rwosertj | Неотсортированное

Telegram-канал rwosertj - شرح عمدة اﻻحكام

205

تقديم الشيخ يحيى بن علي الحجوري تأليف عبدالكريم الحجوري قبل ما تغادر ﻻتنسى ان تذكرالله للتواصل معنا @TahggAlamrbot https://t.me/+RqrnhF8K6UMXNCaQ

Подписаться на канал

شرح عمدة اﻻحكام

ي التلجرام  زف الفــرح والتباشير""🌷""
""""من خاطر يحمل جزيل السلامي"""🌷"
""""للي لهــم بالقلـب قيـمــه وتقدير""""🌷
""""اعداد من زار الحــرم والمقامي""""🌷
""""بالعيد اهنيكم عسى عيدكم خير"🌷"""
""""تقبــل اللـه سعيـكــم والصيامي""🌷""
""""وارجـو قبــول التهـنيــه والتعابير""🌷""
""""قبل انعــدام التغـطيـه بالزحامي""🌷""🌷
    
      كلُ عّاااامُ ؤٌانَتّمُ بُاخِيّرً
       ؤٌعّسّاكمُ مُنَ عّؤٌادًهّ🍀🌷🌷🌺🌹

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ٥ ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

أَمَّا هَـؤُلَاءِ الأَمْـوَات مَـاذَا قَدَّمُوا لَكُمْ، خَلَقُوا الأَرضَ؟ أَدَرُّوا عَلَيْكُمُ الأَرزَاقَ؟ أَنْـزَلُـوا عَلَيْكُمُ المَطَرَ؟ بِـأَيِّ شَيْءٍ تَتَعَلَّقُونَ بِهِمْ؟ ﴿وَٱللهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتࣰا۝ ثُمَّ یُعِیدُكُمۡ فِیهَا وَیُخۡرِجُكُمۡ إِخۡرَاجࣰا۝ وَٱللهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ بِسَاطࣰا۝﴾.

وَلَمَّا لَمْ يُؤَثِّرْ فِيهِمْ هَـذَا كُلّه:﴿قَالَ نُوحࣱ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِی وَٱتَّبَعُوا۟ مَن لَّمۡ یَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥۤ إِلَّا خَسَارࣰا۝﴾

تَرَكُوا رَسُولَ اللهِ، وَاتَّبَعُوا دُعَـاةَ الشِّركِ، وَسِهَامَ المُغْرِضِينَ:﴿وَٱتَّبَعُوا۟ مَن لَّمۡ یَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥۤ إِلَّا خَسَارࣰا۝ وَمَكَرُوا۟ مَكۡرࣰا كُبَّارࣰا۝ وَقَالُوا۟ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدࣰّا وَلَا سُوَاعࣰا وَلَا یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسۡرࣰا۝﴾ هَـؤُلَاءِ هُـمُ الرِّجَالُ الصَّالِحُونَ الَّـذِينَ مَاتُوا، وَصَوَّرُوا صُوَرَهُمْ، وَهَـذِهِ هِيَ أَسْمَاؤُهُمْ.

*تَوَاصَوْا بِأَنْ يَبْقَوْا عَلَىٰ عِبَادَةِ الأَصْنَامِ، وَأَنْ يَرفُضُوا دَعْـوَةَ التَّوْحِيدِ، وَأَنْ يُطِيعُوا دُعَـاةَ الضَّلَالِ، وَيَرفُضُوا دَعْـوَةَ التَّوْحِيدِ، وَدُعَـاةَ التَّوْحِيدِ، وَتَوَاصَوْا بِهَذَا،* وَهَـذِهِ كَلِمَةٌ يَقُولُهَا الكُفَّارُ وَالمُشْرِكُونَ فِي وَجْـهِ دَعْـوَةِ الأَنْبِيَاءِ عَلَىٰ مَـدَارِ التَّارِيخِ، یَقُولُونَ - كَمَا قَالَ قَوْمُ نُـوحٍ - :﴿أَئِـنَّا لَتَارِكُوۤا۟ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرࣲ مَّجۡنُونِۭ۝﴾
﴿أَجَعَلَ ٱلۡـَٔالِهَةَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰ⁠حِدًاۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَیۡءٌ عُجَابࣱ۝﴾ يَعنِي: الشِّركُ لَيْسَ عُجَابًا وَالتَّوْحِيدُ عُجَابࣱ؟! ﴿مَا سَمِعۡنَا بِهَـٰذَا فِی ٱلۡمِلَّةِ ٱلۡـَٔاخِرَةِ﴾ يَعنِي: فِي مِلَّـةِ آبَـائِـنَا ﴿إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا ٱخۡتِلَـٰقٌ۝﴾ أَي : كَـذِبٌ، *فَالَّـذِي يَدْعُو إِلَى الشِّركِ هُوَ الصَّادِقُ، وَالرَّسُولُ الَّـذِي يَدْعُو للتَّوْحِيدِ كَـاذِبٌ؟! هَـكَـذَا العُقُولُ إِذَا مَرَجَتْ تَتَصَوَّرُ الحَقَّ بَاطِلًا، وَالبَاطِلَ حَقًّا، وَالعِيَاذُ بِاللهِ،...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: ١٢ - ١٣ ]*
*---------------------------------------*
*

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ٣ ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

فَلَمَّا مَـرَّتْ مُـدَّةٌ، وَمَـاتَ العُلَمَاءُ فِي قَوْم نُوحٍ، فَلَمْ يَبْقَ فِيهِمْ عُلَمَاءُ، وَنُسِخَ العِلْمُ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا جَهَلَـةٌ، فَجَاءَ الشَّيْطَانُ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنَّ آبَاءَكُمْ مَا نَصَبُوا هَـذِهِ الصُّوَرَ إِلَّا لِيَعْبُدُوهَا، وبِهَا كَانُوا يُسْقَـونَ المَـطَــر.

فَدَخَلَ ذَلِكَ فِي عُقُولِهِمْ لِجَهْلِهِمْ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مِنَ العُلَمَاءِ مَنْ يَـرُدُّ هَـذِهِ الشُّبْهَةَ، وَهَـذَا الشِّـركَ، فَهَذَا أَوَّلُ سِهَامِ المُغْرِضِينَ عَلَى التَّوْحِيدِ فَعَبَدُوهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ - أَي: هَـذِهِ الـصُّـوَر. [ انظر: صحيح الإمام البخاري: ٤٩٢٠، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ].

فَبَعَثَ اللهُ نُـوحًـا - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِيهِمْ، يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَتَركِ عِبَادَةِ هَـذِهِ الأَصْنَامِ، لِيَرُدَّهُمْ إِلَى الأَصْلِ الَّـذِي خُلِقُوا مِنْ أَجْلِهِ، وَهَـذَا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ بِعِبَادِهِ، أَنَّهُ لَا يَترُكُهُمْ بِأَيْدِي عَـدُوِّهِـمْ؛ بَـلْ يُرسِلُ إِلَيْهِمْ مَنْ يُنَبِّهُهُمْ، وَيَنْقُضُ الشُّبُهَاتِ الَّتِي تَـرُوجُ بَيْنَهُمْ.

*هَـذَا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ بِعِبَادِهِ أَنَّهُ يُـرسِلُ الـرُّسُلُ، وَيُنْزِلُ الكُتُبَ، لِبَيَانِ الطَّرِيقِ الصَّحِيحِ المُوَصِّلِ إِلَى اللهِ - جَـلَّ وَعَـلَا - وَالَّـذِي يُبَيِّنُ الشِّركَ وَطُرُقَهَ وَوَسَائِلَهُ، فَلَمْ يَترُكْ عِبَادَهُ هَمَلًا، وَلَمْ يَترُكْهُمْ لِلشَّيْطَانِ.*

وَلِـذَلِـكَ أَرسَـلَ اللهُ نُـوحًـا - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ، وَيَرُدَّهُمْ إِلَى الأَصْلِ الَّـذِي هُـوَ التَّوْحِيدُ الَّـذِي خُلِقُوا مِنْ أَجْلِهِ، فَلَبِثْ فِيهِمْ كَمَا قَالَ اللهُ جَـلَّ وَعَـلَا:﴿أَلۡفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمۡسِینَ عَامࣰا﴾.

*انْـظُـرْ إِلَى الشَّرِّ إِذَا دَخَلَ فِي القُلُوبِ صَعُبَ إِخْرَاجُهُ، وَالشُّبَهُ إِذَا تَغَلْغَلَتْ صَعُبَ مُقَاوَمَتُهَا، أَلۡفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمۡسِینَ عَامًا، وَنَبِيُّ اللهِ وَرَسُولُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يُعَانِي مِنْ هَـذِهِ المُشْكِلَـةِ وَيُعَالِجُهَا، وَيَدْعُو إِلَى اللهِ، كَمَا ذَكَـرَ اللهُ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ.*

وَمِـنْ ذَلِـكَ: مَا ذَكَـرَهُ فِي سُـورَةِ نُـوحٍ، سُـورَةٌ كَـامِلَـةٌ فِي قِـصَّـةِ نُـوحٍ مَـعَ قَـوْمِـهِ،...

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: ٩ - ١٠ ]*
*---------------------------------------*
*

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ١ ]*
*------------------------------------*
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَىٰ آلِـهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

*الــعُــنْــوَانُ كَـمَـا سَـمِــعْـــتُــمْ:*
*[ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـــامُ المُـغْـرِضِيـنَ ]*

*الـتَّوْحِـيـدُ: هُـوَ إِفْــرادُ اللهِ - جَـلَّ وَعَـلَا - بِـالـعِـبَــادَةِ، بِـأَنْ يُجْـعَـلَ الـمَـعْـبُـودُ وَاحِـدًا، هَـذَا هُـوَ الـتَّـوْحِـيـدُ، وَحَّـدَهُ تَـوْحِـيـدًا، أَي: جَعَلَ المَعْبُودَ وَاحِدًا، وَلِـهَـذَا لَمَّـا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِأَهْـلِ مَـكَّــةَ:«قُولُوا لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللهُ، قَـالُـوا: أَجَعَلَ ٱلۡـَٔالِهَةَ إِلَـٰهࣰا وَاحِدًا؟»* [ التِّرمِذِيّ: ٨\٣٦١-٣٦٢ ].

وَهَـذَا هُـوَ الَّـذِي خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ مِنْ أَجْلِهِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ۝ مَاۤ أُرِیدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقࣲ وَمَاۤ أُرِیدُ أَن یُطۡعِمُونِ۝ إِنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِینُ۝﴾ *فَالحِكْمَةُ مِنْ خَلْقِهِ سُبْحَانَهُ لِلْخَلْقِ - لِلْجِنِّ وَالإِنْسِ - لِيَأْمُـرَهُـمْ بِـعِـبَـادَتِـهِ:﴿إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ﴾ أَي: إِلَّا لِآمُـرَهُـمْ بِـعِـبَـادَتِـي.*

*وَمَصْلَحَةُ ذَلِكَ رَاجِعَةٌ إِلَيْهِمْ، فَـإِنَّهُمْ إِذَا عَـبَــدُوا اللهَ وَحْـدَهُ، فَـإِنَّ ذَلِكَ يُنْجِيهِمْ مِنْ عَـذَابِ اللهِ، وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ، وَيُـدِرُّ عَلَيْهِمُ الخَيْرَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.*

*فَمَصْلَحَةُ العِبَادَةِ لَيْسَت رَاجِـعَـة إِلَى اللهِ؛ لِأَنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْهُمْ وَعَنْ عِبَادَتِهِمْ، وَلَوْ كَفَرُوا جَمِيعًا مَا نَقَصُوا مِنْ مُلْكِـهِ شَيْئًا، وَلَوْ أَطَاعُوا جَمِيعًا لَمْ يَزِيدُوا فِي مُلْكِـهِ شَيْئًا، قَالَ مُوسَىٰ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ:﴿إِن تَكۡفُرُوۤا۟ أَنتُمۡ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا فَإِنَّ ٱللهَ لَغَنِیٌّ حَمِیدٌ۝﴾.*

وَقَالَ اللهُ - جَـلَّ وَعَـلَا - فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ:«يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَىٰ أَتْقَىٰ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَىٰ أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا» [ مسلم: ٢٥٧٧ ].

*فَـإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنَّا وَعَنْ عِبَادَتِنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ المُحْتَاجُونَ إِلَىٰ عِبَادَةِ اللهِ،...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: ٧ - ٨ ]*
*---------------------------------------*
*
*---------------------------------------*
*السبت ٤\٤\١٤٤٤ هـــ .*

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٧ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

■ وَالمَرْأَةُ إِذَا حَاضَتْ أَوْ نُفِسَتْ قَبْلَ الإِحْرَامِ ثُمَّ أَحْرَمَتْ، أَوْ أَحْرَمَتْ وَهِيَ طَاهِرَةٌ ثُمَّ أَصَابَهَا الحَيْضُ أَوِ النِّفَاسُ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ؛ فَإِنَّهَا تَبْقَىٰ فِي إِحْرَامِهَا، وَتَعْمَلُ مَا يَعْمَلُهُ الحَاجُّ مِنَ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ وَالمَبِيتِ بِمُزْدَلِفَةَ وَرَمْيِ الجِمَارِ وَالمَبِيتِ بِمِنَىً؛ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَطُوفُ بِالبَيْتِ وَلَا تَسْعَىٰ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ حَتَّىٰ تَطْهُرَ مِنْ حَيْضِهَا أَوْ نِفَاسِهَا.

■ لَكِنْ لَوْ قُدِّرَ أَنَّهَا طَافَتْ وَهِيَ طَاهِرَةٌ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهَا الحَيْضُ بَعْدَ الطَّوَافِ؛ فَإِنَّهَا تَسْعَىٰ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ، وَلَا يَمْنَعُهَا الحَيْضُ مِنْ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ السَّعْيَ لَا لَا يُشْتَرَطُ لَهَا الطَّهَارَةُ.

*■ فَإِذَا أَرَادَ الحَاجُّ السَّفَرَ مِنْ مَكَّةَ وَالرُّجُوعَ إِلَىٰ بَلَدِهِ أَوْ غَيْرِهِ؛ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّىٰ يَطُوفَ لِلْوَدَاعِ بِالبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ إذَا فَرَغَ مِنْ كُلِّ أُمُورِهِ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الرُّكُوبُ لِلسَّفَرِ؛ لِيَكُونَ آخِرَ عَهْدِهِ بِالبَيْتِ؛ إِلَّا المَرْأَةَ الحَائِضَ؛ فَإِنَّهَا لَا وَدَاعَ عَلَيْهَا، فَتُسَافِرُ بِدُونِ وَدَاعٍ؛*
كَمَا وَرَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُمَا؛ قَـالَ:(أُمِـرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِـرُ عَهْدِهِمْ بِالبَيْتِ؛ إِلَّا أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ المَرْأَةِ الحَائِضِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ؛ قَـالَ: كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«لَا يَنْفِرُ أَحَدٌ حَتَّىٰ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَه.

*وَعَنِ ابْنَ عَبَّاسٍ:(أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَخَّصَ لِلْحَائِضِ أَنْ تَصْدُرَ قَبْلَ أَنْ تَطُوفَ بِالبَيْتِ، إِذَا كَانَتْ قَدْ طَافَتْ لِلْإِفَاضَةِ) رَوَاهُ أَحْمَدُ.*

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهَا، قَالَتْ: حَاضَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ بَعْدَمَا أَفَاضَتْ، قَالَتْ فَذَكَرْتُ حَيْضَتَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ:«أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ حَاضَتْ بَعْدَ الْإِفَاضَةِ، قَالَ:«فَلْتَنْفِرْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٦ - ٢٥٧ ].
____

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٥ )*
____
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَــــــابٌ*
*فِي أَحْـكَــامِ الـحَـجِّ الَّـتِـي تُـفْــعَــلُ فِي أَيَّــامِ الـتَّـشْـرِيـقِ وَطَـوَافِ الــوَدَاعِ*

■ وَبَعْدَ طَوَافِ الإِفَاضَةِ يَوْمَ العِيدِ يَرْجِعُ إِلَىٰ مِنَىً، فَيَبِيتُ بِهَا وُجُوبًا؛ لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:(لَمْ يُرَخِّصْ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِأَحَدٍ يَبِيتُ بِمَكَّةَ؛ إِلَّا لِلْعَبَّاسِ مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ)
رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه.
■ فَيَبِيتُ بِمِنَىً ثَـلَاثَ لَيَالٍ إِنْ لَمْ يَتَعَجَّلْ، وَإِنْ تَعَجَّلَ؛ بَاتَ لَيْلَتَيْنِ: لَيْلَةَ الحَادِيَ عَشَرَ، وَلَيْلْةَ الثَّانِيَ عَشَرَ.
■ وَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ فِيهَا قَصْرًا بِـلَا جَمْعٍ، بَلْ كُـلُّ صَلَاةٍ فِي وَقْتِهَا.

*■ وَيَرْمِي الجَمَرَاتِ الثَّلَاث كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بَعْدَ الزَّوَالِ؛ لِحَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ:(رَمَىٰ رَسُولُ اللهِ ﷺ الجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ ضُحَىً، وَأَمَّا بَعْدُ؛ فَـإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ) رَوَاهُ الجَمَاعَةُ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:(كُنَّا نَتَحَيَّنُ، فَـإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ رَمَيْنَا) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ، وَقَوْلُهُ:(نَتَحَيَّنُ) أي: نُرَاقِبُ الوَقْتَ المَطْلُوبَ، وَلِقَوْلِهِ ﷺ:«لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ».*

*■ فَـالـرَّمْـيُ فِي اليَوْمِ الحَادِيَ عَشَرَ وَمَا بَعْدَهُ؛ يَـبْـدَأُ وَقْتُهُ بَـعْـدَ الـزَّوَالِ، وَقَبْلَهُ لَا يُجْزِئُ؛ لِـهَـذِهِ الأَحَـادِيثِ؛ حَيْثُ وَقَّتَهُ النَّبِيُّ ﷺ بِذَلِكَ بِفِعْلِهِ، وَقَالَ:«خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» فَكَمَا لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ قَبْلَ وَقْتِهَا؛ فَإِنَّ الرَّمْيَ لَا يَجُوزُ قَبْلَ وَقْتِهِ، وَلِأَنَّ العِبَادَاتِ تَوْقِيفِيَّةٌ.*

■ قَالَ الإِمَامُ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ وَهُوَ يَصِفُ رَمْيَ النَّبِيِّ ﷺ كَمَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ المُطَهَّرَةُ؛ قَـالَ:(ثُمَّ رَجَعَ ﷺ إِلَىٰ مِنَىً مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ، فَبَاتَ بِهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ، انْتَظَرَ زَوَالَ الشَّمْسِ، فَلَمَّا زَالَتْ، مَشَىٰ مِنْ رَحْلِهِ إِلَى الْجِمَارِ، وَلَمْ يَرْكَبْ، فَبَدَأَ بِالْجَمْرَةِ الْأُولَى الَّتِي تَلِيَ مَسْجِدَ الْخَيْفِ، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، وَاحِدَةً بَعْدَ وَاحِدَةٍ، يَقُولُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ: اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ عَلَى الْجَمْرَةِ أَمَامَهَا حَتَّىٰ أَسْهَلَ، فَقَامَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَدَعَا دُعَاءً طَوِيلًا بِقَدْرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ أَتَىٰ إِلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَىٰ، فَرَمَاهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ انْحَدَرَ ذَاتَ الْيَسَارِ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ، فَوَقَفَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ، يَدْعُو قَرِيبًا مِنْ وُقُوفِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ أَتَى الْجَمْرَةَ الثَّالِثَةَ وَهِيَ جَمْرَةُ الْعَقَبَةِ، فَاسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ وَاسْتَعْرَضَ الْجَمْرَةَ، فَجَعَلَ الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ، وَمِنَىً عَنْ يَمِينِهِ،
فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ كَذَلِكَ...)

إِلَىٰ أَنْ قَـالَ:(فَلَمَّا أَكْمَلَ الرَّمْيَ، رَجَعَ مِنْ فَوْرِهِ، وَلَمْ يَقِفْ
عِنْدَهَا - يَعْنِي: جَمْرَةَ العَقَبَةِ -
فَقِيلَ: لِضِيقِ الْمَكَانِ بِالْجَبَلِ، وَقِيلَ - وَهُوَ أَصَحُّ: إِنَّ دُعَاءَهُ كَانَ فِي نَفْسِ الْعِبَادَةِ قَبْلَ الْفَرَاغِ مِنْهَا، فَلَمَّا رَمَىٰ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَرَغَ الرَّمْيُ، وَالدُّعَاءُ فِي صُلْبِ الْعِبَادَةِ قَبْلَ الْفَرَاغِ مِنْهَا أَفْضَلُ مِنْهُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْهَا،
وَهَذَا كَمَا كَانَتْ سُنَّتُّهُ فِي دُعَائِهِ فِي الصَّلَاةِ؛
إِذْ كَانَ يَدْعُو فِي صُلْبِهَا) انْتَهَىٰ.

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -

____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٤ - ٢٥٥ ].
____

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٨ )*
____
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَــــابٌ*
*فِي أَحْـكَـامِ الـهَـدْيِ وَالأُضْحِيَةِ*

*■ الـهَـدْيُ: مَا يُهْدَىٰ لِلْحَرَمِ وَيُذْبَحُ فِيهِ مِنْ نَعَمٍ وَغَيْرِهَا، سُمِّيَ بِذَلِكَ: لِأَنَّهُ يُهْدَىٰ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.*
*■ وَالأُضْحِيَةُ: بِضَمِّ الهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا: مَا يُذْبَحُ يَوْمَ العِيدِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ، تَقَرُّبًا إِلَى اللهِ.*
*■ وَأَجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَىٰ مَشْرُوعِيِّتِهِمَا.*

قَالَ العَلَّامَةُ ابْنُ القَيِّمِ:(القُرْبَانُ لِلْخَالِقِ يَقُومُ مَقَامَ الفِدْيَةِ لِلنَّفْسِ المُسْتَحِقَّةِ لِلتَّلَفِ، وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ﴾ فَلَمْ يَـزَلْ ذَبْـحُ المَنَاسِكِ وَإِرَاقَةُ الدِّمَاءِ عَلَى اسْمِ اللهِ مَشْرُوعًا فِي جَمِيعِ المِلَلِ) انْتَهَىٰ.

*■ وَأَفْضَلُ الـهَـدْيِ: الإِبِـلُ، ثُـمَّ الـبَـقَــرُ، إِنْ أُخْـرِجَ كَامِلًا؛ لِكَثْرَةِ الثَّمَنِ، وَنَفْعِ الفُقَرَاءِ، ثُـمَّ الـغَـنَـمُ.*
*■ وَأَفْضَلُ كُلِّ جِنْسٍ: أَسْمَنُهُ، ثُمَّ أَغْلَاهُ ثَمَنًا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ۝﴾.*

*■ وَلَا يُجْزِئُ إِلَّا جَذَعُ الضَّأْنِ، وَهُوَ مَا تَمَّ لَهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ، وَالثَّنِيُّ مِمَّا سِوَاهُ مِنْ: إِبِـلٍ وَبَـقَـرٍ وَمَـعْـزٍ، وَالثَّنِيُّ مِنَ الإِبِـلِ: مَا تَمَّ لَهُ خَمْسُ سِنِينَ، وَمِنَ الـبَـقَـرِ: مَا تَمَّ لَهُ سَنَتَانِ، وَمِنَ الـمَـعْـزِ: مَا تَمَّ لَهُ سَنَةٌ.*

■ وَتُجْزِئُ الشَّاةُ فِي الـهَـدْيِ عَنْ وَاحِدٍ، وَفِي الأُضْحِيَةِ تُجْزِئُ عَنِ الوَاحِدِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَتُجْزِئُ البَدَنَةُ وَالبَقَرَةُ فِي الهَدْيِ وَالأُضْحِيَةِ عَنْ سَبْعَةٍ؛ لِقَوْلِ جَـابِـرٍ:(أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ نَشْتَرِكَ فِي الإِبِلِ وَالبَقَرِ كُلَّ سَبْعَةٍ مِنَّا فِي بَدَنَةٍ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَقَالَ أَبُو أَيَّوبَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ:(كَانَ الرَّجُلُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

*■ وَالشَّاةُ أَفْضَلُ مِنْ سُبُعِ البَدَنَةِ أَوِ البَقَرَةِ.*

*■ وَلَا يُجْزِئُ فِي الـهَـدْيِ وَالأُضْحِيَةِ إِلَّا السَّلِيمُ مِنَ المَرَضِ...*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٧ - ٢٥٨ ].
____


قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٣ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

■ ثُمَّ بعدَ رَمْيِ جمرةِ العقبةِ وحَلْقِ رأسِهِ أو تقصيرِهِ، يكونُ قد حَـلَّ لَهُ كُلُّ شيءٍ حَرُمَ عليهِ بِالإِحْرَامِ، مِنَ الطِّيبِ واللِّبَاسِ وغيرِ ذلك؛ إِلَّا النِّسَاءَ؛ لِحَدِيثِ عائشةَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُا:«إِذَا رَمَيْتُمْ وَحَلَقْتُمْ؛ فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الطِّيبُ وَالثِّيَابُ وَكُلُّ شيءٍ؛ إِلَّا النِّسَاءَ» رَوَاهُ سعيدٌ.
وعنها:(كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ، بِطِيبٍ فِيهِ مِسْكٌ» مُتَّفَقٌ عليهِ.

■ وهذا هو التَّحَلُّل الأَوَّل، ويحصُلُ بِاثنينِ من ثَلَاثَةٍ: رَمْيِ جمرةِ العقبةِ، وحَلْقٍ أو تقصيرٍ، وطوافِ الإِفَاضَةِ مَعَ السَّعيِ بعدهُ لمن عليهِ السَّعيُ.
■ ويحصُلُ التَّحَلُّل الثَّانِي - وَهُوَ التَّحَلُّلُ الكَامِلُ - بِفِعْلِ هذه الثَّلَاثَةِ كُلِّهَا، فإذا فَعَلَهَا؛ حَلَّ لَهُ كُلُّ شيءٍ حَرُمَ عليهِ بالإحرامِ، حَتَّى النِّسَاءُ.

■ ثُمَّ بعدَ رميِ جمرةِ العقبةِ ونَحْرِ هَدْيِهُ وحَلْقِهِ أو تقصيرِهِ؛ يفيضُ إلى مكَّةَ، فيطوفُ طوافَ الإِفَاضَةِ، ويسعى بعدهُ بين الصَّفَا والمروة إن كانَ مُتَمَتِّعًا أو قَارِنًا أو مُفْرِدًا، ولم يَكُنْ سَعَىٰ بعدَ طَوَافِ القُدُومِ؛ أَمَّا إن كانَ القَارِنُ أو المُفْرِدُ سَعَىٰ بعدَ طوافِ القدومِ، فإنَّهُ يَكْفِيه ذلك السَّعيُ المُقَدَّمُ، فيقتصِرُ على طوافِ الإفاضَةِ.

*■ وتَرتِيبُ هذه الأُمُور الأربعةِ علىٰ هذا النَّمَطِ: رَمْيُ جمرةِ العقبةِ، ثُمَّ نحَرُ الهَدْيِ، ثم الحَلْقُ أو التَّقْصِيرُ، ثم الطَّوافُ والسَّعْيُ، هذا الترتيبُ سُنَّةٌ،* ولو خَالَفَهُ فَقَدَّمَ بعضَ هذه الأمور على بعضٍ؛ فلا حَـرَجَ عليهِ؛ لأنَّهُ ﷺ مَا سُئِلَ فِي هَذَا اليومِ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ ولا أُخِّـرَ؛ إِلَّا قَالَ:«افْعَلْ وَلَا حَرَجَ» لكن ترتِيبَهَا أفضَلُ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَتَّبَهَا كذلك.

*■ وَصِفَةُ الطَّوَافِ بِالبَيْتِ:* أنَّهُ يَبْتَدِئُ من الحَجَرِ الأَسْوَدِ، فيحاذيه، ويستلمه بيده؛ بِأَنْ يمسَحَهُ بيده اليُمْنَىٰ وَيُقَبِّلُهُ إِنْ أَمْكَنَ، فإن لم يمكنه الوصولُ إلى الحَجَرِ لِشِدَّةِ الزَّحْمَةِ؛ فإنَّهُ يكتَفِي بالإِشَارَةِ إليهِ بيده، ولا يُزَاحِمُ لِاسْتِلَامِ الحَجَرِ أو تقبِيلِهِ، ويجعلُ البيتَ على يساره، ثُمَّ يبدأُ الشَّوْطَ الأَوَّل، ويَشْتَغِلُ بِالذَّكْرِ والدُّعَاءِ أو تلاوةِ القرآنِ، فإذا وَصَلَ إلى الرُّكْن اليَمَانِيِّ؛ اسْتَلَمَهُ إن أمكن، ولا يُقَبِّلُهُ، ويقولُ بين الركنِ اليمانيِّ والحَجَرِ الأسودِ:﴿رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ۝﴾ فإذا وصل إلى الحجرِ الأسودِ؛ فقد تَمَّ الشوطُ الأول، فَيَسْتَلِمُ الحَجَرَ، أو يُشِيرُ إليه، ويبدأُ الشوط الثاني... وهكذا حتَّى يُكْمِلَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ.

*■ وَيُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الطَّوَافِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَرْطًا...*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٢ - ٢٥٣ ].
____


قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢١ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ فَالمَبِيتُ بِمُزْدَلِفَةَ وَاجِبٌ مِنْ وَاجِبَاتِ الحَجِّ، لا يَجوزُ تركهُ لِمَنْ أتىٰ إليها قبلَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، أمَّا من وَصَلَ إليها بعدَ منتصفِ الليلِ؛ فإنه يُجْزِئُهُ البَقَاءُ فِيهَا ولو قَلِيلًا،* وإن كانَ الأفضلُ له أنْ يَبْقَىٰ فِيهَا إلىٰ طُلُوعِ الفجرِ، ويُصَلِّيَ فِيها الفجرَ، وَيَدْعُوَ بعدَ ذلك.
قال فِي المُغْنِي:(ومن لم يُوَافِ مزدلفةَ إِلَّا في النَّصْفِ الأَخِيرِ من الليلِ؛ فلا شيءَ عليهِ؛ لِأَنَّهُ لم يُدْرِكْ جُزْءًا مِنَ النِّصْفِ الأَوَّلِ، فلم يَتَعَلَّقْ بِهِ حُكْمُهُ).

*■ وَيَجُوزُ لأَهْلِ الأَعْذَارِ تَرْكُ المبيتِ بمزدلفَةَ؛* كالمريضِ الَّـذِي يُحْتَاجُ إلى تمريضهِ في المستشفى، ومن يَحْتَاجُ إليهِ المريضُ لخدمته، وكالسُّقَاةِ والرُّعَاةِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَخَّصَ لِلرُّعَاةِ في تركِ المَبِيتِ.
*■ فَالحَاصِلُ أنَّ المبيتَ بمزدلفةَ وَاجِبٌ من واجبات الحَجِّ لمن وَافَاها قبلَ منتصفِ الليلِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَـاتَ بِهَا، وقال:«لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» وإنَّمَا أُبِيحَ الدَّفْعُ بعدَ منتصفِ الليلِ؛ لِمَا وَرَدَ فِيهِ مِنَ الرُّخْصَةِ.*

■ ثُمَّ يَدْفَعُ قبلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إلىٰ مِنَىً؛ لقولِ عُمَرَ:( كَانَ الْمُشْرِكُونَ لَا يُفِيضُونَ - يَعنِي: مِنْ جَمْعٍ - حَتَّىٰ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَِيَقُولُونَ أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِير - وثَبِيرُ اسْمُ جَبَلٍ يُطِلُّ علىٰ مزدلفةَ يُخَاطِبُونَهُ؛ أي: لِتَطْلُع عليكَ الشَّمْسُ حتَّىٰ نَنْصَرِفَ - فَخَالَفَهُمْ النَّبِيُّ ﷺ، فَأَفَاضَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ).

■ ويدفعُ وعليه السَّكِينَةُ، فإذا بَلَغَ وَادِي مُحَسِّرٍ - وهو وَادٍ بينَ مزدلفةَ ومِنَىً يَفْصِلُ بينَهُما، وهو ليسَ منهما - فإذا بلغ هذا الوادي؛ أَسْرَعَ قَدْرَ رَمْيَةِ حَجَرٍ.

■ ويأخذُ حَصَى الجِمَارِ من طريقهِ قبلَ أن يصل منى، هذا هو الأفضل، أو يأخذه من مزدلفة، أو من منى، *وَمِنْ حَيْثُ أَخَذَ الحَصَىٰ؛ جَـازَ؛* لقولِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُمَا، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَىٰ رَاحِلَتِهِ:«الْقُطْ لِي الحَصَا» فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، هِيَ حَصَى الْخَذْفِ - هُوَ ما يُخْذَفُ علىٰ رُؤُوسِ الأَصَابِعِ - فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فِي كَفِّهِ، وَيَقُولُ:«أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ فَارْمُوا» ثُمَّ قَالَ:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوُّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» فتكون الحصاةُ من حصى الجِمَارِ بِحَجْمِ حَبَّةِ البَاقِلَّاءِ، أكبرُ من الحمّصِ قليلًا.

*■ ولا يُجْزِىءُ الرَّمْيُ بِغَيْرِ الحَصَى، ولا بِالحَصى الكِبَارِ الَّتِي تُسْمَّىٰ حَجَرًا؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَمَىٰ بِالحَصَى الصِّغَارِ، وَقَالَ:«خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ».*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٤٩ - ٢٥٠ ].
____

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٤٤٥ - ٤٤٦ ].
____

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

*[[ كَـيْـفَ يَـكُـونُ حَـجُّـكَ مَـقْــبُــولًا ]]*
*لِلْـعَـلَّامَةِ الفَقِيهِ: محمد بن صالح العثيمين*
*- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ -*

*يَقُولُ السَّائِـلُ:*
مُسْلِمٌ يُرِيدُ الحَجَّ، فَمَا هِيَ الأُمُور الَّتِي يَنْبَغِي أنْ يَعمَلَهَا المُسْلِمُ، لِيَكُونَ حَجُّهُ مَقْبُولًا إنْ شَـاءَ اللهُ؟.
*الــــجَـــــوابُ:*
*الأُمُورُ الَّتِي ينبغِي أن يعمَلَهَا لِيَكُونَ حَجُّهُ مَقْبُولًا: أنْ يَنْوِيَ بِالـحَـجِّ وَجْهَ اللهِ عَــزَّ وَجَــلَّ، وَهَـذَا هُـوَ: الإِخْـلَاصُ.*
*وَأَنْ يَكُونَ مُتَّبِعًا فِي حَجِّهِ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، وَهَـذَا هُـوَ: الـمُـتَـابَـعَـةُ.*
*وَكُـلُّ عَـمَـلٍ صَالِحٍ؛ فَإِنَّهُ لا يُقْبَلُ إلَّا بِـهَـٰذَيْنِ الشَّرطَيْنِ الأَسَاسِيَّيْنِ: الإِخْـلَاصُ، والمُتَابَعَةُ لِلنَّبِيِّ ﷺ؛* لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَىٰ:﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ وَلِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ:«إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَىٰ» وَلِقَوْلِهِ ﷺ:«مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ».

*فهذا أَهَـمُّ ما يَجِبُ على الحَاجِّ أنْ يَعتَمِدَ عليهِ: الإخلاص، والمتابعة لِلنبيِّ ﷺ.*

*وكان النَّبِيُّ عليهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ، يقولُ في حَجَّتِهِ:«لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَـكُـمْ».*

*وَمِنْهَا: أَنْ يَكُونَ الحَجُّ بِمَالٍ حَـلَالٍ، فَإِنَّ الحَجَّ بِمَالٍ حَـرَامٍ؛ مُـحَــرَّمٌ لا يَجُوزُ، بَـلْ قَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ: إنَّ الحَجَّ لَا يَصِحُّ فِي هَذِهِ الحَالَةِ، وَيَقُولُ بَعضُهُمْ:*
*إِذَا حَجَجْتَ بِـمَـالٍ أَصْلُهُ سُـحْتٌ*
*فَمَا حَجَجْتَ وَلَكِنْ حَجَّتِ الْـعِـيرُ*
*يَعنِي: حَجَّتِ الإِبِـلُ.*

*وَمِنْهَا: أَنْ يَتَجَنَّبَ ما نَهَى اللهُ عَنْهُ؛* لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ فَيَتَجَنَّب ما حَـرَّمَ اللهُ عليهِ تَحرِيمًا عَـامًّـا فِي الحَجِّ وَغَيْرِهِ؛ مِنَ الفُسُوقِ وَالعِصْيَانِ، والأَقْوَالِ المُحَرَّمَةِ، والأَفْعَالِ المُحَرَّمَةِ، والِاسْتِمَاعِ إلى آلاتِ اللَّـهْـوِ وَنَحوِ ذَلِكَ.

*ويَجْتَنِب ما حَـرَّمَ اللهُ عليهِ تَحرِيمًا خَـاصًّا فِي الحَـجِّ:*
كَالرَّفَثِ، وَهُـوَ: إتْيَانُ النِّسَاءِ،
وَحَلْقِ الرَّأْسِ، وَاجْتِنَابِ مَا نَهَىٰ النَّبِيُّ ﷺ عَنْ لُبْسِهِ فِي الإِحْـرَامِ.
*وَبِـعِـبَـارَةٍ أَعَــمُّ: يَجْتَنِب جَمِيعَ مَحْظُورَاتِ الإِحْـرَامِ.*

*وينبغِي أيضًا لِلْحَاجِّ: أَنْ يَكُونَ لَيِّنًا سَهْلًا كَـرِيمًا في مَالِهِ وَعَمَلِهِ، وَأَنْ يُحْسِنَ إلىٰ إِخْوَانِهِ بِـقَـدْرِ مَا يَسْتَطِيع.*
*وَيَجِبُ عليهِ أَنْ يَجْتَنِبَ إيذَاءَ المسلمينَ، سواء كانَ ذلكَ فِي المَشَاعِرِ، أو في الأسواقِ، فيجتنب الإيذاءَ عِندَ الِازْدِحَامِ في المَطَافِ، وعندَ الِازْدِحَامِ في المَسْعَىٰ، وعندَ الازدحامِ في الجَمَرَاتِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.*
*فَهَذِهِ الأُمُورُ الَّتِي ينبغِي على الحَاجِّ أو يَجِبُ لِلحَاجِّ أَنْ يَقُومَ بِهَا.*

*وَمِـنْ أَقْـوَىٰ مَا يُحَقِّقُ ذَلِكَ: أَنْ يَصْحَبَ الإِنْسَانُ رَجُـلًا مِنْ أَهْـلِ العِـلْـمِ، حَتَّىٰ يُذَكِّـرَهُ فِي دِينِهِ، وَإِذَا لَمْ يَتَيَسَّرْ ذَلِكَ؛ فَلْيَقْرَأْ مِنْ كُتُبِ أَهْلِ العِلْمِ مَا كَانَ مَوْثُوقًا، قَـبْـلَ أَنْ يَذْهَبَ إلى الحَجِّ؛ حَتَّىٰ يَـعْـبُـدَ اللهَ عَلَىٰ بَـصِـيرَةٍ.*
------------------------------------------
[ المصدر : فتاوى نور على الدرب :
جـــــ ٨ / صــــ / ١٩ - ٢١ ]
------------------------------------------

------------------------------------------
الأحد ١\ ذُو الحِجَّة \١٤٣٩ هـــ .
قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٦ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ الـثَّـامِـنُ مِـنْ مَـحْـظُـورَاتِ الإِحْــرَامِ: الــوَطْءُ؛ لِـقَـوْلِـهِ تَـعَـالَـىٰ:﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ﴾ قَـالَ ابْنُ عَـبَّـاسٍ:(هُـوَ الـجِـمَـاعُ).*

*■ فَمَنْ جَـامَـعَ قَـبْـلَ التَّحَلُّلِ الأَوَّلِ؛ فَسَدَ نُسُكُهُ، وَيَلْزَمُهُ المُضِيُّ فِيهِ وَإِكْمَالُ مَنَاسِكِهِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ وَيَلْزَمُهُ أَيْضًا أَنْ يَقْضِيَهُ ثَانِيَ عَـامٍ، وَعَلَيْهِ ذَبْـحُ بَــدَنَــةٍ.*
*وَإِنْ كَـانَ الـوَطْءُ بَـعْـدَ التَّحَلُّلِ الأَوَّلِ؛ لَمْ يَفْسُدْ نُسُكُهُ، وَعَلَيْهِ ذَبْـحُ شَــاةٍ.*

*■ الـتَّـاسِـعُ مِـنْ مَـحْـظُـورَاتِ الإِحْــرَامِ: المُبَاشَرَةُ دُونَ الفَرْجِ، فَلَا يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ مُبَاشَرَةُ المَرْأَةِ؛ لِأَنَّهُ وَسِيلَةٌ إِلَى الوَطْءِ المُحَرَّمِ، وَالـمُـرَادُ بِالمُبَاشَرَةِ: مُلَامَسَةُ المَرْأَةِ بِشَهْوَةٍ.*

*■ فَعَلَى المُحْرِمِ: أَنْ يَتَجَنَّبَ الرَفَثَ وَالفُسُوقَ وَالجِدَالَ، قَالَ اللهُ تَعَالَىٰ:﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾.*

*■ وَالـمُـرَادُ بِالرَفَثِ: الـجِـمَـاعُ، وَيُطْلَقُ أَيْضًا عَلَىٰ دَوَاعِي الجِمَاعِ، مِنَ المُبَاشَرَةِ وَالتَّقْبِيلِ وَالغَمْزِ، وَالكَلَامِ الَّـذِي فِيهِ ذِكْرُ الجِمَاعِ.*

*■ وَالفُسُوقُ هُـوَ: المَعَاصِي؛ لِأَنَّ المَعَاصِي فِي حَـالِ الإِحْـرَامِ أَشَـدُّ وَأَقْـبَـحُ؛ لِأَنَّهُ فِي حَـالَـةِ تَـضَـرُّعٍ.*

*■ وَالجِدَالُ هُـوَ: المُمَارَاةُ فِيمَا لَا يَعنِي، وَالخِصَامُ مَعَ الرُّفْقَةِ وَالمُنَازَعَةُ وَالسِّبَابُ.*

*■ أَمَّـا الجِدَالُ لِبَيَانِ الحَقِّ، وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ؛ فَهُوَ مَأْمُورٌ بِهِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.*

*■ وَيُسَنُّ لِلْمُحْرِمِ: قِلَّةُ الكَلَامِ إِلَّا فِيمَا يَنْفَعُ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» وَعَنْهُ مَرْفُوعًا:«مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ».*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٤٣ - ٢٤٤ ].
____

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٤ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ المَحْظُورُ الرَّابِعُ: لُبْسُ الذَّكَرِ المَخِيطَ عَلَىٰ بَدَنِهِ أَوْ بَعْضِهِ؛ مِنْ قَمِيصٍ أَوْ عِمَامَةٍ أَوْ سَرَاوِيلَ، وَمَا عُمِلَ عَلَىٰ قَدْرِ العُضْوِ؛ كَالخُفَّيْنِ وَالقُفَّازَيْنِ وَالجَوَارِبِ؛* لِمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ ﷺ سُئِلَ: مَا يَلْبَسُ المُحْرِمُ؟ قَالَ:« لَا يَلْبَسُ القَمِيصَ، وَلَا العِمَامَةَ، وَلَا البَرَانِسَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ وَلَا زَعْفَرَانٌ، وَلَا الخُفَّيْن» قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(النَّبِيُّ ﷺ نَهَىٰ المُحْرِمَ أَنْ يَلْبَسَ القَمِيصَ وَالبَرَانِسَ وَالسَّرَاوِيلَ وَالخُفَّ وَالعِمَامَةَ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يُغَطُّوا رَأْسَ المُحْرِمِ بَعدَ المَوْتِ، وَأَمَرَ مَنْ أَحْرَمَ فِي جُبَّةٍ أَنْ يَنْزِعَهَا عَنْهُ، فَمَا كَانَ مِنْ هَذَا الجِنْسِ؛ فَهُوَ ذَرِيعَةٌ فِي مَعنَىٰ مَا نَهَىٰ عَنْهُ النَّبِيُّ ﷺ، فَمَا كَانَ فِي مَعنَى القَمِيصِ؛ فَهُوَ مِثْلُهُ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَلْبَسَ القَمِيصَ بِكُمٍّ وَلَا بِغَيْرِ كُمٍّ، وَسَوَاءً أَدْخَلَ يَدَيْهِ أَوْ لَمْ يُدْخِلْهَا، وَسَوَاءً كَانَ سَلِيمًا أَوْ مَخْرُوقًا، وَكَذَلِكَ لَا يَلْبَسُ الجُبَّةَ وَلَا العِبَاءَ الَّذِي يُدْخِلُ فِيهِ يَدَيْهِ...) إِلَىٰ أَنْ قَالَ:(وَهَذَا مَعنَىٰ قَوْلِ الفُقَهَاءِ: لَا يَلْبَسُ المَخِيطَ، *وَالمَخِيطُ: مَا كَانَ مِنَ اللِّبَاسِ عَلَىٰ قَدْرِ العُضْوِ،* وَلَا يَلْبَسُ مَا كَانَ فِي مَعنَى السَّرَاوِيلَ؛ كَالتُّبَّانِ وَنَحْوِهِ) انْتَهَىٰ.

■ وَإِذَا لَمْ يَجِدِ المُحْرِمُ نَعْلَيْنِ؛ لَبِسَ خُفَّيْنِ، أَوْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا؛ لَبِسَ السَّرَاوِيلَ، إِلَىٰ أَنْ يَجِدَهُ، فَإِذَا وَجَدَ إِزَارًا؛ نَزَعَ السَّرَاوِيلَ، وَلَبِسَ الإِزَارَ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَخَّصَ فِي عَرَفَاتٍ فِي لُبْسِ السَّرَاوِيل لِمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا.

*■ وَأَمَّا المَرْأَةُ؛ فَتَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ مَا شَاءَتْ حَالَ الإِحْرَامِ؛ لِحَاجَتِهَا إِلَى السِّتْرِ، إِلَّا أَنَّهَا لَا تَلْبَسُ البُرْقُعَ، وَهُوَ لِبَاسٌ تُغَطِّي بِهِ المَرْأَةُ وَجْهَهَا، فِيهِ نَقْبَانِ عَلَى العَيْنَيْنِ؛ فَلَا تَلْبَسُهُ المُحْرِمَةُ، وَتُغَطِّي وَجْهَهَا بِغَيْرِهِ مِنَ الخِمَارِ وَالجِلْبَابِ.*

*■ وَلَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ عَلَىٰ كَفَّيْهَا؛* لِقَوْلِهِ ﷺ: «لَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، وَلَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ» رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ.
قَالَ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:(نَهْيُهُ أَنْ تَنْتَقِبَ المَرْأَةُ وَتَلْبَسَ القُفَّازَيْنِ؛ دَلِيلٌ عَلَىٰ أَنَّ وَجْهَهَا كَبَدَنِ الرَّجُلِ لَا كَرَأْسِهِ، فَيَحْرُمُ عَلَيْهَا فِيهِ مَا وُضِعَ وَفُصِّلَ عَلَىٰ قَدْرِ الوَجْهِ: كَالنِّقَابِ وَالبُرْقُعِ، لَا عَلَىٰ عَدَمِ سَتْرِهِ بِالمِقْنَعَةِ وَالجِلْبَابِ وَنَحْوِهِمَا، وَهَذَا أَصَحُّ القَوْلَيْنِ) انْتَهَىٰ.

*■ وَالقُفَّازَانِ: شَيْءٌ يُعْمَلُ لِلْيَدَيْنِ يُدْخَلَانِ فِيهِ يَسْتُرُهُمَا مِنَ البَرْدِ.*

*■ وَتُغَطِّي وَجْهَهَا عَنِ الرِّجَالِ وُجُوبًا بِغَيْرِ البُرْقُعِ؛* لِقَوْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهَا:(كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مُحْرِمَاتٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَإِذَا حَاذَوْنَا؛ سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا عَلَىٰ وَجْهِهَا، فَإِذَا جَاوَزُونَا؛ كَشَفْنَاهُ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاودَ وَغَيْرُهُمَا.
*وَلَا يَضُرُّ مَسُّ المَسْدُولِ بَشَرَةَ وَجْهِهَا؛ لِأَنَّهَا إِنَّمَا مُنِعَتْ مِنَ البُرْقُعِ وَالنِّقَابِ فَقَطْ، لَا مِنْ سَتْرِ الوَجْهِ بِغَيْرِهِمَا.*
*قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ:(لَا تُكَلَّفُ المَرْأَةُ أَنْ تُجَافِيَ سُتْرَتَهَا عَنِ الوَجْهِ، لَا بِعُودٍ وَلَا بِيَدِهَا وَلَا بِغَيْرِ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَوَّىٰ بَيْنَ وَجْهِهَا وَيَدَيْهَا، وَكِلَاهُمَا كَبَدَنِ الرَّجُلِ لَا كَرَأْسِهِ، وَأَزْوَاجُهُ ﷺ يُسْدِلْنَ عَلَىٰ وُجُوهِهِنَّ مِنْ غَيْرِ مُرَاعَاةِ المُجَافَاةِ) وَقَالَ:(يَجُوزُ لَهَا تَغْطِيَةُ وَجْهِهَا بِمُلَاصِقٍ؛ خَلَا النِّقَابَ وَالبُرْقُعَ) انْتَهَىٰ.*

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١١ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*ثَـالِـثًـا: يُسْتَحَبُّ لِمَنْ يُرِيدُ الإِحْـرَامَ: أَنْ يَتَطَيَّبَ فِي بَدَنِهِ بِمَا تَيَسَّرَ مِنْ أَنْوَاعِ الطِّيبِ:* كَالمِسْكِ، وَالبَخُورِ، وَمَاءِ الوَرْدِ، وَالعُودِ؛ لِقَوْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهَا:(كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ ﷺ لِإِحْـرَامِـهِ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ، وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ).
قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(إِنْ شَاءَ المُحْرِمُ أَنْ يَتَطَيَّبَ فِي بَدَنِهِ؛ فَهُوَ حَسَنٌ، وَلَا يُؤْمَرُ المُحْرِمُ قَبْلَ الإِحْرَامِ بِذَلِكَ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ فَعَلَهُ وَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ النَّاسَ).

*رَابِـعًـا: يُسْتَحَبُّ لِلذَّكَرِ قَبْلَ الإِحْـرَامِ: أَنْ يَتَجَرَّدَ مِنَ المَخِيطِ، وَهُـوَ: كُـلُّ مَا يُخَاطُ عَلَىٰ قَدْرِ المَلْبُوسِ عَلَيْهِ أَوْ عَلَىٰ بَعْضِهِ: كَالقَمِيصِ وَالسَّرَاوِيلِ؛* لِأَنَّهُ ﷺ تَجَرَّدَ لِإِهْـلَالِـهِ، وَيَسْتَبْدِلُ المَلَابِسَ المَخِيطَةَ؛ بِـإِزَارٍ وَرِدَاءٍ أَبْيَضَيْنِ نَظِيفَيْنِ، وَيَجُوزُ بِغَيْرِ الأَبْيَضَيْنِ مِمَّا جَـرَتْ عَـادَةُ الـرِّجَـالِ بِلُبْسِهِ.

*■ وَالحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ: أَنَّهُ يَبْتَعِدُ عَنِ التَّرَفُّهِ، وَيَتَّصِفُ بِصِفَةِ الخَاشِعِ الذَّلِيلِ، وَلْيَتَذَكَّرْ بِذَلِكَ أَنَّهُ مُحْرِمٌ فِي كُلِّ وَقْتٍ، فَيَتَجَنَّبَ مَحْظُورَاتِ الإِحْـرَامِ، وَلْيَتَذَكَّرِ المَوْتَ، وَلِبَاسَ الأَكْفَانِ، وَيَتَذَكَّرِ البَعْثَ وَالنُّشُورَ ... إِلَىٰ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الحِكَمِ.*

*■ وَالتَّجَرُّدُ عَنِ المَخِيطِ قَبْلَ نِيَّةِ الإِحْرَامِ سُنَّةٌ، أَمَّا بَعْدَ نِيَّةِ الإِحْرَامِ؛ فَهُوَ وَاجِبٌ.*
وَلَوْ نَوَى الإِحْرَامَ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ المَخِيطَةُ؛ صَحَّ إِحْرَامُهُ وَوَجَبَ عَلَيْهِ نَزْعُ المَخِيطِ.

■ فَإِذَا أَتَمَّ هَذِهِ الأَعْمَال؛ فَقَدْ تَهَيَّأَ لِلْإِحْرَامِ، وَلَيْسَ فِعْلُ هَذِهِ الأُمُورِ إِحْرَامًا كَمَا يَظُنُّ كَثِيرٌ مِنَ العَوَامِّ؛ *لِأَنَّ الإِحْرَامَ هُـوَ: نِيَّةُ الدُّخُولِ وَالشُّرُوعِ فِي النُّسُكِ؛ فَلَا يَصِيرُ مُحْرِمًا بِمُجَرَّدِ التَّجَرُّدِ مِنَ المَخِيطِ وَلُبْسِ مَلَابِسِ الإِحْرَامِ مِنْ غَيْرِ نِيَّةِ الدُّخُولِ فِي النُّسُكِ؛ لِقَوْلِهِ ﷺ:«إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ».*

*■ أَمَّا الصَّلَاةُ قَبْلَ الإِحْرَامِ؛ فَالأَصَحَّ أَنَّهُ لَيْسَ لِلْإِحْرَامِ صَلَاةٌ تَخُصُّهُ،* لَكِنْ إِنْ صَادَفَ وَقْتَ فَرِيضَةٍ؛ أَحْـرَمَ بَـعْـدَهَـا؛ لِأَنَّهُ ﷺ أَهَـلَّ دُبُـرَ الصَّلَاةِ، وَعَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ.
*قَالَ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:(وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ ﷺ أَنَّهُ صَلَّىٰ لِـلْإِحْــرَامِ رَكْعَتَيْنِ غَيْرَ فَرْضِ الظُّهْرِ).*

*■ وَهُـنَـا تَنْبِـيهٌ لَا بُـدَّ مِـنْـهُ:...*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٣٧ - ٢٣٨ ].
____
قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٩ والأخير )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَلَا يُجْزِئُ فِي الـهَـدْيِ وَالأُضْحِيَةِ إِلَّا السَّلِيمُ مِنَ المَرَضِ، وَنَقْصِ الأَعْضَاءِ وَمِنَ الهُزَالِ؛*
فَلَا تُجْزِئُ العَوْرَاءُ بَيِّنَةُ العَوَرِ، وَلَا العَمْيَاءُ، وَلَا العَجْفَاءُ، وَهِيَ: الهَزِيلَةُ الَّتِي لَا مُخَّ فِيهَا، وَلَا العَرْجَاءُ: الَّتِي لَا تُطِيقُ المَشْيَ مَعَ الصَّحِيحَةِ، وَلَا الهَتْمَاءُ: الَّتِي ذَهَبَتْ ثَنَايَاهَا مِنْ أَصْلِهَا، وَلَا الجَدَّاءُ: الَّتِي نَشِفَ ضَرْعُهَا مِنَ اللَّبَنِ بِسَبَبِ كِبَرِ سِنِّهَا، وَلَا المَرِيضَةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا؛ *لِحَدِيثِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ، فَقَالَ:«أَرْبَـعُ لَا تَجُوزُ فِي الأَضَاحِي: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسِائِيُّ.*

*■ وَوَقْتُ ذَبْحِ هَـدْيِ التَّمَتُّعِ وَالأَضَاحِي: بَـعْـدَ صَلَاةِ العِيدِ إِلَىٰ آخِـرِ أَيَّـامِ التَّشْرِيقِ عَلَى الصَّحِيحِ.*

*■ وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ هَدْيِهِ - إِذَا كَانَ هَدْيَ تَمَتُّعٍ أَوْ قِرَانٍ - وَمِنْ أُضْحِيَتِهِ وَيُهْدِي وَيَتَصَدَّقُ؛ أَثْـلَاثًـا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا﴾.*

*■ وَأَمَّا هَدْيُ الجُبْرَانِ، وَهُوَ مَا كَانَ عَنْ فِعْلِ مَحْظُورٍ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْـرَامِ أَوْ عَنْ تَـرْكِ وَاجِبٍ؛ فَلَا يَأْكُلُ مِنْهُ شَيْئًا.*

■ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ؛ فَإِنَّهُ إِذَا دَخَلَتْ عَشْرُ ذِي الحِجَّةِ؛ لَا يَأْخُذُ مِنْ شَعرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا إِلَىٰ ذَبْحِ الأُضْحِيَةِ؛ لِـقَـوْلِـهِ ﷺ:«إِذَا دَخَلَ العَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ؛ فَلَا يَأْخُذُ مِنْ شَعرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا، حَتَّىٰ يُضَحِّيَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ، *فَـإِنْ فَـعَـلَ شَـيْـئًـا مِـنْ ذَلِـكَ؛ اسْـتَـغْـفَــرَ اللهَ، وَلَا فِـدْيَـةَ عَـلَـيْـهِ.*
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٨ - ٢٥٩ ].
____

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ٤ ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

وَمِـنْ ذَلِـكَ: مَا ذَكَـرَهُ فِي سُـورَةِ نُـوحٍ كَـامِلَـةً فِي قِصَّةِ نُـوحٍ مَـعَ قَـوْمِـهِ، قَـالَ تَعَالَىٰ:﴿إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦۤ أَنۡ أَنذِرۡ قَوۡمَكَ مِن قَبۡلِ أَن یَأۡتِیَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ۝ قَالَ یَـٰقَوۡمِ إِنِّی لَكُمۡ نَذِیرࣱ مُّبِینٌ۝ أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِیعُونِ۝ یَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَیُؤَخِّرۡكُمۡ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمًّىۚ إِنَّ أَجَلَ ٱللهِ إِذَا جَاۤءَ لَا یُؤَخَّرُۚ لَوۡ كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ۝﴾ هَـكَـذَا كَانَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ بِالحُجَجِ وَالبَرَاهِينِ، وَبِالمُلَاطَفَةِ وَاللِّينِ وَالمَوْعِظَةِ؛ لَعَلَّهُمْ يَسْتَجِيبُـونَ.

ثُمَّ إِِنَّهُمْ زَادَ شَرُّهُمْ:﴿قَالَ رَبِّ إِنِّی دَعَوۡتُ قَوۡمِی لَیۡلࣰا وَنَهَارࣰا۝ فَلَمۡ یَزِدۡهُمۡ دُعَاۤءِیۤ إِلَّا فِرَارࣰا۝ وَإِنِّی كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ جَعَلُوۤا۟ أَصَـٰبِعَهُمۡ فِیۤ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡا۟ ثِیَابَهُمۡ وَأَصَرُّوا۟ وَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ ٱسۡتِكۡبَارࣰا۝﴾ لَا يُحِبُّونَ أَنْ يَسْمَعُوا صَوْتَ رَسُولِ اللهِ ﴿وَٱسۡتَغۡشَوۡا۟ ثِیَابَهُمۡ﴾ تَلَفَّعُوا بِثِيَابِهِمْ لِئَلَّا يَـرَوْا نَبِيَّ اللهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - كَأَنَّهُ عَـدُوٌّ لَهُمْ:﴿وَأَصَرُّوا۟ وَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ ٱسۡتِكۡبَارࣰا۝﴾ اسْتَكْبَرُوا عَنْ دَعْـوَةِ الحَقِّ فَلَمْ يَقْبَلُوهَا.

ثُمَّ إِنِّی دَعَوۡتُهُمۡ جِهَارࣰا۝ ثُمَّ إِنِّیۤ أَعۡلَنتُ لَهُمۡ وَأَسۡرَرۡتُ لَهُمۡ إِسۡرَارࣰا۝ فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارࣰا۝ یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا۝ وَیُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَ ٰ⁠لࣲ وَبَنِینَ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتࣲ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَـٰرࣰا۝﴾

*انْظُـرْ إِلَى الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ:﴿مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلهِ وَقَارࣰا۝﴾ مَا لَكُمۡ لَا تُعَـظِّمُونَ اللهَ عَـزَّ وَجَـلَّ وَتُوَقِّرُونَهُ؛ لِأَنَّ الشِّركَ تَنَقُّـصٌ للهِ عَـزَّ وَجَـلَّ؛ حَيْثُ سَوَّيْتُمْ بِهِ مَنْ لَا يُسَاوِيهِ، وَعَبَدتُمْ مَعَهُ مِنْ خَلْقِهِ مَنْ هُوَ مِثْلُكُمْ؛ بَلْ أَنْتُمْ أَقْـدَرُ مِنَ الأَمْـوَاتِ، أَنْتُمْ تَمْشُونَ وَتَكْتَسِبُونَ، وَهُمْ أَمْـوَاتٌ فِي القُـبُـورِ.*

﴿مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلهِ وَقَارࣰا۝ وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا۝ أَلَمۡ تَرَوۡا۟ كَیۡفَ خَلَقَ ٱللهُ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰ⁠تࣲ طِبَاقࣰا۝ وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِیهِنَّ نُورࣰا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجࣰا۝ وَٱللهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتࣰا۝ ثُمَّ یُعِیدُكُمۡ فِیهَا وَیُخۡرِجُكُمۡ إِخۡرَاجࣰا۝ وَٱللهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ بِسَاطࣰا۝﴾.

*ذَكَّـرَهُـمْ بِآيَاتِ اللهِ الكَوْنِيَّةِ، وَنِعَمِهِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، أَمَّا هَـؤُلَاءِ الأَمْـوَات مَـاذَا قَدَّمُوا لَكُمْ، خَلَقُوا السَّمَـٰوَاتِ؟...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: ١٠ - ١٢ ]*
*---------------------------------------*
*

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ٢ ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*فَـإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنَّا وَعَنْ عِبَادَتِنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ المُحْتَاجُونَ إِلَىٰ عِبَادَةِ اللهِ، لِتُقَرِّبَنَا إِلَيْهِ؛ وَلِأَجْلِ أَنْ تَصِلَنَا بِرَبِّنَا عَـزَّ وَجَـلَّ وَتُعَرِّفَنَا بِهِ، فَنَحْصُلُ عَلَى السَّعَـادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.*

وَاللهُ - جَـلَّ وَعَـلَا - أَمَـرَنَـا بِعِبَادَتِهِ لِمَصْلَحَتِنَا، وَلِـدَفْـعِ المَضَرَّةِ عَنَّا، هَـذِهِ هِيَ الحِكْـمَـةُ مِنَ الأَمْـرِ بِعِبَادَتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، وَضِـدُّ الـتَّوْحِـيـدِ: هُـوَ الشِّـركُ بِاللـهِ عَـزَّ وَجَـلَّ.

وَالـشِّـركُ: هُـوَ عِـبَـادَةُ غَيْرِ اللهِ مَـعَ اللهِ، بَـأَنْ يُـجْـعَـلَ شَيْءٌ مِنْ أَنْـوَاعِ الـعِـبَـادَةِ لِـغَـيْـرِ اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ، كَالـذَّبْحِ وَالنَّـذْرِ وَالـدُّعَاءِ وَالِاسْتِغَاثَةِ وَالخَوْفِ وَالخَشْيَةِ وَالرَّغْـبَةِ وَالـرَّجَاءِ... وَغَيْرِ ذَلِكَ.

*فَـإِذَا جُعِلَ شَيْءٌ مِنْ أَنْـوَاعِ الـعِـبَـادَةِ لِـغَـيْـرِ اللهِ، فَهَذَا هُوَ الشِّركُ؛ لِأَنَّكَ جَعَلْتَ لِلهِ شَرِيكًا فِي عِبَادَتِهِ.*

وَأَوَّلُ مَا حَـدَثَ الشِّركُ فِي الأَرضِ فِي قَوْمِ نُوحٍ حِينَمَا غَلَوْا فِي الصَّالِحِينَ.

*كَـانَ النَّاسُ فِي الأَوَّلِ عَلَى التَّوْحِيدِ مِنْ عَهْدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَىٰ قَوْمِ نُـوحٍ كَـانُـوا عَلَى التَّوْحِيدِ، وَكَـانَ فِي قَـوْمٍ نُـوحٍ رِجَـالٌ صَالِحُونَ عُلَمَاءُ عُبَّادٌ، يُحِبُّونَهُمْ حُبًّا شَدِيدًا، فَمَاتُوا فِي عَـامٍ وَاحِـدٍ، فَحَزِنَ عَلَيْهِمْ قَوْمُهُمْ، فَجَاءَ الشَّيْطَانُ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: صَـوِّرُوا صُوَرَهُمْ، وَانْصِبُوهَا عَلَىٰ مَجَالِسِهِمْ؛ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَتَذَكَّـرُوا العِبَادَةَ إِذَا رَأَيْتُمْ صُورَهُمْ.*

جَاءَهُمْ مِنْ طَرِيقِ النَّصِيحَةِ وَالتَّشْجِيعِ عَلَى الخَيْرِ، وَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى العَوَاقِبِ، وَلَمْ يَفْـطنُـوا لِـكَـيْـدِ عَـدُوِّهِـمْ، فَـأَطَـاعُـوهُ.

فَكَـانَ ظَاهِرُ هَـذَا الأَمْـرِ أَنَّهُ خَيْرٌ؛ لِأَنَّ المَقْصُودَ مِنْـهُ هُوَ نَشَاطُهُمْ عَلَى العِبَادَةِ، بَعْدَ ذَلِكَ لَمْ يَحْدُثِ الشِّركُ فِي أَوَّلِ نَصْبِ هَـذِهِ الصُّوَرِ؛ لِأَنَّ فِيهِمْ عُلَمَاءُ، وَلَمْ يَتَجَاسَرِ الشَّيْطَانُ عَلَىٰ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: إِنَّ هَـذِهِ الصُّوَر تَنْفَـعُ وَتَضُرُّ؛ لِأَنَّ العُلَمَاءَ يُنْكِـرُونَ هَـذَا.

*فَلَمَّا مَـرَّتْ مُـدَّةٌ، وَمَـاتَ العُلَمَاءُ فِي قَوْم نُوحٍ، فَلَمْ يَبْقَ فِيهِمْ عُلَمَاءُ، وَنُسِخَ العِلْمُ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا جَهَلَةٌ، فَجَاءَ الشَّيْطَانُ إِلَيْهِمْ فَقَالَ:..*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: ٨ - ٩ ]*
*---------------------------------------*
*
قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

‏قال ابن القيم :
فإنَّ مَنْ لم يرَ نعمة الله عليه إلا في مأكله ومشربه وعافية بدنه؛ فليس له نصيبٌ مِن العقل البتة، فنعمة الله بالإسلام والإيمان، وجذب عبده إلىٰ الإقبال عليه، والتلذذ بطاعته؛ هي أعظم النعم وهذا إنما يُدرك بنور العقل، وهداية التوفيق.
@rwosertoi
📖مدارج السالكين (277/1)

ياليت من الجميع دعم قناتي الجديده

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٦ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَلَا بُـدَّ مِـنْ تَـرْتِـيـبِ الـجَـمَـرَاتِ عَـلَـى الـنَّـحْـوِ الـتَّـالِـي:* يَبْدَأُ بِالجَمْرَةِ الأُولَىٰ، وَهِيَ الَّتِي تَلِي مِنَىً قُرْبَ مَسْجِدِ الخَيْفِ، ثُمَّ الجَمْرَةِ الوُسْطَىٰ، وَهِيَ الَّتِي تَلِي الأُولَىٰ، ثُمَّ الجَمْرَةِ الكُبْرَىٰ، وَتُسَمَّىٰ جَمْرَةَ العَقَبَةِ، وَهِيَ الأَخِيرَةُ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ، *يَرْمِي كُلَّ جَمْرَةٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ مُتَوَالِيَةٍ، يَرْفَعُ - مَعَ كُلِّ حَصْوَةٍ - يَدَهُ، وَيُكَبِّرُ، وَلَا بُدَّ أَنْ تَقَعَ كُلُّ حَصَاةٍ فِي الحَوْضِ، سَوَاءً اسْتَقَرَّتْ فِيهِ أَوْ سَقَطَتْ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَـإِنْ لَمْ تَقَعْ فِي الحَوْضِ لَمْ تَـجُـزْ.*

■ وَيَجُوزُ لِلْمَرِيضِ، وَكَبِيرِ السِّنِّ، وَالمَرْأَةِ الحَامِلِ، أَوِ الَّتِي يُخَافُ عَلَيْهَا مِنْ شِدَّةِ الزَّحْمَةِ فِي الطَّرِيقِ أَوْ عِنْدَ الرَّمْيِ - يَجُوزُ لِهَؤُلَاءِ - أَنْ يُوَكِّلُوا مَنْ يَرْمِي عَنْهُمْ.

■ وَيَرْمِي النَّائِبُ كُلَّ جَمْرَةٍ عَنْ مُسْتَنِيبِهِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلَا يَلْزَمُهُ أَنْ يَسْتَكْمِلَ رَمْيَ الجَمَرَاتِ عَلَىٰ نَفْسِهِ، ثُمَّ يَبْدَأُ بِرَمْيِهَا عَنْ مُسْتَنِيبِهِ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ المَشَقَّةِ وَالحَرَجِ فِي أَيَّـامِ الـزِّحَـامِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَإِنْ كَانَ النَّائِبُ يُؤَدِّي فَرْضَ حَجِّهِ؛ فَلَا بُدَّ أَنْ يَرْمِيَ عَنْ نَفْسِهِ كُلَّ جَمْرَةٍ أَوَّلًا، ثُمَّ يَرْمِيهَا عَنْ مُوَكِّلِهِ.

■ ثُمَّ بَعْدَ رَمْيِ الجَمَرَاتِ الثَّلَاثِ فِي اليَوْمِ الثَّانِيَ عَشَرَ؛ إِنْ شَاءَ تَعَجَّلَ وَخَرَجَ مِنْ مِنَىً قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَإِنْ شَاءَ تَأَخَّرَ وَبَـاتَ وَرَمَى الجَمَرَاتِ الثَّلَاثِ بَعْدَ الزَّوَالِ فِي اليَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ، وَهُوَ أَفْضَل؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ﴾.

*■ وَإِنْ غَرَبَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ مِنْ مِنَىً؛ لَزِمَهُ التَّأَخُّرُ وَالمَبِيتُ وَالرَّمْيُ فِي اليَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَىٰ يَقُولُ:*
*﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ﴾ وَاليَوْمُ اسْمٌ لِلنَّهَارِ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ اللَّيْلُ؛ فَمَا تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ.*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٥ - ٢٥٦ ].
____

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٩ والأخير )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَلَا يُجْزِئُ فِي الـهَـدْيِ وَالأُضْحِيَةِ إِلَّا السَّلِيمُ مِنَ المَرَضِ، وَنَقْصِ الأَعْضَاءِ وَمِنَ الهُزَالِ؛*
فَلَا تُجْزِئُ العَوْرَاءُ بَيِّنَةُ العَوَرِ، وَلَا العَمْيَاءُ، وَلَا العَجْفَاءُ، وَهِيَ: الهَزِيلَةُ الَّتِي لَا مُخَّ فِيهَا، وَلَا العَرْجَاءُ: الَّتِي لَا تُطِيقُ المَشْيَ مَعَ الصَّحِيحَةِ، وَلَا الهَتْمَاءُ: الَّتِي ذَهَبَتْ ثَنَايَاهَا مِنْ أَصْلِهَا، وَلَا الجَدَّاءُ: الَّتِي نَشِفَ ضَرْعُهَا مِنَ اللَّبَنِ بِسَبَبِ كِبَرِ سِنِّهَا، وَلَا المَرِيضَةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا؛ *لِحَدِيثِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ، فَقَالَ:«أَرْبَـعُ لَا تَجُوزُ فِي الأَضَاحِي: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسِائِيُّ.*

*■ وَوَقْتُ ذَبْحِ هَـدْيِ التَّمَتُّعِ وَالأَضَاحِي: بَـعْـدَ صَلَاةِ العِيدِ إِلَىٰ آخِـرِ أَيَّـامِ التَّشْرِيقِ عَلَى الصَّحِيحِ.*

*■ وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ هَدْيِهِ - إِذَا كَانَ هَدْيَ تَمَتُّعٍ أَوْ قِرَانٍ - وَمِنْ أُضْحِيَتِهِ وَيُهْدِي وَيَتَصَدَّقُ؛ أَثْـلَاثًـا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا﴾.*

*■ وَأَمَّا هَدْيُ الجُبْرَانِ، وَهُوَ مَا كَانَ عَنْ فِعْلِ مَحْظُورٍ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْـرَامِ أَوْ عَنْ تَـرْكِ وَاجِبٍ؛ فَلَا يَأْكُلُ مِنْهُ شَيْئًا.*

■ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ؛ فَإِنَّهُ إِذَا دَخَلَتْ عَشْرُ ذِي الحِجَّةِ؛ لَا يَأْخُذُ مِنْ شَعرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا إِلَىٰ ذَبْحِ الأُضْحِيَةِ؛ لِـقَـوْلِـهِ ﷺ:«إِذَا دَخَلَ العَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ؛ فَلَا يَأْخُذُ مِنْ شَعرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا، حَتَّىٰ يُضَحِّيَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ، *فَـإِنْ فَـعَـلَ شَـيْـئًـا مِـنْ ذَلِـكَ؛ اسْـتَـغْـفَــرَ اللهَ، وَلَا فِـدْيَـةَ عَـلَـيْـهِ.*
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٨ - ٢٥٩ ].
____


قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٤ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَيُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الطَّوَافِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَرْطًا؛* هِيَ: الإسلامُ، والعقلُ، والنِّيَّةُ، وَسَتْرُ العورةِ، والطَّهَارَةُ، وَتَكْمِيلُ السَّبعَةِ، وجَعلُ البيتِ عن يسارِهِ، والطَّوَافُ بِجَميعِ البيتِ؛ بِأَنْ لا يَدْخُلَ مع الحِجْرِ أو يَطُوفَ على جِدَارِهِ، وأنْ يَطُوفَ ماشِيًا مع القُدْرَةِ، والمُوَالاةُ بينَ الأَشْوَاطِ؛ إِلَّا إذا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ أو حَضَرَت جِنَازَةٌ؛ فإنَّهُ يُصَلِّي، ثُمَّ يَبنِي علىٰ ما مَضَىٰ من طَوَافِهِ بعد أن يَسْتَأْنِفَ الشَّوْطَ الَّـذِي صَلَّىٰ في أثنائه، وأن يطوفَ دَاخِلَ المسجدِ، وأنْ يَبْتَدِئَ مِنَ الحَجَرِ الأَسْوَدِ وَيَخْتِمَ بِهِ.

■ ثُمَّ بعدَ تَمَامِ الطوافِ يُصَلِّي ركعتينِ، والأفضلُ كونُهُمَا خلفَ مقامِ إبراهيمَ، وَيَجُوزُ أن يصليهما في أَيِّ مكانٍ في المسجدِ أو في غيرِهِ من الحَرَمِ، وَهُمَا سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، يَقْرَأُ فِي الأُولَىٰ بعدَ الفاتحةِ:﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ۝﴾ وفِي الثَّانِيَةِ:﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ۝﴾.

■ ثُمَّ يَخْرُجُ إلى الصَّفَا لِيَسْعَىٰ بينهُ وبينَ المروةِ، فَيَرْقَىٰ على الصَّفَا، وَيُكَبِّرُ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ:(لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ثُمَّ ينزلُ من الصفا مُتَّجِهًا إلى المروةِ، ويكونُ بذلك قد بَدَأَ الشَّوطَ الأَوَّل، ويسعى بينَ المِيلَيْنِ الأخْضَرَينِ سَعيًا شَدِيدًا، وفي خَارِجِ الميلينِ يَمشِي مَشْيًا مُعتَادًا، حتَّىٰ يصلَ المروةَ، فَيَرقَىٰ عليها، ويقولُ ما قالَهُ على الصَّفَا، ويكونُ بذلك قد أنهى الشوطَ الأول، فَيَنْزِلُ من المروةِ متجها إلى الصفا، ويكونُ بذلك قد بدأ الشوط الثاني؛ يمشِي في مَوْضِعِ مَشْيِهِ، وَيَسعَىٰ في موضع سَعيِهِ... وهكذا حتى يُكْمِلَ سبعةَ أشواطٍ؛ يَبْدَؤُهَا من الصفا، ويَخْتِمُهَا بِالمَرْوةِ، ذَهَابُهُ مِنَ الصَّفَا إلى المَرْوَةِ سَعْيَةٌ، وَرُجُوعُهَ من المروة إلى الصَّفَا سَعْيَةٌ.

■ وَيُسْتَحَبُّ أن يَشْتَغِلَ أثناءَ السَّعيِ: بالدعاءِ والذكرِ أو تلاوةِ القرآنِ، *وليسَ لِلطَّوَافِ وَالسَّعْيِ دُعَـاءٌ مَخْصُوصٌ، بل يدعو بما تَيَسَّرَ لَهُ من الأَدعِيَةِ.*

*■ وَشُرُوطُ صِحَّةِ السَّعْيِ: النِّيَّةُ، وَاسْتِكْمَالُ ما بينَ الصَّفَا والمروة، وَتَقَدُّمُ الطَّوَافِ عَلَيْهِ.*
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٣ - ٢٥٤ ].
____

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٢ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

■ فَإِذَا وَصَلَ إلىٰ مِنَىً - وَهِيَ: ما بين وَادِي مُحَسِّرٍ إلىٰ جَمْرَةِ العَقَبَةِ - ذَهَبَ إلى جمرةِ العقبةِ - وَهِيَ آخِرُ الجَمَرَاتِ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ - وَتُسَمَّى الجَمْرَةَ الكُبْرَىٰ، فيرميها بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، وَاحِدَةً بعدَ واحِدَةٍ، بعدَ طُلُوعِ الشمسِ، وَيَمْتَدُّ زَمَنُ الرَّمْيِ إلى الغُرُوبِ.
■ ولا بُدَّ أَنْ تَقَعَ كُلُّ حَصَاةٍ في حَوْضِ الجَمْرَةِ، سواءً استقَرَّت فِيهِ أو سَقَطَت بعد ذلك، *فَيَجِبُ على الحَاجِّ أن يُصَوِّبَ الحصا إلى حوضِ الجمرةِ، لا إلى العَمُودِ الشَّاخِصِ، فَإِنَّ هذا العمودَ مَا بُنِيَ لِأَجْلِ أَنْ يُرْمَىٰ، وليسَ هو مَوْضِعُ الرمي، وإنما بُنِيَ لِيَكُونَ عَلَامَةً على الجمرةِ، وَمَحلُّ الرَّمْيِ هُوَ الحَوْضُ، فلو ضَرَبَتِ الحَصَاةُ في العَمُودِ، وَطَارَت، ولم تَمُرَّ على الحوضِ؛ لَمْ تُجْزِئْهُ.*

*■ وَالضَّعَفَةُ ومَنْ فِي حُكْمِهِمْ يَرْمُونَهَا بعدَ منتصفِ الليلِ، وإنْ رَمَىٰ غيرُ الضَّعَفَةِ بعدَ منتصفِ الليلِ؛ أَجْزَأَهُمْ ذلك، وهو خِلَافُ الأفضلِ في حَقِّهِمْ.*

■ وَيُسَنُّ: أن لا يَبَدَأَ بشيءٍ حينَ وُصُوله إلى منى قبلَ رَمْيِ جمرةِ العقبةِ؛ لأنَّهُ تَحِيَّةُ مِنَىً.
■وَيُسْتَحَبُّ: أن يُكَبِّرَ مع كُلِّ حَصَاةٍ، وَيقول: اللَّهُمَّ اجْعَلهُ حَجًّا مَبْرُورًا وَذَنْبًا مَغْفُورًا، *ولا يرمِي في يومِ النَّحْرِ غيرَ جمرةِ العقبةِ، وهذا مِمَّا اختصَّت به عن بَقِيَّةِ الجَمَرَاتِ.*
■ ثُمَّ بعدَ رمِي جمرةِ العقبةِ، الأفضلُ أن يَنْحَرَ هَدْيَهُ إن كانَ يَجِبُ عليه هَدْيُ تَمَتُّعٍ أو قِرَانٍ، فيشتريه ويذبحه، ويوزع لحمه، ويأخذ منه قِسْمًا لِيَأْكُلَ منه.

■ ثُمَّ يَحْلِقُ رَأْسَهُ أو يُقَصِّرُهُ، والحَلْقُ أفضلُ؛ لقوله تعالى:﴿مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ﴾ ولِحَدِيثِ ابنِ عُمَرَ:(أنَّ رسولَ الله ﷺ حَلَقَ رَأْسَهُ في حَجَّةِ الوَدَاعِ) مُتَّفَقٌ عليهِ، وَدَعَا ﷺ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً واحِدَةً.
*■ فَإِنْ قَصَّرَ؛ وَجَبَ أن يَعُمَّ جميعَ رأسِهِ، ولا يُجْزِئُ الِاقْتِصَارُ على بعضِهِ أو جَانِبٍ مِنْهُ فَقَطْ؛* لقولهِ تعالى:﴿مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ﴾ فَأَضَافَ الحَلْقَ والتَّقْصِيرَ إلى جَمِيعِ الرَّأْسِ.

■ والمرأةُ يَتَعَيَّنُ في حَقِّهَا التَّقْصِيرُ، بأن تَقُصَّ من كُلِّ ضَفِيرَةٍ قَدْرَ أُنْمُلَةٍ؛ لِحَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا:«لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ الحَلْقُ، إِنَّمَا عَلَى النِّسَاءِ التَّقْصِيرُ» رواه أبو داودَ والطَّبَرَانِيُّ والدَّارَقُطْنِيُّ، وَلِأَنَّ الحَلْقَ في حَقِّ النِّسَاءِ مُثْلَةٌ، *وإنْ كَانَ رأسُ المرأةِ غيرَ مَضْفُورٍ؛ جَمَعَتْهُ، وَقَصَّتْ مِنْ أطرَافِهِ قَدْرَ أُنْمُلَةٍ.*

■ وَيُسَنُّ لِمَنْ حَلَقَ أو قَصَّرَ: أَخْذُ أظْفَارِهِ وَشَارِبِهِ وَعَانَتِهِ وَإِبطِهِ، *ولا يَجُوزُ لَـهُ أَنْ يَحْلِقَ لِحْيَتَهُ أَوْ يَقُصَّ شَيْئًا مِنْهَا؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَـرَ بِتَوْفِيرِ اللِّحْيَةِ، وَنَهَىٰ عن حَلْقِهَا وعن أَخْذِ شيءٍ منها.*
*والمُسْلِمُ يَمْتَثِلُ مَا أَمَـرَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، وَيَجْتَنِبُ ما نهَىٰ عنه، والحَاجُّ أَوْلَىٰ بذلك؛ لِأَنَّهُ فِي عِبَادَةٍ.*

■ وَمَنْ كانَ رأسُهُ ليسَ فيهِ شعرٌ؛ كَالحَلِيقِ أوِ الَّذِي لم يَنْبُتْ لَهُ شعرٌ أصلًا، وهو الأَصْلَعُ؛ فإنَّهُ يُـمِـرُّ الموسى على رأسهِ؛ لقولهِ ﷺ:«إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ؛ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٠ - ٢٥٢ ].
____

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٠ )*
____
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَــــابٌ*
*فِي الدَّفْعِ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ وَالمَبِيتِ فِيهَا وَالدَّفْعِ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إِلَىٰ مِنَىً وَأَعْمَالِ يَوْمِ العَيدِ*

■ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ: يَدْفَعُ الحُجَّاجُ مِنْ عَرَفَةَ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّىٰ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا حَتَّىٰ غَابَ الْقُرْصُ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ، وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ - يَعنِي: نَاقَتَهُ - الزِّمَامَ، حَتَّىٰ إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، وَيَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَىٰ:«أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ».

*■ فَهَكَذَا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِينَ: السَّكِينَةُ وَالرِّفْقُ عِنْدَ الِانْصِرَافِ مِنْ عَرَفَةَ، وَأَنْ لَا يُضَايِقُوا إِخْوَانَهُمُ الحُجَّاجَ فِي سَيْرِهِمْ، وَيُرْهِقُوهُمْ بِمُزَاحَمَتِهِمْ، وَيُخِيفُوهُمْ بِسَيَّارَاتِهِمْ، وَأَنْ يَرْحَمُوا الضَّعَفَةَ وَكِبَارَ السِّنِّ وَالمُشَاةَ.*

*■ وَيَكُونُ الحَاجُّ حَالَ دَفْعِهِ مِنْ عَرَفَةَ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ مُسْتَغْفِرًا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.*
*■ وَسُمِّيَتْ مُزْدَلِفَةُ بِذَلِكَ مِنَ الِازْدِلَافِ، وَهُوَ القُرْبُ؛ لِأَنَّ الحُجَّاجَ إِذَا أَفَاضُوا مِنْ عَرَفَاتٍ، ازْدَلَفُوا إِلَيْهَا؛ أي: تَقَرَّبُوا وَمَضَوا إِلَيْهَا، وَتُسَمَّىٰ أَيْضًا: جَمْعًا؛ لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ بِهَا، وَتُسَمَّىٰ: بِالمَشْعَرِ الحَرَامِ.*
*قَالَ فِي المُغْنِي:(وَلِلْمُزْدَلِفَةَ ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ: مُزْدَلِفَةُ، وَجَمْعٌ، وَالمَشْعَرُ الحَرَامُ).*

■ وَيَذْكُرُ اللهَ فِي مَسِيرِهِ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ؛ لِأَنَّهُ فِي زَمَنِ السَّعْيِ إِلَى المَشَاعِرِ وَالتَّنَقُّلِ بَيْنَهَا.

■ فَإِذَا وَصَلَ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ؛ صَلَّىٰ بِهَا المَغْرِبَ وَالعِشَاءَ، جَمْعًا مَعَ قَصْرِ العِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ، بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ، لِكُلِّ صَلَاةٍ إِقَامَةٌ، وَذَلِكَ قَبْلَ حَطِّ رَحْلِهِ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ، يَصِفُ فِعْلَ النَّبِيِّ ﷺ:(حَتَّىٰ أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّىٰ بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ).

■ ثُمَّ يَبِيتُ بِمُزْدَلِفَةَ حَتَّىٰ يُصْبِحَ وَيُصَلِّيَ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ:(ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتَّىٰ طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّىٰ الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ).
*وَمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا يُقَالُ لَهَا: المَشْعَرُ الحَرَامُ، وَهِيَ مَا بَيْنَ مَأْزِمِي عَرَفَةَ إِلَىٰ بَطْنِ مُحَسِّرٍ، وَقَالَ ﷺ :«وَمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ».*

■ وَالسُّـنَّـةُ: أَنْ يَبِيتَ بِمُزْدَلِفَةَ إِلَىٰ أَنْ يَطْلُعَ الفَجْرُ، فَيُصَلِّي بِهَا الفَجْرَ فِي أَوَّلِ الوَقْتِ، ثُمَّ يَقِفُ بِهَا وَيَدْعُوا إِلَىٰ أَنْ يُسْفِرَ، ثُمَّ يَدْفَعُ إِلَىٰ مِنَىً قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ.
*فَإِنْ كَانَ مِنَ الضَّعَفَةِ كَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَنَحْوِهِمْ؛ فَإِنَّهُ يَجُوزُ لَـهُ أَنْ يَتَعَجَّلَ فِي الدَّفْعِ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إِلَىٰ مِنَىً إِذَا غَابَ القَمَرُ، وَكَذَلِكَ يَجُوزُ لِمَنْ يَلِي أَمْرَ الضَّعَفَةِ مِنَ الأَقْوِيَاءِ أَنْ يَنْصَرِفَ مَعَهُمْ بَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ.*
*أَمَّا الأَقْوِيَاءُ الَّذِينَ لَيْسَ مَعَهُمْ ضَعَفَةٌ؛ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ لَا يَخْرُجُوا مِنْ مُزْدَلِفَةَ حَتَّىٰ يَطْلُعَ الفَجْرُ، فَيُصَلُّوا بِهَا الفَجْرَ، وَيَقِفُوا بِهَا إِلَىٰ أَنْ يُسْفِرُوا.*

*■ فَالمَبِيتُ بِمُزْدَلِفَةَ وَاجِبٌ مِنْ وَاجِبَاتِ الحَجِّ...*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٤٨ - ٢٤٩ ].
____
_


قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٨ )*
____
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَـــــابٌ*
*فِي أَعْمَالِ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمِ عَرَفَةَ*

*■ إِنَّ الأَنْسَاكَ الَّتِي يُحْرِمُ بِهَا القَادِمُ عِنْدَمَا يَصِلُ إِلَى المِيقَاتِ ثَلَاثَةٌ:*
*الإِفْـــرَادُ:* وَهُوَ أَنْ يَنْوِيَ الإِحْرَامَ بِالحَجِّ فَقَطْ، وَيَبْقَىٰ عَلَىٰ إِحْرَامِهِ إِلَىٰ أَنْ يَرْمِيَ الجَمْرَةَ يَوْمَ العِيدِ، وَيَحْلِقَ رَأْسَهُ، وَيَطُوفَ طَوَافَ الإِفَاضَةِ، وَيَسْعَىٰ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ إِنْ لَمْ يَكُنْ سَعَىٰ بَـعْـدَ طَوَافِ القُدُومِ.
*وَالــقِــرَانُ:* وَهُوَ أَنْ يَنْوِيَ الإِحْرَامَ بِالعُمْرَةِ وَالحَجِّ مَعًا مِنَ المِيقَاتِ، وَهَـذَا عَمَلُهُ كَعَمَلِ المُفْرِدِ؛ إِلَّا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ هَدْيُ التَّمَتُّعِ.
*وَالــتَّـمَــتُّــعُ:* وَهُوَ أَنْ يُحْرِمَ بِالعُمْرَةِ مِنَ المِيقَاتِ، وَيَتَحَلَّلَ مِنْهَا إِذَا وَصَلَ إِلَىٰ مَكَّةَ، بِأَدَاءِ أَعْمَالِهَا مِنْ طَوَافٍ وَسَعْيٍ وَحَلْقٍ أَوْ تَقْصِيرٍ، ثُمَّ يَتَحَلَّلُ مِنْ إِحْرَامِهِ، وَيَبْقَىٰ حَلَالًا إِلَىٰ أَنْ يُحْرِمَ بِالحَجِّ.

*■ وَأَفْضَلُ الأَنْسَاكِ هُوَ التَّمَتُّعُ؛ فَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ أَحْرَمَ مُفْرِدًا أَوْ قَارِنًا وَلَمْ يَسُقِ الهَدْيَ؛ أَنْ يُحَوِّلَ نُسُكَهُ إِلَى التَّمَتُّعِ، وَيَعْمَلَ عَمَلَ المُتَمَتِّعِ.*

*■ وَيُسْتَحَبُّ لِمُتَمَتِّعٍ أَوْ مُفْرِدٍ أَوْ قَارِنٍ، تَحَوَّلَ إِلَىٰ مُتَمَتِّعٍ وَحَلَّ مِنْ عُمْرَتِهِ، وَلِغَيْرِهِمْ مِنَ المُحِلِّينَ بِمَكَّةَ أَوْ قُرْبِهَا:* الإِحْرَامُ بِالحَجِّ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، وَهُوَ اليَوْمُ الثَّامِنِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ فِي صِفَةِ حَجِّ النَّبِيِّ ﷺ :(فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيَّ ﷺ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ).

*■ وَيُحْرِمُ بِالحَجِّ مِنْ مَكَانِهِ الَّذِي هُوَ نَازِلٌ فِيهِ، سَوَاءٌ كَانَ فِي مَكَّةَ، أَوْ خَارِجِهَا، أَوْ فِي مِنًى، وَلَا يَذْهَبُ بَعْدَ إِحْرَامِهِ فَيَطُوفَ بِالبَيْتِ.*

قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(فَإِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَحْرَمَ، فَيَفْعَلُ كَمَا فَعَلَ عِنْدَ المِيقَاتِ؛ إِنْ شَاءَ أَحْرَمَ مِنْ مَكَّةَ، وَإِنْ شَاءَ مِنْ خَارِجِ مَكَّةَ، هَـذاَ هُـوَ الصَّوَابُ، وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ إِنَّمَا أَحْرَمُوا كَمَا أَمَرَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ البَطْحَاءِ، وَالسُّنَّةُ أُنْ يُحْرِمَ مِنَ المَوْضِعِ الَّذِي هُوَ نَازِلٌ فِيهِ، وَكَذَلِكَ المَكِّيُّ يُحْرِمُ مِنْ أَهْلِهِ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«مَنْ كَانَ مَنْزِلُهَ دُونَ مَكَّةَ؛ فَمُهَلُّهُ مِنْ أَهْلِهِ، حَتَّىٰ أَهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْ مَكَّةَ») انْتَهَىٰ.

وقَالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:(فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الخَمِيسِ ضُحَىً؛ تَوَجَّهَ - يَعنِي: النَّبِيّ ﷺ - بِمَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَىٰ مِنًى، فَأَحْرَمَ بِالحَجِّ مَنْ كَانَ أَحَلَّ مِنْهُمْ مِنْ رِحَالِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلُوا إِلَى المَسْجِدِ لَيُحْرِمُوا مِنْهُ، بَلْ أَحْرَمُوا وَمَكَّةُ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ) انْتَهَىٰ.

*■ وَبَعْدَ الإِحْرَامِ يَشْتَغِلُ بِالتَّلْبِيَةِ، فَيُلَبِّي عِنْدَ عَقْدِ الإِحْـرَامِ، يُلَبِّي بَعْدَ ذَلِكَ فِي فَتَرَاتٍ، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ، إِلَىٰ أَنْ يَرْمِيَ جَمْرَةَ العَقَبَةِ يَوْمَ العِيدِ.*

■ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَىٰ مِنًى مَنْ كَانَ بِمَكَّةَ مُحْرِمًا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، وَالأَفْضَلُ أَنْ يَكُونَ خُرُوجُهُ قَبْلَ الزَّوَالِ، فَيُصَلِّيَ بِهَا الظُّهْرَ وَبَقِيَّةَ الأَوْقَاتِ إِلَى الفَجْرِ، وَيَبِيتُ لَيْلَةَ التَّاسِعِ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ:(وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ - يَعنِي: إِلَىٰ مِنًى - فَصَلَّىٰ بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّىٰ طَلَعَتِ الشَّمْسُ) *وَلَيْسَ ذَلِكَ وَاجِبًا بَلْ سُنَّةٌ، وَكَذَلِكَ الإِحْرَامُ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ لَيْسَ وَاجِبًا، فَلَوْ أَحْرَمَ بِالحَجِّ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ؛ جَـازَ ذَلِكَ.*

*■ وَهَـذَا المَبِيتُ بِمِنًى لَيْلَةَ التَّاسِعِ، وَأَدَاءُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ فِيهَا: سُـنَّـةٌ، وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ.*

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٧ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُحْرِمِ: أَنْ يَشْتَغِلَ بِالتَّلْبِيَةِ، وَذِكْرِ اللهِ، وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، وَحِفْظِ وَقْتِهِ عَمَّا يُفْسِدُهُ، وَأَنْ يُخْلِصَ النِّيَّةَ لِلهِ، وَيَرْغَبَ فِيمَا عِنْدَ اللهِ؛ لِأَنَّهُ فِي حَـالَـةِ إِحْـرَامٍ، وَاسْتِقْبَالِ عِبَادَةٍ عَظِيمَةٍ، وَقَادِمٌ عَلَىٰ مَشَاعِرَ مُقَدَّسَةٍ، وَمَوَاقِفَ مُبَارَكَةٍ.*

*■ فَإِذَا وَصَلَ إِلَىٰ مَكَّةَ: فَإِنْ كَانَ مُحْرِمًا بِالتَّمَتُّعِ؛ فَإِنَّهُ يُؤَدِي مَنَاسِكَ العُمْرَةِ:*
*فَيَطُوفُ بِالبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ.*
*وَيُصَلِّي بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَالأَفْضَلُ أَدَاؤُهَا عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ إِنْ أَمْكَنَ، وَإِلَّا أَدَاهُمَا فِي أَيِّ مَكَانٍ مِنَ المَسْجِدِ.*

*ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّفَا لِأَدَاءِ السَّعْيِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَرْوَةِ، فَيَسْعَىٰ بَيْنَهُمَا سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ، يَبْدَؤُهَا بِالصَّفَا وَيَخْتِمُهَا بِالمَرْوَةِ،*
*ذَهَابُهُ سَعْيَةٌ، وَرُجُوعُهُ سَعْيَةٌ.*
*وَيَشْتَغِلُ أَثْنَاءَ الأَشْوَاطِ فِي الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ.*

*فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الشَّوْطِ السَّابِعِ؛ قَصَّرَ الرَّجُلُ مِنْ جَمِيعِ شَعرَ رَأْسِهِ، وَتَقُصُّ الأُنْثَىٰ مِنْ رُؤُوسِ شَعرِ رَأْسِهَا قَدْرَ أُنْمُلَةٍ.*

*■ وَبِذَلِكَ تَتِمُّ مَنَاسِكُ العُمْرَةِ، فَيَحِلُّ مِنْ إِحْرَامِهِ، وَيُبَاحُ لَهُ مَا كَانَ مُحَرَّمًا عَلَيْهِ بِالْإِحْرَامِ، مِنَ النِّسَاءِ، وَالطِّيبِ، وَلُبْسِ المَخِيطِ، وَتَقْلِيمِ الأَظْفَارِ، وَقَصِّ الشَّارِبِ، وَنَتْفِ الآبَاطِ، إِذَا احْتَاجِ إِلَىٰ ذَلِكَ، وَيَبْقَىٰ حَلَالًا إِلَىٰ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ، ثُمَّ يُحْرِمُ بِالحَجِّ عَلَىٰ مَا يَأْتِي تَفْصِيلُهُ إِنْ شَـاءَ اللهُ.*

*■ وَأَمَّا الَّـذِي يَقْدَمُ مَكَّةَ قَارِنًا أُوْ مُفْرِدًا؛ فَإِنَّهُ يَطُوفُ طَوَافَ القُدُومِ، وَإِنْ شَاءَ قَدَّمَ بَعْدَهُ سَعْيَ الحَجِّ، وَيَبْقَىٰ عَلَىٰ إِحْـرَامِـهِ إِلَىٰ يَوْمِ النَّحْرِ؛ كَمَا يَأْتِي تَفْصِيلُهُ إِنْ شَـاءَ اللهُ.*
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٤٤ - ٢٤٥ ].
____

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٣ )*
____
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَـــــابٌ*
*فِـي مَـحْـظُـورَاتِ الإِحْـــرَامِ*
*■ مَحْظُورَاتُ الإِحْرَامِ: هِيَ المُحَرَّمَاتُ الَّتِي يَجِبُ عَلَى المُحْرِمِ تَجَنُّبُهَا بِسَبَبِ الإِحْرَامِ، وَهَـذِهِ المَحْظُورَاتُ تِسْعَةُ أَشْيَاءَ:*

*■ المَحْظُورُ الأَوَّلُ: حَلْقُ الشَّعرِ:* فَيَحْرُمُ عَلَى المُحْرِمِ إِزَالَتُهُ مِنْ جَمِيعِ بَدَنِهِ بِلَا عُـذْرٍ؛ بِحَلْقٍ أَوْ نَتْفٍ أَوْ قَلْعٍ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ فَنَصَّ تَعَالَىٰ عَلَى حَلْقِ الرَّأْسِ، وَمِثْلُهُ شَعرُ البَدَنِ وِفَاقًا؛ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَاهُ، وَلِحُصُولِ التَّرَفُّهِ بِإِزَالَتِهِ؛ فَإِنَّ حَلْقَ الشَّعرِ يُؤْذِنُ بِالرَّفَاهِيَةِ، وَهِيَ تُنَافِي الإِحْرَامَ؛ *لِأَنَّ المُحْرِمَ يَكُونُ أَشْعَثَ أَغْبَرَ.*
■ فَإِنْ خَرَجَ بِعَيْنِهِ شَعرٌ؛ أَزَالَـهُ وَلَا فِدْيَةَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ شَعرٌ فِي غَيْرِ مَحِلِّهِ، وَلِأَنَّهُ أَزَالَ مُؤْذِيًا.

*■ المَحْظُورُ الثَّانِي: تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ أَوْ قَصُّهَا مِنْ يَدٍ أَوْ رِجْلٍ بِلَا عُـذْرٍ:* فَإِنِ انْكَسَرَ ظُفْرُهُ فَأَزَالَهَا، أَوْ زَالَ مَعَ جِلْدٍ؛ فَلَا فِدْيَةَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ زَالَ بِالتَّبَعِيَّةِ لِغَيْرِهِ، وَالتَّابِعُ لَا يُفْرَدُ بِحُكْمٍ.
بِخِلَافِ مَا إِذَا حَلَقَ شَعرَهُ لِقَمْلٍ أَوْ صُدَاعٍ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذَىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾ وَلِحَدِيثِ كَعْبِ ابْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: كَانَ بِي أَذًى مِنْ رَأْسِي، فَحُمِلْتُ إِلَىٰ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَىٰ وَجْهِي، فَقَالَ:«مَا كُنْتُ أُرَىٰ أَنَّ الْجَهْدَ بَلَغَ مِنْكَ مَا أَرَى، تَجِدُ شَاةً؟» قُلْتُ: لَا، فَنَزَلَتْ:﴿فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾ قَالَ:«هُـوَ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، أَوْ إِطْعَامُ سِتَّةِ مَسَاكِينَ، أَوْ ذَبْحُ شَاةٍ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ الأَذَىٰ حَصَلَ مِنْ غَيْرِ الشَّعرِ، وَهُوَ القَمْلُ.

■ وَيُبَاحُ لِلْمُحْرِمِ غَسْلُ شَعرِهِ بِسِدْرٍ وَنَحْوِهِ؛ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ ﷺ أَنَّهُ غَسَلَ رَأْسَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، ثُمَّ حَرَّكَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ.
*قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ:(لَهُ أَنْ يَغْتَسِلَ مِنَ الجَنَابَةِ بِالِاتِّفَاقِ - يَعْنِي: إِذَا احْتَلَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ - وَكَذَا لِغَيْرِ الجَنَابَةِ).*

*■ المَحْظُورُ الثَّالِثُ: تَغْطِيَةُ رَأْسِ الذَّكَرِ؛ لنَِهْيِهِ ﷺ عَنْ لُبْسِ العَمَائِمِ وَالبَرَانِسِ.*
*قَالَ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:(كُلُّ مُتَّصِلٍ مُلَامِسٍ يُرَادُ لِسَتْرِ الرَّأْسِ كَالعِمَامَةِ وَالقُبَّعَةِ وَالطَّاقِيَّةِ وَغَيْرِهَا مَمْنُوعٌ بِالِاتِّفَاقِ)انْتَهَىٰ.*
وَسَوَاء كَانَ الغِطَاءُ مُعْتَادًا: كَعِمَامَةٍ،
أَمْ لَا: كَقِرْطَاسٍ وَطِينٍ وَحِنَّاءٍ أَوْ عِصَابَةٍ.

*■ وَلَهُ أَنْ يَسْتَظِلَ بِخَيْمَةٍ أَوْ شَجَرَةٍ أَوْ بَيْتٍ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ ضُرِبَتْ لَهُ خَيْمَةٌ فَنَزَلَ بِهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ.*

*■ وَكَذَا يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ الِاسْتِظْلَالُ بِالشَّمْسِيَّةِ عِنْدَ الحَاجَةِ، وَيَجُوزُ لَهُ رُكُوبُ السَّيَّارَةِ المَسْقُوفَةِ، وَيَجُوزَ لَهُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَىٰ رَأْسِهِ مَتَاعًا لَا يَقْصِدُ بِهِ التَّغْطِيَةَ.*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٣٩ - ٢٤٠ ].
____
قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٥ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ الخَامِسُ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ: الطِّيبُ، فَيَحْرُمُ عَلَى المُحْرِمِ تَنَاوُلُ الطِّيبِ وَاسْتِعْمَالُهُ فِي بَدَنِهِ أَوْ ثَوْبِهِ، أَوِ اسْتِعْمَالُهُ فِي أَكْلٍ أَوْ شُرْبٍ؛* لِأَنَّهُ ﷺ أَمَـرَ صَاحِبَ الجُبَّةِ بِغَسْلِ الطِّيبِ وَنَزْعِ الجُبَّةِ، وَقَالَ فِي المُحْرِمِ الَّذِي وَقَصَتْهُ رَاحِلَتُهُ:«وَلَا تُحَنِّطُوهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا، وَلِمُسْلِمٍ:«وَلَا تُمِسُّوهُ بِطِيبٍ».

*■ وَالحِكْمَةُ فِي مَنْعِ المُحْرِمِ مِنَ الطِّيبِ: أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ التَّرَفُّهِ وَزِينَةِ الدُّنْيَا وَمَلَاذِّهَا، وَيَتَّجِهَ إِلَى الآخِرَةِ.*

*■ وَلَا يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ قَصْدُ شَمِّ الطِّيبِ، وَلَا الِادِّهَانِ بِالمَوَادِ المُطَيِّبَةِ.*

*■ السَّادِسُ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ: قَتْلُ صَيْدِ البَرِّ وَاصْطِيَادُهُ؛* لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾ أي: مُحْرِمُونَ بِالحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا﴾ أي: يَحْرُمُ عَلَيْكُمُ الِاصْطِيَادُ مِنْ صَيْدِ البَرِّ مَا دُمْتُمْ مُحْرِمِينَ؛ فَالمُحْرِمُ لَا يَصْطَادُ صَيْدًا بَرِّيًّا، وَلَا يُعِينُ عَلَىٰ صَيْدٍ، وَلَا يَذْبَحُهُ.

*■ وَيَحْرُمُ عَلَى المُحْرِمِ الأَكْلُ مِمَّا صَادَهُ، أَوْ صِيدَ لِأَجْلِهِ، أَوْ أَعَانَ عَلَىٰ صَيْدِهِ؛ لِأَنَّهُ كَالمَيْتَةِ.*

*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَى المُحْرِمِ صَيْدُ البَحْرِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ﴾.*

*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ ذَبْحُ الحَيَوَانِ الإِنْسِيِّ؛ كَالدَّجَاجِ وَبَهِيمَةِ الأَنْعَامِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِصَيْدٍ.*

*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ قَتْلُ مُحَرَّمِ الأَكْلِ؛ كَالْأَسَدِ وَالنَّمِرِ مِمَّا فِيهِ أَذَىً لِلنَّاسِ.*
*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ قَتْلُ الصَّائِلِ دَفْعًا عَنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ.*

■ وَإِذَا احْتَاجَ المُحْرِمُ إِلَىٰ فِعْلِ مَحْظُورٍ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ؛ فَعَلَهُ وَفَدَىٰ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:
﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾.

*السَّابِعُ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ: عَقْدُ النِّكَاحِ لِنَفْسِهِ، فَلَا يَعْقِدُ النِّكَاحَ لِنَفْسِهِ وَلَا لِغَيْرِهِ بِالوِلَايَةِ أَوِ الوَكَالَةِ؛* لِمَا رَوَىٰ مُسْلِمٌ عَنْ عُثْمَانَ:«لَا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ، وَلَا يُنْكِحُ».

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٤٢ - ٢٤٣ ].
____

قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٢ )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَهُـنَـا تَنْبِـيهٌ لَا بُـدَّ مِـنْـهُ:*
*وَهُـوَ: أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الحُجَّاجِ، يَظُنُّونَ أَنَّهُ لَا بُـدَّ أَنْ يَكُونَ الإِحْرَامُ مِنَ المَسْجِدِ المَبْنِيِّ فِي المِيقَاتِ، فَتَجِدُهُمْ يَهْرَعُونَ إِلَيْهِ رِجَالًا وَنِسَاءً، وَيَزْدَحِمُونَ فِيهِ، وَرُبَّمَا يَخْلَعُونَ ثِيَابَهُمْ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابَ الإِحْرَامِ فِيهِ، وَهَـذَا لَا أَصْـلَ لَـهُ.*

*■ وَالمَطْلُوبُ مِنَ المُسْلِمِ: أَنْ يُحْرِمَ مِنَ المِيقَاتِ،* فِي أَيِّ بُقْعَةٍ مِنْهُ، لَا فِي مَحِلٍّ مُعَيَّنٍ، بَلْ يُحْرِمُ حَيْثُ تَيَسَّرَ لَـهُ، وَمَا هُـوَ أَرْفَقُ بِهِ وَبِمَنْ مَعَهُ، وَفِيمَا هُوَ أَسْتَرُ لَـهُ وَأَبْـعَـدُ عَنْ مُـزَاحَمَـةِ الـنَّـاسِ.

*■ وَهَـذِهِ المَسَاجِدُ الَّتِي فِي المَوَاقِيتِ، لَمْ تَكُنْ مُوجُودَةً عَلَىٰ عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَمْ تُبْنَ لِأَجْـلِ الإِحْـرَامِ مِنْهَا، وَإِنَّمَا بُنِيَتْ لِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ فِيهَا مِمَّنْ هُوَ سَاكِنٌ حَوْلَهَا، هَـذَا مَـا أَرْدَنَـا التَّنْبِـيـهَ عَلَيْهِ، وَاللهُ المُوَفِّقُ.*

*■ وَيُخَيَّرُ أَنْ يُحْرِمَ بِمَا شَـاءَ مِنَ الأَنْسَاكِ الثَّلَاثَةِ، وَهِيَ: الـتَّـمَـتُّـعُ، وَالــقِــرَانُ، وَالإِفْــرَادُ:*
*فَـ(التَّمَتُّعُ) أَنْ يُحْرِمَ بِالعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الحَجِّ، وَيَفْرُغَ مِنْهَا، ثُمَّ يُحْرِمَ بِالحَجِّ فِي عَـامِـهِ.*
*وَ(الإِفْرَادُ) أَنْ يُحْرِمَ بِالحَجِّ فَقَطْ مِنَ المِيقَاتِ، وَيَبْقَىٰ عَلَىٰ إِحْرَامِهِ حَتَّىٰ يُؤَدِّيَ أَعْمَالَ الحَجِّ.*
*(وَالقِرَانُ) أَنْ يُحْرِمَ بِالعُمْرَةِ وَالحَجِّ مَعًا، أَوْ يُحْرِمَ بِالعُمْرَةِ ثُمَّ يُدْخِلَ عَلَيْهَا الحَجَّ قَبْلَ شُرُوعِهِ فِي طَوَافِهَا، فَيَنْوِيَ العُمْرَةَ وَالحَجَّ مِنَ المِيقَاتِ، أَوْ قَبْلَ الشُّرُوعِ فِي طَوَافِ العُمْرَةِ، وَيَطُوف لَهُمَا وَيَسْعَىٰ.*
*وَعَلَى المُتَمَتِّعِ وَالقَارِنِ فِدْيَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ.*
*وَأَفْضَلُ هَـذِهِ الأَنْسَاكِ الثَّلَاثَةِ: التَّمَتُّعُ؛ لِأَدِلَّـةٍ كَثِيرَةٍ.*

*■ فَـإِذَا أَحْـرَمَ بِـأَحَـدِ هَـذِهِ الأَنْسَاكِ، لَبَّىٰ عَقِبَ إِحْـرَامِـهِ، فَيَقُولُ:(لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ) وَيُـكْـثِـرُ مِـنَ الـتَّـلْـبِـيَـةِ، وَيَـرْفَـعُ بِـهَـا صَـوْتَــهُ.*
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٣٨ - ٢٣٩ ].
____
قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…

شرح عمدة اﻻحكام

■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٠ )*
____
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَــــابٌ*
*فِـي كَـيْـفِـيَّـةِ الإِحْـــرَامِ*
*■ أَوَّلُ مَنَاسِكِ الـحَـجِّ: هُـوَ الإِحْـرَامُ، وَهُـوَ: نِـيَّـةُ الـدُّخُـولِ فِي النُّسُكِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ: لِأَنَّ المُسْلِمَ يُحَرِّمُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بِنِيَّتِهِ مَـا كَـانَ مُـبَـاحًـا لَـهُ قَـبْـلَ الإِحْـرَامِ، مِنَ النِّكَاحِ وَالطِّيبِ وَتَقْلِيمِ الأَظَافِرِ وَحَلْقِ الرَّأْسِ وَأَشْيَاءَ مِـنَ اللِّـبَـاسِ.*

*قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُحْرِمًا بِمُجَرَّدِ مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ قَصْدِ الحَجِّ وَنِيَّتِهِ؛ فَإِنَّ القَصْدَ مَا زَالَ فِي القَلْبِ مُنْذُ خَرَجَ مِنْ بَلَدِهِ، بَلْ لَا بُـدَّ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ يَصِيرُ بِهِ مُحْرِمًا) انْتَهَىٰ.*

*■ وَقَبْلَ الإِحْرَامِ يُسْتَحَبُّ التَّهَيُّؤُ لَـهُ بِفِعْلِ أَشْيَاءَ يَسْتَقْبِلُ بِهَا تِلْكَ العِبَادَةَ العَظِيمَةَ، وَهِيَ:أَوَّلًا: الِاغْتِسَالُ بِجَمِيعِ بَدَنِهِ؛* فَإِنَّهُ ﷺ اغْتَسَلَ لِإِحْـرَامِـهِ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ أَعَـمُّ وَأَبْـلَـغُ فِـي التَّنْظِيفِ وَإِزَالَـةِ الـرَّائِحَةِ، وَالِاغْتِسَالُ عِنْدَ الإِحْرَامِ مَطْلُوبٌ، حَتَّىٰ مِنَ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَـرَ أَسْمَاءَ بَنْتَ عُمَيْس - وَهِيَ نُفَسَاء - أَنْ تَغْتَسِلَ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ،
وَأَمَـرَ ﷺ عَائِشَةَ أَنْ تَغْتَسِلَ لِلْإِحْـرَامِ بِالـحَــجِّ وَهِيَ حَائِضٌ.

*وَالحِكْمَةُ فِي هَـذَا الِاغْتِسَالِ، هِيَ: التَّنْظِيفُ وَقَطْعُ الرَّائِحَةِ الكَرِيهَةِ، وَتَخْفِيفُ الحَدَثِ مِنَ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ.*

*ثَـانِـيًـا: يُسْتَحَبُّ لِمَنْ يُرِيدُ الإِحْـرَامَ: التَّنْظِيفُ؛* بِأَخْذِ مَا يُشْرَعُ أَخْذُهُ مِنَ الشَّعرِ؛ كَشَعرِ الشَّارِبِ وَالإِبطِ وَالعَانَةِ؛ مِمَّا يُحْتَاجُ إِلَىٰ أَخْذِهِ؛ لِئَلَّا يَحْتَاجُ إِلَىٰ أَخْذِهِ فِي إِحْـرَامِهِ فَلَا يَتَمَكَّنُ مِنْهُ، فَإِنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَىٰ أَخْذِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ؛ لَمْ يَأْخُذْهُ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُفْعَلُ عِنْدَ الحَاجَةِ، *وَلَيْسَ هُـوَ مِـنْ خَصَائِصِ الإِحْـرَامِ، لَكِـنَّـهُ مَـشْـرُوعٌ بِحَسَبِ الـحَـاجَـةِ.*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٣٦ - ٢٣٧ ].
____
قناة.شرح.عمدة.اﻻحكام.tt
/channel/+RqrnhF8K6UMXNCaQ
•••━══➪══✿══➪═══━•••
🌺وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Читать полностью…
Подписаться на канал