🌐 الموقع الرسمي 🌐 http://rwayatsudan.blogspot.com طريقك نحو حب القراءة 🍂 • PDF @PDFSD •للتواصل | •فريق العمل | @RwayatSdbot 📨 •قناتي الثانية | @pllli 💋 •قناتي المفضلة | @pandasd 💟 •كباشية | @pllii💌 •فهرس الروايات | @uiiiio 📙
بقرا في مادة اخر زول نجح فيها كان الدكتور!
Читать полностью…الجزء الأول من سلسلة 005
اسم الرواية:روايه 005
اسم الكاتبة:شهد قربان
التصنيفات:التصنيف: جريمة/أدب عربي/خيالية/ بوليسية.
نبذه:تغوص الرواية في عالم الجريمة والعصابات، حيث يتم تكليف قاتل مستأجر
بمهمة القضاء على امرأة بريئة لا تعلم من طلب قتلها ثمّ تُسحَب من عالمها
والحياة التي ظنّت أنّها مسالمة ووردية إلى العالم السفلي والظلام لتعيش
مغامرة مع أخطر رجل في العالم، المعروف بـ005
وقفَت "هِينار" تتفحّصُ شكلهَا جيّدًا قبل الدخُولِ إلى غُرفةِ الضيافَة وكشف الغطاء عن المُفاجأةِ المُنتظرة، ترتدِي عباءةّ رمليّةً فضفاضةً يسبحُ جسدها بداخلهَا وطرحَة رأسِ بُنيّةٍ كبيرةُ الحجمِ تُغطّي جذعها بأكملهِ، بدت كزهرةٍ نادرةٍ تلفّها الفراشاتُ وتُواريها عن أنظارِ الجمِيع، سألت صدِيقتها بتوتُّر:
"لِيلاس، بجد طالعَة كيف؟"
"الحشمة ما مُحتاجة وصف، تباركَ الرحمن."
"يعنِي أدخل؟"
"برجلك اليمِين كمان."
استجمعَت شجاعتهَا لتدلفَ بثقةٍ بعد ان ذكرت الله، ولكنّها توقّفت مكانها بتصمّغٍ حينمَا لمحَت وجهَ الحاضرِين، أو حينمَا لمحتهُ هُو تحديدًا، التفاجُؤ يسودُ على ملامحهَا، نبست بخفُوتٍ وهِي تعقدُ حاجبيهَا:
"مُعِيد؟"
نفضت رأسها وأعادت النظر إليهِ وكأنّها لا تُصدِّقُ ما تراهُ أمامهَا، تلفّتت حولها فإذا بالجمِيع يضحكُ والسعادة تغمر وجُوههم، غمزَ أخاها لهَا غمزةً كادت توقفُ قلبهَا، بينمَا بقيَ "مُعِيد" يُحدّقُ مشدوهًا بها، صرفَت عينيهَا عنهم وجعَلت تنظرُ إلى الأرض خجلًا وارتباكًا، جلست بجانبِ والدهَا الذِي أشارَ لها بالجُلوسِ فقطَع صوتُ والدِ "مُعِيد" الصمت الذي حفّ أرجاءَ المكان:
"الأخ العزِيز صُباحِي أحمد، عرِّفنا على زوجة ولدنَا المُستقبليّة."
تقافزت الاسئلةُ فِي عقلِ "هِينار" التِي بالكاد تعِي ما يحدثُ حولهَا، بينمَا تنحنحَ والدهَا وقال بصُوتٍ واثق:
"هِينار صُباحِي، ستّ البنات لحدّهم وستّ أبوها، عُمر 25 سنَة وبفضلِ الله أكملت مسِيرتها التعليميّة وعندهَا مطعم خاص بهَا، بعيدًا عن أيّ شيء يخصّنِي لكن هِينار بتعبهَا وجُهدها وذكاءها امتلكت المطعَم دا وأحسنت إدارتهُ وأصبح ليهُ شُهرة كبِيرة وواسعَة، فِي جوانِب أُخرى مفرُوض تتناقَش ولكِن دِي تخصّ الخطِيبينِ وحدهم، دا حدّي فِي التعرِيف."
اتّسعت ابتسامةُ والد "مُعِيد":
" ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله تباركَ الله ما قصدنَا نسبك عن فراغ واللهِ، أهَا يا بتِّي، أبُوك قال قُولة الحَق وبعد دا نحن ندخُل فِي المُهم وفِي سبب تواجُدنَا معاكم اليُوم..."
أكمَل "مُعِيد" عن والدهِ:
"اليُوم يا عمّي أنا طالِب يد بنتك المصُونة على سُنَّةِ الله ورسُولهِ، جِيت قاصد دربهَا وأنا ما بعلم عنّها إلَّا كُلّ طيِّب، طالبًا من الله رزقها لِي زوجةً أُسافر فِي بقيّة العُمرِ معها باطمئنان."
هزّ "صُباحِي" رأسهُ برضًا:
" أنا بدّيك المُوافقَة، إلى إنّهُ المساحة أولى بيهَا هِي."
نظرَ "مُعِيد" إلى "راويَة" سائلًا:
"مُوافقة يا خالتِي؟"
"راويَة" بسعادَة:
"مُوافقة يا ولدِي لكِن زي ما قال أبُوها الرأي رأيهَا هِي."
عمّ الصمتُ مرّةً أخرى، أنظارُ الجمِيع توجّهت لـ "هِينار" التِي أصبحَت نبضاتُها عاليةً من التوتُّر، استجمَعت شجاعتهَا لتقُولَها أخيرًا بعد الصمت المطوّل:
"مُوافقة."
انفكّت البهجةُ تملأ الأجواء مُجدّدًا وجعَل الجمِيع يُهنّئ بعضهُ، ويسترق "مُعِيد" النظرات لـ "هِينار" التِي تورّدت خجلًا وفرحًا ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي مكانٍ آخر ••
•• مالِيزيا- العاصمَة كُوالالمبُور ••
مكتبٌ منزليٌّ هاديء تتراوحُ درجاتُ ألوانهِ بينَ الرماديِّ الداكنِ والأسوَد، إضاءةٌ ليليّةٌ باهتَة حولَ المكان، طاولةٌ خشبيّة وكُرسيٌّ جلديّ ناصع البياض يتربّعُ عليهِ صاحبُ الطبيعةِ الهادئةِ والمُريبة قليلًا مُتصفّحًا بعض المُجلّدات الهامّةِ في حاسُوبهِ، يقطعُ تركيزهُ صوت رنِين هاتفهِ، يلتقطهُ ويُجيب بانزعاجٍ حاول اخفاؤهُ:
"أدخُل من الآخِر."
أجابَ الطرفُ الآخر:
"مُعِيد حَ يتزوّج، وشكلهُ زواجهُ قرِيب كمان."
"أمممم."
"عِكرمة، تانِي ما تطلب منّي معلُومات، ردّات فعلك بتخوّف أنت."
"لأ كدا كفايَة، لمّا نشُوف موضُوع زواجهُ دا شنُو."
"داير تعمل شنُو يا عِكرمة؟"
"بتعرف بعدِين."
أنهى المُكالمة دُونَ تكلفة نفسهِ عناء سماع ردّ مُحاورهِ، عادَ يُحدّق بالحاسُوب ويُضيّقُ عينيهِ مُترصّدًا لكُلّ فكرةٍ تخطرُ ببالهِ ...
•
•
•
يُتّبع...
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }
غيُوم زرقاء
الفصل الثالِث {3}
بقلم: رحاب يعقوب
{مُور فِـينَا}
صلِّ على النبي ﷺ
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• منزل آل صُباحِي ••
حيثُ يعبقُ رواق المنزلِ بعبيرِ القهوةِ المُختلط برائحةِ البخُور الساحِرة، أجواءٌ فاتنَة تُسيطرُ على المنزلِ اليُوم، جلسَت على كُرسيّها المُخمليّ تنظرُ إلى وجهها المُغطّى بقناع الوجهِ بعدم اقتناع، ما الذِي يجري هُنا؟
ما بالُ الجمِيع اليوم؟
تأفّفت بضجرٍ والتفتت إلى صدِيقتها التِي تُمشّط لها شعرها:
"لِيلاس، أنا بأكلكم أنتِ وناجِد، عليك الله قال ليك شنُو؟"
ضحكَت "لِيلاس" بقوّة:
"أكلي ساي، ما حَ أقول لك برضهُ."
انحَنت إلى أذنها وهمَست بحماس:
"اسمها مُفاجأة يا رُوح لِيلاس أنتِ."
التفتت للمرآةِ أمامهَا مُجدّدًا وهِي تُقلّد صوت صدِيقتها باغتياظ:
"اسمها مُفاجأة ننننييني."
اكتفَت "لِيلاس" بمُراقبة حركاتها العصبيّة والضحك عليهَا، أخيرًا نزعَت "هِينار" القناع عنهَا وغمست وجهها فِي صحنٍ زُجاجِيٍّ غريقٍ يمتلئ بماءِ الثلج، نظرت إلى تسرِيحة شعرهَا التِي جعلتها تشعرُ بالحُبّ تجاهَ نفسها، استدارت لصدِيقتها وقبّلتها على خدِّها ثمّ أسرعَت لأخذِ حمامٍ سريعٍ من الحماس، خفقَ قلبُ "لِيلاس" لمُجرّد رُؤيةِ رفيقة عُمرها وهِي سعِيدة، شعرت بغبطةٍ غامرةٍ تنتشرُ في جميع أجزاء قلبها، التفتت إلى المرآةِ وحاولت تعدِيل حجابهَا سريعًا، إلَّا أنّ البابَ طُرق فجأةً قبل أن تفعَل.. لفّتهُ بعشوائيّةٍ وهِي تسمحُ للطارقِ بالدخُول:
"اتفضّل."
لفّ الآخرُ معصمَ البابِ ومدّ رأسهُ بهدوءٍ يبحثُ عن أُختهِ:
"وِين هِينار؟"
"بتستحمّ."
"مُمكن أدخل؟"
"أكِيد طبعًا البيت بيتَك أنت."
نبسَ بابتسامةٍ صغِيرة:
"لكِن الغُرفة بتاعتكم أنتِ وهِي."
اقتربَ بضعَ خطواتٍ نحوها وأردفَ:
"كِيفك يا لِيلاس؟"
أحسَّت بتسارُعِ نبضاتها عندمَا استنشقت عبيرُه بقُربها، اومأت وهِي تتظاهرُ بالثبات:
"الحمدلله، وأنت؟"
"كُويّس والحمدلله."
"نُوف كِيفها؟"
شعرَ بالتأثُّرِ نحوها عندمَا سألتهُ عن مخطوبتهِ، هُو يُدرك أنّ ما فعلهُ سابقًا تركَ جُرحًا عمِيقا بداخلها، أجابَ دُون مُبالاةٍ:
"كُويِّسة الحمدلله، جِياد وين ما بيرد يُومِين؟"
"مشغُول شويّة مع تحضِيرات زواجهُ وضغط الشغل."
"ماشاء الله، ربَّنا يسعدهُ."
"آميين، وعُقبالك."
"آمين."
حدّق إلى عينيهَا وناداهَا بخفُوت:
"لِيلاس..."
ازدردت رِيقها وهِي تتسائل بارتباكٍ من نظراتهِ:
"فِي شيء؟"
صرفَ عينيهِ عنهَا وهزّ رأسهُ بنفي:
"لأ ولا شيء، خلِّي هِينار تستعد بسُرعة."
اومأت وهِي تُدير رأسها إلى الناحيةِ الأخرى، خرجَ سريعًا وهُو يردّ على هاتفهِ الذي رنّ لتوِّهِ، أخيرًا انتهت الأخرى من حمّامها وخَرجت تسألُ صدِيقتها عن ملابسها:
"حجابِي وحاجاتِي جاهزين يا لِيلو؟"
اومأت "لِيلاس":
" بُنّي وبِيج زي ما طلبتِ حضرتك."
سحَبت زُجاجة العطر الزيتيّ الخاص بها من خزانتها ومسحتهُ برفقٍ عليها:
"عسلل.. ناجِد كان عايز شنُو؟"
"لِيلاس" بارتباك:
"أنتِ سمعتيهُ؟"
"سمعت صوتهُ بس، ما ركّزت مع كلامهُ."
"قال لِيك استعدّي بسُرعة."
"ضيُوف الشرف الأنا ما عارفاهم دِيل وصلُوا؟"
"تُؤ.. باين إنّهم حَ يصلُوا بعد شويّة."
اقتربت من المرآة ومرّرت بُنصرها على حاجبيهَا المُبعثرينِ لتُرتّبهما سائلةً:
"بس قال لك خلّي هِينار تستعد؟.. ولا فِي شيء ثانِي؟"
انقبضَت أنفاسُ "لِيلاس" من نبرةِ صدِيقتها التِي بدت جادّةً وقالت بتلعثمٍ مُفاجىء:
"ب.. بس ولا شيء ثانِي."
استدارت الأخرى إليها وأمسكت بيديهَا راميةً لها بنظرة ثاقبةٍ لتُزعزعها:
"بِيني وبِينك؟..."
ازدردت "لِيلاس" رِيقها:
"بس سألنِي من جِياد."
"وثانِي؟"
"ولا شيء."
ارتفعَ حاجبُ "هِينار":
"أشك."
فجأةً انتقلَ انتباههما إلى صوتِ "روايَة" التِي كانت تُنادِي عليهما فِي عجلة ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي الرِيف ••
••منزلُ رابح معلاوِي ••
كمَا العادة، أجواءٌ هادئة تُسيطرُ على أرجاءِ المنزلِ، ولكنّها مشحونةٌ بالسلبيّةِ، بلونِ الحُزن الذِي يطغَى على كُلّ لونٍ آخر، كُلّ جدرانُ المنزلِ تتجرّعُ صراخات أهلهِ المُخيفة بصمت، جلسَت تُلملمُ شتات فُؤادها المُنفطر، هسهساتها هِي النُدبة الوحِيدة التِي لن تغفرها عروقُ جِيدها، فكُلّما أطلقت هسيسًا احترقَت كُلّ مشاعر صوتها التِي تحملها وصارت نُدبةً سوداء، أمطرت عينيهَا، فتساقطَ شعرُ رأسها علمًا بأنّهُ الخريفُ الذِي لن يرحَل، ارتجَفت أنفاسهَا، تلاشَت قواهَا، أحسّت أنّ كُلّ ذرّةٍ فِيها تلفظُ طاقتها الأخيرة، لكنّها قاومَت حتّى تنهضَ وتفتحَ الباب الذِي طُرق عدّة طرقاتٍ مُتتاليّة، علمًا بأنّها صغيرتها قد عادت من روضتها، احتضنتها الصغيرةُ بحماس:
"أمّي الحُلوة."
حاولت "إباء" التظاهُر بالفرح:
#حقيقة_انثوية .. !💛
مافي بت بتشبه ليها بت ، حتى انو مافي بت بتشبه نفسها .. !
#البت بالليل ما زي بالنهار .. و اللي مع صحبتها ما زي اللي مع اهلها ..
و الـ ع المواقع ما نفس اللي ع الواقع.. و الـ ما هنا هي اكتر زول مركز .. و البتعاين ليك و انت مفتكر انها مركزة فيك ، هي ضايعة في عالم تاني .. و البتبين انها واعية بتخربط في عدّ اصابعها .. و العيونها بيوقدو شر ، هي أكتر واحدة بتعمل خير .. و المغرورة و شخصيتها قوية .. هي أضعف وحدة براها ! 💛.
كلامي صاح اضغط ❤️
"قُلت لِيك ألبسِي."
قلّبت بُؤبؤيهَا بتضجُّر:
"أوووف أمرِي لله..."
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي مكانٍ آخر ••
•• إحدى مساكنِ العاصمةِ السُودانيّةِ الراقيَة ••
يُخلّلُ أصابعَ يدهِ فِي لحيتهِ، الحماسُ يطفو فوق معالمِ وجههِ، حاجباهُ الكثيفان يبدوانِ أكثر ترتيبًا اليُوم، قلبهُ مُشتعلٌ بالفرح، عقدَ زِرار كمّهِ ونثر العطر على جسدهِ سريعًا ليحملِ معطفَ بذلتهِ الأنيقةَ على ساعدهِ ويخرجَ بخطواتٍ مُتسارعة تُعبّرُ حيويتهِ فِي هذهِ اللحظات تحديدًا، توجّه إلى والديهِ يطلبُ منهما التهيّؤ لاصطحابهمَا فِي رحلتهِ والدُعاء لهُ بالتوفِيق، ابتسمَ والدهُ الذِي وضعَ فنجانَ القهوةِ على المنضدةِ أمامهُ قائلًا:
"مُعِيد البعِيد، شنُو الطاقَة دِي كُلّها الليلة؟"
" واللهِ يا حاج ما مُصدّق متى أشوفها."
"أوووو هدّي هدّي الحماس يا ولد، هسِّي دقائق إن شاء الله وبتكُون معاهَا."
" إن شاء الله، خلاص كدا؟"
"أيواا.. قُلت لي دِي بت صُباحِي أحمد عدييل."
"ياهَا."
"ونعم الاختِيار واللهِ، اتفضّلُوا، يلَّا يا وليّة."
قامت والدتهُ بتعدِيل ثوبها ومُرافقتهما فِي صمتٍ وبدت غيرَ راضيةٍ عمّ يجري بتاتًا...
•
•
•
يُتّبع ...
﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَل مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾.
غيُوم زرقاء
الفصل الثانِي {2}
بقلم: رحاب يعقوب
{مُور فِـينَا}
صلِّ على النبي ﷺ
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• منزلُ آل صُباحِي••
فِي استقرّت نظراتُ أهلِ المنزلِ جميعًا على تحرُّكات "هِينار" المُشعّة بالحماس فوق العادةِ اليوم، زفَرت والدتها بنفادِ صبرٍ ووضعَت كفّها على خدّها بحِيرة:
"وبعدِين يا هِينار؟ عطَّلتِ العالمِين كُلّها عشان مُفاجأتك دِي وما ناوية تحكِي؟"
"هِينار" بتحفُّز:
"خلاص خلصص كفايَة تشويق بعد دا."
أردفَت بحماسِ طفل:
"الليلة أنا أصبح اسمِي الكاتبة هِينار صُباحِي رسميييًّا."
قلَّب "ناجِد" أخاها عينيهِ ثمّ زفر بعد أن رمقَ ساعة يدهِ بملل:
"من يُومك الكاتبَة هِينار صُباحِي.. وِين الجديد؟"
تأفّفت بضجر:
"كلمة رسميًّا دِي ما عاجباك أنت؟"
"ما فاهِم."
"على أساس إنّك بتفهم أصلًا !!"
"خُدي بالك أنتِ داخلة على نُقطة ما ينفع تتهبش."
غمزَت عينهَا مع ابتسامةٍ مُشاكسة قائلةً:
"أنت كُلّك هبشة أصلًا."
نظر إلى والدتهِ بيأس:
"أهو دا الكلام البيفصل أمّ السلُوك."
ضحكَ الجمِيعُ على طرفتهما ما عدَا "لِيلاس" التِي كانت تجلسُ بعيدًا فقد اكتفت بابتسامةٍ صغِيرة، يُؤلمها قلبها كُلّما نظرت إلى "ناجِد"، يعيشُ أيّامهُ دُون أدنى مُبالاةٍ بوجُودها، وهي لا زالت تعيشُ فِي قوقعة الماضِي، يصعبُ تجنّبهُ وتجاهلهُ وكأنّهُ لا يُوجد فِي حياتها، ولكنّها تعلمُ جيّدًا أنّ كبرياءها أعمى، تنهّدت مُوجّهةً خطابها لـ"هِينار":
"عايزة تجِيبي آخر مِين يا ستّ هانم؟"
التقطت "هِينار" جهاز التحكُّم من فوق المنضدةِ ووجّهتهُ إلى شاشةِ التلفاز التِي أضاءت فورَ أن كبَست على أحدِ الأزرّة، بدأ عرضٌ تقديميٌّ لكِتابٍ أسرَ حواس الجمِيع عند مُشاهدتهم لهُ:
" رواية: غيُوم زرقاء
الكاتب: هِينار صُباحِي& Steven leo
التصنِيف: فانتازيَا.
حيثُ امتلك هذا المزيجُ بين الجنسينِ جموحًا كبيرًا استحوذَ على عقُولِ النُقّاد وصانعِي الأدب الفانتازِي، صُنع على مساحاتٍ شاسعة من البُلدان، ومُتقاربة جدًا من الأفكار... إلخ"
صارَ جميعهم مشدُوهًا مع العرض إلى نهايتهِ، الطرِيقة الساحرَة التِي قُدّم بهِ أثارت حماسهم وفخرهم بهَا، أخيرًا اطفأت الشاشة سائلةً بثقة:
"ها، رأيكم؟"
قام "ناجِد" إليها وهُو يحملها كطفلةٍ صغيرة ويدُور بها فِي غبطةٍ غامرَة، كذلك قامَ والداها ليُهنّئاها ويُقبّلان رأسها بفخرٍ، وأخيرًا نهضت صدِيقتها تحتضنها بفخرٍ وتسحبها من وسطِ عائلتها إلى غُرفتها، نزعت معطفَها وحجابها لتحتفلَ بحُريّةٍ مع صدِيقتها، بينَ جلسات تصويرٍ ومكياج وتوثيقٍ للدقائق المُسبغة بالمُتعة، وعبير لحظاتٍ سعيدةٍ جدًّا خلّدت هذا اليوم كذكرَى مُميّزة لـ "هِينار" التِي شعرت بلذَّةِ الانتصارِ أخيرًا بعد طُولِ عناء فِي هذهِ الرحلة...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
فتحَت عينيهَا على أصواتِ نقاشٍ حادّةٍ تخترقُ مسامعها، شعرت بثقلِ رأسها وتسارعُ ضرباتِ قلبها، ثبتتَ مكانهَا قليلًا حتّى استطاعت استعادة وزنهَا، وجدت نفسها مُلقاةً على أريكةٍ بُنيّة وحولهَا كوبُ ماءٍ وزُجاجة عطرٍ فارغَة، وأخيرًا نظرت إلى مصدرِ الصوت فإذا بها تجدُ إحدى تقفُ قُبالة زوجهَا "رابح" وتوبّخهُ بشدّة قائلةً:
"من يُوم ما بعرفك يا رابح وماك زولًا تتحمد على شيء، ورّيني إباء دِي شن سوّت لك توجع قلبها كدا؟.. قصّرت معاك فِي شنُو ورِّيني؟"
"إباء" بوهن:
"وهِيبة."
التفتت "وهِيبة" إليها بتلهُّف:
"إباء، كُويِّسة أنتِ؟"
انتصبَت "إباء" جالسةً ثمّ اومأت بهدوء:
"الحمدلله."
تقدّمت "وهِيبة" نحوها وجلست إليها تُربّت على ظهرها:
"إباء، قُومي أرح من هنا أنتِ صحّتك أصلًا ماهَا تمام آخر يُومين ديل."
"أمشي وِين يا وهِيبة؟"
"معاي لبِيتنا، لحدّ ما تبقِي تمام."
"وأنتِ ما عارفة المرأة ما ليها إلَّا بيتها؟"
"أنتِ حَ تقعدِي معاهُ بعد عمل لك ضرّة؟.. شِن حملك على دا كُلّه يا بت أمِّي؟"
نظرت "إباء" لـ "رابِح" وعروسهِ وهُما يتوجّهان إلى غُرفة نومهِ دُون مُبالاةٍ بحالتها وتنهّدت باستياء:
"أنا ما حِمل الضرّة يا بت أمِّي، إلَّا لازِم ألزم بيتِي دا وأكان رابِح ما بعرف الواجب أنا بعرفهُ."
"كلامك دا معناهُ بتسكتِي على الضُر يا إباء؟"
" لو مرقت معاكِ الخشّامة تانِي ما بتسكت، وهُم عايزين الثغرة ورابِح فتحها ليهم هسِّي، ما بدُورها تكبر بمرقتِي، بعرف أعالِج موضُوعِي."
"ما تموّتي نفسك يا بت أمِّي عشان كلام النّاس.. هسِّي سوّى الحقارة ولا كفّر لك ذاتهُ، عاد إن بتحاولي تداري ليهُ عشان الخشّامة مالِي سايباك."
" ما أنا البخاف من كلام النّاس يا وهِيبة، ربّنا داير يمتحنّي فِي بلوتِي دِي وما بدُور أتسرّع."
رمقتهَا "وهِيبة" باشفاقٍ وربّتت على كفّها بحنوٍّ بالغ:
"ها بت أمِّي.. أنتِ بتدُوري كدي مُتأكّدة؟"
اومأت "إباء" بصمت فاستطردت "وهِيبة":
كلعادة، فخامة فخامة❤️❤️.
عُمرك م فشلتي تعملي كل مرة شي
افخم من القبله!❤️.
توقّفت "لِيلاس" عن السيرِ على رصيفِ الطريق عند صدُورِ رنينِ هاتفها العالِ من داخل جِزدانها، سحَبت الهاتفَ وهِي تنظرُ لاسمِ المُتّصل، ابتسمَت وهِي تُهاتف صدِيقتها بنبرةٍ مازحة:
"مرحبًا، لِيلاس التِي تطلبهَا مشغولةٌ الآن، الرجاء الانتظار أو مُعاودة الاتّصالِ لاحقًا."
جاءَها صوتُ صدِيقتها الضاحِك وهِي تقُول:
"من شدّة ما مسفُوهة حفظتِ الجُملة بالشولة والنُقطة."
"واااااو يا البتكلّمُوا معاكِ النَّاس كُلّها، لو ما أنا عبّرتك فِي زُول بيعبّرك أصلًا؟"
" حَ أتجاوزك عشان أنا الليلة مبسُوطة شدِيد."
"أمُوووت فِي انبساطاتك أنا، أحكِي."
"ما مُحتاجة يوصُّوك طبعًا، على التلفُون ولا حَ أتكلّم."
"هِيناااار أنا عندِي دوام، بليييز أحكِي."
"طب خلِّصي دوامك وبعدِين تعالِي. "
"عشان عارفانِي كدا كدا حَ أكنسل الشغل عشانك اتّصلتِ."
"بحبّهُ البيكنسل عشانِي."
"عُمري ما قدرت اطمئن لبكشك دا."
"أها يا راويَة فتحِي 2."
"مسافة السكّة بكُون عندك "...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
بعيدًا عن صخبِ المدِينة، فِي قريةٍ صغيرةٍ تتربّعُ بهدوءٍ فِي إحدى بقاعِ السُودانِ الشاسعَة، كانت الحياةُ مُفعمةٌ بالنشاطِ والبساطة، فِي قلبِ تلكَ القرية.. يقعُ منزلُ "رابِح معلاوِي" الذِي يُعتبر أوسع بيوتِ المنطقةِ وأحسنها، يُخيّمُ عليهِ صمتٌ وهدُوء غرِيب.. يجلبُ شكُوك النَّاس ويجعلُ الحسدَ يطوفُ حولهُ، اعتقادًا منهم أنّ حياة أهلهِ مُنعمةٌ بالسكِينةِ والحُب، يتناسَى الجمِيعُ أن البحرَ يرُوق العينينِ خارجهُ، ولكن من يعلمُ بشدّةِ التيّاراتِ الموجُودة داخلهُ؟
جلسَت على سجّادتها تذكرُ الله وتضمُّ المصحف الشريف إلى صدرها، نهضَت وهي تطوِي السجّادة وتضعُ المصحف أعلاهَا، سمعت طرق الباب الشدِيد، ممّ أصابها بالفزع وركضت تجاههُ لتفتحهُ، فصُدمت بعودةِ زوجها المُفاجئة، تسائلت باستغراب:
"رابِح؟.. راجع سريع"
قلّب عينيهِ بمللٍ وجعَل يجوِّلُ نظرتهُ بالمنزلِ ناطقًا بثقل:
"أي رجعت سريع، شِن عايزة بي؟"
أردفَ وهُو يرمقهَا بحدّة:
"زحِّي واقفة لي زي العارِض."
تنحّت جانبًا دُون رد.. دلفَ وهُو يبتسمُ ابتسامةً غريبةً أصابتها بالقلق، زفَرت بضيقٍ وقد تكلّفت لصُنع ابتسامةً على ثغرها:
"أدخل يا أبو نُوران.. أحضّر لك الشاي."
"لأ ما عايز شاي، يا حبِيبة.. حبِيبَة. "
دلفَت امرأةٌ غريبةٌ إلى المنزلِ بعد نداءهِ الأخير، نحِيلةٌ ذات قامةٍ عاليَة، ترتدِي ثوبًا أحمرًا مُزركش بالكثيرِ من اللآليء، وجهها مُشبّعٌ بمساحِيق التجميل، تسبقُها رائحةُ عطرهَا، لا يغفلُ من يرى هيأتها بأن يتنبّئ أنّها عروسٌ جديدةٌ لتوّها، جعَلت الأخرى تُنقّل نظراتها بينَ زوجها وبينَ "حبيبَة" باستغراب، وجّهَ "رابِح" كلماتهُ لزوجتهِ ونظراتهُ تستقرُّ على تلكَ الجمِيلة التِي تقفُ عند الباب:
"إباء، دِي حبيبَة، دِي طبعًا مرتِي على سُنَّةِ الله ورسُولهِ."
جحظت عينَا "إباء" التِي صكّت خدّها بصدمةٍ.. كأنّ صاعقةً أصابت جسدهَا الذي ارتجّ وهِي تسألهُ بخفُوت:
"رابح.. كِيف يعني مرتك؟"
"زي ما أنتِ مرتِي."
شعرت بطعمٍ لاذعٌ يصعدُ إلى حنجرتها، كهرباءٌ تصعقُ عقلها، رأسهَا يثقلُ شيئًا فشيئًا حتّى تلاشت الرُؤيةُ أمامها، وخرّت ساقطةً على الأرضِ فجأةً ...
•
•
•
يُتّبع ...
﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾.
رأيتُ ضوءي يبهتُ في مرآةِ وجهي،
كأنّي أمشي ولا أتبعُني.
يمرّ النسيمُ، ولا يهتزُّ ظلّي،
كأنّي شجرةٌ لا تؤمنُ بالربيع.
ضحكُ الجموعِ يعكّرُ صمتي،
فكأنّ الفرحَ تهمةٌ لا أحتملها.
أعدُّ خطايَ ولا أصلُ بي،
كأنّي وجهٌ نسي ملامحه.
أسندُ رأسي على كفِّ الغياب،
كأنّي أثقُ في من لا يعود.
كلُّ الأبوابِ تعرفني ظهرًا،
أما الوجوهُ… فقد أغلقتني.
قُدّتُ من صبرٍ أرهقني،
حتى صرتُ أدعو للهزيمة كي أرتاح.
أُجالسُ قلبي كغريبٍ مرّ بي،
وأسأله: متى تنتهي غربتنا؟
كأنّي أمنحُ الحياةَ ابتسامةً،
وأخفي عنّي موتي بصوتٍ خافت.
أنامُ بجانبي كما لو كنتُ آخر،
أراقبُني أضعفَ من أن أنهضني.
-الجغم
"جمالها لا يُقال… يُؤخذ بهدوء، كالنَفَس الأول بعد المطر."
-الجغم
اشمعنا يقفلو النت للفيزياء والكيمياء لا؟.
Читать полностью…يتغيّر كل شيء بموقف واحد، وربما بكلمة أيضًا .
Читать полностью…وأنا فى المواصلات لقيت واحد مطلع المصحف وح يقرأ .. وقاعده جمبي مرأة كبيرة ف قالت ليهو ي ولدي أقرأ لي سورة يوسف وع صوتك لحدي ما نوصل ، بدل الهم الإحنا بنسمعوا طول النهار في الركشات دا .. عاين كدا وضحك وقال ليها اشمعنا يا أمي سورة يوسف ؟!!
قالت ليهو عشان أنا بحبها !
زوجي الله يرحمه كان بيصلي بيها كل يوم قيام الليل .. ومن ساعه ما مات وأنا مفتقداها .. أنا يا ولدي م بعرف أقرأ ولا لي فى الحاجات الجديدة بتاعتكم دي .. هو كان نوري الانطفأ من ساعة فراقه .. وفجأه لقيت عيونها ح تدمع قولت ليها استهدي بالله كدا وقام الولد داخل على سورة يوسف !! السواق قال ليهو " على صوتك يا أستاذ ! والعربية خيم عليها الصمت !
المرأه طول ما هي بتسمع مبسوطة وخاته يدها ع قلبها لحدي ما جات تنزل !! قالت ليهو أمشي ياولدي ربنا يرزقك من فضله !!
الشغف الكان عند المرأه وهي بتسمع ’ وصل لي رسالة جميلة جدًا المرأه ببساطة قدرت تعبر عنها " هو كان نوري الإنطفأ من ساعة فراقه " وصدق من قال " الحبّ إتصال بين النفوس في أصل عالمها العلوي " ربنا ما يوجع زول فى النور العايش بيهو
حافظو علي بعض عبرو حبكم لي بعض قبل م الله يشيل الامانه ، م تزعلو من بعض عشان الموت م معروف يشيل منو اول ..❤️
رايكم فيها شنو؟!
فيها جزء تاني اسمه ستوكهولم
لو اتفاعلتوا حعمل عنها ريفيو واديكم رأيي فيها 💜🦋
"حبيبتِي العسُّولة والسُكّر، أنتِ كُويِّسة؟"
"كُويّسة حمدلله، الليلة كلّمونا عن رسولنا مُحمّد ﷺ."
"عليهِ الصلاةُ والسلام، أدخلِي جوّة أنا جهّزت ليك ملابسك غيّري وأنا حَ أمشي استحمّ وأجِيك تمام؟"
اومأت بطاعةٍ لوالدتهَا وأسرعت نحوَ غُرفتها، توقّفت باجفالٍ عندمَا سمعت صوتَ أحدٍ يُنادِيها:
"يا بت.. تعالِي هنا."
اتّجهت نحوَ صاحبةِ النداء وأجابت:
"نعم."
"جِيبي مُويَة وأمشي الدُكان جِيبي اندومِي وتعالي."
مرّرت الطفلةُ عينيهَا على شكلها الغرِيب، كانت فِي كاملِ زينتها وترتدِي فُستانًا قصيرًا أثارَ رِيبتها، قالت وهِي تهزّ رأسها:
"حاضِر بس الدُكان بعِيد من هنا ما بقدر أمشِي براي."
قلّبت الأخرى بُؤبؤيها بتبرُّم:
"أها وأجِيب ليك عربيّة توصِّلك يعنِي؟.. أنتِ ما بتترسَّلِي لأمِّك؟"
"هِي بتمشِي معاي الدُكان ولا بتمشِي براها، ما بترسّلني براي."
همهمت بينهَا وبين نفسها:
"الواضِح رابِح سايبك لمرتهُ الكِيف كيف دِيك تربِّيك."
"عايزة حاجَة تانِي يا خالتُو؟"
"يا بت يخلخل ضرُوسك، أمشِي جِيبي القُلت لِيك عليهُ دا بلاش دلع كتير."
"بس ما بقدر."
ركلتهَا ركلةً خفِيفة تُعبّرُ عن غيظها:
"شكلك ما بتقدرِي إلَّا لفصاحَة لسانك دا."
تألّمت الصغِيرةُ وتأوّهت بوهنٍ، التفتت لتجدَ والدتهَا تتّجهُ نحوَها وتتسائلُ عمّ يحدث:
"فِي شنُو؟ الحاصِل شنُو؟"
"لمِّي بتّك دِي علِيك."
انحنت الأخرى على ابنتهَا تسألها:
"نُوران مالِك؟"
"نُوران" بحنقٍ ودمُوع:
"قالت عايزَة اندُومِي من الدُكان وأنا قُلت لِيها ما بقدر أمشِي الدُكان براي لأنّهُ بعِيد ضربتنِي."
اعتدلت "إباء" فِي وقفتها وتقدّمت نحوَ "حبيبَة" التِي كانت تُقلِّبُ بُؤبؤيهَا وتنظرُ لها نظراتٍ جريئةٍ وقحَة ثمّ سألتهَا بصرامَة:
"مُمكن أفهم دا شنُو التصرُّف دا؟"
"بتّك قلِيلة أدب، ومُحتاجة تتربّى من جدِيد."
"وِين القلّة أدب؟.. هِي كُلّ القالتهُ ليكِ إنّها ما بتقدر تمشِي الدُكان لوحدهَا."
"لو هِي ما قلّت أدبهَا ما كانت استفزَّتنِي، راجعِي تربيّتك لِيها."
زفَرت "إباء" بضِيق:
"ما هُو ما كُلّ كلمتِين حَ تقُولي لي تربيّتك، ما مُحتاجة تورّيني تربيّتي كِيف لأنّي عارفاها كُويّس، بس أنتِ راجعِي أخلاقك."
"حبيبَة" بتنرفُز:
"قصدك شنُو؟"
ارتسمَت ابتسامةٌ مُستفزّةٌ على ثغرِ "إباء" التِي أجابت بثقة:
"الفِي رأسهُ حُرقص، براهُ بيرقص."
انفجَرت "حبيبَة" فِي وجهِ نديدتهَا مُناديةً:
"رابِح، يا رابِح."
استجابَ الآخرُ فورًا وهبّ على صوتِ نداءهَا:
"مالِك شِن حاصل لك؟"
"شُوف مرتك وبتّك من أوَّل ما جِيت يقلُّوا أدبهم فِيني، أنا قُلت لك ما ينفع أعيش معاهم."
أردفَت وهِي تعصرُ عينيهَا لتصنعَ دمُوعًا مُزيّفة:
"قُلت أتعامَل معاهم بالذُوق بس طلعُوا مغبُونِين منِّي، مرتك من جِيت ما مُرتاحَة لي."
"شِن سووا لك يا حبيبَة؟"
"اسألها هِي."
قالتهَا مُشيرةً إلى "إباء" التِي وقفت بجمُودٍ تُطالعهما، سألهَا الآخرُ بحزمٍ:
"شِن سويتِيلها يا إباء؟"
"لِيه هربتِ من السُؤال مادَام ما غلطانة يا أستاذة حبيبَة؟ "
كزّ "رابِح" على أسنانهِ بغيظ:
"بسألِك يا إباء جاوبِيني أنا."
"غلطت على بتِّي وردّيت لها."
أخذَت الأخرى تُمثّل دورَ المظلومةِ وتتصنّعُ البُكاء:
"دا كُلّه عشان قُلت لِيها جِيبي مُوية بس."
"إباء":
"مُوية بس؟"
أغمضَ "رابِح" عينيهِ مُحاولًا التحكُّم بأعصابهِ:
"اعتذرِي ليهَا يا إباء."
عقدت "إباء" ذراعيها أمامَ صدرهَا وقالت مُتمسّكةً بموقِفها:
"بيعتذر الغلطان، وأنا ما غلطانة."
كزّ على أسنانهِ بقوَّةٍ أكبر:
"قُلت ليك اعتذرِي يا إباء."
استدارت "إباء" إلى ابنتهَا وأمرتها قائلةً:
"أمشِي عند ناس خالتُو وهِيبة يا نُوران أنا بجِيك هناك."
استجابَت الأخرى وانطلقت بسُرعةٍ إلى منزلِ "وهِيبة" حاولَ والدها إيقافها ولكِن سبقت عليهِ كلمةُ "إباء" التِي قالت بإصرار:
"رابِح، سِيب البت ما دخلها."
أمسكَ بذراعها وضغطَ عليهَا بقوَّة:
"دِي ما بتّك براك أكان ناسيَة، واعتذرِي يا نِيلة وريّحينا."
تأوّهت "إباء" بألم:
"فكّني يا رابِح وجعت يدّي."
زاد الضغط عليهَا حتّى رأى شبح الدمُوع يلوحُ فِي عينيهَا وصاح بغضب:
"وربّ الكعبَة يا إباء ما تسمعِي الكلام، إلَّا ألم الحِلّة دِي كُلّها فِي جنازتك."
فكّها بقوّةٍ حتّى اصطدمَ ظهرها مع الحائط وأردف:
" داهيَة تاخدك أنتِ واليُوم الجمعنِي فِيك."
توجّه إلى غُرفتهِ مُغذمرًا وتبعتهُ "حبِيبة" التِي كانت تبتسمُ بمكرٍ فِي وجهِ "إباء" المُتظاهرةِ بالصمُود، ولكنّها سمحت لنفسها بالانهيارِ بمُجردِ اختفاءهمَا عن ناظرهَا وأطلقت كُلّ الآهاتِ المحبُوسةِ بقلبها ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي المدِينة ••
•• منزل آل صُباحِي ••
لَمّا انتصرنا، ما شعرتُ بفرحةٍ
والأرضُ من تحتي تصيحُ كئيبةْ
سقطَ الرفاقُ... وظلّ في أعماقِنا
شيءٌ من الذكرى يئنُّ ويُهيبَةْ
هل يُسمّى نصرُنا هذا نصرًا؟
أم هو فقدٌ يرتدينا هيبةْ؟
— الجغم
"لا كان كدِي، مالي قول إلَّا ربّنا يقوّيك ويسوِّي الفِيها خِير."
تنهّدت "إباء":
"آمين"
"أنا بقوم أمشِي، إن حسِّيتِ بالضيق ما بتتوصّي عاد، بيتِي مفتوح ليك."
"تسلمِي يا وهِيبة."
"يلَّا.. ودعتك الله."
غادرت سريعًا، تاركةً خلفها طوفانٌ من الأفكار يتصارعُ بعقلِ صدِيقتها التِي ذرفت دمُوعها المُتكدّسة فِي مآقيها...
لمَ يُؤذيها "رابِح" بهذهِ الطريقة؟
فيمَ اخطأت بحقّهِ حتَّى يكرهها هكذا؟
انزلقت إلى الأرضِ وضمّت ساقيها إلى صدرها باكيةً دُون نحيب، بُكاءً يُمزّقُ أنفاسها، ويشجُّ روحها المُثقلة دُون صوت...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• منزلُ آل صُباحِي ••
بينمَا تتشاركُ الصدِيقتانِ طبقَ البُوشار، صدَح هاتفُ "هِينار" باشعارٍ تذكيريٌّ مضمونهُ "صلِّ على النبي".. لتُسارعَا بالصلاةِ عليهِ والتسبيح، نظرت "لِيلاس" إلى صديقتها نظرةً غريبة، استشعرت فِيها "هِينار" حاجتها إلى السُؤال:
"عايزة تسألي أكيد، خُشّي لي طوّالي."
"هسِّي يا هِينار أنا مُستغربة، أنتِ كيف قدرتِ تثقي فِي الطرف الثانِي خلال رحلتك دِي؟"
"توافُق الأفكَار سبب أساسِي."
"أيوا نعم أنا عارفَة، لكِن يعنِي بس كان توافق أفكار أنتِ مُتأكّدة؟.. أنتِ الشخص دا لا بتعرفيهُ ولا بيعرفك، تواصلكم كان فِي إطار الشغل بس، يعني لاسيمَا هُو كاتب أجنبي دا الشيء المُحيّرني، من وِين جبتِ قوَّة القلب دِي؟"
تناوَلت "هِينار" حبّة البُوشار التِي بيدها ونبست ضاحكةً:
"القال لِيك منُو هُو كاتِب أجنبي؟"
ارتفعَ حاجبَا "لِيلاس":
" آه ومال هيروغليفي؟.. اسمهُ ستيڤن حَ يكُون شنُو؟."
"دا اسم مُستعار، فِي الحقِيقة هُو زيِّ وزيّك كدا، مُسلم وبتكلّم عربِي."
"بتلعبِي بعقلِي صح؟"
وضعت طبقَ "البُوشار" على المنضدةِ أمامها وزفَرت بهدوء:
"تُؤ.. ما بلعب بعقلك ولا حاجَة، دِي الحقيقة، أنا صراحَة ما عارفَة اسمهُ الحقِيقي منُو ولا بعرف عنّهُ حاجة غِير شويّة السطُور الكتبناهم سواء دِيل، لكن قدرت التمس عمقهُ من خلال السطُور دِي، سألتهُ مرّة قبل كدا عن اسمهُ وعن سبب اخفاؤهُ لهويّتهُ فما أدَّاني جواب واضِح بالخصُوص دا، ما حاولت أركّز كثير، ما حبِّيت أفسد المُتعة..."
استطردت بعد ارتشافهَا للقليلِ من الماء:
"ما بقُول لك ما كُنت خائفة، أبدًا، نسبة الشك عندِي كانت كبيرة، لدرجَة مرّات كتيرة بتجي عليّ لحظات بحس إنِّي لازِم ألغِي كُلّ الشغل دا، إيش عرّفني إنّهُ حَ يحافظ على ملكيّة أفكارِي وما حَ يسرقها؟ يمكن عايز منّي حاجة.. نصّاب أو مُحتال مثلًا!!، خصُوصًا إنّهُ كُلّ القالهُ لي عنّهُ إنّهُ مُسلم، وإنّهُ ستيڤن ما اسمهُ الحقِيقي، يعني أنا لا عارفة اسمهُ ولا عُمره ولا مكانهُ ولا شكلهُ ولا أيّ شيء وهل هُو حقِيقي ولا روبُوت أصلًا!!. "
قاطعتها ضحكة "لِيلاس" التِي قالت باستخفاف:
"بتبالغِي روبُوت بيعرف يبدع؟"
"ما هُو أصلًا ما ورّاني شيء غِير حبّتين المعلُومات القُلتهم ليك دِيل فطبيعِي شكّي يصل للدرجَة دِي، لكن عارفة؟.. رغم ذلك كان فِي صوت جواي كدا بيقُول لي يا هِينار، سِيبك من كُلّ شيء حاليًّا واستمتعِي برحلتك دِي معاهُ، أنا حرفيًّا أوّل مرَّة ألقى لي زول أفكارهُ متوافقة مع أفكاري المجنُونة دِي كدا، يعنِي واللهِ أنا كُنت داخلة بكُل حواسِي فِي رحلة تأليف الكتاب دا، وما متوقّعاهُ يبقى كتاب حقِيقي ولأ يُدشّن فِي الكويت كمان.. فِي واحدة من أكبر دُور النشر الحلمت بيها، ما مُصدّقة حرفيًّا، وبُكرة حَ تصلنِي نُسختِي هنا، وكمان الكتاب حَ يُترجم للُّغتين الإنجليزيّة والفرنسيّة قريبًا إن شاء الله، زي ما كُنت بتمنّى، ما مُصدّقة أقسم بالله، الحمدلله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مُباركًا فيهِ."
ابتسمَت "لِيلاس" مُقبّلةً جبينَها بحُب:
"الحمدلله يا حبيبِي."
ارتمت "هِينار" إلى حجر صدِيقتها:
"لِيلاس، تفتكري تانِي مُمكن أجتمع بيهُ؟"
"أنتُوا مفرُوض ما تتفارقُوا تانِي أصلًا بعد الإبداع دا، ربَّنا كرِيم."
أردفت بجديّةٍ مُصطنعة:
"ولو سمحتِ نُسختِي تصلنِي عشان صُباحِي أحمد ما يخسر بنتهُ."
ضحكَت "هِينار":
"حاااضِر."
"حاكيَة لأهلك عنّهُ؟"
"حكِيت لناجِد بس."
"حُلوو.. الباب بيدق ثوانِي ألبس."
ارتدَت حجابهَا سريعًا بينمَا اتّجهت "هِينار" لفتحِ الباب وقد كانَ الطارقُ أخاهَا، أمسكت بخدودهِ وقالت بمرح:
"نجُّودِي حبيبِي واللهِ مُشتاقِين."
أبعدَ يديها عنهُ ورمقها بحدّة:
"هِينار."
"أوووف .. دِي لِيلاس ما زول غرِيب عشان تتحسّس."
زفرَ مُتجاهلًا كلامهَا وقال بابتسامةٍ واسعة:
"تفتكرِي أنا جاي لشنُو؟"
"عشان اشتقت لي طبعًا."
"دا فِي حال ما كُنت بتصبّح وبتمسّى بجبهتك دِي."
"أخير من بتاعتك، جبهة تفحيطيّة وثوريّة وكلّهُ."
"الليلَة فِي زُول جاي يزورك."
"زُول؟؟"
"مسافة تلبسِي حَ تلقيهُ جاء لـ عندك."
"ما أهُو أنا لابسَة ياخ."
رشقهَا بنظرةٍ حادّة:
ملامح سودانية
شارع بورتسودان تبحث عن ورقة طارت مع الريح !!1950“🖤جورجيت” اسطورة بورتسودان
كانت “جورجيت” من اسرة يونانيه.سكنت الحي مع والدها وشقيقها بعد وفاة والدتها. تخرَّجت من مدرسة كمبوني وعملت بالتدريس ..وكانت تتجول في شوارعهاعلى متن دراجه فنالت إعجاب كل من نظر إليها لحسنها الطاغى.
بدأت قصتها في نهاية الخمسينات عندما سكن بالحى موظف جاء منقولاً من الخرطوم وإستأجر مع زميل له غرفة بمنزل أسرة إغريقية مواجه لمنزل جورجيت.كان الشاب فى كل صباح يستمع لصوت غناء الفنانة فيروز صادراً من نافذة المنزل المواجه له حتي ادمن اغانيها و كان الغناء صادرا من منزل الفاتنة جورجيت ..
أصبح الشاب يصحو مبكراً ليستمع لغناء فيروز وبدأت علاقتهما بتحية وتطور الأمر إلى أن أعلن خطوبته عليها ..
شاع الخبر حتى وصل مسامع أهله فى الخرطوم فحضر والده ثائراعندما عرف بعلاقة ابنه بفتاة غير سودانية وغير مسلمة فأخذه من مكتبه رافضاً عودته حتى للمنزل لأخذ ملابسه وأرجعه إلى الخرطوم .وفى غفلة من والده دس في يد زميله مكتوبا الي جورجيت شارحا لها ظروف اختفائه المفاجئ .
حمل الصديق الرساله ودسها في اعلى باب المنزل ولوح لجورجيت ففهمت مقصده واسرعت بلهفه لاخذه من الباب فاتت الرياح بما لا تشتهى السفن ,هبت ريح قبل ان تصل جورجيت واخذت تلك الورقة تتقاذفها بعيدا عنها .فجرت و هرولت بكل قوتها للحاق بالخطاب و لكن هيهات..
أصابت المفاجأة جورجيت فى مقتل وساءت حالتها و أصبحت لا تعى ما تفعل ووهن عقلها وأصبحت تجوب شوارع الحى الإغريقى والسوق الرئيسى تبحث وسط الأوراق المتناثرة فى الشارع لعل وعسى أن تجد الرسالة.
عاد خطيبها بعد وفاة والده باحثاً عنها وعلم بأنها أصبحت وحيدة ليس لها عائل سوى عائلة “أندريا”الذين كفلوها بعد أن فقدت أسرتها إلتاقها بأحد الأزقة بعد أن راح بريق عينيها و حسن هندامها و اناقتهاوأصبحت شاردة شمطاء نظرت إليه كالفراغ و لم تعرفه .
تركته واقفاً وراحت تمارس عملها اليومى فى جمع الأوراق المتناثرة من الشوارع والازقه.
عاشت جورجيت هكذا معلم من معالم بورتسودان ..وظلت فى ذاكرة المدينة مثالاً حياً للحب الصادق والوفاء ..إلى أن توفاها الله عقب أصابتها بضربة شمس وأسلمت الروح وهي تجوب الشوارع بالقرب من مصفاة بورتسودان و إنسحبت بهدوء من الحياة عام 1990م،وتوفي الشاب حزنا بعدها بي كم سنه ولم يتزوج ابدا الي مماته💔
روايَة جدِيدة من كتابتِي
أتمنّى تدعمُوني بالتفاعُل والتعليقات سواء كانت نقد بنّاء أو تحفيز إيجابِي وإبداء الآراء بالنسبة للجمهُور يُهمّني جدًّا، وإن شاء الله إذا أبعد اللهُ العوارِض أستمر فِي تنزيلها ♡.
غيُوم زرقاء
الفصل الأول {1}
بقلم: رحاب يعقوب
{مُور فِـينَا}
قبَل البداية؛ صلِّ على النبيﷺ
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
" فِي قعرِ الكأس الشهيّ، تختبئ رجفةُ أنامِلنا التِي لن يراهَا أحد، سأقبّلُ هذهِ الأنامِل بثغرِ القلم، وهنيئًا لكِ سيّدتِي على نهاية هذهِ الرحلة. "
اصطفّت حبَّاتُ الدمُوع عند غاباتِ أشفارهَا الفاتنَة وهِي ترمقُ شاشةَ "اللابتُوب" أمَامها، صوتُ هذا الاقتباس يُلامسها عمِيقًا ويُنعش خافقها، عُصارةِ الفرح تسرِي فِي عروقهَا، وتزحفُ الابتسامةُ إلى ثغرها وسطَ امطار عينيهَا الساحرتين، نهضَت عن كُرسيّها وهِي تتقافزُ فرحًا وتُصفّق، تتنقّلُ بينَ أركانِ الغُرفة التِي بدت ساحةً لأحلام الطفلةِ بداخلها، مسحَت دمُوعها عن خدّها الأسمر المُتشرّب بحُمرةٍ طفِيفة، كما لو أنّهُ وردةٌ حمراء وسطَ حقولٍ من القهوة، أُدِير مقبضُ البابِ بهدوءٍ ممّ استوقفهَا لحظةً، وجعلت تترقّبُ الشخص الذي مدّ رأسهُ عبرَ الباب مُبتسمًا بحيَويّةٍ وعطف:
" مُمكن أدخل يا حبيبَة ماما؟ "
اومأت بحماسٍ وهِي تفتحُ ذراعيها لوالدتهَا:
" أكيد يا مَاما، أنتِ تدخلِي وقت ما عايزَة. "
دلفَت الأخرى وهِي تسألُ بفضُولٍ عن سببِ هذهِ السعادة التِي تتجلّى فِي وجهِ ابنتها:
" شنُو سبب الفرحَة دِي يا هِينُو؟ "
" أنتِ سبب أيّ فرحَة يا راويَة فتحِي. "
هزّت "راويَة" رأسها بعدمِ اقتناع:
" أممم، أنتِ بتحمّسيني ببكشك دا يا بت ولا قصدك شنُو؟ "
" هُو الحُب بقى بكش؟.. أنا بحب فِيك ياخ. "
"ما تحبّي تانِي لو سمحتِ."
"ليه صُباحِي أحمد بيغِير ولا حاجة لا سمحَ الله؟"
"رأيك شنُو تشتغلِي فِي مُقاولات بدل المطعم؟"
ضحَكت الأخرى:
"آخر الزمن أنا هِينار صُباحِي أشتغل مُقاولات. "
"أممم، أنتِ عندك طعامة حتّى فِي الكلام، حَ يكُون سهل عليك إقناع الزبُون."
"بتقلبِي علي الطاولة بكلامك الحُلو دا؟"
"ما لازِم. "
سحَبتها "هِينار" إلى الأرِيكة لتُجالسها بدفءٍ وتُقبّل يدهَا:
"بقول لك بجَد يا مَاما، أنتِ سبب أيَّ فرحَة، شايفة دعواتِك الليلَة عملت شنُو؟"
تنحنحَت "راويَة":
"شوّفِيني."
ابتسمَت "هِينار" على اتّساع ثغرها:
" ناجِد وبَابا قاعدِين؟ "
"بشربُوا فِي الشاي تحت أهُو."
"حُلو.. خلّيني أذِيع الخبر دا على الملأ طيِّب."
"الغتَاتة أنتِ ستّها، يلّا طيِّب."
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
أمامَ مرآةٍ دائريّةٍ كبِيرة مُعلَّقةٍ على الحائط، يُزيّنُ إطارهَا إضاءةٌ ذهبيّةٌ خافتَة، فِي غُرفةٍ تفوحُ منهَا رائحةُ البخُور المُنعشة، وقَفت تضعُ اللمسَات الأخِيرة على وجهَها الناعمِ والخالِي من مُستحضرات التجمِيل، تدهنُ القليلَ من مُرطّب الشفاه، ارتدَت معطفَ فُستانها ذُو الخامةِ الجينزيّة، وتأكّدت من ربطةِ حجابهَا الأسود، تنشَّقَت رائحةُ البخُور عمِيقًا ورسَمت ابتسامةً صغيرةٌ تشعُّ بالحُبّ والشغف، خرَجت إلى والدتهَا وأخيها الجالسينِ فِي صالةِ المنزلِ ويتحدّثانِ عن ترتيبات زواجهِ الذِي يقتربُ موعدهُ بسُرعةٍ خياليّة .. توقّفا عن الحوارَ لمُجرّد رُؤيتها تتّجهُ إليهما وقد مدّت والدتها يدهَا نحوهَا:
" حبيبتِي الحُلوة جات، تعالِي لحُضن أمِّك. "
ارتمَت لحجر والدتهَا كطفلةٍ مُدلّلةٍ ونطقت بنبرةٍ مُنتعشة:
"حلاوَة أكتر منّك ماف يا ستّهم."
اعتدلَ الآخرُ فِي جلستهِ وتنحنح:
"وأنا ماف لي حُضن ولا شنُو؟ "
رمقتهُ بطرفها وقلَّبت عينيهَا بملل:
"أنا ما بحضن خائنِين معليش. "
عقدَ حاجبيهِ:
"خائنِين؟"
" بتتكلَّم فِي أمُور عرسك من وراي يا جِياد؟ خلاص رأيي بقى ما مُهم؟ "
ابتسمَ "جِياد" وهُو يحكُّ عمُود أنفهِ:
" رُوح قلبك تنكّدِي."
وقَفت تُخصّر نفسها قائلةً بتفاجئ:
" وكمَان آخر الزمن بقّيتنِي نكديّة؟.. ماما مُنتبهة ولدك دا بقَى يغلط عليّ زيادة عن اللزُوم؟. "
ضحكَ بحسٍّ فُكاهيٍّ على كلماتها التِي بدت لهُ دراميّةً مُشبّعة بالمزح:
" ياخ لِيلاس أقعدي ساي."
" عاين خلِّي مرتك دِي تضوِي ليك، أنا ماشة الصيدليّة."
أمسكَت "الجِزدان" الأبيضَ المرميّ على المنضدةِ أمامَها وغادرت فِي صمت، نظرت "فوزيّة" إلى "جِياد" الذي أغمضَ عينيهِ طالبًا المغفرة من الله على ما تفعلُ أختهُ، تسائلت بشك:
"أنتُوا مُتشاكلين شيء؟"
هزَّ رأسهُ بيأس:
"تُؤ.. لكِن بتّك بتاعة درامَات من يُومها."
"واللهِ غايتهُ."
نهضَ لينحنِي على رأسِ أمّهِ ويطبع قُبلةً دافئةً مُلتمسًا حنانها ورضاهَا:
"أنا ماشِي يا ستّ النّاس، عاوزة شيء؟"
"سلامتك بس يا حبِيبي."
"يلَّا، السلامُ عليكم. "
حمَل سُترتهُ على ساعدهِ وخرجَ مُسرعًا إلى عملهِ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
أنا أصلي منك ومشتهيك وبيناتنا ليل الغربة داااكن💙.
Читать полностью…أن نعود لأحضانِ الرِفاق أن نَتقَاسْم الأحادِيث والطَريقْ أن نَهزِم الحُزن بالضّحكات💚🫂
__أن نلتقي مجددًا
المالية لجبريل والمعادن لمناوي وحرمان مساري الوسط والشمال من نسبة الـ25%
الماعندو تاتشر أمو مسكينة!
تعازينا الحارة للجكومي والتوم هجو وبقية الفلنقايات عديمي التاتشرات!
والتعزية موصولة للناس العندها أمل في حكومة الأمل وللناس الكوركت مع الكاهن #المجد_للبندقية وهم سجمخشمهم ماعندهم!
وفي عينيكِ سرُّ البدرِ لمّا
تهادى في الدجى وبدّدَ الظلّا
كأنّ الله صيّرها ملاكًا
فكيفَ يراكِ قلبي ثم يُنسى؟
قصيرةٌ كأنّ الوردَ نادى
فأجابت قطرةٌ بين النّدى
إذا مشتِ اختالَ الهوى وتبخترَ
وكلُّ خطا لها نغمٌ بدا
تميلُ كما تميلُ السَّمرُ طربًا
إذا داعبَ النسيمُ لها الغصونا
كأنكِ سوسنٌ نشِوٌ تعلّى
على خصرٍ تحدّى الياسمينا
- الجغم