Telegram-канал bbbcgl - أحاديث اهل البيت ♥️: Неотсортированное

أحاديث اهل البيت ♥️

25 января 2021 09:45

وقفة عند معنى الحديث القُدسي:
(يا أحمد لولاكَ لَما خَلَقْتُ الأفلاك، و لَولا عليٌّ لَمَا خَلَقْتُكَ، و لَولا فاطمة لما خَلَقْتُكُما).
:
وَرَدَ عندنا في الرواياتِ الشريفةِ عن رسولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليه و آله" ينقلُ عن اللهِ تبارك و تعالى أنّهُ قال:
(يا أحمد لولاكَ لما خَلَقْتُ الأفلاك، و لولا عليٌّ لَمَا خَلَقْتُكَ، و لولا فاطمة لما خَلَقْتُكُما).
[📚مجمع النورين]

لأوّلِ وهلة.. عند قراءةِ هذ الحديثِ الشريف قد يَتصوّرُ البعضُ بأنَّ هذهِ الكلمات تُريدُ أن تقولَ بأنَّ فاطمةَ أفضلُ مِن النبيِّ ومِن أميرِ المؤمنين.. وبأنَّ عَليَّاً أفضلُ مِن رسولِ الله.. والحال أنَّ الحديثَ لا يَتضمَّنُ هذا المعنى، الذينَ فَهِموا هذا المعنى مِن الحديث هُم الذين يَتعاملونَ مع أحاديثِ العِترةِ الطاهرة بنفسِ مَنهجيّةِ المُخالفينَ لأهلِ البيت.. فالشافعي - الذي هو رمزٌ مِن رموز المُخالفين - يتعامل مع الأحاديث على أنّها وحدات معزولة، يعني يأخذ كُلّ حديث بشكلٍ معزولٍ عن غيرهِ مِن الأحاديث، ويُفْهَمُهُ في حُدودِ ألفاظِهِ فقط.. وللأسفِ الشديد فإنَّ الكثيرَ مِن الفقهاء في واقعِنا الشيعي يسيرونَ على نفس هذا المنهج في فَهْمِ الروايات.. وهُو منهجٌ مُخالفٌ لِقواعدِ الفَهْم والتعامل مع الروايات عند العترةِ الطاهرة والتي بيّنها أهلُ البيتِ في أحاديثهم الشريفة.
فإنَّ أحاديثَ أهلِ البيتِ لها مطالعٌ ولها مَجاري، وفيها المُحْكَمُ والمُتشابهُ وسائرُ التفاصيل.
فهذا الحديثُ الذي بين أيدينا لَيستْ فيهِ هذهِ الدلالة : بأنَّ الزهراءَ أفضلُ مِن رسولِ اللهِ وأفضلُ مِن سيّد الأوصياء كما يتصوّرُ البعض..
هذا الحديثُ يُريدُ أن يُشيرَ إلى عُلُوِّ هذهِ المقامات.. (إلى علوِّ المقامِ المُحمّدي، وإلى علوِّ المقام العلوي، وإلى علوِّ المقامِ الفاطمي).
هذا الحديثُ (أعني حديثَ الأفلاك) لَحْنُهُ هُو نفسُ الّلحنِ الموجودِ في الكتاب الكريم في الآية 67 بعد البسملة مِن سورة المائدة وهي آيةُ بيعةُ الغدير: {يا أيُّها الرسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إليكَ مِن رَبِّكَ وإنْ لم تَفْعَل فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه}
الآيةُ واضحةُ الدلالة في أنَّ الرسالةَ المُحمّديّة بكُلِّ تفاصيلِها (بتوحيدها، بنُبوَّتِها، بقُرآنِها، بعقائِدِها، بأحكامِها، بكُلِّ تفاصيلِها..) لا تُساوي شيئاً مِن دُونِ ولايةِ عليٍّ "صلواتُ اللهِ عليه".. لأنَّ الآيةَ جعلتْ الرسالةَ المُحمّديّةَ بكُلِّ تفاصيلها في جِهةٍ، وجَعَلتْ في الجهةِ الأُخرى بيعةَ الغديرِ الَّتي هي عُنوانٌ لوَلايةِ عليٍّ صلواتُ اللهِ عليه.. وقالتْ: {وإنْ لم تَفْعَل فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه}
يعني أنَّ الرسالةَ المُحمّديّة بكُلِّ ما فيها لا تُساوي شيئاً إذا لم يُبلّغْ رَسولُ اللهِ ولايةَ عليٍّ للناس.. فهل هذا المضمونُ يعني أنَّ عليَّاً أفضلُ مِن رسولِ الله؟
هل يَعني أن تَبليغَ عليٍّ للرسالةِ هو أفضلُ مِن تبليغِ رسولِ اللهِ للرسالة؟
الجواب: قطْعاً لا.. وإنّما هذا الّلون مِن الصياغة وهذا الّلحنُ مِن الحديث يُشيرُ إلى أهميّةِ الموضوع، إلى أهميّةِ الولايةِ الإمامة.. فهذا أسلوبٌ في التعبيرِ وفي الإشارةِ إلى علوِّ المَرتبة.. كهذا المضمون الذي وَرَدَ في بعض الأحاديث القدسيّة، والتي نُقلتْ في بعضِ كُتُب المُخالفين حينَ يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: (لأُدخِلنَّ الجنَّةَ مَن أطاعَ عليّاً وإنْ عصاني، ولأُدخِلَنَّ النارَ مَن عصاهُ وإنْ أطاعني).
فهل هذا يعني أنَّ طاعةَ اللهِ مُنفكَّةٌ عن طاعةِ عليٍّ.. وأنَّ مَعصيةَ اللهِ مُنفكّة عن مَعصيةِ عليٍّ؟
وهل يعني أنَّ طاعةَ عليٍّ أفضلُ مِن طاعةِ الله؟
قطعاً القضيّةُ ليستْ هكذا.. فطاعةُ عليٍّ هي بعينها طاعةُ اللهِ عزَّ وجلَّ.. طاعةُ أهلِ البيتِ جَميعاً هي بعينِها طاعةُ اللهِ تعالى.. كما نقرأ في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة: (مَنْ أطاعكُم فقدْ أطاعَ الله ومنْ عصاكُمْ فقدْ عصى الله..).
وإنّما الحديث يُريد أن يُشير إلى هذهِ الحيثيّة: إلى مَنزلةِ سيّدِ الأوصياء، وأنّهُ أصْلُ الأصولِ في دِيننا.

فهذا الّلون مِن التعبير الوارد في حديثِ الأفلاك (لولاكَ ما خلقتُ الأفلاك..) لا يُفْهَمُُ بأسلوبِ البدو في فَهْمِ الأحاديثِ اعتماداً على الألفاظِ والظُهور العُرفي.. وإنّما يُفْهَمُ بمَنهجيّة لَحنِ القول.. كما يَقولُ إمامُنا الصادقُ "صلواتُ اللهِ عليه" (إنّا واللهِ لا نُعَدُّ الرجلَ مِن شِيعتنا فَقيهاً حتّى يُلْحَنَ لهُ - في القولِ - فيعرِفَ الّلحن).
فهذا الّلحنُ الواردُ في حديثِ الأفلاك هُو نفسُ الّلحنِ الموجودِ في آيةِ الإكمال (آيةِ بيعةِ الغدير): {اليَوم أَكْمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتْمَمتُ عَلَيكُم نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُم الإِسْلاَمَ دِينَا}