☆خذ من القناة ماتشاء واترك لنا الدعاء☆ انشر الخير ولا تحتقر من المعروف شيئا .. فلا تدري أي عمل يدخلك الجنة
نهنـــٖٖـٖـٖـ͡ـــ͢ــئكم بحلول شهر رمضان المبارك، سائلين المولى عز وجل أن يـــٖٖـٖـٖـ͡ـــ͢ـهله علينا وعليكم بالخيرات والبركات، وكل عام وأنتم بخير.💫
Читать полностью…تابع / مِنَ الشِّعرِ
4⃣ وقال آخَرُ :
لحا اللهُ من لا ينفَعُ الوُدُّ عنده ••
ومن حَبلُه إن مُدَّ غيرُ مَتينِ
ومَن هو إن يحدِثْ له الغَيرُ نَظرةً ••
يقطَعْ بها أسبابَ كُلِّ قرينِ
5⃣ وقال أبو نُواسٍ :
لا تهَجُرَنَّ الحبيبَ إن هَجَرَا ••
ولا تعاقِبْه بالذي فَعَلَا
6⃣ وقال آخَرُ :
من اليومِ تعامَلْنا ••
ونطوي ما جَرى مِنَّا
فلا كان ولا صار ••
ولا قُلتُم ولا قُلْنا
وإن كان ولا بُدَّ ••
من العَتبِ فبالحُسنى
فقد قيل لنا عنكم ••
كما قيل لكم عنَّا
كفى ما كان من هَجرٍ ••
فقد ذقتُم وقد ذُقْنا
وما أحسَنَ أن نرجِعَ ••
للوَصلِ كما كنَّا
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5129
كيف نستقبل رمضان؟
#الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
ثاني عَشَرَ : مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ
1⃣ لماذا شُرِع هَجرُ المُسلِمِ لبِدعتِه ومعصيتِه ولم يُشرَعْ هَجرُ الكافرِ مع كُفرِه؟
📚 قال ابنُ حَجَرٍ : (قد استُشكِلَ كَونُ هِجْرانِ الفاسِقِ أو المبتَدِعِ مَشروعًا ، ولا يُشرَعُ هِجْرانُ الكافِرِ وهو أشَدُّ جرمًا منهما ؛ لكونِهما من أهلِ التَّوحيدِ في الجملةِ ، وأجاب ابنُ بَطَّالٍ بأنَّ للهِ أحكامًا فيها مصالِحُ للعبادِ وهو أعلَمُ بشأنِها ، وعليهم التَّسليمُ لأمرِه فيها ، فجَنَح إلى أنَّه تعبُّدٌ لا يُعقَلُ معناه ، وأجاب غيرُه بأنَّ الهِجرانَ على مرتبتَينِ : الهِجرانُ بالقَلبِ ، والهِجرانُ باللِّسانِ ؛ فهِجْرانُ الكافِرِ بالقَلبِ وبتَركِ التَّودُّدِ والتَّعاوُنِ والتَّناصُرِ لا سيما إذا كان حربيًّا ، وإنَّما لم يُشرَعْ هِجْرانُه بالكلامِ لعَدَمِ ارتداعِه بذلك عن كُفرِه ، بخلافِ العاصي المُسلِمِ ؛ فإنَّه ينزَجِرُ بذلك غالِبًا ، ويشترِكُ كُلٌّ من الكافِرِ والعاصي في مشروعيَّةِ مكالمتِه بالدُّعاءِ إلى الطَّاعةِ والأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ ، وإنما المشروعُ تركُ المكالمةِ بالموادَّةِ ونحوِها).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5126
عاشرًا : حُكمُ الهَجْرِ وما يجوزُ منه
⛔️ يحرُمُ الهَجْرُ بَيْنَ المُسلِمين فوقَ ثلاثِ لَيالٍ ، وعَدَّه غيرُ واحدٍ من كبائِرِ الذُّنوبِ ، وهذا فيمن هَجَر لحَظِّ نفسِه ومعايشِ الدُّنيا ، إلَّا أن يكونَ يخافُ من مكالمتِه وصِلَتِه ما يُفسِدُ عليه دينَه ، أو يُوَلِّدُ به على نفسِه مضرَّةً في دينِه أو دُنياه ؛ فإن كان ذلك فقد رُخِّص له في مجانبتِه وبُعدِه.
👈 ويباحُ الهَجْرُ في الثَّلاثِ وما دونَها ، وكذلك للرَّجُلِ أن يهَجُرَ زوجَه عِندَ النُّشوزِ أو مخافتِه.
👈 أمَّا إذا كان الهَجْرُ في حَقِّ الدِّينِ كهَجرِ أهلِ البِدَعِ والأهواءِ ومُنابِذي السُّنَّةِ ، وهَجرِ أصحابِ المعاصي بقَصدِ زَجرِهم عمَّا هم فيه ؛ فإنَّه يكونُ دائمًا إلى أن يتوبوا.
● ويقولُ ابنُ عُثَيمين : (فكُلُّ مُؤمِنٍ وإن كان فاسِقًا فإنَّه يَحرُمُ هَجرُه ما لم يكُنْ في الهَجْرِ مصلحةٌ ، فإذا كان في الهَجْرِ مصلحةٌ هَجَرْناه ؛ لأنَّ الهَجْرَ حينَئذٍ دواءٌ ، أمَّا إذا لم يكُنْ فيه مصلحةٌ ، أو كان فيه زيادةٌ في المعصيةِ والعُتُوِّ ، فإنَّ ما لا مصلحةَ فيه تركُه هو المصلحةُ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5122
ثامنًا : أسبابُ الوُقوعِ في الهَجْرِ
1⃣ عدَمُ امتثالِ أوامِرِ الشَّرعِ النَّاهيةِ عن الهَجْرِ والقطيعةِ.
2⃣ الجَهلُ بأنَّ المهاجَرةَ والعداوةَ والشَّحناءَ والبَغضاءَ من الذُّنوبِ العِظامِ والسَّيِّئاتِ الجِسامِ.
3⃣ تعظيمُ زَلَّاتِ الإخوانِ واتِّخاذُها ذريعةً للهَجرِ والتَّقاطُعِ.
4⃣ تصديقُ الوِشايةِ التي تقالُ في إنسانٍ فتَقدَحُ فيه.
5⃣ حصولُ المَلَلِ بَيْنَ المتصاحِبَينِ ؛ فإنَّ الملالةَ تُورِثُ القَطعَ ، ولا يكونُ لملولٍ صَديقٌ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5118
تابع / مظاهِرُ وصُوَرُ الهَجْرِ
7⃣ الهَجْرُ الذي يحصُلُ أحيانًا بسبَبِ الاختلافِ في مسائِلِ الفُروعِ الفِقهيَّةِ ، مع ما قد يحصُلُ معه من التَّعصُّبِ للرَّأيِ ، وربَّما تكلَّم المتهاجِران كُلُّ واحدٍ منهما في حقِّ صاحِبِه بغيرِ حَقٍّ ؛ من أجلِ هذا الاختلافِ الحاصِلِ بَيْنَهما في أمرٍ كان يسَعُهما الخلافُ فيه دونَ نزاعٍ ، فَضلًا عن الوُصولِ للتَّهاجُرِ بَيْنَهما ؛ فالاختلافُ في الفروعِ ليس مَدعاةً أبدًا للهَجرِ.
📚 قال القُرطبيُّ في تفسيرِ قولِه تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103] :
(قولُه تعالى : {وَلَا تَفَرَّقُوا} يعني : في دينِكم كما افترَقَت اليهودُ والنَّصارى في أديانِهم... ويجوزُ أن يكونَ معناه : ولا تَفَرَّقوا متابعينَ للهوى والأغراضِ المختَلِفةِ ، وكونوا في دينِ اللهِ إخوانًا ، فيكونَ ذلك منعًا لهم عن التَّقاطُعِ والتَّدابُرِ ، ودَلَّ عليه ما بعدَه ، وهو قولُه تعالى : {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}. وليس فيه دليلٌ على تحريمِ الاختلافِ في الفُروعِ ؛ فإنَّ ذلك ليس اختلافًا إذ الاختلافُ ما يتعَذَّرُ معه الائتلافُ والجَمعُ ، وأمَّا حُكمُ مسائِلِ الاجتهادِ فإنَّ الاختلافَ فيها بسبَبِ استخراجِ الفرائِضِ ودقائِقِ معاني الشَّرعِ ، وما زالت الصَّحابةُ يختَلِفون في أحكامِ الحوادِثِ ، وهم مع ذلك متآلفون... وإنَّما منع اللهُ اختلافًا هو سبَبُ الفسادِ).
● وقد قال يونُسُ بنُ عبدِ الأعلى : (ناظَرتُ الشَّافعيَّ يومًا في مسألةِ ثمَّ افتَرَقْنا ولقيني فأخذ بيدي ، ثمَّ قال لي : يا أبا موسى ألا يستقيمُ أن نكونَ إخوانًا وإن لم نتَّفِقْ في مسألةٍ؟!). قال الذَّهبيُّ مُعَلِّقًا : (هذا يدُلُّ على كمالِ عَقلِ هذا الإمامِ ، وفِقهِ نَفسِه ؛ فما زال النُّظَراءُ يختَلِفون).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5116
تابع / مظاهِرُ وصُوَرُ الهَجْرِ
3⃣ هَجرُ الوالدَينِ أو أحَدِهما ، ولا يجوزُ هذا الهَجْرُ بحالٍ من الأحوالِ ، مهما بدَرَ منهما أو من أحَدِهما إليه من الإساءةِ.
قال تعالى في شأنِ الوالِدَين الكافِرَين اللَّذَينِ يدعوانِ إلى الكُفرِ : {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15] .
(فالأبوانِ لهما حقٌّ خاصٌّ ، لا يُهجَرانِ ، لكِنْ يُنصَحانِ ؛ لأنَّ اللهَ قال سُبحانَه في حقِّ الولِدِ ، إذا كان أبواه كافِرَينِ ، قال له جَلَّ وعلا : {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15] ، فالوالِدانِ لهما حقٌّ عظيمٌ ولو كانا كافِرين ، فعلى الوَلَدِ أن يصحَبَهما بالمعروفِ ، وأن يحسِنَ إليهما ، وإذا كانا فقيرينِ أنفق عليهما ، مع الدَّعوةِ ومع التَّوجيهِ ومع الإحسانِ ؛ لعَلَّ اللهَ أن يهديَهما بأسبابِه).
● قال أحمدُ بنُ حنبَلٍ : (إذا رأى أباه على أمرٍ يَكرَهُه يُعلِمُه بغيرِ عُنفٍ ولا إساءةٍ ، ولا يُغلِظْ له في الكلامِ ، وإلَّا تركَه ، وليس الأبُ كالأجنَبيِّ).
● وقيل لإسحاقَ بنِ راهَوَيهِ : الرَّجُلُ يأمُرُ أباه بالمعروفِ وينهاه عن المُنكَرِ؟ قال : (في رِفقٍ ، عِظْه ولا تفعَلْه على رُؤوسِ النَّاسِ).
● وقال سلامُ بنُ مِسكينٍ : (قُلتُ للحَسَنِ : آمُرُ والدَيَّ بالمعروفِ وأنهاهما عن المُنكَرِ؟ قال : مُرْهما إن قَبِلا ، فإن سكَتَا فاسكُتْ عنهما).
فالوَلَدُ لا يجوزُ له أن يُنكِرَ على والِدَيه إلَّا في حدودِ مرتبتَيِ التَّعريفِ ، ثمَّ الوعظِ بالنُّصحِ اللَّطيفِ ، ولا يتجاوَزْهما بحالٍ إلى مرتبتَي السَّبِّ والتَّعنيفِ ، أو التَّهديدِ بالضَّربِ والتَّخريفِ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5116
سادسًا : دَرَجاتُ الهَجْرِ
#الأولى : الهَجْرُ بالأبدانِ ، وقد يكونُ هَجرًا كُلِّيًّا ، بهَجرِ مكانٍ لمكانٍ آخَرَ ، وهَجْرًا جُزئيًّا ، كهَجرِ الزَّوجِ زوجتَه في الفِراشِ ، أو هَجرِ مَكانٍ تُرتَكَبُ فيه المعاصي لغيرِه.
#الثانية : الهَجْرُ باللِّسانِ ، وهو إمَّا أن يكونَ هَجرًا كُلِّيًّا أيضًا ، بتركِ السَّلامِ والكلامِ بالكُلِّيَّةِ ، أو هَجرًا جزئيًّا كالاكتفاءِ بالسَّلامِ ويسيرِ الكلامِ ، ويدخُلُ في الهَجْرِ الجُزئيِّ ما يقَعُ بَيْنَ الأهلِ والإخوانِ من المغاضَبةِ مع عدَمِ هَجرِ السَّلامِ والكلامِ.
#الثالثة : الهَجْرُ بالقَلبِ ، وهو هَجرٌ خاصٌّ بالكافِرين.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5114
خامسًا : أقسامُ الهَجْرِ
الهَجْرُ ثلاثةُ أقسامٍ :
#الأول : الهَجْرُ ديانةً ، أي : (الهَجْرُ لحَقِّ اللهِ تعالى) وهو من عَمَلِ أهلِ التَّقوى في : هَجرِ السَّيِّئةِ ، وهَجرِ فاعِلِها مبتَدِعًا أو عاصِيًا.
وهذا النَّوعُ من الهَجْرِ للفُجَّارِ على قِسمَينِ :
1⃣ هَجرُ تَركٍ : بمعنى هَجرِ السَّيِّئاتِ ، وهَجرِ قُرَناءِ السُّوءِ الذين تضُرُّه صُحبتُهم إلَّا لحاجةٍ أو مصلحةٍ راجحةٍ ؛ قال اللهُ تعالى : {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5] ، وقال سُبحانَه : {وَاهْجُرْهُم هَجْرًا جَمِيلًا} [المزمل: 10] ، وقال تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68] ، وقال تعالى : {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء: 140] ، وفي الحديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((المهاجِرُ مَن هَجَر ما نهى اللهُ عنه)). رواه البخاري.
2⃣ هَجرُ تَعزيرٍ : وهذا من العُقوباتِ الشَّرعيَّةِ التَّعبُّديَّةِ التي يوقِعُها المُسلِمُ على الفُجَّارِ ، كالمبتَدِعِ ، على وجهِ التَّأديبِ ، في دائرةِ الضَّوابِطِ الشَّرعيَّةِ للهَجرِ ، حتَّى يتوبَ المبتَدِعُ ويفيءَ.
👈 وهذا النَّوعُ بقِسمَيه من أصولِ الاعتقادِ ، والأمرُ فيه أمرُ إيجابٍ في أصلِ الشَّرعِ ، ومباحِثُه في كتُبِ السُّنَنِ والتَّوحيدِ والاعتقادِ وغيرِها.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5112
تابع / أضرارُ الهَجْرِ
9- من أسبابِ التَّفكُّكِ الاجتماعيِّ.
10- التَّهاجُرُ والتَّقاطُعُ أحَدُ أسبابِ ضَعفِ الأمَّةِ.
11- الهَجْرُ يقبِضُ يدَ المساعَدةِ عن المهجورِ ، وهو عقوقٌ إذا كان المهجورُ أحَدَ الوالِدَينِ ، وقطعٌ للرَّحِمِ إن كان أحَدَ الأقارِبِ.
12- الهَجْرُ يُعَطِّلُ حُقوقَ الأُخُوَّةِ بَيْنَ المتهاجِرين ؛ فلا يُسَلِّمُ أحَدُهما على الآخَرِ ، ولا يَرُدُّ سلامَه ، ولا يعودُه إذا مَرِض ، ولا يُشَيِّعُ جِنازتَه إذا مات.
13- المتهاجِرانِ محرومانِ ممَّا يُفيضُ اللهُ على المُسلِمين في مواسِمِ الخيرِ حتَّى يصطَلِحا.
14- الهَجْرُ انعِزالٌ وفُرقةٌ ، والإسلامُ حَثَّ على الجماعةِ ، ونبذِ الفُرْقةِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5110
تابع / من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
5⃣ وقال أيضًا : (لا يحِلُّ التَّباغُضُ ولا التَّنافُسُ ولا التَّحاسُدُ ولا التَّدابُرُ بَيْنَ المُسلِمين ، والواجبُ عليهم أن يكونوا إخوانًا كما أمَرَهم اللهُ ورسولُه ، فإذا تألَّم واحدٌ منهم تألَّم الآخرُ بألَمِه ، وإذا فَرِح فَرِح الآخرُ بفَرَحِه ، ينفي الغِشَّ والدَّغَلَ مع استسلامِ الأنفُسِ للهِ عزَّ وجَلَّ ، مع الرِّضا بما يوجِبُ القضاءُ في الأحكامِ كُلِّها ، ولا يجِبُ الهِجرانُ بَيْنَ المُسلِمين عِندَ وجودِ زلَّةٍ من أحَدِهما ، بل يجبُ عليهما صرْفُها إلى الإحسانِ والعَطفِ عليه بالإشفاقِ وتَركِ الهِجرانِ).
6⃣ وقال السَّعديُّ : (الواجِبُ على المُسلِمين عمومًا ، وعلى أهلِ العِلمِ خُصوصًا : أن يبذُلوا جُهدَهم وطاقتَهم في حصولِ التَّوادُدِ ، وعدَمِ التَّقاطُعِ والتَّهاجُرِ ، ويُرغِّبوا غيرَهم فيه ؛ امتثالًا لأمرِ اللهِ ، وسعيًا في محبوبِه ، وطلَبًا للزُّلفى لديه... ويقابلون المسيءَ إليهم بالعَفوِ عنه والصَّفحِ وسَلامةِ النَّفسِ ، ولا يعامِلونه بما عامَلَهم به ، بل إذا عاملَهم بالبُغضِ عامَلوه بالمحبَّةِ ، وإن عامَلَهم بالأذى عامَلوه بالإحسانِ ، وإذا عامَلَهم بالهَجْرِ وتَركِ السَّلامِ عامَلوه ببَذلِ السَّلامِ والبَشاشةِ ، ولِينِ الكلامِ والدُّعاءِ له بظَهرِ الغيبِ ، ولا يُطعيوا أنفُسَهم الأمَّارةَ بالسُّوءِ بمعاملتِه من جِنسِ ما عامَلَهم به).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5108
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ)).
#الراوي : جابر بن عبد الله
#المصدر : صحيح مسلم
📕 #شـرح_الـحـديـث 🖍
في هذا الحديثِ بيانُ أنَّ الشَّيطانَ قد أَيِسَ أنْ يَعبُدَه المصلُّونَ في جَزيرةِ العَربِ ؛ فإنَّه لا يَجتمِعُ في العَبدِ الصَّلاةُ وعِبادةُ الشَّيطانِ ، وقَد يَئِسَ الشَّيطانُ مِن أَهلِ الإيمانِ أن يَعبُدوه لَمَّا رَأى كَثرَتَهم وَانتشارَهُم في البِلادِ فأَيِسَ أنْ يَنْتَكِسَ الأَمْرُ ويَعودَ كَما كان النَّاسُ مِنْ قَبلُ لِعِبادةِ الأَصنامِ ويُستَبدَلُ دِينُ الإسلامِ ويُهدَمُ منَ الأَساسِ ، ويَستَمِرُّ الشِّركُ ويَظهَرُ ، ولكِنْ في التَّحريشِ بَينَهم ، أي : إنَّه لم يَيْأسْ منَ التَّحريشِ بَينهم ، والمعنى أنَّه يُوقعُ بَينهُمُ الخُصوماتِ والشَّحناءَ ، والحُروبَ والفِتَنَ ونَحوَها.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/20652
تابع / ذمُّ الهَجْرِ والنَّهيُ عنه من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
5⃣ وعن أبي الدَّرداءِ قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((ألا أخبِرُكم بأفضَلَ مِن دَرَجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدَقةِ؟)) قالوا : بلى ، يا رسولَ اللهِ ، قال : ((إصلاحُ ذاتِ البَينِ ، وفسادُ ذاتِ البَينِ الحالِقةُ)). صحَّحه الترمذي.
أي : إصلاحُ أحوالِ البَينِ حتى تكونَ أحوالُكم أحوالَ صِحَّةٍ وأُلفةٍ ، أو هو إصلاحُ الفسادِ والفتنةِ التي بَيْنَ القومِ ، وذلك لِما فيه من عمومِ المنافِعِ الدِّينيَّةِ والدُّنيويَّةِ من التَّعاوُنِ والتَّناصُرِ والأُلفةِ ، والاجتماعِ على الخيرِ ، حتَّى أبيحَ فيه الكَذِبُ ، ولكثرةِ ما يندَفِعُ من المضَرَّةِ في الدِّينِ والدُّنيا.
6⃣ وعن جابرٍ رَضِيَ الله عنه قال : سمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ((إنَّ الشَّيطانَ قد أَيِسَ أن يَعبُدَه المصَلُّون في جزيرةِ العَرَبِ ، ولكِنْ في التَّحريشِ بَيْنَهم)). أخرجه مسلم.
(التَّحريشُ) : الإغراءُ بَيْنَ النَّاسِ ، يعني : أَيِسَ إبليسُ من أن يرتَدَّ أهلُ جزيرةِ العَرَبِ بعدَ الإسلامِ إلى الكُفرِ ، وليس له سبيلٌ إلى رَدِّهم إلى الكُفرِ ؛ لأنَّ الإسلامَ قد ثبَت في قلوبِهم ، ولكِنْ أبدًا يوقِعُ الفتنةَ والعداوةَ بَيْنَهم ، ويأمُرُهم بالخصومةِ وقَتلِ بعضِهم بعضًا.
وقد تيقَّظ الإسلامُ لبوادرِ الجَفاءِ ، فلاحقَها بالعلاجِ قبل أن تستفحِلَ وتستحيلَ إلى عداوةٍ فاجِرةٍ ، والمعروفُ أنَّ البشَرَ متفاوتون في أمزجتِهم وأفهامِهم ، وأنَّ التقاءَهم في ميادينِ الحياةِ قد يتولَّدُ عنه ضِيقٌ وانحرافٌ ، إن لم يكُنْ صِدامٌ وتباعُدٌ ؛ ولذلك شَرَع الإسلامُ من المبادئِ ما يرُدُّ عن المُسلِمين عواديَ الانقسامِ والفتنةِ ، وما يمسِكُ قُلوبَهم على مشاعِرِ الولاءِ ؛ فنهى عن التَّقاطُعِ والتَّدابُرِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5106
🌙 هنيئا لمن أدرك رمضان
إن رمضان مدرسة عظيمة ، وجامعة عريقة ، تخرج الأجيال ، وتربى الأمم والمجتمعات ، وفيه من الدروس ما تُصقل بها النفوس ، وتسمو بها البشرية ، فهي دروس واضحة ساطعة ناصعة لمن له بصر أو بصيرة..
🌙 #رمضان لم يكن في يوم من الأيام مرتعاً للكسالى ، وسكناً للنومى ، وتكأة يتعذر بها كل بليد كسول ، بل هو شهر للجد والعمل ، وتكثيف الجهد والبذل ، وموسماً للتراحم والتكافل ، ولعل إطلالة سريعة على تاريخ المسلمين نتدارك من خلالها كيف حال رمضان فيها ، وكيف أن (بدراً) و (ويرموكاً) و (حطيناً) و (عين جالوت) كلها وغيرها كانت في رمضان.. !
#رمضان .. فرصة مناسبة للصادقين في التغيير ، ووقتاً لن نجد أفضل منه للإصلاح ، وأول إصلاح وتغيير لمن يرومه هو إصلاح الذات والنفس.. فرمضان يعلمنا أن في نفوسنا قدرة ، وقوة ، لا تقف في وجهها صعاب ، ولا يعوقها سدود ، ولكنها.. فقط.. إذا أرادت وعزمت.. !!
انظر لأحوال الناس بين آخر شعبان ، وأول رمضان ، كيف يتغير المجتمع برمته ، فتكتظ المساجد ، وتعظم الصدقات ، ويتنافس القراء والصوام والقوام في الخير ، وذلك كله في أقل من ليلة واحدة.. ! فهل هذه النفوس عاجزة عن الإصلاح والتغيير لو صدقت.. ؟!
#رمضان .. يذكر المسلمين بحقوق إخوانهم وجيرانهم ، فالمجتمع الذي لا يرحم الفقير لا خير فيه ، وكيف يرحم فقيرا ، أو يطعم جائعاً من لا يعرف الجوع ولا الحاجة !! فكم من بطون سدت جوعتها ، وحاجات كفيت مئونتها ، وبلايا كشفت ، في هذا الشهر الكريم.
#رمضان .. يربي النفوس على الإخلاص لله - تعالى -فيما تأتي وتذر ، وأن يكون المقصد هو الله وطلب رضاه.
⁉️أترى ذاك الصائم الجائع العطشان ، في شدة الحر ، وفي جهد العمل ، أتراه في خلوة نفسه وهو يقدر على جرعة ماء لا يعلمها إنس ولا جان ولكن يمنعه خوفه من الديان.. ! فيا لها من مراقبة.. وما أجلها لو استشعرناها ، وداومنا عليها!
#رمضان .. يعلمنا العبادة ، وصدق اللجوء إلى الله ، وتنقية النفوس ، وحفظ الجوارح، والإحسان إلى الناس ، ورحمة الخلق ، ومراقبة الخالق ودروساً لا يعلمها إلا من خلق هذه النفوس فسواها.
#فهو_الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن ، قال تعالى : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} [البقرة: 185].
#وهو_الشهر الذي بعث الله فيه نبيه وخليله وخاتم رسله محمد - صلى الله عليه وسلم -.
#وهو_الشهر الذي جعل الله منه إلى رمضان الذي بعده كفارة : وقد بوب مسلم في كتاب الطهارة من صحيحه : باب (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر) وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر".
#وهو_الشهر الذي إذا دخلت أول ليلة من لياليه كان ما كان من الخير : فعند البخاري في كتاب الصوم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة"
● وفى رواية عنه أيضا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين".
#وهو_الشهر الذي جعل الله فيه لأصحاب الذنوب والخطايا المخرج ، وكذلك لطالبي الجنة والعلو في الدين ، فعند البخاري في كتاب التوحيد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقاً على الله أن يدخله الجنة ، هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها" قالوا : يا رسول الله أفلا ننبئ الناس بذلك؟ قال : "إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة".
#موقع : #صيد_الفوائد
http://www.saaid.net/Doat/alnaggar/35.htm
ب- في الأمثالِ والحِكَمِ
1⃣ من أمثالِهم في هذا قولُ الرَّجُلِ لأخيه : "واللهِ لئِنْ فعَلْتَ كذا وكذا لتكونَنَّ بَلْدةَ ما بيني وبينَك".
● قال ابنُ سلامٍ : (يعني : القطيعةَ).
2⃣ "تركْتُه تَرْكَ ظَبيٍ ظِلَّه".
● قال عليٌّ الأحمَرُ : (من أمثالِهم في هَجرِ الرَّجُلِ صاحِبَه).
3⃣ "لا توبِسَنَّ الثَّرى بيني وبينَك".
● قال ابنُ سلامٍ : (أي : لا تقطَعَنَّ الأمرَ بيننا).
4⃣ "أوحَشُ من الهَجْرِ".
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5131
ثالِثَ عَشَرَ : ذَمُّ الهَجْرِ في واحةِ الأدَبِ
أ- مِنَ الشِّعرِ
1⃣ قال الشَّاعرُ :
يا سَيِّدي عندَك لي مَظلَمَهْ ••
فاستَفْتِ فيها ابنَ أبي خَيثَمَهْ
فإنَّه يرويه عن جَدِّه ••
وجَدُّه يرويه عن عِكرِمَهْ
عن ابنِ عبَّاسٍ عن المصطفى ••
نبيِّنا المبعوثِ بالمرحمَهْ
أنَّ صُدودَ الِخِّل عن خِلِّه ••
فوقَ ثلاثٍ رَبُّنا حَرَّمَه
2⃣ وقال آخَرُ :
وكلُّ مودَّةٍ لا خيرَ فيها ••
إذا لم تحتَمِلْ حَقَّ المصافي
إذا أحبَبْتُ لم أنقُضْ إخائي ••
ولم أبْنِ الإخاءَ على اعتِسافِ
متى تقطَعْ صديقَك بعد وَصلٍ ••
ولا تثبُتْ فعَهدُك غيرُ وافِ
3⃣ وقال الشَّاعرُ :
ما ودَّني أحَدٌ إلَّا بذَلتُ له ••
صفوَ المودَّةِ مني آخِرَ الأبَدِ
ولا قلاني وإن كنتُ المحِبَّ له ••
إلَّا دعوتُ له الرَّحمنَ بالرَّشَدِ
ولا ائتُمِنْتُ على سِرٍّ فبُحتُ به ••
ولا مدَدْتُ إلى غيرِ الجَميلِ يَدي
ولا أقولُ نعَمْ يومًا فأتبِعُها ••
منعًا ولو ذهَبَت بالمالِ والوَلَدِ
ولا أخونُ خليلي في خليلتِه ••
حتى أغيَّبَ في الأكفانِ واللَّحدِ
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5129
تابع / مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ
2⃣ بذلُ النَّصيحةِ للعالِمِ إذا زَلَّ دونَ هَجْرِه :
إذا زَلَّ العالِمُ فإنَّ هذا لا يستلزِمُ هَجرَه واطِّراحَ ما عدا ذلك من عُلومِه النَّافعةِ ، كما يفعَلُ الغُلاةُ من المنتَسِبين إلى طَلَبِ العِلمِ ، وما زال العُلَماءَ يُنَبِّهون على خطأِ الأئمَّةِ مع الاستفادةِ من عِلمِهم وفَضلِهم ، ولو سلَكوا مسلَكَ الهَجْرِ لهُدِّمَت أصولٌ وأركانٌ ، ولتقَلَّصَ ظِلُّ العِلمِ في الإسلامِ ، وأصبح الاختلالُ واضِحًا للعِيانِ.
وتُبذَلُ النَّصيحةُ للعُلَماءِ وعامَّةِ المُسلِمين ؛ قال السَّعديُّ : (من أهَمِّ قواعِدِ الدِّينِ وأجَلِّ شرائعِ المُرسَلين : النَّصيحةُ لكافَّةِ الأمَّةِ ، والسَّعيُ في جمعِ كَلِمةِ المُسلِمين ، وحصولُ التَّآلُفِ بَيْنَهم ، وإزالةُ ما بَيْنَهم من التَّباغُضِ والتَّشاحُنِ والإحَنِ. وهذا الأصلُ من أعظَمِ معروفٍ يُؤمَرُ به ، وإضاعتُه من أعظَمِ مُنكَرٍ يُنهى عنه ، وهذا من فُروضِ الأعيانِ اللَّازمةِ لكلِّ الأمَّةِ ؛ عُلَمائِها ووُلاتِها وعَوامِّها ، بل هي قاعدةٌ لا يتِمُّ الإيمانُ إلَّا بها ، فتَجِبُ مراعاتُها عِلمًا وعَمَلًا ، وإنما كان الأمرُ كذلك لِما في ذلك من المصالحِ الدِّينيَّةِ والدُّنيويَّةِ التي لا يمكِنُ حَصرُها ، وفي إضاعتِه من المضارِّ الدِّينيَّةِ والدُّنيويَّةِ ما لا يمكِنُ عَدُّها).
3⃣ متى يزولُ الهَجْرُ؟
📚 قال ابنُ حَجَرٍ : (قال أكثَرُ العُلَماءِ : تَزولُ الهِجْرةُ بمُجَرَّدِ السَّلامِ ورَدِّه ، وقال أحمَدُ : لا يبرَأُ من الهِجْرةِ إلَّا بعودِه إلى الحالِ التي كان عليها أوَّلًا ، وقال أيضًا : تَركُ الكلامِ إن كان يؤذيه لم تنقَطِعِ الهِجْرةُ بالسَّلامِ ، وكذا قال ابنُ القاسِمِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5126
حادِيَ عَشَرَ : أخطاءٌ شائعةٌ حَولَ الهَجْرِ
⁉️اعتقادُ البعضِ أنَّ الهَجْرَ كُلَّه ممنوعٌ ، أو أنَّ الهَجْرَ يكونُ لأهلِ البِدَعِ فحَسبُ ، وأنَّه لا يجوزُ مع أصحابِ المعاصي بغَرَضِ تأليفِهم وكَفِّهم عن معاصيهم بالتَّواصُلِ معهم وعَدَمِ هَجرِهم ، وقد بَيَّنَ العُلَماءُ خَطَأَ هذا ؛ فإنَّ من أصحابِ المعاصي من لا يردَعُه سوى هَجرِه ومقاطعتِه ؛ حتى يُقلِعَ عمَّا هو فيه.
📚 قال ابنُ حَجَرٍ مُعَلِّقًا على تبويبِ البُخاريِّ (بابُ ما يجوزُ من الهِجرانِ لِمَن عصى) : (أراد بهذه التَّرجمةِ بيانُ الهِجرانِ الجائِزِ ؛ لأنَّ عُمومَ النَّهيِ مخصوصٌ بمن لم يكُنْ لهَجرِه سَبَبٌ مشروعٌ ، فتبيَّنَ هنا السَّبَبُ المسَوِّغُ للهَجرِ ، وهو لمن صَدَرَت منه معصيةٌ ، فيسوغُ لمن اطَّلع عليها منه هَجْرُه عليها ليَكُفَّ عنها).
👈 وقد بَيَّنَ العُلَماءُ أنَّ لهذا الهَجْرِ دَرَجاتٍ مختَلِفةً تتفاوَتُ بحسَبِ دَرَجةِ المعصيةِ أو الجُرمِ.
● قال المُهَلَّبُ : (الهِجرانُ الجائِزُ يتنوَّعُ بقَدرِ الجُرمِ ؛ فمن كان من أهلِ العِصيانِ يَستحِقُّ الهِجرانَ بتَركِ المكالَمةِ كما في قِصَّةِ كَعبٍ وصاحِبَيه ، وما كان من المغاضَبةِ بَيْنَ الأهلِ والإخوانِ فيجوزُ الهَجْرُ فيه بتركِ التَّسميةِ مَثَلًا أو بتَركِ بَسطِ الوَجهِ مع عَدَمِ هَجرِ السَّلامِ والكلامِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5124
تاسعًا : الوسائِلُ المعينةُ على تَركِ الهَجْرِ
1⃣ أن يَعلَمَ أنَّ اللهَ سُبحانَه نهى عن الهَجْرِ والتَّقاطُعِ ، وحَذَّر منهما ، فيَحرِصَ ألَّا يأتيَ ما نهى اللهُ سُبحانَه عنه.
2⃣ أن يَعلَمَ أنَّ الهَجْرَ من حبائِلِ الشَّيطانِ ، يوقِعُ به أتباعَه فيما لا تُحمَدُ عُقباه.
3⃣ أن يَعلَمَ أنَّ المُؤمِنين إخوةٌ ، ومقتضى هذه الأُخُوَّةِ المحبَّةُ والقُربُ والصِّلةُ.
4⃣ أن يَعلَمَ أنَّ التَّغاضيَ عن الزَّلَّاتِ من أخلاقِ الفُضَلاءِ ، فلا يَسلَمُ أحدٌ من الخطَأِ ، فيَحرِصُ أن يكونَ ممن يصفَحُ عن إخوانِه ولا يهجرُهم لأمرٍ دُنيويٍّ.
5⃣ أن يدفَعَ الوِشايةَ التي تأتيه في حَقِّ إخوانِه.
6⃣ أن يحرِصَ على التَّثبُّتِ غايةَ التَّثبُّتِ فيما يبلغُه عن أخٍ له ، ولا يتَّخِذَ ذلك ذريعةً لهَجرِه بمجرَّدِ سماعِه.
7⃣ أن يَذكُرَ ما لأخيه عندَه من الخيرِ والمعروفِ في مقابِلِ ما عَلِمَه عنه ممَّا يُغضِبُه ، فيُغلِّبَ جانِبَ الخيرِ من أخيه على جانِبِ شَرِّه.
8⃣ أن يَعلَمَ أنَّ خيرَ المتهاجِرين الذي يبدأُ الآخَرَ بالسَّلامِ ، فيَحرِصَ على أن يكونَ قاطِعًا للهَجرِ سبَّاقًا للصُّلحِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5120
تابع / مظاهِرُ وصُوَرُ الهَجْرِ
8⃣ الهَجْرُ الذي يحصُلُ بسَبَبِ تشجيعِ الفِرْقِ الرِّياضيَّةِ ، وممَّا يثيرُ الاستغرابَ ويثيرُ العَجَبَ أيضًا أن يتسَرَّبَ هَوَسُ اللُّعبةِ إلى بُيوتاتِ المُسلِمين ، ويعتو فيها بالإفسادِ ، وإفشاءِ الشِّقاقِ ، والخِلافِ بَيْنَ أفرادِها! فهذا زوجٌ يتعصَّبُ لفَريقٍ مُعَيَّنٍ ، وزوجتُه تتعصَّبُ لفريقٍ آخَرَ ، والنِّزاعُ يثورُ بَيْنَ الزَّوجينِ كلَّما جرت مباراةٌ ، ولا بدَّ من شِجارٍ وشِقاقٍ بَيْنَ الزَّوجينِ ، سواءٌ تغَلَّبَ أحدُ الفريقينِ على الآخَرِ ، أو تعادلا! لأنَّ كُلًّا من الزَّوجينِ يمدَحُ فريقَه ، ويذُمُّ الفريقَ الآخَرَ ، والحَربُ أوَّلُها الكلامُ.
9⃣ الهَجْرُ بتركِ التَّسميةِ وبَسطِ الوَجهِ دونَ السَّلامِ والكَلامِ.
● عن عائشةَ رَضِيَ الله عنها قالت : قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((إنِّي لأعلَمُ إذا كُنتِ عنِّي راضيةً ، وإذا كنتِ عَلَيَّ غَضْبى!)) قالت : فقُلتُ : من أين تَعرِفُ ذلك؟! فقال : ((أمَّا إذا كنتِ عني راضيةً فإنَّك تقولينَ : لا ورَبِّ محمَّدٍ ، وإذا كنتِ عَلَيَّ غَضْبى قُلتِ : لا ورَبِّ إبراهيمَ!)) قالت : قلتُ : أجَلْ ، واللهِ يا رسولَ اللهِ ما أهجُرُ إلَّا اسمَك. (أخرجه البخاري ومسلم).
👈 وإنَّما اغتُفِرَت مغاضَبةُ عائشةَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع ما في ذلك من الحرَجِ ؛ لأنَّ الغَضَبَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معصيةٌ كبيرةٌ ؛ لأنَّ الحامِلَ لها على ذلك الغَيرةُ التي جُبِلت عليها النِّساءُ ، وهي لا تنشَأُ إلَّا عن فَرطِ المحبَّةِ ، فلمَّا كان الغَضَبُ لا يستلزِمُ البُغضَ اغتُفِر ؛ لأنَّ البُغضَ هو الذي يُفضي إلى الكُفرِ أو المعصيةِ ، وقد دَلَّ قولُها : "لا أهجُرُ إلَّا اسمَك" على أنَّ قَلبَها مملوءٌ بمحبَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
🔟 هَجرُ الكلامِ دونَ هَجرِ السَّلامِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5116
تابع / مظاهِرُ وصُوَرُ الهَجْرِ
4⃣ هَجرُ الأقارِبِ والأرحامِ ، وقد نهى الشَّرعُ عن ذلك ، وهَجْرُ ذوي الرَّحِمِ من كبائِرِ الذُّنوبِ ؛ قال تعالى : {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22 - 23].
أي : فلعَلَّكم إن أعرَضْتُم عن دينِ اللهِ وسُنَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن ترجِعوا إلى ما كنتُم عليه في الجاهليَّةِ من الإفسادِ في الأرضِ ، بالتَّغاوُرِ والتَّناهُبِ ، وقَطعِ الأرحامِ ، بمقاتلةِ بعضِ الأقاربِ بعضًا.
وإذا كان المهجورُ من ذوي الرَّحِمِ فإنَّه كبيرةٌ ، حتَّى وإن لم تبلُغِ المدَّةُ ثلاثةَ أيَّامٍ ؛ لأنَّ الهَجْرَ هنا أضيفَ إليه قطيعةُ الرَّحِمِ ، وقد عدَّ الإمامُ الذَّهبيُّ هَجرَ الأقارِبِ مُطلَقًا من الكبائِرِ.
5⃣ هَجرُ الزَّوجِ زوجتَه بغيرِ سَبَبٍ شرعيٍّ ، وقد جعل بعضُ أهلِ العِلمِ هَجرَ الزَّوجةِ بلا موجِبٍ شرعيٍّ من الإضرارِ الذي يسوغُ لها به طَلَبُ الطَّلاقِ.
6⃣ هَجرُ الجيرانِ ومقاطعتُهم ، مع أنَّ حَقَّ الجارِ من آكَدِ الحقوقِ وأوجَبِها على المُسلِمِ.
📚 قال الذَّهبيُّ : (فإذا كان الجارُ صاحِبَ كبيرةٍ ، فلا يخلو إمَّا أن يكونَ متسترًا بها ويغلِقَ بابَه عليه ، فلْيُعرِضْ عنه ويتغافَلْ عنه ، وإن أمكن أن ينصَحَه في السِّرِّ ويَعِظَه فحَسَنٌ ، وإن كان متظاهِرًا بفِسقِه ، مِثلُ مَكَّاسٍ أو مُرابٍ ، فتهَجرُه هَجرًا جميلًا ، وكذا إن كان تاركًا للصَّلاةِ في كثيرٍ من الأوقاتِ ، فمُرْه بالمعروفِ وانهَه عن المُنكَرِ مرةً بعدَ أخرى ، وإلَّا فاهْجُرْه في اللهِ ؛ لعلَّه أن يرعويَ ويحصُلَ له انتفاعٌ بالهِجْرةِ ، من غيرِ أن تقطَعَ عنه كلامَك وسلامَك وهديَّتَك ، فإن رأيتَه متمَرِّدًا عاتيًا بعيدًا من الخيرِ ، فأعرِضْ عنه واجهَدْ أن تتحوَّلَ من جوارِه).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5116
سابعًا : مظاهِرُ وصُوَرُ الهَجْرِ
1⃣ الهَجْرُ الواقعُ بَيْنَ الأصدقاءِ وزُمَلاءِ العَمَلِ.
2⃣ الهَجْرُ الذي يستمِرُّ مدَّةً طويلةً ، كأن يستَمِرَّ الهَجْرُ بَيْنَ أخوَينِ لمدةِ سَنةٍ ، وقد جعل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الهَجْرَ تلك المدَّةَ كسَفكِ الدَّمِ ؛ عن أبي خِراشِ السُّلَميِّ أنَّه سمع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ((من هَجر أخاه سَنةً فهو كسَفْكِ دَمِه)). صحَّحه الألباني.
📚 قال الصَّنعانيُّ : (هذا تغليظٌ شديدٌ في الهَجْرِ هذه المدَّةَ ، والمرادُ أنَّهما سواءٌ في أصلِ التَّحريمِ ، وإن كان البادِئُ بالفِعلِ أغلَظَ).
#وقيل : المعنى : مهاجَرةُ الأخِ المُسلِمِ سَنةً تُوجِبُ العقوبةَ ، كما أنَّ سَفكَ دَمِه يوجِبُها ؛ فهي شبيهةٌ بالسَّفكِ من حيثُ حُصولُ العقوبةِ بسَبَبِها ، لا أنَّها مثلُه في العقوبةِ ؛ لأنَّ القَتلَ كبيرةٌ عظيمةٌ ، لا يكونُ بعدَ الشِّركِ أعظَمُ منه ، فشَبَّه الهِجرانَ به تأكيدًا في المنعِ عنه ، وفي المشابهةِ تكفي المساواةُ في بعضِ الصِّفاتِ.
ويمكنُ أن يكونَ تخصيصُ السَّنةِ بالذِّكرِ لاشتمالِها على الفُصولِ الأربعةِ ، فإذا لم يعتَدِلْ مزاجُه بمرورِ السَّنةِ عليه فلا يُرجى رجوعُه.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5116
تابع / أقسامُ الهَجْرِ
#الثاني : الهَجْرُ لاستصلاحِ أمرٍ دُنيويٍّ ، أي (الهَجْرُ لحَقِّ العبدِ) : وفيه جاءت أحاديثُ الهَجْرِ بما دونَ ثَلاثِ ليالٍ ، وجميعُها تفيدُ أنَّ الشَّرعَ لم يرخِّصْ بهذا النَّوعِ من الهَجْرِ بَيْنَ المُسلِمين إلَّا بما دونَ ثلاثِ لَيالٍ.
👈 ومن الهَجْرِ هنا : هَجرُ الوالِدِ لوَلَدِه ، والزَّوجِ لزوجتِه ؛ قال الخطَّابيُّ : (فأمَّا هِجْرانُ الوالِدِ وَلَدَه والزَّوجِ لزَوجِه ، ومن كان في معناهما ، فلا يُضَيَّقُ أكثَرَ من ثلاثٍ ، وقد هَجر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نساءَه شهرًا).
وهذا النَّوعُ من الهَجْرِ هو الذي يدورُ عليه الكلامُ في هذه الصِّفةِ.
● النَّوعُ #الثالث : الهَجْرُ قضاءً ، وهو من العُقوباتِ التَّعزيريَّةِ للمُعتدينَ ، وهذا يبحَثُه الفُقَهاءُ في بابِ التَّعزيرِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5112
🚨نداء عاجل للقلوب الرحيمة وأصحاب الضمائر الحية
اخوانكم في شمال غزة يفتقرون لابسط مقومات الحياة المياة الحلوه للتبرع لتوفير مياه حلوه التواصل عبر 👇👇
✅@bunyan_marsusebot
رابعًا : أضرارُ الهَجْرِ
1- أنَّه معصيةٌ للهِ ورَسولِه مُوجِبةٌ للعقابِ، وحِرمانِ الثَّوابِ.
2- من أسبابِ ضَعفِ الإيمانِ.
3- قد يترَتَّبُ على التَّهاجُرِ والتَّقاطُعِ اقتِتالٌ وسَفكُ دِماءٍ.
4- التَّهاجُرُ يُضَيِّعُ كثيرًا من المصالِحِ ، ويُطَمِّعُ أعداءَهم فيهم ؛ لتفَرُّقِ كَلِمتِهم وتشتُّتِ أمرِهم.
5- الهَجْرُ يؤدِّي بالمتهاجِرين إلى تعييبِ كُلِّ واحدٍ أخاه صادِقًا أو كاذِبًا ، فهما دائران بَيْنَ الغِيبةِ والبُهتانِ.
6- استحقاقُ مَن يهَجُرُ إخوانَه بغيرِ سَبَبٍ شَرعيٍّ لبُغضِ اللهِ سُبحانَه وسَخَطِه.
7- الهَجْرُ يُعَطِّلُ النَّصيحةَ ؛ إذ لا يتناصحُ متهاجِرانِ.
8- حصولُ العداوةِ بَيْنَ المتهاجِرينِ ، خصوصًا إذا طالت مدَّةُ التَّهاجُرِ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5110
ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
1⃣ قال بعضُ العُلَماءِ : (من هجر أخاه من غيرِ ذَنبٍ كان كمن زَرع زرعًا ثمَّ حَصَده في غيرِ أوانِه).
2⃣ وقال بعضُ الحُكَماءِ : (لا تقطَعْ أخاك إلَّا بعد عَجزِ الحيلةِ عن استصلاحِه).
3⃣ وقال أبو الدَّرداءِ رَضِيَ الله عنه : (معاتبةُ الأخِ أهونُ من فَقدِه ، ومن لك بأخيك كُلِّه؟ فأعطِ أخاك ولِنْ له ، ولا تُطِعْ به حاسِدًا فتكونَ مِثلَه ، غدًا يأتيه الموتُ فيكفيك فَقْدَه ، فكيف تبكيه في المماتِ ، وفي الحياة تَركتَ وَصلَه؟!).
4⃣ وقال ابنُ حِبَّانَ : (لا يجِبُ للمرءِ أن يدخُلَ في جملةِ العوامِّ والهَمَجِ بإحداثِ الوُدِّ لإخوانِه وتكديرِه لهم بالخُروجِ بالسَّبَبِ الذي يؤدِّي إلى الهِجرانِ الذي نهى المصطفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنه بَيْنَهم ، بل يقصِدُ قصدَه الإغضاءَ عن ورودِ الزَّلَّاتِ ، ويتحرى تركَ المناقشةِ على الهفَواتِ ، ولا سيَّما إذا قيل في أحَدِهم الشَّيءُ الذي يحتَمَلُ أن يكونَ حَقًّا وباطِلًا معًا ؛ فإنَّ النَّاسَ ليس يخلو وصلُهم من رَشقِ أسهُمِ العِذالِ فيه).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5108
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((ألا أخبرُكم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟)) قالوا : بلى ، قال : ((إصلاحُ ذاتِ البينِ ، وفسادُ ذاتِ البينِ الحالِقةُ)).
#الراوي : أبو الدرداء
#المحدث : الألباني
#المصدر : صحيح أبي داود
خلاصة حكم المحدث : #صحيح
📘 #شـرح_الـحـديـث 🖌
أقامَ الإسلامُ عَلاقةَ المسلمينَ على التواصُلِ والمحبَّة والتناصُحِ في اللهِ ، وقِوامُ المجتَمعِ يَقومُ على التَّعارفِ والتعاوُنِ بينَ الناسِ ؛ فإذا حَكمتِ العَلاقاتِ البَغضاءُ والتَّشاحُن ؛ فإنَّ هذا يُنذِرُ بخَرابِ المجتَمعاتِ وضِياع الدِّينِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لأصحابِه رضيَ اللهُ عَنهم :
● "ألَا" استفتاحُ السُّؤالِ بـ(ألا) ؛ للتَّنبيهِ والتَّحفيزِ إلى الأمْرِ الذي سَيذكُره ، "أُخبِرُكم"، أي : عَن عَملٍ "بأفضلَ مِن دَرجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدَقة؟" قالَ الصَّحابةُ : "بَلى"! قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :
● "إصْلاحُ ذاتِ البَينِ" ، أي : السَّعيُ في إصلاحِ العَلاقاتِ بينَ الناسِ ورَفعِ ما بَينَهم مِن خُصوماتِ ودَفعِهم إلى الأُلفةِ والمحبَّةِ ، وهوَ الأمرُ الأفضلُ في المنفَعةِ بينَ الناسِ وإقامةِ المجتمَعاتِ ، وهو المعامَلاتُ والتواصُل ؛ وذلكَ لأنَّ إصلاحَ ذاتِ البَينِ فيهِ مَنفعةٌ ظاهِرةٌ ومُباشرةٌ للجَميعِ.
ثمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم :
● "وفَسادُ ذاتِ البَينِ" ، أي : إنَّ فسادَ ذاتِ البَينِ وتركَ السَّعيِ في الإصلاحِ يؤدِّي إلى "الحالِقة" ، أي : القاطِعة والمُنْهية التي تأتِي على كلِّ شيءٍ وتحلِقُه وتقطَعُه من جُذورِه ، سواءٌ مِن أمورِ الدِّين أو الدُّنيا ؛ لأنَّها تُؤدِّي إلى التشاحُنِ بينَ الناسِ والتهاجُرِ وربَّما التقاتُل ، هذا غَيرُ ما فيها مِن الأثرِ القَلبيِّ السيِّئِ على الإنسانِ ، فيُفسِد قلبَه على إخوانِه ؛ فلا يكونُ للدِّين والعِبادات أثرٌ ظاهرٌ في نَفْسِه أو مجتمَعِه.
#وفي_الحديث :
● الحثُّ والترغيبُ على إصلاحِ العَلاقاتِ بينَ الناسِ.
● وفيهِ : بيانُ أنَّ إفسادَ العلاقاتِ بينَ الناسِ يَهدمُ الدِّينَ والدُّنيا.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/29505
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الاثْنَيْنِ ، ويَومَ الخَمِيسِ ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا ، إلَّا رَجُلًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ ، فيُقالُ : أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا ، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا ، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا)). وفي رواية : ((إلَّا المُهْتَجِرَيْنِ)).
#الراوي : أبو هريرة
#المصدر : صحيح مسلم
📓 #شـرح_الـحـديـث 🖊
مِن أبرَزِ صِفاتِ أهلِ الجَنَّةِ صَفاءُ قُلوبِهم ، وخُلوُّها مِنَ الشَّحناءِ والبَغضاءِ ؛ فاللهُ تعالَى يُزيلُ مِن صُدورِ أهْلِ الجنَّةِ الأحْقادَ والبَغضاءَ والكَراهِيةَ والحسَدَ الَّتي كانت بيْنهم في الدُّنيا ؛ حتَّى يَكونوا في الجنَّةِ إخْوانًا مُتَحابِّينَ ، ومع أنَّ مَنازِلَهم فيها مُتفاوِتةٌ ، فإنَّه لا يَحسُدُ أحدٌ مِنهم أحَدًا على ارتفاعِ مَنزِلتِه عَليه.
وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ أبوابَ الجنَّةِ -سواءٌ أبوابُ طَبقاتِها أو غُرفِها ودَرجاتِها- تُفْتَحُ في الدُّنيا يومَ الاثْنينِ ويومَ الخميسِ ؛ وذلك لِكثرةِ الرَّحمةِ النَّازلةِ فِيهما الباعثةِ على المغفرةِ ؛ ففَتْحُ أبوابِها عَلامةٌ على كَثرةِ المَغفِرةِ والصَّفحِ والغُفرانِ ، وإعطاءِ الثَّوابِ الجَزيلِ ، وتَسجيلِ مَن كُتِبَ أنَّه مِن أهلِها في ذلك اليَومِ ، وفي رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ : «تُعرَضُ أعمالُ النَّاسِ في كلِّ جُمعةٍ مَرَّتينِ ؛ يومَ الاثنينِ ، ويومَ الخميسِ».
● والمعروضُ عليه هو اللهُ تعالَى ، فيُغفَرُ فيهما لكلٍّ عَبدٍ لا يُشرِكُ بِاللهِ شيئًا ، فيَغفِرُ اللهُ تعالَى الذُّنوبَ الأُخرى ، إلَّا رجُلًا كانتْ بيْنه وبَيْنَ أَخيهِ المسلمِ شَحناءُ ، وهي عَداوةٌ تَملأُ القلبَ ، وفي روايةٍ : «إلَّا المُهتَجِرَيْنِ» مِنَ التَّهاجُرِ ، والمرادُ : المُتخاصمَينِ ، والخصومةُ المنهيُّ عنها هي الَّتي تكونُ لحظِّ النَّفْسِ ومَعايشِ الدُّنيا ، وأمَّا إذا كانتْ للدِّينِ -كهِجرانِ أهلِ البِدعِ ونَحوِهم- فهي ثابتةٌ ، ومُجانبتُهم أَولَى.
● فيُقالُ للملائكةِ : «أَنْظِرُوا» ، أي : أَمْهِلُوا هَذَيْنِ الرَّجُلينِ وَأخِّروا مَغفرَتَهما مِن ذُنوبِهما حتَّى يَتَصالَحَا ، وَيَزولَ عَنْهُما الشَّحناءُ ، فَلا يُفيدُ التَّصالحُ لِلسُّمعةِ وَالرِّياءِ ، والظَّاهرُ أنَّ مَغفِرةَ كلِّ واحدٍ مُتوقِّفَةٌ على صَفائِه ، وزَوالِ عَداوتِه ، سَواءٌ صفَا صاحبُه أمْ لا ، فاللهُ عزَّ وجلَّ يُريدُ مِن عِبادِه أنْ تكونَ قُلوبُهم مُجتمِعةً غيرَ مُتفرِّقةٍ ، مُتحابَّةً غيرَ مُتباغِضةٍ.
#وفي_الحديث :
● النَّهيُ عَنِ التَّهاجُرِ وَالشَّحناءِ بَيْنَ المسلِمينَ.
● وفيه : فَضْلُ يومَيِ الاثْنَينِ وَالخميسِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/152272