Telegram-канал hat2222 - ملْتقـے الخطبْ المكتــوبـﮧ: Неотсортированное

ملْتقـے الخطبْ المكتــوبـﮧ

21 сентября 2024 14:15

الشرعية تتناغم وتتلائم مع الأحداث القدرية ولا يخفى عليكم أيها الكرام " أن ربط الأحداث النازلة بالأدلة الشرعية وقراءة هذه الأحداث في ظلال تلك الأدلة الشرعية أمر في غاية الأهمية وهو طوق نجاه للعبد وبه يدرك المرء الوعي الرشيد والرأي السديد ويكون على بصيرة من أمره لا سيما أنه لدى الأحداث الكبرى قد تطيش عقول وتذهل أفئدة وتزل أقدام وتظل أفهام ومن هنا جاء هذا الموضوع بعنوان « قالت لنا أحداث غزة » نستقرئ هذه الأحداث لنستخلص منها بعض ما دلت عليه من الحقائق مقرونة بشواهدها
الشرعية لعلها أن تكون مما يضمد الجراح ويحول الآلام إلى آمال
قالت لنا أحداث غزة، قالت لنا أحداث غزة أن الصراع بين الحق والباطل سنة من سنن الله الكونية فلله عز وجل في كونه سنن ثابتة لا تتغير ولا تتبدل وعامة لا تنتقي ولا تحابي ومضطردة لا تتوقف ولا تتأجل يجريها الله عز وجل على من في هذا الكون ولن تجد لسنه الله تبديلا ومن أظهر هذه السنن سنه التدافع والصراع بين الحق والباطل وهي سنه متجذرة في عمق التاريخ قديمه قدم الأرض والإنسان بدأت منذ حدث بين آدم عليه السلام والذي يمثل جانب الحق وإبليس الذي يمثل جانب الباطل ما حدث مروراً بإبراهيم والنمرود ثم بموسى وفرعون، ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم وصناديد قريش، ثم بأتباع محمد صلى الله عليه وسلم والذين، يمثلون جانب الحق وأتباع إبليس وجنده الذين يمثلون جانب الباطل ومن تتبع آيات القرآن وما أخبر الله عز وجل به في كتابه عن رسله مما لاقوه من أقوامهم من التكذيب والتعنت والأذية ظهر له بجلاء حتميه هذه السنه الربانية وبهذا نطق كتاب الله عز وجل *﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴾*
يؤكد سبحانه وتعالى هذا المعنى في غير ما آية في كتابه فيقول عز وجل *﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا شَيَٰطِينَ ٱلْإِنسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾*
وبهذا يستقر في الأذهان أنه لابد أن يعارض الحق بالباطل لحكم ربانية باهرة وعلى ذلك فلا ينزعج أهل الحق ولا يستغربون مما يرونه من إصرار أهل الباطل على معاداتهم وأذيتهم فإن ذلك يجري وفق سنه ربانية ليقضي الله أمراً كان مفعولا ولله في ذلك بالغ الحكمه
ومن الحكم الربانية في ذلك أن يمتحن سبحانه المؤمنين وأن يمحص قلوبهم فيتميز أهل الحق الثابتون الصادقون المتمسكون بدينهم من الناكصين على أعقابهم *﴿ الٓمٓ ﴾﴿ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوٓا۟ أَن يَقُولُوٓا۟ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُوا۟ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَٰذِبِينَ ﴾*
ومن وراء هذه السنه الربانية قام سوق الجهاد في سبيل الله ووجدت الجنه والنار بئس المهاد وقامت الأشهاد ونودي يوم التناد فريق في الجنه وفريق في السعير
كما أن من الحكم الربانية في ذلك، من الحكم الربانية
في معارضة الباطل للحق أن يزداد الحق ظهوراً ووضوحاً وبياناً ويزداد أهله به تمسكاً والضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتميز الأشياء إن الصراع بين الحق والباطل سجال وجولات فقد ينتفش الباطل ويتبجح أمام الحق لكنها انتفاشة زائفة ما أسرع ما تزول كالزبد فوق الماء ما أسرع ما يذهب الزبد ويبقى الماء هو الماء *﴿ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَٰطِلَ ۚ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ﴾*
فقد يرتفع الباطل في ظاهر الأمر لكنه يعلو في حقيقه
الأمر ليسقط قيل للحق أين كنت يوم ظهر الباطل قال كنت تحته أقلع جذوره.
ويا لله كم بين هيمنة كفار قريش وإخراجهم محمداً صلى الله عليه وسلم طريداً من مكة وبين إنتصار الحق ودخوله صلى الله عليه وسلم فاتحاً مظفراً منصوراً يقرع مسامع كفار قريش بقول الحق سبحانه *﴿ وَقُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَٰطِلُ ۚ إِنَّ ٱلْبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾*
وكم حدثنا التاريخ عن خلق لا يحصون كثرة ممن انبرواْ
لمحاربة الحق وأهله وبوسائل مختلفه وظنوا بجهلهم أنهم غالبون فتحطمت أباطيلهم وظهر زيفهم وانكشف كذبهم وظهر الحق عالياً منتصراً شامخاً بإذن الله *﴿ فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾﴿ فَغُلِبُوا۟ هُنَالِكَ وَٱنقَلَبُوا۟ صَٰغِرِينَ ﴾*
فكما جرت سنة الله بالتدافع بين الحق والباطل فقد جرت سنة الله بأن الحق منتصر لا محالة وأنه وإن كان بين الحق والباطل صولات وجولات إلا أن العاقبة في نهاية المطاف للحق وأهله كان ذلك عند ربك حتما مقضيا وكتابا مسطورا *﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّٰلِحُونَ ﴾*