اسيل
السلام عليكم
ما هي قصة ظلم امامنا الحسن بعدم تنفيذ وصيتهُ ان يُدفن مع جدهِ رسول الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
قبل كل شيء لابد أن نثبت ثلاث نقاط مهمة وبها تثبت مظلومية الإمام الحسن عليه السلام بمنع دفنه قرب جده
الأولى اثبات أن له وصية بخصوص دفنه جوار جده
الثانية اثبات أن الحجرة ليست لعائشة حتى يكون ليس لها الحق بالمنع
الثالثة اثبات أن عائشة منعت دفنه عند جده
فإذا ثبتت هذه النقاط الثلاث ثبتت مظلومية الإمام الحسن عليه السلام بالفعل
اما الأولى فإنه عليه السلام أوصى اخاه الحسين عليه السلام قطعا بخصوص تجهيزه وموضع دفنه ولكن اختلف لسان الروايات في نقطة وهي هل أوصى أن يدفن إلى جنب جده أو يجدد العهد به ثم يُدفن بالبقيع ولقد اختلفت الروايات على طائفتين
فالأولى: رواية زياد المخارقي، رواها المفيد (رحمه الله) في الإرشاد: 2 / 17 قال وروى عبد الله بن إبراهيم عن زياد المخارقي : (ثم قال: يا أخي إذا مت فغسلني وحنطني وكفني واحملني إلى جدي حتى تلحدني إلى جانبه، فإن منعت من ذلك فبحق جدك رسول الله وأبيك أمير المؤمنين وأمك فاطمة الزهراء (عليهم السلام) أن لا تخاصم أحدا واردد جنازتي من فورك إلى البقيع... الخ:)
والثانية ( لما حضرت الحسن الوفاة استدعى الحسين بن علي (عليهما السلام) فقال: يا أخي إني مفارقك ولاحق بربي عز وجل وقد سقيت السم ورميت بكبدي في الطست، وإني لعارف بمن سقاني السم ومن أين دهيت وأنا أخاصمه إلى الله تعالى، فبحقي عليك إن تكلمت في ذلك بشئ، وانتظر ما يحدث الله عز ذكره في، فإذا قضيت فغمضني وغسلني وكفني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأجدد به عهدا، ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد رحمة الله عليها فادفني هناك. وستعلم يا ابن أم أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيجلبون في منعكم عن ذلك وبالله أقسم عليك أن تهريق في أمري محجمة دم.) ( (وروضة الواعظين / 167، والمستجاد / 147، وإعلام الورى: 1 / 414) ولسان هذه الرواية يختلف عن الأولى حيث كان في الأولى يوصي بالدفن إلى جوار جده وفي هذه الرواية يوصي بالزيارة فقط ورغم ضعف سندهما ولكنهما يجمعان على اثبات أن له وصية والارجح أنه اوصى بدفنه إلى جنب جده وذلك لعدة قرائن الأولى أنه كان يحب جده وقد تواتر عنه روايات كثيرة تتحدث عن حب النبي صلى الله عليه واله له وكذلك حب الإمام الحسن عليه السلام لجده
الثانية أن الحجرة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه واله هي واقعا حقهم وبيتهم وان لم يكن بيتهم فإنها ميراثهم من رسول الله صلى الله عليه واله لهم
الثالثة أن الإمام الحسن عليه السلام يعلم أن الدفن عند رسول الله صلى الله عليه واله انما هو الدفن في روضة من رياض الجنة فلايمكن أن يرغب عن هذا البقعة المباركة وقد ورد الحث في الروايات على الدفن قرب الصالحين فكيف اذا كان الجوار جوار رسول الله صلى الله عليه واله مع اننا يمكن أن نجعل الروايتين واحدة مبينة للاخرى فنحمل الأولى على عدم الممانعة من خلال الرواية الثانية فنرفع التنافي بينهما بأن نجعل واحدة مطلقة والثانية مقيدة لها ومع هذه القرائن لايضر ضعف سند الرواية التي تقول بوصيته بدفنه إلى جوار جده
اما النقطة الثانية وهي هل كانت الحجرة ملكا لعائشة حتى يكون لها الحق بمنع هذا عنها واباحتها لذاك من الدفن وسائر التصرفات
ولا يخفى أن الزوجة لا ترث من زوجها شيئاً في الأرض بل ترث من العمارات بناءاً على المتعارف بين الصحابة والتابعين والذي يذهب إليه بعض العامة وتصرف عائشة كان في الأرض وليس بالبناء
ولو قلنا أنها ترث من الارض بناءا على رئي بعض الاعامة فإن حصتها من الميراث التسع و من المعروف أن للنبي(صلى الله عليه وآله) تسع زوجات فكيف تملكت هي البيت وحدها ؟ فهي لاتملك الا جزءا لايساوي اشبارا ولايسع لقبر واحد مع انهم يروون أن الحجرة كانت صغيرة بحيث كان النبي صلى الله عليه واله عندما يصلي يغمز عائشة لضيق المكان فاستحواذها على الكل غصب لحقوق الاخرين مع انها هي وأبوها قد شاع عنهما خبر عن النبي(صلى الله عليه وآله) قال: “إنّا معاشر الأنبياء لا نورث ذهباً ولا فضة ولا داراً ولا عقاراً”( صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1758 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه البخاري (6730) باختلاف يسير) فكيف تصرفت بهذا الصدقة واخذت بمنع من تنمع وتدخل من تدخل
وان قيل أنها تملكته في حياة النبي صلى الله عليه واله فهذا خلاف القران والسنة القطعية قال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ" ( الطلاق ٢) فلو كانت البيوت ملكا لهن حقيقة لما نهى عن اخراجهن من البيوت قبل انتهاء أجل
كرار
السلام عليكم هل توجد شخصية بأسم(ابو مرثد الغنوي كناز بن حصين)في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الشخصية من الصحابة الذين شاركوا في معارك الرسول صلى الله عليه واله وأبرزها بدر الكبرى وقد اختلف في سم أبي مرثد فقيل اسمه: كناز بن الحُصَين بن يربوع بن طَرِيف وقيل اسمه كلنان وقد رجح السيد محسن الأمين في اعيان الشيعة أن يكون اسمه كناز وليس كلنان ولم يكتب التاريخ عنه اكثر من هذا حيث كان بعض الصحابة لم يكن له موقفا سلبيا أو ايجابيا في الانعطافات الخطيرة والكبيرة فلم تبرز شخصيته ببروز الاحداث وكان حليفا لحمزة بن عبد المطلب وقد اخى رسول الله صلى الله عليه واله بينه عباد بن الصامت وقد أمّره رسول الله صلى الله عليه واله على سرية قد وجهها إلى الرجيع فقيل قتل فيها وقيل مات بالمدينة سنة اثنتي عشر للهجرة في خلافة أبي بكر وقيل قتل في الجنادين
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
فدك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال ما هي الادله على ان المذهب الشيعي هو الصح؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
التشيع ليس مذهبا من المذاهب المعهودة لدى المسلمين إذ كل واحد منهم عبارة عن مجتهد قبال القران والسنة يرجعون إليه ويتعبدون بفتواه وانما هم اتباع أهل بيت النبوة الباقون على عهد الإسلام الأول والمحافظون على حدوده حين نزوله ولم يرجعوا إلى مجتهد يخالف القران الكريم والسنة المطهرة ولهم متبنيات في اصول الدين بتحقق مجموعها يصدق عليهم انهم شيعة امامية وهذه المتبنيات يستمدونها من العقل و الكتاب والسنة
اما العقل فهم يرون ضرورة عصمة القران وعصمة النبي صلى الله عليه واله وعصمة الإمام ولابد من التلازم بين القران والنبي والإمام وبدونه ينتقض الغرض من التكليف ولابد أن يكون الإمام معصوما عن الخطأ والنسيان والذي يؤيد هذا الدليل العقلي هو قوله صلى الله عليه واله( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا:
كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ( وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٢٧ - الصفحة ٣٤) ولايمكن أن يقرن مع القران الكريم العترة الا اذا كانت معصومة عن الخطأ والا لكان القرن مع القران الكريم اما لغوا أو ستهانة بالقرآن الكريم او أبطالا له لان الذي قرن معه سوف يفسره بجهله فيخرجه عن حد العصمة فلا تعد له فائدة بعد النبي صلى الله عليه واله فكل متنيات الشيعة قائمة على اساس العقل والمنطق الصحيح و من أجل التمسك بهذه المتبنيات الصحيحة مدحهم الله تعالى فقال تعالى( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ .أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(البينة : 7) فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : " أنت يا علي وشيعتك) وهذه الرواية وردت بعدة أسانيد صحيحة من العامة والخاصة فإذا كان من والى أهل بيت النبوة وسار على نهجهم ولم يوالي غيرهم من الناس يكون ممدوحا بهذا المدح كونه خير البرية فلايحتاج إلى دليل آخر يدل على تفضيل الشيعة على غيرهم
وقال تعالى ( وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُمَّ اهْتَدَى } ( طه ٨٢) قَالَ : إلَى ولَايَة أَهْل بَيْت النَّبيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْه واله وَسَلَّمَ) وهذا التفسير هو الاخر ورد بعدة طرق من العامة والخاصة وباسانيد مختلفة تؤكد صحة صدوره عن أهل البيت عليهم السلام فإذا كان العمل الصالح هو عند اهل بيت النبوة والامامة فلايمكن أن يكون عند غيرهم فالذي ينال الرحمة والمغفرة لابد أن يكون على طريقة أهل البيت عليهم السلام
بينما مدرسة الجماعة فهي غير واضحة المعالم في بداية الأمر ولا في نهايته حيث أول ما صار الخليفة عندهم ببيعة واحد اواثنين ثم اُخذت له البيعة من الناس بالقوة ثم جاء الثاني كان بنص الأول عليه ثم جاء الثالث بالشورى فلانعرف اي الطرق اصح ومستحيل أن تكون كلها صحيحة لانها مختلفة مع بعضها لاننا اذا قلنا بصحتها جميعا سوف نجمع بين المتضادات وهذا لايجوز عقلا كما أنه لم يقل به الشرع وهل يامر الشرع بالمتضادات؟ وهذا بعيد جدا
ثم بعد ذلك صارت عندهم البيعة للحاكم واجبة وبها تمام الدين والحاكم يشرب الخمر ويلعب بالاقمار والجواري والغلمان جهارا نهارا ويصل به الحال إلى أن يمزق القران الكريم ومثل هكذا ولي لايجوز نقض بيعته وتجب طاعته على كل حال فهل ياترا يقاس دين ال محمد مع دين هؤلاء اهل الفجور تلك قسمة ضيزا
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
حسين عدنان مجيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل اسماء الله الحسنى هي صفات الله ؟ وهل يمثل أهل البيت عليهم السلام تلك الأسماء ؟ أي هل هم صفات الله ؟ هل هناك تفاوت بالنسب بينهم وبين الله في هذه الصفات ؟ مثلاً ان الله كريم ورحيم بنسبة 100% فهل اهل البيت عليهم السلام كذلك كرماء ورحماء بنسبة 100% ؟ وهكذا باقي الاسماء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم هناك فرق بين الله تعالى كونه الغني المطلق واشد كل شيء في الوجود وبين مخلوقاته كونها فقيرة ومحتاجة إليه مهما بلغت برتبة الكمال فلايمكن أن يتساوى معه أهل البيت عليهم السلام بالرحمة والكرم والجود لانهم انما يستمدون ذلك منه قال تعالى( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) ( ال عمران 159) فهو تعالى يذكر الرسول صلى الله عليه واله بأنه عندما لان لهم انما كان بفضل من الله تعالى ثم يوصيه كيف يتعامل معهم بأن يعفو عنهم ويستغفر لهم وكل ذلك دليل على حاجة المعصوم إلى الله تعالى نعم المعصوم عليه السلام يظهر الرحمة وكل صفاة الله تعالى باكمل وجه وإتمه بما يتناسب مع كل نشأة وعالم بما اودع الله فيه من كمالات واما غيره فهو غير قادر على ذلك لعجزه ذاتا
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
Soul494
السلام عليكم
في الحجاب نزل الوجوب على نبيا صلى الله عليه وآله وسلم
والسؤال هل الامم السابقه وبنات الأنبياء وزوجاتهم
لم يكونو متحجبات؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
ان وجوب شيء أو حرمته في هذه الامة لا يعني على عكسه في الأمم السابقة قال تعالى ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ) (13) فإن القران الكريم أثبت ما شرع لنا انما وصى به الانبياء السابقين وقال تعالى( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ القصص/25) فوصف مشيتها بانها على استحياء والاستحياء يلازم الحجاب لان الحجاب بغض النظر عن الشرع بطبيعة الحال ينشأ من حالة الحياء وقال تعالى ( فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) ( القصص29) فانه لم يات بزوجته معه ظنا منه أن النار كانت في بيت على قارعة الطريق فمن أجل الحياطة على زوجته حتى لايراها أحد جعلها بعيدا عن الناظر وذهب يلتمس لها نارا ثم أن الحجاب ليس امرا شرعيا وحسب حتى يختلف من ملة إلى أخرى بل هو أمر فطري نشأ منذ أن خلق الله البشر حيث لايقبلون أن يشاركهم أحد في ما اختصوا به واحازوه لانفسهم والمرأة العاقلة لاتقبل أن تكون عرضة لكل من هب ودب بل ترغب أن تكون جوهرة ثمينة تكتنفها العزة والكرامة ولايكون ذلك الابحجابها وستر مفاتنها لتكون عزيزة غير مبتذلة فكان نساء العرب قبل الإسلام يرتدين ملابس تشبه ما يعرف حاليا بالحجاب والنقاب، وذلك من أجل كرامتهن ولذلك ثبت الحجاب في شريعة اليهود حيث ("كان في وسع الرجل أن يُطلِّق زوجته، إذا عصت أوامر الشريعة اليهوديّة، بأنْ سارت أمام الناس عارية الرأس، أو غزلت الخيط في الطريق العامّ، أو تحدّثت إلى مختلف أصناف الناس، أو إذا كانت عالية الصوت، أي إذا كانت تتحدّث في بيتها ويستطيع جيرانها سماع ما تقول، ولم يكن عليه في هذه الأحوال أنْ يردّ إليها بائنتها".) هكذا كان الحكم بوجوب الحجاب مشددا في شريعة اليهود وما تراه اليوم من اليهود من ابتذال نساءهم انما من أجل الفساد في الأرض وخلافا لشريعتهم واما النصارى فإن الراهبات يرتدين الحجاب وذلك بحسب ما يفرضه موقعهن كقدوة لغيرهن وتاسيا بالسيدة مريم عليها السلام فإن باعتقادهن أن مريم عليها السلام كانت محجبة
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
وِجـــدانْ.:
السلام عليكم كيف أستطيع التوضيح بإيجاز عن تجلي الله في علي عليه السلام وهل هذا صحيح عند مذهبنا الشيعي أم فيه إشكال..
ومن هي الفرق التي كانت تدعي بالالوهيه لعلي عليه السلام وعلى اي اساس استندت بهذا الرأي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
التجلّي بمعنى الكشف والظهور، وتجلّى فلان مكان كذا، أي: علاه، وتجلّى ربّي، أي: ظهر ربي.)(ابن منظور، لسان العرب، ج 14، ص 149.) الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص 200.) هذا المعنى اللغوي للتجلي ثم ان كان المقصود هو تجلي الله تعالى بذاته المقدسة بعلي عليه السلام فهذا شرك والعياذ بالله تعالى ولايقول به أحد ويخرج به المرء عن ملة الإسلام وان كان المقصود صفات الله تعالى الفعلية تتجلى بعلي عليه السلام فهذا مما لا أشكال فيه وهو صحيحة لان الصفات الفعلية مثل الراحمة والكرم والجود و الرزق وكل صفاته الفعلية انما يشترك فيها معه خلقه لانها متنزعة من الفعل
قال تعالى (وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)( يوسف64)فالاية المباركة افترضت عدة رحماء منهم الام والاب ومنهم السيد ومنهم القوي وكل هؤلاء يمكن أن تصدر منهم الرحمة ولكن الله تعالى رحمته فوقهم لانه الأرحم من بين الرحماء ورحمته غير متناهية لانها نابعة من كماله والناقص لايمكن أن يمثل الكامل في صفاته فلابد أن يكون هناك اكمل الخلق ومن خلاله نعرف رحمة الله تعالى وكرمه ولا يكون إلا أهل البيت عليهم السلام فإذا كانت الشجرة مظهرا مظاهر قدرة الله تعالى فمن باب اولى أن يكون اهل البيت عليهم السلام اظهر لاسماءه وصفاته قال تعالى ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ )( ال عمران 190) إذن التجلي من خلال الصفات الفعلية لا أشكال فيه ولانقصد بذلك التجلي في مصطلح اهل التصوف والعرفان حيث يذهبون إلى تجلي الذات الالهية للعارف أو الصوفي بل نقصد به تجلي الله تعالى من خلال خلقه وصنعه كما أنك تعرف العالم من خلال آثاره و من كتابه ونظريته وفكرة معينة فتعرف أنه بهذا المقام بغض النظر عن ذاته ولونه وطوله وعرضه فإذا اردت ان تتعرف على اخلاق الله تعالى فانظر إلى النبي صلى الله عليه واله واذا اردت ان تنظر إلى رحمة الله تعالى فانظر إلى تعامل المعصوم عليه السلام حيث يرعى كل هذه العوالم بتلك الرحمة التي لم تتجلى به قال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ( الانبياء 107) فلم يتمكن أحد من الخلق أن يكون محلا لرحمة الله تعالى الا نبينا صلى الله عليه واله فقد تجلت به رحمة الله تعالى كما جاء في الزيارة الجامعة (السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله، السلام على مظهري أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين في طاعة الله، السلام على الادلاء على الله، )
واما فرق الغلاة فهم كثر منهم فرق وهمية لا وجود لها مثل السبئية ومنهم لهم وجود ولكن لم يكن لهم عدد محصور وابرزهم الخطابية الذين ينتمون إلى أبي الخطاب وهم يعتقدون بربوبية الإمام الصادق عليه السلام وبعضهم لم يخرجه اعتقاده عن الإسلام كالفطحية الكيسانية الذين أدعوا الامامة لعبد الله الافطح ومحمد ابن الحنفية والاسماعلية الذين ادعوا الامامة لاسماعيل فلم يخرجوا بهذا عن الاسلام بل خرجوا من مذهب الامامية اما من يعتقد بربوبية الائمة فإنه يخرج عن الإسلام اصلا ونحكم بنجاسته
واما الدوافع التي جعلتهم يغالون في الاشخاص فهي كثيرة
منها التعصب الاعمى وهذه حالة عامة عند كل المسلمين ولم تقتصر على الغلاة بأهل البيت عليهم السلام فالفرق الاسلامية الأخرى لانهم يتعصبون لبعض الناس يجعلونهم في مقام النبي صلى الله عليه واله أو يعطونهم دور الخليفة أو ياخذون دينهم منهم أكثر مما ياخذونه من القران الكريم أو من السنة وهذا هو الغلو بعينه
ومنها الجهل فإن الذي يتبنى الفكرة واحد ولكن اتباعه جهال لايعلمون بما يؤدي اعتقادهم
ومنها أن الغلو صنيعة السلطات من أجل إسقاط مذهب أهل البيت عليهم السلام من ربقة الإسلام
ومنها طلب المال والجاه من خلال فكرة الغلو فإن طرح فكرة الغلو سوف يجمع جمهورا من الناس وسوف يكون مستغلا لهم من خلالها
واما هل للغلاة متبنيات فكرية فلم يوجد شيء من هذا القبيل سوى الادعاء على أهل البيت عليهم السلام كذبا وقد تبرأوا منهم ولعنوهم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
Soul949
السلام عليكم
بعد واقعة الطف هل الامام زين العابدين كان في السجن؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
لم نجد في التاريخ أن الامام سجن أو تعرض له يزيد بشيء من الأذى وذلك للاسباب التالية
الأول كون يزيد لم يجد خطرا يهدده بعد الإمام الحسن عليه السلام إذ كان الحسين عليه السلام الشوكة في عيون الامويين وبعدما قتل عليه السلام اطمأن يزيد من أن يجد أحدا يهدد ملكه فلم يركز على الامام السجاد عليه السلام
الثاني حكمة الإمام السجاد في التعامل مع الأحداث إذ يرى أن ثورة الحسين عليه السلام قد آتت أكلها وأعطت ثمارها ودورها يبرز ويؤثر على الامة شيئا فشيئا فقد روي عن الامام الصادق عليه السلام (ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل و جبير بن مطعم، ثم إن الناس لحقوا وكثروا،) ( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧١ - الصفحة ٢٢٠) وهذه الرواية وان كانت ضعيفة السند ولكن دلالتها مؤيدة بما حصل للناس قبل مقتل الإمام الحسين عليه السلام إذ لا ريب ولا أشكال أن الدين أصبح خاويا في نفوس الناس ولكن ثورة الإمام الحسين عليه السلام جعلت الناس يرجعون ويستقيمون شيئا فشيئا فالامام السجاد عليه السلام لايحتاج إلى أكثر من رعاية الثورة والحفاظ على منجزاتها وهذا لا يشكل خطرا بنظر السلطة
الثالث في هذه الفترة برز دور المتصوفة والدعوة إلى ترك الدنيا والسياسة لأهلها والأنعزال عن الناس وكان الكثير من العلماء من تبنى هذه الفكرة بتشجيع من السلطة وقد شكل ستارا للمؤمنين واتاح لهم فرصة العمل بدون تركيز السلطة عليهم فكانت تنظر إلى طلب العلم والانشغال به عزلة ونطواء وهذه نقطة مهمة في كل تاريخ الملوك والمؤمنين الذين يعملون من أجل تصحيح المسار في الأمة وان الهدف الأساس عندهم هو بناء المجتمع بصورة صحيحة فإذا صلح المجتمع فلايبقى مكانا للحكام الفاسدين لأنهم ما خرجوا الأمن رحم الأمة واذا صلحت الأمة فلا تفرز الا الصالح لان الاثر يتبع الفعل اتباع المعلول لعلته ولكن الحكام لا يريدون الأمة أن تصلح لأنهم بظل صلاح الأمة لم يتمكنوا من ممارسة اعمالهم الفاسدة فلهذه الاسباب لم يتعرض الإمام إلى السجن لافي حكم يزيد ولا غيره حتى دسوا إليه السم نعم كان يتعرض إلى مضايقات ولكن لم تصل إلى أكثر من استدعاء من قبل السلطة
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
الهاشمي
السلام عليكم
كيف نوجه الرواية التي تذكر كلام الحمار مع رسول الله صلى الله عليه واله واهل تنسجم مع مانعتقد به
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الرواية وردت في الكافي للشيخ الكليني قال: وروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن ذلك الحمار كلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: بأبي أنت وأمي إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه. سيد النبيين وخاتمهم فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار.) (الكليني في (الكافي 1/237) ورواها في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٤٠٥) كذلك بصيغة روي وهي ضعيفة السند فتسقط عن الاعتبار من هذه الناحية
واما العامة فقد ورووها في مصنفاتهم بالفاظ مختلفة مع الزيادة والنقصان فرواها ابن كثير في (البداية والنهاية 6/166)
: ورواها ابن حجر في (الاصابة) حيث قال: (7/ 321): (أبو منظور)
فتح الباري شرح صحيح البخاري 6/44): ورغم ما هم يذكرونها في مصنفاتهم ولكن يضعفونها ايضا هذا من ناحية السند فهي ضعيفة ولا عبرة فيها ولكن مع الاغماض عن سندها يمكن أن يكون لنا كلام في دلالتها فاننا لو رجعنا إلى القران الكريم لوجدناه يجعل كلام الحيوانات والطيور والحشرات مع الانبياء حالة طبيعية وقد ذكر ذلك في موارد متعددة
منها قوله تعالى ( حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) ( النمل 18) فكيف عرفت أن هذا الجيش لسليمان وانهم لم يتعمدوا الفساد والظلم في الأرض وكيف فهم سليمان خطابها الذي كان ملؤه تنزيه للنبي سليمان
ومنها قوله تعالى ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) ( النمل 16) وهذه الآية مُفصِلة لكل ما أجمل في الآية السابقة فأن تبسمه ضاحكا من منطقها أنه شعر بهذا الفضل العظيم الذي منحه الله له ولابيه فهو بمثابة التطبيق لهذا الفضل الذي اعطاه الله اياه أن علمه منطق الطير والامور الأخرى وهذه الآيات هي عبارة عن نموذج من كم كبير من النصوص التي تذكر تعامل الانبياء مع كل المخلوقات ولكن ما نحن فيه لم تكن الآيات دليلا على صحته إذ غاية ما اثبتته هو كون الكلام والتعامل مع الحيوانات ممكن وقوعا ولكن الآيات اجنبية عما في الرواية إذ الرواية افترضت أن الحمار اعلم من النبي صلى الله عليه واله بحال الاولين وما جرى مع نوح في ذلك الوقت وعليه فالرواية غير صحيحة لا سندا و لادلالة
والحد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ) ( النساء ٥٩) وولايتهم ولاية الله تعالى قال تعالى(انما وليكم الله ور سُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة 55) ولكن كل ذلك انما تم لهم باذن الله تعالى ويظهر ذلك من استثناء العبودية لهم إذ بها يكون الفارق الجوهري بينهم وبين الله تعالى فالله سبحانه وتعالى هو الغني المطلق وهم الفقراء إليه في كل أحوالهم فلا شبه بينهم وبينه من هذه الناحية
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
عندي بخط الحسن بن علي (عليهما السلام) [من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق: ج٤، ص٢٠٣] ففي مقام تعارض الرواية مع التوقيع يقدم التوقيع ويعتبر ما فيه من الخط المبارك ميزة مرجحة له على الرواية ثم هناك فرق في التعاطي مع هذه التواقيع بين العلماء فهم يعلمون من خلال النظم البلاغي للتوقيع أنه من الإمام ومن خلال مقارنة التوقيع مع خط السفير
واما عامة الناس فإنهم يعرفون ذلك من خلال المعاجز حتى كوّنَ عندهم فكرة الاطمئنان بصدورها عن الناحية المقدسة والنتيجة لايوجد مبرر على الإطلاق لرفض هذه التواقيع وتوهينها ولا يوجد شيء اسمه مُسّلم بكل ما فيها بل تبقى رهينة الوسائط بين العلماء وبين السفير فإذا كان السند صحيحا فلااشكال ولا ريب في حجية من وصل منها بهذا السند الصحيح واذا كان السند ضعيفا بين العلماء وبين السفير فلاحجية لهذا التوقيع
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
كرار
السلام عليكم
(2)هل معاوية قتل عائشة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
من أجل أن نثبت أن معاوية قتل عائشة لابد أن نبحث في اصل حركته فان معاوية قد حارب في مرحلتين الأولى حارب من أجل تثبيت سلطانه فقتل بالسيف والسم كثير من الجماعة
والثانية قاتل من أجل تثبيت سلطان يزيد وتهيئة الأرضية المناسبة لتقبله كخليفة على الأمة من بعده وهذه المرحلة كان المعارضون له كثر وعلى شتى اعتقاداتهم المختلفة لان يزيد غير مقبول لاسياسيا ولادينيا ولا اجتماعيا فاحتاج معاوية إلى مقدمة طويلةعريضة حتى يجعل الامة تقتنع به لان يزيد معروف لدى الداني والقاصي من هو وقد قال الإمام الحسين عليه السلام لمعاوية يوما ( كأنك تصف محجوبا، أو تنعت غائبا، أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص، وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه، فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش، والحمام السبق لأترابهن، والقيان ذوات المعازف، وضرب الملاهي، تجده باصرا، ودع عنك ما تحاول.
فما أغناك أن تلقى الله من وزر هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه) ( موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) - لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) - الصفحة ٣٢١) فمن الذين حاربهم الإمام الحسن وشيعته حتى قتل منهم من قتل بالسيف وسم منهم من سم
وقد نشبت العداوة بينه وبين عائشة في خصوص هذه الفترة وفي زيارة معاوية للمدينة لأخذ البيعة لابنه يزيد عارضه الكثير من الصحابة لفسق يزيد وجهله، وعندها قرر معاوية الانتقام منهم فأمر بقتل عبد الرحمن بن أبي بكر وأخته عائشة بنت أبي بكر.وقد قتل الاثنين غيلة. إذ قتل عبد الرحمن بالسم وقيل بدفنه حيا، وقد يكون معاوية قد استخدم الوسيلتين معا أي سمه ودفنه حيا
البداية والنهاية، ابن كثير 8 / 123، المستدرك، الحاكم 3 / 476) وقد اختلفت عائشة مع مروان الذي كان يوما قد حمل سيفه من أجل فتاواها ومساعدتها في حرب الجمل ضد امير المؤمنين عليه السلام فأخذ يحرض الناس عليها ويسفهها فقالت : ((يا مروان افينا تتأول القرآن وإلينا تسوق اللعن والله لأقومنَّ من يوم الجمعة بك مقاماً تود اني لم اقمه))! (الأغاني: 17: 375)،ولكنهم لم يتركوها إلى يوم الجمعة حتى قتلوها و وقد ذكر ذلك الشيخ النمازي في مستدرك سفينة البحار (ج 5 ص 214) حيث يقول: سنة 58 أسقط معاوية عائشة في البئر.ويذكر صاحب (حبيب السير) أن معاوية قتل عائشة بحفر بئر لها وغطى فتحة ذلك البئر عن الأنظار (كتاب حبيب السير ، غياث الدين بن همام الدين الحسيني ص 425)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
كرار
السلام عليكم
هل كان مالك الاشتر بالفعل قتل عثمان أم كان من الثوار فقط
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
أن هناك شخصيات لايمكن للتاربخ أن يتجاوزها من جهة بروزها وموقعيتها فلابد أن يكون لها موقف في كل حدث وكما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال:( من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم )(وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١٦ - الصفحة ٣٣٧) وقول كلمة الحق ودفع الظلم عن المسلمين والدفاع عن الدين والعقيدة واجب على كل مسلم أو منصف يحتم عليه العقلاء ذلك فلايمكن اختزال مثل شخيصة مالك بحدث أو حدثين أو طرحه كرجل حاله حال المسلمين ممن يجهلون واجباتهم الشرعية والعقلائية اتجاه دينهم ومجتمعهم فكان مالك له دور جدا كبير في الدفاع عن الحق حتى كان نصيبه أن ينفى من بلد إلى بلد وذلك بسبب عدم سكوته على الباطل
ومن الأحداث التي لا يمكن للتاريخ تجاوزها هو اعتراضه على والي عثمان في الكوفة وعلى تصرفاته المشينة حتى نفاه عثمان هو واصحابه إلى الشام راجع ( ناسخ التواريخ: ص 3) وبهذا لايمكن للتاربخ أن يهمل دور عثمان وما ارتكبه من جرائم بحق ألمسلمين إذ ضرب عمار بن ياسر واحدث فيه فتقا وكسر أضلاع عبد الله بن مسعود وقد ذكر المشهدي في الزيارة ( وعقت سلمانها، وطردت مقدادها، ونفت جندبها، وفتقت بطن عمارها، وحرفت القرآن، وبدلت الأحكام، وغيرت المقام، وأباحت الخمس للطلقاء، وسلطت أولاد اللعناء على الفروج، وخلطت الحلال بالحرام.) ( المزار - محمد بن المشهدي - الصفحة ٢٩٧) فالذي احدث في عمار الفتق ونفى أبي ذر هو عثمان راجع ( الأمالي للمفيد ص:96-72. وانظر: الشافي للمرتضى ص:278، وتلخيص الشافي للطوسي ص:456، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص:262.) (وكان ابن مسعود يذم عثمان ويشهد بفسقه وظلمه) ( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣١ - الصفحة ١٨٧) وهذه الظروف أحدثت ردت فعل عند الصحابة حتى صدرت منهم تصريحات بذمه
والتحريض عليه والمشاركة في قتله وان حفصة وعائشة قالتا لعثمان : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله), سمّاك نعثلا تشبيها بنعثل اليهودي (راجع كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي 3 / 30) وكان الزبير يقول اقتلوه فإنه بدل دينكم ) ( شرح النهج لابن أبي الحديد 2 / 404 ط مصر الأولى.)
وان الزبير كان يقول اقتلوا عثمان فإنه غير دين الله ) راجع
(شرح النهج لابن أبي الحديد 2 / 404 ط مصر الأولى.)
و إنّ طلحة كان يوم قتل عثمان مقنّعاً بثوب قد استتر به عن أعين الناس يرمي الدار بالسهام )راجع (شرح النهج لابن أبي الحديد 2 / 404.واما عبد الرحمن بن عوف فكان يقول ( عاجلوه قبل أن يتمادى ملكه ،)( شرح النهج لابن أبي الحديد 4 / 558 ط مصر الأُولى.) وقال عمرو بن العاص ( إن كنتُ لأحرّض عليه ، حتى إنّي لأحرّض عليه الراعي في غنمه في رأس الجبل.) ( تاريخ الطبري 4 / 356 ـ 357 ط دار المعارف بمصر سنة 1970 م.) وقال أبو موسى الأشعري( فأراك قد أعطيت إحدى بناتك مجمراً من ذهب مكللاً باللؤلؤ والياقوت ، وأعطيت الأخرى درّتين لا يُعرف كم قيمتهما) ( الرياض النضرة 2 / 138 ط النعساني بمصر.) وهذه القائمة من الصحابة الذين كانوا بين محرض على عثمان وبين رامي له بسهم انما كانت ردود افعالهم متباينة بين من تعارض عثمان مع مصالحه وبين من كان اعتراضه غيرة على الدين ولكن تجمعهم كلمة واحدة وهي أن عثمان كان منحرفا وعابثا بالدين ومسلطا لعماله على الأمة الذين كانوا لا يعرف عنهم الصلاح بل عاثوا في الارض الفساد ورغم ما أن التاريخ يقدم هذه القائمة الطويلة من الصحابة التي ذكرنا منها هذه النماذج من الشخصيات ولكن كُتّاب بني أمية أمثال بن عساكر والطبري وابن الاثير يقدمون قائمة لقتلة عثمان واغلبهم من شيعة امير المؤمنين عليه السلام فقالوا وقد (أحصيتُ من هؤلاء 22 رأسا، هم : مالك بن الحارث الأشتر النخعي،و محمد بن أبي بكر الصديق، و محمد بن أبي حذيفة،و عمير بن ضابئ،و عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء،و زيد بن صوحان، و صعصعة بن صوان،و حكيم بن جبلة العبدي،و عبد الرحمن بن عديس، و كنانة بن بشر، و كميل بن زياد،و كعب بن ذي الحبكة،و جندب بن زهير، و شبّث بن ربعي، و قتيرة بن فلان السكوني، و عروة بن الجعد،و خالد بن ملجم،و الغافقي بن حرب، و عروة بن البياع المصري، و عبد الله بن بديل،و عبد الرحمن بن بديل،و عمرو بن الجمق)(عنهم انظر : الطبري: المصدر السابق، ج2 ص: 639، 652، 682.و ابن عساكر: المصدر السابق، ج11 ص: 11ص: 303 ج 24ص: 79-80، ج 39ص: 317.
التائب
سؤال: الله تعالى اذا لم يجيب شخص لدعوته ومسئلته لعلم الله ان فيها هلاك للشخص فلماذا اذا نستمر بالدعاء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالكم يتعلق بعدة أمور ينبغي التنبيه عليها واذا اتضحت هذه الأمور سيتضح الجواب عليه
منها يجب أن نفرق بين علم الله الازلي الذي هو عين الذات وبين علمه الذي يكون محلا للفعل اما علم الله الازلي فإنه لايتبدل ولا يتغير لانه عين ذاته واما علم الله الذي يكون محطا للفعل فهو قابل للتغير والتبدل فيكون في عالم الإمكان وليس في عالم الوجوب
الثاني أن ما يتعلق بلوح المحو والإثبات وان الله كتب الأشياء فيه على نحو المقتضي فإن الله تعالى كتب على الإنسان وكتب له في كل شؤونه من اول حياته إلى آخرها وما من خير مجلوب له وما من شر مدفوع عنه الا على نحو المقتضي وموقوف على حركة الإنسان فجلب الرزق مكتوب له ولكن ذلك مرهون بحركة الإنسان ودفع الفقر مكتوب ولكن يحتاج من الانسان الحركة حتى تكتمل اجزاء العلة ولكن مع ذلك توافيقات الله تعالى فوق حركة الإنسان لانه تعالى القادر الوحيد على كل شيء وقد جاء في دعاء يامن تحل به عقد المكاره ( يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الْاَسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى اِرادَتِكَ الْاَشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، واَنْتَ الْمَفْزَعُ المُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ، )
الثالث أن إجابة الدعاء مترتبة على مصلحة الإنسان لان الله يعلم ما يضره وما ينفعه فالإنسان في بعض الأحيان يحب أن يكون على الحال الفلاني أو يحب أن ينال الشيء الفلاني ولكن الله تعالى لم يوفقه إليه من أجل مصلحته
الرابع تأثير الدعاء في تغيير كثير من الأمور قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): داووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا أبواب البلاء بالدعاء، وحصّنوا أموالكم بالزكاة، فإنّه ما يصاد ما تصيد من الطير إلّا بتضييعهم التسبيح.(بحار الأنوار: ج٩٠
، ص٢٨٨) وفي هذا الحديث قد اثبت أن كل شيء مرهون بحركة الإنسان وهذه الحركة لها نوع تاثير على تغيير الأمور من حال إلى حال وكل واحد منها له تأثير خاص فالصدقة طبيعتها أن تداوي المريض والدعاء يدفع القضاء المبرم من السماء لانه بيد الله تعالى وهو القادر على التغيير فلايؤثر فيه شيء من الأمور الطبيعية كالصدقة وانما الذي يؤثر فيه هو الله تعالى فإذا توجه العبد إليه بالدعاء فإنه يغيره كيف يشاء
السادس اصل الدعاء فيه حالة من الارتباط بالله تعالى لان الانسان عندما يتوجه إلى الله تعالى فذلك التوجه يعني أنه الوحيد القادر على دفع المفاسد وجلب المصالح واذا تحقق هذا في نفس الداعي فقد تحقق الاعتقاد الصحيح كله فاذاً علم الله تعالى بعواقب الامور لا يعني أنها لا تتغير ولاتتبدل وانه غير قادر على تغييرها ولكنه يجري الامور على اساس الحكمة
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
التائب
سؤال: هل يإمكان الانسان ان لايتزوج الى ان يموت وبنفس الوقت لا يرتكب اي محرم ويحفض غريزته وشهوته؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اصل تشريع الزواج مستحب ولكن قد يكون واجبا فيما إذا لم يتمكن المكلف من حفظ نفسه من الوقوع في الحرام أو التزم بنذر أو عهد أو يمين أو دواعي أخرى توجب عليه الزواج ولكنه بالحكم الاولي هو مستحب قال تعالى ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) ( النور 32) والايم من النساء والرجال الذي لازوج له ثم الآية المباركة فيها جنبتان الأولى أنها تامر بالنكاح يعني عقد الزواج على نحو الاستحباب لان هذا الأمر لايمكن حمله على الوجوب فيبقى الاستحباب قائم والجنبة الثانية وعد الله تعالى بانه يغني من كان فقيرا من المتزوجين وهو نوع من التشجيع على الزواج للذين يرغبون فيه وقال تعالى(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا) (النساء 3) فإنه تعالى يخيرهم أن اذا تطيب نفوسهم من اليتامى فهناك من النساء ما اباح الله لهم الزواج منهن وهو ما يدعو إلى التشجيع على الزواج والحث عليه وقد تواتر واستفاض عن أهل البيت عليهم السلام من الروايات التي تحث على الزواج فعن
رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي) ( ٣) كنز العمال: ٤٤٤٠٣.)
وقال (صلى الله عليه وآله): زوجوا أياماكم فإن الله يحسن لهم في أخلاقهم ويوسع لهم في أرزاقهم ويزيدهم في مرواتهم( ) البحار: 103 / 217 / 1 وص 222 / 38.)
وهناك روايات أخرى تنهى عن العزوبة فقد ورد الإمام الصادق (عليه السلام): إن ركعتين يصليها رجل متزوج، أفضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره أعزب (قرب الإسناد: ٢٠ / ٦٧) إلى ما هنالك من الروايات التي ترشد إلى كوامن ما يحتويه الزواج من فوائد واثار طيبة وما يترتب على العزوبة من الحرمان من كثير من الفوائد
والنقطة الأساس التي يقررها العلماء أن الامر لم يتوقف عند من تاقت نفسه إلى الزواج أو لم تتق وانما الامر أعم من ذلك نعم تحصيل الثواب يحتاج إلى نية قصد القربة وان فوائده لم تتوقف عند كسر الشهوة وانما تتعدى إلى ما هو. أبعد من ذلك من انجاب نسمة تثقل الأرض بلا اله الا الله وغيرها وعلى كل حال أن الإنسان مخير بين أن يترك الزواج ولا ياثم فيما إذا لم يترتب على العزوبة اي محذور وبين أن يتزوج على نحو الاستحباب
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وال محمد
عندي بعض الاسئله بخوص جوابكم
١-لم افهم جملة (وحده الوجود) مامعنى ذلك وما الاشكال
٢-هل العرفان شيء خاطئ واذا كان كذلك فلماذا تروى عن اهل العرفان قصص ان لهم لقاء مع الامام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه وكرامات اخرى مثل السيد علي القاضي وغيره كثيرين
ولماذا الامام السجاد زين العابدين عليه السلام لديه دعاء باسم مناجاة العارفين في الصحيفه السجاديه فما الذي يقصد به الامام سلام الله عليه بالعارفين وكلمات هذا الدعاء كأنها كرامات مايصل اليه الانسان من شدة التقوى والانغماس بحب الله عزل وجل
كما ان يوجد مقطع من دعاء كميل المبارك (ياغاية امال العارفين)
٣-لماذا ينقل الشيخ عباس القمي رحمه الله ادعيه غير مسنده عن اهل البيت عليهم السلام ما الفائده رغم انه كان يتصف بصفات المتقين الصالحين وله كرامات
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
اما سؤالكم الأول فإن وحدة الوجود يمكن أن تتصور على أنحاء اهمها نحوان والأول وحدة والوجودالشخصية وهي تقضي بأن الله تعالى وكل مخلوقاته واحد بل لا يوجد شيء غير الله تعالى حقيقة و كلما وجدت شيئا فهو الله تعالى فكلها تكون عبارة عن تعينات للوجود الواحد وهذا باطل جزما الثاني وحدة الوجود السنخية يعني أن الوجودات لها حقائق متكثرة فالشجر وجود حقيقي والإنسان وجود حقيقي والشمس وجود حقيقي والله وجود حقيقي ولكن هذه الحقائق وجودها مشكك ومتفاوت بعضها وجودها قوي وبعضها وجود ضعيف واقوى وجود هو وجود الله تعالى إذ الموجودات وجودها ممكن ومحدث ووجده لذاته فهو غني عن أن يحتاج في وجوده إلى شيء ولذلك يقسم الفلاسفة الوجود إلى واجب والى ممكن والى ممتنع ويمثلون لواجب الوجود بالله تعالى والى ممكن الوجود بكل مخلوقاته والى ممتنع الوجود بشريك الباري واجتماع النقيضين في الخارج واجتماع الضدين ثم الذين ذهبوا إلى الوحدة الشخصية هم المتصوفة واستلهم منهم العرفاء هذه الفكرة لأنهم يرون أن الوجود واحد ولكن له حلقات واضعف حلقة فيه هي المادة وعلى الانسان أن يتكامل مثله مثل الفراشة التي تتحرك نحو الضوء فانها كلما طوت المسافة فقد وصلت إلى درجة من الكمال حتى تنتهي إلى الضوء لتتفانى فيه وعنئذ يحل الانسان بالله فلا فرق بين وجوده كانسان وبين وجود الله ولكن عندما تقول للصوفية والعرفاء هذا كفر إذ لم تفرقوا بين المخلوق والخالق يقولون انكم لم تفهموا كلامنا وعندما تقول لهم ان شيخكم بن عربي زنديق يقولون لك لم تفهم من كلامه شيئا وكأن ابن عربي كلامه افضل من القران الكريم اليس القران الكريم وكلام اهل البيت عليهم السلام واضحا وضوح الشمس ؟!
واما سؤالكم الثاني أن اهل العرفان لهم لقاءات مع صاحب الزمان وقد يكون هذا دليل حسي على صحة عملهم لان الامام جعلهم يتشرفون بخدمته و هذه المقالة غير مسلمة فقد يكون كل انسان بامكانه أن يلتقي بالامام لقاءاً شرفياً ولم تختص المسالة بهم ومن قال ان العارف أعلى درجة في التقوى؟! أن اغلب اهل العرفان والمتصوفة غير متدينين ولكن يمكن أن يرتاض وتظهر له بعض الأمور وهذا لايدل على أنه من المتقين فالسيخ والهندوس يظهرون من الخوارق مالم يفعله أحد من المسلمين فهل هؤلاء اتقياء ؟ أن النفس فيها امكانيات كما للجسد امكانيات فلو روضت جسدك على حمل الأثقال لكنت تحمل أكثر من طن والنفس عندها امكانيات أن تكون أكثر من الجسد فلايدل ذلك على الايمان ولاخصوصية لهم ثم أن لقاءاتهم لانجد دليلا عليها فقد يكون انهم واهمون بذلك واغلبهم يعيشون بالوهم بل اغلبهم مرضى نفسيا فما يراه من هذا المرض يتصوره هو الحق واما ما ينقل عن هؤلاء الذين يسمون انفسهم بالعرفاء هو اما من نسج خيالاتهم واوهامهم واما لم يقولوا ولكن ينقل عنهم كذبا وحتى عنوان العرفان فانه يطلق على بعض العلماء كذبا فلم نجد واحدا منهم يدعي انه عارف مثل الشيخ بهجت وغيره فلو فتشنا في تراثه لم نجده يدعي العرفان ولكن الناس لما راوا انه عابد زاهد تصوروا انه من أهل العرفان وعلماءنا أجل واعظم من أن يكون مرضى نفسيا أو يخالفون طريقة أهل البيت عليهم السلام
واما اشارة امير المؤمنين عليه السلام في دعاء كميل وغيره من الادعية الأخرى فإنه لا يقصد بالعارفين الذين عرفوا الله تعالى من خلال الكشف والريضات النفسية بل مراده تتبع الجزئيات في مخلوقاته للوصول إلى نتيجة كلية وهي أن الله تعالى موجود وانه رحيم وانه كريم فمن هذا البرهان الاستقارئي الاني يكون الله تعالى غايتهم فلاتتصور أن أهل البيت عليهم السلام يوما صدر منهم ما يؤيد العرفان بل ذموا التصوف وحذروا من أهل العرفان وتبرؤا منهم وقد لعن امامنا الحجة عج الحلاج عندما ادخل التصوف إلى صفوف الشيعة باسم العرفان
مصطفى
السلام عليكم
ماهي حقوق رسول الله على المسلمين ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
حقوق رسول الله الواجبة على الامة هي أكبر واعظم مما يتصورها أحد حيث إنه صاحب الرحمة العظيمة التي كانت غاية ارساله إلى الناس قال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ( الانبياء 107) فان اداة الاستثناء بعد النفي تفيد الحصر اي حصر الرساله بالرحمة وهذه الرحمة التي نتمتع بها ما علمنا بها وما لم نعلم توجب علينا شكرا وتثبت حقا لرسول الله صلى الله عليه واله وقال تعالى( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )( ال عمران 103)
وقالت فاطمة الزهراء عليها السلام( وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الاقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون الورق ، أذلة خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وآله بعد اللتيا والتي، وبعد أن مني ببهم الرجال، وذؤبان العرب، ومردة أهل الكتاب [كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله] ، أو نجم قرن للشيطان وفغرت فاغرة من المشركين، قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه، مكدودا في ذات الله، مجتهدا في أمر الله، قريبا من رسول الله، سيد أولياء الله مشمرا ناصحا، مجدا كادحا،) (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٢٢٤) الى ما هنالك مما قدم لنا رسول الله صلى الله عليه واله وبه قد ثبت له عدة حقوق علينا
منها اطاعته في كل شيء فإن حق الطاعة واجب يفرضه العقل من خلال قاعدة شكر المنعم وقد ارشد القران الكريم إلى هذا الحق فقال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) ( النساء 59) وهذه الآية أوجبت الحق لثلاث جهات الأولى الله تعالى حيث له الحق علينا في كل شيء حتى في إرسال الرسل وإنزال الكتب والثانية الرسول له حق الطاعة في كل ما يأمر حيث جعل الله ولايته أولى من ان انفسنا علينا والثالثة الإمام المعصوم فهو كذلك له الولاية علينا وله حق الطاعة في كل شيء
ومنها حقه أن نتولاه ونتبرأ من اعداءه فمن حق رسول الله الواجب على الامة أن تتبرأ من أعداءه وتوالي اولياءه قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) ( الممتحنة13)
ومنها حب رسول الله صلى الله عليه واله فمن حقه علينا جميعا أن نحبه ونقدسه ونكرمه قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) ( الحجرات 2) فقد حذر القران الكريم من سوء الادب في حضرة رسول الله صلى الله عليه واله وان لايكون هناك تعامل لايليق بحضرة النبي صلى الله عليه واله
ومنها مودة اهل بيته ومن يمت إليه بصلة وتوقيرهم وولايتهم والبراءة من اعداءهم إلى ما هنالك من الحقوق التي لايسع المقام لذكرها
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
عباس
السلام عليكم هل تثبت صحه الخطبه التطنجيه عند السيد السيستاني 『دام ضله』 وكذلك ينطبق السؤال للخطبه الشقشقيه ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
اما الخطبة التطنجية المنسوبة لأمير المؤمنين عليه السلام فهي لم ترد في كتبنا المعتبرة ولم يذكرها الشريف الرضي ضمن خطب نهج البلاغة كما أنها ظهرت ضمن خطب أخرى في القران الثامن والتاسع الهجري وقد ذكرها الشيخ رجب البرسي في كتابه مشارق انوار اليقين وهو كتاب لم يركن إليه العلماء المحققون لكثرة ما فيه من الغلو وقد نقل عن السيد السيستاني أنه لا يصح نسبتها لأمير المؤمنين وقد نقل عن السيد الخوئي انه وصف عباراتها بالركاكة كما أن المتقدمين من العلماء لم يدونوها في موسوعاتهم الحديثية وهو ما يؤشر على عدم صحتها الا أن الشيخية تلقوها بالقبول وشرحوا عبارتها معتقدين صدورها عن الامام امير المؤمنين عليه السلام لانها تنسجم مع منهجم الذي يقبل كل خرافة لم تنسجم مع منهج أهل البيت عليهم السلام كبكاء البومة على الحسين عليه السلام وعصيان العصفور وحديث الكساء بصيغته المعروفة لا كما ورد بسناد صحيحة عن أهل البيت عليهم السلام ودعاء عرفة الذي لم يرد بسند صحيح كما أن نصفه لعطاء الله الصوفي ولكن لو تأملنا في فقراتها ووجهناها توجيها ينسجم مع ايات القران الكريم والسنة المطهرة واخرجناها من الأجمال الذي يوحي إلى الغلو الذي على منهج الشيخية لامكن ذلك ولكن انا لنا تصحيحها من خلال تفقير النص أو عرضها على القران ومقطوع السنة من عبارات وخطب أخرى وهي غاية في الركاكة ولا تصلح أن تكون معبرة عن شخص عادي له أدنى دراية بالبلاغة والفصاحة فضلا عن نسبتها لا مير البيان امير المؤمنين عليه السلام
اما الخطبة الشقشقية فهي صحيحة السند والدلالة فمن جهة السند فقد رويت بإسناد متعدد فقد رواها الشيخ الصدوق بسندين مختلفين في علل الشرائع (في علل الشرائع: ١٥٠،) وفي معاني الأخبار (ومعاني الأخبار: ٣٦٠، ) و ذكرها السيد بن طاووس في الطرائف بسند آخر وذكرها الشيخ الطوسي في اماليه بسند آخر ( وأمالي الطوسي ١: ٣٨٢،) ونهج البلاغة ١: ٢٥ ) و (مناقب ابن شهرآشوب 2: 204) باختلاف يسير، وأوردها الآبي في( نثر الدر 1: 274 )باختلاف في اللفظ. وذكرها القطب الراوندي بسند مختلف عن الاسانيد المتقدمة وقد قال عنها الشيخ المفيد: انها اشهر من ان ندل عليها لشهرتها.
ومن أهل الخلاف رواها ابن الجوزي في مناقبه، وابن عبد ربه في كتاب (العقد الفريد)، وابو علي الجبائي في كتابه، وابن الخشاب في درسه ، والحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري في كتاب (المواعظ والزواجر) على ما ذكره صاحب (الطرائف)، وفسر ابن الاثير في (النهاية) لفظ الشقشقية ثم قال: ومنه حديث علي (عليه السلام) في خطبة له: تلك شقشقة.. ،وذكرها الفيروزآبادي في (القاموس9 انظر (بحار الانوار ج29 ص507).
ثم إنه يمكن اثبات صحة صدور تلك الخطبه من خلال الدلالة ومن خلال الاسلوب البلاغي وقوة النظم وهي دليل على أنها صادرة عن الامام عليه السلام وأنها تدل على مرارة كان يحملها امير المؤمنين عليه السلام خلفتها أحداث عجيبة مرت به وكانت خلافته اوضح من الشمس وابين من الامس ومع ذلك صُودر حقه وغيب شخصه حتى انطوى على نفسه متخذا المزارع والبساتين تسلية لنفسه
إن الأحداث المريرة التي عاشها و التي سجلها التاريخ لهي اكبر واكبر من أن تعبر عنها خطبة واحدة
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
تائب
سؤال: لماذا نذكر الله
وهل الله تعالى محتاج ان نذكره
وماذا نستفاد اذا ذكرناه
وما الغاية من الذكر
وكيف نذكر الله تعالى بأستمرار وبإخلاص وحب وليس بالجبر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الله تعالى واجب عقلا وشرعا اما عقلا فإن العقل يحكم بوجوب مقابلة الاحسان بالإحسان فاذا كان الله تعالى يذكرنا دائما وذكره لاينقطع عنا بحال من الأحوال وجب علينا ذكره على كل حال وفي كل آن قال تعالى( ) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرض) البقرة ٢٥٥) فقد وصف نفسه بالحي الذي يستمد منه الحياة كل حي وبالقيوم الذي هو قائم على كل نفس وقيوميته مثلها مثل المصباح والتيار الكهربائي فإنه لو قطع عنه التيار لما وجدنا له ضوء يعني فاعليته بالحياة تنتفي هكذا الإنسان بالنسبة لله تعالى حيث لو قطع الله الرعاية لحظة واحدة لهلك وبهذا صار واجبا على الإنسان ذكر الله تعالى لانه من باب الشكر والاعتراف بالحاجة إلى الله تعالى وهذا أمر ليس عقليا وحسب وانما العقلاء يمدحونه فإن من انعم عليك بنعمة لا يجوز لك بحكم العقلاء تجاهله
واما القران الكريم الكريم فقد جاءت بذلك عدة نصوص تشير إلى هذا الحكم العقلي فقال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ) (فاطر 3) فهذا الأمر ارشاد إلى حكم العقل بوجوب ذكر نعمة الله تعالى عليهم وقال تعالى (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) ( العنكبوت 45)وبهذا النص يامر بالشكر العملي وهو انك عندما تستشعر نعمة الله تعالى يجب عليك عمليا أن تشكره وهو كذلك إرشاد لحكم العقل بوجوب شكر المنعم والسؤال هنا ماذا يستفيد الله تعالى من هذا الأمر؟ وماذا نستفيد نحن منه ؟
ان الله تعالى لا يستفيد شيئا من طاعتنا لانه لو كان يستفيد لكان مفتقرا إلى طاعتنا وبهذا يخرج عن كونه غنيا مطلقا قال امير المؤمنين عليه السلام( أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ لِأَنَّهُ لَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ وَلَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ) ( نهج البلاغة الخطبة 193: يصف فيها المتقين) وقد أثبت عليه السلام أن الله غني عن طاعة من اطاعه وبمقدار ما لم يستفد من طاعة من اطاعه لم يتضرر من معصية من عصاه اذاً من المستفيد ومن المتضرر ؟ ولماذا يأمرنا بذكره ؟ كل ذلك رحمة بنا وعطفا علينا لان عدم اطاعة ولي النعمة قبيح عند العقلاء وذكره واطاعته حسن فهو يامرنا بذكره حتى لانقع في القبيح الذي يدركه العقل والعقلاء ولانه جميل أراد منا أن نكون كذلك فرد الجميل جميل ورد الاحسان بالاحسان اجمل منه ومع أنه لاينتفع بطاعتنا ولايتضرر بمعصيتنا فهو يعطينا جزاءً على طاعتنا الثواب وعلى معصيتنا العذاب والجزاء بطبيعة الحال أمر وجودي مترتب على وجود الفعل فإن كان الفعل خيرا كان جزاءه خيرا وان كان شرا كان جزاءه شرا فامرنا ونهانا ليجنبنا الشر ويجعلنا نحظى بالخير والسعادة
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
اسماء
السلام عليكم
مامعنئ قوله تعالئ
{وٌآلَطِيَبًوٌنِ لَلَطِيَبًآتٌ}
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الآية وردت في القران الكريم بهذه الصيغة (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) ( النور 26) فإنه مهما كثرت اراء المفسرين يجمعها القول بخبث الذات وطيبها فعن امير المؤمنين عليه السلام : ( تكلموا تعرفوا، فإن المرء مخبوء تحت لسانه) ((7) نهج البلاغة: الحكمة 392 و 148.) فإن الكلمة تفصح عن معدن الإنسان فإذا كان معدنه خبيث فلم يخرج منه من الأفعال والأقوال الا الحبيث واذا كان معدنه طيب فلم يصدر منه من الأفعال والأقوال الا الطيب وان الدخول للاسلام يجعل الإنسان في حالة من الحصانة من القذف والرمي بالسوء مالم يدل عليه دليل أو تقوم عليه بينة فالطيبات التي يقتضيها الإسلام من الحصانة من القذف والرمي بالزنا وغيره انما جعلها الله للطيبين الذين تحصنوا وتطهروا بالاسلام وتطيبوا به قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ( النور 23) واما الخبث من عدم الاحصان وعدم الطهارة والطيب فانه يكون للخبيثين من للكفار والمشركين الذين لاكرامة لهم فأنه يريد أن يجعل فوارق بين الإسلام وما يترتب عليه من الطيبات والكفر وما يترتب عليه من الخبائث وقرينة السياق خير دليل على هذا حيث يقول في ذيل الآية اولئك مبرءون مما يقولون ) لان الإسلام قد جعل لهم حصانة من القذف بالزنا مالم يدل عليه دليل أو تقوم عليه البينة والمحور الاساس في هذا هو خبث الذات وطيبها
واذا قلنا أن المقصود من الاية المباركة من الطيبات للطيبين والخبيثات للخبيثين هو الكلام اي الكلام الخبيث للخبيثين والكلام الطيب للطبيبن وهذا هو الاخر مقتضاه خبث الذات وطيبها واللسان يفصح عما انطوت عليه الذات ومقتضاه الدخول في الإسلام وعدمه فإننا عندما نقول الإسلام مطهر للانسان نعني بذلك الالتزام بقوانين الإسلام وهي الطيب والطهارة فهو ينهى عن السخرية وينهى عن الغيبة والبهتان وقول الزور وينهى عن الظن إلى ما هنالك من سلسلة الاداب والاخلاق الفاضلة التي تقتضي الطيب والطهارة ويقابله الكفر الذي هو عبارة عن الفوضى التي يلزم منها الخبث والنجاسة
واذا قلنا مقصود الآية المباركة العقد الجاري بين النساء والرجال فانه كذلك يكون اساسه طيب الذات وخبثها لان العقد انما يصح من الرجل على المرأة بشرط الإسلام فإذا عقد على امرأة مسلمة وهو كافر فالعقد باطل واذا عقد على كافرة وهو مسلم فالعقد باطل اذاً في كل الأحوال والجوه التي ذكرناها يأتي مقصود الآية لما في العنوان من قابلية استيعاب هذه المعاني ولا يعني ذلك أن المرأة والرجل اذا وصفا بالطيب يعني ذلك أنهما معصومان من الخطأ فقد يكونا مسلمين ولكنهما لم يلتزما بقوانين الإسلام فنسبة الطيب لهما انما تكون على نحو المقتضي فالرسول تزوج من عدة نساء وهذا الزواج لايعني عصمتهن من الاخطاء بل كان المصحح للعقد بينه وبينهن انما هو الإسلام فقط واما الاخطاء فلايدل على تنزيههن منها كما أن لبعضهن معاصي ظاهرة وحوادث ولايمكن ردها وتكذيبها فلايدل زواج النبي منهن على انهن طيبات
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
Soul494
السلام عليكم توجد روايات عن الايام هل معنى ذالك ان توجد ايام نحس وايام ليس بنحس او ماذا المقصد؟
الروايات
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
ان المتتبع لاحداث الطبيعة يجد أن هناك ترابطا لبعضها مع البعض الآخر وأنها تتفاعل فيما بينها ولذلك اصبحت البيئة وظروفهاصانعة لمزاج الانسان ومؤثرة فيه ولذلك تجد كل منطقة لها مزاجها الخاص بها بل حتى اوقات اليوم تؤثر فيه فالصباح له فاعلية والمساء له فاعلية والليل له فاعلية وكله هذه الاوقات لها تأثير على الإنسان ولكن هذا التاثير طبيعي وهو أجنبي عن النحوسة والسعادة فالنحس والسعد ليس من الايام والاوقات وانما هو يرتبط بعمل الإنسان وما يجلبه لنفسه أو عليها من الاثار قال تعالى : {كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر * إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمر}(القمر:18-19
وقال تعالى (فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون}(فصلت:16) وقال السيد الطباطبائي في الميزان : (وقيل: أيام نحسات أي ذوات الغبار والتراب لا يرى فيها بعضهم بعضا، ويؤيده قوله في سورة الأحقاف: " فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم " الأحقاف: 24.) ( تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٧ - الصفحة ٣٧٧) فإنه يفرق بين كون اليوم من اصل خلقته نحس وبين كونه ظرفا لما وقع فيه من النحوسة مما تسببت به أعمال العباد وقد ايد الثاني بالاية المباركة التي القت باللوم على العباد الذين تسببوا بهذا العارض الذي حصل بسبب استعجالهم بالعذاب وهو المقتضي لنحوسة ذلك اليوم
واما ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام من الروايات التي تثبت النحوسة لبعض الآيام فإنها بين ضعيفة السند وبين لا اصل لها ولم ترد عنهم عليهم السلام اضافة الى معارضتها بروايات صحيحة والتي تنفي النحوسة عن الايام وتنهى عن الطيرة
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
Soul494
السلام عليكم
هناك روايات في مصادرنا عن تقصير الثوب ومنها في وسائل الشيعة
والسؤال الأول لماذا نحن الاماميه لا نقصر الثوب ونرى فقط المخالفين يقصرون ثوبهم.
السؤال الثاني ماهي الغايه من تقصير الثوب هل لعدم ملاقاة النجاسه في الارض؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المسألة من المسائل التي لها تداعيات كثيرة وقد اختلف فيها المسلمون بحسب فهمهم لها فمن تداعياتها أن الحكم فيها قد يتوقف عند ظرف صدورها حيث كان التمايز بين الحر والعبد والصغير والكبير في مسألة قصر الثياب وطولها فكان يمثل نقطة فارقة ولذلك جعل في الروايات طول الثوب مدعاة لدخول النار فالثوب بحد ذاته لايعتبر مدعاة لدخول النار ولكن ما يترتب عليه وهو التكبر وقد كثرت الروايات التي تتضمن مفردت جار ازاره خيلاء حيث تكون تلك الصفة ملازمة للتكبر ولذلك كان امير المؤمنين عليه السلام عندما يشتري الثوب يقسمه بينه وبين عبده قنبر ليزيل الفارق بينه وبينه من هذه الناحية وحيثما كان الموضوع فانه يتحكم فيه الظرف الموضوعي للمسالة فهي مرتبطة به ولما انتفت مسالة العبيد ما عاد للموضوع وصفا يترتب الحكم عليه فانتفى من اصله في الازمنة المتأخرة واقتصر على زمن وجود الوصف للموضوع هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لايمكن ان ناخذ باطلاق النصوص مالم نتاكد من عدم المقيد لها فالروايات الواردة في النهي عن ارخاء الثوب الى ما تحت الكعبين تقابلها روايات قد تكون حاكمة عليها حيث تكون مضيقة لدائرة موضوعها او واردة عليها ورافعة لموضوعها من الأصل ففي ذاك الزمان اذا كان الثوب قصيرا يكون مقبولا عرفا وحالة ممدوحة حيث يزيل الفوارق بين الناس ولكن في زماننا هذا لا مجال لقص الثوب وجعله قصيرا لانه من جهة لاموجب لتقصيره إذ لايلزم منه محذور التكبر ومن جهة أخرى أن المتعارف في زماننا هذا مذمة من يقصر ثوبه و بما أن الحكم تابع لصفة موضوعه فالموضوع اتصف بالقبح فيكون حكمه الحرمة
وقد كان ركوب الخيل و الحمير والبغال أمرا طبيعيا ويتحمل عنواني التكبر وتواضع ولكن في هذا الزمان ما عاد يتحمل لعنواني التكبر والتواضع بل يتحمل المذمة والسخرية وترك الأولى للعظماء والكبار وبعد أن كان مقبولا أصبح مدعاة للسخرية والاهانة ورغم بقاء العنوان الاقتضائي لها اي يمكن في يوم من الأيام يحتاجها الإنسان للركوب ولكن الحاجة الفعلية منتفية بل مذمومة في هذا الزمان قال تعالى( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) ( النحل 8) لان اللام في قوله ( لتركبوها )للتعليل اي علة خلقتها للركوب ولكن تلك العلة صارت فيها على نحو الاقتضاء دون الركوب الفعلي ثم ما ورد من النهي عن إطالة الثوب فإنه محمول على النهي الارشادي الذي يتعلق بالمفاسد الدنوية كأن يكون محلا للقذارة وتكون حواشيه مدعاة للتلف بسرعة و يكون محلا للنجاسة والخلاصة أن روايات النهي عن إطالة الثوب إلى ما تحت القدمين واردة عند الفريقين ولكن كل فريق يوجهها بحسب توجيهه الفكري حيث العامة ومنهم الوهابية ملتزمون بحرمة تطويل الثوب ووجوب تقصير الثياب من دون التفات إلى تحليل المسألة والأخذ بعين الاعتبار مطلقاتها ومقيداتها وحاكمية ادلتها بعضها على البعض الآخر
واما الشيعة فإنهم ياخذون بعين الاعتبار الظروف الموضوعية للمسالة والمقيدات لإطلاق الأحكام وقد خرجوا بنتجية أن النهى كان نهيا ارشاديا
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
تائب
سؤال: هل الانسان هو فقط من يوسوس له الشيطان ام الجن ايضا معرضين للوسوسة من الشياطين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
ان الجن مكلفون كما البشر مكلفون واذا وجد التكليف وجد الاختبار والامتحان على نحو التلازم قال تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] وقال تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ[الجن:1-2] وقد تثبت اشتراكهم بالتكليف مع الانس من خلال القران الكريم وليس لنا طريق آخر لمعرفة شؤونهم الا من خلال القران لأنهم محجوبون عنا والشيطان قد اثبت التحدي والغواية بصورة عامة لكل العباد وعنوان العبودية لايختصر على الانس بل هو شامل لكل من عبد الله تعالى واطاعه وقد تقدم في الآية السابقة الغاية من خلق الجن والإنس وهي العبادة فالجن كذلك عباد قال تعالى( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ( ص83) فالقسم من طرف الشيطان كان متعلقه العباد بصورة عامة والله تعالى يقول في أية أخرى(إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا) ( مريم 93)والجمع بين هذه الآية وما قبلها يثبت اشتراك الجن في متعلق قسم الشيطان
وقال تعالى(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ) (الكهف ٥٠) وهذا الاستفهام الاستنكاري هو الاخر يثبت الاشتراك بين الانس والجن وقال تعالى(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)( سبأ٢٠) فظن ابليس لم يقتصر على الانس بل هو عام شامل لكل من يطاله التكليف اذاً بحسب هذه النصوص الوسوسة ثابتة للجن بمقدار ما هي ثابتة للانس ولكن الفرق أن النصوص بينت كيف يوسوس للانس وانه يرانا من حيث لانراه كمخلوق ولكن الجن يرونه لانه من سنخهم ومن نفس خلقتهم ولكن لم يكتشفوا حيله وخداعه ثم كيف يوسوس لهم وما الطرق التي يتبعها معهم هذا ما لايتحدث عنه القران الكريم والاساس هو اثبات صده للجن كما يصد الانس عن العبادة وعن الحق
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
التائب
السلام عليكم
سؤال: لماذا القران الكريم لا توجد به ايات علمية (فلك، علم نفس، الخ...) او حكم او مواعظ...
اعطيك مثال القران لم يذكر السيارة او الطيارة او القداحة الخ
مع ان الله تعالى يقول ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ)
ويقول الله تعالى وَ لَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
ان من إعجاز القرآن الكريم أنه يتحدث بالعمومات لتكون له الهيمنة على كل الازمنة والتعاملات البشرية فإذا تَنَزَلَ إلى الجزئيات فسوف لم يغطي حاجات الأجيال وكان مقتصرا على أهل زمان نزوله فجواز السفر ما كان موجودا في ذاك الزمان ولكن في هذه الأزمنة وجد والسفر إلى الحج ما كان يطوي المسافات الطوال وفي هذه الأزمنة قد طوى كثيرا من المسافات وذلل كثيرا من الصعوبات وسوف يُوجد اكثر منها ومع ذلك يتمكن القران الكريم من تغطيتها وهذه موضوعات لابد أن يجعل لها الشارع المقدس احكاما وكما يقال مامن واقعة الا ولله فيها حكم وحينئذ نجد القران الكريم يجمع شتاتها بآية واحدة تغطي كل مساحة مستحدثاتها إلى يوم القيامة فقال تعالى ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) ( ال عمران 97) ومهما كثرت قيود الاستطاعة أو قلت ومهما طالت المسافات أو قصرت فإن عنوان الاستطاعة شامل لها واما الجوانب العلمية فإن القران الكريم قد أشار إليها بقوله تعالى (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ ) ( الملك23) فإن الطب جعل اليوم للعيون عدة تخصصات وللسمع والقلب كذلك فهل ترى اشارة علمية اعظم من هذه الآية بحيث اختصر العلم والتخصصات بجملة لا تتعدى الخمس مفردات وجعلها تتحدث عن البلاغة والفصاحة والنحو والصرف وعلم الطب وعلم النفس البشري فتعدى من علم الجسد المادي إلى علم النفس والمعنى حيث ذكر الإبصار والافئدة وقال تعالى ( عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ( العلق5) وقال تعالى( خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) ( الرحمن ٤) إلى ما هنالك من النصوص التي تشير إلى أن الانسان قابل للتعلم وقابليته للعلم تجعله يواكب التطور ويتعامل مع الأشياء بما يناسب الظرف الذي يعيش فيه فيصنع الكهرباء وغيرها ويستثمرها لقضاء حاجاته ويتكمن من تذليل العقبات مثل صنع السيارة والطائرة والباخرة وكل شيء تطاله قدراته وهذا كله قد ذكره القران الكريم بجملة واحدة مهيمنة على كل جزئياته ولو كانت بالمليارات فمهما صنع ومهما ابتكر من وسائل الراحة فإنه لم يخرج عن جملة ( علمه البيان ) و( علم الانسان مالم يعلم ) اما بخصوص علم الفلك فقد ذكره الله في القران الكريم فقال تعالى
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) ( الأنعام ٧٩) وهو علم لم يختصر على النظر إلى النجوم في الصحراء وفي البحر ليحدد مسار الإنسان بل يعمل عليها بكل ما اوتي من قدرة علمية فصار يغزوا الفضاء ويستفيد من الاقمار الصناعية لكثير من مجالات الحياة
واما علم النفس فهو الآخر لم يغب عن نظر القران الكريم كيف ومصب العقاب والثواب والمدح ولذم على النفس فقال تعالى
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾ (المعارج: 21) وهذا نص من نصوص كثيرة تشير إلى علم النفس وتأثرها في العالم الخارجي من الحزن والفرح والخير والشر واما مايرتبط بالحِكم فإن القران الكريم من أجل هداية الناس جند كل ماعنده وجعله امام الانسان ومن الجوانب التي جعلها ويسلة لهداية الانسان هي الحِكم فكانت حاظرة في خطابه بصورة كبيرة
قال تعالى ( أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) ( البقرة ٤٤) وهذه حكمة عظيمة حيث تجعل الانسان يفكر في نفسه أو لا ثم يامر الناس بالأخلاق وبالخير وبالفضيلة إلى ما هنالك من الحِكم التي كانت بقدر كبير في القران الكريم
واما الموعضة فهي الأخرى لم يغيبها القران الكريم من خطابه فقال تعالى (ولَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) ( البقرة ١٧٩)
وقال تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ( فصلت ٣٤)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
التائب
السلام عليكم
سؤال: هل هنالك اشكال عندما نقول لا فرق بين الله والأئمة الا انهم عبادك وانت ربهم؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن نجيب عن سؤالكم نحتاج إلى مقدمة واذا تمت هذه المقدمة اتضح المطلب
وهي أن الله تعالى واجب الوجود لذاته وما سواه ممكن ومحتاج إليه يعني لاوجود له الا بوجود الله تعالى وهذا مطلب عقلي ولايختلف عليه اثنان وقد ورد في القرآن الكريم ما يرشد إلى هذه القضية فقال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) ( فاطر 15) وهذا العموم في الآية المباركة يسمى بالعموم الاستغراقي لانه أثبت وصف الفقر والحاجة إلى كل اجزاء ماهية مدلوله فالفقر يشمل كل الحيثيات التي يتمتع بها الإنسان كونه إنسانا واهل البيت عليهم السلام هم من هذا السنخ وهو الإنسان فمهما بلغوا من الكمال فهم فقراء إلى الله تعالى فإذا تمت هذه المقدمة ناتي إلى اصل المسألة وهي أن هذا السؤال اصله من توقيع قد ورد عن الناحية المقدسة في ادعية شهر رجب ولكن هذا الدعاء سنده إلى السفير الثاني ضعيف من جهة ابن عياش فإنه ضعيف وخير ابن عبد الله فإنه مجهول فيسقط عن الاعتبار من الأصل ولو اغمضنا النظر عن السند يمكن أن نتحدث عن دلالة هذه الفقرة حيث قال (لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك) و الاستثناء من النفي إثبات اي أثبت العبودية لهم واذا ثبتت العبودية لهم فقد انتفى تساويهم مع الله تعالى اي هناك فرق بينهم وبين الله من جهة أن الله تعالى غني وهم فقراء إليه وبهذا فقد ثبت الفرق الجوهري بينهم وبين الله تعالى ثم صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين
الأولى الصفات الذاتية التي لايشاركه بها أحد ولا تتغير ولا تتبدل ولاتكون محلا للفعل ولايحل محلها ما يضادها فكونه عالما لايكون جاهلا وكونه قادرا لا يكون عاجزا وكونه حيا لايكون ميتا
الثاني صفات الأفعال وهذه الصفات يطرأ عليها التغيير والتبديل بحسب ما يقتضيه الحال فكونه رحيما في موضع ويمكن أن يكون في موضع آخر منتقما كما جاء في دعاء الافتتاح( وأيقنت انك ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة، وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة) ففي موضع يقتضي الرحمة هو ارحم الراحمين وفي موضع يقتضي العذاب والتنكيل هو اشد المعاقبين وهكذا جميع الصفات التي تكون محلا للافعال ثم هذه الصفات قد تكون مشتركة بينه وببن خلقه أو خلقه يكونون مظاهر لها فلا نعرف الرحمة والعفو والكرم الصادر من الله تعالى الا من خلال خلفاءه ولذلك ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة الصحيحة السند ( مَنْ أَرَادَ اللَّهَ بَدَأَ بِكُمْ وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ ) فهم همزة الوصل بيننا وبين الله تعالى ولما نطالع ايات القران الكريم نجد الكثير من الموارد التي ترفع الفوارق بين الله تعالى وبين خلقه من حيث صفاته الفعلية والتي تجعل إطلاق ألفاظها عليه وعلى خلقه بالتساوي
منها قوله تعالى ( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ) ( يوسف 42) وبما أن الملك مدبر لشؤون المملكة وراعي لها صح أن يطلق عليه كلمة الرب وبهذا تكون صفة مشتركة بين الله وخلقه
ومنها قوله تعالى( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) ( التوبة 128) وما يهمنا من هذا النص الشريف هو وصف النبي صلى الله عليه واله وسلم بما وصف الله تعالى به نفسه فإن الرؤوف والرحيم صفتان فعليتان من صفات الله تعالى ولكن وصف بهما النبي صلى الله عليه واله
ومنها قوله تعالى( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) ( المؤمون 14) (واحسن ) افعل تفضيل يجعل التفاضل بين شيئين مشتركين بنفس الصفة ولكن أحدهما افضل من الاخر فيدل على أن هناك من يخلق ولكن خلق الله أفضل منه من حيث الاتقان والحسن والجمال والتركيب على وجه الحكمة
ومنها قوله تعالى( وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) ( سبأ39) وهذه الآية المباركة كسابقتها في دلالة افعل التفضيل ولكن هنا تتحدث عن صفة الرازقية والتي يشترك فيها المخلوق مع الخالق وهذا الإطلاق يشمل كل الخلق ولكن هناك ما هو اكمل واحسن وافضل من كل ما خلق الله تعالى وهذه الصفات تتجلى فيهم أكثر بما أعطاهم الله من الولاية التكوينية والتشريعية حتى ضاقت دائرة الفوارق بينهم وبين الله تعالى فحبهم حب الله قال تعالى(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ( ال عمران31) ورضاهم رضا الله قال الإمام الحسين عليه السلام(رضى الله رضانا أهل البيت) (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ٣٦٧) وطاعتهم طاعة الله قال تعالى
كرار
السلام عليكم
(4)ليش المعلومات عن الامام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف اغلبها لانأخذها او نعتبرها غير صحيحه رغم وجود سفراء 4
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
العلماء يعاملون ما يرد عن الناحية المقدسة معاملة الاخبار الواردة عن الأئمة عليهم السلام بصورة عامة وهناك ضوابط يجب أن تتوفر في الخبر عندئذ يتم قبوله والتعامل معه فإذا كان الخبر متواترا وجب العمل على ضوءه لانه لا يقبل الشك ويورث عند المتلقي القطع فإذا كان التوقيع من هذا النوع وجب العمل على مؤداه واما اذا كان ظنيا فكذلك يتعامل معه معاملة الظنون الخاصة فنطبق عليه صحة السند وضعفه فنقبله ونرفضه على هذا الأساس ولكن الفارق بين التواقيع الصادرة من الناحية المقدسة وبين الاخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام هو أن الأخبار الواردة عن اهل البيت متلقاة عنهم بالمباشرة والتواقيع متلقاة عن السفراء فقد تشكل هذه النقطة فارقا فتنخرم عندنا خاصية التواتر فتختص التواقيع بالخبر الواحد الذي هو من الظنون الخاصة ولكن لايضر ذلك في صحة صدورها عن المعصوم عليه السلام لاننا نتلقى عن السفراء الذين هم غاية بالوثاقة وقد تسالم الأئمة عليهم السلام على مدح بعضهم كما هو الحال في السفير الاول وولده ولم يعهد عنهم جميعا الا الورع والتقوى فيكون التعاطي معها يشكل نقطة جوهرية في الفقه الاسلامي فما وصل إلينا عن طريق السفير فهو صحيح بلا أشكال لوثاقة السفير عن الأئمة وتصريحهم بذلك ونص كل سفير على الذي بعده أمر جدا مهم مع ما يعهد عن الاثنين الورع والتقوى وهذه نقطة مهمة في قبول الخبر وتولد الاطمئنان بصحة صدور هذه التواقيع
اما آلية الاتصال بالامام فهي من الأمور السرية ولم تكن في زمان ومكان معينين وليس لأحد من الناس السؤال عن تلك الالية كما أن السفير ليس لوحده كان يتصل بالإمام عج بل كان بعض شيعته من يتواصل معه ولكن هناك ميزة للسفير أن يتوسط بما يرتبط بشؤون الأمة وكان هناك أمور مفصلية لايصلح لنقلها الا هذا السفير واما في غيرها فالإمام يتواصل مع شيعته في الأمور الصغيرة والكبيرة ولعل من ضمن الامور ما يجعل لهم من العلامات على صحة دعوى السفير
اما أسباب عدم ذكر هذه التوقيعات في الكتب الأربعة لعل من النقاط المهمة أن هذه التواقيع كان من المفترض أن تحاط بسرية كاملة وهذه الكتب هي عبارة عن محتوى عام للروايات ولعل ذكرها بعنوان مستقل أو ضمن الأحاديث يشكل خطرا على السفير لحساسية الظرف والخطر الذي كان يكتنف الأمة وهذا احتمال جدا كبير ولذلك عندما كان عج يكاتب الشيخ المفيد يامره أن يخفي الرسالة التي بخط الإمام المبارك عج وينسخها بخط المفيد ولايطلع عليها الأمن تسكن له نفسه راجع ( الاحتجاج / الشيخ الطبرسي 2/ 318.)
ثم أن اذا شك أحد في رواية هل هي صادرة عن الأئمة ام لا فيذهب ويسالهم كما في السؤال ياتينا الخبران عنكم وهو سؤال ليس عن الدين وانما عن الية التعاطي مع ما يرد عنهم وان كان في زمن الإمام الموسى بن جعفر عليه السلام بدات مشكلة الابتعاد عن الشيعة ولكن يمكن الوصول إليهم واما التوقيعات الصادرة من الناحية المقدسة فلا يمكن للشيعة أن يسالوا امامهم بل حتى السفير غير متوفر دائما حتى يسأل عن ذلك وكان عنده وكلاء ياتونه بالأسئلة ويأخذون منه الأجوبة فكان الأخذ بالتوقيعات شديدا جدا من ناحية التاكد من صدورها وقد يتعامل مع التوقيعات من خلال بعض العلامات
ومن ضمن هذه العلامات وحدة الخط الذي يصدر رغم تعدد الوسائط وطول مدة الغيبة فلو كان هناك واسطة واحدة والخط يصدر من نفس الواسطة لاختلف الخط ورغم تعدد الوسائط فإن الخط لم يتغير وهذا دليل على أن التوقيع لم يكتبه أحد غير الإمام عج ولو كتبه أحد غير الإمام عج لكان الخط يختلف باختلاف السفراء
ومن الإمارات التي تدل على أن التوقيع صادر من الإمام
هي كون التوقيعات تصدر بنفس خط الهادي والعسكري مما يدل على أن صياغة التوقيع من يد المعصوم عليه السلام ولو كان من غيره لكان مختلفا وان بلاغة المعصوم عليه السلام ونظم حديثه يختلف عن عامة الناس ومهما برع الإنسان في البلاغة والفصاحة فإنه لم يصل إلى مستوى البلاغة والفصاحة التي يتكلم بها المعصوم عليه السلام
اضافة الى دخول الإعجاز على خط التوقيعات وهو أمر جدا مهم وهو خاص بالسفراء ولم يمتد للعلماء بعد الغيبة الصغرى فإن التواقيع كانت تحمل في طياتها دلائل لايمكن لأحد أن يفعلها مثل أن يكون الجواب بنفس ما يتحدث به السائل عما في نفسه أو يتغير الجواب وهو في يد السائل فالامام لم يهمل شيعته ويذرهم في حيرة بل كان مواكبا لهم ويدفع الشبه والزيغ عنهم ولذلك بعض العلماء كالشيخ الصدوق كان يقول : (لست أفتي بهذا الحديث بل أفتي بما
و ابن سعد : الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر،د ت، ج 3 ص: 71، 73،ج 6 ص: 179.و ابن أبي بكر الهيثمي : مجمع الزوائد، القاهرة، دار الريان، 1407ج9 ص: 97، 231.و ابن حجر العسقلاني: الإصابة في معرفة الصحابة، ط1، بيروت، دار الجيل، 1992 ج 5 ص: 654.و ابن الأثير : الكامل في التاريخ،ط2، بيروت، دار الكتب العلمية، 1995، ج 3 ص: 72، 73.و احمد العجلي: معرفة الثقات، ط1، المدينة المنورة، مكتبة الدار، 1985 ج 1 ص: 484.و ابن الجوزي : المنتظم،ط1، بيروت، دار صادر، 1385ه، ج 5 ص:53، 86.و أبو الحجاج المزي : تهذيب الكمال، حققه بشار عواد، بيروت مؤسسة الرسالة، 1980-، ج 19 ص: 456، ج21 ص: 596.
وكل هؤلاء الكتاب من اتباع بني أمية الذين كانوا يكتبون ما يروق لهم ويدفع الشبه عنهم ويؤصل لتصرفاتهم المشينة وانك اذا دققت النظر في أسماء هذه القائمة ترى أنها تغلب عليها أسماء اتباع امير المؤمنين عليه السلام ليصدقوا مقالة معاوية وعائشة عندما برروا حربهم وخروجهم على امام زمانهم بالمطالبة بدم عثمان. وليت شعري هل هؤلاء المؤرخون كانوا حضورا عندما قتل عثمان وراوا هؤلاء قتلوه أم كان هناك من راهم من بين الاف الثوار وقد سجل أسماء القتلة ولنفرض أن مالكا وجماعته هم القتلة فذلك لا يدعو إلى الخجل أو الحياء أو المذمة على مالك بل هو حسنة وفعل مقبول ودم أبي ذر الغفاري يكفي ليؤخذ به عثمان ولو تنزلنا وقلنا أنه لم يفعل شيئا يستحق به القتل ولكن فتوى عائشة وعمرو بن العاص وطلحة كافية لاباحة دمه على منهج العامة والنتيجة أن مالك الاشتر كان مع الثوار وكان يقود جماعة الكوفة ولكنه لم يثبت أنه شارك فعلا بقتله وان القتلة اثنان
هم: كنانة بن بشر التجيبي وهو الذي ذبحه: وقيل سودان بن حمران السكوني بعد أن طعنه قتيرةالسكوني تسع طعنات من خنجر، وكان الذي ابتدأ ضربه، بعد أن هاب الناس ذلك لكونه كان يقرأ القرآن هوالغافقي بن حرب العكي،ضربه بالسيف) هكذا قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 4/34)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
عبد الله هيثم
سلام عليكم ما صحة حديث (فليكن كل همك الصلاه فإن لم تنهك صلاتك عن فعل الفواحش فلم تزدد من الله الا بعدا) وهل هو للامام الصادق عليه السلام ؟!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث بهذا النص لم يرد عن الامام الصادق عليه السلام كما أنه من الواضح ما فيه من الركاكة النظمية والبلاغية مما يدعو الإنسان أن يحكم بعدم صحة وروده عن الامام عليه السلام نعم قد ورد في مضمونه الكثير من الأحاديث التي تحث وترغب في الصلاة
فعَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلاَتُهُ عَنِ اَلْفَحْشَاءِ وَ اَلْمُنْكَرِ لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اَللَّهِ إِلاَّ بُعْداً.) ( ٥) كنز العمال: ٢٠٠٨٣.) فإن
لكل شيء غاية وهدف فإن لم يصل إلى هدفه فهو لغو ولا فائدة منه فنحن نلبس الثوب وغايتنا منه الستر والوقاية من الحر والبرد فإن فقد هذه الخاصية فإن لبسنا له صار لغوا بل فوت علينا ما هو المهم من حفظ اجسادنا وهكذا السيارة والبيت وكل شيء لابد أن يكون له هدف وغاية وهدف وغاية الصلاة أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر فإذا لم تؤثر في صاحبها فقد فقدت غايتها وهدفها وانقلبت إلى الضد من غايتها إذ يتصور صاحبها انه على الصلاح مادام مصليا وهو في الواقع على فساد من دينه فيسير في أوهامه حتى يجد نفسه في موضع فيه سخط الله تعالى وهذا معنى قوله ( لم يزدد لله الابعدا) اي يكون في ضلال وهو لا يعلم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
س/ هل من يشاهد الأفلام الإباحية المحرمة يكون حكمه من يشاهدها مثل حكم الزاني ويحشر يوم الحساب مع الزناة ؟
الجواب /
https://www.shiaaweb.com/2024/09/blog-post_10.html
واما سؤالكم الثالث فإن الشيخ القمي حسب الظاهر من المحدثين الذين لايعيرون للاسانيد اهمية ولذلك تجد عنده في مفاتيح الجنان عدة موارد لا اصل لها ومنها حديث الكساء بهذه الصورة التي ينقلها والصحيح أنه صلى الله عليه واله رفع طرف الكساء وقال اللهم هؤلاء اهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فنزل قوله تعالى انما يريد واما انه نام وجاء اهل البيت عليهم السلام فهذا لاوجود له ومع ذلك يرويه ومثله دعاء عرفة الذي اغلبه لابن عطاء الله الاسكندري الصوفي والباقي من يرويه السيد بن طاووس مرسلا وغيره من الأمور المبنية على المنامات كشجرة السيد عبد العظيم وغيرها
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
اسماء
السلام عليڪم.هل يحاسب الله الانسان علئ تفڪيره؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
الخواطر التي تطرأ على النفس يمكن أن تنقسم إلى قسمين
الأول ما كان نانشئا عن صورة خارجية مثل أن الإنسان يتعامل مع محتوايات و تلك المحتويات تجعل نفسه تعيش في سنخ ذلك المحتوى فاذا كانت تلك الحتويات هابطة وخاطئة ومنحرفة فانه لايخطر بباله غيرها لان المعلوم الخارجي عندما نقول هو عبارة عن صورة نقصد بذلك صورته الخارجية التي تنتقش في النفس ولاتفارقها فتكون تصوراته خاطئة منحرفة وهذا وان كان السبب فيه هو اختيار الإنسان لانه عاش ذلك المحتوى الهابط باختياره وتسبب بظلمة نفسه ولكن لايمكن أن يكون محطا للعقاب مالم يبرز كفعل من الافعال واذا كان يعيش العلم والفضيلة وكل محتوياته صح فإنه لاينقدح في نفسه سوى تلك الفضيلة فلايفكر في غيرها
الثاني ما كان ناشئا من أخطار الشيطان في نفسه وليس له علاقة بالعالم الخارجي وكلا الاحتمالين لا ريب أن المرء لا يحاسب عليهما مالم يتحرك على ضوءهما ويكون عبارة عن عمل والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه واله في حديث الرفع (رفع عن اُمّتي تسعة : الخطأ ، والنسيان ، وما أكرهوا عليه ، وما لا يعلمون وما لا يطيقون ، وما اضطرّوا إليه ، والحسد ، والطيرة ، والتفكّر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة.) (الخصال « للصدوق » / الصفحة : 417 / الحديث : 9 / باب : التسعة أشياء ) وما يهمنا من هذا الحديث هو قوله مالم ينطق بشفة فإن القلم مرفوع عنه مالم يبرزها إلى الخارج كفعل من الأفعال
وقال تعالى ( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) ( البقرة 225) والآية المباركة وان كان تتحدث عن انعقاد النية على اليمين ولكن ذلك الانعقاد يعتبر من قسم الأفعال حيث يرتب عليه الصحة والبطلان والحنث والبر وقال تعالى ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا )( الطلاق 7) وهذه الآية المباركة علقت المؤاخذة على الكسب وهو ابراز الفعل في الخارج واما غير ذلك من الهم به والأخطار في القلب فالاية المباركة ساكتة عنه وهناك مبحث يسمى بالتجري الذي يبحثه العلماء في الأصول وبعضهم يرفع القلم من المتجري مع أنه فعل ولكن وقع على خلاف النية والقصد فإذا تصور المكلف فعل الحرام ثم قصده وفعله وبعدما فعله وجده حلالا وتبين أنه كان مشتبها فبعض العلماء يقولون ليس عليه شيء لانه وان كان قد تصوره حراما ونوى لفعله كحرام ولكنه بالواقع ليس بحرام ولكن الفاعل كان مشتبها ويمثلون له بتناول الاناء على أنه خمرا ثم بعد ماشربه وجده ماءا ففي الواقع هو لم يشرب خمرا وانما شرب ماءا فلا شيء عليه فمالم يتحقق فعل الحرام فلاعبرة بالنية والقصد
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين