كتاب صيد الخاطر للعلامة ابن الجوزي فريد عصره ووحيد مِصره "رحمه الله تعالى"
*أحوال الناس عند فعل المحرَّمات:*
قال ابن الجوزي رحمه الله:
*الناس عند مواقعة المحظور ينقسمون:*
← *فمنهم جاهلٌ بالمحظور أنه محظورٌ، فهذا له نوع عذرٍ.*
← *ومنهم من يظن المحظور مكروهًا لا مُحرَّمًا،* فهذا قريبٌ من الأول...
← *ومنهم من يتأوَّلُ فيغلطُ*...
← *ومنهم من يعلم التحريم، غير أن غَلَبات الشهوة أَنْسَتْهُ تذكُّر ذلك، فشَغَلَه ما رأى عما يعلم؛* ولهذا لا يَذكر السارقُ القطعَ؛ بل يغيب بكُلِّيَّتِه في نيل الحظّ، ولا يَذكر راكبُ الفاحشةِ الفضيحةَ ولا الحدَّ؛ لأن ما يرى يُذهِلُه عما يَعلم.
← *ومنهم من يعلم الحظر ويَذكُرُه، غير أنه يعلم سعة العفو وعموم المسامحة،* فيجعل في نفسه التوبة وإنْ قَدَّمَ المعصية، *كما قال إخوة يوسف: ﴿وَتَكونوا مِن بَعدِهِ قَومًا صالِحينَ﴾* [يوسف: ٩].
فهذا مُخاطِرٌ، وربما استُنقِذَ بالتوبة؛ لأنه رأى عفوَ الكريم أعظمَ من ذنبِه.
غيرَ أن الأخذ بالحزم أوْلى بالعاقل، *كيف وقد علم أن هذا الملِك الحليم قَطَعَ اليدَ في ربع دينارٍ، وهَدَمَ بناء الجسم المُحكَم بالرجم بالحجارة لالتذاذ ساعةٍ، وخَسَفَ، ومَسَخَ، وأَغْرَقَ؟!*
/channel/saeed_ALkhater
#ابن_الجوزي
#صيد_الخاطر