409
قناةٌ تستهدفُ الذوقَ الرفيعَ بقولٍ بديعٍ ، مما أنتجته قرائحُ التجربة من حياة أولئك الفصحاء.💐 الإدارة : @BDEEA_bot القناة : @Bdeea_Alkool
القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ
وَأَحَقُّ مِنكَ بِجَفنِهِ وَبِمائِهِ
فَوَمَن أُحِبُّ لَأَعصِيَنَّكَ في الهَوى
قَسَماً بِهِ وَبِحُسنِهِ وَبَهائِهِ.
- أبو الطيب المتنبي.
سأل الشيخ الأديب أبو الحسن بن فرحون المدني الشيخ إبراهيم بن حكم السلوي : هل تجد في التنزيل فاءات مرتبة كترتيبها في هذا البيت:
رأى فحب فرام الوصل فامتنعت
فسام صبراً فأعيا نيله فقضى
ففكر ساعة ثم قال : (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائمُونَ *فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ* فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ* أَنِ اغدُوا عَلَى حَرثكُمْ إِن كُنتُمْ صَرِمِينَ* فَأَنطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَفَنُونَ ) .
فقال لابن فرحون فهل عندك غيرها ؟
فقال : نعم، ( فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَهَا *فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا*فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم رَبُّهُم بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا* وَلَا يَخافُ عُقْبَهَا ) .
إن العالم لا يُعاني ممن يرتكبون الخطيئة، بل يُعاني مِن من يُمارسون زيف الإيمان .
Читать полностью…
إذا نابت أخاك إحدى النوائب من زوال نعمةٍ أو نزول بليّة، فاعلم أنّك قد ابتليت معه، إما بالمؤاساة، فتشاركه في البلية، وإما بالخذلان، فتحتمل العار.
- ابن المقفّع.
إلهي قد انقطعت أسبابي الأرضيّة في نصرة دينك، ولم يبقَ إلّا الإخلاء إليك، والاعتصام بحبلك، والاعتماد على فضلك، أنت حسبي ونعم الوكيل.
- من دعاء صلاح الدين الأيّوبي.
وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُم
وَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُ
فَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُن
فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ.
- أبو فراس الحمداني.
وإذا شبابُك ضاع خلفَ قصيدةٍ
خَذَلَتكَ، فابكِ قصيدةً وشبابا
وكفى بحُزنِكَ أن يَزيدَ قصيدةً
وكفى القصائدَ أن تَصيرَ كِتابا
يَتغافَلُ الأَحبابُ عن أَوجاعِنا
وغَدًا نَموتُ لِنُوجِعَ الأحبابا
-يحيى الحمادي
لقد خِفتُ ألا تقنع النفسُ بعدها
بشيءٍ من الدنيا، وإن كان مقنعا
وأعذل فيها النفسَ إذ حِيل دونها
وتأبى إليها النفسُ إلا تَطلُّعا
- الصِمّة القُشيريЧитать полностью…
#نفثة
يا مَن لهُ الأمرُ والتدبيرُ والقدَرُ
وليس يُدركُهُ سمْعٌ ولا بصَرُ
أَدْرِكْ ضَعِيفًا تَقَاضَاهُ الهوى، فهوى
في قَعْرِ مُظْلِمَةٍ أَوْلَى بها سَقَرُ
لَجَّ العِثَارُ به حتى اطمأنَّ إلى
أرضٍ تَدَسَّسَ في قِيعانِها الكدَرُ
قد حَلَّأَ النفْسَ دهرًا عن موارِدِها
واليومَ للنفْسِ فيها الوِرْدُ والصَّدَرُ
فما تنَبَّهَ إلا بعدما بَقِيَتْ
مِن قَلْبِهِ مُضْغةٌ قد لاكَها العَكَرُ
إن لَّا يكُنْ منكَ عونٌ تَخْتَطِفْهُ يدٌ
لِلغيٍّ نَكْراءُ لا تُبقي ولا تَذَرُ
ـ ١٤٤٥/٩/٩
أيوب الجهني
رفيقَ خُطاي، وباكورةَ هَواي، وأعزَّ مُناي،
مرحبًا بك..
أكتبُ إليك الآن من قلبِ الليالي المباركة، على أريكةِ التأمل في ذاتي، وذاتك، والدنيا، رفقةَ الليلِ والسماءِ والنجومِ والنيلِ ونسماتِ رمضانَ العَبِقَةِ الميمونةِ، حيث أشرفُ زمان، وأطهرُ هواء، وأنقى جوٍّ، وأصفى خاطرٍ، وأنت.. بمكانك الخالي في جواري، الممتلئِ الغامرِ في فؤادي، بالسكينة التي يُشعُّها وجودُك، والأُنسِ الذي أتلمّسُهُ ولو على البُعد، والحزنِ الذي لا يفارقُني إذ تفارقُني..
هذا أنا كما عهدتَني، لكني لا أكادُ أعرفُ مني هذا الذي عهدتَه مذ بِنتَ، فقدتُ بفقدِك شيئًا لا كِفاءَ له، ولا عِوَضَ منه، ولا غناءَ عنه، وما أفعلُ بالدنيا جميعًا ولستَ معي؟!
كلما مرَّت الليالي عليَّ، سكتَ بنفسي بعضُ بيانِها، وخَبَت بعضُ أضوائِها، وخفتت أصواتُ ضميري، وفقدتُ شيئًا غيرَ هيّنٍ من أفانينِ فؤادي وأزاهيرِ وجداني، واستحالت ألوانُ نفسي كلُّها ضَربًا مشتبهًا باهتًا، لا تكادُ تَمِيزُ منه إلا سوادًا في بياضٍ أو بياضًا في سواد!
لا أكتمُك، لستَ وحدَك السبب، بل إن أولَ أسباب ذلك، هذا الموتُ الذي نموتُه كلَّ يومٍ ذلةً وهوانًا وحسرةً وهلاكًا على إخواننا المفجوعين المنكوبين المَكروبين، ونحن على الفُرُشِ الوثيرةِ نتنعّم آمنين إذ يقاسونَ -وحدَهم- العذاب، وبينَ أيدينا -وهم يتضوون جوعًا- ألوانٌ من الطعام والشراب، يكفي منهم فئامًا، بل يفيض، وبين جنوبنا ذلٌّ مقيمٌ لا يبرح، وجرحٌ نازفٌ لا يرقأُ، ونفسٌ تَسَّاقَطُ أنفسًا، تموتُ فينا -أسفًا عليهم وعلينا- شيئًا فشيئًا!
فأي حياةٍ! وأي شعورٍ! وأي قلبٍ! وأي حديثٍ! وأي كلامٍ يُقالُ!
رُفِعَت الأقلامُ، ما رُفِعَت إلا لتوضَعَ السيوفُ على مفارق يهود، فأين هي؟! وأين نحن؟! وأين هم؟!
لله الأمر، الحديث ذو شجون، وفي خاطري تُولَدُ الكلماتُ ثم تموتُ في مُهودِها، لا أكادُ أُطيقُ أن أستتمَّ فكرةً ولا حديثًا ولا بيانًا إلا بجهدٍ بالغ، كأنما أنقلُ جبالًا لا أكتبُ كلامًا، أو كأنما أستفُّ المَلَّ!
رأفَ الله بي وبك ولطفَ ورحِمَ، وبهذه الأمة المسكينة المُمَزَّقةِ التي تَدَاعى عليها كلابُ الأرضِ مِن كل جانب.
وسلامٌ عليك ما رُدَّت المظالم، وانتصرَ المظلومُ مِن الظالم.
#رسائلُ_رُوحٍ_مطويّة 36
محمد أحمد
” فتخرس منا ألسنٌ حين نلتقي وتنطق
منّا أعينٌ وقلوبُ .”
"الحياة في جنب الله لا تعني الحصول على حصانة من المحن بل التحلي بسلام في أثنائها."
— كلايڤ لويس.
️خَرج الأعمش يوما إلى جماعة حَضروا مَجلسه ليحدثهُم وهو يضحك، فسألوه عن ضحكه، فقال: طلبت مني ابنتي قطعة (نقود) فقلت لها: ليس معي، فقالت لأمها: أنت ما وجدتِ أحدًا تتزوجين به غير هذا.
نثر الدر (٢\١٠٦).
اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه .
اللهم إني أسألك عيشة هنية وميتة سوية ومردا غير مخو ولا فاضح.
#دعاء_النبى_ﷺ
#زد_النبى_صلاة
ْ
🌧
✍ | استعبرت السماء ؛ من عجائب الدموع أنها تنزل تارة حزناً وتارة فرحاً وتارة حبّاً وتارة شوقاً ، وتارة تمتزج فتذرف حبّاً وحزناً ، وحباً وشوقاً ، لا أدري لعلها حوراء تبكي خليلها حباً وحزناً ، أو شهيد يبكي ﷲ حباً وشوقاً ، ما أطهر تلك العبرات التي صنعتها المعاني في مصنع النفس ثم أرسلتها نقية لم يخالطها كدْرة ، هذا الماء الطاهر أشبه شيء بماء زمزم ؛ وفيه من الشفاء ما في زمزم !
.
أبو الهيجاء
هَيهَاتَ بَعدَكِ أَن تَقَرَّ جَوَانِحِي
أَسَفًا لِبُعدِكِ أَو يَلِينَ مِهَادِي
وَلَهِي عَلَيكِ مُصاحِبٌ لِمَسِيرَتِي
وَالدَّمعُ فِيكِ مُلازِمٌ لِوِسَادِي
فَإِذَا انتَبَهتُ فَأَنتِ أَوَّلُ ذُكرَتِي
وَإِذَا أَوَيتُ فَأَنتِ آخِرُ زَادِي
أَمسَيتُ بَعدَكِ عِبرَةً لِذَوِي الأَسَى
فِي يَومِ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَحِدَادِ.
- البارودي
يقول شمس الدين التبريزي :
"إن المرء مع من لا يفهمه سجين"
ويقول الكاتب أحمد خالد توفيق :
"أعتقد أن شقاء الإنسان ينبع من مجالسته لمن لا يفهمه، بل ويسيء فهمه باستمرار ، إن شقاء الإنسان لا ينبع من كونه لا يجد صحبة بل من كونه لا يجد الصحبة ا
لمناسبة"
وما للمرء خيرٌ في حياةٍ
إِذا ما عُدّ من سقط المتاعِ
- قطري بن الفجاءة.
شجاعةٌ مزّقت أحلام ساستهم
وعلّمت مترفيهم كيف يصحونَ
- علي الجارم.
" أحببْتُكَ قبْلَ أن أخافَك..
وكلَّما سمعْتُ اسمَكَ صِرْتُ به أكثرَ ثَراءً..
يارب، كنْتَ معي في ظُلمةِ الرَّحمِ.. في طفولتي وأحلامي.. في تفاصيلي الصغيرة.. كنْتَ معي في الإخفاقِ والنّجاح.. في مُواجهة الحياة.. في الانطلاق والنّهاية.. أمامَ ألسِنَةٍ جارِحةٍ وخلفَ مخالِبِ الظلام..
يارب، وأنتَ الجميلُ الذي خلقْتَني جميلًا، وأردْتَ لي أن أكونَ كما خلقْتَني؛ أبقِني على فطرتكَ بعيدًا عن تشويه ذاتي.. يارب، وكُلُّ نَفَسٍ يُقرِّبُني إليك.. وكل صباحٍ أستفتِحُ فيه بذكرك؛ امنحني القُوَّةَ أنْ لا تتعثَّرَ خُطايَ في مسيري إليكَ..
يارب، أعطِني حُرِّيَّةً بقدْرِ عُبوديَّتي لكَ، ويقينًا بقدر أَمَلي فيك، واجعلْ ما بيني وبينَكَ مسافةَ حُبٍّ وقرِّبْها.. يارب، مَنحْتَني عينَيْنِ ولسانًا وشفتين.. اهدِني أنْ لا تنْشغِلَ هذه الجوارحُ بغيرِكَ عنك.. يارب، وأنْتَ الكبيرُ في عليائِكَ، وأنا الهَباءةُ في كونِكَ؛ فَكُنْ أنتَ الصَّاحب في سَفرِ الحياة. "
د. سلمان العودة..🤎))"
من قلقي،
يدرك الآخرون حجم غيابك
في ارتباكي ، ينتبهون إلى حضورك
وفي توهج عيني،
يعرفون اتجاهك.
أنا الفنار الذي يشير للمرسى
وهو غارقٌ/عالقٌ في وحدته.
-عبداللّه جعفر
هَيهَاتَ بَعدَكِ أَن تَقَرَّ جَوَانِحِي
أَسَفًا لِبُعدِكِ أَو يَلِينَ مِهَادِي
وَلَهِي عَلَيكِ مُصاحِبٌ لِمَسِيرَتِي
وَالدَّمعُ فِيكِ مُلازِمٌ لِوِسَادِي
فَإِذَا انتَبَهتُ فَأَنتِ أَوَّلُ ذُكرَتِي
وَإِذَا أَوَيتُ فَأَنتِ آخِرُ زَادِي
أَمسَيتُ بَعدَكِ عِبرَةً لِذَوِي الأَسَى
فِي يَومِ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَحِدَادِ.
- البارودي
- دِيوَانْ
قال أبو عمرو بن العلاء: لم تقل العرب بيتاً قط أصدق من بيت الحطيئة:
مَنْ يَفعِل الخيرَ لاَ يعدَمْ جَوَازِيَهُ
لا يَذْهَبُ العُرفُ بينَ اللهِ والنّاسِ
فقيل له فقول طرفة:
سَتُبدي لَك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً
ويأتيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تُزوِّدِ
فقال: من يأتيك بها ممّن زودت أكثر، وليس بيت مما قالته الشعراء إلا وفيه مطعن إلا قول الحطيئة: لا يذهبُ العرفُ بين اللهِ والناسِ.
سمع كعب الأحبار رجلاُ ينشد بيت الحطيئة السَّابق، فقال: والذي نفسي بيده إنّ هذا البيت لمكتوب في التوراة.
قال إسحاق قال العمري: والذي صحَّ عندنا في التوراة: لا يذهب العرف بين الله والعباد
أحقُّ الناس بالمشاركة في الأفراح هو ذلك الذي شاركَنا أحزاننا ووقف معنا في مصاعبنا..
قال دعبل الخزاعي:
"وإِنّ أولَى البرايَا أَن تُواسيَهُ
عندَ السرورِ: الذي واساكَ في الحزَنِ
إنَّ الكرامَ إذا ما أيسَروا ذكروا
منْ كانَ يألفهمْ في المنزلِ الخشنِ".
#مقتطفات
عِندَما يَبدَأُ في اللَيلِ،اِحتِفالُ الصوتِ و الضَوءِ
بِعَينَيكِ و تَمشي فَرِحَهْ كُلَّ المَآذِنْ
عِندَها،يَخطِفُني الوَجدُ اِلىٰ سَبعِ سَماواتْ
لَها سَبعَةُ اَبوابٍ،لَها سَبعَةُ حُراسٍ
بِها سَبعُ مَقاصيرَ،بَها سَبعُ وَصيفاتْ
يُقَدِمنَ شَراباً في كؤوسٍ قَمَريَةْ
و يُقَدِمنَ لِمَنْ ماتَ عَلَّى العِشقِ
مَفاتيحَ الحَياةِ السَرمَديَةْ
#نــــزار_الــقــبــانــــي
نزار قبّاني بعد استسلامه اعترف بحبه وقال :
عَمياءُ أنتِ ألم تَرَيْ قلبي تَجمَّعَ في عُيوني!؟
«تتجلّى عظمةُ الخيال، في كونه يستطيع صُنعَ بهجة؛ من يومٍ لم يأتِ بعد»
—علي عكور
يحكى أن رجلاً ارتكب جُرمًا، فحكم عليه القاضي أن يختار عقوبة من ثلاث عقوبات وهي:
- إما أن يأكل مئة بصلة
- أو أن يُجلد مئة جلدة
- أو أن يدفع مئة دينار؟!
فشاور الرجل زوجته!
فقالت له: البصل إبن عم العسل، يأكله كبار السِنّ، وإن أكثروا منه فلا بأس.
فاختار الرجل البصل، فما كاد يأكل البصلة الرابعة والستين حتى جحظت عيناه وأعلن عجزه عن المتابعة.
فقالت له زوجته: اسمع، ما دمت لا تستطيع فوجع ساعة ولا كل ساعة.
فوافق الرجل على جلده مئة جلدة، فجيئ بالجلاد وبدأ يعُدّ الجلدات وصار الرجل يلتوي، وما كاد يتلقى الجلدة الثانية والسبعين حتى ارتجفت ركبتاه وأصبح يصيح: كفى لم أعد أتحمَّل.
فلم يعد له خيار بعدها، فلملم ما بقي من كرامته وفتح محفظته ودفع المئة دينار.
ثم طلب مقابلة الوالي..
فلما وقف أمام الوالي قال له: يا سيدي، أوصيكم أن تكتبوا على قبري:
(من أطاع الإناث، دفع الجزاء مثنى وثلاث).
ْ
❁ | الشهداء وعجل بني إسرائيل !
✍ | الشهادة من أجلّ صور التوبة ؛ التوبة من الدنيا ، التوبة من وطن الغربة ، التوبة من الركون إلى القضبان ، التوبة من الإذعان للسجّان ، التوبة من العجل الذي له خوار ؛ عجل السامري ، عجل بني إسرائيل .
.
وكما أن توبة بني إسرائيل من عبادة العجل كانت بقتل أنفسهم ، فكذلك توبة الشهيد من رقّ الدنيا بقتل نفسه وله أن يختار بين أن يُزفّ كما تزّف العروس إلى الجنة ويزفّ - هو - أعداءه إلى الجحيم ، أو أن يغرر بنفسه فينغمس في عدوّه حاسراً .
فالدنيا بالنسبة لهذه الأمة ، هي عجل بني إسرائيل بالنسبة لليهود .
﴿ إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [ البقرة : ٥٤ ] .
.
فهل يجسر أحد على قتل نفسه توبة للّٰه وتسليماً لأمره وتصديقاً بموعوده :
﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾ [ النساء : ٦٦ ]
.
والشهيد يخرج من دياره بحثاً عن دار لها أوصاف خاصة ، دار بمثابة بوابة لهذا السجن العظيم الذي نقيم فيه ، وإن كنا نقيم في بطن عجل فهذه الدار فم ذلك العجل .
.
عرض ﷲ على عباده صفقة شراء ورقة العبور والجواز ، لكن من شرائط الصفقة أن يكون للعبد تسليماً كتسليم إبراهيم عندما ترك زوجه وابنه في واد غير ذي زرع وولّى دون أن ينطق كلمة ، وكتسليمه عندما أضجع ابنه ليذبحه ، فعل ذلك استجابة لأمر ﷲ دون أن يراجعه !
.
هذه التجارة ليست للكذبة ، أهل الدعاوى الفارغة الذين لا يجدون غير الزور ليشهد على صدق دعواهم ! ؛ إنما لمن أخلص وصدق وبلغ الأمر به أن يرى الغيب من خلف الحجب ، ولو شاء أن يصفه وصفه !
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [ الصف : ١٠ - ١٢ ]
.
ألِفَ أهل الدنيا وطنهم الجديد ، أما الشهيد فذو بأس شديد ورأي سديد وعزم حديد وإصرار عنيد ؛ لذلك لم يقر له قرار قبل أن يختار الفرار ، فباع الوطن والدار ، وتطهّر من الأدران والأوضار ، وودّع الصغار والكبار ، ولسان حاله :
.
أقدم ولا تقنع بعيش منغص
فما فاز باللذات من ليس يقدمُ
.
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها
ولمْ يَكُ فيها منزل لك يعلمُ
.
فحيّ على جنات عدن فإنها
منازلنا الأولى وفيها المخيّمُ
.
ولكننا سبي العدوّ فهل ترى
نعود إلى أوطاننا ونسلّمُ
.
وقد زعموا أن العدوّ إذا نأى
وشطّت به أوطانه فهو مغرمُ
.
وأيّ اغتراب فوق غربتنا التي
لها أضحت الأعداء فينا تحكّمُ
.
كيف لا يشمّر للبحث عن وطن أخرج منه ، وهو يعلم أنه إن رجع إليه وأقام فيه فلن يُخرج منه :
- عن كريب ، مولى ابن عباس ، قال : حدثني أسامة بن زيد ، قال : قال رسول الله ﷺ ذات يوم لأصحابه : « ألا مشمر للجنة ؟ فإن الجنة لا خطر لها ، هي ورب الكعبة نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وفاكهة كثيرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة في مقام أبدا ، في حبرة ونضرة ، في دار عالية سليمة بهية » قالوا : نحن المشمرون لها ، يا رسول الله قال : « قولوا إن شاء الله » " 📚[ رواه ابن ماجه ]
.
أبو الهيجاء
قناةٌ تستهدفُ الذوقَ الرفيعَ بقولٍ بديعٍ ، مما أنتجته قرائحُ التجربة
من حياة أولئك الفصحاء.💐
القناة : @Bdeea_Alkool