hat2222 | Неотсортированное

Telegram-канал hat2222 - ملتقى الخطب المكتوبة

12339

☜ نختار لك أيها الخطيب المبارك أفضل الخطب والكتب الموثوقة والمميزة من خطب علماء ودعاة أهل السنة والجماعة على منهج السلف الصالح في حالة وجود أخطاء أو ملاحظات لاتبخلوا علينا بالنصح جزاكم الله خيرا ☜للتواصل @hat222_bot 💻موسوعة الخطيب @hat22_bot

Подписаться на канал

ملتقى الخطب المكتوبة

خطبة جمعة مكتوبة بعنوان:
(خصائص عشر ذي الحجة ).

وفيها الكلام عن يوم عرفة، ويوم النحر، وصلاة العيد، والأضاحي.

لفضلية الشيخ: #عبدالرزاق_الربيعي

رابط الملف بصيغة بي دي اف:
/channel/abdulrazzaqalrabeei/594

#خصائص_عشر_ذي_الحجة
#خطب_عشر_ذي_الحجة

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

فلهذا أيها الناس نحتاج إلى أننا نجعل هذه الأحاديث نُصب أعيننا حتى نكون من أهل الخير والبر والجود والإحسان بعضنا يرى أنه لا يتصدق لأنه فقير، ويتعلل أنه يحتاج إلى من يتصدق عليه، فاعلموا يا عباد الله أن الفقير وإن كان ممن يتصدق عليه الناس فهو بحاجة إلى أن يتصدق مما أُعطي له حتى يكون من الأسخياء ومن أهل الجود والكرم، حتى قال الإمام أبو العباس القرطبي في "المفهم" بعد أن ذكر حديث أبي موسى الذي ذكرته قبل قليل وفيه قال الرسول ﷺ في أبي موسى ومن معه هم مني وأنا منهم»: "هذا الحديث يدل على أن الغالب على الأشعريين الإيثار والمواساة عند الحاجة، كما دل الحديث المتقدم على أن الغالب عليهم القراءة والعبادة، فثبت لهم بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم علماء ،عاملون، كرماء مؤثرون ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم شرفهم بإضافتهم إليه، ثم زاد في التشريف بأن أضاف نفسه إليهم".
شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى ومن معه أنهم كرماء، وكان هذا التعامل فيما بينهم، فما أحوجنا في هذه الأيام إلى المواساة، إلى التراحم، إلى التعاون، إلى الإصلاح، إلى الرحمة، إلى دفع الضرر عن بعضنا بعضًا بما نستطيع، لأنكم تعلمون أن بلادنا اليمنية تمر بأزمات شديدة وأحوال عصيبة، سبب الأحوال القتل والقتال والحروب المستمرة والمدمرة.

فلهذا أيها الناس ما أفقرنا إلى أننا نكون ممن قال فيهم رسول الله: «هم مني وأنا منهم.»

وأخرج الدينوري في كتاب "المجالسة" أن معاوية رضي الله عنه قال لأبي إدريس
الخولاني رحمه الله : يا أهل اليمن إن فيكم خلالاً ما تخطئكم. قال: وما هي؟ قال: الجود، والحدة، وكثرة الأولاد قال: أما ما ذكرت من الجود فذلك لمعرفتنا من الله تبارك وتعالى بحسن الخلف. يعني: نحن نتصدق ونكرم الضيفان ولو ما عندنا إلا قليل من المال، لأننا نطمع في الخلف من الله، وأن يوسع الله في الأرزاق، وأن يصلح الله الحال، يا مسلم أنت على كريم لا أكرم منه، فاطمع فيما في خزائنه.

هل عندنا ثقة بالله أن الله عز وجل هو الذي يتولى الإكرام للعباد والخلف لهم بالبركة في أرزاقهم، والتوسعة عليهم في أموالهم.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه "عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين" وهو يتكلم عن فضائل الصدقة وتطفئ الخطيئة، وتحفظ المال، وتجلب الرزق، وتفرح القلب، وتوجب الثقة بالله وحسن الظن به، كما أن البخل سوء الظن بالله، وترغم الشيطان، وتزكي النفس وتنميها، وتحبب العبد إلى الله وإلى خلقه، وتستر عليه كل عيب".
الصدقة منافعها كثيرة ولو كانت من قليل إن فرجت بها عن مسلم كربة فرج الله عنك كربا في الدنيا والآخرة، إن أحسنت بها أحسن الله إليك، إن رحمت رحمك الله ، لماذا نغفل عما لك عند الله إذا أنت أحسنت وأنفقت المال المكتسب من الحلال لا من الحرام.

استعفر الله إنه هو العفور الرحيم

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ولا يزال الرسول عليه الصلاة والسلام يحث ويرغب في الصدقة ولو من القليل، فقد روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة الله رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقول: يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة،» فلو أعطتها بمقدار ظلف الشاة لكانت قد تصدقت.
ومن حديث أبي ذر عند مسلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك». إلى غير ذلك من الأحاديث.

ومن القصص العظيمة العجيبة: ما أخرجه الإمام أحمد في كتابه "فضائل الصحابة" وهي قصة سندها حسن عن أسلم قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب إلى حرة واقم، حتى إذا كنا بصرار إذا نار ، فقال : يا أسلم، إني لأرى هاهنا ركبًا قصر بهم الليل والبرد، انطلق بنا، فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم، فإذا بامرأة معها صبيان صغار وقدر منصوبة على نار وصبيانها يتضاغون، فقال عمر: السلام عليكم يا أصحاب الضوء، وكره أن يقول: يا أصحاب النار، فقالت: وعليك السلام، فقال: أدنو ؟ فقالت: ادن بخير أو دع". يعني: أن البيت ما فيه إلا امرأة وصبيانها وليس معها من يعولها. "فدنا فقال: ما بالكم؟ قالت: قصر بنا الليل والبرد، قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟ قالت: الجوع، قال: فأي شيء في هذه القدر؟ قالت ما أسكتهم به حتى يناموا، والله بيننا وبين عمر، فقال: أي رحمك الله، وما يدري عمر بكم؟ قالت: يتولى عمر أمرنا ثم يغفل عنا. قال: فأقبل علي فقال: انطلق بنا، فخرجنا نهرول حتى أتينا دار الدقيق، فأخرج عدلا من دقيق وكبة من شحم فقال احمله علي، فقلت: أنا أحمله عنك، قال: أنت تحمل عني وزري يوم القيامة لا أم لك؟ فحملته عليه فانطلق، وانطلقت معه إليها، نهرول، فألقى ذلك عندها وأخرج من الدقيق شيئًا، فجعل يقول لها: ذري علي، وأنا أحرك لك، وجعل ينفخ تحت القدر ثم أنزلها، فقال: أبغيني شيئًا، فأتته بصحفة فأفرغها فيها ثم جعل يقول لها: أطعميهم وأنا أسطح لهم، فلم يزل حتى شبعوا، وترك عندها فضل ذلك، وقام وقمت معه، فجعلت تقول: جزاك الله خيرا،

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

*🌱شفاء العليل في التصدق من المال ولو بالقليل💰*

*🕌خطبة الجمعة من
#دار_الحديث_بمعبر
حرسها الله*

*📥لسماحة الشيخ /
#محمد_بن_عبدالله_الإمام حفظه الله تعالى.*

*🗓بتأريخ ٢٥ /  ذو القعدة / ١٤٤٦هـ*

*📠الخطبة بصيغه pdf⇲على التيليغرام :*
╰┈➢
/channel/hat2222/41334
╰┈➢
https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
🖇رابط قناة سيخنا التليجرام👇
/channel/al_imamu_net

#الآداب_والحقوق_العامة_الدعاء_والذكر
#خطب_فصائل_الأعمال
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*

أما بعد:
فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة
ضلالة.

أما بعد:
اعلموا معاشر المسلمين أن الله عز وجل قد دعانا في كتابه وأن رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام أيضًا قد دعانا في سنته المتواترة إلى الصدقة من المال ولو بالقليل، فهذه الدعوة الإلهية والدعوة النبوية دعوة عظيمة ينبغي أن يستجيب لها المسلمون المكلفون عموما الرجال والنساء وجميع المكلفين. ألا ولتعلموا – رحمكم الله - أن المتصدق بالقليل من المال يدخل في المتصدقين فيقال فيه ،متصدق، وفي المحسنين فيقال فيه محسن، وكذلك في أهل البر فيقال فيه من أهل البر، ومن أهل الخير، وأنه يتسبب في تفريج الكرب، وفي كشف الضر، وفي دفع البلاء عن المتضررين، وهكذا يدخل في من يصدق عليهم أنهم من أهل الجود، ومن أهل السخاء، ومن أهل الكرم كما ستسمعون هذا في ثنايا الخطبة. ألا فليكن كل مسلم ومسلمة مدركًا لهذا الخير العظيم ألا وهو الحرص على التصدق من المال ولو بالشيء القليل، قال الله في كتابه الكريم: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَوَعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ﴾ [التوبة:٧٩].

روى الإمام البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي مسعود الأنصاري قال: أُمرنا بالصدقة، قال: كنا نحامل، قال: فتصدق أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بشيء أكثر منه فقال المنافقون: إن الله لغني عن صاع هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رياء، فنزلت الآية: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوعِينَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ﴾ [التوبة :٧٩]".
انظروا إلى غيرة الله على عباده، وفضح الله المنافقين هؤلاء، لأن الواجب شرعاً أن يُعظَّم الخير ولو قل، وأن يعظم فاعلو الخير ولو كانوا مقلين فيه،
هكذا علمتنا شريعة ربنا .

وأخرج الإمام أحمد عن عمران بن حصين الله قال: "ما قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا إلا أمرنا بالصدقة. مع أنه كان آنذاك يغلب على أكثر الصحابة الفقر ومع هذا يحثهم ويدعوهم إلى التصدق ولم يجعل فقرهم عذرًا لهم في أن لا يتصدقوا، فنهيب بأنفسنا إلى فهم هذا والمشاركة في التصدق.

وروى الإمام البخاري ومسلم من حديث عدي بن حاتم رضي الله قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه، ثم ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه، ثم قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، والحديث قد جاء من حديث أبي بكر وعائشة ومن حديث فضالة بن عبيد وابن مسعود رضي الله عنهم. هكذا الرسول يحث بقوله : «اتقوا النار ولو بشق تمرة» على التصدق، فمن لم يجد ما يتصدق به إلا شق تمرة فتصدق بها فلها شأن عند الله، ولو لم يكن من شأنها إلا أنها من أسباب نجاة العبد من النار، انظروا إلى عظمة الصدقة وإلى عظمة فضلها عند الله ولو كانت بأقل قليل فالذي لا يجد إلا شق تمرة، ولا يجد تمرة كاملة يتصدق بها فهو متصدق وفاعل خير وأجره على الله المتفضل على عباده إن جاءوا بالقليل أعطاهم على ذلك الثواب الجزيل.

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

❖ خطبة لا تُفوّت!

*من قلب دار الحديث بمعبر – حرسها الله – تأتيكم خطبة عظيمة قلّ أن يُرى مثلها في جمع فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة، بأسلوب مؤثر وأدلة راسخة، تذكيرٌ وبلاغ لمن أراد الفوز في أعظم أيام الدنيا.*

*🕌خطبة الجمعة من
#دار_الحديث_بمعبر حرسها الله تعالى .*

*🔸للشيخ الفاضل /
#أحمد_بن_شفان حفظه الله تعالى.*


*🗓بتاريخ ٦ ذو الحجة ١٤٣٩ هـ*

*《 الكتاب بصيغة PDF على تليجرام 》:*
/channel/hat2222/41325
🎙لإستماع الخطبة مقطع صوتي :
/channel/Abdulrahman_AlSheikh/11666
────✦❁✦────
#العشر_الأوائل_من_ذي_الحجة
#عشر_ذي_الحجة
#خطب_عشر_ذي_الحجة

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

الوحدة اليمنية وأهمية المحافظة عليها لسماحة الشيخ محمد بن عبدالله الإمام ...

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

#عشر_ذي_الحجة
#خطب_عشر_ذي_الحجة

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

والواجبُ على المسلم إذا تلبَّس بمعصية أنْ يُبادرَ إلى التوبةِ حالاً بدون تمهل لأنه:
أولاً: لا يدري في أي لحظة يموت.
ثانياً: لأنّ السيئات تجر أخواتها.
وللتوبةِ في الأزمنةِ الفاضلةِ شأنٌ عظيمٌ لأنَّ الغالبَ إقبالُ النفوسِ على الطاعاتِ ورغبتُها في الخيرات، فيحصُلُ الاعترافُ بالذنب والندمُ على ما مضى، وإلا فالتوبةُ واجبةٌ في جميعِ الأزمان، فإذا اجتمع للمسلمِ توبةٌ نصوحٌ مع أعمالٍ فاضلةٍ في أزمنةٍ فاضلة فهذا عُنوانُ الفلاحِ إن شاء الله؛ قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ‌فَعَسى ‌أَنْ ‌يَكُونَ ‌مِنَ ‌الْمُفْلِحِينَ}.
فليحرصِ المسلمُ على مواسمِ الخيرِ فإنها سريعةُ الانقضاء، وليُقدِّمْ لنفسهِ عملًا صالحاً يجدُ ثوابَه أحوجَ ما يكونُ إليه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {‌فَمَنْ ‌يَعْمَلْ ‌مِثْقالَ ‌ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.
بارك اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ والسنةِ الشريفة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآياتِ والحِكَمِ المُنيفة، أقول ما سمعتم وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين والمسلماتِ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان للأوابين غفورًا.

الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً لا ينفد، ‌أفضل ‌ما ‌ينبغي ‌أن ‌يُحْمد، وصلى الله وسلم على أفضل المُصْطَفَيْنَ محمد، وعلى آله وصحبه ومن تعبَّد.
أما بعد: فإنَّ العشرَ الأول من ذي الحجة قد اجتمعَ فيها أنواعُ العباداتِ التي لا تجتمعُ في غيرِها من الأيام، ففيها عباداتٌ تشتركُ فيها مع غيرها من الأوقات؛ كالصلاة والصيام وقراءة القرآن وبِرِّ الوالدين وصلة الأرحام والصدقات والذكر والعمرة ونحو ذلك.
وفيها عباداتٌ لا تكونُ في غيرِها من الأيام، بل هي مما اختُصت به هذه الأيام الفاضلة، كالهدي والأضاحي وأعمالِ الحجِّ ومناسكِه. ولعلَّ هذا هو السببُ الأكبرُ من أسبابِ تفضيلِها، ولذلك قال ابن حجر رحمه الله:
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ ‌السَّبَبَ ‌فِي ‌امْتِيَازِ ‌عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ؛ لِمَكَانِ اجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ الْعِبَادَةِ فِيهِ، وَهِيَ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْحَجُّ، وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ".
والمرادُ أنْ نحرِصَ على فعلِ الخيرِ وتركِ الشرِّ ما وجدنا إلى ذلك سبيلًا، لأنَّ ما فُعِلَ في العشرِ مِن فرضٍ فهوَ أفضلُ ممَّا فُعِلَ في عشرٍ غيرِها مِن فرضٍ، وما فُعِلَ فيهِ مِن نفلٍ فهوَ أفضلُ ممَّا فُعِلَ في غيرِها مِن نفلٍ".
عباد الله: الغنيمةَ الغنيمة، بانتهازِ الفرصةِ في هذهِ الأيَّامِ العظيمة، فما منها عوضٌ ولا لها قيمة.
المبادرةَ المبادرةَ بالعمل، والعجلَ العجلَ قبلَ هجومِ الأجل، قبلَ أنْ يَنْدَمَ المفرِّطُ على ما فَعَل، قبلَ أنْ يَسْألَ الرَّجعةَ لِيَعْمَلَ صالحًا فلا يُجابَ إلى ما سَأل، قبلَ أنْ يَحولَ الموتُ بينَ المؤمِّلِ وبلوغِ الأمل، قبلَ أنْ يَصيرَ المرءُ مرتهنًا في حفرتِهِ بما قَدَّمَ مِن عمل.
لَيْسَ لِلْمَيِّتِ في قَبْرِهِ … فِطْرٌ ولا أضْحى وَلا عَشْرُ
ناءٍ عَنِ الأهلِ عَلى قُرْبِهِ … كَذاكَ مَن مَسْكَنُهُ القَبْرُ".
وقد كان السلفُ في هذه العشرِ يجتهدون اجتهاداً عظيماً، يدلُّ على تعظيمِهم لهذِه الأيام وحرصِهمُ الشديدِ على اغتنامِها في الخيرِ والطاعات:
فعَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ: ‌بَلغنِي ‌أَنَّ ‌الْعَمَل ‌فِي ‌الْيَوْمِ ‌من ‌أَيَّام ‌الْعشْر كَقدْر غَزْوَة فِي سَبِيل الله يُصامُ نَهَارُهَا ويُحرَسُ لَيْلُهَا إِلَّا أَن يُخْتَصَّ امْرُؤٌ بِشَهَادَة".
وكانَ سَعيدُ بنُ جُبَيْرٍ إذا دَخَلَ العشرُ؛ اجْتَهَدَ اجتهادًا حتَّى ما يَكادُ يُقدَرُ عليهِ. ورُوِيَ عنهُ أنَّهُ قالَ: لا تُطْفِئوا سرجَكُم لياليَ العشرِ؛ تُعْجِبُهُ العبادةُ".
هذا؛ وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاةِ والسلام عليه: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
اللَّهُمَّ ‌صَلِّ ‌عَلَى ‌مُحَمَّدٍ ‌وَعَلَى ‌آلِ ‌مُحَمَّدٍ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْت وَبَارَكَتْ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللهم ‌أعزَّ ‌الإسلامَ ‌والمسلمين وانصرِ الإسلامَ والمسلمين. واجعلْ كلِمتك هي العُليا إلى يومِ الدين.
وأصلحْ من في صلاحِه صلاحُ الإسلام والمسلمين، وأهلك من في هلاكه صلاحٌ للإسلام والمسلمين، وولِّ على المسلمين خيارَهم يا رب العالمين، ولُمَّ شعثَهم واجمعْ شملهم ووحِّدْ صفَّهم وانصرهم على من خالفهم.

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

طاعَةُ اللهِ خَيْرُ ما لَزِمَ العَبْ … دُ فَكُنْ طائِعًا ولا تَعْصِيَنْهُ
ما هَلاكُ النُّفوسِ إلَّا المعاصي … فَاْجْتَنِبْ ما نَهاكَ لا تَقْرَبَنْهُ
إنَّ شَيْئًا هَلاكُ نَفْسِكَ فيهِ … يَنْبَغي أنْ تَصونَ نَفْسَكَ عَنْهُ.
وإنَّ مِنْ فضلِ اللهِ تعالى على عبادِه كثرةَ طرقِ الخيرات، وتنوعَ سبلِ الطاعات ليدومَ نشاطُ المسلمِ ويبقى ملازماً لعبادةِ مولاه، فينبغي للمسلمِ أنْ يُكثر من الأعمال الصالحةِ في هذه الأيامِ الفاضلة، فإنَّ العملَ الصالحَ فيها محبوبٌ عند الله تعالى:
فعن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ مِن هذهِ الأيَّامِ (يَعْني: أيَّامَ العشرِ) ". قالوا: يا رسولَ اللهِ! ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قالَ: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؛ إلَّا رجلًا خَرَجَ بنفسِهِ ومالِهِ ثمَّ لم يَرْجِعْ مِن ذلكَ بشيءٍ".
قال ابن رجب رحمه الله: وقد ‌دَلَّ ‌هذا ‌الحديثُ ‌على ‌أنَّ ‌العملَ ‌في ‌أيَّامِ العشرِ أحبُّ إلى اللهِ مِن العملِ في أيَّامِ الدُّنيا مِن غيرِ استثناءِ شيءٍ منها، وإذا كانَ أحبَّ إلى اللهِ فهوَ أفضلُ عندَهُ. وقد وَرَدَ هذا الحديثُ بلفظِ "ما مِن أيَّامٍ العملُ فيها أفضلُ مِن أيَّامِ العشرِ".
وإذا كانَ العملُ في أيَّامِ العشرِ أفضلَ وأحبَّ إلى اللهِ مِن العملِ في غيرِهِ مِن أيَّامِ السَّنةِ كلِّها؛ صارَ العملُ فيهِ - وإنْ كانَ مفضولًا - أفضلَ مِن العملِ في غيرِهِ وإنْ كانَ فاضلًا. ولهذا قالوا: يا رسولَ اللهِ! ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قالَ: "ولا الجهادُ".
ثمَّ اسْتَثْنى جهادًا واحدًا هوَ أفضلُ الجهادِ: فإنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ أيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قالَ: "مَن عُقِرَ جوادُهُ وأُهْريقَ دمُهُ"، وصاحبُهُ أفضلُ النَّاسِ درجةً عندَ اللهِ. فقد سَمعَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يَدْعو يَقولُ: اللهمَّ! أعْطِني أفضلَ ما تُعْطي عبادَكَ الصَّالحينَ. فقالَ لهُ: "إذن يُعْقَرَ جوادُكَ وتُسْتَشْهَدَ". فهذا الجهادُ بخصوصِهِ يَفْضُلُ على العملِ في العشرِ وأمَّا بقيّةُ أنواعِ الجهادِ؛ فإنَّ العملَ في عشرِ ذي الحجَّةِ أفضلُ وأحبُّ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ منها، وكذلكَ سائرُ الأعمالِ.
وهذا يَدُلُّ على أنَّ العملَ المفضولَ في الوقتِ الفاضلِ يَلْتَحِقُ بالعملِ الفاضلِ في غيرِهِ ويَزيدُ عليهِ بمضاعفةِ ثوابِهِ وأجرِهِ".
وأحقُّ الأعمالِ الصالحةِ بالعنايةِ والاهتمام عمومًا؛ هي الواجباتُ، فإنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قد أخبرَ أنَّ اللهَ عز وجل قال في الحديث القدسي: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا ‌يَزَالُ ‌عَبْدِي ‌يَتَقَرَّبُ ‌إِلَيَّ ‌بِالنَّوَافِلِ ‌حَتَّى ‌أُحِبَّهُ". فتجبُ العنايةُ بأداء الواجبات ويجبُ الإحسانُ في ذلك، ويتأكدُ الوجوبُ في الأيامِ الفاضلةِ كالعشرِ الأُوَلِ من ذي الحِجةِ.
ويُستحبُّ الإكثارُ من ذكرِ الله على الدوام، وفي هذه الأيام يُضاعفُ الأجرُ ويَعْظُمُ الثواب والإكرام، ويدلُّ عليهِ قولُ اللهِ الملِكِ العلَّام: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} فإنَّ الأيَّامَ المعلوماتِ هيَ أيَّامُ العشرِ عندَ جمهورِ العلماءِ.
وفي مسند الإمام أحْمَد: عنِ ابنِ عُمَرَ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "ما مِن أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللهِ ولا أحبُّ إليهِ العملُ فيهنَّ مِن هذهِ الأيَّامِ العشرِ؛ فأكْثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ".
وينبغي الحرصُ على الصلاةِ فرضًا ونفلًا، فإنَّ الصلاةَ أحبُّ الأعمالِ الظاهرةِ إلى اللهِ، وهي سببٌ عظيمٌ للفلاح والنجاح، ويرجى للمحافظين عليها أن يكونوا من أهلِ التُّقى والصلاح.
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: ‌الصَّلَاةُ ‌عَلَى ‌وَقْتِهَا. قيل: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ. قيل: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ".
وفي الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام: "اعْلَمْ ‌أَنَّكَ ‌لَنْ ‌تَسْجُدَ ‌لِلَّهِ ‌سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً".
بل قال عليه الصلاة والسلام: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَسْمَعُ أَذَانَ صَلَاةٍ فَيَقُومُ إِلَى وَضُوئِهِ ‌إِلَّا ‌غُفِرَ ‌لَهُ ‌بِأَوَّلِ ‌قَطْرَةٍ ‌تُصِيبُ ‌كَفَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، بِعَدَدِ ذَلِكَ الْقَطْرِ، حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ وُضُوئِهِ فَيَغْفِرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مَا قَدْ سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَيَقُومُ إِلَى صَلَاتِهِ وَهِيَ نَافِلَةٌ لَهُ".

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

(فضائل العشر الأول من ذي الحجة وفضل العمل الصالح فيها)

📝خطبة جمعة للشيخ: #عبدالرزاق_الربيعي

📆٢٧ ذو القعدة ١٤٤٤هـ
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
الحمدُ لله الذي يُفضِّلُ ما يشاءُ من الأيامِ والشُّهور، ويُعظِّمُ ما يريدُ من الأوقات والدُّهور.
أحمدُه في جميع الأحوال، وأشكره على إنعامِه والإفضال.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، فضَّلَ عشرَ ذي الحِجةِ على بقيةِ الأيام، وجعلها وقتًا للركن الخامس من أركان الإسلام.
وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقِه وخليلُه، خيرُ من لبسَ الإحرام، وأكرمُ من رسمَ مكانَ الإحلالِ والإحرام، فصلواتُ الله وسلامُه عليه وعلى آله الكرماء، وأصحابِه الرحماء، ما همَرَ رُكام، وهدَرَ حَمام، وسرح سوام، وسَطَا حُسام:
يطول حديثي إنْ عَددتُ صفاتِه
فقد أُعطيَ الفضلَ العظيمَ وعُلِّمَ

وزكَّاهُ ربي في فَعالٍ ومَنطقٍ
فطوبى لمن صلَّى عليه وسلَّمَ
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ، والمحافظةِ على الصلواتِ الخمسِ في أوقاتِها وأماكنِها المشروعة، وحثِّ الأهل والأولاد على ذلك، قال تعالى: {‌وَأْمُرْ ‌أَهْلَكَ ‌بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا، لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا، نَحْنُ نَرْزُقُكَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.
أيُّها المسلمون: إنَّ العشرَ الأُولَ من ذي الحِجة أفضلُ الأيام، والعملَ الصالحَ فيها أفضلُ من العملِ في بقيةِ أيامِ العام، فلها فضائلُ تُميّزُها عن غيرِها، وللعملِ الصالحِ فيها زيادةُ فضلٍ تدفعُ العقلاءَ إلى اغتنامِ بِرِّها وخيرِها.
قال بعضُ السلف: اختارَ الله الزّمان؛ فأحبُّ الزّمانِ إلى اللهِ الشهرُ الحرامُ، وأحبُّ الأشهرِ الحُرمِ إلى اللهِ ذو الحِجّةِ، وأَحبُّ ذي الحجّةِ إلى اللهِ العشرُ الأوَل".
وسأذكرُ لكم بعضَ فضائلِ العشرِ، ثم فضلَ العملِ الصالحِ فيها، حتى نُعظِّمَ ما عظّمهُ الله، ونغتنمَ مثلَ هذه المواسمِ في طاعةِ الله.
فمما يدلُّ على فضلِ العشرِ الأولِ من ذي الحجة:
أنَّ الله أقسمَ بها في كتابِه الكريم، وربُّنا جلَّ شأنه إذا أقسم بشيء؛ فإنَّ ذلك يدلُّ على عظَمة المُقسَم به، وأهميةِ المُقسَمِ عليهِ أيضًا، قال تعالى: {‌وَالْفَجْرِ ‌وَلَيَالٍ ‌عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قال ابن كثير رحمه الله: وَاللَّيَالِي الْعَشْرُ ‌الْمُرَادُ ‌بِهَا ‌عَشَرُ ‌ذِي ‌الْحِجَّةِ، كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ".
وقال ابنُ رجب رحمه الله: وقد أقسم الله تعالى بليالي العشر، وهذا يدلّ على فضيلة لياليها أيضًا".
وأمّا الفجر فقيل: إنّه أراد جنس الفجر. وقيل: المراد طلوع الفجر، أو صلاة الفجر، أو إنّه أريد به فجرُ أوّلِ يوم من عشر ذي الحجّة.
وقيل: بل أريد به فجرُ آخر يوم منه، وهو يوم النّحر. وعلى جميع هذه الأقوال، فالعشر يشتملُ على الفجر الذي أقسم به".
فيُستفاد من هذا أنَّ الله أقسمَ بأيامِ العشر جملةً، وببعضِها خصوصاً". وهذا يدل على فضل هذه العشر المباركة.
ومن فضائلها أيضًا:
أنّها من جُملةِ الأربعين يومًا التي واعدَها الله عزّ وجلّ لموسى عليه السّلام، قال الله تعالى: {وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} عن مجاهد، قال: ما من عملٍ في أيّام السّنة أفضل منه في العشر من ذي الحجّة، وهي العشرُ التي أتمّها الله لموسى عليه السّلام".
ومِن فضائلِهِا: أنَّها ‌خاتمةُ ‌الأشهرِ ‌المعلوماتِ أشهرِ الحجِّ، التي قالَ اللهُ فيها: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}". ومعها أيامُ التشريق أيضًا فهي من أيّام الحجّ وشهورِه.
ومِن فضائلِها: أنَّها الأيَّامُ المعلوماتُ التي شَرَعَ اللهُ تَعالى ذكرَهُ فيها على ما رَزَقَ مِن بهيمةِ الأنعامِ. قالَ تَعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}.
وجمهورُ العلماءِ على أنَّ هذهِ الأيَّامَ المعلوماتِ هيَ عشرُ ذي الحجَّةِ.
ورُوِيَ عن أبي موسى الأشْعَرِيّ أنَّ الأيَّامَ المعلوماتِ هيَ تسعُ ذي الحجَّةِ غيرَ يومِ النَّحرِ، وأنَّهُ قالَ: لا يُرَدُّ فيهنَّ الدُّعاءُ.
وقالَ تَعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}. فجَعَلَ هذا كلَّهُ بعدَ ذكرِهِ في الأيَّامِ المعلوماتِ وقضاءِ التَّفثِ؛ وهوَ شعثُ الحجِّ وغبارُهُ ونصَبُهُ. والطَّوافُ بالبيتِ إنَّما يَكونُ في يومِ النَّحرِ وما بعدَهُ ولا يَكونُ قبلَهُ.

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

عزتنا ومكانتنا وشرفنا وسؤددنا لأن الله سبحانه وتعالى إذا وعد فهو لا يخلف الميعاد سبحانه وتعالى.

فهذه بشاراتٌ عظيمة تبشر بقدوم هذا الدين وبانتصار المسلمين، أسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياكم لكل خير وأن يجنّبني وإياكم كل الشر وضير،

نسأل الله سبحانه أن يُعزَّ الإسلام والمسلمين وعن يُذلَّ الشرك والمشركين وأن يُدمِّر أعداءه وأعداء الدين من اليهود والنصارى المعتدين. اللهم عليك باليهود والنصارى المعتدين، اللهم عليك بهم فإنهم قد تغوَّبوا وعثوا في الأرض الفساد، اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم عبرةً وعاية.

اللهم كن لإخوان المسلمين في غزة وفي كل مكان، اللهم انصرهم بنصرك واحفظهم بحفظك وأيِّدهم بتأييدك يا ذا الجلال والإكرام. أسأل الله عز وجل أن يصلح أحوالنا وأحوال بلادنا وأن يستر علينا في الدنيا والآخرة والله تعالى أعلى وأعلم.

وهو أعز وأكرم، ولا أنسى أن أشكر من كان السبب في هذا اللقاء وفي هذا الاجتماع وفي هذا الخير، وهو الشيخ المبارك سمير الشاطر، وهكذا بقية إخوانه جزاهم الله خيراً وبارك الله فيهم. وأيضاً نشكر الشيخ المبارك طلالاً على إتاحة الفرصة لإخوانه، أسأل الله لي ولكم التوفيق والإعانة والحمد لله رب العالمين.

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

وجاء من حديث خباب رضي الله عنه قال: شكَوْنا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو مُتوسِّدٌ بُردةً له في ظلِّ الكعبةِ فقُلْنا : ألَا تستنصِرُ لنا ألَا تَدْعو لنا ! فقال : ( قد كان مَن قبْلَكم يُؤخَذُ الرَّجُلُ فيُحفَرُ له في الأرضِ فيُجعَلُ فيها فيُؤتى بالمِنشارِ فيُوضَعُ على رأسِه فيُجعَلُ بنِصفَيْنِ ويُمشَّطُ بأمشاطِ الحديدِ فيما دونَ عَظمِه ولحمِه فما يصرِفُه ذلك عن دِينِه واللهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمرُ حتَّى يسيرَ الرَّاكبُ مِن صنعاءَ إلى حضرَموتَ لا يخافُ إلَّا اللهَ والذِّئبَ على غنَمِه ولكنَّكم تستعجِلونَ ) .

ما أعظمها من بشارات، ما أعظمها من كلمات تبث في نفوس المؤمنين روح الأمل، روح الطمأنينة، لا يخافُ إلا اللهَ والذئبَ على غنمِه ولكنكم قومٌ تَستَعْجِلونَ فموعود الله قائم .

وجاء في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إنَّ اللَّهَ زوى لي الأرضَ فرأيتُ مشارقَها ومغاربَها وإنَّ أمَّتي سيبلغُ ملْكُها ما زُوِيَ لي منْها».

فلنُبشر يا عباد الله هذا وعد الله -سبحانه وتعالى-. من يطالع كتب التاريخ سيعلم أن الأمة الإسلامية قد اتسعت اتساعاً عظيماً وسيعود هذا الاتساع لو حقق المسلمون ما شرطه الله سبحانه وتعالى.
قال الله عز وجل: ﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَیَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَیُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِینَهُمُ ٱلَّذِی ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنࣰاۚ یَعۡبُدُونَنِی لَا یُشۡرِكُونَ بِی شَیۡـࣰٔاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَ ٰ⁠لِكَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ ﴾[النور : ٥٥]
الله أكبر، الله يعدنا وإذا وعد الله فالله لا يخلف وعده، فإذا حققنا الإيمان الصادق والعمل الصالح وعبدنا الله سبحانه وابتعدنا عن الشرك فأبشروا بما وعد به الله سبحانه وتعالى: ﴿لَیَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَیُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِینَهُمُ ٱلَّذِی ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنࣰاۚ ﴾[النور : ٥٥]

وقال الله: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
وقال الله عز وجل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}.
وقال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادِ}.
وقال سبحانه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.

لكن لما أعرضت الأمة عن الله ووقعت في أوحال المعاصي والمنكرات حصل ما حصل من الذل والهوان والضعف والخور،
قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ}.
وفي غزوة أحد لما خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالفوا هذا الأمر عن حسن نية كما ذكر أهل العلم عندما رأوا أن المعركة قد انتهت أرادوا أن يساعدوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان أميرهم يذكرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا تنزلوا وإن رأيتم الطير تتخطفنا لكنهم أبوا ونزلوا وخالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فماذا كانت النتيجة؟ تحول النصر إلى هزيمة وقتل سبعون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه وشج وجه النبي عليه الصلاة والسلام وكسرت رباعيته بمخالفة واحدة وقائدهم رسول الله ومعه خير خلق الله بعد الأنبياء.

فكيف حالنا؟ كيف حال أمتنا معشر المسلمين؟
كيف حالنا مع توحيد الله؟
كيف حالنا مع الصلاة؟
كيف حالنا مع الواجبات؟
كيف حالنا مع الابتعاد عن المنكرات والمحرمات؟
ترى عجباً والله. وقال النبي عليه الصلاة والسلام: « إذا تبايعتُم بالعينةِ وأخذتُم أذنابَ البقَرِ وترَكتُمُ الجِهادَ سلَّطَ اللَّهُ عليْكم ذُلًّا لا ينزعُهُ حتَّى ترجِعوا إلى دينِكم.».

حتى ترجعوا إلى دينكم، وقال عليه الصلاة والسلام: "وجُعِل الذِّلَّةُ والصَّغارُ على مَن خالَفَ أَمْري".
فإذا تمسكنا بدين الله واستقمنا على شرع الله، فأبشروا فأبشروا بكل خير، وأبشروا بدمار الكفار ودمار المنافقين.

الكفار يخافون من تمسك المسلمين بدينهم، يقول قائلهم: "إن العمامة البيضاء في إفريقيا أخطر علينا من القنبلة الذرية"،
وقال بعضهم: "إن لحية المسلم أخطر علينا من الصواريخ"،

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

*📝محاضـرة قيـمة بعنوان:*

*العاقبة للمتقين والمستقبل لهذا الدين*

📝لـلـشـيـخ الـفـاضـل:
*أبـي مسلم
#عبدالعزيز_المحويتي _حفظه الله*

*🕌ألقيت في 
#مـسـجـد_الـــفلاح ـ مـديـنـة إب* 

*📆بتاريخ الجمعة: ٢٧ /شـوال ١٤٤٦هـ*

*📝 للمزيد تابعونا :
ملتقى الخطب المكتوبة⇲على التيليغرام :
╰┈➢
/channel/hat2222
📨رابط قناة ملتقى الخطب على الوتس :
╰┈➢
https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
*📻قناة الشيخ علـﮯ التليجرام↙️*
/channel/Hell909
#القتال_والجهاد #التوحيد_والإيمان
        ══ ¤❁✿❁¤ ══

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*

*أَمَّا بَعْدُ:*
فإِنَّ خَيْرَ أصدق الكلام كَلامُ اللهِ جَلَّ وعلا، وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.. 

أيها المسلمون عباد الله، فإني أحمد الله -عزَّ وجلَّ- كثيراً الذي وفقني ورفاقي لزيارة هذه المدينة الطيبة، وزيارة هذه الوجوه المباركة، أسأل الله أن يحرمها على النار، فلله الحمد أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً. حي الله ضيوف الرحمن على مائدةٍ الكتاب والسنة اللذان بهما تُعز الأمة، فالله نسأل أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى.

أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث ثوبان -رضي الله عنه- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يُوشكُ أن تَدَاعى عليكمُ الأممُ كما تَدَاعى الأكلَةُ إلى قصعتِها ». فقلنا: يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ نحنُ يَوْمَئِذٍ ؟ قال: «أنتم يَوْمَئذٍ كَثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، ولَيَنزِعَنَّ اللهُ مِن صُدورِ عَدُوِّكم المَهابةَ مِنكم، ولَيَقذِفَنَّ في قُلوبِكم الوَهْنَ، فقالَ قائِلٌ: يا رَسولَ اللهِ، وما الوَهْنُ؟ قالَ: حُبُّ الدُّنْيا، وكَراهيَةُ المَوْتِ. ». صححه الألباني.

في هذا الحديث علم من أعلام النبوة، حيث أنه صلى الله عليه وسلم قد أخبر بواقعنا.
قال العلامة العباد -رحمه الله تعالى-: "هذا الحديث ينطبق تماماً على واقعنا، فالمسلمون كثير ولكنهم منشغلون بالدنيا إلى آخر كلامه حفظه الله تعالى."

الأمة الإسلامية أصبحت قصعةً مُستباحة لأعداء الإسلام، يلعبون بها كيفما شاءوا.
الأمة الإسلامية التي وصفها الله عز وجل بأنها أمة واحدة، أمة متماسكة {إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ} أصبحت متشرذمة، أصبحت متفرقة، أصبح فيها التناحر والتشاحن والتباغض إلا ما رحم ربي.

الأمة الإسلامية التي وصفها الله بالخيرية ﴿ كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ ﴾ [آل عمران - ١١۰]
أصبحت كثيرة الشر، أصبح الشر ينخرُ فيها، أصبح الفساد ينخر في مجتمعاتها إلا من سلم الله سبحانه وتعالى.

الأمة الإسلامية التي وصفها الله بالعدل والوسطية ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا﴾ أصبحت تُرحب بكثيرٍ من البدع والمحرمات والمخالفات.

نعم عباد الله، وإن كان الأمر كذلك، لكن أعلم أن الأمة الإسلامية وإن نامت كثيراً، وإن مرضت واشتد مرضها فلم تمت ولن تموت، فالعاقبة للإسلام والمستقبل للإسلام والمستقبل لهذا الدين، وقد جاءت البِشارات الكثيرة من سيد الأولين والآخرين، وهكذا ذكرها القرآن الكريم بأن العِزة والتمكين لهذا الدين.

يقول النبي عليه الصلاة والسلام: «لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي قائمةً بأمرِ اللهِ ، لا يَضُرُّهم مَن خذلهم ، ولا مَن خالفهم ، حتى يأتىَ أمرُ اللهِ ، وهم ظاهِرُونَ على الناسِ  .». لا يضرهم من خذلهم من داخلهم من صفهم ممن يزعم أنه منهم، ولا من خالفهم من خارجهم من عدوهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

صناعة طالب علم ماهر

الطبعة الأولى
١٤٤٠ه - ٢٠١٩م

#أحمد_بن_ناصر_الطيار

#للخطباء #للدعاة #للأئمة

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

اللهم توفَّنا مسلمين وألحقنا بالصالحين ولا تُشمِت بنا الأعداء ولا الحاسدين
اللهم عليك باليهود والأمريكان وحلفائهم من أهل العدوان والطغيان
اللهم كن لإخواننا في غزة وفلسطين معيناً ونصيراً أرحم ضعفهم وأجبر كسرهم ووحِد صفهم واجعل لهم من لدنك سلطاناً نصيراً والحمد لله رب العالمين
┈──── ••↯↯↯┈➢
*📝 للمزيد تابعونا ⇲على التيليغرام :
╰┈➢
/channel/hat2222
📨رابط قناة ملتقى الخطب على الوتس :
╰┈➢
https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
•••━═══ ❁✿❁ ══━•••
🔍 تصفح ... 📩إنشرها فضلاً 🌹
فقد صح من حديث أبي هُريرةَ - رَضْيَ اللهُ عنه - أنَّ رَسُول اللهِ ﷺ قَالَ:«مَنْ دَعَا إلى هُدًى كان لهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أجورِ مَنْ تَبِعهُ لا يَنقُصُ ذلك مِنْ أجُورِهم شيئًا...» رواه مسلم

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

لهم بذلك يوم القيامة .

ويقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم:« ما من مُلبِّي يُلبِّيه إلا لبَّى معه ما على يمينه وما على شماله من حجرٍ وشجرٍ ومدرٍ إلى أن تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا » عن يمينه وشماله لا إله إلا الله إن التلبية شِعار التوحيد،
إن التلبية شعارُ التمجيد كونوا عبيداً لله، لا تكونوا عبيداً للعبيد فيُذِلُّكم العزيز الحميد، من كان عبدًا لله عاشَ كريماً وعزيزاً ولقِي الله -سبحانه وتعالى- مؤمنًا مُوقناً

يَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ : لَقَدْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، يُلَبِّي بِهَذِهِ التَّلْبِيَةِ الَّتِي حَفِظَهَا لَنَا أَصْحَابُهُ وَبَلَّغَهَا عَنْهُمْ مَنْ حَفِظَهَا عَنْهُمْ لِنَكُونَ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ دِينَنَا مَبْنِيٌّ عَلَى التَّوْحِيدِ لِلَّهِ وَالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - الْبَرَاءُ مِنْهُمْ ، وَمِنْ دِينِهِمْ ، وَمِنْ شِرْكِهِمْ ، وَمِنْ رِجْسِهِمْ ، وَمِنْ نَجَسِهِمْ ، وَمِنْ أَخْلَاقِهِمْ السَّيِّئَةِ . .

البراء إلى الله -سبحانه وتعالى- من كل ما يغضبه "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ"

قال بن عباس: "التلبية زينة الحج"
يا عباد الله! لقد كان الصالحون يستشعرون معانيها فتمتلئ قلوبهم خوفاً، ورجاءً بالله -سبحانه وتعالى- يستشعرون أن الله يسمعهم، وأن الله يعلم ما يدور في ضمائرهم .

يحجُّ عليُّ بن الحسين -رحمه الله- فلما أراد أن يُلبِّي إصفر وجهه ورتعد ولم يستطع أن يُلبِّي، فقيل له: ما لك؟ قال: أَخْشَى أَنْ أَقُولَ لَبَّيْكَ فَيَقُولَ : لِي لَا لَبَّيْكَ فَشَجَّعُوهُ عَلَى التَّلْبِيَةِ ، فَلَمَّا لَبِّي "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ" سَقَطَ مِنْ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ وَغُشِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ وَبَقِيَ أَثارُ الْخَوْفِ وَالْفَزَعِ بِوَجْهِهِ حَتَّى أَتَمَّ حَجهُ - رَحِمَهُ اللَّهُ -

وَذَكَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الدُّقِّيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّهُ قَالَ: "كُنْتُ بِذِي الْحَلِيفَةِ وَالنَّاسُ يَحْرِمُونَ بِالْحَجِّ وَأَحْرَمْتُ بِالْحَجِّ وَإِذَا شَابٌّ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ وَهُوَ يَقُولُ : يَا رَبِّ يَا رَبِّ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ وَأَخْشَى أَنْ تُجِيبَنِي لَا لَبَّيْكَ وَلَا سَعْدِيَّكَ ، وَهو يُكَرَّرُ هَذَا الْخِطَابُ يَا رَبِّ يَا رَبِّ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ وَأَخْشَى أَنْ تُجِيبَنِي لَا لَبَّيْكَ وَلَا سَعْدِيكَ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدِّقيُّ : فاقتَرَبَّتْ مِنْهُ وَقُلْتُ: لَهُ لَابُدَّ لَكَ مِنْ إحَرَامٍ فَلِبِّ مَعِي وَأَحْسِنْ ظَنَّكَ بِاللَّهِ، فَقَالَ يَا شَيْخُ: أَخْشَى أَنْ يُجِيبَنِي لَا لَبَّيْكَ وَلَا سَعْدِيك، فَشَجَّعَهُ وَقَالَ: لَبِّي مَعِي إِنَّهَا قُلُوبٌ تَخَافُ اللَّهَ، إِنَّهَا قُلُوبٌ تَنْظُرُ إِلَى أَعْمَالِهَا وَتَقصيرِهَا وَتَخَافُ اللَّهَ ..."

وَمِنَّا مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ الْجَنَّةَ مَفْتُوحَةٌ أَبْوَابُهَا أَمَامَهُ... مَا هَذَا الْغُرُورُ ؟مَا هَذَا الْغُرُورُ؟
هَذَا الشَّابُّ يَخْشَى أَنْ تُرَدَّ عَلَيْهِ تَلْبِيَتُهُ وَأَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ عَمَلَهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:﴿ وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ ﴾

فَلَمَّا لَبَّى مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّقِي
قَالَ : "لَبَّى مَعِي الشِّابُ وَقَالَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ وَأَطَالَهَا وَخَرَجَتْ رُوحُهُ وَسَقَطَ مَيِّتًا رَحِمَهُ اللَّهُ "

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْحَقُّ الْمُبِينُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا

أَمَّا بَعْدُ:

فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ وَاقِفًا بِعَرَفَةَ وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ وَاقِفٌ عَلَى نَاقَتِهِ فِي عَرَفَةَ حَاجٌ مُحَرِمٌ مُلَبٍّ لِلَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وَإِذْ بِهِ يَسْقُطُ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَتُنْدَقُ عُنُقُهُ وَرَقَبَتُهُ وَتَنْكَسِرُ وَيَمُوتُ ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ : «كَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ وَلَا تَمَسُّوهُ طِيبًا، وَاغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسَدرٍ وَلَا تُغَطُّوا رَأْسَهُ،» لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا »يَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ:

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

كنت أولى بهذا الأمر من أمير المؤمنين، فيقول: قولي خيرًا إذا جئت أمير المؤمنين، وحدثيني هناك إن شاء الله، ثم تنحى ناحية عنها ثم استقبلها فربض مربضا، فقلنا له: إن لنا شأنا غير هذا، ولا يكلمني حتى رأيت الصبية يصطرعون ثم ناموا وهدأوا فقال يا أسلم، إن الجوع أسهرهم وأبكاهم، فأحببت أن لا أنصرف حتى أرى ما رأيت".

فيا عباد الله، احذروا الإساءة إلى عباد الله لا سيما من قبل ولاة الأمور، فإن ولاة الأمور جعلهم الله يحافظون على أمور الناس، على أمنهم، على استقرارهم على أموالهم على أعراضهم على دينهم، إلى غير ذلك مما يطالب به ولاة الأمور، فإذا استغل من استغل من ولاة الأمور أن جعل وظيفته، ومنصبه في إلحاق الضرر بالناس فقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "بئس
الزاد إلى المعاد العدوان على العباد".

أخرجه الدينوري في كتاب "المجالسة". وأخرج الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه "صفة الصفوة" وهو أثر صالح للاحتجاج عن أبي حمزة الثمالي قال كان علي بن الحسين – وهو الملقب بزين العابدين، وهو من آل بيت النبوة - يحمل جراب الخبز على ظهره فيتصدق به ويقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل". الجراب من الخبز ويوزعه على الفقراء في المدينة في الليل الدامس، فلا يدرى من هو. يدق على الفقير فإذا فتح له الباب رمى بما عنده وهو متلثم.

هكذا الإخلاص، هكذا المحافظة على الفقراء والأيتام والأرامل، لا استغلالاً لهم ولا مكراً بهم ولا
تحزيب لهم، ولا إدخال لهم في البدع والضلالات.
وعن عمرو بن ثابت قال: "لما مات علي بن الحسين رحمه الله فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سود في ظهره، فقالوا: ما هذا؟ فقالوا: كان يحمل جراب
الدقيق ليلاً على ظهره يعطي فقراء أهل المدينة". ما أحوجنا إلى أننا نكون من الأبرار الأخيار، وأن نكون من الرحماء، وأن
نكون من الأوفياء لهذا الدين ومن المحسنين لعباد الله.

وأخرج الخطيب البغدادي رحمه الله في تاريخ بغداد" قال: سأل رجل في المسجد وعبيد الله بن محمد بن حفص العيشي حاضر فلم يعطه أحد شيئًا، وكان على العيشي مطرف خز فقال: خذ هذا المطرف، قال: فأخذه، فلما ولى دعاه فرجع إليه فقال: إن ثمن المطرف أربعون ديناراً، فانظر لا تخدع عنه،
فمضى فباعه، فعرف أنه مطرف العيشي فاشتراه ابن عم له ورده عليه". هذا الذي جعله يفعل هذا لما رأى المسلمين ولا واحد منهم أحسن إلى هذا السائل.

وروى الإمام أحمد في "مسنده" عن عمرو بن معاذ الأنصاري قال: إن سائلاً وقف على بابهم فقالت له جدته حواء أطعموه تمرًا. قالوا: ليس عندنا. قالت: فأسقوه سويقًا. قالوا: العجب لكِ، نستطيع أن نطعمه ما ليس عندنا؟ قالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول: «لا تردوا السائل ولو بظلف محرق.»

يا مسلم، ما الذي يضرك أن تصطحب معك في جيبك من أمهات خمسين ريال ومن أمهات مائة ريال ومن أمهات مائتي ريال، فإذا رأيت مسكينًا يسأل في المسجد، أو جاءك إلى الدكان أعطيت مما أعطاك الله، لا تبخل على نفسك، لا تغلق الأبواب، لا تقطع فضل الله عليك، لا تعود نفسك البخل. دين الإسلام دين الإكرام والسخاء والجود والبذل والعطاء، لا تعودوا أنفسكم هذه الحالة وهذا التصرف المزري.

فنحن في هذا البلد الذي اشتد فيه فقر كثير من أهله وقد تضرر من تضرر بسببه فهذا مما يدفعنا أكثر وأكثر إلى البذل والعطاء فنتصدق مما يسر الله ونتعاون، لا سيما مع من ظهر ضررهم، ولا ننسى أننا قادمون على العشر الأول من شهر ذي الحجة وهذه العشر تفضّل فيها الأعمال ومنها الصدقات، ونحن قادمون على العيد عيد الأضحى، والمطلوب إكرام الفقراء والمساكين باللحوم والطعام والثياب وغير ذلك مما أعطى الله العباد، احذروا البخل.

اللهم إننا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عدوا إلا قصمته، اللهم عليك بأعداء الإسلام، اللهم عليك بأعداء الإسلام، اللهم عليك بأعداء الإسلام، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزم أعداءك أعداء الدين اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم عليك باليهود والنصارى المعتدين، اللهم انصر عبادك المجاهدين عليهم، اللهم انصر عبادك المجاهد عليهم، اللهم أيد جندك وعبادك بجنود من عندك، ومكنهم من أكتاف أعدائهم يا قوي يا عزيز.

┈──── ••↯↯↯┈➢
*📝 للمزيد تابعونا ⇲على التيليغرام :*
╰┈➢
/channel/hat2222
*📬موسوعة الخطيب ⇲على التيليغرام :*
╰┈➢
/channel/hat22_bot
*📨رابط قناة ملتقى الخطب على الوتس :*
╰┈➢
https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

وروى الإمام مسلم والبخاري أيضًا من حديث أبي هريرة الله أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل»، يأتي يوم القيامة هذا المتصدق بالقليل وإذا به يرى صدقته تلك التي كانت قليلًا في الدنيا وربما احتقر نفسه فيجد هذه الصدقة قد جلبت له أجورًا كثيرة.

هذه الدعوة النبوية إلى التصدق ولو بالقليل تسهيل للمسلمين جميعا أن هذا من يكونوا من أهل الخير والبر والإحسان، وأن لا يُحرم مسلم ولا مسلمة .
من هذا التصدق.

وروى الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: وقد جاء من حديث سلمان رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة وذكر منهم قال : ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه،
ذكر بعض الشراح أنه يدخل في قوله: «بصدقة» التصدق التي بالقليل، فالمتصدق ولو بالقليل يرجى له أن يكون يوم القيامة من السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه، كرماء على الله، هم ضيوف الله في ذلك
اليوم العصيب، يوم يعز فيه المرء أو يهان ألا ترضى بهذا لنفسك يا مسلم؟

وروى الإمام أحمد وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس. أو قال: يحكم بين الناس»، هذا الحديث سمعه رجل من اليمن وهو أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني رحمه الله تعالى، فماذا صنع أبو الخير رحمه الله؟ كان لا يمر عليه إلا تصدق فيه بما يتيسر مع أنه كان فقيراً، فكان يخرج من بيته وقد اصطحب معه إما فلوسًا، فإن لم يجد فلوسًا اصطحب معه قمحًا، فإن لم يجد قمحا اصطحب معه كعكة، فإن لم يجد كعكة اصطحب معه ولو بصلة، حتى راه رجل يوماً داخلا المسجد ومعه بصلة، فقال له يا أبا الخير، هذه البصلة
تجلب عليك النتن. أي تصير الثياب فيها رائحة البصل. فقال: والله ما وجدت في بيتي شيئًا أتصدق به إلا البصلة، قال: وقد حدثني عقبة بن عامر رضي الله عنه. عن رسول الله ﷺ أنه قال : كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة».

انظروا إلى هذا الفقه في الدين لا تتضجروا من وجود الفقراء والمساكين، هؤلاء من صالحي من يحبون الخير ومن يتنافسون في البر ومن يحسنون إلى العباد، يفرحون بهذا الصنف من أجل أن ينالوا الأجور العظيمة عند الله والقبول التام لدى الله سبحانه وتعالى.

وروى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم.»

انظروا هذه الصدقة قليلة، يجمعون الأزواد القليلة ومن ثم يعطى لمن ليس معه شيء مثلما يعطى من قدم شيئًا من المال، هذه هي ا المواساة والمؤاثرة.

قال القاضي عياض رحمه الله في "إكمال المعلم": "وفي هذا الحديث فضل المواساة والسماحة، وأنا كانت خُلُق نبينا عليه الصلاة والسلام وخُلق صدر هذه الأمة وأشراف الناس". أشراف الناس هكذا يحبون أن يتصدقوا، ويحبون المواساة للمحتاج للمتضرر، للفقير، للأيتام، للأرامل.

وروى الإمام الطبراني في "الكبير" وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنه : أن رجلاً جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعًا»، وهذا هو ا الشاهد الحديث: «أو تطرد عنه جوعاً»، فالذي لا يقدر أن يتصدق إلا بكسرة عيش ليدفع الجوع عن السائل والمحتاج قد عمل عملاً من الأعمال المفضلة من عند الله، وهو من أحب الناس إلى الله. ماذا تريدون بعد هذا؟

وروى الإمام النسائي في "سننه" وغيره من حديث أبي هريرة الله أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: سبق درهم مائة ألف». قالوا: يا رسول الله، وكيف؟ قال:«رجل له درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال كثير فأخذ من عرض ماله مائة ألف فتصدق بها،» يعني: هذا الذي معه مال كثير لم يتصدق بنصف ماله وإنما بالقليل منه، وذاك الذي معه در همان تصدق بأحدهما تصدق بنصف ماله فاستدل العلماء بهذا الحديث على أن الأجر
يعظم على حسب حال المتصدق، فإن كان المتصدق حاله شحيحة وما بيده
قليل ومع هذا يتصدق من القليل فأجره أعظم ومضاعف على أجر من يتصدق من مال كثير لا يؤثر عليه ذلك في ماله

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

ومن نماذج أخطاء بعض الخطباء

المبالغة في الهدوء؛ فتجد هؤلاء يلقون خطبهم وكأنّهم يلقون محاضرة (أكاديمية)؛ فيدب الملل والضجر في نفوس بعض المستمعين، وقد يتسرب النعاس إلى آخرين، فتفقد الخطبة أثرها.

منقول
#للخطباء

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

📚 قسم المؤلفات الجديدة

📚 القول السديد في حكم طواف الإفاضة في يوم العيد أو الإصابة في حكم من تحلل التحلل الأول في يوم العيد ولم يطف فيه طواف الإفاضة

👤 تأليف العبد الفقير إلى مولاه الغني القدير: أبي عمار
#محمد_بن_عبدالله_باموسى حفظه الله ورعاه

*《 الكتاب بصيغة PDF على تليجرام 》:*
/channel/hat2222/41323
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
#تآليف_يمانية
#كتب_عن_الحج #الحج
#عشر_ذي_الحجة

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

"الوحدة اليمنية وأهمية المحافظة عليها" بهذا الوسام من عقود كان كتاب #شيخنا_الإمام الذي ذكر فيه أهمية الوحدة في اليمن بين شطريه: الشمالي، والجنوبي، وكيف تمت، ومن كان لهم فضل في تحقيقها، مُذيِّلًا كل ذلك بمصادره، ومُردفًّا إياه بأحكام الشريعة، فسلام الله عليه ورحمته بكرة وعشيّا.

*《 الكتاب بصيغة PDF على تليجرام 》:*
/channel/hat2222/41320

#محمد_بن_عبدالله_الإمام
#بوح_الخاطر
#تآليف_يمانية
#تراجم_وأعلام
/channel/almarofy0

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

اللهم أصلح أولادنا واشف مرضانا وعافِ مبتلانا وارحم موتانا وخذ بأيدينا إلى كل خير واعصمنا من كل شر واحفظنا من كل ضر.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيبُ الدعوات.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ولا تسلب نعمتك عنا وكن معنا حيثما كنا بعفوك وكرمك يا حي يا قيوم.
والحمد لله رب العالمين.
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
قناتي على تيليجرام:
/channel/abdulrazzaqalrabeei
مجموعة خطب جمعة مكتوبة ومسموعة:
https://chat.whatsapp.com/Fy6rL44eqMxEgdsZ3Fkw1S

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

وعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يَسْهُو فِيهِمَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
وقال صلى الله عليه وسلم: "خَمْسُ ‌صَلَوَاتٍ ‌افْتَرَضَهُنَّ ‌اللَّهُ ‌تَعَالَى ‌مَنْ ‌أَحْسَنَ ‌وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ".
والأدلةُ على فضلِ الصلاة، والتي فيها الحثُّ على الإكثارِ من نوافلها كثيرة، فالصلاةُ عونٌ على أداء بقية الطاعات، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌اسْتَعِينُوا ‌بِالصَّبْرِ ‌وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. وهي عونٌ على تركِ المعاصي والمحرمات، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ ‌تَنْهى ‌عَنِ ‌الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}. وكلّما حافظ المسلمُ على الصلاةِ زادَ حبُّه لها، واشتدَّ تعلُّقُه بها، فهي قرةُ عيونِ الموحِّدين الأبرار، وروضةُ المتقين الأخيار، فطوبى لمن حافظ على فرضها، وأكثر من نوافلها وسننها.
ويستحبُّ الإكثارُ من قراءةِ القرآن؛ فإنَّ القرآنَ شافعٌ مُشفّع، وحجيجٌ مُصَدَّقٌ، وقراءةُ حرفٍ من القرآن بعشرِ حسناتٍ، كما صحَّ في الحديث، وقراءةُ آيةٍ خيرٌ من امتلاكِ ناقةٍ وآيتين خيرٌ من ناقتين وثلاثٍ خيرٌ من ثلاث ومن أعدادِهن من الإبل.
وكلما أكثرَ المسلمُ من قراءة القرآن وتدبُّرِهِ والعملِ به استحقَّ أن يكون من أهلِ القرآن، وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أَهْلُ الْقُرْآنِ ‌هُمْ ‌أَهْلُ ‌اللهِ، ‌وَخَاصَّتُهُ".
وقال عليه الصلاة والسلام: "اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ ‌يَأْتِي ‌يَوْمَ ‌الْقِيَامَةِ ‌شَفِيعًا ‌لِأَصْحَابِهِ. اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ. أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا. اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ". رواه مسلم.
ويستحبُّ الإكثار من الصدقة، فإنَّ ‌الصَّدَقَةَ ‌تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ".
وكُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ يومَ القيامة".
وفي الصحيحين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "‌مَا ‌مِنْ ‌يَوْمٍ ‌يُصْبِحُ ‌الْعِبَادُ ‌فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا".
وأبوابُ البرِّ والإحسانِ التي ينبغي للمسلمِ أن يحرصَ عليها في عشر ذي الحجة وفي بقية الأوقات كثيرة: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ".
ومن الأعمال الصالحة التي يُستحب الحرص عليها في العشر: هي عبادة الصيام؛ فيسنُّ للمسلمِ أنْ يصومَ ما استطاع من تسعِ ذي الحِجة، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حثَّ على العملِ الصالحِ في أيام العشر، والصيامُ من أفضل الأعمال.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسعَ ذي الحجة؛ فعن بعضِ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومُ تسعَ ذي الحِجة ويومَ عاشوراء وثلاثةَ أيامٍ من كلِّ شهر ".
وكان مجاهد يصوم العشر، قال: وكان عطاء يتكلّفها".
وكان محمد بن سيرين يصومُ العشرَ؛ عشرَ ذي الحِجة كلها، فإذا مضى العشر ومضت أيام التشريق أفطر تسعة أيام مثل ما صام".
‌‌ ومما يتأكد في هذا العشر؛ التوبةُ إلى الله تعالى والإقلاعُ عن المعاصي وجميعِ الذنوب؛ والتوبةُ هي الرجوعُ إلى الله تعالى وتركُ ما يكرهه اللهُ ظاهراً وباطناً ندماً على ما مضى، وتركًا في الحال، وعزماً على ألا يعود والاستقامة على الحقّ بفعل ما يحبّه الله تعالى.

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

وقد جَعَلَ اللهُ سبحانَهُ هذا مرتَّبًا على ذكرِهِ في الأيَّامِ المعلوماتِ بلفظةِ {ثُمَّ}، فدَلَّ على أنَّ المرادَ بالأيَّامِ المعلوماتِ ما قبلَ يومِ النَّحرِ، وهوَ عشرُ ذي الحجَّةِ.
فيَكونُ كثرةُ ذكرِ اللهِ في أيَّامِ العشرِ شكرًا على هذهِ النِّعمِ المختصَّةِ ببهيمةِ الأنعامِ التي بعضُها يَتَعَلَّقُ بدِينِ الحاجِّ وبعضُها يَتَعَلَّقُ بدنياهُم، وأفضلُ الأعمالِ ما كَثُرَ ذكرُ اللهِ تَعالى فيهِ، خصوصًا الحجَّ، وقد أمَرَ اللهُ تَعالى بذكرِهِ كثيرًا في الحجِّ: قالَ تَعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. وهذا الذِّكرُ يَكونُ في عشرِ ذي الحجَّةِ. ثمَّ قالَ: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}. وهذا يَقَعُ في يومِ النَّحرِ، وهوَ خاتمةُ العشرِ أيضًا. ثمَّ أمَرَ بذكرِهِ بعدَ العشرِ في الأيَّامِ المعدوداتِ، وهيَ أيَّامُ التَّشريقِ.
وفي السُّنن: عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "إنَّما جُعِلَ الطَّوافُ بالبيتِ والسَّعيُ بينَ الصَّفا والمروةِ ورميُ الجمارِ لإقامةِ ذكرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ". فهذا كلُّهُ بالنِّسبةِ إلى الحاجِّ. فأمَّا أهلُ الأمصارِ؛ فإنَّهُم يُشارِكونَ الحاجَّ في عشرِ ذي الحجَّةِ في الذِّكرِ وإعدادِ الهديِ، وكذلك تحصلُ مشاركتُهُم لهُم في الذِّكرِ في الأيَّامِ المعلوماتِ؛ فإنَّهُ يُشْرَعُ للنَّاسِ كلِّهِم الإكثارُ مِن ذكرِ اللهِ في أيَّامِ العشرِ خصوصًا، وقد ورد عن اْبنِ عُمَرَ مرفوعًا: "فأكْثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ". وقد ذَكَرَ البُخارِيُّ في "صحيحه" عنِ اْبنِ عُمَرَ وأبي هُرَيْرَةَ أنَّهُما كانا يَخْرُجانِ إلى السُّوقِ في العشرِ فيُكَبِّرانِ ويُكَبِّرُ النَّاسُ بتكبيرِهِما". وعن يَزيدَ بنِ أبي زِيادٍ؛ قالَ: رَأيْت سَعيدَ بنَ جُبَيْرٍ ومُجاهِدًا وعَبْدَ الرَّحْمنِ بنَ أبي لَيْلى أوِ اْثنينِ مِن هؤلاءِ الثَّلاثةِ ومَن رَأيْنا مِن فقهاءِ النَّاسِ يَقولونَ في أيَّامِ العشرِ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ".
ومما يدل على فضلِ هذه العشر:
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخبر أنها أفضلُ أيامِ الدنيا، فعن جابرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "‌أَفْضَلُ ‌أَيَّامِ ‌الدُّنيا أيَّامُ العَشْرِ - يعني عَشْرَ ذِي الحجَّةِ -، قِيلَ: ولَا مِثلُهُنَّ في سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا مِثلُهُنَّ في سَبيلِ اللَّهِ، إِلَّا رجلٌ عَفَّرَ وَجهَهُ فِي التُّرابِ".
ومما يدل على فضلِ هذه العشر أيضًا:
أنَّ فيها يومَ عرفة، وهو اليومُ المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين، وصيامُه يكفِّرُ آثامَ سنتين، وفي العشرِ أيضًا يومُ النحر الذي هو أعظمُ أيامِ السَّنةِ على الإطلاق وهو يومُ الحجّ الأكبر الذي يجتمع فيه من الطّاعات والعبادات ما لا يجتمع في غيره.
ومما يدل على فضلها:
أن الله سماها معلومات؛ قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ رحمه الله: فَائِدَةُ قَوْلِهِ {مَعْلُوماتٍ} وَ {مَعْدُودَاتِ}: التَّحْرِيضِ عَلَى هَذِهِ الْأَيَّامِ وَعَلَى اغْتِنَامِ فَضْلِهَا أَيْ لَيْسَتْ كَغَيْرِهَا فَكَأَنَّهُ قَالَ هِيَ مَخْصُوصَاتٌ فَلْتَغْتَنِمْ".
ومما يدل على فضيلة هذه العشر المباركة:
أن النبيَّ صلى اللهِ عليه وسلم حثَّ فيها على العمل الصالح: لشرَفِ الزمانِ بالنسبةِ لأهلِ الأمصار، وشرفِ المكانِ - أيضاً - وهذا خاص بحُجاجِ بيتِ الله الحرام.
عباد الله: لمَّا كانَ اللهُ سبحانَهُ قد وَضَعَ في نفوس المؤمنينَ حنينًا إلى مشاهدةِ بيتِهِ الحرامِ، وليسَ كلُّ أحدٍ قادرًا على مشاهدتِهِ في كلِّ عامٍ؛ فَرَضَ على المستطيعِ الحجَّ مرَّةً واحدةً في عمرِهِ، وجَعَلَ موسمَ العشرِ مشتركًا بينَ السَّائرينَ والقاعدينَ، فمَن عَجَزَ عنِ الحجِّ في عامٍ؛ قَدَرَ في العشرِ على عملٍ يَعْمَلُهُ في بيتِهِ يَكونُ أفضلَ مِن الجهادِ الذي هوَ أفضلُ مِن الحجِّ.
لَيالي العَشْرِ أوْقاتُ الإجابَهْ … فَبادِرْ رَغْبَةً تَلْحَقْ ثوابَهْ
ألا لا وَقْتَ للِإهمالِ فيهِ … ثَوابُ الخَيْرِ أقْرَبُ لِلإصابَهْ
مِنَ اوقاتِ الليالي العَشْرِ حَقًّا … فَشَمِّرْ وَاْطلُبَنْ فيها الإنابَهْ".
إنَّ إدراكَ هذه العشرِ نعمةٌ عظيمةٌ من نِعَمِ اللهِ تعالى على العبدِ، يُقدّرُها حقَّ قدرها الصالحون المشمِّرون، وواجبٌ على المسلم استشعارُ هذه النعمة، واغتنامُ هذه الفرصة، وذلك بأن يخصَّ هذه العشرَ بمزيدٍ من العنايةِ، وأنْ يُجاهد نفسَه بالطاعة:

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

○ حسنات السِّر ○

🎙️لفضيلة الشيخ /
#عبدالعزيز_بن_يحيى_البرعي
       حفظه الله ورعاه

🗓️كانت بتاريخ ١٨ ذي القعدة  ١٤٤٦هـ

*🎧 للخطبة صوت في قناة الشيخ من هنا*
/channel/FtawaALboraey/4799
*📝 للمزيد تابعونا ⇲على التيليغرام :*
╰┈➢ /channel/hat2222
*📬موسوعة الخطيب ⇲على التيليغرام :*
╰┈➢ /channel/hat22_bot
*📨رابط قناة ملتقى الخطب على الوتس :*
╰┈➢ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318

#خطب_فضائل_الأعمال
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

وقال وزير بريطانيا الأسبق: "إن وجود القرآن في أوساط المسلمين لن تستطيع أوروبا أن تسيطر على الشرق الأوسط".
وهكذا قال بعضهم: "إن وحدة المسلمين نائمة، ولكن اجعلوا في الحسبان أن النائم قد يستيقظ".
فالكفار يخافون من تمسك المسلمين بدينهم، بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

ومن البشارات: أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا بأن الأرض يرثها المتقون، {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}.
وقال الله عز وجل: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ۝

فميراث هذا العالم للمؤمنين، للمتقين، للصالحين، لكن كما سمعت إذا تمسكوا بدينهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

ومن البشارات: ما جاء في الحديث الصحيح عن أبي قَبِيلٍ المَعافريِّ قال:« كنا عند عبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ، وسُئِلَ أيُّ المدينتيْنِ تُفتحُ أولًا القسطنطينيةُ أو روميَّةُ ؟ فدعا عبدُ اللهِ بصندوقٍ له حِلَقٌ، قال : فأخرج منه كتابًا قال : فقال عبدُ اللهِ : بينما نحنُ حولَ رسولِ اللهِ نكتبُ، إذ سُئِلَ رسولُ اللهِ : أيُّ المدينتيْنِ تُفتحُ أولًا القسطنطينيةُ أو روميَّةُ ؟ فقال رسولُ اللهِ : مدينةُ هرقلَ تُفتحُ أولًا : يعني قسطنطينيةَ .»

قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى: "الفتح الأول: قد حصل على يد القائد البطل العثماني محمد الفاتح وهو ابن ثلاث وعشرين سنة،
والفتح الثاني: أي لرومية سيتحقق ولابد، ﴿وَلَتَعۡلَمُنَّ نَبَأَهُۥ بَعۡدَ حِينِۭ ﴾، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ﴿مَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ۝ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ۝ عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ ﴾ [النجم - ٥]
وهكذا معاشر المسلمين من البشارات: أن المستقبل لهذا الدين وأن المستقبل للمسلمين ما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه وأرضاه قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:« تكونُ النُّبوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ خِلافةٌ على مِنهاجِ النُّبوَّةِ، فتكونُ ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء اللهُ أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكًا عاضًّا، فيَكونُ ما شاء اللهُ أنْ يكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكًا جَبريَّةً، فتكونُ ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ خِلافةٌ على مِنهاجِ نُبوَّةٍ، ثُمَّ سَكَتَ،...»
قال بعض الشراح قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم تكون منهج خلافة على منهج النبوة هذا في زمن المهدي وفي زمن عيسى عليه الصلاةوالسلام، ثم تكون خلافة على منهج النبوة".

وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأننا سنقاتل اليهود وستكون الغلبة للمؤمنين والمسلمين،
جاء في الصحيح أنه قال: "تُقاتِلُكمُ اليَهودُ فتُسلَّطونَ عليهم -أي تكون لكم الغلبة على اليهود- حتى يقول الحجر والشجر: يا مُسلِمُ هذا يهوديٌّ ورائي فاقتُلْه .".

وفي رواية: "يا عبد الله"، وفي هذا دليل على أن الذين يقاتلون اليهود من أهل التوحيد من أهل توحيد الله سبحانه وتعالى، "يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلَّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ. ." يعني لا تتكلم ولا تنطق.

ولهذا قال بعض أهل العلم: إن اليهود الآن يكثرون من غرس هذه الشجرة لأنهم يعلمون ذلك، لأنهم يعلمون أن هذا الأمر سيأتي عليهم ويعلمون أن الرسول لا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ، إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ فما أعظم هذه البشارة وما أعظم هذا الأمر.
يقول الشيخ الألباني رحمه الله تعالى عند حديث: "يَتبَعُ الدَّجَّالَ من يهودِ أصبهانَ سبعونَ ألفًا. "، قال: "وفي هذا دليل أن اليهود في ذلكم الزمان قد أخرجوا من فلسطين والذي أخرجهم هم المسلمون ".

نعم يا عباد الله ومن البشارات: التي تدل على أن المستقبل للإسلام وأن الإسلام قادم وأن العزة والتمكين للمسلمين والمؤمنين أنه ما أرتفع شيء من هذه الدنيا إلا وضعه الله وهذه سنة كونية لا تتغير ولا تتبدل أن ما أرتفع شيء من أمر الدنيا إلا ووضعه الله.

يقول عليه الصلاة والسلام: "حَقٌّ علَى اللَّهِ أنْ لا يَرْتَفِعَ شيءٌ مِنَ الدُّنْيا إلَّا وضَعَهُ الله سبحانه وتعالى".

فمهما ارتفع أمر الكفار كأمريكا وإسرائيل وغيرهم مهما ارتفعت قوتهم وارتفع عددهم لكن عندنا يقين أنهم سيزولون وأنهم سينتهون وأنهم سيدمرون وأنهم سيذهبون إلى مزابل التاريخ وسيبقى الإسلام شامخا في أجواء المعمورة فلنبشر معاشر المسلمين فالمسألة تحتاج منا كما سمعتم إلى أن نتمسك بدين الله -سبحانه وتعالى- إلى أن نتمسك بدين الله -عز وجل- أن نقيم دين الله في أنفسنا في مجتمعاتنا في جميع ما نأتي ونذر فإذا أقمنا دين الله ستقوم لنا دولة عظيمة وستعود لنا

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

فأبناء الطائفة المنصورة لا يخلو منهم زمان.

سيبقى الإسلام هو الذي يُرفرف في أجواء المعمورة، هذا الإسلام سيبقى يرفرف في أجواء العالم.
لا تُهيِّئ كفني يا عاذلي     فأنا لي مع الفجر مواثيق وعهد.

سينتهي الكفار والمنافقون وسيذهبون إلى مزابل التاريخ، وسيبقى الإسلام هو الظاهر، وهو المتمكن وهو الموجود في أنحاء المعمورة.

فلنحذر اليأس ولنحذر القنوط من عودة الأمة إلى ربها، ومن عودة الأمة إلى مكانتها وعِزتها وعلو مكانتها وشرفها، فاليأس سبب للانهيار، سببٌ للدمار، سببٌ للضعف، سببٌ للهزيمة. يجب أن نجتث هذه الجرثومة من قلوبنا ومن قلوب مجتمعاتنا، وأن نبث الأمل والطمأنينة في أوساط المسلمين في أوساط المؤمنين والمؤمنات بأن الإسلام قادم وأن المستقبل لهذا الدين، وهذا هو منهج القرآن ومنهج النبي عليه الصلاة والسلام ومنهج الصحابة الأخيار رضوان الله عليهم أجمعين.

يقول الله سبحانه وتعالى مبشراً بظهور الدين: ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ۝ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﴾ [التوبة - ٣٣]
وقال الله سبحانه: هو﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ۝ هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﴾[الصف : ٩]
وقال الله سبحانه: ﴿ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا ﴾[الفتح : ٢٨]

فمهما حاول الكفار إسقاط دين الله سبحانه وتعالى لن يستطيعوا، مهما أنفق الكفار من أموالهم لإسقاط دين الله وبث الشبه في أوساط المسلمين، وبث الشبه لتنصير المسلمين، وبث الأخلاق السيئة، وبث ما يغضب الله -سبحانه وتعالى- فلنّ يستطيعوا أن يسقطوا هذا الدين، لأن الله عز وجل قد تكفل بحفظه ﴿ إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ ﴾[الحجر : ٩]

كم أنفقوا من أموال لإسقاط دين الله عز وجل، لتحريف القرآن، لطمس سنة محمد-عليه الصلاة والسلام-، لبث الشبه، لكنهم باءوا بالفشل،وأصبحت النتائج ضئيلةً جداً، أصبحت النتائج التي نتجت من هذا الفعل المدمر ضئيلة بالنسبة لما كان في حسبانهم.

لأن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ لِیَصُدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ فَسَیُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَیۡهِمۡ حَسۡرَةࣰ ثُمَّ یُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ یُحۡشَرُونَ ﴾[الأنفال : ٣٦]. ستنتهي أموالهم، ستنتهي خطتهم، سينتهي الكفار، وسيبقى الإسلام شامخًا في أجواءٍ المعمورة.

أين فرعون؟ أين قارون؟ أين الفجرة والكفرة؟ الذين أرادوا طمس دين الله سبحانه وتعالى، انتهوا إلى مزابل التاريخ، وبقي الإسلام يرفرف في أجواء المعمورة، وهذا بمصداق ما سمعتم ﴿ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﴾

وأخبرنا ربنا -سبحانه وتعالى- أن الكفار سيزولون وسيدمرون وسينتهون، قال الله عز وجل: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ۝ وَأَكِيدُ كَيْدًا ۝ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}. فمهل الكافرين أمهلهم رويدًا،

وهكذا قال الله عز وجل: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
وقال الله سبحانه وتعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.
وقال سبحانه: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ۝ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}. آيات عظيمة، آيات كريمة يبشرنا بها الله سبحانه وتعالى.

فمهما أعد الكفار من قوة أو من عددٍ أو عدة فإنها متلاشية أمام قوة الله وأمام قدرة الله -سبحانه وتعالى-، قوة الله أعظم وقوة الله أكبر.

إذاً ليكن عندنا الأمل، ليكن عندنا السعادة، لتكن عندنا الطمأنينة بأن العاقبة للمتقين.

واسمع إلى هذه البشارة العظيمة التي بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بأن الدين سينتشر كما انتشر الليل والنهار، يقول عليه الصلاة والسلام كما عند أحمد من حديث تميم بن أوس الداري قال صلى الله عليه وسلم: «ليبلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ اللَّيلُ والنَّهارُ ، ولا يتركُ اللهُ بيتَ مدَرٍ ولا وبَرٍ إلَّا أدخلَهُ اللهُ هذا الدِّينَ ، بعِزِّ عزيزٍ ، أو بذلِّ ذليلٍ ، عزًّا يعزُّ اللهُ به الإسلامَ ، وذلًّا يذِلُّ اللهُ به الكفرَ .».

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

صناعة خطيب ماهر

#أحمد_بن_ناصر_الطيار

#للخطباء #للدعاة #للأئمة

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

🔸مختارات من خطب الجمعة

📝التي أعدها والقاها فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/
#عبدالسلام_بن_محمد_الشويعر

*🕌في جامع الميداني - حي الورود - طريق الملك عبد العزيز-مدينة الرياض*

🔸جمع وترتيب : د. عبد الحليم بن عبد العزيز مازي

*《 الكتاب بصيغة PDF على تليجرام 》:*
/channel/hat2222/41292
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
#كتب_الخطب #مؤلفات_الخطابة

للمزيد من مؤلفات الخطابة إضغظ هنـاء

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ"
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أنَاسَ يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ وَهُمْ يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ،
وَآخَرُونَ يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ وَهُمْ يُلَبُّونَ،
وَآخَرُونَ يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ وَهُمْ يَسْبَحُونَ،
وَآخَرُونَ يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ وَهُمْ يُغَنُّونَ! وَهُمْ يَشْتُمُونَ! «فَمَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ بُعِثَ عَلَيْهِ»

يَا أُمَّةَ الْإِسْلَامِ: إِنَّ التَّلْبِيَةَ شِعَارٌ لِلْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ ، وَلِذَا كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وِسَلَّمَ يَقُولُهَا: فِي دُعَاءٍ مِنْ أَدْعِيَةِ الِاسْتِفْتَاحِ، الَّذِي يُرْويه عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ- وَفِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وِسَلَّمَ
كَانَ يَسْتَفْتِحُ صَلَاتَهُ وَيَقُولُ: « وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَا وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ »

وَكَانَ يَقُولُ: في ذَلِكَ الدُّعَاءُ الْطوِيلُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ » إِذْعَانٌ وَإِيمَانٌ وَتَوْحِيدٌ وَتَمْجِيدٌ

وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ يُنَادِي الله -عَزَّ وَجَلَّ- آدَمُ وَالنَّاسُ عَلَى أَرْضِ الْمَحْشَرِ فَيُنَادِي الله آدَمُ يَا آدَمُ: فَيُلَبِّي آدَمُ نِدَاءَ اللَّهِ لَبَّيْكَ يَا رَبِّ وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (يَا آدَمُ أخْرِجْ بعْثَ النارِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ) أَخْرِجْ بعْثَ النَّارِ مِنْ ذُرِّيَّتِك فَيَقُولُ يَا رَبِّ كَمْ ؟
فَيَقُولُ اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وِسَلَّمَ:« وَحِينَهَا يَشِيبُ الصَّغِيرُ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَّارًى وَمَا هُمْ بِسُكَّارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ،» وَإِذَا دَخَلَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الْجَنَّةَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْتَجِيبُونَ لِأَمْرِ اللَّهِ الَّذِينَ كَانُوا يُلَبُّونَ نِدَاءَ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَيَتَنَعَّمُونَ بِنَعِيمِهَا وَمَا فِيهَا، مما لَا يَدُورُ فِي الْخَيَالِ وَيُنَادِيهِمْ اللَّهُ نِدَاءَ التَّفَضُّلِ وَالْإِكْرَامِ، يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ: فَيُجِيبُونَ نِدَاءَ اللَّهِ مُلَبِّينَ لَبَّيْكَ يَا رَبَّنَا وَسَعْدِيْكَ، قَدْ كَانُوا فِي الدُّنْيَا كَذَلِكَ وَهُمْ فِي الْجَنَّةِ يُلَبُّونَ نِدَاءَ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ: «هَلْ رَضِيتُمْ؟» لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ بيض وُجُوهَهُمْ وَأَحْسَنَ مَآلَهُمْ ، وَأَسْكَنَهُمْ فِي الْقُصُورِ، وَزَوَّجَهُمْ بِالْحُورِ ، وَجَعَلَهُمْ مُلُوكًا فِي تِلْكَ الدَّارِ الْكَرِيمَةِ الْعَظِيمَةِ، هَلْ رَضِيتُمْ فَيَقُولُونَ: «يَا رَبِّ وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِي أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ» فَيَقُولُ اللَّهُ: هَلْ أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟

فَيَقُولُوا: أَهْلَ الْجَنَّةِ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ! فَيَقُولُ اللَّهُ:« أَحَلَّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسخَطُ عَلَيْكُمْ أَبَدًا..»
﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [التوبة - ٧٢]

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَيُّ الْقَيِّمُ الْمُنَّانُ بِدِّيِّع وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

اللَّهُمَّ جَعَلْنَا لَكَ شَاكِرِينَ لَكَ ذَاكِرِينَ لَكَ طَائِعِينَ إِلَيْكَ مُخَبِتِينَ وَمُنِيبِينَ

Читать полностью…

ملتقى الخطب المكتوبة

لَبّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ نَسْمَعُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ وَإِنَّهَا واللَّهِ لِتُحَرِّكَ الضَّمَائِرَ ، وَتُنَبِّهَ اَلْمَشَاعِرَ أَنْ تَكُونَ لِلَّهِ مُطِيعَةً مُجِيبَةً فِي دَهْرٍ كَثُرَتْ فِيهِ الْمِحَنُ وَالْفِتَنُ ، وَأَجَبْنَا دَاعِيَ الْهَوى وَالشَّهَوَاتِ وَنَزَعْنَا فِي أَوْدِيَةِ الْهَلَاكِ وَالضَّلَالِ إلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ

فَهَلْ تُجِيبُ وَتُلَبِّي نِدَاءَ اللَّهِ ؟
وَأَنْتَ تُدْعَى إِلَى طَاعَتِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ ،
وَهَلْ تُلَبِّي وَتُجِيبُ نِدَاءَ اللَّهِ؟
وَهُوَ يَأْمُرُكَ بِتَوْحِيدِهِ وَعَدمِ الشِّرْكِ بِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُو.
وَهَلْ تُلَبِّي وَتُجِيبُ نِدَاءَ اللَّهِ؟
وَهُوَ يَأْمُرُكَ بِطَاعَةِ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ ..

وَهَلْ تُجِيبُ وَتُلَبِّي نِدَاءَ اللَّهِ؟
وَهُوَ يَأْمُرُكَ بِتَرْكِ الْحَرَامِ وَالْقَنَاعَةِ بِالْحَلَالِ ،

وَهَلْ تُلَبِّي وَتُجِيبُ نِدَاءَ اللَّهِ؟
وَهُوَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعِدَّ نَفْسَكَ لِلِقَائِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُو ، طُوبَى لِمَنْ لَبَّى نِدَاءَ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- إِنَّ التَّلْبِيَةَ تَغْرِسُ فِي قُلُوبِنَا الْإِيمَانَ والإذْعانُ .

لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبِّيك،
إِنَّهَا الْبَرَاءَةُ مِنْ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ وَذَوِيهِ،
إِنَّهَا الْبَرَاءَةُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ عَلَى اخْتِلَافِ نِحْلِهِمْ وَمِلَلِهِمْ مِنْ يَهُودٍ وَصَلِيبِيِّينَ وَنَصَارَى وَمُلْحِدِينَ،
إِنَّهَا الْبَرَاءَةُ مِنْ جَمِيعِ مَظَاهِرِ الشِّرْكِ وَالْوَثَنِيَّةِ لِنَكُونَ عِبَادًا لِلَّهِ

لَمْ يَخْلُقْنَا اللَّهَ أَنْ نَكُونَ عَبِيدًا لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ لَا لِنَبِيٍّ مُرْسَلٌ وَلَا لِمَلَكٍ مُقَرَّبٌ وَلَا يَأْمُورَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُ الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُورُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .

فَكَيْفَ يَتَسَفل بعض الناس! على أن يكونو عبيدنا يُعَظِّمِونُهُمْ مِنْ الْبَشَرِ ، وَخَاضِعِينَ كُلَّ الْخُضُوعِ لِمَنْ يُعَظِّمُونَهُ مِنْ الْبَشَرِ يَسْفِكُونَ الدِّمَاءَ مِنْ أَجْلِهِ
وَيَأْخُذُونَ الْأَمْوَالَ مِنْ أَجْلِهِ ،
وَيُظْلِمُونَ النَّاسَ مِنْ أَجْلِهِ
يَا رَاضِيًا بِاسْمِ الظَّالِمِ إِلَى كَمِّ الْمَظَالِمِ !
السِّجْنُ جَهَنَّمُ وَاللَّهُ الْحَاكِمُ

لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكُ ،
الْحَمْدُ كُلُّهُ لِلَّهِ وَالشُّكْرُ كُلُّهُ لِلَّهِ إِنْ نَصَرَ فَلَهُ الْحَمْدُ، وَإِنْ ابْتَلَا فَلَهُ الْحَمْدُ، وَإِنْ أَعْطَى فَلَهُ الْحَمْدُ، وَإِنْ مَنَعَ فَلَهُ الْحَمْدُ، لَهُ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ ،﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾

والمسلم المؤمن الذي لبَّى نداء الله حامدٌ لله -سبحانه وتعالى- على كل حال

لَك الحَمد حمدا نستلذ به ذكرا
وان كنت لا أَحصي ثناء وَلا شكرا

لَك الحَمد حَمداً طَيبا يَملأ السَما
وَأَقطارها وَالأَرض وَالبر وَالبَحرا

لَك الحَمدُ حَمد اسر مدبا مُباركا
يقل مداد البحر عن كتبه حصرا

لَك الحمد حمد أَنتَ وَفقتنا له
وَعلمتنا من حمدك النظم وَالنثرا

لَك الحَمدُ حَمد انبتغيه وَسيلة
اليك لِتَجديد اللطائف وَالبشرى

إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكُ لَا شَرِيكَ لَكَ ، يَنْزِلُ جِبْرِيلُ الْأَمِينُ عَلَى رَسُولِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فيقول: « يا محمَّدُ مُر أصحابَكَ فليَرفَعوا أصواتَهُم بالتَّلبيةِ فإنَّها مِن شعارِ الحجِّ »

ليست حروفا تقال وليست كلماتُ تقال ولكنها عقيدةٌ يجب أن نثبت عليها ،ولكنها عقيدةٌ يجب أن نجاهد تحت ظلالها ولكنها عقيدةٌ نسأل الله أن يختم لنا بها وأن تكون آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله ،

ويرغُب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته في التلبية، يرغب الحجاج والمعتمرين في أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية لبيك اللهم لبيك ويُسأل صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي الأعمال أفضل؟ فقال:« الْعَجُّ وَالثَّجُّ»
الْعَجُّ: هو العجيج إلى الله بالتلبية ورفع الصوت بها .
"وَالثَّجُّ": هو نحر البدن تقربًا إلى الله -سبحانه وتعالى- بل يقول: المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، «ما مِن مسلمٍ يُلَبِّي إلا لَبَّى مَن عن يمينهِ أو عنْ شِمالِهِ مِن حَجَرٍ أو شجَرٍ أو مَدَرٍ، حتَّى تَنْقَطِعَ الأرضُ مِن ها هنا وها هنا» الله أكبر ما من مسلمٍ يُلبِّي لبيك اللهم لبيك إلا وما على يمينه وما على شماله من حجرٍ وشجرٍ وجنٍّ وإنسٍ وطيرٍ إلا يشهد

Читать полностью…
Подписаться на канал