ويكأن الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم كانت بهذا القدر من كفاية الهموم وغفران الذنوب وقضاء الديون؛ لأن فيها ذكرًا لله ورسوله، وكأنه شهادةٌ ضمنية بالإيمان بالله ورسوله والتصديق بهما، والعمل بمقتضى هذا الإيمان بالدعاء، وقضاء بعض ما للنبي صلى الله عليه وسلم من حق على المسلم.
فاللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
صلُّوا عليه وسلِّموا تسليمًا 🍃
يقول ابن الجوزي رحمه الله : واعلموا أنه ما مِن عبد مسلم أكثر الصلاة على محمد عليه الصلاة والسلام، إلا نوَّر الله قلبه، وغفر ذنبه، وشرح صدره، ويسَّر أمره، فأكثروا من الصلاة؛ لعل الله يجعلكم من أهل مِلَّته، ويستعملكم بسُنته، ويجعله رفيقنا جميعًا في جنته، فهو المتفضل علينا برحمته .
[ بستان الواعظين صـ ٢٩٧ ]
«أخوك عيسى دعا ميتًا فقام له
وأنتَ أحييت أجيالًا من الرِّمم».
ﷺ
يقول الإمامُ ابنُ عَطاء اللهِ السَّكندري:
[مَن فاتهُ كثرةُ الصّيام والقيام، فليشغلْ نفسَهُ بالصَّلاة على رسولِ اللهِ -صلَّى الله عليه وآلِه وسلّم-، فإنَّكَ لو فعلتَ في عُمركَ كلَّ الطاعات ثمَّ صلَّى اللهُ عليكَ صلاةً واحدة، رَجحتْ تِلكَ الصَّلاة الوَاحدة على كلِّ ما عملتَهُ في عُمركَ كلّهُ مِن جميع الطَّاعات.]
ﷺ 💚🕊
إنَّه من المفيد أن يعاني المرء بين حين وآخر آلامًا ونكبات، لأنّ ذلك يذكّره بأنّه منفيّ في هذه الأرض، وعليه أن لا يبني أيّة آمال على أشياء هذا العالم.
- ماريو فارغاس يوسا.
نحنُ في أزمةٍ خانقة شاملة؛ لا نخبة لها رؤية، ولا ساسة يعرفونَ قراءةَ الخرائط، ولا المشيخات العلمية تهتدي بنور، الجميعُ حائر، لا يدري ماذا يصنع!
طرفٌ يردِّدُ خطابَ التماهي مع الواقعِ وتغيير الوعي منذ عقود، حتى صار التَّكرار عنده سياسة، وأضحى الواقعُ حاكمًا، وآخر يلعنُ الدولة القُطْرية صباح مساء، فإذا ألمَّت النوازل صار أوفى الحراس لحدودها، ولو كلَّفه الأمر ليّ النصوص، وتأويل المعاني، والخروج عن سبيلِ العلم، وثالثٌ يريد المفاصلة، لكنه لا يدري مع من؟ ولا إلىٰ أين؟
الكلُّ مجمعٌ علىٰ العجز، لكنهم يختلفونَ في توصيفه وتسويغه وشكله؛ كأنهم في مؤتمرٍ لوصفِ الغرق دون أدنى نيةٍ للنجاة، لقد ضُرب عليهم التيه!
وأبلغ الخطر في تسويغِ العجز، وإلباسه تاج العقل، واستدعاء العقلنة الباردة وسط هدير الدماء!
وما حدثَ اليوم في غـ.ـ.زة، إن تكرَّر غدًا في بلدٍ عربيٍّ آخر، (لا سمحَ الله) سنلوذُ بالصَّمتِ ذاته، لا تنتظروا نخوة أحد، كلٌّ يحرسُ بقعة سريره، ويدافع عن ظلِّ رجله، فالذلُّ - علىٰ ما يبدو - صار قدرًا مستحقًّا، ما دمنا ندور حول العجز كدرويشٍ أعياه الذِّكر، واختلطَ عليه المعنى والمبنى.
إذن، فليبسط علينا الزَّمان ذلّه، فما عاد لنا من نصيبٍ في العز، وقد أدمنا اجترار العجز حتى استمرأناه.
[خالد بريه]
لكلِّ حزنٍ وزنٌ، وإن كان حزنٌ يُبكيني فهو ذاتُه قد يقتلك!
آن لك أن تعيَ ذلك.
احتوِ آلامَ الناس بقَدْرِ أثرها في نفوسهم، لا في نفسك، وواسِهم بقدر ما يشعرون لا بقدر ما تشعر، وفَخِّمها على ملامح وجهك كما هي ضخمةٌ في صدورهم وإن كانت هيّنةً في صدرك.
إنَّ اللعبة عند الطفل كالجوهرة الثمينة عندك، وإن ألمَه لفقدان لُعبته، كألمِك لفقدان جوهرتك، وإن قدر مصيبته في تلك كقدر مصيبتك في هذه.
لم يخلقِ اللهُ الناسَ سواءً في السراء والضراء، فالشوكة تؤرّق ليلَ المدلَّل، وطعنة السيف قد يواريها الفارسُ المغوارُ بقطعة قماشٍ ولا يبالي!
لا تستخفّ بمخاوف الناس، ليسوا وأنتَ سواءً، الطبعُ مختلفٌ، ومَن يُنَشَّأُ في الحِليةِ لا كمن يُنَشَّأُ في وعورة المفاوز وعلى سُرُج الرواحِل.
خوفُ المرأةِ من "الصرصور" و"الفأر" كخوفك من "أفعى" تنفُثُ السُّمَّ أو "أسدٍ" فاتك لا يرحم، والرجل الحكيم لا يفوته حسنُ التقدير!
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على خيرِ الناس وأرحمِهم الذي واسى طفلًا مات عصفورُه يخفف عنه:
"يا أبا عُمَير، ما فعل النُّغَيْر؟".
[محمد أحمد]
تغرس فسيلة وسط زلزلة القيامة؟
سيراك البعض مجنونًا، النّاس تفرّ وتذهل عن أحبّتها، وأنت تغرس فسيلة!
منطق الفسيلة لا يدركه اليائس ولا المذعور..
منطق الفسيلة هو منطق أهل السّكينة
والرّساليّة، واليقين.
[د. هبة رؤوف عزّت].
مَن يستعير مني رأسي الذي رأى بعينيه أهوال القيامة، وسمع بأذنيه نفخ الصور آلاف المرات، وشمّ بأنفه رائحة أجساد لا يتركها الموت، مَن يستعير قلبي الممتلئ بأطنان من الركام؟ مَن يستعير مني كتفين يحملان جبالًا من الآلام؟ مَن يستعير مني أي شيء؟ مَن يريحني؟ مَن يخفف عني؟ مَن يساعدني؟ ولو ثانيةً واحدةً!
آآآآه ياااااا رب..
-حمزة مصطفى.
من كان يظن أن دماء أهل غزّة ستضيع سدى، أو أن إفساد المحتلّين وعلوهم سيدوم، أو أن كيانهم سيبقى إلى الأبد؛ فهو واهم، وظنه بالله سيء، وفهمه لسنن الله بعيد عن الصواب، بل أساس إيمانه بوعد الله ورسوله فيه خلل.
هكذا كان يظن البعض في نظام الأسد أنه بعيد عن السقوط، وأن دماء المسلمين المستضعفين في سوريا ضاعت سدى، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب؛ وانتصر لعباده المستضعفين، ونصر عباده الصادقين، فتهاوت حصونهم وهُدَّت أركانهم.
وأذكر أنه في بداية تقديم سلسلة السنن الإلهية والحديث عن سنة إهلاك الله للظالمين سألني أحد الإخوة الكرام عن نظام الأسد تحديدا وأنه تجاوز الحد في الظلم فما موقعه من السنن؟ فقلت له ستلحقه هذه السنة لا محالة، وستدرك هذه السنّةُ الإلهية عصبةَ النظام الحالي وليس الأجيال اللاحقة منه في المستقبل البعيد، فقد دارت دورته واقترب أجله.
وهكذا -والذي لا إله إلا هو- سيحصل لهذا الكيان المجرم، الذي ازداد طغيانه وإفساده وظنّ أهله أنهم قادرون على كل شيء، وحَسِبوا أن لن يقدر عليهم أحد، فتجاوزوا الحد، وتقحّموا أسباب الهلاك، واستوجبوا العقوبة الإلهية.
فسيأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا كما فعل بأسلافهم من بني النضير الذين نزلت فيهم هذه الآية (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب)
وسيسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب كما وعد سبحانه: (وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب)
وسيبعث عليهم عبادا له أولي بأس شديد ليسوؤوا وجوههم وليدخلوا المسجد الأقصى ويطهروه من رجسهم.
وسيستمر الصراع بيننا وبينهم حتى يلتقي مسيح الهدى بمسيح الضلالة في آخر حلقاته، وخلف كل منهما جيشه، وحينذاك سينطق الحجر والشجر بما جاء في النصوص، فيذوقوا من النكال أشده ومن العقاب الدنيوي تمامه.
ومن يتأمل في نصوص القرآن المتعلقة بالصراع مع هؤلاء القوم نجد أن الله سبحانه ينسب أفعال قمعهم وقتالهم وعقوبتهم إليه سبحانه، فنجد فيها قوله: (أطفأها الله) وقوله (بعثنا عليكم) وقوله: (وإن عدتم عدنا) وقوله: (ليبعثن عليهم) وقوله: (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) إلى غير ذلك.
وحين نقول ذلك، فنحن لا ننتظر صاعقة تنزل عليهم من السماء -فحتى في زمن النبي ﷺ لم تنزل عليهم بل سلط الله عليهم جنده ورسوله والمؤمنين وقذف في قلوبهم الرعب- ولا نهوّن من واجب التكليف الحالي الذي يقع على عاتق الأمة ونخبها والقادرين من أبنائها، ولكننا نبثّ الأمل ونعزز اليقين وندعو إلى حسن الظن بالله، ونؤمن أنه لا يعلم جنود ربنا إلا هو سبحانه، وندعو إلى الفقه بسنن الله تعالى، ونحرّص على جعل قضية هذا الصراع قضية مركزية ومحورية،
وختاماً، فإننا بتنا أقرب من أي وقت مضى لكل ما سبق ذكره، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ليلةٌ تكاد تكون أرجى الليالي، وللهِ فيها عتقاء -كما رُوي عن النبيّﷺ- بعدد مَن عُتق في الشهر كلِّه!
السوقُ ما زالت قائمة، والربُّ غفور شكور، حاشاه أن يُخيِّب رجاءَ عبدِه فيه ويردَّه صِفرَ اليدين خائبًا وقد علم مِن قلبه خيرًا.
لو لم تُرِد نَيلَ ما أرجو وأطلبُهُ
مِن فَيضِ جُودِكَ ما علَّمتني الطَّلبا
وإنّ رحمةً وسِعت كلَّ شيءٍ لن تضيق عليك إذا أقبلتَ، وربُّك عند ظنك به؛ فلا تظنن به إلا خيرًا.
اللهُم اختم لنا شهرنا بالقبول والعفو والعتق، وحقِّق فيك رجاءنا، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
في مصنَّف ابن أبي شيبة عن أمي الصِّديقةِ رضي الله عنها: لو علمتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدر =كان أكثر دعائي فيها أسألُ الله العفو والعافية. وهذا من تمام فقهها وعظيم معرفتها بربها، وفاقةِ الإنسان وفقره إلى العفو والعافية في حياته كلها.
قال الزمخشري: العفو أن يعفو عن الذنوب. والعافية: أن يسلم من الأسقام والبلايا. والمعافاة: أن يعفو الرجل عن الناس ويعفوا عنه؛ فلا يكون يوم القيامة قَصاصٌ، وهي مفاعلة من العفو. وقيل : هي أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك.
كان سفيان الثّوري يقول كثيرًا:
«اللهم أَبرِم لهذه الأُمَّة أَمرًا رشِيدًا، يُعزُّ فيه ولِيُّك، ويُذَل فيه عدوُّك، ويُعمَل فيه بطاعتك ورضاك».
ثُم يتنفّس ويقول: «كَم مِن مُؤمِنٍ قد مات بغَيظه».
"اللّهمّ يا ناصر المستضعفين انصرنا، وخذ بنواصينا إلى الحقّ، واجعل لنا في كلّ غاشيةٍ من الفتنة رِدْءًا من السّكينة، وفي كل داهمةٍ من البلاء دِرعًا من الصبر، وفي كل داجيةٍ من الشك عِلمًا من اليقين، وفي كل نازلةٍ من الفَزَع واقيةً من الثّبات، وفي كل ناجمةٍ من الضّلال نورًا من الهداية، ومع كلّ طائفٍ من الهوى رادعًا من العقل، وفي كل عارضٍ من الشبهة لائحًا من البرهان".
[البشير الإبراهيمي | عيون البصائر ٤١]
أعجَبُ الناس إليَّ همةً من ظل ملتمسًا ليلة القدر منكسرا مطرقا لا يبرح باب سيده والرجاء في عفوه ورحمته ومغفرته وإن لم يجد فتحًا أو نفحةً من خشوع!
هذا الصادق الذي لا يملك غير مسكنته والعين التي ترتقب مدد الرب سبحانه وعطاءاته للمساكين!
همهمة قلبه: فقيرك مسكينك، ليس لي غيرك! ولن أسعى إلى غيرك!
ارض عني؛ فإن لم ترض فاعف عني!
إن لم يكن سعيي صديقيًّا فلا أقل من إطراقة ماعز ومسكنته!.
[وجدان العلي]
على هامش قضية الطفل ياسين، لولا أن وراءه أمّا واعية وشخصيتها قوية وعندها عزيمة وتستطيع أن تواجه وتتصرف لكانت ربما خافت أو استكانت وضاع حق ولدها، وبالطبع الأمور دي تُكتسب بالوعي اللي بيكون ناشئ من التعليم الجيد والتربية السليمة والتطوير الذاتي المستمرّ، ويكاد يكون وقتنا هذا أحوَج ما يكون إلى زوجات وسيدات متعلمات وناضجات وصاحبات شخصيات قوية متزنة مثل أم ياسين، تستطيع أن تدافع عن ولدها وأن تواجه الأخطار إذا اضطُرت إلى ذلك، الزوجة الضعيفة المستكينة اللي مش مهتمة بالمساحات دي واللي بعض المشايخ عاوزها تهتم بس بمحشي ورق العنب مش هتعرف تدافع عن أبنائها ولا حتى تتعامل معاهم ولا تحلّ مشاكلهم في ظل ظروف المجتمع المعقدة دي.
Читать полностью…خفة عقل تفوقوا بها، وقلة وعي تميزوا بها، الدنيا كلها في هم، والشباب في هم آخر، في وادٍ آخر، في عالم آخر. أخي بالله ليس هذا الوقت المناسب أن توالي وتنازع من أجل (برشلونة فازت عريال مدريد) بالله عليكم أيستقيم هذا النزاع السقيم؟ بالله عليكم أيستحق أمر كهذا فيه من التفاهة ما فيه التشجيعَ وبذل الأوقات؟
لا نقول لا تفرح لا تروّح عن نفسك -وإن كان زماننا ليس حقا زمان الراحة-، لكن لا يستحق منك أمر هو أدنى من التفاهة عينها أن تبذل فيه الكثير منك.
إنّ ما أوكل إليك من مهام يحتاج منك أن تتخفف من الترفّه، فأنت زدت فوق الترفّه! ودخلت أمرا يشنّع عليك في أزمنة الرخاء، أفي أزمنة الشدة أيضا تفعله؟
"غالى بنفسيَ عرفاني بقيمتها... فصنتها عن رخيص القدر مبتَذلِ"
اخْطُ ولو خُطْوَةً صغيرةً واحدة، ولا تَقِفْ وَقْفةَ الحائرِ العاجز المشلول !
فخطوتُكَ الصغيرةُ هذه سَترُدُّ إليكَ بعضَ ثقتِكَ بنفسِك، وتُيسِّرُ لكَ خطواتِكَ الأُخرى إلى الغاية والأهداف ...
من درر الأستاذ المجاهد عصام العطار رحمه الله
فالهمةَ الهمةَ يا شباب؛ إذ المسلمُ لا يعرفُ اليأس...
- محمد وائل الحنبلي.
يذكر المجرّبون أن العمل يكون ميسورًا سهلًا ما دام في ديوان السر، فإذا أعلنه صاحبه عسر عليه وانقطع عنه، ويظهر أن ذلك صحيح في حالات كثيرة ومن أسباب هذا الانقطاع:
- تبدّل النية.
- حسد من يسمع هذا، فالحسد يزيل النعم، والطاعات الدائمة نعمة وأي نعمة.
- أن عمل السر أقرب للتوكل، وفي التحدث بالطاعات ما يشي بالاستغناء والفخر فيوكل الإنسان لنفسه.
وصحّ عندي بعد التأمل أن العبد يعاقب على خطراته في الدنيا دون الآخرة.
فمن كانت له طاعات خفية فليصنها عن أعين الخلق وأسماعهم فذلك أعون على دوامها.
موعد وفاتك محدّد مسبقًا، ومنذ وقت بعيد جدًّا، المال الذي سيودع في حسابك في الأسبوع الثالث القادم، الفكرة الحلوة التي ستسحرك بجمالها بعد أيام ولا تعرف مصدرها، الصديق الذي لم يودّعك ولم يرجع، المكتب الجميل الذي اشتراه لك والدك بعد تفوّقك في الصف الخامس، والذي يشبه هديتك أنت لولدك بعد بضع سنين. الكتاب الذي سيبهرك بعد أن تعثر عليه في مكتبة نائية وبسعر زهيد، التعب الذي سيلاحقك بضعة أشهر بعد سنتين ونصف، الاسم الحلو لحفيدك الثاني، ملامح الرجل الخلوق الذي سينتقل لاحقًا للسّكن في المنزل المجاور، تردّدك الطّويل والمرهق في القبول بفرصة عمل. طموحاتك
التي ستتأخر كثيرًا ثم لن تحدث..
كل ذلك محدّد مسبقًا بأدقّ التفاصيل التي لن تخطر ببالك، حتّى هذه الكلمات التي تطالعها الآن -ربما وأنت تهرول لتلحق بموعد سيفوتك حتمًا- قد قدر لك قبل أن تتعلم القراءة أصلًا. وهكذا..
فلا مفرّ من اليقين والتَّسليم المستكين بأنه «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ»، لأن «الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ».
لا أعرف عزاءً دائمًا ولا مواساة كاملةً أعظم من ذلك.
[عبد الله الوهيبي]
«يضيق صدر الإنسان حين يُسلب منه شيء، فينشغل بفقده حتى يُخيَّل إليه أنّ الحياة ضاقت كلّها معه، ويبقى يراقب أيّامه من نافذة الفقد، مترقّبًا أن يأتيه العوض على صورة ما ذهب، غافلًا عن أنّ الله إذا أراد أن يُعطي، أعطى من حيث لا يتوقّع، وبما هو أنفع وأبقى».
Читать полностью…«يا أبا عُمير؛
ما فعل النُّغير!». ')
صلّى الله عليك يا سيّدي..
عاث المغول فسادًا في الأرض من الصين حتى أوروبا شمالًا والشام غربًا، حتى لم يكن ثمّة حاجز يحجزهم تقريبًا عن ابتلاع الأرض، فلم تُجدِ معهم الاتفاقيات والمعاهدات ولم يسلم منهم مسالم أو متخاذل أو حتى خائن، وبينما ظن ابن الأثير أن تأريخ ما يجري هو نعي للأمة الإسلامية، كشفت عين جالوت أن الخلاص من هذا الطوفان يكون بمواجهته لا الفرار منه، وأن أولى خطوات التحرر منه ودحره هي كسر رأسه لا تقبيلها، وتلك سنن قد أجراها الله في كونه، وليعتبر أولو الأبصار.
-سامح طارق.
الدعاءُ ليس ترفاً وليس تفريغاً سلبياً للحزن والغضب ..
الدعاءُ واجب شرعي وأخلاقي ونصرةٌ حقيقيةٌ نؤدي بها واجبنا تجاه إخواننا في #غزة ..
الدعاء عوض للعاجز عن القتال ..
قال ابن تيمية:
المأثور عن النبي ﷺ القنوت إذا لم يمكنه النصرة بالقتال، وكذلك عمر يقنت لجنوده، عوض عن مباشرته القتال بنفسه!
اللهم إنا نستودعك أهلنا في غزة، حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير ..
طال الشعور بالعجز القلم، حتى اختنق الحرف، وجف المداد، فسُكبت العبرة، وأُطلقت الزفرة، ثم باح القلب بمواجيده، ونحت على صخر الأسى قصته و"تراجيده"..
أعيت المرءَ مشاهدُ النزوح، وقتل قلبه تكرر المأساة.. تعب الناس، أُنهِك الشعب، تزعزع الصف، ولمّا تجف الجروح الأولى..
خُذلت غزة، قتل أبناؤها، يُتّم أطفالها، شُرِّد أعزّتُها، أُفقر أغنياؤها، قُصفت المآذن، وهدمت فوق الجرحى المستشفياتُ!
لست أجد في مآسي الحرب، بعد جحيم النزوح، وزلزلة الخروج، ولظى التهجير شيئا..
كل البلاءات دون التشرد هيّنة!
أن تٌهَجّر من منزلك، وتطرد من حيّك، متنقلا بعدها في غربة الخيام، قد انقطعت عنك الطمأنينة، وتلاشى الهدوء فلا سكينة...
«وخرجنا مهاجرين ولكن
لم نجد يثربًا ولا أنصارا..»
أن تنكر الوجوه، وتجهل الأماكن، تبحث عن ظل يشبه بيتك، وتمضي بين الركام، متلمسا آثار القوم، وفي قلبك حنين، وفي عينيك أطلال الذكريات...
وما بقي = قصة عالقة بين سطور الأسى، منفية في هامش الحياة!
ولا مكترث...
هذه الليلة هي أرجى الليالي أن تكونَ ليلةَ القدر، عندَ طائفةٍ كبيرةٍ من الصحابة والعلماء.
وإذا كان غالبُ ظنِّ الناس أنّ ليلتَنا هذه هي ليلةُ القدر، فينبغي أن يكونَ اجتهادُهم فيها زائدًا عن المعتاد، بل أن يكونَ غايةَ الاجتهاد والصبر والمصابرة.
والتعبد ليس على شرط اللذة والمتعة، بل الأصل في التعبد المشقة، فإن حصلت اللذة والمتعة فهو نور على نور، والأجر مكتوبٌ -إن شاء الله- على كل حال، بل ربما ضُوعِفَ أجرُ مَن تَثقُل عليه العبادةُ إذا حملَ نفسَه عليها وصبرَ، قياسًا على أن الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له أجران.
و"الترندات" لن تفوتك، بعدَ الفجر ستجدها موجودةً كما هي، بل تزيد كل ساعة، يمكنك حينها أن تغوصَ فيها إلى صدرك..
ورحمة ربك خير مما يجمعون..
ورحمةُ اللهِ واسعةٌ، وسعَت كلَّ شيء..
ومَن حُرِمَ خيرَ ليلةِ القدر فقد حُرِمَ..
ولا يَهلكُ على الله إلا هالك.
"وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ".
هذا الكلام يحتمل معنيين:
الأول : أن المراد منه أن الإنسان في وقت الضجر يَلعن نفسه وأهله وولده وماله، ولو استُجِيب له في الشر كما يُستجاب له في الخير لَهلَك.
الثاني: أن يكون المراد : أن الإنسان قد يُبالغ في الدعاء طلبًا لشيء يعتقد أن خيره فيه، مع أن ذلك الشيء يكون منبع شرِّه وضررِه، وهو يبالغ في طلبه لجهله بحال ذلك الشيء، وإنما يُقدِم على مِثل هذا العمل لكونه عجولا مغترا بظواهر الأمور غير مُتفحِّص عن حقائقها وأسرارها.
#شذرات_من_مفاتيح_الغيب
قال ﷺ: «يُوشِكُ أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكَلَةُ على قصعتِها».
قال الراوي: قلنا: «يا رسول الله، أمِن قلةٍ بنا يومئذ؟».
قال ﷺ: «أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غُثاء كغُثاءِ السيْل، تُنتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوَهَن».
قال: قلنا: وما الوهن؟
قال ﷺ: حب الحياة (وفي روايةٍ: الدنيا)، وكراهية الموت.
"الإنسان ينسى كلّ شيء يذكّره بأنه لا يملك من أمره شيئًا: ينسى أنه كان في ظلمات بعضها فوق بعض، بدءًا بظلمة العدم وانتهاءًا بظلمة الحسّ، ينسى أنه لم يخلُق ذرةً من ذرات بدنه، ولا نسمةً من نسمات روحه؛ كما أنه ينسى أنه كان في فاقاتٍ بعضها أشد من بعض، بدءًا بفاقة النور وانتهاءًا بفاقة العلم، ينسى أنه لم يرزُق عينه بصرًا ولا أذنه سمعًا ولا لسانه نطقًا، ينسى هذا وما دونه وفوقه، حتى كان له النسيان ذكرًا، وهل في النسيان أشدُّ من أن ينسى من لا ينساه ولا يغيب عنه أبدًا، ومن هو أقرب إليه من نفسه، ومن يحول بينه وبين قلبه؟
ولما كان النسيان أوّل بلاءٍ ابتلي به الإنسان، وكان لا ينتهي عنه، كان لا بدَّ أن تجري الأمور بين يديه بضدّ مقتضياتها، لأنَّ مقتضياتها توجب التذكر وهو لا يبرح ينسى، وهكذا، فما حقه أن ينزل في أعلى الرُّتب من الموجودات والمعقولات، صار يراه في أسفلها، وما حقُّه أن ينزل في أسفل الرُّتب من الموجودات أو المعقولات، صار يراه في أعلاها، حتى بلغ من قوة نسيانه أن أضحى يقلب الحقَّ باطلًا، والباطل حقًا، ويقلب الخير شرًا، والشرّ خيرًا."
طه عبدالرحمن.
وعنها قالت:
قلت: يا رسول اللَّهِ أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟، قال: قُولي:
اللَّهمَّ إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعفُ عنِّي.
[رواه الترمذيُّ وقال: حديث حسن صحيح].