عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
لَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ المَدِينَةَ أضَاءَ مِنَ المَدِينَةِ كُلُّ شَيْءٍ ، فَلَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ أظْلَمَ مِنَ المَدِينَةِ كُلُّ شَيْءٍ ، وَمَا فَرَغْنَا مِنْ دَفْنِهِ حَتَّى أنْكَرْنَا قُلُوبَنَا.
[مسند الإمام أحمد].
وأقول كما قال الأول :
وَهَلْ عَدَلَتْ يَوْمًا رَزِيَّةُ هَالِكٍ
رَزِيَّةَ يَوْمٍ مَاتَ فِيهِ مُحَمَّدُ
وَمَا فَقَدَ المَاضُونَ مِثْلَ مُحَمَّدٍ
وَلَا مِثْلُهُ حَتَّى القِيَامَةِ يُفْقَدُ
عن أنس بن مالك رضي الله عنه :
أنَّ فَاطِمَةَ بَكَتْ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَتْ : يَا أبَتَاهْ ، مِنْ رَبِّهِ مَا أدْنَاهْ .. يَا أبَتَاهْ ، إلَى جِبْرِيلَ أنْعَاهْ .. يَا أبَتَاهْ ، جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مَأوَاهْ.
[مسند الإمام أحمد].
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الاثْنَيْنِ كَشَفَ رَسُولُ اللهِ ﷺ سِتْرَ الحُجْرَةِ فَرَأى أبَا بَكْرٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ، فَنَظَرْتُ إلَى وَجْهِهِ كَأنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ وَهُوَ يَتَبَسَّمُ وَكِدْنَا أنْ نُفْتَتَنَ فِي صَلَاتِنَا فَرَحًا لِرُؤْيَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ ، فَأرَادَ أبُو بَكْرٍ أنْ يَنْكُصَ فَأشَارَ إلَيْهِ أنْ كَمَا أنْتَ ، ثُمَّ أرْخَى السِّتْرَ فَقُبِضَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ.
[مسند الإمام أحمد].
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا﴾.
«رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوَهَّابُ».
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
مَاتَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي بَيْتِي وَيَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي ، فَدَخَلَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ فَنَظَرَ إلَيْهِ فَظَنَنْتُ أنَّ لَهُ فِيهِ حَاجَةً فَأخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ ونَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ ثُمَّ دَفَعْتُهُ إلَيْهِ فَاسْتَنَّ كَأحْسَنِ مَا رَأيْتُهُ مُسْتَنًّا قَطُّ ثُمَّ ذَهَبَ يَدْفَعُهُ إلَيَّ فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ فَأخَذْتُ أدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِدُعَاءٍ كَانَ يَدْعُو لَهُ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَكَانَ هُوَ يَدْعُو بِهِ إذَا مَرِضَ فَلَمْ يَدْعُ بِهِ فِي مَرَضِهِ ذَاكَ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إلَى السَّمَاءِ وَقَالَ : "الرَّفِيقَ الأعْلَى ، الرَّفِيقَ الأعْلَى". وَفَاضَتْ نَفْسُهُ ، فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أيَّامِ الدُّنْيَا.
[مسند الإمام أحمد].
روى الآجري في الشريعة عن أم المؤمنين عائشة قالت : إنَّ مِمَّا أنْعَمَ اللهُ تَعَالَى عَلَيَّ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قُبِضَ فِي بَيْتِي وَتُوُفِّيَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَجَمَعَ اللهُ الكَرِيمُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ المَوْتِ ، دَخَلَ عَلَيَّ أخِي عَبْدُالرَّحْمَنِ وَأنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللهِ ﷺ إلَى صَدْرِي وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إلَيْهِ وَكُنْتُ أعْرِفُ أنَّهُ يُعْجِبُهُ السِّوَاكُ ، فَقُلْتُ : آخُذُهُ لَكَ؟. فَأوْمَأ بِرَأسِهِ نَعَمْ ، فَنَاوَلْتُهُ إيَّاهُ فَأدْخَلَهُ فِي فِيهِ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ ، فَتَنَاوَلْتُهُ فَقُلْتُ : أُلَيِّنُهُ لَكَ؟. فَأوْمَأ بِرَأسِهِ أنْ نَعَمْ ، فَلَيَّنْتُهُ لَهُ فَأمَرَّهُ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِيهَا وَيَمْسَحُ بِهَا وَجْهَهُ وَيَقُولُ : "لَا إلَهَ إلَّا اللهُ ، إنَّ لِلمَوْتِ لَسَكَرَاتٍ!". ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ يَقُولُ : "الرَّفِيقَ الأعْلَى". حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَمَالَتْ يَدُهُ.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
كُنْتُ أسْمَعُ أنَّهُ لَنْ يَمُوتَ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَأخَذَتْهُ بُحَّةٌ يَقُولُ : ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾. فَظَنَنْتُهُ خُيِّرَ حِينَئِذٍ.
[مسند الإمام أحمد (واللفظ من صحيح مسلم)].
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَبْلَ أنْ يُتَوَفَّى وَأنَا مُسْنِدَتُهُ إلَى صَدْرِي يَقُولُ : "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَألْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأعْلَى".
[مسند الإمام أحمد].
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
رَجَعَ إلَيَّ النَّبِيُّ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جِنَازَةٍ مِنَ البَقِيعِ فَوَجَدَنِي وَأنَا أجِدُ صُدَاعًا وَأنَا أقُولُ : وَا رَأسَاهْ!. قَالَ : "بَلْ أنَا يَا عَائِشَةُ وَا رَأسَاهْ". قَالَ : "وَمَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ وَصَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ؟". فَقُلْتُ : لَكَأنَّنِي بِكَ وَاللهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَرَجَعْتَ إلَى بَيْتِي فَأعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ!. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ثُمَّ بُدِئَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ.
[مسند الإمام أحمد (واللفظ من مسند الدارمي)].
﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ • فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.
«يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ ، وَيَا مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ، أعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
مَا رَأيْتُ إنْسَانًا قَطُّ أشَدَّ عَلَيْهِ الوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
[مسند الإمام أحمد].
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ يُوعَكُ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ وَقُلْتُ : إنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا!. قَالَ : "إنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ". قُلْتُ : ذَاكَ بِأنَّ لَكَ أجْرَيْنِ؟. قَالَ : "أجَلْ ، مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصِيبُهُ مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إلَّا حَطَّ اللهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا".
[مسند الإمام أحمد].
عن امرأة كعب بن مالك :
أنَّ أُمَّ مُبَشِّرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقَالَتْ : بِأبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا تَتَّهِمُ بِنَفْسِكَ؟ ، فَإنِّي لَا أتَّهِمُ إلَّا الطَّعَامَ الَّذِي أكَلَ مَعَكَ بِخَيْبَرَ -وَكَانَ ابْنُهَا مَاتَ قَبْلَ النَّبِيِّ ﷺ-. قَالَ : "وَأنَا لَا أتَّهِمُ غَيْرَهُ ، هَذَا أوَانُ قَطْعِ أبْهَرِي".
[مسند الإمام أحمد].
أورد البخاري في صحيحه (في المعلقات) عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت : كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ : "يَا عَائِشَةُ ، مَا أزَالُ أجِدُ ألَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أكَلْتُ بِخَيْبَرَ ، فَهَذَا أوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ".
عن سليمان الأعمش ، عن عبدالله بن مرة ، عن أبي الأحوص الجشمي ، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
لَأنْ أحْلِفَ تِسْعًا أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قُتِلَ قَتْلًا أحَبُّ إلَيَّ مِنْ أنْ أحْلِفَ وَاحِدَةً أنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ ؛ وَذَلِكَ بِأنَّ اللهَ جَعَلَهُ نَبِيًّا وَاتَّخَذَهُ شَهِيدًا.
قال الأعمش : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإبْرَاهِيمَ فَقَالَ : كَانُوا يُرَوْنَ أنَّ اليَهُودَ سَمُّوهُ وَأبَا بَكْرٍ.
[مسند الإمام أحمد].
﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
«اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإيمَانِ ، وَكَرِّهْ إلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ .. نَسْألُكَ يَا رَبَّنَا أنْ نَكُونَ هُدَاةً مَهْدِيِّينَ ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ ، سِلْمًا لِأوْلِيَائِكَ ، وَحَرْبًا عَلَى أعْدَائِكَ .. تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ، وَأحْيِنَا مُسْلِمِينَ ، وَألْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ».
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
خَطَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ النَّاسَ فَقَالَ : "إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ذَلِكَ العَبْدُ مَا عِنْدَ اللهِ". فَبَكَى أبُو بَكْرٍ فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ أنْ خَبَّرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ عَبْدٍ خُيِّرَ ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ المُخَيَّرَ وَكَانَ أبُو بَكْرٍ أعْلَمَنَا بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "إنَّ أمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أبُو بَكْرٍ ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإسْلَامِ أوْ مَوَدَّتُهُ ، لَا يَبْقَى بَابٌ فِي المَسْجِدِ إلَّا سُدَّ إلَّا بَابَ أبِي بَكْرٍ".
[مسند الإمام أحمد].
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ ﷺ جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ : وَا كَرْبَ أبَاهْ!. فَقَالَ لَهَا : لَيْسَ عَلَى أبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ. فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ : يَا أبَتَاهْ ، أجَابَ رَبًّا دَعَاهْ .. يَا أبَتَاهْ ، مَنْ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مَأوَاهْ .. يَا أبَتَاهْ ، إلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ. فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ : يَا أنَسُ ، أطَابَتْ أنْفُسُكُمْ أنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ التُّرَابَ؟!.
[مسند الإمام أحمد (واللفظ من صحيح البخاري)].
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
أنَّ أبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَتَيَمَّمَ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ مُسَجًّى بِبُرْدِ حِبَرَةٍ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ أكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى ثُمَّ قَالَ : بِأبِي أنْتَ وَأُمِّي ، وَاللهِ لَا يَجْمَعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ أبَدًا ، أمَّا المَوْتَةُ الَّتِي قَدْ كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مِتَّهَا.
[مسند الإمام أحمد].
عن جرير البجلي رضي الله عنه قال :
قَالَ لِي حَبْرٌ بِاليَمَنِ : إنْ كَانَ صَاحِبُكُمْ نَبِيًّا فَقَدْ مَاتَ اليَوْمَ. فَمَاتَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[مسند الإمام أحمد].
﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ • فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ • وَمَن يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ • وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾.
«اللَّهُمَّ وَجِّهِ القُلُوبَ إلَيْكَ ، وَاجْعَلْهَا مَشْغُولَةً بِذِكْرِكَ عِنْدَ هُمُومِنَا ، وَارْفَعْ عُقُوبَتَكَ الحَالَّةَ عَنْ قُلُوبِنَا .. يَا وَلِيَّ الإسْلَامِ وَأهْلِهِ ، مَسِّكْنَا بِالإسْلَامِ وَالسُّنَّةِ حَتَّى نَلْقَاكَ ، فَإذَا لَقِينَاكَ فَافْعَلْ بِنَا مَا أنْتَ أهْلُهُ».
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَرَأسُهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي ، فَلَمَّا خَرَجَتْ نَفْسُهُ لَمْ أجِدْ رِيحًا قَطُّ أطْيَبَ مِنْهَا.
[مسند الإمام أحمد].
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ وَهُوَ صَحِيحٌ : "إنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرَ". فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ وَرَأسُهُ عَلَى فَخِذِي غُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أفَاقَ فَأشْخَصَ بَصَرَهُ إلَى سَقْفِ البَيْتِ ثُمَّ قَالَ : "اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأعْلَى". فَقُلْتُ : إذًا لَا يَخْتَارُنَا. وَعَرَفْتُ أنَّهُ الحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهُوَ صَحِيحٌ ، فَكَانَتْ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا : "اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأعْلَى".
[مسند الإمام أحمد (واللفظ من صحيح البخاري)].
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إذَا اشْتَكَى مِنَّا إنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ : "أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا". فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَثَقُلَ أخَذْتُ بِيَدِهِ لِأصْنَعَ بِهِ نَحْوَ مَا كَانَ يَصْنَعُ فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ثُمَّ قَالَ : "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاجْعَلْنِي مَعَ الرَّفِيقِ الأعْلَى". فَذَهَبْتُ أنْظُرُ فَإذَا هُوَ قَدْ قَضَى.
[مسند الإمام أحمد (واللفظ من صحيح مسلم)].
﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا • الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا • أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا • ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا﴾.
«اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَيْغِ القُلُوبِ وَمِنْ تَبِعَاتِ الذُّنُوبِ وَمِنْ شَهَوَاتِ الغَيِّ وَمِنْ مُرْدِيَاتِ الأعمَالِ وَمِنْ مُضِلَّاتِ الفِتَنِ».
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
مَاتَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَإنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي ، فَلَا أكْرَهُ شِدَّةَ المَوْتِ لِأحَدٍ أبَدًا بَعْدَ مَا رَأيْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
[مسند الإمام أحمد].
روى الترمذي في جامعه عن أم المؤمنين عائشة قالت : مَا أغْبِطُ أحَدًا بِهَوْنِ مَوْتٍ بَعْدَ الَّذِي رَأيْتُ مِنْ شِدَّةِ مَوْتِ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُ رَسُولِ اللهِ ﷺ كُنْتُ أنَا أقْرَأُ عَلَيْهِ وَأمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا.
[مسند الإمام أحمد].
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال :
لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ هَبَطْتُ وَهَبَطَ النَّاسُ مَعِي إلَى المَدِينَةِ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَقَدْ أصْمَتَ فَلَا يَتَكَلَّمُ فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إلَى السَّمَاءِ ثُمَّ يَصُبُّهَا عَلَيَّ [فَأعْرِفُ] أنَّهُ يَدْعُو لِي.
[مسند الإمام أحمد].
عن أنس بن مالك رضي الله عنه :
أنَّ يَهُودِيَّةً جَعَلَتْ سُمًّا فِي لَحْمٍ ثُمَّ أتَتْ بِهِ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَأكَلَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ : "إنَّهَا جَعَلَتْ فِيهِ سُمًّا". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، ألَا نَقْتُلُهَا؟. قَالَ : "لَا". فَجَعَلْتُ أعْرِفُ ذَلِكَ فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
[مسند الإمام أحمد].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.
«اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا».
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ عَاصِبٌ رَأسَهُ ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى صَعِدَ عَلَى المِنْبَرِ ، فَقَالَ : "إنِّي السَّاعَةَ لَقَائِمٌ عَلَى الحَوْضِ". ثُمَّ قَالَ : "إنَّ عَبْدًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَاخْتَارَ الآخِرَةَ". فَلَمْ يَفْطُنْ لَهَا أحَدٌ مِنَ القَوْمِ إلَّا أبُو بَكْرٍ فَقَالَ : بِأبِي أنْتَ وَأُمِّي ، بَلْ نَفْدِيكَ بِأمْوَالِنَا وَأنْفُسِنَا وَأوْلَادِنَا!. ثُمَّ هَبَطَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنِ المِنْبَرِ فَمَا رُئِيَ عَلَيْهِ حَتَّى السَّاعَةِ.
[مسند الإمام أحمد].
عن فاطمة بنت النبي عليهما السلام قالت :
سَارَّنِي النَّبِيُّ ﷺ فَأخْبَرَنِي أنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَبَكَيْتُ.
[مسند الإمام أحمد (واللفظ من صحيح البخاري)].