☆خذ من القناة ماتشاء واترك لنا الدعاء☆ انشر الخير ولا تحتقر من المعروف شيئا .. فلا تدري أي عمل يدخلك الجنة
ج- مِن أقوالِ السَّلفِ والعُلماءِ
● خطَب عُمرُ بنُ عبدِ العزيزِ بالشَّامِ على مِنبَرٍ مِن طينٍ ، فحمِد اللهَ عزَّ وجلَّ وأثنى عليه ، ثُمَّ تكلَّم بثلاثِ كلماتٍ ، فقال : (أيُّها النَّاسُ ، أصلِحوا سَرائِرَكم تصلُحْ علانِيَتُكم ، واعمَلوا لآخِرتِكم تُكفَوا دُنياكم ، واعلَموا أنَّ رجُلًا ليس بَينَه وبَينَ آدَمَ أبٌ لَمُعرِقٌ له في الموتِ ، والسَّلامُ عليكم).
● قال ابنُ المُقفَّعِ : (على العاقِلِ أن يُحصيَ على نَفسِه مساويَها في الدِّينِ وفي الرَّأيِ ، وفي الأخلاقِ وفي الآدابِ ، فيجمَعَ ذلك كُلَّه في صَدرِه أو في كتابٍ ، ثُمَّ يُكثِرَ عَرضَه على نَفسِه ، ويُكلِّفَها إصلاحَه ، ويُوظِّفَ ذلك عليها توظيفًا مِن إصلاحِ الخَلَّةِ والخَلَّتَينِ والخِلالِ في اليومِ أو الجُمعةِ أو الشَّهرِ).
● وقال الأوزاعيُّ : (ما خُطوةٌ أحَبَّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ مِن خُطوةٍ في إصلاحِ ذاتِ البَينِ ، ومَن أصلَح بَينَ اثنَينِ كتَب اللهُ له براءةً مِن النَّارِ).
● وقال ابنُ حَزمٍ : (إيَّاك وذَمَّ أحدٍ لا بحَضرتِه ولا في مَغيبِه ، فلك في إصلاحِ نَفسِك شُغلٌ).
● وقال ابنُ عبدِ البَرِّ في تفضيلِ الكلامِ على الصَّمتِ إن كان بالإصلاحِ : (الكلامُ بالخيرِ مِن ذِكرِ اللهِ ، وتلاوةِ القرآنِ وأعمالِ البِرِّ : أفضَلُ مِن الصَّمتِ ، وكذلك القولُ بالحقِّ كُلُّه ، والإصلاحُ بَينَ النَّاسِ وما كان مِثلَه).
● وقال أبو الوفاءِ بنُ عقيلٍ : (وأفضَلُ مِن الصَّمتِ إجراءُ الألسِنةِ بما فيه النَّفعُ لغَيرِه ، والانتفاعُ لنَفسِه ، مِثلُ قراءةِ القرآنِ ، وتدريسِ العِلمِ ، وذِكرِ اللهِ تعالى ، والأمرِ بالمعروفِ ، والنَّهيِ عن المُنكَرِ ، والإصلاحِ بَينَ النَّاسِ).
● وقال أحمَد شوقي : (الصَّالِحونَ يبنونَ أنفُسَهم ، والمُصلِحونَ يبنون الجَماعاتِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/127
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها ، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ)).
#الراوي : أبو هريرة
#المصدر : صحيح البخاري
📕 #شـرح_الـحـديـث 🖍
جَعَلَ اللهُ كُلَّ أنواعِ الخَيرِ الذي يَبذُلُه الإنسانُ في حَقِّ نَفْسِه بالعِبادةِ ، وفي حَقِّ غَيرِه بالمَعروفِ : مِن صَدَقاتِ البَدَنِ وما يَتمتَّعُ به مِنَ الصِّحَّةِ والعافيةِ.
● وفي هذا الحَديثِ يَذكُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه : على كُلِّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ صَدَقةٌ ، في كُلِّ يَومٍ تَطلُعُ عليه الشَّمسُ، والسُّلامَى : هي المَفاصِلُ ، فكُلُّ مَفْصِلٍ مِن مَفاصِلِ الإنسانِ عليه صَدَقةٌ للهِ تعالَى ، مِن فِعلِ الطَّاعةِ والخَيرِ كُلَّ يَومٍ ، وهذه الصَّدَقةُ تَكونُ بتَحَرُّكِها في الطَّاعةِ ، واشتِغالِها بالعِبادةِ ، فتَركيبُ هذه العِظامِ ومَفاصِلِها مِن أعظَمِ نِعَمِ اللهِ على عَبْدِه ، فيَحتاجُ كُلُّ عَظمٍ منها إلى صَدَقةٍ يَتصَدَّقُ بها ابنُ آدَمَ عنه ؛ لِيَكونَ ذلك شُكرًا لِهذه النِّعمةِ ، والمُرادُ صَدَقةُ نَدْبٍ وتَرغيبٍ ، لا إيجابٍ وإلزامٍ ؛ فإنَّه يَكفي في شُكرِ هذه النِّعَمِ أنْ يَأتيَ بالواجِباتِ ، ويَجتَنِبَ المُحَرَّماتِ.
● ثمَّ أرشَدَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِبَعضِ وُجوهِ الطَّاعاتِ التي يَتصَدَّقُ بها الإنسانُ عَن مَفاصِلِه ، فذَكَرَ أنَّ العَدْلَ بيْنَ اثنَيْنِ -صُلْحًا أو حُكمًا- يَكونُ صَدَقةً ، والصُّلحُ خَيرٌ ، لكِنْ إنْ عُلِمَ أنَّ الحَقَّ لِأحَدِهما فلا مَيْلَ عنه.
● ومنها : أنْ يُعينَ أخاه على رُكوبِ دابَّتِه وغَيرِها مِن وَسائِلِ النَّقلِ إنْ لم يَستَطِعِ الرُّكوبَ بنَفْسِه ، أو يُعينَه بوَضعِ مَتاعِه عليها ، فتلك صَدَقةٌ ، والمَتاعُ هو : ما يُتمَتَّعُ به في السَّفَرِ مِن طَعامٍ وشَرابٍ وغَيرِهما ، والمُرادُ بالأُخُوَّةِ هنا الدِّينيَّةُ لا النَّسَبيَّةُ ؛ فالمُسلِمُ أخو المُسلِمِ ، يَرجو له مِنَ الخَيرِ ما يَرجوه لِنَفسِه ، فيَبذُلُ المُسلِمونَ بَعضُهم لِبَعضٍ كُلَّ أنواعِ المَعروفِ.
● ومِنَ الصَّدَقاتِ أيضًا : الكَلِمةُ الطَّيِّبةُ ، سَواءٌ كانت طَيِّبةً في حَقِّ اللهِ تعالَى ، كالتَّسبيحِ والتَّكبيرِ والتَّهليلِ ، أو في حَقِّ النَّاسِ ، كحُسنِ الخُلُقِ ؛ فإنَّها صَدَقةٌ.
● ومنها أيضًا : كُلُّ خُطوةٍ يَمشيها العَبدُ إلى الصَّلاةِ ، سواءٌ بَعُدَتِ المَسافةُ أو قَصُرتْ.
● ومِنَ الصَّدَقاتِ : مَحوُ الأذى وإزالتُه عنِ الطَّريقِ ، وهو كُلُّ ما يُؤذي المارَّةَ ، فإذا أُميطَ عن طَريقِهم فإنَّه صَدَقةٌ.
¤ وفي حَديثِ مُسلِمٍ الذي يَرويه أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : «ويُجزِئُ مِن ذلك رَكعَتانِ يَركَعُهما مِنَ الضُّحى» ، أي : يَكفي مِمَّا وَجَبَ على السُّلامَى مِنَ الصَّدَقاتِ صَلاةُ الضُّحَى ، رَكعَتانِ ؛ لِأنَّ الصَّلاةَ عَمَلٌ بجَميعِ أعضاءِ البَدَنِ ، وتَشمَلُ جَميعَ ما ذُكِرَ مِنَ الصَّدَقاتِ وغَيرِها.
#وفي_الحديث :
● بَيانُ تَعدُّدِ أنواعِ الخَيراتِ والطَّاعاتِ التي يَصِحُّ أنْ تَكونَ صَدَقةً مُقدَّمةً للهِ.
● وفيه : الحَثُّ على فِعلِ الطاعاتِ فِعلًا مُستَمرًّا مُداوَمًا عليه.
● وفيه : بَيانُ فَضلِ اللهِ على عِبادِه بأنْ وَفَّقَهم إلى الأعمالِ ثمَّ أعطاهمُ الأجْرَ عليها.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/15016
ب- من السُّنَّةِ النبويةِ
1⃣ عن أمِّ كُلثومٍ بنتِ عُقبةَ رضِي اللهُ عنها أنَّها سمعَت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ((ليس الكذَّابُ الذي يُصلِحُ بَينَ النَّاسِ ، فيَنْمي خَيرًا ، أو يقولُ خيرًا)). رواه البخاري ومسلم.
● ((ليس الكذَّابُ)) أي : إثمُ الكذبِ ، مِن قَبيلِ ذِكرِ الملزومِ وإرادةِ اللَّازمِ ، أو معناه : ليس بكثيرِ الكذبِ (الذي يُصلِحُ بَينَ النَّاسِ) ، أي : يكذِبُ للإصلاحِ بَينَ المُتباغِضين ؛ لأنَّ هذا الكذبَ يُؤدِّي إلى الخيرِ ، وهو قليلٌ أيضًا.
📚 قال الخطَّابيُّ : (فيه : الرُّخصةُ لأن يقولَ في الإصلاحِ بَينَ المُسلِمينَ ما لم يَسمَعْه مِن الذِّكرِ الجميلِ ، والقولِ الحَسنِ ؛ ليستلَّ به مِن قلبِ أخيه السَّخيمةَ ، والدَّلالةُ على أنَّه ليس فيه بكاذِبٍ ، ولا آثِمٍ).
📖 وقال ابنُ شِهابٍ : (ولم أسمَعْ يُرخَّصُ في شيءٍ ممَّا يقولُ النَّاسُ كَذِبٌ ، إلَّا في ثلاثٍ : الحَربُ ، والإصلاحُ بَينَ النَّاسِ ، وحديثُ الرَّجلِ امرأتَه ، وحديثُ المرأةِ زَوجَها).
● وقولُه : (والإصلاحُ بَينَ النَّاسِ) بأن يقولَ لزيدٍ مَثلًا : رأَيتُ عَمرًا -يعني عدوَّه- يُحبُّك ويُثني عليك خيرًا ممَّا لم يكنْ ؛ ليُصلِحَ بَينَهما ويُذهِبَ الشَّنَآنَ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/125
تابع / التَّرغيبُ في الإصلاحِ مِن القرآنِ الكريمِ
5⃣ وقال تعالى آمِرًا بإصلاحِ ذاتِ البَينِ : {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَه إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1] .
👈 وذاتُ البَينِ : هي صاحِبةُ البَينِ ، والبَينُ في كلامِ العربِ يأتي على وَجهَينِ مُتضادَّينِ : فيأتي بمعنى الفُرقةِ ، ويأتي بمعنى الوَصلِ. وإصلاحُ ذاتِ البَينِ على المعنى الأوَّلِ يكونُ بمعنى إصلاحِ صاحِبةِ الفُرقةِ بَينَ المُسلِمينَ ، وإصلاحُها يكونُ بإزالةِ أسبابِ الخِصامِ ، أو بالتَّسامُحِ والعَفوِ ، أو بالتَّراضي على وَجهٍ مِن الوُجوهِ ، وبهذا الإصلاحِ يذهَبُ البَينُ ، وتنحلُّ عُقدةُ الفُرقةِ.
👈 أمَّا إصلاحُ ذاتِ البَينِ على المعنى الثَّاني فيكونُ بمعنى إصلاحِ صاحِبةِ الوَصلِ والتَّحابُبِ والتَّآلُفِ بَينَ المُسلِمينَ ، وإصلاحُها يكونُ برأبِ ما تصدَّع منها ، وإزالةِ الفسادِ الذي دبَّ إليها بسببِ الخِصامِ والتَّنازُعِ على أمرٍ مِن أمورِ الدُّنيا ، واللهُ تبارَك وتعالى أمَر المُؤمِنينَ بأن يُصلِحوا ذاتَ بَينِهم ويُطيعوا اللهَ ورسولَه إن كانوا مُؤمِنينَ حقًّا ، فمِن صفاتِ المُؤمِنينَ المُتَّقينَ أنَّهم يُصلِحونَ ذاتَ بَينِهم ، فإذا نشأ بَينَهم وبَينَ إخوانٍ لهم خصامٌ على أمرٍ مِن أمورِ الدُّنيا أسرَعوا إلى إصلاحِه بأنفُسِهم ، ولو لم يتدخَّلْ بَينَهم وبَينَ إخوانِهم وُسَطاءُ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/123
ثالثًا : التَّرغيبُ في الإصلاحِ
أ- مِن القرآنِ الكريمِ
ورَد الإصلاحُ في القرآنِ الكريمِ في مواضِعَ مُتعدِّدةٍ بمعانٍ مُختلِفةٍ ؛ كإصلاحِ عقائِدِ النَّاسِ ، وإصلاحِ أخلاقِهم ، وبهما تصلَحُ دُنيا النَّاسِ وآخِرتُهم ، كما دعا القرآنُ الكريمُ إلى الإصلاحِ بَينَ النَّاسِ ، وحثَّ على إزالةِ أسبابِ العَداواتِ ، وأثنى سبحانَه على المُصلِحينَ ؛ ومِن ذلك :
1⃣ قال تعالى : {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} [الأعراف: 142].
📚 قال الزَّمَخشَريُّ : (وأَصْلِحْ : وكُنْ مُصلِحًا ، أو أصلِحْ ما يجِبُ أن يُصلَحَ مِن أمورِ بَني إسرائيلَ ، ومَن دعاك منهم إلى الإفسادِ فلا تتَّبِعْه ولا تُطِعْه).
📖 قال الطَّبريُّ : (وأَصْلِحْ يقولُ : وأصلِحْهم بحَملِك إيَّاهم على طاعةِ اللهِ وعِبادتِه).
📚 وقال ابنُ كثيرٍ : (أوصاه بالإصلاحِ وعَدمِ الإفسادِ ، وهذا تنبيهٌ وتذكيرٌ ، وإلَّا فهارونُ عليه السَّلامُ نبيٌّ شريفٌ كريمٌ على اللهِ ، له وَجاهةٌ وجلالةٌ ، صَلَواتُ اللهِ وسلامُه عليه ، وعلى سائِر الأنبياءِ).
2⃣ قال تعالى حكايةً عن صالِحٍ عليه السَّلامُ : {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [الشعراء: 151-152].
📚 قال الطَّبريُّ : (يقولُ : الذين يسعَونَ في أرضِ اللهِ بمعاصيه ، ولا يُصلِحونَ ، يقولُ : ولا يُصلِحونَ أنفُسَهم بالعَملِ بطاعةِ اللهِ).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/123
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ليس بمؤمنٍ من بات شبعان وجارُه إلى جنبِه جائعٌ وهو يعلمُ)
(ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به)
تابع / #الأخلاق_المحمودة
#الإصلاح
أوَّلًا : معنى الإصلاحِ لغةً واصطِلاحًا
● الإصلاحُ لغةً :
¤ الإصلاحُ : مصدَرُ أصلَح ؛ يُقالُ : صلَح يصلُحُ ويَصلَحُ صلاحًا وصُلوحًا.
¤ والصَّلاحُ : ضدُّ الفسادِ ، والإصلاحُ نقيضُ الإفسادِ ، وهو يدُلُّ على إزالةِ الفسادِ. وأصلَح الدَّابَّةَ : أحسَن إليها فصلَحَت.
¤ وأصلَح الشَّيءَ بَعدَ فسادِه : أقامه. وأصلَح ما بَينَهم وصالَحهم مُصالَحةً.
● الإصلاحُ اصطِلاحًا :
¤ هو التَّغييرُ إلى استِقامةِ الحالِ.
¤ أو : هو إزالةُ الخَللِ والفسادِ الطارِئِ على الشَّيءِ. ومنه : الإصلاحُ بَينَ النَّاسِ ، أي : إزالةُ ما كان بَينَهم مِن عَداوةٍ وشِقاقٍ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/118
الجوع يفتك بسكان قطاع غزة
وانتم ياعرب يامسلمين اكتفيتم بالشجب والندب
افعلوا شيئاً وانقذوا غزة
ادخلوا الطعام والغذاء والدواء إلى سكان قطاع غزة
اهل غزة يا الله ادفع عنهم شر ومكر اليهود ومن والاهم
اللهم يا الله كلّ من جوَّعهم أو شارك في تجويعهم أو كان قادراً على أن يرفع الجوع عنهم ولم يفعل فلا تُمته حتى يشتهي اللقمة ولا يجدها يا الله.
#غزة_تجوع
#أهل_غزة_يموتون_جوعاً
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((يومُ الجمعةِ ثِنتا عشرةَ - يريدُ - ساعةً لا يوجَدُ مسلِمٌ يسألُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ شيئًا إلَّا أتاهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فالتمِسوها آخرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ)).
#الراوي : جابر بن عبد الله
#المحدث : الألباني
#المصدر : صحيح أبي داود
خلاصة حكم المحدث : #صحيح
📘 #شـرح_الـحـديـث 🖌
🕌 يومُ الجمعةِ خيرُ يومٍ طلَعَت فيه الشَّمسُ ؛ وفيها الكثيرُ مِن الفَضلِ والأجرِ والثَّوابِ والبرَكاتِ الَّتي تَنزِلُ مِن اللهِ تَعالى ، ومن ذلك أنَّ فيها ساعةً يَستَجيبُ اللهُ فيها دعاءَ مَن دُعاه ولا يَرُدُّه.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم :
● "يومُ الجمُعةِ ثِنْتا عَشْرةَ - يُريدُ : ساعةً -" ، أي : يومُ الجمُعةِ مُقسَّمٌ إلى اثنَتَيْ عَشْرةَ ساعةً مُتفاوِتةً في الأجرِ والثَّواب ، ومنها ساعةُ #الإجابة الَّتي "لا يُوجَدُ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ" فيها " شيئًا إلَّا آتاه اللهُ عزَّ وجل.
● "فالْتَمِسوها آخِرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ" ، أي : اطلُبُوها وتَحرَّوْها في هذا الوقت ، وهذا تحديدٌ لساعةِ الإجابةِ في يومِ الجمُعةِ ؛ فينبَغي الحِرصُ عليها وعلى الدُّعاءِ فيها.
#وفي_الحديث :
● الحثُّ على الْتِماسِ ساعةِ الإجابةِ في يوم الجُمُعة ، والدُّعاءِ فيها بخَيريِ الدُّنيا والآخِرةِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/29662
تابع / من الأمثالِ والحِكَمِ
● جزيتُه كَيلَ الصَّاعِ بالصَّاعِ
👈 إذا كافَأْتَ الإحسانَ بمثلِه والإساءةَ بمِثلِها.
● وجدتُ النَّاسَ إن قارَضْتَهم قارَضوك.
أي : إن أحسَنْتَ إليهم أحسنوا إليك ، وإن أسأتَ فكذلك.
● تلَقِّي الإحسانِ بالجُحودِ تعريضُ النِّعَمِ للشُّرودِ.
● الإحسانُ إلى العبيدِ مَكبَتةٌ للحَسودِ.
● شَرُّ اللَّبَنِ الوالجُ.
يُقالُ : ولَجَ : إذا دخَل ، يريدُ : شَرُّ اللَّبنِ ما دخَل بيتَك ، يحثُّ على بَذلِ اللَّبنِ للضَّيفِ وإيثارِه على نفسِك ووَلَدِك.
👈 يُضرَبُ في الحَثِّ على الإحسانِ إلى النَّاسِ.
● ومن أمثالِهم : لا يذهَبُ العُرفُ بَيْنَ اللهِ والنَّاسِ.
العُرفُ والمعروفُ : الإحسانُ ، يُضرَبُ فى اصطناعِ الخيرِ والحثِّ على الجُودِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/115
غزة ياعرب يامسلمين
"ما يجري في غزة تجاوز حدود الاحتمال الإنساني…!"
الجوع يطرق كل بيت، والحاجة لم تترك منزلًا إلا ودخلته. للمرة الأولى أرى دموعًا في أعين الرجال قبل النساء، دموع قهر ووجع لا يُحتمل.
الجوع في غزة لم يعد شعورًا… بل واقعًا مخيفًا، يهدد الأرواح في كل لحظة. قد لا نكون بعيدين عن مشهد مرعب: ناس يسقطون في الطرقات أو داخل بيوتهم من شدة الجوع، لا من القصف.
اليوم، لم يعد أحد يتحدث عن الحرب، فالخوف لم يعد من الطائرات أو المدافع… بل من الموت البطيء، الذي يتسلل إلى الأجساد الهزيلة بصمت قاتل.
الموت قصفًا صار أهون من انتظار الجوع… على الأقل، هو موت سريع.
ثاني عَشَرَ : الإحسانُ في واحةِ الأدَبِ
أ- مِنَ الشِّعر
1⃣ قال أبو الفَتحِ البُستيُّ :
زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ ••
ورِبحُه غيرُ مَحضِ الخَيرِ خُسرانُ
أحسِنْ إلى النَّاسِ تَستعبِدْ قُلوبَهُمُ ••
فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
من جاد بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطِبةً ••
إليه والمالُ للإنسانِ فتَّانُ
أحسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقدِرةٌ ••
فلن يدومَ على الإنسانِ إمكانُ
2⃣ وقال أيضًا :
إن كنتَ تطلُبُ رُتبةَ الأشرافِ ••
فعليك بالإحسانِ والإنصافِ
وإذا اعتدى خِلٌّ عليك فخَلِّه ••
والدَّهرَ فهو له مُكافٍ كافٍ
3⃣ وقال المتنَبِّي :
ولَلتَّركُ للإحسانِ خَيرٌ لمُحسِنٍ ••
إذا جُعِل الإحسانُ غيرَ رَبيبِ
4⃣ وقال أحمد الكيواني :
من يَغرِسِ الإحسانَ يَجْنِ محبَّةً ••
دونَ المسيءِ المبعَدِ المصرومِ
أَقِلِ العِثارَ تُقَلْ ولا تحسُدْ ولا ••
تحقِدْ فليس المرءُ بالمعصومِ
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/113
تابع / أخطاء شائعة حولَ الإحسانِ
⁉️من الخطَأِ اعتقادُ أنَّ عِظَمَ الإحسانِ وكثرةَ العطاءِ والإنفاقِ يستلزِمُ القَبولَ عِندَ اللهِ تعالى دونَ استيفاءِ شُروطِ القَبولِ ؛ فقد حذَّر اللهُ من أمرٍ يدخُلُ على المعطي ربَّما أحبط عمَلَه ، فقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة: 264] ، فحينَئذٍ يُصبِحُ الإحسانُ سَيِّئةً لا لذاتِه ، ولكِنْ بما لحِقَه من المنِّ والأذيَّةِ.
⁉️الاعتقادُ بأنَّ الإحسانَ لا يصدُرُ إلَّا من متَّصِفٍ بالرَّحمةِ ، وهذا خطَأٌ ؛ فإنَّ الإحسانَ قد يحصُلُ لغرَضٍ ما ، ولا يكونُ فاعِلُه رحيمًا بإحسانِه ولا قاصِدًا للرَّحمةِ ؛ فالرَّحمةُ ليست لازمةً للإحسانِ.
📚 قال الكفَويُّ : (الرَّحمةُ والإحسانُ متغايرانِ ، ولا يلزمُ من وجودِ أحَدِهما وجودُ الآخَرِ ؛ لأنَّ الرَّحمةَ قد توجَدُ وافرةً في حَقِّ مَن لا يتمكَّنُ من الإحسانِ كالوالِدةِ العاجِزةِ ونحوِها ، وقد يوجَدُ الإحسانُ ممَّن لا رحمةَ له في طبعِه ، كالمَلِكِ القاسي ؛ فإنَّه قد يحسِنُ إلى بعضِ أعدائِه لمصلحةِ مُلكِه).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/108
تاسعًا : حُكمُ الإحسانِ
👈 الإحسانُ للغيرِ إمَّا أن يكونَ واجبًا ، وإمَّا أن يكونَ مندوبًا مُستحَبًّا
📚 قال ابنُ رجبٍ الحنبليُّ : (الإحسانُ الواجِبُ في معاملةِ الخَلقِ ومُعاشرتِهم : القيامُ بما أوجب اللهُ من حقوقِ ذلك كُلِّه ، والإحسانُ الواجِبُ في ولايةِ الخَلقِ وسِياستِهم : القيامُ بواجباتِ الولايةِ كُلِّها. والقَدرُ الزَّائدُ على الواجِبِ في ذلك كُلُّه إحسانٌ ليس بواجِبٍ).
📚 قال عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ :
اعلَمْ أنَّ الإحسانَ المأمورَ به نوعانِ :
#أحدهما : واجِبٌ ، وهو الإنصافُ والقيامُ بما يجِبُ عليك للخَلقِ بحَسَبِ ما توجَّه عليك من الحقوقِ.
#والثاني : إحسانٌ مُستحَبٌّ ، وهو ما زاد على ذلك من بَذلِ نَفعٍ بَدَنيٍّ أو ماليٍّ أو عِلميٍّ ، أو توجيهٍ لخيرٍ دينيٍّ ، أو مصلحةٍ دُنيويَّةٍ ؛ فكُلُّ معروفٍ صَدَقةٌ ، وكُلُّ ما أدخل السُّرورَ على الخَلقِ صدَقةٌ وإحسانٌ ، وكُلُّ ما أزال عنهم ما يَكرَهون ودفَع عنهم ما لا يَرتَضون من قليلٍ أو كثيرٍ ، فهو صدَقةٌ وإحسانٌ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/106
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((ألا أخبرُكم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟)) قالوا : بلى ، قال : ((إصلاحُ ذاتِ البينِ ، وفسادُ ذاتِ البينِ الحالِقةُ)).
#الراوي : أبو الدرداء
#المحدث : الألباني
#المصدر : صحيح أبي داود
خلاصة حكم المحدث : #صحيح
📘 #شـرح_الـحـديـث 🖌
أقامَ الإسلامُ عَلاقةَ المسلمينَ على التواصُلِ والمحبَّة والتناصُحِ في اللهِ ، وقِوامُ المجتَمعِ يَقومُ على التَّعارفِ والتعاوُنِ بينَ الناسِ ؛ فإذا حَكمتِ العَلاقاتِ البَغضاءُ والتَّشاحُن ؛ فإنَّ هذا يُنذِرُ بخَرابِ المجتَمعاتِ وضِياع الدِّينِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لأصحابِه رضيَ اللهُ عَنهم :
● "ألَا" استفتاحُ السُّؤالِ بـ(ألا) ؛ للتَّنبيهِ والتَّحفيزِ إلى الأمْرِ الذي سَيذكُره ، "أُخبِرُكم"، أي : عَن عَملٍ "بأفضلَ مِن دَرجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدَقة؟" قالَ الصَّحابةُ : "بَلى"! قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :
● "إصْلاحُ ذاتِ البَينِ" ، أي : السَّعيُ في إصلاحِ العَلاقاتِ بينَ الناسِ ورَفعِ ما بَينَهم مِن خُصوماتِ ودَفعِهم إلى الأُلفةِ والمحبَّةِ ، وهوَ الأمرُ الأفضلُ في المنفَعةِ بينَ الناسِ وإقامةِ المجتمَعاتِ ، وهو المعامَلاتُ والتواصُل ؛ وذلكَ لأنَّ إصلاحَ ذاتِ البَينِ فيهِ مَنفعةٌ ظاهِرةٌ ومُباشرةٌ للجَميعِ.
ثمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم :
● "وفَسادُ ذاتِ البَينِ" ، أي : إنَّ فسادَ ذاتِ البَينِ وتركَ السَّعيِ في الإصلاحِ يؤدِّي إلى "الحالِقة" ، أي : القاطِعة والمُنْهية التي تأتِي على كلِّ شيءٍ وتحلِقُه وتقطَعُه من جُذورِه ، سواءٌ مِن أمورِ الدِّين أو الدُّنيا ؛ لأنَّها تُؤدِّي إلى التشاحُنِ بينَ الناسِ والتهاجُرِ وربَّما التقاتُل ، هذا غَيرُ ما فيها مِن الأثرِ القَلبيِّ السيِّئِ على الإنسانِ ، فيُفسِد قلبَه على إخوانِه ؛ فلا يكونُ للدِّين والعِبادات أثرٌ ظاهرٌ في نَفْسِه أو مجتمَعِه.
#وفي_الحديث :
● الحثُّ والترغيبُ على إصلاحِ العَلاقاتِ بينَ الناسِ.
● وفيهِ : بيانُ أنَّ إفسادَ العلاقاتِ بينَ الناسِ يَهدمُ الدِّينَ والدُّنيا.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/29505
تابع / من السُّنَّةِ النبويةِ
2⃣ عن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((كُلُّ سُلامى مِن النَّاسِ عليه صَدقةٌ كُلَّ يومٍ تطلُعُ فيه الشَّمسُ قال : تعدِلُ بَينَ الاثنَينِ صَدقةٌ ، وتُعينُ الرَّجلَ في دابَّتِه فتحمِلُه عليها ، أو ترفَعُ له عليها متاعَه صَدقةٌ)). أخرجه البخاري ومسلم.
📚 قال العِراقيُّ : (قولُه : «تعدِلُ بَينَ اثنَينِ» يحتمِلُ أن يُرادَ به العَدلُ في الأحكامِ مِن القُضاةِ والأمراءِ ، ويحتمِلُ أن يُرادَ به الإصلاحُ بَينَ النَّاسِ وإن كان مِن غَيرِ مَن له وِلايةٌ على ذلك ولا تسليطٌ ، وهو الظَّاهِرُ ؛ لأنَّ عَدلَ القُضاةِ والأمراءِ واجِبٌ لا تطوُّعٌ ، وقد أدخَله البُخاريُّ في صحيحِه في بابِ الإصلاحِ بَينَ النَّاسِ ، وإن أُريد حَملُه على الواجِبِ حقيقةً فيُحمَلُ على عَدلِ الحُكَّامِ).
3⃣ عن أبي الدَّرداءِ رضِي اللهُ عنه قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((ألا أُخبِرُكم بأفضَلَ مِن دَرجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدقةِ؟)) ، قالوا : بلى يا رسولَ اللهِ ، قال : ((إصلاحُ ذاتِ البَينِ ، وفسادُ ذاتِ البَينِ الحالِقةُ)). صحَّحه الترمذي.
(أي : إصلاحُ أحوالِ البَينِ حتَّى تكونَ أحوالُكم أحوالَ صحَّةٍ وأُلفةٍ ، أو هو إصلاحُ الفسادِ والفِتنةِ التي بَينَ القومِ ، وذلك لِما فيه مِن عُمومِ المنافِعِ الدِّينيَّةِ والدُّنيويَّةِ مِن التَّعاوُنِ والتَّناصُرِ والأُلفةِ والاجتِماعِ على الخيرِ ، حتَّى أُبيح فيه الكذبُ ، ولكثرةِ ما يندفِعُ مِن المضرَّةِ في الدِّينِ والدُّنيا).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/125
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
عن أمِّ كُلثومٍ بنتِ عُقبةَ رضِي اللهُ عنها أنَّهَا سَمِعَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ : ((ليسَ الكَذَّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النَّاسِ ، فَيَنْمِي خَيْرًا ، أوْ يقولُ خَيْرًا)).
#الراوي : أم كلثوم بنت عقبة
#المصدر : صحيح البخاري
📓 #شـرح_الـحـديـث 🖋
حَثَّ الشَّرعُ الحَنيفُ على الإصلاحِ بيْن النَّاسِ ورغَّبَ فيه ، حتَّى وإنْ تحقَّقَ ذلكَ بالكذِبِ ؛ وذلك لِمَا يَعودُ بالمصْلَحةِ على المُتباغِضينَ والمُتخاصِمينَ ، وإخمادِ رُوحِ العَداوةِ وإزالةِ الخُصوماتِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :
● أنَّه ليسَ الكذَّابُ المذمومُ المتحقَّقُ فيه الوعيدُ الذي يَقصِدُ بكَذِبِه الصُّلحَ بيْن النَّاسِ بالنَّصيحةِ الَّتي تَقْتضي الخيرَ ، بلْ هذا مُحسِنٌ.
● «فيَنْمِي خَيرًا» ، أي : فيَنقُلُ كَلامًا.
● «أو يَقولُ خَيرًا» للإصلاحِ بيْن المُتخاصِمَينِ ؛ بأنْ يَقولَ لأحدِهِما : إنَّ صاحِبَهُ يَمدَحُهُ ويُثْنِي عليهِ -وَصاحبُه لم يَفعَلْ- وما أشبَهَ ذلك مِن الكَلِماتِ ؛ فإنَّ ذلك لا بَأسَ به ، وهذه أُمورٌ قد يُضطَرُّ الإنسانُ فيها إلى زِيادةِ القَولِ ، ومُجاوَزةِ الصِّدقِ ، على وَجهِ الإصلاحِ وطَلَبِ الخَيرِ.
👈 والمرادُ بالكذِبِ إنَّما هو فيمَن لا يُسقِطُ حقًّا ، أو يَتسبَّبُ في أخْذِ ما لَيس حقًّا لأحدِ الطَّرَفَين.
👈 ومِثلُه : الكَذِبُ في الحَربِ ؛ بأنْ يُظهِرَ في نَفْسِه قُوَّةً ، ويَتحَدَّثَ بما يُقوِّي به أصحابَه ويَكيدُ عَدُوَّه.
👈 ومِثلُه أيضًا : الكَذِبُ لِلزَّوجةِ ؛ بأنْ يُظهِرَ لها أكثَرَ مِمَّا في نَفْسِه ؛ لِيَستَديمَ صُحبَتَها ويُصلِحَ به خُلُقَها.
وليس المرادُ في الحديثِ نَفْيَ ذاتِ الكَذِبِ ، بلْ نَفْيُ إثمِه ؛ فالكَذِبُ كَذِبٌ ، سَواءٌ كان للإصلاحِ أو لِغَيرِه ، وقدْ يُرَخَّصُ في بَعضِ الأوقاتِ في الفَسادِ القَليلِ الذي يُؤَمَّلُ فيه الصَّلاحُ الكثيرُ.
#وفي_الحديث :
● التَّرغيبُ في الإصلاحِ بيْن النَّاسِ ، وإزالةِ الخُصوماتِ فيما بيْنهم.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://www.dorar.net/hadith/sharh/23260
تابع / التَّرغيبُ في الإصلاحِ مِن القرآنِ الكريمِ
6⃣ قال تعالى : {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفيْءَ إِلىَ أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 9-10] .
📚 قال الطَّبريُّ : (فأصلِحوا أيُّها المُؤمِنونَ بَينَهما بالدُّعاءِ إلى حُكمِ كتابِ اللهِ ، والرِّضا بما فيه لهما وعليهما ، وذلك هو الإصلاحُ بَينَهما بالعدلِ).
7⃣ قال تعالى : {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40] .
📚 قال السَّمْعانيُّ : (قولُه : {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} يعني : عفا عن الظَّالِمِ وأصلَح الأمرَ بَينَه وبَينَه فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ أي: ثوابُه على اللهِ).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/123
تابع / التَّرغيبُ في الإصلاحِ مِن القرآنِ الكريمِ
3⃣ وقال تعالى -واعِدًا المُصلِحينَ بالأجرِ-: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف: 170] .
📚 قال السَّعديُّ : (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ في أقوالِهم وأعمالِهم ونيَّاتِهم ، مُصلحينَ لأنفُسِهم ولغَيرِهم).
4⃣ وقال تعالى في الحثِّ على الإصلاحِ بَينَ النَّاسِ : {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114] .
📚 قال القُرطُبيُّ : (قولُه تعالى : أو إصلاحٍ بَينَ النَّاسِ عامٌّ في الدِّماءِ والأموالِ والأعراضِ ، وفي كُلِّ شيءٍ يقعُ التَّداعي والاختِلافُ فيه بَينَ المُسلِمينَ ، وفي كُلِّ كلامٍ يُرادُ به وَجهُ اللهِ تعالى).
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/123
أهل غزة يموتون جوعا وقهرا ياعرب يامسلمين أهل غزة يموتون جوعا وقهرا ياعرب يامسلمين
أهل غزة يموتون جوعا وقهرا ياعرب يامسلمين
#أهل_غزة_يموتون_جوعا
#غزة_تموت_جوعا
ثانيًا : الفَرقُ بَينَ الإصلاحِ وغيرِه من الصفاتِ
● الفَرقُ بَينَ الصُّلحِ والإصلاحِ :
الصُّلحُ بمعنى المُصالَحةِ ، وهو خِلافُ المُخاصَمةِ ، وهو عَقدٌ وُضِع لرَفعِ المُنازَعةِ بالتَّراضي ، فبذلك يظهَرُ أنَّ الصُّلحَ يختصُّ بإزالةِ النِّفارِ بَينَ النَّاسِ ، وعلى هذا فإنَّ الصُّلحَ إحدى ثمراتِ الإصلاحِ بَينَ النَّاسِ ، وكذلك فإنَّ الإصلاحَ أعَمُّ وأشمَلُ مِن الصُّلحِ.
● الفَرقُ بَينَ الصَّلاحِ والإصلاحِ :
الصَّلاحُ : هو القيامُ بحَقِّ اللهِ ، وبحَقِّ عِبادِه ؛ فالصَّالحُ هو الذي يقومُ بحُقوقِ اللهِ ، بأداءِ فرائِضِه ، وتَركِ محارِمِه ، ويؤدِّي حَقَّ العبادِ ، كأداءِ الأمانةِ ، وصِلةِ الأرحامِ ، والعَدلِ بَينَ النَّاسِ ، وبَذلِ السَّلامِ ، وعيادةِ المريضِ ، ورعايةِ حَقِّ الجارِ ، ونحوِ ذلك.
👈 أمَّا الإصلاحُ فهو وَصفٌ زائدٌ على الصَّلاحِ ؛ فهو العَمَلُ على إصلاحِ النَّاسِ ، وتوجيهِهم وإرشادِهم ، وأمرِهم بالمعروفِ ، ونَهْيِهم عن المنكَرِ ، والأخذِ على يَدِ السَّفيهِ ، ونحوِ ذلك ، وليس كلُّ صالحٍ مُصلِحًا ؛ فإنَّ من الصَّالحينَ مَن هَمُّه هَمُّ نَفسِه ، ولا يهتَمُّ بغيرِه.
👈 وتمامُ الصَّلاحِ بالإصلاحِ.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/120
"اللهُمَّ وهذه ساعة استجابة
قد اشتدَّ البلاءُ بأهلنا في غزة
وأصابتهم البأساء والضرّاء
فارحم يا ربّ ضعفهم وتولَّ أمرهم
واشفِ مريضهم وتقبّلْ شهيدهم
وأطعِمْ جائعهم وألبِسْ عاريهم
وأدفِءْ بردهم واكبِتْ عدوّهم
وفرّجْ كُربتهم
إنك بكلِّ شيءٍ عليمٍ، وعلى كل شيءٍ قدير
متى تكون ساعة الإجابة في يوم الجمعة؟
📩 #السؤال :
آخر ساعة من عصر الجمعة ، هل هي ساعة الإجابة؟ وهل يلزم المسلم أن يكون في المسجد في هذه الساعة؟ وكذلك النساء في المنازل؟
📝 #الجواب :
أرجح الأقوال في ساعة الإجابة يوم الجمعة قولان :
#أحدها : أنها بعد العصر إلى غروب الشمس في حق من جلس ينتظر صلاة المغرب ، سواء كان في #المسجد أو في #بيته يدعو ربه ، وسواء كان #رجلاً أو #امرأة فهو حري بالإجابة ، لكن ليس للرجل أن يصلي في البيت صلاة المغرب ولا غيرها إلا بعذر شرعي ، كما هو معلوم من الأدلة الشرعية.
#الثاني : أنها من حين يجلس الإمام على المنبر للخطبة يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة.
✅ فالدعاء في هذين الوقتين #حري_بالإجابة ، وهذان الوقتان هما أحرى ساعات الإجابة يوم الجمعة لما ورد فيهما من الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك ، وترجى هذه الساعة في بقية ساعات اليوم ، وفضل الله واسع.
👈 ومن أوقات الإجابة في جميع الصلوات فرضها ونفلها : حال السجود ، لقوله ﷺ : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء) ، خرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة.
● وروى مسلم رحمه الله في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال : (أما الركوع فعظم فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يستجاب لكم) ومعنى قوله ﷺ (فقَمِنٌ أن يستجاب لكم ) : أي حريّ.
📚 مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز
https://binbaz.org.sa/fatwas/1583/تحديد-ساعة-الإجابة-في-يوم-الجمعة-وهل-يشترط-أن-يكون-الداعي-في-المسجد
"اللهمَّ إنّ الأرض قد ضاقتْ،
وامتلأتْ بأنين المقهورين المظلومين
ولا ناصر لهم إلا أنت!
فبقدرتك التي لا تُغلب،
وبجبروتك الذي لا يُرد،
أرنا في الصهاينة الطغاة المجرمين بأسك الذي لا يُصد ولا يُرد،
ولا يقدر على دفعه أحد"
ب- من الأمثالِ والحِكَمِ
● اسقِ رَقاشِ إنَّها سقَّايةٌ
👈 يُضرَبُ في الإحسانِ إلى المُحسِنِ. ورَقاشُ : اسمُ امرأةٍ ، أي : أحسِنْ إليها كإحسانِها إليك.
● إنَّما يجزي الفتى ليس الجَمَلْ
#ومعناه : إنَّما يجزي على الإحسانِ بالإحسانِ مَن هو حرٌّ وكريمٌ ، فأمَّا من هو بمنزلةِ الجَمَلِ في لُؤمِه ومُوقِه ، فإنَّه لا يوصَلُ إلى النَّفعِ من جهتِه إلَّا إذا اقتُسِر وقُهِر.
● إنَّما هو كبارِحِ الأروى قليلًا ما يُرى
وذلك أنَّ الأروى مساكِنُها الجبالُ ، فلا يكادُ النَّاسُ يرونَها سانحةً ولا بارحةً إلَّا في الدَّهرِ مَرَّةً.
👈 يُضرَبُ لِمن يُرى منه الإحسانُ في الأحايينِ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/115
تابع / مِنَ الشِّعرِ
5⃣ وقال ابنُ زنجيٍّ :
لا تحقِرَنَّ من الإحسانِ مُحقرةً ••
أحسِنْ فعاقبةُ الإحسانِ حُسْناه
6⃣ وقال آخَرُ :
واللهِ ما حَليُ الإمامِ بحِليةٍ ••
أبهى من الإحسانِ والإنصافِ
فلسوف يَلقى في القيامةِ فِعْلَه ••
ما كان من كَدَرٍ أتاه وصافي
7⃣ وقال أبو العتاهيةِ :
لا تمشِ في النَّاسِ إلَّا رحمةً لهم ••
ولا تعامِلْهم إلَّا بإنصافِ
واقطَعْ قُوى كُلِّ حِقدٍ أنت مُضمِرُه ••
إن زَلَّ ذو زَلَّةٍ أو إن هفا هافِ
وارغَبْ بنفسِك عمَّا لا صلاحَ له ••
وأوسِعِ النَّاسَ مِن بِرٍّ وإلطافِ
وإن يكُنْ أحدٌ أولاك صالحةً ••
فكافِهِ فوقَ ما أَولى بأضعافِ
ولا تكشِفْ مُسيئًا عن إساءتِه ••
وصِلْ حِبالَ أخيك القاطِعِ الجافي
8⃣ وقال محمَّدُ بنُ طاهرٍ الرَّافقيُّ :
ليس في كُلِّ حالةٍ وأوانِ ••
تتهَيَّا صنائِعُ الإحسانِ
فإذا أمكَنْتَ فبادِرْ إليها ••
حذَرًا من تعذُّرِ الإمكانِ
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/113
حادِيَ عَشَرَ : مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ
● تفاوُتُ الإحسانِ :
الإحسانُ يتفاوَتُ بتفاوُتِ المُحسَنِ إليهم ، وحقِّهم ومقامِهم ، وبحسَبِ الإحسانِ ، وعِظَمِ مَوقِعِه ، وعظيمِ نفعِه ، وبحَسَبِ إيمانِ المُحسِنِ وإخلاصِه ، والسَّبَبِ الدَّاعي له إلى ذلك.
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/110
عاشِرًا : أخطاءٌ شائعةٌ حولَ الإحسانِ
⁉️من الخَطَأِ أن يُظَنَّ أنَّ الإحسانَ يكونُ إحسانًا على كُلِّ حالٍ ؛ فالإحسانُ إنَّما يكونُ إحسانًا إذا لم يتضَمَّنْ فِعلَ محرَّمٍ ، أو تَرْكَ واجبٍ.
👈 وممَّا يدُلُّ على ذلك قولُ اللهِ تعالى : {قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ} [يوسف: 78 - 79] ، فإنَّهم طَلَبوا من يوسُفَ أن يُحسِنَ إليهم بتَركِ هذا الأخِ أن يذهَبَ إلى أبيه ، ويأخُذَ أحدَهم بدَلَه ، فامتنع وقال : {مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ} ؛ فالإحسانُ إذا تضَمَّن تَرْكَ العدلِ كان ظُلمًا ؛ ولهذا كان تخصيصُ بعضِ الأولادِ على بعضٍ ، وبعضِ الزَّوجاتِ على بعضٍ -وإن كان إحسانًا إلى المُخصَّصِ والمُفَضَّلِ- غيرَ جائزٍ ؛ لأنَّه تَركٌ للعدلِ ، وكذلك ما أشبَهَ ذلك.
👈 فالإحسانُ لا يكونُ إحسانًا إلَّا بعد العَدلِ ، وذكر ابنُ تَيميَّةَ مثالًا على ذلك ، وهو استيفاءُ الإنسانِ حَقَّه من الدَّمِ ، فإنَّ هذا الاستيفاءَ عَدلٌ ، أمَّا العفوُ فهو إحسان ، لكِنْ إن حصَل بالعفوِ ضَرَرٌ ، كان ظُلمًا من العافي إمَّا لنفسِه وإمَّا لغيرِه ؛ فلا يُشرَعُ.
👈 وكذلك ليس من الإحسانِ أن يفعَلَ الإنسانُ كُلَّ ما يهواه ابنُه أو زوجُه وغيرُهما ، أو يترُكَ ما يكرهونَه.
📚 قال ابنُ تَيميَّةَ مشيرًا إلى هذا المعنى : (ليس من حُسنِ النِّيَّةِ للرَّعيَّةِ والإحسانِ إليهم أن يفعَلَ ما يَهوونه ، ويَترُكَ ما يَكرهونَه ؛ قال تعالى : {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المُؤمِنون: 71] ، وقال لأصحابِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} [الحجرات: 7] ).
فالأبُ الذي يعاقِبُ ابنَه لتقصيرِه وسُوءِ تصَرُّفِه ، فهذا وإن كان عقوبةً في ظاهِرِه ، لكِنَّه إحسانٌ من الأبِ لتأديبِ وَلَدِه وتعليمِه وتربيتِه ، فهو يعودُ بالنَّفعِ على الابنِ.
#يتبع
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/108
ز- نماذِجُ من الإحسانِ عِندَ العُلَماءِ المعاصِرينَ
● ابنُ بازٍ وتخلُّقُه بأخلاقِ المُحسِنين من الحِلمِ والعَفوِ والتَّواضُعِ :
📚 يقولُ محمَّدُ بنُ موسى : (لقد عُرِف عن سماحةِ الشَّيخِ الِحلمُ والتَّواضُعُ ، والعَطفُ والشَّفَقةُ ، والبساطةُ ، وحُبُّ الخيرِ ، ولِينُ العريكةِ ؛ فلم يكُنْ يُعَنِّفُ أحدًا ، ولم يكُنْ يقابِلُ الإساءةَ بالإساءةِ ، بل يعفو ويصفَحُ ، ويقابِلُ الإساءةَ بالإحسانِ، ولم أسمَعْ منه طيلةَ سِتَّ عَشرةَ سَنةً كَلِمةً تُعابُ).
2⃣ إحسانُ ابنِ عُثَيمين إلى مَن أساء إليه :
يقولُ وليدُ بنُ أحمدَ الحُسَين في ذِكرِ إحسانِ ابنِ عُثَيمين بعَفوِه وكريمِ أخلاقِه : (ويطالِعُنا بأروعِ الصِّفاتِ النَّبيلةِ في مسجِدِه بحِلمِه وصَبرِه على السُّفَهاءِ والجاهِلين ، فيقابِلُ الإساءةَ بالإحسانِ ، ويُذَكِّرُني أروعَ الشَّواهِدِ على ذلك ما رأيتُه بنفسي بعدَ صلاةِ العَصرِ عندما فرَغ من الصَّلاةِ ، وكان ذلك في مسجِدِه الطين عامَ 1403 هجريًّا ، فقام إليه أحدُ المصَلِّين -أظنُّه أعرابيًّا من الباديةِ- فطلب من الشَّيخِ أن يساعِدَه بشيءٍ من المالِ ، وشكا إليه حالَه وعَوَزَه ، فأخرج له الشَّيخُ مبلغًا يسيرًا من المالِ ، فغَضِب الأعرابيُّ ورفع صوتَه على الشَّيخِ أمامَ المصَلِّين ، ورمى بالمالِ في وجهِ الشَّيخِ! فما كان من الشَّيخِ إلَّا أن ابتَسَم في وجهِه ، ودعا له : أصلَحَك اللهُ! والأعرابيُّ يزيدُ في حماقتِه أمامَ الشَّيخِ ، والشَّيخُ يزيدُ في حِلمِه!).
📚 موسوعة_الأخلاق 📚
https://dorar.net/alakhlaq/104