☜ نختار لك أيها الخطيب المبارك أفضل الخطب والكتب الموثوقة والمميزة من خطب علماء ودعاة أهل السنة والجماعة على منهج السلف الصالح في حالة وجود أخطاء أو ملاحظات لاتبخلوا علينا بالنصح جزاكم الله خيرا ☜للتواصل @hat222_bot 💻موسوعة الخطيب @hat22_bot
وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا} [سورة الفرقان:37] فانظروا إلى هؤلاء لما لم يؤمنوا، ولما لم يستجيبوا لنبيهم الذي دعاهم إلى الله سرا وجهارا، والذي صبر عليهم، ومكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، قال الله في كتابه الكريم: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِر} [سورة القمر:9] فلما حصل هذا التكذيب أخبر الله أن ما حصل بعد ذلك، قال سبحانه: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِر (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِر (11) وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِر (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُر (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِر (14) } [سورة القمر:10-14] فانظروا إلى هؤلاء القوم لما كذبوا، وأعرضوا، وعاندوا، ماذا كانت العقوبة، قال الله: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِر} [سورة القمر:11] ومعنى منهمر؛ أي متدفق، وبقوة، وبغزارة، وما كان بهذا المعنى، قال ربنا: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِر (11) وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِر (12) } [سورة القمر:11-12] فاجتمع الماء من فوق ومن تحت، وعند ذلك جاء الغرق، قال ربنا في كتابه الكريم: {حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيل (40) وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيم (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِين (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِين (43) } [سورة هود:40-43] فانظروا إلى هذا العذاب الذي عم الأرض كلها، وأباد الأرض كلها، ولم ينج إلا من آمن، ومن كان مع نوح في السفينة، فهذا أول غرق حصل على وجه هذه الأرض.
وكذلك أيضا: من الأمم الغابرة والأقوام السالفة الذين أهلكهم الله بالأمطار المتكاثرة، والسيول الجارفة، قوم عاد، الذين هم قوم نبي الله هود عليه السلام، فلما حصل منهم الإعراض، والعناد، والاستكبار، جاءهم العذاب في هيئة المطر، قال ربنا في كتابه الكريم: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيم (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِين (25) } [سورة الأحقاف:24-25] مصيبتهم العناد والاستكبار، وعدم الطاعة لله ولرسولهم، الذي أرسله الله إليهم، أخبر الله عن دعوته قال سبحانه: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم (21) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِين (22) } [سورة الأحقاف:21-22] فانظروا إلى عنادهم، وإعراضهم، فعند ذلك جاءهم العذاب، وإذا جاء أمر الله فلا مرد له، ولا معقب له، فأنزل الله عليهم ذلك العذاب، وأهلكهم ودمرهم سبحانه وتعالى.
وكذلك أيضاً: ممن أهلكهم الله عز وجل بالأمطار قوم شعيب عليه السلام، أخبر الله عز وجل فقال: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم} [سورة الشعراء:189] ومعنى عذاب يوم الظلة؛ أي أن الله عز وجل أرسل عليهم ظلة وسحابة في السماء، وقد كان أرسل عليهم الحر الشديد، فلم يستطيعوا أن يبقوا في البيوت، ولم يستطيعوا أن يبقوا في مدنهم وقراهم، فخرجوا يبحثون عن شيء للراحة والاستراحة، فأرسل الله عليهم سحابة، فكانت هذه السحابة فوق رؤوسهم، فلما مكثوا تحتها وجدوا لها برداً ولذة، فتنادوا فيما بينهم أن هلموا إلى هذه السحابة، فاجتمعوا تحتها؛ فلما اجتمعوا تحتها أمطرت عليهم نارا، هذا القول قاله الإمام الكبير حبر القرآن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وغيره من المفسرين، فهذا المطر كان من نوع آخر إنه بالنار.
*📍محاسن الزواج في اليمن📍*
*📝خطبة الجمعة من #دار_الحديث_بمعبر حرسها الله*
*📌لسماحة الشيخ /
#محمد_بن_عبدالله_الإمام حفظه الله تعالى.*
*🗓بتاريخ ١٢ / صـفـر / ١٤٤٦هـ*
*《 الخطبة بصيغة PDF على Telegram 》:*
📥/channel/hat2222/39293
📥للمزيد تفضل عبر الرابط التالي👇🏻
https://sh-imam.com/audio/topic/69208
التصنيف: #الأسرة_قضايا_اجتماعية
#النكاح_الأعراس_الحجاب
══════ ❁✿❁ ═════
مكانة_سورة_الفاتحة
*محاضرة_في_مركز_الرقية_بمعبر*
*📅 8_صفر_1446هـ.*
*👈لفضلية الشيخ: لأبي عبد الكريم #محمد_بن_حسن_القاضي حفظه الله*
#القران_والتفسير
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
*🪀⇲عَلـ▼ـﮯ الوتس ⇲*
*➤ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318 ]*
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ /channel/hat2222 ]*
*📱 ⇲ ْعلىَ الفيسبوك ⇲*
*➤ https://m.facebook.com/hat2222/ ]*
📖─━━╔✍╗┈──|📱|📝ˊˎ-
اللهم تقبلهم فيمن تقبلتهم يارب العالمين
اللهم عليك بعدوك وعدوهم
اللهم عليك باليهود والنصارى إنهم قد طغواْ في البلاد فأكثرواْ فيها الفساد فصب عليهم ربنا سوط عذاب
اللهم عليك بأمريكا ومن مالأها وساندها على الإسلام وأهله
اللهم مزقها ودمرها وشتت شملها وفرق جمعها.
اللهم خالف بين قلوبهم واجعل بأسهم بينهم شديد.
اللهم أقر أعيننا بهلاكهم ودمارهم وشتاتهم وضعفهم.
اللهم إنك ناصرنا وملجأنا ومعتمدنا بك نحول بك نصول بك نقاتل بك نستعين بك نستجير إليك نلوذ يا من أنت على كل شيء قدير
اللهم يسر لنا الأرزاق وبارك لنا في الأقوات وقنعنا بما قسمته لنا ورضّنا بما كتبته لنا واستعملنا وأهلنا وأولادنا وأموالنا فيما يرضيك عنا وتوفنا وأنت راضٍ عنا.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
*~~~~~~~~*
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
📌 عبر قناتنا على الوتس :
→https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
🌐⇲ قناتنا ⇲على التليجرام 📥
→ /channel/hat2222
🌐⇲ قناتنا ⇲ ْعلىَ الفيسبوك 📥
→https://m.facebook.com/hat2222/
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
📲 *انشروا هذا العلم*
*✅ قال ابن الجوزي رحمه الله : " من أحب أن ﻻ ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم "{ التذكرة (٥٥) }*
✅ *وقال ابن المبارك رحمه الله: " لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم" { تهذيب الكمال(٢٠/١٦) }*
*اسأل الله ان ينفع بها الإسلام والمسلمين*
•┈•┈•⊰✿⊱•┈•┈•-
انظر الوصية في كتاب الله تجدها بالخير طاعة الله سبحانه وتعالى وانظر إلى وصايا الأنبياء والمرسلين وهم يوصون أبنائهم ويوصون أمتهم وأتباعهم بالخير فإن الخير يحتاج إلى أن يعين الناس فيه بعضهم على بعض قال الله جل وعلا *﴿ وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبْرَٰهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَٰبَنِىَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ ﴾*
*﴿ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنۢ بَعْدِى قَالُوا۟ نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ ﴾* إلى آخر الآية الكريمة.
فيا عباد الله " التواصي بالحق مطلوب نوصي أنفسنا بما وصانا الله جل وعلا به في كتابه الكريم ويوصي بعضنا بعضاً بوصية الله في كتابه الكريم فنتواصى بتقوى الله سبحانه وتعالى نتواصى بالإتمار بأمر الله جل وعلا والإجتناب نهي الله نتواصى بتعظيم حرمات الله والوقوف عند حدود الله جل وعلا.
نتواصى بتقوى الله لنتقي فيها غضبه نتقي ناره نتقي يوم المحشر ويوم المعاد نتقي يوم الشدائد والأهوال والصعاب نتواصى عباد الله بما أوصانا الله جل وعلا به *﴿ ۞ قُلْ تَعَالَوْا۟ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا۟ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوٓا۟ أَوْلَٰدَكُم مِّنْ إِمْلَٰقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا۟ ٱلْفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا۟ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾﴿ وَلَا تَقْرَبُوا۟ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُۥ ۖ وَأَوْفُوا۟ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُوا۟ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ أَوْفُوا۟ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾﴿ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِى مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِۦ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾*
هذه وصايا الله لنا وهذا هو الحق الذي نتواصى به فيما بيننا.
وهكذا من وصايا الله سبحانه وتعالى لنا ما أوصانا به في كتابه من محبة المؤمنين بعضهم بعضاً ونصح المؤمنين بعضهم بعضاً وإعانة المؤمنين بعضهم بعضاً على الخير والهدى والبر والتقوى وما أمرنا الله ووصانا به من الحذر من أعداء الله وبغضهم وموالاتهم التي قال الله جل وعلا في كتابه الكريم *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِٱلْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا۟ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلْحَقِّ يُخْرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا۟ بِٱللَّهِ رَبِّكُمْ ﴾*
أي كيف تتخذونهم أولياء؟ كيف توالونهم؟ كيف تميلون إليهم؟ كيف تحبونهم؟ كيف تصدقونهم؟ وهم قد فعلواْ بكم الأفاعيل ومن ذالك *﴿ يُخْرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا۟ بِٱللَّهِ رَبِّكُمْ ﴾*
كيف لكم أن تودوهم وتميلواْ إليهم وقد أخرجوكم من دياركم وحاربوكم في دينكم فهؤلاء يجب عليكم أن تبغضوهم في الله وأن تعادوهم في الله وأن تتبرأو منهم حميةً لدين الله سبحانه وتعالى كما كان إبراهيم عليه السلام قومه *﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِىٓ إِبْرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذْ قَالُوا۟ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُا۟ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا﴾* أي ظهر وأعلنا *﴿ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةُ وَٱلْبَغْضَآءُ أَبَدًا ﴾*
أي عداوة لا تنتهي وبغضاء لا تنقطع *﴿ حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَحْدَهُۥٓ ﴾*
فلا نعاديكم على دنيا ولا على متاعها وإنما لأنكم كفرتم بالله وعبدتم غير الله وأشركتم به غيره، وإنما لأنكم عطلتم حدود الله وأنتهكتم حرمات الله *﴿ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةُ وَٱلْبَغْضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَحْدَهُۥٓ ﴾*
وهكذا يقول الله في كتابه الكريم *﴿ إِنَّمَا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَٰتَلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ وَظَٰهَرُوا۟ عَلَىٰٓ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴾*
فنهانا الله عن برهم أو مودتهم أو موالاتهم فهذا مما وصانا الله به في كتابه الكريم وهو مما يجب على المسلمين أن يتواصواْ به وهو دليل على قيامهم بأمر الدين ومحبتهم للدين وتعظيمهم للدين وتعظيمهم لشرائع الله فهو يحب الرجل لله وفي الله ومن أجل الله سبحانه ويبغض الآخر لله وفي الله ومن أجل الله سبحانه.
لذالك يا عبد الله متى ستجد هذه اللحظة؟
متى ستفكر بهذا الأمر وتنظر فيه؟
متى ستتواجد هذه الساعة في حياتك؟
متى ستقف أقدامك لتفكر في هذا الأمر؟
اعلم أيها المسلم الكريم " أنك تسأل عن هذا الأمر ولا محالة فإن سألت نفسك في الدنيا فعساك أن تفلح يوم القيامة وأن تجيب يوم القيامة وإن لم تسأل نفسك اليوم فلعلك لن تجيب يوم القيامة ولن تفلح وتأملواْ قول الله في كتابه الكريم *﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ ﴾* أي في ساحة الحساب في عرصات القيامة في يوم النشور والعرض على رب العالمين في اليوم الذي يفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، في اليوم الذي تنزع فيه الألقاب في اليوم الذي تعرواْ فيه الأجساد وتظهر فيه العورات، في اليوم الذي لا يقدم العبد على الله فيه بمالٍ ولا بولد ولا بجاه ولا بمنصب وإنما يقف بين يدي الله بأعماله وأفعاله *﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾*
ماذا أجبتم المرسلين في الدنيا؟
ماذا استجبتم لهم وأعطتموهم فيه؟ ماهو الشيء الذي تركتموه لله؟ ماهو الشيء الذي جاهدتم فيه أنفسكم على مرضاة الله؟ ماهي الملذات والشهوات التي تعارضت مع شرع الله ودين الله فتركتموها وأخذتم بدين الله وشرع الله.
ماذا أجبتم المرسلين؟ أنزلنا الكتب وأرسلنا الرسل وبينا الأحكام وأقمنا الشرائع وجاءكم النذير من رب العالمين فماذا أجبتم المرسلين في اعتقاداتكم؟ وماذا أجبتم المرسلين في أقوالكم في أفعالكم قال الله جل وعلا وهو يبين حال من بقي في غفلته واستمر في إعراضه *﴿ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْأَنۢبَآءُ ﴾*
أي ذهبت الأجوبة وحارت العقول وخرصت الألسن ونكّست الرؤوس ماذا سيجيبون رب العالمين وهم يعلمون من أنفسهم أنهم كانواْ عبيد الشهوات وأتباع الملذات ماذا سيجيبون به رب العالمين؟ وهم يعلمون أنهم كانواْ في الدنيا يعرفون الحلال والحرام ويتلى عليهم كتاب الله ويعظون ويذكرون ولكنهم كانواْ يجعلون ذالك خلف ظهورهم ما عساهم أن يجيبواْ؟ ما عساهم أن يقولواْ لذالك عميت عليهم الأنباء لا جواب لا كلام ثم قال *﴿ فَهُمْ لَا يَتَسَآءَلُونَ ﴾*
*﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾*
يا عبد الله " ماذا أجبت فيه كتاب الله؟
يا عبد الله ماذا أجبت فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حين تفتح عينيك إلى حين تغمضها ما مدى استجابتك لدين الله؟
ما مدى امتثالك لأمر الله؟
ما مدى اجتنابك لنهي الله سبحانه؟
أنت عبد لله في قولك، أنت عبد لله في فعلك، أنت عبد لله في نظرك في سمعك في بطنك وفي فرجك، أنت عبد لله في ملبسك ومركبك ومنكحك، أنت عبد لله في مكاسبك وبيعك وشرائك فماذا أجبت رسول الله في ذالك كله احذر على نفسك أن تكون ممن قال الله فيهم *﴿ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْأَنۢبَآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَآءَلُونَ ﴾*
أي لا يسأل بعضهم بعضاً ما عسى بعضهم أن ينفع بعض أو أن يجيب بعض أو أن يلقن بعض كل إمرئ مشغول بنفسه، كل إمرئ يبحث عن خلاص نفسه ثم أخبر الله جل وعلا أن صنفاً واحداً هو الذي سيفلح وهو الذي سينجواْ قال بعدها *﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَعَسَىٰٓ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ ﴾*
أي لن يفلح إلا هؤلاء ولن يفوز إلا هؤلاء ولن ينجواْ إلا هؤلاء قال الله *﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ ﴾* أي من أقبل على الله وصدق في إقباله ورجوعه إلى الله ولو كان قد اقترف الذنوب والمعاصي فالله هو التواب وهو الرحيم فالله دعاك في هذه الكلمة *﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ ﴾* أن لا يمنعك وأن لا يحول بينك وبين الإقبال على الله ما تعلمه من نفسك من الذنوب والمعاصي فرحمة الله أوسع منها ومغفرة الله أوسع منها والله يغفر ذنوب من أقبل عليه ولو بلغت ذنوبه عنان السماء ولو ملأت ذنوبه ما بين السماء والأرض والمشرق والمغرب ما دام أنه أقبل على الله وتاب وصدق في رجوعه إلى الله فالله يقبله، الله يقبله لا يخيبه لا يرده خائباً أبداً لذالك دعاك الله حينما تسمع هذه الآية أن ترجع إليه أن لا تستمر في غفلتك وإعراضك وبعدك *﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَعَسَىٰٓ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ ﴾*
فأين الأموال؟
أين الجاه؟
أين المناصب؟
أين الألقاب؟
مالها لا تذكر إنها يوم القيامة لا وزن لها عند رب العالمين إنها يوم القيامة لا حضور لها بين يدي الله جل وعلا قد نزع كل لقب وانتهت كل صفة ولم يأتي بين يدي الله يوم القيامة إلا تقي أو شقي مؤمن أو كافر بهذا يقف العباد أمام الله من جاء بالحسنة ومن جاء بالسيئة من أطاع الله ومن عصى الله فريق في الجنة وفريق في السعير وامتازواْ اليوم أيها المجرمون.
.
.
دعاء_لغـــــزة
✍الشيـخ: صالح الفقيه حفظه الله
يديك، اللهم اجبر كسر أهليهم وذويهم يا رب العالمين، واربط على قلوبهم يا أكرم الأكرمين، واخلف لهم بخير في العاجل والآجل يا رب العالمين، اللهم أصلح الأحوال، اللهم لا تنزل علينا غضبك، اللهم إنا عبادك بنو عبيدك بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، ونسألك العفو والعافية، والمعافاة الدائمة، في الدنيا والآخرة، اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لإخواننا في فلسطين، اللهم كن لهم خير معين، اللهم انصرهم بنصرك، وأيدهم بتأييدك يا رب العالمين، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم أرنا في اليهود والنصارى عجائب قدرتك، وأنزل عليهم رجزك الذي لا ترده عن القوم المجرمين.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، وقاعدين، وراقدين، وأقم الصلاة.
............
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
📌 عبر قناتنا على الوتس :
→https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
🌐⇲ قناتنا ⇲على التليجرام 📥
→ /channel/hat2222
🌐⇲ قناتنا ⇲ ْعلىَ الفيسبوك 📥
→https://m.facebook.com/hat2222/
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
📲 *انشروا هذا العلم*
*✅ قال ابن الجوزي رحمه الله : " من أحب أن ﻻ ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم "{ التذكرة (٥٥) }*
✅ *وقال ابن المبارك رحمه الله: " لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم" { تهذيب الكمال(٢٠/١٦) }*
*اسأل الله ان ينفع بها الإسلام والمسلمين*
•┈•┈•⊰✿⊱•┈•┈•-
كذلك أيضا من هذه الوقفات أن نعلم أن الله ما يصيب العباد إلا بسبب ذنوب ومعاصي، أخبر الله عز وجل عن قوم سبأ الذين كانوا في اليمن وكيف كانوا في رغد من العيش ثم لما عصوا ربهم وكفروا بنعمته أرسل الله عليهم هذا السيل، قال ربنا في كتابه الكريم: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيل (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُور (17) } [سورة سبأ:15-17] فنظروا إلى عقوبات الله، لما أعرضوا ولم يشكروا نعمة الله عز وجل، أرسل الله عليهم سيل العرم، فماذا عمل هذا السيل؟ إن هذا السيل أبادهم، وأهلك منازلهم، ودمر ملكهم، وصاروا شذر مذر، وتفرقوا في البلدان، وصاروا بعد ذلك حديث الناس، قال الله: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} [سورة سبأ:19] فما عند الله لا يعلمه أحد، وقدرة الله لا تقاوم، وهذا بسبب الذنوب والمعاصي، إذاً أعظم درس نأخذه من هذه الأمطار والسيول أننا نتوب إلى الله عز وجل، ونصلح ما بيننا وبين الله، ليس بين الله وبين أحد من خلقه قرابة، إنما الوسيلة إلى الله تقواه ومراقبته وخشيته والتوبة إليه سبحانه وتعالى، إذاً ننتبه لهذه المسألة ونأخذ هذا الدرس العظيم.
وكذلك أيضا من هذه الوقفات التي نستفيدها من هذه السيول، أهمية الصبر وأن الإنسان يكون صبورا، فقد يبتلي الله العبد بأن يكون في مضرب هذه الأودية أو قريبا من هذه السيول فتأتي هذه السيول الجارفة فتأخذ ماله، أو تأخذ أحد أولاده، أو تأخذ بيته، أو أو إلى غير ذلك، فعليه أن يتحلى بالصبر، وأن يعلم أن جزاء الصابرين الجنة، قال ربنا في كتابه الكريم: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب} [سورة الزمر:10]
فنقول لهؤلاء الذين جرفت السيول أراضيهم، وزراعاتهم، وممتلكاتهم، ودمرت منازلهم، نقول لهم الله الله في الصبر، واحمدوا الله على السلامة، فمن نجا بروحه وسلم فإنه لا يزال في خير، فعليه أن يشكر الله، وعليه أن يصبر على هذا البلاء حتى ينال أجر الصابرين، والله يعطي الصابرين أجورا عظيمة، قال {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب} [سورة الزمر:10] أي لا يكال لهم ولا يوزن وإنما يغرف لهم غرفا، فهنيئا لمن ابتلي فصبر، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواها أي فواعجباً لأمره» فهنيئا للصابرين وهنيئا لمن رزق الله عز وجل قلباً صابرا، ولسانا شاكرا ذاكرا لله رب العالمين، احذر أن تتسخط على الله وأن تقل لماذا أنا يا رب، فهذه ابتلاءات وهذه حكم من الله، لا تدري أنت ماذا وراءها، ولله الحكمة البالغة في ذلك لا ندركها نحن، لكن الله يعلمها سبحانه وتعالى.
فنقول لمن فقد ابنه، أو فقد بنته، أو فقد زوجته، أو فقدت زوجها، أو ابنها أو أبيها نقول لهؤلاء الله الله في الصبر والإحتساب لتنالوا ما عند الله من الثواب، احذروا التسخط على الله وارضوا بقضاء الله وقدره، وكونوا أقوياء في الصبر على ذلك لتنالوا العطاء الكبير والثواب العظيم من الله البر الرحيم سبحانه وتعالى.
كذلك أيضا من هذه الوقفات مع هذه السيول والأمطار أننا نقول: ينبغي للإنسان أن يكون عاملاً بالأسباب التي تقيه بإذن الله من هذه البلايا ومن هذه الأخطار عظيمة، والأخذ بالسبب لا يناقض التوكل، فعلى سبيل المثال من يقوم ببناء المنازل في وسط الأودية وعلى جنبات الأودية هذا من الخطأ الكبير، وهذا يعتبر من الإلقاء بالنفس إلى التهلكة، الشخص إذا أراد أن يبني بيتاً فإنه يتحرى الأماكن الطيبة التي لا تكون في مضرب السيول والأودية هذا من الأمور المهمة.
وينبغي على هيئة الإسكان وعلى وزارة الأشغال أن تهتم بهذه الأشياء، وأن يكون هناك رقابة على مسألة المخططات السكنية والبنايات السكنية، فلا تكون في مضرب المياه وفي طريق السيول والوديان، هذا من الأهمية بمكان، ينبغي أن يقوم به الناس جميعا، وأن يحرصوا على ذلك، خصوصاً من ولاه الله أمر المسلمين فينبغي أن يولي هذا اهتماما بالغا.
ومن هذه الوقفات أيضا التعقل وعدم المغامرة، فإن بعض الناس قد يكون نجا بنفسه وبأهله وأولاده من السيول، فربما يرجع إلى بيته يريد أن يدخل من أجل أن يخرج وثائق أو من أجل أن يخرج أوراق فيهلك ويموت، وهذا خطأ بل إذا نجى بروحه يحمد الله ويشكر الله، وكل شيء يعوض، إلا النفس هي التي لا تعوض، فلا يخاطر الإنسان بنفسه من أجل شيء من المال أو من أجل أوراق ونحو ذلك، بل يحمدوا الله على السلامة.
*🌧️الأمـطـار والـسـيـول دروس وعـبـر🌧️*
*🔸خطبة الجمعة: لأبي عبد الكريم #محمد_بن_حسن_القاضي حفظه الله*
🕌ألقيت في #مسجد_الرحمة بحارة الأمان بمعبر.
*📝بتاريخ 5 صفر 1446هـ*
🔗رابط الخطبة على اليوتيوب:
https://youtu.be/8pombcyDRvY?si=Du65if4po133f1rb
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
*🪀⇲عَلـ▼ـﮯ الوتس ⇲*
*➤ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318 ]*
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ /channel/hat2222 ]*
*📱 ⇲ ْعلىَ الفيسبوك ⇲*
*➤ https://m.facebook.com/hat2222/ ]*
#الخلق_والآفاق
#خطب_الإستسقاء_القحط_الأمطار
📖─━━╔✍╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} [سورة آل عمران:102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء:1]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } [سورة الأحزاب:70-71].
أما بعد:
اعلموا أنَّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة في النار.
أما بعد معاشر المسلمين! تعلمون أن لله الحكمة البالغة، والحجة القاهرة، سبحانه وتعالى، فهو يفعل ما يشاء ويقضي ما يريد لا معقب لحكمه ولا لقضائه، ألا وإن مما ينزله الله على العباد الأمطار، وهذه الأمطار قد تكون نعمة وقد تكون نقمة وبلية، فالله عز وجل هو الذي يقدر ذلك وحده لا شريك له، ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام، إذا رأى السحب في السماء تغير وجهه فيقولون له في ذلك، يريدون أن هذا هو السحاب الذي ينزل الله منه المطر، فيقول عليه الصلاة والسلام: «وما يؤمنني أن يكون عذاباً ينزله الله عز وجل أما قرأتم قوله تعالى مخبراً عن عاد {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيم (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِين (25) } [سورة الأحقاف:24-25] فانظروا إلى آيات الله عز وجل، هذه السحب قد يكون فيها العذاب والنكال، الله عز وجل أخبر عن هؤلاء أنهم قالوا: ﴿ هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ﴾ فقال الله راداً عليهم: ﴿بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيم (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا﴾[سورة الأحقاف:24-25] فعقوبات الله لا يعلمها إلا الله، ولله جنود السماوات والأرض، فالمطر من جنود الله ومن آيات الله، كما أن الله عز وجل جعل من الماء كل شيء حي وجعله نعمة عظمى ومنة كبرى، قال الله: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [سورة الأنبياء:30] فهو سبحانه إذا أراد أن يجعل هذا الماء الذي هو سبب لحياة كل شيء أن يجعله سببا لوفاة كل شيء وتدمير كل شيء لجعله، فالأمر أمره سبحانه وتعالى {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون} [سورة يس:82]
وينزل الله هذا العذاب إذا أراد سبحانه من أجل أن يعود الناس إلى ربهم، ويكون ذلك بسبب كثرة الذنوب والمعاصي، وانتشار الذنوب والمعاصي فيعاقب الله العباد، قال ربنا في كتابه الكريم: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا} [سورة الفرقان:37] فانظروا عندما أراد الله أن يعاقب قوم نوح عليه السلام، قوم نوح أرسل الله نوحا عليه السلام، إلى قومه فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وحذرهم من عبادة غيره فما آمن معه إلا قليل، فجاء ألأمر من الله عز وجل بإهلاكهم وتدمير مساكنهم، فأنزل الله عز وجل عليهم الماء، حتى علا الماء رؤوس الجبال وكان ذلك سببا لحتفهم وإهلاكهم، قال ربنا في كتابه الكريم: { وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ
هكذا -يا عباد الله- يأتي البلاء فجأة وتحل النقمة في ساعة لا يتصورها العبد ...فما على الإنسان إلا أن يكثر من الدعاء بقوله -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم :- «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ. »
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
....الخطبة الثانيه ....
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
-عباد الله- إن فجأة النقمة أمرٌ مهين أمرٌ عظيم ، أمرٌ شديد يحل بالإنسان ما لا يتوقعه، وينزل به ما لا يخطر له على بال، هل سمعت -يا عباد الله- بالبرامكة وكيف ملك الدنيا ؟! هل سمعتم بالبرامكة في زمن هارون الرشيد؟!
كيف كانوا يتصرفون؟!
كيف كانوا يلعبون بالمال لعبا؟!
أتاهم الله النعمة والمال والوزارة فأعطوا وانفقوا وبذلوا وفعلوا كان الأمر إليهم، صرف إليهم هارون الرشيد أمر المملكة يحكمونها كما يشاؤون،
"جعفر بن يحيى" وزيره وصاحبه وأخوه من الرضاعة ، "ويحيى بن خالد" كان يقول: له هارون يا أبتاه فقد رضع من زوجته، وهكذا "الفضل بن يحيى" يسوسون الدولة ويتصرفون في الأمور ... في ليلة -يا عباد الله- سهر "هارون الرشيد" مع جعفر بن يحيى، فكل ليلة يسهرون ويتسامرون في الأمور وفيما تحتاجه الدولة وفي غير ذلك....
وبعد أن سمر مع جعفر، رجع جعفر بن يحيى إلى بيته، فإذا بهارون الرشيد يستدعي سيافه مسرور، ويقول: مسرور أذهب فأتين برأس جعفر ، لأمر سمعه، ومكيدة وشى به من وشى ، وأوغر صدر الرشيد ، فتذكر في ذلك الوقت الكلام الذي نقل إليه.
وقال لمسرور: أذهب ائتني برأسك جعفر ، الوزير صاحب النعمة صاحب الرفاهية الذي كان معه على المجلس أذهب فاتني به،
قال يا أمير المؤمنين جعفر !! قال: نعم ، الأن أذهب فاتني برأسه ، أستعجب وذهب وقال: لجعفر أمرني أمير المؤمنين أن أنتيه برأسه ، فبكى وقال أرجع فاسأله ، أرجع فاسأله ، اتق الله ، أرجع يا مسرور ، أجعلها منا علي ، أذكرها لك ما حييت ، أكن عتيقك كما حييت،
فرجع مسرور، إلى أمير المؤمنين هارون. وقال يا أمير المؤمنين ، برأس جعفر؟!! قال: والله يا مسروق ، لأن لم تأتيني برأسه لأنبعثن من يأتيني برأسك ورأسه.
قال: فرجعت فوجدت جعفر ساجداً فضربت عنقه ووضعت رأسه في طست وأتيت به هارون الرشيد.
فلما رآه بكى وأمر بقتل البرامكة جميعا.
وسجن "يحيى بن خالد" وولده "فضل" فسجننا وقتلنا ،
قال: مسرور فما أنتى الفجر إلا وقد قتلنا ..ألف ومئتين.. من وزراء البرامكة ومن أعيانهم ومن كبارهم،
وحمل يحيى بن خالد... إلى السجن ومعه ولده الفضل... فلما رأى السجن والقيود وقتل ولده وسجن الآخرين.
قال: هكذا تقوم القيامة ، هكذا تقوم القيامة بغتة فجأة ، وظل في السجن فترة شديدة طويلة ، قرابة أربع سنين ولما أشتد عليه السجن ورأى ولده الفضل في برد شديد...
أرسل إلى هارون أن ولدي الفضل في برد شديد، فأرسل إليه ما يدفئه من الثياب ،
فأرسل له هارون بشيء ملفوف، ظنوا أنها ثياب ، فلما فتحت، إذا هي السياط فضرب الفضل بن يحيى حتى تلف من الضرب، ثم مات بعده يحيى بن خالد أبوه مات بعده بأربعة أيام، وكان يحيى بن خالد يقول: الأيام دول، الأيام دول ولنا في من قبلنا أسوة وفينا لمن بعدنا عبرة ....
ولما مات وجدوا تحت وسادته ورقة مكتوب فيها قد مضى المدعي إلى الحاكم العدل والغريم بالأثر والموعد المحشر ﴿وَسَیَعۡلَمُ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ أَیَّ مُنقَلَبࣲ یَنقَلِبُونَ﴾ فلما قرأها هارون بكى بكاء شديدا لما فيها من كلام عظيم.
أنظروا ماذا قال؟! هكذا تقوم القيامة في ليلة ذهبت نعمتهم ودولتهم وراحة كل شيء....
يا راقدَ اللَّيلِ مسروراً بأوَّلهِ... إنَّ الحوادثَ قدْ يطرقنَ أسحارَا
يا راقدَ اللَّيلِ مسروراً بأوَّلهِ. إنَّ الحوادثَ قدْ يطرقنَ أسحارا
فجأة تأتي الحوادث بَغْتَةً من حيث لَا يَشْعُرُ الإنسان .
سمعنا -يا عباد الله- في هذا الأسبوع المنصرم ما جرى لإخواننا المسلمين في بلاد المغرب وليبيا من البلاء العظيم والشديد الذي نزل بهم .
سمعتم الزلزال الذي وقع في بلاد المغرب، والإعصار الرهيب الذي وقع في ليبيا سبحان الله،
إخواننا المسلمون باتوا تلك الليلة وهم أمنون مطمئنون يضحكون ويلعبون،
باتوا في تلك الليلة وهم مجتمعون،
باتوا في تلك الليلة وهم يتواعدون إلا مواعيد في الغد وبعد وبعده فأتاهم من البلاء ما لا يتصورون، وأتاهم من الشدة ما لا يتوقعون ، ألاف القتلى وألاف المفقودين هل سمعتم؟!
وهل رأيتم -يا عباد الله- إلى ذلك الإعصار؟!
كيف يقتلع البيوت؟!
كيف يدمر العمائر ؟!
كيف تذهبوا تلك المباني الضخمة ؟!
هل رأيتم إلى ذلك الزلزال الذي يهز المباني الشاهقة فيجعلها تتناثر كأنها قطع من الكرتون؟!
إنها قوة الله وقدرة الله، التي إذا أراد أن يُنزل بالعباد بأسه ونِقمته أراهم إياها.
حَتَّىٰۤ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَاۤأُوتُوۤا۟ أَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةࣰ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ﴾[الأنعام : ٤٤]
فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ تأملوا -يا عباد الله- اللهُ عزَّ وجلّ يقول لنبيه: ﴿ وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمَمࣲ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ ﴾ بالشدائد والمِحن ﴿ لَعَلَّهُمۡ یَتَضَرَّعُونَ﴾ ﴿ فَلَوۡلَاۤ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُوا۟﴾ ولكن نسوا ﴿ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ﴾ ﴿ فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ﴾ أعرضوا عن الوعظ وعن التذكير﴿ فَتَحۡنَا عَلَیۡهِمۡ أَبۡوَ ٰبَ كُلِّ شَیۡءٍ﴾
أنزلنا عليهم الأمطار وأنبتنا لهم الأرض والزروع والخيرات. ﴿ فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَیۡهِمۡ أَبۡوَ ٰبَ كُلِّ شَیۡءٍ حَتَّىٰۤ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَاۤ أُوتُوۤا۟ أَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةࣰ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ﴾[الأنعام : ٤٤]
قال السعدي -رحمه الله-: "أي فجأة وهذا في العذاب أن يأتيهم بغتة وفجأة وهم أمنون مطمئنون ليكون أشدّ في عذابهم وأعظم في مصيبتهم. "
ولهذا يقول الله: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰۤ أَن یَأۡتِیَهُم بَأۡسُنَا بَیَـٰتࣰا وَهُمۡ نَاۤىِٕمُونَ(٩٧) أَوَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰۤ أَن یَأۡتِیَهُم بَأۡسُنَا ضُحࣰى وَهُمۡ یَلۡعَبُونَ(٩٨) أَفَأَمِنُوا۟ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا یَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ ﴾[الأعراف : ٩٩]
وقال: ﴿ أَفَأَمِنَ ٱلَّذِینَ مَكَرُوا۟ ٱلسَّیِّـَٔاتِ أَن یَخۡسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ یَأۡتِیَهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَشۡعُرُونَ ﴾[النحل : ٤٥]
مِنۡ حَیۡثُ لَا یَشۡعُرُونَ لا يتوقعون
وقال -عز وجل-:ا﴿ أَوۡ یَأۡخُذَهُمۡ فِی تَقَلُّبِهِمۡ فَمَا هُم بِمُعۡجِزِینَ ﴾[النحل : ٤٦]
فِی ( تَقَلُّبِهِمۡ ) في حال ذهابهم في معايشهم وأعمالهم يأتيهم العذاب فجأة بَغْتَةً في هذه الحالة - ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ -
فانظروا -يا عباد الله- ما أشدّ الأمر، ما أدهاه أن ينزل الله العذاب بالناس بَغْتَة فجأة أن تحل النقمة على الإنسان في لحظة لا يتوقعها ولا يتصورها.
أنظروا -يا عباد الله- إلى قوم سبأ، في بلاد اليمن كيف كانوا ؟! في نعمة عظيمة ... في ءَایَة من آيات الله ، (ءَایَة جَنَّتَانِ عَن یَمِینࣲ وَشِمَالࣲۖ كُلُوا۟ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُوا۟ لَهُۥۚ بَلۡدَةࣱ طَیِّبَةࣱ وَرَبٌّ غَفُورࣱ)
﴿ لَقَدۡ كَانَ لِسَبَإࣲ فِی مَسۡكَنِهِمۡ ءَایَةࣱۖ(جعلها الله) جَنَّتَانِ عَن یَمِینࣲ وَشِمَالࣲۖ كُلُوا۟ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُوا۟ لَهُۥۚ بَلۡدَةࣱ طَیِّبَةࣱ وَرَبٌّ غَفُورࣱ ﴾[سبإ : ١٥]
خيرات وأمطار وبركات ووديان منْ الله عليهم، فبنوا سداً مُحكما منيعا تنزل الأمطار وتتدفق الوديان، يمتلئ ذلك السد العظيم ، فيزرعون ويشربون وينتفعون...
قال الله: ﴿ فَأَعۡرَضُوا۟ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمۡ سَیۡلَ ٱلۡعَرِمِ﴾ فجأة وهم في زُروعهم، وهم في بيوتهم، وهم في مساكنهم، أرسل الله عليهم سيل ٱلۡعَرِمِ دمر ذلك السد واجتاح البيوت والمزارع ... فأهلك وأفنى وكانت النتيجة ﴿فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِیثَ وَمَزَّقۡنَـٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ﴾
بعد أن كانوا مجتمعين في أرض سبأ في بلد مأرب آمنين مطمئنين مجتمعين تفرقوا في البلدان، وصاروا مضرب الأمثال فإذا قال الناس: مثلاً يضربون به في التفرق ،
قالوا: تفرقوا أيادي سبأ، تفرقوا شجر مذر ، طائفة منهم نزلت الشام ،
-وهم: غسَّانُ- من اليمن ، ومنهم بالعراق، وآخرون ذهبوا إلى يثرب في ذلك الوقت المدينة النبوية فيما بعد، وآخرون نزلو بعمان -وهم؛ الأَزْد - ، وآخرون بتهامة -وهم؛ خُزَاعَةَ- ، فتفرقوا في أقصاع الأرض بَغْتَةً وفجأ بعد النعمة والإجتماع والخير والرزق المِدرار - ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ -.
وهكذا عندما ينزل البلاء بغتة؛ قوم شعيب وعظهم نبي الله شعيب ﴿ وَإِلَىٰ مَدۡیَنَ أَخَاهُمۡ شُعَیۡبࣰاۚ قَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَیۡرُهُۥۖ قَدۡ جَاۤءَتۡكُم بَیِّنَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡۖ فَأَوۡفُوا۟ ٱلۡكَیۡلَ وَٱلۡمِیزَانَ وَلَا تَبۡخَسُوا۟ ٱلنَّاسَ أَشۡیَاۤءَهُمۡ وَلَا تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَـٰحِهَاۚ ذَ ٰلِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ ﴾[الأعراف : ٨٥]
جمعوا بين الشرك، وظلم الناس، وظلم الأنفس، وعظهم نصحهم أستكبروا تعالوا . وقالوا: أرسل عَلَیۡنَا كِسَفࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ ، أنزل عَلَیۡنَا كِسَفࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ سلط الله عليهما الحر -يا عباد الله- سلط الله عليهم الحر ، نحن الأن كما ترون في هذا المسجد في هذا الحر حر يسير، واحدنا لا يدري متى يخرج ، أحدنا لا يدري متى ينصرف ،
اللهم كن لإخواننا الضعفاء المساكين في الحديدة وحجة وجميع المحافظات اليمنية المتضررين من الأمطار الغزيرة التي هطلت على اليمن
اللهم كن لهم خير معين وخير الناصرين
اللهم أوي المشردين منهم ، اكسِ اللهم العارين واجبر اللهم المصابين جبراً يليق بعظمتك وارحم اللهم الموتى وإشفِ اللهم الجرحى وصبر اللهم قلوبهم ، للهم أوي من لا مسكن له ولا مأوئ .
.
.
ومما يحن إليه الناس عند وقوع النكبات والأزمات أن يتمنوا وجود تلك الدولة التي تقوم بما أوجب الله عليها من تقديم المساعدات ولو بالحد الأدنى، ومن هنا يتأكد أن الفوضى التي اجتاحت البلدان ومنها بلادنا أثرت على مصالح ومعايش الناس حتى وقت الأزمات التي تستدعي مد يد العون .!
أفكر فيما لو كانت الدولة السابقة قائمة، ربما كان الحال مختلف من حيث النصرة والمساعدة لإخواننا في تهامة.
أما الآن فإن الشدة عليهم من جهتين من جهة الأمطار وما خلفته من أضرار ومن جهة عدم وجود دولة تقوم بما أوجب الله عليها خصوصاً مع الضعفاء كحال إخواننا في تهامة فرج الله عنهم.
.
.
*💥الـغـضـب جـمـاع الـشـر💥*
*خطبة الجمعة لأبي عبد الكريم*
*« #محمد_بن_حسن_القاضي حفظه الله»*
*🕌ألقيت في مسجد الميثالي بمدينة ذمار.*
*📝بتاريخ 27 المحرم 1446هـ*
🔗رابط الخطبة على اليوتيوب:
https://youtu.be/DkVwpwf6fdc?si=WMhHymLYf42cw9cN
🔗رابط الخطبة صوت:
https://mega.nz/file/6SJgkRYT#7oCvz_DZIIAOJ0uPlElEGAwcpBHsqPtaBraYq1RNq1I
#أمراض_القلوب
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
🌧الإخبار بـبـعـض مـن أهـلـكـهـم الله بـالـسـيـول والأمـطـار (مفرغة)🌧
*📝خطبة الجمعة لأبي عبد الكريم* #محمد_بن_حسن_القاضي حفظه الله*
*🕌ألقيت في #مسجد_الرحمن (الميبدي) بمعبر.*
*📝بتاريخ 12 صفر 1446هـ*
*🔗رابط الخطبة على اليوتيوب:*
https://youtu.be/eAoc-QitZo0?si=viCGowBzFQq5z8HP
*📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓*
*🪀⇲عَلـ▼ـﮯ الوتس ⇲*
*➤ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318 ]*
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ /channel/hat2222 ]*
*📱 ⇲ ْعلىَ الفيسبوك ⇲*
*➤ https://m.facebook.com/hat2222/ ]*
#خطب_الإستسقاء_القحط_الأمطار #خطب_المواعظ
📖─━━╔✍╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} [سورة آل عمران:102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء:1]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } [سورة الأحزاب:70-71].
أما بعد:
اعلموا أنَّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد معاشر المسلمين! يقول رب العالمين في كتابه الكريم: { وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [سورة الفتح:4] ويقول سبحانه وتعالى: { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَر} [سورة المدثر:31] فالله عز وجل له جنود السماوات والأرض، وله التصرف المطلق، والملك العام سبحانه وتعالى، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وله سبحانه من في السماوات ومن في الأرض الكل في قبضته، والكل تحت أمره سبحانه وتعالى، ألا وإن من جنود الله عز وجل، التي يرسلها الله عز وجل على العباد متى شاء سبحانه وتعالى، الماء، فالماء من جنود الله عز وجل، الذي يجعله الله، نقمة متى ما شاء، مع أنه قد جعل الماء نعمة، وجعله سببا في حياة كل شيء، ولكن متى ما أراد سبحانه أن يجعل هذا المطر وأن يجعل هذا الماء نقمة وبلية فإنه يجعله سبحانه وتعالى.
ألا وإن من أنواع أمطار العذاب التي ينزلها الله عز وجل؛ أن يكون هذا المطر مصحوباً بالبرد، فهذا من أنواع أمطار العذاب، قال ربنا في كتابه الكريم: { وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ} [سورة النور:43] فهذا من أنواع العذاب إذا كان مصحوباً بالبرد فقد يكون عذابا.
وكذلك أيضا من أنواع مطر العذاب، أن يكون مصحوباً بالبروق الشديدة، ومصحوباً بالرعود الشديدة، والعواصف، فهذا أيضا من العذاب: قال ربنا في كتابه الكريم: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَال (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال (13) } [سورة الرعد:12-13] فهذا أيضا من أنواع العذاب.
كذلك أيضا: أن يكون هذا المطر مصحوباً بالرياح العواصف، قال ربنا في كتابه الكريم: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيم (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِين (25) } [سورة الأحقاف:24-25] فهذا أيضا من أنواع العذاب، ويقول ربنا: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَار} [سورة النور:43] فالبروق، والرياح، والبرد، كل هذا من أنواع مطر العذاب.
ألا وإني ذاكر في مقامي هذا بعضاً من أخبار من أهلكهم الله عز وجل، بأنواع من أمطار العذاب.
ألا وإن أول قوم أهلكهم الله بهذا المطر مطر العذاب، قوم نوح عليه السلام، فقوم نوح عليه السلام، لما عاندوا، وأعرضوا، وكذبوا، ولم يستجيبوا لنبيهم، أنزل الله عليهم عذابه، وأنزل الله عليهم عقابه سبحانه وتعالى، قال ربنا في كتابه الكريم: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ
شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها
من تقريرات: سماحة الشيخ #محمد_بن_إبراهيم_آل_الشيخ رحمه اللَّه
(١٣١١ - ١٣٨٩هـ)
مفتي الديار السعودية ورئيس القضاة والشؤون الإسلاميَّة
النُّسخة الوحيدة لشرح سماحته
✍كتبه: فضيلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن ابن قاسم رحمه الله
(١٣٤٥ - ١٤٢١هـ)
👈حققه ابنه: فضيلة الشيخ د #عبدالمحسن_بن_محمد_القاسم
🕌إمام وخطيب المسجد النبوي
💠 ويمتاز هذا الشرح بأمور؛ منها:
• أنَّه شرح عالمٍ راسخٍ، وإمامٍ من أئمة الدعوة.
• أنَّه أول شرحٍ وافٍ مدَوَّنٍ لـ«شروط الصَّلاة وأركانها وواجباتها» منذ زمن المُصنف الإمام مُحمد بن عبد الوهَّاب رحمه الله.
• أنَّه النُّسخة الوحيدة لشرح سماحته رحمه الله.
• أنَّه مُسْتَمدٌّ من كتاب اللَّه، وسُنة رسوله ﷺ، وأقوال سَلَف الأمَّة رحمهم الله.
• أنَّ الشارح رحمه الله يشرح كلَّ جملةٍ منه شرحاً وافياً، يقف على كلِّ لفظٍ فيه.
• جَزَالةُ ألفاظِه ودِقَّةُ عباراته، ووضوحُ العبارة وسهولةُ فَهْمِها.
• حَوَى نفائسَ وتحقيقاتٍ علميَّة.
*《 الكتاب بصيغة PDF على Telegram 》:*
↘/channel/hat2222/39291
ـــــــــ ـــــــــ
#محمد_بن_إبراهيم_آل_الشيخ
#عبدالمحسن_بن_محمد_القاسم
#فقه_العبادات
تم بفضل الله فتح قناة ورثة الأنبياء السلفية الرسمية من جديد عبر برنامج اليوتيوب بعد حذفها من قبل اعداء الله ورسوله
فنحث الجميع بالمشاركة في القناة ونشر الرابط في أوسع نطاق
رابط الصفحة:
qwasalafiyahchannel?si=eugzbk6XxRpviEdy" rel="nofollow">https://youtube.com/@qwasalafiyahchannel?si=eugzbk6XxRpviEdy
وكذلك رابط القناة عبر برنامج التليغرام:
/channel/QWAsalafia
وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح
✍🏻 مشرف قناة ورثة الأنبياء السلفية
أمرنا الله ببغض اليهود والنصارى، أمرنا الله عز وجل ببغض أهل النفاق وأهل الشرك أعداء الله وأعداء أنبيائه ورسله وكتبه وعباده الصالحين وأعداء كل فضيلة وكل خير.
فيجب عليك أيها المسلم الكريم " أن تقوم بهذا الأمر وأن نتواصى به فيما بيننا وأن نوصي به أهلنا ومن بعدنا كما وصانا الله جل وعلا به في كتابه الكريم وهاهي الأيام تكشف سوءة الأعداء وتظهر خبث الأعداء، هاهي الأيام تصدق كتاب الله سبحانه وتعالى بينما كانت فئام من المسلمين ومن اغتر بالأعداء من المسلمين قد ركنواْ إلى الأعداء وقد انطلت عليهم دعايات وقد انطلى عليهم زخرف القول فأصبحواْ ينظرون إلى اليهود والنصارى وغيرهم من الكفرة والملحدين أنهم دعاة السلام وأنهم أصحاب راية الخير والإحسان وأنهم أهل التطور والتقدم وأنهم... وأنهم... هاهي الأيام تظهرهم بأنهم أهل الإجرام وأهل الفحش وأنهم أهل القتل وأهل الفسوق وأنهم لا خلاق لهم ولا أخلاق وأنهم لا رحمة عندهم ولا شفقة ولا إحسان فكلما ادعواْ كان كذباً وزوراً..
هاهي الأيام أظهرت لنا إجرامهم وخطرهم وعدواتهم فأفيقواْ أيها المسلمون.. أفيقواْ أيها المسلمون " لعدوكم واعلمواْ أن هذه العداوة هي عداوة في الدين أنهم يعادوننا لكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم إنهم يريدون أن يصدوننا عن هذا الدين *﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعْدِ إِيمَٰنِكُمْ كُفَّارًا ﴾*
عن هذا الدين وعن هذا الكتاب وعن هذه الشرائع والأحكام فلنعلم هذا جيداً ولنأخذ بوصية الله.
ومن أعظم التواصي بالحق عباد الله " التواصي بين الآباء والأبناء بطاعة الله سبحانه وتعالى فما أعظم هذا الجانب في صلاح المجتمع وفي حسن السير إلى الله سبحانه وتعالى ولا يغيب عن بالكم عن وصية لقمان عليه السلام لإبنه تلك الوصية العظيمة النافعة التي جعلها الله جل وعلا في كتابه انظر كيف أوصى وبماذا أوصاه وبأي شيء أرشده إليه إنه أوصاه بطاعة الله وحذره من معصية الله ودعاه إلى القيام بما خلقه الله عز وجل من أجله فهذه الوصية بين الآباء والأبناء من أعظم الوصايا من أعظم التعاون على البر والتقوى من حسن السير إلى الله سبحانه وتعالى.
ألآ وإنه يجب على الآباء والأمهات دوام الحفظ للأبناء ودوام الرعاية لهم ودوام النصح والتوجيه لهم في كل السنة في الليل وفي النهار في كل المناسبات والأحوال
لذالك أيها المؤمنون عباد الله " قومواْ بهذا الواجب الذي أوجبه الله عليكم ولذالك تجد أن كثيراً من الآباء ربما اهتم بأبنائه في فترة من الفترات ثم تأتي فترة أخرى يهملهم ويتركهم ويوسع عليهم بأمور تضرهم وربما قال إنه وقت العطلة أولاً هذا الإسم غير صحيح المسلم ليس معطلاً ليس عند المسلم عطلة أبداً المسلم في حياته كلها شغال بما ينفعه في أمر دينه ودنياه فهذا الإسم ضر الآباء وجعلهم يهملون الأبناء، وهذا الإسم ضر الأبناء فجعلهم يتكاسلون عن ما ينبغي لهم أن يقومواْ به فلذالك هذا الوقت بالأخص هو من أخطر الأوقات التي على الآباء أن يحوطواْ فيها أبنائهم ويوجهوهم وينصحوهم فيه ومن أعظم ما ينتبهون فيه لأبنائهم في هذا الوقت وفي غيره من الأوقات ما يتعلق بأمر الهواتف فقد أصبحنا نرى الهواتف الحديثة بما فيها من البرامج الخبيثة وبما فيها من أنتظّار بأيدي الأبناء الصغار الذين لا يعقلون ما ينفعهم ولا يميزون ما يصلحهم ويتسفطهم جلساء السوء يميناً وشمالاً فماذا عساك أن تنتفع بهذا الولد وقد فسدت فطرته وفسد سمعه وصبره وقد دخل في أمور لا تحمد عقباها فخذواْ على أيدي أولادكم إلى الخير واحفظوهم فإنهم ثمرة الفؤاد ورأس المآد وهم خير للعباد في الدنيا والآخرة.
اسأل الله العلي العظيم بمنه وكرمه أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى وأن يجنبنا ما يسخطه ويأبى.
اللهم يارب العالمين ويا أكرم الأكرمين ويامن أنت على كل شيء قدير حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم اغفرلنا ذنوبنا كلها أولها وآخرها سرها وعلانيتها ما علمنا منها ومالم نعلم.
اللهم يارب العالمين ويا أكرم الأكرمين ويامن أنت على كل شيء قدير انصر الإسلام وأهله في كل مكان
اللهم انصر الإسلام وأهله في كل مكان
اللهم انصر الإسلام وأهله في كل مكان
اللهم انصرنا في بلدنا على أعدائنا
اللهم وأدم علينا عافيتك ولطفك وسترك يا من أنت على كل شيء قدير
اللهم وانصر عبادك المستضعفين في أرض فلسطين وغزة
اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم
اللهم أمنهم... اللهم أطعمهم... اللهم أحقن دمائهم
اللهم احفظ أعراضهم... اللهم رد غائبهم وفك أسراهم
فانظر يا عبد الله " *﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا ﴾*
لم تذكر أموال لم يذكر أولاد لم تذكر مناصب لم تذكر عشائر وقبائل، لم تذكر أوصاف غير وصف التقى والإيمان والعمل الصالح *﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَعَسَىٰٓ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ ﴾*
أي هذا من يفلح.
عباد الله " في سورة قصيرة بيّن الله جل وعلا حقيقة الأمر ونهاية المآل أنت تحفظها والكل يحفظها ولكن أين من يتدبرها ويستحضرها كل حين سورة بدأها الله بالقسم حتى تكون ما تدل عليه محل اهتمامك وعنايتك حتى تكون هذه الآية رجوعاً لك إذا ما أو سهيت وتذكير وتنبيه قال الله *﴿ وَٱلْعَصْرِ ﴾﴿ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَفِى خُسْرٍ ﴾*
أنا وأنت إنسان ومن قبلنا ومن بعدنا نحن جميعاً إنسان يجمعنا هذا الوصف إن لم يجمعنا وصف الغنى يجمعنا وصف الإنسان،
إن لم تجمعنا أوصاف الرئاسة و الزعامة فالكل يجمعهم وصف الإنسان.
إن لم يجمعنا وصف الملك والسلطان فالكل يجمعنا وصف الإنسان.
إن لم تجمعنا اللون لم تجمعنا البشر فيجمعنا وصف الإنسان.
إن لم تجمعنا الأنساب والعشائر فيجمعنا وصف الإنسان
كلنا قد جمعنا الله في هذه الكلمة، كلنا قد جمعنا الله في هذه الآية، وكلنا قد حكم الله علينا بهذا الحكم *﴿ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَفِى خُسْرٍ ﴾* إلا الله الذي يستثني وحده لا شريك له له الحكم وله الأمر وحده سبحانه *﴿ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوْا۟ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْا۟ بِٱلصَّبْرِ ﴾*
فهذا الصنف هو الذي سلم من الخسارة قال سبحانه في سورة أخرى *﴿ وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ ﴾﴿ وَطُورِ سِينِينَ﴾﴿ وَهَٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلْأَمِينِ ﴾*
أربعة أقسام *﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾* أي خلقاً وشكلاً في أحسن تقويم *﴿ ثُمَّ رَدَدْنَٰهُ أَسْفَلَ سَٰفِلِينَ ﴾* فمن يصعد من يعلو من ينجو قال سبحانه
*﴿ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ ﴾*
إلا هذا الصنف في أسفل سافلين ولو كان ملكاً أو رئيساً أو غنياً أو معافى في البدن أو صاحب الجاه أو صاحب الفخامة أو صاحب العافية والصحة أو من عشيرة كذا وكذا في أسفل سافلين لا يخرج منها أبداً ولا يخرجه إلا قول الله *﴿ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ ﴾*
فهل لنا في هذا نصيب؟
هل لنا في هذا طلب؟
هل هذا هو المبتغى والمراد؟
هل في هذا نجتهد؟ هل في هذا نقضي الأيام والليالي والأعمار التي ابتلانا الله جل وعلا بها؟
هل بهذا نسير إلى الله وبه نستعد للقاء الله سبحانه
أستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله " هذا أمر معلوم عند كل مسلم ولكننا ننسى ونغفل ونحتاج إلى أن نتذكر به على الدوام والأستمرار حتى إذا غفل الإنسان أو أعرض سرعان ما يرجع إلى الله سبحانه وتعالى ويتذكر وذكرى تنفع المؤمنين كما أخبر الله.
ومما يعيننا على هذا الأمر أن نتعاون جميعاً على البر والتقوى وطاعة الله سبحانه أن نتواصى بالحق فالمسلم ينفعه الله بأخيه المسلم ينفعه الله بوصيته بنصحيته بأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ودلالته على الخير ما أجمل التواصي بالحق حينما يكون بين الأب وإبنه والزوجة وزوجها والجار وجاره والصاحب وصاحبه والزميل وزميله.
ما أحسن حينما تكون روح النصيحة حاضرة في أوساطنا وفي كل شؤون حياتنا ولذالك انظر إلى قول الله جل وعلا *﴿ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوْا۟ بِٱلْحَقِّ ﴾*
أرشد الله إلى التواصي بالحق وأخبر الله عنه أنه تواصي أي تذكير بصيغة تدل على الاهتمام والاعتناء والتعظيم للشيء المذكر به.
وهكذا عباد الله " نجد أن الوصية بالخير في كتاب الله سبحانه وتعالى كم أوصانا الله بها، كم يقول الله جل وعلا ووصينا الإنسان بوالديه، التواصي والتعاون على الخير مطلوب كم قال الله عز وجل *﴿ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾*
*﴿ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾*
*﴿ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾*
كم قال الله جل وعلا *﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ ﴾*
*﴿ ۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِۦٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ ﴾*
*📝 التواصي بالحق 📝*
*🕌خطبة الجمعة من #دار_الحديث_السلفية_للعلوم_الشرعية-بقاع القيضي-صنعاء-اليمن*
*🔸لفضيلة شيخنا المبارك أبي عبد الله #عبدالقادر_بن_محمد_الصوملي حفظه الله تعالى*
*🗒️ 24 شوال 1445 هـ*
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
*🪀⇲عَلـ▼ـﮯ الوتس ⇲*
*➤ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318 ]*
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ /channel/hat2222 ]*
*📱 ⇲ ْعلىَ الفيسبوك ⇲*
*➤ https://m.facebook.com/hat2222/ ]*
#أخلاق_وحقوق #خطب_فقة_المعاملات
#بناء_المجتمع
📖─━━╔✍╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴
إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ ﴾﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*
أما بعد إن خير الكلام كلام الله جل وعلا وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أعاذنا الله وإياكم وجميع المسلمين والمسلمات من البدع والضلالات والنار.
أيها المؤمنون عباد الله " في لحظة من التأمل ونظرة من التفكر وجولة بقلب سليم في ساعة اعتزال لشتات الحياة الدنيا وفي ظل البيع والشراء والتأثيث والبناء والتزوج والإنجاب والتعلم والتوظف في ظل ذالك كله وزحمته يطرح الإنسان على نفسه سؤالاً يقول فيه لماذا خلقني الله؟ ويقول فيه ولماذا خلق الله لي السماوات والأرض وسخر لي ما في السماوات وما في الأرض؟ بينما هو منشغل بمأكله ومشربه ومركبه ومنكحه بينما هو يعيش لذاذة الشهوات الدنيوية الفانية ويقضي فيها عمره وحياته.
بينما هو يسعى جاهداً إلى الأهداف الدنيوية والمستقبلات الدنيوية يضع السؤال في منتصف الطريق فيقول لنفسه أمن أجل الأكل والشرب خلقني الله؟ ويقول لنفسه أمن أجل الشهوات والملذات أقدرني الله؟
ويقول لنفسه أمن أجل الأمور الفانيات الزايلات أحياني الله؟
ويقول لنفسه بعد ذالك أيدوم لي هذا الأمر ويستمر؟ ءأخلد في الحياة لآكل وأشرب وأسكن وألبس وأتمتع؟
ثم يقول لنفسه مرة أخرى وأين أنتِ أيتها النفس من أمر الله وشرع الله وحكم الله؟
أين أنتِ من حدود الله وحرمات الله؟
يقول لنفسه أليس لكِ حظٌ في أمر الله تأتمرين به؟
أليس لكِ التفاتة إلى نهي الله لتجتنبيه؟
يقول لنفسه أليس لكِ نصيب من كتاب الله عز وجل تتطهرين به وتزكين به وترتفعين الدرجات في الدنيا والآخرة به؟
يقول لنفسه أليس لكِ هدف في دخول الجنة؟ أليس لكِ خوف ووجل من دخول النار؟
يقول لنفسه ألم تضعي في البال وفي الاعتبار يوم القيامة وشدائده وأهواله؟
يقول لنفسه ألآ تبحثين عن النجاة بين يدي الله سبحانه وتعالى؟
يقول لنفسه ألآ تعقلي فتعملي لما يبقى ويدوم وتزهدي فيما يفنى ويذهب؟
يجلس مع نفسه ويحاوروها ويسائلها يسألها ويطلب منها أن تجيب والإجابة تكون بالأقوال والأفعال والظواهر والبواطن.
هو يسأل نفسه لماذا خلقني الله؟ وأقواله هي التي ستجيب أفعاله هي التي ستجيب ظاهره هو الذي سيجيب وباطنه هو الذي سيجيب وما يملأ به يومه ويقضي فيه ليلته هو الذي سيتولى الإجابة فالأقوال هي التي ستحدد الإجابة أي كانت تلك الإجابة فإن كانت الأقوال سديدة وحسنة وطيبة فقد أجابت بأن الله خلقه لعبادته وقد قام بهذه العبادة.
وإن كانت الأقوال سيئة فالإجابة تعني أنه خلقه الله لعبادته فلم يكن كما خلقه الله جل وعلا.
أفعالك ستجيب فإن كانت الأفعال هي الأفعال الحسنة والأعمال هي الأعمال الصالحة فهي التي أجابت بأن الله خلقك لعبادته وها أنت تجاهد نفسك في طاعة الله.
وإن كانت الأفعال سيئة والأعمال فاسدة إن كانت هي التخلف عن طاعة الله والإعراض عن ذكر الله والإشتغال بالحياة الدنيا والتلبس بالذنوب والمعاصي فالإجابة واضحة خلقه الله لعبادته فما عبده خلقه الله ليتقيه فما اتقاه ستجيب أقوالك وأفعالك في الدنيا كما ستجيب أقوالك وأفعالك وأعضائك يوم القيامة.
*⚠️ تحذير الإخوان من أسباب الذِّلَّة والهَوَان⚠️*
*📝خطبة مفرغة: من #مسجد_الرسالة بمدينة معبر*
*🔸للشيخ الفاضل: #عبدالرحمن_بن_علي_السمحي حفظه الله*
*《 الخطبة بصيغة PDF على Telegram 》:*
📥/channel/hat2222/39272
*🗓 بتاريخ 05 صفر 1446هـ*
*----------------*
#خطب_التحذير_من_الخوارج_والخروج
#الأمة_القدس_والأقصى
كذلك أيضا من الأمور المشينة والأمور الخطيرة، ما يفعله بعض السائقين أصلحهم الله، يصل إلى مكان والسيل قد نزل فيدخل في السيل بسيارته وبمن معه من الركاب أين عقله، لا تودي بنفسك إلى التهلكة، يقول الله في كتابه الكريم: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين} [سورة البقرة:195] ويقول الله في كتابه الكريم: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [سورة النساء:29] فلم المغامرة؟!، انتظر يا رجل، تعقل، كن عاقلا ولا تكن طائشا ولا مجنونا، ترى الوادي أمامك يجرف كل شيء ويخرب كل شيء، وأنت تنزل، أين عقلك؟!، الماء هذا من جنود الله، ينبغي أن تتنبه وألَّا تتساهل وألَّا تغامر بالأرواح، لا بروحك ولا بأرواح من معك، إذاً المطلوب العناية بهذا الأمر.
وكذلك أيضا: ينبغي على الهيئات المختصة بأمر الأشغال والطرق أن يقوموا بإصلاح الأماكن التي خربتها السيول، وهكذا أن يقوموا حال تخطيطهم في بناء الطرق أن ينظروا إلى الأماكن التي تأتيها السيول كيف يكون بناء الخط فيها، وكيف يكون الخط في ذلك المكان إما جسوراً عالية وإما وإما لأنه إذا لم يكن مهيئاً لأن يخرج السيل من تحته فإنه قد يسبب كوارث عظيمة، فلهذا على المسؤولين على هذه الأشياء أن يراقبوا الله وأن يعلموا أنهم مسؤولون أمام الله رب العالمين سبحانه وتعالى، إذا كان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول كما جاء عنه من طرق كثيرة أنه قال: لو عثرت بغلة بأرض العراق لخشيت أن يسألني الله عنها، فعلى المسؤولين الذين ولوا هذه المهمة أن يراقبوا الله عز وجل، وأن يعتنوا بهذا الأمر.
كذلك أيضا: على الناس جميعا أن يحرصوا على التعاون خصوصاً مع هؤلاء الذين فقدوا بيوتهم ومساكنهم، بعض الناس نجا بنفسه وربما نجا بأهله وأولاده؛ لكن لا مأوى لا مسكن لا مال لا ثياب لا بيت يؤويه ولا شيء، الله الله في التراحم، يا رجال أحوال تَنْهَدُّ لها الجبال، ومصائب وكوارث لا يعلمها إلا الله، بينما الإنسان يأمل أن يربح، وأن يكسب، وأن يفعل، وإذا به يرجع إلى الصفر وربما صار نسياً منسيا
كم من جثث لا تزال إلى الآن تحت الأنقاض يُبحث عنها، وكم من مفقودين،،وكم وكم من أحوال ومع ذلك لا تزال الأيام مهيئة السيول والأمطار، فالله الله في التعاون والتراحم، والله الله في السعي فيما يكون سبباً في نفع المسلمين جميعا.
كذلك أيضا: على الجهات المختصة وعلى ولاة الأمر وعلى التجار وأرباب الأموال أن يحرصوا على التعاون في هذه الأمور المهمة فهذه مسؤوليتهم العظمى ومهمتهم الكبرى التي لا ينبغي أن يغفلوا عنها، «ما من عبد يسترعيه الله رعية فيموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا لم يرح رائحة الجنة»، «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته»، فعليهم أن يتقوا الله، وأن يراقبوا الله عز وجل في شعبهم، وفي من تحت أيديهم.
كذلك أيضا: مما ينبغي أن يتنبه له ما يحصل من بعض الناس في الأماكن التي جرفتها السيول، مصائب قوم عند قوم فوائد، أُناس في أحوال لا يعلم بهم إلا الله، وأناس يتفودون ويبحثون عن الأشياء في تلك الأحوال، إنها العقول المنكوسة، والفطر المنكوسة، والمفاهيم المعكوسة عياذاً بالله، الناس بحاجة إلى من يعينهم، وبعض الناس إذا رأى سيارة اقتلبت في الخط بسبب الماء أو بسبب السيل يذهب بدل ما ينقذ يبحث له عن جوال، يبحث له عن مال، يبحث له عن غير ذلك من الأشياء.
كذلك إذا دخل السيل إلى قرية أو مكان وهرب الناس وماتت المواشي أو بعض المواشي، إذا أدرك له مواشي أخذها، وإذا أدرك له أموالاً أو ذهباً أو بعض الأشياء في البيوت أخذها، هذه نذالة، وهذه خسة ودناءة عياذاً بالله، المطلوب الآن الرحمة والتعاون، وليس الهجوم كما يفعل من لا خلاق له عياذاً بالله، فندعوا المسلمين جميعا خصوصاً أرباب الأموال والتجار والأثرياء والمؤثرين على وسائل التواصل، ومن لهم نشاط إلى أن يكون لهم وقفة في التعاون مع إخوانهم المتضررين من هذه السيول.
كذلك أيضا: نقول لمن نجا أو لمن لم يصل الماء إلى ديارهم وإلى بيوتهم ولم تصلهم السيول، نقول لهم اشكروا الله واعلموا أن الله على كل شيء قدير، ولو أراد الله أن يحل هذا بكم لحل وإذا أراد الله شيئا كان، فلا تأمنوا مكر الله عز وجل، ولا تأمنوا بطش الله وغضب الله عز وجل، فاشكروا الله وازدادوا إقبالاً على الله، وتضرعا إلى الله، أن يسلمكم الله.
أسأل الله بمنه وكرمه، وفضله وإحسانه، أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم احفظ يمن الإيمان والحكمة، ونجنا من كل ضائقة وفتنة، اللهم رحماك بأهل اليمن، اللهم رحماك بالمتضررين جراء هذه السيول والأمطار يا رب العالمين، اللهم ارحم الذين جرفتهم السيول يا رب العالمين، اللهم تقبلهم بين
ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) }[سورة هود:41-44] فنوحٌ عليه السلام لما عانده قومه، ولم يؤمنوا برسالته، ولم يوحدوا الله عز وجل، قال ربي إني مغلوب فانتصر، قال الله: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِر (11) وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِر (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُر (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِر (14) وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِر (15) } [سورة القمر:11-15]
فهذه آية من آيات الله، إذا أراد الله عز وجل أن يهلك قوما فقد يهلكهم بشيء لا يتوقعونه، ألم يكن فرعون الطاغية، الذي طغى وتكبر، والذي كان يقول أنا ربكم الأعلى، ويقول أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار من تحتي، يتفاخر بالماء الذي يجري من تحت قصره ويتفاخر بملكه، فجعل الله هذا الماء سببا في هلاكه وسببا في حتفه، قال ربنا في كتابه الكريم: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} [سورة يونس:90] فانظروا كيف عاقبه الله، دخل فرعون وراء موسى عليه السلام، وموسى نبي من أنبياء الله من أولي العزم من الرسل، وقد شق الله البحر لموسى آية ومعجزة وكرامة من الله عز وجل لموسى ولمن معه من المؤمنين، فلم يعتبر فرعون بل دخل وراء موسى في البحر، فموسى عليه السلام وقومه نجوا من البحر، وشق الله لهم البحر طريقاً يبسا، فلما خرج موسى ومن معه من المؤمنين ودخل فرعون ومن معه من جنوده الكافرين إلى داخل البحر ارتطم عليهم البحر فكان حتفهم وهلاكهم، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَر} [سورة المدثر:31] آيات ومعجزات من الله عز وجل.
ألا وإن مما تقرر يقينا، وعلم يقينا، أن الله لا يظلم أحدا وإنما يؤاخذ العباد ببعض ذنوبهم، قال في كتابه الكريم: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير} [سورة الشورى:30] فالله رحيم بعباده ولكنه ينزل بعض العذاب تذكيراً لعباده، قال الله في كتابه الكريم: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون} [سورة السجدة:21] فهذه الأمطار والسيول من آيات الله عز وجل التي تكون تبصرة للعقول وإصلاحا للقلوب لمن تأمل وتدبر وأخذ الدروس والعبر من هذه الأحوال التي يمر بها الناس والتي يمر بها العالم، ينبغي أن نأخذ الدروس والعبر من هذه الأمطار والسيول الجارفة، ولا نبرر ونقول كوارث طبيعية وأحوال كونية، لا بل هذه عقوبات من الله عز وجل يبتلي الله بها عباده ليذكرهم وينذرهم ويحذرهم سبحانه وتعالى، والله أرحم بنا من أنفسنا ولا يريد الله تعذيبنا، قال الله في كتابه الكريم: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [سورة النساء:147] فالله لا يريد تعذيب الناس وإنما يبتليهم تذكيراً لهم وإرشاداً لهم وتحذيراً لهم سبحانه وتعالى.
أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم
*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أيها الناس! سمعتم، ورأيتم، وشاهدتم، وتابعتم، ما حصل في هذا الأسبوع من سيول جارفة، ومن أمطار غزيرة أنزلها الله في عدة أماكن، فلنا مع هذه السيول والأمطار بعض الوقفات
الوقفة الأولى: أن نعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن قوة الله لا تقف أمامها قوة، فيأت بهذه الأمطار وربما يكون الناس في لحظات والشمس ظاهرة وليس في السماء أي سحب، ثم ما هي إلا لحظات وقد عمت السحب الكثيفة، ونزلت الأمطار الغزيرة، وامتلأت الأودية، فهذا يدل على قدرة الله، لو اجتمعت البشرية بأسرها على أن تفعل شيئاً يسيراً من هذا لا تقدر، لكنها قدرة الله، فالله على كل شيء قدير، ولا يعجزه شيء، وأيضا من قدرته سبحانه أنه يجعل هذه القطرات من المطر وديانا هائجة، وسيولاً جارفة، تأخذ البنايات وتأخذ القصور والدور، وتهلك الحرث والنسل، فهذه من الآيات العظيمة، وكذلك أيضا كم من شخص قد بنى بنيانا صلبا ضخما قويا فجاء السيل وجرفه مع أنه ما كان يتوقع أن يزال لكن قدرة الله لا تقاوم، فالله على كل شيء قدير، فهذه هي الوقفة الأولى إذاً ينبغي أن نعلم قدرة الله، وأن نؤمن باسم الله القدير، فالله على كل شيء قدير له القدرة التامة الكاملة سبحانه وتعالى.
فالله الله -يا عباد الله- الله الله في أخذ العِظة في أخذ العِبرة ِ ،
اليوم -يا عباد الله- كما سمعتم ينبغي علينا أن يكون لنا في غيرنا عبرة ، أن نتعظ وأن نعتبر فما يؤمننا أن يصيبنا مثل ما أصاب غيرنا نسأل الله أن يصرف عنا البلاء والمحن والفتن.
نعم -يا عباد الله- ما يؤمننا ونحنو نرى المعاصي والذنوب والفتن والمحن، أنظروا -يا عباد الله- إلى الشرك كيف ينتشر؟!
أنظروا إلى البدع كيف تعم؟!
أنظروا -يا عباد الله- إلى القتل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح.!!
أنظروا -يا عباد الله- إلى الزنا والفاحشة ، حتى سمعنا -يا عباد الله- في هذه الأعصر في هذا الوقت بما لم نكن نسمع من قبل من زنا بالمحارم... من زنا بالمحارم - ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ -
جرائم فظيعة!! أمور شنيعة!! ينبغي علينا ألا نأمن مكر الله، ألا نأمن بأس الله، ألا نأمن نقمة الله ، فإن البلاء يأتي فجأة ونقمة كما سمعتم ، فندعو كما دعا —عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ— اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.
اللهم إنا نعوذ بك مِن جَهْدِ البَلاءِ، ودَرَكِ الشَّقاءِ، وسُوءِ القَضاءِ، وشَماتَةِ الأعْداءِ. . اللَّهمَّ اقسِم لنا من خشيتِكَ ما تحولُ به بينَنا وبينَ معاصيكَ ومن طاعتِك ما تبلِّغُنا بِه جنَّتَك ومنَ اليقينِ ما تُهوِّنُ بِه علينا مصيباتِ الدُّنيا ومتِّعْنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتِنا أبدًا ما أحييتَنا واجعلهُ الوارِثَ منَّا واجعل ثأرَنا على من ظلَمَنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في دينِنا ولا تجعلِ الدُّنيا أَكبرَ هَمِّنا ولا مبلغَ علمِنا ولا تسلِّط علينا من لا يرحَمُنا .
وكف أيدي الظالمين عنا وعافنا واعفو عنا.
اللهم إنا عبادك لا طاقة لنا بعذابه نرجو رحمتك، نرجو عفوك إنك أنت الغفور الرحيم، ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) .
............................
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
📌 عبر قناتنا على الوتس :
→https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
🌐⇲ قناتنا ⇲على التليجرام 📥
→ /channel/hat2222
🌐⇲ قناتنا ⇲ ْعلىَ الفيسبوك 📥
→https://m.facebook.com/hat2222/
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
📲 *انشروا هذا العلم*
*✅ قال ابن الجوزي رحمه الله : " من أحب أن ﻻ ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم "{ التذكرة (٥٥) }*
✅ *وقال ابن المبارك رحمه الله: " لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم" { تهذيب الكمال(٢٠/١٦) }*
*اسأل الله ان ينفع بها الإسلام والمسلمين*
•┈•┈•⊰✿⊱•┈•┈•-
قوم -شعيب- سلط الله عليهم حراً شديداً سبعة أيام ، سبعة أيام بلياليها، حر لا يُطاق، لم يستطيعوا المُكث في المنازل ، ولا الخروج إلى خارجها ، فالحر عامٌ شامل ،
وفي اليوم الثامن أرسل الله — عزَّ وجلَّ— عليهم سحابة ، سحابة غطت بلادهم ، فلما أرسل الله تلك السحابة خرج واحد منهم، فجلس تحتها ، فوجد من الهواء المنعش البارد ما جعلهُ ينادي قومه، يا قوم هلموا هنا الجو البارد، هنا المُنعش، هنا الراحة، فخرجوا من البيوت رجالاً ونساء يهربون من الحر ، يريدون البارد ،يريدون الجو المنعش، يريدون الراحة، يريدون أن يتبردوا ...
حتى إذا استوفوا وتكاملوا تحت تلك السحابة،
قال الله: ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمۡ عَذَابُ یَوۡمِ ٱلظُّلَّةِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمٍ ﴾[الشعراء : ١٨٩]
-ٱلظُّلَّةِۚ-؛ هي السحابة التي ضللتهم حتى إذا أجتمعوا تحتها، أرسل الله عليهم منها ناراً وشُهباً أحرقت أجسادهم، أحرقت أبدانهم ثم صاح عليهم جبريل صيحة مزقت أرواحهم في داخل أبدانهم... فاجتمع عليهم من البلاءة ما اللهُ به عليم.
وهكذا -يا عباد الله- عندما يأتي البلاء بغتة عندما يأتي فجأة، ظنوا أن هذه ٱلظُّلَّةِ هي لهم نعيم، فإذا هو جحيم ، ظنونهُ راحة ، فإذا هو عَذَابٌ أَلِیمࣱ ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ -
فهكذا -يا عباد الله- عندما يأتي البلاء فجأة عندما تنزل النقم بغتة يكون الحال عذاب وهلاك ووبال عظيم.
فاتقوا الله -يا عباد الله- اتقوا الله قد يأتي البلاء على العبد من حيث لا يتصور لا يدري لا يشعر ، أي والله...
نزل رجل من بني عبس، متزوج بأربع معه من كل زوجة أولاد كثر ، ومعه من المال الإبل والبقر والغنم والذهب والفضة ، فخرج بإبله وذهبه وفضته وبقره وغنمه وزوجاته وأولاده يريد الإنتقال إلى مكان آخر ، فلما جن الليل نزل بهم بطن وادي ، فلما أصبح ندى قطيع من إبله هرب ، فخرج في طلبه، خرج في طلب إبله وغاب ثلاث أيام ، يبحث عن إبله التي ضاعت ، وأخيرا عاد بجمل من القطيع، عاد بجمل ،
فلما رجع إلى ذلك الوادي، الذي أنزل فيه زوجاته وأولاده ، وأهله وماله ، إذا به ينظر إلى الوادي ليس به داع ولا مُجيب ، قد جاء سيل فأخذ الزوجات والأولاد والإبل والبقر والغنم والذهب والفضة، فاهلكهم جميعاً ،
فنظر إلى ولد صغير من أولاده مُعلق في شجر يصيح ، فطلع وأنزل ذلك الولد واحتضنه وجعل يبكي على الحالة التي هو فيها... وبينما هو على تلك الحالة إذا بالبعير الذي ذهب من أجله يهرب ، فوضع ولده الصغير ، وقال: للبعير خسرت كلُ شيء من أجلك لا تفوتني، وانطلق وراءه يجري ،وما إنّطلق ينظر وراه، إذا ولده الصغير يصيح ، قال: فنظرت فإذا ولدي بين فم ذئب قد أفترشه!! وأنا أنظر .. فحمدةُ الله وانطلقةُ وراء البعير فلما أقتربت منهم ركلني بخفه في جبهتي فأعمى بصري ، فرجع أعمى فقيراً لا يملك من الدنيا شيئا...
وهكذا البلاء عندما ينزل بعتة وهكذا النعم عندما تذهب فجأة
ولهذا يدعو —عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ— «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ. »
سبحان الله أنظروا -يا عباد الله- اليوم كم من إنسان في صحته وعافيته ، ما به شيء ما به شيء، يشعر بألم في المعدة، يذهب إلى الدكتور أشعر بألم في معدتي يا دكتور في هذه الأيام، فحص سبحان الله ، قالوا: سرطان في الأمعاء ، سرطان في الكبد ، سرطان في كذا فجأة ، هكذا تذهب الصحة ويتبدلُ الحال ، وينزل البلاء فجأة - ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ -
في أولاد في خير ما يدري إلا والبلاء قد نزل، ذهب الأولاد
أبو ذُؤيب الهُذَلي: مات له ثمانية أولاد في يوم واحد بسبب الطاعون ، فانشأ تلك القصيدة التي فيها : «وإذا المَنيّةُ أنشَبَت أظفارَها ... ألفيتَ كلَّ تَميمةٍ لا تَنفعُ»
وعامر بن عبد الله: يموت له سبعة من الولد في يوم واحد بسبب مرض فيقول: الحمد لله إني مُسلم ومسلم
هكذا -يا عباد الله- فجأة وأنت في صحتك وعافيتك ، يأتي البلاء تنزل الكرب -ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ -
سليمان بن عبد الملك: خرج ليخطب الجمعة وهو في ملك داره ، أرسل جيشا لفتح القسطنطينية، وحلف ألا يرجع حتى يأتيه الخبر بفتح القسطنطينية ،
فخرج ليخطب الجمعة، لبس ثوبا أخضر، وعمامة خضراء، ونظر إلى ما حوله، فإذا كله أخضر ، كل ما حوله أخضر ، فمشط شعره وفرقه، وجعل ينظر إلى المرآة ويقول أنا الملك الشاب ، أنا الملك الشاب لما فيه من النعيم والصحة والعافية.
صعد يخطب المنبر أخذته بحة وهو يخطب، قطع الخطبة ونزل أصابته الحمى ، ما جاءته الجمعة الثانية إلا وقد مات... ما جاءت الجمعة الثانية إلا وقد مات .
*📝« هول فجأة النقم »*
*🕌خطبة الجمعة من #دار_الحديث_السلفية_بالخوخة*
*📥لفضيلة شيخنا: #سليم_بن_عبدالله_الخوخي حفظه الله*
*🗓️بتاريخ 30 صفر 1445ه*
*🔸قناة الشيخ سليم الخوخي
تليجرام:*
↳/channel/alkhwkhi
*🎞️قناة فضيلة شيخنا سليم على اليوتيوب:*
↳https://youtube.com/channel/UCA3ZLC9SquSzqizfmwL4hng
*🔸قناة ملتقى الخطب المكتوبة وتس :*
↳https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
*🔸قناة ملتقى الخطب المكتوبة تليجرام:*
↳/channel/hat2222
*👈التصنيف: #خطب_المواعظ "*
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعالى ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ،وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*
*أَمَّا بَعْدُ:*
فإِنَّ خَيْرَ الْحديث كَتابُ اللهِ، وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أيها الناس -عباد الله-: إن من فضل الله على العبد أن يمن عليه بالنعم الكثيرة والخيرات الوفيرة والبركات الغزيرة، فلا تزال إليه تتسارع وعليه تتابع يرفُلُ بفضل ربه في النعيم ويسير الخير الذي يمن الله تعالى به عليه.
ومن فضله العظيم الكبير الواسع، أن تستمر النعم على العبد حتى يلقى الله، أن يستمر العبد في الخير والأمن والصحة والخيرات والبركات حتى يلقى الله، هذه من أعظم النعم التي يمنُ الله تعالى بها على من يشاء من عباده.
ولهذا كان —عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ— في كل يوم يدعو ويقول:« اللَّهمَّ إنِّي أسألُك العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنيايَ. »
يسأل الله كل يوم؛ أن يمن عليه بالعافية في دينة ، وبالعافية في دنياه، وهذا يعني استمرار النعم والخيرات، وعدم حصول البلايا والمصيبات ، ويزيد فيؤكد في الدعاء ويقول: «اللَّهُمَّ استُرْ عَوْراتي، وآمِنْ رَوْعاتي،» يسأل الله أن يؤمنه الروع وهو الفزع وحصول البلاء والشدائد، فيدعو الله بهذا الدعاء العظيم في كل يوم -يا عباد الله- وذلك لأن زوال النعم أمر شديد على العبد ، ذهابُ الخير بعد حصوله، أمر ليس باليسير ولا بالهين.
ولهذا يقول—عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ—: كما عند الإمام مسلم من حديث بن عمر «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ. . »
اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، ما أشدهُ -يا عباد الله- أن تذهب النعم بعد حُصولها ، أو أن تنصرف بعد وصولها، فيقعٌ على العبد من الشدائد والبلايا ما الله به عليم.
وأعظم من ذلك -يا عباد الله- أن تذهب النعم فجأة ، أعظم من ذلك -أي- أن النعم إذا ذهبت شيئا فشيئا ، فإن العبد قد يتعود ذلك، ويستصيغه ويسهل عليه، لكن المصيبة... عندما تذهب النعم فجأة ويحل البلاء بغتة ، ...هنا ... يكون الأمر أشدّ وأدهى وأعظم
ولهذا أنظروا كيف يدعو —عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ— اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، ... أي أن تحل النقمة والبلية فجأة بغتة دون أن يتصورها العبد ، ولا أن يتوقع حصولها فتنزل به فيكون عليه هولٌ مهين ، أمر فظيعٌ شديد — ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ -.
ولهذا -يا عباد الله- — اللهُ عزَّ وجلَّ— يذكرُ في عباده أن من أصناف العذاب والنكال والبلاء الذي أحلهُ بكثيرٍ منْ الأمم ، أن ينزل بهم العذاب بغتة وفجأة،.. بغتة وفجأة...﴿ وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمَمࣲ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَتَضَرَّعُونَ(٤٢) فَلَوۡلَاۤ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُوا۟.....﴾ ولكن نسوا !! ﴿ فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَیۡهِمۡ أَبۡوَ ٰبَ كُلِّ شَیۡءٍ
*📝 أثر العمل الصالح على العبد بعد موته*
*🔗 خطبة قوية ننصح بسماعها ونشرها*
*👈 لشيخنا الداعية : #وهبان_بن_مرشد_المودعي حفظه الله*
*🕌 أُلقيت بـ #دا_الحديث_بمسجد_ذي_النورين_بمدينة_ذمار*
*بتاريخ : ٢٧ محرم لعام ١٤٤٦هـ*
*《 الخطبة بصيغة PDF على Telegram 》:*
↘/channel/hat2222/39248
🎙لإستماع الخطبة مقطع صوتي :
/channel/ahctt/11926
↙️رابط المشاهدة على اليوتيوب
https://youtu.be/ejnzCcezwf4?si=I25HXvxftbXHtvuZ
*📌 للاشتراك في ملتقى شيخنا وهبان على الواتس 👇*
https://chat.whatsapp.com/KXvUOtsHEf76YUhvmKrbV9
*📻للمزيد تابعونا ملتقى الخطب المكتوبة ↙️*
↳ /channel/hat2222
༄༅༄༅📝༄༅༄༅🎙༄༅༄༅
التصنيف: #خطب_فضائل_الأعمال
*📱طهر جوالك من المفاسد والأخطار❗️*
*📝خطبة قيمة جداً جداً ننصح الجميع بسماعها ونشرها*
*🕌خطبة الجمعة من #دار_الحديث_بمعبر حرسها الله*
*🔸لسماحة الشيخ /
#محمد_بن_عبدالله_الإمام حفظه الله تعالى.*
*🗓بتاريخ ٢٧ / مــحــرم / ١٤٤٦هـ*
📥الخطبة صوتياً وخطياً من الموقع الرسمي:
https://sh-imam.com/audio/topic/69186
*《 الخطبة بصيغة PDF على Telegram 》:*
/channel/hat2222/39243
#قضايا_اجتماعية
#النهي_عن_المنكرات_والبدع
══════ ❁✿❁ ══════
خطبة #شيخنا_الإمام عن تطهير الجوالات من المفاسد والمنكرات، أشبعها بالقصص والعِبَر، وأبان ما في الجوالات من خَطَر، ودعا إلى ضبط استخدامها، ودفع ما أمكن من شرّها، فلا تفتْكم خطبة العالِم الحكيم.