قناة سيدتي كل ما يهم المرأة كل مايهم المرأة العصرية والفتاة العربية . @Sayidati
معاناة المرأة في زمن موسى - 8
المعاناة الثالثة لأُمِّ موسى
في اللحظة التي كان الحوار يدور بين فرعون وامرأته في موضوع قتل موسى، كانت أُمُّ موسى في شدَّة معاناتها من فقدها لرضيعها، حتى وصف الله حالها بقوله: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [القصص: 10]، أصبح فؤادها فارغًا لا عقل فيه يُفكِّر، أو يُدبِّر الأمر، من شدَّة هول الصدمة عليها بفقدها لطفلها، بل كادت أن تفضح نفسها وتُعلن عن فقدها لطفلها في اليمِّ، لولا لطف الله بها.
قال ابنُ كَثِير رَحِمَهُ الله: (يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ فُؤَادِ أُمِّ مُوسَى حِينَ ذَهَبَ وَلَدُهَا فِي الْبَحْرِ إِنَّهُ أَصْبَحَ فَارِغًا، أَيْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنيَا إِلَّا مِنْ مُوسَى، قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَالضَّحَّاكُ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمْ. (إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) أَيْ إِنْ كَادَتْ مِنْ شَدَّةِ وَجْدِهَا وَحُزْنِهَا وَأَسَفِهَا لَتُظْهِرُ أَنَّهُ ذَهَبَ لَهَا وَلَدٌ، وَتُخْبِرُ بِحَالِهَا لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ ثَبَّتَهَا وَصَبَّرَهَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلَى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)). (تفسير ابن كثير 6/ 201)
وقال السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ الله: (ولما فقدت موسى أُمُّه، حزنت حزنًا شديدًا، وأصبح فؤادها فارغًا من القلق الذي أزعجها، عَلَى مقتضى الحالة البشرية، مع أن الله تعالى نهاها عن الحزن والخوف، ووعدها بردِّه. (إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) أي: بما فِي قلبها (لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا) فثبَّتناها، فصبرت، ولم تُبدِ به. (لِتَكُونَ) بذلك الصبر والثبات (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)؛ فإن العبد إذا أصابته مصيبة فصبر وثبت، ازداد بذلك إيمانه، ودل ذلك عَلَى أن استمرار الجزع مع العبد، دليلٌ عَلَى ضعف إيمانه). (تفسير السعدي 613)
من الطبيعي أن يصاب الإنسان بالحزن عند المصيبة، ولكن أن يستمرَّ معه الحزنُ، أو يتصرَّف بخلاف الشرع، فهذا أمرٌ مذموم، ومخالفٌ للصبر الذي أمرنا الله به.
قال تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 156-157]
ولما رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم امرأة تبكي عند قبرٍ أمرها بالصبر، فعن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فقالَ: (اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي). قالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي. وَلَمْ تَعْرِفْهُ، فَقِيلَ لَها: إِنَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم . فَأَتَتْ بابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فقالَت: لَمْ أَعْرِفْكَ. فقالَ: (إِنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى). (رواه البخاري)
فالحزن مما يُبتلى به المسلم، ولكن عليه أن يتعامل معه بما أمر الله عَزَّ وَجَـلَّ، وقد فقد النبيُّ صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم عليه السلام، فعلَّمنا عليه الصلاة والسلام كيف نتعامل مع مثل هذه المصائب فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ، وَكَانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! فَقَالَ: (يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ)، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهيمُ لَمَحْزُونُونَ). (رواه البخاري)
وهذا هو المطلوب منكِ أختي الكريمة عند المصيبة، أن يقف أمر الحزن عند القلب ولا يتعداه عــــــلى اللسان بالبكاء والعـويل فيتحـوَّل الحُــزن إلى نياحة، فتقعين في كبيرة مــن الكبائر، قال عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم (اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ). (رواه مسلم)
معاناة المرأة في زمن موسى - 7
تعلُّق قلب امرأة فرعون بالطفل الرضيع
تحرَّك التابوت في اليمِّ وفيه قطعة من قلب أُمِّ موسى، وسار به اليمُّ إلى قصر فرعون، وهناك انتشله الحرس وجاؤوا به إلى فرعون، وكانت امرأته حاضرة، فلما رأته ألقى الله في قلبها حُبَّه، فقالت: (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا) [القصص: 9]
قال ابنُ كَثِير رَحِمَهُ الله: (وقوله تعالى: (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) الآية، يَعْنِي أَنَّ فِرْعَوْنَ لَمَّا رَآهُ هَمَّ بِقَتْلِهِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فشرعت امرأته آسية بنت مزاحم تخاصم عَنْهُ وَتَذُبُّ دُونَهُ وَتُحَبِّبُهُ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَقَالَتْ: (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) فقال فرعون: أَمَّا لَكِ فَنَعَمْ، وَأَمَّا لِي فَلَا، فَكَانَ كذلك، وهداها الله بسببه وَأَهْلَكَهُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ). (تفسير ابن كثير 6/ 200)
وقال الطَّاهرُ بن عَاشُور رَحِمَهُ الله: (يَدُلُّ الْكَلَامُ عَلَى أَنَّ الَّذِينَ انْتَشَلُوهُ جَعَلُوهُ بَيْنَ أَيْدِي فِرْعَوْنَ وَامْرَأَتِهِ، فَرَقَّتْ لَهُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَصَرَفَتْ فِرْعَوْنَ عَنْ قَتْلِهِ، بَعْدَ أَنْ هَمَّ بِهِ، لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ الطِّفْلَ لَيْسَ مِنْ أَبْنَاءِ الْقِبْطِ؛ بِلَوْنِ جَلْوَتِهِ وَمَلَامِحِ وَجْهِهِ، وَعَلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ حَمَلَهُ النَّيْلُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ لِظُهُورِهِ أَنَّهُ لَمْ يَطُلْ مَكْثُ تَابُوتِهِ فِي الْمَاءِ وَلَا اضْطِرَابُهُ بِكَثْرَةِ التَّنَقُّلِ، فَعَلِمَ أَنَّ وَقْعَهُ فِي التَّابُوتِ لِقَصْدِ إِنْجَائِهِ مِنَ الذَّبْحِ. وَكَانَ ذَلِكَ وَقْتَ انْتِشَالِهِ مِنَ الْمَاءِ وَإِخْرَاجِهِ مِنَ التَّابُوتِ. وَكَانَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ امْرَأَةً مُلْهَمَةً لِلْخَيْرِ وَقَدَّرَ اللَّهُ نَجَاةَ مُوسَى بِسَبَبِهَا). (التحرير والتنوير 20/ 77)
لقد واجهت امرأة فرعون زوجها فرعون بكلمة قوية تنهاه عن قتل الطفل فقالت: (لَا تَقْتُلُوهُ) وهذا نهي صريح لفرعون بألَّا يقتل الطفل الرضيع ولو لم يرغب أن يكون قُرَّة عين له.
ومثل هذا الأسلوب عادة لا يقبله الرجل من امرأته، فكيف إذا كان الزوج هو فرعون الذي تكبَّر في الأرض وطغى؟!
فكان المتوقَّع منه في تلك اللحظة بحسب ما عُرف عنه من الطغيان أن يُوبِّخ أو يُؤدِّب امرأته على تَجرُّئها في الكلام معه بصيغة الأمر والنهي، وأن يقتل الطفل عنادًا لها، ولكنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ ألهم امرأة فرعون فقالت مباشرة بعد قولها: (لَا تَقْتُلُوهُ): (عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا)، مسوِّغةً له سبب طلبها بمنع قتله.
قال الطَّاهر بن عَاشُور رَحِمَهُ الله: (وَيَتَضَمَّنُ قَوْلُهَا: (عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا) إِزَالَةَ مَا خَامَرَ نَفْسَ فِرْعَوْنَ مِنْ خَشْيَةِ فَسَادِ مُلْكِهِ عَلَى يَدِ فَتًى إِسْرَائِيلِيٍّ بِأَنَّ هَذَا الطِّفْلَ لَا يَكُونُ هُوَ الْمَخُوفَ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا انْضَمَّ فِي أَهْلِهِمْ وَسَيَكُونُ رَبِيَّهُمْ فَإِنَّهُ يُرْجَى مِنْهُ نَفْعُهُمْ، وَأَنْ يَكُونَ لَهُمْ كَالْوَلَدِ. فَأَقْنَعَتْ فِرْعَوْنَ بِقِيَاسٍ عَلَى الْأَحْوَالِ الْمُجَرَّبَةِ فِي عَلَاقَةِ التَّرْبِيَةِ وَالْمُعَاشَرَةِ وَالتَّبَنِّي وَالْإِحْسَانِ، وَإِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي بِالشَّرِّ. وَلِذَلِكَ وَقَعَ بَعْدَهُ الِاعْتِرَاضُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)؛ أَيْ وَفِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ لَا يَعْلَمُونَ خَفِيَّ إِرَادَةِ اللَّهِ مِنَ الِانْتِقَامِ مِنْ أُمَّةِ الْقِبْطِ بِسَبَبِ مُوسَى). (التحرير والتنوير 20/ 79)
وتصرُّفُ امرأة فرعون يدلُّ على مدى الخوف من فرعون الذي استسهل قتلَ الأطفال، ولم يرحم أُمَّهاتهم، ولم يُراعِ حرمة نساء بني إسرائيل، فلا غرابة أن تخاف منه امرأتُه!
وقد رأينا أمثال فرعون من طواغيت زماننا من سار على نهج فرعون في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، واستباح أعراض النساء، وفعل بالناس الأفاعيل من أنواع التعذيب في السجون وغيرها، كلُّ هذا من أجل الحفاظ على ملكه وسلطانه، ولكن الله جعل لنا العبرة في إزالة بعضهم في حياتنا، لنعلم علم اليقين أنَّ وعد الله حقٌّ، وأن الظلم لن يدوم، وما سورية عنا ببعيد!
وقد رأينا في واقع الحياة، أن المتغطرس على الناس خارج بيته يُسلِّط الله عليه امرأته داخل البيت، وإن كانت هذه ليست قاعدة عامة.
وقد يكون هذا من باب: الجزاء من جنس العمل، فكما أنه متسلِّط على الناس، يُسلِّط الله عليه من يذِلُّه في بيته.
معاناة المرأة في زمن موسى - 6
أرضعيه وألقيه ولا تخافي ولا تحزني وأبشري
بداية انفراج معاناة أُمِّ مُوسَى كانت بالوحي الذي أوحاه الله عزَّ وجلَّ لها بقوله: (أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص: 7].
واشتمل هذا الوحي على أمرين، ونهيين، وبشارتين.
أمرها بإرضاعه ليتعوَّد على لبنها، وكانت هذه الخطوة الأولى في حماية طفلها من عدوِّ الله فرعون وجنوده، فامتثلت لأمر الله.
ولكن لماذا ترضعه إذا كانت ستلقيه في اليمِّ؟
مِثلُ هذه الأسئلة لا تصدر مِن أهلِ الإيمان بالله إذا جاءهم الأمر مِنَ الله أو مِن رسوله، لأنَّ أهل الإيمان يعلمون يقينًا أنَّ ما أمر الله به لابدَّ فيه من حكمة ظهرت لهم أو لم تظهر.
وهنا تتجلَّى حقيقة إيمان المرأة أمام الأمر والنَّهي الشرعي، أتمتثل أو تتعذَّر بالسؤال عن الحكمة قبل أن تمتثل؟!
مَن علَّقت استجابتها لأمر ربِّهَا على معرفةِ الحكمة، أو القناعة بالحُكم، فهذه لم تُعظِّم ربَّها، ولم تؤمن بأنَّ الله عليمٌ، حكيمٌ، خبيرٌ، سبحانه وتعالى.
أمَّا أُمُّ مُوسَى فقد امتثلت لأمر ربِّها فأرضعت مُوسَى عليه السَّلام. قال الطَّاهر بِن عَاشُور رَحِمَهُ الله: (وَإِنَّمَا أَمَرَهَا اللَّهُ بِإِرْضَاعِهِ لِتَقْوَى بُنْيَتُهُ بِلِبَانِ أُمِّهِ؛ فَإِنَّهُ أَسْعَدُ بِالطِّفْلِ فِي أَوَّلِ عُمُرِهِ مِنْ لِبَانِ غَيْرِهَا، وَلِيَكُونَ لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ الْأَخِيرَةِ قَبْلَ إِلْقَائِهِ فِي الْيَمِّ قُوتٌ يَشُدُّ بُنْيَتَهُ فِيمَا بَيْنَ قَذْفِهِ فِي الْيَمِّ وَبَيْنَ الْتِقَاطِ آلِ فِرْعَوْنَ إِيَّاهُ وَإِيصَالِهِ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ وَابْتِغَاءِ الْمَرَاضِعِ وَدَلَالَةِ أُخْتِهِ إِيَّاهُمْ عَلَى أُمِّهِ إِلَى أَنْ أُحْضِرَتْ لِإِرْضَاعِهِ فَأُرْجِعَ إِلَيْهَا بَعْدَ أَنْ فَارَقَهَا بَعْضَ يَوْمٍ). (التحرير والتنوير 20/ 73)
أمَّا كم بقيت ترضعه، أو متى جاءها الخوف من عدوِّ الله فرعون؟ كلُّ هذا لا يعلمه إلَّا الله، وليس لنا علمٌ بذلك.
قال ابن جَرِيرٍ الطَّبَرِي رَحِمَهُ الله: (وَأَوْلَى قَوْلٍ قِيلَ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ، أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَمَرَ أُمّ مُوسَى أَنْ تُرْضِعَهُ، فَإِذَا خَافَتْ عَلَيْهِ مِنْ عَدُوِّ اللَّهِ فِرْعَوْنَ وَجُنْدِهِ أَنْ تُلْقِيَهُ فِي الْيَمِّ. وَجَائِزٌ أَنْ تَكُونَ خَافَتْهُمْ عَلَيْهِ بَعْدَ أَشْهُرٍ مِنْ وِلَادِهَا إِيَّاهُ؛ وَأَيُّ ذَلِكَ كَانَ، فَقَدْ فَعَلَتْ مَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهَا فِيهِ، وَلَا خَبَرَ قَامَتْ بِهِ حُجَّةٌ، وَلَا فِطْرَةَ فِي الْعَقْلِ لِبَيَانِ أَيِّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ أَيٍّ، فَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصِّحَّةِ أَنْ يُقَالَ كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ). (جامع البيان 18/ 157)
فكان من وحي الله لها أن ترضعه، فإذا خافت عليه قذفته في اليمِّ، وهذه هي الطَّريقة الوحيدة التي أمامها لإنقاذه من زبانية فرعون.
قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص: 7]
وقال تعالى: (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) [طه: 39]
والأمر الإلهي الذي أوحاه الله إلى أُمِّ مُوسَى هو القذف في التابوت، ثم القذف في اليم؛ والقذف هو الرمي بشدة، فلماذا أمرها بقذفه بشدَّة مع أنه طفلٌ رضيع؟!
قال أَبُو زُهرَة رَحِمَهُ الله: (وإن فِي قوله: (أَنِ اقْذِفِيه فِي التَّابُوتِ) أي كان مما أوحى به الأمر بقذفه، والقذف هو الإلقاء، كما قال تعالى (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْب)، ولا شكَّ أنَّ التَّعبير بالقذف يفيد معنى الشدَّة فِي الإلقاء، وذلك للمعاناة النَّفسيَّة التي كانت تعتلج فِي قلب الأمِّ الرؤومِ، فكان التَّردد الشديد، ثم انتهى التَّردد بالإلقاء، وكأنَّها تقذف قطعة منها فِي تابوت مغلق لَا تدري بالحسِّ ما الله فاعلٌ بِهِ.
ألقته فِي التَّابوت بمعاناة نفسيَّةٍ، ثم ألقت التَّابوت الذي فيه مُوسَى قطعة نفسها فِي اليمِّ وهي فِي ألمٍ مريرٍ. والضمير فِي قوله تعالى: (اقذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ) يعود عَلَى موسى بلا ريب وأمَّا فِي قوله: (فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ) يحتمل أن يكون لموسى وأن يكون للتَّابوت، وفِي كلتا الحالين هي تقذفه وقلبها معلَّق به، والأوضح أن يكون لموسى، لقوله تعالى: (فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ) العداوة ليست للتابوت، وإنَّما هي لشخص الرسول الكليم.
معاناة المرأة في زمن موسى - 4
إذلال فرعون للنساء في زمن موسى عليه السلام
جعل الله المرأة سكنًا للرَّجل، وجعل الله الرَّجل سندًا للمرأة، تحتمي به من كل المخاوف، وتشعر بالأمن فِي كنفه، ولذلك تحب المرأة أن ترمي برأسها على صدر الرَّجل لتشعر بهذه الطمأنينة، وتحب أن ترى من الرَّجل قوَّته فِي الدفاع عنها وحمايتها.
كما أنَّها تحب أن تشعر بغَيرته عليها، بل قد تستثيره عمدًا لترى أثر هذه الغَيرة على وجهه، وفي تصرفاته، لأن هذه الغَيرة دليل على محبته لها، وفيها تظهر حمايته لها، والذبُّ عنها. فالمرأة عِرضُه الذي يحميه، ويخاف عليه من كل ما يؤذيه، أو يجرحه.
والرَّجل وقت الغَيرة فِي قمة الغضب، وشدة غليان قلبه على ما يحدث لزوجه.
والمرأة فِي قمة السَّعادة لما ترى من غَيرته، وإن كانت تخفِي سعادتها فلا يظهر لها أثر على وجهها الذي يمثل الخوف، فإن قلبها يمتلئ فرحًا بما ترى.
هذه السعادة التي تشعر بها المرأة فِي حال غيرة زوجها عليها، فقدتها المرأة فِي زمن موسى بسبب ظلم فرعون وإذلاله لزوجها.
وهذا هو النوع الرابع من العذاب الذي تمر به المرأة فِي زمن فرعون، وهو إذلال زوجها وإهانته وكسره، بما وضع فرعون من قوانين عليهم تهينهم، وتربيهم على الذُّل والخنوع وفقدان الرجولة، فلا يملك هذا الرَّجل أن يدافع عن زوجته، ولا عن مولودها، بل هو مستسلم لقرار فرعون بقتل الذكور من بني إسرائيل، فلا يحرك ساكنًا من أجله، ولا يدافع عن عرضه، ولا يرد عنها أيَّ نوع من أنواع العذاب الذي تسلَّط به فرعون على نساء بني إسرائيل.
ولم يقف الأمر عند هذا الحدِّ، بل إنَّ فرعون استخدم رجال بني إسرائيل فِي الأعمال الشاقة مع إذلالهم وتعذيبهم، حتى أصبحت شخصية غالب رجال بني إسرائيل فِي ذلك الزمان شخصية ضعيفة أمام طغيان فرعون وهامان وجنودهما.
و«هامان» ((هو اليد العاملة لفرعون، فيما يشاء. وقد يكون وزيرًا لفرعون، أو مستشارًا له، أو كبير جنده. وهو الذي دعاه فرعون إلى أن يبنى له صرحًا يطلع منه إلى إله موسى)). (التفسير القرآني للقرآن 10/ 310)
وهذه عادة الطغاة فِي الأرض، صناعة شخصيات ومناصب تعينهم على الطغيان. وهذا ما فعله فرعون، فجعل هامان وزيرًا له يُنفِّذ أوامره، ويبطش بالنَّاس.
وعادة ما يزيد طغيان أمثال هؤلاء الذين هم أعوان الظلمة لشعورهم أنَّ لهم سندًا يستمدون قوتهم منه، ويبطشون باسمه، وإن لم يأمرهم. ولو علم لن يخذلهم لأنه يريد البطش بالنَّاس ويعجبه ذلك.
فاجتمع على نساء بني إسرائيل بطش فرعون وهامان، من جهة، وضعف شخصية رجالهنَّ من جهة أخرى، فلا حماية لهنَّ، ولا صيانة لعرضهنَّ، ولا رحمة لمواليدهنَّ.
وهذا التعذيب والإذلال بأنواعه المختلفة كان قبل ولادة موسى عليه السلام.
فجاءت البشارة من الله لبني إسرائيل قبل ولادة موسى عليه السلام برفع الظلم عنهم، وإذلال عدوهم، فقال عَزَّ وَجَلَّ مبينًا قدره فِي إنهاء هذه المعاناة التي كانت تمرُّ بها المرأة: ﴿طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ [القصص: 1-6]
قال ابن جرير الطبري رحمه الله: ((ومعنى الكلامِ: إن فرعونَ علا فِي الأرضِ، وجعَل أهلَها من بني إسرائيلَ فِرَقًا، يَسْتَضْعِفُ طائفةً منهم، ونحن نُرِيدُ أن نَمُنَّ على الذين استَضْعَفهم فرعونُ فِي الأرضِ من بنى إسرائيلَ، ونَجْعَلَهم أئمةً)). (تفسير الطبري 18/ 152)
وقال القشيري رحمه الله: ((نريد أن نمنَّ على المستضعفين بالخلاص من أيديهم، وأن نجعلهم أئمة، بهم يهتدى الخلق، ومنهم يتعلم النَّاس سلوك طريق الصدق، ونبارك فِي أعمارهم، فيصيرون وارثين لأعمار من يناويهم، وتصير إليهم مساكنهم ومنازلهم فهم هداة وأعلام، وسادة وقادة بهم يُقتدى وبنورهم يُهتدى، ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ نزيل عنهم الخوف، ونرزقهم البسطة والاقتدار، ونمدُّ لهم فِي الأجل. ونُري فرعون وهامان وقومهما ما كانوا يحذرون من زوال ملكهم على أيديهم وأنَّ الحقَّ يُعطى وإن كان عند الخلق أنّه يُبطي)). (لطائف الإشارات 3/ 54)
معاناة المرأة في زمن موسى - 4
إذلال فرعون للنساء في زمن موسى عليه السلام
جعل الله المرأة سكنًا للرَّجل، وجعل الله الرَّجل سندًا للمرأة، تحتمي به من كل المخاوف، وتشعر بالأمن فِي كنفه، ولذلك تحب المرأة أن ترمي برأسها على صدر الرَّجل لتشعر بهذه الطمأنينة، وتحب أن ترى من الرَّجل قوَّته فِي الدفاع عنها وحمايتها.
كما أنَّها تحب أن تشعر بغَيرته عليها، بل قد تستثيره عمدًا لترى أثر هذه الغَيرة على وجهه، وفي تصرفاته، لأن هذه الغَيرة دليل على محبته لها، وفيها تظهر حمايته لها، والذبُّ عنها. فالمرأة عِرضُه الذي يحميه، ويخاف عليه من كل ما يؤذيه، أو يجرحه.
والرَّجل وقت الغَيرة فِي قمة الغضب، وشدة غليان قلبه على ما يحدث لزوجه.
والمرأة فِي قمة السَّعادة لما ترى من غَيرته، وإن كانت تخفِي سعادتها فلا يظهر لها أثر على وجهها الذي يمثل الخوف، فإن قلبها يمتلئ فرحًا بما ترى.
هذه السعادة التي تشعر بها المرأة فِي حال غيرة زوجها عليها، فقدتها المرأة فِي زمن موسى بسبب ظلم فرعون وإذلاله لزوجها.
وهذا هو النوع الرابع من العذاب الذي تمر به المرأة فِي زمن فرعون، وهو إذلال زوجها وإهانته وكسره، بما وضع فرعون من قوانين عليهم تهينهم، وتربيهم على الذُّل والخنوع وفقدان الرجولة، فلا يملك هذا الرَّجل أن يدافع عن زوجته، ولا عن مولودها، بل هو مستسلم لقرار فرعون بقتل الذكور من بني إسرائيل، فلا يحرك ساكنًا من أجله، ولا يدافع عن عرضه، ولا يرد عنها أيَّ نوع من أنواع العذاب الذي تسلَّط به فرعون على نساء بني إسرائيل.
ولم يقف الأمر عند هذا الحدِّ، بل إنَّ فرعون استخدم رجال بني إسرائيل فِي الأعمال الشاقة مع إذلالهم وتعذيبهم، حتى أصبحت شخصية غالب رجال بني إسرائيل فِي ذلك الزمان شخصية ضعيفة أمام طغيان فرعون وهامان وجنودهما.
و«هامان» ((هو اليد العاملة لفرعون، فيما يشاء. وقد يكون وزيرًا لفرعون، أو مستشارًا له، أو كبير جنده. وهو الذي دعاه فرعون إلى أن يبنى له صرحًا يطلع منه إلى إله موسى)). (التفسير القرآني للقرآن 10/ 310)
وهذه عادة الطغاة فِي الأرض، صناعة شخصيات ومناصب تعينهم على الطغيان. وهذا ما فعله فرعون، فجعل هامان وزيرًا له يُنفِّذ أوامره، ويبطش بالنَّاس.
وعادة ما يزيد طغيان أمثال هؤلاء الذين هم أعوان الظلمة لشعورهم أنَّ لهم سندًا يستمدون قوتهم منه، ويبطشون باسمه، وإن لم يأمرهم. ولو علم لن يخذلهم لأنه يريد البطش بالنَّاس ويعجبه ذلك.
فاجتمع على نساء بني إسرائيل بطش فرعون وهامان، من جهة، وضعف شخصية رجالهنَّ من جهة أخرى، فلا حماية لهنَّ، ولا صيانة لعرضهنَّ، ولا رحمة لمواليدهنَّ.
وهذا التعذيب والإذلال بأنواعه المختلفة كان قبل ولادة موسى عليه السلام.
فجاءت البشارة من الله لبني إسرائيل قبل ولادة موسى عليه السلام برفع الظلم عنهم، وإذلال عدوهم، فقال عَزَّ وَجَلَّ مبينًا قدره فِي إنهاء هذه المعاناة التي كانت تمرُّ بها المرأة: ﴿طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ [القصص: 1-6]
قال ابن جرير الطبري رحمه الله: ((ومعنى الكلامِ: إن فرعونَ علا فِي الأرضِ، وجعَل أهلَها من بني إسرائيلَ فِرَقًا، يَسْتَضْعِفُ طائفةً منهم، ونحن نُرِيدُ أن نَمُنَّ على الذين استَضْعَفهم فرعونُ فِي الأرضِ من بنى إسرائيلَ، ونَجْعَلَهم أئمةً)). (تفسير الطبري 18/ 152)
وقال القشيري رحمه الله: ((نريد أن نمنَّ على المستضعفين بالخلاص من أيديهم، وأن نجعلهم أئمة، بهم يهتدى الخلق، ومنهم يتعلم النَّاس سلوك طريق الصدق، ونبارك فِي أعمارهم، فيصيرون وارثين لأعمار من يناويهم، وتصير إليهم مساكنهم ومنازلهم فهم هداة وأعلام، وسادة وقادة بهم يُقتدى وبنورهم يُهتدى، ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ نزيل عنهم الخوف، ونرزقهم البسطة والاقتدار، ونمدُّ لهم فِي الأجل. ونُري فرعون وهامان وقومهما ما كانوا يحذرون من زوال ملكهم على أيديهم وأنَّ الحقَّ يُعطى وإن كان عند الخلق أنّه يُبطي)). (لطائف الإشارات 3/ 54)
حرية التفكير لا تعني إقصاء الآخرين ..
وحرية التعبير لا تعني الإساءة إليهم .
النية مكانها العقل
اطلاق النوايا - قانون النية
المشيئة الكونية - الإنسان الكوني
كورس المشيئة - شجرة الأمنيات
النفس الحقيقة - الشرارة الإلهية
لقاء تأصلي يكشف حقيقة هذه المفاهيم ومتعلقاتها
https://youtu.be/Fe4BLnKbkNE?si=c3dg0FZOL569gIRq
رابط المحاضرة على يوتيوب
قناة صون العقول
/channel/Sawn_El_akol
#sawn_al_akol
معاناة المرأة في زمن موسى - 3
تعذيب فرعون للنساء في زمن موسى عليه السلام
ذكر الله لنا قصَّة تعذيب فرعون لنساء بني إسرائيل في خمس سور من القرآن؛ فِي سورة البقرة، وسورة الأعراف، وسورة إبراهيم، وسورة القصص وسورة غافر.
قال تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٤٩)) [البقرة: 49]
وقال تعالى: (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (١٤١)) [الأعراف: 141]
وقال سبحانه: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) [إبراهيم: 6]
وقال عزَّ وجلَّ: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 4]
وقال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) [غافر: 25]
معنى سوء العذاب:
عذب فرعون نساء بني إسرائيل بأنواع العذاب المختلفة، منها:
النوع الأول: إبقائهن على قيد الحياة لإذلالهن:
قال ابن جَرِيرٍ الطَّبَرِي رَحِمَهُ الله: (فَأَمَّا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ: (سُوءَ الْعَذَابِ) [البقرة: ٤٩] فَإِنَّهُ يَعْنِي: مَا سَاءَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ. وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَشَدُّ الْعَذَابِ؛ وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مَعْنَاهُ لَقِيلَ: أَسْوَأَ الْعَذَابِ.
فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ: وَمَا ذَلِكَ الْعَذَابُ الَّذِي كَانُوا يَسُومُونَهُمُ الَّذِي كَانَ يَسُوءُهُمْ؟
قِيلَ: هُوَ مَا وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: (يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ)).
(جامع البيان 1/644)
وقال ابن تيمية رَحِمَهُ الله: (فهذا الذبح والاستحياء هو سوء العذاب). (اقتضاء الصراط المستقيم 1/204)
وقال محمد رشيد رضا رَحِمَهُ الله: (وَلَمَّا كَانَتِ التَّنْجِيَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا مِنْ ظُلْمٍ أَوْ شَرٍّ، بَيَّنَ مَا نَجَّاهُمْ مِنْهُ بِقَوْلِهِ: (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) أَيْ: يُكَلِّفُونَكُمْ وَيَبْغُونَكُمْ مَا يَسُوءُكُمْ وَيُذِلُّكُمْ مِنَ الْعَذَابِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ (يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ) أَيْ: يَقْتُلُونَ ذُكْرَانَ نَسْلِكُمْ، وَيَسْتَبْقُونَ إِنَاثَهُ أَحْيَاءً لِإِضْعَافِكُمْ وَإِذْلَالِكُمُ الْمُفْضِي إِلَى قَطْعِ نَسْلِكُمْ وَإِبَادَتِكُمْ (وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) أَيْ: وَفِي ذَلِكُمُ الْعَذَابِ وَفِي التَّنْجِيَةِ مِنْهُ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا بَلَاءٌ وَامْتِحَانٌ عَظِيمٌ لَكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ، كَمَا قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)). (تفسير المنار 1/256)
وقال الطَّاهر بِن عَاشُور رَحِمَهُ الله: (وَالِاسْتِحْيَاءُ اسْتِفْعَالٌ يَدُلُّ عَلَى الطَّلَبِ لِلْحَيَاةِ أَيْ يُبْقُونَهُنَّ أَحْيَاءً أَوْ يَطْلُبُونَ حَيَاتَهُنَّ. وَوَجْهُ ذِكْرِهِ هُنَا فِي مَعْرِضِ التَّذْكِيرِ بِمَا نَالَهُمْ مِنَ الْمَصَائِبِ أَنَّ هَذَا الِاسْتِحْيَاءَ لِلْإِنَاثِ كَانَ الْمَقْصِدُ مِنْهُ خَبِيثًا وَهُوَ أَنْ يَعْتَدُوا عَلَى أَعْرَاضِهِنَّ وَلَا يَجِدْنَ بُدًّا مِنَ الْإِجَابَةِ بِحُكْمِ الْأَسْرِ وَالِاسْتِرْقَاقِ فَيَكُونُ قَوْلُهُ: (وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) كِنَايَةً عَنِ اسْتِحْيَاءٍ خَاصٍّ وَلِذَلِكَ أُدْخِلَ فِي الْإِشَارَةِ فِي قَوْلِهِ: (وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) وَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ مِنَ الِاسْتِحْيَاءِ ظَاهِرَهُ لَمَا كَانَ وَجْهٌ لِعَطْفِهِ عَلَى تِلْكَ الْمُصِيبَةِ). (التحرير والتنوير 1/492)
وقال الشنقيطي رَحِمَهُ الله: (قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ) الْآيَةَ.
قصة معاناة المرأة فِي زمن موسى - 2
إهانة الرِّجال بظلم النساء
من أكبر صور الدناءة عند الطغاة عبر التاريخ، إهانة الرَّجل بالتعدي على نسائه وظلمهم؛ أُمًّا كانت أو أُختًا، أو زوجةً أو بنتًا.
لأنَّ الرَّجل الشَّهم يقبل الموت على نفسه والتَّعذيب، ولا يُمسُّ عِرض نسائه بشيء.
والطُّغاة فِي كلِّ زمان يعرفون أنَّ هذه نقطة ضعف الرَّجل فيستعملونها لقهر الرِّجال.
وفرعون هو مدرسة الطُّغاة فِي تعاملهم مع الرِّجال، وخاصَّة العلماء والدُّعاة، فكلُّ طاغية ينهل من طريقة فرعون ويتشبَّه به، ولا يخلو طاغية عبر الزَّمن من التَّشبُّه بفرعون بصورة من الصُّور، ولذلك ذُكِرت قصَّة نبيِّ اللَّه موسى عليه السَّلام مع فرعون فِي كلِّ جزء من أجزاء القرآن الكريم، وهي أكثر قصَّة مفصَّلة فِي القرآن.
وقد سلك فرعون فِي قهر رجال بني إسرائيل طريق الإساءة إلى نسائهم وذرِّيَّاتهم. قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 4]
قال ابن جرير الطبري رحمه الله: (يقول تعالى ذكره: إنَّ فرعون تجبر فِي أرض مصر وتكبَّر، وعلا أهلها وقهرهم، حتَّى أقرُّوا له بالعبوديَّة). (تفسير الطبري 19/516)
وقال ابن كثير رحمه الله: (أَيْ تَكَبَّرَ وَتَجَبَّرَ وَطَغَى (وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعًا) أَيْ أَصْنَافًا قَدْ صَرَّفَ كُلَّ صِنْفٍ فِيمَا يُرِيدُ مِنْ أمور دولته.
وقوله تعالى: (يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ) يَعْنِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ خِيَارَ أَهْلِ زَمَانِهِمْ، هَذَا وقد سُلِّط عليهم هذا الملك الجبَّار العتيد يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي أَخَسِّ الْأَعْمَالِ، وَيُكِدُّهُمْ لَيْلًا وَنَهَارًا فِي أَشْغَالِهِ وَأَشْغَالِ رَعِيَّتِهِ، وَيَقْتُلُ مَعَ هَذَا أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ، إِهَانَةً لَهُمْ وَاحْتِقَارًا وَخَوْفًا مِنْ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُمُ الْغُلَامُ الَّذِي كَانَ قد تخوَّف هو وأهل مملكته منه أَنْ يُوجَدَ مِنْهُمْ غُلَامٌ، يَكُونُ سَبَبُ هَلَاكِهِ وَذَهَابُ دَوْلَتِهِ عَلَى يَدَيْهِ). (تفسير ابن كثير 6/ 198)
وقال السعدي رحمه الله: (فأوَّل هذه القصَّة: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ) فِي ملكه وسلطانه وجنوده وجبروته، فصار من أهل العلو فيها، لا من الأعلين فيها. (وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا) أي: طوائف متفرقة، يتصرف فيهم بشهوته، وينفذ فيهم ما أراد من قهره، وسطوته. (يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ) وتلك الطَّائفة، هم بنو إسرائيل، الَّذين فضَّلهم اللَّه على العالمين، الَّذين ينبغي له أن يكرمهم ويجلَّهم، ولكنَّه استضعفهم، بحيث إنَّه رأى أنَّهم لا منعة لهم تمنعهم ممَّا أراده فيهم، فصار لا يبالي بهم، ولا يهتمُّ بشأنهم، وبلغت به الحال إلى أنَّه (يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ) خوفًا من أن يكثروا، فيغمروه فِي بلاده، ويصير لهم الملك. (إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) الذين لا قصد لهم فِي إصلاح الدين، ولا إصلاح الدنيا، وهذا من إفساده فِي الأرض). (تفسير السعدي 611)
لقد احتقر فرعون رجال بني إسرائيل وأهانهم بقتل أبنائهم واستغلال نسائهم، وهذا هو سوء العذاب.
إنَّ هذا الأسلوب فِي قهر الرِّجال لا يزال يُعمل به فِي زماننا هذا، ولكن بطرقٍ حديثة.
فقانون العنف ضدَّ النِّساء يهين الرَّجل، فلا كلمة له على زوجته، ولا حقَّ له عليها!
واتِّفاقيَّة (القضاء على جميع أشكال التَّمييز ضدَّ المرأة) والمشهورة بـ (سيداو) تُهين المرأة وتمسخ شخصيَّتها وتُلغي كلَّ خصوصيَّة لها فِي أيِّ مكان، لأنَّهم يعدُّون خصوصيَّاتها تمييزًا للرَّجل عليها!
فترغم البنت على الدِّراسة مع الشَّابِّ، وإذا مرضت المرأة كشف عليها الرِّجال، بل لا يوجد فِي أيِّ قاعة انتظار فِي أيِّ منشِّط حكوميّ أو خاصّ، مكانًا خاصًّا بالمرأة. وهذا يقهر الرَّجل الصَّالح الَّذي يريد تربية أهل بيته على تعاليم الإسلام.
وقانون الطِّفل يُجرِّئ الفتاة على أبيها، ويمنع الأب من تأديب ابنته بأيِّ صورةٍ من صور التَّأديب المأذون بها شرعًا، ولو تجرَّأ الأب على ذلك، فيمكنها أن تشتكي عليه!
ولا يستطيع الأب أن يمنع ابنته من السفر لوحدها، أو يمنعها من حضور الحفلات المختلطة، أو غيرها. وبهذا يُقهر الرِّجال فِي بلاد المسلمين على أيدي الموالين للغرب من المسلمين والمنافقين.
ولكن، هل هؤلاء الذين ينادون بهذه القوانين أكرموا المرأة بقوانينهم أم استغلوها؟
والجواب تعرفه كلُّ امرأة عاقلة، فهي تعلم جيدًا فِي قرارة نفسها أنَّهم بهذه القوانين إنَّما يريدونها سلعة يستمتعون بها ويستخدمونها فِي الكسب المادي لهم.
قِصَّة مُعَانَاةِ اَلمَرْأَةِ فِي زَمَنِ مُوسَى- عَلَيْهِ اَلسَّلامُ (1)
الحمْد لِلَّه ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على أَشرَف الأنْبياء والمرْسلين نَبِينَا مُحمَّد وَعلَى آله وَصحبِه أجْمعين، وبعْد،
خَلق اَللَّه المرْأة لِتكون سكنًا لِلرَّجل، فكانتْ أُمُّنا حَوَّاء سكنًا لِأبينَا آدمَ- عليْه السَّلام- وليتحقَّق هذَا السَّكَنُ، جعل اَللَّه فِي قَلب الرَّجل والمرْأة المَودة والرَّحْمة مِن أَوَّل النَّظْرة الشَّرْعيَّة، وَالتِي هِي آية مِن آيات اللَّه العظيمة تَحْتاج إِلى تَأمُّل وتفكُّرٍ. قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]
قال الثعالبي رحمه الله: (الرَّجل لا يسكن إلى شيء كسكونه إلى زوجته الموافقة المواتية له، لأنَّ الله عزَّ اسمُه يقول: (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) ولم يخصص بهذه الصِّفة غير النِّساء، ولذلك يهجر الرَّجل والديه وأولاده ومن دونهم بسبب زوجته، ولذلك لا يهتم أحدٌ لأحدٍ كاهتمام المرأة الصَّالحة لزوجها فِي شفقتها عليه وعلى عياله، ولا يكاد يتم أمر منزل الرَّجل ومروءته إلا بِحُرَّة شفيقة رفيعة صالحة عفيفة، وإلا اختلت أموره واضطربت أسبابه). (اللطائف والظرائف 164)
فهذه المرأة بمجرد أن يُعقد عليها تُقبل على هذا الرَّجل الغريب بكلِّيتها وبكامل سعادتها، وتشعر من أوَّل يومٍ بقوَّة ارتباطٍ عاطفِي نحوه، ولو قيل للرَّجل اصنع هذا الارتباط فِي ليلةٍ واحدةٍ لما استطاع.
ثم هذه الرَّحمة التي يشعر بها الرَّجل فِي قلبه تجاه هذه المرأة؛ لو قيل له: كيف وُجدت فِي قلبك من أوَّل ليلة؟ لما استطاع أن يجيب.
فتَكونَت اَلأُسرة وَتَكونَت المجْتمعات وَعَاش النَّاس على هَذِه العلاقة مُنْذ خَلق اللَّه أَبَانا آدم وأُمَّنا حوَّاءَ، وَسَتبقَى إِلى أن يَرِثَ اللَّه الأرْض ومن عليْهَا.
وَلكِن عَبْر التَّاريخ البشَريِّ مَرَّت أَزمِنة ظُلمَت فِيهَا المرْأة وانْتُقص مِن قدْرهَا وعانتْ مُعانَاة شَدِيدَة بِسَبب بُعْد النَّاس عن دِين اَللَّه اَلذِي أَنزَله على رُسله، فاخْتَرع النَّاسُ لِأنْفسهم عاداتٍ وتقاليدَ مَبنِية على الهوى والجَهْل والخرافة، بل عَبدُوا غَيْر اللَّه عزَّ وَجلَّ، وشرعوا لِأنْفسهم التَّشْريعات اَلتِي مَا أَنزَل اللَّه بِهَا مِن سُلطانٍ.
وَطَبيعَةُ أيِّ تَشرِيع يَضعُه البشرُ لِأنْفسهم أَنَّه يُرَاعِي مَصْلَحة مَن وَضعه مِن أَصحَاب اَلقُوة والنُّفوذ فِي المجْتمع، وَهذَا سيؤدِّي حتْمًا إِلى ظُلم اَلضعِيف فِي المجْتمع.
فلَا يُوجَد فِي الأرْض تَشرِيعٌ اخترعه النَّاس مِن عِنْد أَنفُسهم يُعْطِي اَلجمِيعَ حَقَّهُ، ويحقِّق مصالحَهمْ، لِأنَّ مَن يضع التَّشْريعاتِ يُرَاعِي نَفسَه وَنفُوذَه ومصالحَه وَمَن مَعهُ، ولَا يُرَاعِي النَّاس.
والملاحظ أنَّ أَكثَر مَن ظُلم فِي التَّشْريعات البشريَّة عَبْر التَّاريخ قَبْل الإسْلام، وَفِي زَمانِنا هذَا بَعْد إِعْراضنَا عن شَرْع اللهِ، والتزامنَا بِالقوانين الوضْعيَّة والمواثيق الدَّوْليَّة- أَقُول أَكثَر مَن ظُلم هِي المرْأةُ.
فالمرْأة عِنْد اليونان تُعتَبَرُ رِجْسًا، وكانتْ مُسْتعْبدة لا حقَّ لَهَا فِي شيْء، تُبَاعُ وتُشْترى، فَلمَّا تَمرَّدَت على هذَا الواقع أَصبَحت مُبتذلَة فِي كُلِّ وادٍ ونادٍ، تَختَلِط بِالرِّجال فيأْخذون مِنهَا أعزَّ مَا تَملِك ثُمَّ يتْركونهَا تعيش آلامَهَا وحْدهَا!
وَأَمَّا عِنْد اَلرُّومَانِ فَهِيَ مِلكٌ لِأَبِيهَا وَلَيْسَ لَهَا حَقُّ اَلتَّصَرُّفِ فِيمَا تَمْلِكُ، فَلَمَّا تَمَرَّدَتْ عَلَى وَضْعِهَا، أَعْطَوْهَا حَقَّ اَلمِلكِيَّةِ فِي بَيْعِ نَفْسِهَا لَمِنْ تُرِيدُ بَعْد وَفَاةِ أَبِيهَا، وَإِذَا تَزَوَّجَتْ أَصْبَحَ اَلحَقُّ كُلُّهُ لِزَوْجِهَا، وَلَيْسَ لَهَا حَقٌّ فِي شَيْءٍ!
وَأمَّا اَلهُنود فلم يروْا لِلمرْأة حقًّا فِي الحيَاة بَعْد وَفَاة زوْجهَا، فَتُحرَق معه بَعْد مَماتِه وَهِي حَيَّة. وَهِي أَسوَأ مَخلُوق عِنْدهم على وَجْه اَلأرْضِ!
واليهود لمَّا حَرَّفُوا التَّوْراة شَرعُوا لِأنْفسهم احتِقار المرْأة، وَمَنعهَا مِن الميراث، ويعْتبرونهَا لَعنَة لِأنَّهَا أَغوَت أبانَا آدم وأخْرجتْه مِن الجنَّة!
أَمَّا إِذَا حَاضَت فيعْتبرونهَا نجسة، وتَنجَّس كُلُّ شَيْء تَمسُّه بِيدهَا، فيعْتزلونهَا تمامًا؛ فلَا يجْتمعون مَعهَا فِي أَكْلٍ أو شُرْبٍ أو فِرَاشٍ واحد!
والنَّصارى مِثْلُ اليهود، لمَّا حَرفُوا دِينهم أهانوا المرْأة واعْتبروهَا باب الشَّيْطان لِلفتْنة والإغْواء، وناقشوا فِي أحد مُؤْتمراتهم مَوضُوع المرْأة، وهل هِي إِنسَان أَم غَيْر إِنْسان؟!
رابعا: أن تؤمن أن الذكورة السامة هي سبب الحروب في العالم (( مافيش حاجة اسمها تدافع منذ بداية الخليقة .. لولا الذكورة لكانت الحياة بقى لونها بمبي))
خامسا: أن تعترف أن الذكورة هي السبب الوحيد للاغتصابات والتحرشات وتكون العصابات وكل الشرور
((مش النظم السياسية للدول ولا حاجة))
سادسا: عليك أن تشارك في العمل المنزلي كله ورعاية الأطفال، وتغيير الحفاض والرضاع 🙊
سابعا: عليك ألا تسأل زوجتك أين تذهب ومن أين تجيئ، وأن تحترم كافة خصوصياتها، وألا تنظر لنفسك كرب أسرة.
ثامنا: وإذا أردت الدواء الناجع؛ فعليك أن تضع الميكاب بشكل يومي، وتزيل شعر جسدك بالكامل، وترتدي فستانا مثل المغني المتحضر بيللي بورتر الذي ارتدي فستانا، متحديا بذلك الاستعلاء الذكوري على النساء!!
تاسعا: الوقاية خير من العلاج، عليك أن تربي ولدك الذكر ليصبح شخصيا "سوو كيوت"، ويلعب بالعروسة كأخته، وإياك أن تذكر أمامه أنه رجل أو ذكر أو تحاول أن تعرفه جنسه "لايفكر إن ده يستلزم مغايرة مع أخته ولا حاجة... كفى الله الشر".
وإذ لم تفعل كل هذا، فعليك أن تعلم أنه بحسب بعض الأبحاث الطبية (التي تصل فيها الباحثة للنتيجة قبل أن تبدأ الدراسة) فإن متوسط عمرك سيقل، وتكون عرضة للموت المبكر -يا ذكوري يا وحش😜-
هذه الأفكار التي لم أبالغ في طرحها قيد أنملة، بل ربما قصرت في وصفها تتسرب إلينا يوما بعد يوم، خاصة عبر أساليب التربية الحديثة، مغلفة بعبارات عاطفية لاستمالة الأمهات والضغط عليهن، بالأوضاع المزرية التي يحيين فيها، والتي فرضتها علينا جميعا الجاهلية بمؤسساتها وسياساتها.
فإن كنتِ ترومين للإسلام رفعة؛ فربي رجل حرب، يأكل ولا يُؤكل، لا شبه أنثى ...
#بيلسان
⚠️
لا تتفاني في إسعاد زوجكِ
⚠️إذا كنتَ تبحث عن زوجة صالحة أو كنتِ في سن الزواج وتريدين بناء بيتًا مسلمًا صالحًا تواصل/ي مع مبادرة سڪـــن واطلب/ي استمارتك👇👇
▫️
https://youtu.be/AlSGlCQAtQI
#يوغا
💢تصريح بيث إيكيرت أحد الممارسات التائبات من اليوغا والفلسفات الشرقية وأفكار العصر الجديد New Age
💢تحذر الجميع بأن ممارسة اليوغا هي استخدام الجسد لاستدعاء قوة روح الكونداليني أي الإلٰهة شاكتي أي الشيطان فيكون الجسد بذلك عبارة عن مدخلاً للشيطان.
#صفحات🅢🅗🅢
http://t.me/Easternphilosophies
▫️
من معاول الهدم في بناء العلاقة الزوجية؛ وجود بعض الممارسات أو التصرفات السلبية المتكررة لأحد الزوجين تضايق الآخر، ومع ذلك فهي متروكة منهما دون الجلوس معًا لتفاهم يضع حدًّا لنهاية تلك المنغصات التي قد تكون صغيرة في نفسها لكنها مدمرة مع كثرة تكررها، وما تسببه من خلاف وألم مستمر!
د.عايض الدوسري
الملل في العلاقات الزوجية حالة طبيعية تصيب الجميع، فالمشاعر تتغير بتغير الظروف والنفسيات، ولا مشكلة من وجود المشاعر الباردة أحياناً، والملل أحياناً أخرى، طالما أنها عارضة ومؤقتة، لكن في حال استمرارها، لا بد من التحرك وجلوس الزوجين لمناقشة الملل والروتين الذي أصاب حياتهما، وآلية التجديد فيه، وما لذي ينبغي أن يتم تجديده.
عبدالعزيز الحسيني
وهذا التسلُّط من المرأة على زوجها لا يصدر إلا من امرأة لم تلتزم بتعاليم هذا الدين العظيم. فهو ظالم سلَّط الله عليه ظالمًا مثله، كما قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأن
عام: 129]
أما المرأة الصالحة فإنها لا تفعل ذلك، ولو ظلمها زوجها، لأنها تتعامل مع الله، وتريد ما عند الله من الثواب، فلا تقابل السيئة بمثلها، امتثالًا لقوله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 34-35].
فالتصرُّفات السيئة من الزوج تُدفع بأعمالٍ حسنة من الزَّوجة، حتى تنقلب العداوة إلى مودة.
ولعل من الأمور العظيمة التي لو فعلتها الزوجة فهي من أهل الجنة، ما جاء ذكره في حديث النبي والذي قال فيه: (أَلا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْوَدُودُ، الْوَلُودُ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا، الَّتِي إِذَا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا، ثُمَّ تَقُولُ وَاللهِ لا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى). (رواه النسائي في الكبرى)
وهذا الخُلُق لا تفعله مَن في نفسها شيءٌ من الكِبْر.
وهكذا صرف الله فرعون عن قتل موسى وجعل امرأته سببًا في ذلك، فدخل موسى عليه السلام قصر فرعون الذي ينتظره منذ سنوات ليقتله، وأدخله الله في قلب امرأة فرعون من أول نظرة نظرت إليه، وهي من مِنَنِ الله على موسى كما قال الله تعالى: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) [طه: 39].
فموسى عليه السلام في قصر فرعون وفي قلب امرأة فرعون في آن واحد، فماذا سيفعل فرعون ليصرف عن نفسه أمر الله الذي قضاه في سابق علمه: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) [القصص: 5 - 6]؟
لم تنته مِنَّة الله على موسى، ولم تنته معاناة أُمِّ موسى من فقدها لرضيعها، وإن كانت هذه خطوة ثانية في الفرج من الذي تعانيه أُمُّ موسى، ولكنها لم تعلم بها.
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
7 رمضان 1446هـ
ويلاحظ أنَّ العطف كله بالفاء التي تفيد التَّرتيب والتَّعقيب من غير تراخ زمني؛ ذلك لأنَّ الأُمَّ الرؤوم تريد المسارعة بنجاة ولدها الحبيب من الذبح، والإلقاء هو السبيل الوحيد أمامها، والله سبحانه وتعالى الذي ألهمها بإلهامه الذي هو وحي، ينقذه قبل أن يموت جوعًا أو تتقاذفه الرياح، يعجل سبحانه وتعالى بالنجاة فألقاه فِي الساحل). (زهرة التفاسير 9/ 4723)
وهناك فرقٌ بين طريقة قذف أُمِّ مُوسَى لموسى في اليمِّ، وإلقاء اليمِّ لموسى على الساحل. قال أَبُو زُهرَة رَحِمَهُ الله: (وقد عبَّر عن وجوده عَلَى الساحل بالإلقاء دون القذف؛ لأنَّ القذف يكون من أعَلَى لأسفل ولأن الإلقاء لم يكن بمعاناة من الأُمِّ، بل كان برحمة من الله تعالى). (زهرة التفاسير 9/ 4724)
وهنا بدأت المرحلة الثَّالثة من المعاناة؛ وهي فقد أُمِّ مُوسَى لرضيعها.
موسى عليه السلام، ذلك الطفل الرضيع ملقى في تابوت في اليمِّ، واليمُّ يجري بالتابوت بعيدًا عن عين أُمِّ مُوسَى، ثمَّ يتَّجه به بأمر الله إلى قصر الطاغية فرعون؛ وقصر فرعون يطل على النهر، فرآه الحرس فانتشلوه من النَّهر وأحضروه أمام فرعون وامرأته.
والقرار المتوقع هو قتله، لأنَّ الحال في تلك السنة هو قتل كلِّ مولود ذكر يولد لبني إسرائيل.
فهل استطاع فرعون قتله؟
وكيف صرف الله عن موسى القتل؟
وكيف كان حال أُمِّ مُوسَى وقد فقدت التابوت الذي فيه رضيعها؛ موسى عليه السلام؟
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
6 رمضان 1446هـ
وقال ابن كثير رحمه الله: ((وقوله تعالى: ﴿يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ﴾ يعني بني إسرائيل، وكانوا فِي ذلك الوقت خيار أهل زمانهم، هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبَّار العتيد يستعملهم فِي أخس الأعمال، ويكدهم ليلًا ونهارًا فِي أشغاله وأشغال رعيته، ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحيي نساءهم، إهانة لهم واحتقارًا وخوفًا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته منه أن يوجد منهم غلام يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه)).
وقال أيضًا: ((أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى، فما نفعه ذلك مع قدرة الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري ولا يغلب، بل نفذ حكمه وجرى قلمه فِي القدم بأن يكون هلاك فرعون على يديه، بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفًا من الولدان، إنَّما منشؤه ومرباه على فراشك وفِي دارك، وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدلـله وتتفداه، وحتفُك وهلاكُك وهلاكُ جنودِك على يديه، لتعلم أن ربَّ السموات العلا هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال، الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن)). (تفسير ابن كثير 6/ 198)
ومثل هذه البشارة التي نالها بنو إسرائيل، بشرنا الله بها فِي قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]
قال ابن كثير رحمه: ((هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بأنَّه سيجعل أُمَّته خلفاء الأرض، أي أئمة النَّاس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد. وليُبدِّلنَّهم من بعد خوفهم من النَّاس أمنًا وحُكمًا فيهم)). (تفسير ابن كثير 6/ 70)
فأبشري أختي الكريمة بنصر الله، ورفع معاناتك وتبديلها مهما كان الطغيان، ومهما فعل الطواغيت، فأمر الله نافذ بعلوِّ هذا الدين، ونصرة أهله، جعلنا الله ممن ينصرون دينه.
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
4 رمضان 1446هـ
وقال ابن كثير رحمه الله: ((وقوله تعالى: ﴿يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ﴾ يعني بني إسرائيل، وكانوا فِي ذلك الوقت خيار أهل زمانهم، هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبَّار العتيد يستعملهم فِي أخس الأعمال، ويكدهم ليلًا ونهارًا فِي أشغاله وأشغال رعيته، ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحيي نساءهم، إهانة لهم واحتقارًا وخوفًا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته منه أن يوجد منهم غلام يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه)).
وقال أيضًا: ((أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى، فما نفعه ذلك مع قدرة الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري ولا يغلب، بل نفذ حكمه وجرى قلمه فِي القدم بأن يكون هلاك فرعون على يديه، بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفًا من الولدان، إنَّما منشؤه ومرباه على فراشك وفِي دارك، وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدلـله وتتفداه، وحتفُك وهلاكُك وهلاكُ جنودِك على يديه، لتعلم أن ربَّ السموات العلا هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال، الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن)). (تفسير ابن كثير 6/ 198)
ومثل هذه البشارة التي نالها بنو إسرائيل، بشرنا الله بها فِي قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]
قال ابن كثير رحمه: ((هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بأنَّه سيجعل أُمَّته خلفاء الأرض، أي أئمة النَّاس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد. وليُبدِّلنَّهم من بعد خوفهم من النَّاس أمنًا وحُكمًا فيهم)). (تفسير ابن كثير 6/ 70)
فأبشري أختي الكريمة بنصر الله، ورفع معاناتك وتبديلها مهما كان الطغيان، ومهما فعل الطواغيت، فأمر الله نافذ بعلوِّ هذا الدين، ونصرة أهله، جعلنا الله ممن ينصرون دينه.
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
4 رمضان 1446هـ
من مظاهر العقوق أن يهجر الابن أباه أو أمه !
لا لمخالفة من الوالدين، بل لأمر لم يوافق صلف الابن أو مزاجه ، يريد بذلك أن (يؤدّب) والديه ، اللذين لم يقصرا في تربيته!
فهذا من الكبائر ، والله له بالمرصاد.
من تمام نعمة الله على المرأة أن يُوفّقها لعبادته بأصغر ما تأتي من الأعمال وأحقرها في نظر الناس، فتصيرُ حركتها في بيتها بحسن نيتِها أجرًا ومثوبة، وتبتغي الحسنات في طبخ الطبخة لأهلها وتمهيد فراشهم ومجلسهم وغسل ثيابهم.
ومن أجمل ذكاء المرأة ألا تبطل هذا كله أو تُنقص منه بمنةٍ تمنُّها أو ضيق خُلُقٍ أثناء الشغل، وما إمساكها نفسها عن المنة والضيق إلا لأنها تعلم أنها مُتعبَّدةٌ بإصلاح شأن أهلها كتعبُّدها بالصيام والصلاة والقرآن والذكر.
أفلحتْ من كانت حركتها في بيتها عبادة، وأفلحت من وُفقت لاستغلال أوقات شغل البيت في ذكرٍ أو سماع درس، هذا الدين ليست الطاعة فيه حصرًا على المتفرّغ، بل قال من فهموا عن الله: «عاداتُ أهل اليقظة عبادات»، فما أثقل الميزان بشغل البيت إذا صلحت النية.
شيماء
ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اسْتِحْيَاءَ النِّساء مِنْ جُمْلَةِ الْعَذَابِ الَّذِي كَانَ يَسُومُهُمْ فِرْعَوْنُ، وَقَدْ جَاءَ فِي آيَةٍ أُخْرَى مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْإِنَاثَ هِبَةٌ مِنْ هِبَاتِ اللَّهِ لِمَنْ أَعْطَاهُنَّ لَهُ، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ) [الشورى: ٤٩]، فَبَقَاءُ بَعْضِ الْأَوْلَادِ عَلَى هَذَا خَيْرٌ مِنْ مَوْتِهِمْ كُلِّهِمْ، كَمَا قَالَ الْهُذَيْلُ:
حَمِدْتُ إِلَهِي بَعْدَ عُرْوَةَ إِذْ نَجَا
خِرَاشٌ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ
وَالْجَوَابُ عَنْ هَذَا، أَنَّ الْإِنَاثَ وَإِنْ كُنَّ هِبَةً مِنَ اللَّهِ لِمَنْ أَعْطَاهُنَّ لَهُ، فَبَقَاؤُهُنَّ تَحْتَ يَدِ الْعَدُوِّ يَفْعَلُ بِهِنَّ مَا يَشَاءُ مِنَ الْفَاحِشَةِ وَالْعَارِ، وَيَسْتَخْدِمُهُنَّ فِي الْأَعْمَالِ الشَّاقَّةِ نَوْعٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَمَوْتُهُنَّ رَاحَةٌ مِنْ هَذَا الْعَذَابِ، وَقَدْ كَانَ الْعَرَبُ يَتَمَنَّوْنَ مَوْتَ الْإِنَاثِ خَوْفًا مِنْ مِثْلِ هَذَا). (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب ص18)
وقال أَبُو زُهرَة رَحِمَهُ الله: (وقوله تعالى: (وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ)، أي يطلبون حياة نسائهم وبقاءهن، لا رغبة فِي ذات الإحياء بل ليكن إماءً فِي بيوتهم، ويستمتعون بجمالهنَّ، فهو ظلم فاحش لَا يعرفه إلا فرعون وأمثاله، كما رأينا واحدًا منهم فِي هذا الزمان). (زهرة التفاسير 8/ 3994)
فإبقاء النِّساء على قيد الحياة إنَّما هو لتعذيب الرِّجال وقهرهم، وهو من سوء العذاب.
فتتجلى لنا صور التعذيب بناء على ما ذكره أهل التفسير، وهي:
1) استخدامهن إماءً.
2) الاعتداءُ على أعراضهنَّ.
3) قهر رجالِهنَّ.
النوع الثاني: قتل أطفالهنَّ:
وهذا نوع من العذاب أشدُّ من الأول على نفسية المرأة؛ فهذا الطفل الذي حملته في أحشائها تسعة أشهر، وتحملت مشاق الحمل وآلام المخاض والولادة، فلما فرحت بولادته، يأتي إليها جنود فرعون لقتله! فكيف ستكون نفسية هذه الأم الثكلى، وكم سيستمر هذا الألم والانكسار لدى الأم؟!
النوع الثالث: القلق والاضطراب النفسي:
وهذا نوع من العذاب الذي مرت به المرأة في زمن موسى عليه السلام، وهو القلق والاضطراب النفسي مع كل مرة تحمل فيها، فهي لا تدري هل سيكون مولودها ذكرًا فيقتل، أم أنثى ستترك لتهان وتذل إذا بلغت؟!
ويستمر هذا العذاب معها تسعة أشهر من القلق والخوف والاضطراب، لا تعرف كيف تخفي حملها، ولا تعرف كيف تحمي جنينها، ولا تدري ما هو مصير هذا الحمل، وكيف ستكون النهاية؟!
فهل رأيتِ معاناة مثل هذه المعاناة تمر بها المرأة اليوم؟!
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
3 رمضان 1446هـ
وهؤلاء الذين وضعوا هذه القوانين وسعوا فِي تنفيذها فِي كل الدول، يعلمون أن الذي سيقف فِي طريقهم هُم الرِّجال من أولياء المرأة، لذلك شرعوا قوانين تُهين الرَّجل أمام المرأة، فإن سقط الرَّجل، سقط جدار الحماية للمرأة، فيفترسونها كما تفترس الذئاب الغنم عند غياب الراعي، فلم يبقوا منها شيئًا، ثم تُرمى بعد ذلك.
وقد تفرح المرأة بهذا الانفتاح والحرية التي يقدمونها لها، ولكنها فِي نهاية المطاف تدرك أنَّها خسرت خسارة كبيرة، يصعب على نفسيتها تجاوزها.
ولعل المرأة تتأمل فِي هذه الأسئلة:
لماذا قوانين الدول تسهل لك أمر الطلاق والخلع؟
ولماذا يكرهون لكِ البقاء تحت رجل يحميكِ؟
لماذا يحرِّضونكِ على والديكِ وخاصة الأب؟
لماذا يطالبونكِ بخلع الحجاب للعمل؟
ولماذا يخلطونكِ بالشباب فِي الدراسة الجامعية وغيرها ويصرون على ذلك؟
لماذا يعرقلون أمر الزواج ويشترطون أعمارًا معيَّنة، ويُشرِّعون القوانين التي تحمي هذه الشروط؟
هل تعتقدين أنهم يفعلون ذلك لمصلحتكِ فعلًا، أم أنَّ لهم غرضًا آخر؟
هل تظنين أن أحكام الشريعة جاءت للتضييق عليكِ؟ أو أنها تحابي الرَّجل ضدَّكِ؟
أختي الكريمة،
أدعوكِ إلى مراجعة هذا الموضوع فِي قرارة نفسكِ، إن كنتِ تؤمنين بالله واليوم الآخر، وارجعي إلى كتابِ ربِّكِ وابحثي فيه عن الحقيقة، وانظري إلى هدي نبيِّك كيف صان المرأة وأمر بحسن التعامل معها، ثم اختبري صدق محبَّتك له وأنت تقرئين قول الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر: 7]
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
2 رمضان 1446هـ
والعرب فِي الجاهلية دفنوها وهي حية مخافة العار، ومن عاش من النساء ولم توأد فليس لها حقٌّ فِي زواج ولا ميراث، ولا حرية، ونصيبها التشاؤم من ولادتها.
أما ما يسمى بالحضارة الغربية المعاصرة والتي جاءت بعد الثورة الفرنسية فلم يتغير وضع المرأة فيها إلى التكريم، بل وصل الحال بهم اليوم إلى استعمال المرأة فِي كل ملذَّاتهم، وأوهموها بأن التعري ومعاشرة من تشاء من الرجال حرية يجب أن تسعى لها وتطالب بها! ثم جعلوا ذلك فِي قوانين من صياغة البشر، وألزموا بها الدول ضمن اتفاقيات ومعاهدات وقوانين دولية، حاربوا بها شريعة الإسلام التي أنصفت المرأة وأعطتها حقوقها التي سلبها النَّاس منها بابتعادهم عن اتباع الرسل.
لقد عانت المرأة فِي الغرب زمن الإقطاعيين، وعانت زمن الثورة الصناعية، وعانت زمن ما يُسمَّى بالحرية، وكانت فِي كل هذه الأزمنة تُساوَم على شرفها وعِفَّتها، وتُستخدم فِي تحقيق مآرب أهل المال والقوة، ثم تُرمى فِي الحضيض لتعيش آلامها وحدها!
وليست الثورة الشيوعية البلشفية بأحسن حالًا فِي التعامل مع المرأة، بل كذبوا عليها فأصبحت مشاعًا للجميع، يتمتع بها من شاء، وليس لها حقٌّ فِي شيء.
وحرية المرأة وحقوقها التي ينادي بها الغرب اليوم لا تظهر فِي مواطن الحروب، فهذه المرأة السورية تعاني فِي المخيمات، والمرأة السودانية يُعتدى عليها وهي فِي بيتها، وقبلها الصومالية فِي حرب (إعادة الأمل) والتي أبادت الأمل، ومثلها كل امرأة مسلمة فِي بقاع الأرض تطحنها الحرب!
ومن تابع ما فعله الأمريكان فِي نساء العراق يموت بحسرته على واقع الأُمَّة المرير.
فهل هناك معاناة أكبر من معاناة المرأة عبر الزمن؟! فقد ظُلمت على أيدي أرباب المال والقوة من الكفَّار والملحدين والمنحرفين عن اتباع الرسل.
وقد شاركهم فِي ظلمهم للمرأة من ينتسب إلى دين الإسلام بصدها عن شريعة الله، والدفع بها إلى الفساد والمجون لتعيش فِي تعاسة بعدها، عندما ينتهي من الفجور بها أهل الفجور.
والعامل المشترك بين كل من ظلم المرأة عبر التاريخ هو البعد عن شريعة الله واختراع قوانين بشرية تهين المرأة، وهي تزعم أنها لصالح المرأة. ومن تأمل فِي هذه القوانين يدرك ذلك جيدًا.
فما معاناة المرأة فِي زمن موسى عليه السلام؟
في هذه السلسلة الرمضانية سنتحدث إن شاء الله عن معاناة المرأة في زمن موسى عليه السلام.
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
1 رمضان 1446هـ
لابد أن نعترف..
كما أن هناك نسويات يتسخطن على خلقة الله، ويؤولن النصوص لتتماشى مع النظرة الحداثية الجاهلية =
هناك من الرجال من يتعدى على خلق الله، ويتعامل مع المرأة كما لو أنها مخلوق متدن، وذاك بنظرة جاهلية أقرب ما تكون لنظرة مجتمع "ماكون" الذي اجتمع فيه بعض اللاهوتيين ليتساءلوا هل المرأة جسد فقط، أم لديها روح؟
هؤلاء الذكور هم من ينفثون في النسويات الروح، ويعززون آرائهن، وهم من يؤكدون لتابعاتهن أن أصل العلاقة بين الرجل والمرأة الصراع، وأن ثمة حربا قائمة منذ أول يوم وطئت قدم آدم الأرض.
هؤلاء الذكور الذين في الغالب يرون أنهم يواجهون الفكر النسوي وهم أولى بالرد والتنديد بأفكارهم المعوجة من كثير من النسويات المضحوك عليهن.
فأحدهم يقول ما يطلبه العالم من زوجته هو ما يطلبه عم عبده البواب (هذا مفهوم طالب العلم صاحب الكتب عن الزواج)،
وغيره يقول لم يخلقن للطبخ بل لخدمة الرجل ( بطريقة توحي بالتقليل من حسن تبعل المرأة والتعبير عنه بفهمه المعتل)،
وثالث يقول كالدواب (يمكن أنه نسي أن من حملته من الدواب!!)
وغيره لا يصف النساء إلا بالأفاعي !
دين محمد براء من أمراضكم النفسية.
نعم قد فضل الله جنس الرجال على جنس النساء فضل عموم لا خصوص، وحاشا أن نرد صريح القرآن -وهو تفضيل دنيوي لو تعلمون- لتستقيم الحياة، ويتكامل البيت المسلم.
لكنه لم يفرق بينهما في أشرف مطلب ألا وهو العبودية،
وكذا الدعوة والعمل لله واجب عليهما، سواء بسواء، والعلم شرف للمرأة وزينة لها وعلو لمنزلتها دنيا وآخرة ولو كرهتم.
#بيلسان
محاربة الأسرة باعتبارها مؤسسة اجتماعية قائمة على روابط إنسانية (المفاهيم الروحية = الحب ، الاحتواء ...) ، في مقابل الترويج للبدائل المادية =اتخاذ الأخدان / ممارسة الجنس بعيدا عن أطره الشرعية ، يجعل من الإنسان عنصرا ماديا آليا ذا بعد واحد يدور مع المادة حيث دارت .
يقول عبد الوهاب المسيري في هذا الصدد:
"ليس من الصدفة أن نرى الفلسفة الغربية بشتى مدارسها، العلمانية والإلحادية والاشتراكية والليبرالية، تدعو إلى هذه الرؤية التفكيكية التي تهدف إلى تصفية كل الثنائيات التي تجعل الإنسان يتجاوز إطاره المادي".
#ربيع_الكُماة
▫️
https://bit.ly/3iPeOAA
#اليوغا_تحذيرات
ولأننا -وللأسف الشديد- بسبب عقدة الأجنبي نعطي للكلام انتباه وقيمة أكبر إذا صدر من الغرب فسوف أعرض لكم مقاطع من لقاء مع معلمة يوغا سابقة، تؤكد فيه ماسبق أن قلناه مراراً وتكراراً عن حقيقة اليوغا كما تجيب فيه على سؤال لطالما واجهته من أخًوات عزيزات سأذكره في نهاية السلسلة:
□ في الفيديو أعلاه تقول أستاذة الدراسات الدينية كاندي غانثر براون أن الدراسات العلمية تؤكد أن ممارسة الناس لرياضة لها جذور دينية يمكن أن يغيّر عقائدهم بعد حين حتى ولو لم ينووا الجانب الروحي منها
••• تعلّق معلمة اليوغا: أن هذا لايحدث مع الركض مثلاً أو السباحة لأنها ليست ذات طابع روحي
□ دراسة علمية بحتة في مجلة علمانية تقول:
أن معظم الناس يبدأون ممارسة اليوغا كرياضة مجردة وتفريغ نفسي ثم ينتهي بهم المطاف إلى تغيير نواياهم من ممارستها إلى نوايا روحية وهذا ينطبق على ٦٢٪ من نسبة الممارسين و٨٥٪ من معلمي اليوغا !
□ يقول مانجو جويس نقلاً عن والده مؤسس يوغا الأشتانغا : وهي من أنواع اليوغا ^البريئة^😬 التي تُُمارس في الأندية الرياضية:
• وضعيات الأسانا مهمة أيضاً
•• واظب على ممارستها مرةً بعد مرة -دون الخوض والتفكير في الجانب الفلسفي منها-
•••وسيبدأ الشعور الروحاني بالنمو في داخلك تدريجياً😬
□ النقطة التي هي محل نقاش بيني وبين بعض الصديقات اللاتي لا يجادلن في كون اليوغا ذات أصول هندوسية
• لكن يرين أن اليوغا المنتشرة الآن هي مجرد حركات ووضعيات وتمارين تمدد وليست يوغا حقيقية بعمقها الفلسفي
•• وأن التحذير من اليوغا الآن قد يحرم الكثيرين من رياضة مفيدة تُكسب الجسم لياقة ومرونة
>> فلعل ماورد في هذا الفيديو فيه
إجابة شافية ومُدعّمة علمياً
بأن حتى مجرد الحركات والوضعيات تحت مسمى اليوغا قد تؤدي الى الانغماس تدريجياً فيما لاتُحمد عقباه.
□ انا هنا لست بصدد تحريم اليوغا لأني أعتقد أن التحريم مسألة دقيقة شائكة تحتاج فتوى تفصيلية من عالم راسخ
□ ولكني معنية بالتوعية أرى أنه آن الأوان لتصحيح هذا الخطأ التاريخي الذي شاع جداً بتسمية تمارين التمدد (التي ليس عليها غبار من حيث المبدأ) بإسم اليوغا
□ وبيان الجانب المظلم لليوغا بالتوعية والأدلّة والرفق والصبر وإحسان الظن بمن يجهل حقيقة اليوغا فيدافع عنها دفاعاً مستميتاً
والله الهادي إلى سواء السبيل
✍ هدى الدهيشي
https://twitter.com/Halduhaishi/status/1505644402391326722?t=EpLaUUTAVfkk6YYVZlbWUA&s=19
..........
http://t.me/Easternphilosophies
▫️
#تغريدة مهمة والتعليقات عليها اجمل ...
ما سبب تعري المرأة تدريجيا خلال القرن الماضي
الى ان اصبحت تخرج عارية تماما للملأ ؟
دعني ابيّن لك تفصيليا ماهي الاجندات الدنيئة طويلة المدى التي اعتنقوها الغرب على مدار هذا القرن .
https://x.com/fahed9125/status/1886823044682748269?t=XVxQJgFhjOfw3xDv9Y7fOA&s=19
من الأخطاء الجسيمة التي ترتكبها بعض الزوجات:
أنه حينما يقع بينها وزوجها خلاف ما -وقد يكون طبيعياً- تقوم مباشرة بالخروج إلى بيت أهلها دون علم الزوج وموافقته !!!!.
وبالطبع الأهل ستأخذهم العاطفة وسيقفوا مع ابنتهم، ولن يسمحوا لها بالعودة حتى يحضر الزوج ويأخذها بنفسه !!.
والزوج سيتمسك بما يسمى الكرامة، ولن يأتي لأخذها، لأنها خرجت دون موافقته !!.
ومن ثم تكبر المشكلة حتى تخرج عن السيطرة.
فتحرج الزوجة نفسها، وتوقع بين زوجها وأهلها !
وماكان هذا ليحدث لو أن الزوجة صبرت وبحثت عن خيار آخر لحل مشكلتها غير الخروج من بيتها.
عبدالعزيز الحسيني
• قالوا لها بـ إستنكار وإستخفاف : لماذا تخبئين جمالك بـ النقاب ؟!
فابتسمت بشفقة على حالهم ثم رفعت رأسها في شموخ وعزة وقالت : لأنني لست مشهدًا سينمائيـًا لبقايا الرجال . .🤎