأنقاض والبحث عما بقي صالحا من متاع، ثم البحث عن متّسعٍ لدى الأقارب -ممن سلِمَت بيوتُهم كليا أو جزئيا- ليأوي إليه من تهدّم بيتُه، وما أكثر هؤلاء وما أقلّ مَن سلِم، وبين البحث عن المياه ونقلها من مسافات بعيدة فوق الطُرق المدمرة، ثم البحث عن مصادر للطاقة الشمسية هنا أو هناك لشحن بطاريات الإنارة الضعيفة التي اعتادتها عيوننا الذابلة، وأشكالٌ عديدة من المعاناة، منها الانقطاع عن الأخبار بسبب انقطاع الانترنت إلا ما يتسامعه الناس فيما بينهم، حتى أن ما أنشرُه الآن يستلزم الخروج من المدينة للبحث عن اتصالٍ بالانترنت لنشرِه، ومع ذلك شعرنا بنوع غريب من الراحة عند العودة إلى مناطقنا رغم المعاناة والدمار الشديد.
ومن الغريب أيضا أنّ الناس عندما تلتقي تُصبّر بعضها بالسؤال عن أعمدة المنزل الاسمنتية: هل لازالت قائمة؟ أم أن المنزل كله قد سُوّيَ بالأرض؟ فإن كانت الأعمدة قد سلِمَت فإنّ التهنئة بذلك واجبةٌ، مع إظهارِ ابتسامةٍ تتصنع الفرح، فهذا يُعدّ نعمةً يجب أن يَحمد اللهَ عليها صاحبُها، لأنه يستطيع أن يلُفّ الحوائط المدمرة ببعض الحجارة المتناثرة بسبب الدمار، يَرُصّ الحجارة رصًّا دون بناءٍ بالأسمنت؛ لعدم توفره وغلاء سعره، ثم يأوى إلى بيته المدمر بلا أبوابٍ أو نوافذٍ أو أيٍّ من التمديدات اللازمة للحياة الطبيعية داخل المنازل، المهم أنه قد وَجد حوائط تستره بدلا من الخيام.
ومن الغريب أيضا أننا "تعايشنا مع الموت وأصبح جزءًا معتادًا في حياتنا" وأظن القارئ يقرأ العبارة لكن لا أظن أن معناها الذي نريده قد وصلَه، فالحياة التي نحياها شيءٌ والتعبير عنها شيءٌ آخر تماما، لأنني أحس أحيانا أن الكلمات مجرد قوالب مصمتة لا روح فيها ولا معنى! هناك معانٍ لا تستطيع كلمات اللغة أن تَحملها! أو هكذا أظن، وإلا كيف يمكن التعبير عن هذا المشهد:
الصاروخ ينزل من السماء بحيث نسمعه وهو يَشق الهواء شقًّا؛ ثم نرى أعمدة الدخان تتصاعد من بعيد، ثم ندعو بالرحمة لمن قُتلوا الآن، فقط لا أكثر ولا أقل، ومباشَرةً نكمل مشاغلنا كأن شيئا لم يكن، حتى السؤال عن طبيعة الهدف لم يَعد يُطرح، لأننا لا نملك ترف السعي لانتشال مَن قُتلوا، بل هم سعداء الحظ إن قُتلوا وماتوا ولم يَبقوا أحياءً تحت الأنقاض، فهذا أسوأ مصير يمكن أن يواجهه من سقط بيتُه فوق رأسه! لذا فإننا لا نملك لهم شيئا أحياءً أو أمواتًا، الجيران فقط مع سيارات الإسعاف المهترئة والدفاع المدني -إن توفر في المنطقة- هم من يتكفل بالانتشال أو الإنقاذ، فإما أن ينجحوا أو يَكتبوا على الحجارة المدمرة "هنا يرقد فلان وفلان تحت الأنقاض" ويا رباه ما أشد الألم لو كانت العبارة "الطفل فلان والطفل فلان تحت الأنقاض"! ثم ينتهي المشهد المعتاد هكذا، فقط يصبحون أرقاما جديدة في نشرة أخبارٍ جديدة، وننتظر نحن دورنا لنأخذ مكانا بين الأرقام.
لكن بعض المعاناة لا يستقيم أن نجد معها ذلك الشعور الغريب بالراحة، وأعني معاناة غياب المساجد، فحتى اللحظة لا أعلم أنّ مسجدا بقي قائما في خان يونس، وشدةُ الدمار مع صعوبة إزالته مَنعت من الإسراع في تهيئة أماكن في العراء للصلاة فيها، فضاعت علينا صلاة العيد؛ وأول جُمعةٍ بعد العودة، بل لم نكن نسمع الأذان في الأيام الأولى إلا أصواتًا بعيدة هنا وهناك، ممن تبرع أن يعتلي الركام وينبه المسلمين لدخول وقت الصلاة، وأصبح جلّ اعتمادنا على الساعة، وفي قريتي التي تضم الآلاف لا يوجد حتى اللحظة أيُّ مُصلّى، وها أنا ذا أكتب بعد صلاة الجمعة الثالثة مباشرة؛ والتي صليناها في مكانٍ صغير استطعنا التجمع فيه للصلاة، يأتي كل واحدٍ منا بفِراشه معه ويفترش الأرض، ويَخطب الخطيبُ الجمعةَ بسماعة أحد الباعة المتجولين، ويسارع في خطبته وهو يتحدث عن الصبر والاحتساب؛ بسبب حر الشمس وعدم التمكن من الجلوس بأريحية فوق الحجارة الصغيرة المتناثرة، ثم نغادر وعيوننا شاخصة حزينة تتحدث عن حالنا.
يُتبَع صـ [2/2]
ماذا فعلت الحرب في غزة؟:
خرجت صباح اليوم (السابع والعشرين من رمضان) إلى مربع مجمع الشفاء ومجمع أنصار (المنطقة التي دخلها اليهود مؤخرا في التاسع من رمضان، وتحولت إلى منطقة عسكرية مغلقة، ووقعت فيها الفظائع والأهوال مما شاهده وسمعه كل أحد).
تقرؤون في كتب التاريخ والسير وحوادث الدهر قولهم فيما يقع في البلاد من تخريب وإفساد: هذا شيء يجل عن الوصف، أو لا يوصف، أو تشيب له الولدان ونحو ذلك مما يجيء على هذا المعنى.
الذي وقع في غزة أكبر وأجل من ذلك، ومهما افتن المصورون والمراسلون في نقل المأساة والإبانة عنها فإن الواقع أشد من ذلك، وما كل شيء يوصف ويعبر عنه.
صارت أخبار الموت والقصف والدمار والاجتياحات كأخبار السلع والعملات مما يتلقفه الناس في الصباحات والأماسي.
يأتي الرجل نعي ولده أو والده أو أخيه فيدفنه (إن استطاع ذلك، فإن الدفن اليوم في بلادنا عزيز) ثم يمضي لسبيله باحثا عن لقمة خبر أو شربة ماء لصغاره.
لا وقت هنا للأحزان والبكاء والدموع.
يقصف البيت على أهله فيموت نصفهم تحت ركامه وينجو البقية في ناحية من البيت لا يستطيعون استخراج من مات تحت ذاك الركام.
تخيلوا أن مصاب آلاف الناس ليس في الموت، بل في العجز عن دفن موتاهم.
هنا طحن الناس العلف والتبن والشعير وطعام القطط والعصافير ليسدوا جوعتهم.
هنا دمرت البيوت والمساجد والمقابر والمشافي والمدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات والوزارات والشوارع... وماذا؟ دمر كل شيء، وعدنا من حيث بدأنا.
هنا تقصف مجمعات فيها ألوف البشر وتخر عليهم بيوتهم للشك في وجود مطلوب بينهم، ثم يتبين أن لم يكن في المكان أحد.
هنا يذهب الناس لجلب الطحين لصغارهم فتطحنهم آلة الموت وتفرمهم عجلات الشاحنات.
هان الموت وهانت الحياة، وذلت نفوس كانت أعز من شم الجبال، ومدت أياد كانت أسخى من الريح، وتشرد من كان ملجأ للناس ومعاذا.
هنا تسحق أسر وعائلات كاملة لا يبقى منهم أحد، أو ينجو من يلتاع بحسرته ويجتر همومه وأحزانه طيلة حياته يود لو قضى مع أهله.
هنا تترقب الموت أو يترقبك، وتلحقه أو يلحقك، وتجلس في بيتك أو خيمتك لا تدري ماذا يفعل بك.
هذه نفثة صدر، وزفرة ألم من قلب الموت والألم والخذلان.
على أن في أكثر الناس بفضل الله ثباتا وصبرا ومواساة ويقينا بموعود رب العالمين في كشف الغمة، وتفريج الكرب.
يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت، برحمتك نستغيت، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
📝
إلى كل مسلمٍ في الشعب الأردني الأبي..
والله أن لمظاهراتكم العارمة أثرا في نفوس المسلمين المكلومين هنا في غزة وددتُ لو أنكم جميعا لمستموه ورأيتموه..
لقد جاءت غضبتكم بعد أن وصلنا إلى قناعةٍ أننا وحدنا، وأن الأمة قد تم تكبيلها عنا، فجاء كسر القيود منكم قبل سِواكم من بقية الشعوب التي ننتظر مسارعتها للحاق بكم..
إخواننا.. باختصار ودون إطالة: كلما زادت مظاهراتكم قوةً في الشارع كلما اقتربنا من انتهاء الحرب، أي نعم والله وبلا مبالغة..
هل تعلمون أن أثر مظاهراتكم يَفرضُ نفسه بقوة على المفاوضات في الدوحة والقاهرة؟!
هل تعلمون أنكم تُعِينون المفاوض الفلسطيني ليتحصل على شروطه التي يَنحتها الزمن كلما طال أمد الحرب؟!
نعم.. أنتم الآن تُعجّلون في إبرام الصفقة التي سَتكون بإذن الله البوابة لإنهاء هذه الحرب المميتة، والشرط الذي بقي عالقا هو عودة أهل شمال القطاع إليه، والعدو يرفض ذلك ليفرض واقعا سياسيا كارثيا ما بعد الحرب، والمفاوض الفلسطيني تمسك بهذا الشرط رغم مرور أكثر من شهرين على هذه المفاوضات، لأن عودة أهل شمال القطاع إلى مناطقهم سيَكسر أهداف الحرب السياسية وينهيها بعون الله..
فاصبروا وصابروا في مظاهراتكم ولا تعودوا إلى بيوتكم الآن، فنحن فقدنا بيوتنا وأصبحنا نعيش في الشوارع، فما تصبرون عليه أهون بما لا يقارن بما نحن صابرون عليه، فقدموا لنا شيئا بعد نصف عام من الدمار والدماء وأمتنا محبوسةٌ عنا بلا حراك!
وليت كل مسلمٍ يقرأ هذه الكلمات التي كتبتُها بداية الحرب (اضغط هنا) ليعرف أن تأخُّر أمتنا عن الغضب لأجلنا قد كلفنا الكثير الكثير، كلفنا آلاما وأوجاعا ودماءً، كلفنا حياتنا التي انقلبت رأسا على عقب، والحمد لله على كل حال..
استمروا أيها النشامى وحرضوا كل المسلمين في الضفة الشرقية..
الله الله في نصرتنا يا إخواننا، فلقد ضاقت علينا بما رحبت..
كونوا نَصر الله لنا، فلسنا نرجو سواه، إنما نتمنى لكم أن تشاركونا وتكونوا أول الغيث..
30/3/2024
@abomoaaz83
📝
أنصح كل مسلم أن يحافظ على هذا الدعاء: ( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحوُّل عافيتك وفُجاءة نقمتك وجميع سخطك )
فلقد عشنا زوال النعمة وتحول العافية فجأةً دون مقدمات، وإنّ ما حلّ بنا كان ابتلاءً لأقوامٍ وبلاءً لآخرين، فالذي رضي واستسلم لقضاء الله وقدَره كان المصاب في حقه ابتلاءً، ومن تسخّط واعترض وتذمّر أضاع أجره وأصبح أسيرا لبلاءٍ لن يُرفع إلا بتوبة.
لقد كنا في نعمةٍ لعلنا لم نُحسن شُكرها، وكنا في عافيةٍ تعاملنا معها كأنها شدةٌ ولئواء، وسوادُنا الأكبر اليوم في قطاع غزة يتمنى أن تعود تلك الأيام التي بتنا نراها نعمةً عظيمة.
ولستُ أقول ذلك جزعا عياذا بالله، إنما نصحا للمسلمين، ليعرفوا نعماء الله عليهم؛ ويَعرفوا لربهم حقه في الحمد والشكر، أما نحن فلقد رضينا بما قدّره الله، وننتظر الفرج منه جل جلاله، ورضينا عنه سبحانه ونسأله أن يرضى عنا.
ويكفينا أن كنا سببا في إساءة وجوه يهود؛ بما فعله مجاهدونا، وبصبرنا على أرضنا إلى الآن؛ نرجو ثواب الله وحُسن العاقبة، وأن يعوضنا ربنا خيرا في الدنيا والآخرة.
والحمد لله رب العالمين على كل حال..
26/3/2024
@abomoaaz83
📝
قبلَ هذه الحرب التي أحرقت قلوبَنا قبل واقعِنا وحاضِرِنا كنتُ أستشهد على إجرام جيشِ مشركي النصيرية في الشام بأننا في فلسطين مرّت علينا أجيالٌ ولم نسمع أن يهوديا اغتصب مسلمة، وعن نفسي وأنا في العقد الخامس من عمري لم أسمع بذلك، في حين فعلَها "محور المقاومة" وتحديدا مشركو النصيرية مرارًا وتفاخروا بذلك جهارًا!
واليوم تَخترق قلوبَنا المكلومة كالسهام أخبارُ اغتصابِ أخواتنا العفيفات الطاهرات في مدينة غزة! فلقد وصل عدوُّنا الكافر إلى مرحلةٍ كَسر فيها السور الذي عَجز عن خدشه عقودًا من الزمن!
ولازلتُ مقتنعا أننا في غزة قد أدينا فوق ما علينا، ولن نُسأل عن تقصير أو تفريط بإذن الله، وكذا أمتُنا المكبلة بقيود الطواغيت المرتدين وجيوشِهِم، لأن الأمة لن تتحرك بلا قادةٍ يقودون الجموع، وهؤلاء القادة هم قادة الأحزاب والجماعات والتيارات مع العلماء والوجهاء والمبرزين، الذين يَملكون تحريك ملايين المسلمين في ساعات معدودة نحو الشوارع والميادين غضبا ونصرةً لنا، لا أقول تحريك الجموع للقتال، بل للتظاهر والصراخ، ومع ذلك عجِزت هذه "النخب" أن تفعل ذلك، بل جبُنَت أن تفعلها، فمنهم أُتِيَت غزة واختُرِقت حصونُها، فيا ويل من سيقف بين يدي الله بهذه الأحمال والأثقال!
23/3/2024
@abomoaaz83
📝
أيها المسلمون: سارعوا إلى نصرة غزة قبل فوات الأوان؛ وتخليص أنفسكم من إثم خذلانها، ودَعوكم من بائعي الوهم..** مقال منشور ضمن العدد 59 لمجلة بلاغ الشهرية
صـ [2/1]
قبل أيام نشرتُ عن خطورة ترك غزة بعد الحرب نهشا للأنظمة العربية والأعجمية التي ستعمل على زيادة الخنق والتضييق على المسلمين الغزيين لدفعهم إلى الهجرة القسرية في ثوب الهجرة الطوعية، عندما لا يتمكن الغزيون من إصلاح ما أفسدته آلة الدمار اليهودية، فلا مقومات للحياة في قطاع غزة، فلقد دمرت يهود كل ما استطاعت تدميره لكي تصبح الحياة في غزة قطعة من العذاب، دمروا الطرق والمؤسسات العامة والمنازل الخاصة وقطاع التعليم وقطاع الصحة وشبكات الاتصالات والصرف الصحي وتغذية المياه والكهرباء وكل ما أمكنهم تدميره.
وقلتُ أن أغلب من احتككت بهم يتحدثون عن الهجرة خارج غزة حال تمكنهم من ذلك، هربا من جحيم المعاناة ما بعد الحرب؛ التي توشك أن تضع أوزارها مرحليا، وحذّرتُ المسلمين من خطر ترك الغزيين يواجهون هذا المصير، وأنه يتعين على المسلمين أفرادا وجماعات أن يتفكروا في وضع الخطط لإمداد الغزيين بأسباب الثبات على أرضهم دون انتظار المشاريع الرسمية لإعادة الإعمار، لأن دول العالم بما فيها الأنظمة العربية ستضيّق الخناق وتطيل أمد الإعمار لتتحصل يهود على ما تصبو إليه من تهجير للمسلمين.
ولقد نقلتُ ما رأيتُه وسمعتُه مما بات حقيقةً واقعية لا يجادل فيها إلا جاهل بالواقع أو منتفع مدلّس، وفعلا لم يصبر بعض المنتفعين فثارت ثائرتهم في محاولة لإظهار تحذيري في ثوب تشويه أهل بلدي! هؤلاء الذين لا يتقون الله لا يتورعون أن يطمسوا معاناة الناس في غزة لكي تَسلم الصورة الملائكية الحالمة التي يريدون أن يرسموها عن مجتمعٍ فيه مئات الآلاف؛ ما بين ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات؛ كحال سائر المجتمعات البشرية، يريدون أن يدفنوا المعاناة التي نحياها في غزة لكي يصنعوا حالةً مجتمعية لم تكن في مجتمع الصحابة رضي الله عنهم ولعن الرافضة الذين يلعنونهم.
ومن قبيح ما وجدتُ هؤلاء يتهمونني به أنني "أتسول المسلمين" بكلامي هذا! وهذه الطعون والتنقيب في القلوب من رقة ديانتهم حسبي الله عليهم، ويعلم الله أنني منذ بدء هذه الحرب أوصلتُ ما يقرب من مليون شيكل إلى مصارفها التي جاءت لأجلها، حتى ما أُرسِل مخصوصا لي ولأهلي أنفقتُ أغلبه على غيري، ولم أترك منه شيئا، وكان هذا مرةً وبعدها مَن تواصل يريد أن يرسل لي شخصيا أعتذر منه بلباقة وحياء، رغم حاجتي ومن أعُول؛ خاصة بعد هذه الحرب التي قُصِف خلالها بيتي وتحول مصدر رزقي إلى كومة أحجار، ورغم كامل قناعتي أن هذا واجب على المسلمين لا منة فيه؛ وثمن يسير جدا يشاركنا به المعركةَ مَن أراد مِن المسلمين أن يرفع عن نفسه إثم الخذلان، وكل من سألني عن طريقةٍ لدعم أهل غزة وضحتُ له السُبل المتوفرة دون أن أوجهه إلى نفسي، ومن أراد أن يرسل عن طريقي أستفسر منه عن المصرف الذي يود أن تكون فيه أموالُه ثم أعطيها لمن يقوم على ذلك ممن أعلم أمانتهم، ولا أتصرف فيها من تلقاء نفسي، وأقول هذا من باب "على رسلكما إنها صفية" بعد أن حاول من لا يتقِ الله أن يرميني بما كان غارقا فيه، وأعتذر من قراء المجلة ومتابعيّ على قناتي أنني أقحمتهم في مثل هذا، لكن قديما قالوا إن لصاحب الحق مقالا.
إن المسلمين في غزة كسائر البشر، لحم ودم وعظام، يتعبون ويتألمون ويُحسّون بالوجع والقهر، ويبكون ويخافون ويتمنون الخلاص من الحرب والدمار، ليسوا كائنات خارقة أو ماكينات فائقة! ولا يقدح هذا في صبرهِم ورباطهِم وثباتهِم كما يحاول المدلسون أن يفعلوا، فنماذج الصبر الفريدة التي رآها العالم موجودة؛ في غزة وسائر بلاد المسلمين، وستبقى بعون الله، لكن هل هذا يعني أن الجميع على نفس درجة الصبر؟! هل يجب أن نَبقى نكتم آلام شعبنا لكي نعيش وهم المجتمع الملائكي؟! إن الذي يفعل هذا عاقٌّ لبلده وشعبه، والمصيبة أنه يطمس آلام الغزيين عن الأمة التي ما فتأ يهاجمها جمعاء؛ ويتهمها بالتخاذل والركون والسكون!! يعني يستسهل الطعن في أمة الإسلام جميعها بسبب تخاذلها في نظره وفي المقابل تنتفض فرائصه ويرمينا بكل نقيصة ظلما وافتراءً وبهتانا وعدوانا بغير حق عندما ننقل بصدقٍ بعض معاناة شعبنا؛ لنحذر الأمة من مغبة استمرار تركنا دون نصرة حقيقية! وحجة هؤلاء ذوي القلوب المريضة أننا نشوه الحالة الطهرية! فأي تناقضٍ هذا الذي يستطيعه أمثال هؤلاء! لكن من تعوّد التلوّن والتنقل بين التنظيمات والتيارات بحثا عن مصلحته لن يرى ذلك من نفسه، والموعد بين يدي الله لا سامحهم الله.
يُتبَع صـ [2/2]
📝
صـ [2/2]
فماذا سيفعل الناس بعد الحرب أمام حرب المعاناة هذه؟! والمتوقع أن تسهّل يهود أمر السفر والهجرة؛ لكي يخرج الناس قسرا في ثوب الهجرة الطوعية، فلا يوجد مقوماتٌ للحياة حتى اللحظة إلا في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة وفي غرب المحافظة الوسطى؛ وليس كلها، فهل سينتقل 2 مليون ومئتي ألف مسلم إلى هذه المناطق الصغيرة! وهم أصلا كانت تضيق عليهم غزة كلها قبل الحرب! هذا إن بقيت هذه المناطق ولم تلفحها نار أحقاد يهود، والظن الأقرب إلى اليقين أن يهود بالتواطؤ مع خونة العرب سيمنعون إعادة الإعمار، أو سيعيقون تنفيذه لسنوات على الأقل، لذا على من يريد أن يعيد بناء منزله المهدم أن لا ينتظر دوره في أي مشاريع "رسمية"، لأنها ستطول وتطول؛ هذا إن تم الاتفاق عليها أصلا، وعلى المكلوم أن يبدأ بنفسه لإعادة إعمار بيته، هذا لمن يملك المال، أما من لا يملكون وهم الأغلب فالمشهد أمامهم قاتم! فهل يستطيع الذي يريد أن يصبر ويبقى أن يتهم الذي يريد أن يخرج ويهاجر هربا من معاناةٍ لا نعلم متى تنتهي؟! فالناس موجوعة أشد الوجع، وأحاديث الصبر مع توفر فرصةٍ للخروج قد لا تقنعهم، خاصةً وهم يرون بقية بلاد المسلمين تعيش "حياةً طبيعية"!
فكيف يمكن أن نواجه هذه المعضلة؟ ما هي الآليات التي يمكن أن يفعلها المسلمون ليَثبُت المسلمون في قطاع غزة على أرضهم؟ لأن خروج الغزيين من غزة معناه تصفية القضية الفلسطينية برمتها إلى سنوات طويلة قادمة، وربما كان ذلك خطرا على بلاد المسلمين كلهم إن سقطت غزة، بل هذا الأقرب، فغزة ومن فيها أصبحت حصنا للمسلمين كلهم في كل مكان، تعاني غزة وتألم وتُكلَم لتنجو أمة الإسلام، وعليه فالخطر إن هاجر المسلمون من غزة ليس محصورا على القضية الفلسطينية فقط، وهي دعوةٌ ليستشعر المسلمون الخطر المقبل كما يستشعر أصحاب القلوب الحية منهم المعاناة القائمة مع أهل غزة، ودعوةٌ للتفكر والتفكير الفردي والجماعي لمواجهة تداعيات ما بعد الحرب، أو الحد منها على الأقل إن لم نتمكن من منعها، فالدول والأنظمة لا رجاء ننتظره منهم، وعلى المؤسسات والجمعيات والجماعات والتيارات أن تضع خططا عاجلة لمواجهة هذه التداعيات الخطيرة، وهذا أقل ما يقدّمونه بعد أن عجزوا عن تقديم دورٍ مؤثرٍ للمشاركة في هذه الحرب مع إخوانهم المسلمين في غزة.
والحمد لله رب العالمين على كل حال..
6/3/2024
@abomoaaz83
📝
150 يوما مرّت ولا زلنا تحت نيران عدوّنا المميتة..
150 يوما مرّت على أكثر من 2 مليون مسلم رأوا فيها من المآسي والابتلاءات ما لو صُبّت على جبالٍ لدكّتها..
150 يوما تخطّفتنا فيها الظنون أننا قد نكون أُخِذنا بذنوبنا، وزاغت فيها الأبصار حتى تاهت بحثا عن الفرج، وبلغت القلوب الحناجر وكادت تفارقها..
150 يوما تركتنا فيها أمتنا الغالية أمة الملياري مسلم حتى وصلنا إلى أن نشهد موت أطفالنا جوعا أمام عيوننا الذابلة دون أن نملك لهم شيئا..
إن الكثير من المعاني والخواطر محبوسة على اللسان، ماذا لو لم نكن وحدنا؟! هل كنا سنصل إلى كل هذه الأيام التي مرّ كل يوم منها كأنه شهر كامل من شدة الألم والوجع والخوف والجوع!
لا أنفي أنني قد وقعت ضحية التعب والألم والوجع، فتقاذفتني الظنون وتقلّبتُ فيها، خاصة كلما رأيت الأطفال الجوعى وهم يبكون، أو سمعت أنينهم من شدة البرد داخل الخيام، أو رأيتهم في أحضان أمهاتهم يرتعدون خوفا، أو رأيتهم هلكى بجانب آبائهم الباكين! الأطفال كانوا ولازالوا نقطة ضعفي الأكبر، أتألم لأجلهم فوق الألم، وأتوجع فوق الوجع!
لكن الحمد لله رب العالمين..
الحمد لله حتى ينقطع النفس..
رضينا بما قدّره الله ونسأله رضاه..
كلما تذكّر المرء عظيم الأجور سكنت نفسه وهدأت واطمأنت، وكلما تذّكر المرء حكمة الله الواسعة عَلِم أنّ ما نحن فيه رحماتٌ في ثوب الابتلاء، وأن القادم خيرٌ للمسلمين جميعا بإذن الله الذي وعد عباده بالنصر؛ ووعدهم أن لا يجعل للكافرين عليهم سبيلا..
ولو كنتُ أملك أن أقول سامَحنا أمة الإسلام لفعلت، لكن أملك أن أفعلها عن نفسي، فلقد سامحتُ كل مسلم رجاء الأجر العظيم..
ثم الحمد لله على نعمة الجهاد والرباط..
الحمد لله على نعمة المجاهدين، فالمجاهدون نعمة حُقّ لنا أن نشكر الله عليها، فوالله لو أن الأمة صنعت لكل مجاهد قصرا من العاج ما وفّته حقه عليها..
المجاهدون الآن في الميدان لا زالوا يجاهدون بعد 150 يوما دون أن يَصلهم أيّ مددٍ أو نصرة، يقارعون جيوشا جرارة مدججة بكل أنواع الأسلحة الفتّاكة التي تُمدّهم بها دول العالم الظالم عربا وعجما!
فهل تتخيل ذلك أخي القارئ؟!
هل وقفتَ وتأملتَ هذه الكرامة؟!
هذه كرامةٌ معايَنةٌ مشاهَدةٌ أمام الكرة الأرضية بمن عليها من المسلمين والكافرين، تزيد المؤمنين إيمانا والكافرين المعاندين كفرا..
أمّا كرامات الميدان التي لا تراها الأمة فلو حَدّثتُ ببعضها مما عرَفتُ لكُذّبتُ، وأَعذر في ذلك أشد العذر..
إنّ إيماننا بالجهاد كان وسيبقى أنه الطريق الذي فيه عز الأمة، ولا سبيل سواه لتتحرر أمة الإسلام من قيودها وتنفك عنها، ولا نحتاج في ثغورنا إلا لقادةٍ حكماء مرجِعُهُم العلماء، يَحملون هذا الإيمان ويطبقونه مع جنودهم على أرض الواقع؛ في فلسطين وسوريا والصومال ومالي وأفغانستان واليمن وغيرها من ثغور العز والجهاد..
فاللهم أعز الإسلام بكتائب القسام..
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في غزة جميعا، انصرهم وأعز بهم دينك وانتقم من عدونا وعدوك..
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان..
اللهم ارزقهم من يقودهم بكتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم..
اللهم وارزق القادة الصالحين البطانة الصالحة..
4/3/2024
@abomoaaz83
📝
لا أعلم ماذا أقول؟!
فعلا لا أجد تعبيرا عن حالنا في قطاع غزة!
بل والله لا أجد قُدرةً على الكتابة!
أكتب وأنفاسي متقطعة، وقلبي يخفق بشدة وبلا رتابة، والدموع تقف في حدقات عيناي وتتفلت دمعة دمعة لشدة الألم في صدري!
هناك كلام أحس أنني أريد التعبير عنه لا أعرفه!
التعب فاق الاحتمال، والظنون تتخطفُنا ولا يوقفها إلا تذكُّر أننا مسلمون وعدوُّنا كافر!
فقط!
أحيانا نشك أننا أُخِذنا بذنوبنا، فنتذكر فجأة أن ذنوبنا ليست تساوي ذنب كفر عدونا.
تحاصرنا مشاهد الألم الذي يطاردنا في كل زاوية وناحية ولحظة!
فلا مهرب ولا مفر.
وأشد أنواع الألم تلك التي تتعلق بأطفالنا.
أقساها وأشدها ضراوة فعلا!
لا تفارقني صورة الأب الذي يحمل طفلته المقتولة ليتلقط معها آخر صورة!!!!
تؤذيني وتقتلني مرات ومرات!
والدموع أمامها لا تعرف موقفا مناسبا!
وهذه الصورة بالأعلى للبراءة المتحللة نشرتها دون أن أراها جيدا.
حجبني عنها ضعف قلبي واهتزاز الصورة من أثر الدموع!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم رحمتك يا إلهنا.
انقطعت أسباب الأرض ولا نجد إلا أسباب السماء.
اللهم عجّل يارب عجّل..!
📝
صـ [2/1]
بينما أتابع -كلما سنحت الفرصة- مشاهدَ العز والجهاد التي ينشرُها يوميا إخواننا المجاهدون في قطاع غزة وعلى رأسهم كتائب الشهيد السوريّ عز الدين القسام= تابعتُ أيضا إصدارًا لإخواننا المجاهدين في اليمن "أنصار الشريعة"، الذي تمّ نشرُه تحت عنوان 《سهام الحق 3》تجدونه على هذا الرابط: (اضغط هنا).
ولقد جال بخاطري عددٌ من المعاني والخواطر، سأحاول أن أقتبس شيئا منها؛ وأبُثّها في هذه الأسطر.
- أولُّ هذه الخواطر أن الجهاد في سبيل الله هو السبيل الوحيد الأوحد للتحرر من ظلم الظالمين؛ كفرةً ومرتدين، وهو السبيل الوحيد الأوحد لنيْل التمكين وتحصيل الأمن والأمان تحت ظلال الإيمان، وهذه حقيقةٌ لن يجادل فيها تقيٌّ ذو بصيرة، خاصةً بعد غزوة طوفان الأقصى المباركة التي كشفت وجلّت الحقائق بلا تزييف، تلك الحقائق التي كان ينادي بها المجاهدون منذ زمن بعيد، دُون أن يَسلموا من الطعن في دينهم، لتدورَ الأيام ويتبين اليومَ صِدقُهم، وإن شئتَ أن تستزيد أخي القارئ من هذه الحقائق التي باتت كالشمس في رابعة النهار فاقرأ هذا المنشور السابق: (اضغط هنا).
- ومما جال بخاطري هو حجم المعاناة التي يلاقيها مجاهدو قطاع غزة، ففي الإصدار المذكور آنفًا رأيتُ إخواننا المجاهدين في اليمن يتحركون بأريحية لا تتوفر لمجاهدي غزة، ففي اليمن يتجمع المجاهدون في مكان واحد قبل المعركة، ويستمعون إلى كلمةٍ تحريضية، ثم يتحركون سويةً، ويَقتحمون سويةً، ولا يَجدون مِن فتنة بارقة السيوف إلا أزيزَ الرصاص مِن حولِهِم، وكذا الحال إن قصفوا عدوّهُم بقذائف الهاون، يَنصبون المدفع، ويُطلقون القذائف واحدةً واحدة؛ وهُم يُكبّرون، أما نحن هنا في غزة يرتقي شهداؤنا وهُم يحاولون الوصولَ إلى مكان الإطلاق، وإن وصلوا قد يرتقون وهُم يَنصبون المدفع، وإن استطاعوا نَصب المدفع قد لا يُطلقون إلا قذيفةً ولا يتمكنون من تكرارها، حتى بات عُرفًا بين المقاتلين: أنّ "القذيفة الأولى لك والثانية عليك"، ولو استطاع المجاهدون الإطلاق بنجاح فأحيانا لا يتمكنون من الإنسحاب بسلام، وقد لا يتمكنون من ذلك إلا بترك مدفعِهم لمجموعةٍ أخرى تحاول الوصول إليه واستردادَه بعد استعمالِه؛ إن كُتب لها العودة، وبطبيعة الحال لا أقول ذلك تقليلا من جهاد إخواننا مجاهدي أنصار الشريعة في اليمن، أسأل الله أن ينصرهم، إنما لتوضيح مدى صعوبة القتال في قطاع غزة، لكي تَعرِف الأمة حجم ما يلاقيه مجاهدوها هنا في هذا القطاع الصغير المحاصَر الذي يقاتِل عن الأمة جمعاء، ومن شاء أن يقرأ شيئا من فصول الصعوبة التي تلامس المستحيل فليقرأ هذا المنشور السابق: (اضغط هنا).
- ومما تأمّلتُه عندما شاهدتُ الإصدار هو محاولةُ إخواننا المجاهدين وصفَ الأعداء بـ"المرتزقة"، في محاولةٍ منهم لعدم تنفير المسلمين البسطاء -وهُم السواد الأكبر- من أحكام الرِّدة، وهذا مما يُحمَد للمجاهدين، ولكن إلى متى ستَبقى الأمة مغيّبةً عن هذه الأحكام؟! لقد كانت غزوةُ بدرٍ أولُّ معركةٍ في الإسلام فاصلةً قاطعةً، قُطّعت ومُزّقت فيها كل أواصر الإخاء المزعوم، أُخوّة الرحم، وأُخوّة النسب، وأُخوّة الوطن، وأُخوّة المال والتجارة، ولم تكُن في الساحة إلا أُخوّة الإيمان والتوحيد، ولم يَقف الصحابة عند تلك الأواصر، ولم تُعِقهُم في قتالِهِم، وبعضُهم كان حديث عهدٍ بالإيمان، فإلى متى ستبقى الأمةُ اليومَ غائبةً مغيّبةً عن معرفةِ عدوّها؟! فإنه قد طال ليل المجرمين المرتدين، ولو ضربنا مثالا واحدًا يوضح جريرة هذا التأخر في مواجهة أعدائنا من بني جلدتنا لعلِمنا عِظمَ ما تقترفُه أيدينا في حق بيت الله المسجد الأقصى، وأعني بقاءَ حُكّام الضفة الغربية في أنظار الناس أصحابَ "مشروعٍ سياسي وأهدافٍ وطنية"، وإن تحدّثَ البعض عن خيانتِهم ترددوا في تقبُّل ضرورة مواجهَتِهِم ومنابذَتهِم، وإن اقتنعوا بذلك جَبُنوا أن يَذكروا ويُذكّروا به؛ حتى لا يُتّهموا في دينهم ويوصَفوا بأوصاف التشدد والغلو! وهكذا يستمر مسلسل الخيانة والرِّدّة في الضفة الغربية، ويستمر أعداءُ الله يهود في جني ثمار جُبننا عن توضيح الواضحات، ولكي تَعرف أخي القارئ خطورة الضفة الغربية على يهود وكيف يَعمل فيها الخونة العلمانيون الفلسطينيون لكي تَأمن يهود= اقرأ هذا المنشور السابق: (اضغط هنا).
يُتبَع صـ [2/2]
📝
أيها المسلم الغيور: لا تجزع..
رسالةٌ مِن أخيك الغزيِّ مِن تحت أحزمة النار..**مقال منشور ضمن العدد 56 لمجلة "بلاغ" الشهرية
صـ [2/1]
أيها المسلم الغيور..
يا من تظن أنك لا تَملك من أمرِك شيئا، وتتابع مآسينا بحُرقةٍ وألمٍ وغضب، إياك أن يتحول حزنك وغضبك إلى يأس وإحباط لظنك الفاسد في نفسك، فأنت تملك الكثير، وما نريده منك الآن أن تحافظ على غضبك مشتعلا في صدرك إلى أن تتعرف على مكامن قوتك.
لا تستسلم لهاجس خذلانك لنا في قطاع غزة، نحن خُذلنا نعم، ونُباد بأيدي كفرة أهل الكتاب وأعوانهم المرتدين من بني جلدتنا؛ وأمةُ محمد صلى الله عليه وسلم تتفرج على إبادتنا، ونحن الذين خرجنا لندحض بالدم زعم يهود أنّ "محمدا مات وخلّف بنات" كما كانوا يصرخون في باحات الأقصى، فاكتفت أمةُ محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء لنا ولم تتحرك جموعُها، كل هذا نتجرع مرارته اليوم تحت أحزمة النار والقصف المميت.
لكننا لا نلوم المسلمين، لأننا نعلم كمّ العجز الذي يكبّل الجماهير، ولأننا نحن أيضا في قطاع غزة وفلسطين لم نكن نفعل شيئا في الأمس القريب والبعيد أمام مشاهد الدماء والقتل في المسلمين في شتى بقاع الأرض، ليس لأننا لم نكن نكترث، بل لأننا لم نكن نجد سبيلا للنصرة، فلن نلومكم في أمر وقفنا أمامه عاجزين من قبل.
ولكن هل تعلمون على من يقع اللوم؟! هل تعلمون من يَملكون أدوات تحريك الجماهير؟! ليس الحكامُ الطواغيتُ المرتدون وجيوشُهم التي صُنعت على عين إبليس، فهؤلاء أعداءٌ لله ولرسوله ولدينه وللمؤمنين؛ لا ننتظر منهم نصرةً ولا مددًا، إنما اللوم والملامة والتقريع والتثريب على قادة الأحزاب والجماعات والتيارات "الإسلامية"، والمصَدَّرون والمبرَزون من العلماء والهيئات والمؤسسات العلمائية، فإنّ جماعةً واحدةً من هذه الجماعات التي أثقلت كاهل الأمة لها أتباعٌ بمئات الآلاف، وبعضُها بالملايين، وعالِمٌ واحدٌ في مصر أو الشام أو بلاد المغرب أو جزيرة العرب أو الهند وبلاد خراسان لو أشار بإصبعه لتحرك ملايين المسلمين، لكنه الجبن والخور والإخلاد إلى الأرض، بكل صراحة ووضوح، ودُون مجاملاتٍ لا يَحتملها واقعنا الملطخ بدماء أطفالنا.
إنها حصيلةُ عقودٍ طويلةٍ من التدجين والإخلاد إلى الأرض، ونتيجةُ الدخولِ على الطواغيت ومسايرَتهم وإسباغ الشرعية عليهم والدخولُ في طاعتهم، والرضا بما يعطيه الطاغوت لهم من فتات الدنيا، إنها عاقبةُ الطعن في المجاهدين وتشويههم وخذلانهِم والافتراء عليهم طيلة عقودٍ خلت، يوم أن كانت هذه الجماعات والتيارات والعلماء يَخطبون ودّ الطواغيت والمجتمع الدولي الكافر الملحد ويتقربون إليهم بالبراءة من "الإرهابيين"، فما نراه اليوم كلَّه من خذلانٍ شديدٍ للمسلمين في فلسطين هو نتيجةٌ طبيعيةٌ لمن كان حالُه طيلة عقودٍ ماضيةٍ قاعدًا عن الجهاد وطاعنا في أهله ومداهنا للطواغيت، لقد كرِه الله انبعاثَهم اليوم؛ وثبّطهم وأقعدَهُم مع القاعدين، وأثقلَ كاهلَهُم بآثام الخذلان كما أثقلوا كاهل الأمة بسياساتهِم ومشاريعِهم المدجّنة.
وإننا اليوم نُحسن الظن بالله أن دماءنا وأشلاءنا وواقعَنا الذي تحول إلى ركام= ستَكون بوابة العبور نحو تغييرٍ حقيقيٍّ في الأمة، وستَكون الثمن المدفوع الذي به ستَعرِف الأمة طريقَها، بعد أن يَستبدلَ اللهُ من خَذلنا وهو قادرٌ على نصرتنا بقومٍ يحبهم ويحبونه؛ يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ويقودون جموع المسلمين بلا تهيبٍّ وترددٍ وخشيةٍ من دفع فاتورة العزة والكرامة والجهاد والجِلَاد، فإنّ معركة طوفان الأقصى كانت كاشفةً لسوأة المتخاذلين، ممن كانت الأمة تَرفعُهُم إلى الصدارة، والواحد منهم لا يَصلح أن يَكون ساقيا أو على أبواب الحراسة، فهذا يومُ تصديق العلم بالعمل، وما أقلَّ مَن صدَّق وصدَق.
فخزّن أيها المسلم غضبَك في صدرك، وأبقِ نار فؤادك ملتهبة، لا تيأس ولا تجزع، فلحظة الانتقام والتحرير باتت قريبة جدا، لا تَعُد إلى ملاهيك الحياتية، ولا تنصرف إلى حياتك الطبيعية، فهذه ليست لك منذ اليوم؛ إن أنت أردتَ دورا قادما لنصرة إخوانك المسلمين في قطاع غزة وقضية المسجد الاقصى، جدّد توبتك، واعزِم أن يكون لك دورٌ في الملاحم القادمة، أكثِر من التقرب إلى الله بالنوافل والأذكار وقراءة القرآن والدعاء، مارس الرياضة بنيّة الإعداد، تعلّم وحدك بالمطالعة والمتابعة أنواع الأسلحة وكيفية التعامل معها، حتى لا تكونَ معيقا لاخوانك عندما ينادي منادي الجهاد، وحرّض المسلمين، واعرف عدوك جيدا، فهذه أهم قضيةٍ اليوم، قضيةُ الوعي، إياك أن تنقضي المعركة ثم يخدعنّك مرةً أخرى علماءُ السوء وقادةُ الجماعات والتيارات المدجنة، إياك أن ترتاب أو يتلجلج في صدرك أن عدونا الأول هم الطواغيت الحاكمون لديار المسلمين وجيوشُهُم وشُرَطُهُم وإعلامهُم وقضاتُهُم وشيوخُهم، هؤلاء هم الاحتلال الحقيقي الذي يجب أن يجاهَد بالحديد والنار، هؤلاء هم الأذى العالق في طريق المسلمين الذي يجب أن يُماط ويُزال.
يُتبَع صـ [2/2]