أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ .
يا هذا، دبِّر دِينَك كما تُدبِّر دنياك!
لو عَلِق بثوبك مسمارٌ رجعتَ إلى وراء لتخلِّصه، هذا مسمار الإصرار قد نشب بقلبك، فلو عدتَ إلى الندم خطوتين تخلَّصتَ.
(ابن الجوزي – المدهش 1: 279)Читать полностью…
«لَهَونا لَعَمرُ اللَهِ حَتّى تَتابَعَت
ذُنوبٌ عَلى آثارِهِنَّ ذُنوبُ
فَيا لَيتَ أَنَّ اللَهَ يَغفِرُ ما مَضى
وَيَأذَنُ في تَوباتِنا فَنَتوبُ»
"وإذا البحارُ تخطّفتكَ مياهُها
وغرقتَ في لُجَجٍ هُناكَ بلا أحد
سبّح تذكّر أنّ يونس إذ نجا
ذكرَ الإله فجاءهُ منه المَدد"
أنتَ العليم بشوقٍ كم تَمَلَّكنا!
أنتَ السميعُ لما ندعو مُلحِّينَ
لُقيا الحبيبِ، شفاعَتَهُ، ومشرِبَهُ
ياربُّ يـا منّـانُ نـوِّلْـنا أمـانـيـنا
اللهم صل وسلم وبارِك على نبيّنا محمد()
ٰ طِبتم وطابَ عيدكم! 💗
ثمَّ: صيام الفرض مُقدَّم على صيام النَّافلة،
يقول ابن عثيمين - رحمه الله - : "لا يثبت أجر
صيام ستَّة من شوَّال لمن صامها وعليه قضاء
من رمضان؛ إلا إذا قضى رمضان ثمَّ صامها"
أصدقـاء ثُـلمـة ضَـوء
تقبّل الله طاعتكم وآتاكم من كلّ ما سألتموه، كلّ عام وأنتم في سعة ورواح وقرّة عين 🤍
أعيذك أن تتكل على دمعاتك التي أرقتَها على سجادتك ليلةَ أمس ودعواتِك التي بثثتها لله قبل صلاة الفجر= فتفترَ عن عبادة الله بقيةَ شهرك..
وما أدراك الساعة التي يأذن الله فيها بنفحات رحمته؟ والليلة التي يشاء ربك أن يجعلها ليلة القدر؟
لم يبق سوى ليلتين أو ثلاث..
والعبد -كل العبد- من لا يزال متوسِّداً باب مولاه، ومنطرحاً بين يدي سيده.. حتى يكون من العتقاء!
هذا رمضان، وهذه محطة التقوى. فـ{تزوَّدوا}؛ فإن الفتن في الناس كثيرة، والدنيا تغر ولا تسر، والناس من حولنا يتخطفون، ﴿وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون﴾.
«ما إنْ ذكرتُكَ بالصلاةِ رأَيتُني
بالنورِ أسعى ناسيًا آلامي
وأرى العسيرَ وقد تبدَّلَ حالُه
وأرى الثوابَ مُبَدِّدًا آثامي
إنَّ الصلاةَ على النبيِّ مُحمدٍ
طوق النجاةِ وملجئي وسلامي»
أقبلت العشر بجلالها وهيبتها وبركتها، اغتنموها وسألوا الله المعونة والبركة والإكثار من لاحول ولا قوة إلا بالله، يا خيبة العمر إن مضت العشر وفاتتنا ليلة القدر وفرطنا فيها
قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} أي أن لليلة القدر شأنًا عظيمًا، وبين أنها خير من ألف شهر فقال :{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خيرًا من العمل في ألف شهر
وياللخيبة أن كان حظنا منها النصب والتعب، ولم نقيد في سجلات المقبولين، فلنجتهد ولندعُ لبعضنا البعض، عسى أن تشملنا بركة الجماعة وتأمين ملك كريم يقول: ولك بمثل مادعوت .
قال ابن عثيمين - رحمه الله - :
" وعجبًا لابن آدم
كيف يلعب به الشيطان !
وهو واقف بين يدي الله عز وجل،
يناجي الله، ويتقرب إليه بكلامه،
وبالثناء عليه، وبالدعاء ثم كأنه
ملحوق في صلاته كأنما كان عدوًا
لاحق له فتراه يهرب مِن الصلاة ".
• مجموع فتاوى (٣٦٢/١٣)Читать полностью…
في كل مرة يزورك الفتور وقلة الجهد
ذكّر نفسك بـ ﴿ أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰتࣲۚ ﴾
• قــال ابن الجوزي :
تالله لو قيل لأهل القبور تمنّوا
لتمنوا يومًا رمضان!
يومًا واحد لعلمهم بإنها أيام فضيله
وعظيمه وبعد أيام سينتصف الشهر ..
فعلى أيّ حال مضى رمضانك؟
لعلّك تقول لي:
قرأت كثيرًا هذا اليوم وبقي وقت، لا بأس
بالترفيه قليلاً ؟
أخي في الله:
إنِّي لأحبِّك فيه فاسمعني:
طيلةَ أيامك وأنتَ عاكفٌ على جهازك، في مَعمَعةٍ مع
الناس، وأخبارهم ومقاطعهم ورسائلهم!
ألا تتوقف هذا الشهر فقط؟ تجعلهُ خالصًا لربِّك؟
اخرُج بنفسك مِن وعثاءِ هذه الأجهزة وَكثرةِ غشيانِ
الناس واعْرج بقلبك إلى السَّماء.
يكفي هذا الفتور والهُزال في علاقتك مع الله!
اقرأ أخرى وثالثة ورابعة، تدبّر، اقرأ تفسير ما تقرأه.
عِش مع القرآن! تنفّس كلام الله
وهل خُلقتَ إلا لعبادته؟
وهل خُلقتَ إلا لعبادته؟
أتستكثر على نفسك أجورًا مَزيدة .
أترضيك هذه الركعات السريعات وقراءة القرآن
العجلى ثم تؤوب إلى جهازك؟
ماذا تراكَ تجني منه؟
وإنَّ الموتى -رحمهم الله- أقصى آمالهم ساعة يتزّودون
فيها، تلك التي تُهدِرها بلا مبالاة! وأيُّ ساعة؟
ساعات رمضان!
لا تكن عاديًا، أرِ الله من نفسك جهادًا في الوصول إليه
ونَيْلِ المراتب القريبة منه.
﴿هُم دَرَجاتٌ عِندَ الله﴾ ألا تدفعك هذهِ الآية لسؤالٍ
عظيم يهيجُ له قلبُ المؤمن اضطرابًا ورجاءً:
“ما أنا عند الله”، “ما درجتي عنده” ؟
اجعل رمضانك هذا مختلفًا، عبادُ الله في مشارقِ
الأرض ومغاربها يحثُّون السَّير، يتسابقون؛
قوَّامًا، خُشّعًا، قانتين، تسيلُ مدامعهم، لزموا القرآن
والذِّكر.
سابقهم، لا تدعهم يسبقونك إلى الله.
لعلّ الأمر يكون صعبًا عليك في البداية؛
لكن اصبر نفسك مع ربِّك، وَلا تَعدُ عيناكَ إلى شيءٍ
من هذهِ البرامج تريد زينتها.
وإنّما هي لحظات فقط، ثُم تجِد لذَّة تركها، وأقولها عن
تجربة.
يكفيكَ أنَّ الله يطَّلِع عليك فيجِدُك تركتها من أجلِ
التقرُّب إليه وزيادة نصيبك من طاعته، لأجلِ أنها
تلهيك عن التَّزلُّفِ إليه.
ماذا تراه حينها يجازيك؟
واللهِ إنَّ القلب لَيمُوجُ ارتجافًا من هذهِ وحدها.
فستذكرونَ ما أقولُ لكم عندَ مواضع ثلاث:
– عندما تتذوّق لذّة تركها، وجمال الخلوة بالله وحده.
– عند نهاية الشَّهر وقد أحسنتَ في شهرك، ورضيت عمّا قدَّمته لنفسك.
– ثم كأنِّي بك وقد دخلتَ جنَّتك، قلتَ:
الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا، الذي وفّقنا للتقرُّب منه
إنَّ التزود من الصالحات في رمضان بمثابة إستدراك مافات في العمر السابق، والحسنة فيه تضاعف، وإنَّ اليوم منه أمنية أهل القبور ولم تزل روحك بين جنبيك
فما أنت به عامل؟
"وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني
وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ"
- الإمام الشافعيЧитать полностью…
"فإذا كثر الذنب يخف مثقالك
وقدرك عند رب العالمين"
- منظومة أبي إسحاق الألبيريЧитать полностью…
يريد الله أن تكون مسرورًا!
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: «الإنسان الذي يُصاب بمصيبة ينبغي أن يُعرض عنها وألا يتذكرها؛ لأنَّ تذكر المصائب يُوجب تجدُّد الأحزان، وتجدُّد الأحزان مما يخالف مقصود الشرع، فإن الشارع يريد من الإنسان أن يكون مسرور القلب منشرح الصدر»
مجرَّد الإذن بالدخول كرم!
يقول أحد السلف: «من مثلك يا ابن آدم؟ ما
أكرمك على ربك! متى شئت توضأت فكبّرت
فدخلت عليه»
نقِّ قلبك وصف لُبك عن كل شغل زُخرفي دنيوي..
إجعله سماويًا خاليًا إلا منه سبحانه، ثمَّ أقبل عليه
بتلك الصفاوة= يُقبل هو عليك سبحانه ويستجيب
"جَدَّ الزّمانُ وأنتَ تلعب
والعُمرُ في لا شيءَ يذهب
كم قد تقولُ: غدًا أتوبُ
غدًا، غدًا، والموتُ أقرب"
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن
رسول الله ﷺ قال: "من صام رمضان ثمَّ
أتبَعَه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر"
موجبات الرحمة قد تكون مخبوءة في مُحقَّرات الأعمال، ولك أن تتصور أن ﷲ أوجب الجنة لامرأة شقت تمرة بين ابنتيها، وشكر لرجل أخّر غصنًا عن طريق المسلمين فأدخله الجنة،لا تحقرن قليلًا ما استطعت، فإن معاملة العبد لربه مبناها على الإخلاص لا على الكثرة!
Читать полностью…إنَّ ليلتكم هذه سبعًا وعشرين هي أرجى ليالي العشر في موافقة ليلة القدر، فاعمروها قدر استطاعتكم بالصَّلاة والاعتكاف وقراءة القرآن والدُّعاء، متَّبعين هدي نبيِّكم ﷺ؛ فإنَّ أولى الناس بشرف الليلة، وأوفرهم حظًّا فيها هم أتباع سنته.
الشَّيخ: صالح العصيمي.Читать полностью…
الإقبال على الله في الليالي الزوجية
من سمات الصادقين في طلب مغفرته
ولبئسَ صفة المرء يبخلُ بنفسه على الله
فإذا جاء الوترُ أقبل، وإذا جاء الشفعُ أدبر!
لا يدري المرء لربما يرحمه الله في ليلة
لم يكُ يرجوها، فالموازين عند الله ليست
كما عند البشر!
«جراحاتُ المؤمن وكُلُومه؛ تزلفُه إلى الجنَّة»
Читать полностью…١٢ رمضان ١٤٤٥ هـ
«مرّتِ الإحدى عشر
فاز فيها من صــبـر!
فـإذا فرطـت فاعمل
صالحًا فيـمـا غـبـر!
واتّـقِ الله وأحــسـن
لا تكـن ممن فــتَــر!
إن يــوم الحـشـر آت
ليس للـعـبـد مـفَـر!
وسيُجزى كــل عـبـدَ
ما جنَى أو مـا شكـر!
فإلـــى جـنـة عــدن
أو إلـى حــرٍ سـقــر!
فادّكر مـا دمـتَ حيًا
سعدَ مـن فيها ادّكر!
قد نجا من كل خُسرَ
مَن مع الله اتّـجـر!»
تَتُوبُ عَنِ الذُنُوبِ إِذا مَرِضْتَ
وَتَرْجِعُ لِلذُنُوبِ إِذا بَرِئْتَ !
فَكَم مِن كُربَةٍ نَجَّاكَ مِنْهَا
وَكَمْ كَشَفَ البَلَاءَ إذَا بُلِيتَ
أَمَا تَخْشَى بأنْ تَأتِي المنَايا
وأنتَ عَلى الخطَايا قَد لَهَوْتَ؟
« ثُمَّ حُبِّب إليه الخلاء ! »
في الحديث الذي اتفق عليه الشيخان
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت:
“أول ما بُدئ به رسول الله -ﷺ- من الوحي:
الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى شيئًا إلا
جاء مثل فلق الصبح، ثم حُبِّب إليه الخلاء،
فكان يخلو بغار حراء يتحنّث فيه – أي يتعبَّد فيه-
الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزوّد
لذلك …”
قال (النووي) في شرحه على صحيح مسلم:
الخلاء: هو الخَلوَة وهي شأن الصالحين وعباد الله العارفين.
هل دار ببالك تساؤل:
لماذا الخلاء ؟
لماذا كان الرسول ﷺ يَختلِي في الغار يتعبّد؟
كان بإمكانه أن يتعبّد في بيته أو في البيتِ الحرام!
ولعلّ ما قاله (أبو سليمان الخطابي)
في تعليقه على الحديث يمحُو هذا التساؤل؛
حيث يقول:
“حُبِّبَت العُزلة إليه -صلى الله عليه وسلم-؛
لأنَّ معها فراغ القلب وهي مُعينة على التفكُّر
وبها يَنقطع عن مألوفات البشر ويتخشَّع قلبه”.
يا صِحاب:
أقلبٌ مُعتكِفٌ اخْتَلى برِبِّه خيرٌ أم قلوبٌ منشغلة
أمضت جُلَّ وقتها في فضولِ النَّظر والخبر؟
تعال تفكَّر معي لحظةً:
ما حالُ قلبك بعد أن طُفتَ بهِ حول شَتَّى المواقع
وسعيتَ به بين البرامج:
من خبرٍ لآخر؛ صورةٌ تفجَعُك وأخرى تُضحِكك وثالثةٌ
تعجبك … ومن رسالةٍ لمقطع ومحادثة تَجُرُّ أختها ثم
إذا فرغت من هذا كلّه وقمتَ لتصلِّي تراويحك!
كيف هوَ قلبك الذي سيقرأ ويناجي ربَّه؟
أيستوي هوَ ومَن أفرَغ قلبهُ من كل هذه الشواغِل،
وغواشي الفِكر، وجاء ربَّه بقلبٍ خالٍ لا يشغلُه سوى
محبَّتِه والإقبالِ عليه والشوق للقائه ومناجاته؟
هل يستويان مثلًا؟
دعني أتقمَّص جوابَك:
دقائق قبل الفطر لن تَضُر ودقائقٌ بعده وأخرى قبل
التراويح ومثلها بعده وساعة قبل السَّحر وأيضًا بعده
ثم نظرة قبل النوم وتفَقُّدٌ لما اسْتَجَدَّ بعد الاستيقاظ!
ماذا بقي من نفائس وقتك؟
ما الوقتُ إلا ساعات، وما الساعاتُ إلا دقائق تمضي
وأنت منهمك في قراءة هذه ومشاهدة تلك والرد على
ذاك! وتصرَّم رمضانك الذي بِتَّ ترقُبُه وأنت رهينٌ
مِحبس جهازك.
بعض من شارك في الاستفتاء يقول في سبب عدم نيِّته
ترك جهازه: لعلي أفيد وأستفيد. -وأقول له: مضت
ثمانية أشهر ألم تُفِد وتستفِد خلالها؟ ثمّ دونكَ بِضع
ليالٍ قبل رمضان؛ اكتب ما شئت واقرأ ما شئت.
والبعض الآخر يقول: أقرأ ما يشجعني على العبادة.
-ببساطة: أنت لستَ بحاجةٍ إلى تشجيع؛
كل ما في الكون في رمضان يدفعك ويؤزُّكَ للعبادة
رغمًا عنك: الدافع الإيماني العجيب الذي بداخلك،
صوت إمام مسجدكم، الشياطين المُصّفدة، أبواب
الجنّة المفتوحة، عتقاء الله في كل ليلة، جميعها
تدفعك دونَ أن تدري!
جرِّب:
أنت وَقلبُك والله ثالِثكُما، وحدكما في جُنحِ الليالي،
تقرَّب إليه باعا، اركض إليه بأقصى حُبِّك، لعل الشهر
لا ينقضي إلا وقد كُتبت من أولياء الله، مِن القليل
الآخرين المقرَّبين الذين قال الله -عزَّ وجل- فيهم :
﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي
جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ﴾
رمضانُ هَلَّ فهلِّلوا
فيه الجمالُ الأكملُ
الخير فيه غنيمةٌ
لا تُهملوهُ فَتفشلُوا
صُومُوا وقوموا خُشَّعًا
وَبكلِّ وقتٍ رتِّلُوا
رَبَّاهُ وَاجبر كَسرنَا
رمضانُ هَلَّ فأقبلُوا.
مبـارك عليكم الشَّهر 🩵
أذكار الصباح:
تعليق القلب بالله،
وتذكير بالتوحيد،
وحسنات في الموازين،
وحفظ للدين،
وحفظ من الشياطين.
فيا غبنة من فرّط فيها!
«كم ضَمّتِ الجُدرانُ ريحَ أحبّةٍ
رَحَلوا، وَحاشا حُبُّهُم أن يَرحَلا»