Telegram-канал myloveathar7 - -مَجرات أسامة.: Неотсортированное

-مَجرات أسامة.

05 июля 2025 22:31

حاولت قبل يومين أن أفهم ماذا ينقصني!!؟ ما الذي أحتاجه لأكف ويدي عن جلد الذات! فكرت -على غرار التسكع الداخلي- أن أمد قلبي نحو السماء، بتجاه صيرة، بتجاه البحر.. أن أذهب بنفسي بعيداً عن الوجوه التي اعرفها، أي مكان فيه غرباء، مكان يمدني أشارة الخلود وأخرج من ضيق هذا الطور الذي أنزلقت به دون دراية، الخيارات أمامي كثيرة، لم أفكر كثير حتى أخذتُ بيدي بتجاة "ساحل الغدير" قلت هنا سأجلس، قريب من الموج، ومن مرأى السفن والجن الذين يسكنون المحيط في محاولة أن أملأ جزأي الداخلي المفقود، الذي نجم عنها هذا الخراب، وأنا أقف تحت هذا الجبل، وعلى أنقاض مستقبل ثلاثين مليون يمني، كنت أتأمل البحر وهو يداعب نفسه بنفسه وتارة أخر أنظر بتجاه المدينة التي بدت مهجورة، كان كل شيء يبدو باهتاً بتجاهها كما لو أن لا أحد يسكنها، سواحلنا هي الأخرى عبارة عن مغارات واسعه، وزرقة البحر التي عجزتُ أن أجد تصوراً مناسباً لها كانت ممتده بعظمة مغايرة للطبيعة وكأن آلهه السماء قد لفضتها على حين غرة دون غيرها من المدن..
وهناك انفتحت في وجهي نافذة، نافذة ضاعفت من قيود قلبي، شكلت هالة كبيرة من الأسى والحُزن العميق، ضاعفت من حقدي تجاه العالم وأنا أطالع عظمة هذه المدينة المنسيه عن قصد، جعلتني أفكر في استدعاء الملكة "ليانار" أميرة سواحلنا التي تؤنس غرباء البحر، لألومها على أنسجة العنكبوت التي تتخصر الجبل والساحل، ونقص عنايتها في قلبي، لكنها اكتفت بالتحديق فيَّ بعينيها الذاهلتين وانصرفت دون أن تنبس بوجهي ببنت شفة، تجاهلها لي قاسياً، فادحا، درساً في النكران، لا سيما أن تصرفها كان غير معهود البته، انصرفتُ إلى الأحساس والهوان والخيبة والحزن، اتفحص القدر السحيق الجاثم على صدر حبيبتي "عدن" وهي تعانق الغروب بذلك الغنج الذي منحته السماء، في مشهد يتجاوز الوصف، تتزين، تتحلّى، كما لو أن وجنة عاشقة تستعد للخلود الأبدي، دون إرادة مني، تذكرني بتلك الفتاة المنهكة، الذابلة، التي تأسر القلب رغم وجعها، تبدو جميلة، فاتنة إلى حدّ مربك، تجبرك أن تتساءل، دون رهبة من الحضور أو من الجميلات الحاضرات،:
أي قوّة أضفت هذا البريق على عينيها المُتعبة؟
أي يد أضاءت ملامحها، وركبت على منكبيها هذا العُمر الرشيق؟
تدرك حينها عظمة الله، وهو يغمر ملامحها بهوى لا يُشبه شيئًا،تقف مشدوهاً بذلك الدم الذي يروي وجنتيها الشاحبتين، بذلك العنفوان الذي ينهض في صدرها رغم الإنهاك، بذلك الجمال الممزوج بالحياة والخذلان معًا. تنظر حولك في رغبة أن تفرغ حزنك مآل هذه المدينة، لكنك لاتجد سوى صدى الجبال والمحيط، تستحضر الوزير، والرئيس والمحافظ وكل مسؤولي البلد فتلعنهم جميعا، تلعن فشلهم، عجزهم في إدخال صهريج واحد من الغاز، عجزهم في رفع تنهيده واحده عن صدرها المثقوب، عجزهم في ربت كتفها بقنينة ماء حتى على سبيل المجامله، جاحدين ضحكتها الفاتنة، المدينة التي تسكنني، لا تحتاج اعتذارًا مِمن رقصوا على انقاضها، لا تحتاج أكثر من قلبًا لا يغادرها، حتى حين يتمنى الرحيل.