lkhojah | Неотсортированное

Telegram-канал lkhojah - قناة د. لطف الله خوجه

1618

Подписаться на канал

قناة د. لطف الله خوجه

فخر السنة بعقيدتهم "وثيقة السنة".

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

مؤازرة الرافضي

المؤازرة لا تكون إلا لمشترك أو لمنفعة!
فالصوفي والأشعري يؤازر الرافضي لاشتراكهما معه في الغلو بالأولياء وشرك القبور. 
ويزيد الصوفي باشتراكه معه في القول بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود وتأليه الولي والإمام. 
وهذه المؤازرة إنما هي في مقابل الذي يبدع ويحرم الغلو والقبورية والحلولية خاصة. 
فهذا الذي للاشتراك! 
وأما الذي للمنفعة، فهي مؤازرة المنتفع دنيويا، فرزقه وقوته آت من هذا الباب، فهو عبد الدرهم والدينار، يتزيا بالمبادئ والقيم، وفي باطنه نفعي براغماتي. 
وهناك المؤازر لعلة ثالثة هي: الجهل والتبعيّة!
هو الذي لا يعلم حقيقة الرفض في عداوته للسنة تاريخا وعقائد وأفعالا، ويتبع ويسمع لمن يزين مسلكه فيصدقه دون فحص أو رويّة، وهذا الذي خلق هلوعا!ً
وقد يعلم بحقيقته، لكنه اغتر بداعية ليست مصدقة ولا مدللة ببرهان، بل بسفسطة وقرمطة: أن الرفض سند للسنة وردء من عدو أكبر، أو مشغل له. 
ونسي مايبطل هذه الدعوى:
من تاريخه في عداوة السنة منذ كان إلى الحين، واليوم تبدت بما لا نظير لها في التاريخ حتى أيقن بها مكذب ومشكك.  
وما يضمره لهم من عقيدة مسطرة في مراجعه وأصوله بعداوة لا تبلغه عداوة اليهود والنصارى والمشركين.  
وهكذا الدعاوى تنسي الحقائق، وتتقلب وتعبث بالعارف المدرك، المنتسب للسنة والسلف، إذا لم: 
يعتضد ويتمسك بأهداب الحق.
وكان يقظا في الحوادث.
متضرعا للمولى أن يهديه سواء السبيل. 
وله ميزان يرجع إليه: أن من كانت أصول عقيدته تقرر عداوة أبدية مستحكمة لأمة ما، فلا ينسلخ من عداوته إلا بانسلاخه من أصوله. 

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

فيم يجتمع هؤلاء ضد مذهب السلف؟!
 
يجتمع الأشعرية والصوفية والشيعة على:
الغلو  في الأولياء والتعبد عند قبورهم.  
بدعوى أنهم أسباب لقضاء الحوائج.
فمهما تضرعوا وقدموا قرابين وطافوا
 وسجدوا ونذروا للولي وشابهوا 
مشركي الجاهلية فعندهم هو متقبل مبرور!
إلا إذ خالطه اعتقاد الربوبية في الولي! 
هنالك حينئذ يكون شركا أكبر!
فهذا امر جامع مشترك بين هذه الفرق الثلاثة
يفسر سبب توحدهم واتحادهم ضد منهج السلف
الذي يبدع الغلو ويحرم شرك القبور ولا يشترط
الاعتقاد بالربوبية لشرك العبادة 
الذي يقرر أن الشرك منه العملي والاعتقادي
أما أولئك فعلى مذهب المرجئة في نفي
 الشرك والكفر العملي وقصره على القلبي
فإذا رأيت الصوفي والأشعري متحدا مؤازرا 
الشيعي في المواقف العامة أو الخاصة 
على الرغم من علمهما بتكفير الشيعة للصحابة
والقول بتحريف القرآن والطعن في السنة
فالسر هو ذلك الجامع العقدي المشترك!

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

(أفضل الفواضل أواخرها)

آخر ساعة في الجمعة وقت استجابة
وآخر الليل وقت نزول الرب وإجابته
وآخر عرفة يباهي بالشعث الغبر ويغفر لهم
وآخر العشر من ذي الحجة فيه: عرفة، والنحر.
كذا أواخر رمضان، وآخر العشر منه، ليلة القدر فيه أرجى.
فأواخر الأزمنة الفواضل أفضل من أوائلها، على هذا جرى إخبار الشارع، وفيه حكمة:

ليعم تحصيل جزيل الثواب الطالبين الراغبين. فإن الطالب ربما قصر في أولها؛ ضعفا وغفلة، فإذا رأى من حوله مسارعا، تنشط وتيقظ، ليجد الفضل جاريا بين يديه لم يفته، فيلحق به مغتنما، وهذا من كرم الله تعالى به.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

(وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر)

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

(التعريف في يوم عرفة لغير الحاج)

الكلام عن التعريف يوم عرفة، وهو اجتماع غير الحاج بعد العصر في المساجد تشبها بأهل عرفة.
في "القرى لقاصد أم القرى" للمحب الطبري ص٣٨٧:

"عن شعبة قال:
سألت الحكم وحمادا عن اجتماع الناس يوم عرفة في المساجد، فقالا:
هو محدث.
وقال منصور عن إبراهيم:
هو محدث.
وقال قتادة عن الحسن:
أول من صنع ذلك ابن عباس رضي الله عنهما.
أخرجه البغوي في شرح السنة.

وعن الأثرم قال:
سألت أحمد بن حنبل عن التعريف في الأمصار يجتمعون يوم عرفة، فقال:
أرجو ألا يكون به بأس، وقد فعله غير واحد:
الحسن، وبكر، وثابت، ومحمد بن واسع.
كانوا يشهدون المساجد يوم عرفة". اهـ

في هذا النقل بيان اختلاف السلف من التابعين في التعريف، وتحقيق للمسألة، وخلاصته:

أنه لا بأس به؛ لفعل الصحابة في عهد الخلافة الراشدة، دون نكير منهم.

قال ابن تيمية في:

"اقتضاء الصراط المستقيم".
عن ما يسمى ب"التعريف"، وهو اجتماع الناس في المساجد يوم عرفة بالعشي عصرا حتى المغرب يذكرون الله:

"فأما قصد الرجل مسجد بلده يوم عرفة للدعاء والذكر، فهذا هو التعريف في الأمصار الذي اختلف العلماء فيه، ففعله ابن عباس، وعمرو بن حريث من الصحابة، وطائفة من البصريين والمدنيين، ورخص فيه أحمد، وإن كان مع ذلك لا يستحبه، هذا هو المشهور عنه.

وكرهه طائفة من الكوفيين والمدنيين: كإبراهيم النخعي وأبي حنيفة ومالك، وغيرهم.
ومن كرهه قال:

هو من البدع، فيندرج في العموم لفظا ومعنى.
ومن رخص فيه قال:

فعله ابن عباس بالبصرة حين كان خليفة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ولم ينكر عليه.
وما يفعل في عهد الخلفاء الراشدين من غير إنكار لا يكون بدعة".

بحسب الموازين الشرعية:

فإن قول الصحابة وفعلهم وإقرارهم مقدم، بخاصة إذا كان فيهم الخلفاء الراشدون، أو أحدهم.
فإذا زيد عليه: عدم إنكار أحدهم.
فحينئذ يقال:
لا بأس بالتعريف؛ يجتمع الناس في المساجد بالعشي، يتشبهون بأهل عرفة، يدعون الله ويذكرونه، فهو أعظم أوقات هذا اليوم الأفضل في العام، فالله يعتق فيه من النار عبادا كثيرين.

فاللهم ارحم وتقبل عبادك، اللهم آمين، والله أعلم.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

(صيام العشر أرجى)

الصيام في العشر أفضل العمل،
ورد أن يوما فيها كفضل:
سنة، وألف يوم، وعشرة آلاف، وشهر.
وهي روايات وأخبار ضعيفة غير معتمدة.
إنما المعتمد: أنه العمل الذي يتصل فلا ينقطع طيلة اليوم والليلة بأيسر جهد، هو: النية، والامتناع عن الطعام والشراب، والنكاح.
وهذا يعني: أن الثواب يجري ويكتب طيلة وقت الصوم، النهار كله، ومن الليل من حين النية به، حتى مع النسيان والغفلة، والنوم، واللهو، والانشغال بالمباح.
مثل هذا التميز ليس في: الذكر، والصلاة، والصدقة. فكلها منقطعة،. فأوقاتها يسيرة لا تبلغ عشر وقت الصوم، وإذا انقطعت انقطع ثوابها.
ولا بد لها من تفرغ، وحضور، وذكر، وإعراض عن اللهو، وتمحض العبادة.

فأين هذا من ثواب متصل، لا يضره ولا ينقص ثوابه اشتغال بأمور الدنيا، وانصراف القلب إلى المباحات، كما في الصوم؟

من سمع بفضل العمل هذه الأيام، رجا أن يكون على عمل مستمر لا ينقطع؛ ليغنم أجزاءه وثوانيه بأعظم الثواب، فلا يفوته شيء، ولن يجد ذلك إلا في الصوم، وغيره ينقطع ولا يستمر لغفلة، ونسيان، ونوم، وشواغل، والله الموفق.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

https://ia802209.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/11/items/nafahat_201406/nafahat_jp2.zip&file=nafahat_jp2/nafahat_0337.jp2&id=nafahat_201406&scale=4&rotate=0

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

من كتاب النفحات الأقدسية في شرح الصلوات الأحمدية الإدريسية محمد بهاء الدين البيطار
وفيه بيت الشعر القبيح في وحدة الوجود وقد جهد في تفسيره وتخريجه بما لا يغني!

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

قراءة الكهف ليلة الجمعة

عن أبي سعيد الخدري قال:
"من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق".

رواه الدارمي (3407). والحديث: صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " (6471).

كذلك، فإن اليوم يطلق على الليل والنهار، والليل سابق متقدم، والنهار تبع، إلا يوم عرفة وأيام التشريق؛ فالنهار يتبعه الليل.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

"سر الرحمة في رمضان"

عندما نذكر فضائل رمضان، نعرج لزوما على ما هو معروف مذكور على الدوام عبر السنين:
أنه شهر تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد الشياطين، ولله فيه عتقاء من النار، وذلك كل ليلة، وفيه يوم هو خير من ألف شهر، والصوم نفسه عمل اختصه الله تعالى لنفسه، فهو يجزي عليه جزاء لا حد، أو هو العمل الذي لا يمس يوم القيامة بالنقص والأخذ من حسناته، لمن قلت حسناته عن الوفاء بما عليه من دين المعصية.
كل ذلك رحمة واسعة لا ريب، يزين بذكرها الشهر، ويختال لها رمضان، لكن وراءها رحمة هي سر من أسرار الرب تعالى في خلقه، ربما هي التي حركت كل هذه الفضائل فنثرتها بين يدي الصائمين؛ رحمة تتعلق بـ "الجانب القدري" في الإنسان، الجانب الذي لا يملكه في تصرفاته، ويجد نفسه عاجزا عن تفسيره ربما، أو معرفة سره.
سأشرح ذلك..
***
هذه الأجور العظيمة، ترتبت على القيام بالأعمال الصالحة، من: صيام، وقيام، وقرآن، وزكاة فطر، وصدقة، وتوبة واستغفر وذكر، مع الكف عن المفطرات والمحرمات.
فهذان شرطان لاستحقاق الرحمة الرمضانية: عمل صالح، وكف عن الممنوعات.
الجانب المهم هنا، والذي سميناه بـ "الجانب القدري"، هو ما يجده الصائم - في رمضان خاصة - من "طواعية نفسه" للقيام بكل هذا، ما لا يجد مثلها قبله ولا بعده.
يقبل الناس على المساجد والفرائض والنوافل والطاعة، بما لا نظير له في أشهر السنة الأخرى، ألم يسأل أحد نفسه: من أين أتت "طواعية النفس" هذه، ولينها وانقيادها التام لسلوك طريق الله تعالى برضا ورغبة تامة، دون ضجر ولا ملل ؟!.
حتى أكثر الناس عنادا وتفريطا، يعودون كالبعير المعبد المنقاد، فيتلاشى عنادهم وتفريطهم، وتململهم وسأمهم من الطواعية لله تعالى رب العالمين ؟.
***
لا نجد لذلك جوابا:
إلا محض القدر والرحمة يزرعها الرب سبحانه في نفوس وقلب المؤمنين في رمضان خاصة، لا يدركون لذلك سببا سوى بركة شهر مبارك سرى إلى قلوبهم وأبدانهم وعقولهم.

إنها رحمة كبرى تحمل الإنسان بكل يسر وسهولة، فلا يجد للعبادة مشقة، ولا للمعصية ميلا ورغبة، يطير بالرضا والمحبة، تلك المحبة التي تحدثنا عنها فيما سبق، التي تخفف السير إلى الله تعالى، وتحليه وتزينه في القلوب.
هذا الجانب قدري في الإنسان؛ بمعنى أنه يحصل له من دون اختياره، ولا استحقاق سابق، بل محض فضله تعالى:
{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم}.

اختص بعض عباده للرسالة، بغير اختيار منهم، فوجدوا "طواعية النفس" لتحمل أعبائها، بما فيها من قول وحمل ثقيل:
{إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}.

واختص بعض عباده للإيمان، بغير اختيار منهم، فوجدوا "طواعية النفس" لجهاد نفوسهم:
{ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون * فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم}.

كذلك اختص من عباده لصيام رمضان، وسهل عليهم وأعانهم، فبدد ضعهم وشقوتهم، وأبدلهم قوة ورغبة، فالقربات تواتيهم من غير كلفة، بل تسري في عروقهم كما يسري الدم، هذا طبيعة الجسد، وهذه طبيعة النفس في رمضان.
***
تلك رحمة لم نتدبر أسرارها !!..
كيف لو أنه تعالى ترك الناس في رمضان من دونها، فوكلهم إلى نفوسهم، فلم يسهل، ولم يطوِّع، ولم يليّن القلوب ؟.
هل كنا نجد الزحام في المساجد، وعند بيوت الفقراء، وهذا التعاطف بين الناس ؟.
وقد ترك لنا في هذا آية ؟!.

قوم سودوا صحائفهم بالإساءة والعناد، وتمردوا وكرهوا أن يرضوا الرب سبحانه، ولم ينتفعوا بتصفيد المردة من الشياطين، حتى استحقوا الحرمان من الرحمة في هذا الشهر، فلا أثقل على نفوسهم منه ومما فيه، من أعمال إيمان، وصيام، وقيام، وزكاة.
يفطرون سرا إن خافوا، وعلنا إن أمنوا، ولا يقيمون قربة ولا طاعة، ولا يجدون في نفوسهم كفا ولا امتناعا أو اعراضا عن المحرمات، بل يتزودون منها ويتكثرون في رمضان خاصة أكثر من غيره!
***
ما ذلك إلا لحرمانهم الرحمة بجانبها القدري "طواعية النفس" وانقيادها لأمر الله تعالى، لما سبق منهم - وفي علم الله تعالى – من أعمال شقية، بغير ندم ولا توبة، بل بإصرار واستكبار، فعاقبهم الله تعالى، فكانوا كما قال عن المنافقين في سورة التوبة:
{لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين * إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون * ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين * لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين}.
* * *
هذا السر من الإسرار الإلهية في العباد، يكشف لنا جانبا مهما وخطيرا من جوانب الحكمة الإلهية، وهو جانب "الهداية والإضلال".
كم من مرة ذكر في القرآن: أن ذلك لله تعالى وحده، فقال:
- {يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}. البقرة: 142، 213، 272. النور: 46.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

يا ذا الجود والكرم!.
إخواني الكرام!. ما عساي أن أقول ونحن على مشارف شهر كريم، سوى أن أذكر رحمة الله تعالى؛ التي تتجلى وتتبدى في كل مناسبة وشعيرة ؟. إنها رحمة جمة، لا تنقضي ولا تحصى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}. إن الأعرابي قال عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أعطاه غنما بين جبلين: (يا قوم!، أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر). وهو سبحانه يقول: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا}. يعمل العامل العمل القليل الحقير في نظر الناس، ثم يقبل الله على عمله، فيعطيه بقرا وغنما وإبلا وذهبا وفضة بين حاضرتين أو بلدتين أو أعظم، يربيها له كما يربي أحدنا فلوه. يتوه الصائم في رمضان بين العبادة والعادة، فيغلب جانب الدنيا، ويقبل ليله ونهاره على مصالحه الحاضرة، تاركا أو مقصرا فيما يبقى له عند الله، ثم يفيق في ليلة يرجو بركة ليلة القدر، فيقدر الله له موافقتها، فيغنم في ليلة ثواب ألف شهر؛ أكثر من ثلاث وثمانين سنة. لم لا.. وهذا وعده، وهذه خزائنه ملآى لا تغيض ؟. لم يضيق على العباد فضله ولا رحمته، ولم يشترط عليهم أن يكونوا على جد واجتهاد طيلة رمضان أو غيره، حتى ينالوا فضل ليلة القدر، كما يظن بعض من نسي سعة الرحمة الإلهية، وعظم الجود والكرم الإلهي، فربما تألى على الله، وادعى أن من لم يقم الليالي كلها، فلن ينفعه قيام ليلة السابع والعشرين، حتى يجد في العشر كلها.. من أين له ذلك ؟، وكيف أتى بهذا ؟. إن كل ما ورد عن الله تعالى في الثواب والأجور، ليس بينها وبين اجتهاد الإنسان نسبة وتناسب، كلها تفوق العمل وتزيد عليه بدرجات بعيدة؛ قطرة في بحر. يقول المسلم الحديث إسلامه: (لا إله إلا الله)؛ يشهد الشهادتين، ثم يموت قبل التمكن من الصلاة والعمل الصالح، فيدخل بالكلمة وحدها الجنة، فأين عمله من ثوابه ؟. وآخر يمد له يوم القيامة تسعة وتسعون سجلا، كل سجل منها مد البصر، ليس فيها إلا جرمه وهتكه للحرمات، حتى إذا رأى نفسه هالكا، أخرجت له بطاقة فيها: (لا إله إلا اله). فتوضع البطاقة في كفة، والسجلات في كفة، فتطيش السجلات، وتثقل البطاقة، فيدخل الجنة. وأناس يدخلون الجنة، لم يعملوا خيرا قط. وفي الدنيا أنواع من الذكر، كتب لها من الأجور ما يفوق جهد القيام بها أضعافا مضاعفة، يكفي في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم ؟. قالوا: بلى. قال: ذكر الله) رواه الترمذي. وقوله: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) متفق عليه. وقوله: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السموات والأرض) رواه مسلم. أين الجهد في هذا العمل من قدر ثوابه الذي يملأ السموات والأرض، ويثقل بالميزان ؟. لا نسبة ولا مقارنة، تلك طريقة الإله الجواد الكريم مع الذين صدقت نياتهم، وحسنت ظنونهم بالله تعالى، ولو قصرت أعمالهم، أو قلت وضعفت. فإياك وإياي أن نضيق رحمة الله على العباد، ونمنعهم من عبادات قليلة جادت بها نفوسهم، بدعاوى من مثل: إن الله تعالى لا يقبل إلا ممن أتعب نفسه وأضناها في عبادته. نعم التعب والضنى من علامات القبول والثواب والأجور، والأجور على قدر المشقة، لكن ليس وحده هو الشرط، بل وحده لا يكفي، فكم في الأمم من أزرى ببدنه، وشدد على نفسه، فكان في زمرة الرهبان، المعتزلين للناس والشهوات، ثم لم ينفعه ذلك عند الله بشيء، فكان كمن قال الله تعالى فيهم: {عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية}. كما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه تلاها وبكى، حين رأى راهبا يجد ويجتهد في صومعته، وقد رأى ضلاله عن السبيل مع ذلك. لا بد مع التعب من حسن النية والظن بالله تعالى، والإخلاص لله تعالى، وموافقة السنة.. والمرء إذا عمل قليلا واثقا حسن الظن بربه، مقرا معترفا بتقصيره، خجلا من ذنوبه: فإن الله كريم جواد، لا يرده لقلة جده واجتهاده، أو ترقبه للمواسم بل يعطيه فوق ما يأمل.. فهو يعطي أدنى أهل الجنة منزلة - وهو آخر الموحدين خروجا من النار، وآخرهم دخول الجنة - يعطيه مثل ما لعشرة من ملوك الأرض.. هذا أفسق وأظلم أهل الإسلام وأكثرهم ذنوبا وجرما، الذي لم يستحق الجنة إلا بعد المرور على النار أمدا: بهذا عامله، وهذا ما أعطاه.. لم يحرمه الثواب العظيم، ربما نفعه ما كان يرصده ويترقبه؛ وقتا يظن فيه القبول والرضا من الله تعالى، وحصول الثواب الجزيل، ولو كان مفرطا فيما سواه من الأوقات ؟. بل أعطى من ليس له غرض في الثواب ولا الرضا منه تعالى، رجل جاء وجلس إلى مجلس ذكر، ليس غرض إلا الدنيا، يغفر الله لأهل المجلس كلهم، ثم يلحقه بهم. في الحديث، يقول الله تعالى: (قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا).

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

{ هل جزاء الإحسان إلا إحسان}، فإذا أحسن المرء إلى هذا الجاهل مع إساءته إليه، فإنه ينال إحسان الله تعالى أحوج ما يكون إليه، جاء في الأثر الصحيح: ( أن رجل كان يداين الناس، فيقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه). متفق عليه. وفي رواية أن الله تعالى قال:( نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه) رواه مسلم. - سابعا: سلامة القلب أحسن. سلامة القلب وبرده بالعفو والإحسان، خير من حرقته بالثأر وطلب الانتقام، فإن سلامة القلب من الغل ومن حب الانتقام واجب، فالقلب لم يخلق لذلك، فإن ذلك يصرفه عن مصالحه، وإذا انتقم، فإنه لا يأمن أن يرد عليه خصمه بالمثل، فيقع في الخوف، وتزرع العداوة بينهما، ويذهب العمر في الأحقاد، لكن إذا عفا وأصلح، فإنه يكسر شوكة عدوه، ويكف جزعه، ويريح قلبه، قال تعالى: - {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}. - ثامنا: الأجر أجر الآخرة. من باع نفسه لله تعالى، فإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأعراضهم وأموالهم بأن لهم الجنة، فلا يطلب أجرا في الدنيا، وإذا آذاه الناس وتطاولوا على عرضه، فلا ينتصر لنفسه ولا يثأر حتى لا يفسد عقد البيع. ولما فتح الله مكة على المسلمين، منع رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين من سكناها، ولم يرد على أحد منهم داره، ولا ماله الذي أخذه الكفار، ولم يضمنهم دية من قتلوه في سبيل الله، ولذا أجمع الصحابة على عدم تضمين أهل الردة ما أتلفوه من نفوس المسلمين وأموالهم، وقال عمر: "تلك دماء وأموال ذهبت في الله، وأجورها على الله، ولا دية لشهيد". فمن كان عمله لله تعالى، ينتظر الثواب من الله تعالى، لم يجز له الانتقام. - تاسعا: كن عبد الله المظلوم، ولا تكن الظالم. أن يكون المرء مظلوما يترقب النصر والثواب، خير له من أن يكون ظالما يترقب من الله المقت والعقاب. فالله تعالى بشر المظلومين، وتوعد الظالمين، أثنى على المظلومين، وذم الظالمين، والظلم ظلمات يوم القيامة. - {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع}. - قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته). متفق عليه - وقال: (واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب). متفق عليه - عاشرا: الأذى تكفير للسيئات. من رحمة الله تعالى أنه يكفر خطايا المظلوم بأذى الناس له، فما يصيب المؤمن من هم ولا أذى إلا كفر الله عنه بها خطاياه، فالأذى والمصائب يستخرج بها أمراض القلوب، وما وقعت مصيبة إلا بذنب: - قال تعالى:{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}. - قال بعض السلف:"إني لأجد أثر معصيتي في خلق زوجتي ودابتي"، فالزوجة تؤذيه ويشقى بها، والدابة تنفر منه وتعطله، بسبب معصيته. والمصيبة في الدنيا أهو من المصيبة في الدين، والعقوبة المعجلة خير من ادخارها إلى يوم القيامة.  
* * *
هذا وقدوة الصابرين العافين عن الناس في هذا الخُلق خلقُ العفو والصفح والإحسان هم الأنبياء قال تعالى: - { ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين}.
* * *
أعظم دافع. إن الجامع لحسن الخلق هو الإيمان بالله وتوحيده، فإذا امتلأ القلب بمحبته والإخلاص له والتقرب إليه والاشتياق إليه، واتخاذه وليا ونصيرا، وتفويض الأمر إليه، والرضى بقضائه، والتوكل عليه، فلا يبقى في القلب متسع لشهود أذى الناس، فضلا عن اشتغاله بطلب الانتقام، فطالب الانتقام فارغ القلب من محبة الله والإخلاص له، فقير من الإيمان، ولو امتلئ بمحبة الله لم يكن فيه محل للحقد والثأر والانتقام. ولا تتم كل تلك المراتب لحسن الخلق، من صبر، ورضا، وعفو، وحلم، وإحسان، وسلامة قلب، وتفويض الأمر إلى الله، وطلب الثواب منه، ورؤية نعمة الله في المصيبة، كل ذلك لا يتم إلا: بتحسين الخلق مع الله تعالى: - بأن يعلم أن كل ما يأتي منه من طاعة يوجب عليه أن يعتذر إلى الله منها، لما فيها من التقصير والتفريط. - وأن يعلم أن كل ما يأتي من الله تعالى يوجب عليك الشكر والحمد. فأنت ناقص وعملك ناقص والخلل فيه كامن، فلذا يجب عليك الاعتذار إلى الله منها والحياء منه، والله تعالى كامل وكل ما يأتي منه فهو كامل وهو الغني عن عباده،ولذا يجب عليك الشكر ، قال تعالى: - {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة}، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو الرجل يصوم ويتصدق ويخاف إلا يقبل منه). ومدار حسن الخلق على كلمتين: "كن مع الله بلا خلْق، ومع الناس بلا نفس". فإن سوء الخلق مع الله: أن تجعل بينك وبين الله وسائط تدعوهم وتشرك بهم. فكن مع الله تعالى، ولا تلتفت إلى الناس، وأخرجهم من قلبك، ولا تتعلق بهم، بل اجعل قلبك كله لله تعالى، هذا هو حسن الخلق مع الله، فإذا حصلته، فقد حصلت حسن الخلق كله. وسوء الخلق مع الناس: أن تطلب حظوظ نفسك منهم، وتقدمها عليهم، ولا ترى فضلا إلا لنفسك. وحسن الخلق معهم: أن تؤثرهم، ولا تطلب منهم شيئا لنفسك.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

"مسألة في الدعاء الخاص"

قال محمد بن واسع رحمه الله: كنت أقول صباحا ومساء: اللهم إنك سلطت علينا عدوا بصيرا بعيوبنا مطلعا على عوراتنا يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم، اللهم فأيسه منا كما آيسته من رحمتك، وقنطه منا كما قنطته من عفوك، وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين جنتك. قال محمد بن واسع: فرأيت إبليس في المنام فقال: لا تعلم هذا الدعاء لأحد فقلت: والله لا أمنعه من مسلم !
——
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما رأيكم في هذا الدعاء أحسن الله إليكم
———
الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دعاء صحيح، لو دعا به فلا بأس، لكن لا يشرع للناس؛ لأن الذي يشرع الأدعية ويسنها هو الشارع، أما الناس فغاية أمرهم إذا هدوا لدعاء صحيح، موافق للأدعية الشرعية: أن يلتزموه لأنفسهم، لا أن يشرعوه لعموم المسلمين، فإذا أراد أحدهم أن يدعو به، فلا بأس؛ لصحته في نفسه.
قال ابن تيمية:
"ومما ينبغي أن يعرف، حتى لا يشتبه المعروف بالمنكر:
أن من الناس من يكون له حزب لنفسه، كأعداد من الركعات، يصليها بمقدار من القرآن يقرؤها، وله دعوات يدعو بها وأذكار يذكرها، فإذا كان جنس ذلك مشروعا، وليس فيه ما ينهى عنه، فليس هذا بمنكر إذا فعله هو أو فعله غيره، لكن إذا جعل ذلك سنة راتبة للناس؛ يجتمعون عليها اجتماعا راتبا، فهذا هو المنكر".
الرد على الشاذلي ص٢٧

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

اتفاق عقيدة علماء نجد وعلماء مكة

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

https://youtu.be/PflOb10DIUU?si=IxVuvDlZSO1Cs0CZ

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

"الزيادة في الذكر"

الأصل في الزيادة قوله صلى الله عليه وسلم عن لا إله إلا الله: ( قالها مائة مرة أو زاد).
فذكر الزيادة ولم يحددها، فدل على أنها مطلقة الزيادة، بقدر ما يريد الذاكر.
وقوله:( فأكثروا فيهن التهليل والتسبيح والتحميد).
بلا حد مذكور
وقوله: (خير ما قلت والنبيون من قبلي…) ولم يذكر عددا، ومعلوم أن الذي يظل يرددها يوم عرفة فهو بلا عدد
كذلك ما ورد عن الصحابة، فهذا أبو هريرة كان يسبح ثنتي عشر ألف مرة.
فالخلاصة:
أن لا أحد من أهل العلم يخطيء من كرر الذكر بلا حد، أو الآية، أو السورة.
لأن أصل التكرار ثابت، وهذا القرآن نفسه بآياته وسوره يكرر أسبوعا

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

"ترك السنة"

في عرفة جبل اسمه "إلال"، ويسمى أيضا: "الرحمة". يصعده الناس يوم عرفة، ظنا منهم أنه سنة، والنبيﷺ إنما وقف عنده، لا عليه.
وفي مزدلفة جبل يسمى "قزح" في المشعر الحرام، صعد فيه النبيﷺ
حين وقف للدعاء بعد الفجر، لكن الناس لا يتبعونه في هذا، بل لا يعرفونه.

قال الأولون: ما ترك الناس سنة إلا وقعوا في بدعة.
فهل نقول: ما ترك الناس سنة إلا حرموا سنة أخرى؟!

قال ابن الصلاح في منسكه:
أن قزح جبل صغير في آخر مزدلفة، قال: وقد استبدل الناس بالوقوف على الموضع الذي ذكرناه، الوقوف على بناء مستحدث في وسط مزدلفة، ولا تتأدى به هذه السنة، والله المستعان. اهـ
(القرى لقاصد أم القرى ص٤٢٠)

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

(قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا).

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

قوله صلى الله عليه وسلم:(الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).

ذلك الجزاء لمن مات على آثار حجه:
- إما على إثر حجه قبل أن يحدث.
- أو حفظ ثواب عمله فلم يخدشه بذنب مفسد من كبائر حتى يموت.

فهو كفارة لما سبق، وليس لما يأتي.
يدل عليه قوله:(خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).
أي: ما سلف من ذنوبه.

وهذا بخلاف فضل صيام عرفة؛ ففيه كفارة سنة ماضية محمّلة بالمجترحات، وآتية لم تحمّل بعد بشيء من ذلك.

بمعنى: أنه محفوظ فيما يأتي، تكون منه الصغائر والذنوب المغفورة المنغمرة في الحسنات الكبيرة.
وفيه بشارة بأنه ممدود في عمره عام.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

(واذكروا الله في أيام معدودات)

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

الأخذ من الشعر في العشر

عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي، فليمسك عن شعره وأظفاره). رواه مسلم
هذا حديث نبوي صحيح صريح، مفهومه النهى عن الأخذ من الشعر والظفر من يريد الأضحية، منذ دخول العشر، فالنهي ثابت، ثم بعد ذلك يقال: إما للتحريم، أو للكراهية. فالأمر النبوي إما للوجوب أو الاستحباب، والنهي إما للتحريم أو الكراهية، فهذا القدر لا خلاف عليه، والأصل في الأمر الوجوب، كما أن الأصل في النهي التحريم، حتى يأتي صارف يصرف إلى الاستحباب أو الكراهية، وهكذا قال العلماء.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "النهي يقتضي التحريم إلا لصارف عنه يجب الرجوع إليه كما تقرر في الأصول.. قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: التحريم أظهر لظاهر الحديث؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم يقول: (وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه)".
فالنهي النبوي عن الأخذ من الشعر والظفر، الأصل فيه: أنه للتحريم. ولم يأت عن النبي شيء يصرفه عن هذا الحكم إلى الكراهية، وقد استدل من لم يعمل بهذا النهي النبوي بقول لعائشة، فقال القاضي عياض، وهو مالكي المذهب: "مذهبنا أن هذا الحديث لا يلزم العمل به، واحتج أصحابنا بقول عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يهدي من المدينة، فأختل قلائد هديه، ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنب المحرم). وظاهر هذا الإطلاق أنه لا يحرم تقليم الأظافر، ولا قص الشعر، ومذهب ربيعة وأحمد وإسحاق وابن المسيب المنع؛ أخذا بالحديث المتقدم، ويرون أن النص على ذكر فيه أولى من التمسك بالإطلاق الذي في لفظ عائشة رضي الله عنها، ومذهب الشافعي حمله على الندب، وحكى عن مالك، ورخص فيه أصحاب الرأي".
فهذه مذاهب العلماء في الأخذ من الشعر والظفر للمضحي، والمسألة هنا: هل تصح معارضة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بما روته عائشة من فعله؟
الجواب: كلا، فقوله صلى الله عليه وسلم مقدم ههنا؛ لأنه صريح في النهي مفصل، أما فعله المروي على لسان عائشة، فليس فيه نص أنه كان يأخذ من شعره وظفره، وهو مريد للأضحية؛ إذ يحتمل أنها أرادت أنه كان لا يجتنب أهله؛ تعني: الجماع. ولو لم ترد رواية بهذا المعنى لكان له وجه مقبول، كيف وقد جاءت الرواية بذلك، وهو ما رواه ابن جرير بسنده، "عن عائشة قالت: (كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يبعث بالهدي، ويقيم عندنا، لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم من أهله، حتى يرجع الناس)".
قال ابن جرير: "حديث أم سلمة على منع من أراد أن يضحي-وله ما يضحي-عن حلق شعره وقص أظفاره في أيام العشر حتى يضحي، وحديث عائشة على الإطلاق، لما سوى قص الأظفار وحلق الشعر له في تلك الأيام، وأنه فيها بخلاف ما المحرم عليه في إحرامه في تلك الأشياء كلها، حتى تتفق هذه الآثار كلها، ولا يضاد بعضها بعضا".
إذن، حديث أم سلمة في حق المضحي؛ أنه لا يمس شعره ولا ظفره، وحديث عائشة في أنه لا يمتنع من معاشرة أهله، وهكذا تجتمع الأحاديث، ولا يضرب بعضها ببعض!
وهناك طريق آخر للجمع، هو: أن المنع من الشعر والظفر للمضحي المقيم، وجوازه للحاج أو الذي بعث بهدي إلى مكة، وهو طريقة أحمد ويحيى بن سعيد، فقال يحيى: "ذاك له وجه، وهذا له وجه، حديث عائشة إذا بعث بالهدي وأقام، وحديث أم سلمة إذا أراد أن يضحي بالمصر. قال أحمد: وهكذا أقول. قيل له: فيمسك عن شعره وأظفاره؟ قال: نعم، كل من أراد أن يضحي. فقيل له: هذا على الذي بمكة [الحاج] فقال: لا، بل على المقيم".
يؤكد هذا: أن هذا هو مذهب الصحابة، كما رواه عنهم ابن سيرين، قال ابن جرير: "وقد شد هذا المعنى الذي ذهبنا إليه، في المنع من قص الأظفار ومن حلق الشعر، لمن أراد أن يضحي، ممن له ما يضحي به في أيام العشر: ما قد روي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا عليه في ذلك، كما حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا وهب بن جرير حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة: أن كثير بن أبي كثير سأل سعيد بن المسيب: أن يحيى بن يعمر يفتي بخراسان، يعني: كان يقول إذا دخل عشر ذي الحجة، واشترى الرجل أضحيته فسماها: لا يأخذ من شعره وأظفاره. فقال سعيد: قد أحسن، كان أصحاب رسول الله يفعلون ذلك أو يقولون ذلك. فهذا هو القول عندنا في هذا الباب وهو خلاف ما يقوله أبو حنيفة رحمه الله وأصحابه وما يقوله مالك وأصحابه".

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

https://ia802209.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/11/items/nafahat_201406/nafahat_jp2.zip&file=nafahat_jp2/nafahat_0336.jp2&id=nafahat_201406&scale=4&rotate=0

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

اقرأ الكهف يوم الجمعة تكون لك نورا

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

- {ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء}. النحل: 93.
- {فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء}. فاطر: 8.
- {كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء}. المدثر: 31.
إن الله تعالى يأخذ بيد من يشاء، فضلا ونعمة ومنّة، ويدع من يشاء عدلا وتملكا، فالإنسان فقير إليه في كل شيء، وأعظم ذلك: إلى هدايته. فالهداية منه محض فضل، لم يستحقه أحد عليه تعالى بشيء، كما في الأثر:
(إن الله لو عذب أهل سمواته، لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم).

كذلك التوفيق والسداد منه، والتعثر والفشل من تركه الإنسان لنفسه.
ربما خطط الإنسان لأعمال كثيرة، فاستعمل السنن الكونية، وسار عليها دون انحراف، فنجح في كثير منها، لكنه في مرات يجد شيئا غريبا ؟!.
يقدم كافة الخطط الصائبة للعمل، ويعمل بها، ثم لا ينجح، فيقف عاجزا عن معرفة علة الفشل، مع بذله كل ما يظن أنه سبب صحيح للنجاح.
العلة تكمن في العون والتوفيق الإلهي، التي تدل الإنسان على خفايا في عمله، يهتدي إليها بيسر وسهولة؛ لأن التوفيق يأخذه ويظله بظلال من التنبه والتذكر والإحاطة.
أو حتى تخرق له العادة، فتنقلب الأمور فتأتي على غير حسبانها، وهو تعالى قادر؛ أبطل علة الإحراق في النار، حتى انقلبت في حق الخليل إبراهيم عليه السلام بردا وسلاما.
وهذا ما نراه في بعض الناس؛ يعمل بلا تخطيط صحيح، ويؤدي أعمالا ساذجة دون أن يحسب لما يستقبل، ثم لا تجد معه إلا النجاح والتوفيق.
إنه يرعاه الله تعالى بتوفيقه وكلاءته، فيحمله ويطير به إلى التفوق، ولو تعثر بخططه: {قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن}.
فإذا ما فشل وتعثر؛ فقد تخلت عنه رحمة الله تعالى لأمر وسبب ما، قد نعلمه عينا، أو لا.
كل هذا التوافق مع السنن والانقلاب عليها، ليعلم الناس:
أن القوة لله وحده، وأنهم مهما بدا لهم، أنهم يدبرون أمورهم بأيديهم، يقيم الله لهم شاهدا من حالهم، أن التدبير له وحده، وأنه عندما يوالي في نجاحات قوم اغتروا بخططهم، فظنوا أنهم ملكوا الأرض بمفاتيحها، يخالف عليهم حالهم، ويفسد عليهم أعمالهم بأمر يسير لم يفطنوا إليه، ولم يقدروه حق قدره، كما أفسد على قوم سبأ سدهم العظيم، المحصن تحصينا بليغا، بمخلوق صغير في حجم فأرة.
{قل إن الأمر كله لله }. خلق الإنسان، وهدايته وضلاله.. توفيقه وفشله.. إقباله وإدباره، كل أموره إلى الله تعالى، فإذا أحسن الطلب والتملق، أعطاه فوق ما يرجو، وسهل كل شاق، وإن استغنى استغنى الله عنه:
{ ألم يأتكم نبؤا الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم * ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد}.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

فتقول الملائكة: ( رب!، فيهم عبد خطاء، إنما مر فجلس معهم [ في رواية لمسلم جاء لحاجة]، فيقول: وله غفرت. هم القوم لا يشقى بهم جليسهم). متفق عليه أفلا يعطي من حسنت نيته وقصده للحظات، وتطلع إلى رحمته لساعة أو ليلة ؟. في هذا السياق، ما أحسن الأثر الذي رواه عبد الله بن عمر: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما بقاؤكم فيما سلف من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس. أوتي أهل التوراة التوراة، فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا. ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا. ثم أوتينا القرآن، فعلمنا إلى غروب الشمس، فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أي ربنا!، أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين، وأعطيتنا قيراطا قيراطا، ونحن كنا أكثر عملا؟. قال الله عز وجل: هل ظلمتكم من أجركم شيئا ؟. قالوا: لا. قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء). البخاري/ مواقيت الصلاة/ باب: من أدرك ركعة من العصر. نعم هو فضله، وقد ميز هذه الأمة بمزيد فضل على الأمم، يعملون قليلا يؤجرون كثيرا. وله نفحات وبركات، من تعرض لها، عارفا بوقتها، قاصدا، واثقا بفضله، مقبلا عليه، فإنه كريم لا يرده، ولو اختلطت نيته بشيء سوى الشرك، ولا يملك أحد أن يدفع هذه الرحمة عنه، مهما بدا في النظر غير مستحقا. قد نالها من ولد على الشرك، ونافح عن الظلم والكفر، ثم كانت لقلبه التفاتة إلى الإسلام، وخفة إلى الإيمان، فأخذ الله بيده، فجعله من أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو شرف ما بعده شرف، فأين كان، وإلى أين صار ؟. لله في عباده أقدار وشئون لا نعملها، ولا نقدرها حق قدرها، ولما قصد إلى خلق البشر، قال للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة}، فبادروا: {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}. يعلم ما لا تعملون؛ يعلم السر وأخفى، ويعلم المفسد من المصلح، يعلم من يموت على خير، ويفعل الخير، وله الحكمة الباهرة، والقدر السابق الذي لا يرد ولا يبدل. والأصل الأصيل الذي قدمه وبنى عليه الدين هو: الرحمة الواسعة. يقبل بها عتاة المجرمين حين يقبلون، ويتجاوز بها عن الذنب الكبير حين ينكسر القلب، أو يتطلع إلى الرحمة في لحظة تمر به. وما أحسن ما أفتى به الإمام الموفق ابن تيمية في الذين يرتكبون بعض البدع كالموالد، ودافعهم حب الله ورسوله: أن لهم أجر نيتهم، وهم مثابون على ذلك، ولو أخطئوا بفعل البدعة. بنى قوله على ذلك الأصل الكبير، حيث ظنوا أنه عمل مقرب، ولم يظنوها بدعة، فلم يؤاخذهم بهذا الجهل، لأن من فروع هذا الأصل الكبير: عذر الجاهل العاجز عن رفع الجهل لأمر ما. {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}. موافقة السنة من أعظم القربات لا شك، لكن من لم يعرفها فركب بدعة: فهو إما قادر على معرفتها، فهذا يلام، إلا أن يكون مجتهدا بنية خالصة ليس فيها الهوى. أو عاجز عن المعرفة، فهذا لا يكلفه الله إلا ما يطيق، ولا يحرمه أجر عمل تقرب به إليه، إلا أن يكون عملا باطلا من كل وجه كالشرك ونحوه، لا العمل الذي أصله مشروع، والبدعة في صيغته وهيئته، فهذا يثيبه على صدق نيته في التقرب. هذا ما خلصت إليه الفتوى التيمية، وهي تحفها أنوار الإيمان والرحمة.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

فإذا فعلت أحبوك وقدموك وأجلوك.. ( مدارج السالكين منزلة الخلق)

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

"الإساءة"
عند اجتماع الناس لا يأمن المرء من تصرف سخيف يقابله به أحدهم، يؤذيه به، بغير حق، في بدنه، أو نفسه، أو ماله، أو أهله، أو أولاده. فلا يمر يوم، هنا وهناك، دون حدوث مشادة، ومخاصمة، ومدابرة، ومقاطعة، ومقاتلة، وظلم وعدوان. بعضهم يستجيب لضغوط النفس، فينتقم ويرد بالمثل وزيادة، ولا يرى الشفاء إلا في تأديب الجهلة المعتدين، بالقول الحاد، وربما القبيح، وبالثأر والانتصار، من باب قوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}، وقوله: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}. فقد تخبو الفتنة بذاك، وقد تزداد، لأن الجاهل لا يفهم معنى العدالة، ولا يقر بأنه يستحق العقوبة، كأنه يرى لنفسه حقا أن يؤذي من يشاء، كما يشاء، أين شاء، ولا يحق لأحد القصاص منه؟!. وإذا كان من العسير تحقيق العدالة سريعا، لأسباب شتى، منها لجاجة الجاهل، وامتلاك الشر نفسه، وعدم إقراره على نفسه بالخطأ، فإنه حينئذ من الخير الإعراض عنه، وتركه، فليس له دواء يشفيه كهذا، كما قال تعالى: - {ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}. - {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}. - {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}. وهذه مرتبة على النفس شاقة، ولا يقدر عليها إلا الصابرون، أهل الرحمن، المصلحون، لكن ههنا ثمة أمور تعين على اكتساب هذه الفضيلة، والتخلق بها، هي: - أولا: معرفة أن الأصل في الدنيا الشر. الأصل في هذا العالم الشر، والأصل فيه الظلمة، ولولا الله سبحانه لم يكن في الأرض من خير، قال الله تعالى: - {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء}. - وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدنيا معلونة، معلون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، أو عالم ومتعلم). فإذا عرف الإنسان أن الأصل في هذه الدنيا الشر، فعلام يعجب من خطأ زوجته، أو ابنه، أو أخيه، في حقه، فضلا عن البعيد؟، بل يعجب منهم إذا أسدوا إليه خيرا ؟!!. - ثانيا: لا مفر من القدر. ما يصيب الإنسان من شر فإنما هو بقضاء الله وقدره لا مفر منه، كالبرد والحر والمرض والضيق والموت، وهذا يدفع إلى الصبر، فالإنسان لا يقدر على تغيير قضاء الله إذا وقع، لكن بمقدوره الصبر. - {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور}. - ثالثا: من لم يصبر اختيارا، صبر اضطرارا. الصبر نوعان: اختياري، واضطراري. ومن لم يصبر اختيارا، صبر اضطرارا، وبينهما فرق، فالصابر اختيارا مثاب في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: - {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور}. - {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}. وهذا يدفع إلى العفو والصفح، فيصبر بإرادته على من أساء إليه، ليحصل الثواب. - رابعا: الصفح خير. ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيرته مثلا رائعا في العفو، جاء يهودي يتقضاه دينا قبل أن يحل الأجل، فأغلظ عليه اليهودي، فهم به أصحابه، فنهاهم، فقال اليهودي: كل شيء منه قد عرفته من علامات النبوة وبقيت واحدة، وهي أنه لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فأردت أن أعرفها، فأسلم اليهودي لما ثبت عنده أنه نبي، بما رأى من عفوه. [رواه ابن حبان وأبو الشيخ في أخلاق النبي انظر زاد المعاد 1/167]. فالعفو والصفح عن المعتدي من الرحمة به، فهو جاهل حين أخطأ، وهو محتاج إلى العفو والرحمة، ليتعلم كيف هو الخلق الحسن، أكثر من حاجته إلى أن المبادلة بالمثل، وإثارة نوازع الشر فيه. ومن عفا وصفح رزقه الله حلاوة الإيمان، ولذة العفو، وصار قلبه مطمئنا، وهو من أسباب دخول الجنة. - خامسا: المسيء يهدي حسناته. الجاهل بإساءته يهدي حسناته، يمحوها من صحيفته، فيكتبها في صحيفة من ظلمه، فمثله يجب أن يكافأ بالإحسان لا بالإساءة، فقد كان سببا في تكفير السيئات وغفران الذنوب ورفعة الدرجات. وانظر كيف عفا يوسف عليه السلام عن إخوته، وقد مكروا به فألقوه في البئر فعاش طريدا عبدا مملوكا، ثم مسجونا، فلما ملك ما كان منه إلا العفو والصفح عنهم، وقال لهم: - { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}. - ولما صارت قريش تحت حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟ ، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. هذا مع أنهم أخرجوه وحاولوا قتله، وقتلوا أصحابه، وأخذوا أموالهم وديارهم، فقد كان أذاهم سببا لعلو درجتهم ومنزلتهم عند الله، ونيلهم ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة، ولولا تلك المحن والمصائب ما نالوا ذلك الخير العظيم، فالله تعالى يبتلي عباده بعضهم ببعض لينظر من يصبر ومن يتقي ومن يعدل، ومن يرضى ويصلح، قال تعالى:{ ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} . - سادسا: جزاء الإحسان إحسان.

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

https://salafcenter.org/2622/

Читать полностью…

قناة د. لطف الله خوجه

"أسوأ ما في الذنب"
بعد كونه عصيانا للمولى:
تسلط الشياطين على الروح والعقل والجسد.
فالذنب مفتاح لأبواب البدن، به تدخل الشياطين، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم:
أنها تبيت في الخياشيم، وتدخل من الفم إذا تثاءب ولم يضع يده.
وأمر بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق.
والغرض: إخراجها؛ لأنها عنصر ناري، والماء يطفئه.
ولما خلق آدم جعل إبليس يطيف به، فلما رآه أجوف، علم انه لا يتمالك.
فمن أسباب مدخله:
فعل الذنب.
فبه تفتح مداخله، ويجري في دمه، ويسكن جسده.
فإذا كان ذلك، بدأت معاناته؛ من: مرض البدن، وفساد العقل، وثقل الروح، وسائر ما يخرج عن الصحة.
ولذا كانت الرقى بالقرآن والأدعية نافعة؛ لأن تخفف أو تبطل من تسلطه، فهو يعمل على فساد الصحة، والرقى ترياق مضاد.
ومن هنا كانت الحاجة للذكر الكثير:(اذكروا الله ذكرا كثيرا*وسبحوه بكرة وأصيلا). لأن النفس إذا لم تحفظ، فهي عرضة لدخول الشيطان، ولا يمنعها إلا سبق الذكر بها!

Читать полностью…
Подписаться на канал