☆خذ من القناة ماتشاء واترك لنا الدعاء☆ انشر الخير ولا تحتقر من المعروف شيئا .. فلا تدري أي عمل يدخلك الجنة
تابع / #شرح_الحديث
⁉️ثمَّ يَنهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن العَجزِ ، والمرادُ به هنا : الكسَلُ ، وهو ضِدُّ النَّشاطِ ، وهو التَّثاقُلُ عمَّا لا يَنْبَغي التَّثاقُلُ عنه ، ويَكونُ ذلك لعَدَمِ انْبعاثِ النَّفْسِ للخَيرِ مع وُجودِ القُدرةِ عليه ؛ ولذلك كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَستعيذُ باللهِ منه.
فمَنْ عَمِل بتلك الوصيَّةِ وقام بها على وَجْهِها الأكمَلِ ، ثمَّ أصابَتْهُ بعْدَ ذلك مُصيبةٌ ، فلا يَقُلْ : «لوْ أنِّي فَعَلْتُ كان كذا وكذا» ؛ فإنَّ هذا القولَ غيرُ سَديدٍ ، ولكنْ يَقولُ مُستَسْلِمًا وراضيًا ، ومُؤمِّلًا الخَيرَ : «قَدَّر اللهُ» ، أي : وَقَعَ ذلكَ بمُقتَضى قَضائِه وعلى وَفْقِ قَدَرِه ، «وما شاءَ فَعَلَ» ؛ فإنَّه فعَّالٌ لِما يُريدُ ، ولا رادَّ لقَضائِه ، ولا مُعقِّبَ لحُكمِه.
● وبعْدَ أنْ نَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن قَولِ كلمةِ الشَّرطِ «لَوْ» في مِثلِ هذا المَوضِعِ ، نَبَّهَ على أنَّها «تَفتَحُ عَمَلَ الشَّيطانِ» مِن مُنازَعةِ القَدَرِ ، والتَّأسُّفِ على ما فاتَ ؛ لأنَّ فيها الاعتراضَ على القَدَرِ ، والتَّحسُّرَ مِن وُقوعِه ، كأنْ يقولَ الإنسانُ حِين تَنزِلُ به مُصيبةٌ : لوْ فَعَل كذا ما أصابه المرَضُ!
فالمسْلمُ مُطالَبٌ بالتَّسليمِ للقَدَرِ ، فما أرادَه اللهُ عزَّ وجلَّ واقعٌ لا مَحالةَ ؛ إذْ قَضاءُ اللهِ وقَدَرُه لا يَتخلَّفُ ، فما دامَ الإنسانُ قدِ اجتهَدَ في العملِ ، وأخَذَ بالأسبابِ ، مُستعينًا باللهِ ، وطلَبَ الخَيرَ منه سُبحانه ؛ فلا عليه بعْدَها إلَّا أن يُفَوِّضَ أمْرَه كلَّه للهِ ، ولْيَعلَمْ أنَّ اختيارَ اللهِ عزَّ وجلَّ هو الخَيرُ ، حتَّى وإنْ كان ظاهِرُ ما وَقَع له مَكروهًا ، ولا يَستطيعُ أحدٌ مِن الخَلقِ دَفْعَ قَدَرِ الخالِقِ عزَّ وجلَّ وتَغييرَه دُونَ إذْنٍ مِنَ اللهِ ، وإنِ اجتَمَعَتْ لذلك الدُّنيا بما فيها.
#وفي_الحديث :
● الأَمرُ بفِعلِ الأَسبابِ والاستِعانَةِ باللهِ.
● وفيهِ : التَّسليمُ لأَمرِ الله ، والرِّضا بقَدَرِه عزَّ وجلَّ.
● وفيهِ : ثُبوتُ صِفةِ المحبَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ.
● وفيهِ : أنَّ الإيمانَ يَشمَلُ العَقائدَ القَلبيَّةَ والأَقوالَ والأَفعالَ.
● وفيهِ : أنَّ المؤمِنينَ يَتفاوتونَ في الخَيريَّةِ ، ومحبَّةِ اللهِ والقيامِ بدينِه ، وأَنَّهم في ذلكَ دَرجاتٌ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/152598
تابع / مِن السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
3⃣ وعن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال : ((المؤمِنُ القَوِيُّ خيرٌ وأحَبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضَّعيفِ ، وفي كلٍّ خيرٌ ، احرِصْ على ما ينفَعُك ، واستَعِنْ باللهِ ولا تَعجِزْ ، وإن أصابك شيءٌ فلا تقُلْ : لو أنِّي فعَلْتُ لكان كذا وكذا ، ولكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللهِ وما شاء فَعَلَ ، فإنَّ لَوْ تفتَحُ عَمَلَ الشَّيطانِ)). أخرجه مسلم.
(#قيل : المُرادُ بالمُؤمِنِ القَويِّ : الصَّابرُ على مُخالطةِ النَّاسِ وتَحمُّلِ أذيَّتِهم ، وتَعليمِهم الخَيرَ وإرشادِهم إلى الهدى...، #وقيل : أرادَ بالمُؤمِنِ القَويِّ الذي قَويَ في إيمانِه وصَلُبَ في إيقانِه بحَيثُ لا يرى الأسبابَ ، ووثِقَ بمُسَبِّبِ الأسبابِ ، والمُؤمِنُ الضَّعيفُ بخِلافِه ، وهو أدنى مَراتِبِ الإيمانِ.
📚 وقال النَّوويُّ رَحِمَه اللهُ : القوَّةُ هنا يُرادُ بها عَزيمةُ النَّفسِ في أُمورِ الآخِرةِ ، فيكونُ صاحِبُ هذا أكثَرَ إقدامًا على الغَزوِ والجِهادِ ، وأسرَعَ خُروجًا وذَهابًا في طَلبِه وأشَدَّ عَزيمةً في الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ والصَّبرِ على الأذى في كُلِّ ذلك ، وقَولُه : في كُلٍّ خَيرٌ ، مَعناه : في كُلٍّ مِن القَويِّ والضَّعيفِ خَيرٌ لاشتِراكِهما في الإيمانِ ، مَعَ ما يأتي به الضَّعيفُ مِن العِباداتِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5176
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها)). فقال قائلٌ : ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال : ((بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم ، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ)). فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ ؟ قال : ((حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ)).
#الراوي : ثوبان مولى رسول الله ﷺ
#المحدث : الألباني
#المصدر : صحيح أبي داود
خلاصة حكم المحدث : #صحيح
📘 #شـرح_الـحـديـث 🖌
إذا ترَكَ المسلِمونَ الجِهادَ وحرَصوا على الدُّنيا وأحبُّوها وكرِهوا الموتَ ، طَمِعَ فيهِم أعداءُ اللهِ مِن الكفَّارِ ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم :
● "يُوشِكُ الأُممُ أن تَداعى علَيكمْ" ، أي : يَقرَبُ أن تَجتمِعَ وتتحدَ على المسلمينَ الأممُ الكافرةُ.
● "كما تَداعَى الأَكلةُ إلى قَصعتِها" ، أي : كما يَجتمِعُ الجماعةُ من الناسِ على الطَّعامِ ، وهذا إشارةٌ إلى السُّهولةِ التي يَلقاها العدوُّ في المسلمينَ.
● فقالَ قائلٌ : "ومِن قلَّةٍ نحنُ يومئذٍ؟" ، أي : هلْ يكونُ طَمعُهم واجتماعُهم على المسلمينَ لِقلَّةِ عدَدهِم؟
● قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم : "بلْ أنتمْ يومَئذٍ كَثيرٌ، ولكنَّكمْ غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ"، أي : يكونُ مَطمعُهم في المسلمينَ ليسَ لِقلَّةِ العَددِ- فإنَّ العددَ يكونُ كثيرًا ولكنْ لا نفعَ فيهِ ولا فائدةَ- ولكنْ لقِلَّةِ شَجاعتِهم وشدَّةِ تفرُّقِهم ، وغُثاء السَّيلِ : ما يَطفو على ماءِ السَّيلِ مِن زَبدٍ وأوْساخٍ وفَقاقِيعَ.
● قال صلَّى الله عليه وسلَّم : "ولَينزِعَنَّ اللهُ مِن صُدورِ عدُوِّكم المَهابةَ مِنكم" ، أي : الخوفَ ، "ولَيقْذِفنَّ اللهُ في قلوبِكم الوَهَنَ" ، فقالَ قائلٌ : يا رَسولَ اللهِ ، وما الوَهنُ؟ قالَ : حبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ" ، أي : الحِرصُ علَيها والتطلُّع فيها وتركُ العَملِ للآخرةِ ، وهذا يَجعَلُهم يخافونَ الموتَ ويحِبُّونَ الحياةَ ومتعَ الدُّنيا ، فيَتركونَ الجهادَ في سَبيلِ اللهِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/30877
تابع / مِن القُرآنِ الكريمِ
4⃣ قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 246 - 249] .
● قَولُه : {قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} أي : لا قُدرةَ لنا بمُحارَبَتِهم ومُقاومَتِهم فضلًا عن الغَلَبةِ عَليهم ، وجالوتُ كطالوتَ ، والقائِلُ بَعضُ المُؤمِنينَ لبَعضٍ ، وهو إظهارُ ضَعفٍ لا نُكوصٌ لِما شاهَدوا مِن الأعداءِ ما شاهَدوا مِن الكثرةِ والشِّدَّةِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5174
تابع / مِن القُرآنِ الكريمِ
3⃣ وقد ذَكرَ اللهُ سُبحانَه الوَهَنَ والضَّعفَ الذي أصابَ بَني إسرائيلَ عِندَما طَلبَ مِنهم نَبيُّ اللهِ موسى عَليه السَّلامُ أن يُقاتِلوا حتَّى يفتَحوا الأرضَ المُقدَّسةَ :
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 20 - 23] .
فـ(موسى لمَّا قَرُبَ بقَومِه حُدودَ الأرضِ المُقدَّسةِ العامِرةِ الآهلةِ.. أمَرَهم بدُخولِها مَعَ الاستِعدادِ لقِتالِ من يُقاتِلُهم مِن أهلِها ، وأنَّهم لمَّا غَلبَ عَليهم الضَّعفُ والذُّلُّ ، واضطِهادُ المِصريِّينَ لهم ، وظُلمُهم إيَّاهم.. أبَوا وتَمَرَّدوا واعتَذَروا بضَعفِهم وقوَّةِ أهلِ تلك البلادِ ، وحاولوا الرُّجوعَ إلى مِصرَ ، وقالوا لموسى : إنَّا لن نَدخُلَ هذه الأرضَ ما دامَ هؤلاء الجَبَّارونَ فيها ، وقَولُهم : {فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} تَأكيدٌ لِما فُهِم مِمَّا قَبلَه ، مُشعِرٌ بأنَّه لا عِلَّةَ لامتِناعِهم إلَّا ما ذَكروه ، وفي إجابَتِهم هذه دَليلٌ على مُنتَهى الضَّعفِ ، وخَورِ العَزيمةِ ، وعلى أنَّهم لا يُريدونَ أن يأخُذوا شَيئًا باستِعمالِ قُواهم البَدَنيَّةِ ولا العَقليَّةِ ، ولا أن يدفَعوا الشَّرَّ عن أنفُسِهم ، ولا أن يجلِبوا لها الخَيرَ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5174
ثالثًا : ذَمُّ الوَهَنِ والنَّهيُ عنه
أ- مِن القُرآنِ الكريمِ
1⃣ قال تعالى : {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا} [آل عمران: 146] .
📚 قال الطَّبَريُّ في تَفسيرِ هذه الآيةِ : (يعني بقَولِه تعالى ذِكرُه : {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فما عَجَزوا لما نالهم مِن ألمِ الجِراحِ الذي نالهم في سَبيلِ اللهِ ، ولا لقَتلِ مَن قُتِلَ مِنهم ، عن حَربِ أعداءِ اللهِ ، ولا نَكَلوا عن جِهادِهم وَمَا ضَعُفُوا يقولُ : وما ضَعُفت قواهم لقَتلِ نَبيِّهم : {وَمَا اسْتَكَانُوا} يعني : وما ذَلُّوا فيتَخَشَّعوا لعَدوِّهم بالدُّخولِ في دينِهم ومُداهَنَتِهم فيه خيفةً منهم ، ولكِن مَضَوا قُدُمًا على بَصائِرِهم ومِنهاجِ نَبيِّهم ، صَبرًا على أمرِ اللهِ وأمرِ نَبيِّهم ، وطاعةً للهِ واتِّباعًا لتَنزيلِه ووَحيِه).
📚 وقال البَيضاويُّ : (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا فما فتَروا ولم ينكَسِرْ جِدُّهم لِما أصابَهم مِن قَتلِ النَّبيِّ أو بَعضِهم. وما ضَعُفوا عن العَدوِّ أو في الدِّينِ. وما استَكانوا وما خَضَعوا للعَدوِّ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5174
تابع / #الأخلاق_المذمومة
#الوهن
أوَّلًا : مَعنى الوَهَنِ لُغةً واصطِلاحًا
● مَعنى.الوَهَنِ.لُغةً.tt
الوَهَنُ : الضَّعفُ في العَمَلِ والأمرِ وفي الأشياءِ ، وكذلك في العَظمِ ونَحوِه ، تَقولُ : قد وَهَنَ العَظمُ يَهِنُ وَهْنًا وأوهَنَه يُوهِنُه ، ورَجُلٌ واهِنٌ في الأمرِ والعَمَلِ ، ومَوهونٌ في العَظمِ والبَدَنِ ، وقد وَهَنَ الإنسانُ ، ووَهَنَه غَيرُه.
● مَعنى الوَهَنِ اصطِلاحًا :
الوَهْنُ والوَهَنُ -مُحَرَّكةً- الضَّعفُ في العَمَلِ ، #وقيل : الضَّعفُ مِن حَيثُ الخَلقُ والخُلُقُ.
#وقيل : (الوَهَنُ : استيلاءُ الخَوفِ على النَّاسِ).
#وقيل : (الوَهَنُ : ضَعفٌ يلحَقُ القَلبَ ، والضَّعفُ مُطلَقًا : اختِلالُ القوَّةِ الجِسميَّةِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5169
تابع / مِنَ الشِّعرِ
4⃣ قال عَمرُو بنُ كُلثومٍ :
يغتابُ عِرضي غائبًا ••
فإذا تلاقَينا اقشَعَرَّا
يُبدي كلامًا لَيِّنًا ••
عندي ويَحقِرُ مُستَسِرَّا
6⃣ وقال عَمرُو بنُ أبي ربيعةَ :
لو عندَنا اغتِيبَ أو نيلَت نقيصتُه ••
ما آبَ مُغتابُه من عندِنا جَذَلَا
7⃣ وأنشَد أبو البختريِّ عبدُ اللهِ بنُ محمَّدِ بنِ شاكرٍ :
يمنَعُني مِن عَيبِ غيري الذي ••
أعرِفُه عندي من العَيبِ
عيبي لهم بالظَّنِّ مني لهم ••
ولستُ من عيبي في رَيبِ
إن كان عيبي غاب عنهم فقد ••
أحصى ذُنوبي عالمُ الغَيبِ
فكيف شُغلي بسِوى مُهجتي ••
أم كيف لا أنظُرُ في جيبي
لو أنَّني أقبَلُ من واعظٍ ••
إذًا كفاني عِظةُ الشَّيبِ
8⃣ قال الشَّاعِرُ :
لي صديقٌ هو عندي عَوَزٌ ••
من سِدادٍ لا سِدادٌ مِن عَوَزِ
وجهُه يُذَكِّرُني دارَ البلى ••
كلَّما أقبَلَ نحوي وغمَزْ
وإذا جالَسَني جرَّعني ••
غُصَصَ الموتِ بكُربٍ وعَلَزْ
يصِفُ الوُدَّ إذا شاهَدَني ••
فإذا غاب وشَى بي وهَمَزْ
كحِمارِ السُّوءِ يُبدي مَرَحًا ••
وإذا سِيقَ إلى الحَملِ غَمَزْ
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5164
ثالثَ عَشَرَ : الهَمْزُ واللَّمزُ في واحةِ الأدَبِ
أ- مِنَ الشِّعرِ
1⃣ أنشد أبو عُبَيدةَ :
تُدلي بوُدِّي إذا لاقيتَني كَذِبًا ••
وإن أغيبُ فأنت الهامِزُ اللُّمَزَهْ
2⃣ #وقيل :
ولا خَيرَ في حُرٍّ يُريك بشاشةً ••
ويَطعَنُ مِن خَلفٍ عليك ويَلمِزُ
3⃣ وقال دعبلُ بنُ عَليٍّ :
وذي حَسَدٍ يغتابني حينَ لا يرى ••
مكاني ويُثني صالحًا حينَ أسمَعُ
ويضحَكُ في وجهي إذا ما لقيتُه ••
ويَهمِزُني بالغَيبِ سِرًّا ويلسَعُ
ملأتُ عليه الأرضَ حتى كأنَّما ••
يضيقُ عليه رَحبُها حينَ أطلُعُ
4⃣ وقال ابنُ زنجيٍّ البَغداديُّ :
يمشون في النَّاسِ يبغون العيوبَ لمن ••
لا عيبَ فيه لكي يُستشرَفَ العَطَبُ
إن يَعلَموا الخيرَ يُخفوه وإن عَلِموا ••
شرًّا أذاعوا وإن لم يَعلَموا كَذَبوا
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5164
حادِيَ عَشَرَ : أخطاءٌ شائعةٌ حولَ الهَمْزِ واللَّمزِ
⁉️قد يرى بعضُ النَّاسِ أنْ لا إثمَ عليه إذا حضَر مجلِسًا فيه همزٌ ولمزٌ إذا لم يشارِكْ جُلَساءَه في ذلك وسَكَت واكتفى بالسَّماعِ ، وهذا خطَأٌ ؛ فلا يجوزُ له القعودُ معهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيرِه ، وإلَّا كان مِثلَهم في الإثمِ ؛ لأنَّ مجرَّدَ الجُلوسِ معهم إقرارٌ على المعصيةِ ، وتكثيرٌ لسوادِ العُصاةِ وإعانةٌ لهم.
● قال ابنُ الملقِّنِ : (سماعُ الغِيبةِ مِثلُ الغيبةِ ؛ لأنَّه تتميمٌ لقصدِ القائِلِ وإبلاغِه أملَه ؛ قال تعالى : {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16] ).
👈 فإن قَدَر على الإنكارِ تعَيَّن عليه ، فإنْ عَجَز أو لم يُقبَلْ منه ، فارَقَ ذلك المجلِسَ إن أمكَنَه.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5159
تابع / قِصَص ونماذِج من صُورِ الهَمْزِ واللَّمزِ
3⃣ قال سُفيانُ بنُ الحصينِ : (كنتُ جالِسًا عِندَ إياسِ بنِ معاويةَ ، فمَرَّ رجُلٌ فنِلتُ منه ، فقال : اسكُتْ! ثمَّ قال لي : هل غزوتَ الرُّومَ؟ قلتُ : لا ، قال : هل غزوتَ التُّركَ؟ قلتُ : لا ، قال : سَلِم منك الرُّومُ ، وسَلِم منك التُّركُ ، ولم يَسلَمْ منك أخوك المُسلِمُ؟! قال : فما عُدتُ إلى ذلك بَعْدُ).
4⃣ روى خالِدٌ الرَّبعيُّ قال : (كنتُ في المسجِدِ الجامعِ ، فتناولوا رجلًا فنهيتُهم عن ذلك ، فكفُّوا وأخذوا في غيرِه ، ثمَّ عادوا إليه ، فدخَلتُ معهم في شيءٍ من أمرِه ، فرأيتُ تلك اللَّيلةَ في المنامِ كأني أتاني رجلٌ أسودُ طويلٌ ومعه طَبَقٌ عليه قِطعةٌ من لحمِ خِنزيرٍ ، فقال لي : كُلْ ، فقُلتُ : آكُلُ لحمَ الِخنزيرِ؟! واللهِ لا آكُلُه! فانتَهَرني انتهارًا شديدًا ، وقال : قد أكَلْتَ ما هو شرٌّ منه ، فجَعَل يدُسُّه في فمي حتى استيقظتُ من منامي! فواللهِ لقد مكَثتُ ثلاثين يومًا أو أربعين يومًا ما أكلتُ طعامًا إلَّا وجدتُ طَعمَ ذلك اللَّحمِ ونَتْنَه في فمي!).
5⃣ قال أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ فَرحونَ القُرطبيُّ : (كان لي عمٌّ توفِّي سنةَ خَمسٍ وخمسينَ وخمسِمائةٍ ، فرأيتُه بعدَ ذلك في المنامِ وهو داخِلٌ عليَّ في داري ، فقمتُ إليه ولاقيتُه بقُربِ البابِ ، وسلَّمتُ عليه ، ودخَلتُ خَلفَه ، فلمَّا توسَّط في البيتِ قعَد واستنَد بظَهرِه إلى الجدارِ ، فقعَدتُ بَيْنَ يديه ، فرأيتُه شاحِبَ اللَّونِ متغيِّرًا ، فقلتُ له : يا عمَّاه ، ماذا لقيتَ مِن رَبِّك؟! قال : ما يلقى من الكريمِ يا بُنَيَّ ، سَمَح لي في كُلِّ شيءٍ إلَّا في الغِيبةِ! فإني منذُ فارقتُ الدُّنيا إلى الآن محبوسٌ فيها ، ما سمَح لي بعدُ فيها ؛ فأنا أوصيك يا بُنَيَّ : إيَّاك والغِيبةَ والنَّميمةَ! فما رأيتُ في هذه الدَّارِ شَيئًا أشَدَّ بطشًا وطلَبًا من الغِيبةِ ، وتركني وانصرَف!).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5155
تاسعًا : قِصَصٌ ونماذِجُ من صُورِ الهَمْزِ واللَّمزِ
1⃣ الهَمْزُ واللَّمزُ من صفاتِ المُنافِقين :
● وقد تصَدَّق أبو خيثمةَ الأنصاريِّ زَمنَ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بصاعِ تمرٍ ، فلمَزه المُنافِقون ، أي : عابوه ووقَعوا فيه.
📚 قال ابنُ تَيميَّةَ : (لمَّا حَضَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الإنفاقِ عامَ تَبوكَ جاء بعضُ الصَّحابةِ بصُرَّةٍ كادت يَدُه تَعجِزُ مِن حَملِها ، فقالوا : هذا مُراءٍ! وجاء بعضُهم بصاعٍ فقالوا : لقد كان اللهُ غنيًّا عن صاعِ فلانٍ! فلمزوا هذا وهذا ؛ فأنزل اللهُ ذلك ، وصار عِبرةً فيمن يلمِزُ المُؤمِنين المطيعين للهِ ورسولِه).
● عن أبي مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال : (لَمَّا أُمِرْنا بالصَّدَقةِ كُنَّا نتحامَلُ ، فجاء أبو عَقيلٍ بنِصفِ صاعٍ ، وجاء إنسانٌ بأكثَرَ منه ، فقال المُنافِقون : إنَّ اللهَ لغنيٌّ عن صدقةِ هذا ، وما فعل هذا الآخَرُ إلَّا رئاءً! فنزلت : {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ...} [التوبة: 79] الآية).
2⃣ ذُكِر معروفٌ الكَرخيُّ في مجلِسِ أحمَدَ بنِ حَنبَلٍ ، فقال بعضُ مَن حضَره : هو قصيرُ العِلمِ! قال أحمدُ : أمسِكْ عافاك اللهُ! وهل يرادُ من العِلمِ إلَّا ما وصل إليه معروفٌ؟!
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5155
ثامنًا : الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ الهَمْزِ واللَّمزِ
1⃣ طَلَبُ العِلمِ ؛ قال الحَسَنُ : (كان الرَّجُلُ إذا طلَب بابًا من العِلمِ لم يلبَثْ أن يُرى ذلك في تخشُّعِه وبَصَرِه ولسانِه ويَدِه وبَدَنِه).
2⃣ معرفةُ خَطَرِ الهَمْزِ واللَّمزِ ، والآثارِ المترتِّبةِ عليهما ، ومن ذلك قولُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((إنَّ العبدَ ليتكَلَّمَ بالكَلِمةِ ما يتبيَّنُ فيها ، يَزِلُّ بها في النَّارِ أبعَدَ ممَّا بَيْنَ المشرِقِ!). أخرجه البخاري ومسلم.
3⃣ عِلمُه بأنَّ الإمساكَ عن الشَّرِّ صَدَقةٌ ؛ قال أبو ذَرٍّ رَضِيَ الله عنه : يا رسولَ اللهِ ، أرأيتَ إن ضَعُفتُ عن بعضِ العَمَلِ؟ قال : ((تكُفُّ شَرَّك عن النَّاسِ ؛ فإنَّها صَدَقةٌ منك على نفسِك)).
4⃣ الاشتِغالُ بعُيوبِ النَّفسِ ؛ #قيل :
عَجِبتُ لِمن يبكي على فَقدِ غَيرِه ••
دُموعًا ولا يبكي على فَقدِه دَمَا
وأعجَبُ مِن ذا أن يَرى عَيبَ غَيرِه ••
عظيمًا وفي عينَيه عن عَيبِه عَمَى
#وقيل :
متى تلتَمِسْ للنَّاسِ عَيبًا تجِدْ لهم ••
عيوبًا ولكِنَّ الذي فيك أكثَرُ
● وقال الرِّياشيُّ :
لعَمْرُكَ إنَّ في ذنبي لشُغلًا ••
لنفسي عن ذنوبِ بني أُمَيَّهْ
على رَبِّي حسابُهم إليه ••
تناهى علمُ ذلك لا إليَّهْ
وليس بضائِري ما قد أتَوه ••
إذا ما اللهُ أصلَحَ ما لدَيَّهْ
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5153
سابعًا : أسبابُ الوقوعِ في الهَمْزِ واللَّمزِ
1- ضَعفُ الإيمانِ.
2- سوءُ الخُلُقِ.
3- الحسَدُ ، وقد قيل :
وذي حَسَدٍ يغتابُني حيثُ لا يرى ••
مكاني ويُثني صالحًا حيثُ أسمَعُ
تورَّعْتُ أن أغتابَه من ورائِه ••
وما هو إذ يغتابني متوَرِّعُ
4- الكِبرُ ، فالمتكَبِّرُ ينظُرُ إلى نفسِه بعينِ الكمالِ ، وإلى غيرِه بعينِ النَّقصِ ، فيحتَقِرُهم ويزدريهم ، ولا يراهم أهلًا لأن يقومَ بحُقوقِهم.
5- قِلَّةُ الوَرَعِ ، وقد قيل :
والمرءُ إن كان عاقلًا وَرِعًا ••
أخرَسَه عن عيوبِهم وَرَعُه
كما المريضِ السَّقيمِ يَشغَلُه ••
عن وَجَعِ النَّاسِ كُلِّهم وَجَعُه
6- الجَهلُ بسُوءِ العاقبةِ ؛ قال أبو حازمٍ سَلَمةُ بنُ دينارٍ : (واللهِ لولا تَبِعةُ لساني لأشفَيتُ منكم اليومَ صَدري!).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5151
صيام ستة شوال في يومي الاثنين والخميس
#الشيخ محمد بن صالح العثيمين
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ. احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ ، وإنْ أَصَابَكَ شَيءٌ ، فلا تَقُلْ : لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ ؛ فإنَّ (لو) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ)).
#الراوي : أبو هريرة
#المصدر : صحيح مسلم
📓 #شـرح_الـحـديـث 🖊
جاء النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتَعاليمَ نافعةٍ ، ووَصايا جامعةٍ ، تَبُثُّ في المسْلمِ الأمَلَ والشَّجاعةَ والقوَّةَ ، وتُحوِّلُه إلى فَردٍ نافعٍ ومُفيدٍ يَملَأُ الدُّنيا خَيرًا وعَطاءً وإحسانًا.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ :
● «المؤمنَ القويَّ» يعني في إيمانِه ، وليْس المرادُ بها قوَّةَ البدَنِ ، «خَيرٌ وأَحبُّ إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ منَ المُؤمنِ الضَّعيفِ» وهو الَّذي في إيمانِه ضَعفٌ ، «وَفي كُلٍّ خيرٌ» أي : في كلٍّ واحدٍ مِن القويِّ والضَّعيفِ خَيرٌ ؛ لاشتراكِهما في الإيمانِ ، والقُوَّةُ المحمودةُ تَحتمِل وُجوهًا عديدةً :
👈 فمنها القُوَّة في الطَّاعةِ ؛ فيكونُ المؤمنُ أكثرَ عَملًا ، وأطولَ قيامًا ، وأكثرَ صِيامًا وجهادًا وحجًّا.
👈 ومِنها القوَّةُ في عَزيمةِ النَّفسِ ؛ فيكونُ أقدَمَ على العَدوِّ في الجِهاد وأشدَّ عزيمةً في تغييرِ المنكَرِ والصَّبرِ على إيذاءِ العدوِّ واحتمالِ المكروهِ والمشاقِّ في ذاتِ اللهِ.
👈 ومنها القوَّةُ بالمالِ والغِنَى ؛ فيكونُ أكثرَ نَفقةً في الخيرِ وأقلَّ مَيلًا إلى طلَبِ الدُّنيا ، والحِرص على جمْعِ شَيءٍ فيها ، وغيرِ ذلك مِن وُجوهِ القُوَّةِ ، وإنَّما يُذَمُّ منها الَّتي تأتي بالتَّكبُّرِ والتَّجبُّرِ ، والضَّعفُ الَّذي فيه خيرٌ هو الَّذي يَكونُ مِن لِينِ الجانبِ والانْكِسارِ للهِ عزَّ وجلَّ ، ويُذَمُّ مِنْهُ ضَعْفُ العزيمةِ في القيامِ بحقِّ اللهِ عزَّ وجلَّ.
ويُوصي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المسْلمَ بقولِه :
● «احْرِصْ على ما يَنفَعُكَ» يعني : بالأخذِ بالأسبابِ ، ومع الأخذِ بالأسبابِ اعتمِدْ على مُسبِّبِ الأسبابِ ، وهو اللهُ سُبحانه وتَعالَى ؛ ولهذا قال بعْدَ ذلك : «واستَعِنْ باللهِ» ؛ لأنَّ الإنسانَ إذا أخَذَ بالأسبابِ ولم يَحصُلْ له عَوْنٌ وتَوفيقٌ مِن اللهِ تَعالَى ، فلنْ يَحصُلَ ما يُريدُه ، فمُجرَّدُ الأخذِ بالأسبابِ لا يَكْفي ، بلْ يُحتاجُ إلى شَيءٍ وَراءَه ، وهو تَوفيقُ اللهِ وإعانتُه على حُصولِ ذلك الشَّيءِ ؛ فإنَّه لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ ، والمرادُ بالأعمالِ النَّافعةِ : ما يَعودُ على الإنسانِ بخَيْرَيِ الدُّنيا والآخِرةِ مِن العِباداتِ والأعمالِ الصَّالحةِ ونَحوِ ذلك.
#يتبع
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/152598
تابع / مِن السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
2⃣ وعن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال : سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ((إذا تبايعتُم بالعِينةِ ، وأخَذْتُم أذنابَ البقَرِ ، ورَضيتُم بالزَّرعِ ، وتركتُم الجِهادَ ؛ سلَّط اللهُ عليكم ذلًّا لا يَنزِعُه حتى ترجِعوا إلى دينِكم)). صحَّحه الألباني.
● قَولُه : (... «إذا تَبايعتُم بالعِينةِ» أن يبيعَ سِلعةً بثَمَنٍ لأجَلٍ ثُمَّ يشتَريَها مِنه بأقَلَّ مِنه.
● «وأخَذتُم أذنابَ البَقَرِ» كِنايةً عن الاشتِغالِ بالحَرثِ.
● «ورَضيتُم بالزَّرعِ» ، أي : بكونِه هِمَّتَكم ونَهمَتَكم.
● «وتَرَكتُم الجِهادَ» ، أي : غَزوَ أعداءِ الدِّينِ. «سَلَّطَ اللهُ عليكم ذُلًّا» ضَعفًا واستِهانةً.
● «لا يَنزِعُه عنكم حتَّى تَرجِعوا إلى دينِكم» ، أي : إلى الاهتِمامِ بأُمورِ دينِكم ، جَعَل ذلك بمَنزِلةِ الرِّدَّةِ والخُروجِ عن الدِّينِ ؛ لمَزيدِ الزَّجرِ والتَّهويلِ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5176
ب- مِن السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
ورَدَت أحاديثُ في السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ في ذَمِّ الوَهَنِ ، مِنها :
1⃣ عن ثَوبانَ رَضِيَ اللهُ عنه قال : قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((يوشِكُ الأُمَمُ أن تَداعى عَليكم كما تَداعى الأكَلةُ إلى قَصعَتِها)). فقال قائِلٌ : ومِن قِلَّةٍ نَحنُ يومَئِذٍ؟ قال : ((بل أنتم يومَئِذٍ كثيرٌ ، ولكِنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ! وليَنزِعَنَّ اللهُ مِن صُدورِ عَدوِّكم المَهابةَ مِنكم ، وليقذِفَنَّ اللهُ في قُلوبِكم الوَهَنَ)). فقال قائِلٌ : يا رَسولَ اللهِ ، وما الوَهَنُ؟ قال : ((حُبُّ الدُّنيا ، وكراهيةُ المَوتِ)). صحَّحه الألباني.
● قَولُه : («يوشِكُ الأُمَمُ» ، أي : يقرُبُ فِرَقُ الكُفرِ وأُمَمُ الضَّلالةِ. «أن تَداعى عليكم» أي : تَتَداعى ، بأن يدعوَ بَعضُهم بَعضًا لمُقاتِلتِكم ، وكسرِ شَوكتِكم ، وسَلبِ ما مَلكتُموه مِن الدِّيارِ والأموالِ.
● «كما تَداعى الأكَلةُ» ، أي : يقرُبُ أنَّ فِرَقَ الكُفرِ وأُمَمَ الضَّلالةِ... يدعو بَعضُهم بَعضًا إلى الاجتِماعِ لقِتالِكم وكسرِ شَوكتِكم ؛ ليَغلِبوا على ما مَلكتُموها مِن الدِّيارِ ، كما أنَّ الفِئةَ الآكِلةَ يتَداعى بَعضُهم بَعضًا إلى قَصعَتِهم التي يتَناولونَها مِن غَيرِ مانِعٍ ، فيأكُلونَها صَفوًا مِن غَيرِ تَعَبٍ.
● «ومِن قِلَّةٍ» ، أي : أنَّ ذلك التَّداعيَ لأجلِ قِلَّةٍ نَحنُ عَليها يومَئِذٍ؟ «بل أنتم يومَئِذٍ كثيرٌ» ، أي : عَدَدًا ، وقَليلٌ مَدَدًا.
● «ولكِنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ» ما يحمِلُه السَّيلُ مِن زَبَدٍ ووسَخٍ ، شَبَّههم به لقِلَّةِ شَجاعَتِهم ودَناءةِ قَدرِهم.
● «وليَنزِعَنَّ» ، أي : ليُخرِجَنَّ. «المَهابةَ» ، أي : الخَوفَ والرُّعبَ.
● «وليقِذَفَنَّ» ، أي : وليرمِيَنَّ اللهُ. «الوَهَنَ» ، أي : الضَّعفَ ، وكأنَّه أرادَ بالوَهَنِ ما يوجِبُه ؛ ولذلك فسَّره بَحُبِّ الدُّنيا وكراهةِ المَوتِ.
● «وما الوَهَنُ؟» ، أي : ما يوجِبُه وما سَبَبُه؟ قال الطِّيبيُّ رَحِمَه اللهُ : سُؤالٌ عن نَوعِ الوَهَنِ ، أو كأنَّه أرادَ : مِن أيِّ وجهٍ يكونُ ذلك الوَهَنُ؟ «قال : حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ المَوتِ» ، وهما مُتَلازِمانِ ، فكأنَّهما شَيءٌ واحِدٌ ، يدعوهم إلى إعطاءِ الدَّنيَّةِ في الدِّينِ مِن العَدوِّ المُبينِ ، ونَسألُ اللهَ العافيةَ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5176
اللهم يا من تُعيد للمريض صحته و يا من تستجيب دعاء اليائسين اللهم اشفِ ابي وامي وجميع مرضى المسلمين شفاءً لا يغادر سقماً يارب العالمين🤲🏼
دعواتكم للوالد الان يدخل غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية
اللهم احفظه بحفظك ومن عليه بالشفاء العاجل هو وكل مريض مسلم يارب
تابع / مِن القُرآنِ الكريمِ
2⃣ وقال تعالى : {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] .
📚 قال ابنُ كثيرٍ في تَفسيرِ هذه الآيةِ : (قال اللهُ تعالى مُسَلِّيًا للمُؤمِنينَ : {وَلَا تَهِنُوا} أي : لا تَضعُفوا بسَبَبِ ما جَرى ، {وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} أي : العاقِبةُ والنُّصرةُ لكم أيُّها المُؤمِنونَ).
● ويقولُ تبارك وتعالى : {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35] .
#قوله : (فَلَا تَهِنُوا أي : تَضعُفوا ضَعفًا يُؤَدِّي بكم إلى الهَوانِ والذُّلِّ).
نَهى سُبحانَه المُؤمِنينَ عن الوَهَنِ والضَّعفِ ، فقال : {فَلَا تَهِنُوا} أي : تَضعُفوا عن القِتالِ ، والوَهَنُ : الضَّعفُ ، {وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ} أي : ولا تَدعوا الكُفَّارَ إلى الصُّلحِ ابتِداءً مِنكم ؛ فإنَّ ذلك لا يكونُ إلَّا عِندَ الضَّعفِ.
📚 قال الكيا الهرَّاسيُّ : (فيه دَليلٌ على مَنعِ مُهادَنةِ الكُفَّارِ إلَّا عِندَ الضَّرورةِ ، وتَحريمِ تَركِ الجِهادِ إلَّا عِندَ العَجزِ عن مُقابَلتِهم ، لضَعفٍ يكونُ بالمُسلمينَ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5174
ثانيًا : الفَرقُ بَينَ الضَّعفِ والوَهَنِ والاستِكانةِ
#قيل : الضَّعفُ ضِدُّ القوَّةِ ، والوَهَنُ : هو أن يفعَل الإنسانُ فِعلَ الضَّعيفِ ، تَقولُ : وَهَنَ في الأمرِ يَهِنُ وَهْنًا ، وهو واهِنٌ : إذا أخَذَ فيه أخذَ الضَّعيفِ ؛ لذا لا يُقالُ : خَلقَه اللهُ واهِنًا ، كما يُقالُ : خَلقَه اللهُ ضَعيفًا ، وقد يُستَعمَلُ الضَّعفُ مَكان الوَهَنِ.
👈 ويجوزُ أن يُقالَ : إنَّ الوَهَنَ هو انكِسارُ الجَسَدِ بالخَوفِ ونَحوِه ، والضَّعفُ نُقصانُ القوَّةِ ، وأمَّا الاستِكانةُ فقيل : هي إظهارُ الضَّعفِ.
#وقيل : الوَهَنُ ضَعفٌ يلحَقُ القَلبَ. والضَّعفُ المُطلَقُ هو اختِلالُ القوَّةِ والقُدرةِ بالجِسمِ ، والاستِكانةُ هي إظهارُ ذلك العَجزِ وذلك الضَّعفِ.
#وقيل : الفرقُ بَينَ الوَهَنِ والضَّعفِ : أنَّ الوَهَنَ اختِلالٌ يعتَري الإنسانَ ، ويُضادُّه الشِّدَّةُ ، والضَّعفُ : اختِلالٌ ينقُصُه وتُضادُّه القوَّةُ ، والاستِكانةُ : الخُشوعُ والتَّضَرُّعُ للمَخافةِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5171
ب- من الأمثالِ والحِكَمِ
● جعَلَت ما بها بي وانطَلَقَت تَلمِزُ
📚 قال أبو الفَضلِ النَّيسابوريُّ : (أصلُه أنَّ رجُلًا أشرف على سوأةٍ من امرأةٍ ، فوقع بها وعابها ، فقالت : إنَّما عِبتَني بما صنَعْتَ وأنت أَولى به مني! ثمَّ انصَرَفت عنه ، فقال الرَّجُلُ : جعَلَت ما بها بي وانطلَقَت تلمِزُ ، فأرسلها مثلًا. يضرَبُ للواقِعِ فيما عَيَّر به غيرَه).
● قال بعضُ الحُكَماءِ : (إن ضَعُفتَ عن ثلاثةٍ فعليك بثلاثٍ : إن ضَعُفتَ عن الخيرِ فأمسِكْ عن الشَّرِّ ، وإنْ كُنتَ لا تستطيعُ أن تنفَعَ النَّاسَ فأمسِكْ عنهم ضُرَّك ، وإنْ كُنتَ لا تستطيعُ أن تصومَ فلا تأكُلْ لحومَ النَّاسِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5166
ثاني عَشَرَ : مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ
● وجوبُ التَّوبةِ :
يجِبُ المبادَرةُ إلى التَّوبةِ مِن الهَمْزِ واللَّمزِ ؛ فقد قال تعالى بعد أن نهى عن السُّخريةِ واللَّمزِ والتَّنابُزِ بالألقابِ : {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11] ، فقَصَر الظُّلمَ عليهم على سبيلِ المبالغةِ ؛ ليزدَجِروا ، قال ابنُ القيِّمِ : (قَسَّم العبادَ إلى تائبٍ وظالمٍ ، وما ثَمَّ قِسمٌ ثالثٌ البتَّةَ ، وأوقع اسمَ الظَّالمِ على من لم يتُبْ ، ولا أظلَمَ منه ؛ لجَهلِه برَبِّه وبحَقِّه ، وبعيبِ نفسِه وآفاتِ أعمالِه).
● كيفيَّةُ التَّوبةِ :
📚 وقال ابنُ تَيميَّةَ : (ومن ظَلَم إنسانًا ، فقَذَفه أو اغتابه أو شتَمَه ، ثمَّ تاب قَبِلَ اللهُ توبتَه ، لكِنْ إن عرَف المظلوم مَكَّنه من أخذِ حَقِّه ، وإن قذَفَه أو اغتابه ولم يبلُغْه ففيه قولانِ للعُلَماء ، هما روايتانِ عن أحمَدَ ؛ أصحُّهما : أنَّه لا يُعلِمُه أني اغتَبْتُك ، وقد قيل : بل يحسِنُ إليه في غَيبتِه كما أساء إليه في غَيبتِه ، كما قال الحَسَنُ البَصريُّ : كَفَّارةُ الغِيبةِ أن تستغفِرَ لِمن اغتَبْتَه).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5161
عاشِرًا : حكمُ الهَمْزِ واللَّمزِ وما يباحُ منه
⛔️ همزُ المُؤمِنين ولمزُهم من كبائِرِ الذُّنوبِ ؛ فمن اتَّصف بذلك فقد أتى كبيرةً من كبائرِ الذُّنوبِ.
📚 قال ابنُ كثيرٍ : (ولا يُستثنى من ذلك إلَّا ما رجَحَت مصلحتُه ، كما في الجَرحِ والتَّعديلِ ، والنَّصيحةِ) ، فيباحُ ما كان لمصلحةٍ راجحةٍ ، وقد يَصِلُ إلى الاستحبابِ أو الوجوبِ بحَسَبِ الغرَضِ الشَّرعيِّ. وقد تقدَّم تفصيلُ ذلك في أقسامِ الهَمْزِ واللَّمزِ.
👈 لكِنْ يجِبُ أن يكونَ ذلك على وجهِ النُّصحِ ، وابتغاءَ وَجهِ اللهِ تعالى ، لا لهوى الشَّخصِ مع الإنسانِ ، مثلُ أن يكونَ بَيْنَهما عداوةٌ دُنيويَّةٌ أو تحاسُدٌ أو تباغُضٌ أو تنازُعٌ على الرِّئاسةِ ، فيتكلَّمُ بمساوئِه مُظهِرًا للنُّصحِ ، وقصدُه في الباطِنِ الغَضُّ من الشَّخصِ واستيفاؤه منه ؛ فهذا من عَمَلِ الشَّيطانِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5157
⚠️ من الأخطاء الشائعة في الكذب : #كذبة_إبريل
يقوم بعض الناس في الدول الغربية في اليوم الأول من شهر إبريل بإطلاق الأكاذيب ، وقلدهم في ذلك بعض المسلمين ، ويُطلقون على من يُصدِّق هذه الأكاذيب اسم ضحية #كذبة_إبريل.
ويقصدون بفعلهم هذا المزاح ، ولا شك أن هذا من الكذب #الحرام ، ويضاف إليه أنه من التشبه بالكفار ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((من تشبه بقوم فهو منهم)). صحَّحه الألباني.
📚 قال ابن عثيمين : (أُحذِّر إخواني المسلمين مما يصنعه بعض السفهاء من كذبة إبريل ، هذه الكذبة التي تلقوها عن اليهود ، والنصارى ، والمجوس ، وأصحاب الكفر ، فهي مع كونها كذبٌ ، والكذب #محرم شرعًا ؛ ففيها #تشبه بغير المسلمين ، والتشبه بغير المسلمين #محرم ، وقد قال النَّبي صلى الله عليه وسلم : ((من تشبه بقومٍ فهو منهم )) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إسناده جيد ، وأقل أحواله #التحريم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم ، وهي مع تضمنها لهذين #المحظورين فيها إذلالٌ للمسلم أمام عدوه ؛ لأنَّ من المعلوم بطبيعة البشر أن المقلد يفخر على من قلده ، ويرى أنه أقدر منه ، ولذلك ضعف مقلده حتى قلده فهي فيها إذلالٌ للمؤمن بكونه ذليلًا ، وتبعًا للكفار ، #المحظور_الرابع : أن غالب هذه الكذبة الخبيثة تتضمن أكلًا للمال بالباطل ، أو ترويعًا للمسلم ، فإنه ربما يكذب فيكلم أهل البيت ويقول : إن فلانًا يقول : ترى عندنا جماعة اليوم فيطبخون غداءً كثيرًا ولحمًا وما أشبه ذلك ، أو ربما يخبرهم بأمرٍ يروعهم ، كأن يقول : قيِّمكم دعسته سيارة. وما أشبه ذلك من الأمور التي لا تجوز بدون أن تكون بهذه الحال ، فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يكون عزيزًا بدينه فخورًا به).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/4795
تابع / الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ الهَمْزِ واللَّمزِ
5⃣ تركُه ما لا يَعنيه ؛ قال رجُلٌ للأحنَفِ بنِ قَيسٍ : (بمَ سُدتَ قَومَك؟ وأراد عيبَه. فقال الأحنَفُ : بتركي من أمرِك ما لا يَعنيني ، كما عَناك من أمري ما لا يَعنيك!).
6⃣ إدمانُ النَّظَرِ في سِيَرِ السَّلَفِ الصَّالحِ ، وشِدَّةِ نزاهتِهم عن الوقوعِ في أعراضِ النَّاسِ ، وقد كان ابنُ أبي زكريَّا لا يَذكُرُ في مجلِسِه أحدًا ، يقولُ : (إن ذكَرْتُم اللهَ أعنَّاكم ، وإن ذكَرْتُم النَّاسَ تركْناكم).
● وقال عَمرُو بنُ عليٍّ : (وما سمِعتُ وكيعًا ذاكِرًا أحدًا بسُوءٍ قَطُّ).
8⃣ صحبةُ الصَّالحين.
9⃣ مجاهدةُ النَّفسِ ؛ قال ابنُ وهبٍ : (جعَلْتُ على نفسي كلَّما اغتبتُ إنسانًا صيامَ يومٍ فهان عَلَيَّ ، فجعَلْتُ عليها إذا اغتَبْتُ إنسانًا عليَّ صَدَقةُ دِرهَمٍ ، فثَقُل عليَّ وتركتُ الغِيبةَ!).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5153
تابع / أسبابُ الوقوعِ في الهَمْزِ واللَّمزِ
7- الغَفلةُ ونِسيانُ الآخرةِ ، ذَكَر رجُلٌ آخَرَ عِندَ معروفٍ ، فجَعَل يغتابُه ، فجعل معروفٌ يقولُ له : (اذكُرِ القُطنَ إذا وضعوه على عينَيك ، اذكُرِ القُطنَ إذا وضعوه على عينَيك!).
8- حُبُّ الرِّياسةِ ؛ قال فُضَيلُ بنُ عِياضٍ : (ما من أحَدٍ أحَبَّ الرِّئاسةَ إلَّا حسَدَ وبَغى وتتبَّع عُيوبَ النَّاسِ ، وكَرِهَ أن يُذكَرَ أحَدٌ بخَيرٍ).
9- البَطالةُ والفَراغُ.
10- التَّنافُسُ في الدُّنيا ؛ قال المُناويُّ : إنَّه أساسُ الآفاتِ ورأسُ الخطيئاتِ وأصلُ الفِتَنِ ، وعنه تنشَأُ الشُّرورُ.
11- إهمالُ تزكيةِ النَّفسِ.
12- العداوةُ الدُّنيويَّةُ والبغضاءُ.
13- كثرةُ العُيوبِ في الهمَّازِ اللَّمَّازِ ؛ قال الجاحِظُ : (كانوا يقولون : إذا أردتَ أن ترى العيوبَ جَمَّةً فتأمَّلْ عيَّابًا ؛ فإنَّه إنما يَعيبُ بفَضلِ ما فيه من العَيبِ!).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5151
سادسًا : مظاهِرُ وصُوَرُ الهَمْزِ واللَّمزِ
1⃣ السُّخريةُ بالقَولِ والفِعلِ ، والرَّسمِ السَّاخِرِ والمقاطِعِ المصَوَّرةِ ، ونحوِ ذلك.
2⃣ الضَّحِكُ من كلامِ المتحَدِّثِ أو طريقةِ مِشيتِه ونحوِ ذلك.
3⃣ الاستهزاءُ من صورتِه أو هيئتِه أو لُبسِه.
4⃣ التَّهكُّمُ من مِشيتِه وحَرَكتِه.
5⃣ تلقيبُه بما يَكرَهُ.
6⃣ الإشارةُ إليه باليَدِ أو الرَّأسِ ، والإيماءُ بالعَينِ والغَمزُ بغَرَضِ الازدراءِ والطَّعنِ.
7⃣ ذِكرُه بما يَكرَهُ في غَيبتِه.
8⃣ محاكاتُه في الفِعلِ والقَولِ على سبيلِ السُّخريةِ.
9⃣ مخاطبتُه بأبغَضِ الأسماءِ إليه.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5149
تابع / أقسامُ الهَمْزِ واللَّمزِ
3⃣ واجِبٌ أو مستحَبٌّ : فجَرَح الأئمَّةُ الحُفَّاظُ بعضَ نَقَلةِ الحديثِ ؛ لتحذيرِ المُسلِمين من الاغترارِ بما روَوا من الأخبارِ ، وغرَضُهم في ذلك حِفظُ الدِّينِ وصيانةُ السُّنَّةِ والذَّبُّ عن الشَّريعةِ ؛ ولذلك عُدَّ هذا من الواجباتِ للحاجةِ إليه.
● قال العِزُّ بنُ عبدِ السَّلامِ : (القَدحُ في الرُّواةِ واجِبٌ ؛ لِما فيه من دَفعِ إثباتِ الشَّرعِ بقولِ مَن لا يجوزُ إثباتُ الشَّرعِ به ؛ لِما على النَّاسِ في ذلك من الضَّرَرِ في التَّحريمِ والتَّحليلِ وغيرِهما من الأحكامِ).
📚 وقال ابنُ رجَبٍ : (الكلامُ في الجَرحِ والتَّعديلِ جائزٌ قد أجمع عليه سَلَفُ الأمَّةِ وأئمَّتُها ، لِما فيه من تمييزِ ما يجِبُ قَبولُه من السُّنَنِ ممَّا لا يجوزُ قَبولُه... وذِكرُ عَيبِ الرَّجُلِ إذا كان فيه مصلحةٌ ولو كانت خاصَّةً كالقَدحِ في شهادةِ شاهِدِ الزُّورِ جائِزٌ بغيرِ نزاعٍ ، فما كان فيه مصلحةٌ عامَّةٌ للمُسلِمين أَولى).
👈 وبيانُ حالِ أئمَّةِ البِدَعِ من أهلِ المقالاتِ أو العباداتِ المخالِفةِ للكِتابِ والسُّنَّةِ وتحذيرُ الأمَّةِ منهم واجِبٌ باتِّفاقِ المُسلِمين ، حتى قيل لأحمَدَ بنِ حَنبَلٍ : الرَّجُلُ يصومُ ويُصَلِّي ويعتَكِفُ أحَبُّ إليك أو يتكَلَّمُ في أهلِ البِدَعِ؟ فقال : إذا قام وصلَّى واعتكف فإنَّما هو لنفسِه ، وإذا تكلَّم في أهلِ البِدَعِ فإنما هو للمُسلِمين ، هذا أفضَلُ.
👈 وكأن يعيبَ مُسلِمًا بقصدِ النَّصيحةِ ، كما ذكرَت فاطِمةُ بنتُ قَيسٍ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ معاويةَ بنَ أبي سفيانَ ، وأبا جَهمٍ خَطَباها ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((أمَّا أبو جَهمٍ فلا يَضَعُ عصاه عن عاتِقِه ، وأمَّا معاويةُ فصُعلوكٌ لا مالَ له)).
👈 وكذلك جَرحُ الشُّهودِ عِندَ الحُكَّامِ فيه مَفسَدةُ هَتكِ أستارِهم ، لكِنَّه واجِبٌ ؛ لأنَّ المصلحةَ في حِفظِ الحقوقِ من الدِّماءِ والأموالِ والأعراضِ والأبضاعِ والأنسابِ وسائِرِ الحُقوقِ أعَمُّ وأعظَمُ.
📚 قال أبو العبَّاسِ القُرطبيُّ : (ذِكرُ مَساوئِ الرَّاوي والشَّاهِدِ القادِحةِ في عدالتِهما وفي روايتِهما : أمرٌ ضروريٌّ ، فيَجِبُ ذلك ؛ فإنَّه إن لم يفعَلْ ذلك قُبِل خَبَرُ الكذَّابِ ، وشهادةُ الفاسِقِ ، وغُشَّ المُسلِمون وفَسَدت الدُّنيا والدِّينُ. ولا يُلتَفَتُ لقَولِ غَبيٍّ جاهِلٍ يقولُ : ذلك غِيبةٌ ؛ لأنَّها وإن كانت من جِنسِ الغِيبةِ ، فهي واجِبةٌ بالأدِلَّةِ القاطِعةِ ، والبراهينِ الصَّادِعةِ ؛ فهي مُستثناةٌ من تلك القواعدِ للضَّرورةِ الدَّاعيةِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5147