🔹🔷 قناة الولایَـة 🔷🔹 🔎 لكشف الحقائق وعرضها بالوثائق 🔍 📚 کل مایخدم المحاور الشیعي 📚 وثائق من كتب المخالفين 📚 الرد علی شبهات المخالفين 📚 کشف التحریفات خادم أمير المؤمنين @Karballe_313 » لاتغــادرون |✌️
يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ
:
❂ يقولُ إمامُنا الباقر في معنى قولهِ عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} قال: ({يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} الحسن والحسين، {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} قال: يجعل لكم إمامَ عَدْلٍ تأتمُّون به، وهو عليُّ بن أبي طالب) [تأويل الآيات]
[توضيحات]
✦ هذا المُصطلح "النور" في ثقافةِ الكتاب والعِترة في معناه الحقيقي هو الإمام المعصوم، وولاية الإمام المعصوم فحِين سُئِل إمامُنا الباقر عن قولهِ عزّ وجلّ: {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} قال: يجعل لكم إمام عدلٍ تأتمُّون به وهو عليُّ بن أبي طالب وهذا المعنى هو نفس المعنى الوارد للنور في سورة الأعراف في قولهِ عزّ وجلّ: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} إذ يقول إمامُنا الصادق في معنى النور في هذه الآية: (النور في هذا المَوضِعِ عليٌّ أميرُ المُؤمنين والأئمة عليهم السلام) [الكافي الشريف: ج1]
❂ أيضاً حِين سَألَ أبو خالدٍ الكابلي الإمام الباقر عن قولِ الله عزّ وجلّ: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا} قال الإمام: (يا أبا خالد النور واللهِ الأئمة مِن آلِ مُحمّد صلواتُ الله عليهم إلى يوم القيامة، وهم واللهِ نور اللهِ الذي أنزل، وهم واللهِ نور اللهِ في السماوات وفي الأرض، والله يا أبا خالد، لَنورُ الإمامِ في قلوب المؤمنين أنورُ مِن الشمس المضيئة بالنهار، وهم واللهِ يُنوّرون قُلوب المؤمنين، ويحجبُ اللهُ عزّ وجلّ نورَهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم، والله يا أبا خالد لا يُحبُّنا عبدٌ ويتولّانا حتّى يُطهّر اللهُ قلبه، ولا يُطهّرُ اللهُ قَلْبَ عبدٍ حتّى يُسلّم لنا ويكون سِلْماً لنا، فإذا كان سِلْماً لنا سلَّمهُ اللهُ مِن شديد الحساب، وآمنهُ مِن فزعِ يوم القيامة الأكبر) [الكافي الشريف:ج1]
❂ ويقول صادقُ العترة في قولهِ عزّ وجلّ: {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ} قال: (فاطمة صلوات الله عليها، {فيها مصباح} الحسن {الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ} الحسين {الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ} قال: فاطمة كوكبٌ دُريّ بين نساء أهل الدنيا {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ} إبراهيم {زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ} لا يهوديّةٍ ولا نصرانيّة {يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ} يكاد العِلْم يتفجّر بها {وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ} إمامٌ منها بعد إمام {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ} يهدي اللهُ للأئمة مَن يشاء، {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ} قُلْتُ {أَوْ كَظُلُماتٍ} قال: الْأَوَّلُ وَصَاحِبُهُ، {يغشاهُ موجٌ} الثالث {مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ} ظُلُمَاتٌ الثَّانِي {بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ} معاوية لعنهُ اللهُ وفتن بني أميّة {إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ} المؤمن في ظُلمةِ فتنتهم {لَمْ يَكَدْ يَراها وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً} إماماً مِن وُلد فاطمة {فَما لَهُ مِنْ نُورٍ} إمامٌ يوم القيامة) [الكافي الشريف: ج1]
❂ وقال صلواتُ الله عليه في معنى قوله تعالى: {يَسْعَىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} قال: أئمةُ المُؤمنين يوم القيامةِ تسعى بين يدي المُؤمنين وبأيمانهم حتّى يُنزلوهم منازل أهل الجنة) [الكافي الشريف: ج1]
❂ وأمّا في معنى الولاية فيَقولُ إمامُنا الكاظم في قول اللهِ تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} قال: (يُريدون لِيُطفئوا ولاية أمير المؤمنين بأفواههم. وقولهِ تعالى: {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} قال: واللهُ مُتمُّ الإمامة، والإمامة هي النور، وذلك قولهِ عزّ وجلّ: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا} قال: النور هو الإمام) [الكافي الشريف: ج2]
❂ ويقولُ إمامنا الباقر في قولهِ تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} قال: (والذين كفروا بولاية عليّ بن أبي طالب أولياؤهم الطاغوت، نزلت في أعدائهِ ومَن تَبِعَهُم، أخرجوا الناس من النور. والنور: ولاية عليٍّ، فصاروا إلى ظلمةِ ولاية أعدائه) [المناقب]
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
تحذيرُ مِن الوقوعِ في عبادةِ الشيطان!
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد صلواتُ اللهِ عليه: (مَن أصغى إلى ناطقٍ فقد عَبَده، فإن كان الناطقُ عن اللهِ فقد عبَدَ الله، وإن كان الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس فقد عبَدَ إبليس!) [الكافي: ج6]
[توضيحات]
الإمام يُبيّن أنّ هناك منطقان:
• منطقٌ إلهي،
• ومنطقٌ إبليسي،
فالناطقُ لا يخلو؛ إمّا أن يكونَ ناطِقاً عن اللهِ وذلك هو الحقّ، وإمّا أن يكونَ ناطِقاً عن إبليس وذلك هو الباطل، ولا ثالثَ لهما، وأمّا الذي يخلِطُ في كلامِهِ بين الحقِّ والباطل لأجلِ إخفاءِ الباطلِ وتمريرِهِ على الناسِ بخفاء، فذلك إبليسُ الأبالسة!
• قولُهُ: (فإن كان الناطِقُ عن اللهِ فقد عبَدَ الله) لابُدّ أن نعرفَ أنّ الناطقين عن اللهِ هُم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط، ونحنُ بين أيدينا أحاديثُهم الشريفة، فهذه الأحاديثُ ناطِقةٌ عن اللهِ تعالى لأنّ كلامَ الأئمةِ الأطهار صلواتُ اللهِ عليهم هو بعينِهِ كلامُ الله فلا يُوجدُ ناطِقٌ عن اللهِ سِواهم صلواتُ اللهِ عليهم كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه حين يقول: (أما إنّه ليس عند أحدٍ مِن الناسِ حقٌّ ولا صوابٌ إلّا شيءٌ أخذوهُ مِنّا أهلَ البيت، ولا أحدٌ مِن الناسِ يقضي بحقٍّ وعدلٍ وصوابٍ إلّا مِفتاحُ ذلك القضاءِ وبابُهُ وأوّلُهُ وسَبَبُهُ عليُّ بنُ أبي طالب، فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأُ مِن قِبَلِهم إذا أخطأوا والصوابُ مِن قِبَلِ عليِّ بن أبي طالب) [البحار: ج2]
● وكما يقولُ أيضاً صلواتُ اللهِ عليه: (كلُّ ما لَم يخرج مِن هذا البيتِ فهو باطل)
● وكذالك قال إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه لِسلَمةَ بن كُهيل والحكم بن عُيينة: (شرِّقا وغرِّبا، فلا تجدان عِلْماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج مِن عندنا أهلَ البيت)
● ونفس هذا المضمون قالهُ إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه أيضاً حين ذكروا عندهُ الحسنَ البصري، حيث قال: (فليذهب الحسنُ يميناً وشمالاً، لا يُوجدُ العِلْمُ إلّا عند أهلِ بيتٍ نزل عليهم جبرئيل)
كلُّ هذه الأحاديثِ وغيرِها تُؤكّدُ أنّ الذين ينطقونَ عن اللهِ هم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط، ولا يُوجدُ ناطِقٌ عن اللهِ سِواهم وبالنسبةِ إلينا نحنُ إذا كُنّا صادقين في نقلِ حديثِهم فإنّنا ننقلُ عن الناطقينَ عن الله أمّا الناطقون عن اللهِ بشكلٍ حقيقيٍّ ومُطلق فهُم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط
قد يسأل سائل:
لماذا عَدَّ إمامُنا الجواد الإصغاءَ لناطقٍ عبادةً له؟
الجواب: لأنّ الإمامَ لا يتحدّثُ عن مُجرّدِ سُماعٍ عاديٍّ للكلام وإنّما يتحدّثُ عن "إصغاء" وفارقٌ كبيرٌ بين السمعِ والإصغاء
المُراد مِن الإصغاء: أي استماعٌ مع انتباه، يعني هناك نوعٌ مِن الرغبةِ في تلقّي الكلام، لذلك يكونُ الإصغاءُ للمُتحدّثِ مُساوٍ لِعبادتِهِ، فإن كان الناطِقُ هو الإمامُ المعصوم فإنّ المعصومين ناطقون عن الله، فيكونُ الاصغاءُ لحديثِهِم عبادةٌ لله، وإذا كان الناطِقُ ينطِقُ بكلامٍ يُخالفُ منطِقَ الناطقين عن الله أي يُخالفُ أهلَ البيت فهذا الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس وبعبارةٍ أخرى: إبليسُ يُخفي نفسَهُ وراءَ لسانِ هذا الناطق، فالذي يُصغي لهذا الناطقِ عن إبليس فإنّه يعبدُ إبليس وهو لا يشعر!
• والمُراد مِن قولِ الإمام (فقد عَبَده) أي جعل ذلك الناطقَ إماماً له فإذا كان هذا الناطق ينطِقُ عن لسانِ إبليس فإنّ الذي يُصغي إليه قد دان بإمامةِ هذا الناطقِ الإبليسي!
ملاحظة مُهمّة:
إبليس حين يُريدُ إغواءَ المؤمنين لا يأتيهم بصورتِهِ البشعةِ الواضحة للجميع، لأنّهم سيُعرضونَ عنه ولكنّه يأتيهم وهو يرتدي عباءةَ الحقِّ كي يخدعَ الناس! فيُخفي إبليسُ نفسَهُ تحت ألسنةِ الناطقين بالكلامِ الحسن، الذين لهم مقبوليّةٌ ومنزلةٌ عند الناس، ولكلامِهِم تأثيرٌ في نفوسِ الناس، لأنّ إبليس لا يجِدُ مخبأً يصعبُ اكتشافُهُ ويصعبُ معرفةُ وجودِ إبليس فيه أفضلَ مِن هؤلاء الناطقين الذين لهم مقبوليّةٌ وتأثيرٌ ومكانة بين الناس في الوسط الديني، كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه في هذه الرواية الخطيرة، إذ يقول: (إنّا أهلُ بيتٍ لا يزالُ الشيطانُ يُدخِلُ فينا مَن ليس مِنّا ولا مِن أهلِ ديننا، فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا، وكلّما ذهب واحد جاء آخر)!
• قوله: (فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس) أي رفع إبليسُ رجلَ الدينِ هذا وصار مشهوراً والناس مُلتفّةٌ حولهُ (أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا)! يعني أنّ ما ينطِقُ به هذا الناطقُ الدينيُّ وما يطرحُهُ مِن فِكرٍ هو بأمرِ الشيطان ويخدمُ مشروعَ الشيطان! الروايةُ خطيرةٌ جدّاً فهي تُبيّن أنّ الشيطانَ يُدخِلُ في وسَطِنا الشيعيّ شخصيّاتٍ ترتدي الّلباس الديني يعني رجال دين ولكن في حقيقتِهم لا علاقةَ لهم بأهلِ البيت!
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
(ومضة تفكّر)
مِن الأدعيةِ التي يُستحَبُّ قِراءتُها في كُلِّ ليلةٍ مِن ليالي شهرِ رمضان؛ هذا الدعاء الذي بدايتُهُ: (إلهي وقف السائلون ببابك) هل تفكّرنا يوماً في كلماتِ هذا الدعاءِ وتساءلنا عن المُراد مِن وقوفِ السائلينَ عند بابِهِ سُبحانهُ وتعالى؟!
الجواب:
المُراد مِن البابِ الذي وقف السائلونَ عِندهُ هو إمامُ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه كما نُخاطِبُهُ في دعاءِ النُدبةِ الشريف: (أين بابُ اللهِ الذي منه يُؤتى) فالبابُ الذي يُؤتى اللهُ مِنه هو الإمامُ المعصوم فقط، وليس هناك مِن بابٍ سِواه
أئمتُنا الأطهار جميعاً هم أبوابُ اللهِ تعالى كما يقولُ إمامُنا الصادقُ صلواتُ اللهِ عليه: (الأوصياءُ هم أبوابُ اللهِ عزَّ وجلَّ الّتي يُؤتى منها، ولولاهم ما عُرِفَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وبهم احتجَّ اللهُ تبارك وتعالى على خلقِهِ) [الكافي: ج1]
فحين نقول: (إلهي وقفَ السائلونَ ببابك) يعني وقفنا بين يدي الحُجّةِ بن الحسن صلواتُ اللهِ عليه فهو إمامُ هذا الزمان، وهو بابُ اللهِ على نحو الحقيقةِ لا المجاز، وهو وجهُ اللهِ الذي إليه يتوجّهُ الأولياء، ومِن هنا كان شهرُ رمضان هو شهرُ إمامِ زمانِنا، فهو بابُ الله، وهو الداعي إلى ضيافةِ الله.
ونحنُ في ليالي هذا الشهرِ المُعظّم، بل في سائرِ الأيّام ليس فقط نقِفُ بهذا البابِ سائلين. وإنّما نُنيخُ رواحِلَنا عندَهُ ونلتصِقُ به، ونسجدُ عند أعتابِهِ خاضعينَ خاشعين، ولا نُبارحُهُ أبداً.. مثلما نقرأ في دعاءِ أبي حمزةَ الثمالي: (فوعزّتِك لو انتهرتني ما برحتُ مِن بابك..) لماذا؟! لبديهةٍ واضحةٍ في دِيننا وهي أنَّ غفرانَ ذُنوبِنا والعفوَ عن سيّئاتِنا، وكذلك مسألةُ قَبولِ أعمالِنا كُلُّ ذلك لا يتحقّقُ إلّا مِن خلالِ هذا الباب وهو الإمامِ المعصوم، كما نقرأ في زيارةِ إمامِ زمانِنا: (أشهدُ أنّ بولايتكَ تُقبَلُ الأعمالُ، وتُزكّى الأفعالُ، وتُضاعَفُ الحسَناتُ، وتُمحَى السيّئات فمَن جاء بولايتِكَ واعترف بإمامَتكَ قُبِلتْ أعمالهُ وصُدِّقَتْ أقوالُهُ وتضاعفت حسناتُهُ ومُحِيَتْ سيّئاتُهُ ومَن عدلَ عن ولايتِك وجَهِلَ معرفتكَ واستبدلَ بك غيرك أكبّهُ اللهُ على منخرِهِ في النارِ ولم يقبلِ اللهُ له عَمَلاً ولم يُقِم له يومَ القيامةِ وَزْناً..)
وهذا المضمون هو نفسُ المضمونِ الواردِ في الحديثِ القُدسي الذي ينقلُهُ إمامُنا العسكريُّ عن اللهِ تعالى حين خاطِبُ الباري تعالى إمامَ زمانِنا في يومِ مولدِهِ الشريف قائلاً: (آليتُ أنّي بكَ آخُذُ، وبكَ أُعطي، وبكَ أغفِر، وبكَ أُعذّب..) معنى "آليتُ": يعني أقسمتُ قَسَماً شديداً أنّي بكَ آخُذ، وبكَ أُعطي، وبكَ أغفِرُ، وبكَ أُعذِّب، فهذه الباء في قولهِ تعالى (بك آخذُ) هي باءُ الواسطة، فإمامُ زمانِنا هو البابُ في كُلِّ الأخذِ وفي كُلِّ العطاء.
ولِذا فإنَّ الضلالةَ تُخيِّمُ على القلوبِ التي لا تطرِقُ هذا الباب لأنَّ الأخذَ والعطاءَ والمغفرةَ والعذابَ وكُلُّ أمرٍ هو بيدِ إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه فلا يُقبَلُ صِيامٌ ولا تُقبَلُ صلاةٌ ولا أيُّ عبادةٍ إلّا بولايتِنا لإمامِ زمانِنا صلواتُ الله عليه ولذا نُردّدُ في أسحارِ هذه الّليالي قائلين: (فوعزّتِك لو انتهرتني ما برحتُ مِن بابك، ولا كفَفْتُ عن تملُّقكَ، لِما أُلهِم قلبي مِن المعرفةِ بكرمِك وسعةِ رحمتِك) فكُلُّ المسائلِ مَدارُها الإمامُ المعصوم، كُلُّ المسائل مردُّها لإمامِ زمانِنا الحُجّةِ بن الحسنِ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه.
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
ضمانٌ مِن آلِ محمّدٍ بأنّ لكُلِّ صائمٍ دعوةٌ مُستجابة فاجعلوها لطَلَبِ فرجِ إمامِ زمانِنا
:
❂ يقول إمامُنا الكاظم صلواتُ اللهِ عليه: (إنّ للصائمِ عندَ إفطارهِ دعوةٌ لا تُرَدّ) ويقولُ أيضاً عليه السلام (دعوةُ الصائمِ تُستجابُ عند إفطارِهِ) [بحار الأنوار: ج93]
ومضة تفكُّر 💭
إذا كان هناك ضمانٌ معصوميٌّ للصائمينَ بإجابةِ دُعائهم فإنّهُ مِن سُوءِ الأدبِ وسُوءِ التوفيقِ وعدمِ الوفاءِ أن تكونَ هذه الدعوةُ لحوائجِ الصائمِ الشخصيّةِ الدنيويّة ولا تُجعلَ لإمامِ زمانِنا الذي يقولُ في توقيعِهِ الشريف: (وأكثروا الدعاءَ بتعجيلِ الفَرَجِ فإنَّ ذلك فَرَجُكم) الإمامُ ليس فقط أوصانا بالدعاء بتعجيلِ الفرج وإنّما أمرنا بالإكثارِ مِن الدعاءِ بتعجيلِ الفرج.
وحتّى لو لم يُوصِ الإمامُ الشيعةَ بالإكثارِ مِن الدعاءِ بتعجيلِ الفرج فإنَّ الشيعيَّ الحقيقيَّ في ثقافةِ الكتابِ والعترة هو الذي يكونُ إمامُ زمانِهِ هو العنوانُ الأهمُّ في حياتِهِ، أمّا الذي يُقدِّمُ على إمامِ زمانِهِ عناوينَ أًخرى في حياتِهِ الشخصيّة فذلك أمرٌ يكشِفُ عن خَلَلٍ عقائديٍّ عندَهُ وعن سوءٍ في العلاقةِ مع أهلِ البيتِ ومع إمامِ زمانِهِ واضطرابٍ في الأولويّات.
مع مُلاحظة أنّنا نحنُ الذين ننتفعُ مِن الدعاء لفرجِ إمامِ زمانِنا وليس الإمام ونفسُ وصيّةِ الإمام تُشيرُ إلى ذلك، حين تقول: (فإنّ ذلك فرجُكم) إمامُ زمانِنا ليس بحاجةٍ إلى دُعائنا، مَن نحنُ، وما قِيمتُنا حتّى تكونَ لأدعيتِنا قيمةٌ ويكونَ الإمامُ المَعصومُ بِحاجةٍ لأمثالِنا؟!
الإمامُ المعصومُ ذاتُهُ غنيةٌ مُغنية، يعني غنيّةٌ بنفسِها ومُغنيةٌ لِغيرها، والذاتُ الغنيّةُ المُغنيةُ لا تكونُ بحاجةٍ إلى الذواتِ الفقيرةِ المُفتَقِرةِ الفاقرةِ أمثالنا، وإنّما نحنُ الفُقراءُ إليه صلواتُ اللهِ عليه فالدعاءُ بتعجيلِ فَرَجِ إمامِنا هو في حقيقتِهِ فَرَجٌ لنا نحنُ وليس للإمام،
فإذا كان هناك ضمانٌ مِن آلِ مُحمّدٍ للصائمينَ بأنَّ لهم عند إفطارِهم دعوةٌ لا تُرَد فلنجعل هذه الدعوةَ المُستجابةَ في الفناءِ الذي يربِطُنا بإمامِ زمانِنا، ويُشدِّدُ علاقتَنا بإمامِ زمانِنا صلواتُ الله عليه فإنَّ أوسعَ الأرزاقِ في هذا الشهرِ المُبارك لاسيّما في ليلةِ القدر المُعظّمة هو أن نُرزَقَ معرفةَ إمامِ زمانِنا ونُوفَّقَ لخدمتِهِ ونُصرتِهِ وللدعاءِ بتعجيلِ فرجه الشريف،
فخدمةُ الإمامِ ونُصرتُهُ وحتّى الدعاءُ بتعجيلِ فرجِهِ يحتاجُ إلى توفيقٍ، كما يقولُ إمامُنا الزاكي العسكري في حديثٍ له يتحدّثُ فيه عن غيبةِ إمامِ زمانِنا وأحوالِ الناسِ في غيبتِهِ، يقول: (واللهِ لَيغيبنَّ غيبةً لا ينجو فيها مِن الهَلَكةِ إلّا مَن ثَبّتهُ اللهُ عزَّ وجلَّ على القولِ بإمامتِهِ ووَفّقهُ فيها للدعاءِ بتعجيلِ فَرَجه..)
الإمام قال: (ووفَّقَهُ فيها للدعاء بتعجيلِ فرجِهِ) لأنَّ الدعاءَ يحتاجُ إلى عملٍ مِن نفسِ مضمونِ الدعاء فالدعاءُ مِن دونِ عملٍ في ثقافةِ العترةِ كالقوسِ بلا وتر، يعني لا ينطلِقُ أبداً فنحنُ نحتاجُ إلى توفيقٍ للدعاءِ بتعجيلِ الفرج وأجواءُ إجابةِ الدعاءِ مُهيّأةٌ في هذا الشهرِ المُبارك ومِنها الدعوةُ التي لا تَردُّ عند إفطارِ الصائمين،
الَّلهمُّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ وعجّل فَرَجَهم الَّلهمَّ وليّنِ قُلوبَنا لوليّ أمرك، وعافِنا ممّا امتحنتَ بهِ خلقك، وثبِّتنا على طاعتِهِ وولايتهِ، الّلهمَّ ولا تسلبْنا اليقينَ لطولِ الأَمَدِ في غيبتِهِ وانقطاعِ خَبَرهِ عنّا، ولاتُنسِنا ذِكْرَه وانتظارَهُ والإيمانَ بهِ وقوّةَ اليقينِ في ظُهورِهِ والدعاءَ لهُ والصلاةَ عليه، حتّى لايُقنِّطنا طُولُ غَيبتِهِ مِن قيامِهِ، ويكونَ يقينُنا في ذلك كيقينِنا في قيامِ رسولكَ صلواتُكَ عليه وآله الّلهُمّ وعجّل فرجَهُ وأيّدهُ بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، وصَلَّ عليهِ وعلى آبائهِ الأئمةِ الطاهرين، وعلى شيعتِهِ المُنتجبين، وبلّغهُم مِن آمالهم مايأملون، برحمتكَ يا أرحمَ الراحمين
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
الأنبياء هم شيعةٌ لأهل البيت في المراتب العالية
:
❂ سُئل إمامُنا الصادق عن معنى قوله تعالى: {وإِنّ مِن شِيعتِهِ لإبراهيم} فقال: (إنّ اللّٰه لمّا خلقَ إبراهيم كشف لهُ عن بصرهِ فنظر إلى جانبِ العرش فرأى نُوراً، فقال: إلهي وسيّدي ما هذا النور؟ قال: يا إبراهيم هذا نُور مُحمّدٍ صفوتي مِن خلقي، ورأى نُوراً إلى جنبهِ فقال: إلهي وما هذا النُور؟ فقِيل لهُ: هذا نُور عليّ بن أبي طالب ناصر ديني، ورأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار، فقال: إلهي وما هذهِ الأنوار؟ فقيل له: هذا نُور فاطمة فَطَمت مُحبّيها مِن النار، ونُور ولديها الحسن، والحسين، فقال إبراهيم: إلهي، وأرى أنواراً تسعة قد حفُّوا بهم؟ قيل له: يا إبراهيم هؤلاء الأئمةُ مِن وُلد عليّ، وفاطمة، فقال: إلهي أرى أنواراً قد أحدقوا بهم لا يُحصي عددهم إلّا أنت؟ قيل له: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم، شيعةُ عليّ. فقال إبراهيم: وبمَ تُعرَفُ شِيعتهُ؟ قال: بصلاةِ الإحدى والخمسين، والجهر ببسم اللّٰه الرحمن الرحيم، والقُنوت قبل الرُكوع، والتختّم باليمين، فعند ذلك قال إبراهيم: الّلهُمّ اجعلني مِن شيعة أمير المؤمنين، فأخبرَ اللّٰهُ في كتابهِ فقال: {وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم}) [تأويل الآيات]
[توضيحات]
✦ قوله: {وإنّ مِن شِيعتهِ لإبراهيم} هذه الآية بحَسَب السِياق الّلفظي المُراد منها: وإنّ مِن شِيعةِ نُوحٍ لإبراهيم؛ لأنّ الآيات السابقة لهذه الآية كانت تتحدّث عن نوح، إذ تقول الآيات: {ولقد نادانا نوحٌ فلَنِعمَ المُجيبون* ونجّيناهُ وأهلَهُ مِن الكرب العظيم} إلى أن تقول: {إنّهُ مِن عبادنا المُؤمنين* ثُمّ أغرقنا الآخرين* وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم} فبحَسَب هذا السِياق الّلفظي فإنّ المُراد مِن قوله: {وإنّ مِن شِيعتِهِ لإبراهيم} أي: وإنّ مِن شيعةِ نُوحٍ لإبراهيم أمّا بحسب المعنى الحقيقي فالمُراد منها: وإنّ مِن شيعةِ عليٍّ لإبراهيم، كما بيّن إمامُنا الصادق
وليس إبراهيم وحدهُ مِن شيعة عليّ، وإنّما كُلّ الأنبياءُ طُرّاً مِن آدم إلى آخر نبيٍّ ووصيٍ قبل نبيّنا الأعظم كُلّهم جُزءٌ مِن أمّة نبيّنا وهم مِن شيعة عليٍّ كما يقول إمامُنا الصادق في قوله تعالى: {وإنّ مِن شِيعتهِ لإبراهيم} قال: (أي إنّ إبراهيم مِن شيعةِ النبي، فهو مِن شيعةِ عليّ، وكُلُّ مَن كان مِن شِيعةِ عليٍّ فهُو مِن شيعةِ النبيّ) [تفسير البرهان ج4]
وكما قال إمامُنا السجّاد حين قال له رجل: يا بن رسول الله، أنا مِن شيعتكم الخُلّص، فقال لهُ الإمام: (يا عبد الله، فإذن أنت كإبراهيم الخليل الذي قال اللهُ فيه: {وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم إذ جاء ربّهُ بقلبٍ سليم} فإن كان قلبُكَ كقلبهِ فأنت مِن شيعتنا، وإن لم يكن قلبُك كقلبه وهو طاهرٌ مِن الغِشِّ والغِلِّ فأنت مِن مُحبّينا وإلّا فإنّك إن عرفتَ أنّك بقولك كاذبٌ فيه إنّك لمُبتلى بفالجٍ لا يُفارقك إلى الموت، أو جُذامٍ ليكونَ كفّارةً لكذبك هذا) [بحار الأنوار ج65]
:
✦ وقول الآية: {وإِنّ مِن شِيعتِهِ لإِبراهيم* إِذ جاء ربّهُ بِقلبٍ سليم} هذا القلبُ السليم الذي كان عند إبراهيم إنّما كان قلباً سليماً لأنّهُ شعّ بنورُ أهل البيت ومِن معاني الشيعةِ في حديث العِترة أنّه قِيل لهم شيعة لأنّهم مِن شُعاعِ أنوارِ أهل البيت، كما يقول إمامنا الباقر في حديثٍ له: (ثمّ خُلِقَ شِيعتُنا، وإنّما سُمُّوا شيعة لأنّهم خُلقوا مِن شُعاع نورنا) ونُورُ أهل البيت إنّما يشعُّ في قلب الإنسان كما يقول إمامنا الباقر: (لَنُور الإمام في قُلوب المُؤمنين أنورُ مِن الشمس المُضيئة بالنهار)
فالقلبُ السليم الذي جاء بهِ إبراهيم هو ذلك القلبُ الذي كان عامراً مَعموراً بنُور أهل البيت فكُلّ الأنبياء هم شيعةٌ لأهل البيت وبعبارة أخرى: كُلُّ الأنبياء هم شِيعةٌ لإمام زماننا ولهذا فإنّ النبيّ عيسى حين ينزلُ في آخر الزمان فإنّهُ يُصلّي خلف إمام زماننا ويكونُ جُنديّاً يُقاتِلُ تحت لواء إمام زماننا، كما يقول إمامنا الباقر: (سيأتي على الناس زمانٌ لا يعرفون ما هو التوحيد، حتّى يكون خُروجُ الدجّال، وحتّى ينزل عيسى بن مريم مِن السماء ويقتلَ اللهُ الدجّال على يديه ويُصلّي بهم رجلٌ مِنّا أهل البيت، ألا ترى أنّ عِيسى يُصلّي خَلْفنا وهو نبيّ؟ ألا ونحنُ أفضلُ منه) [بحار الأنوار ج14]
فلا وجه للمُقايسَة بين أهل البيت وبين الأنبياء فإنّ الأنبياء حتّى في خِلقتِهِم إنّما خُلِقُوا مِن فاضل طِينة أهل البيت فقول أهل البيت: (شيعتُنا خُلقوا مِن فاضل طينتنا وعُجِنوا بماء ولايتنا) هذه العبارة يدخل فيها الأنبياء، لأنّ الأنبياء هم الشيعة في المراتب العالية هم أرقى مظاهر التابعين لأهل البيت بالقياس إلى سائر الناس وما تكاملت النبوّة لنبيّ مِن الأنبياء حتّى أقرَّ بولاية أهل البيت وفضلهم كما يقول نبيّنا الأعظم: (ما تكاملتْ النبوّة لنبيٍّ في الأظلّة حتّى عُرضت عليه ولايتي وولايةُ أهْل بيتي ومثلوا له -أي مَثَل أهل البيت لهؤلاء الأنبياء- فأقرّوا بطاعتهم وولايتهم) [بحار الأنوار ج26]
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
الميزانُ لِتشخيص الكُفْر والإيمان.
:
❂ يقولُ إمامُنا باقرُ العلوم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه: (إنَّ الله عزَّ وجلَّ نَصَبَ عليّاً عَلَماً بينهُ وبينَ خَلْقِهِ، فمَن عَرفَهُ كانَ مُؤمناً، ومَن أنكرهُ كانَ كافراً، ومَن جَهِلَهُ كانَ ضالّاً، ومَن نَصَبَ معهُ شيئاً كانَ مُشركاً، ومَن جاءَ بولايتهِ دخَلَ الجنَّة، ومَن جاءَ بعداوته دخلَ النار) [الكافي الشريف: ج1]
[توضيحات]
فسيّد الأوصياء هو المِيزان للتقييم والتمييز بين الكُفْر والإيمان، وبين الهُدى والضلال، وبين الحقّ والباطل، وبين العلم والجهل، وبين الحكمة والحماقة، هو ميزانُ الحقيقةِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وهذا المعنى مَوجودٌ ومُنتشرٌ في زياراتِ أمير المؤمنين وفي حديثِ العترة الطاهرة، كما نقرأ في أوائلِ زيارة سيّدِ الأوصياء المُطلقة، حين نُخاطِبهُ بهذهِ العبائر: (السلامُ على مِيزان الأعمال ومُغيّر الأحوال)
فهو مِيزانُ الأعمال صلواتُ الله عليه.
• وهو "الحقُّ" في قولِهِ تعالى: {والوزنُ يَومئذٍ الحق} وهذا يتّفق مع قولِ نبيّنا الأعظم حين يقول: (عليٌ مع الحقّ، والحقُّ مع عليّ يدورُ الحقُّ مع عليٍّ حيثما دار)
• وعليٌ هو "الإيمان" كما جاء في كلماتهم الشريفة صلواتُ اللهِ عليهم: (بَرزَ الإيمانُ كلّهُ إلى الشِركِ كلّه)
• وعليٌ هو "القُرآن" كما جاء في كلماتِهِم: (عليٌ مع القرآن والقرآن مع عليّ).
فسيّد الأوصياء هو المِيزان في كُلّ شيء، ولَهُ الولاية المُطلقة فحَتّى لو وَزَنَ مَن وَزَن مِن الخَلْقِ فَكان الوزْنُ سَيّئاً وكانتْ النتيجة سَيّئة فإنّه صلواتُ اللهِ عليه يستطيعُ أن يُقلّبَ حال صاحبِ الوزنِ السيّئ مِن سيّئٍ إلى حسن لأنّ مَردُّ الأمور إليه صلواتُ الله وسلامهُ عليه كما نُخاطبُ أهل البيت صلواتُ الله عليهم في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة: (إيابُ الخلقِ إليكم، وحسابهم عليكم). يعني أنّ أمور جميع الخلائق بأيديهم صلواتُ الله عليهم.
• أمّا كيف يُقلّبُ أميرُ المؤمنينَ الأحوال؟
فنجدُ جواباً لهذا السؤال في زيارةِ إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه حِين نُخاطِبُهُ ونقول: (أشهدُ أنَّ بولايتكَ تُقبَلُ الأعمالُ، وتُزكَّى الأفعالُ، وتُضاعَفُ الحسَناتُ، وتُمْحَى السيّئاتُ) فهذا كلّهُ تَقليبٌ للأحوال فالإمامُ يُغيّرُ الحالَ السيّئ ويَمحوه، ليحِلَّ مَحلّه الحال الحَسَن فهو مُغيّر الأحوال
(السلامُ على مِيزان الأعمال ومُغيّر الأحوال)
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
تحذيرُ مِن الوقوعِ في عبادةِ الشيطان!
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد صلواتُ اللهِ عليه: (مَن أصغى إلى ناطقٍ فقد عَبَده، فإن كان الناطقُ عن اللهِ فقد عبَدَ الله، وإن كان الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس فقد عبَدَ إبليس!) [الكافي: ج6]
[توضيحات]
الإمام يُبيّن أنّ هناك منطقان:
• منطقٌ إلهي،
• ومنطقٌ إبليسي،
فالناطقُ لا يخلو؛ إمّا أن يكونَ ناطِقاً عن اللهِ وذلك هو الحقّ، وإمّا أن يكونَ ناطِقاً عن إبليس وذلك هو الباطل، ولا ثالثَ لهما، وأمّا الذي يخلِطُ في كلامِهِ بين الحقِّ والباطل لأجلِ إخفاءِ الباطلِ وتمريرِهِ على الناسِ بخفاء، فذلك إبليسُ الأبالسة!
• قولُهُ: (فإن كان الناطِقُ عن اللهِ فقد عبَدَ الله) لابُدّ أن نعرفَ أنّ الناطقين عن اللهِ هُم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط، ونحنُ بين أيدينا أحاديثُهم الشريفة، فهذه الأحاديثُ ناطِقةٌ عن اللهِ تعالى لأنّ كلامَ الأئمةِ الأطهار صلواتُ اللهِ عليهم هو بعينِهِ كلامُ الله فلا يُوجدُ ناطِقٌ عن اللهِ سِواهم صلواتُ اللهِ عليهم كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه حين يقول: (أما إنّه ليس عند أحدٍ مِن الناسِ حقٌّ ولا صوابٌ إلّا شيءٌ أخذوهُ مِنّا أهلَ البيت، ولا أحدٌ مِن الناسِ يقضي بحقٍّ وعدلٍ وصوابٍ إلّا مِفتاحُ ذلك القضاءِ وبابُهُ وأوّلُهُ وسَبَبُهُ عليُّ بنُ أبي طالب، فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأُ مِن قِبَلِهم إذا أخطأوا والصوابُ مِن قِبَلِ عليِّ بن أبي طالب) [البحار: ج2]
● وكما يقولُ أيضاً صلواتُ اللهِ عليه: (كلُّ ما لَم يخرج مِن هذا البيتِ فهو باطل)
● وكذالك قال إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه لِسلَمةَ بن كُهيل والحكم بن عُيينة: (شرِّقا وغرِّبا، فلا تجدان عِلْماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج مِن عندنا أهلَ البيت)
● ونفس هذا المضمون قالهُ إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه أيضاً حين ذكروا عندهُ الحسنَ البصري، حيث قال: (فليذهب الحسنُ يميناً وشمالاً، لا يُوجدُ العِلْمُ إلّا عند أهلِ بيتٍ نزل عليهم جبرئيل)
كلُّ هذه الأحاديثِ وغيرِها تُؤكّدُ أنّ الذين ينطقونَ عن اللهِ هم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط، ولا يُوجدُ ناطِقٌ عن اللهِ سِواهم وبالنسبةِ إلينا نحنُ إذا كُنّا صادقين في نقلِ حديثِهم فإنّنا ننقلُ عن الناطقينَ عن الله أمّا الناطقون عن اللهِ بشكلٍ حقيقيٍّ ومُطلق فهُم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط
قد يسأل سائل:
لماذا عَدَّ إمامُنا الجواد الإصغاءَ لناطقٍ عبادةً له؟
الجواب: لأنّ الإمامَ لا يتحدّثُ عن مُجرّدِ سُماعٍ عاديٍّ للكلام وإنّما يتحدّثُ عن "إصغاء" وفارقٌ كبيرٌ بين السمعِ والإصغاء
المُراد مِن الإصغاء: أي استماعٌ مع انتباه، يعني هناك نوعٌ مِن الرغبةِ في تلقّي الكلام، لذلك يكونُ الإصغاءُ للمُتحدّثِ مُساوٍ لِعبادتِهِ، فإن كان الناطِقُ هو الإمامُ المعصوم فإنّ المعصومين ناطقون عن الله، فيكونُ الاصغاءُ لحديثِهِم عبادةٌ لله، وإذا كان الناطِقُ ينطِقُ بكلامٍ يُخالفُ منطِقَ الناطقين عن الله أي يُخالفُ أهلَ البيت فهذا الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس وبعبارةٍ أخرى: إبليسُ يُخفي نفسَهُ وراءَ لسانِ هذا الناطق، فالذي يُصغي لهذا الناطقِ عن إبليس فإنّه يعبدُ إبليس وهو لا يشعر!
• والمُراد مِن قولِ الإمام (فقد عَبَده) أي جعل ذلك الناطقَ إماماً له فإذا كان هذا الناطق ينطِقُ عن لسانِ إبليس فإنّ الذي يُصغي إليه قد دان بإمامةِ هذا الناطقِ الإبليسي!
ملاحظة مُهمّة:
إبليس حين يُريدُ إغواءَ المؤمنين لا يأتيهم بصورتِهِ البشعةِ الواضحة للجميع، لأنّهم سيُعرضونَ عنه ولكنّه يأتيهم وهو يرتدي عباءةَ الحقِّ كي يخدعَ الناس! فيُخفي إبليسُ نفسَهُ تحت ألسنةِ الناطقين بالكلامِ الحسن، الذين لهم مقبوليّةٌ ومنزلةٌ عند الناس، ولكلامِهِم تأثيرٌ في نفوسِ الناس، لأنّ إبليس لا يجِدُ مخبأً يصعبُ اكتشافُهُ ويصعبُ معرفةُ وجودِ إبليس فيه أفضلَ مِن هؤلاء الناطقين الذين لهم مقبوليّةٌ وتأثيرٌ ومكانة بين الناس في الوسط الديني، كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه في هذه الرواية الخطيرة، إذ يقول: (إنّا أهلُ بيتٍ لا يزالُ الشيطانُ يُدخِلُ فينا مَن ليس مِنّا ولا مِن أهلِ ديننا، فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا، وكلّما ذهب واحد جاء آخر)!
• قوله: (فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس) أي رفع إبليسُ رجلَ الدينِ هذا وصار مشهوراً والناس مُلتفّةٌ حولهُ (أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا)! يعني أنّ ما ينطِقُ به هذا الناطقُ الدينيُّ وما يطرحُهُ مِن فِكرٍ هو بأمرِ الشيطان ويخدمُ مشروعَ الشيطان! الروايةُ خطيرةٌ جدّاً فهي تُبيّن أنّ الشيطانَ يُدخِلُ في وسَطِنا الشيعيّ شخصيّاتٍ ترتدي الّلباس الديني يعني رجال دين ولكن في حقيقتِهم لا علاقةَ لهم بأهلِ البيت!
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
أيُّهما أهمُّ طعامُ الأبدانِ أم طعامُ العقول؟
:
❂ يقول إمامُنا المُجتبى صلواتُ اللهِ عليه: (عجبتُ لمَن يتفكّرُ في مأكولِهِ كيف لا يتفكّرُ في معقولِهِ -أي في طعام عقله- فيُجنِّبُ بطنَهُ ما يُؤذيه، ويُودِعُ صَدْرَهُ ما يُرديه) [البحار: ج١]
[توضيحات]
✦ معنى "يُودِعُ صدرهُ ما يُرديه": أي يُودِعُ صدرَهُ مِن الفِكرِ المُخالفِ لأهلِ البيتِ ما يكونُ سَبَباً لهلاكِهِ! وهذا المضمونُ هو نفسُهُ الذي أشار إليه إمامُنا الباقرُ حين سُئل عن معنى قولِهِ تعالى: {فلينظر الإنسانُ إلى طعامِهِ} إذ يقول: (أي فلينظر الإنسانُ إلى عِلْمهِ عمّن يأخذُهُ) [الاختصاص]
وهو نفسُ المضمون أيضاً الموجودِ في حديثٍ لسيّدِ الأوصياء يقولُ فيه: (مالي أرى الناسَ إذا قُرِّبَ إليهم الطعامُ ليلاً تكلّفوا إنارةَ المصابيحِ ليُبصروا ما يُدخلونَ بُطونَهم، ولا يهتمُّون بغذاءِ النفسِ بأن يُنيروا مصابيحَ ألبابِهِم بالعِلْمِ ليَسْلموا مِن لواحقِ الجهالةِ والذنوبِ في إعتقاداتِهم وأعمالِهم!) [مستدرك سفينة البحار]
هذا المضمونُ الذي تحدّث عنه إمامُنا المُجتبى وسائرُ أئمتِنا الأطهار بخُصوصِ طعامِ العقول يقودُنا للتفكّرِ في هذه السطورِ التي وردت في دعاءِ إمامِنا الجواد لدخولِ شهرِ رمضان، حين يقول: (اللّهُمّ ارزقنا الإفطارَ مِن رزقِك الحلال، الّلهُمّ سهّل لنا فيه ما قسمتَهُ مِن رزقِك، ويسّر ما قدّرتَهُ مِن أمرِك، واجعلَهُ حلالاً طيّباً نقيّاً مِن الآثامِ خالصاً مِن الآصارِ والأجرام، الّلهُمّ لا تُطعِمنا إلاّ طيّباً غير خبيثٍ ولا حرامٍ واجعل رزقَك لنا حلالاً لايشوبُهُ دنسٌ ولا أسقام..)
لاحظوا مقدارَ التركيزِ على الطعامِ النقي الحلالِ في هذا المقطعِ القصيرِ مِن دعاءِ الإمام فإذا كان أهلُ البيتِ يشترطونَ هذا القدرَ مِن الطُهرِ والنقاءِ في "طعامُ البطون" وأن يكونَ مِن مصدرٍ معصوم، كالطعامِ الذي يأتي مِن ثمارِ الأرض أو مِن الأنعامِ المُباحة، فما بالكم بطعامِ العقول! قطعاً سيكونُ التشديدُ على ضرورةِ حِليّةِ طعامِ العقولِ أكبر، لأنّ طعامَ العقولِ إن لم يكن طاهراً حلالاً مِن مصدرٍ معصوم فإنّه سيُهلِكُ صاحبَه قطعاً كما يُقولُ إمامُنا المُجتبى، ولا يُوجد مصدرٌ نقيٌّ طاهرٌ حلالٌ طيّبٌ لطعامِ عُقولِنا سوى ما جاء عن أئمتِنا الأطهار عليهم السلام كما يقولُ إمامُنا الباقرُ صلواتُ اللهِ عليه: (كلُّ ما لم يخرج مِن هذا البيتِ فهو باطل) [البحار: ج2]
ولذا قال إمامُنا الباقرُ لسَلَمةَ بن كُهيل وللحَكَم بن عتُيبة وهما مِن مصاديقِ المُنحرفينَ عن أهلِ البيت قال لهما: (شرِّقا وغرِّبا، فلا تجدانِ عِلْماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج مِن عِندنا أهلِ البيت) [الكافي الشريف: ج1]
ونفس هذا المعنى قالهُ أيضاً إمامُنا الباقرُ حينما ذكروا عندهُ الحسَنَ البصري، قال: (فليذهب الحسنُ -البصريُّ - يميناً وشِمالاً، لا يوجدُ العِلمُ إلاّ عِند أهلِ بيتٍ نزل عليهم جبرئيل) [البحار: ج2]
فأحرَمُ الحرامِ في ثقافةِ أهلِ البيتِ هو العِلْمُ الحرام وهو العِلمُ المأخوذُ مِن كُتُبِ المُخالفين لأهلِ البيت سواء كانت المعلوماتُ قليلةً أو كثيرة، لا فرق لأنّها ستُدمِّرُ عقيدةَ الإنسان والأشدُّ خُطورةً في الطعامِ الحرام: "الطعامُ المغشوش" وهو الطعامُ الذي خُلِطُ فيه الحلالُ الطيّبُ بالطعامِ الخبيثِ الحرام! وحديثُنا هنا عن طعامِ العقول وهذه هي مُشكلتُنا الكبرى في الواقعِ الشيعي!
فما يُطرَحُ في ساحةِ الثقافةِ الشيعيّة إن كان في المكتبةِ الشيعيّة، أو ما يُطرَحُ في أكثرِ الفضائيّاتِ الشيعيّة أو على المنابر هذا الفِكرُ الذي يُطرَحُ فِكرٌ هجينٌ مِسْخ، عبارة عن خليط بين شيءٍ يسيرٍ جدّاً مِن حديثِ أهلِ البيت وبين الكثيرِ والكثيرِ مِن الفِكرِ المخالفِ لأهلِ البيت!
ولكن يُقدَّمُ هذا الخليطُ الهجينُ للناسِ على أنّه فِكرُ أهلِ البيت والحال أنّه فِكرٌ هجينٌ مِسْخ لا علاقةَ له بأهلِ البيت! وتلك هي أُمُّ الفِتنِ وأساسُها، كما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (أيُّها الناس، إنّما بِدءُ وقوعِ الفِتنِ أهواءٌ تُتَّبعُ، وأحكامٌ تُبتَدعُ، يُخالَفُ فيها كتابُ الله يتولّى فيها رِجالٌ رِجالاً، فلو أنّ الباطلَ خَلُصَ لم يَخْفَ على ذِي حِجى -أي لم يخفَ على أصحابِ العقول- ولو أنَّ الحقَّ خَلُصَ لم يكُن إختلاف، ولكن يُؤخذُ مِن هذا ضِغْثٌ ومِن هذا ضِغثٌ -أي يؤخذُ جزءٌ مِن الحقِّ وجزءٌ من الباطل- فيُمزجانِ فيجيِئانِ معاً! فهنالك استحوذ الشيطانُ على أوليائِهِ، ونجا الذين سبقت لهم مِن اللهِ الحسنى) [الكافي: ج1]
فطعامُ العقولِ المغشوشِ أخطرُ بكثيرٍ وكثيرٍ جدّاً مِن طعامِ البطونِ المغشوش لأنّ فيه هلاكُ الإنسان فلنتأمّل!
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
هَلَكَ المُسْتَعْجِلُونَ، وَنَجَا المُسَلِّمُونَ
:
❂ يُحدّثنا إبراهيم بن هلال، يقول: (قلتُ لأبي الحسن الإمام الكاظم عليه السلام: جُعلتُ فداك، مات أبي على هذا الأمر -أي على التشيّع والولاء لأهل البيت- وقد بلغتُ مِن السنين ما قد ترى -أي كبُرَ سنّي كثيراً- أفأموتُ ولا تُخبرني بشيء؟! فقال الإمام: يا أبا إسحاق أنت تعجل. فقلتُ: إي واللهِ أعجل، ومالي لا أعجل وقد كَبُرَ سِنّي وبلغتُ أنا مِن السِنِّ ما قد ترى! فقال الإمام: أما واللهِ يا أبا إسحاق ما يكونُ ذلك حتّى تُميّزوا وتُمحَّصُوا، وحتّى لا يبقى منكم إلّا الأقل، ثمّ صعّر كفّه -إشارة لقلّة الناجين-) [غيبة النعماني]
[توضيحات]
✦ قول السائل: (أفأموتُ ولا تخبرني بشيء؟!) يعني ألا تُخبرني عن وقتِ رجوعِ الأمرِ إلى أهلِ البيت؟! باعتبار أنّ الشيعةَ كانوا يعيشونَ حالةً مِن الضيقِ والضنك، فمُراد السائل أن يفتحَ له الإمام شيئاً مِن الأملِ ويُخبِرُهُ عن الوقتِ الذي يعودُ فيه الأمرُ لأهلِ البيتِ عليهم السلام
✦ أمّا قول الإمام: (أنت تعجل) فالاستعجالُ على نحوين:
١- مرّةً الإنسان يدعو بتعجيلِ الفرج، أو يتشوّقُ إلى إمامِ زمانهِ، أو يستغيثُ بإمام زمانهِ، ولكن مِن دون الاقتراحِ على الله وعلى الإمام المعصوم، بمعنى: مِن دون أن يُثيرَ الاعتراضَ والتساؤلاتِ فيقول: لماذا لا يظهرُ الإمامُ لحدِّ الآن وهذا هو الوقتُ المناسبُ لظهوره؟ فهذا النوع مِن التفكير ومِن التساؤلات هو استعجال، وهو ردٌّ على الحكمةِ المعصوميّة فالإمامُ عالمٌ بالوقتِ الذي يظهرُ فيه، فحِكمةُ المعصوم هي التي تُحدّدُ هذا المعنى وتُحدّدُ ميعادَ الفرجِ المُناسب، وليس حكمتُنا وليس فهمُنا وليست مداركُنا نحنُ هي التي تُحدّدُ الوقتَ المناسب لظهورِ الإمام
فحين يرى البعض في نفسهِ هذا المعنى أنّ الإمامَ الحُجّةَ قد تأخّرَ في ظُهورِهِ وأنّ هذا هو الوقتُ المُناسبُ لظهورِهِ فيتساءل ويقول: لماذا لا يظهر الآن؟! سواء يقولُ ذلك بلسانِهِ أو يُضمِرُ ذلك في نفسِهِ على نحو الاعتراضِ أو الاقتراح على إمامِهِ فهذا ردٌّ على الإمام، وهو نوع مِن الاستعجال! والاستعجالُ مذمومٌ في حديثِ العِترة، كما ورد في رواياتِهم الشريفة: وهَلَك المُستعجلون
٢- أمّا إذا كان الإنسانُ يتشوّقُ إلى إمامِ زمانِهِ يعني شوقاً يقول: متى يظهرُ إمامُ زمانِنا؟! ويدعو بتعجيلِ الفرج وكان قادراً على التمهيدِ لإمامِ زمانِهِ سواء التمهيد في نفسِه؛ بأن يُصحِّح عيوبَهُ ويسعى في تحصيلِ معرفةِ إمامِهِ، أو التمهيدِ في الناس بأن يُعرِّفَ الناسَ إمامَ زمانِهم بعد تحصيلِهِ لمعرفةِ إمامِهِ فهُنا يجبُ عليه أن يُمهِّدَ لإمامِ زمانِهِ، فهذا السعيُ الحثيثُ والعملُ الجادُّ في ساحةِ التمهيد لا يدخلُ في دائرةِ الاستعجالِ المذموم بل هو مِن مصاديقِ وصورِ الانتظار لإمامِ زمانِنا الذي هو أفضلُ العبادة بعد المعرفة كما يقولُ إمامُنا الكاظم، فهو سعيٌ عمليٌّ لتعجيلِ الفرج وليس الاستعجال
الاستعجالُ المذمومُ هو أن يكونَ الإنسانُ مُقترِحاً على الله وعلى الإمام المعصوم، فيُحدّدَ الوقتَ المناسبَ لظهورِ الإمام، فهذا استعجالٌ، وهو مذمومٌ في كلماتِ أهلِ البيت كما نقرأ في دعاء زمن الغَيبة: (وأنت العالمُ غيرُ المُعلَّم بالوقتِ الذي فيه صلاحُ أمر وليّك في الإذن له بإظهار أمره وكشف ستره فصبّرني على ذلك حتّى لا أُحبَّ تعجيل ما أخّرتَ ولا تأخير ما عجّلتَ ولا كشف ما سترتَ ولا البحث عمّا كتمتَ، ولا أُنازعك في تدبيرك ولا أقول: لِمَ وكيف وما بالُ وليّ الأمر لا يظهر وقد امتلأت الأرضُ مِن الجور؟! وأُفوّض أُموري كلّها إليك)
فإمامُنا الكاظم فهِمَ مِن كلامِ هذا السائل أنّه يستعجلُ أمرَ فرجِ الإمام الحجّة، ولذا قال للإمام: (وقد بلغتُ مِن السنين ما قد ترى، أفأموتُ ولا تُخبرني بشيء؟) فقال له الإمام: أنت تعجل
✦ قول الإمام: (أما والله يا أبا إسحاق ما يكونُ ذلك حتّى تُميَّزوا وتُمحَّصوا) هذا التعبير (أما والله) مع القَسَم يُرادُ مِنه تنبيهُ المُستمع للكلام الذي سيأتي لأنّه كلامٌ مهم جدّاً
• وقوله: (حتّى تُميّزوا وتُمحّصوا وحتّى لا يبقى منكم إلّا الأقل) هذه إشارة إلى شِدّة التمحيص وشدّة التمييز والغربلة وشدّةِ الابتلاءات والاختبارات الدقيقة والفتن التي تمرُّ بالشيعةِ في زمان الغَيبة!
وعليه يجب على الإنسان أن يتّهِم نفسَه في كلّ حال، لأنّ الإنسان وفقاً لهذه الروايات هو دائماً في حالِ تمييزٍ وحالِ تمحيص، وحينئذٍ يجبُ عليه أن يرى نفسه؛ هل نجا في هذا التمييز أم سقط فيه؟ هل كان في صفِّ الذين آمنوا بآياتِ اللهِ يعني آمن بأهلِ البيتِ وكان في صفِّ مَن تمسّك بحبلِهم وثبت على ولايتِهم وأمرِهم وأطاعهم؟ أم كان في صفِّ الذين خسروا فشكّوا في أهلِ البيتِ وانحرفوا عن منهجهم القويم؟
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
أَسَاسُ التَّطَهُّر وَالتَّطْهِير هُوَ وِلَايَةُ عَلِيِّ.
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ الله عليه: (لو أنّ عدوَّ عليٍّ جاء إلى الفُرات، وهو يزخُّ زخيخا، قد أشرفَ ماؤُهُ على جنبتَيهِ، فتناولَ منهُ شربةً وقال: بسم الله، فإذا شربها قال: الحمد لله، ما كان ذلك إلّا مِيتةً أو دَماً مَسْفُوحاً أو لحْمَ خنزير)! [بحار الأنوار: ج27]
[توضيحات]
✦ الإمام اختار (الفُرات) في حَديثهِ لِما في نهر الفرات مِن خُصوصيّةٍ في ثقافة أهل البيت مِن جهةِ طهارتِهِ، ومِن جهةِ بركتِهِ، ومِن جهةِ فَضْلِ الغُسل فيه، وفَضْلِ الشُربِ مِنه، وفَضْلِ مائهِ، وفَضْل التطهُّر فيه، والروايات كثيرةٌ في فضل ماء الفرات
✦ معنى (يزخُّ زخيخا) أي يتدافعُ ويجري جرياناً سريعاً بحيث تكادُ أمواجهُ أن تخرجَ عن جانبيه فهو ماءٌ كثيرٌ جاري، ويُفترض بالماءِ الكثير الجاري أن يُطهّر كلَّ شيءٍ يُلامِسهُ ولكنّهُ هُنا في هذا المشهد الذي وَصَفهُ الإمام لا يُطهّر أعداء عليّ صلواتُ الله عليه، بل يَزيدهم نجاسةً ورِجساً إلى رِجْسهم ونجاستهم!
✦ قوله (فتناول بكفّهِ وقال: بسم الله، فلمّا فرغ قال: الحمد لله،) يعني أنّ هذا المُخالف لِعليّ وآلِ عليٍّ حتّى لو جاءَ بالطُقوس والمُستحبّات (مِن التسميّة، والتحميد) وهذهِ إشارة إلى أنّ هذا الشخص يدّعي أنّه على الإسلام، لقولهِ بسم الله قبل الشُرب وإتيانهِ بالتحميد بعد الشرب ولكن رُغم ذلك الإمام يقول: (ما كان ذلكَ -أي الماء الذي لامسهُ بيدهِ لِيشرب- إلّا دَماً مسفوحاً أو لحمَ خنزير) وهذا ليسَ تعبيراً مجازياً هذا الماء فِعلاً يكون دَماً مسفوحاً؛ لأنّ حقائق الأعمال مَوجودة في هذهِ الحياة.
فلو أنّ هذا المُعاند لعليٍّ صلواتُ الله عليه تطهّر بهذا الماء وتوضّأ ما كان ذلك الماء طهوراً لهُ، بل كان تَنجُّساً وزيادةً لهُ في النجاسة لأنَّ الذي يُعرِض عن عليٍّ صلواتُ الله عليه فإنّه يذهب إلى جهة أعداء علي صلواتُ الله عليه إلى {المِيتة والدَمَ ولَحمَ الخِنزيرِ وما أُهلَّ به لِغير الله} الاتّجاه يكون بهذهِ الجهة، لأنّ هذهِ العناوين في ثقافة الكتاب والعترة هي عناوين أعداءِ عليٍّ وآل عليّ صحيح أنّ الوجه الأوّل والأُفُق الظاهر للآية هو الحديث عن مُحرّمات معروفة ومذكورة في كُتُبنا الفِقهية والشرعيّة لكنّ آيات القُرآن آفاقُها عديدة
في أفقِ الحقيقة هذهِ العناوين هي عناوينُ أعداءُ عليٍّ وآل علي، كما وردَ في كلماتهم الشريفة صلواتُ الله عليهم إذ يقول إمامُنا الصادق صلواتُ الله عليه: (ونحنُ الآيات ونحن البيّنات، وعدوُّنا في كتابِ الله عزّ وجلّ: الفحشاء، والمُنكر، والبغي، والخَمْر، والمَيسر، والأنصاب والأزلام، والأصنام، والأوثان، والجبت والطاغوت، والمِيتة والدم ولحم الخنزير..) فهذه العناوين (المِيتةُ والدم ولحم الخنزير) هي عناوينٌ لِعداء عليّ وآل عليّ والرواية هُنا تُريد أن تُؤكّد هذا القانون: أنّ أساسَ كُلِّ شيءٍ وأساسَ التطهُّرِ والتطهير هُو: ولايةُ عليّ.
فالماءُ الكثيرُ الجاري المُعتصم لا يملكُ قُدرةً ذاتيّةً على التطهيرِ مِن تلقاءِ نفسهِ، وإنّما يَستمدُّ قُدرتَهُ على التطهيرِ مِن (ولايةِ عليٍّ) التي تُمثّلُ الطهورَ الأعظم كما يُشيرُ إلى ذلك رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم حين يقول: (وإنّ أعظمَ طَهور الصلاةِ التي لا تُقبَلُ الصلاةُ إلّا بهِ، ولا شيئاً مِن الطاعاتِ مع فقدهِ: مُوالاة محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وأنّهُ سيّدُ المرسلين، وموالاةُ عليٍّ وأنّهُ سيّدُ الوصيّين، وموالاةُ أوليائهما، ومعاداة أعدائهما..) [تفسير الإمام العسكري]
مِن دُون الولاء لعليٍّ وآلِ عليٍّ فإنّ هذا الماءَ النظيفَ الكثيرَ الجاري ليس فقط لا يُطهّر، بل إنَّه يتحوّلُ إلى نجاساتٍ تُنجّسنا أكثر فأكثر! لأنّ نجاسةَ العداوة لعليٍّ صلواتُ الله عليه ونجاسةَ البُغض لِعليٍّ صلواتُ الله عليه تسري إلى المـاء فتُحِيلُهُ إلى مِيتةٍ ودمٍ مسفوحٍ ولحمَ خنزير يعني نجاسات فوق نجاسات!
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
في ثقافةِ العِترة: الدعاءُ بتعجيلِ الفرج وبالانتقامِ للزهراء حقٌّ واجبٌ لأهلِ البيتِ في أعناقِنا بعد كُلِّ فريضة
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه: (إنّ مِن حُقوقِنا على شيعتِنا أن يضعوا بعد كُلِّ فريضةٍ أيديهِم على أذقانِهم -تضرُّعاً- ويقولوا ثلاثَ مرّات: يا ربَّ محمّدٍ عجّل فرجَ آلِ محمّد، يا ربَّ محمّدٍ احفظ غَيبةَ محمّد، يا ربَّ محمّدٍ انتقم لابنةِ محمّد) [مكيال المكارم: ج2]
[توضيحات]
✦ الدعاءُ بتعجيلِ فرجِ إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه وبالانتقام للصدّيقةِ الكبرى صلواتُ الله عليها مِن قتَلَتِها وظالميها حقٌّ واجبٌ لأهلِ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم في أعناقِنا في دُبرِ كلِّ فريضة، وليس أمراً مُستحب، لأنّ الإمامَ يقول: (إنّ مِن حُقوقِنا على شيعتِنا) وأداءُ حُقوقِ أهلِ البيتِ أمرٌ واجبٌ وليس مُستحَب
✦ أمّا تخصيصُ الإمام للزهراء صلواتُ الله عليها بالذِكرِ لها والدعاء بالانتقام مِن قتَلَتِها مِن بين سائرِ الأئمّة صلواتُ اللهِ عليهم فلأنّ الزهراء صلواتُ الله عليها هي القيّمةُ على دينِنا، وهي القربانُ الأوّلُ مِن قرابين آلِ محمّدٍ لتحقيقِ مشروع اللهِ في الأرض، ومُصيبةُ الزهراء صلواتُ الله عليها هي فاتحةُ الرزايا والمصائبِ الّتي صُبّت على آلِ محمّد، فالذين ظلموا الزهراء صلواتُ اللهِ عليها وقتلوها مِن رموزِ السقيفةِ المشؤومةِ هم الّذين أسّسوا ومهّدوا لِظلمِ آلِ محمّد، وصاروا أساسَ كُلِّ بليّةٍ جرت وتجري على أهلِ البيتِ إلى يومِك هذا ولذا جاء تأكيدُ الأئمّةِ على مسألةِ الدعاء بالانتقامِ للزهراء صلواتُ اللهِ عليها والأخذِ لها بحقّها في مواطن عديدة، مِنها ما جاء في زيارتِها، حيثُ نقرأ فيها: (السلامُ على البتولةِ الطاهرة، والصدّيقةِ المعصومة، والبرّةِ التقية، سليلةِ المصطفى، وحليلةِ المرتضى، وأمُّ الأئمةِ النُجباء، الّلهُمّ إنّها خرجت مِن دُنياها مظلومةً مغشومة، قد مُلِئت داءً وحسرة، وكمَداً وغصّة، تشكو إليك وإلى أبيها ما فُعِل بها، الّلهُمّ انتقم لها وخُذ لها بحقّها..) [البحار-ج100]
❂ أيضاً ورد نفس هذا المضمون في كلماتِ إمامِنا الهادي، إذ يقول: (الّلهُمّ وصلّ على الزهراء البتول، ابنةِ الرسول، أمّ الأئمّةِ الهادين، سيّدةِ نساء العالمين، وارثةِ خيرِ الأنبياء، وقرينةِ خير الأوصياء، القادمةِ عليك مُتألّمةً مِن مُصابِها بأبيها، مُتظلّمةً ممّا حلَّ بِها من غاصبيها، ساخطةً على أمّةٍ لم ترعَ حقّكَ في نُصرَتِها، بدليلِ دفنِها ليلاً في حُفرتِها،
المُغتصَبةِ حقَّها، والمُغصّصةِ برِيقِها، صلاةً لا غايةَ لأمَدِها ولا نهايةَ لمدَدِها ولا انقضاءَ لعددِها، الّلهُمّ فتكفّل لها عن مكارهِ دارِ الفناءِ في دارِ البقاءِ بأنفسِ الأعواض، وأنلْها ممَن عاندها نهايةَ الآمالِ وغايةَ الأغراض، حتّى لا يبقى لها وليٌّ ساخِطٌ لسخَطِها إلّا وهو راضٍ، إنّك أعزُّ مَن أجار المظلومين وأعدلُ قاضٍ. الّلهُمّ ألحِقها في الأكرام ببعلها وأبيها وخُذ لها الحقَّ مِن ظالميها) [مصباح الزائر]
✦ وهذا الانتقامُ الإلهيُّ للزهراء صلواتُ الله عليها إنّما يتحقّقُ على يدِ إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه، فإنّ اللهَ ينتقِمُ به لفاطمةَ وآلِها الأطهار مِن أعدائهم، كما يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه في معنى قولِهِ تعالى: {إنّهم يكيدونَ كيدا*وأكيدُ كيدا} قال: (كادوا رسولَ اللهِ وكادوا عليّاً وكادوا فاطمة، فقال الله: يا محمّد، إنّهم يكيدون كيداً وأكيدُ كيدا، فمَهِّل الكافرينَ يا محمّدُ أمهِلهُم رُويداً لوقتِ بعثِ القائم، فينتقمُ لي مِن الجبابرةِ والطواغيتِ مِن قريشِ وبني أُميّةَ وسائرِ الناس) [تفسير القمّي]
✦ فإمامُ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه هو المُنتقِم مِن أعداءِ فاطمةَ صلواتُ الله عليها وهو الّذي يُخرِجُ قتَلَتَها أبي بكرٍ وعمر ويُحرِقُهما، كما يقولُ رسولُ اللهِ في حديثٍ مُفصّلٍ له ليلة الإسراء، جاء فيه: فقال اللهُ تعالى لرسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: (وهذا القائمُ الّذي يُحلّل حلالي ويُحرِّمُ حرامي، وبه أنتقِمُ مِن أعدائي، وهو راحةٌ لأوليائي، وهو الّذي يشفي قُلُوبَ شيعتِك مِن الظالمينَ والجاحدين والكافرين، فيُخرجُ الّلاتَ والعُزَى طريّين فيُحرِقُهُما) [كمال الدين]
✦ ويُؤكّد هذا المعنى إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه إذ يقولُ لأحدِ أصحابِهِ: (أما لو قام قائمُنا، لقد رُدّت إليه الحُميراء حتّى يجلِدَها الحد، وحتّى ينتقمَ لابنةِ محمّدٍ فاطمة صلواتُ الله عليها مِنها)
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
وقفة عند أبزرِ صفاتِ المُنتظرينَ حقّاً لإمامِ زمانِنا في حديثِ إمامِنا العسكري
:
❂ يقولُ إمامُنا العسكريُّ وهو يُحدّثُ إمامَ زمانِنا عن أبرزِ أوصافِ المخلصينَ مِن الشيعة، يقول: (واعلم أنّ قلوبَ أهلِ الطاعةِ والإخلاصِ نُزّعٌ إليك مثل الطير إذا أمّتْ أوكارَها) [كمال الدين]
[توضيحات]
عبارةٌ جميلةٌ وبليغة، بل في غايةِ البلاغة، سنقفُ عند بعضِ مُفرداتِها لتوضيح المعنى
• قوله: (أنّ قلوبَ أهلِ الطاعة والإخلاصِ نُزّعٌ إليك) معنى "نُزّعٌ إليك" أي مُتوجّهةٌ بتمامِها إليك، كما يتوجّهُ السهمُ إلى هدفه، فقلوبُ أهلِ الإخلاصِ تشتاقُ إلى الإمامِ شديدَ الشوق، فهي في غايةِ الإسراع، بل في حالةِ فِرارٍ إلى إمامِ زمانِنا ونحنُ مأمورونَ بالفرارِ إلى اللهِ كما يقولُ القرآن: {ففِرُّوا إلى الله إنّي لكم مِنه نذيرٌ مُبين} والفرارُ إلى اللهِ لا يُترجَمُ على أرضِ الواقع إلّا بالفِرارِ إلى أهلِ البيت عليهم السلام لأنّ اللهَ تعالى ليس في جهةٍ مُعيّنةٍ حتّى نَفِرَّ إلى تلك الجهة، إذا أردنا أن نَفِرَّ إلى اللهِ فلابُدّ أن نتوجّهَ إلى وجهِه، ووجهُ الله هم أهلُ البيت عليهم السلام وفي زمانِنا هذا وجهُ هو إمامُ زمانِنا كما نُخاطبهُ في دعاء الندبة: (أين وجهُ اللهِ الذي إليه يتوجّهُ الأولياء) فجهةُ الفرارِ إلى اللهِ هي: وجهُ اللهِ الذي إليه يتوجّه الأولياء جهةُ الفرارِ هي إمامُ زمانِنا كما نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة: (مَن أراد اللهَ بدأ بكم)
• فإمامُنا العسكريُّ عليه السلام يقول أنّ قلوبَ أهلِ الطاعةِ والإخلاص تشتاقُ شديدَ الشوقِ إلى إمامِ زمانِنا كما تشتاقُ الطيورُ إلى أوكارها فتعود لأوكارِها مساءً، وهو تشبيهٌ جميلٌ ولطيفٌ ودقيق
• فمعنى أوكار الطيور: هي الأعشاشُ والبيوتُ والأوطانُ التي تأوي إليها الطيور، فالطيورُ تشتاقُ إلى أعشاشِها ولذا تعودُ إليها في وقتٍ دقيقٍ ومُحدّد مساءً إذا حلَّ الظلام، وليس كالإنسانِ الذي لا يلتزمُ بوقتٍ مُعيّن في رجوعهِ إلى بيتهِ الطيورُ تعودُ إلى أعشاشِها في وقتٍ ثابتٍ ومُحدّد حتّى في أيّامِ المطرِ الشديد والأعاصير وكذلك في الأيّامِ الشديدةِ الحرارة، لذا قال الإمام أنّ قلوبَ أهلِ الطاعةِ والإخلاصِ نُزّعٌ إلى إمامِ زمانِهم مثلَ الطيور إذا رجعت لِأوكارِها، لأنّ الإمامَ بالنسبةِ للشيعة المُخلصين هو وطنُهم وهو عُشُّهم ووكرُهم، فهُم لا يجدونَ الاطمئنان ولا يجدون الرحمة والحنان والرأفةَ ولا يجدون الكرامةَ والعِزّة ولا يجدون الحقَّ إلّا في الفناء الأقدسِ لإمامِ زمانِنا، ويُشيرُ إلى هذا المعنى إمامُنا الكاظم عليه السلام وهو يُبيّن معنى قولِهِ: {وأسبغ عليكم نِعَمَهُ ظاهرةً وباطنة} إذ يقول (النعمةُ الظاهرة الإمامُ الظاهر، والباطنة: الإمامُ الغائب، فحين سألوه ويكون في الأئمّةِ مَن يغيب؟ قال: نعم يغيبُ عن أبصارِ الناسِ شخصُه ولا يغيبُ عن قلوبِ المؤمنين ذِكرُه)
• لماذا لا يغيبُ ذكرهُ عن قلوبِ المؤمنين؟
الجواب واضح، لأنّ قلوبَ المُؤمنين المخلصين نُزّعٌ إلى الإمامِ مثل الطيرِ إلى أوكارِها فالإمامُ يغيبُ شخصُهُ فقط عن أبصارِ الناس، ولكنّه في حقيقتِهِ ليس غائباً الإمامُ هو الغائبُ الشاهد، هو غائبٌ عن أنظارنا ولكنّه شاهدٌ على أنظارِنا وعلى كلِّ جارحةٍ مِن جوارِحنا، بل على كلِّ نَفَسٍ وكلِّ خَلَجةٍ مِن خَلَجاتِ أنفُسِنا فلا يغيبُ عن قلوبِ المؤمنين المُخلصين ذِكره
• وأمّا مَن هم أهلُ الإخلاص وما أوصافُهم؟
فيُجيبُنا إمامُنا السجّاد عليه السلام في هذه الرواية التي يُحدّثُنا فيها عن أوصافِ المُنتظرين حقّاً لإمام زمانِهم، فيقول: (إنّ أهلَ زمانِ غيبتهِ، القائلينَ بإمامتِهِ، المُنتظرينَ لظهوره، أفضلُ أهل كلِّ زمان؛ لأنّ اللهَ تعالى ذِكرهُ أعطاهم مِن العقولِ والأفهامِ والمعرفة ما صارت به الغيبةُ عندهم بمنزلةِ المُشاهدة، وجعلَهم في ذلك الزمانِ بمنزلةِ المجاهدينَ بين يدي رسول الله بالسيف، أولئك المُخلصونَ حقّاً، وشيعتُنا صِدقاً، والدُعاةِ إلى دينِ الله سِرّاً وجهراً) [غيبة النعماني]
هذه الرواية يجب على الشيعي في كلِّ لحظةٍ أن يُدقّقَ النظر فيها، فهي تُحدّثُنا عن زمانِ الغَيبة وتُخبِرُنا بأنّه في زمانِ الغَيبة قد يتمكّنُ الناسُ مِن أن تكون الغَيبةُ عندهم بمنزلةِ المُشاهدة وذلك حينما يملكون عقيدةً سليمةً بإمامِ زمانِهم وهذا أعظمُ توفيقٍ وأعظمُ تسديدٍ ينالُهُ العبدُ مِن الله ومِن إمام زمانه وإنّما يبلغُ العبدُ إلى هذه المرتبة: (أن تكونَ الغَيبةُ عندهُ بمنزلة المُشاهدة) بهذه الأوصاف التي ذكرها إمامُنا السجّاد عليه السلام فأصحابُ هذه الأوصاف هم المُخلصون حقّاً كما يقولُ الإمام: (أولئك المُخلصونَ حقّاً وشيعتُنا صِدقاً) فصِفةُ الإخلاصِ هي التي تكونُ سَبَباً للبلوغ إلى هذه المرتبة، والإخلاصُ إنّما يكونُ في قلبِ الإنسان
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
الإمام الرضا عليه السلام يضعُ لنا قانوناً نعرفُ مِن خلالهِ كم لنا مِن المنزلة عند إمام زماننا
:
❂ يُحدّثنا الحسنُ بن الجَهم، يقول: قلتُ لأبي الحسن الرضا عليه السلام: (لا تنسني مِن الدعاء قال الإمام: أو تعلم أنّي أنساك؟ فتفكّرتُ في نفسي وقُلت: هو يدعو لشيعتِهِ وأنا مِن شيعته، فقلتُ: لا، لا تنساني، قال الإمام: وكيف علمتَ ذلك؟ فقُلتُ له: إنّي مِن شيعتك، وإنّك لتدعو لهم. فقال الإمام: هل علمتَ بشيءٍ غير هذا؟ قلتُ: لا، قال الإمام: إذا أردتَ أن تعلم ما لكَ عندي، فانظر إلى ما لي عندك) [الكافي الشريف]
[توضيحات]
الإمام هنا يُرشدنا إلى قانون واضح يعرفُ المُؤمن مِن خلالهِ كم له مِن المنزلة عند إمام زمانه، فيقول: إذا أردتَ أن تعلمَ ما لك عندي مِن المنزلة، فانظر إلى ما لي عندك يعني انظر إلى قلبك، وكاشف نفسك وصارحها مُصارحةً صادقة: كم لإمامك مِن المنزلةِ عِندك؟ فإنّ لك في قلب إمامك مِن المنزلةِ بقَدر ما للإمام مِن المنزلةِ في قلبك، خُصوصاً عند (المعصيّة)
لأنّ الإنسان قد يُعوّل على بعض حالاتِ الإقبال والتوجُّه التي يعيشُها مع إمامهِ في ساعاتٍ مُعيّنة، كساعاتِ المُناجات وليالي وأيّام الجُمعات مثلاً فيتوهّم أنّ علاقتَهُ متينةٌ وقويّةٌ بإمام زمانه، وهذا غير صحيح فليس المُعوّلُ على الحالة العاطفيّة فقط، وإنّما المطلوبُ مِن العَبد أن ينظرَ إلى قلبهِ وإلى نفسهِ في جميع الحالات والظُروف ويرى كم لإمام زمانهِ مِن المنزلة عنده خُصوصاً إذا همَّ بالمعصيّة، كما يُشير إلى هذا المعنى سيّدُ الأوصياء حين يقول: (مَن أراد مِنكم أن يعلمَ كيف منزلتُهُ عند الله فلينظرْ كيف منزلةُ اللهِ منه عند الذنوب، كذلك منزلتهُ عند الله تبارك وتعالى) [الخصال]
لاحظوا المضمونُ هو نفسهُ في حديث الإمام الرضا، لأنّ الله تعالى إنّما يُراقبُ العِباد بعينهِ الناظرة، وعينُ الله الناظرة هي الإمام المعصوم، كما نُخاطبُ أمير المؤمنين في زيارته: (السلامُ عليك يا عين الله الناظرة) وكما نُخاطبُ إمامَ زماننا في زيارته: (السلامُ عليك يا عين الله في خَلقِه) فالإمامُ المعصوم هو عينُ الله الناظرة التي يرعى بها العباد ويكونُ رقيباً عليهم بها في كُلِّ أحوالِهم، وهو وجهُ الله المُتقلِّب في الأرض بين أظهُرنا
فهل يستشعرُ العبد ويستحضرُ رقابةَ عين اللهِ الناظرة التي هي رقابةُ إمامِ زمانِهِ هل يستشعرُ هذه الرقابة حينما يهمُّ بمعصية، فيتركُ تلك المعصيّة خَجَلاً مِن إمامهِ وإكراماً للإمام؟! أمّ أنّه يأتي بالمعصية بلا مُبالاة ويجعلُ إمامَ زمانهِ أهون الناظرين إليه وأخفَّ المُطّلعين عليه؟! خُصوصاً تلك المعاصي التي تُؤدّي إلى العبث في الدين فإنّ مِن أوضح الأعمال التي تُفكِّكُ بين الشيعي وبين إمامِهِ: الذنوب والمعاصي التي تؤدِّي إلى العَبَث بالدين كأن يُحرِّم الإمامُ أمراً وينهى عنه، فيأتي الشيعةُ فيُحلّلونَ ما حرّم الإمام ويرتكبون ما نهى عنه دُون استحضارٍ لرقابةِ إمامِ زمانِهم فيجعلون الإمامَ أهون الناظرين وأخفّ المُطّلعين هُنا يظهر كم للعبد مِن المنزلة عند إمام زمانِهِ، كما يقول إمامُنا الرضا: (مَن لَزِمَنا لزمناه، ومَن فارقنا فارقناه) والقانونُ الإلهي واضح: (فاذكروني أذكركم)
• على سبيلِ المِثال:
يقولُ إمامُ زماننا: (طَلَبُ المعارف مِن غير طريقنا أهل البيت مُساوقٌ لإنكارنا) حينما يسمعُ الشيعيُّ هذا التحذير مِن إمامِهِ ولا يعتني به، فلا يهتمّ بطَلَب معارفِ دِينهِ مِن الطريق الصحيح وهو طريق أهل البيت، ولا يتفحّص هل مَعارفُ دينهِ التي تعلّمها مأخوذةٌ فِعلاً مِن أهل البيت أم مِن غيرهم وحينما يتركُ هذا الشيعي أحاديث العترة ويُعرِضُ عنها ويُشكّك فيها، ويُقبِل على كُتبِ المُخالفين يغترف ويأخذُ منها فقد جعل إمامَ زمانِهِ أهون الناظرينَ إليهِ وأخفَّ المُطّلعينَ عليه عند هذه المعصيّة التي هي أعظمُ المعاصي وأشدُّها بمَوازين أهل البيت فمنزلةُ هذا الشخص أيّاً كان حتّى لو كان مِن كبار رجال الدين منزلةُ هذا الشخص عند إمامِ زمانهِ في أسوأ المنازل، لأنّهُ جعل إمامَ زمانِهِ في أهونِ المنازل ولم يَعتنِ بوصايا إمامِهِ ووصايا العترة الطاهرة فإذا أردنا أن نعرفَ كم لنا مِن المنزلةِ عند إمامِ زماننا، فلنُكاشف أنفُسنا في لحظةِ تفكّرٍ وصِدق مع النفس، ونسأل أنفُسنا:
• كم لإمامِ زماننا مِن المنزلةِ عندنا وفي نُفوسنا؟!
•وكم تَشغَلُ خِدمتُهُ المُقدّسة مِن مساحةٍ في حياتنا؟!
• هل جعلنا إمامَ زماننا الأولويّة الأولى والهمَّ الأوّل؟!
• هل جعلنا إمام زماننا أصلاً في قائمةِ الأولويات؟!
• هل نستحضرُ إمامَ زماننا حين تهمُّ النفس بالمَعصية
بِمِقدار ما نجعل لإمام زماننا مِن المَنزلةِ في قُلوبنا وعُقولنا وفي حياتنا، تكون مَنزلتُنا عند إمامِ زماننا فالقانون القُرآني واضح (فاذكروني أذكركم)
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
ولايتُنا لفاطمة عَلَيْهَا السَّلَامُ هي التي فَطَمتنا عن لعنةِ رسول اللهِ في دعائهِ يوم المُباهلة
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق وهو يُحدّثنا عمّا جرى يوم المُباهلة العظيم: (أنّ نصارى نجران لمّا وفدوا على رسول اللهِ وكان سيّدُهم الأهتم والعاقب والسيّد، وحضرت صلاتُهم، فأقبلوا يضربونَ بالناقوس وصلّوا، فقال أصحابُ رسول الله: يا رسول الله، هذا في مسجدك؟! فقال: دَعوهم، فلمّا فرغُوا دنوا مِن رسول الله، فقالوا له: إلى ما تدعونا؟ فقال: إلى شهادةِ أن لا إله إلّا الله، وأنّي رسولُ الله، وأنّ عيسى عبدٌ مخلوق، يأكل ويشرب ويُحدِث، قالوا: فمَن أبوه؟ فنزل الوحيُ على رسول الله، فقال: قُل لهم: ما تقولون في آدم؛ أكان عبداً مخلوقاً يأكلُ ويشربُ ويُحدث وينكح؟ فسألهم النبيُّ، فقالوا: نعم. فقال: فمَن أبوه؟ فبُهتوا وبقوا ساكتين، فأنزل الله: {إنّ مَثَل عيسى عند اللهِ كمَثَلِ آدمَ خَلَقهُ مِن تُرابٍ ثمّ قال له كُن فيكون • الحقُّ مِن ربّك فلا تكن مِن المُمترين • فمَن حاجّك فيه مِن بعد ما جاءك مِن العِلم فقُل تعالوا ندعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءَنا ونساءَكم وأنفُسنا وأنفُسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنةَ اللهِ على الكاذبين} فقال رسول الله فباهلوني، فإنْ كُنتُ صادقاً أُنزلتْ الّلعنةُ عليكم، وإنْ كُنتُ كاذباً نزلت عليّ. فقالوا: أنصفت. فتواعدوا للمُباهلة، فلمّا رجعوا إلى منازلهم، قال رُؤساؤهم السيّد والعاقب والأهتم: إنْ باهَلَنا بقومهِ باهلناه، فإنّه ليس بنبي، وإنْ باهَلَنا بأهل بيتهِ خاصّة فلا نُباهِلُهُ فإنّه لا يقدّمُ أهلَ بيتهِ إلّا وهو صادق، فلمّا أصبحوا جاءُوا إلى رسول الله ومعه أميرُ المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال النصارى: مَن هؤلاء؟ فقيل لهم: هذا ابن عمّهِ ووصيّه وخِتنُهُ -أي صِهرهُ- عليّ بن أبي طالب، وهذه ابنتُهُ فاطمة، وهذانِ ابناه الحسن والحسين. فعرفوا، فقالوا لرسول الله: نُعطيك الرضا، فأعفِنا مِن المُباهلة. فصالحهم رسولُ الله على الجزية وانصرفوا) وفي رواية أُخرى، جاء فيها بعد أن طلبوا مِن رسولِ اللهِ ألّا يُباهلهم: (فقال النبيّ: قد قبلتُ ذلك منكما، أما والذي بعثني بالكرامة، لو باهلتمُوني بمَن تحت الكساء لأضرمَ اللهُ عزّ وجلّ عليكم الوادي ناراً تأجّجُ تأجُّجاً، حتّى يُساقها إلى مَن وراءكم في أسرع مِن طرفةِ عين فأحرقتهم تأجُّجا. فهبط عليه جبرئيل الرُوح الأمين، فقال: يا محمّد، إنّ اللهَ يُقرئُك السلام، ويقول لك: وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لو باهلتَ بمَن تحت الكساء أهلَ السماوات وأهلَ الأرض لتساقطتْ السماءُ كِسَفاً مُتهافتة، ولتقطّعتْ الأرضونَ زُبَراً سابحة، فلم يُستقرّ عليها بعد ذلك. فرفع النبيُّ يديهِ حتّى رُئيَ بياضُ إبطيه، ثمّ قال: وعلى مَن ظلَمكُم حقّكم وبخسني الأجر الذي افترضَهُ اللهُ فيكم عليهم بُهلَةُ الله -أي لعنة الله- تتابعُ إلى يومِ القيامة) [تفسير البرهان: ج2]
[توضيحات]
✦ قولِ النبيّ: (وعلى مَن ظلَمكُم حقّكم وبخَسَني الأجرَ الذي افترضَهُ الله فيكم عليهم، بُهلَةُ الله -أي لعنته- تتابعُ إلى يوم القيامة) هذه العبارة: (وبخَسَني الأجرَ الذي افترضهُ الله فيكم عليهم) تحملُ نفسَ مضمونِ قولِ النبيّ لأُمّته: (لعن اللهُ مَن منع الأجير أجره، وأنا أجيركم)
رسُول الله يُشير بقولِهِ: (وأنا أجيركم) إلى أجرِ الرسالة الذي ذُكِرَ في قولِهِ تعالى: {قُل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّةَ في القُربى} يعني مَن لم يُعطِ أجرَ الرسالةِ لرسولِ اللهِ وهو (المودّة في القربى) فقد وقع تحت طائلةِ الّلعنة! علماً أنّ رسولَ اللهِ وأهلَ بيتهِ الأطهار ليسوا مُحتاجين لأجر أساساً وإنّما نحنُ الذين نحتاجُ ذلك، كما يقول القرآن: {ما سألتكم مِن أجرٍ فهو لكم} وهذه الآية هي على نَسَقِ قولِهِ تعالى: {مَن ذا الذي يُقرضُ اللهَ قرضاً حَسَناً} فهل اللهُ تعالى يحتاجُ إلى إقراضٍ مِن خلقهِ؟! قطعاً لا، وإنّما نحنُ المُحتاجون، فكذلك أجرُ الرسالة
هذا الأجرُ لرسول الله وهو (المودّةُ في القُربى) يتجلّى بشكلِهِ الكامل في ولايتنا لأمير المؤمنين، وولايةُ عليّ هي بعينها ولايةُ فاطمة، كما نُخاطبُها في زِياراتها أنّها (قرينةُ المرتضى) هذا هو معنى الكفئيّة، يعني أنّه ليس للزهراءِ مِن كفؤ إلّا أمير المؤمنين وعليه فإنّ ولاية فاطمةَ مُساوقةٌ لولاية عليٍّ، فكما أنّ إكمالَ الدينِ يومَ الغدير بولايةِ عليٍّ، فإكمالهُ أيضاً بولايةِ فاطمة، فالولايةُ الفاطميّة لا تنفكُّ عن الولايةِ العَلَويّة أبداً، ولذا كانت الزهراء مِيزاناً لمعرفةِ رضا الله تعالى وسخطهِ فهي القيّمةُ على الدين كما يقولُ إمامُنا الباقر في قولِهِ تعالى: {وذلك دين القيّمة} قال: هي فاطمة عليها السلام فالزهراءُ لها القيمومةُ والولايةُ المُطلقة، ولها السُلطة والحاكميّةُ على الدين وأهله وهي مِيزانُ التقييم أيضاً
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
درس نَتعلّمُهُ مِن إمامِنا الهادي صلواتُ الله عليه أن نتوّجهَ لإمامِ زمانِنا في كلِّ حالٍ لاسيّمـا في أصعبِ الظُروف فإمامُ الزمان هو كهفُ الأمان ♡
:
❂ يُحدّثُنا كافورُ الخادم يقول (كانَ يونسُ النقاش (أحد أصحاب إمامِنا الهادي) يَغشى سيّدنا الإمام الهادي صلواتُ الله عليه ويخدِمُهُ، فجـاءَ يونس يَوماً يَرعدُ، فقال للإمام: يا سيّدي أُوصيكَ بأهلي خيراً. فقـالَ لهُ الإمـامُ عليهِ السلام وما الخَبَـر؟ قـال يُونس عَزمتُ على الرحيل قـال الإمام وهو يبتسّم ولِمَ يا يُونس؟ قـال يُونس وجّهَ إليَّ ابنُ بُغا (أحد قواد المُتوكّل العبّاسي) بفُصٍّ ليسَ لهُ قيمة (أي أنّهُ فصٌّ ثمين جدّاً لا يتمكّن مِن تَحديد قيمته) فأقبلتُ أنقُشُهُ فكسرْته باثنين! ومَوعده غــد، وهو (موسى بن بُغا) إمَّا ألفُ سَوطٍ أو القتْل..! فقـال الإمامُ عليهِ السلام امْضِ إلى مَنزلكَ إلى غد فما يكونُ إلّا خيرا فلمَّا كانَ مِن الغَـد وافـاه بُكْرة (أي صباحاً) يَرعَد خائفاً فقـال للإمام: قد جاءَ الرسولُ يلتمسُ الفُصَّ فقـال الإمام: امْضِ إليهِ فلنْ ترى إلاَّ خَيرًا قـال يونس: وما أقولُ لهُ يا سيّدي..؟ فتبسَّم الإمام وقـال: امضِ إليهِ واسمعْ ما يُخْبِركَ بهِ، فلا يكونُ إلّا خيراً. فمَضى يونس وعاد، وقـال: قال لي يا سيّدي: الجواري اختصمنَ.. فيُمكنُُكَ أن تَجعلَهُ فُصّين حتّى نُغنيـك؟ فقـالَ الإمامُ عليهِ السلام: الَّلهُمَّ لكَ الحمدُ إذْ جَعَلتنــا ممَّن يحمَدُك حَقَّــاً، فأيُّ شيءٍ قُلْتَ له؟ قــال يونس: قلْتُ لهُ: أمهلني حتَّى أتأمَّل أمْره؟ فقــال عليهِ السلام: أصبتْ) [بحار الأنوار-ج50]
[توضيحات]
موقفٌ عصيب جدّاً مَرَّ بهِ يُونس النقّاش ولكن بِمُجرّد أن تَوجّهَ إلى إمامِ زَمانِهِ وأخبرهُ بالحال انكشفتْ كُربتُهُ وعادَ مَسروراً ثَلِجَ الفؤاد وهذا دَرسٌ لنـا نَحنُ الشيعة أن نَتوجّهَ لإمامِ زمانِنا في كُلّ أحوالنا في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة كما في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة إذْ نقول (ومُقدّمُكم أمامَ طَلِبَتي وحَوائجي وإرادَتي في كلِّ أحوالي وأُموري..)
إمامُ زمانِنا هُو كهفُ الأمان وسفينةُ النجاة كما نُخاطبُهُ صلواتُ الله عليه في زيارتِهِ الشريفة في يوم الجمعة: (السلامُ عليكَ يا سفينة النجاة، السلامُ عليكَ يا عين الحياة) وبإمام زمانِنا وحدهُ دُونَ سِواه تُكْشَفُ هَذهِ الغُمّةَ عن هذهِ الأُمّة، كما نقرأ في دُعاء العهد الشريف (الَّلهُمَّ اكشفْ هذهِ الغُمَّةَ عن هذهِ الأُمةِ بحُضُورهِ..)
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
الأنبياء هم شيعةٌ لأهل البيت في المراتب العالية
:
❂ سُئل إمامُنا الصادق عن معنى قوله تعالى: {وإِنّ مِن شِيعتِهِ لإبراهيم} فقال: (إنّ اللّٰه لمّا خلقَ إبراهيم كشف لهُ عن بصرهِ فنظر إلى جانبِ العرش فرأى نُوراً، فقال: إلهي وسيّدي ما هذا النور؟ قال: يا إبراهيم هذا نُور مُحمّدٍ صفوتي مِن خلقي، ورأى نُوراً إلى جنبهِ فقال: إلهي وما هذا النُور؟ فقِيل لهُ: هذا نُور عليّ بن أبي طالب ناصر ديني، ورأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار، فقال: إلهي وما هذهِ الأنوار؟ فقيل له: هذا نُور فاطمة فَطَمت مُحبّيها مِن النار، ونُور ولديها الحسن، والحسين، فقال إبراهيم: إلهي، وأرى أنواراً تسعة قد حفُّوا بهم؟ قيل له: يا إبراهيم هؤلاء الأئمةُ مِن وُلد عليّ، وفاطمة، فقال: إلهي أرى أنواراً قد أحدقوا بهم لا يُحصي عددهم إلّا أنت؟ قيل له: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم، شيعةُ عليّ. فقال إبراهيم: وبمَ تُعرَفُ شِيعتهُ؟ قال: بصلاةِ الإحدى والخمسين، والجهر ببسم اللّٰه الرحمن الرحيم، والقُنوت قبل الرُكوع، والتختّم باليمين، فعند ذلك قال إبراهيم: الّلهُمّ اجعلني مِن شيعة أمير المؤمنين، فأخبرَ اللّٰهُ في كتابهِ فقال: {وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم}) [تأويل الآيات]
[توضيحات]
✦ قوله: {وإنّ مِن شِيعتهِ لإبراهيم} هذه الآية بحَسَب السِياق الّلفظي المُراد منها: وإنّ مِن شِيعةِ نُوحٍ لإبراهيم؛ لأنّ الآيات السابقة لهذه الآية كانت تتحدّث عن نوح، إذ تقول الآيات: {ولقد نادانا نوحٌ فلَنِعمَ المُجيبون* ونجّيناهُ وأهلَهُ مِن الكرب العظيم} إلى أن تقول: {إنّهُ مِن عبادنا المُؤمنين* ثُمّ أغرقنا الآخرين* وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم} فبحَسَب هذا السِياق الّلفظي فإنّ المُراد مِن قوله: {وإنّ مِن شِيعتِهِ لإبراهيم} أي: وإنّ مِن شيعةِ نُوحٍ لإبراهيم أمّا بحسب المعنى الحقيقي فالمُراد منها: وإنّ مِن شيعةِ عليٍّ لإبراهيم، كما بيّن إمامُنا الصادق
وليس إبراهيم وحدهُ مِن شيعة عليّ، وإنّما كُلّ الأنبياءُ طُرّاً مِن آدم إلى آخر نبيٍّ ووصيٍ قبل نبيّنا الأعظم كُلّهم جُزءٌ مِن أمّة نبيّنا وهم مِن شيعة عليٍّ كما يقول إمامُنا الصادق في قوله تعالى: {وإنّ مِن شِيعتهِ لإبراهيم} قال: (أي إنّ إبراهيم مِن شيعةِ النبي، فهو مِن شيعةِ عليّ، وكُلُّ مَن كان مِن شِيعةِ عليٍّ فهُو مِن شيعةِ النبيّ) [تفسير البرهان ج4]
وكما قال إمامُنا السجّاد حين قال له رجل: يا بن رسول الله، أنا مِن شيعتكم الخُلّص، فقال لهُ الإمام: (يا عبد الله، فإذن أنت كإبراهيم الخليل الذي قال اللهُ فيه: {وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم إذ جاء ربّهُ بقلبٍ سليم} فإن كان قلبُكَ كقلبهِ فأنت مِن شيعتنا، وإن لم يكن قلبُك كقلبه وهو طاهرٌ مِن الغِشِّ والغِلِّ فأنت مِن مُحبّينا وإلّا فإنّك إن عرفتَ أنّك بقولك كاذبٌ فيه إنّك لمُبتلى بفالجٍ لا يُفارقك إلى الموت، أو جُذامٍ ليكونَ كفّارةً لكذبك هذا) [بحار الأنوار ج65]
:
✦ وقول الآية: {وإِنّ مِن شِيعتِهِ لإِبراهيم* إِذ جاء ربّهُ بِقلبٍ سليم} هذا القلبُ السليم الذي كان عند إبراهيم إنّما كان قلباً سليماً لأنّهُ شعّ بنورُ أهل البيت ومِن معاني الشيعةِ في حديث العِترة أنّه قِيل لهم شيعة لأنّهم مِن شُعاعِ أنوارِ أهل البيت، كما يقول إمامنا الباقر في حديثٍ له: (ثمّ خُلِقَ شِيعتُنا، وإنّما سُمُّوا شيعة لأنّهم خُلقوا مِن شُعاع نورنا) ونُورُ أهل البيت إنّما يشعُّ في قلب الإنسان كما يقول إمامنا الباقر: (لَنُور الإمام في قُلوب المُؤمنين أنورُ مِن الشمس المُضيئة بالنهار)
فالقلبُ السليم الذي جاء بهِ إبراهيم هو ذلك القلبُ الذي كان عامراً مَعموراً بنُور أهل البيت فكُلّ الأنبياء هم شيعةٌ لأهل البيت وبعبارة أخرى: كُلُّ الأنبياء هم شِيعةٌ لإمام زماننا ولهذا فإنّ النبيّ عيسى حين ينزلُ في آخر الزمان فإنّهُ يُصلّي خلف إمام زماننا ويكونُ جُنديّاً يُقاتِلُ تحت لواء إمام زماننا، كما يقول إمامنا الباقر: (سيأتي على الناس زمانٌ لا يعرفون ما هو التوحيد، حتّى يكون خُروجُ الدجّال، وحتّى ينزل عيسى بن مريم مِن السماء ويقتلَ اللهُ الدجّال على يديه ويُصلّي بهم رجلٌ مِنّا أهل البيت، ألا ترى أنّ عِيسى يُصلّي خَلْفنا وهو نبيّ؟ ألا ونحنُ أفضلُ منه) [بحار الأنوار ج14]
فلا وجه للمُقايسَة بين أهل البيت وبين الأنبياء فإنّ الأنبياء حتّى في خِلقتِهِم إنّما خُلِقُوا مِن فاضل طِينة أهل البيت فقول أهل البيت: (شيعتُنا خُلقوا مِن فاضل طينتنا وعُجِنوا بماء ولايتنا) هذه العبارة يدخل فيها الأنبياء، لأنّ الأنبياء هم الشيعة في المراتب العالية هم أرقى مظاهر التابعين لأهل البيت بالقياس إلى سائر الناس وما تكاملت النبوّة لنبيّ مِن الأنبياء حتّى أقرَّ بولاية أهل البيت وفضلهم كما يقول نبيّنا الأعظم: (ما تكاملتْ النبوّة لنبيٍّ في الأظلّة حتّى عُرضت عليه ولايتي وولايةُ أهْل بيتي ومثلوا له -أي مَثَل أهل البيت لهؤلاء الأنبياء- فأقرّوا بطاعتهم وولايتهم) [بحار الأنوار ج26]
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
مِن علائمِ الظهورِ الحتميّة الفزعةُ في شهر رمضان
:
❂ يقولُ أميرُ المؤمنين صلواتُ اللهِ عليه في قولهِ تعالى: {فاختلف الأحزابُ مِن بينهم} قال: (انتظروا الفرجَ في ثلاث، فقيل: يا أميرَ المؤمنين، وما هُنَّ؟ فقال: اختلافُ أهل الشام بينهُم، والراياتُ السودُ مِن خُراسان، والفزعةُ في شهرِ رمضان، فقيل: وما الفزعةُ في شهر رمضان؟ فقال: أوما سَمِعْتُم قول اللهِ عزّ وجلّ في القُرآن: {إن نشأْ نُنَزّل عليهم مِن السماء آيةً فظلّتْ أعناقُهُم لها خاضعين}؟ هي آيةٌ تُخرِجُ الفتاةَ مِن خِدرِها، وتُوقظُ النائم، وتُفزِعُ اليقظان) [غيبة النعماني]
[توضيحات]
هذه الفزعةُ هي صيحةُ جبرئيل مِن السماء والتي تكونُ في ليلةِ الثالث والعشرين مِن شهر رمضان، كما يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه: (الصيحةُ التي في شهرِ رمضان تكونُ ليلةَ الجمعة لثلاثٍ وعشرين مَضينَ مِن شهرِ رمضان) [كمال الدين]
✦ قوله: (آيةٌ تُخرِجُ الفتاةَ من خِدرها) يعني تُخرِجُ الفتاةَ مِن الموطن الذي تتخدّرُ وتتحصّنُ فيه! هذه الآيةُ هي الصيحةُ عند الفجرِ في يوم الثالث والعشرين مِن شهر رمضان، والذي يوافق يوم الجمعة والصيحةُ هي نداءٌ مِن السماء يُسمَعُ بكلِّ لسان يُنادي بأنّ الحقَّ مع عليٍّ وشيعتِهِ، وبأنّ الحُجّة بن الحسن قد قرُبَ ظُهورُهُ، وأنّ الحقَّ معهُ فاتّبعوه، وهذه الصيحةُ المُذهلة ستُخرِجُ الفتاةَ من خِدرها وتُوقِظُ النائمَ وتُفزِعُ اليقظان؛ لأنّها حَدَثٌ جديد لم يحصل مُسبقاً في العالم!
وفي مُقابل صيحة جبرئيل هناك صيحةٌ شيطانيّةٌ بتخطيطِ إبليس ليُشكّك الناس! كما يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه: (يُنادي مُنادٍ باسمِ القائم، فقيل له: خاصٌّ أو عام؟ قال: عامٌّ يسمعُهُ كلُّ قومٍ بلسانهم، قِيل له: فمَن يُخالفُ القائمَ وقد نُودِي باسمه؟ قال: لا يدعُهُم إبليس حتّى يُنادي في آخرِ الّليل ويُشكّكَ الناس) [كمال الدين]
✦ قولِهِ: (فمن يخالف القائم وقد نودي بإسمه؟) السائل تعجّبَ باعتبارِ أنّ هذه الصيحة السماويّة قضيّةٌ إعجازيّة، صوتٌ مِن السماء تسمعُهُ كلُّ الأممِ بحسبِ لُغاتها! لذا تعجّب السائل وسأل: فمَن يُخالفُ القائم وقد نُودِيَ باسمِهِ بهذه الطريقة الإعجازيّة؟ فالإمام قال له: (لا يدعُهم إبليس حتّى يُنادي في آخر الّليل ويُشكّك الناس)
❂ ويقول إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه: (الصيحةُ لا تكونُ إلّا في شهرِ رمضان، وهي صيحةُ جبرئيل إلى هذا الخَلْق. ثمّ قال: يُنادي مُنادٍ مِن السماء باسمِ القائمِ عليه السلام، فيسمعُ مَن بالمشرقِ ومَن بالمغرب، لا يبقى راقدٌ إلّا استيقظ، ولا قائمٌ إلّا قعد، ولا قاعدٌ إلّا قام على رجليه فزِعاً مِن ذلك الصوت! فرَحِمَ اللهُ مَن اعتبر بذلك الصوتَ فأجاب -أي نصر أهل البيت بالتوجّه لراية اليماني- فإنّ الصوتَ الأوّل هو صوتُ جبرئيل الروح الأمين)
❂ وقال صلواتُ اللهِ عليه: (الصوتُ في شهرِ رمضان في ليلةِ جُمعة، ليلةِ ثلاثٍ وعشرين،
فلا تشكُّوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا، وفي آخرِ النهارِ صوتُ إبليسَ الّلعين يُنادي: ألا إنّ فُلاناً قُتِل مظلوماً ليُشكّك الناس ويفتِنهم، فكم ذلك اليوم مِن شاكٍّ مُتحيّرٍ قد هوى في النار! وإذا سمِعتُم الصوتَ في شهرِ رمضان فلا تشكّوا أنّه صوتُ جبرئيل وعلامةُ ذلك أنّه يُنادي باسمِ القائمِ واسمِ أبيه، حتّى تسمعُهُ العذراءُ في خِدرِها -أي التي لم تتزوّج- فتُحرّضُ أباها وأخاها على الخروج)
❂ وقال صلواتُ اللهِ عليه: (لابدّ مِن هذين الصوتين قبل خروج القائم: صوتٌ مِن السماء وهو صوتُ جبرئيل، وصوتٌ مِن الأرض، فهو صوتُ إبليس الّلعين، يُنادي باسمِ فلان أنّه قُتِلَ مظلوماً يُريدُ الفتنة، فاتّبعوا الصوتَ الأوّل وإيّاكم والأخير أن تفتتِنوا به) [الأنوار: ج٥٢]
قد يسأل سائل:
إذا كانت هناك صيحةٌ إبليسيّةٌ لتشكيك الناس فمَن الذي يُميّزُ الصيحةَ الصادقة مِن الكاذبة إذاً؟! يُجيبُنا عن هذا السؤال إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه، فحين سألوه: مَن يعرف الصادقَ مِن الكاذب؟ قال: (يعرِفهُ الّذين كانوا يروونَ حديثَنا، ويقولون: إنّه يكونُ قبل أن يكون، ويعلمون أنّهم هم المُحقّونَ الصادقون) [غيبة النعماني]
مِن هنا يتبيّنُ لنا أهميّةُ معرفةِ أحاديثِ أهل البيت صلواتُ اللهِ عليهم والتمسّك بها لاسيّما الأحاديث المُرتبطة بشؤون إمامِ زماننا صلواتُ اللهِ عليه وعلائم ظهوره فإنّ الذي ينجو مِن الفتنِ المُصاحبةِ لتلك العلامات هو الذي كان على عِلمٍ وإيمانٍ بهذه العلامات قبل أن تحدث!
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
مِن أدعية شهر رمضان التي يُستحبُّ أن ندعو بها في كُلِّ ليلة مِن ليالي شهْر رمضان هذا الدعاء الذي أوّلُهُ: (الَّلهُمّ برحمتكَ في الصالحين فأدخلنا، وفي عليّين فارفعنا..) ومِن العبارات الجديرة بالتفكّر التي وردت في هذا الدعاء الشريف هذهِ العبارة: (وليلةَ القدر وحجّ بيتكَ الحرام وقتلاً في سبيلكَ فوفّق لنا)
• السؤال الذي يُطرَح هُنا:
هذا القتل الّذي يَتحدّثُ عنه الدعاء هل هو مُطلَقُ القتل مع أيٍّ كان؟ أم هو القتلُ مع الإمام المعصوم؟
الجواب يتّضحُ مِن نفس كلمات الدعاء إذا تأمّلناها بعناية فإنّ المُرادَ مِن القتلِ في سبيلِ اللهِ الذي يَطلبُهُ الداعي هُنا هُو "القتلُ مع الإمام المعصوم" أن يُقتَلَ الداعي مع إمامِ زمانِهِ وقد وردت صِيغةٌ لِهذا الدعاء تُصرّحُ بهذا المعنى في الجزء (95) مِن كتاب بحار الأنوار حيث يقول الدعاء: (وليلةَ القدر وحجّ بيتكَ الحرام، وقتلاً في سبيلكَ مع وليّكَ فوفّق لنا)
فالصيغة الواردة في بِحار الأنوار تُؤكّد هذا المعنى: أنّ القتلَ الذي يَطلُبُ الداعي التوفيقَ إليهِ يكونُ مع إمامِ زمانهِ ولكن حتّى لو لم يَردْ هذا التعبير "مع وليّك" في الدُعاء فإنّ نفس تعابير الدعاء الشريف تُشيرُ بشكلٍ واضح إلى أنّ القتلَ الذي يَطلبُهُ الداعي هو القتلُ مع الإمام المعصوم لأنَّ المعنى الأعمق والأدق لِهذا المُصطلح (سبيلُ الله) في ثقافةِ الكتاب والعِترة هُو ولايةُ عليٍّ وآل عليّ، كما يقولُ إمامُنا باقر العلوم صلواتُ الله عليه حِين سُئِلَ عن قول اللهِ عزَّ وجلَّ: {ولئن قُتلتُم في سبيل اللّٰه أو مُتُّم} قال عليه السلام للسائل: (يا جابر أتدري ما سبيلُ الله؟ قال جابر: لا أعلم إلاّ أن أسمعَهُ مِنك. فقال صلواتُ اللهِ عليه: سبيلُ اللهِ عليٌّ وذُرّيتُهُ، ومَن قُتِلَ في ولايتِهم قُتِلَ في سبيلِ الله، ومَن ماتَ في ولايتهم ماتَ في سبيل الله) [تفسير العيّاشي]
• وكما وَرَد عنهم صلواتُ اللهِ عليهم في تفسير القُمّي في قولهِ عزّ وجلّ: {وإنْ تُطِعْ أكثرَ مِن في الأرضِ يُضلّوكَ عن سبيل الله} قال: يعني يُحيّروكَ عن الإمامِ فإنّهم مُختلفون فيه)
• أيضاً وَرَد عنهم صلواتُ اللهِ عليهم في تفسير القُمّي في قولهِ عزّ وجلّ: {إنّ الّذين كفروا وصدُّوا عن سبيل الله} قال: صدّوا عن أمير المؤمنين، {وشاقُّوا الرسُول} أي قطعوهُ في أهلِ بيتهِ بعد أخذِ المِيثاق عليهم له).
• أيضاً وَرَدَ عن إمامِنا الكاظم صلواتُ اللهِ عليه في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {اتّخذُوا أيمانهُم جُنّةً فَصدُّوا عن سبيل اللّٰه} قال: السبيل هُو الوصيّ) [الكافي الشريف: 1]
فمُصطلَح "سبيل الله" في ثقافة الكتاب والعِترة يعني: عليٍّ وآل عليّ صلواتُ اللهِ عليهم وهذا المعنى مُنتشرٌ بشكلٍ كبيرٍ في كلمات أهل البيت وفي أدعيتهم وزياراتهم صلواتُ اللهِ عليهم كما يقول سيّد الأوصياء صلواتُ اللهِ عليه: (واعلموا أيُّها المُؤمنون أنَّ اللهَ عزّ وجلّ قال: {إنّ الله يُحِبُّ الذين يُقاتلونَ في سبيلِهِ صفّاً كأنَّهم بنيانٌ مَرصوص} أتدرونَ ما سبيلُ الله ومَن سبيله؟ ومَن صراطُ الله ومَن طريقه؟ أنا صراطُ اللهِ الذي مَن لم يَسلكهُ بطاعةِ اللهِ فيه هوى به إلى النار، وأنا سبيلُهُ الذي نَصَبَني للاتّباع بعد نبيّه صلَّى اللهُ عليه وآله أنا قسيمُ النار، أنا حُجّتُهُ على الفُجّار، أنا نُور الأنوار) [بحار الأنوار: ج94]
وكما نقرأ في دُعاء الندبة الشريف: (أينَ السبيلُ بعد السبيل) فسبيلُ الله هُم صلواتُ اللهِ عليهم وبعبارةٍ أدق: سبيلُ اللهِ في زماننا هذا هو إمامُ زماننا الحُجّة بن الحسن صلواتُ اللهُ عليه كما نُخاطبُهُ بعِبارةٍ صريحة في زيارتِهِ الشريفة: (السلامُ عليكَ يا سبيل اللهِ الذي مَن سَلَك غيرَهُ هَلَك)
• فسبيلُ الله هُو إمامُ زَماننا
• والإنفاقُ في سبيلِ اللهِ أعلى درجاتِهِ: هو الإنفاقُ في طَريقِ التمهيدِ لإمامِ زماننا وإحياءِ أمرهِ الشريف
• والقتلُ في سبيل الله: هو القتلُ مع إمامِ زماننا. لأنّ الداعي حين يدعو فهو يَطلبُ أعلى المراتب وأعلى مَراتب القتل في سبيلِ اللهِ هي مع الحُجّة ابن الحسن (إما بإدراكهِ عند ظُهورهِ والقتل تحتَ رايتهِ أو القتل تحت رايتِهِ حين نعود في عصْر الرجعة العظيمة)
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
سُؤالٌ يدورُ في أذهان الكثير مِن الشيعة الإمامية ما هو أفضلُ عملٍ يُقرّبُنا مِن أهلِ البيت ومِن إمامِ زمانِنا في هذه الأشهر المُباركة؟ (رجب، شعبان، وشهر رمضان)؟
الجواب نأخذهُ مِن إمامِنا وليد الشهر الأصب، باقر العلوم صلواتُ الله عليه حين يقولُ: (ذُروةُ الأمرِ وسنامُهُ ومفتاحُهُ وبابُ الأشياءِ ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعةُ للإمامِ بعد معرفتِه) [الكافي الشريف: ج1]
روايةٌ موجزة، لكنّها تشتملُ على أعظمِ المعاني وأهمّها فالإمامُ صلواتُ اللهِ عليه بيّن فيها بشكلٍ واضح أنّ العنوانَ الأهم في وصايا أهل البيت صلواتُ اللهِ عليهم للشيعةِ هو طَلَبُ معرفةِ إمام زمانِنا.
✦ قوله: (ذُروةُ الأمر وسنامه) المراد مِن ذُروةُ الشيء يعني أعلاه، وكذلك السنام هو أعلى الشيء يعني أنَّ ذُروةَ الحقيقةِ وذُروةَ الدينِ وذُروةَ الشيءِ الأهمِّ في حياةِ الإنسان ومدارُ الأشياء كلّها ومِفتاحُها وظواهِرُ الأمورِ وبواطنُها وبداياتُها ونهاياتُها كلُّ تلك الأمورِ مَردُّها إلى معرفةِ الإمام المعصوم صلواتُ اللهِ عليه وبعد ذلك تأتي طاعةُ المعصوم
لأنَّ الإمام يقول أنّ ذروةَ الأمرِ هي (الطاعةُ للإمامِ بعد معرفتِهِ) يعني أنّ معرفةَ الإمام تأتي أوّلاً فهي الأصلُ الذي نبتدئُ منه، كما يقولُ إمامُنا الرضا صلواتُ اللهِ عليه وهو يتحدّثُ عن منزلةِ الإمامة في حديثٍ طويل، يقول: (الإِمامةُ أُسُّ الإِسلامِ النامي وفرعهُ السامي) فالإمامةُ هي الأصلُ وهي الفرعُ أيضاً وبعبارةٍ أُخرى: معرفةُ الإمامِ هي الأساسُ لكلّ شيء لأنّ الإمام هو أصلُ الدين، كما يقولُ رسولُ اللهِ لأمير المؤمنين: (يا عليّ، أنت أصلُ الدين) فالإمامُ المعصوم هو أصلُ الأصول في ديننا، وعلاقتُنا بالإمامِ عنوانُها الولاية، وهذه الولاية لها بُعدٌ نظريٌّ ولها بعدٌ عملي
• البُعدُ النظري للولاية: هو معرفةُ إمامِ زمانِنا
• والبُعدُ العملي للولاية: هو وظيفتُنا الشرعيّة الأُولى والأهمّ وهي المُرابطةُ في فناءِ إمامِ زمانِنا والمرابطةُ تعني التمهيدُ لإمامِ زمانِنا
والتمهيدُ يختلفُ باختلافِ الأزمنةِ والأمكنةِ وباختلافِ الأشخاصِ وباختلافِ الظُروفِ الموضوعيّة الّتي تُحيطُ بنا وليس الحديثُ هنا عن التمهيد، وإنّما الحديثُ عن البُعد النظري للولاية وهي معرفةُ الإمام فأفضلُ عَمَلٍ يُقرّبُنا مِن إمامِ زمانِنا في هذه الأشهر المُباركة بل في كلّ أيّامِ دهرنا، هو: معرفةُ أهل البيت
وبعبارةٍ أدقّ:
أفضلُ عملٍ: هو أن يعرفَ الشيعيُّ إمامَ زمانِهِ كما يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه: (مَن بات ليلةً لا يعرفُ فيها إمامَهُ مات ميتةً جاهليّة) فمعرفةُ الإمامِ المعصوم هي العنوانُ الأهمُّ عند أهل البيت لأنّ الإمامَ المعصوم هو الذي يُعرِّفُنا اللهَ معرفةً صحيحة، كما نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة: (مَن أراد الله بدأ بكم) بل إنَّ معرفة الإمام في ثقافةِ العترة هي بعينها معرفةُ الله، كما يقولُ سيّد الشهداء صلواتُ اللهِ عليه حين سُئلَ: (ما معرفةُ الله؟ قال: معرفةُ الله -هي- معرفةُ أهلِ كلِّ زمانٍ إمامَهم الذي يجبُ عليهم طاعته)
وقطعاً هذه المعرفة لابُدَّ أن تكون مأخوذةً مِن المَنبع الصافي الذي وجّهنا إليه أهل البيت صلواتُ اللهِ عليهم والذي تُشخّصهُ لنا كلمةُ إِمامِ زمانِنا حين يقول: (طَلَبُ المعارفِ مِن غير طريقنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارنا) مساوقٌ: يعني مساوٍ لإنكارنا يعني أنَّ معرفتَنا لأهل البيت لابدّ أن تكونَ مِن طريقِهم فقط (يعني أن تُؤخذَ هذه المعرفةُ مِن نُصوصِ زياراتِهم، ومِن أدعيتِهم، ومِن أحاديثِهم الشريفة)
مع مُلاحظةِ أنّ الأئمةَ حين يُؤكّدون على ضرورةِ معرفةِ الإمام المعصوم فليس المُراد مِن معرفةِ الإمام هو أن نكتفي بمعرفةِ اسم الإمام واسمِ أُمّهِ وأبيهِ ومكانِ ولادتِهِ وتأريخِ وفاتِهِ وأن نعرفَ شيئاً يسيراً عن سيرتِهِ فهذه المعرفةُ هي دون المعرفةِ الأطفاليّة المعرفةُ التي لابدَّ أن نعرفَ الإمامَ بها هي المعرفةُ لمقاماتِ ومنازل الإمام المعصوم الغَيبيّة والاعتقادُ بها وكذلك معرفةُ ظلاماتِ أهل البيت وهذه المعارفُ لا تُؤخَذُ مِن كُتُب المُخالفين وإنّما تُؤخَذُ مِن حديثِ أهلِ البيتِ النوريّ الطاهر المُطهّر، ومِن زياراتِهم الشريفةِ وأدعيتِهم البليغةِ التي هي كنوز مِن المعارفِ والأسرار
ومَن أراد معرفةَ القولِ البليغ الكامل في معرفةِ إمامِ زمانِهِ، وكان يبحثُ عن دُستورِ التشيّعِ الأصيل الذي يُعرِّفُهُ بإمامِ زمانِهِ معرفةً صحيحة فليتوجّه إلى تُحفةِ إمامِنا الهادي النقي صلواتُ اللهِ عليه وهي (الزيارةُ الجامعةُ الكبيرة) فهذه الزيارةُ هي القولُ البليغُ الكاملُ في معرفةِ الإمامِ المعصوم لأنَّ مُوسى ابنِ عبداللهِ النُخعي وهو مِن أصحاب إمامِنا الهادي قال للإمام علّمني يا ابن رسولِ الله قولاً أقولُهُ بليغاً كامِلاً إذا زُرتُ واحداً منكم فالإمامُ جواباً على سُؤالِهِ وطَلَبِهِ هذا علّمهُ الزيارةَ الجامعةَ الكبيرة
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
بيان معنى النداءِ الذي يُنادى يومَ القيامة (يا معشرَ الخلائق غُضّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّد)
:
❂ يقولُ رسول الله وهو يحدّثنا عن عظمة مقام الزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها في مواقف يوم القيامة، يقول: (ثمَّ يقول جبرئيل: يا فاطمة سَلي حاجتكِ، فتقولين: يا ربّ شيعتي، فيقولُ اللهُ عزّ وجلّ: قد غفرْتُ لهم. فتقولين: يا ربِّ شيعةُ وُلدي، فيقولُ الله: قد غفرتُ لهم. فتقولين: يا ربّ شيعةُ شيعتي، فيقولُ الله: انطلقي فمَن اعتصمَ بكِ فهو مَعكِ في الجنّة، فعند ذلكَ يودُّ الخلائقُ أنّهم كانوا فاطميّين فتسيرين ومعكِ شِيعتكِ وشِيعةُ وُلدك وشيعةُ أمير المؤمنين آمنةً روعاتهم، مستورةً عوراتهم، قد ذهبتْ عنهم الشدائد وسهّلتْ لهم الموارد يخافُ الناس وهم لا يَخافون، ويظمأ الناس وهُم لا يظمأون..) [تفسير فُرات]
✦ الذي سيعتصمُ بفاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها في يومِ القيامة هُو كُلُّ مَن كان فاطميّاً في الحياةِ الدُنيويّة، يعني كان مِمّن نالَ حَظّاً مِن مَعرفةِ حَقِّ فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها، وكان شديدَ الارتباطِ بالزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها، ومِمّن وَصَلَها ونَصَرَها ووالى أولياءَها وعادى أعداءَها، ووُفِّقَ للبِرِّ بفاطمة ووُلْدها.
❂ أيضاً يقولُ رسول الله: (إنَّ اللهَ تعالى إذا بعثَ الخلائق مِن الأوّلين والآخرين نادى مُنادي ربّنا مِن تحتِ عرْشهِ: يا مَعشرَ الخلائق غُضُّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّدٍ سيّدةُ نساءِ العالمين على الصراط فيغضُّ الخلائقُ كلّهم أبصارَهم، فتجوز فاطمةُ على الصراط لا يبقى أحدٌ في القيامةِ إلّا غضَّ بَصَرَهُ عنها، إلّا مُحمَّدٌ وعليٌ والحسنُ والحُسين والطاهرونَ مِن أولادِها فإنّهم مَحارِمُها، فإذا دخلتْ الجنّة بقي مَرْطُها مَمدوداً على الصِراط طَرَفٌ مِنهُ بيدها وهي في الجنّة وطَرَفٌ في عرصاتِ القيامة. فيُنادي مُنادي ربّنا: يا أيُّها المُحبّونَ لِفاطمة تَعلّقوا بأهدابِ مَرْطِ فاطمة فلا يبقى مُحِبٌّ لِفاطمة إلّا تَعلّقَ بهُدبةٍ مِن أهدابِ مَرطها، حتّى يَتعلّقَ بها أكثر مِن ألفِ فئام وألف فئام وألف فئام. قالوا: وكم فئامٌ واحدٌ يا رسول الله؟ قال: ألفُ ألفٍ مِن الناس -يعني مليون-). [تفسير الإمام العسكري]
✦ المُراد مِن المرط: هُو شيءٌ مِن الثيابِ تلبسهُ المرأة لهُ ذيل، هو كالعباءة. وأمّا الأهداب: فهي الخيوطُ التي في أطراف المرط وقطْعاً الحديثُ في الروايةِ عن مَرْطٍ جناني، وليسَ مرطاً دنيويّاً
وهُنا مُلاحظة مُهمّة:
وهي أنّ هذهِ الروايات تتحدّثُ بأسلوبٍ تقريبي وإلّا إنّ الزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها مقامُها أعلى بكثير مِن هذهِ المعاني، وهذهِ الرواية لها دلالاتٌ عميقةٌ جدّاً، فحينَ تقولُ الرواية: (يا مَعشرَ الخلائق غُضُّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّدٍ) فإنّ غَضَّ البصرِ هُنا ليس المُراد مِنهُ غضُّ البصر الحِسّي. قد يكونُ غَضُّ البصرِ الحِسّي مَوجوداً. ولكنَّ المرادَ مِن غضِّ البَصِرِ هُنا: هو إشارةٌ إلى أنّ هذهِ الحقيقة وهي الحقيقةُ الفاطميّة هي حقيقةٌ أسمى مِن أن تدنو مِنها الأبصار تماماً كالمضمون الذي قالَهُ جبرئيلُ لرسولِ اللهِ في المعراج حين وصلَ رسولُ الله إلى سدرةِ المُنتهى، تركَهُ جبرئيل في تلكَ النُقطة، وقالَ له: (تَقدّم يا رسولَ اللهِ، ليس لي أن أجوزَ هذا المكان، ولو دَنوتُ أنْمُلةً لاحترقت).
✦ مع أنَّ جبرئيل ليسَ مِن البشر، جبرئيل مِن الأركان الأربعة، والأركانُ الأربعة ما بينَ الملائكة هُم سادةُ الملائكة فطبيعةُ جبرائيل طَبيعةٌ مَلكوتيّة وليستْ طبيعةً تُرابيّة. وهذا الحديثُ بين رسولِ اللهِ وبينَ جبرئيل كانَ في الملأ الأعلى وليس في العالم الأرضي، ورُغمَ ذلك فإنَّ جبرئيل قال لرسولِ الله: (لو دنوتُ أنملةً لاحترقت) لأنَّ نورانيّةَ رسول الله أسمى بكثيرٍ مِن نورانيّةِ سائرِ الخَلْق بما فيهم الملائكةُ والأنبياء فما بالكَ بسائر الخلق!
✦ وكذلكَ هي مولاتُنا الزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها فلا يستطيعُ أحدٌ مِن سائرِ الخَلْقِ بما فيهم الملائكةُ والأنبياءُ أن يَحتملَ نُوريّتها التي تتجلّى في عرصاتِ القيامة، ولِذلك يُقالُ للخلائقِ يومَ القيامةِ: (غُضُّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّدٍ) لأنّ هذه الأبصارُ لا تستطيعُ أن تدنو مِن فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها وأن تَحتملَ نُوريّتها ولو حاولتْ ذلك لاحترقت (لو دنوت أنمُلة لاحترقت)
✦ أيلومنا أحدٌ بعد هذا الكلام حينَ نلهجُ دائماً بذِكْرِ فاطمة؟! وحِين نُزيّنُ مَجالسنا بذكر فاطمة؟! وحين نَرفعُ إسْم فاطمةَ شِعاراً لنا؟! وحينَ نجعلُ حياتَنا في مَدارِ خِدمةِ فاطمة؟! أيلومنا أحدٌ بعد ذلك؟! نحنُ نبحثُ عن نجاتنا في ذلك ونبحثُ عن منافعنا في ذلك. هل يلومُ أحدٌ التاجر حينما يحرصُ على تجارته؟! نحنُ تجارتُنا مع فاطمة رأسُ مَالنا مع فاطمة حَياتُنا مع فاطمة دِينُنا مع فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها.
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
مِن الفتن الشديدة في عصر الظهور:
:
❂ سُئل إمامُنا الرضا صلواتُ الله عليه: (ما علامةُ القائم منكم إذا خرج؟ قال: علامتُهُ أن يكونَ شيخَ السِنِّ شابَّ المنظر، حتّى أنّ الناظرَ إليه لَيحسبُهُ ابن أربعينَ سنة أو دُونها وإنّ مِن علاماتهِ أن لا يهرم بمُرور الأيّام والّليالي حتّى يأتيه أجله) [كمال الدين]
[توضيحات]
قوله: (أن يكون شيخ السِنّ) أي أنّ عُمرَهُ طويل، باعتبار أنّ غيبةَ الإمام طويلة بحيث إذا أردنا أن نحسبَ عُمرهُ مِن يوم الولادة ليومِ الظهور سيكون عُمرهُ طويلاً، ورُغم ذلك فإنّ الذين سينظُرون إلى الإمام عند خروجه يُقدِّرون عُمره ما بين الثلاثين إلى الأربعين بالنتيجة: هذا التحديد المذكور للعمر هو تحديد تقريبي لما يرونهُ مِن شبابٍ وفُتوّةٍ في مَنظر إمامِنا
✦ وقوله: (مِن علامتهِ أن لا يهرم) أي لا تظهر عليه علائمُ الشيخوخة حتّى بعد ظُهوره بمُرور الأيّام والّليالي إلى أن يأتي أجله
❂ ويقول أيضاً إمامُنا الرضا: (إنّ القائمَ هو الذي إذا خرج كان في سِنِّ الشيوخ ومَنظر الشُبّان، قويّاً في بَدَنه، حتّى لو قد مدَّ يدهُ إلى أعظمِ شجرةٍ على وجه الأرض لَقَلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صُخورها) [كمال الدين]
مُلاحظة:
هذا الظهور لإمام زمانِنا وهو شابُّ المنظر سيكونُ فتنةً كُبرى مِن فتن عصر الظهور، فإنّ الكثير مِن الناس سيُنكرون إمامَ زمانِنا عند مجيئِهِ إليهم وهو شابُّ المنظر، ويرتدّون عنه كما يقول إمامُنا الصادق: (لو خرج القائمُ بعد أن أنكرَهُ كثيرٌ مِن الناس يرجعُ إليهم شابّاً، فلا يثبتُ عليه إلّا كُلُّ مُؤمنٍ أخذ اللهُ مِيثاقَهُ في الذرِّ الأوّل) [بحار الأنوار]
❂ ويقولُ سيّدُ الشهداء: (لو قام المهديُّ لأنكرهُ الناس لأنّه يرجعُ إليهم شابّاً مُوفّقاً -أي جميل الجسم، وسيماً وعليماً فهيماً وحكيماً- ومِن أعظم البليّة أن يخرجَ إليهم صاحِبُهم شابّاً وهم يحسبونهُ شيخاً كبيرا) [عقد الدرر]
❂ ويقول أيضاً: (إنّ صالحاً -النبيّ- غاب عن قومهِ زماناً، وكان يومَ غاب عنهم كهلاً مبدح البطن، حسن الجسم، وافر الّلحية، خميصَ البطن، خفيفَ العارضين مُجتمعاً، رِبعة مِن الرجال -أي معتدل الجسم- فلمّا رجع إلى قومهِ لم يعرفوهُ بصورته، فرجع إليهم وهم على ثلاث طبقات: طبقةٌ جاحدة لا ترجعُ أبداً، وأخرى شاكّةٌ فيه، وأخرى على يقين
فبدأ حيث رجع بالطبقة الشاكّة، فقال لهم: أنا صالح فكذّبوهُ وشتموهُ وزجروهُ وقالوا: برِئَ اللهُ مِنك، إنّ صالحاً كان في غيرِ صُورتك فأتى الجُحّاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه أشدّ النُفور، ثُمّ انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهلُ اليقين، فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: أخبرنا خَبَراً لا نشكُّ فيك معهُ أنّك صالح، فإنا لا نمتري -لا نشك- أن الله تبارك وتعالى الخالق ينقلُ ويحوّل في أيّ صورةٍ شاء) إلى أن يقول: (فلمّا ظهر صالح اجتمعوا عليه، وإنّما مثلُ القائِم مثل صالح) [كمال الدين]
وجه الشبه بين إمامِنا وبين النبي صالح مِن جهتين:
الجهة (1):
غيبتهُ عن قومهِ وشيعته، ثُمّ خُروجهِ إليهم في صورة تختلف عن الصورة التي كانوا يظنّون أنّه يخرجُ عليها، وهذا ما سيكونُ أيضاً عند خروجِ إمام زماننا
الجهة (2):
حالُ قوم صالح في مُواجهة نبيّهم صالح مِن جاحدين، وشاكّين، وأهل يقين، وهذا سيكونُ بعينهِ في زمن ظُهور إمام زماننا
إنّ المُعترضين على صِغَر سِنّ إمام زماننا حين ظهوره، يُشابهون في اعتراضِهم هذا اليهود، فقد اعترض اليهود على صِغَر سِنّ عيسى كما في سورة مريم: {فأشارت إِليه قالوا كيف نُكلّمُ مَن كان في المهدِ صبيّاً}
ويُشابهون المُعترضين على صِغَر سِنّ أمير المؤمنين حين نَصَبهُ رسول الله إماماً يوم نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} وكان ما كان مِن جمع النبي لعشيرتِه وتنصيب أمير المؤمنين إماماً له عليهم فالرواية تقول: (قام القومُ يضحكُ بعضُهم إلى بعض، ويقولون لأبي طالب: قد أمرَكَ أن تسمعَ وتُطيع لهذا الغُلام)
❂ أيضاً يُحدّثنا محمّد بن الحسن بن عمّار يقول: (أنّه دخل الإمام الجواد وهو صغير السِنّ مسجد رسول الله وكان فيه عليُّ بن جعفر -ابن الإمام الصادق- فوثبَ عليُّ بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبّل يدي الإمام الجواد وعظّمه، فقال له الإمام: يا عم، أجلس رحمك الله فقال: يا سيّدي كيف أجلس وأنت قائم؟! فلمّا رجع عليُّ بن جعفر إلى مجلسهِ جعل أصحابه يُوبّخونه ويقولون: أنت عمّ أبيه، وأنت تفعلُ به هذا الفعل؟! فقال: اسكُتوا، إذا كان اللهُ عزّ وجلّوقبض على لحيته لم يُؤهّل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعهُ حيث وضعَه، أُنكِرُ فضلَه؟! بل أنا له عبد) [الكافي: ج١]
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
أهلِ البيتِ: هم "كلمة الله" و "كلمات الله"
:
❂ سُئل إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه عن قولِهِ تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّهُ بكلماتٍ فأتمهُنَّ} ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلماتُ التي تلقّاها آدمُ مِن ربّه فتاب اللهُ عليه، وهو أنّه قال: أسألك بحقِّ محمّدٍ وعليٍّ و فاطمةَ والحسنِ والحُسين إلّا تُبتَ عليَّ فتاب اللهُ عليه إنّه هو التوّابُ الرحيم، فقيل له: يابن رسولِ الله، فما يعني عزّ وجلّ بقولِهِ: «فأتمهُنّ»؟ قال: فأتمهُنَّ إلى القائم إثنى عشر إماماً، تسعةٌ من وُلد الحسين) [الخصال]
[توضيحات]
هذا المعنى الذي ذكرهُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه تكرّر في أحاديثَ أخرى منها مثلاً هذا المقطع مِن حديثٍ لسيّدِ الأوصياء صلواتُ اللهِ عليه عن مقاماتِ أهلِ البيت، يقول: (نحنُ الأسماءُ المكتوبةُ على العرش والكرسيِّ والجنّةِ والنار، ومنّا تعلّمت الملائكةُ التسبيحَ والتقديسَ والتوحيدَ والتهليلَ والتكبير ونحنُ الكلماتُ التي تلقّاها آدمُ مِن ربّه، فتاب عليه) [مدينة المعاجز]
✦ ويُؤكّد هذا المعنى إمامُنا الهادي صلواتُ اللهِ عليه حين سُئل عن قولهِ تعالى: {ولو أنّ ما في الأرض مِن شجرةٍ أقلام والبحرُ يمدّهُ مِن بعدهِ سبعةُ أبحر ما نفدت كلماتُ الله} فقال: (لو أنّ أشجارَ الدنيا أقلام، والبحر مِداد، يمدّهُ سبعةُ أبحرُ حتّى فُجّرت الأرضُ عُيوناً، فغرِقَ أصحابُ الطوفان، لنفدت قبل أن تنفدَ كلماتُ الله) إلى أن يقول: (ونحنُ الكلماتُ التي لا تُدرَكُ فضائلنا ولا تُستقصى) [الاختصاص]
✦ ونفس المضمون يُؤكّده سيّد الأوصياء صلواتُ اللهِ عليه في خطبةٍ له، جاء فيها: (وأنا الحاشرُ إلى الله، وأنا كلمةُ اللهِ التي يُجمَعُ بها المُفترق ويُفرّق بها المُجتمع) [البحار: ج53]
✦ ويقول في حديثٍ آخر: (إنّ اللهَ تبارك وتعالى أحدٌ واحدٌ تفرّد في وحدانيّتِهِ، ثمّ تكلّم بكلمةٍ فصارت نُوراً، ثُمّ خلق مِن ذلك النُور محمّداً وخلقني وذرّيّتي، ثمّ تكلّم بكلمةٍ فصارت رُوحاً، فأسكنهُ اللهُ في ذلك النور وأسكنه في أبداننا؛ فنحنُ روحُ اللهَ وكلماته) [البحار: ج15]
✦ فأهل البيت صلواتُ اللهِ عليهم هم كلماتُ اللهِ في القرآن، وهم الكلماتُ الأتم الواردة في دعاء السحر في قولِهِ: (الّلهُمّ إنّي أسألك مِن كلماتك بأتمّها)
✦ عِلماً أنّ هذا العنوان (كلمة الله) لم يرد فقط في قُرآنِنا وفي أحاديثِ العترة بل ورد أيضاً في كُتب النصارى في سياقٍ يتحدّثُ عن شخصيّةٍ عظيمةٍ جدّاً هي شخصيّة "المُخلّص" والذي هو في عقيدتِنا إمامُ زمانِنا إذ جاء في كتاب [العهد الجديد] وهو الكتاب الرسمي المُقدّس عند المسيحيّين، جاء في رؤيا يُوحنّا في الإصحاح(19) في الآية111 وما بعدها:
(ورأيتُ السماءَ مفتوحةً وإذا فرسٌ أبيض يُدعى فارسُهُ الأمينَ الصادق وبالعدل يقضي ويُحارب، عيناهُ كلهَبِ النار، وعلى رأسِهِ أكاليلُ كثيرة، له اسمٌ مكتوبٌ ما مِن أحدٍ يعرفهُ إلّا هو، ويلبسُ رداءاً مُخضّباً بالدم واسمهُ "كلمةُ الله" وكانت تتبعُهُ على خيلٍ بيضٍ جيوشُ السماءِ لابسةً كتّاناً ناعماً أبيض خالِصاً، ومِن فمِهِ يخرجُ سيفٌ مُرهفٌ ليضربَ به الأُمم، وإنّه سيرعاها بعصاً مِن حديد)
✦ لاحظوا الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس الذي يُسمّى "الأمين الصادق" جاء في وصفهِ: (له اسمٌ مكتوبٌ ما مِن أحدٍ يعرفُهُ إلّا هو) ونحنُ عندنا في دعاء المبعث هذا المضمون: (وباسمك الأعظم الأعظم الأعظم الأعزِّ الأجلِّ الأكرم، الذي خلقتَهُ فاستقرَّ في ظِلّك فلا يخرجُ مِنك إلى غيرك) المضمون هو هو، ففي كتاب النصارى وُصِف إسمُ الفارس بأنّه: (اسمٌ مكتوبٌ ما مِن أحدٍ يعرفُهُ إلّا هو) وفي أدعيتنا وُصِف الإسم الأعظم بهذا الوصف: (فلا يخرجُ مِنك إلى غيرك) وإمامُنا الصادق يقول: (نحنُ الإسمُ المخزونُ المكنون)
✦ أيضاً مِن الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس: (ويلبسُ رداءاً مُخضّباً بالدم واسمُهُ كلمةُ الله) نحنُ في عقيدتنا أنّ الرداءَ المُخضّبَ بالدم هو قميصُ الحسين، وأمّا قول يُوحنّا عن هذا الفارس: (واسمهُ كلمةُ الله) فإمامُ زماننا هو كلمةُ الله، كما مرّ في الأحاديثِ السابقة، وكما نُخاطبهُ في زيارتِهِ: (السلامُ على حُجّةِ المعبود، وكلمةِ المحمود)
✦ أيضاً مِن الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس المُخلّص: (تتبعُهُ على خيلٍ بيضٍ جُيوشُ السماءِ لابسةً كتّاناً ناعماً أبيضَ خالصاً) ونحنُ في رواياتِنا ورد أنّ الملائكةَ الذين نزلوا في بدر كانوا يلبسون العمائم البيضاء ذات الذؤابتين، يلبسون البياض، وهؤلاء الملائكة هم الذين ينتظرونَ إمامَ زمانِنا عند حرمِ الحسين، وشعارُهم يا لثاراتِ الحسين.
✦ ومِن الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس: (ومِن فمِهِ يخرجُ سيفٌ مُرهفٌ ليضربَ به الأُمم، وإنّه سيرعاها بعصاً من حديد) أي أنّ هذا الفارس سيرعى الأُممَ بعصىً مِن حديد، هذه العصا التي مِن حديد هي سيفُ أميرِ المؤمنين؛ ذُو الفقار وذاك الفارسُ الذي سيرعى الأُمم بهذا السيف؛ هو قائم آل محمّد.
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
الرَّخَاءُ وَالِانْتِعاش بَعْدَ الظُّهُورِ الْمَقْدِس
:
❂ يقولُ إمامُنا الباقر عليه السلام: (كأنّي بدينكُم هذا لا يزال مُتخضخِضاً -أي مُتحرّكاً مُرتجفاً- يفحصُ بدمِه، ثمّ لا يردّهُ عليكم إلّا رجلٌ مِنّا أهلَ البيت -وهو إمامُ زمانِنا- فيُعطيكم في السنةِ عطاءينِ ويرزقُكم في الشهرِ رِزقين، وتُؤتونَ الحكمةِ في زمانِه، حتّى أنّ المرأةَ لتقضي في بيتِها بكتابِ اللهِ تعالى وسنّةِ رسولِ الله) [الغيبة للنعماني]
[توضيحات]
الإمام هنا يُشبّهُ دِينَ أهلِ البيتِ برجلٍ جُرِحَ جراحةً عميقة، وصار ينزفُ كثيراً، وهو يفحص، أي ينوء برأسِهِ ويُحرّكُ يديهِ ورِجليهِ في هذه البركة الدمويّة! هذا حالُ دينِ أهلِ البيتِ منذُ اليومِ الذي فيه نبت المسمارُ في صدرِ الزهراء! لازال هذا الدينُ يسبحُ في بحرٍ مِن دماءِ صدرِها الشريف ودماءِ مُحسنِها الذي وقع بين البابِ والجدار! ولازال هذا الدينُ يغطُّ في تلك الدماءِ التي سالت في محرابِ مسجدِ الكوفة! ولازال يسبحُ في بحرٍ مِن دماءِ حسينٍ وآلِ حسين! فمُنذ اليومِ الذي سُفكت فيه دماءُ العترةِ وإلى يومنا هذا ودينُ أهلِ البيتِ لايزالُ موليّاً مُبعَداً عن الساحةِ يفحصُ بدمِهِ!
✦ قولِهِ: (ثمّ لا يردّهُ عليكم إلّا رجلٌ مِنّا أهلَ البيت) أي لا يُعيدُ الحياةَ لهذا الدين المذبوح إلّا إمامُ زمانِنا، كما نُخاطبِهُ في دعاءِ الندبة: (أين مُحيي معالم الدينِ وأهلِه) فمَعالمُ الدينِ ميّتة، وأهلُ الدينِ أمواتٌ أيضاً، أمواتٌ بجهلِهم وإن كانت الناسُ تُسمّيهم علماء فالجهلُ موتٌ كما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (الجاهلُ ميّتٌ وإن كان حيّاً) يعني وإن كان هذا الشخصُ حيّاً بجسدِهِ يمشي على الأرض بين الناس لكنّه في حقيقتِهِ ميّتٌ بسببِ جهلِهِ بمعرفةِ إمامِ زمانِهِ، ولذا يقولُ إمامُنا الصادق: (مَن بات ليلةً لا يعرفُ فيها إمامَ زمانِهِ مات ميتة جاهليّة)
وهذا الحديثُ أخطرُ مِن الحديثِ النبوي الذي يقول: (مَن مات ولم يعرف إمامَ زمانِهِ مات مِيتةً جاهليّة) لأنّ الإمامَ الصادق يقول: مَن بات ليلةً واحدة وليس مَن مات، يعني حتّى لو كان الشخصُ شِيعيّاً وبات ليلةً واحدةً لم يزدد فيها معرفةً بإمامِ زمانِه، فإنّه يزدادُ جاهليّةً ويموتُ مِيتةً بعد مِيتة وهو لا يشعر! وهذا معنى قولِ إمامِنا الكاظم: (مَن استوى يوماهُ فهو مغبون) أي مَن استوى يوماهُ في حُبِّ أهلِ البيتِ وفي معرفتِهم ولم يزدد معرفةً بهم فهو مغبون، يعني خائب وغيرُ مُوفّق، فما بالُك بمَن يكونُ يومُ أمسِهِ في معرفةِ أهلِ البيتِ أفضلَ مِن يومِه!
فكما أنّ هناك درجاتٌ كثيرة للمعرفة، فهناك تُقابلُها أيضاً درجاتٌ كثيرة للمِيتةِ الجاهليّة، فالموتُ الحقيقيّ هو عدمُ معرفةِ إمامِ زمانِنا، كما يقولُ إمامُنا الباقر في معنى قوله: {أو مَن كان ميتاً فأحييناهُ وجعلنا له نُوراً يمشي به في الناس} قال: (الميّت الذي لا يعرفُ هذا الشأن -أي أمرَ الولاية- وقوله: {فأحييناهُ وجعلنا له نُوراً} قال: جعلنا له إماماً يأتمُّ به، وقوله: {كمَن مَثَلُهُ في الظُلماتِ ليس بخارجٍ منها} قال: الذي لا يعرفُ الإمام) [تفسير البرهان]
فالمِيتةُ الجاهليّة هي مِيتةُ هذا الشخص الذي لا يعرفُ إمامَ زمانِه، وأمّا الحياةُ الحقيقيّة فهي حياةُ القُلوبِ والعقولِ واستنارتُها بنُورِ معرفةِ إِمام زمانِنا والمشكلّة الكبرى هي أنّ الأمّةَ بكاملِها عند ظُهورِ إمامِ زمانِنا تكونُ في جاهليّة، كما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (اعلموا عِلماً يقيناً أنّ الذي يستقبلُ قائمَنا مِن أمرِ جاهليّتِكم، وذلك أنّ الأمّةَ كلّها يومئذٍ جاهليّة، إلّا مَن رَحِم الله) وهذا نفس المضمون الوارد في دعاء الندبة: (أين مُحيي معالمِ الدينِ وأهلِه) فمعالمُ الدينِ ميّتة لأنّها هُجِرت، وأهلُ الدينِ أمواتٌ أيضاً بجهلِهم وجهالتِهم
✦ قولِهِ: (فيُعطيكم في السنةِ عطاءينِ ويرزقُكم في الشهرِ رِزقين) في الأزمنةِ القديمة كان الملوكُ في بعض الدول يُعطونَ الناسَ مؤونةً سنويّةً مرّةً في السنة، ويُعطون راتباً شهريّاً مرّةً في الشهر، أمّا إمامُ زمانِنا فإنّه لا يفعلُ هكذا، وإنّما يُعطي راتبينِ كاملينِ في الشهرِ الواحد، ويُعطي في السنةِ عطاءين واسعين،
✦ قولِهِ: (وتُؤتونَ الحكمةَ في زمانِه) إذا كانت رواياتُ العترة تُخبرنا بأنّ أولياءَ الإمامِ الحجّة المخلصين تصلِهم الحكمةُ مِن إمامِ زمانِهم صباحاً ومساء في زمان الغَيبة، فتتفجّرُ ينابيعُ الحكمةِ مِن قلوبِهم على ألسنتِهم، فما بالكم في زمانِ الظهورِ وزمنِ ارتقاءِ العقولِ والمعارف وانتشارِ العلمِ الواسع!
✦ أمّا قوله: (حتّى أنّ المرأةَ لتقضي في بيتِها بكتابِ اللهِ تعالى وسُنّةِ رسولِ الله) أُشيرَ للمرأةِ هنا لأنّ المرأة في زمانِ إمامِنا الباقر ما كانت تُشاركُ في مجالِ العِلمِ بشكلٍ واسع، وإنّما تُشارك بنحوٍ محدود، لذا جاء الإمام بالمرأة مثالاً
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
أَعْظَمُ الطَّهُورُ هُوَ وِلَايَةُ أَهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ
:
❂ يقول إمامُنا الحسن العسكري وهو يُحدّثُنا عن جدّهِ سيّد الأنبياء، يقول: (قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: مِفتاحُ الصلاةِ الطَهور، وتحريمُها التكبير، وتحليلها التسليم، ولا يقبلُ اللهُ صلاةً بغيرِ طَهور، ولا صَدَقةً مِن غلول -الغلول: الخيانة أو السرقة- وإنّ أعظمَ طَهورِ الصلاة التي لا تُقبلُ الصلاةُ إلّا بهِ ولا شيئاً مِن الطاعات مع فقدِه: مُوالاةُ محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وآله وأنّه سيّدُ المُرسلين، ومُوالاةُ عليٍّ وأنّهُ سيّد الوصيّين، وموالاةُ أوليائهما ومعاداةُ أعدائهما) [تفسير الإمام العسكري]
[توضيحات]
✦ قوله: (مِفتاحُ الصلاة الطَهور، وتحريمُها التكبير، وتحليلها التسليم) المُراد مِن تحريمها: يعني موضعَ تقديسها وموضعَ إبتدائها وموضعَ إحترامِها يكونُ مِن التكبير، أي مِن تكبيرة الإحرام، وأمّا المُراد مِن تحليلها التسليم أي أنّ حُدودَ قُدسيّتِها الواجبة تنتهي بنهاية التسليم
● هناك طَهوران في هذه الصلاة:
الطهورُ الأوّل: الطَهور الأصغر وهو "الوضوء" الذي لهُ شرائط فنحنُ بحاجةٍ إلى الطَهور الأصغر وهو الوضوء لأجل أن نشرعَ بأفعال الصلاة، لأنّنا مِن دُون هذا الوضوء لا نستطيعُ أن نشرعَ بأفعالِ الصلاة ستكونُ الأفعالُ ناقصةً مِن دُون طَهور وهذا هو الجانبُ الجَسَدي المادّي مِن الصلاة والجَسَد مِن دُون رُوح ميّت يتحوّلُ إلى جُثّةٍ هامدة وإلى جيفةٍ نتنة!
فحتّى هذا الوضوء المحسوس بالماء لا يصحُّ مِن العبد إلّا بعد أن يمتلئَ قلبُهُ بولاية عليٍّ أمّا الذي يتوضّأ وقلبُهُ خالٍ مِن ولايةِ عليٍّ فإنّ وُضوءَهُ باطل فلا معنى للوضوء الأصغر أيضاً إلّا بولاية عليٍّ ولهذا يقول إمامُنا الصادق: (سواءٌ لِمَن خالفَ هذا الأمر صلّى أو زنى) يعني أنّ مَن خالفَ عليّاً وآلَ عليٍّ فالأمرُ سيّان عند اللهِ صلّى هذا الشخصُ أم زنا، لا يُوجد فارقٌ بين صلاتهِ و زناه!
وفي رواية أُخرى يقولُ صادق العترة: (لا يُبالي الناصبُ صلّى أم زنى، وهذه الآيةُ نزلت فيهم: {عامِلَةٌ ناصِبةٌ تصلى ناراً حامية}) فحين تقول الرواية: (وإنّ أعظمَ طَهُور الصلاة) فهي تُشير إلى أنّ الطهارة على مَراتب الطهارةُ الحسيّةُ الماديّة على مَراتب، والطهارةُ المعنويةُ على مَراتب أيضاً فهناك طهورٌ عظيم وهناك أعظم والطَهور الحسِّي يكونُ شرطاً في أداءِ الصلاة أي شرطاً في سلامةِ في جَسَد الصلاة وأفعالها من ركوعٍ وسجود
أمّا المعنى الحقيقي للصلاة فيحتاجُ إلى "الطَهور الأعظم" الّذي يتحدّثُ عنه رسولُ الله هنا فيقول: (وإنّ أعظمَ طَهُور الصلاة الّتي لا تُقبَلُ الصلاةُ إلّا بهِ ولا شيءٌ مِن الطاعاتِ مع فَقدِه: مُوالاةُ محمّدٍ وأنّهُ سيّدُ المُرسلين ومُوالاةُ عليٍّ وأنّه سيّدُ الوصيّين ومُوالاةُ أوليائهما ومُعاداةُ أعدائهما) هذا هو أعظمُ طَهورُ الصلاة، أيُّها الباحثون عن الطهارةِ والتطهُّر
الطَهورُ الأعظم هو ولايةُ محمّدٍ وآلِ محمّد صلواتُ اللهِ عليهم أمّا هذا الوضوء والتيمم والغُسل فهذا طَهورٌ أصغر، وعلينا أن نتذكّرَ هذه الحقيقة إذا ما وقفنا لوضوء الصلاة فنحنُ حين نقول في مُستحبّاتِ الوضوء: (الحمدُ للهِ الذي أنزلَ مِن السماءِ ماءاً طَهوراً) الماءُ الطَهورُ الحقيقي الذي أُنزِل مِن السماء هو الحقيقة المُحمّديّة وبعبارةٍ أدق: الماءُ الحقيقي والطَهور الحقيقي هو إمامُ زمانِنا كما يقولُ إمامُنا الباقر حين سُئِل عن قوله تعالى: {قُل أرأيتُم إنْ أصبحَ ماؤُكم غَوراً فمن يأتيكم بماءٍ مَعين} قال: (نَزَلت في الإمامِ القائم، ثُمّ ثقال: {إنْ أصبحَ ماؤُكم غَوراً} أي إنْ أصبحَ إمامُكم غائباً عنكم لا تدرون أين هو، فمن يأتيكم بإمامٍ ظاهرٍ يأتيكم بأخبارِ السماواتِ والأرض، وحلالِ الله وحرامه؟! ثُمّ قال: واللهِ ما جاء تأويلُ هذه الآية ولابُدّ أن يجيء تأويلُها) [كمال الدين]
● سيّدي يا بقيّة الله:
نشهدُ أنّك الطَهورُ الأعظم، أنت طَهورُ صلاتِنا وطَهورُ صيامنا، كما نُخاطبُك في زيارتِك الشريفة: (أشهدُ أنّ بولايتكَ تُقبَلُ الأعمال وتُزكّى الأفعال وتُضاعَفُ الحَسَنات، وتُمحى السيّئات، فمَن جاء بِولايتِكَ واعترفَ بإمامتِكَ قُبِلَتْ أعمالُهُ وصُدِّقتْ أقوالُهُ وتضاعفتْ حَسَناتُهُ ومُحيَتْ سيّئاته، ومَن عَدَلَ عن ولايتِكَ وجَهِلَ معرفتكَ واستبدلَ بك غيركَ كبّهُ اللهُ على منخرهِ في النار، ولم يقبل اللهُ له عَمَلاً ولم يُقِم له يوم القيامةِ وزناً)
وولايةُ إمامِ زمانِنا هي ولايةُ محمّدٍ وعليٍّ وآلهما الأطهار والتي مظهرُها الفعلي بمُوالاة أوليائهم ومُعاداة أعدائهم ومَظهرُها القولي هو الصدعُ بالشهادة الثالثة المقدّسة بعد الشهادة الثانية المُشرّفة هذا هو الطهور الحقيقي فطهارةُ الدين، وطهارةُ القلب وطهارةُ العقل إنّما تتحقّقُ بعليٍّ وآل عليّ صلواتُ الله عليهم
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
أوّلُ مَن وقع عليه الظُلمُ والقَهرُ وأُخرِجَ مِن ديارِهِ بغَيرِ حقٍّ؛ فاطِمةُ الزهراء!
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ الله عليه في قولِهِ تعالى: {الّذين أُخرجوا مِن دِيارِهم بغيرِ حقّ} قال: (نزلت فينا خاصّة؛ في أميرِ المؤمنين وذُريّتِهِ وما ارتُكِب مِن أمرِ فاطِمة صلواتُ اللهِ عليهم) [تأويل الآيات]
[توضيحات]
مِن الظُلاماتِ المُوجعةِ الّتي جرت على الصدّيقةِ الكبرى صلواتُ الله عليها بعد شهادةِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم هو منعُ القومِ لها مِن البُكاء، والسعي لإخراجِها مِن مدينةِ أبيها سيّدِ الكائنات! فلم يكفِ القومَ انتهاكُ حُرمتِها والهُجومُ على دارِها وعصْرُها بين الحائطِ والبابِ وكسْرُ ضِلعِها وإسقاطُ جنينِها، وركلُها وإنهاكُها مِن الضربِ ووكزُها بنعْلِ السيفِ في خاصرتِها وتعذيبُها وشتْمُها وقذفُها! لم يكتفوا بكُلِّ هذا الظُلْم الفظيع بل منعوها حتّى مِن البكاءِ على أبيها رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم،
كما يذكرُ ذلك الشيخُ المجلسي في البحار، إذ يقول: (واجتمع شيوخُ أهلِ المدينةِ وأقبلوا إلى أميرِ المؤمنين فقالوا له: يا أبا الحسن، إنّ فاطِمةَ تبكي الّليل والنهارَ فلا أحدٌ مِنّا يتهنّا بالنومِ في الّليلِ على فُرُشِنا ولا بالنهارِ لنا قرارٌ على أشغالِنا وطَلَبِ معايشِنا، وإنّا نُخبِرك أن تسألَها إمّا أن تبكي ليلاً أو نهاراً فأقبل أميرُ المؤمنين حتّى دخل على فاطمةَ وهي لا تفيقُ مِن البكاءِ ولا ينفعُ فيها العزاء،
فلمّا رأتهُ سكنت هُنيئةً له، فقال لها سيّدُ الأوصياء: يا بنتَ رسولِ الله، إنّ شُيوخَ المدينة -أي رؤوسُ القوم وكِبارُهم وزعماؤهم- يسألوني أن أسألكِ إمّا أن تبكين أباكِ ليلاً وإمّا نهاراً، فقالت الزهراء: يا أبا الحسن، ما أقلَّ مكثي بينهم -أي ما أقلَّ بقائي- وما أقربَ مَغيبي مِن بين أظهُرِهم، فو اللهِ لا أسكتُ ليلاً ولا نهاراً أو ألحقَ بأبي رسولِ الله، فقال لها أميرُ المؤمنين: افعلي يا بنتَ رسولِ اللهِ ما بدا لكِ. ثمّ إنّه بنى لها بيتاً في البقيعِ نازحاً عن المدينةِ يُسمّى بيتَ الأحزان وكانت إذا أصبحت صلواتُ اللهِ عليها قدّمت الحسنَ والحُسينَ أمامَها وخرجت إلى البقيعِ باكية فلا تزالُ بين القُبورِ باكيةً، فإذا جاء الّليل أقبل أميرُ المؤمنين إليها وساقها بين يديه إلى منزلِها) [البحار: ج43]
✦ قولُ شُيوخ المدينة للأمير صلواتُ الله عليه: (وإنّا نُخبرُك أن تسألَها إمّا أن تبكي ليلاً أو نهارا) كان هذا الطلَبُ مِنهم فقط في بادئ الأمر أمّا بعد ذلك فقد طلبوا مِن الأمير أن لا تبكي الزهراء صلواتُ الله عليها في بيتِها أبداً، يعني إخراجٌ للزهراء صلواتُ الله عليها مِن بيتِها قسراً وهذه مسألةٌ سياسيّة؛ فهُم طلبوا ذلك لأنّهم لا يُريدون أن تبقى الزهراء صلواتُ الله عليها في بيتِها تستقبِلُ نساءَ المُهاجرين والأنصار الّلاتي يأتينَ لتعزيتِها ولمُشاركتِها مُصابِها برسولِ الله لذلك طلبوا مِن أميرِ المؤمنين صلواتُ الله عليه بعد ذلك أن لا تبكي الزهراء صلواتُ الله عليها في بيتِها أصلاً وأن لا تُقيمَ أحزانَها،
والسبب: لأنّ بيتَها مُلاصِقٌ للمسجد، والقوم كانوا يتجسّسون على بيتِ الزهراء صلواتُ الله عليها فيسمعون بُكاءها وتصِلُ إليهم الأخبارُ بأنّ نساءَ المهاجرين والأنصار يزُرنَها والقوم لا يُريدون هذا الوضع: أنّ نساءَ الصحابةِ ونساءَ المُسلمين ما بين خارجاتٍ و داخلاتٍ على الزهراء صلواتُ الله عليها وهي تتحدّثُ إليهِنَّ عن ظُلامتِها وظُلامةِ سيّدِ الأوصياء لأنّها ستُؤثّرُ على النساءِ والنساءُ يُؤثِّرنَ على الرجال وقد يُسبِّبُ ذلك هياجاً في المدينةِ ويُؤدّي لانفلاتِ الأمرِ مِن أيديهم وينقلبُ الأمرُ عليهم، لذلك تذرّعوا بهذه الذريعةِ وقالوا لأميرِ المؤمنين إمّا أن تسكُتَ فاطمةُ صلواتُ الله عليها أو أنّها إذا أرادت أن تبكي فعليها أن تخرجَ مِن البيت!
✦ قولُ الزهراء صلواتُ الله عليها: (يا أبا الحسن ما أقلَّ مَكثي بينهم وما أقرب مَغيبي مِن بين أظهُرِهم) عبارةٌ في غايةِ الوجع إنّها تنعى نفسَها هنا، فهي تعلمُ أنّها أوّلُ مَن يلحقُ برسولِ اللهِ مِن أهلِ بيتِه!
✦ النقطةُ الأخرى الّتي لابُدّ مِن بيانِها هي: أنّ الزهراء صلواتُ الله عليها قبل أن يبني لها سيّدُ الأوصياء بيتَ الأحزان كانت تخرجُ لمنطقةٍ قريبةٍ مِن البقيعِ وتجلسُ عند شجرةِ أراكٍ هناك، فكانت تستظِلُّ بهذه الشجرةِ مع الحسن والحسين وزينب صلواتُ الله عليهم وتبكي عندها تُجدّدُ أحزانَها على رسولِ الله،
ولكن الّذي حصل هو أنّ عُمرَ بن الخطّاب قام بقطْع هذه الشجرةِ نصْباً وعداءً للزهراء صلواتُ الله عليها وإغراقاً في ظُلمِها ومَنْعها مِن البُكاء على أبيها ومنعِها مِن نشرِ ظُلامتِها، وسعياً في إخراجِها مِن ديارِها بغَيرِ حقّ! كما يُشير القرآنُ لذلك في قولِهِ تعالى: {الّذين أُخرجِوا مِن دِيارِهم بغَيرِ حقّ} كما تقدّم
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
سبيلُ الخلاص مِن كُلّ شدّةٍ ومِحنة هو الّلجوء إلى إمام زماننا
:
✸ يقول إمامُنا الثامِن ووليّنا الضامِن الإمام الرضا صلوات الله عليه: (إذا نزلتْ بكم شدّة فاستعينوا بنا على الله، وهُو قول الله عزّ وجلَّ {وللهِ الأسماءُ الحُسنى فادعوه بها} قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام نَحنُ واللهِ الأسماء الحسنى التي لا يُقبل مِن أحدٍ إلّا بمَعرفتنا، قال: {فادعوه بها}) [تفسير البرهان: ج2]
[توضيحات]
الإمام الرضا في الحديثِ أعلاه يُوصي أشياع أهل البيت أن إذا نزلتْ بِكُم نازلة ووقعتم في مِحنةٍ وشدّةٍ فاستعينوا بمُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ لِحلّها وكشف الكرب عنكم ويُؤكّد على هذا الأمر نبيّنا الأعظم في حديثٍ لهُ يقول فيه: (يا عباد الله، إنَّ آدم لمّا رأى النُورَ ساطعاً مِن صُلْبه، إذْ كان تعالى قد نقَلَ أشباحنا مِن ذُروة العَرش إلى ظَهره -أي إلى ظهر آدم- رأى -آدمُ- النورَ ولم يتبيّن الأشباح فقال: يا ربّ، ما هذهِ الأنوار؟ قال الله عزّ وجلّ أنوارُ أشباحٍ نقلتُهم مِن أشرف بقاع عَرشي إلى ظهرك، ولذلكَ أمرتُ الملائكةَ بالسُجود لك، إذْ كُنتَ وعاءً لتلكَ الأشباح فقال آدم: يا رب، لو بيّنتها لي؟ فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: انظرْ -يا آدم- إلى ذُروة العَرش، فنظر آدم ووقعَ نُور أشباحنا مِن ظَهْر آدم على ذُروة العَرش، فانطبعَ فيه صُوَرُ أنوار أشباحنا التي في ظَهره كما ينطبعُ وجهُ الإنسانِ في المِرآة الصافية، فرأى أشباحنا فقال آدم: ما هذهِ الأشباح،يا ربّ؟ قال اللهُ تعالى: يا آدم، هذهِ أشباحُ أفضلِ خلائقي وبريّاتي، هذا مُحمّدٌ، وأنا المحمود الحميد في أفعالي، شققتُ لهُ اسْماً مِن اسْمي، وهذا عليّ، وأنا العليُّ العظيم، شققتُ لهُ اسْماً مِن اسِمي، وهذهِ فاطمة وأنا فاطرُ السماواتِ والأرض، فاطمُ أعدائي مِن رحمتي يوم فصْل القضاء، وفاطمُ أوليائي ممّا يعتريهم ويشينهم، فشققتُ لها اسْماً مِن اسمي، وهذانِ الحسنُ والحسين وأنا المُحسن المُجمل، شققتُ اسْمهما مِن اسْمي، هؤلاء خيارُ خليقتي وكرامُ بريتي، بهم آخذُ وبهم أُعطي، وبهم أعاقب وبهم أثيب، فتوسَّل بهم إليَّ - يا آدم - وإذا دهتكَ داهيةٌ فاجْعَلهُم إليَّ شُفعاءك، فإنَّي آليتُ على نفسي قَسَماً حقّاً أن لا أخيّب لهم آملاً، و لا أرُدَّ لهم سائلاً، فلذلكَ حين زلَّتْ منهُ الخطيئة دعا الله عزّ وجلّ بهم، فتاب عليه وغفر له)[تفسير الإمام العسكري]
• لاحظوا هذهِ العبارة من الحديث: (فتوسّل بهم إليّ -يا آدم- وإذا دَهَتْكَ داهيةٌ فاجعَلهُم إليَّ شُفعاءك، فإنّي آليتُ على نفسي قَسَماً حقّاً أن لا أخيّب لهم آملاً، ولا أرُدّ لهم سائلاً) هذا قَسَمٌ مِن الله تعالى بأن لا يردّ أحداً سألهُ ودعاهُ صادقاً مُخلصاً مِن خلال مُحمّدٍ آل مُحمّدٍ صلواتُ الله عليهم فيا أشياع أهل البيت في شرق الأرض وغربها توجّهوا إلى سبيلِ النجاةِ الوحيد الذي تُخاطبونَهُ في زيارتهِ الشريفة: (السلام عليك يا سفينة النجاة) توجّهوا إلى إمامِ زمانكم ولا تُعلّقوا آمالاً بأنّ الفرج يُمكن أن يأتي مِن بابٍ آخر غير بابِ الحجّة بن الحسن.
لا تُعلّقوا آمالاً حتّى على سعيكم وجُهدكم الشخصي لِرفع المحنةِ عنكم فإنّ سَعي العَبد بِمُفردهِ مِن دُون الّلجوءِ إلى إمام زمانهِ سَيٌ خائب كما يقول نبيّنا الأعظم صلّى الله عليه وآله (أوحى اللهُ إلى بَعْضِ أنبيائهِ في بعْض وحيه إليه، فقال: وعزّتي وجلالي، لأقطعنَّ أملَ كُلِّ مُؤمّلٍ غيري بالإياس، ولأكسونّه ثوبَ المذلّة في الناس، ولأُبعدنه مِن فَرَجي وفَضْلي أيؤمّل عبدي في الشدائد غيري، أو يرجو سوايَ، وأنا الغنيُّ الجواد؟! بيدي مفاتيحُ الأبواب وهي مُغلّقة، وبابي مفتوحٌ لِمَن دعاني ألم يعلم أنّه ما أوهنتهُ نائبةٌ -أي ما أضعفتهُ مُصيبةٌ- لم يملكْ كشفها عنهُ غيري؟ فما لي أراهُ بأملِهِ مُعرضاً عنّي؟!
قد أعطيتهُ بجُودي وكرمي ما لم يسألني، فأعرضَ عنّي ولم يسألني وسألَ في نائبته غيري، وأنا اللهُ أبتدئُ بالعَطيّة قبلَ المسألة، أفأُسَألُ فلا أُجيب؟ كلّا، أو ليسَ الجُود والكرمُ لي؟ أو ليستْ الدُنيا والآخرة بيدي؟ فلو أنَّ أهْل سبع سماواتٍ وأرضين سألوني جميعاً فأعطيتُ كُلّ واحدٍ منهم مَسألته، ما نقَصَ ذلك مِن مُلكي مثلُ جناح بعوضة، وكيف ينقصُ مُلْك أنا قَيّمُهُ؟ فيا بؤساً لِمَن عصاني ولم يُراقبني..) [عدّة الداعي]
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
هكذا يُؤدّب إمامُنا الصادق أشياعَهُ المُخلصين رواية جميلة.. جديرة بالتفكّر
:
❂ أحدُ أصحاب إمامِنا صادق العترة عليه السلام وهو يونس بن يعقوب يقول للإمام عليه السلام: (لَوِلائي لكم وما عرّفني اللهُ مِن حقّكم أحبُّ إليَّ مِن الدُنيا بحذافيرها قال يونس: فتبينتُ الغضبَ فيه، ثمَّ قال عليه السلام يا يُونس قِستنا بغير قياس، ما الدنيا وما فيها؟! هل هي إلّا سَدُّ فورة أو سَتر عَورة؟ وأنت لكَ بمحبتنا الحياة الدائمة) [بحار الأنوار: ج78]
[توضيحات]
• معنى حذافيرُ الدُنيا: أي كُلُّ شيءٍ في الدنيا بما فيها ما ينفعُ الإنسان وما يضرُّه فيونس يقول للإمام: أنّ ولايتَكم أهل البيتِ أحبُّ إليَّ مِن الدنيا وما فيها
فماذا كانت ردّةُ فِعل الإمام؟
الرواية تُخبرنا بأنّ الإمام غضِبَ مِن كلام يونس! وقد يتعجّب الكثيرون هُنا ويتساءلون: ماذا قال يونس؟ وأين الخطأ في كلامه حتّى يغضب الإمام؟! لرُبّما الكثير مِن الناس لا يحلمونَ أن يكونَ أهلُ البيت عندهم بهذه المنزلة فهذا المعنى بالنسبةِ لنا معنىً في غاية الكمال: أن تكونَ ولايةُ أهلِ البيت أحبَّ إلينا مِن الدنيا بكُل ما فيها نحنُ نرى هذا الأمرَ عينَ الكمال أمّا الإمام فقد غَضِبَ مِن هذا الكلام، واعتبَرَهُ إساءةَ أدب! عِلماً أنّنا إذا أردنا أن نقيسَ واقعنا، فحتّى مقامُ إساءةِ الأدب هذا أي حينما يكونُ أهلُ البيتِ أحبَّ إلينا مِن الدنيا وما فيها حتّى هذا المقام نحنُ أساساً ما بلغناهُ في حُبِّ أهل البيت هذه هي الحقيقة
أمّا سبب غضب الإمام وقولهِ ليونس: (ما أنصفتنـا.. قِسْتَنا بِغير قياس) فالإمام يُريد أن يقول: أيُّ قياسٍ هذا أن تُقايس بين ولايتنا وبين الدُنيا؟! ما قيمةُ الدنيا أساساً حتّى تقولَ أنَّ ولايتَنا أحبُّ إليك منها؟! هل للدنيا مِن قيمة؟! وكأنّكَ يا يونس بهذه العبارة تقول: أنّ ولايتي لكم يا آل مُحمّد وما عرّفني اللهُ مِن حقّكم أحبُّ إليّ مِن التوافه! لأنّ الدُنيا في حقيقتُها هي توافه في توافه ولِهذا الإمام اعتبرَ هذا سُوء أدب، وغَضِبَ مِن كلام يُونس وقال لهُ: (يا يُونس قِسْتنا بغيرِ قياس، ما الدنيا وما فيها، هل هِي إلّا سَدُّ فَورة، أو سترُ عورة)
• معنى سدُّ فورة: إمّا فورة جُوع، أو فورة عطش، أو فورة سُلطان، أو فورةُ مُلك وهي حُبُّ الإنسان للزعامة والمُلك أو فورة نُعاس تُصيبُ الإنسان فتجعلهُ يريدُ أن ينام ويرتاح، أو فورة غضب هذه هي حقيقةُ الدنيا وهذا وصفُها في كلماتِ صادق العترة: إنّها مُجرّد فورات (سَدُّ فورة، أو سَتْرُ عورة)
• والمُراد مِن سَتْر عَورة: يعني أنّ الدنيا ليستْ إلّا هذا الّلباس الذي تلبسهُ والبيت الَّذي تسكنُه وتستُر به عورَتك فما قيمةُ الدُنيا وما فيها في القِياس إلى ولاية أهل البيتِ؟!
ومِن هُنا كان مِن الظُلْم الشديد لأهل البيت أن يَرى الإنسانُ نعمةً في الوجود أعظمُ مِن نعمة ولايتهم صلوات الله عليهم ولايةُ أهل البيت أعظمُ نعمةٍ في الوجود، وهي الغنى الحقيقي بتمام معناه كما يُبيّن ذلكَ إمامنا الكاظم في هذه الرواية التي يقول فيها: (أنَّ رجلاً جاء إلى إمامنا الصادق فشكا إليه الفقر، فقال له الإمام: ليس الأمرُ كما ذكرت وما أعرفكَ فقيراً. فقال الرجل: واللهِ يا سيّدي ما استبيت -أي ليس عندي قوتُ ليلة- وذكَرَ مِن الفَقْر قطعة، والصادق يُكذّبه، إلى أن قال لهُ الإمام: أخبرني لو أُعطيتَ بالبراءةِ منّا مائةَ دينار، كنتَ تأخذ؟ قال الرجل: لا إلى أن ذكرَ له الإمام ألوفَ الدنانير والرجل يَحلف أنّه لا يفعل، فقال الإمام: مَن معهُ سلعة يُعطى بها هذا المال لا يبيعها أهو فقير؟!) [آمال الطوسي]
[لفتــة]
واقعاً إذاً لم ننظُر إلى هذهِ النعمة العُظمى نعمة الولاية لِمحمّدٍ وأهلِ بيتهِ الأطهار التي أنعمَ بها علينا نبيّنا الأعظم إذا لم ننظر إليها بِهذه العظَمة حينئذ لن نتمكّنُ مِن شُكرِها وإذا لم نَتمكّن مِن شُكرِها، فإنّ النعمةَ ستُسلَب مِنّا وإذا لم تُسلب فإنّها لا تزداد! فالنعمةُ بنصِّ القُرآن تَزدادُ مع الشُكْر والإنسانُ إذا لم يعرفْ قَدْرَ النعمةِ فكيف يتمكَّنُ مِن شُكرها وأداء حقّها؟!
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
مقام الصدّيقة الكُبرى فاطمة الزهراء وآلها الأطهار في كلماتِ نبيّنا الأعظم
:
❂ يقولُ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في حقّ فاطمة وآل فاطمة الأطهار: (فاطمة مُهجةُ قلبي وابناها ثمرةُ فُؤادي، وبعلُها نُور بصري، والأئمةُ مِن وُلدها أُمناءُ ربّي وحبلٌ ممدودٌ بينهُ وبين خلقه، مَن اعْتصمَ بهم نجا ومَن تخلَّف عنهم فقد هوى) [بحار الأنوار: ج23]
[توضيحات]
✦ لاحظوا رسول الله في حديثه الشريف فقط يذكرُ مِن أسماء أهل بيتِه (فاطمة) فقط أمّا بقيّة أهلُ بيتهِ حِين يتحدّث عنهم فهو ينسِبهم إلى فاطمة صلواتُ الله عليها وعليهم فيقول: (وابناها ثمرةُ فُؤادي، وبعلُها نُور بصري، والأئمةُ مِن وُلدها أُمناءُ ربّي) الجميع نَسَبهم إلى الزهراء
✦ عليٌّ وفاطمة والحَسَنان كلّهم نُورٌ واحد وحقيقةٌ واحدة، ولكنّ رسول الله خَصَّ الزهراء هنا مِن بينهم بذِكر اسمها الشريف لأنّه يُريد أن يُشير إلى قَيمومة فاطمة على الدين، فهي القَيّمة على الدين صلوات الله عليها كما يُشير إلى ذلك إمامنا الباقر في معنى قوله تعالى في سُورة البيّنة: {وذلك دينُ القيّمة} قال: هي فاطمة صلوات الله عليها) الزهراء هي أمُّ أبيها وأمُّ أبيها يعني أنّها أُمُّ القُرآن، وهي أمُّ الإسلام، وهي أمُّ الإيمان، وهي أمُّ التوحيد، وهي أمُّ الحقيقة،
فاطمة الطاهرةُ المُطهَّرةُ والمُطهِّرَةُ أيضاً فهي التي تُطهِّرنا وتُطهّر عَقيدتنا وتُطهّر دِيننا وعِبادتنا، وتُطهّر عُقُولنا، وتُطهّر مَودَّتنا لِمُحمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم كما نقرأ في زيارتها الشريفة: (فإنّا نسألكِ إنْ كنّا صَدّقناكِ إلّا ألحقتِنا بتصديقنا لهما لنبشّر أنفسنا بأنّا قد طهُرنا بولايتكِ) بل إنَّ ولايةَ الزهراء ليستْ فقط على هذا الدين، وإنّما لها القيمومة ولها الولاية المُطلقة على هذا الوجود
✦ أضف أنّ تخصيصَ رسول اللهِ لِفاطمة بذكر اسْمها الشريف ونِسبةُ أهْل بيتها الأطهار إليها هذا الأمر هو تَخلُّقٌ بأخلاق الله فإنّ الله تعالى قد صنعَ هذا الصنيع قبل نبيّهِ الأعظم في حديثِ الكساء الشريف حين قال للملائكة: (يا ملائكتي ويا سكّان سماواتي، إنّي ما خلقتُ سماء مَبنيّة، ولا أرضاً مَدحيّة ولا قَمَراً مُنيرا، ولا شمْساً مُضيئة، ولا فلكاً يدور، ولا بحْراً يجري، ولا فلكاً يسري، إلّا في محبّة هؤلاء الخمسة الّذين هُم تحت الكساء..) فحين سألهُ جبرئيل: (يا ربّ ومَن تحتَ الكساء)؟ قال اللهُ عزّ وجلّ: (هُم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها) فقد ذكر فاطمة الزهراء أوّلاً ثُمّ نَسبَ جميعَ أهل بيتها الأطهار إليها، مِن أجل بيانِ هذه الخُصوصيّة للزهراء صلوات الله عليها.
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
الْأثَارُ وَالْبَرَكَات لِاسْم فَاطِمَةَ الزَّهْرَاء
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
الإمام الصادق يُخبرنا بأنّ كُلّ ما جرى على العِترة مِن ظُلامات، هو لأجل قتل إمامِ زمانِنا..!
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ الله عليه: مِن حديثٍ طويل يُجري فيه مُقارنة بين ما جرى على بعضٍ مِن الأنبياء وبين ما يجري على إمام زمانِنا، يقول: (..أمّا مولدُ موسى، فإنّ فرعون لمّا وقف على أنّ زوال مُلكهِ على يده -أي على يد موسى- أمر بإحضار الكهنةِ فدلّوهُ على نسبه، وأنّه يكون مِن بني إسرائيل ولم يزل يأمر أصحابَهُ بشقِّ بُطون الحوامل مِن نساء بني إسرائيل حتّى قتل في طَلَبهِ نيّفاً وعشرين ألف مولود، وتعذّرَ عليه الوصولُ إلى قتل موسى بحفظ الله تبارك وتعالى إيّاه وكذلك بنو أُميّة وبنو العبّاس لمّا وقفوا -أي تيقّنوا- على أنّ زوالَ مُلكهم ومُلكِ الأُمراء والجبابرة مِنهم على يدِ القائم منّا.. ناصبونا العداوة، ووضعوا سُيوفهم في قتل آل الرسول وإبادة نسله؛ طَمَعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم، ويأبى اللهُ عزّ وجل أن يكشفَ أمرهُ لواحدٍ مِن الظَلَمة إلّا أن يُتمَّ نُورَهُ ولو كرِهَ المُشركون) [كمال الدين]
[توضيحات]
قضيّةٌ مُهمّةٌ جدّاً لابُدّ أن نلتفت إليها وهي: أنّ الهدف الأساسي لإبليس هو عرقلةُ المشروع المهدوي وتأخيرهِ بأيِّ وسيلة لذلك شَحَذَ إبليسُ كُلَّ قُوّتهِ وإمكاناتهِ ومُخطّطاتهِ في مُواجهةِ هذا المشروع، والسبب: لأنّ المشروع المهدوي هو البوّابة لإقامةِ دولةِ أهل البيت ومشروع الخلافةِ الإلهيّة على الأرض والذي يُقيمُ مشروع الخلافة الإلهيّة هم محمّدٌ وآلُ مُحمّد وفاتحةُ إقامةِ هذا المشروع تكون على يدِ إمامِ زمانِنا ولأنّ قتْلَ الشيطان سيتحقّقُ في دولة أهل البيت (في عصرِ القائم وكذلك في عصرِ الرجعةِ العظيمة) لذلك شَحَذَ الشيطانُ كُلّ قُوّتهِ وإمكاناتهِ في تأخيرِ هذا المشروع وعرقلتهِ بأيّ وسيلة فكانت إحدى وسائل الشيطان للقضاء على المشروع المهدوي هي تحريكُ أعوانهِ مِن شياطين الجنِّ والإنس لقتلِ إمام زمانِنا ومِن أعوان إبليس وشياطينهِ الإنسيّين: النواصب (بني أُميّة وبني العبّاس وامتداداتُهم في هذا الزمان مِن أعداء صاحب الأمر) هؤلاء هم أدواتُ إبليس في مُواجهة المشروع المهدوي
ولذلك تجد أنّ بني أُميّة وبني العبّاس وامتداداتُهم في هذا الزمان كُلُّهم يبنون مُخطّطاتِهم وبرامِجَهم على أساسِ حرب الإمام الحجّة، لأنّهم يعتقدون بوجود الإمام فيُريدون القضاء على أُصُولهِ وجُذورهِ مِن أيِّ جهةٍ سيأتي، لأنّهُ هو الذي يُهدّدُ عُروشَهم ولذلك قتلوا الحسين وقتلوا العِترة جميعاً طَمَعاً في قتلِ إمام زمانِنا لأنّهم يعلمون أنّ الإمامَ الحجّة سيأتي ويُولَد مِن هذه السُلالة النُوريّة الطاهرة، وهذا ما بيّنهُ إمامُنا الصادق عليه السلام في حديثِهِ حين قال: (وكذلك بنو أُميّة وبنو العبّاس لمّا وقفوا على أنّ زوالَ مُلكهم ومُلكِ الأُمراء والجبابرة مِنهم على يدِ القائم منّا، ناصبونا العداوة، ووضعوا سُيوفَهم في قتلِ آل الرسول وإبادة نسلهِ؛ طَمَعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم)
فبنو أُميّة وبنو العبّاس يعلمون جيّداً بأنّ المشروع الحسيني العملاق مُرتبطٌ بشكلٍ أساسي ومِفصلي بإمام زمانِنا وأنّ الإصلاحَ الذي خرج سيّدُ الشهداء يطلبُهُ إنّما يتحقّقُ في دولة أهل البيت والتي فاتحتُها الدولة المهدويّة لذلك قتلوا الحسين وقتلوا العِترة لأجل أن يقتلوا القائم مِن آل مُحمّد! وهذا هو هدف إبليس وشُغلُهُ الشاغل وقد أشار إلى هذا المضمون أيضاً إمامُنا العسكري في روايةٍ له يقول فيها: (قد وضع بنو أُميّة وبنو العباس سُيوفهم علينا لِعلّتين إحداهما أنّهم كانوا يعلمون أنّه ليس لهم في الخلافة حقٌّ، فيخافونَ مِن ادّعائنا إيّاها وتستقرَّ -الخلافةُ حينئذٍ- في مركزها وثانيهما: أنّهم قد وقفوا مِن الأخبار المُتواترة -أي المُتكرّرة- على أنّ زوال مُلكِ الجبابرةِ والظَلَمةِ على يدِ القائِم مِنّا، وكانوا لا يشكّون أنّهم مِن الجبابرة والظَلَمة، فسعوا في قتلِ أهل بيت رسول الله وإبادةِ نسلهِ طَمَعاً مِنهم في الوصولِ إلى مَنعِ تولُّدِ القائم أو قتلِهِ فأبى اللهُ تعالى أن يكشفَ أمرهُ لواحدٍ مِنهم إلّا أن يُتمّ نُورَهُ ولو كَرِهَ الكافرون)[عوالم العلوم]
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya