☆خذ من القناة ماتشاء واترك لنا الدعاء☆ انشر الخير ولا تحتقر من المعروف شيئا .. فلا تدري أي عمل يدخلك الجنة
سادسًا : مظاهِرُ وصُوَرُ نُكْرانِ الجَميلِ
لنُكْرانِ الجَميلِ صُوَرٌ عديدةٌ ومظاهِرُ كثيرةٌ ؛ منها :
1⃣ نُكرانُ العبدِ جميلَ اللهِ عزَّ وجَلَّ عليه ، وجُحودُ نِعَمِه ونِسيانُها ، وهو أقبَحُ صُوَرِ نُكْرانِ الجَميلِ ؛ ولهذا استحَقَّ صاحِبُه أن ينساه اللهُ يومَ القيامةِ.
● عن أبي هُرَيرةَ قال : قالوا : يا رسولَ اللهِ هل نرى ربَّنا يومَ القيامةِ؟ قال : ((هل تُضارُّونَ في رُؤيةِ الشَّمسِ في الظَّهيرةِ ، ليست في سَحابةٍ؟)) قالوا : لا ، قال : ((فهل تُضارُّونَ في رُؤيةِ القَمَرِ لَيلةَ البَدرِ ، ليس في سَحابةٍ؟)) قالوا : لا ، قال : ((فوالذي نَفسي بيدِه لا تُضارُّونَ في رُؤيةِ رَبِّكم إلَّا كما تُضارُّونَ في رُؤيةِ أحَدِهما ، قال : فيَلقى العَبدَ ، فيَقولُ : أيْ فُلُ ، ألمْ أُكرِمْك وأُسَوِّدْك ، وأزَوِّجْك وأُسخِّرْ لَك الخَيلَ والإبلَ ، وأذَرْك تَرأَسُ وتَرْبعُ ؟ فيَقولُ : بَلى ، قال : فيَقولُ : أفَظنَنتَ أنَّك مُلاقِيَّ؟ فيَقولُ : لا ، فيَقولُ : فإنِّي أنساكَ كما نَسيتَني ، ثُمَّ يَلقى الثَّانيَ فيَقولُ : أيْ فُلُ ، ألمْ أُكرِمْك وأُسَوِّدْك ، وأزَوِّجْك وأُسخِّرْ لَك الخَيلَ والإبلَ ، وأذَرْك تَرأَسُ وتَرْبعُ؟ فيَقولُ : بَلى أيْ رَبِّ ، فيَقولُ : أفَظنَنتَ أنَّك مُلاقِيَّ؟ فيَقولُ : لا ، فيَقولُ : فإنِّي أنساكَ كما نَسيتَني)). أخرجه مسلم.
📚 قال ابنُ تَيميَّةَ : (فاليومَ أنساك كما نسيتَني : فهذا يقتضي أنَّه لا يَذكُرُه كما يَذكُرُ أهلَ طاعتِه).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5052
رابعًا : آثارُ نُكْرانِ الجَميلِ
1⃣ تقطيعُ الأواصِرِ والصِّلاتِ بَيْنَ النَّاسِ.
2⃣ حُدوثُ الكراهيةِ والعداوةِ والضَّغائِنِ.
3⃣ سَبَبٌ لدُخولِ النَّارِ ، خاصَّةً إذا كان نُكرانَ جميلِ مُحسِنٍ تجِبُ مُراعاتُه ، كالزَّوجِ.
4⃣ نُكْرانُ الجَميلِ سَبَبٌ للعُقوبةِ وزَوالِ النِّعَمِ.
5⃣ قد يحمِلُ بعضَ النَّاسِ على مَنعِ المعروفِ وبَذلِ الخيرِ.
6⃣ قد يحمِلُ صاحِبَ الجميلِ على المنِّ به ، فيترَتَّبُ على نُكْرانِ الجَميلِ محظورٌ آخَرُ.
7⃣ سَبَبٌ لغَضَبِ اللهِ تعالى والإعراضِ من الخَلقِ.
8⃣ يؤدِّي إلى نَكَدِ البالِ وسُوءِ الحالِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5048
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ)).
#الراوي : أبو هريرة
#المحدث : الألباني
#المصدر : صحيح أبي داود
خلاصة حكم المحدث : #صحيح
📑 #شـرح_الـحـديـث
عَلَّمنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الحَمدَ والشُّكرَ للهِ تعالى يكونُ في كلِّ شيء ٍ، وعلى كلِّ حالٍ ، ومِن لوازمِ شُكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ يَشكُر الإنسانُ غيرَه إذا قَدَّم إليه معروفًا.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :
● "لا يَشكُرُ اللهَ مَن لا يَشكُرُ النَّاسَ" ، أي : لا يَقْبلُ اللهُ تَعالى شُكرًا مِن عبْدِه الَّذي أحسَنَ إليه ، إذا كان هذا العبْدُ ممَّن يَنْسى المعروفَ الذي قدَّمه إليه أحدٌ مِن النَّاس ، ويَكفُرُ نِعَمَهم ، ولا يَشْكُرُهم عليها ؛ وذلك لاتِّصالِ الأمرَينِ ببعْضِهما.
#وقيل مَعناه : أنَّ مَنْ كان مِنْ طبعِه وعادَتِه كُفرانُ نِعْمَةِ النَّاسِ وترْكُ الشُّكْرِ لهم ، كان مِن عادَتِه وطبْعِه كفْرُ نِعْمةِ اللهِ وترْكُ الشُّكرِ له ؛ لأنَّه ليس مُعتادًا على الشُّكرِ.
#وقيل_معناه : أنَّ مَن لا يَشكُرُ النَّاسَ كمَن لا يشْكُرُ اللهَ وإنْ شَكَرَه ، وإنَّما الحَثُّ على شُكْرِ النَّاسِ ليس لِكوْنِ النِّعمَةِ صدَرَتْ منهم ، بل لكونِها جرَتْ على أيدِيهم ، والمُنعِمُ على الحقيقَةِ هو اللهُ ، فإذا شكَرْتَ عبدًا لكونِه أحسَنَ إليكَ في الدُّنيا ، فإنَّ شُكْرَه لكوْنِ الشَّارِعِ أمَرَ بذلك ، لا لاعتِقادِ أنَّه فاعِلُ ذلك.
#وفي_الحديث :
الحَثُّ على الوَفاء ، وحفْظِ المعروفِ لأهلِه.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/30005
تابع / من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
3⃣ عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه ، أنَّه سَمِع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ((إنَّ ثلاثةً في بني إسرائيلَ أبرَصَ وأقرَعَ وأعمى ، بدا للهِ أن يبتَلِيَهم فبعَث إليهم ملَكًا ، فأتى الأبرَصَ فقال : أيُّ شيءٍ أحَبُّ إليك؟ قال : لونٌ حَسَنٌ وجِلدٌ حَسَنٌ ، قد قَذِرَني النَّاسُ! قال : فمسَحه فذهَب عنه ، فأُعطِيَ لونًا حَسَنًا وجِلدًا حَسَنًا ، فقال : أيُّ المالِ أحَبُّ إليك؟ قال : الإبِلُ ، أو قال البَقَرُ -هو شَكَّ في ذلك : إنَّ الأبرَصَ والأقرَعَ قال أحَدُهما : الإبِلُ ، وقال الآخَرُ : البَقَرُ- فأُعطِيَ ناقةً عُشَراءَ ، فقال : يُبارَكُ لك فيها ، وأتى الأقرَعَ فقال : أيُّ شيءٍ أحَبُّ إليك؟ قال : شَعرٌ حَسَنٌ ، ويَذهَبُ عنِّي هذا ، قد قَذِرَني النَّاسُ! قال : فمسَحَه فذهَب ، وأعطِيَ شَعرًا حَسَنًا ، قال : فأيُّ المالِ أحَبُّ إليك؟ قال : البَقَرُ ، قال : فأعطاه بَقَرةً حامِلًا وقال : يُبارَكُ لك فيها ، وأتى الأعمى فقال : أيُّ شيءٍ أحَبُّ إليك؟ قال : يَرُدُّ اللهُ إليَّ بصري فأُبصِرُ به النَّاسَ ، قال : فمسَحه فرَدَّ اللهُ إليه بَصَرَه ، قال : فأيُّ المالِ أحَبُّ إليك؟ قال : الغَنَمُ ، فأعطاه شاةً والدًا ، فأُنتِجَ هذان ، ووَلَّد هذا ، فكان لهذا وادٍ من إبِلٍ ، ولهذا وادٍ من بَقَرٍ ، ولهذا وادٍ من الغَنَمِ ، ثمَّ إنَّه أتى الأبرَصَ في صورتِه وهيئتِه فقال : رجُلٌ مِسكينٌ تقَطَّعَت بي الحبالُ في سفري ، فلا بلاغَ اليومَ إلَّا باللهِ ثمَّ بك ، أسألُك بالذي أعطاك اللَّونَ الحَسَنَ والجِلدَ الحَسَنَ والمالَ ، بعيرًا أتبلَّغُ عليه في سفري ، فقال له : إنَّ الحقوقَ كثيرةٌ ، فقال له : كأنِّي أعرِفُك ، ألم تكُنْ أبرَصَ يَقذَرُك النَّاسُ ، فقيرًا فأعطاك اللهُ؟! فقال : لقد وَرِثتُ لكابِرٍ عن كابِرٍ! فقال : إنْ كُنتَ كاذِبًا فصَيَّرك اللهُ إلى ما كنتَ! وأتى الأقرعَ في صورتِه وهيئتِه ، فقال له مِثلَ ما قال لهذا ، فرَدَّ عليه مِثلَ ما ردَّ عليه هذا ، فقال : إنْ كُنتَ كاذِبًا فصَيَّرك اللهُ إلى ما كنتَ! وأتى الأعمى في صورتِه ، فقال : رجلٌ مِسكينٌ وابنُ سبيلٍ وتقَطَّعَت بي الحبالُ في سَفَري ، فلا بلاغَ اليومَ إلَّا باللهِ ثمَّ بك ، أسألُك بالذي ردَّ عليك بصَرَك شاةً أتبلَّغُ بها في سَفَري ، فقال : قد كُنتُ أعمى فرَدَّ اللهُ بصري ، وفقيرًا فقد أغناني ؛ فخُذْ ما شِئتَ ، فواللهِ لا أجهَدُك اليومَ بشَيءٍ أخَذْتَه للهِ ، فقال : أمسِكْ مالَك ؛ فإنَّما ابتُليتُم ، فقد رَضِيَ اللهُ عنك ، وسَخِطَ على صاحِبَيك!)). أخرجه البخاري ومسلم.
📖 قال ابنُ هُبَيرةَ : (في هذا الحديثِ مِن الفِقهِ : أنَّ اللهَ تعالى جعَل هؤلاء الثَّلاثةَ آيةً من آياتِه ؛ ليُذَكِّرَ بكُلٍّ منهم أصحابَ البلاءِ من جِنسِه ، وليُخَوِّفَ النَّاسيَ فَضلَ اللهِ سُبحانَه ، والجاحِدَ نِعمتَه ؛ ولِيُعلَمَ أنَّ البلاءَ في الغالبِ يكونُ بعُرضةٍ أن يزولَ إلى خيرٍ ، وأنَّ النِّعمةَ في الغالِبِ تكونُ بعُرضةٍ أن تزولَ إلى هلاكٍ ، إلَّا القليلَ ؛ لأنَّ هؤلاء إنَّما نجا منهم واحِدٌ وهلك اثنانِ في حالةِ الغِنى).
📚 وقال ابنُ حَجَرٍ : (فيه التَّحذيرُ مِن كُفرانِ النِّعَمِ ، والتَّرغيبُ في شُكرِها والاعترافِ بها وحَمدِ اللهِ عليها).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5044
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله
الله. الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا لا إله إلا الله. وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبدإلا إيَّاهُ مخلصين وله الدين ولو كره الكافرون
ألف سلام عليكم بما صبرتم وتحملتم ثقل كل الايام الدموية التي مضت
تابع / من القُرآنِ الكريمِ
5⃣ وقال تعالى محَذِّرًا من عاقبةِ نُكرانِ النِّعمةِ والجَميلِ : {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112] .
📚 قال الرَّازيُّ : (فنَبَّه بذلك على أنَّ كَونَ النِّعمةِ واصِلةً إليهم يُوجِبُ أن يكونَ كُفرانُها سبَبًا للتَّبديلِ).
6⃣ وقال تعالى مُرشِدًا عبادَه لمقابلةِ المعروفِ بمِثلِه : {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60].
● قال ابنُ عَطيَّةَ : (جزاءُ مَن أحسَنَ بالطَّاعةِ أن يُحسِنَ إليه بالتَّنعيمِ).
7⃣ وقال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ} [إبراهيم: 28 - 29] .
(نِعمةُ اللَّهِ هنا : هو محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ودينُه ؛ أنعَمَ اللهُ به على قُرَيشٍ ، فكَفَروا النِّعمةَ ولم يَقبَلوها).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5042
ثالثًا : ذمُّ نُكْرانِ الجَميلِ والتَّحذيرُ منه
أ- من القُرآنِ الكريمِ
1⃣ قال تعالى : {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [العاديات:6].
(أي : إنَّ في طَبعِ الإنسانِ الكُنودَ لرَبِّه ، أي : كُفرانَ نِعمتِه... فالإنسانُ لا يخلو من أحوالٍ مآلُها إلى كُفرانِ النِّعمةِ ؛ بالقَولِ والقَصدِ ، أو بالفِعلِ والغَفلةِ ؛ فالإشراكُ كُنودٌ ، والعِصيانُ كُنودٌ ، وقِلَّةُ مُلاحظةِ صَرفِ النِّعمةِ فيما أُعطِيَت لأجْلِه كُنودٌ ، وهو متفاوِتٌ ، فهذا خُلُقٌ مُتأصِّلٌ في الإنسانِ ؛ فلذلك أيقَظَ اللَّهُ له النَّاسَ ليَرِيضوا أنفُسَهم على إماتةِ هذا الخُلُقِ من نفوسِهم ، كما في قَولِه تعالى : {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} [المعارج: 19] ، وقَولِه : {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] ، وقَولِه : {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6 - 7] ).
2⃣ قال تعالى : {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا} [الإسراء: 67] .
📚 قال الطَّبَريُّ : (وإذا نالَتْكم الشِّدَّةُ والجَهدُ في البَحرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ يقولُ : فقَدْتُم مَن تَدعون مِن دونِ اللَّهِ من الأندادِ والآلهةِ ، وجارَ عن طريقِكم فلم يُغِثْكم ، ولم تجِدوا غيرَ اللَّهِ مُغيثًا يُغيثُكم- دَعَوتُموه ، فلمَّا دعَوتُموه وأغاثكم وأجاب دُعاءَكم ونجاكم من هولِ ما كُنتُم فيه في البَحرِ ، أعرَضْتُم عمَّا دعاكم إليه ربُّكم مِن خَلعِ الأندادِ ، والبراءةِ من الآلهةِ ، وإفرادِه بالأُلوهةِ ؛ كُفرًا منكم بنِعمتِه).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5042
● الفَرْقُ بَيْنَ النُّكْرانِ والجُحودِ :
الفَرْقُ بَيْنَ الإنكارِ والجَحدِ : أنَّ الجَحدَ أخَصُّ من الإنكارِ ، وذلك أنَّ الجَحدَ إنكارُ الشَّيءِ الظَّاهِرِ ، والشَّاهِدُ قَولُه تعالى : {بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [الأعراف: 51] ، فجَعَل الجَحدَ ممَّا تدُلُّ عليه الآياتُ ، ولا يكونُ ذلك إلَّا ظاهِرًا ، وقال تعالى : {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} [النحل: 83] ، فجَعَل الإنكارَ للنِّعمةِ ؛ لأنَّ النِّعمةَ قد تكونُ خافيةً.
👈 ويجوزُ أن يُقالَ : الجَحدُ هو إنكارُ الشَّيءِ مع العِلمِ به ، والشَّاهِدُ قَولُه : {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [النمل: 14] ، فجَعَل الجَحدَ مع اليقينِ ، والإنكارُ يكونُ مع العِلمِ وغيرِ العِلمِ.
● الفَرْقُ بَيْنَ النُّكْرانِ والكُفرانِ :
كُفرانُ النِّعمةِ هو جُحودُها وسَترُها ، ونُكْرانُ الجَميلِ ضِدُّ الإقرارِ به ؛ فالكافِرُ بالنِّعمةِ جاحِدٌ لها ، ومُنكِرُ الجميلِ غيرُ مُقِرٍّ به ، وعَدَمُ الإقرارِ جُحودٌ ، فالمعنيانِ مُتقارِبانِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5039
ب- من الأمثال
1⃣ "تركُ الأمانةِ نِفاقٌ"
● قال القاضي حُسَينٌ : (إنَّ لكُلِّ شيءٍ علامةً ، وعلامةُ النِّفاقِ الخيانةُ).
2⃣ "الخُلفُ ثُلُثُ النِّفاقِ"
📚 قال أبو هلالٍ العَسكريُّ : (ذلك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : «من علاماتِ المُنافِقِ أن يَكذِبَ إذا حدَّث ، ويُخلِفَ إذا وعَد ، ويخونَ إذا اؤتُمِنَ»).
3⃣ "نفاقُ المرءِ مِن ذُلِّه".
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5034
تابع / مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ
3⃣ سؤالٌ في حديثِ أبي هُرَيرةَ :
● عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ : إذا حَدَّث كَذَب ، وإذا وَعَد أخلَفَ ، وإذا اؤتُمِن خان)). أخرجه البخاري ومسلم.
📚 قال ابنُ حَجَرٍ : (فإنْ قيلَ : ظاهِرُه الحَصرُ في الثَّلاثِ ، فكيف جاء في الحديثِ الآخَرِ بلفظِ : أربعٌ مَن كُنَّ فيه... الحديث؟ أجاب القُرطبيُّ باحتمالِ أنَّه استجَدَّ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من العِلمِ بخصالِهم ما لم يكُنْ عندَه ، وأقولُ : ليس بَيْنَ الحديثينِ تعارُضٌ ؛ لأنَّه لا يلزَمُ مِن عَدِّ الخَصلةِ المذمومةِ الدَّالَّةِ على كمالِ النِّفاقِ كونُها علامةً على النِّفاقِ ؛ لاحتمالِ أن تكونَ العلاماتُ دالَّاتٍ على أصلِ النِّفاقِ ، والخصلةُ الزَّائدةُ إذا أضيفَت إلى ذلك كَمَل بها خُلوصُ النِّفاقِ ، على أنَّ في روايةِ مُسلِمٍ من طريقِ العلاءِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ عن أبيه عن أبي هُرَيرةَ ما يدُلُّ على إرادةِ عَدَمِ الحَصرِ ؛ فإنَّ لفظَه : من علامةِ المُنافِقِ ثلاثٌ ... وإذا حُمِل اللَّفظُ الأوَّلُ على هذا لم يَرِدِ السُّؤالُ ، فيكونُ قد أخبر ببعضِ العلاماتِ في وقتٍ ، وببعضِها في وقتٍ آخَرَ ، وقال القُرطبيُّ أيضًا والنَّوويُّ : حصل من مجموعِ الرَّوايتينِ خَمسُ خِصالٍ ؛ لأنَّهما توارَدَتا على الكَذِبِ في الحديثِ ، والخيانةِ في الأمانةِ ، وزاد الأوَّلُ الخُلفَ في الوَعدِ ، والثَّاني : الغَدرَ في المعاهدةِ ، والفُجورَ في الخُصومةِ ، قُلتُ : وفي روايةِ مُسلِمٍ : الثَّاني بَدَلَ الغَدْرِ في المعاهَدةِ الخُلفُ في الوَعدِ ، كما في الأوَّلِ ، فكأنَّ بعضَ الرُّواةِ تصَرَّف في لفظِه ؛ لأنَّ معناهما قد يتَّحِدُ ، وعلى هذا فالمزيدُ خَصلةٌ واحدةٌ ، وهي الفُجورُ في الخُصومةِ ، والفُجورُ : الميلُ عن الحَقِّ والاحتيالُ في ردِّه ، وهذا قد يندَرِجُ في الخَصلةِ الأُولى ، وهي الكَذِبُ في الحديثِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5029
حادِيَ عَشَرَ : مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ
1⃣ اجتِماعُ النِّفاقِ والإيمانِ :
📚 قال ابنُ تَيميَّةَ : (وقد يجتَمِعُ في العبدِ نِفاقٌ وإيمانٌ ،... وطوائِفُ أهلِ الأهواءِ من الخوارجِ ، والمعتَزِلةِ ، والجَهميَّةِ ، والمُرجِئةِ ، كرَّامِيِّهم وغيرِ كرَّامِيِّهم ، يقولون : إنَّه لا يجتَمِعُ في العبدِ إيمانٌ ونفاقٌ ، ومنهم من يدَّعي الإجماعَ على ذلك ، وقد ذكَر أبو الحسَنِ في بعضِ كُتُبِه الإجماعَ على ذلك ، ومن هنا غلِطوا فيه وخالفوا فيه الكتابَ والسُّنَّةَ وآثارَ الصَّحابةِ والتَّابعين لهم بإحسانٍ ، مع مخالفةِ صريحِ المعقولِ).
👈 والمرادُ بالنِّفاقِ هنا النِّفاقُ العَمَليُّ ؛ قال ابنُ القَيِّمِ : (قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((فمَن كانت فيه خَصلةٌ منهنَّ كانت فيه خَصلةٌ من النِّفاقِ)). دلَّ على أنَّه يجتَمِعُ في الرَّجُلِ نِفاقٌ وإسلامٌ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5029
عاشِرًا : أخطاءٌ شائعةٌ حولَ النِّفاقِ
1⃣ اعتقادُ المُسلِمِ بعضَ الأمورِ تحصُلُ منه أنَّها من النِّفاقِ ، وليست كذلك ؛ كاختلافِ حالِ القَلبِ وحضورِه ، ورقَّتِه وخُشوعِه عِندَ سماعِ الذِّكرِ ، وتغَيُّرِه برُجوعِه إلى الدُّنيا والاشتغالِ بالأهلِ والأولادِ والأموالِ ، فعن حَنظلةَ الأُسَيديِّ قال -وكان من كُتَّابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، قال :
لَقِيني أبو بكرٍ ، فقال : كيف أنت يا حنظلةُ؟ قال : قُلتُ : نافَق حَنظَلةُ ، قال : سُبحانَ اللهِ! ما تقولُ؟! قال : قلتُ : نكونُ عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يُذَكِّرُنا بالنَّارِ والجنَّةِ ، حتَّى كأنَّا رأيَ عَينٍ ، فإذا خرَجْنا من عِندِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ ، فنَسِينا كثيرًا ، قال أبو بكرٍ : فواللهِ إنَّا لنلقى مثلَ هذا ، فانطلَقتُ أنا وأبو بكرٍ حتى دخَلْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قُلتُ : نافَق حنظَلةُ يا رسولَ اللهِ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((وما ذاك؟)) قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، نكونُ عندك ، تُذَكِّرُنا بالنَّارِ والجنَّةِ ، حتَّى كأنَّا رأيَ عينٍ ، فإذا خرَجْنا من عندِك عافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ ، نَسِينا كثيرًا! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((والذي نفسي بيَدِه إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي ، وفي الذِّكرِ ، لصافحَتْكم الملائكةُ على فُرُشِكم وفي طُرُقِكم ، ولكِنْ يا حنظَلةُ ساعةٌ وساعةٌ)) ثلاثَ مرَّاتٍ. (أخرجه مسلم).
● قال القاضي عياضٌ : (قولُه : «نافَق حنظَلةُ» : أي بما ظهر منه بحضرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الخوفِ ، خِلافَ ما كان منه في منزلِه وانفرادِه ، خَشِيَ النِّفاقَ ؛ إذ أصلُه إظهارُ شَيءٍ وكَتمُ غيرِه وسترُه ، فأعلَمَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الحالَ منهم لا تقتضي بقاءَهم على وتيرةٍ واحدةٍ ، وأنَّ مِثلَ هذا ليس بنفاقٍ).
📚 وقال ابنُ الجوزيِّ : (قولُه : «ساعةٌ وساعةٌ» معناه : ساعةٌ لقُوَّةِ اليقظةِ ، وساعةٌ للمُباحِ وإن أوجبت بعضَ الغفلةِ ، وهذا لأنَّ الإنسانَ لو حقَّق مع نفسِه ما بَقِيَ ؛ فلا بدَّ للمتيقِّظِ من التَّعرُّضِ لأسبابِ الغفلةِ ليُعدِّلَ ما عندَه ، ومن أين يقدِرُ على الأكلِ والشُّربِ والجِماعِ مَن يرى الأمرَ كأنَّه مُعايِنٌ؟! وإنَّ من الغفلةِ لنِعمةً عظيمةً ، إلَّا أنَّها إذا زادت أفسَدَت ، إنما ينبغي أن تكونَ بمقدارِ ما يُعَدِّلُ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5027
تابع / الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ النِّفاقِ
4⃣ تجنُّبُ خِصالِ النِّفاقِ ، والحَذَرُ الشَّديدُ منه ، وقد كان السَّلَفُ يخافون من النِّفاقِ ويَحذَرون من الوقوعِ فيه ؛ قال إبراهيمُ التَّيميُّ : (ما عرَضتُ قولي على عَمَلي إلَّا خَشِيتُ أن أكونَ مُكَذِّبًا!) ، وقال ابنُ أبي مُلَيكةَ: (أدركتُ ثلاثين من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، كُلُّهم يخافُ النِّفاقَ على نفسِه ، ما منهم أحدٌ يقولُ : إنَّه على إيمانِ جِبريلَ وميكائيلَ) ، ويُذكَرُ عن الحَسَنِ : (ما خافه إلَّا مُؤمِنٌ ، ولا أَمِنَه إلَّا مُنافِقٌ).
● وقال رجُلٌ لعبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ : إني أخافُ أن أكونَ مُنافِقًا ، قال : (لو كنتَ مُنافِقًا ما خِفتَ ذلك).
● وقال الحَسَنُ : (المُؤمِنُ مَن يَعلَمُ أنَّ ما قال اللهُ عزَّ وجَلَّ كما قال ، والمُؤمِنُ أحسَنُ النَّاسِ عَمَلًا ، وأشدُّ النَّاسِ خوفًا ، لو أنفَق جبلًا من مالٍ ما أَمِنَ دونَ أن يُعايِنَ ، ولا يزدادُ صلاحًا وبِرًّا وعبادةً إلَّا ازداد فَرَقًا ، يقولُ : لا أنجو لا أنجو! والمُنافِقُ يقولُ : سوادُ النَّاسِ كثيرٌ ، وسيُغفَرُ لي ، ولا بأسَ عَلَيَّ! يُسيءُ العَمَلَ ، ويتمنَّى على اللهِ تعالى!).
5⃣ أن يعمَلَ على مجاهَدةِ نفسِه ، ومراقبةُ اللهِ في أقوالِه وأفعالِه.
6⃣ أن يسأَلَ اللهَ سُبحانَه أن يعصِمَه من النِّفاقِ ، ويستعيذَ باللهِ منه اقتداءً برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
● وسَمِع رَجُلٌ أبا الدَّرداءِ يتعوَّذُ من النِّفاقِ في صلاتِه ، فلمَّا سَلَّم قال له : ما شأنُك وشأنُ النِّفاقِ؟! فقال : اللَّهُمَّ غَفْرًا -ثلاثًا-! لا تأمَنِ البلاءَ ، واللهِ إنَّ الرَّجُلَ ليُفتَنُ في ساعةٍ واحدةٍ ، فينقلِبُ عن دينِه.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5023
ثامنًا : الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ النِّفاقِ
1⃣ أن يعلَمَ أنَّ النِّفاقَ علامةُ عَدَمِ الإيمانِ ، وأنَّ بعضَ النِّفاقِ كُفرٌ دونَ بَعضٍ ، فهو شَرٌّ كُلُّه لا خيرَ فيه ، فيَحرِصُ أن يجانِبَه أشَدَّ المجانبةِ.
2⃣ أن يعلَمَ أنَّ النِّفاقَ الأصغَرَ وسيلةٌ إلى النِّفاقِ الأكبَرِ ؛ قال ابنُ رجَبٍ : (النِّفاقُ الأصغرُ وسيلةٌ إلى النِّفاقِ الأكبرِ ، كما أنَّ المعاصيَ بَريدُ الكُفرِ ، وكما يُخشى على من أصَرَّ على المعصيةِ أن يُسلَبَ الإيمانَ عِندَ الموتِ ، كذلك يُخشى على من أصَرَّ على خِصالِ النِّفاقِ أن يُسلَبَ الإيمانَ فيصيرَ مُنافِقًا خالصًا).
3⃣ أن يعلَمَ أنَّ النِّفاقَ مرَضٌ يزدادُ في القلبِ ويتفاقَمُ حتى يكونَ سَبَبًا في هلاكِ العَبدِ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5023
خامسًا : أقسامُ نُكْرانِ الجَميلِ
نُكْرانُ الجَميلِ إمَّا أن يكونَ من المخلوقِ تجاهَ خالِقِه سُبحانَه ، بجُحودِ نِعَمِه أو نُكرانِها ، وإمَّا أن يكونَ من المخلوقِ تجاهَ مخلوقٍ مِثلِه ، وذاك بجُحودِه نِعمةً أو جميلًا أسداه إليه.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5050
ج- مِن أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
● قال عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنه : (لا شَيءَ أسلَبُ للنِّعمةِ مِن كُفرانِها ، وإنَّ الشُّكرَ أمْنٌ للغِيَرِ ، ونماءٌ للنِّعمةِ ، واستيجابٌ للزِّيادةِ).
● وقال عَليٌّ رَضِيَ اللَّهُ عنه : (كُنْ من خمسةٍ على حَذَرٍ : من لئيمٍ إذا أكرَمْتَه ، وكريمٍ إذا أهَنْتَه ، وعاقِلٍ إذا أحرَجْتَه ، وأحمَقَ إذا مازَحْتَه ، وفاجرٍ إذا مازَجْتَه).
● وقال وَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ : (تَركُ المكافأةِ من التَّطفيفِ).
● وقال الأصمَعيُّ : (سَمِعتُ أعرابيًّا يقولُ : أسرَعُ الذُّنوبِ عُقوبةً كُفرُ المعروفِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5046
تابع / من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
4⃣ وعن أبي هُرَيرةَ ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((لا يَشكُرُ اللهَ مَن لا يَشكُرُ النَّاسَ)).
📚 قال ابنُ الأثيرِ : (معناه : أنَّ كُلَّ مَن كان مِن طَبعِه وعادتِه كُفرانُ نِعمةِ النَّاسِ ، وتَرْكُ الشُّكرِ لهم ، كان من عادتِه كُفرُ نِعمةِ اللَّهِ ، وتَركُ الشُّكرِ له. وقيل : معناه : أنَّ اللهَ لا يقبَلُ شُكرَ العبدِ على إحسانِه إليه إذا كان العَبدُ لا يَشكُرُ إحسانَ النَّاسِ ، ويَكفُرُ معروفَهم ؛ لاتِّصالِ أحدِ الأمرَينِ بالآخَرِ).
5⃣ وعن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ قال : قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((من أعطِيَ عطاءً فوَجَد ، فلْيَجْزِ به ، فإن لم يجِدْ فلْيُثنِ به ، فمَن أثنى به فقد شكَرَه ، ومَن كتَمَه فقد كفَرَه)). حسَّنه الألباني.
(فمن أثنى به فقد شَكَره) ، أي : أدَّى شُكرَ عَطائِه.
6⃣ وعن أبي هُرَيرةَ أنَّ أعرابيًّا أهدى لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَكْرةً فعَوَّضَه منها سِتَّ بَكَراتٍ فتسَخَّطَها! فبلغ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه ، ثمَّ قال : ((إنَّ فُلانًا أهدى إليَّ ناقةً فعَوَّضْتُه منها سِتَّ بَكَراتٍ ، فظَلَّ ساخِطًا! لقد همَمْتُ ألَّا أقبَلَ هَدِيَّةً إلَّا مِن قُرَشيٍّ أو أنصاريٍّ أو ثَقَفيٍّ أو دَوسيٍّ)). صحَّحه الألباني.
📚 قال البَيضاويُّ : (لمَّا أعطى سِتَّ بكَراتٍ في مُقابلةِ ناقةٍ ، ووَجَد المُهْديَ بَعدُ ساخِطًا ، عَلِم أنَّ الباعِثَ له على الإهداءِ محضُ الطَّمَعِ ؛ فكَرِهَ قَبولَ هَديَّةٍ إلَّا من هؤلاء ؛ لعِلْمِه بكَرَمِهم ، وصِدقِ نيَّتِهم ، وسَخاوةِ أنفُسِهم).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5044
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أكْثَرُ أهْلِهَا النِّسَاءُ ، يَكْفُرْنَ)). قيلَ : أيَكْفُرْنَ باللَّهِ؟ قالَ : ((يَكْفُرْنَ العَشِيرَ ، ويَكْفُرْنَ الإحْسَانَ ، لو أحْسَنْتَ إلى إحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شيئًا ، قالَتْ : ما رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ)).
#الراوي : عبد الله بن عباس
#المصدر : صحيح البخاري
📋 #شـرح_الـحـديـث 🖍
خلَقَ اللهُ سُبحانَه الجَنَّةَ لعِبادِه المُطيعينَ الصابِرينَ ، وخلَقَ النارَ لِمَن أبَى وأعرَضَ عنه وكفَرَ نِعمَه ، وقد بيَّن لنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صِفاتِ كَثيرٍ ممَّن يَدخُلُهما.
وفي هذا الحَديثِ بيانُ بَعضِ صِفاتِ أهلِ النارِ التي تَكثُرُ في النِّساءِ خُصوصًا ، حيثُ وعَظَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النِّساءَ يومًا فقال لهنَّ : إنِّي أُريتُ النَّارَ ، فأطْلَعَني اللهُ تعالَى على النَّارِ بقُدرتِه ، وكشَفَ لي عنها ، فرَأَيتُها رأْيَ العَينِ ، فلمَّا نظَرْتُ إليها ، وشاهدْتُ مَن فيها ؛ كان أكثرُ أهلِها النِّساءَ ، فقالتْ إحداهُنَّ : ولِمَ يا رسولَ اللهِ؟ فأجابَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :
إنَّما كُنَّ أكثرَ أهلِ النَّارِ ؛ لأنَّهنَّ يَكفُرْنَ ، ولم يُبيِّنْ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَكفُرْنَ بماذا ؛ لِتَتطلَّعَ نُفوسُهنَّ إلى مَعرفةِ هذا الكُفْرِ الَّذي وصَفَهنَّ به النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ويَشتَدَّ خَوفُهنَّ ، ولم يَكَدِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنطِقُ بهذه الكلمةِ حتَّى قالتْ إحداهنَّ : أيَكفُرْنَ باللهِ؟! فقال : بلْ يَكفُرْنَ العَشيرَ ، ويَكفُرْنَ الإحسانَ ، أي : يُنكِرْنَ نِعمةَ الزَّوجِ وإحسانَه إليهنَّ ؛ فلو أحسَنَ الزَّوجُ إلى إحداهُنَّ الدَّهرَ والعمرَ كلَّه ، ثمَّ رأَتْ منه شَيئًا واحدًا ممَّا تَكرَهُ ، قالت : ما وَجَدْتُ منك شَيئًا يَنفَعُني أو يَسُرُّني طَوالَ حَياتي كلِّها!
👈 وإنَّما كان جَحْدُ النِّعمةِ حَرامًا ؛ لأنَّ المرأةَ إذا جَحَدتْ نِعمةَ زَوجِها ، فقدْ جَحَدتْ نِعمةَ اللهِ ؛ لأنَّ هذه النِّعمةَ الَّتي وصَلَتْ إليها مِن زَوجِها هي في الحَقيقةِ واصلةٌ مِن اللهِ.
👈 وخَصَّ كُفرانَ العَشيرِ مِن بيْنِ أنواعِ الذُّنوبِ لدَقيقةٍ بَديعةٍ ؛ وهي قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : «لو أمَرْتُ أحدًا أنْ يَسجُدَ لأحَدٍ ، لَأمرْتُ المرأةَ أنْ تَسجُدَ لزَوجِها» وهذا رواه أحمدُ وغيرُه ؛ فقرَنَ حقَّ الزَّوجِ على الزَّوجةِ بحقِّ اللهِ ، فإذا كَفَرتِ المرأةُ حقَّ زَوجِها وقد بلَغَ مِن حقِّه عليها هذه الغايةَ -كان ذلك دَليلًا على تَهاوُنِها بحقِّ اللهِ ؛ فلذلك يُطلَقُ عليها لَفظُ الكُفرُ ؛ لكنَّه كُفرٌ لا يُخرِجُ عنِ الملَّةِ.
والحديثُ يدُلُّ على أنَّ الكفرَ كُفرانِ ، وأنَّ لَفظِ الكُفرِ قد يُطلَقُ على غيرِ الكُفرِ باللهِ تعالَى ، كأنْ يُرادَ كُفرُ النِّعمةِ ، أي : إنكارُها.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/3118
ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
ذمَّت السُّنَّةُ الشَّريفةُ إنكارَ الجميلَ وكُفرانَ النِّعمِ من الإنسانِ تجاهَ الخالِقِ أو المخلوقِ ، ورَغَّبَت في الوفاءِ وحُسنِ العهدِ ، ودعَت إلى مقابلةِ الإحسانِ بالإحسانِ ، والثَّناءِ على صاحِبِ المعروفِ ، وشُكرِه على معروفِه بما يَقدِرُ عليه الإنسانُ.
1⃣ عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه : خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أضحى أو فِطرٍ إلى المُصَلَّى ، ثمَّ انصَرَف ، فوَعَظ النَّاسَ ، وأمَرَهم بالصَّدَقةِ ، فقال : ((أيُّها النَّاسُ ، تصَدَّقوا)) ، فمَرَّ على النِّساءِ ، فقال : ((يا معشَرَ النِّساءِ ، تصَدَّقْنَ ؛ فإنِّي رأيتُكنَّ أكثَرَ أهلِ النَّارِ)). فقُلنَ : وبمَ ذلك يا رسولَ اللَّهِ؟ قال : ((تُكثِرْنَ اللَّعنَ ، وتَكْفُرنَ العَشيرَ ، ما رأيتُ من ناقصاتِ عَقلٍ ودِينٍ أذهَبَ للُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ من إحداكُنَّ يا معشَرَ النِّساءِ!)). أخرجه البخاري ومسلم.
2⃣ وعن عبدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ قال : قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((...يَكْفُرنَ العشيرَ ، ويَكْفُرنَ الإحسانَ ، لو أحسَنْتَ إلى إحداهنَّ الدَّهرَ كُلَّه ، ثمَّ رأت منك شيئًا ، قالت : ما رأيتُ منك خَيرًا قَطُّ!)). أخرجه البخاري ومسلم.
📚 قال المُهَلَّبُ : (إنَّما استحَقَّ النِّساءُ النَّارَ بكُفرانِهنَّ العشيرَ ؛ من أجلِ أنَّهنَّ يُكثِرْنَ ذلك الدَّهرَ كُلَّه ، أَلا ترى أنَّ النَّبيَّ عليه السَّلامُ قد فسَّره ، فقال : لو أحسَنْتَ إلى إحداهنَّ الدَّهرَ لجازت ذلك بالكُفرانِ الدَّهرَ كُلَّه ، فغَلَب استيلاءُ الكُفرانِ على دَهْرِها ، فكأنَّها مُصِرَّةٌ أبدًا على الكُفرِ ، والإصرارُ من أكبَرِ أسبابِ النَّارِ).
والإنسانُ بطبيعتِه يحِبُّ أن يُحمَدَ على خيرٍ يَفعَلُه ، ويَسعَدُ كثيرًا بشُكرِ مَن يَشكُرُه على جميلِه ، وليس في ذلك إحباطٌ لأجرِ المعروفِ إذا لم يُطلَبْ ، وما كان النِّساءُ أكثَرَ أهلِ النَّارِ إلَّا لأنَّهنَّ يجحَدْنَ المعروفَ ويُنكِرنَه ، ولا يُكافِئْنَه ولا يعتَرِفْنَ به ولا يحمَدْنَ صاحِبَه ، بل يَكفُرْنَ العشيرَ والإحسانَ ؛ فالاعترافُ بالمعروفِ إحسانٌ إلى صاحِبِه.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5044
تابع / من القُرآنِ الكريمِ
3⃣ وقال تعالى : {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} [النحل: 83].
● قال مجاهِدٌ وقتادةُ : (نِعمةُ اللَّهِ : ما عدَّد عليهم في هذه السُّورةِ من النِّعَمِ ، يُقِرُّونَ بأنَّها من اللَّهِ ، ثمَّ إذا قيل لهم : صَدِّقوا وامتَثِلوا أمرَ اللَّهِ فيها ، يُنكِرونها ويقولون : وَرِثناها عن آبائِنا).
4⃣ وقال تعالى في بيانِ نُكرانِ بني إسرائيلَ نِعَمَه : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87] .
(فمِن مظاهِرِ نِعَمِ اللَّهِ على بنى إسرائيلَ أنَّه لم يَكتَفِ بإنزالِ الكُتُبِ لهدايتِهم ، وإنَّما أرسَل فيهم بجانِبِ ذلك رُسُلًا متعَدِّدين ؛ لكي يُبَشِّروهم ويُنذِروهم ، ولكِنَّ بني إسرائيلَ قابَلوا نِعَمَ اللَّهِ بالجُحودِ والكُفرانِ ؛ فقد حرَّفوا كُتُبَ اللَّهِ ، وقتَلوا بعضَ أنبيائِه).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5042
الصَّلاة على النبي ﷺ: سبب لإجابة الدُّعاء، وغفران الذُّنوب، وكفاية الهموم، وقرب العبد من ربه يوم القيامة كما ذكره ابن القيم رحمه الله، وأعظمه شفاعة النبي ﷺ وقال: «إنَّ أولى النَّاس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة».
-اللَهُمَّ صلِ وَسَلِم عَلى نبِيِّنَا مُحَمَّـد .
تابع / #الأخلاق_المذمومة
#نكران_الجميل
أوَّلًا : نُكْرانُ الجَميلِ لُغةً واصطِلاحًا
● النُّكْرانُ لُغةً :
(نكر) أصلٌ يدُلُّ على خِلافِ المعرفةِ التي يَسكُنُ إليها القَلبُ ؛ يُقالُ : نَكِرَ الشَّيءَ وأنكَرَه : لم يَقبَلْه قَلبُه ولم يعتَرِفْ به لسانُه ، والنَّكِرةُ : إنكارُك الشَّيءَ. ونَكِرَ الأمرَ نكيرًا ، وأنكَرَه إنكارًا ونُكْرًا : جَهِلَه. والنُّكْرانُ : الجُحودُ ، وعَدَمُ الاعترافِ أو الإقرارِ.
● الجَميلُ لُغةً :
(جمل) أصلٌ يدُلُّ هنا على حُسنٍ ؛ فالجَمالُ ضِدُّ القُبحِ ، والجميلُ ضِدُّ القبيحِ.
📖 وقال ابنُ سِيدَه : (الجَمالُ : الحُسنُ يكونُ في الفِعلِ والخَلقِ).
📚 وقال الرَّاغِبُ : (الجَمالُ : الحُسنُ الكثيرُ ، وذلك ضَربانِ : أحَدُهما : جمالٌ يَخُصُّ الإنسانَ في نفسِه أو بدَنِه أو فِعلِه ، والثَّاني : ما يوصَلُ منه إلى غيرِه).
● نُكْرانُ الجَميلِ اصطِلاحًا :
هو ألَّا يعتَرِفَ الإنسانُ بلِسانِه بما يُقِرُّ به قَلبُه من المعروفِ والصَّنائِعِ الجميلةِ التي أُسدِيَت إليه ، سواءٌ مِنَ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ أو من المخلوقينَ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5037
اللهم فرحة بإيقاف الحرب على إخواننا في غزة
اللهم عوضهم خيراً مما فقدوا واجبرهم جبر يتعجب منه اهل السماء والأرض
ثاني عَشَرَ : ذمُّ النِّفاقِ في واحةِ الأدَبِ
أ- مِنَ الشِّعرِ
1⃣ قال أبو العتاهيةِ :
ليس دُنيا إلَّا بدِينٍ وليس الدِّ••
ينُ إلَّا مكارِمَ الأخلاقِ
إنَّما المكرُ والخديعةُ في النَّا ••
رِ هما من فروعِ أهلِ النِّفاقِ
2⃣ وقال بهاءُ الدِّينِ زُهَير :
أرى قَومًا بُلِيتُ بهم ••
نصيبي منهمُ نَصَبي
فمنهم من ينافِقُني ••
فيَحلِفُ لي ويَكذِبُ بي
ويُلزِمُني بتصديقِ الَّـ ••
ذي قد قال مِن كَذِبِ
3⃣ وقال منصورٌ الفقيهُ :
الصِّدقُ أَولى ما به ••
دان امرُؤٌ فاجعَلْه دِينَا
ودَعِ النِّفاقَ فما رأيـ ••
تُ مُنافِقًا إلَّا أُهينَا
4⃣ وقال أحمَدُ مُحَرَّم :
جُنَّ المُنافِقُ بالحياةِ وما درى ••
أنَّ الحياةَ يُفيضُها الخَلَّاقُ
مَلَك الخلائِقَ أجمعين وقُدِّرَت ••
بيمينِه الأقسامُ والأرزاقُ
5⃣ وقال الشَّاعِرُ :
مَثَلُ الذي ذِكْرُ المعائِبِ دَأبُه ••
جُعَلٌ إلى العَذراتِ شَرُّ مُسابِقِ
إنَّ التَّجسُّسَ واغتيابَ النَّاسِ من ••
شِيَمِ المُنافِقِ والخليعِ الفاسِقِ
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5032
تابع / مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ
2⃣ إشكالٌ في حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو في خِصالِ النِّفاقِ :
● عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((أربَعٌ مَن كُنَّ فيه كان مُنافِقًا خالِصًا ، ومَن كانت فيه خَصلةٌ منهنَّ كانت فيه خصلةٌ من النِّفاقِ حتَّى يدَعَها : إذا اؤتُمِن خان ، وإذا حدَّث كَذَب ، وإذا عاهَد غدَر ، وإذا خاصَم فجَر)). أخرجه البخاري ومسلم.
📚 قال النَّوويُّ : (هذا الحديثُ ممَّا عدَّه جماعةٌ من العُلَماءِ مُشكِلًا من حيثُ إنَّ هذه الخصالَ توجَدُ في المُسلِمِ المصَدِّقِ الذي ليس فيه شكٌّ ، وقد أجمع العُلَماءُ على أنَّ من كان مصَدِّقًا بقلبِه ولسانِه وفعَل هذه الخصالَ ، لا يُحكَمُ عليه بكُفرٍ ، ولا هو مُنافِقٌ يخلَّدُ في النَّارِ ؛ فإنَّ إخوةَ يُوسُفَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جمعوا هذه الخِصالَ ، وكذا وُجِد لبعضِ السَّلَفِ والعُلَماءِ بعضُ هذا أو كُلُّه ، وهذا الحديثُ ليس فيه -بحمدِ اللهِ تعالى- إشكالٌ ، ولكن اختلف العُلَماءُ في معناه ؛ فالذي قاله المحَقِّقون والأكثرون -وهو الصَّحيحُ المختارُ-: إنَّ معناه أنَّ هذه الخصالَ خِصالُ نِفاقٍ وصاحِبُها شبيهٌ بالمُنافِقين في هذه الخِصالِ ، ومتخَلِّقٌ بأخلاقِهم ؛ فإنَّ النِّفاقَ هو إظهارُ ما يُبطَنُ خِلافُه ، وهذا المعنى موجودٌ في صاحبِ هذه الخِصالِ ، ويكونُ نفاقُه في حَقِّ من حَدَّثه ووعَده وائتَمَنه وخاصَمَه وعاهَدَه من النَّاسِ ، لا أنَّه مُنافِقٌ في الإسلامِ فيُظهِرُه وهو يُبطِنُ الكُفرَ ، ولم يُرِدِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهذا أنَّه مُنافِقٌ نِفاقَ الكُفَّارِ المُخَلَّدين في الدَّركِ الأسفَلِ من النَّارِ ... فهذا هو المختارُ في معنى الحديثِ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5029
تابع / أخطاءٌ شائعةٌ حولَ النِّفاقِ
2⃣ الاعتقادُ بأنَّ الوقوعَ في خصلةٍ من خصالِ النِّفاقِ ولو مرَّةً واحدةً يستَحِقُّ صاحبُها الوصفَ بالنِّفاقِ ، وقد أجاب العُلَماءُ على ذلك عِندَ الحديثِ عن خصالِ النِّفاقِ ، ومتى يوصَفُ فاعلُها بالمُنافِقِ ، وذلك باعتبارَينِ :
● الاعتبارُ الأوَّلُ : أن يكونَ ما يفعَلُه منها عن قصدٍ وعزمٍ بغيرِ عُذرٍ ؛ فعلى سبيلِ المثالِ إخلافُ الوعدِ هذا يُنَزَّلُ على عَزمِ الخُلفِ أو تَركِ الوفاءِ من غيرِ عُذرٍ ، فأمَّا من عزَم على الوفاءِ فعَنَّ له عذرٌ منعَه من الوفاءِ ، لم يكُنْ مُنافِقًا وإن جرى عليه ما هو صورةُ النِّفاقِ ، ولكِنْ ينبغي أن يحترِزَ من صورةِ النِّفاقِ أيضًا كما يتحَرَّزُ من حقيقتِه ، ولا ينبغي أن يجعَلَ نفسَه معذورًا من غيرِ ضرورةٍ حاجزةٍ.
● الاعتبارُ الثَّاني : أن تكونَ هذه الخِصالُ ديدَنًا له ، وعادةً غالبةً عليه يفعَلُها مستَخِفًّا بفِعلِها ومتهاوِنًا بها.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5027
تاسِعًا : حُكمُ النِّفاقِ
👈 يختَلِفُ حُكمُ النِّفاقِ باختلافِ نَوعِه ؛ فالنِّفاقُ الأكبَرُ المتعَلِّقُ بالاعتقادِ ، الذي يُظهِرُ فيه المُنافِقُ الإسلامَ ، ويُبطِنُ الكُفرَ ، هو الذي نزل القرآنُ بذَمِّ أهلِه وتكفيرِهم ، وأخبر أنَّ أهلَه في الدَّركِ الأسفَلِ من النَّارِ ، ولا خلافَ بَيْنَ العُلَماءِ أنَّ صاحِبَه مخلَّدٌ في النَّارِ.
👈 والنِّفاقُ الأصغَرُ ، وهو نفاقُ العَمَلِ ، وهو أن يظهِرَ الإنسانُ علانيةً صالحةً ، ويُبطِنَ ما يخالِفُ ذلك سوى الاعتقادِ ، فهذا النَّوعُ من كبائِرِ الذُّنوبِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5025
#للتذكير
مدينة #بيت_حانون تبا،،د بصمت دون أي تغطية إعلامية ودون الحديث عنها ، نتمنى من الأخوة الإعلاميين والصحفيين تسليط الضوء على القص/ف المتواصل وعمليات النس/ف الذي يقوم بها الجيش الصه//يوني في مدينة بيت حانون..
#بيت_حانون_تباد
سابعًا : أسبابُ الوُقوعِ في النِّفاقِ
1⃣ ضَعفُ الإيمانِ.
2⃣ الجَهلُ بالآثارِ المترتِّبةِ على النِّفاقِ.
3⃣ الصُّحبةُ السَّيِّئةُ ؛ فإنَّ الصَّاحِبَ ساحِبٌ.
4⃣ تمكُّنُ حُبِّ الدُّنيا من قلوبِهم ، والحِرصُ على المالِ ؛ قال شُمَيطُ بنُ عَجلانَ : (إنَّ الدِّينارَ والدِّرهَمَ أزمةُ المُنافِقين ، بهما يقادون إلى السَّوءاتِ).
5⃣ الغفلةُ عن محاسبةِ النَّفسِ :
● قال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ : (المُؤمِنُ يحاسِبُ نفسَه ويعلَمُ أنَّ له موقِفًا بَيْنَ يدَيِ اللهِ تعالى ، والمُنافِقُ يَغفُلُ عن نفسِه ؛ فرَحِم اللهُ عبدًا نظَر لنفسِه قبلَ نُزولِ مَلَكِ الموتِ له).
6⃣ تمكُّنُ رذائِلِ الأخلاقِ من المُنافِقِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5021