Telegram-канал ghalyah7 - أرواح راقية7r℡: Неотсортированное

أرواح راقية7r℡

31 мая 2025 21:38

‏ليس بكثرتهم
إنما بمن يأتيك
دون أن تناديه
ومن يربت على كتفك
دون أن تُخبره أنك مُثقل.

أرواح راقية7r℡

31 мая 2025 21:07

--

الرياء وأهمية النية في الأعمال

مقدمة:

يُعد الإخلاص في العمل من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، والنية الصالحة هي روح الأعمال، فبها تُقبل الطاعات، وبفقدها تَذهب الجهود أدراج الرياح. وعلى الجانب الآخر، يُعتبر الرياء من أخطر الأمراض القلبية التي تهدم العمل من أساسه، وتحرم صاحبه من الأجر، بل تجلب عليه الإثم والعقوبة. وقد أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم "الشرك الأصغر"، لعظيم خطره وفساده.

---

ما هو الرياء؟

الرياء في اللغة مأخوذ من "الرؤية"، وهو أن يُظهر الإنسان للناس من العمل ما يحب أن يُمدح عليه، دون أن يقصد وجه الله تعالى. أما في الاصطلاح، فهو: القيام بالعبادة أو الطاعة من أجل أن يراه الناس فيثنوا عليه، لا من أجل الله وحده. وهو عكس الإخلاص تمامًا.

---

أنواع الرياء:

1. رياء في أصل العمل: كأن يصلي أو يتصدق فقط ليُقال عنه: "مصلي" أو "كريم".

2. رياء في جزء من العمل: كأن يُطيل الصلاة أو يرفع صوته في الدعاء إذا حضر الناس.

3. رياء بعد العمل: كأن يتحدث عما فعل ليحصل على مدح أو شهرة.

وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الرياء بقوله:

> "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء..."
(رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني)

---

أضرار الرياء:

فساد العمل وبطلانه: فالعمل لا يُقبل إلا إذا كان خالصًا لله. قال تعالى:

> "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا"
[الكهف: 110]

إثقال القلب بالغرور والنفاق.

ضياع الأجر في الدنيا والآخرة.

غضب الله ومقته، لأنه سبحانه لا يقبل المشاركة في النية.

---

النية وأهميتها في الأعمال:

النية هي الأساس الذي تُبنى عليه الأعمال، فهي التي تُميز بين العبادة والعادة، وبين الطاعة والمعصية، وبين الأعمال المقبولة والمردودة.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

> "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى..."
(متفق عليه)

هذا الحديث يُعد من أعمدة الإسلام، ويؤكد أن صلاح العمل أو فساده، قبوله أو رده، مرهون بالنية.

---

فوائد الإخلاص والنية الصادقة:

1. قبول العمل عند الله.

2. زيادة الأجر حتى لو كان العمل صغيرًا.

3. الطمأنينة في القلب وصفاء النفس.

4. محبة الله وتوفيقه للعبد.

5. دوام الثواب حتى بعد الموت، كنية الخير والدعوة.

---

كيف نعالج الرياء؟

مراقبة النية دائمًا قبل وأثناء وبعد العمل.

الدعاء بأن يُرزقك الله الإخلاص، فقد كان السلف يخشون على أنفسهم الرياء رغم أعمالهم العظيمة.

إخفاء العمل الصالح كلما أمكن.

القراءة عن فضل الإخلاص وعقوبة الرياء.

تذكر أن الناس لا يملكون لك نفعًا ولا ضرًا، فاجعل قصدك لله وحده.

---

خاتمة:

الإخلاص هو سرّ القبول، وهو معيار التفاضل الحقيقي بين الناس عند الله، ولا قيمة لأي عمل إن لم يكن خالصًا لوجه الله. والرياء سمٌّ قاتل للعمل الصالح، يضرب بجذوره في القلوب، ويجعل العمل بلا روح، بل وبلا أجر. فلنحرص جميعًا على إصلاح نياتنا، ولنُجددها دائمًا، ونسأل الله أن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم.

> اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك، ولا تجعل فيها حظًا لأحد سواك.

أحاديث:

> "من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به."
رواه البخاري ومسلم.

> قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجل استُشهد، فأُتي به فعرّفه نِعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟
قال: قاتلت فيك حتى استُشهدت.
قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليُقال: جريء، فقد قيل.
ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقى في النار..."
رواه مسلم (1905).

الحديث يتكلم عن ثلاثة: المجاهد، والعالم، والمتصدق — كلهم عملوا أعمالًا عظيمة، ولكن لأجل الناس، لا لله. فكان مصيرهم النار.

العبرة: حتى أعظم الأعمال إذا شابها الرياء، تُرفض ويُعاقب صاحبها.
نسأل الله السلامة والإخلاص في القول والعمل.

> قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم."
رواه مسلم (2564).

المعنى:
الله لا يهتم بالمظاهر أو ما يبدو للناس، بل العبرة بما في القلب من نية وإخلاص. فمن يعمل لغير الله، ولو بدا عمله عظيمًا، لا يُنظر إليه بعين القبول.

الرسالة: الرياء يُفسد العمل مهما كان ظاهره حسنًا، لأن الله يعلم ما في القلوب.

الخاطرة الرابعة من"ما بين العناء والهناء"