☆خذ من القناة ماتشاء واترك لنا الدعاء☆ انشر الخير ولا تحتقر من المعروف شيئا .. فلا تدري أي عمل يدخلك الجنة
تابع / مظاهِر وصُوَر الاحترامِ والتَّوقيرِ
5⃣ احترامُ وتوقيرُ طَلَبةِ العِلمِ الذين سلَكوا سبيلَه وسَعَوا في تحصيلِه :
👈 ومن احترامِهم إنزالُهم منزلةً تليقُ بهم وبالعِلمِ الذي يطلبونَه ، دونَ التَّنقُّصِ منهم أو الاستخفافِ بجُهدِهم ، أو الحَطِّ من شأنِهم ولو كانوا صغارًا ، فإنَّما رفعهم العلمُ الذي يَطلُبونَه.
● قال السَّجزيُّ : (فالمتَّبعُ للأثَرِ يجِبُ تقدُّمُه وإكرامُه ، وإن كان صغيرَ السِّنِّ غيرَ نَسيبٍ ، والمخالِفُ له يلزَمُ اجتنابُه وإن كان مُسِنًّا شريفًا).
📚 وقال ابنُ القَيِّمِ : (النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أوصى بطَلَبةِ العِلمِ خيرًا ، وما ذاك إلَّا لفَضلِ مطلوبِهم وشَرَفِهـ).
● وبوَّب الخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ : (بابُ توقيرِ المحَدِّثِ طَلَبةَ العِلمِ ، وأخذِه نفسَه بحُسنِ الاحتمالِ لهم والحِلمِ) ، وذَكَر تحتَ هذا البابِ فُصولًا كثيرةً في احترامِ وتوقيرِ طلبةِ العِلمِ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/43
تابع / مظاهِر وصُوَر الاحترامِ والتَّوقيرِ
2⃣ احترامُ وتوقيرُ المُسلِمِ لرَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
بتعظيمِ أمرِه ونهيِه ، واتِّباعِ آثارِه ، والسَّيرِ على طريقتِه ، وألَّا يُقدِّمَ شيئًا على ما جاء به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؛ قال اللَّه تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 8 - 9] .
📚 قال ابنُ كثيرٍ : (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ ، قال ابنُ عبَّاسٍ وغيرُ واحِدٍ : يُعَظِّموه. وَتُوَقِّرُوهُ من التَّوقيرِ ، وهو الاحترامُ والإجلالُ والإعظامُ).
📖 وقال السَّعديُّ : (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ أي : تُعَزِّروا الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتُوَقِّروه ، أي : تُعَظِّموه وتُجِلُّوه ، وتقوموا بحُقوقِه ، كما كانت له المِنَّةُ العظيمةُ برِقابِكم).
● وقال اللَّهُ تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 1 - 4] ، فبيَّن سُبحانَه أنَّ الذين يَخفِضون أصواتَهم عِندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم توقيرًا وتبجيلًا له ، أولئك هم الذين امتحَن اللَّهُ قلوبَهم لتَقواه ، وأخلصَهم لها ، ولهم مَغفرةٌ لذُنوبِهم ، ولهم ثوابٌ عظيمٌ عِندَ اللَّهِ يومَ القيامةِ ، فيُدخِلُهم الجنَّةَ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/43
رابعًا : أقسامُ الاحترامِ والتَّوقيرِ
يمكِنُ تقسيمُ الاحترامِ والتَّوقيرِ إلى ثلاثةِ أقسامٍ :
1⃣ الأوَّلُ : الاحترامُ والتَّوقيرُ في القولِ ، وذلك باستعمالِ الكلامِ الحسَنِ المشتَمِلِ على إظهارِ الأدَبِ ، والتَّقديرِ وإنزالِ النَّاسِ منازِلَهم اللَّائقةَ بهم ، ومخاطبتِهم خِطابًا يَدُلُّ على احترامِهم وتقديرِهم.
2⃣ الثَّاني : الاحترامُ والتَّوقيرُ في الفِعلِ ، وذلك بالمعاملةِ اللَّائقةِ لمن نتعامَلُ معهم ، وتقديمِهم والاستماعِ إليهم.
3⃣ الثَّالِثُ : الاحترامُ والتَّوقيرُ بالتَّركِ ، وذلك بتركِ كُلِّ قولٍ أو فعلٍ يتضَمَّنُ الإساءةَ ، أو يَحصُلُ به الأذى أو الانتِقاصُ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/41
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((ليسَ منَّا من لَم يَرحَمْ صغيرَنا ، ويعرِفْ حَقَّ كَبيرِنا)).
#الراوي : عبد الله بن عمرو
#المحدث : الألباني
#المصدر : صحيح الترغيب
خلاصة حكم المحدث : #صحيح
📕 #شـرح_الـحـديـث 🖍
حَرَصَ الإسْلامُ على البِرِّ ومُراعاةِ حُقوقِ الناسِ على اخْتِلافِ أعْمارِهم وأحْوالِهم. وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
● "ليس مِنَّا" ، أي : ليس على طَريقَتِنا وهَدْيِنا وسُنَّتِنا.
● "مَنْ لم يَرْحَمْ صَغيرَنا" ، فيُعْطيهِ حَقَّه من الرِّفْقِ ، واللُّطْفِ ، والشَّفَقةِ ، ويُحتمَلُ أنَّ المُرادُ صَغيرَ المُسلِمينَ ، ويُحتمَلُ أنَّ المُرادُ صغيرَ بني آدَمَ ؛ إذِ العِلَّةُ الصِّغَرُ.
● "ويَعْرِفْ حَقَّ كَبيرِنا" ، فيُعْطيهِ حَقَّه منَ التَّعْظيمِ والإِكْرامِ ، إذْ خُلُقُ أهْلِ الإِسْلامِ رَحْمةُ الصَّغيرِ ، ومَعرِفَةُ الحَقِّ للكَبيرِ ، وخاصَّةً إذا كان له شَرَفٌ بعِلْمٍ أو صَلاحٍ أو نَسَبٍ زَكِيٍّ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/91936
ب- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
● قال أبو حامِدٍ الغَزاليُّ : (تعلَمُ أنَّك لو طلَبْتَ مُنَزَّهًا عن كُلِّ عيبٍ اعتزَلْتَ عن الخَلقِ كافَّةً ، ولن تجِدَ مَن تصاحِبُه أصلًا ؛ فما من أحَدٍ من النَّاسِ إلَّا وله محاسِنُ ومَساوئُ ، فإذا غلبَت المحاسِنُ المساوئَ فهو الغايةُ والمنتهى ، فالمُؤمِنُ الكريمُ أبدًا يُحضِرُ في نفسِه محاسِنَ أخيه لينبَعِثَ من قَلبِه التَّوقيرُ والوُدُّ والاحترامُ ، وأمَّا المُنافِقُ اللَّئيمُ فإنَّه أبدًا يلاحِظُ المساوئَ والعُيوبَ).
● قال ابنُ المبارَكِ : (حَقٌّ على العاقِلِ ألَّا يستخِفَّ بثلاثةٍ : العُلَماءِ ، والسَّلاطينِ ، والإخوانِ ؛ فإنَّه مَن استخَفَّ بالعُلَماءِ ذَهَبت آخِرَتُه ، ومن استخَفَّ بالسُّلطانِ ذهَبت دُنياه ، ومَن استخَفَّ بالإخوانِ ذهَبَت مروءتُهـ).
● عن العَبَّاسِ بنِ عبدِ العظيمِ العَنبريِّ ، قال : (كنتُ عِندَ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ وجاءه عليُّ بنُ المدينيِّ راكِبًا على دابَّةٍ ، قال : فتناظَرا في الشَّهادةِ وارتفَعَت أصواتُهما حتَّى خِفتُ أن يقَعَ بَيْنَهما جفاءٌ ، وكان أحمدُ يرى الشَّهادةَ ، وعليٌّ يأبى ويدفَعُ ، فلمَّا أراد عليٌّ الانصرافَ قام أحمدُ فأخَذ برِكابِهـ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/37
"اللهمّ وهذه ساعةُ استجابةٍ فاجعلها
برداً وسلاماً على أهل غزة
اللهم اربطْ على قلوبهم، وآمنْ روعاتهم
الطُفْ بهم، وخففْ عنهم
اشفِ جرحاهم، وانصرهم
ثبتْ أقدامهم، وسددْ رميهم
وحّدْ صفوفهم، واكتبْ لهم نصراً مؤزراً
اقذفِ الرعبَ في قلوب أعدائهم
وارزقهم الإخلاص والتقوى، وتقبل شهداءهم"
#الأخلاق_المحمودة
1⃣ #الاحترام_والتوقير
● الاحترامُ لُغةً :
الاحترامُ : مِن الحُرمةِ ، وهي : المهابةُ ، يقالُ : احترمه ، أي : كرَّمه وأكبَرَه ، وأحسَنَ معاملتَه حُبًّا ومهابةً.
● الاحترامُ اصطِلاحًا :
الاحترامُ هو الإكبارُ والمهابةُ ورَعيُ الحُرمةِ وحُسنُ المعاملةِ.
● التَّوقيرُ لُغةً :
والتَّوقيرُ : التَّعظيمُ والتَّبجيلُ.
● التَّوقيرُ اصطِلاحًا :
📚 قال ابنُ تَيميَّةَ : (التَّوقيرُ : اسمٌ جامعٌ لكُلِّ ما فيه سكينةٌ وطمأنينةٌ من الإجلالِ والإكرامِ ، وأن يُعاملَ من التَّشريفِ والتَّكريمِ والتَّعظيمِ بما يصونُه عن كُلِّ ما يخرِجُه عن حَدِّ الوَقارِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/32
ب- مِنَ الأمثالِ والحِكَمِ
● هَيهاتَ مِنك قُعَيقعانُ
👈 هذا الجَبَلُ بمَكَّةَ ، وبالأهوازِ أيضًا جَبَلٌ يُقالُ له : قُعَيقِعانُ ، يُضرَبُ في اليأسِ مِن نَيلِ ما تُريدُ.
● أسائِرُ اليومِ وقد زال الظُّهرُ!
👈 يقولُ : أتطمَعُ فيما بَعدُ ، وقد تبَيَّنَ لك اليأسُ مِن نَيلِها ، يُضرَبُ مَثَلًا للحاجةِ الميؤوسِ منها ، ويرجِعُ طالبُها بالخَيبةِ.
● مَن لي بالسَّانِحِ بَعدَ البارِحِ؟!
أصلُه أنَّ رَجُلًا مَرَّت به ظِباءٌ بارِحةٌ ، والعَرَبُ تَتَشاءَمُ بها ، فكَرِه ذلك ، فقيل له : إنَّها ستَمُرُّ بك سانِحةً ، حتَّى لا يُصابَ بالإحباطِ واليأسِ ، فعِندَها قال : مَن لي بالسَّانِحِ بَعدَ البارِح؟! فذَهَبَت مَثَلًا.
👈 يُضرَبُ للرَّجُلِ يرى مِن صاحِبِه بَعضَ ما يكرَهُ ، فيُقالُ له : إنَّه سيتعَبُ وتُقضى الحاجةُ ، فيقولُ هذا حينَئِذٍ.
👈 يُضرَبُ مَثَلًا في اليأسِ عنِ الشَّيءِ.
● رَجَعَ فلانٌ مِن حاجَتِه بخُفَّيْ حُنَينٍ.
👈 ذَكَرَه ابنُ سَلامٍ في بابِ اليأسِ مِنَ الحاجةِ والرُّجوعِ منها بالخَيبةِ.
● وفي الأمثالِ السَّائِرةِ : (لا حَياةَ مَعَ اليأسِ ، ولا يأسَ مَعَ الحَياةِ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5227
ثاني عَشَر : اليأسُ والقُنوطُ والإحباطُ في واحةِ الأدَبِ
أ- مِنَ الشِّعرِ
1⃣ قال ابنُ دُرَيدٍ : أنشَدَني أبو حاتِمٍ السِّجِستانيُّ :
إذا اشتَمَلَت على اليأسِ القُلوبُ ••
وضاقَ لِما به الصَّدرُ الرَّحيبُ
وأوطَأتِ المَكارِهُ واطمَأنَّت ••
وأرسَت في أماكِنِها الخُطوبُ
ولم تَرَ لانكِشافِ الضُّرِّ وجهًا ••
ولا أغنى بحيلتِه الأريبُ
أتاك على قُنوطٍ مِنك غَوثٌ ••
يمُنُّ به اللَّطيفُ المُستَجيبُ
وكُلُّ الحادِثاتِ إذا تَناهَت ••
فمَوصولٌ بها الفرَجُ القَريبُ
2⃣ وقال آخَرُ :
ولرُبَّ نازِلةٍ يَضيقُ بها الفتى ••
ذَرعًا وعِندَ اللهِمنها المخرَجُ
كمَلت فلمَّا استَحكَمَت حَلَقاتُها ••
فُرِجَت وكان يظُنُّها لا تُفرَجُ
3⃣ وقال ابنُ القَيِّمِ :
باللهِ أبلُغُ ما أسعى وأُدرِكُه ••
لا بي ولا بشَفيعٍ لي مِنَ النَّاسِ
إذا أيِستُ وكادَ اليأسُ يَقطَعُني ••
جاءَ الرَّجا مُسرِعًا مِن جانِبِ الياسِ
4⃣ وقال أبو إسحاقَ الإلبيريُّ :
ولولا أنَّني أرجو إلهي ••
ورَحمَتهَ يئِستُ مِنَ الفلاحِ
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5225
حادِيَ عَشَرَ : مَسائِلُ مُتَفرِّقةٌ
● اليأسُ فَقرٌ مُدقِعٌ ، والأمَلُ ثَروةٌ حَقيقيَّةٌ :
قد فَهِمَ رِجالُ الطِّبِّ المُعاصِرِ أثَرَ اليأسِ في خَطَرِه الصِّحِّيِّ وضَرِرِه العُضويِّ ، وحَلَّلوا ما يطرَأُ على جِسمِ اليائِسِ مِنِ اضطِرابٍ يقودُه للوَبالِ ، فذَكروا أنَّ اليأسَ يُسَبِّبُ الانقِباضَ ، ويدعو صاحِبَه إلى الكآبةِ والاحتِجازِ عنِ النَّاسِ ، فإذا خَلا بنَفسِه تَصَوَّرَ أنَّه أتعَسُ شَخصٍ في الوُجودِ ، وبالغَ في تَصَوُّرِه فيضيقُ صَدرُه ، وتَزيدُ سُرعةُ النَّبَضاتِ في قَلبِه ، وتَنخَفِضُ حَرارَتُه شَيئًا فشَيئًا ، ثُمَّ يفقِدُ شَهيَّةَ الطَّعامِ ، وتَتَكاسَلُ الكَبِدُ تِلقائيًّا عن أداءِ وظيفتِها ، فيَعقُبُ ذلك هبوطٌ تَدريجيٌّ يتبَعُه ارتِجافُ الأعصابِ.
والذين يُؤَكِّدونَ ذلك مِن رِجالِ الطِّبِّ لا يَصدُرونَ عن خَيالٍ رِوائيٍّ ، بل ينقُلونَ حالاتٍ حَيَّةً عُرِضَت أمامَهم وأدرَكوا ما دَعا إليها مِنَ البَواعِثِ ، وما وصَلت إليه في النِّهايةِ مِن خَطَرٍ مُنذِرٍ بالفَناءِ ، فإذا كان اليأسُ داعيةَ ذلك كُلِّه ، فلماذا لا نَلجَأُ إلى السَّماءِ آمِلينَ لتَمُدَّنا بالعَونِ؟ ولماذا لا نَبحَثُ عن أسبابِ التَّفاؤُلِ دونَ أن نَستَغرِقَ في هذا التَّشاؤُمِ المُطبقِ؟ فقد يجعَلُ اللهُ بَعدَ عُسرٍ يُسرًا ، وفي الحَياةِ شَواهِدُ تَنطِقُ بانفِراجِ الأزَماتِ وانتِهاءِ الشَّدائِدِ ، وفي ذِكرِ اللهِ اطمِئنانٌ (لليائِسِ) ؛ لأنَّه يذكُرُ مَن يعلَمُ حالتَه ومَن يستَطيعُ أن يُنقِذَه مِن شَرِّه الوبيلِ.
إنَّ الإنسانَ يسيرُ في الطَّريقِ رائِحًا غاديًا يتَصَفَّحُ وُجوهَ النَّاسِ ، فيعرِفُ اليائِسَ المُعَذَّبَ ، ويعرِفُ الآمِلَ السَّعيدَ ؛ إذ يرى اليائِسَ مُتَجَهِّمَ الأساريرِ ، مُتَعَثِّرَ الخُطواتِ ، يُحَدِّثُه زَميلُه فلا يستَوعِبُ حَديثَه ، ويُكلِّمُه جَليسُه فيقتَضِبُ الرَّدَّ ، كمَن يُحاوِلُ التَّخَلُّصَ مِنَ الحِوارِ ، كما يرى الآمِلَ المُتَفتِّحَ مُبتَهِجَ النَّفسِ ، مُشرِقَ الطَّلعةِ ، يبدَأُ بالتَّحيَّةِ ويستَمِعُ فيُصغي في ابتِسامٍ ، ويرُدُّ في اطمِئنانٍ ، وقد يكونُ هذا الباسِمُ السَّعيدُ مِمَّن لا يملِكونَ غَيرَ قوتِ اليومِ، ولكِنَّه يأمُلُ في الغَدِ ، على حينِ تَرى مِنَ اليائِسينَ مَن يملِكونَ القَناطيرَ المُقَنطَرةَ مِنَ المالِ ، ثُمَّ لا تَستَطيعُ أن تَمحوَ سُهومَهم الكالِحَ وعُبوسَهمُ الكريهَ! فالأمَلُ ثَروةٌ حَقيقيَّةٌ ، بدونِها يكونُ الغَنيُّ أفقَرَ الفُقَراءِ ، واليأسُ فَقرٌ مُدقِعٌ لا تَدفعُه خَزائِنُ المالِ ولا بُنوكُ الاستِثمارِ ، وفي أخلاقِ القُرآنِ ما يطرُدُ اليأسَ ويُحيي الأمَلَ.
لو أقبَلتِ النُّفوسُ على هَديِ الكِتابِ لوجَدَت فيه أمنًا مِن خَوفٍ ، وفرَجًا من ضِيقٍ : {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35].
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5222
تابع / نَماذِج مِنَ السَّلَفِ والعُلَماءِ
● وقال ابنُ أبي الفوارِسِ : سَمِعتُ القاضيَ أبا بَكرِ بنَ عَبدِ الباقي يقولُ : (كُنت مُجاوِرًا بمَكَّةَ -حَرَسَها اللهُ تعالى- فأصابَني يومًا جوعٌ شَديدٌ لم أجِدْ شَيئًا أدفعُ به عنِّي الجوعَ ، فوجَدتُ كيسًا مِن إبريسَمَ مَشدودًا بشرابةِ إبريسَمَ أيضًا ، فأخَذتُه وجِئتُ إلى بَيتي ، فحَلَلتُه فوَجَدتُ فيه عِقدًا مِن لُؤلُؤٍ لم أرَ مِثلَه ، فخَرَجتُ فإذا شَيخٌ يُنادي عليه ومَعَه خِرقةٌ فيها خَمسُمِائةِ دينارٍ ، وهو يقولُ : هذا لمَن يرُدُّ علينا الكيسَ الذي فيه اللُّؤلُؤُ ، فقُلتُ : أنا مُحتاجٌ ، وأنا جائِعٌ ، فآخُذُ هذا الذَّهَبَ فأنتَفِعُ به ، وأرُدُّ عليه الكيسَ ، فقُلتُ له : تَعالَ إليَّ ، وجِئتُ به إلى بيتي ، فأعطاني عَلامةَ الكيسِ ، وعَلامةَ الشَّرابةِ ، وعَلامةَ اللُّؤلُؤِ ، وعَدَدَه ، والخَيطَ الذي هو مَشدودٌ به ، فأخرَجتُه ودَفعتُه إليه. فسَلَّمَ إليَّ خَمسَمِائةِ دينارٍ ، فما أخَذتُها ، وقُلُت : يجِبُ أن أُعيدَه إليك ولا آخُذَ له جَزاءً! فقال لي : لا بُدَّ أن تَأخُذَ ، وألحَّ عليَّ كثيرًا ، فلم أقبَلْ ، فتَرَكني ومَضى ، وخَرَجتُ مِن مَكَّةَ ورَكِبتُ البَحرَ ، فانكسَرَ المركَبُ وغَرِقَ النَّاسُ وهَلكَت أموالُهم ، وسَلِمتُ أنا على قِطعةٍ مِنَ المَركَبِ ، فبَقِيتُ مُدَّةً في البَحرِ لا أدري أينَ أذهَبُ ، فوصَلتُ إلى جَزيرةٍ فيها قَومٌ ، فقَعَدتُ في بَعضِ المَساجِدِ ، فسَمِعوني أقرَأُ ، فلم يَبقَ أحَدٌ إلَّا جاءَني وقال : عَلِّمْني القُرآنَ ، فحَصَل لي منهم شَيءٌ كثيرٌ مِنَ المالِ.
ثُمَّ رَأيتُ في ذلك المَسجِدِ أوراقًا مِن مُصحَفٍ ، فأخَذتُها ، فقالوا : تُحسنُ تَكتُبُ؟ فقُلتُ : نَعَم ، فقالوا : عَلِّمْنا الخَطَّ ، وجاؤوا بأولادِهم مِنَ الصِّبيانِ والشَّبابِ ، وكُنتُ أُعَلِّمُهم ، فحَصَل لي أيضًا مِن ذلك شَيءٌ كثيرٌ ، فقالوا لي بَعدَ ذلك : عِندَنا صَبيَّةٌ يتيمةٌ ولها شَيءٌ مِنَ الدُّنيا نُريدُ أن تَتَزَوَّجَ بها ، فامتَنَعتُ ، فقالوا : لا بُدَّ ، وألزَموني ، فأجَبتُهم ، فلمَّا زَفُّوها مَدَدتُ عَيني أنظُرُ إليها فوجَدتُ ذلك العِقدَ بعَينِه مُعَلَّقًا في عُنُقِها! فما كان لي حينَئِذٍ شُغلٌ إلَّا النَّظَرُ إليه ، فقالوا : يا شَيخُ كسَرتَ قَلبَ هذه اليتيمةِ مِن نَظَرِك إلى هذا العِقدِ ، ولم تَنظُرْ إليها ، فقَصَصتُ عليهم قِصَّةَ العِقدِ ، فصاحوا بالتَّهليلِ والتَّكبيرِ ، حتَّى بَلغَ إلى جَميعِ أهلِ الجَزيرةِ ، فقُلتُ : ما بكم؟ فقالوا : ذلك الشَّيخُ الذي أخَذَ منك العِقدَ أبو هذه الصَّبيَّةِ ، وكان يقولُ : ما وَجَدتُ في الدُّنيا مُسلِمًا كهذا الذي رَدَّ عليَّ هذا العِقدَ ، وكان يدعو ويقولُ : اللَّهمَّ اجمَعْ بَيني وبَينَه حتَّى أُزَوِّجَه بابنَتي ، والآنَ قد حَصَلت ، فبَقِيتُ مَعَها مُدَّةً ورُزِقتُ منها ولدَينِ.
ثُمَّ إنَّها ماتَت فورِثتُ العِقدَ أنا وولدايَ ، ثُمَّ ماتَ الوَلَدانِ ، فحَصَل العِقدُ لي فبِعتُه بمِائةِ ألفِ دينارٍ ، وهذا المالُ الذي تَرَونَ مَعي مِن بَقايا ذلك المالِ!).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5218
تابع / نَماذِج مِنَ السَّلَفِ والعُلَماءِ
● وكان يحيى النَّحويُّ في أوَّلِ أمرِه مَلَّاحًا يَعبُرُ النَّاسُ في سَفينَتِه ، وكان يُحِبُّ العِلمَ كثيرًا ، فإذا عَبرَ مَعَه قَومٌ مِن إحدى دورِ العِلمِ التي كانت تَدرُسُ العِلمَ بجَزيرةِ الإسكندَريَّةِ فكانوا يتَحاورونَ في مَسائِلَ مِنَ العِلمِ فيسمَعُه وتَهَشُّ نَفسُه للعِلمِ ، فلمَّا قَوِيَت رَويَّتُه في العِلمِ فكَّرَ في أمرِه وقال : قد بَلغتُ نَيِّفًا وأربَعينَ سَنةً مِنَ العُمرِ وما ارتَضْتُ بشَيءٍ وما عَرَفتُ غَيرَ صِناعةِ المَلاحةِ ، فكيف يُمكِنُني أن أتَعَرَّضَ إلى شَيءٍ مِنَ العُلومِ ، فبَينَما هو مُفكِّرٌ إذ رأى نَملةً قد حَمَلت نَواةَ تَمرةٍ ، وهي تُريدُ أن تَصعَدَ بها إلى عُلوٍ ، وكُلَّما صَعِدَت بها سَقَطَت ، فلم تَزَل تُجاهدُ نَفسَها في طُلوعِها وهي في كُلِّ مَرَّةٍ يزيدُ ارتِفاعُها عنِ الأولى ، فلم تَزَلْ نَهارَها وهو ينظُرُ إليها إلى أن بَلغَت غَرَضَها وأطلعَتْها إلى غايتِها ، فلمَّا رَآها يحيى النَّحويُّ قال لنَفسِه : إذا كان هذا الحَيوانُ الضَّعيفُ قد بَلغَ غَرَضَه بالمُجاهَدةِ فأنا أولى أن أبلغَ غَرَضي بالمُجاهدةِ! فخَرَجَ من وقتِه وباع سَفينتَه ولازَم دارَ العِلمِ ، وبَدَأ بعِلمِ النَّحوِ واللُّغةِ والمَنطِقِ ، فبَرَعَ في هذه الأُمورِ وبَرزَ ، ولأنَّه أوَّلَ ما ابتَدَأ بالنَّحوِ فنُسِبَ إليه واشتَهرَ به ، ووَضعَ كُتُبًا كثيرةً منها تَفاسيرُ وغَيرُها.
(فينبَغي أن نُثابرَ ولا نَيأسَ ؛ فإنَّ اليأسَ مَعناه سَدُّ بابِ الخَيرِ ، وينبَغي لنا ألَّا نَتَشاءَمَ ، بل نَتَفاءَلُ ، وأن نَعِدَ أنفُسَنا خَيرًا).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5218
ب- نَماذِجُ مِنَ السَّلَفِ والعُلَماءِ
● حَجَّ أبو المُظَفَّرِ السَّمعانيُّ على البَرِّيَّةِ أيَّامَ انقَطَعَ الرَّكبُ ، فأخذه الأعرابُ هو وجَماعةً ، يقولُ : (أسَرونا ، فكُنت أرعى جِمالَهم ، فاتَّفقَ أنَّ أميرَهم أرادَ أن يُزَوِّجَ بنتَه ، فقالوا : نَحتاجُ أن نَرحَلَ إلى الحَضَرِ لأجْلِ مَن يعقِدُ لنا ، فقال رَجُلٌ مِنَّا : هذا الذي يرعى جِمالَكم فقيهُ خُراسانَ! فسَألوني عن أشياءَ ، فأجَبتُهم وكَلَّمتُهم بالعَرَبيَّةِ ، فخَجِلوا واعتَذَروا ، فعَقدتُ لهمُ العَقدَ ، وقُلت الخُطبةَ ، ففرِحوا ، وسَألوني أن أقبَل منهم شَيئًا فامتَنَعتُ ، فحَمَلوني إلى مَكَّةَ وسَطَ العامِ).
● وعن أبي عَبدِ اللهِ الباقطائيِّ ، قال : سَمِعتُ عُبَيدَ اللهِ بنَ سُلَيمانَ يقولُ في وِزارَتِه ، قال لي أبي : (كُنتُ يومًا في حَبسِ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ المَلِكِ الزَّيَّاتِ في خِلافةِ الواثِقِ ، آيَسَ ما كُنتُ مِنَ الفرَجِ ، وأشَدَّ مِحنةً وغَمًّا ، حتَّى ورَدَت عليَّ رُقعةُ أخي الحَسَنِ بنِ وهبٍ ، وفيها شِعرٌ له :
مِحَنٌ أبا أيُّوبَ أنت مَحِلُّها ••
فإذا جَزِعتَ مِنَ الخُطوبِ فمَن لها
إنَّ الذي عَقدَ الذي انعَقدَت به ••
عُقَدُ المَكارِه فيك يُحسِنُ حَلَّها
فاصبِرْ فإنَّ اللهَ يُعقِبُ فُرجةً ••
ولعَلَّها أن تَنجَلي ولعَلَّها
وعسى تَكونُ قَريبةً مِن حَيثُ لا ••
تَرجو وتَمحو عن جديدِك ذُلَّها
قال : فتَفاءَلتُ بذلك ، وقَوِيَت نَفسي ، فكتَبتُ إليه :
صَبَّرتَني ووعَظتَني وأنا لها ••
وستَنجَلي بل لا أقولُ لعَلَّها
ويحُلُّها مَن كان صاحِبَ عَقدِها ••
ثِقةً به إذ كان يملِكُ حَلَّها
قال : فلم أُصَلِّ العَتَمةَ ذلك اليومَ حتَّى أُطلِقتُ! فصَلَّيتُها في داري ، ولم يمضِ يومي ذاك حتَّى فرَّجَ اللهُ عنِّي ، وأُطلِقتُ مِن حَبسي ، ورُويَ أنَّ هاتَينِ الرُّقعَتَينِ وقَعَتا بيَدِ الواثِقِ ، الرِّسالةُ والجَوابُ ، فأمَرَ بإطلاقِ سُليمانَ ، وقال : واللهِ ، لا تَرَكتُ في حَبسي مَن يرجو الفرَجَ ، ولا سيَّما مَن خَدَمَني ، فأطلقَه على كُرهٍ مِنِ ابنِ الجَرَّاحِ الزَّيَّاتِ لذلك).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5218
تابع / نَماذِج مِنَ الأنبياءِ
2⃣ نَبيُّ اللهِ أيُّوبُ عليه السَّلامُ :
ووقَعَ على أيُّوبَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ الضُّرُّ والمَرَضُ في بَدَنِه ، وابتُليَ بذَهابِ الأهلِ والمالِ والولدِ ، فلم ينقَطِعْ طَمَعُه في رَحمةِ اللهِ وفَرَجِه ، بل {نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83] ، قال تعالى : {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 84] في كُلِّ بَلاءٍ نَزَل بهم ؛ ليتَأسَّوا به في الصَّبرِ ورَجاءِ الفَرَجِ والأجرِ ، ولم يكُنْ ما ابتُليَ به أيُّوبُ مِن هَوانِه على اللهِ تعالى ، ولكِنَّ اللهَ أرادَ كرامَتَه بذلك ، وجَعَل ذلك عَزاءً للعابدينَ بَعدَه فيما يُبتَلونَ به.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5216
تابع / الوسائِل المُعينة على التَّخَلُّصِ مِنَ اليأسِ والقُنوطِ والإحباطِ
12- بَثُّ الهَمِّ قَبلَ استِحكامِه والوُصولِ إلى مَرحَلةِ الإحباطِ :
● وقد قيل :
ولابُدَّ مِن سِرٍّ إليك أبُثُّه ••
ففي نَفثةِ المَصدورِ بَعضُ شِفائِه
ويُستَحَبُّ تَسليةُ المُصابِ والمَهمومِ ، وقد قال تعالى : {وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [الشورى: 8] ، وإنَّما قيل هذا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَسليةً له عَمَّا كان ينالُه مِنَ الهَمِّ بتَوليةِ قَومِه عنه ، وأمرًا له بتَركِ إدخالِ المَكروهِ على نَفسِه مِن أجلِ إدبارِ مَن أدبَرَ عنه منهم.
● وقال تعالى : {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [يوسف: 19] ، وهذا وإن كان خَبَرًا مِنَ اللهِ عن يوسُفَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ ، فإنَّه تَذكيرٌ مِنَ اللهِ لنَبيِّه مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وتَسليةٌ منه له عَمَّا كان يلقى مِن أقرِبائِه وأنسابِه المُشرِكينَ مِنَ الأذى ، يقولُ تعالى ذِكرُه له : فاصبِرْ يا مُحَمَّدُ على ما نالك في اللهِ ؛ فإنِّي قادِرٌ على تَغييرِ ما ينالك به هؤلاء المُشرِكونَ ، كما كُنتُ قادِرًا على تَغييرِ ما لقي يوسُفُ مِن إخوتِه ، فمَصيرُ أمرِك وأمرِهم إلى عُلوِّك عليهم وإذعانِهم لك.
👈 ويُستَحَبُّ مُحادَثةُ المَهمومِ بما يُخَفِّفُ عنه ويُؤنِسُ وحشَتَه ، وقد دَخَل عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوجَدَه واجِمًا ساكِتًا ، فقال : (لأقولَنَّ شَيئًا أُضحِكُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم...) ، قال النَّوويُّ : (فيه استِحبابُ مِثلِ هذا ، وأنَّ الإنسانَ إذا رَأى صاحِبَه مَهمومًا حَزينًا يُستَحَبُّ له أن يُحَدِّثَه بما يُضحِكُه أو يشغَلُه ويُطَيِّبُ نَفسَه).
13- أن يُفسِحَ في الأمَلِ ، كما قال الطُّغرائيُّ :
أُعَلِّلُ النَّفسَ بالآمالِ أرقُبُها ••
ما أضيقَ العَيشَ لولا فُسحةُ الأمَلِ
#والمعنى : أُمَنِّي النَّفسَ وأُعَلِّلُها برِقبةِ الآمالِ ، وانتِظارِ بُلوغِها وإدراكِها ؛ فيتَّسِعُ لها ما ضاقَ عليها مِنَ الدَّهرِ والعَيشِ ، ثُمَّ قال : ما أضيقَ الدَّهرَ لولا أنَّ فُسحةَ الأمَلِ تَوسِعُه! وفي الآمالِ راحةٌ للنُّفوسِ... وقال بَعضُهم : نِعمَ الرَّفيقُ الأمَلُ ، وإن لم يَبلُغْك فقد آنَسَك ، واستَمتَعتَ به.
● وقد أخَذَ قَولَ الطُّغرائيِّ العِمادُ الكاتِبُ ، وقال :
وما هذه الأيَّامُ إلَّا صَحائِفٌ ••
يُؤَرَّخُ فيها ثُمَّ يُمحى ويُمحَقُ
ولم أرَ شَيئًا مِثلَ دائِرةِ المُنى ••
تُوسِعُها الآمالُ والعُمرُ ضَيِّقُ
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5213
تابع / احترام وتوقير المُسلِمِ لرَسولِه ﷺ
● وقال اللَّهُ تعالى : {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63] ، في تلك الآيةِ يَظهَرُ الأمرُ بتوقيرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واحترامِه ؛ فقد نهى اللَّهُ سُبحانَه المُسلِمين أن ينادوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِثلَ مُناداتِهم بعضِهم بعضًا ، وقد التَزم الصَّحابةُ رَضِيَ اللَّهُ عنهم الأدَبَ في مناداتِه ، فكانوا ينادونه : يا رسولَ اللَّهِ ، ويا نبيَّ اللَّهِ ، أو يا أيُّها النَّبيُّ ، ويا أيُّها الرَّسولُ.
📖 وقال القاضي عِياضٌ : (اعلَمْ أنَّ حُرمةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَ مَوتِه وتوقيرَه وتعظيمَه لازمٌ كما كان حالَ حياتِه ، وذلك عِندَ ذِكرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وذِكرِ حَديثِه وسُنَّتِه ، وسماعِ اسمِه وسيرتِه ، ومعاملةِ آلِه وعِترتِه ، وتعظيمَ أهلِ بَيتِه وصَحابتِهـ).
● وعن حمَّادِ بنِ زَيدٍ ، قال : (كنَّا عِندَ أيُّوبَ فسَمِع لَغَطًا ، فقال : ما هذا اللَّغَطُ؟ أمَا بلَغَهم أنَّ رفعَ الصَّوتِ عِندَ الحديثِ عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كرفعِ الصَّوتِ عليه في حياتِهـ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/43
خامسًا : مظاهِرُ وصُوَرُ الاحترامِ والتَّوقيرِ
1⃣ توقيرُ المُسلِمِ لرَبِّه سُبحانَه وتعظيمُه بما يليقُ به :
وهذا التَّوقيرُ للهِ سُبحانَه ينتُجُ عنه احترامُ أوامِرِه ونواهيه ، وتعظيمُ دينِه وشَرعِه ، وحِرصُ المُسلِمِ على التَّحلِّي بجميلِ الصِّفاتِ التي أَمَر بها سُبحانَه ، فهذا التَّوقيرُ يُثمِرُ الخيرَ للعبدِ في الدُّنيا والآخرةِ ، ويُثمِرُ التَّخلُّقَ بالأخلاقِ التي يعودُ أثَرُها ونَفعُها على النَّاسِ في معاشرتِهم والتَّعامُلِ معهم.
● قال اللَّه تعالى حكايةً عن نبيِّه نوحٍ عليه السَّلامُ أنَّه قال لقومِه عندما كفَروا به وبرسالتِه : {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] ، أي : ما لكم لا ترون للهِ عَظَمةً ، #وقيل : ولا تُعَظِّمون اللَّهَ حَقَّ عَظمتِه ، فاستخدمَ لَفظَ الوَقارِ في معنى التَّوقيرِ والتَّعظيمِ للهِ تعالى بما يليقُ به سُبحانَه من كمالِ التَّعظيمِ والتَّبجيلِ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/43
ثالثًا : فوائِدُ الاحترامِ والتَّوقيرِ بَيْنَ النَّاسِ
1⃣ يَعصِمُ من الوقوعِ في التَّعدِّي بالقَولِ أو الفِعلِ ، فتُصانُ الحُرُماتُ وتُحفَظُ الأعراضُ.
2⃣ يدفَعُ أسبابَ العداوةِ والبغضاءِ.
3⃣ به يتحَقَّقُ العَدلُ ويُنَزَّلُ كُلُّ واحدٍ مَنزِلتَه.
4⃣ من أسبابِ تقارُبِ وِجهاتِ النَّظرِ ودَفعِ الخِلافِ.
5⃣ من أسبابِ تقويةِ أواصِرِ المحبَّةِ بَيْنَ النَّاسِ.
6⃣ فيه امتِثالٌ لتعاليمِ الشَّرعِ الكريمِ.
7⃣ يجلِبُ محبَّةَ اللَّهِ تعالى ومحبَّةَ النَّاسِ.
8⃣ تقويةُ العلاقاتِ وغَرسُ الثِّقةِ بَيْنَ أفرادِ المجتَمَعِ.
9⃣ من أسبابِ كَسبِ القُلوبِ ونجاحِ الدَّعَواتِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/39
تابع / من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
● قال ابنُ حَزمٍ : (اتَّفَقوا على توقيرِ أهلِ القرآنِ والإسلامِ ، والنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وكذلك الخليفةُ والفاضِلُ والعالِمُ).
● وعن ابنِ طاوُسٍ ، عن أبيه ، قال : (من السُّنَّةِ أن يُوَقَّرَ أربعةٌ : العالِمُ ، وذو الشَّيبةِ ، والسُّلطانُ ، والوالِدُ).
● وقال يحيى بنُ مُعاذٍ : (إنَّ العبدَ على قَدرِ حُبِّه لمولاه يحبِّبُه إلى خَلقِه ، وعلى قَدرِ توقيرِه لأمرِه يُوَقِّرُه خَلْقُه ...).
● وعن الحُسَينِ الوَرَّاقِ ، قال : سألتُ أبا عُثمانَ عن الصُّحبةِ ، فقال : (الصُّحبةُ مع اللَّهِ عزَّ وجَلَّ بحُسنِ الأدَبِ ودوامِ الهَيبةِ والمراقَبةِ ، والصُّحبةُ مع الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم باتِّباعِ سُنَّتِه ولُزومِ ظاهِرِ العِلمِ ، والصُّحبةُ مع أولياءِ اللَّهِ بالاحترامِ والحُرمةِ ، والصُّحبةُ مع الأهلِ والولَدِ بحُسنِ الخُلُقِ ، والصُّحبةُ مع الإخوانِ بدَوامِ البِشرِ والانبِساطِ ما لم يكُنْ إثمًا ، والصُّحبةُ مع الجُهَّالِ بالدُّعاءِ لهم والرَّحمةِ عليهم ، ورُؤيةِ نِعمةِ اللَّهِ عليك أن عافاك ممَّا ابتلاهم بهـ).
● وقال سَهلٌ التُّستَريُّ : (لا يزالُ النَّاسُ بخيرِ ما عظَّموا السُّلطانَ والعُلَماءَ ، فإذا عَظَّموا هذين أصلَح اللَّهُ دُنياهم وأُخراهم ، وإذا استخفُّوا بهذين أفسَدوا دُنياهم وأُخراهم).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/37
تابع / من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
2⃣ عن أبي مَسعودٍ عُقبةَ بنِ عامرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال : كان رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يمسَحُ مناكِبَنا في الصَّلاةِ ، ويقولُ : ((استَووا ، ولا تختَلِفوا فتختَلِفَ قُلوبُكم ، لِيَلِني منكم أولو الأحلامِ والنُّهى ، ثمَّ الذين يَلونَهم ، ثمَّ الذين يَلونَهم)) أخرجه مسلم. قال أبو مسعودٍ : فأنتم اليومَ أشَدُّ اختلافًا.
👈 فالنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يحرِصُ على توقيرِ ذوي المكانةِ والعِلمِ والفَضلِ ، وتصديرِهم في مقدِّمةِ المجالِسِ ، كما في وُقوفِ ذوي الأحلامِ والنُّهى خَلفَ الإمامِ ، ولا يكونُ ذلك في الغالِبِ إلَّا لكبارِ السِّنِّ ومن لديهم من العِلمِ والمكانةِ ما يستوجِبُ احترامَهم وتوقيرَهم ، كما استوجب أن يقدَّموا فيكونوا في الصَّفِّ الأوَّلِ خَلفَ الإمامِ ، ولا يختَصُّ هذا التَّقديمُ بالصَّلاةِ ، بل السُّنَّةُ أن يُقَدَّمَ أهلُ الفَضلِ في كُلِّ مجمَعٍ إلى الإمامِ وكبيرِ المجلِسِ ، كمجالسِ العِلمِ والقَضاءِ والذِّكرِ والمشاورةِ ، ومواقِفِ القِتالِ ، وإمامةِ الصَّلاةِ ، والتَّدريسِ والإفتاءِ ، وإسماعِ الحديثِ ونحوِها ، ويكونُ النَّاسُ فيها على مراتِبِهم في العِلمِ والدِّينِ والعَقلِ ، والشَّرَفِ والسِّنِّ والكفاءةِ.
3⃣ عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((يُسَلِّمُ الصَّغيرَ على الكبيرِ...)). أخرجه البخاري.
وتسليمُ الصَّغيرِ لأجْلِ حَقِّ الكبيرِ ؛ لأنَّه أُمِرَ بتوقيرِه والتَّواضُعِ له.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/35
ثانيًا : الحَثُّ على الاحترامِ والتَّوقيرِ
أ- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
النَّاظِرُ في نُصوصِ السُّنَّةِ المُشرَّفةِ يلاحِظُ بجَلاءٍ ما اشتملَت عليه من حثٍّ على التَّوقيرِ والاحترامِ في مختَلِفِ صوَرِه وأشكالِه ؛ فقد أمرَت السُّنَّةُ بحُسنِ المعاملةِ والبشاشةِ ، والقولِ الحَسَنِ وبَذلِ السَّلامِ ، ودعَت إلى تهذيبِ اللِّسانِ ، والتَّحَلِّي بالتَّسامُحِ ، ونَبذِ الفُحشِ والبذاءةِ حتَّى مع غيرِ المُسلِمِ ، وبالجُملةِ فهي أمثلةٌ حَيَّةٌ وصُوَرٌ مُشرِقةٌ لمعاني الاحترامِ والتَّوقيرِ.
1⃣ عن أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه : جاء شيخٌ يريدُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فأبطأ القومُ أن يُوَسِّعوا له ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((ليس منَّا مَن لم يُوقِّرْ كبيرَنا ، ويرحَمْ صغيرَنا)) صحَّحه الألباني. وفي روايةِ عَمرِو بنِ شُعَيبٍ عن أبيه عن جَدِّه : ((ويَعرِفُ شَرَفَ كَبيرِنا)) صحَّحه الألباني ، وهذا زَجرٌ من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقَولِه : ((ليس مِنَّا)) أي : ليس من أهلِ سُنَّتِنا وهَدْيِنا وطريقتِنا مَن لم يُوَقِّرِ الكبيرَ ويُعَظِّمْه ، وهو شامِلٌ للشَّابِّ والشَّيخِ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/35
تابع / مِنَ الأمثالِ والحِكَمِ
● السَّراحُ مَعَ النَّجاحِ
👈 السَّراحُ : وهو أن يُسَرِّحَه ولا يحبِسَه ، حَكاها الأصمَعيُّ. قال : ومَعناها : سَرِّحْ لي أمري ؛ فإنَّ ذلك مِمَّا يُنجِحُ حاجَتي. وقال غَيرُه : هو الرَّجُلُ لا يُريدُ قَضاءَ حاجةِ صاحِبِه ، فينبَغي له أن يُؤيِسَه منها ، ولا يدَعَه يُطيلُ الاختِلافَ إليه باطِلًا ، ثُمَّ يصيرُ إلى اليأسِ بَعدَ التَّعَبِ والعناءِ ، وتُروى (الشَّرَاحُ) ومَعناه : أعطِني أوِ اشرَحْ لي وَجهَ اليأسِ فأنصَرِفَ.
● حتَّى يَؤوبَ المُنَخَّلُ
👈 يُتَمَثَّلُ به في اليأسِ عنِ الشَّيءِ ، والمَثَلُ مَأخوذٌ مِن قَولِ النَّمِرِ بنِ تَولَبٍ :
وقَولي إذا ما أطلقوه عن بَعيرِهم ••
تُلاقونَه حتَّى يَؤوبَ المُنَخَّلُ
👈 يُريدُ أنَّه قد كبِرَ وعَجَزَ عن طَلبِ الأشياءِ ، فإذا غابَ عن عَينِه شَيءٌ خَشِيَ عليه الفوتَ ؛ لِما يرى مِن عَجزِه عنِ الطَّلبِ به.
● ولا تَيأسْ ؛ فإنَّ اليأسَ كُفرٌ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5227
تابع / مِنَ الشِّعرِ
5⃣ وكان القاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعفرٍ يتَمَثَّلُ كثيرًا ، ويقولُ :
عَسى ما تَرى ألَّا يدومَ وأن تَرى ••
له فرَجًا مِمَّا ألحَّ به الدَّهرُ
عَسى فرَجٌ يأتي به اللهُ إنَّه ••
له كُلَّ يومٍ في خَليقَتِه أمرُ
إذا لاحَ عُسرٌ فارجُ يُسرًا فإنَّه ••
قَضى اللهُ أنَّ العُسرَ يتبَعُه اليُسرُ
6⃣ وقال آخَرُ :
سَلِ اللهَ الإيابَ مِنَ المَغيبِ ••
فكم قد رَدَّ مِثلَك مِن غَريبِ
وسَلِّ الهَمَّ عنك بحُسنِ ظَنٍّ ••
ولا تَيأسْ مِنَ الفرَجِ القَريبِ
7⃣ وقال مُحَمَّدُ بنُ يسيرٍ :
إنَّ الأُمورَ إذا اشتَدَّت مَسالِكُها ••
فالصَّبرُ يفتَحُ منها كُلَّ ما ارتَتَجا
لا تَيأسَنَّ وإن طالت مُطالَبةٌ ••
إذا استَعنتَ بصَبرٍ أن تَرى فرَجَا
أخلِقْ بذي الصَّبرِ أن يحظى بحاجَتِه ••
ومُدمِنِ القَرعِ للأبوابِ أن يَلِجَا
لا يمنَعنَّك يأسٌ مِن مُطالبةٍ ••
فضِيقُ السُّبُلِ يومًا رُبَّما انتَهَجا
8⃣ وقال النَّابغةُ في اليأسِ المَمدوحِ :
واليأسُ مِمَّا فاتَ يَعقُبُ راحةً ••
ولرُبَّ مَطمَعةٍ تَكونُ ذُباحَا
9⃣ وقال القَحطانيُّ :
ولأحسِمَنَّ عنِ الأنامِ مَطامِعي ••
بحُسامِ يأسٍ لم تَشُبْهُ بَناني
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5225
● ذِكرُ نُصوصِ الوعيدِ والعذابِ :
📚 قال البُخاريُّ : (كان العَلاءُ بنُ زيادٍ يذكُرُ النَّارَ ، فقال رَجُلٌ : لمَ تُقَنِّطُ النَّاسَ؟ قال : وأنا أقدِرُ أن أُقنِّطَ النَّاسَ ، واللهُ عَزَّ وجَلّ يقولُ : {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53] ، ويقولُ : {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} [غافر: 43] ، ولكِنَّكم تُحِبُّونَ أن تُبَشَّروا بالجَنَّةِ على مَساوِئِ أعمالِكم ، وإنَّما بَعَثَ اللهُ مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُبَشِّرًا بالجَنَّةِ لمَن أطاعَه ، ومُنذِرًا بالنَّارِ مَن عَصاهـ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5222
عاشِرًا : حُكمُ اليأسِ
❌ لا يجوزُ للمُؤمِنِ اليأسُ مِن رَوحِ اللهِ ورَحمَتِه ، وقد عَدَّه غَيرُ واحِدٍ مِنَ العُلماءِ مِنَ الكبائِرِ ، بل حُكيَ الإجماعُ على ذلك ؛ قال ابنُ حَجَرٍ المَكِّيُّ : (عَدُّ هذا كبيرةً هو ما أطبَقوا عليه ، وهو ظاهرٌ ؛ لِما فيه مِنَ الوعيدِ الشَّديدِ... بل جاءَ عنِ ابنِ مَسعودٍ أنَّه أكبَرُ الكبائِرِ).
⁉️وقد يكونُ اليأسُ مِن رَحمةِ اللهِ كُفرًا ، وقد جَعَله القُرطُبيُّ بَعدَ الشِّركِ باللهِ ، قال : (لأنَّ فيه تَكذيبَ القُرآنِ ؛ إذ يقولُ وقَولُه الحَقُّ : {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156] ، وهو يقولُ : لا يغفِرُ له ، فقد حَجَرَ واسِعًا ، هذا إذا كان مُعتَقِدًا لذلك ؛ ولذلك قال اللهُ تعالى : {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87] ).
أمَّا الإياسُ مِن حُصولِ بَعضِ الأشياءِ فقد قيل : إنَّه جائِزٌ ، ولا بَأسَ به. بل استِحضارُ الإياسِ مِن بَعضِ الأشياءِ البَعيدةِ الحُصولِ قد يكونُ راحةً للنَّفسِ مِن تَطلُّبِها.
👈 بل قد يُمدَحُ اليأسُ أحيانًا ، ومِن ذلك قَولُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه في خُطبَتِه : (تَعلَمونَ أنَّ الطَّمَعَ فقرٌ ، وأنَّ الإياسَ غِنًى ، وأنَّه مَن أَيِسَ مِمَّا عِندَ النَّاسِ استَغنى عنهم).
📚 وقال ابنُ القَيِّمِ : (لا يجتَمِعُ الإخلاصُ في القَلبِ ومحبَّةُ المَدحِ والثَّناءِ والطَّمَعُ فيما عِندَ النَّاسِ ، إلَّا كما يجتَمِعُ الماءُ والنَّارُ ، والضَّبُّ والحوتُ ، فإذا حَدَّثَتك نَفسُك بطَلَبِ الإخلاصِ فأقبِلْ على الطَّمَعِ أوَّلًا فاذبَحْه بسِكِّينِ اليأسِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5220
تابع / نَماذِج مِنَ السَّلَفِ والعُلَماءِ
● وعن إبراهيمَ بنِ مَسعودٍ قال : (كان رَجُلٌ مِن تُجَّارِ المَدينةِ يختَلفُ إلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ فيُخالِطُه ، ويُعَرِّفُه بحُسنِ الحالِ ، فتَغَيَّرَت حالُه ، فجَعَل يشكو ذلك إلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، فقال جَعفَرٌ :
فلا تَجزَعْ وإن أعسَرتَ يومًا ••
فقد أيسَرتَ في الزَّمَنِ الطَّويلِ
ولا تَيأسْ فإنَّ اليأسَ كُفرٌ ••
لعَلَّ اللهَ يُغني عن قَليلِ
ولا تَظنُنَّ برَبِّك ظَنَّ سَوءٍ ••
فإنَّ اللهَ أولى بالجَميلِ
قال : فخَرَجتُ مِن عِندِه وأنا أغنى النَّاسِ).
● وعن مُحَمَّد بن أبي رَجاء مَولى بَني هاشِم ، قال : (أصابَني غَمٌّ شَديدٌ لأمُرّ كُنت فيه ، فرَفعَت مَقعَدًا كُنت جالسًا عليه ، فإذا رُقعة مَكتوبة ، فنَظَرَت فيها فإذا فيها مَكتوب :
يا صاحِب الهَمِّ إنَّ الهَمَّ مُنقَطِع ••
لا تَيأسنَ كأنَّ قد فرَّجَ الله
قال : فذَهَبَ عنِّي ما كُنت أجِدُ مِنَ الغَمِّ ، ولم ألبَث أن فرَّجَ الله).
● قال أبو العَبَّاسِ ثَعلبٌ : حَدَّثَني الفضلُ بنُ سَعيدِ بنِ سَلمٍ ، قال : (كان رَجُلٌ يطلُبُ العِلمَ فلا يقدِرُ عليه ، فعَزَمَ على تَركِه ، فمَرَّ بماءٍ ينحَدِرُ مِن رَأسِ جَبَلٍ على صَخرةٍ قد أثَّرَ الماءُ فيها ، فقال : الماءُ على لطافتِه قد أثَّرَ في صَخرةٍ على كثافتِها! واللهِ لأطلُبَنَّ العِلمَ. فطَلبَ فأدرَك).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5218
بلغ الجوع في بلدنا غزة حدّ المجاعة حرفيًا لا مجازًا
أطفالنا يموتون جوعا
أهلنا يموتون جوعًا لا تسكتوا
بدنا طحين
بدنا مياه حلوه
بدنا دواء
بدنا إخواننا العرب والشعوب العربية ان تضغط على حكوماتهم لاغاثة غزة
نموت جوعاً في زمن زادت فيه التخمه والترف
اللهم من سكت على معاناتنا ولم يفعل شيئاً
اللهم لا تمته الا بعد ان يشتهي الخبز والماء ولايجدهم.
تابع / نَماذِج مِنَ الأنبياءِ
3⃣ نَبيُّ اللهِ يونُسُ عليه السَّلامُ :
لم يستَولِ اليأسُ على يونُسَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لمَّا ارتَفعَ عنه الرَّخاءُ ووقَعَت عليه الشِّدَّةُ ، ورَغم أنَّه حُبِسَ في بَطنِ حوتٍ يُعاني ثَلاثَ ظُلُماتٍ : ظُلمةَ البَحرِ ، وظُلمةَ اللَّيلِ ، وظُلمةَ بَطنِ الحوتِ ، إلَّا أنَّه لم يشعُرْ بالإحباطِ ولم يستَسلِمْ للهَمِّ والغَمِّ ، بل نادى رَبَّه : {أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] ، يُريدُ فيما خالف فيه مِن تَركِ مُداومةِ قَومِه والصَّبرِ عليهم ، قال تعالى : {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88] ، وكما أنجَينا يونُسَ مِن كَربِ الحَبسِ في بَطنِ الحوتِ في البَحرِ إذ دَعانا ، كذلك نُنجي المُؤمِنينَ مِن كَربِهم إذا استَغاثوا بنا ودَعَونا).
4⃣ نَبيُّ اللهِ موسى عليه السَّلامُ :
خَرَجَ موسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ ببَني إسرائيلَ حتَّى إذا قابَله البَحرُ ولم يكُنْ له عنه مُنصَرَفٌ ، طَلعَ فِرعَونُ في جُندِه مِن خَلفِهم ، {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشُّعَراء: 61] ، قالت بَنو إسرائيلَ : هذا فِرعَونُ وقَومُه لحِقونا مِن ورائِنا ، وهذا البَحرُ أمامَنا قد غَشِيَنا ولا مُنقِذَ لنا منه !قال موسى لقَومِه : {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62] ، ليس الأمرُ كما ذَكرتُم ، كَلَّا لن تُدرَكوا {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} ، يقولُ : سَيهدينِ لطَريقٍ أنجو فيه مِن فِرعَونِ وقَومِه).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5216
تاسِعًا : قِصَصٌ ونَماذِجُ في عَدَمِ اليأسِ والقُنوطِ والإحباطِ
أ- نَماذِجُ مِنَ الأنبياءِ
1⃣ قِصَّةُ نَبيِّ اللهِ يعقوبَ عليه السَّلامُ :
فقِصَّةُ نَبيِّ اللهِ يعقوبَ عِندَ فقدِ ابنِه يوسُفَ عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ دَرسٌ عَظيمٌ في تَركِ اليأسِ ، وحُسنِ الظَّنِّ باللهِ ، والصَّبرِ على البَلاءِ ، ورَجاءِ الفرَجِ مِنَ اللهِ ، في عِدَّةِ مَواضِعَ ؛ منها :
● عِندَما جاءَه نَعيُ أحَبِّ أولادِه إليه يوسُفَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ -وهذا أعظَمُ المَصائِبِ على قَلبِ الأبِ- لم يفقِدْ صَوابَه ، بل قابَل قدَرَ اللهِ النَّازِلَ بالصَّبرِ والحِلمِ ، والاستِعانةِ باللهِ سُبحانَه على رَفعِه : {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18].
● ولمَّا عَظُمَتِ المُصيبةُ بفقدِ ابنِه الثَّاني ازدادَ صَبرُه ، وعَظُمَ رَجاؤُه في الفرَجِ مِنَ اللهِ سُبحانَه ، فقال لأبنائِه : {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف: 83].
● حينَ عوتِبَ في تَذَكُّرِ يوسُفَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بَعدَ طولِ الزَّمانِ ، وانقِطاعِ الأمَلِ ، وحُصولِ اليأسِ في رُجوعِه ، قال بلسانِ المُؤمِنِ الواثِقِ في وعدِ اللهِ برَفعِ البَلاءِ عنِ الصَّابرينَ ، وإجابةِ دَعوةِ المُضطَرِّينَ : {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 86].
● وأخَذَ بالأسبابِ في السَّعيِ والبَحثِ عن يوسُفَ وأخيه ، فقال لأبنائِه : {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
● فكانتِ العاقِبةُ لمَن صَبرَ وأَملَ ورَضِيَ ولم يتَسَخَّطْ ، {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} مِن عِندِ الحَبيبِ مُبَشِّرًا باللِّقاءِ القَريبِ {أَلْقَاهُ} قَميصَ يوسُفَ {عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا} فرَجَعَ البَصَرُ ، وبَلغَ الأمَلُ ، وزال الكَربُ ، وحَصَل الثَّوابُ لمَن صَبَرَ ورَضِيَ وأنابَ ، {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 96] .
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5216
تابع / الوسائِل المُعينة على التَّخَلُّصِ مِنَ اليأسِ والقُنوطِ والإحباطِ
وإذا كان القُرآنُ الكريمُ في تَرتيبِه المُتَناسِقِ يُكمِلُ حَلَقاتِ المَعاني المُتَواشِجةِ إكمالًا يُدرِكُه البُصَراءُ بأساليبِ البَيانِ ، فإنَّ التَّجاوُرَ بَينَ سورةِ الضُّحى وسورةِ الشَّرحِ يُؤَكِّدُ حَقيقةَ التَّفاؤُلِ ، ويُعلنُ تَعاقُبَ اليُسرِ والعُسرِ ؛ فقد دَلَّتِ الآياتُ الكريمةُ في سورةِ الضُّحى على هذه الحَقيقةِ الماثِلةِ ؛ إذِ انقَطَعَ الوحيُ عن رَسولِ اللهِ حينًا مِنَ الدَّهرِ ، فلقِيَ مِن ذلك الانقِطاعِ عناءً نَفسيًّا مُبَرِّحًا ، وقد شَمَتَ به مِن أعدائِه مَن يتَشَفَّونَ بما يلقى مِن صُعوباتٍ في طَريقِ دَعوتِه الكريمةِ ، فكانت شَماتةُ الأعداءِ شِدَّةً أُخرى تُضافُ إلى الشِّدَّةِ الحادِثةِ مِن انقِطاعِ الوَحيِ ؛ فنَزَل قَولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ : {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 1 - 5] .
نَزَل هذا القَولُ الكريمُ ليُبَشِّرَ باليُسرِ بَعدَ العُسرِ ، وبالفرَجِ بَعدَ الشِّدَّةِ ، وبالرَّجاءِ بَعدَ اليأسِ ، وقد ضَرَبَ الأمثِلةَ بما تقدَّمَ مِن حَياةِ الرَّسولِ ؛ حَيثُ قال : {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} [الضحى: 6 - 8] ، وفي خِتامِ السُّورةِ يقولُ اللهُ عَزَّ وجَل : {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11] ؛ ليكونَ الحَديثُ عن نِعمةِ اللهِ طارِدًا لليأسِ ، مُؤَكِّدًا للأمَلِ ؛ فإنَّ الذي يتَذَكَّرُ ما أسلَف اللهُ له في أمسِه مِن خالِصِ النِّعَمِ لا ييأسُ مِن غَدِه ، بل يقيسُ الآتيَ على الغابرِ ، فيرتاحُ.
11- الزُّهدُ في الدُّنيا :
فمِن أسبابِ اليأسِ والقُنوطِ الأساسيَّةِ تعَلُّقُ القَلبِ بالدُّنيا والفرَحُ بأخذِها ، والحُزنُ والتَّأسُّفُ على فواتِها بكُلِّ ما فيها ، مِن جاهٍ وسُلطانٍ وزَوجةٍ وأولادٍ ، ومالٍ وعافيةٍ...إلخ ، فاعلَمْ أنَّ اللهَ سُبحانَه يُعطي الدُّنيا لمَن لا يُحِبُّ ومَن يُحِبُّ ، ولا يُعطي الآخِرةَ إلَّا لمَن أحَبَّ ، وقد مَنَعَ أحَبَّ الخَلقِ إليه وأكرَمَهم عليه نَبيَّنا مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الدُّنيا وما فيها ، فخَرَجَ وما مَلأ بَطنَه مِن خُبز البُرِّ ثَلاثَ أيَّامٍ مُتَوالياتٍ! وعلى المَرءِ أن يعلمَ أنَّه لن يأخُذَ أكثَرَ مِمَّا قُدِّرَ له ، فلا ييأسْ ولا يقنَطْ لفواتِ شَيءٍ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/5213