حين تبذل كل ما تستطيع لنصرة إخوانك في هذه المعركة الشريفة، وتشفع ذلك بالدعاء الصادق من خالص قلبك لهم،
ثم في نفس الوقت يخذلهم القادرون على تغيير المعادلة ميدانياً من القريب والبعيد،
ولا يبقى لإخواننا إلا التوكل على الله وحده؛
فثق أنّ الله بعزته معهم، وأن هذه هي النتائج:
١) نصْرُ الله لهم [والنصر لا يعني بالضرورة الغلبة بل قد يعني النجاة ورد كيد الأعداء، كما في قوله سبحانه {جاءهم نصرُنا فنُجّي من نشاء} وقد يعني التثبيت وإعلاء الكلمة أمام الأعداء على الرغم من كثرتهم]
٢) معاقبة الله لمن خذلهم من القادرين، طال الزمن أم قصر، بالفتن وأنواع المصائب؛ لعموم حديث: {إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه}
٣) إهلاك المجرمين المعتدين، إذْ إنّ لهم عند الله أجلاً لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون، وهذا الأجل له أسباب، من أهمها: زيادة الظلم والإفساد.
فلا تحزن، ولا تهن، واستمرّ في البذل بكل ما تستطيع، والدعاء، وأحسن الظن بالله، فالمبشرات كثيرة ومن أعظمها: تمييز الخبيث من الطيب؛ فهي من مبشرات النصر.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
١٢- غلبة القلة الصابرة، كما قال سبحانه: (إن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين)
وقد رأينا في هذه الأحداث كيف كان الله مع الصابرين، وكيف قوى قلوبهم وغلبوا من يفوقهم في القوة أضعاف أضعاف المرات.
وإن كانت هذه الغلبة إلى الآن جزئية إلاّ أننا نرجو من القويّ العزيز أن يتمّها لتكون كلّية.
كنت قد حذرتُ من هذا الحساب [غزّة الآن] لعدم الثقة بأخباره فحسب، والآن أحذر منه لكذبه الفجّ الصريح، واختراعه القصص في الرد على من حذروا منه.
وهي محضُ كذب واختراع لا علاقة لها بالواقع لا من قريب ولا من بعيد.
والحمد لله الذي عجّل بكشف كذبه قبل مزيد من الاستغلال لعواطف الناس.
وعوّض الله من تبرّع له خيراً
ارتكبت قوات الاحتلال اليوم #مجزرة_جباليا وهي من أبشع المجازر من بداية الحرب.
اللهم عليك بالمحتلّين المجرمين الظالمين،
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك،
اللهم انصر إخواننا وثبتهم واحفظهم، اللهم تقبل شهداءهم، واشف جرحاهم.
ونسألك اللهم بعزتك أن تخذل من خذل عبادك المسلمين في غزة، وأن تعاجلهم بقارعة في الدنيا قبل الآخرة.
حسبنا الله ونعم الوكيل،
لا إله إلا الله العظيم الحليم،
لا إله إلا الله رب العرش العظيم،
لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم،
الله مولانا نعم المولى ونعم النصير.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
#StopGenocideInGaza
#WarCriminalIsrael
تنبيه: تكثر في هذه الأحداث الحسابات الإخبارية غير الصحيحة، ويكثر تركيب المقاطع ونشر الفيديوهات القديمة والزائفة.
وكثير من الناس ينشرون ذلك دون وعي وتثبت، فيرجى التنبه.
ومن ذلك على سبيل المثال: حساب (غزة الآن) فهو غير موثوق ويرجى إلغاء متابعته.
هذا أحد الطلاب الكرام من غزة، يخجل من قلّة إنجازه وهو بين رعب القصف ورائحة الدماء.
فرضي الله عن أهلها الذين لا يزالون يعلموننا كثيرا من الدروس المفقودة في هذا الزمان.
كثير من الأمم انكسرت عبر التاريخ أمام ضربات الأعداء واتّبعَت ثقافة الغزاة والمحتلين، ثم انمحت هويتها إلى الأبد.
أمّا المسلمون فتعريف الأمة لديهم مختلف من أساسه، فالأمة -بمعناها الخاص عندهم- ليست هي الأعداد الكثيرة المنتمية بالاسم إليها،
بل هي الطائفة المتمسكة بالحق، التي تدافع دونه بالنفس والمال، السائرة على طريق نبيها، مهما خُذِلَت وخُولفت.
ثم يجعل الله سرّ حياة البقية الغافلة من الأمة -بمعناها الواسع-، في هذه القلة المتمسكة الثابتة، فيُحيِي بهم من شاء، ويُجدد بهم الدين، ويرفع بهم رايته ويعلي بهم كلمته؛ فيعود الناس إلى الحق.
والسرّ في ذلك كله هو المعجزة الخالدة التي أنزلها الله على نبيه محمد ﷺ: {القرآن} فنحن أمّة لا تنكسر ولا تنهزم طالما كنّا متمسكين بهذا الأصل العظيم، واتخذناه مرجعاً شمولياً حاكماً وتبرّأنا من كل ما يعارضه ويناقضه.
ومن يعِش منّا فسيرى -بإذن الله- حياة هذه الأمة من جديد؛ رغم جهد الأعداء لقرن كامل في الإفساد والتضليل والغزو العسكري والفكري والإعلامي.
قال رسول الله ﷺ: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
من أهمّ السنن الإلهية التي ينبغي علينا فهمها:
سنة الابتلاء
وهي سنّة عظيمة متعلقة بكثير من السنن الإلهية الأخرى.
وهذا مجلس في تذاكر هذه السنّة وبيان حدودها وفقهها ومتعلقاتها:
https://youtu.be/EdKNp63sbjA?feature=shared
ما يجري اليوم مؤلم جداً في الحال، ولكنه مبشرٌ جداً في المآل.
وكل ما يجري يزيد المؤمن بصيرة وإيماناً، مع كونه يزيد المرتاب ريبة، وقد يُفتن بسببه ضعيف الإيمان.
وأمّا من تغذى على حقائق القرآن، وفَهِم السنن الإلهية، وفقِه أحوال الأنبياء؛ فإنه يسير بطمأنينة إيمانية عالية وهو ينظر إلى الأحداث، ويرى تدبير الله للكون، ولا تزيده الوقائع إلا إيمانًا بعظمة الله وعزته وحكمته.
ومن المهم جداً: عدم النظر بالمقياس الزمني المحدود، فالله يعلّمنا أن الميزان ميزانه، وتأمل هذه الآية في اختلاف تقدير الزمن، وهي قوله سبحانه: (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) فانظر كيف جمع الله بين استبطاء زمن النصر بميزان الناس (متى نصر الله) وبيْن قُربِه بميزانه سبحانه (ألا إن نصر الله قريب).
ثم إن من المهم أن ندرك أننا نعيش بوادر مرحلة استثنائية في التدافع بين الحق والباطل،
وأن هذه المرحلة قد تكون مليئة بالآلام والمصاعب الشديدة،
ولكن إياك أن تشك أو يدخلك الريب في أن الله بعزته يدبّر لدينه ولأوليائه، وأن ما تراه من آلام فهو مقدمة الآمال، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرا.
والخاسر كل الخسران هو من يضيع وقته ونفسه اليوم، ومن كان كذلك فليتدارك الزمن بتوبة نصوح؛ لعل الله أن يكتبه في حَمَلة هذا الدين الذين سيعلي بهم كلمته، وينصر بهم دينه.
(ألا إن نصر الله قريب)
#ألم_وأمل
#كلنا_مع_غزة
القصف الليلة على غزة شديد جداً جداً،
اللهم إنا نستودعك أهلنا في غزة،
ونسألك أن تجعلها عليهم برداً وسلاماً،
حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
(التفاؤل في أحداث غزة)
https://youtu.be/th1g_XoNtnc?feature=shared
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
حلقة جديدة من سلسلة السنن الإلهية،
سنّة التدافع بين الحق والباطل
وفيها كثير مما يفيد في فهم الشدائد التي تمر بها الأمة، إن شاء الله.
في ظلّ هذه الأحداث المؤلمة التي نشهد فيها المجازر المروّعة على إخواننا في غزة، نفزعُ مباشرةً إلى التأمل في الحالات المشابهة التي قصّها الله سبحانه وتعالى علينا في القرآن، ثم نتلمّس توجيهات الله تعالى للمؤمنين الذين مروا بمثل هذه الحالات؛ فنستهدي بأنوارها ونسير على ضوئها.
ومن أبرز الأحداث المؤلمة التي وقعت في زمن النبي ﷺ: أحداث معركة أُحُد، والتي أنزل الله فيها قرابة ستين آية، كان فيها الدواء لقلوب المؤمنين بعد ذلك المصاب الجلل، وكان فيها بيان حكمة الله في مثل هذه الأقدار المؤلمة.
فأحداث يوم أُحُد كانت شديدة الألم على أصحاب رسول الله ﷺ واجتمعت فيها الغموم عليهم، ولك أن تتخيل منظر عمّ رسول الله مجندلاً مقتولاً قد بُقرت بطنه واستخرجت كبده وظهرت أحشاؤه،
والأشد من ذلك أن وجه النبي ﷺ أصيب وسالت دماؤه، وشُجّ رأسه وكُسِرت رباعيته، وكان أشد شيء على أصحاب رسول الله في ذلك اليوم هو إشاعة خبر مقتله، ولكم أن تتخيلوا وقع ذلك عليهم؛ أن يُراق دمُ نبيّهم، خاصة بعد أن تسبب مجموعة منهم بذلك بسبب عصيانهم أمره.
حسناً، كيف واساهم الله بعد كلّ ذلك وعالج نفوسهم؟ وإلى أيّ شيء وجههم؟
أولاً: التفكر في سنن الله في الأمم السابقة، وذلك في قوله: ﴿قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين﴾ والمعنى أنّ ما جرى على الصحابة ليس بخارجٍ عن نظام الله المعتاد في الصراع بين الحق والباطل، وذلك أنه لا يعجل بنصر المؤمنين وإنما يبتليهم ثم ينصرهم، ولذلك قال لهم بعدها: ﴿وتلك الأيام نداولها بين الناس﴾ والمعنى: أن ما جرى عليكم يوم أُحد هو داخل في سنّة المداولة ولكن العاقبة على المكذبين شديدة.
٢- التنبّه للحكم التي يجعلها الله في هذه المصائب والآلام، وقد بيّنها سبحانه بقوله في نفس الاية:
أ- ﴿وليعلم الذين آمنوا﴾: هذه حكمة التمييز بين الصادق والكاذب في إيمانه، لأن التمييز لا يكون إلا بالشدائد.
ب- ﴿ويتخذ منكم شهداء﴾: هذه حكمةٌ أخرى يبيّن الله فيها محبّته بأن يصطفي من عباده من يُقتَل في سبيله، مقدّماً مرضاة الله على نفسه.
ج- ﴿وليمحص الله الذين آمنوا﴾: هذه حكمة التصفية والتنقية للقلوب من الذنوب والتصورات الخاطئة، والتي لا تتحقق بدون هذه الآلام الشديدة، وهذا ما نلاحظه اليوم في أزمة غزة حيث نرى كثيراً من الناس نُقُّوا -فيما نحسب- من الأدران ومسالك الشهوات -والذنوب إن شاء الله- وتوجهت قلوبهم إلى الله.
د- ﴿ويَمحق الكافرين﴾: أي أن هذا التسلط من أعداء الله على المؤمنين سبب في نزول عذاب الله عليهم، لأنهم بَغَوا وأسرفوا وتكبّروا وتجبّروا، فكلما ازدادوا طغيانا ازدادوا استحقاقا للعذاب الدنيوي قبل الأخروي.
٣- الاقتداء بأحوال المؤمنين السابقين الثابتين عند الشدائد، وذلك في قوله سبحانه: ﴿وكأيّن من نبي قاتل معه ربيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين﴾
فالله يقول لأصحاب نبيّه هنا: عليكم أن تقتدوا بالأنبياء وأصحابهم ممن كانوا قبلكم ممن أصيبوا كما أُصبتم فما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا.
٤- الأمر المباشر بعدم الانهزام النفسي وعدم الذل والحزن، وذلك لمعنى الاعتزاز بأساس الإيمان والعقيدة، وذلك في قوله: ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾
٥- الإيمان بالقدر، وأنه لم يكن يغني عن وقوعه شيء، وذلك في قوله سبحانه وتعالى محذرا المؤمنين من قول الكفار: ﴿لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ﴾ فهذا يؤدي إلى الحسرة كما قال سبحانه: (ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم﴾ أي بسبب ضعف إيمانهم بالقدر وظنّهم أن تدبيرهم هو العاصم لهم، ثم قال سبحانه: ﴿والله يحيي ويميت﴾ وفي ذلك إرجاعٌ لهم إلى حقيقة أن النفوس بيد الله وأنه هو الذي يقدّر الأقدار.
٦- توجيههم إلى إحسان الظن بالله، وتحذيرهم من ظن الجاهلية المتضمن للتشاؤم بأن هذا الدين سينتهي وأن المصائب هي القاضية، وإنما وجههم إلى إحسان الظن المتضمن أن الله ينصر دينه ويعلي كلمته.
هذه من أبرز الوصايا التي ذكرها الله في سورة آل عمران توجيهاً للمؤمنين بعد أحداث يوم أُحُد.
والمتأمل في أحداث غزة وسوريا وغيرها اليوم وما يُتَوقع من أحداث الغد المؤلمة، ثم يتأمل في توجيهات الوحي بفقه عميق؛ يدرك مقدار الاحتياج للاعتصام بوحي الله والاستهداء به والانطلاق من خلاله؛ ففيه الدواء والهداية والبصيرة والنور والقوة والعزة والبركة.
#كلنا_مع_غزة
#مجزرة_المعمداني
#ألم_وأمل
إلى إخواني في غزة وجميع المكلومين بسبب مجزرة مستشفى المعمداني:
https://twitter.com/AhmadyuAlsayed/status/1714374623339364581?t=NuciN_B_rNzix8bmxJYvAw&s=19
لا تزال حقائق القرآن تتجلى في حرب غزة والله،
١٣- قوله سبحانه: ﴿ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب﴾
وها نحن نرى كيف ميّز الله الخبيث [الذي استتر تحت شعارات نصرة الأقصى وفلسطين] وكشفه حتى يطهر صفّ المؤمنين الطيبين.
حين نرفع أيدينا بالدعاء لإخواننا في غزة تُشرق في قلوبنا حقائق عظيمة؛ منها:
أن الله هو القويّ،
وأنه الملك العزيز،
وأنه إذا نصر عباده المؤمنين فلا غالب لهم ولو اجتمعت عليهم جيوش الأرض،
وأنه يسمع الدعاء،
ويحب تناصر المؤمنين،
وأنه أرحم الراحمين.
وأنه يريد من عباده تفريغ قلوبهم إلا من التوكل عليه والإيمان به والاعتصام به،
فإذا استحضرنا هذه الحقائق بقلوبنا ونحن ندعو، وبذلنا مع الدعاء كل ما يمكننا بذله؛ فلا مجال بعدها لليأس أو الهلع أو الجزع، بل هو التفاؤل وحسن الظن بالله والتوكل عليه، واليقين التام بمعيّته،
وهذه مقامات عظيمة في العبودية له سبحانه.
ومن المهم في سياق ذلك إحياء سنّة قنوت النوازل في الصلوات المفروضة لإخواننا والمواظبة عليها.
لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده،
اللهم انصر عبادك المؤمنين في غزة وثبت أقدامهم واربط على قلوبهم واهزم عدوهم يا قوي يا عزيز.
اللهم صلّ على عبدك ورسولك محمد.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
هل نحتفي بمشاركة جماعة "حزب الله" -إذا شاركت في الحرب ضد قوات الاحتلال-؟
بعد أسابيع من نزيف دماء إخواننا في غزة، وعدم مشاركة جماعة "حزب الله" إلى هذا الوقت بالقدر الذي يوازي التعريف الذي عرّفوا به أنفسهم بأنهم جنود الأقصى ومحررو فلسطين، أو يوازي قدر المعركة والدماءِ التي نزفت والمجازر التي ارتكبت،
إلا أن هذه المشاركة باتت الآن موضوعة على الطاولة أكثر من أي وقت مضى.
وينبعث سؤال بسبب ذلك حول الموقف من مشاركتهم من جهة الفرح والاحتفاء أو السكوت أو المعارضة؟
ولا شك أن هذا السؤال من أكثر الأسئلة المسببة للاختلاف بين طائفة من المهتمين بقضايا الأمة الإسلامية عامة وبقضية فلسطين وسوريا خاصة،
فبعض إخواننا في فلسطين يقولون: الأعداء يضربوننا، ونعيش إبادة حقيقية على مرأى العالم، والأمة خذلتنا، ولم يقف معنا إلا هذه الجماعات الشيعية، أفتستكثرون علينا الفرح بما يخفف عنا لمجرد كونهم من الشيعة؟
وإخواننا في سوريا يقولون: نحن مع قضيتكم فهي قضية المسلمين جميعاً، ونحن أكثر من يشعر بمأساتكم لأننا نعيش مثلها، ولكن: ألا ترون مقدار الجرائم والمجازر التي ارتكبتها هذه الجماعة في حق أطفالنا ونسائنا والتي لا تقل عن مستوى جرائم قوات الاحتلال بل تزيد؟
ألا تتقون الله في دمائنا وحقوقنا بتجنب الثناء على قتلة أطفالنا ونسائنا كما نتقي الله في دمائكم وحقوقكم؟
وسأُبيّن في هذا التعليق المختصر ما أرجو أنه الحق:
بدايةً، هناك فرق بين الحفاوة المتعلقة بالأثر الإيجابي للمشاركة من جهة تخفيف الضغط عن إخواننا في غزّة وتشتيت قوات الاحتلال،
وبين الحفاوة المتعلقة بتزكية المشاركين وإضفاء ألقاب الثناء عليهم أو على فصيلهم، سواء بتسميتهم بالشهداء أو بغير ذلك من ألقاب الثناء الشرعية،
فالمساحة الأولى هي مساحة اجتهادية، لا حرج على من شارك فيها بالتفاعل الإيجابي؛ خاصة وأنّ مقدار الألم الحاصل من مجازر الاحتلال كبير جدا، فيجب تفهّم شعور الفرح بكل ما يخفف شيئا من هذه الآلام، وليس من يعيش تحت القصف والموت كمن لم يعش.
وأما المساحة الثانية ففيها إشكال على مختلف المستويات، وذلك كما يلي:
١- أن هذه الجماعة ارتكبت مجازر شنيعة ومروعة ضد أهلنا في سوريا؛ ولا يمكن فصل ما يجري في فلسطين عما يجري في سوريا -إذا كنّا نتحدث عن أمة إسلامية ذات جسد واحد-، فهم جُناة سفاكون للدماء موغلون في هذا السبيل إلى نهايته؛ فكيف ننسى ذلك أو نتجاهله؟!
٢- أنّ الفصائل الشيعية المسلّحة لديها إيمان عميق بمركزية الصراع مع السنّة أكثر من إيمانها بمركزية الصراع مع الاحتلال أو القوى الغربية، وهذا الإيمان مبنيّ على مرتكزات عقدية وفكرية وليس مرتبطاً بمجرد الاحداث، ومن لا يعرف أصول القوم ولا تاريخهم فليقرأ حتى لا يقع في الوهم.
٣- أنّ هذه المرحلة الحرجة والحساسىة في تاريخ الأمة تتطلب وضوحاً في الهوية.
والهويةُ مرتبطة بالمرجعية والعقيدة والتاريخ ارتباطاً وثيقاً.
والإشكال بيننا وبين هذه الجماعة وأمثالها إشكالُ عقيدة ومرجعية وتاريخ.
وعلى قدر وضوح هذا المعنى عند هذه الجماعات واستهتارهم بنا وبدمائنا، ومع كونهم يعدون أنفسهم لسدّ أي فراغ قد ينشأ في المنطقة بسبب الحروب كما فعلوا في العراق وغيرها،
إلا أنه لا يزال غير واضح لكثير من المخدوعين من أهل السنة.
٤- أن إضفاء الألقاب الشرعية المتعلقة بالتدافع بين الحق والباطل كلقب (الشهداء في سبيل الله) إنما يكون للذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا، وأما هذا الفصيل فلا يقاتل لذلك.
وهذا ليس خوضاً في النيّات بل لأن التاريخ الحديث شاهد على بواعث حركة هذه الجماعة وولائها وغاياتها، فضلاً عن شواهد التاريخ القديم.
والخلاصة، أنّه لو حصلت مشاركة حقيقية من هذه الجماعة، فإن حفاوة من يحتفي بذلك أمرٌ اجتهادي؛ غير أنه ينبغي ألا ننسى بسببها جرائمهم، ولا حقيقة دوافعهم، ولا طبيعة هويتهم المحارِبة لهويتنا على طول الطريق.
فإن قال قائل: ليس هذا وقت نشر الكلام الذي يفرق الأمة ويمزق صفوفها ويلهينا عن قضية غزة!
فأقول:
• نحن أحوج ما نكون إلى الوحدة واجتماع الكلمة ونبذ أسباب الخلاف، ولذلك فليس هذا وقت استفزاز مشاعر الأمّة بتمجيد من ارتكب المجازر والجرائم في حقها؛ فهذا من أبرز ما يؤدي إلى الفرقة.
• وليس هذا وقت ارتكاب أسباب تأخير النصر باللبس بين الحق والباطل والخلط بين الخبيث بالطيب.
• وأما الفُرقة بيننا وبين هذه الجماعات فلسنا من ابتدأها ولا من أثارها، بل هم الذين ابتدؤوها بتاريخ مليء بلعن صحابة نبينا ﷺ والطعن في عرض زوجته ومفارقة سنته ﷺ، ثم زادوا من هذه الفُرقة في السنوات الأخيرة بحربهم الشرسة على إخواننا في سوريا -التي لم تكن دفاعا عن النفس وإنما كانت حرباً دينية وسياسية اقتحموها بأنفسهم ضد أهل السنة- وارتكبوا فيها أبشع المجازر وأقبحها؛ فعن أي وحدة تتحدث وقد فعلوا كل ذلك ولا يزالون؟
ونسأل الله سبحانه أن ينصر إخواننا في غزة ويفرج همهم ويهلك عدوهم.
بعد مرور أسابيع على بداية الحرب على إخواننا في غزة، ينبغي علينا ألا نفتُر عن المشاركة الإعلامية المكثفة في شبكات التواصل، فهي مهمة ولها دورها، وهذه بعض المجالات المفيدة:
١- تثبيت القلوب وتوجيهها إلى إحسان الظن بالله سبحانه فيما يقضي ويقدّر.
٢- كشف شبهات المخذلين وفضحهم.
٣- كشف جرائم المحتلين والقوى الداعمة للاحتلال.
٤- بيان عمق الصراع بين الحق والباطل، وكشف زيف الدعاوى الغربية التي روجت لحقوق الإنسان، وحقوق المرأة والطفل.
٥- نشر التفاؤل والأمل ومحاربة اليأس، ومواجهة الحرب النفسية التي يبثها العدوّ والإعلام المنافق الموالي له.
٦- إبراز حقائق القرآن التي تجلت في هذه الأحداث، وتعزيز قيمة مرجعية الوحي في النفوس.
٧- الحث على مقاطعة الشركات التي أعلنت دعمها للاحتلال خلال هذه الحرب.
٨- تعزيز حالة اليقظة الناشئة عن هذه الأحداث، وتثبيت قضية التمييز بين الخبيث والطيب.
٩- الدعوة إلى التوبة والرجوع إلى الله تعالى وترك الغفلة واللهو، والشعور بالمسؤولية تجاه الأمة.
١٠- الحث على مواصلة الدعاء والقنوت.
#كلنا_مع_غزة
من أين يستمد المؤمن الثابت شجاعته وصموده؟
https://youtu.be/KtPuy045fsI?feature=shared
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
إن كنتم مؤمنين"
تدبر في هذه الآيات في المقطع، ففيها الدواء والشفاء والله.
أم حسبتم..؟
أم حسبتم..؟
أم حسبتم..؟
#كلنا_مع_غزة
من يفهم هذا الكلام فإنه لن يسأل: "أين الله عن الأطفال الذين يقتّلون" تعالى الله وجلّ وعلا.
Читать полностью…اليقظة، هي مِنحة الله لهذه الأمة من محنة غزة، فلنقدّر منحة الله، ولنستثمرها بشكل صحيح.
Читать полностью…التداعي إلى الدعاء والقنوت لأهلنا في غزة يجب ألا ينقطع، مع الاستمرار في تقديم كل ما يمكن.
الدعاء الدعاء
التفاؤل وحُسن الظن بالله في هذه الأحداث مطلب شرعي مهم جدا، ولكن:
-حين يقع الإنسان في التعلق بالأسباب غير الصحيحة، كأن يرجو النصرة ممن عُرفوا بخذلانهم الدائم للمسلمين ومسارعتهم في أعداء الإسلام،
-ولا يراعي السنن الإلهية كذلك،
- أو يظن أن كل المعيقات سترتفع فجأة،
- أو يظن أن التمكين للأمة سيكون خلال أيام أو أسابيع؛
= فهذا قد يصاب بنكسة نفسية -وربما إيمانية- بعد أن يعيش نشوة البدايات كما رأينا ذلك في العقد الأخير.
• أكثر من يصحّ لهم الاستبشار بنصر الله القريب، هم العاملون لنصرة دينه ومدافعة أعدائه، فهؤلاء إذا أخلصوا لله وتوكلوا عليه وساروا على أنوار الوحي، فالله معهم، وسينصرهم، ويحق لهم التفاؤل الشديد بقرب ذلك.
مع التنبيه إلى أن النصر مراتب ودرجات، والنصر الجزئي لا يستلزم النصر الكلي مباشرة ولا يستلزم انتفاء الآلام الشديدة؛ فنصر يوم بدر غير نصر فتح مكة، فالأول نصر البدايات والثاني نصر التمكين.
فيوم بدر أعقبه انكسار أُحُد ثم حصار الأحزاب ثم ألم الحديبية ثم في النهاية جاء فتح مكة ودخل الناس في دين الله أفواجا،
وكان ذلك كله مسبوقاً بالصبر الطويل في مكة على الابتلاءات التي زكّى الله بها نفوسهم وثبّت بها عقيدتهم.
• هذه الأحداث قد تطول وتتطور وتتمدد، ولا أشك أن عاقبتها خير لهذه الأمة، ولكنها والله أعلم ستكون مصحوبة بكثير من الآلام والمصاعب، فمن كان ينتظر أملاً بلا ألم فليكمل نومه وأحلامه.
• المطلوب من كل هذا الكلام ليس ترك التفاؤل ولا ترك العمل، بل بالعكس، نحتاج إلى مزيد منهما، ولكن بضبط تعريف التفاؤل وبترشيد العمل،
• التفاؤل المطلوب هو حسن الظن بالله:
- بأنه سينصر دينه ويعلي كلمته دون اشتراط للزمن أو استكراه للسنن -فهي غالبة-.
- وأنه لن يضيع أجر العاملين المخلصين،
- وأنه مع الصابرين،
- وأنه يؤيد جنده ويثبتهم وينصرهم،
- وأنه لا يترك الظالمين المفسدين في الأرض دون عقاب في الدنيا قبل الآخرة.
• وأما العمل فلا بد أن يكون غير مشروط بتحقيق النصر الآني، بل يكون منطلقاً من مبدأ (الفرض والواجب؛ عبوديةً لله ونصرةً للمسلمين) ومن يُعرّف العمل بهذه الصيغة يكون عصياً على الانكسار والإحباط.
• وبإذن الله تعالى لعله يتيسر تسجيل فيديو أتحدث فيه عن هذا المعنى بصورة مفصّلة.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
تتجدد الحقائق:
١١- أن هؤلاء القوم المحتلين يكتمون الحقائق ويحرّفونها، وينسبونها إلى غير قائلها وفاعلها كما قال سبحانه عنهم: ﴿فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله﴾
وقال عنهم كذلك: (يحرّفون الكلم من بعد مواضعه)
وهذا ما رأيناه في أحداث غزة حين ارتكبوا مجزرة المستشفى ثم نسبوها إلى إخواننا الفلسطينيين.
نعم؛ لا تزال تتجلى لنا حقائق القرآن في حرب غزة، ومنها:
١- وصْف الله سبحانه لهؤلاء القوم المحتلين بأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا. وها نحن نرى حقدهم وغلهم وعداوتهم الشديدة التي لا تتساوى مع معطيات الحرب العادية.
٢- قوله تعالى عن هؤلاء القوم المحتلين: (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرىً محصنة أو من وراء جدر) وها هم يثبتون للعالم كله جبنهم، فلا يواجهون من نكّل بهم بل يصبون نيرانهم على المدنيين من بُعد، ومن وراء جدر.
٣- ابتلاء المؤمنين واشتداد الكربات عليهم، وذلك في قوله: ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب﴾
وهذا هو الوعد الذي استحضره المؤمنون يوم الأحزاب حين رأوا تكالب الأعداء فقالوا: (هذا ما وعدنا الله ورسوله)
٤- أن الله مع المؤمنين بتثبيت القلوب والربط عليها، كما في قوله: (والله مع الصابرين)
وذلك كما شاهدنا كثيرا من أهل غزة صابرين محتسبين ثابتين على الرغم من شدة الكربات والأهوال التي تزيل الجبال.
٥- قوله سبحانه: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) وقد رأينا ذلك بأم أعيننا أول الأيام.
٦- ظهور المنافقين الدائم في أوقات الأزمات، ليلوموا المسلمين، ويرجفوا ويخذّلوا، كما بيّن الله ذلك في سورة آل عمران والأحزاب والفتح، وقد ظهر في هذه الحرب أنواع من الإرجاف والتخذيل.
٧- تمييز الخبيث من الطيب؛ كما قال سبحانه بعد آيات معركة أُحُد: ﴿ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب﴾ وهذه الأحداث اليوم حصل فيها قدر من التمييز بين الطيبين الذين بذلوا وصدقوا وثبتوا ووقفوا مع إخوانهم بكل ما يستطيعون، وبين الخبيثين الذين سارعوا إلى أعداء الإسلام أو وقفوا معهم ولو بالكلمة وخذلوا أهل غزة وهم قادرون.
وقد يزداد هذا التمييز مع الأيام.
٨- قوله سبحانه عن هؤلاء القوم المحتلين وعن القوم الذين أعانوهم في هذه الحرب: ﴿بعضهم أولياء بعض﴾ وها نحن نرى ولايتهم لبعضهم وتداعيهم وتناصرهم، كما قال البقاعي: (وهم جميعا متفقون -بجامع الكفر؛ وإن اختلفوا في الدين- على عداوتكم يا أهل هذا الدين الحنيفي)
٩- قوله سبحانه: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون) وهذا رآه الجميع على وجوههم وتصريحاتهم، وهذا لا يكون إلا في حال وجود التدافع بين الحق والباطل.
١٠- قوله سبحانه: ﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾ وقد نزلت في الثبات عند سؤال الملكين في القبر، ولعله يدخل فيه: الثبات عند الموت بنطق الشهادتين حال الفجاءة والشدة ونيران الأعداء، كما رأينا ذلك في هذه الأحداث.
تلك عشرة كاملة.. ومع الأيام قد تستبين مزيد من الحقائق.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل