Telegram-канал al_kalim_al_taieb111 - الكلم الطيب: Неотсортированное

الكلم الطيب

14 сентября 2017 20:38

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة إلى العالم الإسلامي بخصوص المجازر والتطهير العرقي لمسلمين بورما
سبق لي أن تناولت هذا الموضوع بالحديث والنكير وإعلاء الصوت دفاعا عن مسلمي بورما حيث مورست ضدهم قبل هذا الوقت بما يقرب من الخمس سنوات وبعدها أيضا في أوقات متفاوتة بما يمارس تجاههم اليوم من ذبح وقتل وحرق وتعذيب وتشريد وهدم للمنازل وتدمير للممتلكات . مورست ضد هذه الفئة المؤمنة أبشع أساليب القتل والتدمير وإهلاك الحرث والنسل بما تقشعر له الأبدان وتنفطر له الأكباد، وتذرف له العيون دما، أساليب بشعة وجرائم منظمة وعشوائية مما يطير لهولها الفؤاد وتنكمش لقبحها النفوس . وهاهم المشركون البوذيون يعودون من جديد للممارسة ذاتها تجاه هذه الأقلية المسلمة في هذا البلد المشرك البوذي تتم وتنفذ كل هذه الجرائم البشعة على مرأى ومسمع العالم أجمع، على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، والدول الديمقراطية التي تنادي بكرامة الإنسان وحريته الدينية، وعلى مرأى ومسمع كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، والأصعب والأنكى من ذلك والأشد أن هذه المجازر البشعة تتم تجاه هذه الفئة المسلمة المؤمنة على مرأى ومسمع العالم الإسلامي والذي تمثله ست وخمسون دولة بصفة رسمية، عدا المسلمين الكثر هنا وهناك والذين قد يشكلون ثقلا في كثير من المواقع، وقد يسمع صوتهم إن خرجوا مسيرة احتجاج أو كتبوا أو تكلموا عبر وسائل الإعلام المتاحة .
هذه الفئة التي نُقِمَ منها لإيمانها بالله وإيمانها بعقيدة التوحيد التي في صدورها لرب العالمين: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: 8] . هؤلاء هم أصحاب أخدود آخرين، تنشأ وتحبك قصتهم وتتم في القرن الحادي والعشرين في ظلال الديمقراطية وظلال القوانين التي تنص على حرية التدين والعبادة .
ماذا يقول العالم الآخر لو مارس المسلمون تجاه غيرهم مثل هذه المجازر وأن يحرقوا الناس أحياء بالنار لأنهم غير مسلمين؟
إن عتبنا على الأمم المتحدة فعتبنا على دولنا أشد، وإن وجدنا في نفوسنا على منظمات حقوق الإنسان فوجدنا على شعوبنا ومنظماتنا العربية والإسلامية أكثر، وإن وجهنا لوما كبيرا لدول الديمقراطية فلومنا لعالمنا الإسلامي أكبر. أين عالمنا الإسلامي ودولنا الإسلامية من قوله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72] ؟. أين نحن كشعوب إسلامية من قوله صلى الله عليه وسلم: " الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ وَلَا يحقره، وَلَا يكذبهُ وَلَا يُسلمهُ " ؟ أين نحن من قول نبينا الكريم صلوات الله عليه: " أنصُر أخاك ظالماً أو مظلوماً " ؟ أين مجتمعاتنا الإسلامية من قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] ؟ أين نحن من الأخوة في الدين والعقيدة؟
هل يعقل أن يحرق المسلمون أحياء من مشركين وثنيين ليسوا على شيء، ليسوا على هدى ولا بصيرة على مرأى من دولنا الإسلامية وعلى مسامعنا ونحن مكتوفي الأيدي؟ علما أن كل دول العالم تقف إلى جانبنا لأننا نحمل وندافع عن فضية إنسانية بحتة. تقول بها كل العالم وتنطق بها كل قوانين الأرض على رأسها الأمم المتحدة .
كيف يصح لست وخمسين دولة إسلامية لها ممثلون وسفارات ومواقع نفوذ في كل دول العالم ترى إخوة لهم في الدين والعقيدة يذبحون كما تذبح الخراف وهي لا تحرك ساكنا لا من قريب ولا من بعيد، وكأن شيئا لم يكن؟ أهذه هي الأخوة والنصرة في الدين؟ أهذه هي الإنسانية والنخوة والشجاعة والرجولة انتصارا لضعفاء وأقلية تحرق وتقتل وتزهق أرواحها وتدمر بيوتها وممتلكاتها؟
إن الله تعالى سيسائل كل إنسان على قدر موقعه ومكانته ونفوذه عن هذه الدماء الزكية التي تراق كل يوم ظلما وعدوانا من أهل الشرك والوثنية، قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] . وقال سبحانه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] . وقال جل شأنه: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 10 - 12] .
إننا نوجه رسالتنا أيضا إلى منظمة التعاون الإسلامي والتي تترأسها في هذه الأيام دولة تركيا الشقيقة بقيادة بطلها الزعيم المؤمن رجب طيب أردوغان، ونناشدها أن تتحرك بالصورة الفاعلة المطلوبة، بما تستطيعه دبلوماسيا وبما تقدر عليه ضمن الظروف الدولية المتاحة وكذلك نناشد جامعة الدول العربية بأن تأخذ دورها أيضا تجاه هذه الفئة المظلومة المسحوقة، تجاه هذه الأقلية المسلمة والتي تتجه في صلواتها تجاه الجزيرة العربية، وترتعش نفوسها وتنبض أفئد