☆خذ من القناة ماتشاء واترك لنا الدعاء☆ انشر الخير ولا تحتقر من المعروف شيئا .. فلا تدري أي عمل يدخلك الجنة
تابع / ذمُّ الهَجْرِ والنَّهيُ عنه من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
3⃣ وعن أبي هُرَيرةَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قال : ((تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ ، ويومَ الخميسِ ، فيُغفَرُ لكُلِّ عبدٍ لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا إلَّا رجُلًا كانت بَينَه وبَينَ أخيه شَحناءُ ، فيُقالُ : أنظِروا هذين حتى يصطَلِحا ، أنظِروا هذين حتى يصطَلِحا ، أنظِروا هذين حتى يصطَلِحا)). أخرجه مسلم.
وفيه : أنَّ المهاجَرةَ والعداوةَ والشَّحناءَ والبَغضاءَ من الذُّنوبِ العِظامِ والسَّيِّئاتِ الجِسامِ.
4⃣ وعن هِشامِ بنِ عامرٍ أنَّه قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((لا يحِلُّ لمُسلِمٍ أن يَهجُرَ مُسلِمًا فوقَ ثلاثِ لَيالٍ ، فإنَّهما ناكبانِ عن الحَقِّ ، ما داما على صُرامِهما ، وأوَّلُهما فَيئًا يكونُ سَبقُه بالفَيءِ كَفَّارةً له ، وإن سَلَّم فلم يَقبَلْ ورَدَّ عليه سلامَه ، ردَّت عليه الملائكةُ ، وردَّ على الآخَرِ الشَّيطانُ ، وإن ماتا على صُرامِهما لم يدخُلا الجنَّةَ جميعًا أبدًا)). صحَّحه الألباني.
● قال ابنُ علَّانَ : (من مات مُصِرًّا على الهَجْرِ والقطيعةِ دخل النَّارَ إن شاء اللهَ تعذيبَه مع عصاةِ الموَحِّدين ، أو دخل النَّارَ خالِدًا مؤَبَّدًا إن استحَلَّ ذلك ، مع عِلمِه بحُرمتِه والإجماعِ عليها).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5106
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((لا تَباغَضوا ، ولا تَدابَروا ، ولا تَنافَسُوا ، وكُونوا عبادَ اللهِ إخوانًا)).
#الراوي : أبو هريرة
#المحدث : الألباني
#المصدر : صحيح الجامع
خلاصة حكم المحدث : #صحيح
📓 #شـرح_الـحـديـث 🖋
حثَّتِ الشَّريعةُ على الإصْلاحِ بين المُسلِمينَ ، وتَوطيدِ أواصرِ الأُخوَّةِ والاجْتِماعِ بينهم ، ونَهتْ عن كلِّ ما يدعو لِلفُرقَةِ والتَّباغُضِ والعَداوةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
● "لا تَباغَضوا" ، أي : لا يَتَعاطى الرَّجُلُ أسْبابَ البُغْضِ مع أَخيهِ المُسلِمِ لغيْرِ اللهِ تَعالى ، ولا يَفعَلُ ما يُسبِّبُ العَداوةَ بينهم ؛ لِمَا في تباغُضِهم من التفرُّقِ.
● "ولا تَدابَروا" التَّدابُرُ : هو أنْ يُوَلِّيَ المسلِمُ أخاهُ المسلمَ ظَهرَهُ ودُبُرَه ؛ إمَّا حِسيًّا فلا يُجالِسُه ولا يَنظُرُ إليه ، وإمَّا مَعنويًّا فلا يُظهِرُ الاهتمامَ به ، فيُعرِضُ عنه ويَهْجُرُه.
● "ولا تَنافَسوا" ، أي : لا يَحْمِلُكم التنافُسُ على المالِ والجاهِ على التنازُعِ فيما بينكم ، فيُؤدِّيَ بكم ذلك إلى العَداوَةِ والبَغْضاءِ والتَّقاتُلِ على الدُّنيا وخَيْراتِها.
● "وكونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا" يعني : خُذوا بِأسْبابِ كلِّ ما يُوصِلُكم لِمثْلِ الأُخُوَّةِ الحقيقيَّةِ مِنَ المودَّةِ ، وَالرِّفْقِ ، وَالشَّفَقةِ ، وَالملاطفةِ ، والتَّعاونِ في الخيرِ مع صَفاءِ القلْبِ ، والنَّصيحةِ بِكلِّ حالٍ.
#وفي_الحديث :
الحِرْصُ على وَحْدَةِ المُسلِمينَ أفْرادًا ، وجَماعاتٍ ، وشُعوبًا.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/91912
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
- الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة أفضل من بقيّة الأيام، وليلتها أفضل الليالي، قال ﷺ :
("إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه")
اللهمَّ صَلِّ وَسَـــلِّمْ وَبَارِك على سيدنا ونبينا مُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
ثالثًا : ذمُّ الهَجْرِ والنَّهيُ عنه
أ- مِنَ القرآنِ الكريمِ
دعا القرآنُ الكريمُ إلى الاجتماعِ والأُلفةِ والأُخُوَّةِ ، ونَبذِ الفُرْقةِ والهَجْرِ والتَّباعُدِ والقطيعةِ بَيْنَ المُسلِمينَ ، وذَمَّ ذلك ونفَّر منه.
1⃣ قال تعالى داعيًا للتعاضُدِ والتَّآلُفِ بَيْنَ المُؤمِنين ، ونبذِ ما يضادُّ ذلك من الفُرْقةِ والهَجْرِ بَيْنَهم : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [آل عمران: 103].
قولُه : {وَلَا تَفَرَّقُوا} نهيٌ عن التَّدابُرِ والتَّقاطُعِ ، أي : كما تفرَّقَت اليهودُ والنَّصارى. #وقيل : {وَلَا تَفَرَّقُوا} يعني : كما كنتُم متفرِّقين في الجاهليَّةِ مُتدابِرين يعادي بعضُكم بعضًا ويَقتُلُ بعضُكم بعضًا ، #وقيل معناه : لا تحدِثوا ما يكونُ عنه التَّفرُّقُ ويزولُ معه الاجتماعُ والأُلفةُ التي أنتم عليها ؛ ففيه النَّهيُ عن التَّفرُّقِ والاختلافِ ، والأمرُ بالاتِّفاقِ والاجتماعِ.
2⃣ وقال تعالى محذِّرًا من التَّنازُعِ الذي يُفضي إلى الهِجرانِ والتَّقاطُعِ وذَهابِ القُوَّةِ والوَحدةِ : {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46] .
فأمرَهم تعالى بألَّا يتنازَعوا فيما بَيْنَهم فيختَلِفوا ، فيكونَ سَببًا لتخاذُلِهم وفَشَلِهم ، {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} أي : قوَّتُكم ووَحدتُكم.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5104
اللهم بلغنا رمضان بلوغًا يغير حالنا إلى أحسنه و يهذب نفوسنا و يطهر قلوبنا
اللهم لايدخل رمضان إلا وقد جبرت إخواننا في فلسطين والسودان ورفعت عنهم ماهم فيه يا الله انك على كل شيء قدير.
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
📚 اللجنة الدائمة للإفتاء
تابع / من الأمثالِ والحِكَمِ
● أخسَرُ مِن حَمَّالةِ الحَطَبِ.
👈 أي : أظهَرُ خُسرانًا ؛ وذلك أنَّ حمَّالةَ الحَطَبِ كانت تمشي بالنَّميمةِ بَيْنَ النَّاسِ ، فتُلقي بَيْنَهم العَداوةَ وتُهيِّجُ نارَها ، كما تُوقَدُ النَّارُ بالحَطَبِ ، وتُسَمَّى النَّميمةُ حَطَبًا ، ويقالُ : فُلانٌ يحطِبُ على فلانٍ : إذا كان يُغري به.
● وقال بعضُ الأُدَباءِ : لم يَمْشِ ماشٍ شَرٌّ مِن واشٍ.
● وقال بعضُ الحُكَماءِ : السَّاعي بَيْنَ منزلتَينِ قَبيحتَينِ ؛ إمَّا أن يكونَ صَدَق ، فقد خان الأمانةَ ، وإمَّا أن يكونَ قد كَذَب ، فخالف المروءةَ.
● وقيل في منثورِ الحِكَمِ : (النَّميمةُ سَيفٌ قاتِلٌ).
● وقيل : (النَّمَّامُ جِسرُ الشَّرِّ).
● وقال بعضُ الحُكَماءِ : (مَن أخبَرَك بشَتمٍ عن أخٍ فهو الشَّاتِمُ لا مَن شَتَمَك). وهو كقولِهم : مَن شَتَمَك؟ فقال : الذي بَلَّغَك.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5096
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
📚 اللجنة الدائمة للإفتاء
⚠️ ضَرَرُ عَمَلِ النَّمَّامِ :
يقالُ : (عَمَلُ النَّمَّامِ أضَرُّ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ ؛ لأنَّ عَمَلَ الشَّيطانِ بالخَيالِ والوَسْوسةِ ، وعَمَلَ النَّمَّامِ بالمواجَهةِ والمُعاينةِ).
● وَصِيَّةٌ :
(قال لُقمانُ لابنِه : يا بُنَيَّ ، أوصيك بخِلالٍ ، إن تمسَّكْتَ بهِنَّ لم تَزَلْ سَيِّدًا : ابسُطْ خُلُقَك للقريبِ والبعيدِ ، وأمسِكْ جَهْلَك عن الكريمِ واللَّئيمِ ، واحفَظْ إخوانَك ، وصِلْ أقارِبَك ، وآمِنْهم من قَبولِ قَولِ ساعٍ ، أو سماعِ باغٍ يريدُ فَسادَك ، ويَرومُ خِداعَك ، وليَكُنْ إخوانُك مَن إذا فارَقْتَهم وفارقوك لم تَعِبْهم ولم يَعيبوك).
⛔️ الصِّدقُ المذمومُ :
● قال بعضُ العُلَماءِ : (يُفسِدُ النَّمَّامُ في ساعةٍ ما لا يُفسِدُ السَّاحِرُ في شَهرٍ ، ولترغيبِ الشَّارعِ في الإصلاحِ بَيْنَ النَّاسِ أباح الكَذِبَ فيه ، ولزَجْرِه عن الإفسادِ حَرَّم الصِّدقَ فيه).
● وقال المأمونُ : (حَسْبُك من السِّعايةِ أنْ ليس في الدُّنيا صِدقٌ مذمومٌ غيرُها).
● وقد ذُكِر السُّعاةُ عِندَ المأمونِ ، فقال : (لو لم يكُنْ في عَيبِهم إلَّا أنَّهم أصدَقَ ما يكونون أبغَضُ ما يكونون إلى اللَّهِ تعالى ، لكفاهم!).
● وقال بَعضُ الحُكَماءِ : (الصِّدقُ يَزينُ كُلَّ أحَدٍ إلَّا السُّعاةَ ؛ فإنَّ السَّاعيَ أذَمُّ وآثَمُ ما يكونُ إذا صَدَق).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5091
حادِيَ عَشَرَ : مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ
⁉️قِصَّةٌ فيما تفعَلُه النَّميمةُ :
● عن حمَّادِ بنِ سَلَمةَ قال : باع رجُلٌ من رجُلٍ غلامًا له ، وقال : أبرَأُ إليك من النَّميمةِ ، فاشتراه على ذلك ، فجاء إلى مولاتِه ، فقال : إنَّ زَوجَكِ ليس يحِبُّك وهو يتسَرَّى عليك ويتزوَّجُ ، أفتريدين أن يَعطِفَ عليك؟ قالت : نعم ، قال : خذي موسى فاحلقي به شَعَراتٍ من باطِنِ لحيتِه وبَخِّريه بها ، وجاء إلى الرَّجُلِ فقال : إنَّ امرأتَك تبغي وتصادِقُ وهي قاتِلَتُك ، أفتريدُ أن يَبينَ لك ذلك؟ قال : نعم ، قال : تناوَمْ لها ، قال : فتناوَمَ لها فجاءت بموسى تحلِقُ الشَّعرَ ، فأخَذَها فقَتَلها فأخَذَه أولياؤُها فقَتَلوه !.
● قال رجُلٌ لعُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه : (يا أميرَ المُؤمِنين ، احذَرْ قاتِلَ الثَّلاثةِ ، قال : وَيْلَك! مَن قاتِلُ الثَّلاثةِ؟ قال : الرَّجُلُ يأتي الإمامَ بالحديثِ الكَذِبِ ، فيَقتُلُ الإمامُ ذلك الرَّجُلَ بحديثِ هذا الكَذَّابِ ؛ ليكونَ قد قَتَل نَفْسَه ، وصاحِبَه ، وإمامَه).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5091
تابع / ماذا يفعَلُ مَن حُمِلَت إليه النَّميمةُ؟
● وسعى رجُلٌ بزيادٍ الأعجَمِ إلى سُلَيمانَ بنِ عَبدِ المَلِكِ ، فجَمَع بَيْنَهما للمُوافقةِ ، فأقبل زيادٌ على الرَّجُلِ وقال :
فأنت امرُؤٌ إمَّا ائتمَنْتُك خاليًا ••
فخُنتَ وإمَّا قُلتَ قَولًا بلا عِلمِ
فأنتَ من الأمرِ الذي كان بينَنا ••
بمنزلةٍ بَيْنَ الخيانةِ والإثمِ
● وقال رجُلٌ لعَمرِو بنِ عُبَيدٍ : إنَّ الأسواريَّ ما يزالُ يَذكُرُك في قَصَصِه بشَرٍّ. فقال له عَمرٌو : يا هذا ، ما رعَيتَ حَقَّ مجالسةِ الرَّجُلِ حيثُ نقَلْتَ إلينا حديثَه ، ولا أدَّيتَ حَقِّي حينَ أعلَمْتَني عن أخي ما أكرَهُ ، ولكِنْ أعلِمْه أنَّ الموتَ يَعُمُّنا ، والقَبرَ يَضُمُّنا ، والقيامةَ تَجمَعُنا ، واللَّهُ تعالى يحكُمُ بيننا ، وهو خيرُ الحاكِمين.
● ورَفَع إنسانٌ رَفيعةً إلى الصَّاحِبِ بنِ عَبَّادٍ يحُثُّه فيها على أخذِ مالِ يَتيمٍ ، وكان مالًا كثيرًا ، فكَتَب على ظَهْرِها : النَّميمةُ قبيحةٌ وإن كانت صحيحةً ، والمَيِّتُ رحمه اللَّهُ ، واليتيمُ جَبَره اللَّهُ ، والمالُ ثَمَرهُ اللَّهِ ، والسَّاعي لَعَنه اللَّهُ!.
● وقال ذو الرِّياستَينِ : (قَبولُ النَّميمةِ شَرٌّ من النَّميمةِ ؛ لأنَّ النَّميمةَ دَلالةٌ ، والقَبولَ إجازةٌ ، وليس مَن دَلَّ على شيءٍ كمَن قَبِله وأجازَه).
● وقيل لمحمَّدِ بنِ كَعبٍ القُرَظيِّ : أيُّ خِصالِ المُؤمِنِ أوضَعُ له؟ فقال : كثرةُ الكلامِ ، وإفشاءُ السِّرِّ ، وقَبولُ قَولِ كُلِّ أحَدٍ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5087
تابع / ماذا يفعَلُ مَن حُمِلَت إليه النَّميمةُ؟
● جاء رجُلٌ إلى عَليِّ بنِ الحُسَينِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما فنَمَّ له عن شَخصٍ ، فقال : اذهَبْ بنا إليه ، فذهَب معه ، وهو يرى أنَّه ينتَصِرُ لنَفسِه ، فلمَّا وصَل إليه قال : يا أخي ، إن كان ما قُلتَ فيَّ حقًّا يغفِرُ اللَّهُ لي ، وإن كان ما قُلتَ فيَّ باطِلًا يَغفِرُ اللَّهُ لك.
● ورُوِيَ عن عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ أنَّه دَخَل عليه رجُلٌ ، فذَكَر عِندَه رجُلًا ، فقال له عُمَرُ : (إن شِئتَ نظَرْنا في أمرِك ، فإن كُنتَ كاذِبًا فأنت من أهلِ هذه الآيةِ : {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] ، وإن كُنتَ صادِقًا فأنت من أهلِ هذه الآيةِ : {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 11] ، وإن شِئتَ عَفَونا عنك. فقال : العَفوُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لا أعودُ إليه أبَدًا.
● وذُكِر أنَّ حكيمًا من الحُكَماءِ زاره بعضُ أصدقائِه وذَكَر عندَه بعضَ إخوانِه ، فقال له الحكيمُ : (قد أبطَأْتَ في الزِّيارةِ وأتيتَني بثلاثِ جِناياتٍ : بغَّضْتَ إليَّ أخي ، وشَغَلْتَ قلبي الفارِغَ ، واتَّهَمْتَ نَفسَك بالمَينِ!).
● وعاتَبَ مُصعَبُ بنُ الزُّبَيرِ الأحنَفَ بنَ قَيسٍ على شيءٍ بَلَغه عنه ، فاعتذَر إليه الأحنَفُ من ذلك ودَفَعه ، فقال مُصعَبٌ : أخبَرَني بذلك الثِّقةُ ، فقال الأحنَفُ : كَلَّا أيُّها الأميرُ ؛ إنَّ الثِّقةَ لا يُبَلِّغُ.
● ورُوِيَ أنَّ سُلَيمانَ بنَ عَبدِ المَلِكِ كان جالِسًا وعنده الزُّهريُّ ، فجاءه رجُلٌ فقال له سُليمانُ : بلغني أنَّك وقَعْتَ فيَّ ، وقُلتَ كذا وكذا. فقال الرَّجُلُ : ما فعَلْتُ ولا قُلتُ. فقال سُلَيمانُ : إنَّ الذي أخبرني صادِقٌ ، فقال له الزُّهريُّ : لا يكونُ النَّمَّامُ صادِقًا. فقال سُلَيمانُ : صدَقْتَ ، ثمَّ قال للرَّجُلِ : اذهَبْ بسَلامٍ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5087
ثامنًا : الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ النَّميمةِ
1- التَّعريفُ بخُطورةِ النَّميمةِ.
2- استِشعارُ عَظَمةِ هذه المعصيةِ وأنَّها من الكبائِرِ.
3- حِفظُ اللِّسانِ.
4- معرفةُ ما يترَتَّبُ على النَّميمةِ من إفسادٍ للقُلوبِ وتفريقٍ بَيْنَ النَّاسِ.
5- التَّقرُّبُ إلى اللَّهِ سُبحانَه وتعالى بكثرةِ الأعمالِ الصَّالحةِ ، وتقديمِ رِضاه على رِضا المخلوقين.
6- استشعارُ الفَردِ أنَّ حِفظَ اللِّسانِ عن النَّميمةِ وغَيرِها من الآفاتِ من أسبابِ دُخولِه الجنَّةَ.
7- تقويةُ الإيمانِ بالعِلمِ النَّافِعِ ، والعَمَلِ الصَّالِحِ.
8- تَركُ الاستماعِ للنَّمَّامين ومَنْعُهم من النَّميمةِ.
9- تربيةُ الفردِ على الالتِزامِ بالآدابِ والتَّعاليمِ الإسلاميَّةِ.
10- استغلالُ وَقتِ الفَراغِ بما ينفَعُ الفَردَ.
11- كَظْمُ الغيظِ والصَّبرُ على الغَضَبِ.
12- التَّأمُّلُ في سيرةِ السَّلَفِ والاقتداءُ والتَّأسِّي بهم.
13- أن يَعلَمَ الفَردُ أنَّ الذين يَنُمُّ عليهم اليومَ هم خُصَماؤه عِندَ اللَّهِ يومَ القيامةِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5085
سادسًا : صُوَرُ النَّميمةِ
النَّميمةُ هي كَشفُ ما يُكرَهُ كَشفُه ، سواءٌ كَرِهه المنقولُ عنه ، أو المنقولُ إليه ، أو ثالِثٌ ، وسواءٌ كان الكَشفُ بالقولِ أو الكتابةِ أو الرَّمزِ أو الإيماءِ أو نحوِها ، وسواءٌ كان المنقولُ من الأقوالِ أو الأعمالِ ، وسواءٌ كان عيبًا أو غيرَه. وكُلُّ ما ذُكِر من صُوَرِ النَّميمةِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5081
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ ، يَلْتَقِيانِ ؛ فَيَصُدُّ هذا ، ويَصُدُّ هذا ، وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ)).
#الراوي : أبو أيوب الأنصاري
#المصدر : صحيح البخاري
📋 #شـرح_الـحـديـث 🖍
عَمِلَ الإسلامُ على قطْعِ دابرِ الشَّحناءِ والعَداوةِ والبَغضاءِ منَ المجتمعِ ، واتَّخذَ لذلك تَدابيرَ مُتعدِّدةً.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا يَحِلُّ لِمُسلمٍ أنْ يَهجُرَ أخاهُ في الإسلامِ ، فَوقَ ثَلاثِ لَيالٍ بأيَّامِها قاصِدًا لِقَطعِ مُواصلَتِه عازِمًا عَليها ، وهذا إذا لم يَخَفْ مِن مُكالَمتِه وصِلتِه ما يُفسِدُ عليه دِينَه ، أو يُولِّدُ به على نفْسِه مَضرَّةً في دِينِه أو دُنياه ، أو لوُجودِ بِدعةٍ في المَهجورِ ، أو لتَظاهُرِه بفِسْقٍ أو نحوِه ؛ فإنْ كان ذلك فله مُجانَبتُه والبُعدُ عنه ، ورُبَّ هَجْرٍ جَميلٍ خيْرٌ مِن مُخالَطةٍ مُؤذيةٍ ، وبَعضُ الهَجرِ زَجرٌ وتَأديبٌ.
● وقولُه : «يَلتقِيَانِ ؛ فيَصُدُّ هذا ، ويَصُدُّ هذا» ، أيْ : إنَّ المتخاصِمَينِ يُعرِضُ كُلٌّ منهما عن الآخَرِ ، وهو الغالِبُ مِن حالِ المتهاجِرَينِ عندَ اللِّقاءِ ، ثمَّ بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ خَيرَهُما وأفضَلَهُما الَّذي يَبدَأُ بالسَّلامِ ؛ فَالسَّلامُ يَقطَعُ الهِجرَةَ ، ويُزيلُ الحَرَجَ.
👈 وذِكرُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لثَلاثِ لَيالٍ يدُلُّ على إباحتِها في الثَّلاثِ لعارِضٍ ، وإنَّما عُفِيَ عنها في الثَّلاثِ ؛ لأنَّ الإنسانَ قد يَغضَبُ أو يَسوءُ خُلقُه بسَببِ مَوقفٍ ، فعُفِيَ عنِ الهَجرِ في الثَّلاثةِ ؛ ليَذهَبَ ذلك العارِضُ.
#قيل : في اليَومِ الأوَّلِ يَسكُنُ غَضَبُه ، وفي الثَّاني يُراجِعُ نَفْسَه ، وفي الثَّالثِ يَعتَذِرُ ، وما زاد على ذلك كان قَطْعًا لحُقوقِ الأُخوَّةِ.
#وفي_الحديث :
ذَمُّ هَجرِ المُسلمِ أخاهُ فَوقَ ثَلاثِ لَيالٍ ، إذا لم يَكُن لمصلحةٍ شرعيَّةٍ أو لدَفْعِ مَضرَّةٍ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/23549
ب- ذمُّ الهَجْرِ والنَّهيُ عنه من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
1⃣ عن أبي هُرَيرةَ ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((لا تَباغَضوا ، ولا تَدابَروا ، ولا تنافَسوا ، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا)). أخرجه البخاري ومسلم.
فلا يَحِلُّ التَّباغُضُ ولا التَّنافُسُ ولا التَّحاسُدُ ولا التَّدابُرُ بَيْنَ المُسلِمين ، والواجبُ عليهم أن يكونوا إخوانًا كما أمَرَهم اللهُ ورسولُه ، فإذا تألَّم واحدٌ منهم تألَّم الآخرُ بألَمِه ، وإذا فَرِح فَرِح الآخرُ بفَرَحِه ، ينفي الغِشَّ والدَّغَلَ مع استسلامِ الأنفُسِ للهِ عزَّ وجَلَّ ، مع الرِّضا بما يوجِبُ القضاءُ في الأحكامِ كُلِّها ، ولا يجِبُ الهِجرانُ بَيْنَ المُسلِمين عِندَ وجودِ زلَّةٍ من أحَدِهما ، بل يجبُ عليهما صرْفُها إلى الإحسانِ والعَطفِ عليه بالإشفاقِ وتَركِ الهِجرانِ.
2⃣ وعن أبي أيُّوبَ الأنصاريُّ : أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((لا يحِلُّ لرَجُلٍ أن يَهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ ، يَلتَقيانِ فيُعرِضُ هذا ويُعرِضُ هذا ، وخَيرُهما الذي يبدأُ بالسَّلامِ)). أخرجه البخاري ومسلم.
#والمعنى : أفضَلُهما في طريقِ الأخلاقِ وحُسنِ المعاشَرةِ ((الذي يبدأُ بالسَّلامِ)) أي : ثمَّ الذي يردُّه ، وفيه إيماءٌ إلى أنَّ من لم يَرُدَّه ليس فيه خيرٌ أصلًا ، فيجوزُ هِجرانُه ، بل يجِبُ ؛ لأنَّه بتركِ رَدِّ السَّلامِ صار فاسِقًا ، وإنَّما يكونُ البادئُ خيرَهما لدلالةِ فِعلِه على أنَّه أقرَبُ إلى التَّواضُعِ وأنسَبُ إلى الصَّفاءِ وحُسنِ الخُلقِ ، وللإشعارِ بأنَّه معتَرِفٌ بالتَّقصيرِ ، وللإيماءِ إلى حُسنِ العَهدِ وحِفظِ المودَّةِ القديمةِ ، أو كأنَّه بادِئٌ في المحبَّةِ والصُّحبةِ.
في هذا الحديثِ تحريمُ الهَجْرِ بَيْنَ المُسلِمين أكثَرَ من ثلاثِ ليالٍ بنَصِّ الحديثِ ، وإباحتُها في الثَّلاثِ الأُوَلِ بمفهومِ الحديثِ ، قال العُلَماءُ : وإنَّما عُفِي عنها في الثَّلاثِ ؛ لأنَّ الآدميَّ مجبولٌ على الغَضَبِ وسُوءِ الخُلُقِ ونحوِ ذلك ، فعُفي عن الهِجْرةِ في الثَّلاثةِ ليَذهَبَ ذلك العارِضُ. ثمَّ يكونُ لزامًا على المُسلِمِ بعدَه أن يواصِلَ إخوانَه ، وأن يعودَ معهم سيرتَه الأولى ، كأنَّ القطيعةَ غَيمةٌ ، ما إن تجمَّعَت حتى هبَّت عليها الرِّيحُ فبدَّدَتْها ، وصَفا الأفُقُ بعدَ عُبوسٍ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5106
تابع / ذمُّ الهَجْرِ والنَّهيُ عنه مِنَ القرآنِ الكريمِ
3⃣ وقال تعالى ناهيًا المُؤمِنين عن الاختلافِ والتَّفرُّقِ ، ولا شَكَّ أنَّهما من أسبابِ التَّهاجُرِ : {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105] .
4⃣ وقال تعالى مؤكِّدًا على الإصلاحِ بَيْنَ المُؤمِنين عِندَ التَّهاجُرِ والتَّخاصُمِ والتَّقاتُلِ : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10] .
قولُه : {بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} يعني : بَيْنَ كُلِّ مُسلِمينِ تخاصَما وتقاتَلا.
5⃣ وقال تعالى في الحَثِّ على الإصلاحِ بَيْنَ النَّاسِ ونَبْذِ أسبابِ التَّهاجُرِ والتَّنازُعِ بَيْنَهم : {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114] .
قولُه تعالى : {أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} عامٌّ في الدِّماءِ والأموالِ والأعراضِ ، وفي كُلِّ شيءٍ يقَعُ التَّداعي والاختلافُ فيه بَيْنَ المُسلِمين ، وفي كُلِّ كلامٍ يرادُ به وجهُ اللهِ تعالى.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5104
حكم الاحتفال بعيد الحب
#الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثانيًا : الفَرْقُ بَيْنَ الهَجْرِ والتَّدابُرِ والتَّشاحُنِ والتَّركِ
#الفرق_بين : الهَجْرِ والتَّدابُرِ والتَّشاحُنِ
● الهَجْرُ : أن يهجُرَ أخاه المُسلِمَ فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ لغيرِ غَرَضٍ شرعيٍّ.
● والتَّدابُرُ : هو الإعراضُ عن المُسلِمِ بأن يلقاه فيُعرِضَ عنه بوَجهِه.
● والتَّشاحُنُ : هو تغيُّرُ القلوبِ المؤدِّي إلى أحَدِ ذَينِك.
#الفرق_بين : الهَجْرِ والتَّركِ
التَّركُ : عَدَمُ فِعلِ المقدورِ عليه ، سواءٌ أترَكَه بقَصدٍ أم بغيرِ قَصدٍ ، أو مفارقةُ ما يكونُ الإنسانُ فيه.
فالصِّلةُ بَيْنَ الهَجْرِ والتَّركِ عُمومٌ وخُصوصٌ مُطلَقٌ ، والتَّركُ أعَمُّ.
فالتَّركُ مُفارَقةٌ دائِمةٌ ، وأمَّا الهَجْرُ فلا يلزَمُ دوامُه ، بل منه الهَجْرُ الوَقتيُّ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5101
تابع / #الأخلاق_المذمومة
#الهجر
أوَّلًا : الهَجْرُ لغةً واصطِلاحًا
● الهَجْرُ لُغةً :
الهَجْرُ : ضِدُّ الوَصلِ ، مَصدَرُ هَجَر ، يُقالُ : هَجَره هَجرًا وهِجرانًا : أي : صَرَمه وقطَعَه ، والاسمُ : الهِجْرةُ ، والتَّهاجُرُ : التَّقاطُعُ. وهَجَر الشَّيءَ : ترَكه وأغفَلَه وأعرَض عنه.
وللهَجرِ معانٍ أخرى ، وكُلُّها تدورُ على أصلٍ واحدٍ ، وهو البُعدُ عن الشَّيءِ ، ومن ذلك الهَجْرُ ؛ فهو بُعدٌ عن الوَصلِ الذي ينبغي من الأُلفةِ ، وجميلِ الصُّحبةِ.
● الهَجْرُ اصطِلاحًا :
الهَجْرُ : مفارقةُ الإنسانِ غيرَه ، إمَّا بالبَدَنِ أو باللِّسانِ أو بالقَلبِ.
📚 وعرَّف ابنُ حَجَرٍ العَسقَلانيُّ الهَجْرَ بأنَّه : (تركُ الشَّخصِ مكالمةَ الآخَرِ إذا تلاقَيا).
● وقال ابن حجر الهيتمي : (الهَجْرُ أن يهجُرَ أخاه المُسلِمَ فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ لغيرِ غَرَضٍ شَرعيٍّ).
📖 وقال الكَفَويُّ : (الهَجْرُ بالفَتحِ : التَّركُ والقطيعةُ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5099
ب- من الأمثالِ والحِكَمِ
● النَّميمةُ أُرْثةُ العداوةِ.
👈 الأُرْثةُ والإراثُ : اسمٌ لِما تُؤَرَّثُ به النَّارُ ، أي : النَّميمةُ وَقودُ نارِ العداوةِ.
● جاؤوا بالحَظِرِ الرَّطْبِ.
👈 أصلُ الحَظِرِ : الحَطَبُ الرَّطْبُ يُجعَلُ منه الحظيرةُ للابِلِ ، ويُحتاجُ فيها إلى كثرةٍ ، فصار عبارةً عن الشَّيءِ الكثيرِ ، ويُعَبَّرُ به أيضًا عن النَّميمةِ ، ومنه قولُه : ولم يمشِ بَيْنَ القومِ بالحَظِرِ الرَّطْبِ... أي : بالنَّميمةِ. كما قيل في قَولِه تعالى : {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد: 4] في بعضِ الأقوالِ.
● ولكُلِّ ساقِطةٍ لاقِطةٌ.
👈 يُضرَبُ في حِفظِ اللِّسانِ من خَطَأِ القَولِ وهَذرِه ، ومنه النَّميمةُ ، وهذا تحذيرٌ مِن سَقَطِ الكلامِ ، يقولُ : إنَّ في النَّاسِ من يلتَقِطُه فيُنْميه ويُشيعُه حتَّى يُوَرِّطَ قائِلَه ؛ فاحذَرْه.
● مَن لاحاك فقد عاداك.
● فلانٌ يقولُ للسَّارِقِ : اسرِقْ ، ولصاحِبِ المَنزِلِ : احفَظْ مَتاعَك.
👈 يُضرَبُ لِمن يسيرُ بالسِّعايةِ بَيْنَ النَّاسِ بالكَذِبِ والنَّميمةِ والتَّلوُّنِ ؛ فإنَّه يلقى كُلًّا بما يُعجِبُه.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5096
تابع / مِنَ الشِّعْرِ
5⃣ وقال آخَرُ :
لا تَقبَلَـنَّ نميمـةً بُلِّغْتَهـا ••
وتحفَظَنَّ من الذي أنبأَكَها
إنَّ الذي أهدى إليك نميمةً ••
سينُمُّ عنك بمِثْلِها قد حاكَها
6⃣ ورَحِمَ اللَّهُ مَن قال :
مَن نَمَّ في النَّاسِ لم تُؤمَنْ عَقارِبُه ••
على الصَّديقِ ولم تؤمَنْ أفاعيهِ
كالسَّيلِ باللَّيلِ لا يدري به أحَدٌ ••
مِن أين جاء ولا مِن أين يأتيهِ
الوَيلُ للعَهدِ منه كيف يَنقُضُه ••
والوَيلُ للوُدِّ منه كيف يُفْنيهِ
7⃣ وقال آخَرُ :
إذا الواشي نعى يومًا صديقًا ••
فلا تَدَعِ الصَّديقَ لقَولِ واشِي
8⃣ وقال آخَرُ :
يسعى عليك كما يسعى إليك فلا ••
تأمَنْ غوائِلَ ذي وَجهَيِن كيَّادِ
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5094
ثاني عَشَرَ : ذَمُّ النَّميمةِ في واحةِ الأدَبِ
أ- مِنَ الشِّعْرِ
1⃣ قال أحَدُ الشُّعَراءِ :
تَنَحَّ عن النَّميمةِ واجتَنِبْها ••
فإنَّ النَّمَّ يُحبِطُ كُلَّ أجْـرْ
يثيرُ أخو النَّميمةِ كُلَّ شَرْ ••
ويَكشِفُ للخلائِقِ كُلَّ سِرْ
ويَقتُلُ نفسَه وسِواه ظُلمًا ••
وليس النَّمُّ من أفعالِ حُرْ
2⃣ ولقد أحسَنَ مَن قال :
عَجِبتُ لواشٍ ظَلَّ يكشِفُ أمْرَنا ••
وما بسوى أخبارِنا يتنفَّسُ
وماذا عليه من عَنائي ولوعتي ••
أنا آكُلُ الرُّمَّانَ والوُلْدُ تَضْرَسُ
3⃣ ورَحِم اللَّهُ مَن قال :
وفي النَّاسِ مَن يُغري الوَرَى بلِسانِهِ ••
وبَينَ البرايا للنَّميمةِ يحمِلُ
يرى أنَّ في حَملِ النَّميمةِ مَكسَبًا ••
تراه بها بَيْنَ الورى يتأكَّلُ
4⃣ وقال آخَرُ :
ويَحرُمُ بَهْتٌ واغتيابٌ نميمةٌ ••
وإفشاءُ سِرٍّ ثمَّ لَعْنُ مُقَيَّدِ
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5094
⁉️النَّميمةُ تَقتُلُ صاحِبَها :
(كان رجُلٌ يغشي بعضَ المُلوكِ ، فيقومُ بحِذاءِ المَلِكِ ، ويقولُ : أحسِنْ إلى المحسِنِ بإحسانِه ، والمسيءُ ستكفيه مساوِئُه ، فحسَده رجُلٌ على ذلك المقامِ والكلامِ ، فسعى به إلى المَلِكِ ، فقال : إنَّ هذا الذي يقومُ بحذائِك ، ويقولُ ما يقولُ ، يزعُمُ أنَّ المَلِكَ أَبخَرُ. فقال له المَلِكُ : وكيف يَصِحُّ ذلك عندي؟ قال : تدعو به إليك ، فإذا دنا منك وَضَع يَدَه على أنفِه ؛ لئلَّا يَشَمَّ ريحَ البَخَرِ. فقال له المَلِكُ : انصَرِفْ حتَّى أنظُرَ ، فخَرَج من عِندِ المَلِكِ ، فدعا الرَّجُلَ إلى منزِلِه ، فأطعَمَه طعامًا فيه ثُومٌ ، فخرج الرَّجُلُ مِن عِندِه ، وقام بحِذاءِ المَلِكِ ، فقال : أحسِنْ إلى المحسِنِ بإحسانِه ، والمسيءُ ستكفيه مساوئُه! فقال له المَلِكُ : ادْنُ منِّي ، فدنا منه ، فوَضَع يَدَه على فيه ؛ مخافةَ أن يَشتَمَّ المَلِكُ منه رِيحَ الثُّومِ. فقال المَلِكُ في نفسِه : ما أرى فلانًا إلَّا وقد صَدَق ، وكان المَلِكُ لا يكتُبُ بخَطِّه إلَّا جائِزةً أو صِلةً ، فكَتَب له كتابًا بخَطِّه إلى عامِلٍ مِن عُمَّالِه : إذا أتاك حامِلُ كتابي هذا ، فاذبَحْه ، واسلُخْه ، واحشُ جِلْدَه تِبنًا ، وابعَثْ به إليَّ. فأخَذ الرَّجُلُ الكِتابَ وخرَج ، فلَقِيه الرَّجُلُ الذي سعى به ، فقال : ما هذا الكتابُ؟ قال : خَطَّ المَلِكُ لي بصِلةٍ ، فقال : هَبْه لي. فقال : هو لك ، فأخَذه ، ومضى إلى العامِلِ ، فقال العامِلُ : في كتابِك أن أذبَحَك وأسلُخَك! قال : إنَّ الكتابَ ليس هو لي ، اللَّهَ اللَّهَ في أمري حتَّى أرجِعَ إلى المَلِكِ! فقال : ليس لكِتابِ المَلِكِ مُراجعةٌ. فذبحَه وسلَخَه وحشا جِلدَه تِبنًا ، وبَعَث به ، ثمَّ عاد الرَّجُلُ إلى المَلِكِ كعادتِه ، وقال مِثلَ قَولِه ، فعَجِبَ المَلِكُ وقال : ما فَعَل الكِتابُ؟ قال : لَقِيَني فلانٌ ، فاستوهَبَني إيَّاه ، فوهَبْتُه له ، فقال المَلِكُ : إنَّه ذَكَر لي أنَّك تزعُمُ أنِّي أَبخَرُ! قال : ما فعَلْتُ ، قال : فلِمَ وَضَعْتَ يَدَك على فيك؟ قال : كان أطعَمَني طعامًا فيه ثُومٌ ، فكَرِهتُ أن تَشَمَّه. قال : صدَقْتَ ، ارجِعْ إلى مكانِك ، فقد كفاك المسيءُ مَساوِئَه!).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5091
عاشِرًا : حُكمُ النَّميمةِ وما يباحُ منها
⛔️ النَّميمةُ مُحَرَّمةٌ بالكِتابِ ، والسُّنَّةِ ، والإجماعِ ، وهي من كبائِرِ الذُّنوبِ.
👈 وممَّن نقل الإجماعَ على حُرمةِ النَّميمةِ ابنُ حَزمٍ والنَّوويُّ :
● قال ابنُ حَزمٍ : (واتَّفَقوا على تحريمِ الغِيبةِ والنَّميمةِ في غيرِ النَّصيحةِ الواجِبةِ).
📚 وقال النَّوويُّ : (وأمَّا حُكمُهما أي : الغِيبةِ والنَّميمةِ ، فهما محرَّمتانِ بإجماعِ المُسلِمين ، وقد تظاهَرَ على تحريمِهما الدَّلائلُ الصَّريحةُ من الكِتابِ والسُّنَّةِ وإجماعِ الأمَّةِ).
📖 وقال ابنُ بازٍ : (هي من الكبائِرِ ومِن أسبابِ البَغْضاءِ والشَّحناءِ بَيْنَ المُسلِمين ؛ فالواجِبُ الحَذَرُ منها).
📙 وقال ابنُ عُثَيمين : (النَّميمةُ من كبائِرِ الذُّنوبِ ، وهي سبَبٌ لعذابِ القَبرِ ، ومن أسبابِ حِرمانِ دُخولِ الجنَّةِ).
👈 لكن إن دَعَت إليها حاجةٌ فلا تحرُمُ ، وذلك كتحذيرِ إنسانٍ ممَّن يريدُ قَتْلَه أو الإضرارَ به أو بأهلِه أو بمالِه ، أو دلالةِ أصحابٍ على من يسعى بما فيه مفسَدةٌ ، وقد يكونُ بعضُ ذلك واجبًا وبعضُه مُستحَبًّا.
📚 قال ابنُ كثيرٍ : (النَّميمةُ على قِسمَينِ ، تارةً تكونُ على وَجهِ التَّحريشِ بَيْنَ النَّاسِ وتفريقِ قُلوبِ المُؤمِنين ، فهذا حرامٌ متَّفَقٌ عليه. فأمَّا إذا كانت على وَجهِ الإصلاحِ بَيْنَ النَّاسِ وائتلافِ كَلِمةِ المُسلِمين... أو يكونُ على وَجهِ التَّخذيلِ والتَّفريقِ بَيْنَ جموعِ الكَفَرةِ ، فهذا أمرٌ مطلوبٌ ، كما جاء في الحديثِ : ((الحَربُ خَدْعةٌ)). وكما فَعَل نعيمُ بنُ مَسعودٍ في تفريقِه بَيْنَ كَلِمةِ الأحزابِ وبَينَ قُرَيظةَ ، وجاء إلى هؤلاء فنَمى إليهم عن هؤلاء كَلامًا ، ونَقَل من هؤلاءِ إلى أولئك شَيئًا آخَرَ ، ثمَّ لأَمَ بَيْنَ ذلك ، فتناكَرَت النُّفوسُ وافتَرَقَت. وإنَّما يحذو على مِثلِ هذا الذَّكاءِ والبصيرةِ النَّافذةِ. واللَّهُ المستعانُ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5089
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
- الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة أفضل من بقيّة الأيام، وليلتها أفضل الليالي، قال ﷺ :
("إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه")
اللهمَّ صَلِّ وَسَـــلِّمْ وَبَارِك على سيدنا ونبينا مُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
تاسعًا : ماذا يفعَلُ مَن حُمِلَت إليه النَّميمةُ؟
📚 قال الغَزاليُّ : كُلُّ مَن حُمِلت إليه النَّميمةُ وقيل له : إنَّ فلانًا قال فيك كذا وكذا ، أو فَعَل في حقِّك كذا ، أو هو يُدَبِّرُ في إفسادِ أمرِك ، أو في ممالأةِ عَدُوِّك أو تقبيحِ حالِك ، أو ما يجري مجراه ؛ فعليه سِتَّةُ أمورٍ :
#الأول : ألَّا يُصَدِّقَه ؛ لأنَّ النَّمَّامَ فاسِقٌ ، وهو مردودُ الشَّهادةِ ؛ قال اللَّهُ تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: 6] .
#الثاني : أن ينهاه عن ذلك وينصَحَ له ، ويُقَبِّحَ عليه فِعلَه ؛ قال اللَّهُ تعالى : {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [لقمان: 17].
#الثالث : أن يُبغِضَه في اللَّهِ تعالى ؛ فإنَّه بغيضٌ عِندَ اللَّهِ تعالى ، ويجِبُ بُغضُ من يُبغِضُه اللَّهُ تعالى.
#الرابع : ألَّا تظُنَّ بأخيك الغائِبِ السُّوءَ ؛ لقَولِ اللَّهِ تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ} [الحجرات: 12] .
#الخامس : ألَّا يحمِلَك ما حُكِيَ لك على التَّجسُّسِ والبَحثِ لتُحَقِّقَ ؛ اتباعًا لقَولِ اللَّهِ تعالى : {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12] .
#السادس : ألَّا ترضى لنفسِك ما نهَيتَ النَّمَّامَ عنه ، ولا تحكيَ نميمَتَه ؛ فتقولَ : فلانٌ قد حكى لي كذا وكذا ، فتكونَ به نمَّامًا ومُغتابًا ، وقد تكونُ قد أتيتَ ما عنه نَهَيتَ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5087
سابعًا : أسبابُ الوقوعِ في النَّميمةِ
1- أن ينشَأَ الفَردُ في بيئةٍ دأبُها النَّميمةُ والوقيعةُ بَيْنَ النَّاسِ ، فيُحاكيها ويتأثَّرُ بها.
2- الإساءةُ للآخَرينَ ، والرَّغبةُ في إيذائِهم.
3- إطلاقُ اللِّسانِ بالخَوضِ في الباطِلِ وفُضولِ الحديثِ.
4- عدَمُ رَدعِ النَّمَّامِ وزَجرِه ، بل استحسانُ عَمَلِه ومسايرتُه.
5- الفَراغُ وعَدَمُ شَغلِ الوقتِ بالأشياءِ النَّافعةِ.
6- الغَضَبُ والرَّغبةُ في الانتقامِ.
7- تتبُّعُ عَوراتِ النَّاسِ.
8- العَمَلُ لصالحِ أفرادٍ أو جِهاتٍ مَشبوهةٍ.
9- ضَعفُ الإيمانِ وسوءُ الخُلُقِ.
10- جَهلُ النَّمَّامِ بالعواقِبِ السَّيِّئةِ للنَّميمةِ وآثارِها على الفَردِ والمجتمَعِ.
11- الحَسَدُ للآخَرينَ ، وعَدَمُ حُبِّ الخيرِ لهم.
12- البَغيُ ، قال أحمدُ بنُ عاصِمٍ الأنطاكيُّ : (أشَرُّ مَكِنةِ الرَّجُلِ البَذاءُ -وهو الوقيعةُ منه ، وهي الغِيبةُ- وذلك أنَّه لا ينالُ بذلك منفعةً في الدُّنيا ولا في الآخرةِ ، بل يُبغِضُه عليه المتَّقون ويَهجُرُه الغافِلون ، وتجتَنِبُه الملائكةُ ، وتَفرَحُ به الشَّياطينُ... والغِيبةُ والنَّميمةُ قرينتانِ ، ومخرَجُهما من طريقِ البَغيِ ، والنَّمَّامُ قاتِلٌ ، والمغتابُ آكِلُ الميتةِ ، والباغي مُستكبِرٌ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5083
تابع / أقسام النَّميمةِ
3⃣ النَّميمةُ المباحةُ :
قد تُباحُ النَّميمةُ ، ومن ذلك ما ورد أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَسَم قِسمةً ، فقال رجُلٌ من الأنصارِ : واللَّهِ ما أراد محمَّدٌ بهذا وَجهَ اللَّهِ! فأتيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَرْتُه ، فتمَعَّرَ وجهُه ، وقال : ((رَحِمَ اللَّهُ موسى ، لقد أوذيَ بأكثَرَ من هذا فصَبَر!)). رواه البخاري ومسلم.
📚 قال ابنُ بطَّالٍ : (في هذا الحديثِ من الفقهِ أنَّه يجوزُ للرَّجُلِ أن يخبِرَ أهلَ الفضلِ والسَّترِ من إخوانِه بما يُقالُ فيهم ممَّا لا يليقُ بهم ؛ ليُعَرِّفَهم بذلك من يؤذيهم من النَّاسِ ويُنَقِّصُهم ، ولا حرَجَ عليه في مقابلتِه بذلك وتبليغِه له. وليس ذلك من بابِ النَّميمةِ ؛ لأنَّ ابنَ مسعودٍ حينَ أخبَرَ النَّبيَّ عليه السَّلامُ بقولِ الأنصاريِّ فيه وتجويرِه له في القِسمةِ ، لم يقُلْ له : أتيتَ بما لا يجوزُ ، ونمَمْتَ الأنصاريَّ ، والنَّميمةُ حرامٌ ، بل رَضِيَ ذلك عليه السَّلامُ ، وجاوبه عليه بقولِه : ((يرحَمُ اللَّهُ موسى ، لقد أوذيَ بأكثَرَ من هذا فصَبَر)) ، وإنَّما جاز لابنِ مسعودٍ نقلُ ذلك إلى النَّبيِّ عليه السَّلامُ ؛ لأنَّ الأنصاريَّ في تجويرِه للنَّبيِّ عليه السَّلامُ استباح إثمًا عظيمًا ، ورَكِبَ جُرمًا جسيمًا ، فلم يكُنْ لحديثِه حُرمةٌ ، ولم يكُنْ نَقلُه من بابِ النَّميمةِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5079