az_m_2005 | Unsorted

Telegram-канал az_m_2005 - رواياتي🧸🎻

448

أنا شغوفة بالقصص والروايات.أكتب لأعبر عن قضايا الحياة بمزيج من الواقع والخيال، وأؤمن أن الكلمة الصادقة تلامس القلوب دائمًا. تابعوني لتعيشوا معي أروع الحڪايات🦋🌧🫧 #الڪاتـبــــةه : 𝓐𝔃𝓪𝓵 𝓶𝓸𝓱𝓪𝓶𝓶𝓮𝒹 #تـم انشـاء القنـاة 5 / 7 / 2024 ( 5 يوليو )🇾🇪

Subscribe to a channel

رواياتي🧸🎻

_

البارت العشرين





كان جالس على مكتبه، بس عقله ما هو معه أبد. الأوراق قدامه، واللابتوب شغال، بس نظره سرحان وذهنه مكان ثاني تماماً...
كيان (يكلم نفسه وهو يضغط بأصابعه على الطاولة):
"نيهال؟ معقوله؟ انخطبت؟!"
دف الكرسي بقوة ووقف فجأة، مدّ يده وخذى مفاتيح سيارته وطلع من المكتب بدون ما ينطق بكلمة. الموظفين طالعوه باستغراب، بس محد قدر يسأله.
ركب سيارته، فتح الشبابيك، يحاول يهدّي نفسه، بس الصمت كان يخنقه. قلبه يعوره من جوّاه، بس وجهه جامد، ما يبين عليه شي.
وصل البيت، دخل وسكّر الباب وراه بهدوء. رمى نفسه على الكنبة، ساند راسه على ظهرها، وغمّض عيونه.
كيان (بصوت خافت):
"أنا اللي دايم أقول الحب ضعف… وشلون صارت هي نقطة ضعفي؟"
تنهد تنهيدة طويلة، وصدره يعصره...
كيان (بحزن مكبوت):"ضيّعت الفرصة بيدي… وخليتها تروح."
جلس ساكت، ما حد يدري وش فيه. شكله عادي، بس داخله نار.
فجأة، جواله يرن. طالع الاسم، مافيه اسم... بس الرقم غريب.
ردّ بصوت تعبان:"ألو؟"
أمه (بصوت ناعم):"كيان؟"
كيان (ينبرم حواجبه):"الصوت… مو غريب… من؟"
أمه:"معقوله؟ نسيت صوت أمك؟"
كيان (بصدمة وعصبيه):"وشلون عندك وجه تتصلين بعد هالسنين؟!"
أمه (تحاول تضحك بخفة):"يا وليدي… كيفك؟ لي فترة أحاول أتواصل، ليه ما ترد؟"
كيان (صوته يرتجف من كثر الغضب):"وش تبين؟"
أمه (بهدوء تحاول تلطف):"بس أبي أسمع صوتك… تسأل عني؟"
كيان (ينفجر بصوت مبحوح ومكسور):"أسأل عنك؟ بعد اللي سويتيه بأبوي؟ بعد ما خنتيه ومات من قهرك؟! تبيني أفتح لك قلبي؟"
حاولت تتكلم، بس هو قطعها بصراخ:"اسكتي! لا تتصلين علي مره ثانيه! لا تجين فجأه وكأنك أم حنونه… انقطعي من حياتي!"
سكر الخط بوجهها، ورمى الجوال، وطيح على الأرض.
دموعه نزلت بدون صوت، أول مره يبكي من سنين. بكاء مكبوت، وجع قلب ما له صوت.
 (يحاول يلم نفسه) "الحمدلله إنها نيهال انخطبت… لو تعلّقت فيها، لو حبيتها… وطلعت مثل أمي؟"
مسح دموعه، وهمس بصوت مهزوز: "أنا ما أبي أحب… ما أبي أضعف… ما أبي أحد يذلني باسم الحب."
سند راسه على الجدار، وسكت… كتم كل شي بداخله، من جديد.





في بيت أبو فهد، بعد ما رجعوا من بيت نيهال، الكل جالس في المجلس، وعيونهم فرحانة، إلا فهد اللي كان ساكت وما نطق بكلمة.
أم فهد (وهي تبتسم): "والله يا أبو فهد، البنت عاجبتني، مؤدبة وراسية، الله يتمم لنا بخير."
أبو فهد nods برضاه: "إي والله، باين عليها بيت ناس ."
سحاب: "شكلها هادية حيل، عكس فهد اللي دايم يتهرب من السوالف!"
فهد ساكت، جالس على طرف الكنبة، عيونه بالأرض، وأفكاره مشغولة.
أم فهد تطالع متعب وتقول: "بس تدري يا متعب؟ شفت وحده هناك شدتني، صاحبة نيهال… وش اسمها؟ لميس؟"
متعب (يضحك): "وش فيها؟"
أم فهد: "بنت مرتبة وعندها أسلوب، شكلها ذكية ومثقفة، حسيت إنها تصلح لك…"
متعب (يناظر أمه باستغراب): "هااااه؟ ناوية تخطبين اثنين بيوم واحد؟"
أم فهد تضحك: "لا يا وليدي، بس أقول يمكن لها نصيب مع أحد من عيالنا، الله يكتب لها اللي فيه الخير."
فهد يرفع عينه بشويّة تردد، بس ما يتكلم. ساكت، وقلبه مو مرتاح أبد.
أبو فهد يلاحظ سكوت ولده: "وش فيك ساكت يا فهد؟ مو عاجبتك نيهال؟"
فهد يهز راسه بهدوء: "لا... ما قلت شي."
أم فهد (بنظرة حنونة): "إذا في شي بقلبك قله يا يمّه، ما نبغى نضغط عليك بشي مو مقتنع فيه."
فهد (بصوت واطي): "خلوني أفكر شوي، ما أبغى أظلم أحد ولا أظلم نفسي."

بعد ما رجعوا من حفلة الخطوبة،
كانت لميس جالسة على طرف السرير، ساكته وتلعب بخصلات شعرها، وجهها باين عليه شرود. دخلت شوق وهي ماسكة علبة مكياج، وجلست على الكرسي اللي قدامها.
شوق (بضحكة خفيفة):
"هاه، وش فيك ساكته؟ مو كانت حفلة خطوبة نيهال تجنن؟"
لميس (بصوت هادي وعينها بالأرض):
"شوق… تدرين منهو فهد؟ خطيب نيهال؟"
شوق (مستغربة):
"إي شفته اليوم… وش فيه؟"
لميس (تتنهد):
"هو نفسه اللي شفته بعرس إيلول… الشخص اللي قلبي تعلق فيه من غير سبب… عيونه للحين ما راحت من بالي."
شوق (بصدمة):
"وش تقصدين؟! فهد؟!"
لميس (تهز راسها):
"إي والله، هو… قلبي عرفه أول ما دخل، حتى قبل ما يقولون اسمه… بس وش أقدر أقول؟ خلاص خطب نيهال."
شوق (تتنهد وتحاول تهديها):
"لموس، اسمعيني… دام فهد اختار نيهال وخطبها، يعني ما كان يفكر فيك، ولو كان حاس بشي، كان بان عليه، بس هو راح لغيرك."
لميس (بصوت مكسور):
"أدري… بس قلبي مو قادر يقتنع."
شوق (بواقعية):
"العيون أحيان تخدع، ويمكن إحساسك مو بمحله… لا تخلين وهم يكسرك. اللي يحبك بيجيك، ما يروح لغيرك."
لميس (وعيونها تدمع):
"بس الوجع، شوق… ما توقعت اللي حلمت فيه يطلع لغيري، وأقربهم بعد."
شوق (تحضنها وتهمس):
"لا تبكين، لميس. ربي كاتب لك الأحسن، وإذا فهد مو نصيبك، صدقيني فيه أحد يستاهلك وينتظرك."
لميس (بصوت خافت):
"يارب… عط قلبي راحته."
شوق (وهي تمسح دمعتها):
"آمين، ودامي معك، لا تشيلين هم، أنا دايم سندك."


_

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

جلس فهد قدامها، يحاول يبدأ بأي موضوع، لكن عقله مشتت، وكلامه يضيع. كل مرة حاول يتكلم، يرجع يسكت.
فهد (يحاول يتكلم): نيهال... بصراحة...
نيهال (تناظره وتنتظر يكمل): نعم؟
فهد (ينزل نظره شوي): ما أعرف أتكلم كثير بهاللحظة، بس... في أشياء ودي أقولها لك.
نيهال: تفضل...
فهد (بصوت هادي): بس مو الحين... مو المكان ولا الوقت مناسب. ممكن... ممكن تعطيني رقمك؟ أكلمك بكرة ونتفاهم براحتنا؟
نيهال (بدهشة خفيفة): طيب... إذا في شي ضروري، ما عندي مانع.
كتبت له الرقم بخجل، ومد يده وأخذه منها وهو يقول بصوت واطي:
فهد: بكرة نلتقي ونتكلم براحتنا، أوعدك ما أطوّل.
نيهال (بابتسامة هادية): إن شاء الله.
فهد قام من مكانه وهو يحس بثقل في صدره… والهمسات تتداخل في عقلة، ما يقدر يخدع أحد، ولا يقدر ينكر شعوره، ودة ينسى ، ودة يبدأ بداية جديدة لكن قلبة مازال مشغولآ …


_

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

#تكملة
رواية / ليـس كـل مـن أحـب خـان 🫀🫂

البارت الثامن عشر

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

#يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

_

البارت السابع عشر




جالس بمكتبه، يتصفح بعض الأوراق، وملامحه شارده كأن فكره بمكان ثاني. دخل عليه علي وهو يضحك:
علي (وهو يبتسم بمكر): أهاااا... سمعت آخر خبر؟
كيان (رفع راسه بهدوء): وشو؟
علي: نيهال... انخطبت!
كيان (حاول يخفي توتره): صدق؟
علي: والله ترا اليوم النظرة الشرعية... شكل الزواج قريب.
كيان (بصوت هادي): الله يوفقها.
علي (ناظره وهو يتصنع إنه طبيعي): ويوفق الجميع... أستأذنك، عندي شغل.
وطلع علي، لكن نظراته كانت تراقب كيان قبل لا يسكر الباب، وكأنه ينتظر أي ردة فعل.
كيان ظل مكانه ساكت، مسك القلم بيده، وضغط عليه بدون ما يحس، وعيونه صارت فاضية، نظراته ضايعة.
(بهمس لنفسه): ما كنت أتوقعها... أول مرة أميل لبنت، أول مرة قلبي يتحرك لأحد... وتكون هي... نيهال.
تنهد تنهيدة طويلة، وسحب نفس عميق، رمى القلم على المكتب، وقام واقف واتجه للنافذة، يطالع برا بدون تركيز.
 (يحاول يقنع نفسه): عادي... وش يعني؟ مو أول بنت تنخطب، ولا آخر. بس ليه حاس بشي مخنوق صدري؟
سكت لحظة، بعدين ابتسم لنفسه ابتسامة باهتة، كأنه يحاول يخفف عن نفسه:
كيان: شكلي كنت أتوهم... أو يمكن جيت متأخر.
رجع لمكتبه، جلس وكمل شغله، بس فكره بعيد... بعيد عند نيهال.
(الرجّال واضح إنه طاح وراحت عليه، بس الظاهر إنه مو معترف)
بعد كم دقيقة، رجع علي على مكتب كيان، وسوى نفسه ناسي شي:
علي (وهو يدخل بسرعة): أوه نسيت جوالي هنا...
(يطالع كيان بنص عين، ولاحظ وجهه متغير)
علي (بتصنّع الفضول): على فكرة، ما قلت لي... ما كنت تدري إن نيهال كانت بتخطب قريب؟
كيان (يحاول يتهرب): لا والله، أول مرة أسمع.
علي (جلس على طرف المكتب): غريبة، توقعت إنك مهتم فيها شوي.
كيان (برود مصطنع): عادي... البنت محترمة، بس ما بيني وبينها شي.
علي (نغز بصوت خفيف): ما بينك وبينها شي، بس شكلك ما تقبلت الخبر بسهولة... ولا أنا غلطان؟
كيان (شد على القلم بيده): علي، لا تكبر الموضوع. كل اللي فيني تعب شغل، لا أكثر ولا أقل.
علي (ابتسم وهو يقوم): تمام... بس ترى أحياناً الواحد ما يحس إلا إذا راحت من يده.
(وقف عند الباب، والتفت له):
علي: بس بيني وبينك... إذا تحبها، لا تسكت. في أشياء ما تتعوض.
وطلع، وخلّى كيان وسط صمته، وعقله يدور ألف فكرة وفكرة.
كيان (بهمس): بس هي راحت... خلاص.




بالليل، وصلوا أهل فهد، وكانوا جالسين في مجلس الرجال مع أبو نيهال وأخوها. نيهال كانت بغرفتها، تجهز نفسها قدام المراية، تلف حول نفسها وتعدل طرحتها، وبين عليها التوتر. فجأة، دخلت أم محمد بعد ما طرقت الباب بخفة.
أم محمد (بصوت هادي): يمّه نيهال، خلصتي؟
نيهال (تلتفت لها بسرعة): باقي شوي يمه... هم وصلوا؟
أم محمد (تبتسم): إي والله، فهد وأهله وصلوا، جالسين مع أبوك وأخوك بالمجلس.
نيهال (بقلق): طيب... وإيلول؟ ما جت؟
أم محمد (بحنان): لا يمه، تقول مره تعبانة، الحمل مضايقها اليوم، وتعتذر منك.
نيهال (تهز راسها بتفهم): الله يعينها... أهم شي صحتها.
أم محمد (تطالعها من فوق لتحت): ما شاء الله تبارك الرحمن... طالعة قمر، يا نيهال.
نيهال (تبتسم بخجل): الله يسعدك يا يمه.
أم محمد (تتنهد): يلا يا قلبي، خلّي نفسك هادية، فهد بيشوفك الحين.
نيهال (بتوتر): يمه، ما قلتي لهي إنهم شافوني بعرس إيلول؟ ليه النظرة الحين؟
أم محمد (بهدوء): يمّه، النظرة الشرعية شي ثاني، فيها نية زواج. لازم يشوفك رسمي، ويقتنع من قلبه.
نيهال (تتنفس بعمق): إن شاء الله... الله يكتب اللي فيه الخير.
أم محمد: آمين يا رب... توكلي على الله وابتسمي، وكل شي بيعدي على خير.





سحاب تأخّرت وما جت مع أهلها، دخلت بيت نيهال وهي مبتسمة ومتحمسة، تمشي بخفة وتطالع تفاصيل المكان بهدوء. بدر – ولد عمها – كان واقف عند الباب ينتظرها، وسأل عنها قبل شوي وقالوا بتتأخر، فـ اعتبرها فرصة يشوفها. من أول ما دخلت، وعيونه عليها.
بدر (بنبرة فيها مزح): وأخيراً نوّرتي! حسبتك غيرتي رايك وقلتي ما تبين تجين.
سحاب (ترفع حواجبها بخفة): وش رأيك؟ أرجع من الحين ولا بعد شوي؟
بدر (يضحك): لااااا، كذا تكسرين فرحة العروس!
سحاب (ببرود ساخر): ما شاء الله، خفيف دم فجأة!
بدر (يقرب منها شوي): إيه مع الزين يلين المزاج...
سحاب (تطالع فيه): هاااه؟ وش قلت؟
بدر (يمشي بسرعه يغير السالفة): أقولك، أمي جوّا، تقول تعالي سلّمي عليها قبل الزحمة.
سحاب (وهي تمشي قدامه): إي بس لا تمشي وراي، مالي خلق أسمع تعليقاتك.
بدر (بضحكة ناعمة): أنا؟ تعليقات؟ يا بنت الحلال أنا محترم!
سحاب (بهمس وهي تلتفت عليه): محترم بالكلام، بس عيونك تفضحك.
بدر يضحك وهو يحك راسه، ويعدّل وقفته، بعدين يمشي قدامها ويقول:
بدر: خلاص خلاص، دخلي قبلي، لا تفشلينا قدام الناس.
سحاب دخلت وهي تحاول تخفي ابتسامتها، بس قلبها يدق بسرعة... ما كانت تدري إذا بدر يمزح ولا فعلاً يرمي كلامه من قلبه.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

_

البارت السادس عشر 




طلال (بعصبية): لا يعني لا! وش فيك ما تفهمين؟
إيلول (بحزن): حبيبي، ما يصير! خطوبة أختي، ما تقدر تمنعني!
طلال: أختك بتنخطب، مو بتتزوج! وبعدين مو طيارة، تقدرين تروحين لها مره ثانية.
إيلول: وش بيقولون الناس عني؟ أنا أختها، وما جيت!
طلال: انتي في بيت زوجك، يقولون اللي يقولونه، ما يهمني كلام الناس.
إيلول: بلييييز، خليني أروح!
طلال (بحزم): قلت لك لا.
إيلول: طيب ليييييش؟
طلال: وش قالت لك الدكتورة؟ الحمل في خطر، والسيارة تتعبك، يعني مافيه طلعه من البيت.
إيلول: الين متى يعني؟!
طلال (يضحك): الين تولدين بالسلامة، وتجيبين لنا بنوته تشبهك، حلوة وعسل.
إيلول (بصدمة): منجدك؟ ٩ شهور حبس؟ لا والله ما حزرت! خلاص، قررت، ما أبغى أولد!
طلال (يضحك بقوة): هههههههههههه
إيلول (بعصبية): وووش فيك تضحك؟
طلال: بطلتي تولدين؟ يا قلبي انتي! تراني ما ألعب! خلاص، انتي حامل يعني تولدين، ما في مفر!
ويغمز بعينه: أظن المهمة تمت بنجاح!
إيلول تنزل دموعها من العصبية والإحراج، وتلتفت عنه وهي ساكته..                                             طلال يشوف دموعها تنزل، ويوقف ضحكته على طول، يحس بالذنب ويقرب منها بهدوء.
طلال (بنبرة ناعمة): يلاااا، لا تبكين... والله ما قصدت أزعلك.
إيلول تمسح دموعها بعصبية: كل شي عندك مزح وضحك! أنا تعبانة، ومحبوسة، وأختي بتنخطب، وانحرجت من كل شي!
طلال يجلس جنبها ويحاول يمسك يدها: اسمعيني بس... أنا أكثر واحد فاهم تعبك، وقلبي عليك، بس والله ما أبي يصير لك شي، ولا للي بطنك.
إيلول تبعد يدها: بس تحس إنك تقرر عني بكل شي، حتى أبسط الأشياء!
طلال: ما أقرر عنك... أنا أحرص عليك، وهذا فرق كبير. تخيلي بس لو صار لك شي... تتوقعين أقدر أعيش مرتاح؟
إيلول تطالع فيه، ونبرة صوتها تلين شوي: يعني خلاص؟ ما تخليني أروح؟
طلال: تعالي نحلها بطريقة ترضيك... وش رايك نسوي اتصال فيديو؟ تحضرين الخطوبة وانتي ببيتك، وتكلمين أختك، وتشوفين كل شي... وإذا فيه أي شيء ثاني تبينه، ألبّيه لك.
إيلول تتنهد: والله؟
طلال (يبتسم): والله العظيم، ولا يهمك. بس أهم شي عندي سلامتك.
إيلول بهدوء: طيب... بس أبي تكلم أمي وتشرح لها، عشان ما تزعل.
طلال: ولا يهمك، أنا بكلمها الحين... بس بشرط!
إيلول تطالعه بريبة: شرط؟ وشو؟
طلال يغمز: تضحكين، وتنسي الزعل.
إيلول تبتسم غصب عنها: طيب... بس لأنك غمزت.. طلال يمسك جواله ويتنهد، بعدها يتصل على أم محمد... تنتظر شوي ويرد الصوت من الجهة الثانية..    
                   
أم محمد (بنبرة حنونة): هلا وغلا يا طلال، بشر وش علومكم؟.   
طلال (بابتسامة خفيفة): يا هلا فيك يمه أم محمد، والله كلنا بخير، كيف حالك انتي؟.  
أم محمد: بخير يا ولدي، الله يسعدك... شوقي لإيلول ذابحني، ما عاد شفتها من بعد الحمل..     
طلال: أدري والله، وهي بعد تشتاق لكم... وعلشان كذا اتصلت.
أم محمد (بانتباه): خير إن شاء الله.   
طلال: حبيت أعتذر منك يمه، لأن إيلول ما تقدر تحضر خطوبة أختها، الدكتور قال لها لازم ترتاح، والحمل شوي فيه خطورة..     
أم محمد (بتفاهم): الله يقومها بالسلامة يا رب، أهم شي صحتها وسلامة الجنين، الباقي كله يتعوض.                          
طلال: الله يطول عمرك، وهي زعلانه شوي إنها ما تقدر تجي، قلت أكلمك بنفسي وأشرح لك الوضع..
أم محمد (بحنية): لا تشيل هم يا ولدي، إيلول بنتنا، ونعرف معدنها، وإذا تبغى تشوف الخطوبة بالفيديو ولا تبغى تسوي أي شي يريحها، إحنا جاهزين..                                    
طلال: والله إنك كفو يا أم محمد، وبيض الله وجهك..           
أم محمد: وجهك أبيض يا طلال، بس سلملي عليها، وقول لها ترفع معنوياتها، لا تزعل نفسها، صحتها أولى من أي مناسبة..   
طلال: أبشري، ما يصير خاطرك إلا طيب..    
ينهي الاتصال، ويرجع لإيلول اللي كانت تسمع من بعيد وتلمع عيونها..
إيلول (بصوت هادي): وش قالت.         
طلال (يبتسم ويقرب منها): تقول أهم شي صحتك، وتحبك كثير، وإنها بتخليكي تشوفين كل شي بالفيديو... وتمدح فيك بعد.. 
إيلول (بابتسامة باهته): والله إنها حنونة…
طلال: وأنتي بعد تستاهلين الحنية.





في غرفة نيهال، كانت جالسة على سجادتها، توها مخلصة صلاة الاستخارة، ومسكت جوالها تكلم شوق ولميس عن موضوع خطوبتها، وبعد ما خلصت المكالمة، دخلت أمها بعد ما طرقت الباب.   أم محمد: صليتي الاستخارة يا يمه؟ 
نيهال: إي الحمد لله.                                       
أم محمد: يا بنتي القرار قرارك، لا تحسين إنك مجبورة توافقين.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

_

البارت الخامس عشر 




على سريره، يحاول ينام... لكن النوم مو راضي يجيه.
أفكاره تاخذه وتجيبه، مو قادر يتقبل الواقع. قلبه وفكره معلقين ببنت ما يعرف عنها شي، مجهولة، بس أسرته بالكامل.
وفجأة، دخل عليه متعب... وفهد بسرعة غطى وجهه بالبطانية، ما له نفس يكلم أحد..
متعب: فهد؟
(ما فيه رد)
متعب: فهد... فهد، ابعد البطانية، أنا عارف إنك صاحي.
فهد من تحت البطانية: متعب، الله يخليك، ما لي نفس أكلم أحد... أطلع، أبغى أنام.
متعب: لا تسوي في نفسك كذا.
فهد، بنبرة زعل: أحبهااااااااا... أحبها يا متعب، افهمني! خلاص، أنا تعلّقت فيها.
متعب بعصبية: كيف تعلّقت فيها وانت شفتها مرة وحدة؟ حتى اسمها ما تعرفه! كثير جوا العرس، وبعدين؟
فهد بدموع: انت مو حاسّ فيني... نيهال، ما أبغى أظلمها. قلبي مو قادر يتقبلها.
قرب متعب منه وحضنه… 
متعب: أنا حاسّ فيك، يا روح أخوك، بس ما أبغى أوهمك بشي مستحيل... وتندم في الأخير. توكل على الله ووافق على البنت، يمكن يكون فيها خير لك.
وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم...
فهد دموعه نزلت بغزارة، منظر ما شافه متعب من أخوه بحياته. حب مجهول قدر يهزّه لهالدرجة.
اقترب منه متعب وحاول يهدّيه...
متعب: خلاص، لا تبكي... عندي فكرة، وإن شاء الله تنجح.
فهد: وش هي؟
متعب: شوف، الفكرة مضمونة إذا مشيت بالطريقة الصح.
فهد بحماس: احكي! وش هي؟
متعب: أمي كلّمت أم محمد وقالت لها إننا طلبنا يد بنتهم... يعني رسميًا إحنا بخطبة، ما يصير ننسحب، بيكون فيها إحراج كبير لعيلتنا.
فهد مصدوم: أوافق؟
متعب يضحك: إي أوافق! بس نطلب "نظرة شرعية" قبل العرس، وتروح تشوفها وتكلمها بصدق، وتشوف قلبك وين يوديك.
فهد بزعل: تتوقع البنت ما تنجرح؟
متعب: أكيد تنجرح... بس تنجرح اليوم، أحسن من تنجرح أكثر بعدين.. 
فهد، وكأن الحياة رجعت له من جديد: طيب، موافق.
متعب يضحك: يعني موافق على نيهال؟
فهد: إي موافق..
فجأة دخلت أمهم وهي تزغرد بعدما سمعت آخر كلمة…    
 فهد ومتعب (يضحكون): هههههههههههههههههه
الأم: الله يتمم عليكم يا عيالي! يا فرحتي فيكم!
فهد يطالعها: يمه وش دراك؟
الأم وهي مبسوطة: من زغرطتي؟! من صوتك وانت تقول "موافق"! الدنيا كلها سمعتك!
متعب يضحك: قلت لك صوتك يجيب العيد، الحين لازم تصير رجال وتكمل.
فهد بابتسامة: إن شاء الله... دامها فيها نظره شرعيه، أبي أشوف وش في قلبي.
الأم تقترب وتجلس معهم على طرف السرير:
الأم: الله يوفقك يا يمه، نيهال بنت طيّبة، ومتربية، وأنا متأكدة إنك بتتعلق فيها يوم تشوفها وتعرفها.
فهد: يمه... أنا ما أبغى أظلمها، والله مو بيدي، بس قلبي معلق ببنت ما أعرف عنها شي، بس طيفها ما يفارقني.
الأم تحط يدها على راسه بحنية: يمكن يا ولدي هالشي وسوسة من الشيطان... أو يمكن إعجاب عابر. مو كل شي نحس فيه نصدّقه. الله يكتب لك اللي فيه الخير.
متعب يقاطعه بنبرة واقعية:
متعب: بكرا لما تشوف نيهال وتتكلم معها، يمكن تنبسط، ويمكن تحس إنك ارتحت، وذاك الوقت نعرف وش نسوي.
فهد بتنهد: إن شاء الله يا رب...
الأم تقوم وهي تضحك:
الأم: يالله قوموا، ترى لازم نجهز للزياره الجاية، أم محمد بتجي بكره العصر..
متعب: يعني ما عاد في مجال تراجع، يا فهد.
فهد بابتسامة نصها خوف ونصها رضا: خلاص... توكلت على الله.



لميس بصدمة: وبعدين؟!
شوق بخجل: وبعدين وش تبيني أقولك؟ شافني وخلاص...
لميس: وانتي بدون عباية؟!
شوق بهدوء: إي...
لميس: طيب وبعدين؟ وش صار بعد؟
شوق: تتخيلين نظراته؟ ما شال عيونه عني لين دخلت من الباب، كان يراقبني بكل لحظة...
لميس تسوي نفسها زعلانه: وما قلتي لي عن هالشي؟ ليه تخبّين؟
شوق: يا مجنونة وش أقول؟! ترى موقف وعدّى، خلاص.
لميس: تحبينه؟
شوق: كيف أحبه وأنا شفته مرّة وحدة؟! وحتى وقتها، كنت منزلة راسي وما شفت شي.
لميس: الله على الحركات... تقولين بمسلسل هندي!
شوق تضحك: ههههههههههههه
لميس تضحك معها: طيب قولي لي، كيف شكله؟ حلو؟ طويل ولا قصير؟ أسمر ولا أشقر؟ عنده عضلات؟
شوق بطفش: أووووووف منك! وش عرفني يا المجنونة؟
لميس: من حقي أعرف حبيب أختي!
شوق بعصبية: حبيب مين؟! آآآآه..                            شوق رجعت للخلف وجلست على طرف السرير، تحاول تهرب من نظرات لميس اللي ما كانت ناوية تسكت.
لميس بفضول زايد: يعني للحين ما قلتي لي... حلو ولا؟
شوق تنهدت وهي تمسك المخدة: مدري يا بنت الحلال، كنت منزله راسي، ما ركزت فيه!

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

البارت الرابع عشر 




في مكان ثاني:

شهد: "كيف ماما؟"
شذى: "بخير، تسلم عليكِ."
شهد: "لسه مو راضية ترجع البيت؟"
شذى: "لا، خلاص استقرت عند إيلول وكيان."
شهد: "وأنتِ؟ إيش أخبارك مع كيان؟"
شذى (بتنهيدة): "تخيلي، بعد كل هذا، لسه ما يعطيني وجه!"
شهد: "مدري وش عاجبك فيه؟ أنا بصراحة ما أرتاح له أبد."
شذى: "يكفي إني أنا أحبه وأرتاح له، وهذا أهم شيء. بس أحتاجك تعطيني نصايح، كيف ألفت انتباهه أكثر؟"
شهد، بحكم خبرتها في العلاقات بعد الزواج، قررت تساعد شذى، وبدأت تعطيها نصايح تخلي كيان يلتفت لها بطريقة غير مباشرة.
شهد: "أول شيء، اهتمي بلبسك، خلي مظهرك أنيق وملفت بأي مناسبة. وثاني شيء، استغلي الفرص اللي تخليك قريبة منه، بس لا تبينين إنك مهتمة فيه بشكل مباشر، خليك ذكية."
شذى كانت تسمع بحماس، تخطط لكل خطوة بعناية، متأملة أن خطتها تنجح وتقدر أخيراً تجذب انتباه كيان.


قدام الشركة
المطر نزل فجأة، ونيهال واقفة عند باب  تنتظر يخف عشان تقدر تروح للبيت. كانت تمسك جوالها تحاول تطلب سيارة، بس الشبكة ضعيفة بسبب المطر.
كيان طلع من مكتبه وشافها واقفة هناك. حاولت تداري ارتباكها لما لاحظت نظراته تتجه لها. قرر يتقدم وسألها بجديّة:
كيان: "ليش واقفة كذا؟ ما طلبتِ سيارة؟"
نيهال (بصوت متردد وهي تشيح بنظرها عنه): "الشبكة ضعيفة، وما قدرت أطلب. بس عادي، بانتظر لين المطر يخف."
كيان لاحظ إنها ترجف شوي من البرد، وبدون ما يتردد، نزع جاكيته ومدّه لها.
كيان: "البسي، الجو بارد."
نيهال (بتردد وابتسامة خفيفة): "ما يحتاج، أنا بخير."
رد عليها كيان بنبرة جدية أقرب للأمر:
كيان: "ما قلت لك إذا تحتاجين، قلت تلبسين. يلا، لا تتفلسفين."
أخذت الجاكيت منه بهدوء، وبعدها كيان أشار لسيارته وقال:
كيان: "يلا، أوصلك. المطر شكله مطول."
نيهال (تحاول ترفض بلطف): "لا، ما يحتاج، ما أبغى أزعجك."
كيان رفع حاجبه بنظرة تحدي:
كيان: "إزعاج مين؟ أنا قلت بطلعك يعني بطلعك. لا تكبرين الموضوع."
ركبت معه السيارة وهي تحاول تخفي ارتباكها، لكن الصمت اللي بينهم زاد التوتر. بعد لحظات، كيان كسر الصمت بصوته الهادئ:
كيان: "نيهال، كنت أفكر... ليش دايم تصرين إنك ما تحتاجين أحد؟"
نيهال (بدهشة وحذر): "يمكن لأن ما تعودت أحد يكون موجود عشان يساعدني."
كيان كان مركز على الطريق، لكن نبرته كانت هادية وواضحة:
كيان: "طيب، ولو قلت لك إن فيه ناس ما يشوفونك عبء؟ وإنهم يبغون يكونون معك لأنهم يبغونك فعلاً، مو شفقة ولا مجاملة؟"
نيهال تلعثمت شوي، وصوتها صار واطي:
نيهال: "ما أدري... يمكن صعب علي أصدق."
كيان التفت لها للحظة، ونظراته كانت مليانة معاني:
كيان: "جربي تصدقين مرة. مو كل الناس مثل ما تتوقعين. يمكن فيه أحد قريب منك أكثر مما تظنين."
في هاللحظة، نظراتهم تلاقت، وكان في شيء مختلف بينهم. شيء ما يحتاج كلام كثير. كان واضح إن فيه مشاعر جديدة بدأت تظهر، مشاعر أقوى من إنهم ينكرونها أو يتجاهلونها.
هذا الموقف كان نقطة بداية لتغيير علاقتهم. صار كل واحد يشوف الثاني بنظرة مختلفة، مليانة إعجاب واحترام... وشيء يشبه الحب، الحب اللي كان صعب يعترفون فيه، لكنه كان حاضر بينهم، بدون أي شك.



في بيت أبو طلال، الجو كان هادي مثل العادة، العائلة مجتمعة في الصالة. فجأة دخل طلال عليهم وهو مبتسم ابتسامة ما قدر يخفيها، وقف بينهم وقال بصوت مليان حماس:
طلال: "عندي لكم خبر بيفرحكم كلكم!"
أم طلال (بحماس): "وش الخبر يا ولدي؟ بشرنا، خير إن شاء الله؟"
طلال (وهو يناظرهم واحد واحد): "إيلول حامل! الحمد لله، الله رزقنا هالفرحة."
الصالة فجأة امتلت بأصوات الفرح والتبريكات، وأم طلال قامت بسرعة ودموع الفرح بعينها:
أم طلال: "ما شاء الله! الحمد لله يا رب! الله يتمم لها على خير ويرزقكم الذرية الصالحة."
أبو طلال (بابتسامة): "هالخبر يفرّح القلب، الله يجعلها بداية خير وسعادة عليكم يا طلال."
بدر (وهو يضحك): "أقول... أهم شي تسمي الولد باسمي إذا جاء!"
طلال (بمزاح): "احلم."
بدر (يمثل الزعل): "وليش؟ ترا بيطلع حلو زيي إذا سميته بدر، والمحظوظ اللي اسمه بدر!"
طلال (يضحك): "يا مغرور!"
الضحك عمّ المكان، وأم طلال وهي بقمة فرحتها راحت بسرعة تمسك جوالها:
أم طلال: "لازم أبشر أم محمد، أكيد بتطير من الفرحة إذا عرفت!"
اتصلت على أختها، وصوتها ما قدر يخفي حماسها:
أم طلال: "ألو! أم محمد؟!"
أم محمد: "هلا هلا، خير وش فيك فرحانة كذا؟"
أم طلال: "طلال وإيلول... أخيراً الله رزقهم! إيلول حامل!"
أم محمد (بحماس وفرحة): "ما شاء الله! ألف مبروك يا أم طلال، والله فرحت من قلبي. الله يتمم لها على خير ويقومها بالسلامة."
أم طلال: "آمين يا رب."
أم محمد (تضحك): "وتصيرين جدة قريب!"
أم طلال (تضحك): "كلنا نصير جدات بعد ههههه."
البيت صار مليان فرحة، الكل بدأ يخطط كيف يحتفل مع طلال وإيلول، وبدؤوا يتخيلون قدوم فرد جديد للعائلة، اللي بيزيدهم محبة وترابط وفرح.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

لست من مستوئ الكتاب ولاكن خيالي واصراري علئ تحقيق حلمي له رئي آخر 🤗

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

كان جالس على السفرة ياكل، بس ماله نفس، يلعب بالملعقة بدون اهتمام.
أم فهد: "فهد، حبيبي..."
لكن فهد ما رد، شارد كعادته هالفترة، وضعه مو طبيعي، وأمه لاحظت عليه التغير.
أم فهد (بحدة): "فهد! فهد! سامعني؟"
فهد (منتبه فجأة): "هاه؟ إيش؟ إيه سامعك، قولي."
أم فهد: "إيش قلت؟"
فهد سكت، ما يدري وش يقول، بس أمه ما تركت الموضوع.
أم فهد: "وضعك مو مطمّنني أبد. عشان كذا، أنا قررت أخطب لك."
فهد (بصدمة): "إيششش؟!"
أم فهد: "إيش فيها؟ أنا وأبوك قررنا نخطب لك، خلاص."
فهد: "لا، ما أبي الحين، خلوني أستقر أول."
دخل أبو فهد في السالفة، وهو يحاول يقنعه بأسلوب هادي:
أبو فهد: "مستقر يا ولدي، وش ناقصك؟ تكلم وأنا أساعدك."
فهد سكت، ما يبي يتناقش، لكن الصدمة كانت أكبر لما سمع اسم البنت.
أم فهد: "شفت بنت في عرس طلال ولد عمك وعجبتني، وحسّيت إنها تناسبك. اسمها نيهال، سبحان اللي صورها، قمر ما شاء الله."
أبو فهد: "وأهلها ناس طيبين ومحترمين."
سحاب (باندهاش): "نيهال؟ تقصدين أخت إيلول؟"
أم فهد (مبتسمة): "إي، هي."
فهد حسّ قلبه يضرب بقوة، كأن الدنيا توقفت للحظة. هل ممكن تكون هي نفس البنت اللي شافها يوم العرس؟ مستحيل... أو يمكن القدر يلعب لعبته؟
فهد (متوتر): "لا، مو وقت الزواج الحين."
أم فهد (بعصبية): "إلين متى؟ اللي في عمرك عيالهم قدامهم!"
أبو فهد: "تزوج، خلنا نفرح فيك قبل ما يصير لنا شي، أنا وأمك ودّنا نشوف عيالك."
فهد تنهد، يعرف إن هالكلام يأثر فيه، بس ما يقدر يتهور بقرار زي كذا.
فهد: "يصير كل خير، وتفرحون فيني إن شاء الله."
لكن أمه كانت تعرف عناده، وعارفه إن الموضوع أكبر من مجرد رفض عادي.
أم فهد (بحزم): "جيب لي سبب مقنع لكل هالرفض!"
فهد سكت، ضاق صدره.
أم فهد (بحدة): "ما عندك سبب، صح؟ والله لو ما توافق على البنت اللي اخترتها لك وتتزوجها، لا أنا أمك، ولا أنت ابني!"
الكل سكت بصدمة! الجو صار ثقيل، ما حد توقع منها هالكلام.
دخل متعب، راجع من عند صاحبه، وسمع آخر جملة، وقال بمرح:
متعب: "كني سمعت سالفة زواج؟!"
أم فهد: "إي، قررنا نخطب لأخوك."
متعب (وهو يطالع فهد بحذر، كأنه فاهم وش في قلبه): "وأخوي موافق؟"
أم فهد (وهي تمثل العصبية): "يوافق أو ما يوافق، أنا اخترت له البنت، وعطيت رأيي."
فهد حاول يكمل عشاه، بس ما قدر. قام من السفرة ورجع غرفته، عقله مشوّش، وقلبه يدق بسرعة.
جلس ع سريره، عيونه معلقة بالسقف، والأفكار تتصارع في راسه. هل يصارح أمه عن مشاعره؟ عن البنت اللي شافها وما قدر ينساها؟ ولا يترك كل شيء للقدر ويتقبل القرار؟
همس لنفسه: "يمكن القدر يلعب لعبته... ويمكن نيهال تكون هي نفسها البنت اللي شفتها... يا رب."

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

كيان، بصراخ انفجر فيه كل قهره: "اطلعي!!"
نيهال، وهي تحاول تستوعب إيش قالت عشان يتحول كيان لوحش بلحظة، الواضح إن الموضوع أعمق مما تتخيل.
كيان، بدون وعي، وبنبرة مخيفة: "ما سمعتي؟ يلا برا، اطلعي!!!"

في المستشفى، كانت سحاب متمددة على السرير، يدها بجبيرة بعد ما طاحت من الدرج. رغم التعب والإرهاق، ملامحها ما فقدت جمالها الطبيعي. أمها وأبوها كانوا جالسين جنبها، يحاولون يسولفون معاها ويشيلون عنها الملل. سحاب بنتهم الوحيدة، يحبونها حب ما له حدود. فجأة، انفتح الباب ودخل عمها أبو طلال وزوجته يزورونها، ومعهم بدر، اللي كان يمشي وراهم بهدوء، مستحي، وعيونه تدور على محبوبته الصغيرة. التقت عيونه بعيونها، وكأن الزمن وقف للحظة. قتل الصمت صوت أبو طلال وهو يوجه كلامه لأخوه، أبو فهد.
أبو طلال: "أول ما عرفت، طوالي جينا!"
أبو فهد: "ما قصّرت."
أم طلال: "الحمد لله على سلامتك، يا بنتي."
سحاب: "الله يسلمك."
أبو فهد، وهو يلتفت على بدر: "بدر، كيفك؟"
بدر: "تمام، الحمد لله، وانت كيفك يا عم؟"
أبو طلال، بعصبية: "قرب سلم على عمك يا قليل الحيا! صدق، عيال هالزمن ما يستحون!"
بدر حسّ بإحراج، قرب وسلم على عمه وزوجته، وبعدين التفت على سحاب وقال بهدوء، ومن بعيد: "الحمد لله على السلامة."
سحاب، وهي ميّتة حيّة من التوتر: "الله يسلمك."
أم طلال، بحنية: "يا قلبي، كيفك الحين؟ فيك ألم؟"
سحاب، وهي تحاول تبعد ارتباكها من العيون اللي تراقبها: "الحمد لله، الألم كان أول، بس الحين مع التخدير، ما أحس بشيء."
أبو فهد: "ليش تعبتوا نفسكم؟ كان المفروض إحنا نجيكم."
أبو طلال، مستنكر: "أفا عليك يا أبو فهد! معقولة أعرف إن حبيبة عمها تعبانة وفي المستشفى وما أجي؟!"
أبو فهد، بابتسامة مستسلمة: "الله يعيني على جزاك."
واندمجوا في سوالف كأنهم ما شافوا بعض من سنين، وضحكاتهم تملأ المكان.
أما سحاب، فبدأت تمل من أحاديثهم، حاولت تعدّل وسادتها لكنها ما قدرت. بدون ما تطلب، بدر تحرك بهدوء وساعدها، لمسة بسيطة لكنها مليانة اهتمام. نظراتهم تلاقت للحظة، لحظة قصيرة، لكنها حفرت بداية لقصة أعمق مما كانوا يتخيلون.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

عند خنساء وكيان
بعد ما خلصت المكالمة، خنساء ودعت البنات وهي تحس براحة معاهم ما شعرت فيها من زمان قبل ما تخرج، أخذت رقم نيهال اللي كانت واقفة توصلها عند الباب.
کیان كان واقف عند السيارة ينتظرها، وعينه مليانة غضب. لما قربت ما تحمل نفسه ورفع يده وعطاها كف قوي.
خنساء، مصدومة وما هي مستوعبة ليش تضربني ؟! وش سويت ؟!"
دموعها نزلت بصمت، وهي تحس إنها متعودة على هذا الوضع. نيهال كانت تراقب من بعيد من ورا الباب، مصدومة من اللي شافته.
کیان بصوت مليان عصبية "قولي لي مين تحبين أكثر؟ أنا؟ أو حبيبك ؟"
خنساء، وهي تبكي "ما أفهم وش تقصد!"
كيان فتح التسجيل بصوت واضح، وكانت خنساء في قمة صدمتها. فهمت إنها لعبة من شذى، وقالت له وهي تحاول تهدي الوضع:
خلينا نرجع البيت ونتفاهم، لا تفشلنا قدام الناس.
كيان بصوت عالي:"خليهم يعرفون إنك زي أمك خاينة طيحتي ثقتي فيك!"
عيونه كانت مليانة غضب، وكلماته مثل السكاكين "أنا كنت أقول ليش اتصلتي لسعود ؟ ما كنت تبغينه ؟ الحين عرفنا السبب هذا بعد حبيبك ؟! ما كفاك موت سعود ؟! الحين تبغين تسببي بموت غيره ؟!"
خنساء ما قدرت تتحمل، وانهارت من الكلام، تبكي بحرقة. لما قرب كيان يرفع يده مرة ثانية، فجأة حس بشخص ماسك يده.
نيهال بصوت ثابت لكنها تخفي خوفها تمد يدك على بنت ؟! هذا رجولة بنظرك ؟"
كيان بصوت أعلى:"انتي وش دخلك بالموضوع ؟!"
نيهال، بثقة أكبر: الرجولة مو تضرب أختك لو زعلان منها، كلمها وافهم منها.أما إنك تهينها قدام الناس، فهذا ضعف
کیان بنبرة قاسية:"هذه أختي، وأنا حر فيها أقتلها واشرب من دمها، ولا لك دخل فينا!"
نیهال ردت بحزم:حر بشي ثاني، لكن مد يدك على بنت ؟! هذه قلة مروءة.اسمعها أول، يمكن فيه سوء فهم."
کيان سكت لحظة، وترك يد خنساء، لكنه قرب من نيهال وقال بتهكم: وانت تتكلمين عن المروءة ؟! تطلعين قدام الرجال بهذا الشكل وما تستحين ؟"
نيهال تراجعت وهي تحس بخوف داخلي، لكنها ما أظهرت وقررت تدخل القاعة بسرعة.
کیان بابتسامة ساخرة:على مهلك يا حلوة، لا تطيحين"
ثم التفت لخنساء وقال بحدة يلا قدامي، على البيت اليوم بربيك.
ركب السيارة وهو متوعد يفكر بأول شخص يتقدم لها، يزوجها له بدون أي نقاش أو علمها.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

خَيْرُ الشُّهُوْرِ ورُوضَةُ الأخيارِ
‏يـا مرحَباً بهديةِ الغفارِ
‏رمضانُ أهلاً قَدْ تَطاولَ شَوقُنا
‏لسناكَ يَكْسُو الأرضَ بالأنوارِ 🌙

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

البارت العاشر

يوم جديد
صحيت مع أذان الفجر، صلت وقعدت تقرأ سورة البقرة كاملة. بعدها راحت للمطبخ، سوت لها كوفي سريع، ورجعت غرفتها. كانت تحس براحة ونشاط، إحساس غريب عنها بعد أيام طويلة من الحزن والاكتئاب والتعب. هي مو متعودة على هالحالة أبدًا، حياتها كانت دوم مليانة وناسة، صديقات، وكشخة. اشتاقت لأيامها القديمة، أيام الدوام، المكياج، والروج الأحمر اللي كان يزيدها جمال ويخليها مغرورة بنفسها أكثر.
تذكرت كلام أمها عن الوضع المالي، الفواتير اللي تراكمت، وأغراض البيت اللي صارت تنقص. راتب أبوها التقاعدي بالكاد يكفي، وأخوها ما سوى إلا زود الطين بلة بمشاكله. قررت خلاص ترجع لشغلها بالشركة، تبدأ من اليوم وما تأجل أكثر.
مع طلوع الشمس، سوت لها دوش بارد عشان تصحصح. لبست أشيك ملابس عندها، طلّت على نفسها بالمراية وابتسمت برضا. نزلت من الدرج، شافت أمها جالسة تنتظرها مع الفطور على السفرة. قبلت خدها وأخذت لقمتين على السريع قبل ما تطلع.
خلال ربع ساعة وصلت الشركة. سمت بالله ودخلت. المكان ما تغير، كل شيء نفس ما تركته. سلمت على الموظفين اللي وصلوا قبله، وجلست تنتظر. ما مرت دقيقتين إلا وعلي وكيان دخلوا من بوابة الشركة.
علي ابتسم لما شافها، ونظر بسرعة لـكيان وهو يهمس له: "شفت؟ ما كملت يومين إلا وهي هنا."
كيان ما رد، كمل طريقه ومر من قدامها بدون ما ينطق كلمة، لكن عيونه ما قدرت تتركها. عيونها النعسة، الزرقا زي السماء الصافية، سحرت كل من شافها. لأول مرة يركز بعيون أحد كذا. دخل مكتبه، لكنه كان يتمنى يظل أكثر عشان يقدر يناظرها شوي زيادة.
هي فهمت النظرة على طول. عرفت إنه مغرم بعيونها، زي ما الكل يقول لها: "عيونك زي السحاب."
علي: "نورتي."
نيهال: "النور نورك."
علي: "كيفك؟"
نيهال: "بشوفك بخير، نحمد الله ونشكره."
علي: "الحمد لله."
نيهال تنهدت بحقد: "ليش هذا جاي معك؟"
علي ضحك: "كيان؟"
نيهال: "في غيره؟"
علي: "خلاص، هالفترة قرر ينقل للشركة الرئيسية هنا. عجبته الشغلة، يعني ما في مفر، مو زي قبل يجي بين فترة وفترة."
نيهال: "أوووف، بدينا بالمشاكل."
علي حط قدامها ملف وقال: "مالك دخل فيه. الأهم الحين شغلك، ما تغير. يلا، ابدئي على هذا الملف."
في مكتبه، كيان كان يحاول يركز بشغله، لكن ما قدر يبعد تفكيره عن عيونها. لأول مرة يخضع قدام نظرة أحد. عيونها خطفت انتباهه. فجأة بدأ يشك: "يمكن عدسات؟ مستحيل تكون عيونها طبيعية." بدأ يستحقرها، يحس إنها رخيصة. "تركب عدسات بس عشان تلفت انتباه الرجال؟ تحسبني غبي أصدق؟ لا، أكيد مستحيل في عيون كذا."
كل ما حاول يشغل نفسه، رجعت صورة عيونها في باله. اليوم كان بطيء بالنسبة له. في النهاية، ما قدر يتحمل أكثر. حمل نفسه، وقرر يرجع البيت.



إيلول بدأت تروح السوق تشتري أغراض العرس بمساعدة شوق ولميس وبعض من صديقاتها، ونيهال كانت تداوم طول النهار والليل، وتخرج معاهم. جهزوا كل شيء، واشتروا أغراض العرس، وحجزوا شاليه في المزرعة. رتبوا كل شيء بديكور هادئ وفخم، بالألوان الذهبية والزيتونية اللي كانت اختيار نيهال. عزمو الأهل والأصدقاء المقربين فقط.
مرت الأيام بسرعة، وكانت أيام حلوة وما تننسى لعروستنا، ونيهال كانت دايمًا جنبها وما تركتها.
كيان صارت نيهال تشغل باله بكثير، وعيونها اللي ما قدر يقاوم جمالها أو ينساها. قرر إنه يبعد نيهال عن تفكيره، وكان الحل الوحيد إنه يشتغل هالفترة من البيت عشان ما يلتقي بها.
علي علاقته مع خنساء تكبر يوم عن يوم، وحبهم واحترامهم لبعض عظيم.
شوق ولميس فرحانين لـ إيلول، وبنفس الوقت يتمنون لو بيان موجودة عشان تكتمل الفرحة.
خنساء كل يوم تحاول تعتذر من كيان، وهو يتجاهلها وما راضي يسمعها.
محمد سامحته أمه ودخل البيت، وراح العرس معاهم هو وزوجته. أبوه لسه زعلان وما يكلمه، وما راضي يتقبله بينهم.
طلال وإيلول فرحانين إنهم بيكونون مع بعض، وحلال بعض. ومن حقهم يفرحوا.
أم طلال وأبوه ما كانوا قادرين يصدقون إن ابنهم بيتزوج، وكانوا في قمة الفرح.
شهد في هالفترة قاعدة في بيت أبوها، ترتاح من صراخ محمد ومن العرس اللي أخوها بيعمله.
شذى دايمًا تدور مشاكل، وما يمضي يوم إلا وتعمل شي مشكلة.
هاجر حالها مثل نفسها، مرتاحة عند عيال أخوها، وتهتم فيهم زي أمهم. بناتها شهد وشذى كل فترة يزورونها.





اليوم المنتظر، يوم العرس، كان غير عن كل الأيام. أيلول كانت طالعة بشكل يجنن بفستانها الأبيض المطرز بالفخامة، وكل خيط فيه كأنه يحكي قصة حب وغرام. مكياجها كان مبرز جمالها أكثر، كأنها أميرة في يومها الخاص. نيهال اختارت فستان أسود أنيق وفخم، ذوقها كالعادة مميز، يظهر جسمها بشكل جميل، وكعبها العالي زاد من شياكتها، مع مكياج ناعم وخفيف يبرز ملامح وجهها الجذابة، وعيونها الزرقاء الساحرة اللي تخطف القلوب. ولميس، شوق، وكل البنات كانوا طالعين بأبهى صورة، وكل واحدة منهن لافتة الأنظار بجمالها الخاص.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

البارت التاسع

(في العصر، ببيت أبو محمد، قاعدين في غرفة نيهال، يتكلمون بكل أريحية)
نيهال: اشتقت لكم مرررة، وينكم يا قاطعين؟
شوق: وإحنا كمان اشتقنا لك. بس زي ما تعرفين، الظروف عندنا... ماما تعبانة وما نقدر نتركها بالبيت لوحدها.
نيهال: واليوم مين جالس معها؟
شوق: اتصلت بخالتي أم خالد تجي تجلس عندها.
نيهال: خير إن شاء الله، الأهم كيفكم؟ أخباركم؟
لميس: الحمدلله، كلنا بخير.
إيلول: دوم يا رب، الأهم العافية يا روحي.
لميس: إيه والله صح.

نيهال: بنات، ما باركتوا لإيلول؟
لميس: ليش؟
نيهال: حددنا العرس!
شوق (بصدمة): صددددق! متى؟ وإحنا آخر ناس تعرف يعني؟
نيهال: لا يا قلبي ، إنتو أول ناس يعرفون. لسه أمس بالليل حددنا الموعد، واليوم جايين بالهمر عشان نتفق على باقي الأمور.
شوق: مبررروك يا روحي! الله يجعله زواج الدهر إن شاء الله.
إيلول: الله يبارك فيكِ، وعقبالكم يا رب.
لميس (تضحك): منها المال ومنها العيال!
إيلول: يا قلبي...

شوق: بنات، ما تحسون استعجلتوا بالعرس؟ بيان صديقتنا وأختنا، تراب قبرها لسه ما نشف...
نيهال: القرار مو بيدنا. خالتي وطلال مستعجلين على العرس، وبعدين عملنا شرط، ما فيه صالة، ويكون عرس عائلي.
شوق: خلاص، بيان راحت بعيد وما راح ترجع. والعرس فرحة العمر، عيشي حياتكِ واعملوا صالة وكل اللي يعجبكم.
إيلول (بدموع): بيان صديقتي زي ما هي صديقتكم. ما أقدر أسوي عرس وعزايم وأنا متضايقة وزعلانة عليها أكثر منكم.
لميس: الموت سنة، والعرس سنتين.
إيلول (تبكي): بنات، هو صدق بيان خلاص راحت وتركنا وما عاد بنشوفها؟
لميس (تحاول تغير الموضوع عشان ما يبكون): يا نكديّة! يا بكّاية! لا تفضحينا بيوم عرسك قدام الكل وأنتِ تبكين!
شوق: ترى مكياجك يخرب، ويدخل طلال عليكِ ويخاف منك!
إيلول: طلووول، حبي، راضي فيني كيف ما كنت.
البنات: ههههههههه!




(يوم جديد)
كان كيان قاعد في غرفته يجهز نفسه للشركة. فجأة، سمع صوت طرق الباب.
كيان: ادخل.
دخلت خنساء بهدوء، وعيونها بالأرض. كيان كان يمشط شعره وشاف انعكاسها بالمراية، فالتفت لها بنظرة مليانة حقد.
كيان (بحقد): خير، وش جابك؟
خنساء: فاضي؟ ممكن نتكلم؟
كيان: مافيه كلام بيننا، أنا متأخر، خليني أكمل تجهيز.
خنساء: كلمتين بس.
كيان (بعصبية): لاااااا! يالله، انقلعي!
خنساء: كيان، اسمعني...
كيان (بحدة): إيييش؟ قلت لك انقلعي من قدامي!
حاولت تكمل كلامها، لكن قبل ما تنطق بشي، كان قد وصل عند الباب. مسك يدها بقوة وسحبها برا الغرفة وسكر الباب في وجهها.
نزلت دموعها وهي تردد بصوت مكسور: "أستاهل... أستاهل كل اللي يصير فيني."



(في مجلس بيت أبو طلال)
بدر: حركات يا طلووول، طلعت مو بسيط أبد.
طلال: طلووول في عينك! شايفني بزر عشان تقول لي طلووول؟
بدر: قصدي التاريخ اللي اخترته لزواجك، طلع حلو ومميز مره.
طلال (بغرور): مو بسيط اللي اختاره.
بدر: خف علينا يا مغرور.
طلال: يا زين الغرور فيني.
بدر (يضحك): ١٢/١٢/٢٠٢٤ زواجك بـ أيلول، وإن شاء الله ١٢/١٢/٢٠٤٢ زواجك الثانية.
طلال: آآف آآف! لا يا شيخ، هذا التاريخ يجي وأنا قدني شايب.
كانت أم طلال نازلة من الدرج وسمعتهم.
أم طلال: فال الله ولا فالك!
بدر: ليه يمه؟
أم طلال: طلال بيتزوج بنت الغالية، بنت اختي ، ومن لحمه ودمه، وما يقدر يتزوج عليها، حتى لو فكّر، ما يقدر يفكر. صح، يا حبيبي؟
دخل أبو طلال من الباب، وكان يسمع آخر كلمة.
أبو طلال: كأني سمعت كلمة "يا حبيبي"؟ مين تقصدين؟
أم طلال: أقصدك أنت، يا روحي.
بدر (يضحك): لا والله، يبه، تقصد طلال.
طلال: صادق أخوي.
أبو طلال (يمثل الزعل وهو يضحك): يعني تحبين عيالي أكثر مني؟ خسارة على الحب والعيش والملح اللي بيننا!
أم طلال صدقت إنه زعل.
أم طلال: طلال ابني وأنا أدلّعه، لكن أنت الأصل والفصل، والقلب والحب حقي.
بدر وطلال كانوا ميتين ضحك على أمهم وأبوهم.
تذكرت أم طلال فجأة إنها قدام عيالها تتغزل في زوجها، فسكتت واستحت، لدرجة خدودها احمرت.
أبو طلال: كملي، كملي، ما فيه أحد غريب. من حقك تتغزلين فيني.
طلال: يكفي، يبه، لا تحرج أمي أكثر من كذا.
بدر (يموت ضحك): جالسة تتغزل وقدها عجوز.
أم طلال (بعصبية): عجوز بعينك، يا قليل الأدب!
أبو طلال وعياله: هههههههههههههه!



أم محمد: نيهال يا ماما، وش قررتي؟
نيهال: إذا قصدك الشغل، ما أبي أشتغل، خصوصًا مع ذاك اللي اسمه كيان.
أم محمد: يا روحي، العناد ما ينفع، ولا تكبّرين راسك أكثر من كذا. كيان هذا مديرك، وأنا شفته بالمستشفى، شكله طيب ومحترم. الشركه هذا صار لك فترة فيها، وتعرفينه زين. يكفي زعل، ومن بكرة ارجعي لدوامك، طيب؟
نيهال (بتهكم): المحترم والطيب حقك، انتي شفتيه من برا، ما شفتيه من داخل. لا يا ماما، بشوف لي شغل ثاني إن شاء الله.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

_


البارت التاسع عشر




إيلول كانت جالسة على الكرسي، تلف خصلة من شعرها بأصبعها وهي تطالع نفسها بالمرآة.
دخل طلال بهدوء، ومعه كوبين شاي.
طلال (وهو يعطيها الكوب):"خذي لك شاي يعدّل المزاج."
إيلول (تبتسم):"الله! وش هالدلع؟ شكلك ناوي على شي؟"
طلال (يضحك وهو يجلس جنبها):"ناوي أقولك إني أحبك بكل لغات العالم."
إيلول (تنزل عيونها بخجل):"ما تمل من ذا الكلام؟ كل يوم تقول أحبك."
طلال (ناظرلها بعينه):"لأنك كل يوم تصيرين أحبّ من قبل... وكل لحظة معك تخليني أصدق إن الحب نعمة."
إيلول (بصوت هادي):"طلال... والله أنا ممتنة، وجودك بحياتي غيرني. علّمني أحب نفسي."
طلال (يقرب منها شوي):"وإنتِ وجودك هداني... صرت أضحك من قلبي، وأحلم وأنا مفتّح عيوني."
إيلول (تلتفت له وتطالع):"تتوقع نظل كذا؟ نحب بهالهدوء؟"
طلال (يحط يده على يدها):"إذا أنتي معي، حتى السكوت يصير موسيقى."
إيلول (تضحك بخفة):"ما شاء الله... صاير شاعر!"
طلال:"لا شاعر ولا شي، بس إذا جلست جنبك تطلع الكلمات لحالها."
إيلول:"طلال..."
طلال:"عيوني؟"
إيلول:"وعدني… مهما صار، ما تتغير نظرتك لي."
طلال (بثقة وهو يطالعها بنظرة حب):"أوعدك... نظرتي لك حب، والحب عندي ما له نهاية."
وفجأة ينفتح الباب شوي شوي، وتدخل أم طلال وهي شايلة صينية فيها أكل خفيف، ريحة الأكل تعبي المكان.
أم طلال (بصوتها الحنون): "يا ويل حالي، عاد اللي يحب لازم ياكل! إيلول، جيتك بأكلات تحبّينها، عشان ما تقولين أم طلال ما تدلّعك."
إيلول (تضحك وتقوم تساعدها): "يا عمري يا أم طلال، دايم مفاجآتِك حلوة."
أم طلال (وهي تحط الصينية على الطاولة):
"وش أسوي؟ أخاف ينقص وزنك ويتعب يلي في بطنك ويجي طلال يقول إني ما أهتم فيك."
طلال (يضحك): "لا والله، إنتي مهتمّة زياده بعد! صايرة تغذّينها أكثر مني."
أم طلال: "بنت الغالية والان زوجة لولدي!"
إيلول (تضحك بخجل): "يا حبي لك، هذا من طيبك."
أم طلال (تجلس وتأخذ لقمة):"عاد تتذكّرون يوم عرس بنت جيرانكم؟ يوم طاح طلال في المسبح؟"
طلال (يفتح عيونه):"يمّه! لا تفتحين السالفة قدامها، تكفين!"
إيلول (تضحك بقوة):"وش السالفة؟ تكفين قولي!"
أم طلال (تضحك):"كان يتفلسف قدام البنات، ويقول أنا سبّاح، ويوم جا يورينا مهاراته، طاح طيحة لا هو اللي سبح ولا هو اللي طلع!"
طلال (يحط وجهه في يده):"خلاص يا أمي، راحت الهيبة."
إيلول (تضحك وهي تمسك بطنها):"الله يسعدكم، ما شاء الله سوالفكم تشرح القلب."
أم طلال:"الحياة بدون ضحك تموت، وأنا ما أبي بيت ولدي يكون ساكت وكئيب، أبيه مليان سوالف وضحك وأكل بعد."
طلال (يمسك يد إيلول):"وإن شاء الله دوم كذا، لا ضحكتِ انتي... الدنيا تضحك معي."
أم طلال (تمثل إنها بتبكي):"يا ناس، شوفوا ولدي كيف صار شاعر... من حب ولا من أكل؟"






بعد ما رجعت وخلصت اليوم بكل ضغوطه، جلست على طرف السرير، ساكتة وعيونها مبحلقة في الأرض.
نيهال (تكلم نفسها بهمس): "فهد محترم… كلامه موزون، وكل شي فيه تمام… بس قلبي؟ مدري ليه مو مرتاح."
قامت بهدوء، فتحت درج مكتبها، وطلعت منه دفتر صغير كانت تكتب فيه خواطرها. قلبت فيه لين وقفت عند صفحة كتبتها من زمان، يوم رجعت من عرس ولد عم فهد...
الصفحة كانت مكتوب فيها بخط يدها: "عيونه كانت تقول شي، بس لسانه ساكت. يمكن نظراته غلط… أو يمكن أنا اللي فهمت غلط. بس والله حسّيت."
دخلت لميس، وسكّرت الباب وراها بهدوء وجلست جنبها.
لميس (وهي تطالع نيهال): "هاه، شفيك ساكته كذا؟ وش صار؟"
نيهال بهدوء: "مافي شي…"
لميس: "نيهال، لا تسوين نفسك قوية، أنا عارفتك زين… قولي وش في قلبك، شكلك مو مرتاحة."
نيهال تنهّدت: "ما كنت أبي هالخطبة… سويتها عشان أمي وأبوي، شفت الفرحه بعيونهم وقلبي ما قدر يكسرهم."
لميس باستغراب: "بس فهد ما فيه شي، الولد محترم وطيب… ليه ما تبين تعطينه فرصة؟"
نيهال: "المشكلة مو فيه… المشكلة فيني أنا."
لميس ترفع حواجبها: "يعني؟"
نيهال بصوت مكسور: "تعلّقت بكيان… مدري كيف ومتى، بس صار له مكان بقلبي، وفجأه كذا خطبوني لواحد غيره، وحسيت كأني أدفن إحساسي بيدي."
لميس بصدمه: "كيان؟! كيان الي دايم ساكت ومطنّش البنات؟"
نيهال: "إي، هو… كنت أحسبه ما يلاحظني، بس نظراته كانت تقول غير كذا، بس ما تكلم، ولا خطا خطوة…"
لميس تهز راسها: "يا نيهال، الحب مو دايم يكفي، إذا هو ساكت وسايبك تروحين، انتي ما تملكين تنتظرين أحد مو مستعد يختارك."
نيهال بصوت واطي: "أدري… بس وجع قلبي مو بسيط يا لميس…"
لميس تحضنها: "أنا معك، واللي يصير قدام بيكشف لك كل شي… يمكن فهد يغيّر نظرتك، ويمكن كيان يصحى، بس أهم شي إنتي لا تضيّعين نفسك بين الطرفين."
نيهال تهمس: "يارب… دلّني على الخير."


_

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

_

البارت الثامن عشر



شذى دخلت على أمها وهي بالصالة، تمسح طاولة القهوة وترتب المكان. رفعت أمها راسها وشافت بنتها داخلة، ونظرتها ما كانت تبشّر بالخير.
شذى (ببرود): يمّه... عندي سالفة بأقولك إياها، بس تكفين لا تصيحين ولا تقلبينها دراما كعادتك.
هاجر (تتنهد وتحط الفوطة على الطاولة): خير إن شاء الله، وش صاير؟ وش هالسالفة اللي من بدايتها تخوف؟
شذى (تجلس قدامها وتطالعها بنظرات مركّزة): أبغاك تساعديني أوصل لـ كيان... ودي أشوفه وأتكلم معه شوي.
هاجر (تتفاجأ وترفع حواجبها): كيان؟ وش تبين فيه يا بنتي؟ ما بينكم شي أصلًا!
شذى (تتظاهر بالهدوء): أبد، بس فيه موضوع ودي أوضّحه له. نقاش بسيط وبس.
هاجر (تضيق عيونها): شذى... لا تلفين وتدورين عليّ. أنا أعرفك، ما تطلبين شي كذا من فراغ.
شذى (ببرود ووجه جامد): يمّه لا تكبرين الموضوع، بس ساعديني أشوفه، تكفين. قولي له يمر أو انتي روحي له وخلي لي فرصة أتكلم معه.
هاجر (بحدة وهي توقف): لا يا شذى، أنا ما أستغل طيبة كيان عشان أطعنه! الولد محترم وما يستاهل أحد يلعب عليه.
شذى (تضحك بسخرية): أيه طبعًا، طيّب وكريم ومثالي! شكلك ناوية تزفّينه إذا ما لقيت له بنت الحلال!
هاجر (تعصب وتصيح فيها): احترمي نفسك! كيان مثل ولدي، وانتي عارفة قد إيش هو شايلنا على راسه ومقدرنا.
شذى (بحدة): أيه، حيلكم معه زايد! بس أنا أقولك، كيان هذا... لازم يفهم شي، وإذا ما ساعدتيني، بلقى طريقتي.
هاجر (بحزن): يا شذى ليه كذا؟ قلبك ليه أسود؟ وش تبين من كيان؟ الولد ما ضرّك، عايش بحاله.
شذى (توقف وتعدل شنطتها): بتشوفين... إذا ما وقف بوجهي، بيصير شي ما يعجبه.
هاجر (بصوت مكسور وهي تناديها): شذى! لا تخليني أندم إني فتحت لك الباب! كيان ما يستاهل شرّك...
شذى تطلع وتترك وراها أمها تدعي من قلبها إن الله يهديها، وعينها فيها دمعة خوف على كيان اللي صار بين نارين…
(بعد ما تطلع شذى من بيت أمها...)
طلعت شذى من الباب بخطى ثابتة، وعيونها فيها نار... تمشي وهي تكلم نفسها:
شذى (بهمس): ما راح أسمح له يتجاهلني كذا... كيان يمكن ناسي إني أعرف كيف ألفت انتباهه، بس أنا أرجع له بطريقتي.
طلعت جوالها، فتحت حسابها الوهمي، وبدأت تكتب له رسالة مبطّنة...
رسالة ما تبين إنها منها، بس فيها كلمات توجع، وتفتح باب شك براسه.
شذى (بنبرة مليانة خبث): إذا ما نفع الحكي، نفع الغموض... وكيان؟ ضعيف قدام الشك...





بعد يوم طويل من التفكير، قرر علي أخيرًا يتصل بخنساء. قلبه مشغول، ويدينه ترتجف وهو يضغط على زر الاتصال. ثواني ويرن الجوال، لين ردت عليه.
خنساء (بصوت ناعم شوي متفاجئ): ألو؟ هلا علي...
علي (يحاول يخفي توتره): هلا والله... شلونك؟
خنساء (تضحك بخفة، بس صوتها فيه لمحة ارتباك): تمام الحمد لله، وأنت؟ فيك شي؟ صوتك مو طبيعي.
علي (يبعد الجوال شوي عن وجهه ويتنهد، ثم يرجعه): والله بخير، بس... في شي شاغلني، ودي أتكلم معك فيه.
خنساء (جدية في صوتها): خير؟ خوفتني... وش السالفة؟
علي (يتكلم ببطء): خنوس... أنا أفكر أتقدم لك. ناوي أخطبك. بس... بصراحة، خوفي مو منك.
خنساء (صمتت شوي، ثم بهمس): من كيان؟
علي (بصوت واطي): إيه... كيان. أنتي تعرفينه. شديد، وصعب، وما يرضى بسهولة. أحسه أول واحد بيرفضني قبل حتى ما أتكلم.
خنساء (تسحب نفس وتحاول تكون قوية): كيان يحبني، بس إيه، هو ما يثق بأي أحد يدخل حياتي. بس... علي؟
علي (يرد بسرعة): نعم؟
خنساء (بصوت مرتبك شوي، لكن صادق): إذا نيتك صافية، وكنت صادق معاي... أنا ما راح أخذلك. بس لازم أفهمك، أنا ما أقدر أوافق على شي من ورا كيان. هو مو بس أخوي، هو ظهر لي.
علي (بصوت فيه رجاء): أنا ما أبي شي من وراك، أنا جاي من باب البيت، وأبي أكون قد الكلمة. بس... خوفي من ردة فعله، من نظراته، من كلمته اللي ممكن تكسرني.
خنساء (بصوت فيه حنان، لكنه قوي): كيان مو سهل، بس مو ظالم. إذا شاف فيك رجل بمعنى الكلمة، بيحترمك. وإنت فيك خير، وأنا حاسة فيه... بس خل خوفك يصير دافع، مو عذر.
علي (يبتسم رغم توتره): إن شاء الله... دعواتك، لأني ناوي أواجهه. قلبي يدق، بس ما راح أهرب.
خنساء (بابتسامة باينه في نبرة صوتها): وأنا معك، ما راح أخليك وحدك.




جلست  بهدوء على الكرسي في الزاوية، وقلبها يدق من التوتر، وتدعي دعاء الاستخارة في بالها. الباب انفتح ودخل فهد، بخطوات واثقة، ومعه أمه. أول ما طاحت عيونه عليها، انبهر... ما كان يتوقع إنها بهذا الجمال والهدوء. شعر بشي داخلة ، بس رغم كذا، قلبه مو معاها... قلبه كان لسا متعلق بالبنت يلي شافها في عرس ولد عمه.
فهد (بنظرات متفاجئة وابتسامة خفيفة): السلام عليكم.
نيهال (بخجل): وعليكم السلام ورحمة الله.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

ما أڪثر الڪلمات التى تتراجع أصابعنا عن ڪتابتها
رغم أنها أصدق ما نشعر به
وڪم من رسائل يڪتبها الحنين و يحذفها الڪبرياء!!
احيانا تمر علينا لحظات نڪتفي بالصمت؛ والنظر
فهناڪ في القلب حديث أخرس لا تصفه الحروف!!!
هناڪ قلوب صامتة ..تــحـب وتفرح وتحزن في صمت وتـمارس الـبڪاء فى صمت .. وتتخذ من الصمت طريقة أخرى للتعبير ..🥺🥺

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

في المجلس، الجو كله حماس، وعيون العيلة تترقب اللحظة. وفجأة تدخل أم محمد وتنادي بصوت حنون:
أم محمد: "نيهال يمّه، تعالي يا قلبي، جت ساعتك."
شوق قامت بسرعة من مكانها، وسحبت يد نيهال بحماس:
شوق: "يلا قومي، لا تتوترين، والله إنك قمر وتجننين!"
لميس (وهي تضحك بخفة): "إي والله، ذا فهد بينبهر من جمالك، خلي ثقتك بنفسك بالسما!"
نيهال تحاول تخفي توترها، تمسك فستانها بخفة:
نيهال: "مره خايفة... قلبي يدق بسرعة."
شوق تمسك خدها بلطافة وتبتسم:
شوق: "طبيعي حبيبتي، بس ما شاء الله عليك، بدون مكياج وطالعة ملكة."
لميس تغمز لها وتقول:
لميس: "وإذا جا وسألك، قولي له أنا نيهال... والباقي بيتعلمه مع الأيام."
أم محمد تبتسم وهي تراقبهم بحب:
أم محمد: "الله يديم المحبة بينكم... يلا قومي لا تخليهم ينتظرون."
نيهال تاخذ نفس عميق، وتوقف بثقة مصطنعة وتقول:
نيهال: "توكلنا على الله..."
شوق ولميس (بنفس الوقت): "الله يوفقك يا أحلى عروس!"
نيهال تمشي بخطوات هادية باتجاه المجلس الثاني، قلبها يدق بقوة، بس تحاول تبين هدوء وثقة. الباب ينفتح... وكل الأنظار تلتفت عليها.


_

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

نيهال: إن شاء الله، ما يصير إلا كل خير.           
أم محمد: أبوك وأخوك موافقين، ويقولون الولد ما عليه كلام، وسألنا عنه، الناس تمدحه.
نيهال: على بركة الله.                                      
أم محمد: ترى اليوم جايين يشوفونك.  
نيهال (بضيق): وليه بالله؟! شفوني بعرس إيلول، وش له تجيهم الحين؟.
أم محمد (بهدوء): هدي يا بنتي، هذي غير، الشوفة هالمرة شوفة شرعية، مو مثل أي شوفة.
نيهال: وش يعني؟              
أم محمد: فهد طلب من أبوك يشوفك، يعني الشوفة الشرعية ضروري تكون قبل الزواج.  
نيهال (بزعل): الله يهديك يا يبه، ليه وافقت؟.   
أم محمد: أحسك مو مرتاحة... عادي، شوفيه، احكي معاه، وإذا ما ارتحتي، نقول ما فيه نصيب.   نيهال: خير إن شاء الله... يلا بروح الدوام وبرجع بدري أجهز نفسي.    
أم محمد: ما تقدرين تاخذين إجازة؟.     
نيهال: بهاليوم بالذات ما أقدر، عندي شغل مهم لازم أخلصه.





قاعد في شغله، رن جواله شاف الاسم وابتسم.
علي: يا هلا!
لميس: هايات.
علي (ضاحك): ههههه خير، وش فيك اليوم؟ ما تتصلين في هالوقت إلا إذا كنتِ تبين شيء.
لميس: طلبتك، لا تردني.
علي: استعجلي، تراي مشغول، وش عندك؟
لميس: فيك توديني عند نيهال؟
علي (مستعجل): مشغووول.
لميس (بإصرار): بليزززز.
علي: مو اليوم، بكره وش رايك؟
لميس (بحزم): اليوم ضروري.
علي: وليش اليوم بالذات؟ على فكرة، نيهال بدوام يعني ما في روحة الحين.
لميس (مصدومة): بدوام؟ صدق منك؟
علي: إي، وليش مصدومة؟ طبيعي، بدوام في هالوقت.
لميس (مستغربة): نيهال اليوم خطوبتها؟ مو معقول تجي للدوام! المفروض تتجهز لأنه اليوم الشوفة الشرعية.
علي (مصدوم): صدق!
لميس: إي، هي اتصلت وعزمتنا.
علي: وهي موافقة؟
لميس: تقول بتوافق عشان خاطر أبوها.
علي: لميس، فيني أقول لك شيء ويكون سر بيننا؟
لميس: إي، قول سرك في بير.
علي: في شيء شاك فيه وعرفته من جديد، وحاب أتأكد.
لميس: وش هو؟
علي: كيان... يلي قلبه حجر، ما عنده رحمة للحب والنساء، قلبه ما فتحه لحد، وهالمرة الواضحة حب.
لميس (تستوعب): يحب نيهال، قصدك؟
علي: إي.
لميس: وش عرفك؟
علي: واضح كعين الشمس، حركات كيان، وإعجابه بشخصية نيهال القوية.
لميس (تضحك): نيهال طلعت مو بسيطة.
علي (يضحك): ههههههههه.
لميس: والحين وش الحل؟
علي: ما في حل، دام الخطوبة والشوفة اليوم الليل
.

_

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

لميس تضحك وتغمز: بس تحسينه وسيم، صح؟
شوق وهي تقلب عيونها: يمكن... ما أدري... بس نظراته كانت قويّة!
لميس بتشويق: قويّة كيف؟! يعني نظره اللي تقول "أنتِ لي"؟
شوق تمسك ضحكتها: الله يلعنك يا لميس، مو فيلم تركي!
لميس: عاد تصرفاتك تقول العكس! وش معنى للحين تتذكرين الموقف؟
شوق بارتباك: مو كذا... بس كان غريب، أول مره أحد يطالعني كذا.
لميس تسند راسها على يدها: شكله دخل قلبك وانتي ما درّيتي...
شوق بسرعة: لاااااااا، لا تكبرين الموضوع! قلت لك موقف وعدى.
لميس ترفع حاجبها: وتسمينه موقف؟ وانتي للحين كل ما تذكرينه، وجهك يحمر!
شوق بصوت منخفض: يعني طبيعي... أي بنت بتنحرج.
لميس تضحك وتقوم تركض حول الغرفة: أختي تحببب! أختي تحببب!
شوق تصرخ وهي تطاردها: ياااا مجنووونة! حبيب مين؟! بسوي فيك شي! تعالي هنااا!


_

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

هاجر بقلق: حرارتك مرتفعة، لازم نوديك المستشفى!
خنساء بتعب: ما يحتاج، شوي وأكون أحسن مع العلاج.
هاجر بخوف: وين أحسن؟ أنتي مو طبيعية، حرارتك مرتفعة مرة!
خنساء وهي تحاول تقنع عمتها تروح عشان تنام: أنا بخير، شوفي ها أنا جلست. (تغيرت نبرة صوتها) حُبّ، ما قصرتي يا أحلى عمة ! يالله روحي نامي، ترى أنا بخير.
هاجر بضحكة: طردة محترمة، حابة تنامين؟ آه يالله قوليها: "روحي يا عمه، أبغى أنام"، وأنا أروح!
خنساء: ههههه لا، اقعدي... قصدي روحي نامي، مو حابة أتعبك أكثر معي، والواضح إنك ما نمتي من أمس.
هاجر: تعب إيش؟ أنتي بنتي زي شهد وشذى، وضروري أتعب عليك زي ما تعبت عليهم.
(خنساء تذكرت شيء ونزلت دموعها بصمت.)
هاجر باستغراب: خير؟ خير؟ وش فيك؟ ليش ذا الدموع؟
خنساء: تذكرت أمي... اللي بالاسم أمنا، لا تسأل ولا تدور وكأن ما عندها عيال... أنتي عوضنا من الله، من يوم فتحت عيوني وأنتي أمي وأختي وصاحبتي وكل شيء لي.
هاجر: إي أنا أمك، لا تشيلين هم، دامني موجودة باخذ دور الأم والأب بعد!
خنساء: الله يحفظك لنا!
هاجر: ويحفظكم لي أنتي وأخوك.




أم محمد: أقول يا أبو محمد...
أبو محمد: قولي يا بعد قلبي!
أم محمد: هات البشارة!
أبو محمد: خير إن شاء الله؟
أم محمد: اليوم عندي لك خبرين كلهم يفرحون!
أبو محمد: احكي، وش فيه؟
أم محمد: الخبر الأول... إيلول حامل!
أبو محمد بفرحة: بشّرك الله بالجنة! يعني بصير جد من جديد؟
أم محمد: إي إي، وأحلى جد بعد!

(كان محمد توه نازل من الدرج وسمع كلامهم.)

محمد بضحكة: السلام عليكم!
كلهم: وعليكم السلام!
محمد: كيفكم يالغوالي اليوم؟
أبو محمد: بشوفت حالك، مبسوطين دامك معنا!
أم محمد: أبشرك، أختك إيلول حامل!
محمد: اتصلت علي وكلمتني، الله يتمم لها على خير! تقول إنها اتصلت عليك وانتي الخط مشغول، رجعت رنت عليك.
أم محمد: إي، كنت مشغولة، كنت أتصل على خالتك.
محمد: الواضح إنها جت بوقت غلط... استأذن، أخليكم براحتكم.
(أبو محمد ضحك.)
أم محمد بانزعاج: على وش تضحك؟ وانت وش "جت بوقت غلط" ومدري كيف! وش ذا الخرابيط؟ اقعد اقعد!
محمد وهو يضحك: المعذرة منكم، بس وأنا نازل سمعت في أحد يتغزل ويقول "أحلى جد بعد ، عادي يالغالية كل الناس يترمسسون"!
(أم محمد صار وجهها أحمر.)
محمد وهو يوجه كلامه لأمه: ليش وجهك قلب أحمر؟
أبو محمد: هذا يسمى نوع من الحب، وهو الإحراج!
أم محمد، وقد وصلت حدها: صدق قليّن حيا! ومحمد وأبوه ماتوا ضحك!
أم محمد: خلاص انتوا وياه، اسكتوا!
أبو محمد: إيه إيه، وش الخبر الثاني؟
أم محمد بعصبية، توها تذكرت: آه! خليتوني نسيت السالفة!
أبو محمد: خير إن شاء الله؟ وش فيه؟
أم محمد: أم فهد اتصلت علي!
محمد: أم فهد؟ تقصدين فهد ولد جيراننا؟ ولا فهد ولد عم طلال؟
أم محمد: ولد عم طلال.
أبو محمد: إيش تبي؟
أم محمد: بالأول استغربت ليش اتصلت، مين جاب لها رقمي؟
محمد: يعني؟
أم محمد: يعني ما بيننا هذيك المعرفة والاتصالات عشان تتصل، تطمن علي وتسلم على نيهال... المرة لها سنين برّا السعودية، تخيّل!
محمد بقلة صبر: وش تبي؟
أم محمد بفرحة: طالبة يد نيهال لولدهم فهد!

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

_

"ســـلاااام ورجعت لكم من جديد، سامحوني على تأخير #البارتـــــات، مرّت عليّ ظروف وانشغلت. والحين رجعت أكملها لــكم."🤗💜

#الڪاتـبــــةه : 𝓐𝔃𝓪𝓵 𝓶𝓸𝓱𝓪𝓶𝓶𝓮𝒹

_

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

عيدكم مُبارك، تقبَّلَ اللهُ منَّا ومنكم
صالح الأعمال، وكل عامٍ وأنتم بخير ،
وأعاد عليكم شهر رمضان اعواماً
قادمة بكل خير .. 💙

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

البارت الثالث عشر 

بعد شهور من العرس، رجعت الحياة لهدوئها المعتاد. إيلول وطلال كانوا في قمة سعادتهم، حبهم لبعض صار أقوى من أي وقت مضى، والأيام تمر بينهم مليانة حب وراحة.
أما محمد، فصار أقرب لعائلته أكثر من أي وقت، وأمه وأبوه قرروا يفتحون له قلوبهم من جديد. العلاقة بين العائلة صارت أقوى، والمودة رجعت مثل أول وأحسن.
أما كيان، فكان يحاول يشغل نفسه بشركته طول الوقت. تمر الأيام وهو ما قدر يطلع نيهال من باله، كل ما حاول يبتعد عنها، لقى نفسه يغرق فيها أكثر. كان يظن إن البعد بيرتاح فيه قلبه، لكن صار العكس. كل شيء حوله صار يذكره فيها: ابتسامتها اللي ما تفارق خياله، عنادها اللي كان يثيره، وحتى صوتها اللي يرن في أذنه بكل كلمة قالتها.
ونيهال؟ رغم إنها كانت تخفي مشاعرها وراء جدار عنادها، إلا إن جوّاها كان فيه إحساس غريب يشدها له كل مرة. تحاول تقنع نفسها إنها ما تفكر فيه، لكن قلبها كان يقول العكس.
وفاة صديقه الأقرب، سعود، تركت جرح عميق في قلبه. كان يشوف إن خنساء هي السبب في كل شيء، إنانيتها هي اللي تسببت بالحادث، وهذا خلاه يعاملها بجفاء، وكأنها ما عادت أخته


في بيت ابومحمد 
اجتمعت نيهال وشوق ولميس في الصالة، والجو كان مليان حزن واشتياق. الطاولة قدامهم كانت مليانة صور قديمة، وكل وحدة فيهم قلبها مثقل بالذكريات.
نيهال، وهي تقلب الألبوم بحزن: "هذي الصورة يوم سوينا لها حفلة عيد ميلادها... فرحتها وقتها ما تنوصف."
شوق، تحاول تكتم دموعها وتحط يدها على فمها: "تذكرون كيف كانت تصارخ وتقول: ما توقعتكم تسوون لي كذا!"
لميس، تبتسم بحزن وعيونها تدمع: "إي والله، وكانت زعلانة على الكيكة اللي اخترناها، تقول إنها ما تحب الشوكولاتة، بس بالنهاية هي اللي أكلت منها أكثر وحدة!"
ضحكوا شوي، لكن الضحكة بسرعة تحولت لدموع. شوق حطت يدها على كتف نيهال، ولميس مسحت دموعها بمنديل.
نيهال، بصوت مبحوح: "يا الله... كانت روحها تنوّر المكان. ما أصدق كيف مرت سنة بدونها."
شوق: "هي عايشة في قلوبنا... بيان كانت أخت، مو مجرد صديقة."
لميس، وهي تشير لصورة لبيان تضحك من قلبها: "تذكرون لما قالت إن هذي أحلى لحظة بحياتها؟ كانت تبكي من الفرح."
نيهال أخذت الصورة وضمتها لصدرها، ودموعها نزلت بدون توقف. همست: "اشتقت لكِ يا بيان... اشتقت لكل شيء."
سكتوا فترة، والصمت بينهم كان مليان شعور ثقيل. بعد لحظات، طلعت لميس رسالة قديمة كانت بيان كاتبتها لهم، مليانة حب وعبارات تذكرهم قد إيش كانت تحبهم.
لميس، تقرأ بصوت متقطع من كثر ما الدموع تخنقها: "أحبكم قد الدنيا وأكثر... ما أدري وش كنت بسوي لو أنتم مو بحياتي."


عند كيان
جالس في الحديقة الخلفية للبيت، عيونه معلّقة بالسماء، وأفكاره كلها عند سعود. فجأة، سمع صوت خطوات تقرب منه. رفع رأسه، لقى خنساء واقفة مترددة، كأنها تجمع شجاعتها قبل ما تتكلم.
خنساء، بصوت مكسور: "كيان... ممكن أتكلم معك؟"
كيان، بدون ما يرفع عيونه: "اجلسي."
جلست قدامه، وتحاول تكتم دموعها: "أدري إنك ما تقدر تسامحني، وأدري إن اللي صار ما له إصلاح. بس لازم تعرف، من يوم الحادث وأنا ما قدرت أنام ليلة وحدة. كل يوم أتذكر سعود، وكيف كان طيب وما يستاهل اللي صار له. أدري إني السبب، وكل شي صار بسببي، بس... أحتاج منك شيء واحد، أحتاج إنك ما تكرهني. أنا أختك، وحتى لو أخطيت، والله العظيم ندمانة."
كيان، ببرود: "ندمك ما بيرجع سعود... هو راح، وأنا فقدت أكثر من أخ بسبب غلطتك."
خنساء تمسح دموعها بسرعة، تحاول تجمع شتات نفسها: "عشان كذا حاولت أعمل شيء... عرفت إن سعود كان يخطط يفتح مركز لرعاية الأيتام قبل الحادث. جمعت كل فلوسي، وبعت أشياء غالية عندي، وفتحت المركز باسمه. 'مركز سعود لرعاية الأيتام'. أدري إن هذا ما يعوض غيابه، لكن يمكن يخلي ذكراه تعيش بطريقة حلوة."
كيان يناظرها، وملامحه تتغير. عيونه تلمع بدموع ما قدر يمنعها، وصوته يطلع مهزوز لأول مرة: "جد سويتي هذا الشي؟"
خنساء تهز رأسها بتأكيد: "إيه، وكل ريال حطيته كان بنية إني أكفّر عن غلطتي. أدري إنك يمكن ما تسامحني أبد، بس كنت مضطرة أسوي شيء."
كيان يتنهد بعمق، يحاول يوزن مشاعره: "خنساء... أنا ما أقدر أنسى اللي صار بسهولة، بس اللي سويتيه يثبت إنك فعلًا ندمانة. يمكن ما أقدر أسامحك الحين، بس بوعدك إني بحاول... مو عشانك، عشان سعود."
خنساء تنفجر بالبكاء، تغطي وجهها بكفيها: "شكرًا يا كيان، والله ما أستاهل طيبتك."
كيان يقرب منها، يربت على كتفها بخفة، ويقول بصوت هادي لكنه مليان إحساس: "خلي سعود يكون فخور من فوق... وانتِ، انتبهي لنفسك."**


تمر الأيام، وفهد عايش في عالمه الخاص، غارق في قصة حب مجهولة. يحب بنت شافها يوم عرس ولد عمه طلال، لمحة بس، لكنها انطبعت في ذاكرته. شافها بالصدفة، بس ما يدري مين تكون، ولا حتى اسمها.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

البارت الثاني عشر 

بدأ يوم جديد على البعض بتفاؤل وعلى البعض الآخر بحزن عميق.في بيت أول مرة نروح له
 عائلة أبو فهد،
أبو فهد (بابتسامة وهو ينظر من النافذة):"السعودية حلوة، صح؟"
أم فهد (بابتسامة هادئة):"إي والله، حلوة مره. ناسها وكرمهم وجوها غير."
أبو فهد:"كيف كان العرس؟"
أم فهد:"انبسطنا، غيرنا جو، وإيلول عروستنا طلعت غير شكل. ما شاء الله، قمر."
أبو فهد (مازحًا):"هذا طلال تزوج وهو أصغر منه، وفهد للحين ما تزوج. ما لقيتي له عروسة؟"
أم فهد (بتنهيدة):"ولدك مدري وش فيه. كل ما أذكر الزواج يقول: لسه مو جاهز."
أبو فهد (بلهجة حازمة):"شلون مو جاهز؟ معه شركته، وشقته جاهزة."
أم فهد (تذكرت نيهال وقالت بحماس):"لو تشوف وش شفت أمس!"
أبو فهد (بتعجب):"وش شفت؟ ما فهمت."
أم فهد:"شفت أخت إيلول، اللي أخذها طلال، أختها أكبر منها بشوي، حلوة بمعنى الكلمة. وأمها، ما شاء الله، طيبة واستقبلتنا بكرم."
أبو فهد:"وأبوها؟ أبو محمد رجل محترم، معروف بين الناس."
أم فهد (بإعجاب):"اسمها نيهال، بسم الله عليها. أجمل من أختها، وأدبها واحترامها يكفيك. وعيونها... عيونها تسحر كل من شافها."
أبو فهد:"خلينا نشوف أول شي رأي فهد."
قبل أن يكملوا حديثهم، سمعوا صوت سحاب وهي تصرخ. كانت نازلة من الدرج وهي لسه نعسانة، ما انتبهت وطاحت. ركضوا إليها بسرعة، أمها وأبوها كانوا خايفين عليها وهي تبكي من الألم. ما قدرت توقف، فساعدوها ولبسوها بسرعة وأخذوها على المستشفى وهم في حالة رعب على بنتهم الوحيدة ودلوعة البيت.
أما إخوانها فهد ومتعب، كانوا لسه نايمين وما دروا وش صار.



عائلة أبو فهد

أبو فهد: طبيب عام، يمتلك مستشفى وشركات أدوية في الرياض وخارج المملكة. معروف بطيبة قلبه وأخلاقه العالية.
أم فهد: امرأة طيبة تأخذ صفات زوجها، لسانها العذب وحبها لعائلتها يميزها.
فهد (29 عامًا): الابن الأكبر، قائد بطبيعته، أسس شركة خاصة به ويُعرف بحكمته وذكائه.
متعب (25 عامًا): الابن الأوسط، مرح وعفوي، لكنه يتحمل المسؤولية عند الحاجة.
سحاب (17 عامًا): الابنة الصغرى وآخر العنقود، مدللة العائلة، هادئة وطموحة، تحب القراءة والرسم، وقريبة من قلوب الجميع.


في مكتبها، كانت نيهال تشتغل على مشروع جديد للشركة. تشوف فيه فرصة إنها تثبت نفسها قدام كيان بعد التحديات اللي صارت بينهم. لكن اللي ما كانت تدري عنه، إن كيان يراقب شغلها من بعيد، وأخذ انطباع إنها ما تشتغل بجدية كفاية.
في يوم عرض المشروع، انتقد كيان شغلها قدام الكل وقال بحدة: "المشروع ناقص، وتفاصيله ضعيفة. ما كنا نتوقع مستوى زي كذا منكِ يا نيهال."
نيهال حسّت بالإحراج، وبعد العرض راحت لمكتبه.
دقّت الباب، وبعدها دخلت: "ممكن أدخل؟"
كيان، وهو عارف سبب وجودها، ابتسم بسخرية وقال: "دخلتي، فما له داعي تستأذنين."
نيهال استوعبت إنها أخطأت لما دخلت بعدين استأذنت، لكنها ما حبت تكبر الموضوع، فدخلت في السالفة مباشرة. نزلت راسها وردّت ببرود: "مو هذا موضوعنا الحين، وأتوقع إنك عارف ليش أنا هنا."
كيان، وهو يحاول يلعب بأعصابها: "لا، ما أدري، علميني!"
نيهال حاولت تبين هادية، لكن جوّاها كانت تعصف غضباً: "دامك ما تدري، خليني أقول لك! ليش انتقدت مشروعي وقلت عنه سخيف؟ هذا المشروع الوحيد اللي تعبت عليه طول الفترة اللي راحت، وأبي أفهم ليش سويت كذا!"
كيان، بنبرة هادية لكن حادة: "أنا ما كذبت بشيء، مشروعك كان ناقص."
نيهال، بعناد: "لو كنت شايفه ناقص، كان المفروض تساعدني بدل ما تحرجني قدام الكل!"
كيان، بسخرية: "ما أقدر أساعد أحد يشوف كل شيء تحدي، حتى لو كان لمصلحته."
نيهال، بحنق: "ليش دايم تعاملني بهالطريقة؟ إذا وجودي يضايقك، قولها بصراحة!"
كيان، بكبت واضح لغضبه: "كل اللي أسويه عشانك، بس عنادك يخلي الواحد يفقد أعصابه!"
نيهال، بعيون ممتلئة زعل: "أنت مو طبيعي، روح شوف لك دكتور نفسي!"
كيان، بنبرة حادة: "احترمي نفسك وتكلمي عدل! بس واضح إنك ما كملتي تعليمك عشان تعرفين كيف تتكلمين باحترام."
نيهال، رافعة راسها بعناد: "الحمدلله، متعلمة و أحسن تعليم بعد، وأهلي ربوني أحسن تربية! بس الواضح إن أهلك لا ربوك ولا علموك الأدب!"
كيان حسّ بكلامها مثل السكاكين، وسكت. فعلاً، أهله ما ربّوه ولا علموه. أمه كانت أغلب وقتها مشغولة بالمكياج والعزايم، وأبوه صحيح إنه كان يحبه ويوفر له كل شيء، لكنه كان دايم مشغول بالشغل والسفر. نزلت دموعه بصمت وهو يتذكر ماضيه، وللحظة تمنّى إنه يموت ولا يسمع هالكلام من أحد.
نيهال، وهي تحاول تبين طبيعية رغم خوفها، لأول مرة تشوف دموع كيان. حاولت تستوعب، معقولة السالفة تتعلق بأهله؟ لأنه كل مرة ينذكرون، ملامحه تتغير! شافت وجهه محمر، خافت، لكن بنفس الوقت رحمته. أخذت كوب الموية اللي قدامها وقربته منه، لكنه بحركة بسيطة بيده نفضه عنها، وطاح الكوب من يدها، مسبب ضجيج قوي لدرجة إن كل الموظفين سمعوا الصوت.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

البارت الحادي عشر 

عند أيلول، وصلوا المعازيم وبدأت الزفة. كانت تمشي بخطوات ثابتة، وقلبها يخفق كأنه بيروح من مكانه، مو مصدقة إن اليوم اللي حلمت فيه طول حياتها أخيرًا صار حقيقة. الكل حولها كان مبهور بجمالها، بفستانها الأبيض اللي يخطف الأنظار، لكن عيونها كانت تدور على طلال، الرجل اللي انتظرته عمرها كله. كانت تهمس بين نفسها: "اليوم بداية حلمي، بداية حياة جديدة."

في تلك اللحظة، أم محمد كانت تمسح دموعها، وهي مو مصدقة إنها تشوف بنتها قدامها عروس، المشهد كان أكبر من إنها تتحمله، دموعها كانت خليط بين الفرح والفخر.

فجأة، رن جوال نيهال، وصلت لها رسالة من صديقتها تطلب منها تطلع تستقبلها عند الباب. تنهدت بضيق، لأنها ما كانت تبغى تفوت لحظة من الزفة. حاولت تدور أحد يطلع بدالها، بس ما لقت، فقررت تروح بنفسها. لبست طرحة طويلة تغطي يدها وصدرها وخرجت وهي واثقة إنه ما في رجال بالوقت هذا، لأنهم كانوا مشغولين بالغداء.

وسط صخب الحفل والأغاني، كان كيان توه واصل، واقف عند مدخل القاعة يراقب الناس وهم يدخلون. فجأة، لفتت انتباهه نيهال وهي خارجة بخطوات واثقة، لابسة فستان أسود أنيق يظهر جمالها، مع شعر مصفف بطريقة ناعمة ومكياج هادئ يبرز ملامحها. للحظة، كيان نسي كل شيء حوله، عيونه ما قدرت تطلع عنها، وكأنها خطفت أنفاسه.

نيهال وقفت عند الباب تنتظر، وبعد خمس دقائق ما شافت أحد، قررت تتصل بصديقتها، لكن بدال ما ترد، وصلت لها رسالة تعتذر فيها، تقول إن أمها تعبت واضطرت ترجع. نيهال عصبت، ودعست الأرض بقدمها بقوة، متضايقة إنها فاتتها الزفة على الفاضي.

وهي تهم تدخل القاعة، فجأة حسّت بشي يمسك رجلها. كانت ذيل فستانها الطويل عالق بكرسي إحدى الطاولات، وحاولت تفكه بسرعة وهي تتمتم بضيق:
"آه، وش ذا الحظ؟!"
كيان شاف الموقف، واقترب منها وهو يحاول يظهر إنه عادي، لكن نظراته كانت تقول العكس. بابتسامة خفيفة قال:
"ثبتي مكانك، خليني أشوف."
نيهال، وهي مصدومة من وجوده وقربه، تجمدت مكانها تحاول تخفي ارتباكها:"لا شكراً، أعرف أفكه بنفسي."
كيان، بكل هدوء، انحنى وفك ذيل الفستان بحركة سريعة، ثم رفع عينه يناظرها بابتسامة ماكرة:"ما يحتاج تعصبين، الموضوع ما يستاهل."
نيهال، تحاول تخفي ارتباكها، ردت بحدة:"ما حد طلب مساعدتك، كان بيدي أتصرف."
كيان ضحك بخفة وقال:"بس ما قدرت أشوفك معصبة وأسكت، خليني أقول إنها لفتة مني عشان ما تخربين مكياجك."
نيهال رفعت حاجبها وقالت بحدة:"وصرت تهتم؟ غريبة!"
كيان بابتسامة واثقة:"يمكن الليلة كل شيء يصير."
تركها وراح وهو يبتسم، ونيهال وقفت مكانها تحاول تهدي قلبها اللي صار يدق بسرعة من الموقف. تمنت الأرض تنشق وتبلعها، مستحية إنه شافها كيان بهذا الشكل. استغفرت ودخلت القاعة مستعجلة، تحاول تتناسى كل اللي صار.



وقت دخول العريس، وأعلنوا عن دخوله، فتغطت النساء بسرعة. دخل طلال بكل هيبته وجماله ملامحه مليانة شوق وهو يدور عيونه على أيلول اللي صار له فترة ما شافها. خالته ما كانت تزورهم، وما حصل له فرصة يشوفها قبل العرس. من أول ما شافها، ما شال عيونه عنها، وهي المسكينة كانت ميتة من الخجل، خصوصًا من نظراته اللي كأنها تلتهمها.

لما وصل عندها، قرب بخطوات هادئة طبع قبلة على جبينها بحنية، وضمها بخفة وهو يقول:
مبروك يا روحي خلاص صرت حلالي.
أيلول ردت بخجل وهي طأطأت رأسها:
"الله يبارك فيك."
دخل أبو محمد ومحمد يباركون لهم، وبدعوات صادقة حذروا طلال
انتبه عليها، ما نبغى نشوف دمعة على خدها.
طلال بابتسامة مليانة ثقة رد: "لا تشيلوا هم مكانها بعيوني.
بعدها دخلوا الغرفة عشان يتصورن صور تذكارية، وبعدها
طلعوا مباشرة على الفندق


عند شذى وخنساء
في زاوية القاعة شذى كانت تراقب خنساء وهي تتصل بعلي وتتغزل فيه على بالها محد منتبه في نفس اللحظة، فكرة خبيثة لمعت في رأس شذى وقررت تستغل الموضوع.
سجلت مكالمة خنساء، وبدون ما تضيع وقت، أرسلتها لكيان مع رسالة قصيرة توضح كل شيء.
كيان لما شاف التسجيل الدم غلى في عروقه، وصارت عروق يده واضحة من شدة عصبيته. اتصل بخنساء بصوت مليان غضب
"اطلعي برا الحفل، الحين بنرجع البيت



عند شوق
في وسط زحمة العرس، شوق كانت تتحرك بحماس تساعد بكل شيء. فجأة تذكرت إنها نسيت جوالها في سيارة أخوها وقررت تروح تجيبه بسرعة.

وهي راجعة بخطوات مستعجلة، وسط الزحام، صدمت فجأة في شخص ما. رفعت عيونها بسرعة تشوف مين هو، وكانت نظراتها مليانة خجل وارتباك.

قدامها كان واقف شاب طويل بملامح هادئة ونظرات ثاقبة فيها قوة وجاذبية. شوق بسرعة قالت: "آسفة! ما كنت منتبهة. "

وبدون ما تنتظر رده لفت و مشت بسرعة تحاول تخرج نفسها من الموقف. لكنه ظل واقف مكانه عيونه تلاحقها وكأنه يحاول يفهم مين هي.

مين هذي ؟ " تساءل فهد ابن عم طلال، في نفسه شيء فيها شد انتباهه، خجلها أو عفويتها، أو يمكن ملامحها اللي ما قدر ينساها كل اللي كان واضح له إنه لازم يعرف مين تكون.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

أم محمد وأم طلال كانوا يستقبلون الضيوف بابتسامة وترحيب حار، والاغاني كانت شغالة ورافعة جو الفرح والاحتفال. شهد وشذى كانوا وسط المكان، يرقصون بحيوية وانسجام، والكل مبسوط بحركاتهم. هاجر كانت موجودة، تعامل طلال كأنه ولدها، وهي وأم طلال كانوا زي الأخوات، يضحكون ويسولفون مع بعض بكل ود.

خنساء كانت من ضمن المعازيم، جت مع عمتها هاجر عشان تغيّر جو. لبست فستان كرزي نص كم، وارتبت شعرها بأسلوب بسيط وأنيق. تعرفت على البنات وارتاحوا لها بسرعة، صارت الضحكة والسوالف بينهم كأنهم يعرفونها من زمان.

في القسم الثاني من نفس الشاليه، قسم الرجال:
بدأوا الضيوف يوصلون، وأبو طلال مع أخوه أبو فهد، وأبو محمد، وأبو معتز (محمد) قاعدين يستقبلون ويرحبون بالحاضرين. بدر وعيال عمه كانوا يساعدون أبو فهد بصب القهوة، وبعض الشباب كانوا يرقصون على الشيلات.

أما علي، كان قاعد يناظر الباب كل شوي، ينتظر دخول كيان. لما ما لقاها، قرر يطلع يتصل فيها، لأن جوه الشاليه الأغاني كانت شغالة بصوت عالي وما يقدر يسمع. طلع واتصل:

علي: ألو؟
كيان: هلا.
علي: وينك؟ تأخرتي.
كيان: معي شغل ضروري وما قدرت أتركه.
علي: يعني ما راح تجين؟
كيان: حالياً لا، ما أقدر. بس إذا خلصت وشفت الوقت مناسب، يمكن أجي.
علي: مو حلوة منك ما تجين، طلال ابن زوج عمتك، وكل شوي يسأل عنك.
كيان: طيب، بشوف، يمكن أجي متأخر.
علي: اللي تشوفين. في أمان الله.




كانت نيهال تمشي بخطوات واثقة في فستانها الأسود الطويل، تزينها ابتسامة خجولة زادت من إشراقتها. لاحظتها أم فهد بين الحاضرات، ولفتت نظرها بأدبها وجمالها البسيط.

أم فهد (وهي تهمس لجارتها أم جنى):
"البنت هذي ما شاء الله، يبين عليها بنت ناس ومحترمة. وش رأيك أسأل عنها؟ أحسها تناسب ولدي فهد."
أم جنى (وهي تشير إلى نيهال):"تقصدين هذيك؟"
أم فهد:"إي، هي ما شاء الله، قمر، سبحان من صور."
أم جنى:"هذي نيهال، أخت العروس."
أم فهد (بصدمة):"أخت إيلول؟"
أم جنى:"إي، وأكبر من إيلول بشوي."
أم فهد (باعجاب):"ما قد شفتها أبد!"
أم جنى:"كيف تشوفيها وأنتِ صار لك سنين برا السعودية؟"
أم فهد:"هي مخطوبة؟"
أم جنى:"لا، ما أعتقد."
أم فهد:"ليش زوجوا أختها قبلها؟"
أم جنى:"جا نصيب أختها قبلها، وبعدين نيهال أكبر بسنة تقريبًا. وبالأساس طلال هو اللي اختار إيلول، يحبها من وهم صغار."

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

أم محمد: لين متى بتقعدين تدورين؟ شهر؟ شهرين؟ واحتمال تحصّلين واحتمال لا.
نيهال: الحين مقدمة على شركات كثير، بس للحين ما ردّوا علي.
أم محمد: الغي كل الطلبات وارجعي شغلك وخلاص.
نيهال (بنبرة نفد صبرها): طيب، بشوف.
كانت أم محمد على وشك تكمل كلامها، لكن فجأة رن جرس الباب.
أم محمد: قومي يا بنتي، افتحي. واضح إن أبوك رجع من الجامع.
نيهال: طيب.
راحت تفتح الباب، وانصدمت لما شافت أخوها محمد ومعه عياله معتز (3 سنوات ونص) وديما (سنتين).
نيهال (بصوت متفاجئ): محمد!
محمد: ممكن أدخل؟
أم محمد كانت جايه من الداخل.
أم محمد: نيهال، ليش تأخرتي؟ مين عند الباب؟
شافت محمد، وانصدمت. وقفت مكانها. محمد كان يزورهم بالكاد مرتين في السنة، والآن صار له سنة كاملة ما شافهم، لدرجة إنهم نسوا إن عندهم ولد اسمه محمد. أم محمد طارت من الفرح، عيونها امتلأت بدموع الشوق، لكنها كانت زعلانه عليه في نفس الوقت. تراجعت بهدوء، ولفت تمسح دموعها عشان ما أحد يشوفها.
محمد دخل، ونيهال أخذت ديما ومعتز منه. فجأة نزل محمد على ركبتيه وهو يبكي بحرقة زي الطفل.
محمد (يمسك رجل أمه): أمي، سامحيني. أرجوكِ، ما أكرر غلطتي أبدًا.
أم محمد وقفت مذهولة، قلبها يعورها، مهما سوا يظل ولدها وسندها وفرحتها الأولى.
في هذا الوقت كانت أيلول في غرفتها. سمعت صوتهم ونزلت. لما شافت المنظر، جلست تبكي معهم. طول عمرها تتمنى اللحظة اللي يرجع فيها أخوها يطلب السماح من أمهم.
نيهال أخذت عيال أخوها ودخلت الغرفة عشان تهديهم. فجأة دخل أبو محمد وشاف المنظر قدامه.
أبو محمد (بعصبية): مين أعطاك الحق تدخل بيتنا؟
محمد (يبكي): يبه، سامحني.
أبو محمد: ما أسامحك لو أموت. تركتنا واحنا نبكي عليك.
محمد: يبه...
أبو محمد: تفه عليك! ما عرفنا نربيك يا عاقّ الوالدين. وش اللي رجعك بعد ما نسيناك؟
محمد (بصدمة): نسيتوني؟
أبو محمد: بالنسبة لنا، انت مت. والميت برايك يرجع؟ لا يا ولدي، ما يرجع. نتعود على غيابه وننساه.
أم محمد كانت تسمع كلام زوجها، تبكي بحرقة، قلبها يتقطع على ولدها، مهما سوى يظل قطعة منها.
محمد وقف صامت، عيونه مليانة دموع، وراح لغرفة نيهال. أخذ عياله وخرج. كان مقرّر يرجع، ومعه أمل كبير إنهم يومًا ما يسامحونه.

Читать полностью…

رواياتي🧸🎻

(محمد أخذ الكاس من يدها وشربه دفعة وحدة، وهو يرتعش وجسمه كله عرق، رغم إن الغرفة باردة والمكيف شغال. كان بالحلم عطشان ريقه ناشف مرة، وكل ما طلب موية كان الناس يضحكون عليه ويسكرون الأبواب بوجهه. شاف نفسه مشرد، بلا أهل، وزوجته أخذت عياله وسافرت بعيد. كان زي المجنون بدون عياله.)

شهد: أنت بخير؟
محمد (بهدوء، وهو يتنفس بصعوبة): نفس الحلم...
شهد (تحاول تخفف عنه): مافيه شي إن شاء الله. يمكن مع السهر، بكرة نام بدري وبتشوف.
محمد (بخوف ودموع بعينه): صار لي شهر على هالحالة... واضح إن اللي يصير معي بسبب أهلي.
شهد (تحاول تغير الموضوع): طيب، وش رأيك نروح عند الدكتور؟
محمد (بعصبية): دكتور؟ لا! ألف مرة قلت لك لا تجيبين طاري الدكتور! أنا مو مجنون عشان أروح لدكتور نفسي!
شهد (بصراخ): وأنا؟ إلى متى أجلس كذا؟ أصحى على صراخك وأنام على صراخك؟!

(محمد يطالعها بعيون مليانة تعب وألم.)
محمد: تحبيني؟ تحمليني.
شهد (بحزن): أحبك، بس أخاف منك. تصحى مو طبيعي... خايفة أي يوم تفقد وعيك وتقتلني أو تقتل عيالنا. أنا خايفة يا محمد، خايفة!

(محمد كان يسمعها، لكن عقله بمكان ثاني. يتذكر رسالة صاحبه الأسبوع اللي فات، لما حكاله عن كل شيء: الكوابيس، والفزع، والحلم اللي يتكرر كل ليلة. صاحبه قاله إنه سأل شيخ عن تفسير الأحلام.)

(الشيخ قال: علاجه الوحيد إنه يطيع والدينه. بالحلم كان يعاني، يطلب موية ولا أحد يعطيه، وزوجته وأطفاله بعيدين عنه. هذا كله انعكاس لعقوقه لأهله.)

(محمد فجأة حس بشعور والديه لما تركهم. حس إنه عذبهم وحرق قلوبهم ببعده. نزلت دموعه بصمت وهو يرجع من أفكاره. قرر إنه لازم يصلح كل شيء.)

(محمد بصوت هادي ومليان عزم، يحدث نفسه): لازم أرجع لأهلي... إلى متى أكون عاق وأدخل النار بسبب حبي لزوجتي؟

(شهد كانت تراقبه بصمت، ما تدري عن القرار اللي اتخذه، لكنها حسّت بشيء تغيّر فيه.)

Читать полностью…
Subscribe to a channel