1197
قناة تعنى بنشر بعض دروس أم حفص بنت الحمزي ، مستمدة من الكتاب والسنة على نهج السلف الصالح ، نسأل الله أن ينفع بها.
فتتابعت الوفود في العام التاسع حتى سُمِّي عام الوفود، ثم تتابعت أيضا في العام العاشر، ودخل الناس في دين الله أفواجا، ونصر الله دينه، وأعزَّ أولياءه، وأذل الله الكفر وأهله.
▪️{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} : أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بتسبيحه وتنزيهه عن كل نقص، وحمده شكرا على نعمة النصر والفتح وإتمام هذا الدين، وأمره بكثرة التوبة والاستغفار قبل موته، وقد امتثل صلى الله عليه وسلم ذلك؛ فكان يكثر التسبيح والاستغفار في ركوعه وسجوده، كما في البخاري(٨١٧)، ومسلم(٤٨٤) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي). يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ .
وقد تقدم في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن الله عز وجل أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم بقرب أجله.
والذي فسر به بعض الصحابة من جلساء عمر، رضي الله عنهم أجمعين، من أنه قد أُمرنا إذا نصرنا الله، وفتح علينا المدائن والحصون؛ أن نحمد الله ونستغفره؛ معنى صحيح.
وفي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتسبيح والاستغفار؛ إشارة إلى أن النصر يستمر لهذا الدين، ويزداد عند حصول التسبيح والاستغفار من رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإن هذا من الشكر، والله تعالى يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧]، وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم، فلايزال النصر مستمرا لهذا الدين، حتى وصل الإسلام إلى شتَّى بقاع الدنيا.
▪️{إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} : أي: يقبل توبة عباده، ويغفر لهم، كما قال تعالى: {غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ} [غافر: ٣].
فمن أسماء الله التواب، الذي يتوب على عباده، بل ويبدل سيئاتهم حسنات، كما قال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا فَأُو۟لَـٰۤئِكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَإِنَّهُۥ یَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابࣰا} [الفرقان: ٧٠-٧١].
آخر تفسير سورة (النصر)، والحمدلله.
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
▪️{وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} : أي: لاتعبدون الله، ولا تقتدون بأوامره وشرعه.
وقيل: أن المراد بقوله تعالى: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} في الحال، وقوله: {وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} في المستقبل.
فنفى ذلك عنه وعنهم في الحال والاستقبال.
وقيل: أن المراد التأكيد، كقوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: ٥- ٦] وكقوله: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر: ٦-٧] .
وقيل غير ذلك.
▪️{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} : أي: لكم دينكم الباطل الذي ارتضيتموه لأنفسكم، ولي ديني الحق الذي أدعو إليه.
فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه، كما قال تعالى: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} [يونس:٤١] وقال: {لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} [القصص: ٥٥] ، وقال: {قُلۡ كُلࣱّ یَعۡمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَنۡ هُوَ أَهۡدَىٰ سَبِیلࣰا} [الإسراء: ٨٤].
آخر تفسير سورة (الكافرون)، والحمدلله.
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ الأحد ٨/ شعبان/ ١٤٤٥هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️
▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ السبت ٧/ شعبان/ ١٤٤٥هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️
صيام شهر شعبان.. حُكمه، والحِكمة من إكثاره ﷺ من الصوم فيه
صيام شعبان يُستحَب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان، كان يصوم شعبان كلَّه وكان يصوم شعبان إلا قليلًا، جاء في الحديث الآخر كان يصوم شعبان كله وكان يصوم شعبان إلا قليلًا، اختُلِف في المعنى هذا:
قيل المعنى العبارة الثانية تفسِّر الأولى وأن من صام أكثر الشهر فقد صام الشهر كله، كان يصوم شعبان كله وكان يصوم شعبان إلا قليلًا، وقيل إنه في بعض السنين يصوم الشهر كاملا وفي بعض السنين يصوم أغلب الشهر.
اختلف العلماء في الحكمة من إكثاره من صوم شهر شعبان، قال بعضهم: لأنه يتفرغ في شعبان ويصوم الثلاثة التي تفوته من الشهور الأخرى.
وقيل: أنه شهر يكون فيه الغفلة كما جاء في بعض الروايات (ذاك شهر يغفل فيه الناس يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان).
والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من صيام شهر شعبان، قالت عائشة: كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، هذا هديه ﷺ وهو إذا كان الصوم يضعفه عن القيام بالمصالح العامة يفطر وإذا كان في وقت لا يمنعه الصيام فإنه يصوم إذا كان لا يمنع من المصالح العامة صام، ليحصل على فضيلة الصوم فيجمع بين الأمرين.
#تفسير_القرآن_العظيم
▪️الدرس الثامن والسبعون▪️
▪️تفسير سورة المسد▪️
▪️{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ(١) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ(٢) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ(٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ(٤) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ(٥)}.
سورة المسد مكية، نزلت في أبي لهب كما في البخاري(٤٨٠١)، ومسلم(٢٠٨) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّفَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ : (يَا صَبَاحَاهْ). فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ قَالُوا : مَا لَكَ؟ قَالَ : (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ، أَوْ يُمَسِّيكُمْ أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟)، قَالُوا : بَلَى. قَالَ : (فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ). فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ :{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} .
▪️{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} : دعاء عليه، أي: خابت يداه وخسرت، وشقي وضلَّ سعيه.
▪️{وَتَبَّ} : خبر عنه، أي: وقد تب، أي: تحقق له الهلاك والخسران في الدنيا والآخرة.
وأبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم واسمه: عبد العزى بن عبد المطلب، وكنيته أبو عُتبة. وإنما سمي: (أبا لهب)؛ لحسن وجهه، وإشراقته، وكان شديد العداوة والأذية للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلا عنده دين ولاحمية لقرابة؛ فذمه الله هذا الذم الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة.
وفي مسند أحمد (١٦٠٢٣) عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ الدِّيلِيِّ - وَكَانَ جَاهِلِيًّا أَسْلَمَ - فَقَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَ عَيْنِي بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، يَقُولُ : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ تُفْلِحُوا). وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا وَالنَّاسُ مُتَقَصِّفُونَ عَلَيْهِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا، وَهُوَ لَا يَسْكُتُ، يَقُولُ : (أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ تُفْلِحُوا). إِلَّا أَنَّ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْوَلَ وَضِيءَ الْوَجْهِ، ذَا غَدِيرَتَيْنِ ، يَقُولُ : إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ ؟ قَالُوا : عَمُّهُ : أَبُو لَهَبٍ، قُلْتُ : إِنَّكَ كُنْتَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرًا، قَالَ : لَا وَاللَّهِ، إِنِّي يَوْمَئِذٍ لَأَعْقِلُ.
▪️{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} : أي: ما أغنى عنه ماله وجاهه وولده.
ولن يرد عنه ماله وما اكتسبه شيئا من عذاب الله إذا نزل به.
▪️{سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} : أي: ستحيط به من كل جانب نار ذات لهب وشرر وإحراق شديد.
▪️{وَامْرَأَتُهُ} : وهي: أم جميل، واسمها أروى بنت حرب بن أُمَيَّة، وهي أخت أبي سفيان، وكانت من سادات نساء قريش.
▪️{حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} : قيل: كانت شديدة الأذية للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت عونًا لزوجها على كفره وجحوده وعناده؛ فلهذا تكون يوم القيامة عونا عليه في عذابه في نار جهنم؛ فتحمل الحطب فتلقيه عليه؛ ليزداد على ما هو فيه، فيعذبان جميعا في نار جهنم، نسأل الله السلامة والعافية.
وقيل: كانت تضع الحطب والشوك في طريق النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان عذابها أنها تحمل الحطب في نار جهنم.
وقيل: كانت تعير النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر وكانت تحتطب؛ فعيرت بذلك.
وقيل: كانت تمشي بالنميمة.
والأول أظهر، والله أعلم.
▪️{فِي جِيدِهَا} : أي: في عنقها.
▪️{حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} : أي: حبل من ليف محكم الفتل.
وقيل: هو قلادة من نار، طولها سبعون ذراعا.
وقيل: حبل في نار جهنم ترفع به إلى شفيرها، ثم يرمى بها إلى أسفلها.
وقيل: طوق من حديد.
وفي هذه السورة معجزة ظاهرة ودليل من دلائل النبوة؛ إذ أخبر الله في هذه السورة أن أبا لهب وامرأته سيعذبان في النار، ومن لازم ذلك عدم إسلامهما؛ فوقع كما أخبر الله عز وجل، وماتا على الكفر، والعياذ بالله.
آخر تفسير سورة (المسد)، والحمدلله.
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ الجمعة ٦/ شعبان/ ١٤٤٥هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️
#تفسير_القرآن_العظيم
▪️الدرس السابع والسبعون▪️
▪️تفسير سورة النصر▪️
▪️{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ(١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا(٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا(٣)}.
سورة النصر مدنية بالإجماع.
وجاء أنها آخر ما أنزل من القرآن، كما في صحيح مسلم(٣٠٢٤) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: تَعْلَمُ آخِرَ سُورَةٍ نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ، نَزَلَتْ جَمِيعًا؟ قُلْتُ: (نَعَمْ، إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ)، قَالَ: صَدَقْتَ.
وفي هذه السورة إشارة إلى قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأعلمه الله بذلك كما في البخاري(٤٢٩٤) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ. قَالَ : فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَعَانِي مَعَهُمْ، قَالَ : وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي، فَقَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي : { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } { وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا } ؟ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ، وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا، وَفُتِحَ عَلَيْنَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا نَدْرِي، أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا. فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَكَذَاكَ تَقُولُ ؟ قُلْتُ : لَا. قَالَ : فَمَا تَقُولُ ؟ قُلْتُ : هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فَتْحُ مَكَّةَ فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ. { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا } . قَالَ عُمَرُ : مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ.
▪️{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أي: إذا جاء نصر الله لهذا الدين، وحدث فتح مكة.
والفتح الأول: صلح الحديبية : حيث سمَّاه الله فتحا؛ فقال تعالى: {إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحࣰا مُّبِینࣰا} [الفتح: ١] ، وذلك لاعتراف قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومصالحتهم إياه، وكان ذلك في السنة السادسة للهجرة.
والثاني: فتح مكة : وكان في السنة الثامنة للهجرة.
ومن الفتح أيضا؛ مجيء أهل اليمن، كما في مسند أبي يعلى(٢٥٠٥) وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية، إذ قال: (اللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قَدْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ)، قيل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال: (قَوْمٌ رقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ، لَيِّنَةٌ طِبَاعُهُمْ، الإيمَانُ يَمَانٍ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ).
▪️{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} : أي: ورأيت الناس يدخلون في دين الإسلام وفدا بعد وفد، وذلك أن العرب كانت تقول: اتركوه هو وقومه؛ فإن ظهر عليهم فهو نبي ؛ فلما كان فتح مكة عرفوا صدقه، وزالت عنهم الشبهات؛ فبادروا للدخول في دين الله أفواجا، كما في البخاري(٤٣٠٢) عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو قِلَابَةَ : أَلَا تَلْقَاهُ فَتَسْأَلَهُ ؟ قَالَ : فَلَقِيتُهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ : كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرَّ النَّاسِ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ، فَنَسْأَلُهُمْ : مَا لِلنَّاسِ؟ مَا لِلنَّاسِ؟ مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُونَ : يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْ : أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا. فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلَامَ، وَكَأَنَّمَا يُغْرَى فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهِمُ الْفَتْحَ، فَيَقُولُونَ : اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ ؛ فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ. فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ..) الحديث.
فتتابعت الوفود في العام التاسع حتى سُمِّي عام الوفود، ثم تتابعت أيضا في العام العاشر، ودخل الناس في دين الله أفواجا، ونصر الله دينه، وأعزَّ أولياءه، وأذل الله الكفر وأهله.
▪️(رُومٌ) : أشار إلى الموضع الثامن ، وهو في سورة الروم، في قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُم} [الروم: ٢٨].
▪️(كِلَا تَنْزِيْلُ) : أشار إلى الموضعين التاسع والعاشر ، وكلاهما في سورة تنزيل أي سورة الزمر ، وهما: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: ٣] ، وقوله تعالى : {فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: ٤٦].
▪️(شُعَرَا) : أشار إلى الموضع الحادي عشر ، وهو في سورة الشعراء، في قوله تعالى: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ} [الشعراء: ١٤٦].
تنبيه: المواضع العشرة الأولى مختلف في قطعها ووصلها، والقطع فيها أولى، وهو المشهور، أما الموضع الحادي عشر (الأخير) ؛ فمتفق على قطعه.
▪️(وَغَيْرَها صِلَا) : أي: وغير هذه المواضع الأحد عشر ؛ فمتفق على وصل (فِي) ب (مَا) ؛ فرسمت هكذا (فِيمَا) ، مثل: قوله تعالى: {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [البقرة:١١٣] .
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ السبت ١٥/ رجب/ ١٤٤٥هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️
▪️(وَأَن لَّمِ المَفْتُوحَ) : أي: وقطعت (أنْ) المفتوحة الهمزة الخفيفة النون عن (لَمْ) حيث جاءت في القرآن الكريم، مثل: قوله تعالى:{أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ} [الأنعام: ١٣١]، وقوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ} [البلد:٧] .
■ (كَسْرُ إِنَّ مَا الَانْعَامَ): أي: وقطعت (إنَّ) بكسر الهمزة وتشديد النون عن (مَا) في موضع واحد فقط في سورة الأنعام، وهو قوله تعالى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآت} [الأنعام: ١٣٤] .
▪️(وَالمَفْتُوحَ يَدْعُونَ مَعَا): أي: وقطعت (أنَّ) بفتح الهمزة وتشديد النون عن (مَا) التي جاءت معها كلمة (يدعون) في نفس الآية، وجاء ذلك في موضعين :
الأول: قوله تعالى: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: ٦٢] .
الثاني: قوله تعالى: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِل} [لقمان: ٣٠].
▪️(وَخُلْفُ الانْفَالِ وَنَحْلٍ وَقَعَا) : أي: واختلفت المصاحف العثمانية في قطع ووصل (إنَّ ما)، و (أنَّ ما) في موضعين:
الأول في سورة الأنفال، والثاني في سورة النحل،
وهما : قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ} في (الأنفال: ٤١)
وقوله تعالى: {إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُم} في (النحل: ٩٥) ، والوصل فيهما أولى.
والخلاصة في قطع ووصل (إنَّ مَا) و (أنَّ مَا) ما يلي:
١ - (إنَّ مَا) قطعت في سورة الأنعام بلا خلاف، واختلف في سورة النحل بين الوصل والقطع، والوصل أولى.
ووصلت فيما عداهما اتفاقا، مثل: قوله تعالى:{إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [ النساء: ١٧١]،
وقوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} [الذاريات:٥] .
٢ - (أنَّ مَا) قطعت باتفاق في سورتي الحج ولقمان، وفي سورة الأنفال خلاف بين الوصل والقطع، والوصل أولى.
وما سوى ذلك فموصول باتفاق، مثل: قوله تعالى: {أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الأنبياء:١٠٨].
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
▪️تذكير العقال ، وتنبيه الجهال ؛ على حسرات الإهمال!!
خطبة الجمعة اليوم لفضيلة الشيخ العلَّامة/ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله.
▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ الجمعة ١٤/ رجب/ ١٤٤٥هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️
#سلم_الوصول_في_شرح_ثلاثة_الأصول
● مناقشة الدرس الثلاثين من شرح الأصول الثلاثة (الأخير) ●
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
✍🏻: 🔴 من حفظت المتن تكتبه.
🖊: قال المصنف رحمه الله: وَأَرْسَلَ اللهُ جَمِيعَ الرُّسُلِ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: ١٦٥].
وَأَّولُهُمْ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَآخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ أَوَّلَهُمْ نُوحٌ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} [النساء: ١٦٣].
وَكُلُّ أُمَّةٍ بَعَثَ اللهُ إِلَيْهِا رَسُولًا مِنْ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ الطَّاغُوتِ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦]. وَافْتَرَضَ اللهُ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ الْكُفْرَ بِالطَّاغُوتِ وَالإِيمَانَ بِاللهِ.
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (مَعْنَى الطَّاغُوتِ مَا تَجَاوَزَ بِهِ الْعَبْدُ حَدَّهُ مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعٍ أَوْ مُطَاعٍ). وَالطَّوَاغِيتُ كَثِيرُونَ وَرُؤُوسُهُمْ خَمْسَةٌ: إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ، وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ، وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ نَفْسِهِ، وَمَنْ ادَّعَى شَيْئًا مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ، وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٥٦].
وَهَذَا هُوَ مَعْنَى لا اله إِلا اللهُ، وَفِي الْحَدِيثِ: (رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامِ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ).
وَاللهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعلى آله وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
✍🏻: 🔴 ما الدليل على أن الله أرسل جميع الرسل مبشرين ومنذرين ؟
🖊: الدليل قوله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: ١٦٥].
✍🏻: 🔴 ما الدليل على قول المصنف: (أولهم نوح عليه الصلاة والسلام وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين) ؟
🖊: الدليل على أن أولهم نوح عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} [النساء: ١٦٣].
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الشفاعة الطويل، وفيه: (فَيَأْتُونَ نُوحًا فيَقولونَ: يا نُوحُ، إنَّكَ أنْتَ أوَّلُ الرُّسُلِ إلى أهْلِ الأرْضِ، وقدْ سَمَّاكَ الله عَبْدًا شَكُورًا، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، ألَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟..) الحديث.
والدليل على أن آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم النبيين، قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠].
كما دل على ذلك الكثير من الأحاديث منها : ما رواه الترمذي(٢٢١٩) من حديث ثوبان رضي الله عنه مرفوعا وفيه : (وأَنا خاتمُ النَّبيِّينَ لاَ نبيَّ بَعدي).
وقد أجمع المسلمون على ذلك، ومن ادعى النبوة بعده صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه يعتبر كافرا كفرا مخرجا من الملة.
✍🏻: 🔴 ما الدليل على أن دعوة جميع الرسل هي توحيد الله ؟
🖊: الدليل قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦].
✍🏻: 🔴 عرفي الطاغوت واذكري الدليل على وجوب الكفر به ؟
🖊: الطاغوت في اللغة: مشتق من طغى، أي: جاوز القدر.
وفي الاصطلاح: فُسِّر بتفسيرات عديدة ، أحسنها ما قاله ابن القيم رحمه الله: (مَعْنَى الطَّاغُوتِ مَا تَجَاوَزَ بِهِ الْعَبْدُ حَدَّهُ مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعٍ أَوْ مُطَاعٍ).
مجلس ختم شرح سنن أبي داود للشيخ العلَّامة عبدالعزيز الراجحي حفظه الله، وقد كان بين بدء شرحه هذا وختمه قرابة أربع وعشرين سنة.
وهكذا كان الكثير من السلف رحمهم الله يأخذون سنوات طويلة لإتمام الكتاب، ومن ذلك ما جاء عن الحافظ ابن حجر رحمه الله أنه أخذ في جمع فتح الباري وتأليفه وإملائه وتهذيبه أكثر من خمس وعشرين سنة!
وما كان لله دام وبقي ونفع الله به!
نسأل الله الإخلاص والقبول.
/channel/omhafes
#تفسير_القرآن_العظيم
▪️الدرس الثمانون▪️
▪️تفسير سورة النصر▪️
▪️{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ(١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا(٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا(٣)}.
سورة النصر مدنية بالإجماع.
وجاء أنها آخر ما أنزل من القرآن، كما في صحيح مسلم(٣٠٢٤) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: تَعْلَمُ آخِرَ سُورَةٍ نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ، نَزَلَتْ جَمِيعًا؟ قُلْتُ: (نَعَمْ، إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ)، قَالَ: صَدَقْتَ.
وفي هذه السورة إشارة إلى قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأعلمه الله بذلك كما في البخاري(٤٢٩٤) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ. قَالَ : فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَعَانِي مَعَهُمْ، قَالَ : وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي، فَقَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي : { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } { وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا } ؟ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ، وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا، وَفُتِحَ عَلَيْنَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا نَدْرِي، أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا. فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَكَذَاكَ تَقُولُ ؟ قُلْتُ : لَا. قَالَ : فَمَا تَقُولُ ؟ قُلْتُ : هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فَتْحُ مَكَّةَ فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ. { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا } . قَالَ عُمَرُ : مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ.
▪️{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أي: إذا جاء نصر الله لهذا الدين، وحدث فتح مكة.
والفتح الأول: صلح الحديبية : حيث سمَّاه الله فتحا؛ فقال تعالى: {إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحࣰا مُّبِینࣰا} [الفتح: ١] ، وذلك لاعتراف قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومصالحتهم إياه، وكان ذلك في السنة السادسة للهجرة.
والثاني: فتح مكة : وكان في السنة الثامنة للهجرة.
ومن الفتح أيضا؛ مجيء أهل اليمن، كما في مسند أبي يعلى(٢٥٠٥) وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية، إذ قال: (اللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قَدْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ)، قيل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال: (قَوْمٌ رقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ، لَيِّنَةٌ طِبَاعُهُمْ، الإيمَانُ يَمَانٍ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ).
▪️{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} : أي: ورأيت الناس يدخلون في دين الإسلام وفدا بعد وفد، وذلك أن العرب كانت تقول: اتركوه هو وقومه؛ فإن ظهر عليهم فهو نبي ؛ فلما كان فتح مكة عرفوا صدقه، وزالت عنهم الشبهات؛ فبادروا للدخول في دين الله أفواجا، كما في البخاري(٤٣٠٢) عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو قِلَابَةَ : أَلَا تَلْقَاهُ فَتَسْأَلَهُ ؟ قَالَ : فَلَقِيتُهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ : كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرَّ النَّاسِ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ، فَنَسْأَلُهُمْ : مَا لِلنَّاسِ؟ مَا لِلنَّاسِ؟ مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُونَ : يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْ : أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا. فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلَامَ، وَكَأَنَّمَا يُغْرَى فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهِمُ الْفَتْحَ، فَيَقُولُونَ : اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ ؛ فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ. فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ..) الحديث.
#تفسير_القرآن_العظيم
▪️الدرس التاسع والسبعون▪️
▪️تفسير سورة الكافرون▪️
▪️{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} : {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ(١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ(٢) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(٣) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ(٤) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(٦)}.
سورة الكافرون مكية.
وتسمى هذه السورة بسورة الإخلاص الثانية؛ لما فيها من الدعوة إلى إخلاص العبادة لله وحده، والبراءة من أعمال المشركين.
وقد شرعت قراءتها مع سورة الإخلاص في ركعتي الفجر، كما في مسلم(٧٢٦) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فِي رَكعَتَي الفَجرِ (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ).
وفي ركعتي المغرب كما عند النسائي(٩٩٢) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : رَمَقتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عِشرِينَ مَرَّةً يَقرَأُ فَي الرَّكعَتَينِ بَعدَ المَغرِبِ ، وَفِي الرَّكعَتَينِ قَبلَ الفَجرِ : (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ).
والحديث صححه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة(٣٣٢٨)، وبعض أهل العلم يعل الحديث، والله أعلم.
وفي الوتر، كما عند النسائي(١٦٩٩) عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ، كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأُولَى بِـ { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِـ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } ، وَفِي الثَّالِثَةِ بِـ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } ، وَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ، فَإِذَا فَرَغَ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ : (سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ). ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يُطِيلُ فِي آخِرِهِنَّ.
وفي ركعتي الطواف، كما في مسلم(١٢١٨) من حديث جابر الطويل في الحج، وفيه: (ثُمَّ نَفَذَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَرَأَ { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } ، فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَكَانَ أَبِي يَقُولُ : وَلَا أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}).
والحكمة من قراءة هاتين السورتين؛ لاشتمالهما على أنواع التوحيد الثلاثة؛ فسورة (قل هو الله أحد) اشتملت على توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
وسورة (قل يا أيها الكافرون) تضمنت توحيد الألوهية، وأن العبادة لله وحده لاشريك له.
▪️{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} : أي: قل للكافرين معلنا ومصرحا.
والكافرون: يشمل جميع الكفار، وإن كان المواجهون بهذا الخطاب هم كفار قريش.
▪️{لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} : أي: أتبرأ مما تعبدون مِن دون الله من الأصنام والأوثان ونحو ذلك.
وذكر المفسرون أن كفار قريش لجهلهم دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أصنامهم سنة، وهم يعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية.
ومن عقيدة المؤمن البراءة من الشرك وأهله، كما قال تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡۚ أُو۟لَـٰۤئِكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوحࣲ مِّنۡهُۖ وَیُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ أُو۟لَـٰۤئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} [المجادلة: ٢٢].
▪️{وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} : وهو الله وحده لا شريك له.
▪️{وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} : أي: ولا أعبد عبادتكم، وإنما أعبد الله وحده على الوجه الذي يحبه ويرضاه.
▪️الصبر على المصائب
الشيخ العلَّامة / صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله.
▪️من هو صاحب الشائبتين ؟
العلَّامة / عبدالعزيز الراجحي حفظه الله .
#الدُّرر_البهيَّة_في_المسائل_الفقهيَّة
▪️كتاب الصيام▪️
▪️مسألة : بعض ماورد في فضل الصيام في شعبان وذكر بعض الأحاديث التي لاتثبت في ذلك.
▪️أولاً : بعض الأحاديث الواردة في فضل الصيام في شهر شعبان :
جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( مارأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل شهرا قط إلا رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان ).
- وفي مسلم عن أبي سلمة قال : سألت عائشة عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ( كان يصوم حتى نقول قد صام ، ويفطر حتى نقول قد أفطر ، ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان ) وفي رواية : (كان يصوم شعبان إلا قليلا) .
- وأخرج النسائي وأبو داود عن أسامة بن زيد قال : قلت يارسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال : (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب و رمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ).
حسنه الألباني في صحيح النسائي(٢٢٢١).
● ومن الأحاديث التي لا تثبت في فضل شعبان :
• ما رواه البزار والطبراني في الأوسط عن أنس قال : كان إذا دخل رجب قال : (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا مضان )
وهذا حديث ضعيف فيه زائدة بن أبي الرّقاد قال عنه البخاري : منكر الحديث وقال ابن حبان : لا يحتج بخبره .
• ما أخرجه الطبراني في الأوسط :(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فربما أخر ذلك حتى يجتمع عليه صوم السنة فيصوم شعبان ).
وهذا حديث ضعيف فيه ابن أبي ليلى ضعيف .
• (رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي ).
هذا حديث موضوع .
قال الحافظ ابن حجر في تبيين العجب : رواه أبو بكر النقاش المفسر وسنده مركب ولا يعرف لعلقمة سماع من أبي سعيد ، وأبو بكر النقاش ضعيف متروك الحديث .
• حديث : (فضل رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر الأذكار وفضل شعبان على سائر الشهور كفضل محمد على سائر الأنبياء وفضل رمضان على سائر الشهور كفضل الله على عباده ).
موضوع .
قال الحافظ : السقطي هو الآفة وكان مشهورا بوضع الحديث وتركيب الأسانيد .
• حديث : ( تدرون لم سمي شعبان لأنه يتشعب فيه لرمضان خير كثير وإنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يذيبها من الحر) .
حكم السيوطي على هذا الحديث بالوضع
والحديث رواه أبو الشيخ من حديث أنس وفيه زياد بن ميمون وقد اعترف بالكذب .
● بعض ما ورد من الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضل يوم النصف من شعبان وليلته :
ما ورد في الحث على صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليله وتخصيصه على سائر الأيام .
• أخرج ابن ماجة عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله يتنزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول : ألا من مستغفر فأغفر له ، ألا مسترزق فأرزقه ، ألا مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر).
وهذا حديث موضوع في إسناده أبا بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي سبرة قال عنه الإمام أحمد ويحيى بن معين : كان يضع الحديث .
- فتخصيص صيام يوم النصف من شعبان وكذلك تخصيص قيام هذه الليلة من البدع ولم يرد في فضل هذه الليلة شيء.
قال القاضي أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن(١١٧/٤) : (وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه لا في فضلها ولا في نسخ الآجال فيها فلا تلتفتوا إليها )اهـ
- وقد اشتهر عند بعض العوام أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها مايكون في العام وهذا كلام باطل لا دليل عليه بل الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام هي ليلة القدر كما في قوله تعالى : {حمۤ ١ وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ ٢ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةࣲ مُّبَـٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِینَ ٣ فِیهَا یُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِیمٍ ٤ أَمۡرࣰا مِّنۡ عِندِنَاۤۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِینَ ٥ رَحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ ٦}[الدخان١-٦]
- ومن الأحاديث في ذلك ما رواه الدينوري عن راشد بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة ).
وهذا حديث ضعيف مرسل .
- وروى ابن جرير عن عثمان بن محمد بن المغيرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له وقد أخرج اسمه في الموتى ).
وهذا-أيضا- ضعيف مرسل .
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
▪️فضل الباري على من اجتنب العجز الإختياري
خطبة الجمعة اليوم لفضيلة الشيخ العلَّامة/ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله.
▪️{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} : أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بتسبيحه وتنزيهه عن كل نقص، وحمده شكرا على نعمة النصر والفتح وإتمام هذا الدين، وأمره بكثرة التوبة والاستغفار قبل موته، وقد امتثل صلى الله عليه وسلم ذلك؛ فكان يكثر التسبيح والاستغفار في ركوعه وسجوده، كما في البخاري(٨١٧)، ومسلم(٤٨٤) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي). يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ .
وقد تقدم في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن الله عز وجل أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم بقرب أجله.
والذي فسر به بعض الصحابة من جلساء عمر، رضي الله عنهم أجمعين، من أنه قد أُمرنا إذا نصرنا الله، وفتح علينا المدائن والحصون؛ أن نحمد الله ونستغفره؛ معنى صحيح.
وفي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتسبيح والاستغفار؛ إشارة إلى أن النصر يستمر لهذا الدين، ويزداد عند حصول التسبيح والاستغفار من رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإن هذا من الشكر، والله تعالى يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧]، وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم، فلايزال النصر مستمرا لهذا الدين، حتى وصل الإسلام إلى شتَّى بقاع الدنيا.
▪️{إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} : أي: يقبل توبة عباده، ويغفر لهم، كما قال تعالى: {غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ} [غافر: ٣].
فمن أسماء الله التواب، الذي يتوب على عباده، بل ويبدل سيئاتهم حسنات، كما قال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا فَأُو۟لَـٰۤئِكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَإِنَّهُۥ یَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابࣰا} [الفرقان: ٧٠-٧١].
آخر تفسير سورة (النصر)، والحمدلله.
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
#شرح_المقدمة_الجزرية
▪️الدرس الرابع والثلاثون▪️
▪️تابع..بَابُ الْمَقْطُوعِ وَالْمَوْصُولِ▪️
٨٦- وَكُلِّ مَا سَأَلتُمُوهُ وَاخْتُلِفْ
رُدُّوا كَذَا قُلْ بِئْسَمَا وَالوَصْلَ صِفْ
٨٧- خَلَفْتُمُوِني وَاشْتَرَوْا في مَا قْطَعَا
أُوحِي أَفَضْتُمُ اشْتَهَتْ يَبْلُو مَعَا
٨٨- ثَانِي فَعَلْنَ وَقَعَتْ رُومٌ كِلاَ
تَنْزِيلُ شُعَرَا وَغَـيْرَهَا صِلاَ
▪️الشرح :
▪️(وَكُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَاخْتُلِفْ رُدُّوا) : أي: وقطعت (كُل) عن (مَا) في موضع واحد فقط بالاتفاق ، وهو قوله تعالى: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} في [إبراهيم: ٣٤].
واخْتُلِف في قطع (كُلّ) عن (مَا) في قوله تعالى: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ} في [النساء: ٩١] . والقطع هنا أولى.
وهناك مواضع أخرى اخْتُلِف في قطع (كُلّ) عن (مَا) فيها، ولم يذكرها الناظم رحمه الله في منظومته هذه، وهي ثلاثة :
الأول: قوله تعالى: {كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ} [المؤمنون: ٤٤] ، والقطع أولى.
الثاني: قوله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} [الأعراف: ٣٨] ، والوصل أولى.
الثالث: قوله تعالى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ} [الملك: ٨] ، والوصل أولى.
وقد ذكر المواضع الأربعة المختلف فيها السمنودي في منظومته فقال:
وَكُلِّ مَا سَأَلتُمُوهُ فُصِلتْ
وَخُلْفُ جَا رُدُّوا وَأُلْقِي دَخَلَتْ
ووصلت(كلّ) ب(مَا) باتفاق فيما عدا ذلك؛ فرسمت هكذا (كُلَّمَا) ، مثل: قوله تعالى: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} [النساء:٥٦] .
▪️(كَذَا قُلْ بِئْسَمَا) : أي: كذلك اخْتُلِف في قطع (بِئْسَ) عن (مَا) في قوله تعالى: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ} في [البقرة: ٩٣] ، والوصل أولى.
▪️(وَالْوَصْلُ صِفْ خَلَفْتُمُونِي وَاشْتَرَوْا) : أي: ووصلت (بِئْسَ) ب (مَا) في موضعين بلا خلاف :
الأول: قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا} في [البقرة: ٩٠] .
الثاني: قوله تعالى: {قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} في [الأعراف: ١٥٠] .
وقطعت فيما عدا ذلك بالاتفاق ، مثل: قوله تعالى: {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران:١٨٧] .
▪️(فِي مَا اقْطَعَا) : أي: وقطعت (فِي) عن (مَا) بلا خلاف، في أحد عشر موضعاً، ثم ذكرها ؛ فقال:
▪️(أُوحِيْ) : أشار هنا إلى الموضع الأول من المواضع الأحد عشر التي يُقطع فيها (فِي) عن (مَا) ، وهو قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيّ} في [الأنعام: ١٤٥].
▪️(أَفَضْتُمُ) : أشار إلى الموضع الثاني من المواضع الأحد عشر ، وهو قوله تعالى: {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} في [النور: ١٤] .
▪️(اشْتَهَتْ) : أشار إلى الموضع الثالث، وهو قوله تعالى: {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ} في [الأنبياء: ١٠٢] .
▪️(يَبْلُوا مَعَا) : أشار إلى الموضعين الرابع والخامس ، وهما: قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات} في [المائدة: ٤٨] ، وقوله أيضاً: {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَاب} في [الأنعام: ١٦٥] .
فقوله : (يَبْلُوا مَعَا) : أي: الموضعين التي جاءت فيهما كلمة (لِيَبْلُوَكُمْ) في سورتي المائدة والأنعام.
▪️(ثَانِي فَعَلْنَ) : أشار إلى الموضع السادس ، وهو قوله تعالى: {فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوف} في [البقرة: ٢٤٠] ، وهو الموضع الثاني في سورة البقرة، ولذا قال الناظم: (ثاني فعلن) ، أما الموضع الأول في سورة البقرة فرسم موصولا، وهو قوله تعالى: {فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: ٢٣٤] .
▪️(وَقَعَتْ) : أشار إلى الموضع السابع ، وهو قوله تعالى: {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ} في [الواقعة: ٦١].
وأشار الناظم بقوله: (وَقَعَتْ) إلى أن هذا الموضع في سورة الواقعة.
▪️أين توجد السعادة ؟!
العلَّامة / صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله.
#شرح_المقدمة_الجزرية
▪️الدرس الثالث والثلاثون▪️
▪️تابع..بَابُ الْمَقْطُوعِ وَالْمَوْصُولِ▪️
٧٩- وَاعرِفْ لِمَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ وَتَا
فِي الْمُصْحَفِ الإِمامِ فِيمَا قَدْ أَتَى
٨٠- فَاقْطَعْ بعَشْرِ كَلِمَاتٍ: أنْ لاَّ
مَعْ: مَلْجَأَ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ
٨١- وَتَعْبُدُوا يَاسينَ، ثَانِي هُودَ، لاَ
يُشْرِكْنَ، تُشْرِكْ، يَدْخُلَنْ تَعْلُوا عَلَى
٨٢- أَن لَّا يَقُولُوا، لاَ أَقُولَ. إِن مَّا:
بِالرَّعْدِ. وَالمَفُتُوحَ صِلْ. وَعَن مَّا
٨٣- نُهُوا اقْطَعُوا. مِن مَّا مَلَكَ: رُومِ النِّسَا
خُلْفُ المُنَافِقِين أَم مَّنْ أَسَّسَا
٨٤- فُصِّلَتِ، الَّنسَا، وَذِبْحٍِ. حَيْثُ مَا
وَأَن لَّمِ المَفْتُوحَ. كَسْرُ إِنَّ مَا:
٨٥- الَانْعَامِ. وَالمَفْتُوحَ: يَدْعُونَ مَعَاَ
وَخُلْفُ الاَنْفَالِ وَنَحْلٍ وَقَعَا
▪️الشرح :
▪️(إِن مَّا بِالرَّعْدِ) : أي: أن (إِنْ) الشرطية رسمت مقطوعة عن (مَا) في موضع واحد فقط في سورة الرعد، وهو قوله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ} [الرعد: ٤٠] .
وموصولة فيما عداه؛ فرسمت هكذا (إمّا) ، مثل: قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَان نَزْع فَاسْتَعِذْ بِاللهِ} [الأعراف:٢٠٠] .
▪️(وَالمَفْتُوحَ صِلْ) : أي: أما (أَن) مفتوحة الهمزة ؛ فرسمت متصلة ب (مَا) أينما جاءت في القرآن الكريم، هكذا: (أمَّا) ، مثل: قوله تعالى: {أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ} [الأنعام: ١٤٣] .
▪️(وَعَن مَّا نُهُوا) : أي: ورسمت (عَنْ) مقطوعة عن (مَا) في موضع واحد فقط، وهو قوله تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ} في (الأعراف: ١٦٦) .
ووصلت فيما سوى ذلك ؛ فرسمت هكذا (عمَّا) ، مثل: قوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:٨٥].
▪️(اقْطَعُوا مِن مَّا مَلَكَ: رُومٍ النِّسَا) : أي: أن (مِنْ) الجارَّة رسمت مقطوعة عن (مَا) التي تبعها كلمة (مَلَكَتْ) في سورتي النساء والروم باتفاق المصاحف العثمانية، في موضعين :
الأول: قوله تعالى: {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ} [النساء: ٢٥] .
الثاني: قوله تعالى: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم} [الروم: ٢٨] .
▪️(خُلْفُ المُنَافِقِينَ) : أي: واختلف في سورة المنافقين في قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ} [المنافقون: ١٠] ، من حيث القطع والوصل، والقطع أولى.
وما سوى ذلك فاتفقت المصاحف على وصلها ؛ فرسمت هكذا (مِمَّا) ، مثل: قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} [البقرة:٢٣].
▪️(أَم مَّنْ أَسَّسَا فُصِّلَتِ النِّسَا وَذِبْحٍ) : أي: وقطعت (أمْ) عن (مَنْ) في أربعة مواضع بالاتفاق :
الأول: قوله تعالى: {خَيرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} في (التوبة: ١٠٩)، وإلى هذا الموضع أشار الناظم بقوله: (أَسَّسَا).
الثاني: قوله تعالى: {خَيرٌ أَمْ مَّنْ يَأْتِي آمِناً} في (فصلت: ٤٠) .
الثالث: قوله تعالى: {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} في (النساء: ١٠٩) .
الرابع: قوله تعالى: {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} في (الصافات: ١١)، وإلى هذا الموضع أشار الناظم بقوله: (وَذِبْحٍ) : أي: سورة الصافات، سميت بذلك لقوله تعالى:{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: ١٠٧].
وما سوى هذه المواضع الأربعة فمتفق على وصلها ؛ فرسمت هكذا (أمَّن) ، مثل: قوله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل:٦٢] .
▪️(حَيْثُ مَا): أي: وقطعت (حيث) عن (ما) حيث جاءت في القرآن الكريم، وجاءت في موضعين :
الأول: قوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِين} [البقرة: ١٤٤].
الثاني: قوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ} [البقرة: ١٥٠].
▪️حكم قول يا وجه الله!
العلَّامة / عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله.
والدليل على وجوب الكفر بالطاغوت قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦].
وقوله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٥٦].
✍🏻: 🔴 ذكر المصنف أن الطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة ؛ اذكريهم مع بيان ذلك ؟
🖊: رؤوسهم خمسة :
١- إبليس لعنه الله : وهو رأسهم ومغويهم.
٢- ومن عبد وهو راض : سواء عبد مع الله، أو من دون الله بأي نوع من أنواع العبادة، وكان راضيا بذلك.
٣- ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه : بأي نوع من أنواع العبادة، سواء استُجيب له أم لم يستجب له.
٤- ومن ادعى شيئا من علم الغيب : كالمنجمين والعرافين، ونحو ذلك.
٥- ومن حكم بغير ما أنزل الله : مستحلا ذلك، معتقدا أنه جائز، أو أن له أن يحكم وحكمه كحكم الله أو أفضل منه؛ فهو كافر ومن رؤوس الطواغيت.
✍🏻: 🔴 اذكري أقسام علم الغيب مبينة ذلك ؟
🖊: علم الغيب ينقسم إلى قسمين: مطلق، ونسبي.
الأول: علم الغيب المطلق: وما يكون في المستقبل لايعلمه إلا الله كما قال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل: ٦٥].
وقد يطلع الله من الرسل على شيء من ذلك ، كما قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا* لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: ٢٦-٢٨].
ومن ادعى علم الغيب المطلق؛ فهو كافر ومن رؤوس الطواغيت.
الثاني: علم الغيب النسبي: وهو غيب الواقع؛ فهذا يكون معلوما لشخص، ومجهولا لآخر؛ كأن يعلم الرجل ما يكون في بيته، أو محل عمله، أو نحو ذلك.
✍🏻: 🔴 هل في قوله تعالى:( لا إكراه في الدين) دليل على حرية الأديان؟ وهل يكره الكفار على الدخول في الإسلام ؟ بيني ذلك وادعميه بالأدلة.
🖊: ليس في الآية دليل على حرية الأديان، وإنما الآية محمولة على أهل الكتاب الذين يدفعون الجزية، كما قال تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: ٢٩].
وقيل: هي منسوخة بآيات القتال.
وإلا فالكفار يُكرهون على الدخول في الإسلام؛ فإما أن يُسْلِموا أو يُقَتَّلوا كما قال تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} [التوبة: ٥]،
وفي البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ).
✍🏻: 🔴 ما المراد بالعروة الوثقى ؟
🖊: العروة الوثقى: أي: القوية التي لاتنفصم.
وهي: الإسلام.
✍🏻: 🔴 ما رأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟
🖊: رأس الأمر: الإسلام، وهو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
وعموده: الصلاة ؛ لعظم شأنها، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام.
وذروة سنامه: الجهاد في سبيل الله؛ لما فيه من بذل المهج التي ليس شيء أنفس منها.
✍🏻: 🔴 بم ختم المصنف رحمه الله هذه الرسالة المباركة ؟
🖊: ختمها برد العلم إلى الله سبحانه، والصلاة والسلام على نبيه وعلى آله وصحبه أجمعين، فقال: (والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم).
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
#شرح_المقدمة_الجزرية
▪️الدرس الثاني والثلاثون▪️
▪️بَابُ الْمَقْطُوعِ وَالْمَوْصُولِ▪️
٧٩- وَاعرِفْ لِمَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ وَتَا
فِي الْمُصْحَفِ الإِمامِ فِيمَا قَدْ أَتَى
٨٠- فَاقْطَعْ بعَشْرِ كَلِمَاتٍ: أنْ لاَّ
مَعْ: مَلْجَأَ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ
٨١- وَتَعْبُدُوا يَاسينَ، ثَانِي هُودَ، لاَ
يُشْرِكْنَ، تُشْرِكْ، يَدْخُلَنْ تَعْلُوا عَلَى
٨٢- أَن لَّا يَقُولُوا، لاَ أَقُولَ. إِن مَّا:
بِالرَّعْدِ. وَالمَفُتُوحَ صِلْ. وَعَن مَّا
٨٣- نُهُوا اقْطَعُوا. مِن مَّا مَلَكَ: رُومِ النِّسَا
خُلْفُ المُنَافِقِين أَم مَّنْ أَسَّسَا
٨٤- فُصِّلَتِ، الَّنسَا، وَذِبْحٍِ. حَيْثُ مَا
وَأَن لَّمِ المَفْتُوحَ. كَسْرُ إِنَّ مَا:
٨٥- الَانْعَامِ. وَالمَفْتُوحَ: يَدْعُونَ مَعَاَ
وَخُلْفُ الاَنْفَالِ وَنَحْلٍ وَقَعَا
الشرح :
▪️(وَاعْرِفْ لِمَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ وَتَا) : أي: واعرف أحكام المقطوع والموصول، وتاء التأنيث وسيأتي الكلام عليها بعد هذا الباب إن شاء الله.
والمراد بالمقطوع : كتابة الكلمة مقطوعة عمَّا بعدها في رسم المصحف، وهو الأصل.
والموصول: مقابله.
▪️(فِي المُصْحَفِ الإِمَامِ فِيمَا قَدْ أَتَى) : أي: وفقاً لما جاء في مصحف الإمام أي عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وأكثر الشراح على أن مصحف الإمام هو المصحف الذي أبقاه عثمان رضي الله عنه لنفسه، وأمر بتوزيع البقية على الأمصار.
وذلك أنه تم نسخ عدة نسخ من النسخة المكتوبة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ووزعت على الأمصار(مكة، المدينة، الكوفة، البصرة، الشام، البحرين،اليمن) مع مقرئين لها يعلمون الناس.
وأبقى عثمان بن عفان رضي الله عنه لنفسه نسخة كان يقرأ منها ، وهي ما تسمى ب(مصحف الإمام) ، وتسمى أيضا بالمصحف المدني الخاص.
وقيل: أن المراد بمصحف الإمام جنسه الشامل لما اتخذه عثمان رضي الله عنه لنفسه في المدينة، ولما أرسله إلى مكة والشام والكوفة والبصرة وغيرها.
▪️(فَاقْطَعْ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ أنْ لَّا) : أي: أن كلمتي (أَنْ) المفتوحة الهمزة الخفيفة النون رسمت مقطوعة عن (لَا) في عشرة مواضع بالاتفاق.
▪️(مَعْ مَلْجَأَ) : هذا الموضع الأول من المواضع العشرة المقطوعة في (أن لا) ، وهو قوله تعالى: {وَظَنُّوا أَنْ لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ} في [التوبة: ١١٨] .
▪️(وَلَا إِلَهَ إِلَّا) : وهذا الموضع الثاني من المواضع العشرة ، وهو قوله تعالى: {وَأَنْ لَّا إِلَهَ إِلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} في [هود: ١٤] .
▪️(وَتَعْبُدُوا يَاسِينَ) : وهذا الموضع الثالث ، وهو قوله تعالى: {أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} في [يس: ٦٠] .
▪️(ثَانِي هُودَ) : وهذا الموضع الرابع ، وهو قوله تعالى: {أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم} الثاني في [هود: ٢٦].
وجاءت (أن لا) في موضعين في سورة هود، الموضع الثاني منهما مقطوعة ولهذا قال الناظم: (ثَانِي هُودَ) ، أما الموضع الأول ؛ فقد جاءت موصولة، وهو قوله تعالى: {أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} [هود: ٢] .
▪️(لَا يُشْرِكْنَ) : وهذا الموضع الخامس ، وهو قوله تعالى: {يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً} في [الممتحنة: ١٢] .
▪️(تُشْرِكْ) : وهذا الموضع السادس ، وهو قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً} في [الحج: ٢٦].
▪️(يَدْخُلَنْ) : وهذا الموضع السابع ، وهو قوله تعالى: {أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} في [القلم: ٢٤] .
▪️(تَعْلُوْا عَلَى) : وهذا الموضع الثامن ، وهو قوله تعالى: {وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى الله} في [الدخان: ١٩].
▪️(أَن لَّا يَقُولُوا) : وهذا الموضع التاسع ، وهو قوله تعالى: {أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقّ} في [الأعراف: ١٦٩].
▪️(لَا أَقُولَ) : وهذا الموضع العاشر ، وهو قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ} في [الأعراف: ١٠٥].
واختُلِف في (أن لا) من حيث القطع والوصل، في قوله تعالى: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَك} في [الأنبياء: ٨٧] ، والقطع أولى.
ورسمت بالوصل فيما عدا ذلك، مثل: قوله تعالى: {أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[النجم:٣٨] .
وللدرس بقية إن شاء الله.
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
▪️▪️▪️
▪️▪️
▪️
🗓️ الخميس ١٣/ رجب/ ١٤٤٥هـ
▪️
▪️▪️
▪️▪️▪️