قناة تُعنى باقتباسات مميزة من دروس أ. أناهيد السميري، وبعض الدروس المفرغة، مع العلم أن هذه الدروس والاقتباسات لم تعرض على الأستاذة حفظها الله ، لكنها مراجعة ومدققة من أستاذات فاضلات.
ترك الدعاء واليأس من استجابته يعتبر قنوطًا من رحمة الله، فإن الله يحب العبد اللحوح في الدعاء، كما يجب تعلق القلب بالله، فهو كاشف الضر وناصر المظلوم ومحق الحق.
والتأخر في استجابة الدعاء قد يكون له منافع عظيمة؛ فالدعاء عبادة استجيب أو لا.
وقد يكون سبب عدم قبول دعائه في الدنيا ليعطى عوضه في الآخرة،
أو يكون عدم القبول ليلحّ ويبالغ في ذلك؛ فإن الله يحب الملحين في الدعاء،
ومن يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له، ومن يكثر الدعاء يوشك أن يستجاب له، فدعاء المؤمن لا يرد،
غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة، أو يعوّض بما هو أولى له عاجلًا أو آجلًا،
فينبغي للمؤمن ألّا يترك الطلب من ربه؛ فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض.
الله الحق !
قال الله تعالى في آخر قصّة صاحب الجنتين {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً} الكهف ٤٤
{هُنالِكَ الوَلايَةُ لِلَّهِ الحَقِّ} أيْ: في ذَلِكَ المَقامِ وتِلْكَ الحالَةِ الَّتِي وقَعَ فِيها الإهْلاكُ
النُّصْرَةُ لِلَّهِ وحْدَهُ، لا يَقْدِرُ عَلَيْها أحَدٌ غَيْرُهُ.
فيكون فزع النّاس إلى الله في الأزمات
*برهان قاطع على أن الله "حقّ" و ما سواه "باطل"، وأن الولاية أي: النصرة والسلطان لله "الحقّ" ،
*ودليل ساطع على أن الدنيا عرض زائل، وأن ما يجتمع عليه الناس من شأنها
في حقيقته ليس بشيء !
🔺 لو دخل الإنسان في باب التشاؤم والأوهام سيضيّع عليه الكثير من الفرص الدينية والدنيوية.
/channel/zadaltareq/1460
إن أعظم ما يخرج به المؤمن من رمضان أن يعلم عن حياة أولئك الذين يجعلون
《الله هو المقصد》!
و كل شاغل عنه منبوذ!
وكل صارف عن طاعته مدفوع!
فيعلم أن فرصة أن يكون منهم ليست بعيدة عنه، فقط لو انتبه
لو صدق وعزم
لو استغاث ولجأ
لو وضع اللحاق بركبهم نصب القلب والبصر!
إن أعظم ما يتعلمه المؤمن من رمضان -وينقله معه إلى مابعد رمضان- هو
أن يبقى خائفا من《الفوت》؛
فإن من رقي المشاعر ومفيدها مشاعر خوف الفوت:
يخاف المؤمن الذي ذاق طعم الصلة:
من فوت المناجاة في القيام،
من فوت العهد بالصيام،
من فوت فرص التقرب بالصدقات،
من فوت المحافظة على العهد بالقرآن، وهو أعظم الفوت، وأوجعه، وأكثره خسارة، وأصعبه وأشقه رجوعا !
فيا من ذاقوه!
لا تفقدوه، لا تفقدوه!
يعلم المؤمنون أن:
《خوف فوت الخير هو من أعظم أسباب فعل الخير》!
🔺 من صيغ التكبير:
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
أو تكبر ثلاثاً ، فتقول :
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله .
والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
🌟 تربية الأبناء على الفرح بالعيد 🌟
🔹 العيد بالنسبة للمسلمين أمر عظيم جدًّا؛ فعيد المسلمين:
▫️عبادة
▫️وطاعة
▫️وبهجة
▫️وسعادة بالله
▫️وسعادة بدين الله
▫️وسعادة بالطيبات
▫️وسعادة بالوفاء بالعهد.
🔸لذلك ينبغي أن نعلِّم أولادنا الفرق الكبير بين عيد المسلمين وعيد الكافرين!
العيد بالنسبة للمسلمين كله طهارة وفرح بالوفاء؛
فلمّا أكمل الصائمون العدة في الصيام، ووفّوا ما عليهم ؛ جاء عيد الفطر.
ولما أكمل الحجاج حجهم، ووفّوا ماعليهم،
و لما صام غير الحجاج يوم عرفة، وعبدوا الله في عشر ذي الحجة، وقربوا لله ضحاياهم، ووفّوا ماعليهم؛ جاء عيد الأضحى.
وهذا من أعجب الأشياء التي ينبغي للإنسان أن يقف عندها، ويفكر كثيرًا كيف جعلت الشريعة العيد يوم بهجةٍ بإكمال وتوفية عبادة، وكيف جعلته هو نفسه سببًا لزيادة الإيمان أيضا; فيوم الجمعة يوم يزيد فيه إيمان المؤمنين بسبب أعمال يوم الجمعة، ويوم عيد الفطر يوم يزيد فيه إيمان المؤمنين بسبب أعمال يوم الفطر، ويوم عيد الأضحى يوم يزيد فيه إيمان المؤمنين بسبب أعمال يوم الأضحى !
🔹 حتى عيسى عليه السلام لما طلب منه الحواريون نزول مائدة من السماء قال:
﴿اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا (عيدًا) لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين﴾ !
لقد سأل الله نفس ماطلبوه؛ لكنه وجّه اهتماماتهم لغاية أسمى؛
فبعد أن قالوا :
نريد أن :
نأكل منها،، وتطمئن قلوبنا،، ونعلم أن قد صدقتنا،، ونكون عليها من الشاهدين؛
قال عليه السلام:
"تكون لنا عيدًا لأولنا وآخرنا"!!
يعني يكون وقت نزول المائدة عيدًا وموسمًا للعبادة يتذكرون فيه هذه الآية العظيمة، و يُحفَظ ولا يُنْسى مع مرور السنين، ويكون سببًا لزيادة شكرهم، وأصل كلمة العيد من العود، يعني يعود عليهم موسم طاعةٍ وعبادةٍ لله تعالى،
وهذا يدل على أن العيد إنما هو موسم لطاعة الله، وللتقرب منه، و لهذا لا بد أن يُربّى الأبناء على:
١. تعظيمه.
٢. وربطه بالفرح الحقيقي.
٣. وجعْله يومًا يبتدئ بالطاعات وتتخلله المسرات؛
فيُربط عند الأبناء بالاغتسال والتنظف والتبخر، فهذا لوحده يدخل البهجة إلى نفوسهم،
ثم يُبدَأُ بالصلاة كما يبتدئ يوم الجمعة بالصلاة،
ثم زيارة الأحباب وصلة الأرحام.
.
لا بد أن يرتبط العيد في ذهن الصغار بالسعادة، لا أن يرتبط بالكآبة بسبب قضاء الكبار وقت العيد بالنوم!
لا بد من إدخال السرور على أبنائنا، وأن ينطبع في نفوسهم أن هذا يوم بهجة، حتى لا يتجهوا لغيره، فبهذا نتفادى مسألة الاحتفال بالأعياد الأخرى.
نحن مع الأسف مقصرون في هذه المسألة؛ لذلك يتشتت الأبناء ويبحثون عن أعياد الآخرين! .
مع أن هذه البهجة ليست بدعًا في ديننا; فالنبي صلى الله عليه وسلم قد قال لأبي بكر رضي الله عنه حين نهى الجواري اللاتي كنّ يغنين عند عائشة رضي الله عنها:
"إنّ لكل قومٍ عيدًا، وهذا عيدنا".
ولهذا كان من التربية الصالحة أن نجعل العيد يومًا للبهجة عند أبنائنا; فإن هذا يبعد عن تفكيرهم فكرة أن الدين مرتبط بالاكتئاب - كما يصورونه لهم- !
🔸 لا نريد التفلُّت، ولا نريد التزمُّت; بل نريد أن نوفّي لكلِّ وقت حقَّه، فكلُّ ساعة من أيامنا وليالينا لها وظيفة.
(مقتبس من درس سورة المائدة)
/channel/zadaltareq/1998
🔺 من أصعب الأمور وأخطرها على الجيل أن يكون بينه وبين القرآن فجوة، فيشعر بأن القرآن لا يخاطبه، وأن هذا قصص الأولين، أو أحداث حصلت في زمان ليس بزمانه، أو أمور لا يستطيع أن يستفيد منها، وهذا سببه سطحية التعامل مع القرآن، وتصور أن الأمر مجرد حروف يقرأها، وليست معانيَ وتصورات يتبناها من خلال ما يقرأ ويسمع من الآيات ومافيها من أخبار، وقصص، وأمثال، وأحكام، ومواعظ، وتوجيهات.
Читать полностью…🔺 ليست وحدة قياس العمر عند المؤمن هي الأيام، ولا الشهور، ولا الساعات، ولا حتى الدقائق، إنما المؤمن يتعامل مع الوقت بالأنفاس، وذلك لعلمه وإحساسه اليقظ بما يمكن أن تحصله الأنفاس من الكنوز.
مهمات تربوية.
🔺لنتُب جميعا إلى الله توبة نصوحا من إعجابنا بإنجازاتنا، والتعلق بها، والاعتماد عليها !
اللهم عافنا من مُرّ التعلق بغيرك وذرياتنا وأحبابنا والمسلمين.
مهمات تربوية ١٠ رمضان ١٤٤٦هـ
🔺الله على كل شيء قدير، وغير الله ليس على كل شيء قدير، فليحذر المؤمن من إعطاء هذه الصفة لغير الله.
Читать полностью…🔺 بناء الإنسان بناءً يستطيع به محاربة الشيطان مسؤوليتنا، لهذا ينبغي أن تتجه الجهود لهذا النوع من البناء.
Читать полностью…تفريغ الحلقات الرمضانية من عام ١٤٤٦ من الهجرة النبوية
https://anaheedblogger.blogspot.com/2025/03/1446.html
من يستطيع أن يُغيِّر هذا الكتاب :
*" كتبَ اللهُ لأغلبنَّ أنا ورسُلي "*
من يستطيع أن يَنتزع هذا الإرث :
*"وأورثنا القومَ الذين كانوا يُستَضعفُون مشارقَ الأرضِ ومغَاربَها "*
من يستطيع أن يُؤخِّر هذه الكلمة :
*" ولقد سبَقتْ كلمتُنا لعبادِنا المُرسَلينَ إنهم لهُمُ المَنصُورون "*
من يستطيع ردَّ هذه الإرادة :
*" ونُريدُ أن نَمُنَّ على الذينَ استُضعِفوا في الأرض ونجعلَهم أئمَّة "*
من يستطيع إطفاء هذا النور :
*" يُريدونَ أن يُطفئوا نورَ الله بأفواهِهم ويأبَى اللهُ إلَّا أن يُتمَّ نورَه "*
من يستطيع أن يُكذِّب هذا الوعْد :
*"وعَد اللهُ الذين آمنُوا منكم وعَملُوا الصالحاتِ ليَستَخلفنَّهم في الأرض "*
فلِلَّه الحمدُ على وعْده وإحسَانه وكتابهِ وقرآنه ونورهِِ وامتنانه وإرثهِ وبيانه
فكم يشفي الصدر .. ويُذهب الهَمّ .. ويُطمئن القلب .. ويُسكن الروح .. ويُسعد النَّفْس
وصدقَ الكريمُ:
*" ونُنزِّلُ من القُرآنِ ماهُو شفَاءٌ ورحمةٌ للمُؤمِنين ".*
🔺قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ؛ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا".
🔺قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ؛ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا".
🔺《 المعاملات الربانية والتشاؤم 》:
لا بد أن تبقى المعرفة الصحيحة برب العالمين تضخ في قلوبنا؛ لنتحصن من تأثير النظرة التشاؤمية التي طغت بطغيان المادة .
أنت مؤمن مصدق بوعود الله تعلم أنه :
إن أحسنت أحسن إليك الله !
وإن أكرمت أكرمك الله !
وإن أنفقت أنفق عليك الله !
وإن تواضعت رفعك الله !
فكيف تسمح لأحد أن يعطيك نظرة تشاؤمية وأنت في حال التعاملات الربانية؟!
إن قيل لك : هذا الذي تكرمه سيخذلك !
قل : أنا لا أعامله بل أعامل رب العالمين !
وإن قيل لك : ألم تتعلم من فلان الذي أكرمته ثم تركك وذهب ؟
قل : هو ذهب؛ لكن الأجر ما ذهب !
وإن قيل لك : إن وقعت لن نعينك !
قل : لا يأتي من رب الخير إلا الخير، وهو معي أستعين به، وأدفع كل شر بالاستعاذة به والتوكل عليه، وليس بإساءة الظن بالناس والتحرز من الإحسان إليهم !
الله مطلع على خبايا الصدور وخفايا الأمور؛ فلا يخذل سبحانه الصادقين المؤمنين ولا يسلمهم لعدوه !
من دورة العلاج الوقائي بمعرفة أسماء الله الحسنى .
/channel/zadaltareq/2016
🔺 يا من ذاقوه لا تفقدوه
《نبذ العهد》
أكثر حالات الإنسان انتكاسة لسمو نفسه، وتقدم سيره، هي حالة نبذ العهد!
هي حالة تحدث حين يغفل هذا المخلوق عن عظمة من عاهده، ويغفل عن اطلاعه عليه حين عاهده؛ فيهون عليه بعدها أن يخون العهد!
يستحي حياء كريما أن يخون عهود العظماء في حياته، ولا يتطرق إلى خاطره أن الله أولى بحيائه الكريم!
إن من أعظم العهود بيننا وبين الله عهد الفاتحة: {إياك نعبد وإياك نستعين}:
نعاهد الله أن نعبده ونطيعه، ونكرر العهد في كل صلاة؛ بل يعلم الله ضعفنا فيجعلنا نكرر العهد في كل ركعة، ثم يكون نصيبه منا قلة العناية بالوفاء به، أو قلة العناية بكمال الوفاء به!!
هذا دليل على أن الإنسان إما أنه لم يشعر أصلا بأنه يعاهد الله، أو أنه لم يعرف أبعاد هذا العهد؛ فتكون النتيجة أن يأتي هذا الخاسر متأخرا في كل بنود عهده!
أكثر ما يكشف للإنسان حاله مع العهود هو انتهاء رمضان؛ فإنك تجد العبد أسرع ما يكون في العودة إلى ما مضى من سالف غفلته؛ فيؤخر الصلاة، ويؤخر قضاء الصيام، ويؤخر القرآن، ويؤخر الصدقات!
.
يعود إلى تأخير أداء كل هذه (الأمانات)، وكأن الذي عاهده على أدائها على أحسن وجه في رمضان هو غير الذي عاهده في كل صلاة من صلوات بقية العمر!
ويالله! ما رئي ظلم على وجه الأرض كالظلم الواقع من الإنسان على (بقية العمر)!
كم يغفل عنه؟!
كم يهمل رعايته؟!
لكأنه ما قبل عهد رعايته، وتنميته، وتزكيته حين أعلن دخوله في عهد الإسلام، ونطقها مدوية، مجلجلة، مغيرة لكل جاهلية نفسه، وظلمة روحه:
أشهد!
(أشهد) أن لا إله إلا الله!
أشهد أن لا إله إلا الله في رمضان وفي سائر العمر؟
لا ينقضي العهد بيني وبين تأليهه في زمن من الأزمان!
هذا هو أدب العهد مع الله!
ولا يعني هذا الأدب في العهد أن لا تقع الغفلة والأخطاء؛ بل إن (التوبة) من الذنوب هي أحد العهود مع الله، حيث نعاهده على الرجوع منها إليه؛ لكن المقصود هنا هو تلك الاستهانة التي تقع كثيرا بعد رمضان،
وأعظم أمثلتها ما نعاهد الله عليه من الابتعاد عن《اللغو》-وقد أشهدنا الله طوال شهر رمضان أننا نستطيع ذلك-، ثم نعود فنسمع اللغو، ونقرأ اللغو، ونتكلم باللغو، ونفعل اللغو، ونتساهل حتى نغرق فيه، وتنتكس قلوبنا؛ فتتحول من الاهتمام بعليات الأمور إلى الاهتمام بدنياتها المشغلة عن الصلاة وذكر الله -أهم العهود بيننا وبين الله- و كأننا ما تبنا في رمضان من اللغو، وعاهدناه على الاستمرار، وطلبنا الفردوس الأعلى!
إن على من يعاهد الله أن يتنبه لهذا المثل الذي ضربه الله لتقبيح حالة (حمق) لا يليق بالمؤمنين بوعود الله أن يأذنوا لها فتعرج على حياتهم، فضلا عن أن تتربع وتستقر:
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا}!
هي صورة مشابهة من بعيد أو قريب لصورة (مؤمن) قد اجتهد في فعل الطاعات، وتكثير الحسنات، ثم انقلب -بين عشية وضحاها- وكأنه ليس هو من عاهد الله في كل صلاة!
حمقاء تعبت في الغزل وبنائه، وتعليته وارتقائه، ثم هان عليها جهدها؛ فنقضته غير آسفة على بهائه!
لا تكونوا يا أهل شهر الخير مثلها!
خافوا أن تكونوا من الذين لم يقدروا نعمة الله في كونه مكنهم وأمد في أعمارهم، فعاشوا الشهر، وصاموا، وقاموا، واستغفروا، وتابوا، ثم ضعفوا واستهانوا في التمسك بحبل الوفاء بالعهد!
هذا شأن عظيم ينبئك عن ضعف المشاعر تجاه إدراك أن ما بيننا وبين الله هو من العهود.
ذكروا أنفسكم بما قضيتم من حلاوة القرب في هذه الليالي، وسمو مشاعر الإيمان، واجعلوه محفزا لكم للثبات على العهد، ولا تظنوا أن العهود لا تبتلى وتختبر؛ بل تختبر ليظهر الصادق في عهده لربه من الكاذب: {إنما يبلوكم الله به}؛ فتوقعوا الاختبارات على العهود بعد رمضان، وضعوها في حسبانكم، وأعدوا لها ما يليق لمثلها من العزم والصدق ومشاعر الولاء!
لا يعني هذا أن الحال لا تتغير بعد رمضان؛ فإن هذا شهر قد تهيأت فيه كل الأحوال للقيام والصيام؛ لكن المقصود أن لا تترك هذه الأعمال تركا كليا، وكأنه ما كان بيننا وبينها عهد؛ فينطبق علينا وصف ربنا:
{وماوجدنا لأكثرهم من عهد}!
المقصود أن نحافظ على مشاعر أن الأيام إنما هي كالظروف لأجل أن تودع فيها الأعمال الصالحة!
المقصود أن يخرج المؤمن قد تعلم أكثر كيف يناجي ربه،
وتعلم أكثر كيف يعفو ويكظم غيظه،
وتعلم أكثر أن الأحقاد تشغله عن صلاته وخشوعه ومهمات الأمور أمامه!
🔺ابتداء التكبير من غروب الشمس ليلة العيد، وينتهي بالصلاة يعني إذا شرع الناس في صلاة العيد انتهى وقت التكبير .
"
🔺 صلاح الحياة مداره على صلاح القلب، فمن صلح قلبه صلحت حياته، ومن فسد قلبه فسدت حياته.
Читать полностью…🔺 وقفة مع اسم الله العفوُّ جلَّ جلالُه
قد لا يستشعر أحدنا أنّه لا يستطيع الإلمام بمعنى اسم الله العفو، فمثلا حين نقول: الله الرّازق؛ نشعر أنّ رزق الله واسع، وأن الرزق كثير، وأن المرزوقين كثر، فهذا شيء مشاهد، ومثلها حين نقول بأن الله قادر، فإننا نرى بوضوح الكثير من آثار قدرة الله تعالى، أما بالنسبة لاسم العفو فنحن نعرف أن ربّنا عفوٌّ ولكننا لا نتصوَّر معاني هذا الأمر الّذي يعتبر أمرًا معجزًا عظيمًا هائلًا، وليتبين لنا شيء من ذلك نتفكر قليلا في هذه الأمور التي تتعلق بعفو الله تعالى:
🔹 من جهة الشمول؛ فعفو الله يشمل كل الذّنوب، حتّى من وقع في الشّرك الأكبر والأصغر إذا تاب وطلب من ربّه أن يعفو عنه عفا الله عنه.
🔹 من جهة التتابع بلا حدود، يبين ذلك كوننا كل يوم في أذكار الصباح والمساء نسأله العفو والعافية فِي الدنيا والآخرة، فنحن نكرر طلب هذا العفو في حياتنا بلا عد، بل الله عزّ وجلّ يحبُّ منّا أن نتوب ونطلب منه العفو، وسؤالنا العفو عندما نرتكب الذنب دليل على تعظيمنا له.
🔹من جهة علمه، وقدرته سبحانه، فالله جلَّ جلاله يعفو مع القدرة على الأخذ بالذنب، ومع العلم والخبرة بذنوب عباده، فله تمام العفو مع تمام العلم والقدرة، وهذا أمر عظيم، فنحن مثلا ربما يأتي عفونا عن الناس بسبب نسياننا لأخطائهم، أو جهلنا بها، وربما لأننا لا نقدر أصلًا على أخذ حقنا منهم؛ فنضطر للعفو اضطرارا، أما عفو الله فيأتي مع علمه التام بذنوبنا، ومع قدرته التامة على معاقبتنا، قال سبحانه: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنوبِ عِبادِهِ خَبيرًا بَصيرًا﴾.
🔹 من جهة غناه سبحانه، فنحن مثلا حين نعفو عن أحد فمن المؤكد أنه سيكون لنا شيء من الفائدة من هذا العفو، حتّى لو كانت هذه الفائدة هي راحة البال، وكثيرا ما ننتظر ممن نعفو عنه أن يعاملنا معاملة لائقة، أمّا الله فهو غنيّ عن عفوه عنا، لا تعود له منفعة من ذلك، إنما عفوه سبحانه صادر من غناه عن كلّ ما سواه، و هذا شيء عظيم، لا يمكن الشعور بعظمته إلا بالتفكر فيه، لأنه مع غناه عنا وفقرنا إليه واستحقاقنا للمؤاخذة يعفو عنا سبحانه .
🌴 أما عن حقيقة العفو منه سبحانه فهو محوٌ تامٌّ للذنب، بحيث يصبح المذنب كمن لا ذنب له، وهذا لا يكون إلّا من ربّ العالمين.
نسأل العفو أن يعفو عنا.
مقتبس من الدرس الأخير من شرح دعاء "اللهم إني أسألك العفو والعافية ..."
/channel/zadaltareq/1957
.
🔺 الشيطان ليس له على العبد سلطان، فالوسوسة ليست سلطانا، إنما العبد باستجابته لوسوسته يجعلها سلطانا عليه.
Читать полностью…🔺 مِن تَمامِ التَّوَكُّلِ اسْتِعْمالَ الأسْبابِ الَّتِي نَصَبَها اللَّهُ لِمُسَبَّباتِها قَدَرًا وشَرْعًا، فَإنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وأصْحابَهُ أكْمَلُ الخَلْقِ تَوَكُّلًا، وإنَّما كانُوا يَلْقَوْنَ عَدُوَّهم وهم مُتَحَصِّنُونَ بِأنْواعِ السِّلاحِ، ودَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَكَّةَ، والبَيْضَةُ عَلى رَأْسِهِ، وقَدْ أنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ ﴿واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ﴾المائدة.
وضَمانَ اللَّهِ لَهُ العِصْمَةَ لا يُنافِي تَعاطِيَهُ لِأسْبابِها، فَإنَّ هَذا الضَّمانَ لَهُ مِن رَبِّهِ تَبارَكَ وتَعالى لا يُناقِضُ احْتِراسَهُ مِنَ النّاسِ، ولا يُنافِيهِ، كَما أنَّ إخْبارَ اللَّهِ سُبْحانَهُ لَهُ بِأنَّهُ يُظْهِرُ دِينَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ ويُعْلِيهِ لا يُناقِضُ أمْرَهُ بِالقِتالِ وإعداد
العُدَّةِ والقُوَّةِ ورِباطِ الخَيْلِ، والأخْذِ بِالجِدِّ والحَذَرِ والِاحْتِراسِ مِن عَدُوِّهِ، ومُحارَبَتِهِ بِأنْواعِ الحَرْبِ والتَّوْرِيَةِ، فَكانَ إذا أرادَ الغَزْوَةَ ورّى بِغَيْرِها، وذَلِكَ لِأنَّ هَذا إخْبارٌ مِنَ اللَّهِ سُبْحانَهُ عَنْ عاقِبَةِ حالِهِ ومَآلِهِ بِما يَتَعاطاهُ مِنَ الأسْبابِ الَّتِي جَعَلَها اللَّهُ مُفْضِيَةً إلى ذَلِكَ مُقْتَضِيَةً لَهُ، وهو ﷺ أعْلَمُ بِرَبِّهِ، وأتْبَعُ لِأمْرِهِ مِن أنْ يُعَطِّلَ الأسْبابَ الَّتِي جَعَلَها اللَّهُ لَهُ بِحِكْمَتِهِ مُوجِبَةً لِما وعَدَهُ بِهِ مِنَ النَّصْرِ والظَّفَرِ، و إظْهارِ دِينِهِ وغَلَبَتِهِ لِعَدُوِّهِ، وهَذا كَما أنَّهُ سُبْحانَهُ ضَمِنَ لَهُ حَياتَهُ حَتّى يُبَلِّغَ رِسالاتِهِ، ويُظْهِرَ دِينَهُ، وهو يَتَعاطى أسْبابَ الحَياةِ مِنَ المَأْكَلِ والمَشْرَبِ والمَلْبَسِ والمَسْكَنِ، وهَذا مَوْضِعٌ يَغْلَطُ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ، حَتّى آلَ ذَلِكَ بِبَعْضِهِمْ إلى أنْ تَرَكَ الدُّعاءِ، وزَعَمَ أنَّهُ لا فائِدَةَ فِيهِ؛ لِأنَّ المَسْئُولَ إنْ كانَ قَدْ قُدِّرَ نالَهُ ولا بُدَّ، وإنْ لَمْ يُقَدَّرْ لَمْ يَنَلْهُ، فَأيُّ فائِدَةٍ في الِاشْتِغالِ بِالدُّعاءِ؟
ثُمَّ تَكايَسَ في الجَوابِ بِأنْ قالَ: الدُّعاءُ عِبادَةٌ، فَيُقالُ لِهَذا الغالِطِ: بَقِيَ عَلَيْكَ قِسْمٌ آخَرُ - وهو الحَقُّ - أنَّهُ قَدْ قَدَّرَ لَهُ مَطْلُوبَهُ بِسَبَبٍ إنْ تَعاطاهُ حَصَلَ لَهُ المَطْلُوبُ، وإنْ عَطَّلَ السَّبَبَ فاتَهُ المَطْلُوبُ، والدُّعاءُ مِن أعْظَمِ الأسْبابِ في حُصُولِ المَطْلُوبِ، وما مِثْلُ هَذا الغالِطِ إلّا مِثْلُ مَن يَقُولُ: وإنْ كانَ اللَّهُ قَدْ قَدَّرَ لِيَ الشَّبَعَ فَأنا أشْبَعُ أكَلْتُ أوْ لَمْ آكُلْ، وإنْ لَمْ يُقَدِّرْ لِيَ الشَّبَعَ لَمْ أشْبَعْ أكَلْتُ أوْ لَمْ آكُلْ فَما فائِدَةُ الأكْلِ؟ وأمْثالُ هَذِهِ التُّرَّهاتِ الباطِلَةِ المُنافِيَةِ لِحِكْمَةِ اللَّهِ تَعالى وشَرْعِهِ وبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
من تفسير ابن القيم لآية ٢٥ من سورة التوبة، بتصرف بسيط.
🔺 من أعظم المسؤوليات تغذية أرواحنا وأرواح أبنائنا بالمفاهيم القرآنية المسببة للعافية النفسية، فإن العافية من أعظم المطالب، والعافية لها أسبابها، مثل: التصورات الصحيحة، والتعاملات الصحيحة، و معرفة الحق، وتبنيه، والإقبال على الخير، وتمنيه.
Читать полностью…🔺 كثير من أفكار الخير التي تنجينا يلقيها الله في روعنا بسبب التوكل على الله وشدة الانكسار بين يديه.
Читать полностью…🔺 كثرة الطاعة سبب لجلب النعم، ولحفظها، لأن الطاعة دليل على أن صاحب النعمة قد نسب النعمة لله وشكره عليها.
Читать полностью…🔺 لماذا تمثل الصلاة على النبي ﷺ الدين كله؟
للجواب على هذا ننظر في مضامين الصلاة على النبي ﷺ :
1- المصلي على النبي ﷺ يضمن في صلاته الاعتراف بكمال الله حيث اصطفى هذا الرسول الكامل في علمه، الكامل في عمله وخلُقه، فحين تصلي وتثني عليه كأنك بلسان حالك تثني على مرسله فتقول:
أنا مقرٌّ بأنك ياربنا حكيم عظيم عليم بأن قلوب عبادك لا تستطيع بفطرتها إلا متابعة الكامل، وحب وتوقير الكامل الكمال البشري؛ فاصطفيت هذا الرسول، وربيته وكملته لتسهل علينا متابعته.
2- المصلي على النبي ﷺ يضمن في صلاته الاعتراف بأن الله سبحانه وتعالى قد أعطاه من الأدلة مايدل على صدق رسالته، وصدق ما جاء به، فالإيمان بالأساس هو أن تصدق بالأخبار الغيبية، والذي أتى بالأخبار الغيبية هو الرسول ﷺ، فحين تثني وتصلي عليه كأنك بلسان حالك تقول:
أنا مصدق بكل ما جاء به النبي ﷺ.
3- المصلي على النبي ﷺ يضمن في صلاته الرضا التام عن الشرع الذي جاء به النبي ﷺ، والاعتراف بكماله، فحين تثني وتصلي عليه كأنك بلسان حالك تقول:
أنا راضٍ تمام الرضا عن الشرع الذي جاء به.
أنت بالصلاة على النبي ﷺ تقول:
أنا أثني على رسولك الذي اصطفيته إيمانًا مني بأنك كامل، قد اصطفيت هذا الكامل، وأرسلته بالشرع الكامل!
لأجل هذا اجتمع في الصلاة على النبي ﷺ الدين كله، ففيها:
- الثناء على النبي ﷺ.
- الثناء على الله مرسله.
- الثناء على رسالته.
ولأجل هذا تعتبر الصلاة والسلام على رسول الله من أعظم الطاعات والعبادات، لأنها تتضمن هذه المعاني كلها.
ثم لا بد أن تكون على بينة من أن شكر نعمة اصطفاء هذا الرسول وإرساله إلينا تكون بتوحيد متابعته ﷺ، وتعلم سنته، وعدم استبدال كلامه بكلام غيره من كلام الناس؛ فإن فيما جاء به غناء عن كل ماسواه.
/channel/zadaltareq/1168
🔺 الذين لا يؤمنون بالآخرة هم في أردى أحوال الإنسانية، وليس في أعلى درجات الحرية، وذلك لأنهم عبيد الشياطين والشهوات، وقد قال تعالى:
{ بلِ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡـَٔاخِرَةِ فِی ٱلۡعَذَابِ وَٱلضَّلَـٰلِ ٱلۡبَعِیدِ﴾
وهذا الجزاء ليس فقط في الآخرة، إنما هو الدنيا والآخرة.