☜ نختار لك أيها الخطيب المبارك أفضل الخطب والكتب الموثوقة والمميزة من خطب علماء ودعاة أهل السنة والجماعة على منهج السلف الصالح في حالة وجود أخطاء أو ملاحظات لاتبخلوا علينا بالنصح جزاكم الله خيرا ☜للتواصل @hat222_bot 💻موسوعة الخطيب @hat22_bot
إن الأمة اليوم عباد الله؛ بحاجة إلى اعتماد هذا المبدأ في سِلِمهَا وحربها ، في كل أحوالها مبدأ المشاورة، فكم جنت التصرفات الأحُادية والآراء الفردية من بلايا عظيمة على أمة الإسلام.
ومن الأخلاق العظيمة: التي جسد النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر التواضع العظيم في ذلك اليوم، ومشاركة الجُند في الشدة والرخاء والتعب والنصب، لقد خرج المسلمون وما معهم من العير من الإبل إلا القليل ،
يقول عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود كنَّا يومَ بَدرٍ كلُّ ثَلاثةٍ على بَعيرٍ، ، كل ثلاثة يركبون على بعير ، يركب الأول ويمشي الأثنان ، ثم تأتي نوبة الآخر فيركب ، ثم الثالث فيركب، وكان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قد رافقه أثنان عَلِيُّ بنُ أبي طالبٍ، وأبو لُبابةَ ، كان كباقي الناس فكان -صلى الله عليه وآله وسلم- يركب فإذا جاءت نوبة علي ونوبة أبو لُبابةَ، نزل -صلى الله عليه وسلم- نزل ليمشي ، فكانوا يقولان يا رسول الله: نحن نمشي عنك أركب أنت، ونحن نمشي، فيقول: «ما أنتما بأقْوى منِّي، وما أنا بأغْنى عنِ الأجْرِ منكم». الله أكبر ما أنتما بأقْوى منِّي أنا أقوى منكما وأشدُ جلداً، وما أنا بأغْنى عنِ الأجْرِ منكم ، تريدان الأجر في المشي ، وأنا أريد الأجر مثل ما تريدون ، إنه التواضع والمشاركة لجنده وآصحاب -صلى الله عليه وسلم- إلى أبعد حد يُتصور، ولو شاء -صلى الله عليه وسلم- لأتي له بالخيول ولو شاء لأتي له بالإبل التي عليها الرّواحن والخيل المُسرجة ، ولكنه يُعلم أمة وأصحابه معنى التواضع والتحمل والصبر في ذات الله وابتغاء مرضات الله -جل جلاله-.
وهكذا من أخلاقه العظيمة في يوم بدر : العدل الذي تجلا في صورةٌ بهية ومنظر رضي ، حين وقف -صلى الله عليه وسلم- يسوي الصفوف يسوي الصفوف، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ، يسوي الصف -صلى الله عليه وسلم- ليكون كالبنيان وبينما هو يسوي ويتخلل، إذا به يرى رجلاً من أصحابه ، يقال له : -سوادَ بنَ غُزيَّةَ الأنصاريَّ- قد بدت بطنه عن الصف ، بدت بطنه ، تقدم قليلاً فجاء ومعه عرجون من نخل -عليه الصلاة والسلام- عود من نخل فطعن به في بطن سواد وقال أستوي ياسواد أستوي:
فقال له سواد -رضي الله عنه-: أوجَعْتَني يا رسول الله، كان عارياً، الصحابة يوم بدر خرجوا عراة حُفاة جوعى، حتى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نظر إليهم وهم يسيرون رفع يديه وقال: « اللَّهُمَّ إنَّهم عُراةٌ فاكْسُهم، اللَّهمَّ إنَّهم حفاةٌ فاحمِلهمُ، اللَّهُمَّ إنَّهم فقراء فاغنهم »، يدعوا لهم -عليه الصلاة والسلام- فكانوا سواد عارياً ، فقال أوجَعْتَني يا رسول الله: بهذا العود بهذا العُرجونٍ وقد بعثك اللهُ بالحقِّ فأقِدْني من نفسك، اقتَصَّ لي من نفسك ، فاعطاه -عليه الصلاة والسلام- العرجون والعود، وقال: اقتَصَّ ياسواد ، اقتَصَّ وهو رسول الله -صلى الله عليه وسلّم ،
وهو أفضل خلق الله ، اقتص يا سواد لنفسك ، وخذ بحقك وأوجعني كما أوجعتك ، فقال يا رسول الله: عليك قميص ، أنا ليس عليا قميص ، وأنت عليك قميص فكشف -عليه الصلاة والسلام- عن بطنه الشريفة حتى بدا جلده، وقال اقتص يا سواد: فلما رأى سواد جلد النبي -صلى الله عليه وسلم- أقبل فاعتنقه وجعل يتمسح في جلده، وفي بطنه -صلى الله عليه وآله وسلم- فجعل -عليه الصلاة والسلام- يقول له: ما حملك على ذلك يا سواد ، فقال: حضر ما ترى حضر يا رسول الله ما ترى؛ فأحببت أن يكون آخر أمري أن يمس جلدي جلدك ، أحببت أن يكون آخر عهدي بالدنيا ، أن قدر الله قتلا في سبيله ، أن امس جلدك الشريف، وأن أنال بشرتك المباركة -رضي الله تعالى عنه وأرضاه-.
أنظروا يا الله عباد الله إلى هذا العدل الذي كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ما نصر الله المسلمين في حروبهم ومعاركهم إلا بالعدل وإقامة الحق والإنتصاف للمظلوم وردع الظالم، أعزّ الله الإسلام وأهله، ووصلت رايات المسلمين الأفاق بهذا العدل العظيم،
خالد بن الوليد فتح بلاد الشام، ومنْ الله تعالى عليه بانتصارات عظيمة، بالعدل الذي كان عليه بالعدل، خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في معركة من المعارك، يقول طارق بن الشهاب: كما عند عبد الرزاق لطم عم خالد بن الوليد رجلاً منا رجل من أحمس عمه خالد بن الوليد، أنه يرى خالد وهو قائد الجيوش وهو عمه، فاخذه شيء ما يأخذ البشر فلطم هذا الرجل، لطم هذا الشاب، فجاء عم هذا الشاب إلى خالد بن الوليد، وقال: له يا خالد إن الله لم يجعل لوجوه قريش شرفاً على وجوهنا إلا ما شرف الله به وجه نبيه ، قال: خالد وما ذاك؟ قال عمك لطم ابن أخي، عمك هذا لطم ابن أخيه، فماذا كان من خالد بن الوليد -رضي الله عنه-؟ هل نظر إليه إلى أنه عمه لا يمس ،ولا يقتص منه، كلا، إنما قال للرجل ءاتى بابن أخيك ليقتص اللطمة ليأخذ بحقه، فجاء هذا الشاب واوقف عم خالد ليقتص منه، فقال عم الرجل لهذا الشاب: الطم واشدُد يعني أقتص وخذ بحقك، فلما رفع الشاب يده، قال له عمه:
*📝 أخلاق النبي ﷺ في غزوة بدر 📜*
* 🕌-خطبة جمعة من #دار_الحديث_بالخوخة*
*📝لفضلية الشيخ : #سليم_بن_عبدالله_الخوخي حفظه الله*
*📅 ١٩ رمضان ١٤٤٠ هجري*
*📝 للمزيد تابعونا ⇲على التيليغرام :
╭┈──── ••↯↯↯
╰┈➢ /channel/hat2222
📨رابط قناة شيخنا على التيليغرام :
╭┈──── ••↯↯↯
╰┈➢/channel/alkhwkhi
#خطب_رمضانية #السيرة_والأحداث
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*
أما بعد: فإن خير الحديث كلام الله تعالى وخير الهدي هدي -صلى الله عليه وآله وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار،
أيها الناس: لقد من الله تعالى على المسلمين بهذا الشهر المبارك شهر رمضان، الذي فضله واصطفاه، وآختاره من بين سائر الشهور ، وأكرم الله تعالى فيه عباده المؤمنين بأنواعً من الخيرات والبركات، فهو شهر الصيام، وهو شهر القيام، وهو شهر الخير، وهو شهر الفضل، وهو شهر الإحسان، وهو شهر العبادة والطاعة، وشهر الإقبال على الله....
وكذلك أيضاً عباد الله: رمضان هو شهر الجهاد فكم يا عباد الله منْ الله على المؤمنين في هذا الشهر المبارك بأنواعّ من العزة والتمكين والنصر والتأييد، فعلى مر التاريخ عباد الله كم من المعارك الحاسمة! وكم من المواقع المشهودة كانت في رمضان أعلى الله تعالى فيها كلمته ورفع رايته وأذل الشرك وأهله ، وهزم الكفر وآصحابه؟ فمعركة بدر يوم الفرقان يومٌ عظيم ماكانت إلا في رمضان في السنة الثانية من الهجرة فيه أيد الله نبيه وجنده بالنصر العظيم وأذل الله الكافرين والمشركين فهزمه وقتلهم وأذلهم ، وجعله آيةً باقية إلى يوم القيامة ...
وفتح مكة البلد الأمين: فتح مكة البلد الأمين ما كان إلا في رمضان في السنة الثامنة من الهجرة، في يوم العشرين من رمضان، فتح الله على نبيه البلد الحرام ودخل البيت الحرام وطهرهُ من الأوثان والأصنام، وأزال ما فيه من الأزلام وارتفعت راية التوحيد من بلد الله الحرام، وكان فتحا مؤزراً نصر الله به الإسلام وأهلها.
وهكذا عباد الله: من بعد ذلك كم من السرايا بعثها -صلى الله عليه وآله وسلم- في رمضان ، وجاء الخير من بعده لأمته -صلى الله عليه وآله وسلم- ففي رمضان في السنة الثالثة عشر من الهجرة كانت موقعة البويب مع الفرس التي كان لها الأثر عظيم، حتى قال الحافظ بن كثير: وهذه الموقعة بالعراق نظير موقعة اليرموك بالشام.
وفي رمضان... في سنة إحدى وتسعين من الهجرة، كان فتح الأندلس، كان فتح بلاد الأندلس التي أستمرت عقوداً وقرونا تزخر بالإسلام والتوحيد والملة والدين.
وفي رمضان... في السنة الثانية من الهجرة بعد المئة دخل المسلمون إلى فرنسا ،ولم يبق بينهم وبين باريس إلا كيلو مترات يسيرة،
وفي رمضان... في سنة ثلاث وعشرين ومئتين من الهجرة، كان فتح عمورية التي كانت من أقوى القلاع وأعظم الحصون، فتحت على يد المعتصم العباسي في شهر رمضان.
وفي رمضان... في سنة ثمان وخمسين وستمائة من الهجرة، كانت موقعة عين جالوت التي أذل الله فيها التتر وصرف شرهم عن بلاد الإسلام ، عما بقي منها وردهم خائبين منكسرين على يد سيف الدين قطز .
وفي رمضان... كان فتح البوسنة والهرسك
وفي رمضان... في سنة سبع وعشرين وثمانمائة من الهجرة، دخل المسلمون إلى بلغراد عاصمة المجر وصارت دولة إسلامية آنذاك ،
فعلى مر التاريخ يا عباد الله: كان رمضان صفعةً ناصعة البياض، في الجهاد والنصر والعزة والتمكين، مْن الله تعالى فيه على عباده المؤمن، بأنواع من الإنتصارات، ولا زال هذا الخير ولله الحمد والمنة،
وفي خطبّ ماضية في سنين مضت عباد الله، سبق الكلام عن غزوة بدر، وعن فتح مكة ،وعن عين جالوت، وعن كثير من الغزوات التي كانت في رمضان ،
وفي هذه الخطبة عباد الله: نقف مع غزوة بدر، من جانب آخر، ليس من جانب المعارك ولا البطولات، ولكنه من جانب آخر نحتاج إليه اليوم أيضاً أعظم الحاجة، وهو جانبُ أخلاق النبي -صلى عليه وآله وسلم- في غزوة بدر.
وفي "صحيح مسلم" أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:« والصدقة برهان»، أي دليل وحجة على أن هذا مسلم فيه خير، هذا مسلم عنده إيمان قوي، هذا مسلم يخشى الله ويراقب الله، بدليل أنه أخرج المال في مرضاة الله وإن كانت نفسه تحب المال، لأن النفوس قد جبلت على حب المال حتى قالوا: المال شقيق الروح، لكن من قَوِي إيمانه فإنه لا يرضى لنفسه بالخيبة والحرمان والخسران، بل يؤاثر ما عند الله ويثبت أنه رجل قد ترفع عما تريده النفوس من لعاعة الدنيا وما تغتر به النفوس من جلب الأموال للتفاخر والتباهي، وما أشبه ذلك مما يذم عليه العبد.
معاشر المسلمين، احرصوا - حفظكم الله - على التعاون وعلى التفقد لأحوال المتضررين الذين يستحقون العطاء، والذين إن لم يعطوا نخشى أن يعاقبنا الله على إهمالهم ، فقد سمعتم قبل أن المطلوب التفقد لأحوال الأرامل واليتامى، وهكذا أيضاً للكبار في السن الذين لا يشتغلون والذين أهملوا، وبعض الآباء كبار في السن وفقير تركه أولاده وأقاربه المخذولون، لا يلتفتون إلى إعانته وإلى الإحسان إليه، نعوذ بالله ! نعوذ بالله من الخذلان
فندعو إلى البر بالآباء والأمهات، وإلى الإحسان إلى الأقارب وإلى ذوي الأرحام، فقد جاء عند أحمد عن سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: «الصدقة على المسكين صدقة، والصدقة على ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة».
فانظر في أحوال أرحامك وأقاربك الذين يحتاجون إلى إعانة، وأحسن إعانتهم، ولا تتفاخر عليهم، ولا تمن عليهم، بل احرص على أن تكتم ذلك، قال الله:« إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لكُمْ ﴾ [البقرة: ٢٧]، الخير لك إذا أنفقت على الفقراء والمساكين أن تكتم ذلك ولا تتباهى بذلك، ولا تراثي في ذلك.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عدوا إلا قصمته، اللهم عليك بأعداء الإسلام، اللهم عليك بأعداء الإسلام، اللهم اجعل الدائرة عليهم،
وخذهم من فوقهم ومن تحتهم يا قوي يا عزيز، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم إنا نسألك يا خير مسؤول ونستعين بك يا خير معين، ونستنصرك يا خير الناصرين أن تعيننا على طاعتك وعلى مرضاتك وعلى ذكرك وعلى شكرك، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين وفي حلنا وترحالنا، اللهم خذ بنواصينا إلى طاعتك، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، إنك أرحم الراحمين.
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
📝تابعونا أَخوانكم فِي مُلْتقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَة:↓
📌 عبر قناتنا على الوتس :
→https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
🌐⇲ قناتنا ⇲على التليجرام 📥
→ /channel/hat2222
🌐⇲ قناتنا ⇲ ْعلىَ الفيسبوك 📥
→https://m.facebook.com/hat2222/
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
📲 *انشروا هذا العلم*
*✅ قال ابن الجوزي رحمه الله : " من أحب أن ﻻ ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم "{ التذكرة (٥٥) }*
✅ *وقال بن المبارك رحمه الله: " لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم" تهذيب الكمال (16/20)
فمن أنفق أمواله وبذلها في هذه الثلاث فإن أمواله أموال صالحة وأموال مباركة، وأموال تبيض وجوه أصحابها يوم تسود الوجوه، وأموال تبوئهم المنازل العالية.
ومما يغفل عنه كثير من المسلمين أن يحتسبوا الأجر والثواب عند الله في النفقة على النفس وعلى الأولاد وعلى الأهل هذه الغفلة من جملة الأخطاء التي يقع فيها كثير من المسلمين.
روى الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي مسعود رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة .
ومن حديث سعد بن أبي وقاص أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في امرأتك».
وروى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك، لأنه يؤدي الواجب عليه وهو النفقة على أهله وأولاده، وكذلك أيضاً يصونهم عن الحرام ويعلمهم العفاف.
فيا عباد الله، المطلوب من المسلم أنه يكون باذلاً للأموال في مرضاة الله، فما أعطاك الله الأموال لتجمعها بخلاً بها، وإنما من أجل أن تكون بارا أولاً بنفسك تصونها عن الحرام وعن السؤال، وهكذا أيضاً تبذله في طاعة ربك ومرضاته.
ولهذا قال أبو الليث السمرقندي رحمه الله تعالى في "تنبيه الغافلين": "عليك بالصدقة فيما قل أو كثر ، فإن في الصدقة عشر خصال محمودة، خمسة في الدنيا وخمسة في الآخرة.
فأما الخمس التي في الدنيا فأولها: تطهير للمال"، قال سيد الأولين والآخرين كما جاء عند أحمد عن قيس بن أبي غرزة رضي الله عنه قال: كنا نبيع الرقيق في السوق، وكنا نسمى السماسرة، فسمانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحسن مما سمينا به أنفسنا، فقال: يا معشر التجار، إن هذا البيع يحضره اللغو والأيمان، فشوبوه بالصدقة، بل قال الله :﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بها﴾ [التوبة: ١٠٣]، ومعنى ﴿ تُطَهَرُهُمْ ﴾ [التوبة : ١٠٣] أي: تنقي نفوسهم من الشح والبخل، وهكذا أيضاً تزيل عنهم من الآثام والأوزار والذنوب التي اقترفوها.
وقولهم :﴿ وتزكيهم بها ﴾ [التوبة : ١٠٣] معناه : تنمي في نفوسهم الخير وحب الخير والأعمال الصالحة، وتنمي في نفوسهم البذل في مرضاة الله، وتزداد الأموال بركة من عند الله عز وجل وكثرة. هذه الأولى : تطهير الأموال.
والثانية: تطهير الأبدان من الشح والبخل والآثام والأوزار.
الثالثة: ما جاء عند البيهقي في "السنن الكبرى" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «داووا مرضاكم بالصدقة»، فيدفع الله بالصدقات البلاء عن العبد، وقد جاء عند الحاكم في "المستدرك" من حديث أم سلمة ومن حديث أنس وغيرهما أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «صنائع المعروف إلى الناس تقي مصارع السوء والآفات والهلكات»،
ومن أعظم صنائع المعروف أن الشخص يفرج كربات المكروبين، ويحسن إلى المحتاجين، ويسعى في إصلاح المتضررين ببذل ماله، ويدخل في قوله عليه الصلاة والسلام: « الراحمون يرحمهم الرحمن،» أخرجه الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
وقد جاء عند مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة، وفي قوله :«والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، رواه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما.
كذلك أيضا الخامسة: إدخال السرور على المسلم، وقد جاء عند الطبراني في " المعجم الكبير" عن بن عمر رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس».
فالمسلم عندما يدخل السرور على غيره إنما يتسبب في جلب انشراح صدره، وطمأنينة قلبه، وزكاة نفسه، وإصلاح حاله، أنت تكتسب المنافع والمصالح، فلا تبخل على نفسك باكتسابها.
قال: وأما التي في الآخرة فإن كل امرئ يوم القيامة في ظل صدقته كما جاء عند أحمد من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه وغيره أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:«كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس، أو قال: يحكم بين الناس».
وفي البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:«سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه».
الثانية: خفة الحساب، لأن شدة الحساب يوم القيامة وكثرة الحساب على الأموال من أين اكتسبت وفيمَ أنفقت.
والثالثة: قال: تثقيل الموازين، لأن المتصدقين تكون حسناتهم كثيرة وأجورهم عظيمة وثواب الله عليهم عميم.
الرابعة قال: الجواز على الصراط، أي: أنه يمر على الصراط حتى يصير
إلى الجنة ولا يؤخذ إلى النار كما يؤخذ من يؤخذ من المؤمنين إلى النار.
والخامسة: تبوء الدرجات العالية في الجنة.
*«أدعية مناسبة للقنوت في الوتر»*
*"أدعية مناسبة للقنوت في الوتر"*
غزوة بدر الكبرى
تأليف: ابي منير #عبدالله_بن_عثمان_الذماري
🖋خَرَجَهُ وَعَلَق عَلَيْهِ:
أبوا الوليد محمد بن سعيد الحضري
🔄الناشر: دار الآثار صنعاء
*《 المحاضرة بصيغة PDF على تليجرام 》:*
/channel/hat2222/40791
#غزوة_بدر #السيرة_والأحداث
┈──── ••↯↯↯┈➢
*📝 للمزيد تابعونا ⇲على التيليغرام :
╭┈──── ••↯↯↯
╰┈➢ /channel/hat2222
📨رابط قناة ملتقى الخطب على الوتس :
╭┈──── ••↯↯↯
╰┈➢https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
«اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ )).
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ) (۲) .
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا ، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا ).
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا ) .
«اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تنقطع، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيَّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ ) .
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أَغْتَالَ مِنْ تَحْتِي ) .
«اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ )
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ».
اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ
«اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .
رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، لَكَ مُخْبَتًا إِلَيْكَ أَوَّاهَا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاهْدِ قَلْبِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي )).
https://nuqayah.com/f/dua-abbad.html
أدعية نبوية صحيحة مكتوبة
ويمكن تشغيلها سماعًا لعدة مرات مما يسهل نطقها الصحيح وحفظها.
#الأدعية في التعليق ملف pdf👇
وكم من صائم حظه من صيامه الجوع والعطش لفساد سلوكه وأخلاقه. فالله الله في أن تحافظ على هذا الصيام وأن تقوم به كما أمركم الله عز وجل، أن تصوم القلوب وأن تصوم الجوارح عن معصية الله تبارك وتعالى.
صياماً يثري في القلب تعظيم الله ومحبة الله ومراقبة الله تبارك وتعالى. كما أن مما يعتق العبد من النار أن يحافظ على هذه الصلوات المكتوبة في بيوت الله عز وجل. قال صلى الله عليه وسلم: "لنْ يَلِجَ النارَ رجلٌ صلى قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غروبِها .". فالمحافظة على الصلوات بشكل عام من أسباب العتق من النار، لا سيما صلاة الفجر وصلاة العصر كما سمعتم في هذا الحديث.
كما أن من المعتقات من النار تلك الدمعات التي تنطلق من قلوب تخشى الله عز وجل، فتترجم على الوجنات. قال صلى الله عليه وسلم: "لا يَلِجُ النارَ رجلٌ بكَى من خَشيَةِ اللهِ حتى يعودَ اللبَنُ في الضَّرْعِ ،".
ألا يا عباد الله، إن هذه الدموع تغسل القلوب من الذنوب وتطهئ البحور من النيران. كما قال خالد بن معدان: "إن الدمعة لتطهئ البحور من النيران".
فمتى كانت آخر مرة، عبد الله، خلوت فيها بربك واستشعرت عظمته وجلاله، وتذكرت الله فدمعت عينك من خشية الله عز وجل؟ فإن لم تبكِ من خشية الله، فابكِ لما أسلفت وما قدمت من الذنوب والمعاصي.
لَأَبكِيَنَّ عَلى نَفسي وَحَقَّ لِيَه
يا عَينُ لا تَبخَلي عَنّي بِعِبرَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ لِفِقدانِ الشَبابِ وَقَد
نادى المَشيبُ عَنِ الدُنيا بِرِحلَتِيَه
يا نَأيَ مُنتَجَعي يا هَولَ مُطَّلَعي
يا ضيقَ مُضطَجَعي يا بُعدَ شُقَّتِيَه
فنعود بالله من قسوة القلوب وجمود العينين. نعوذ بالله من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع.
وممن يعتقهم الله من النار: أولئك الموقنون أكنافًا، الذين يتحننون إلى الخلق بالرفق وبمكارم الأخلاق. قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كان سهْلًا هيِّنًا لَيِّنًا ، حرَّمَهُ اللهُ على النَّارِ .".
وبالمقابل، فإن أهلُ النَّارِ هم كلُّ جعظريٍّ جَوّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ، أولئك المتكبرون المتغطرسون، الناظرون لأعطافهم.
إنَّ اللهَ نظر إلى المتواضعين، فقال: "تواضَعوا حتى لا يبغيَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ".
وممن يعتقهم الله عز وجل من النار: من ابتلوا بشيء من البنات أو الأخوات. والابتلاء لا يعني التنقيص، كما قال الله عز وجل: ﴿وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَیۡرِ فِتۡنَةࣰۖ ﴾ "فمن ابتُلِيَ بشَيءٍ من البناتِ أو الأخواتِ، فأحسَنَ إليهم، علمهنّ، سقاهنّ، رباهنّ، أطعمهنّ، كُنَّ له سِترًا من النَّارِ. " كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وممن يعتقهم الله من النار: من ذب عن عرض أخيه المؤمن. قال صلى الله عليه وسلم: "من ذبَّ عن عِرضِ أخيه بالغِيبةِ كان حقًّا على اللهِ أن يُعتِقَه من النَّارِ .".
كما أن من أعظم أسباب العتق من النار كثرة اللهج والدعاء والتضرع أن يحرر الله رقابنا من النار. فكن، عبد الله، من المؤمنين: ﴿ ٱلَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَاۤ إِنَّنَاۤ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ﴾[آل عمران : ١٦] ﴿ وَٱلَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴾[الفرقان : ٦٥]
قال صلى الله عليه وسلم: "ما سأل رجلٌ مسلمٌ اللهَ الجنةَ ثلاثًا ، إلَّا قالتِ الجنةُ : اللهم أدخلْهُ الجنةَ ، و لا استجارَ رجلٌ مسلِمٌ اللهَ منَ النارِ ثلاثًا ، إلَّا قالتِ النارُ : اللهمَّ أجرْهُ منِّي ."
كما أن من أعظم أسباب العتق من النار: يا عباد الله، توبة صادقة خالصة تمحو الذنوب. قال الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿ وَٱلَّذِینَ لَا یَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ وَلَا یَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا یَزۡنُونَۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ یَلۡقَ أَثَامࣰایُضَـٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَیَخۡلُدۡ فِیهِۦ مُهَانًاإِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا ﴾[الفرقان : ٧٠]
فاعزم عزيمتك، عبد الله، فأنت في شهر التوبة والأوبة والرجوع إلى الله عز وجل. من لم يتب في هذا الشهر، متى يتوب؟ من لم ينُب في هذا الشهر، متى ينيب؟ من لم يرجع إلى ربه عز وجل ويمحو ذنوبه في هذا الشهر، فمتى، يا عباد الله؟
اعزم عزيمتك، وثبت ثبوتك، وليكن حالك كحال السمكة. فإنها إذا وقعت في شباك الصياد، تبحث عن ثقب لتفلت منه. فإذا وجدت ذلك الثقب، دفعت بأقوى قوتها حتى تخرج من رق العبودية إلى فناء الحرية. وإن لم تعزم عزيمتها، فإن النار ستشويها بعد ساعات.
فاعزم عزيمتك، عبد الله، في هذا الشهر لتخرج من أوهاق العصيان إلى أفياء الطاعة والرضوان، ومن أسر الغفلة إلى حرية الذكر والطاعة.
عباد الله:﴿ فَیَوۡمَىِٕذࣲ لَّا یُعَذِّبُ عَذَابَهُۥۤ أَحَدࣱ وَلَا یُوثِقُ وَثَاقَهُۥۤ أَحَدࣱ ﴾
وهل يقوى حيُّ اليوم على نار الدنيا؟ إذ تشوي جلده ولحمه وعصبه وسمعه وبصره ودماغه. اللهم لا. وحتى لا تذهب بك المقارنات كل مذهب، فالنار غير النار. هذه النار التي في الدنيا غير النار التي في الآخرة. قال صلى الله عليه وسلم: "ناركم هذه ما يوقد بن آدم جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم".
قالوا: "يا رسول الله، والله إن كانت لكافية". أي نار الدنيا، إن كان العذاب بها، إن كانت لكافية؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً، كلهن مثل حرها،
﴿ لَا تُبۡقِی وَلَا تَذَرُلَوَّاحَةࣱ لِّلۡبَشَرِ عَلَیۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ [المدثر : ٣٠]
﴿ نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ ٱلَّتِی تَطَّلِعُ عَلَى ٱلۡأَفۡـِٔدَةِ إِنَّهَا عَلَیۡهِم مُّؤۡصَدَةࣱفِی عَمَدࣲ مُّمَدَّدَةِۭ﴾[الهمزة : ٩]
﴿یُصَبُّ مِن فَوۡقِ رُءُوسِهِمُ ٱلۡحَمِیمُیُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِی بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ وَلَهُم مَّقَـٰمِعُ مِنۡ حَدِیدࣲ ﴾[الحج : ٢١]
﴿ إِنَّهَا تَرۡمِی بِشَرَرࣲ كَٱلۡقَصۡرِ كَأَنَّهُۥ جِمَـٰلَتࣱ صُفۡرࣱ ﴾[المرسلات : ٣٣]
سوداءُ مظلمة، شعثاء موحشة، دهماء محرقة، (لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) [المدثر:٢٨-٣٠].
فيها العقارب والحيّات قد جُعلت
جلودهم كالبغال الدهم.
والحمر لها إذا ما غلت فور تقلبهم.
ما بين مرتفع فيها ومنحدر.
أتدري ما النار؟ تلك المعذبة المحرقة، طعام أهلها فيها النار، وشرابهم النار، وأنفاسهم النار، ومهادهم النار، ولحافهم النار. لَهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ ظُلَلࣱ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحۡتِهِمۡ ظُلَلࣱۚ، لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادࣱ وَمِن فَوۡقِهِمۡ غَوَاشࣲۚ، وَإِن یَسۡتَغِیثُوا۟ یُغَاثُوا۟ بِمَاۤءࣲ كَٱلۡمُهۡلِ یَشۡوِی ٱلۡوُجُوهَۚ،
لا يخبو سعيرها، ولا يهدأ زفيرها، ولا يجبر كسيرها، ولا يسكن ألمها، ولا يتوقف عذابها، تغلي بأهلها كغلي القدور، فيدعون فيها بالويل والثبور، يصيخون من أكنافها، وينادون من أقطارها، قد اشتد بكاؤهم، وعلى صراخهم: "﴿ وَنَادَوۡا۟ یَـٰمَـٰلِكُ لِیَقۡضِ عَلَیۡنَا رَبُّكَۖ ﴾
فيجيبهم بعد مدة مديدة: "إِنَّكُم مَّـٰكِثُونَ". فيصرخون ويستغيثون: "﴿ رَبَّنَاۤ أَخۡرِجۡنَا مِنۡهَا فَإِنۡ عُدۡنَا فَإِنَّا ظَـٰلِمُونَ ﴾". فيقرأهم جواب هو أشد من العذاب: "﴿ٱخۡسَـُٔوا۟ فِیهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾".
فأي نعمة، عباد الله، أعظم وأجل من أن يعتق الله عبده من هذه النار؟ إذا عرفت هذا، أدركت جلال العتق من النار في شهر رمضان. فتلك والله نعمة عظمى لا تقدر بثمن.
ويلوح لنا من بين المعتقين رجل عظيم يشع نور بياض لحيته، أعني به العتيق أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حيث يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "أنتَ عَتيقُ اللهِ من النارِ."
فماذا، عبد الله، لو قيل لك في هذا الشهر: "أنت عتيق الله من النار؟" يا للفوز، يا للفرح، يا للسرور! ولأجل هذا، عباد الله، كانت الأعياد في ديننا تعقب مواسم العتق من النار. فعيد الفطر بعد موسم العتق من النار رمضان، وعيد الأضحى بعد موسم العتق من النار يوم عرفة.
وفي هذا إشارة إلى أن العيد صدق صدقاً، والفرح حقاً، يوم أن تخلص هذه الرقاب من النار. نسأل الله عز وجل أن يخلص رقابنا ورقابكم ورقاب آبائنا وأمهاتنا وجميع المؤمنين من النار.
إنه جواب كريم، قلت ما سمعتم، وأستغفر الله. فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: عباد الله! فإن مشروع المؤمن في هذه الدنيا أن يسعى في فكاك رقبته من النار، إن أعظم ما ينشده المؤمن اليوم هو أن يخرج من هذه الدنيا وقد كتبت براءته من النار.
يقول الحسن البصري رحمه الله: "إن المؤمن أسير في هذه الدنيا يسعى في فكاك رقبته من النار، لا يأمن شيئًا حتى يلقى الله عز وجل".
يعلم أنه مأخوذ على سمعه وبصره ولسانه وسائر جوارحه، وقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يستشعر الواحد منهم أنه أسير يسعى في فكاك رقبته من عذاب الله عز وجل، كان الواحد منهم يجتهد في الأعمال الصالحة ويقول: "إنما أسعى في فكاك رقبتي من النار".
فهذا عمرو بن عتبة يقول لأبيه يومًا: "يا أبتي، إنما أنا عبد أعمل في فكاك رقبتي من النار". فبكى أبوه وقال: "يا بنيّ إنّي لأحبّك حبّين: حبًّا للّه وحبّ الوالد ولده، ".
وقال إبراهيم الخواص رحمه الله: "إن الناس يروني وما أعمل وما أتكلف من الشدة وركوب المشقة وحمل الأعمال الصعبة، ويظنون أنني بذلك أسعى في رفع الدرجات، وإنما أنا أسعى في فكاك رقبتي من النار".
*🔥أوان فك الرقاب من النيران🔥*
*📝خطبة الجمعة للشيخ الفاضل|*
*" #صالح_الفقيه حفظه الله تعالى*
💥مؤثرة جداً كم من رقبة تُعتق وكم من صحيفة تُنقّى في هذا الشهر العظيم!
*🗓بتاريخ 07 رمضان 1446 هـ*
*《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》:*
/channel/hat2222/40782
📨رابط قناة شيخنا على التيليغرام :
╭┈──── ••↯↯↯
╰┈➢/channel/Salih_Al_Faqih
📨رابط قناة ملتقى الخطب المكتوبة :
╭┈──── ••↯↯↯
╰┈➢/channel/hat2222
#خطب_رمضانية
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد: فيا أهل الإيمان، لقد أكرمنا المنان وحبانا بالفضل والإحسان! وأعاد علينا بالعطاء والامتنان، فمْد في أعمارنا ومنحنا صحة الأبدان، وبلغنا شهر رمضان، وإلا فكم من نفسٍ منفوسة ذهبت على أعتاب الشهر، أما نحن فها نحن نتفيأ ظلال هذا الشهر، ونتمَرَّغَ في كنفه، وننعم بما أودع الله عز وجل فيه من خزائن الخيرات والبركات.
فيا له من شهرٍ ما أعظمه وأجله، وما أشرفه وألطفه. ويا لها من أيامٍ وليالٍ ما أزكاها وأزهاها وأعلاها وأغلاها.
بدا عليه من الأنوار إكليـــــــل
شهرٌ تحاياه تعظيم وتبجيل.
شهرٌ عليه من الإجلال روعتــــــه
له بكل بقاع الأرض تبجيل.
الله عظمه قدراً وفضـــــــله،
وليس بعد كلام الله تفضيل.
فأنزل الوحي بالقرآن فيه هُـدى،
أتــــى به لرسول الله جبريل.
شهر باركه الرحمن وخلدهُ القرآن﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ يصفد فيه الشيطان، وتُفتح فيه أبواب الجنانِ، وتغلق فيه أبواب النيرانِ. وتعج المساجد فيه بترانيم القرآن، ويرتفع فيه منسوب التقوى والإيمان. نعاني من الجفاف في التعبُد والتصحر في التقوى والإيمان طِيلة أحد عشر شهراً، ليأتي هذا الشهر فيبُل ظمأنا ويروي عطشنا.
بوابل العبادة وغيث الإيمان والتقوى الذي ينسكبُ على القلوب من جراء تلك العبادات التي يتمثلها المؤمن في ليل رمضان ونهاره.
أيها الكرام: إن العطايا الربانية والمنح الإلهية في هذا الشهر لا حد لها. وإن من أعظم تلك المنح وأجل تلك النعم نعمة العتق من النيران ومنحةٌ الفكاك من العذاب والهوان. فهي نعمة عظمى لا يُقادر قدرها. يمن الله عز وجل بها على عباده، ويسر لهم أسبابها، ويحيي لهم طرقها، ويفتح لهم أبوابها.
قال صلى الله عليه وسلم: "وللهِ عُتَقاءُ من النارِ وذلك كلَّ ليلةٍ"، يعني من رمضان. ففي كل ليلة من رمضان لله عز وجل عتقاء وطُلقاء، آلاف، عشرات الآلاف، أو مئات الآلاف، في ليالي رمضان. في رمضان يُزفون إلى الجنة، وتكتب براءتهم من النار.
إن العتق من النار في رمضان هو مُسك الختام ليوم الصيام. قال صلى الله عليه وسلم: "وللَّهِ عندَ كلِّ فطرٍ عتقاء". فعند أن يتناول الصائمون الإفطار، تهبُ الجوائز الربانية بالعتق من النار، فينالها الموفقون.
ألا ياكرام: إن العتق من النار هو هبة المواسم الكبرى. ففي رمضان يعتق الله عز وجل من شاء من عباده، وفي يوم عرفة يعتق الله عز وجل ما لا يحصيه إلا هو. أفما رؤي يوم أكثر عتقاً من يوم عرفة؟ ولئن كنا نرى يوم عرفة بعيداً، فها نحن في موسم العتق من النيران في شهر رمضان. فهلموا إلى فكاك الرقاب من النار، يا عباد الله.
عبد الله: أتدري ما معنى العتق من النار؟ إن معنى ذلك أن تمشي على وجه هذه الأرض ما بقي من أيام عمرك وحياتك، وقد سُجلت براءتك من النار، وكُتب أن حرام على النار أن تمس جسمك وشعرك وبشرتك.
*" التقوى في رمضان"*
*📝خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ:*
#سليمان_بن_سليم_الله_الرحيلي -حفظه الله -
*🗓الجمعة 07 من رمضان 1446 هـ*
*🕌بمسجد قباء بالمدينة النبوية.*
*《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》:
/channel/hat2222/40771
🎙لإستماع الخطبة مقطع صوتي :
/channel/sualruhaily2/4031
┈──── ••↯↯↯┈➢
#خطب_رمضانية
📚 إتحاف البرية بالخطب المنبرية 📚
#خطب_رمضانية
خطب فضيلة الشيخ:
*« #علي_بن_محمد_بن_فرج_عزيب الزبيدي حفظه الله»*
*🕌القائم على #دار_الحديث_بالحلة المراوعة-الحديده*
*📝قام على جمعها وتنسيقها وتوثيق نصوصها*
*أبو حازم: مصعب حسين شراعي*
*《 المجلد كامل بصيغة PDF على Telegram 》:*
↘/channel/hat2222/39498
ılı..lıllılı.ıllı.ılı.lıllı.ılı.lıllılı.
⌲ ⎙ ❍ ㅤ ✫
📝 #علي_بن_عزيب
ومن الاعتداء في الدعاء أيضًا تكلف السجع، فقد أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه وصَّى مولاه عكرمة رحمه الله بقوله: “فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب“، وترجم البخاري لهذا الحديث بعنوان: [باب ما يكره من السجع في الدعاء].
وذكر الطرطوشي رحمه الله في كتابه “الحوادث والبدع” ص (157) عن عروة بن الزبير -رضي الله عنه- أنه إذا عرض عليه دعاء فيه سجع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن أصحابه -رضي الله عنهم- قال: “كذبوا لم يكن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه سجاعين“.
ومثله المبالغة في الجهر بالتأمين والصياح به بصرخات تشبه الهتافات، وهذا من المنكرات والبدع المحدثة.
وقال الألوسي رحمه الله في روح المعاني (8/139): “وترى كثيرًا من أهل زمانك يعتمدون الصراخ في الدعاء، خصوصًا في الجوامع، حتى يعظم اللغط ويشتدّ، وتستكّ المسامع وتستدُّ، ولا يدرون أنهم جمعوا بين بدعتين: رفع الصوت في الدعاء، وكون ذلك في المسجد”.اهـ.
وقد رفع الصحابة أصواتهم بالدعاء فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-: أنهم كانوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أيها الناس اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم».
وقال ابن جريج في تفسير قوله تعالى {ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين}: “من الاعتداء: رفع الصوت والنداء في الدعاء والصياح، وكانوا يؤمرون بالتضرع والاستكانة“. تفسير القرطبي (8/207).
وقال النووي -رحمه الله- في المجموع (3/479): “قال البغوي: يكره إطالة القنوت كما يكره إطالة التشهد”.
وقال الكمال ابن الهمام الحنفي -رحمه الله-: “لا أرى تحرير النغم في الدعاء كما يفعله القراء في هذا الزمان يصدر ممن فهم معنى الدعاء والسؤال، وما ذلك إلا نوع لعب، فإنه لو قدر في الشاهد -أي الواقع- سائل حاجة من مَلِك أدى سؤاله وطلبه بتحرير النغم فيه من الرفع والخفض والتغريب والرجوع كالتغني نُسب ألبتة إلى قصد السخرية واللعب؛ إذ مقام طلب الحاجة التضرع لا التغني”. فتح القدير (1/370-371).
وقال أيضًا في المصدر نفسه (1/261-263): “ما تعارفه الناس في هذا الزمان من التمطيط والمبالغة في الصياح، والاشتغال بتحريرات النغم -يعني في الدعاء- إظهارًا للصناعة النَّغمية لا إقامة للعبودية، فإنه لا يقتضي الإجابة بل هو من مقتضيات الرد”.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء المجموعة الثانية (5/396): “على أئمة المساجد -وفقهم الله- الاجتهاد في معرفة السنة والحرص على العمل بها في جميع الأمور فالناس بهم يقتدون وعنهم يأخذون فالحذر الحذر من مخالفة السنة غلوا أو تقصيرا ، ومن ذلك الدعاء في قنوت الوتر والنوازل: فالمشروع الدعاء بجوامع الكلمات والأدعية الواردة في حال من السكون والخشوع وترك الإطالة والإطناب والمشقة على المأمومين”.
وجاء فيها أيضًا (9/76) رقم (263/2) وتاريخ 20/12/1420ه ما نصّه: “وعلى الداعي ألا يشبّه الدعاء بالقرآن، فليتزم قواعد التجويد والتغني بالقرآن فإنَّ ذلك لا يعرف من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-ولا من هدي أصحابه -رضي الله عنهم-“.
وقد نبَّه الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمه الله- في كتابه “تصحيح الدعاء” على بعض المخالفات في دعاء القنوت من قِبَل بعض الأئمة، أختار منها الآتي:
1/ أنَّ التلحين والتطريب والتغني والتقعر والتمطيط في أداء الدعاء منكر عظيم ينافي الضراعة والابتهال والعبودية، وداعية للرياء والإعجاب، وتكثير جمع المعجبين به.
وقد أنكر أهل العلم على من يفعل ذلك في القديم والحديث، فعلى من وفقه الله تعالى وصار إمامًا للناس في الصلوات وقنت في الوتر أن يجتهد في تصحيح النية، وأن يلقي الدعاء بصوته المعتاد بضراعة وابتهال، متخلصًا مما ذُكِرَ، مجتنبًا هذه التكلفات الصارفة لقلبه عن التعلق بربه.
2/ يُجتنب جلب أدعية مخترعة لا أصل لها، فيها إغراب في صيغتها وسجعها وتكلفها، حتى إن الإمام ليتكلف حفظها ويتصيَّدها تصيّدًا، ولذا يُكثر غلطه في إلقائها، ومع ذلك تجده يلتزمها ويتخذها شعارًا.
3/ ويُجتنب التزام أدعية وردت في روايات لا تصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن في سندها كذَّابًا أو متهمًا، أو ضعيفًا لا يُقبل حديثه.
4/ ويُجتنب قصد السَّجع في الدعاء، والبحث عن غرائب الأدعية المسجوعة على حرف واحد، وقد ثبت في صحيح البخاري عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له: ((فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب)).
ومن أمثلة الأدعية المخترعة المسجوعة: “اللهم ارحمنا فوق والأرض، وارحمنا تحت الأرض، وارحمنا يوم العرض”.
الأخلاق التي كانت للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في الجهاد لنتأسى به ولنقتدي به.
عباد الله : الأخلاق لها أثرٌ عظيم على العبد، والأخلاق لها مكانة عظيمة في دين الله، وفي شرع الله -جل جلاله- ، فقد جعل الله تهذيب الأخلاق وتحسين السلوك من مقاصد الرسالات والنبوات، ﴿ هُوَ ٱلَّذِی بَعَثَ فِی ٱلۡأُمِّیِّـۧنَ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَیُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ ﴾[الجمعة : ٢]
فانظروا عباد الله: وَیُزَكِّیهِمۡ من مقاصد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- تزكية النفوس وتهذيب العباد بالأخلاق الحسنة ،
لهذا قال -عليه الصلاة والسلام:-« إنَّما بعثتُ لأتمِّمَ مَكارِمَ الأخلاقِ .» هكذا يبين -عليه الصلاة والسلام- آن من مقاصد بعثته ، أنه بُعث ليدعو الناس إلى الأخلاق الفاضلة ، وإلى السْجايا العظيمة الحسنة الكريمة، كي تنتشر بين الناس وتحل في مجتمعاتهم.
عباد الله: إن المسلم يتصف بالأخلاق الحسنة في كل أحواله وفي جميع مواقفه ، فهو مطالب أن يكون حسن الأخلاق في حال الغضب والرضا، والحرب والسلم،والعسر والعسر، والفقر والغنى، فلا يمكن أن يأتي على المسلم وقت يجوز له أن يتنصل عن الأخلاق الحسنة، أو يتخلى عن مكارم الأخلاق، وإنما هو مأمور بها في كل الظروف وفي جميع الأحوال.
عباد الله: الأخلاق لا يمكن أن تتغير عند المسلم عند الفتن ، الأخلاق لا يمكن أن تتبدل عند المسلم عند الشدائد والمحن، بل إنك تجده على نساق واحد فهو كريم، شهم، وفي، عظيم، طيب النفس في كل أحواله في جميع تعاملاته مع الناس،
وفي غزوة بدر جسد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الأخلاق الحسنة صورةً واضحةً جلية تجعل المسلم يحرص كل الحِرص على أن يتمسك بالأخلاق الفاضلة في جميع المواقف.
فمن أخلاقه: -صلى الله عليه وآله وسلم- في يوم بدر ذلك الخُلق العظيم وهو اعتماد مبدأ المشاورة، المشاورة مع أصحابه، فالقائد في المعركة بحاجة إلى أن يشاور أخوانه وإلى أن يشاور جنده وإلى أن يستفيد من خِبراتهم، وإلى أن يأخذ ما عندهم من الخير، فالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عندما خرج لغزوة بدر اعتمد هذا المبدأ ، واعتمد هذا المسلك، فقد خرج المسلمون يوم بدر، ولم يكن همهم القتال، لم يكن خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر للقتال ، ولا لحرب ولا لسفك دماء ، وإنما قال: إن عِيراً لقريش يمر بها أبو سفيان فاخرُجوا إليها لعلَّ اللهَ يُنفِلُكُموها ، عِير فيها أموال لقريش، أخذت من أموال المسلمين كرهنّ وغصباً واستولى عليها كفار قريش لما هاجر للصحابة وتركوا الأموال والأولاد من أجل الله، فاخرجوا فخرج الصحابة لا بطراً ولا رياء ولا سمعةً ولا شيئا من ذلك ، وإنما لأجل القافلة، ولأجل هذه العير التي مرت ، فكان أمر ، وأراد الله أمره ، أراد الصحابة أمر، وأراد الله أمراً آخر ، أراد الصحابة عِيرآ ومتاعاً ، وأراد الله أن يكون يوماً مشهوداً له أثره على أمة الإسلام.
فلما خرج وسمع أن المشركين خرجوا في جيش كثير ، قال أَشيروا عليَّ أيُّها النَّاسُ: أَشيروا عليَّ أيُّها النَّاسُ ماذا ترون.. ماذا نعمل... ماذا نصنع...؟ اشيروا عليَّ أيها الناس ، فقام أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه فتكلم وأحسَنَ ، وقام عُمَرُ وتكلم وأحسَن، ثمَّ قام المِقدادُ بنُ عمرٍو، فقال: يا رسولَ اللهِ، امْضِ لما أمَرَكَ اللهُ به، فنحن معك، واللهِ لا نقولُ لك كما قالتْ بَنو إسرائيلَ لموسَى: { فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [المائدة: ٢٤] ولكنّ نقول لك أذهب أنتَ وربُّكَ فقاتِلا إنَّا معَكُم مقاتلونَ ، فو الله لو سِرْتَ بنا إلى بَرْكِ الغِمادِ لسرنا معك ماتخلف منا رجل واحد فسُرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- واستَنارَ وجهُه ،حتى سارا كأنَّه فَلْقةُ قمرٍ
ثم قال أَشيروا عليَّ أيُّها النَّاسُ : أَشيروا عليَّ لآن أبو بكر عندما تكلم من المهاجرين ،وعمر من المهاجرين، والمقداد من المهاجرين. أين الأنصار وأين كلامهم...؟
فقام صديق الأنصار -سَعدُ بنُ مُعاذٍ:- وقال يا رسول الله لكأنَّكَ تعنينا ، والله يارسول الله إنه ليسرنا أن تخرج بنا حيث امرك الله ، وإنَّا لصُبُرٌ في الحرب، صُدُقٌ عند اللِّقاء، ولعلَّ الله يريك منَّا ما تقرُّ به عينك، فوالذي بعَثَكَ بالحَقِّ، إنِ استعرَضتَ بنا هذا البَحرَ، فخُضْتَه؛ لخُضْناه معك!"،
فقال عليه الصلاة والسلام: عند ذلك سيروا وأبشِروا؛ فإنَّ اللهَ قد وعَدَني إحدى الطَّائفتَينِ، "واللهِ لكأنِّي الآن أنظُرُ إلى مَصارعِ القَومِ"،
سيروا وأبشِروا؛ فوالله والله لقد وعَدَني الله إحدى الطَّائفتَينِ النَّصرُ أو العز والتمكين والغنيمة ، ثم قال: أو الشَّهادةُ ، ثم قال:" واللهِ لكأنِّي الآن أنظُرُ إلى مَصارعِ القَومِ"،
خطب جمعة لفضلية الشيخ #محمد_بن_حسن_القاضي حفظة الله
#خطب_رمضانية
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
فلهذا أيها الناس أحسنوا في تصريف الأموال وفي وضعها في مواضعها التي ترضي الله.
قال الواحدي في "الوسيط": "قال أهل العلم: القرض الحسن أن يجمع عشرة أوصاف:
الأولى: أن يكون من حلال والمراد بالقرض هنا: التصدق بالأموال في مرضاة الله عز وجل، أن تكون الأموال من حلال، إياك إياك أن تتصدق بمال من حرام، وقد ابتلي كثير من أهل اليمن بوجود الشجرة الخبيثة وهي شجرة القات، فإذا أراد أحدهم أن يتصدق فكثير منهم ما معه إلا من هذا المال الذي دخل فيه ما دخل من الخباثة.
فلهذا أيها المسلمون تحروا في اكتساب الأموال الطيبة، الأموال المباحة الحلال.
الثاني: أن ينفق من جيد ماله لا أن يتصدق بالرديء، قال الله: ﴿وَلَا تَيَمَّمُوا
الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِئاخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ﴾ [البقرة: ٢٦٧]، بعض المسلمين يرى أنه متفضل، يتصدق لكنه يختار الرديء من المال، وربما تصدق بأشياء قد انتهت مدة الانتفاع بها وهو في الحقيقة يتخلص منها فقط، ما أسوأها من نية وما أضره من مقصد عليه، يا مسلم عود نفسك النزاهة والترفع عن أن تكون قضيتك في إرادة الأجور من الله عن طريق التصدق بالرديء والخسيس هذا لا يليق بمسلم أبداً.
وهكذا أيضاً أن يكون المرء في حال تصدقه مبتغيا وجه الله، وهكذا أيضاً لا يمن بصدقته، قال الله: ﴿ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَا لَهُ رِئَاءَ النَّاسِ ﴾ [البقرة: ٢٦٤].
كذلك: لا يكون مرائياً في الصدقة.
كذلك يقدم في الصدقة والتصدق الأحق فالأحق، والأحوج فالأحوج، والأشد ضرراً، يبدأ به ويحرص على أن يعطيه، هذا من باب حسن البذل في الأموال والتصدق بها، ومن باب إخراج الزكوات التي أوجبها الله على عباده.
أستغفر الله، إنه هو الغفور الرحيم
*الخطبة الثانيه:*
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه، أما بعد:
نحن في شهر رمضان المبارك الذي يُستحب فيه السخاء والبذل والعطاء والكرم والإحسان لا سيما إلى الفقراء، الكبار في السن المتضررين والذين لا يسألون الناس، وهكذا إلى الأيتام والأرامل وهكذا المتضررون بسبب الحروب، فهؤلاء يُحرص على التعاون معهم ما أمكن.
فندعو أنفسنا إلى أن نقتدي بسيد الأولين والآخرين عليه الصلاة والسلام في الجود والكرم، فقد روى الإمام البخاري ومسلم من حديث بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، في رمضان يزداد جوده وبره وإحسانه وكرمه وعطاؤه، وهو عليه الصلاة والسلام الكريم في غير رمضان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
فيا معشر المسلمين، ينبغي الحرص على التصدق لا سيما في هذا الشهر الكريم، وسأذكر لكم هذه القصة المفيدة لنا جميعاً في الحرص على التصدق في كل وقت وآن في الليل وفي النهار، وفي الحضر أو الأسفار ولو لم نجد ما نتصدق به إلا بشق تمرة فنتصدق بها ولا تحرم من الصدقة:
روى الإمام أحمد وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة»، سمع هذا الحديث مرثد بن عبد الله اليزني، هذا مرثد اليزني وكان من الصالحين، فكان كل يوم يخرج من بيته ومعه شيء يتصدق به إما مال نقدي، وإما كعك، وإما أشياء يستطيع أن يتصدق بها، حتى إنه كان إذا لم يجد ما يخرج به ليتصدق به يأخذ معه بصلة، حتى قال له بعض الناس يا مرثد هذا البصل يجلب الرائحة المنتنة. قال : والله ما وجدت ما أتصدق به إلا البصلة.
انظروا إلى هذا الحرص من هذا الرجل، وتصوروا كم سيغترف من الأجور على مر الأيام والشهور والأعوام وطول الدهر والزمان بسبب هذا التتابع في التصدق، لا تتضجروا من أفعال الخير.
احذروا البخل، احذروا الشح انتبهوا على أنفسكم، الله عز وجل جعل لكم الأرزاق من أجل بذلها في مرضاته وفي إصلاح عباده، ولم يجعل المال من أجل البخل والشح، عود نفسك أيها المسلم الكريم السخاء والبذل، واستعذ بالله من أن تكون بخيلاً، إنه يخاف على أحدكم أن يكون ممن يدخل في قوله تعالى:﴿ وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِي أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون:]،
قال كثير من المفسرين: معنى: ﴿فَأَصَدَق﴾ أخرج زكاة مالي. شعر بأنه قد ارتكب ذنبا عظيما يريد أن يرجع ويُؤخر عن قبض روحه حتى يؤدي ما عليه، وهيهات هيهات أن يُعطى ذلك .
فبعض الناس يغالط حتى في أداء أركان الإسلام، حيل ومغالطة ومخادعة وتلاعب انتبه على نفسك ما هكذا الإيمان، ولهذا سميت الصدقة صدقة لأنها تدل على صدق صاحبها، صدقه في الإيمان وتصديقه بوعد الرحمن فيما يعطيه إياه من الإكرام والإحسان
*«عظيم فضل الله للمتصدقين ابتغاء مرضاة الله»*
*🕌خطبة الجمعة من #دار_الحديث_بمعبر
حرسها الله*
تفريغ شرح كتاب الصيام من دليل الطالب كاملا .
لفضلية الشيخ د:
#سليمان_بن_سليم_الله_الرحيلي
*《 التفريغ بصيغة PDF على تليجرام 》:*
↘/channel/hat2222/40793
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
#دروس_الرحيلي
#دروس_رمضانية
«اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلَا هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْت، وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ اللَّهُمَّ إِنِّي عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيَّنَّهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرَّهُ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ ) .
«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ )
┈──── ••↯↯↯┈➢
*📝 للمزيد تابعونا ⇲على التيليغرام :
╭┈──── ••↯↯↯
╰┈➢ /channel/hat2222
📨رابط قناة ملتقى الخطب على الوتس :
╭┈──── ••↯↯↯
╰┈➢https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
أدعية نبوية صحيحة ثابتة في الصحيحين وغيرهما من كتب السنة مأخوذة من كتاب تبصير الناسك بأحكام المناسك للشيخ المحدث عبد المحسن العباد البدر المدرس بالمسجد النبوي الشريف.
#الأدعية
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
«اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ .
«اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ).
رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ، وَآخِرَهُ، وَعَلَانِيَتَهُ، وَسِرَّهُ )
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ).
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ».
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَأَعُوذُبِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجَ وَالْبَرَدِ، وَنَقَّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ).
«اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ».
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ .
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٌّ ) .
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتَّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى) .
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكَّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبِ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا ».
«اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ )
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ».
اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ) .
اللهم يا الله، يا ذا الجلال والإكرام، نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تعتِق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار. اللهم اجعلنا من عتقائك في هذا الشهر.
اللهم إن أجسادنا لا تقوى على النار، وأنت أرحم الراحمين، فارحمنا برحمتك، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اجبر كسرنا وارحم ضعفنا. اللهم ارحم ضعفنا وانكسارنا بين يديك. اللهم ارحم شدة افتقارنا إليك.
نبرأ إليك من حولنا وقوتنا إلى حولك وقوتك، يا ذا الجلال والإكرام. نتوسل إليك بقوتك وضعفنا وغناك وفقرنا وعزتك وذلنا. اللهم فارحمنا، يا أرحم الراحمين. ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، يا ذا الجلال والإكرام.
نسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قولٍ وعمل. نسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قولٍ وعمل.
نسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قولٍ وعمل، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، واختم بالصالحات أعمالنا، يا أرحم الراحمين. اغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا.
اللهم يا باسط يديك بالمغفرة، ويا واسع الرحمة، ادخلنا برحمتك في رحمتك. اللهم ادخلنا برحمتك في رحمتك. اللهم ادخلنا برحمتك في رحمتك.
اللهم اشمل بالعفو والمغفرة آباءنا وأمهاتنا. اللهم اشمل بالعفو والمغفرة آباءنا وأمهاتنا. اللهم أكرم نزلهم، اللهم انفعهم وارفعهم، واجعل قبورهم روضةً من رياض الجنة، يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين. أصلح ذات بين المسلمين، وألف بين قلوبهم، واجعل الدائرة على أعدائهم. إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
┈──── ••↯↯↯┈➢
*📝 للمزيد تابعونا ⇲على التيليغرام :Читать полностью…
╭┈──── ••↯↯↯
╰┈➢ /channel/hat2222
📨رابط قناة ملتقى الخطب على الوتس :
╭┈──── ••↯↯↯
╰┈➢https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
يقول: "يظن الناس عندما يروني أجتهد في الأعمال الصالحة، يظنون أنني بذلك أسعى في رفع الدرجات، وفي الحقيقة إنما أسعى في إخلاص رقبتي من النار".
ألا فحقًا، عباد الله، يجب على كل واحد منا أن يسعى اليوم وأن يبدل قُصارى جهده ليخلص هذه الرقبة من أسر النار ومن رق النار. فالعناء، العناء بأسل الآخرة ورق جهنم، والعياذ بالله، لا مقارنة البتة بين أسر الدنيا وأسر الآخرة، بل لا مقارنة بين رق الدنيا ورق الآخرة.
قال أبو بكر بن عياش رحمه الله: ": قال لي رجل مرَّة وأنا شابٌّ: خلِّص رقبتَك ما استطعتَ في الدنيا من رقِّ الآخرة، فإنَّ أسيرَ الآخرةِ غيرُ مفكوكٍ أبداً، قال: فوالله ما نسيتها بعدُ".
يا عباد الله: كلُّ النَّاسِ يغدو فبائعٌ نفسَه فمُعتِقُها أو مُوبِقُها . بائع نفسه من الله مشتريها من الله، كما قال الله عز وجل: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ } . فيشري نفسه من الله ببدلها فيما يرضي رب العالمين سبحانه وتعالى.
وآخر يشري نفسه من الشيطان ببذلها فيما يغضب الرحمن ويرضي الشيطان، والعياذ بالله، فموبقها.
ومن هنا، يا عباد الله، كان النبي صلى الله عليه وسلم ينادي على أمته، بل ينادي على عشرته، وينادي على الأدنين من أهله، فيقول: "اشتروا أنفُسَكم من ربكم ، إني لا أملكُ لكم من اللهِ شيئًا ،".
ومن هنا قال الإمام بن رجب رحمه الله: "إن كنت تطمع في العتق من النار، فاشترِ نفسك من الله، فإن الله عز وجل اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة".
من كَرُمَتْ عليه نفسه هان عليه ما يبذله في سبيل فِكاكها من النار. وقد أشترى الصحابة أنفسهم من الله إما بجهاد في سبيل الله، وإما بأموالهم الذي بذلوها وانفقها في مراضات الله، وإما بأعمال صالحة أخرى تقربوا بها إلى الله عز وجل.
هذا أبو هريرة رضي الله عنه كان ورده في اليوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة.
يا أبا هريرة من الذي يحملك على هذا؟ فيقول: "أسبح بمقدار ديتي، كأن نفسي في الأسر، فهو يفتكها بهذه الدية". نعم، عباد الله، واشترى عامر بن عبدالله بن الزبير نفسه من الله في ست مرات، يتصدق كل مرة بمقدار ديته.
واشترى حبيب نفسه من الله بأربعين ألف درهم. واشترى خالد الطحان نفسه من الله ثلاث مرات.
فماذا نحن فاعلون، عباد الله؟ ألا فالبدار، البدار، البدار، البدار لفكاك هذه الرقاب من النار. الله الله في الجد في المسير والهمة والتشمير لعلى الله عز وجل أن يسجل براءتنا من النار في هذا الشهر المبارك.
ألا إن من الخسارة والغبن أن يمر علينا هذا الشهر وتتاح لنا ثلاثون فرصة ليعتق الله عز وجل رقابنا من النار، ومع ذلك نخرج من هذا الشهر كما دخلنا. وإن قوله صلى الله عليه وسلم: "وللهِ عتقاءُ من النارِ ، وذلك كلَّ ليلةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ." دعوة إلى أن نبدل الأسباب التي بها تعتق رقابنا من النار.
فافهم ما وراء الحديث من اللطيف في السعي في بذل الأسباب التي يعتق الله عز وجل بها رقبتك من النار. ومع ما يفيد الله عز وجل على عباده في هذا الشهر من العتق المرسل، فتمت أسباب إذ بذلها الإنسان يعتق الله عز وجل بها رقبته من النار.
فهاكم بعضها على سبيل الإيجاز والاختصار الشديد. فأعظم ما يخلص رقبتك، عبد الله، من نار جهنم أن تخلص لله التوحيد. قال صلى الله عليه وسلم: "لن يوافِيَ عبدٌ يومَ القيامةِ يقولُ : لا إلهَ إلَّا اللهُ يبتغِي بها وجهَ اللهِ ؛ إلَّا حرَّمَ اللهُ عليه النارَ .".
فالتوحيد، عباد الله، هو أصل الخلاص وأساس الفكاك من النار. ومن أجل ذلك كانت كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" من الأذكار التي تتكرر في كل صباح ومساء، بُغية أن تفك رقبة العبد بها من النار.
قال صلى الله عليه وسلم: "مَن قال حِينَ يُصبِحُ أو يُمسي: اللهُمَّ إنِّي أصْبَحتُ أُشهِدُكَ وأُشهِدُ حمَلةَ عَرشِكَ ومَلائِكتَك وجَميعَ خلْقِكِ أنَّك أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُكَ ورَسولُك؛ أعتَقَ اللهُ رُبُعَه مِن النَّارِ، فمَن قالَها مرَّتَينِ أعتَقَ اللهُ نِصفَه، ومَن قالَها ثلاثًا أعتَقَ اللهُ ثَلاثةَ أرباعِه، فإنْ قالَها أربعًا أعتَقَه اللهُ مِن النَّارِ. ." رواه الإمام أبو داود، وحسنه الإمام بن باز رحمه الله تعالى.
كما أن مما يعتق الإنسان من النار إحسان الصيام. فالعَتق في رمضان، يا عباد الله، متعلق بهذه العبادات العظيمة الجليلة التي يقوم بها المسلم في رمضان، والتي يأتي في طليعتها الصيام. يؤكد على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "الصِّيامُ جُنَّةٌ، وحِصْنٌ حَصينٌ من النَّارِ.".
وإن الصيام الذي يثمر العتق من النيران هو الصيام الذي صح معتقد صاحبه وسلمت أخلاقه وسلوكه. وإلا، فكم من أناس تحقرون صيامهم إلى صيامكم، لكنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لفساد معتقداتهم.
معنى العتق من النار: عبد الله! أن تتحرر من رق الذنوب، وتخلص من ذل المعصية إلى عز الطاعة. العتق من النار هو أعلى درجات التحريم من النار. وإذا كانت المغفرة تمحو ما مضى من الذنوب، فإن العتق من النار مع محوه ما مضى من الذنوب، فإنه أيضاً يقتضي ألا يقع الإنسان في الذنوب والمعاصي التي توبقه وتهلكه وتوجب له النار. وإن زل، كان موفقاً بالتوبة عما قريب.
وإذا كان ذلك كذلك، فإن المغفرة تؤمن الماضي، وإن العتق من النار يؤمن الماضي والمستقبل. وعلى هذا، فإن العتق من النار أعظم من المغفرة.
العتق من النار يعني الفوز بالجنة والنجاة من النار. وتلك، نعيم الله، أعظم أمنية ينشدها أحدنا. وذلك هو الفوز المبين. ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾
فيا سعادة المهتدين، ويا هناءتهم، هنيئاً لهم، وألف هنيئاً.
إن من أحكام الرق في الدنيا أنه إذا أُعتق العبد وحررّ، فإنه يصبح حراً من رقه، فإنه في الأصل لا يعود إلى الرق مرة أخرى. فما بالك، عبد الله، بكرم أرحم الراحمين إذا أعتق عبده من النار؟ أفتراه يعذبه مرة أخرى؟ أفتراه يخزيه بعد الإكرام والإنعام؟ ألا حاشاه سبحانه وتعالى.
ألا عباد الله: إنه سبحانه وتعالى ندب عباده إلى أن يحرروا الرقيق، وأمرهم بذلك فرضاً أو نفلاً، كما هي في تشريعات القرآن والسنة. وإذا كان الله عز وجل قد ندب عباده وحببهم إلى عتق الرقيق، فإنه سبحانه أولى بالعتق، هو أولى بهذا الجود، هو أولى بهذا الكرم سبحانه وبحمده.
فيتفضل الله على عباده بالعتق من النار، وهذا الذي كان يلمحه بعض السلف في دعائهم، إذ يقول أحدهم:
إنَّ المُلوكَ إذاَ شَابَتْ عَبِيدُهُمُ... فيِ رِقِّهِمُ، أَعْتَقُوهُمُ عِتْقَ أَبْرَارِ..... وأنتَ ياخالقيِ أّوْلَى بِذَا كَرَماً ... شِبتُ فيِ الرِّق فاعتقِني من النارِ *
وكان حكيم بن حزام رضي الله عنه يقف في عرفات، فيأتي بمئة من عبيده ثم يعتقهم لوجه الله، فيضج أهل الموقف بالبكاء والدعاء، يقولون: "ربنا، عبدك أعتق عبيده، فأعتقنا من النار، فأنت أولى بهذا الإكرام والإنعام".
عبد الله: لكي نستشعر جلال العتق من النار في رمضان، فلنحدث أنفسنا بإيجاز شديد عن النار حتى نستشعر جلال العتق من النار في رمضان. وقد بات الحديث عن النار غائباً أو مغيباً في المنابر والمجالس والمنتديات، إلا ما شاء الله، رغم أن الترغيب والترهيب جناحان لابد أن يطير بهما العبد إلى الله عز وجل.
لكي تستشعر جلال العتق من النار في رمضان فتأمل معي يوم ينادي الله عز وجل آدم فيقول:« يا آدَمُ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ،". فيقولُ : أخْرِجْ بعْثَ النارِ، فيقول آدم: "وما بعثُ النَّارِ ؟ فيقولُ : من كلِّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةٍ وتسعينَ ، فعند ذلك يشيبُ الصَّغيرُ ، وتضعُ الحاملُ حملَها ، وترَى النَّاسَ سُكارَى وما هُم بسُكارَى ، ولكنَّ عذابَ اللهِ شديدٌ ،...»
قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: "أينا ذلك الواحد؟" لكي تستشعر جلال العتق من النار، تعرف على هذه النار، تلك الطامة الكبيرة والداهية المهلكة التي خوّف الله عز وجل بها حتى ملائكته. ﴿ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾
وخوف الله بها حتى نبيه صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَلَا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ فَتُلۡقَىٰ فِی جَهَنَّمَ مَلُومࣰا مَّدۡحُورًا ﴾[الإسراء : ٣٩]
وخوف بها سائر الناس، ﴿ فَأَنذَرۡتُكُمۡ نَارࣰا تَلَظَّىٰ ﴾[الليل : ١٤]
وخوف بها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، إذ صعد على المنبر، فجعل ينادي: "أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار".
تلك النار التي أقضت مضاجع الصالحين، وأغمّت نهارهم، فقضوا ليلهم قياماً ونهارهم صياماً. ولطالما تقرحت عيونهم بالدموع بكاءً خوفاً من هذه النار.
إذَا مَا الَّليلُ أظلَمَ كَابَدُوه
فيسفرُ عنهمُ وهمُ ركوعُ
أطَارَ الخَوفُ نومَهُم فَقَامُوا
وَأهلُ الأمنِ فِي الدُنَيا هُجُوعُ
لَهُم تَحتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ
أنِينٌ مِنهُ تَنفَرجُ الضُّلُوعُ
وَخُرسٌ بالنَّهارِ لِطُولِ صمتٍ
عليهِم منْ سكينتهمْ خشوعُ
كان سفيان الثوري رحمه الله ينام أول الليل ثم ينتفض مرعوباً فزعاً، ينادي: "النار، النار، النار". ملأ ذكر النار النوم والشهوات، ثم يتوضأ، ثم يقول على أثر وضوئه: "اللهم إنك تعلم بحاجتي غير معلم، لا أطلبك إلا فكاك رقبتي من النار".
يا لهول المقدم، وبرزت الجحيم للغاوين، إذا رأتهم من مكان بعيد، سمعوا لها تغيظاً وزفيراً. يؤتى بجهنم يوم القيامة، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها.
"تنبيه هام"
الأرقام الرسمية المعتمدة:
لسماحة الشيخ العلامة/ محمد بن عبدالله الإمــــــام -حفظه الله-
القائم على دار الحديث بمعبر- اليمن.
(علامة اليمن، وحكيم الوطن)
رقم الشيخ الخاص:
+967773211211
رقم الدار والإفتاء:
+967775210210
رقم الإشراف على المواقع والقنوات التابعة للشيخ والدار:
+967777172236
"ما سوى هذه الأرقام يجب التحري فيها"
*📝إصلاح القلوب بتدبر كلام علام الغيوب📜*
*📜خطبة الجمعة من #دار_الحديث_بمعبر
حرسها الله*
*📝لسماحة الشيخ /*
#محمد_بن_عبدالله_الإمام حفظه الله تعالى.
*🗓بتاريخ ٧ / رمــضــان / ١٤٤٦هـ*
*《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》:*
/channel/hat2222/40767
🎙لإستماع الخطبة مقطع صوتي :
/channel/Abdulrahman_AlSheikh/20017
#خطب_رمضانية
═════ ❁✿❁ ═════
*«🔄 خطب ومواعظ 🔄»*
*" #أبي_عبدالله_محمد_المصنعي "*
*وفقه الله تعالى وأصلح شأنه*
*📝أعتنى بإخراجها:*
*أبو عبد الله محمد المصنعي غفر الله له*
ولا يرد على ذلك ما جاء في بعض الأدعية النبوية من ألفاظ متوالية فهي غير مقصودة ولا متكلفة، ولهذا فهي في غاية الانسجام.
5/ ويُجتنب اختراع أدعية فيها تفصيل أو تشقيق في العبارة؛ لما تحدثه من تحريك للعواطف وإزعاج للمصلين، والبكاء والشهيق والضجيج والصَّعق إلى غير ذلك مما يحدث لبعض الناس حسب أحوالهم وقدراتهم وطاقاتهم قوةً وضعفًا.
6/ ومنه تضمين الاستعاذة بالله من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة أوصافًا وتفصيلات، ورص كلمات مترادفات يُخرجُ عن مقصود الاستعاذة والدعاء إلى الوعظ والتخويف والترهيب، وكل هذا خروج عن حدِّ المشروع، واعتداء على الدعاء المشروع وهجر له، واستدراك عليه، وأخشى أن تكون ظاهرة ملل، وربما كان له حكم الكلام المتعمد غير المشروع في الصلاة فَيُبْطِلهُا.
7/ ويُجتنب التطويل بما يشق على المأمومين، ويزيد أضعافًا على الدعاء الوارد، فيحصل من المشقة واستنكار القلوب وفتور المأمومين، مما يؤدي إلى خطر عظيم يُخشى على الإمام أن يلحقه منه إثم.
8/ ليس من حق الإمام أن يراغم المأمومين، ولا أن يضارَّهم بوقوف طويل يشق عليهم، ويؤمّنون على دعاء مخترع لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو يكونوا في شك من مشروعيته، وبينما هو في حال التغريد والانبساط فهم في غاية التحرج والانزعاج.
ولو سمع بعض الأئمة ما يكون من بعض المأمومين بعد السلام من تألم وشكوىمن التطويل، وسماع أدعية يؤمنون عليها ولا يعرفون معناها، وتستنكرها القلوب؛ لرجع إلى السنة من فوره.
فيجب على من وفقه الله وأمَّ الناس في الصلاة أن يتقيد بالسنة، وأن لا يوظف مزاجه واجتهاداته مع قصور أهليته.
وأن يستحضر رهبة الموقف وأنه يقف بين يدي الله تعالى -وفي مناجاته-، وأنه في مقام القدوة وتلقين المسلمين المشروع من القنوت، ونشره بينهم وتوارثهم له.
وكان دأب العلماء الاقتصاد في الدعاء، ويرون الإسهاب فيه من جملة الاعتداء.
أما النَّصيحة الموجهة للأخوة المؤذنين فهي:
أولاً: أبشرهم بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ المؤذنين أطول الناس أعناقًا يوم القيامة»، فأسأل الله تعالى أن يجعلكم منهم.
ثم ليسمح لي الأخوة المؤذنون أن أنبهم على الآتي:
1/ المبالغة في الإلحان والتطريب في الأذان إلى درجة تشبه الغناء أحيانًا أمرٌ غير سديد ألبتة.
2/ نتج عن هذه المبالغة زيادة أحرف ومدود ليست موجودة في الأذان، كقول بعضهم: (أَشهدو أن لا إله إلا الله)، فيزيد واوًا بسبب اللحن، والبعض يزيد مدًا في التكبير فيقول: (الله أكبار)، والبعض يزيد حرف ألفٍ في حي على الصلاة وحي على الفلاح، فتصير: (حيَّا على الصلاة، حيَّا على الفلاح)، والبعض يزيد واوًا في: الصلاة خير من النوم بسبب اللحن، فتصير: (الصلاتو خير من النوم)، وبعضهم يزيد واوًا بسبب اللحن أيضًا في: الله أكبر، فيقول: (اللهو أكبر)، والبعض يزيد ألفاً في: لا إله إلا الله بعد الهاء فيقول: (لا إلها إلا الله).
وهذا كله نتيجة للمبالغة في التلحين والتطريب.
هذه نصيحة أقدمها لإخوتي أئمة المساجد والمؤذنين مبتهلاً إلى الله تبارك وتعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن تجد آذانًا مصغية وقلوبًا واعية.
وإني لأدعو الله مخلصًا أن يوفقنا وإياكم لاتباع السنة الذي هو طريق الجنة في جميع أمورنا وأحوالنا، وأن يجمعنا وإياكم في جنته، وأن يجعلنا جميعًا من عتقائه من النار، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أخوكم: صالح بن سعد السحيمي
#للأئمة #للدعاة #للمؤذنين
➷/channel/hat2222
✹ وتس :
➷https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
*همسة في أذن #الأئمة والمؤذنين*
*العلامة د. #صالح_بن_سعد_السحيمي*
*بسم الله الرحمن الرحيم*
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا نداء إلى إخوتي المشايخ أئمة المساجد والمؤذنين -وفقهم الله ورزقنا وإياهم الإخلاص والصواب في القول والعمل-، ثم ليسمح لي إخوتي بالنصيحة في مسائل تتعلق بالإمامة والأذان؛ لعلمي أنهم يحرصون على السنة في أقوالهم وأفعالهم وأنهم يقبلون الحق بدليله؛ لذا أحببت أن أوجه لهم هذه المناصحة رغبة فيما عند الله، ومحبة لهم، وتعاونًا على البر والتقوى، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الدين النصيحة…» قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم.
وهذه النصيحة عبارة عن تنبيهات تتعلق بصلاة التراويح والقيام وهي كالآتي:
أولاً: حبذا لو أنَّ الأئمة الكرام يطيلون بعض الشيء في الركوع والسجود لتمكين المأمومين من إكمال التسبيح والدعاء؛ حيث إنَّ الأمر يصل أحيانًا إلى عدم الطمأنينة في الركوع والسجود، لا سيما مع تمطيط المكبرين المبلغين في الحرمين والمساجد الكبيرة، حيث يبالغون برفع الأصوات ومدِّها وقد تمتد إلى قريب رفع الإمام من الركوع والسجود، فحبذا لو وجهوا بتلافي ذلك.
ثانيًا: يلاحظ في دعاء القنوت ما يأتي:
1/ الإطالة المملة التي ينتج عنها إلحاق المشقة بالمأمومين، مع ما فيها من تكلف لأدعية غير ثابتة وقد قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ خير دينكم أيسره» رواه أحمد وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإنَّ نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل، ودعوا ما حَرُم» رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
2/ التغني بالدعاء إلى درجة أنَّه يشبه تلاوة القرآن، وهذا خطأ وبدعة لم يكن معروفًا عن السلف، بل هو منافٍ للضراعة والابتهال، وفيه مدعاة للرياء والإعجاب بالنفس، وغير ذلك من المحظورات الشرعية.
3/ التكلف بذكر أدعية مسجوعة مع أنَّ هناك أدعيةً ثابتةً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تُغني عنه ذلك، فعلى الداعي في القنوت أن ينتقي الأدعية الثابتة في الكتاب والسنة، وأن يختار جوامع الكلم وما أكثرها في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا داعي للتكلف مع وجود الأدعية النبوية وكثرتها، والسجع من الاعتداء في الدعاء، والله لا يحب المعتدين في الدعاء وفي غيره، ويخشى أن يكون السجع من موانع قبول الدعاء.
4/ المبالغة في اللحن والتطريب في الدعاء مما جعل كثيرًا من العوام يتعلقون بأصوات الأئمة الذين تحولت أدعيتهم إلى ما يشبه الغناء، فيذهبون لتلك المساجد ولو كانت بعيدة، ويتركون الأئمة المتقنين الملتزمين بالسنة، وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أنَّ إدخال الألحان في الصلوات من شعار النصارى.
5/ التكلف بإظهار البكاء، ولا بأس إذا كان ذلك بسبب الخشوع مع عدم التكلف، ونبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه كان يُسمع له أزيز في صدره، ولم يكن يتكلف البكاء أمام الناس، وهو -صلى الله عليه وسلم- القدوة في هذا الباب وفي غيره.
6/ الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة الواردة في الدعاء مع كثرة الأحاديث الصحيحة التي تغني عن ذلك، وربما كان في بعض الأدعية شيء من التوسلات البدعية.
7/ المداومة على القنوت والدعاء بصفة مستمرة مما يوهم الناس أنَّ ذلك سنة، وقد ثبت عن أبي ابن كعب -رضي الله عنه- حين كان يصلي بالصحابة -رضي الله عنهم- في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يترك القنوت في بعض الليالي، ولعل فعله محمول على تعليم الناس أنه ليس بواجب.
وإليكم إخوتي الكرام بعض الآثار النبوية والسلفية الواردة في التحذير من الاعتداء في الدعاء:
عن عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه- أنه سمع ابنًا له يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بني، سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء» رواه أبو داود (96) وصححه الألباني.
وعن ابنٍ لسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، أنه قال: سمعني أبي، وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة، ونعيمها، وبهجتها، وكذا، وكذا، وأعوذ بك من النار، وسلاسلها، وأغلالها، وكذا، وكذا، فقال: يا بني، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء، فإياك أن تكون منهم، إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها، وما فيها من الشر» رواه أحمد (1488) وأبو داود (1480) وصححه الألباني.