عن أبي عبدالرحمن الحبلي :
أنَّهُ سَمِعَ عَبْدَاللهِ بْنَ عَمْرٍو وَسَألَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : ألَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ؟. فَقَالَ لَهُ عَبْدُاللهِ : ألَكَ امْرَأةٌ تَأوِي إلَيْهَا؟. قَالَ : نَعَمْ. قَالَ : ألَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ؟. قَالَ : نَعَمْ. قَالَ : فَلَسْتَ مِنْ فُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ.
[الزهد للإمام أحمد].
رواه مسلم في صحيحه ولفظه : سَمِعْتُ عَبْدَاللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ وَسَألَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : ألَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ؟. فَقَالَ لَهُ عَبْدُاللهِ : ألَكَ امْرَأةٌ تَأوِي إلَيْهَا؟. قَالَ : نَعَمْ. قَالَ : ألَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ؟. قَالَ : نَعَمْ. قَالَ : فَأنْتَ مِنَ الأغْنِيَاءِ. قَالَ : فَإنَّ لِي خَادِمًا. قَالَ : فَأنْتَ مِنَ المُلُوكِ.
عن معاوية بن قرة المزني قال :
إنَّ أشَدَّ النَّاسِ حِسَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ الصَّحِيحُ الفَارِغُ.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء العشرون].
﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
«اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ حَمْدًا غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا».
عن طارق البجلي قال :
وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ فَاسْتَعَرَ فِيهَا ، فَقَالَ النَّاسُ : مَا هَذَا إلَّا الطُّوفَانُ إلَّا أنَّهُ لَيْسَ مَاءً!. فَبَلَغَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ : إنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي مَا تَقُولُونَ ، إنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ ﷺ وَكَفْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، وَلَكِنْ خَافُوا مَا هُوَ أشَدُّ مِنْ ذَلِكَ : أنْ يَغْدُوَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ إلَى مَنْزِلِهِ لَا يَدْرِي أمُؤْمِنٌ هُوَ أوْ مُنَافِقٌ!. وَخَافُوا إمَارَةَ الصِّبْيَانِ.
[الزهد للإمام أحمد].
روى الفريابي في صفة النفاق عن جبير بن نفير قال : دَخَلْتُ عَلَى أبِي الدَّرْدَاءِ مَنْزِلَهُ بِحِمْصَ فَإذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِهِ ، فَلَمَّا جَلَسَ يَتَشَهَّدُ فَجَعَلَ يَتَعَوَّذُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ النِّفَاقِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ لَهُ : غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أبَا الدَّرْدَاءِ ، مَا أنْتَ وَالنِّفَاقَ؟ ، مَا شَأنُكَ وَمَا شَأنُ النِّفَاقِ؟. فَقَالَ : اللَّهُمَّ غَفْرًا -ثَلَاثًا- ، لَا يَأمَنُ البَلَاءَ مَنْ يَأمَنُ البَلَاءَ ، وَاللهِ إنَّ الرَّجُلَ لَيُفْتَنُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَيَنْقَلِبُ عَنْ دِينِهِ!. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عمر أنه كان يقول : اللَّهُمَّ لَا تَنْزِعْ مِنِّي الإيمَانَ كَمَا أعْطَيْتَنِيهِ. وروى مالك في الموطأ عن نافع مولى ابن عمر : أنَّهُ سَمِعَ عَبْدَاللهِ بْنَ عُمَرَ وَهُوَ عَلَى الصَّفَا يَدْعُو يَقُولُ : اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ وَإنَّكَ لَا تُخْلِفُ المِيعَادَ ، وَإنِّي أسْألُكَ كَمَا هَدَيْتَنِي لِلإسْلَامِ أنْ لَا تَنْزِعَهُ مِنِّي حَتَّى تَتَوَفَّانِي وَأنَا مُسْلِمٌ.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ : "يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ". فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟. فَقَالَ : "نَعَمْ ؛ إنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أصَابِعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا".
[مسند الإمام أحمد].
روى ابن سعد في الطبقات عن الحسن البصري أنه كان يقول : اللَّهُمَّ بَرِّئْ قُلُوبَنَا مِنَ الشِّرْكِ وَالكِبْرِ وَالنِّفَاقِ وَالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ وَالرِّيبَةِ وَالشَّكِّ فِي دِينِكَ .. يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ، ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ ، وَاجْعَلْ دِينَنَا الإسْلَامَ القَيِّمَ.
عن ميمون بن مهران قال :
[لَقَدْ] أدْرَكْتُ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ إلَّا بِحَقٍّ أوْ يَسْكُتُ ، وَقَدْ أدْرَكْتُ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ بَعْدَ صَلَاةِ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ إلَّا بِمَا يَصْعَدُ ، وَقَدْ أدْرَكْتُ مَنْ كَانَ يَتَتَبَّعُ الحِلَقَ فَإنْ سَمِعَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَلَسَ مَعَهُمْ وَإلَّا انْصَرَفَ عَنْهُمْ ، وَقَدْ أدْرَكْتُ مَنْ لَمْ [يَكُنْ] يَمْلَأُ عَيْنَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، وَلَوْ أنَّ بَعْضَ مَنْ أدْرَكْتُ نُشِرَ حَتَّى يُعَايِنَكُمْ مَا عَرَفَ مِنْكُمْ شَيْئًا إلَّا قِبْلَتَكُمْ!.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء التاسع عشر].
روى ابن أبي الدنيا في الإشراف على منازل الأشراف عن الحسن البصري قال : إنِّي أدْرَكْتُ صَدْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ ثُمَّ طَالَ بِي عُمْرٌ حَتَّى أدْرَكْتُكُمْ ، فَوَالَّذِي لَا إلَهَ غَيْرُهُ لَهُمْ كَانُوا أبْصَرَ فِي دِينِهِمْ بِقُلُوبِهِمْ مِنْكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ بِأبْصَارِكُمْ ، وَلَهُمْ كَانُوا فِيمَا أحَلَّ اللهُ لَهُمْ أزْهَدَ مِنْكُمْ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكُمْ ، وَلَهُمْ كَانُوا مِنْ حَسَنَاتِهِمْ ألَّا تُقْبَلَ مِنْهُمْ أشَدَّ شَفَقَةً مِنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ أنْ تُؤْخَذُوا بِهَا!. وروى ابن وضاح في البدع والنهي عنها عن الحسن البصري قال : لَوْ أنَّ بَعْضَ مَنْ مَضَى انْتَشَرَ حَتَّى يُعَايِنَ خِيَارَكُمُ اليَوْمَ لَقَالَ : مَا لِهَؤُلَاءِ فِي الآخِرَةِ مِنْ حَاجَةٍ!. وَلَوْ رَأى شِرَارَكُمْ لَقَالَ : مَا يُؤْمِنُ هَؤُلَاءِ بِيَوْمِ الحِسَابِ!.
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال :
إنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ فَيَصِيرُ بِهَا مُنَافِقًا وَإنِّي لَأسْمَعُهَا مِنْ أحَدِكُمُ اليَوْمَ فِي المَجْلِسِ عَشْرَ مَرَّاتٍ!.
[مسند الإمام أحمد].
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله ﷺ وهو يقول :
"إنَّ الإيمَانَ بَدَأ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأ ، فَطُوبَى يَوْمَئِذٍ لِلغُرَبَاءِ إذَا فَسَدَ النَّاسُ".
[مسند الإمام أحمد].
عن ميمون بن مهران قال :
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِالعَزِيزِ لِجُلَسَائِهِ : أخْبِرُونِي بِأحْمَقِ النَّاسِ. قَالُوا : رَجُلٌ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ. فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : أفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأحْمَقَ مِنْهُ؟. قَالُوا : بَلَى. فَقَالَ : رَجُلٌ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء التاسع عشر].
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال :
أوْشَكَ أنْ تُفْتَحَ عَلَيْكُمْ دُنْيَا عَرِيضَةٌ تَأكُلُ إيمَانَكُمْ كَمَا تَأكُلُ النَّارُ الحَطَبَ ، فَمُشْتَرِيهَا بِدِينِهِ وَمُشْتَرِيهَا بِأمَانَتِهِ وَمُشْتَرِيهَا بِخَلَاقِهِ.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء الثالث عشر].
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله ﷺ :
"إيَّاكُمْ وَالشُّحَّ ؛ فَإنَّهُ أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، أمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا وَأمَرَهُمْ بِالقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا وَأمَرَهُمْ بِالفُجُورِ فَفَجَرُوا".
[مسند الإمام أحمد].
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
«اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَإمَامِ المُتَّقِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ إمَامِ الخَيْرِ وَقَائِدِ الخَيْرِ وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ الكُبْرَى وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ العُلْيَا وَآتِهِ سُؤْلَهُ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى كَمَا آتَيْتَ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى .. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
قال عيسى ابن مريم عليهما السلام :
تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ وَلَا تَعْمَلُونَ لِلآخِرَةِ وَأنْتُمْ لَا تُرْزَقُونَ فِيهَا إلَّا بِالعَمَلِ! ، وَيْحَكُمْ عُلَمَاءَ السُّوءِ! ، آلأجْرَ تَأخُذُونَ وَالعَمَلَ تُضَيِّعُونَ؟! ، تُوشِكُونَ أنْ تَخْرُجُوا مِنَ الدُّنْيَا إلَى ظُلْمَةِ القُبُورِ وَضِيقِهَا ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَهَاكُمْ عَنِ المَعَاصِي كَمَا أمَرَكُمْ بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ ، فَكَيْفَ يَكُونُ مِنْ أهْلِ العِلْمِ مَنْ دُنْيَاهُ آثَرُ عِنْدَهُ مِنْ آخِرَتِهِ وَهُوَ فِي الدُّنْيَا أفْضَلُ رَغْبَةً؟! ، كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أهْلِ العِلْمِ مَنْ مَسِيرُهُ إلَى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى دُنْيَاهُ وَمَا يَضُرُّهُ أشْهَى إلَيْهِ مِمَّا يَنْفَعُهُ؟! ، كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أهْلِ العِلْمِ مَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ وَاحْتَقَرَ مَنْزِلَتَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أنَّ ذَلِكَ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقُدْرَتِهِ؟! ، كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أهْلِ العِلْمِ مَنِ اتَّهَمَ اللهَ سُبْحَانَهُ فِي إصَابَتِهِ؟ ، كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أهْلِ العِلْمِ مَنْ طَلَبَ الكَلَامَ لِيُحَدِّثَ بِهِ وَلَمْ يَطْلُبْهُ لِيَعْمَلَ بِهِ؟!.
[الزهد للإمام أحمد].
روى ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا أن عيسى ابن مريم قال : وَيْلَكُمْ عُلَمَاءَ السُّوءِ! ، مِنْ أجْلِ دُنْيَا دَنِيَّةٍ وَشَهْوَةٍ رَدِيَّةٍ تُفَرِّطُونَ فِي مُلْكِ جَنَّةٍ عَلِيَّةٍ وَتَنْسَوْنَ هَوْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ؟!.
عن أبي بن كعب رضي الله عنه ،
عن النبي ﷺ قال :
"بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ".
[مسند الإمام أحمد].
عن طلق بن حبيب قال :
إنَّ حُقُوقَ اللهِ [أثْقَلُ] مِنْ أنْ يَقُومَ بِهَا العِبَادُ وَنِعَمَهُ أكْثَرُ مِنْ أنْ تُحْصَى ، فَأصْبِحُوا قَانِتِينَ وَأمْسُوا تَائِبِينَ.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء العشرون].
عن كعب الأحبار قال :
مَنْ كَانَ فِيهِ ثَلَاثُ عُقَدٍ جُمِعَتْ لَهُ الدُّنْيَا : مَنْ كَانَ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ إلَى اللَّيْلِ فَقَدْ جُمِعَتْ لَهُ الدُّنْيَا.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء التاسع عشر].
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله ﷺ :
"نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ : الفَرَاغُ وَالصِّحَّةُ".
[مسند الإمام أحمد].
عن الحسن البصري قال :
إنَّ النِّفَاقَ لَيَغْتَالُ قَلْبَ المُؤْمِنِ اغْتِيَالًا.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء الثالث عشر].
روى الفريابي في صفة النفاق عن المعلى بن زياد قال : سَمِعْتُ الحَسَنَ يَحْلِفُ فِي هَذَا المَسْجِدِ بِاللهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ : مَا مَضَى مُؤْمِنٌ قَطُّ وَلَا بَقِيَ إلَّا هُوَ مِنَ النِّفَاقِ مُشْفِقٌ ، وَلَا مَضَى مُنَافِقٌ قَطُّ وَلَا بَقِيَ إلَّا هُوَ مِنَ النِّفَاقِ آمِنٌ. وَكَانَ يَقُولُ : مَنْ لَمْ يَخَفِ النِّفَاقَ فَهُوَ مُنَافِقٌ. وروى ابن جرير الطبري في تفسيره عن إبراهيم التيمي قال : مَنْ يَأمَنُ البَلَاءَ بَعْدَ خَلِيلِ اللهِ إبْرَاهِيمَ حِينَ يَقُولُ : «رَبِّ اجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أنْ نَعْبُدَ الأصْنَامَ»؟. وروى صاحب تاريخ أصبهان عن مجيب بن موسى قال : كُنْتُ عَدِيلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ إلَى مَكَّةَ ، فَكَانَ يُكْثِرُ البُكَاءَ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أبَا عَبْدِاللهِ ، بُكَاؤُكَ هَذَا خَوْفًا مِنَ الذُّنُوبِ؟. فَأخَذَ عُودًا مِنَ المَحْمَلِ فَرَمَى بِهِ وَقَالَ : لَذُنُوبِي أهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ هَذَا وَلَكِنِّي أخَافُ أنْ أُسْلَبَ التَّوْحِيدَ. وروى أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان عن محمد بن يوسف بن معدان قال : الدُّنْيَا عِصْمَةُ اللهِ أوِ الهَلَكَةُ ، وَالآخِرَةُ عَفْوُ اللهِ أوِ النَّارُ.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :
مَثَلُ هَذَا القَلْبِ مَثَلُ رِيشَةٍ بِفَلَاةٍ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ ظَهْرَهَا لِبَطْنِهَا.
[الزهد للإمام أحمد].
روى أبو حاتم في الزهد عن الحسن البصري قال : إنَّ القَلْبَ لَأشَدُّ طَيْرُورَةً مِنَ الرِّيشَةِ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ.
﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ﴾.
«اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ أنْ نَرْتَدَّ عَلَى أعْقَابِنَا أوْ نُفْتَنَ فِي دِينِنَا ، يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ».
عن أم الدرداء الصغرى قالت :
دَخَلَ عَلَيَّ أبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمًا مُغْضَبًا ، فَقُلْتُ : مَا لَكَ؟. فَقَالَ : وَاللهِ مَا أعْرِفُ فِيهِمْ شَيْئًا مِنْ أمْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَّا أنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعًا!.
[الزهد للإمام أحمد].
روى ابن المبارك في الزهد عن عبدالله بن عمرو قال : لَوْ أنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أوَائِلِ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلَوَا بِمُصْحَفَيْهِمَا فِي بَعْضِ هَذِهِ الأوْدِيَةِ لَأتَيَا النَّاسَ اليَوْمَ وَلَا يَعْرِفَانِ شَيْئًا مِمَّا كَانَا عَلَيْهِ!.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
إنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أعْمَالًا هِيَ أدَقُّ فِي أعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ إنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ مِنَ المُوبِقَاتِ!.
[مسند الإمام أحمد].
﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
«اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا».
عن عبدالله بن شوذب قال :
قِيلَ لِكَثِيرٍ أبِي سَهْلٍ حِينَ حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ : أوْصِنَا يَا أبَا سَهْلٍ. قَالَ : بِيعُوا دُنْيَاكُمْ بِآخِرَتِكُمْ تَرْبَحُوهُمَا وَاللهِ جَمِيعًا ، وَلَا تَبِيعُوا آخِرَتَكُمْ بِدُنْيَاكُمْ فَتَخْسَرُوهُمَا [وَاللهِ] جَمِيعًا.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء الثالث عشر].
عن عبدالرحمن بن أبي ليلى :
عَنْ أبِي مَسْعُودٍ الأنْصَارِيِّ أنَّهُ ذَكَرَ الدُّنْيَا فَقَالَ : ألْزِقُوهَا بِأكْبَادِكُمْ ، فَوَاللهِ مَا تَصِلُونَ إلَى الآخِرَةِ مِنْهَا بِدِينَارٍ وَلَا دِرْهَمٍ ، وَلَتَتْرُكُنَّهَا عَلَى ظَهْرِ الأرْضِ وَفِي بَطْنِهَا كَمَا تَرَكَهَا مَنْ قَبْلَكُمْ ، تَشَاجَرُوا عَلَيْهَا تَشَاجُرَكُمُ الآنَ وَتَخَادَعُوا عَلَيْهَا تَخَادُعَكُمْ ، وَلَتُهْلِكُ دِينَكُمْ وَدُنْيَاكُمْ.
[الزهد للإمام أحمد].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ﴾.
«اللَّهُمَّ مَا أصْبَحَ أوْ أمْسَى بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ أوْ بِأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ».
عن مطرف بن عبدالله بن الشخير قال :
إنَّ أقْبَحَ الرَّغْبَةِ أنْ تَعْمَلَ لِلدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ.
[الزهد للإمام أحمد - زوائد ابنه عبدالله].
مما قيل في هذا المعنى :
صَلَّى وَصَامَ لِأمْرٍ كَانَ يأمُلُهُ
حَتَّى حَوَاهُ فَمَا صَلَّى وَلَا صَامَا
قال عيسى ابن مريم عليهما السلام للحواريين :
عَلَيْكُمْ بِخُبْزِ الشَّعِيرِ ، كُلُوهُ بِمِلْحٍ جَرِيشٍ ، وَلَا تَأكُلُوهُ إلَّا عَلَى شَهْوَةٍ ، وَالْبَسُوا مُسُوحَ الشَّعْرِ ، وَاخْرُجُوا مِنَ الدُّنْيَا سَالِمِينَ آمِنِينَ .. بِحَقٍّ أقُولُ لَكُمْ : [إنَّ] حَلَاوَةَ الدُّنْيَا مَرَارَةٌ فِي الآخِرَةِ ، وَإنَّ مَرَارَةَ الدُّنْيَا حَلَاوَةٌ فِي الآخِرَةِ ، وَإنَّ عِبَادَ اللهِ لَيْسُوا بِالمُتَنَعِّمِينَ .. بِحَقٍّ أقُولُ لَكُمْ : إنَّ أشَرَّكُمْ عَمَلًا عَالِمٌ أحَبَّ الدُّنْيَا فَيُؤْثِرُهَا عَلَى عِلْمِهِ ، لَوْ يَسْتَطِيعُ جَعَلَ النَّاسَ كُلَّهُمْ مِثْلَهُ فِي عَمَلِهِ! .. مَا أحَبَّ [إلَى] عَبِيدِ الدُّنْيَا لَوْ يَجِدُوا مَعْذِرَةً وَأبْعَدَهُمْ مِنْهَا لَوْ يَشْعُرُونَ!.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء التاسع عشر - زوائد ابنه عبدالله].
روى ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا أن عيسى ابن مريم قال : يَا مَعْشَرَ الحَوَارِيِّينَ ، ارْضَوْا بِدَنِيءِ الدُّنْيَا مَعَ سَلَامَةِ الدِّينِ كَمَا رَضِيَ أهْلُ الدُّنْيَا بِدَنِيءِ الدِّينِ مَعَ سَلَامَةِ الدُّنْيَا.
﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ﴾.
«اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلَنَا كُلَّهُ صَالِحًا ، وَاجْعَلْهُ لِوَجْهِكَ خَالِصًا ، وَلَا تَجْعَلْ لِأحَدٍ سِوَاكَ فِيهِ شَيْئًا».
عن يزيد بن ميسرة قال :
ابْدَءُوا بِالَّذِي يُحِقُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ وَلَا تُعَلِّمُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَنْبَغِي لَكُمْ.
[الزهد للإمام أحمد - الجزء العشرون].