zadi2 | Неотсортированное

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Подписаться на канал

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم وفقنا لعبادتك واستعملنا في طاعتك وثبتنا على الهدى وبصرنا من العمى ...

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..


الخطــــبة.الثانــية.tt
عبـــاد الله :- ما أحوجنا اليومَ
ونحنُ نستقبلُ عامًا جديدًا إلى فتحِ صفحةٍ بيضاء, نصطلحُ فيها مع اللهِ سبحانه الذي أمهلَنا كثيرًا, وصبرَ علينا طويلاً, ومنحنَا الفرصةَ تلوَ الفرصة،
قال تعالى ( وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [الشعراء:132-135] ..

وليكن كل مسلم مهاجر إلى الله بهجر الذنوب والخطايا والتوبة النصوح ورد الحقوق والمظالم إلى اهلها وبذل المعروف وكف الأذى قال صلى الله عليه وسلم «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه فى طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب» (شعب الإيمان، ١٣/٤٥٥ برقم ١٠٦١١).وفى رواية البخارى: «والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» (البخارى ١/١١ برقم ١٠)..


أيها المؤمنون /عبـــاد الله : -
ما أحوجنا ونحن نستقبل عاماً جديداً إلى فتح صفحة بيضاء نقوي بها أخوتنا ونحفظ بها مجتمعنا ونصون دمائنا وأعراضنا ،
ويؤدي كل واحد منا واجبه تجاه الآخرين فتحل علينا رحمة الله ويرفع عنا مقته وغضبه فتصلح الأحوال وتظهر الرحمة وتنتشر المودة والتعاون بين الجميع ...

اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا ويقينًا صادقًا وتوبةً قبلَ الموتِ وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة ولا فتنةً مُضلة...
اللهُمَّ زينَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مُهتدين, لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروفِ آمرين، وعن المُنكرِ ناهين يا ربَّ العالمين...

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ محمد بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹ‌ِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.....
والحمد لله رب العالمين ...

============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

كرين هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إنها ذكرى الاعتبار والاتعاظ ...
وإنها لوقفة نستقرئ فيها فصلا من فصول الحياة ودرساً من دروس معلم البشرية ومحطم الوثنية صلى الله عليه وسلم لماذا ؟
لأنها هجرةٌ نفثت في الأرواح والأجساد والأوطان الحياة بما تحمله من معاني وقيم فالإنسان لا يكون حياً وإن أكل وشرب وتنفس إلا بالإيمان ...
قال تعالى ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:122) ...

وإن من أعظم دروس الهجرة التي ينبغي أن نتعلمها ونطبقها في حياتنا أن ندرك إنه لا قيمة للإنسان مهما بلغ من الذكاء والقوة والمال والمنصب والجاه إلا بالإلتزام بهذا الدين وإتباع الرسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على منهجه ...

وإن من أعظم النعم التي يجب أن يشكرها العبد نعمة الإيمان والهداية وذلك بالدوام عليها والقيام بمقتضياتها ،،،
وإن من وسائل شكر هذه النعمة ونحن في بداية عام هجري جديد إستغلال الأعمار والأوقات بشتى أنواع العبادات والقربات ومواسم الطاعات والبعد عن المعاصي والآثام والسيئات ...

فكم من موانع وعقبات وشبهات تقف أمام الإنسان تصده عن الله وعن دينه وشرعه ...
وهناك من يستسلم للرغبات والشهوات فيبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ،،،
وهناك من تشتاق نفسه إلى الهداية ...
لكن يمنعه حب الدنيا وزينتها وقول فلان وعلان و من الناس ،،،
يرى الحق أمامه واضحا جليا ومع ذلك لا يتبعه ..

هذا الأعشى بن قيس .. كان شيخاً كبيراً شاعراً .. خرج من اليمامة .. من نجد .. يريد النبي عليه الصلاة والسلام .. راغباً في دخول الإسلام ..مضى على راحلته .. مشتاقاً للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
بل كان يسير وهو يردد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً :

ألم تغتم عيناك ليلة أرمدا *
وبت كما بات السليمُ مسهدا

ألا أيهذى السائلي أين يممت *
فإن لها في أهل يثرب موعدا

واليت لا آوي لها من كلالة *
ولا من حفي حتى تلاقي محمدا

نبي يرى ما لا ترون وذكرُه *
أغار لعمري في البلاد وانجدا

أجدِّك لم تسمع وصاه محمد *
نبيِّ الإله حيث أوصى وأشهدا

إذ أنت لم ترحل بزاد من التقى *
ولا قيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله. ***
فترصد للأمر الذي كان أرصدا

وما زال يقطع الفيافي والقفار..يحمله الشوق والغرام .. إلى النبي عليه السلام ..راغباً في الإسلام .. ونبذ عبادة الأصنام ..
فلما كان قريباً من المدينة..اعترضه بعض المشركين فسألوه عن أمره ؟ ..
فأخبرهم أنه جاء يريد لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم ...
فخافوا أن يسلم هذا الشاعر ..
فيقوى شأن النبي صلى الله عليه وسلم ..
فشاعر واحد وهو حسان بن ثابت قد فعل بهم الأفاعيل ..
فكيف لو أسلم شاعر العرب الأعشى بن قيس ..
فقالوا له : يا أعشى دينك ودين آبائك خير لك ..
قال : بل دينه خير وأقوم ..
قالوا : يا أعشى .. إنه يحرم الزنا ..
قال : أنا شيخ كبير ما لي في النساء حاجة ..
فقالوا : إنه يحرم الخمر ..
فقال : إنها مذهبة للعقل .. مذلة للرجل .. ولا حاجة لي بها ..
فلما رأوا أنه عازم على الإسلام ..
قالوا : نعطيك مائةَ بعير وترجع إلى أهلك .. وتترك الإسلام ..
قال : أما المال .. فنعم .. فجمعوها له ..
فارتد على عقبيه .. وكرَّ راجعاً إلى قومه بكفره ..
واستاق الإبل أمامه .. فرحاً بها مستبشراً ..
فلما كاد أن يبلغ دياره ..
سقط من على ناقته فانكسرت رقبته ومات ..( ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ ) (النحل/107- 109)..

ومن دروس العام الهجري الجديد وهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يعلم كل مسلم حقيقة هذه الهجرة ، وأنها لم تكن سياحةً في الأرض ولا هروباً من الواقع ولا رغبةَ في السلامة أو استكشافاً لعالمٍ جديد,...
كلاَّ, ..!!
لقد كانتْ خياراً لا مفرّ منه, ، وحلاً أخيراً بعد أنْ ضاقتْ بالمسلمينَ أرضُ مكةَ بما رحبت, وتغيرَ عليهم الناسُ, وأصبحتْ بضعُ ركعاتٍ في المسجدِ الحرامِ جريمةً لا تُغتفر, وغدتْ قراءةُ القُرآن رجعيةً وهمجيةً, وإرهاباً وتطرفاً ...
عندها كان لابد من الهجرة فكانت حدثاً غير مجرى التأريخ، وحمل في طياته معاني القيم العظيمة والحب الخالد للدين و الشجاعة والتضحية والإباء، والصبر والنصر والفداء، والتوكل والقوة والإخاء، والاعتزاز بالله وحده مهما بلغ كيد الأعداء،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
ـــ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﻌﺎﺻﻴﻦ ﻟﺮﺑﻬﻢ ﻣﺘﻌﺮﺿﻮﻥ  ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ  أﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻘﺎﺏ  ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ  ..

 ﺃﻟﻢ  ﺗﺴﻤﻊ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌـــﺎﻟﻲ  : (( ﺃﻓﺄﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﺨﺴﻒ  ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﻢ ﺍﻻ‌ﺭﺽ  ﺃﻭ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ  ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ‌ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ * ﺃﻭ ﻳﺄﺧﺬﻫﻢ  ﻓﻲ ﺗﻘﻠﺒﻬﻢ ﻓﻤﺎ ﻫﻢ ﺑﻤﻌﺠﺰﻳﻦ * ﺃﻭ ﻳﺄﺧﺬﻫﻢ ﻋﻠﻲ ﺗﺨـــﻮﻑ  ﻓﺈﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﺮﺅﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ  ....))**

 على ﺃﻥ  ﻛﻞ   ﻟﻤﺤة  ﺃﻭ ﻟﺤﻈﻪ ﺗﻤﺮ  ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ آﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻲ ﺟﻮﻫﺮة ﻻ‌ ﺗﺜﻤﻦ  ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ  ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻄﺎﻡ ..
ﻭﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ  ﻋﻠﻲ أﻥ ﻳﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﻧﻔﺴﺄ ﻣﻀﻲ  ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ  ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ  ..**

ﻓﻼ‌ ﺗﻔﺮﻁ ﻳﺎ أﺧﻲ  ﻓﻴﻤﺎ  ﺑﻘﻲ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ،،،

ﻗﺎﻝ  ﺻﻠﻲ  ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (( ﺃﺧﺴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﻔﻘﻪ ، ﺭﺟﻞ ﺃﺧﻠﻖ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺍّﻣﺎﻟﻪ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ  ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺃﻣﻨﻴﺘﻪ  ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ  ﺑﻐﻴﺮ ﺯﺍﺩ  ﻭﻗﺪﻡ على  ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻐﻴﺮ  ﺣﺠـة  ......))**

ﻓﺎﻋﻤﻞ  ﻳﺎ اﺧﻲ  ﻣﺎ ﺗﻠﻘﻲ ﻧﻔﻌﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻚ ،
  ﻭﺑﺎﺩﺭ أﻳﺎﻡ ﺻﺤﺘﻚ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ،
ﻓﻴﺨﺸﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ  ﻓﻲ ﺫﻟﻚ أﻥ ﻳﺼﻞ إﻟﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ ﺑﻐﻴﺮ ﺯﺍﺩ .....**

روى ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ  ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ  ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ  ( إﺭﺗﺤﻠﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺪﺑﺮﻩ  ﻭﺍﺭﺗﺤﻠﺖ ﺍﻻ‌ﺧﺮﻩ ﻣﻘﺒﻠﻪ  ﻭﻟﻜﻞ  ﻭﺍﺣﺪة ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻨﻮﻥ . ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺀ ﺍﻻ‌ﺧﺮة ﻭﻻ‌ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ  ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ  ﻋﻤﻞ  ﻭﻻ‌ ﺣﺴﺎﺏ   ﻭﻏـﺪﺍ  ﺣﺴﺎﺏ ﻭﻻ‌ ﻋﻤﻞ  ))...

 
إﻧﻘﻀﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ : ﻓﻬﻨﻴﺌﺎ ﻟﻤﻦ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻪ  ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﺍﺳﺘﺪﺭﻙ ﺑﻘﻴة ﺍﻻ‌ﻳﺎﻡ ﻭﺍﻻ‌ﻭﻗﺎﺕ ،
ﻭﻭﻳﻞ  ﻟﻤﻦ  ﺷﻐﻠﻪ  ﺍﻟﺤﺮﺹ  ﻭﺍﻟﻄﻤﻊ   ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ  ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺎﺕ ، ﻭﺗﺨﻠﻒ  ﻋﻦ أﺳﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎة ، ﻭﺍﺷﺘﻐﻞ ﺑﻤﺎ ﻻ‌ ﻳﺠﺪﻱ  ﺇﻻ‌  ﺍﻟﻨﺪﻡ  ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺍﺕ  ...

إﻧﻘﻀﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ  ﻭإﻧﺎ ﻟﻨﻮﺩﻋــﻪ  !
   ﻛﻠﻪ  ﺣﺰﻥ ﻭﺃﻟﻢ !! وفرح وترح، ،
سعادة وشقاء ، صحة وسقم، ،

ﻭﺩﺍﻋﺎ أﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ  ....

ﺭﺑﺢ  ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﺑﺢ  ﻭﺧﺴﺮ  ﻓﻴﻪ  ﻣﻦ ﺧﺴﺮ ،،،

  ﻓﻴﺎﻟﻴﺘﻨﺎ  ﻧﺸﻌﺮ  ﺑﻤﻦ ﺭﺑﺢ  ﻓﻨﻬﻨﻴﻪ  ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻓﺰﺕ  ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﻪ ... 

ﻭﻳﺎﻟﻴﺘﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﺎﺳﺮ ﻓﻴﻪ  ﻭﻧﻘﻮﻝ  ﻟﻪ  ﻫﻠﻜﺖ ﻭﺷﻘﻴﺖ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﻪ ﺍﻻ‌ أﻥ ﻳﺘﻐﻤﺪﻙ  ﺭﺑﻲ ﺑﺮﺣﻤﺘـﻪ ...

ﻧﻮﺩﻋﻪ  ﺑﻜﻞ  ﺣﺰﻥ ﻭﺃﻟﻢ   ﻷ‌ﻧﻨﺎ  ﺃﻋﺘﺪﻧﺎ أن ﻻ‌ ﻧﻠﺘﻔﺖ   ﻟﻤﺮﻭﺭ ﺍﻻ‌ﻳﺎﻡ  ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﻣﺮ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ..
ﻭﻻ‌ ﻧﺘﺰﻭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﺪﺧﺮﻩ   ﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ   ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩ .....**

ﻓﻤــﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺇﻻ‌  ﺑﻌـﺎﻡ   ﺍﻧﺘﻬﻲ   ﻭﻋﺎﻡ ﻣﻘﺒﻞ ..
ﻭﻋﺎﻡ ﻣﻀﻲ  ﻭﺍﻧﺘﻬﻲ  ﻭﻋﺎﻡ  ﺗﺠﺪﺩ ... 
ﻭﻫﺬﻩ  ﻫﻲ ﻃﺒﻴﻌﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮ  ...
 
ﻻ‌ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻻ‌ ﻋﻨﺪﻣﺎ  ﻳﻘﻮﻝ  ﻟﻚ  ﻏﺪﺍ   ﻋﺎﻡ ﺟﺪﻳﺪ   .. ﺇﻻ‌  ﻣﻦ ﺭﺣﻢ  ﺭﺑﻲ ﻭﺗﻔﻘﺪ أيامه  ﻭﻋﻤﻞ  ﻟﻼ‌ﺧﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ  ﻭﻛﺎﻥ  ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺀ ﺍلآﺧﺮة  ﻭﻟﻴﺲ  ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،،،
  ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ  ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ  ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎبة أﺟﻤﻌﻴﻦ  .....**


 ﻋﺒـﺎﺩ  ﺍﻟﻠﻪ  :
إﻧﺘﻬﻲ  ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ   ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻏﻔﻼ‌ﺗﻨﺎ   ﻭﺫﻧﻮﺑﻨﺎ  ﻧﻬﺒﻂ  ﻭﻧﺼﻌﺪ ، ﻓﻴﻤﻀﻲ  ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺋﺖ  ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺋﻒ ﻓﻴﻪ  ﻣﺴﻮﺩﻩ  ..
ﻳﺸﻜﻮﺍ إﻟﻲ  ﺍﻟﻠﻪ  ﻣﻦ ﻃﻐﻴﺎﻧﻨﺎ  ﻭﻳﺘﺄﻓﻒ  ﻣﻦ آﺛﺎﻣﻨﺎ ..  ﺣﺘﻲ إﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺠﺪﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ  ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍلآﺛﺎﻡ   ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﺎلأ‌ﻭﻝ  ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ....**

ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﺌﻦ ﻟﻢ ﻧﺴﺘﺪﺭﻙ   ﻣﺎ ﻣﻀﻲ  ﻭﻓﺎﺕ  ، ﻭﻧﻌﺪ ﻋﻤﻼ‌ ﺻﺎﻟﺤﺎ  ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻨﺠﺎة .. ﻟﻨﻨدم  ﻧﺪﺍمة ﻭنتحسر ﺃﺷد ﺍﻟﺤﺴﺮﺍﺕ  ....

فمتى نصحو ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻔﻠﻪ  ونفيق ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻜﺮة ؟؟!!

ﻓإﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ  ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ  ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﺎﺏ  ﻓﻲ آﺧــﺮ ﺍﻟﻌﻤــﺮ . ﻓﺎﻷ‌ﺟــﻞ  ﻣﺤـــــﺪﻭﺩ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻓﺎﺟﺄﺗﻚ  ﺍﻟﻤﻨﻴﻪ  ﻭأﻧﺖ ﻋﺎﺹ  ﻭﻓﻲ ﺫﻫﻮﻝ  ،
ﻭﺫﻫﺒﺖ إﻟﻲ ﺍلآ‌ﺧـﺮة ﻭأﻧﺖ ﻣﻠـﻮﻡ  ﻓﻴﻜﻮﻥ مصيرك ﻟﻠﻨﺎﺭ   ﻭﺑﺌﺲ ﺍﻟﻘــﺮﺍﺭ  ....

ﻭﺇﻥ  ﻛﺎﻥ  ﺫﻟﻚ ﻻ‌ﺳﺘﻬﺎﻧة ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ  ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻻ‌ﻳﻤﺎﻥ  ﻭﺿﻌﻒ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ  ﻓﺎﻟﻤﺼﻴـﺒة   أﻛـﺒﺮ ..
ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔــﺮ  ..

 ﻗﺎﻝ  ﺗﻌـﺎﻟﻲ  : ((إﻥ  ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻲ ﺳﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﺟﻬﻨﻢ ﺩﺍﺧﺮﻳﻦ .....))

ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ  ﺫﻟﻚ  ﻧﻜﺮﺍﻥ  ﻟﻠﺒﻌﺚ  ﻭﺍﻟﻨﺸﻮﺭ   ﻭﺍﻻ‌ﻛﺘﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ  ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﺧﺎﺭﻑ  ﻭﻏﺮﻭﺭ ﻓﺬﻟﻚ  ﺍﻟﻜﻔــﺮ ﻭﺍلإﻟﺤـﺎﺩ نعوذ بالله ...

 ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻲ  : (( ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ  ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫـﺎﺩ ...))

 ﻭﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ‌ ﺫﺍﻙ  ﻓﻬــﺬﺍ  ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ  ﺍﻟﻌﺠﺎﺏ   ..!!

ﻷ‌ﻥ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﻌﻘﻠﻪ  ﻭﻻ‌ ﻓﺎﺋﺪة  ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ إﺫﺍ   ﻟﻢ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﺑﻪ  ﻟﻠﺨﻼ‌ﺹ   ﻣﻦ  ﻳﻮﻡ ﻳﺆﺧﺬ  ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺻﻲ ﻭﺍﻷ‌ﻗــﺪﺍﻡ  ....

ﻓﻄﻮﺑﻲ ﻟﻤﻦ ﺗﺪﺍﺭﻙ  ﺍﻟﻬﻔﻮﺍﺕ  ،
ﻭﺑﺸﺮﻱ ﻟﻤﻦ ﻻ‌ﺯﻡ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺎﺕ ،

  ﻭﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻤﻦ ﺃﺫﻫﺐ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ....

ﻭﻳﺎ ﺧﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﺘﻪ ﺍﻟﻤﻼ‌ﻫﻲ  ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ  ﻋﻦ ﻃﺎﻋﻪ ﻣﻮﻻ‌ﻩ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ  .....
ﻭﻣﺎ ﺍﻋﻈﻢ ﺧﺴﺎﺭة  ﻣﻦ ﺑﺎﻉ   ﻧﻔﻴﺲ آﺧﺮﺗﻪ  ﺑﺨﺴﻴﺲ ﺩﻧﻴﺎﻩ  ﻭﺣﺴــﺮة  ﻟﻪ    ﻳﻮﻡ  ﺃﻥ  : (( ﺗﻘﻮﻝ  ﻧﻔﺲ ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ  ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﻠﻪ  .....))


 ﻋﺒــــــــﺎﺩ  ﺍﻟﻠﻪ  :

ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ  ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ  ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ..( ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ‌ ﺗﺸﻐﻠﻨﻜﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ  ﻋﻦ آﺧﺮﺗﻜﻢ  ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮﻭﺍ  ﺃﻫﻮﺍﺀﻛﻢ  ﻋﻠﻲ ﻃﺎﻋة  ﻣﻮﻻ‌ﻛﻢ  ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻳﻤﺎﻧﻜﻢ  ﺫﺭﻳﻌة ﺍﻟﻲ ﻣﻌﺎﺻﻴﻜﻢ ،  ﻭﺣﺎﺳﺒﻮﺍ  أﻧﻔﺴﻜﻢ ﻗﺒﻞ اﻥ ﺗﺤﺎﺳﺒﻮﺍ ، ﻭﻣﻬﺪﻭﺍ  ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ  أﻥ ﺗﻌﺬﺑﻮﺍ  ﻭﺗﺰﻭﺩﻭﺍ  ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ  ﻗﺒﻞ أﻥ ﺗﺰﻋﺠــﻮﺍ ، ﻓﺎﻧﻤﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺪﻝ ﻭﺍﻗﺘﻀﺎﺀ ﺣﻖ  ، ﻭﺳﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﻭﺍﺟﺐ  ، ﻭﻗﺪ أﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﺍﻻ‌ﻋﺬﺍﺭ ﻣﻦ ﺗﻘــــــــــــــﺪﻡ ﺑﺎﻻ‌ﻧﺬﺍﺭ ..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺰﻳﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻭﺑﻠﺪﺍﻧﻪ ﻗﻄﻌﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻷ‌ﺭﺽ، ﻻ‌ ﻣﺮﻋﻰ ﻳﺠﻮﺩ ﻭﻻ‌ ﺭﺍﻉ ﻳﺰﻭﺩ، ﻭﻻ‌ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﺆﻭﻱ،
ﺷﺮﺍﺫﻡ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻬﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻷ‌ﺭﻗﺎﺀ، ﻓﻼ‌ ﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺇﻻ‌ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻻ‌ﺳﺘﺠﺪﺍﺀ،
ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﻱ ﻳﺴﺄﻝ ﻭﻻ‌ ﻳﻔﺎﻭﺽ، ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻭﻻ‌ ﻳﻌﺎﺭﺽ...

ﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﻭﻣﻘﻮﺩﻳﻦ، ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﻭﻣﺮﺅﻭﺳﻴﻦ، ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺩﻳﻦ ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ، ﻭﻣﻌﺮﻛﺔ ﻗﻴﻢ ﻭﺃﺧﻼ‌ﻕ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ، ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻮﺍ ﺣﻘﺪﻫﻢ ﻭﻳﻈﻬﺮﻭﺍ ﻟﻨﺎ ﻭﺩﻫﻢ ﻭﺣﺒﻬﻢ. ﻭﻟﻨﻘﺮﺃ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﻣﻌﺘﺒﺮ ...

ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ،
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ : "ﺇﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ‌ ﺫﻛﺮ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﻟﺘﻌﻠﻤﻦ ﻧﺒﺄﻩ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ" ...

اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا ويقينًا صادقًا وتوبةً قبلَ الموتِ وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة ولا فتنةً مُضلة...

اللهُمَّ زينَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مُهتدين، لا ضاليَن ولا مُضلين، بالمعروفِ آمرين، وعن المُنكرِ ناهين يا ربَّ العالمين..
اللهم وفقنا للأعمال الصالحات، وترك المنكرات،
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى..
اللهم احقنا دمائنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين وردنا إلى دينك رداً جميلا...

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:


{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹ‌ِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.....
والحمد لله رب العالمين ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻀﻴﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﻟﻴﻨﺎﻟﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﻣﺘﺎﻋﻬﺎ ﻭﻳﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻠﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﺷﻬﻮﺍﺗﻬﺎ،
ﻫﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺳﺮﺍﺏ ﺧﺎﺩﻉ، ﻭﺑﺮﻳﻖ ﻻ‌ﻣﻊ،
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﻴﻒ ﻗﺎﻃﻊ، ﻭﺻﺎﺭﻡ ﺳﺎﻃﻊ،
ﻛﻢ ﺃﺫﺍﻗﺖ ﺑؤﺳﺎً، ﻭﺟﺮﻋﺖ ﻏﺼﺼﺎً،
ﻛﻢ ﺃﺣﺰﻧﺖ ﻓﺮﺣﺎً، ﻭﺃﺑﻜﺖ ﻣﺮﺣﺎً،
ﻛﻢ ﻫﺮﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻐﻴﺮ، ﻭﺫﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺮ، ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﺮ، ﻭﺍﻓﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻨﻲ، ﻭﺍﻏﺘﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻘﻴﺮ، ﻭﻣﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻋﻈﻴﻢ ﻭﺣﻘﻴﺮ، ﻭﺃﻣﻴﺮ ﻭﻭﺯﻳﺮ، ﻭﻏﻨﻲ ﻭﻓﻘﻴﺮ...

ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ، ﻭﺃﻧﻔﺎﺱ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ، ﻭﺁﺟﺎﻝ ﻣﻀﺮﻭﺑﺔ، ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ، ﻫﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻗﺼﻴﺮﺓ، ﻭﺇﻥ ﻃﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﺪﻭﻋﻴﻦ ﺑﺰﺧﺮﻓﻬﺎ، ﻭﺣﻘﻴﺮﺓ ﻭﺇﻥ ﺟﻠﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﺑﺸﻬﻮﺍﺗﻬﺎ...
(ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺇِﻥَّ ﻭَﻋْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺣَﻖٌّ ﻓَﻼ‌ ﺗَﻐُﺮَّﻧَّﻜُﻢُ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ) [ﻓﺎﻃﺮ:5]، (ﻳَﺎ ﻗَﻮْﻡِ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻣَﺘَﺎﻉٌ ﻭَﺇِﻥَّ ﺍﻵ‌ﺧِﺮَﺓَ ﻫِﻲَ ﺩَﺍﺭُ ﺍﻟْﻘَﺮَﺍﺭِ) [ﻏﺎﻓﺮ:39].

ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: "ﺃﺧﺬ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻤﻨﻜﺒﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺄﻧﻚ ﻏﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ". ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ: "ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻼ‌ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺴﻴﺖ ﻓﻼ‌ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ"...

ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﺻﻞ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻷ‌ﻣﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺡ ﺳﻔﺮ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺄﻫﺐ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ...

ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: "ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ‌ ﻛﺮﺍﻛﺐ ﺍﺳﺘﻈﻞ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ". 

ﻗﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻷ‌ﺻﺤﺎﺑﻪ: "ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﻨﻄﺮﺓ، ﺍﻋﺒﺮﻭﻫﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻌﻤﺮﻭﻫﺎ". ﻭﻗﺎﻝ: "ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺩﺍﺭﺍً، ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻼ‌ ﺗﺘﺨﺬﻭﻫﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍً".

ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: "ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺤﻠﺖ ﻣﺪﺑﺮﺓ، ﻭﺇﻥ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺤﻠﺖ ﻣﻘﺒﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻨﻮﻥ، ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ، ﻭﻻ‌ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻤﻞ ﻭﻻ‌ ﺣﺴﺎﺏ، ﻭﻏﺪﺍً ﺣﺴﺎﺏ ﻭﻻ‌ ﻋﻤﻞ".

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ:
ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﺍً ﻓﻄﻨﺎً .. .. ..
ﻃﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺧﺎﻓﻮﺍ ﺍﻟﻔـﺘﻨﺎ
ﻧﻈﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ.. .. ..
ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺤﻲٍ ﻭﻃـﻨﺎ
ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻟﺠﺔ ﻭﺍﺗﺨﺬﻭﺍ .. .. ..
ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻷ‌ﻋﻤﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻔﻨﺎ

ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻨﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ: "ﻳﺎ ﺃﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻤﺮﺍً ﻛﻴﻒ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻛﺪﺍﺭٍ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺑﺎﻥ، ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻵ‌ﺧﺮ".
ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺵ ﻧﺤﻮﺍً ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﻋﺎﻡ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ؟

ﺧﻄﺐ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻏﺰﻭﺍﻥ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: "ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺪ ﺁﺫﻧﺖ ﺑﺼﺮﻡ، ﻭﻭﻟﺖ ﺣﺬّﺍﺀ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ‌ ﺻﺒﺎﺑﺔ ﻛﺼﺒﺎﺑﺔ ﺍﻹ‌ﻧﺎﺀ ﻳﺘﺼﺎﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻜﻢ ﻣﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﻻ‌ ﺯﻭﺍﻝ ﻟﻬﺎ ﻓﺎﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﺑﺨﻴﺮ ﻣﺎ ﺑﺤﻀﺮﺗﻜﻢ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺷﻔﺔ ﺟﻬﻨﻢ ﻓﻴﻬﻮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻻ‌ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﻘﺮﻫﺎ. ﻭﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﺘﻤﻸ‌ﻥ.

ﺧﻄﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ: "ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭ، ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ، ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﻌﻦ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻋﻤﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻳﺨﺮﺏ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﻘﻴﻢ ﻋﻤﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻳﻈﻌﻦ".

ﺇﻧﺎ ﻟﻨﻔــﺮﺡ ﺑﺎﻷ‌ﻳﺎﻡ ﻧﻘﻄﻌﻬـﺎ.. .. ..
ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻀﻰ ﻳﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺟﻞ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ.. .. ..
ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻓﻴﻬـﺎ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﻓﻼ‌ ﺍﻹ‌ﻗﺎﻣﺔ ﺗﻨﺠﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺗﻠﻒ.. .. ..
ﻭﻻ‌ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺣﺪﺍﺙ ﻳﻨﺠﻴﻬﺎ
ﻭﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻟﻬــﺎ ﺩﻭﺭ ﻳﺼﺒﺤﻬﺎ.. .. ..
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻴــﺔ ﻳﻮﻣﺎً ﺃﻭ ﻳﻤﺴﻴـﻬﺎ
.
2 ـ ﻭﻗﻔﺔ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ:
ﻭﺍﻷ‌ﺻﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻟْﺘَﻨْﻈُﺮْ ﻧَﻔْﺲٌ ﻣَﺎ ﻗَﺪَّﻣَﺖْ ﻟِﻐَﺪٍ ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ﺑِﻤَﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ) [ﺍﻟﺤﺸﺮ:18]...

ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻭَﻧَﻀَﻊُ ﺍﻟْﻤَﻮَﺍﺯِﻳﻦَ ﺍﻟْﻘِﺴْﻂَ ﻟِﻴَﻮْﻡِ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻓَﻼ‌ ﺗُﻈْﻠَﻢُ ﻧَﻔْﺲٌ ﺷَﻴْﺌﺎً ﻭَﺇِﻥْ ﻛَﺎﻥَ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺣَﺒَّﺔٍ ﻣِﻦْ ﺧَﺮْﺩَﻝٍ ﺃَﺗَﻴْﻨَﺎ ﺑِﻬَﺎ ﻭَﻛَﻔَﻰ ﺑِﻨَﺎ ﺣَﺎﺳِﺒِﻴﻦَ) [ﺍﻷ‌ﻧﺒﻴﺎﺀ:47].

ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻭَﻭُﺿِﻊَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏُ ﻓَﺘَﺮَﻯ ﺍﻟْﻤُﺠْﺮِﻣِﻴﻦَ ﻣُﺸْﻔِﻘِﻴﻦَ ﻣِﻤَّﺎ ﻓِﻴﻪِ ﻭَﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻳَﺎ ﻭَﻳْﻠَﺘَﻨَﺎ ﻣَﺎﻝِ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻻ‌ ﻳُﻐَﺎﺩِﺭُ ﺻَﻐِﻴﺮَﺓً ﻭَﻻ‌ ﻛَﺒِﻴﺮَﺓً ﺇِﻻ‌َّ ﺃَﺣْﺼَﺎﻫَﺎ ﻭَﻭَﺟَﺪُﻭﺍ ﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺣَﺎﺿِﺮﺍً ﻭَﻻ‌ ﻳَﻈْﻠِﻢُ ﺭَﺑُّﻚَ ﺃَﺣَﺪﺍً) [ﺍﻟﻜﻬﻒ:49].


ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻳَﻮْﻡَ ﻳَﺒْﻌَﺜُﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺟَﻤِﻴﻌﺎً ﻓَﻴُﻨَﺒِّﺌُﻬُﻢْ ﺑِﻤَﺎ ﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺃَﺣْﺼَﺎﻩُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﻧَﺴُﻮﻩُ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺷَﻬِﻴﺪٌ) [ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ:6].

ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﻳَﺼْﺪُﺭُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺃَﺷْﺘَﺎﺗﺎً ﻟِﻴُﺮَﻭْﺍ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟَﻬُﻢْ * ﻓَﻤَﻦْ ﻳَﻌْﻤَﻞْ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺫَﺭَّﺓٍ ﺧَﻴْﺮﺍً ﻳَﺮَﻩُ * ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﻌْﻤَﻞْ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺫَﺭَّﺓٍ ﺷَﺮّﺍً ﻳَﺮَﻩُ) [ﺍﻟﺰﻟﺰﻟﺔ:6 - 8].

ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻳَﻮْﻡَ ﺗَﺠِﺪُ ﻛُﻞُّ ﻧَﻔْﺲٍ ﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠَﺖْ ﻣِﻦْ ﺧَﻴْﺮٍ ﻣُﺤْﻀَﺮﺍً ﻭَﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠَﺖْ ﻣِﻦْ ﺳُﻮﺀٍ ﺗَﻮَﺩُّ ﻟَﻮْ ﺃَﻥَّ ﺑَﻴْﻨَﻬَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻪُ ﺃَﻣَﺪﺍً ﺑَﻌِﻴﺪﺍً ﻭَﻳُﺤَﺬِّﺭُﻛُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻧَﻔْﺴَﻪ) [ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:30].

ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻭَﺍﻋْﻠَﻤُﻮﺍ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻜُﻢْ ﻓَﺎﺣْﺬَﺭُﻭﻩُ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:235].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عبـــــــاد الله :
إن فهمنا لحدث الهجرة النبوية ودروسها ينبغي أن يطبق في واقع حياتنا ويظهر في سلوكياتنا من حب وتضحية لهذا الدين واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وحبه والسير على نهجه ، والدفاع عن سنته ، وتقوية روابط الأخوة والحب والتراحم فيما بيننا ، والتخطيط والتعليم والأخذ با

لأسباب، لبناء الحضارة وإعداد القوة لمواجهة الأعداء ، وحسن التربية لأولادنا وأهلينا، وربطهم بقيم هذا الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزرع الأمل في النفوس ، والثقة بنصر الله ، ، ،
ولن يكون الهروب من الواقع والرضى بالدون والتنازل عن القيم فيه نجاة ولا سعادة ولا راحة ..!!

إنما يكون ذلك بتقوية الإيمان وإجادة العمل ونشر الخير ودفع الباطل ومواجهته. ومعرفة غاية الخلق. وواجبنا في الحياة. والتعلق بمعالي الأمور. والبعد عن سفاسفها. والصبر واليقين حتى يأتي أمر الله ، ، ،
ولن يخلف الله وعده بالتمكين لعباده ونصرهم والدفاع عنهم وما ذلك على الله بعزيز ...

اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا ويقينًا صادقًا وتوبةً قبلَ الموتِ وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة ولا فتنةً مُضلة.
اللهُمَّ زينَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مُهتدين, لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروفِ آمرين، وعن المُنكرِ ناهين يا ربَّ العالمين...

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ على من أُمرتم بالصلاة عليه، إمام المتقين وقائد الغُرِّ المُحجلين، ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ محمد بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹ‌ِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.....
والحمد لله رب العالمين ...

============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

إن الهجرة تكن لم سياحةً في الأرض ولا هروباً من الواقع ولا رغبةَ في السلامة أو استكشافاً لعالمٍ جديد,
فالهروب من الواقع في مثل هذا الحدث أن يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما عرضت عليه قريش من الملك والمكانة والمنصب والمال ويترك دينه ودعوته ...
والهروب من الواقع أن يستسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه للضغوطات ويؤثروا السلامة لأنفسهم وأهليهم بترك هذا الدين ...
والهروب من الواقع أن تخرج من بلادك تبحث عن مكان تخلد فيه للراحة وتعتزل الناس فتموت أفكارك وقيمك وأهدافك وترضخ للواقع ...
كلاَّ ..!!
لم يكن ذلك من أهداف هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بل كانتْ خياراً لا مفرّ منه, وحلاً أخيراً بعد أنْ ضاقتْ بالمسلمينَ أرضُ مكةَ بما رحبت, وتغيرَ عليهم الناسُ, وأصبحتْ بضعُ ركعاتٍ في المسجدِ الحرامِ جريمةً لا تُغتفر, وغدتْ قراءةُ القُرآن رجعيةً وهمجيةً, وإرهاباً وتطرفاً ..!!
عندها ،،، كان لابد من الهجرة للحفاظ على الدين وتبليغ الرسالة وبناء الأمة لمواجهة الباطل وتحدياته من جديد ، فكانت حدثاً غير مجرى التأريخ، حمل في طياته معاني القيم العظيمة والحب الخالد للدين و الشجاعة والتضحية والإباء، والصبر والنصر والفداء، والتوكل والقوة والإخاء، والاعتزاز بالله وحده مهما بلغ كيد الأعداء، ، ،

جعله الله سبحانه طريقا للنصر والعزة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته، وإقامة صرح حضارته، فما كان لنور الإسلام أن يشع في جميع أرجاء المعمورة لو بقي حبيسا في مهده، ولله الحكمة البالغة في شرعه وكونه وخلقه. ..

عبـــــــاد الله : -
إنَّ الغايةَ الكُبرى من الوجودِ الإنسانيِ بأسرهِ هو عمارةُ الأرضِ بالتوحيدِ والإيمان, وإقامةُ حكمُ اللهِ وشرعهِ في عظائمِ الأُمورِ وصغارها ً ومتى ما تعذَّرَ تحقيقُ هذه الغايةِ فوقَ أرضٍ ما, أو في وظيفة ما أو في منصبٍ ما أو في مدينة ما أو مع شلة وأصحاب وكبراء يركنُ إليهم ويخافهم ...

فلا بُدَّ من البحثِ عن غيرِها من أرض أو وظيفة أو منصب مهما كان الثمن,
ومهما كانتِ التضحيات والله عز وجل يقول محذراَ أن يضعف الإنسان وأن يهرب من واقع الحياة دون بذل أو عطاء أو مساهمة أو ايجابية تبرهن استحقاقه شرف الإنتساب لهذا الدين والحق والخير الذي أمر به أما أن يبيع دينه وقيمه ومبادئه بحجة الضعف والخنوع والإستسلام للظروف ،،
فهذا مما لا يرضاه الله القائل (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:97) ...

لقد أراد الصحابي الجليل صهيب الرومي الهجرة إلى المدينة وهو التاجر صاحب المال الوفير ، فواقعه الذي يعيش فيه أنه في مأمن على نفسه وماله ،
وإن كان يكتم إيمانه ففي ذلك خير لكن عندما يكون هناك تمايز بين الحق والباطل والخير والشر والمصلحة والمفسدة كانت الهجرة استجابة لأمر الله ورسوله ، وتقوية للصف والمساهمة في البناء ولو كان في ذلك خسارة للمكانة والشرف والمال فيما يبدو للناس وإلا فأن ما عند الله خير وأبقى ...
لقد تبعته قريش وقالوا والله لا ندعك تلحق بصاحبك لقد أتيتنا صعلوكاً لا مال لديك والآن تريد أن تهاجر ،
والله لن ندعك ...
فقال يا معشر قريش : أرايتم إن أخبرتكم أين مالي أتخلون سبيلى ؟
قالوا : نعم ..
فدلهم على ماله وهاجر بدينه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فلما رأه سلم عليه وقال له ربح البيع أبا يحيى ..
ربح البيع أبا يحيى ..
وأنزل الله قوله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) (البقرة:207) ...

أيها المؤمنون /عبــاد الله : -
لقد هرب كثير من الناس من واقع الحياة وظروفها،
فهذا تخلى عن واجباته الأسرية تجاه أولاده وأهله..!!
وآخر هرب من واقعه وتنازل عن أخلاقه تماشياً ومسايرة للواقع ..!!
وآخر هرب من واقعه ودفن رأسه في الرمال يرى واقع أمته ومجتمعه في خطر محدق وفساد مستشري فلم ينصح أو يوجه أو يساهم أو يأمر بمعروف أو ينهي عن منكر ، فآثر السلامة فيما يبدو له ..!!
لكن ذلك هو الضعف والذل والقصور في فهم الدين ونواميس الكون وسنن الحياة ...

أين هذا الإنسان وأمثاله من تلك النملة الصغيرة في الوادي المترامي الأطراف وقد رأت جيش سليمان عليه السلام قد قرب من مجتمعها وبلادها وأهلها فصاحت محذرة قومها وبني جنسها محذرة إياهم من هذا الخطر قال تعالى ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾(النمل: 18) ...

فأين الإيمان وأين هذه العقيدة

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ‌ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻷ‌ﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ‌ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ‌ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ‌ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼ‌ﺡ ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,


اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..

اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،

يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...


اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم

اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
 
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬى ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌظﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ،

فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ -: "ﻭﺃﺗﺒﻊ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺗﻤﺤﻬﺎ"...
ﻟﻴﺤﺎﺳﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺃﺩﺍﺋﻬﺎ.
ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀﺕ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻨﻔﻘﻬﺎ...


ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ:
ﺣﺎﺳﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺝ ﻣﻦ ﻏﺪﺍً. ﻓﺈﻧﻜﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﺍﻟﻐﺪ...

ﺣﺎﺳﺒﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﻋﺎﻣﻜﻢ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻳﺎﻣﻜﻢ. ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺧﺰﺍﺋﻨﻜﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﻆ ﻟﻜﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ. ﻭﻋﻤﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻜﻢ ﻓﺘﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﺃﻭﺩﻋﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ...

ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺧﻄﺐ ﻓﻘﺎﻝ: "ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻟﻜﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻓﺎﻧﺘﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﻤﻜﻢ. ﻭﺇﻥ ﻟﻜﻢ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﺎﻧﺘﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻜﻢ".

ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺎﻓﺘﻴﻦ: ﺃﺟﻞٌ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻻ‌ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﻓﻴﻪ. ﻭﺃﺟﻞٌ ﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻻ‌ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﺽ ﻓﻴﻪ ،
ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ. ﻭﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻵ‌ﺧﺮﺗﻪ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕ...

ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ "ﺃﻧﻜﻢ ﺗﻐﺪﻭﻥ ﻭﺗﺮﻭﺣﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻗﺪ ﻏﻴﺐ ﻋﻨﻜﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺃﻥ ﻻ‌ ﻳﻤﻀﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷ‌ﺟﻞ ﺇﻻ‌ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﺎﻓﻌﻠﻮﺍ"

ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ: (ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺳﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﺳﺒﻮﺍ. ﻭﺯﻧﻮﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺯﻧﻮﺍ ﻭﺗﺄﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﻌﺮﺽ ﺍﻷ‌ﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ). ﴿ ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﺗُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻟَﺎ ﺗَﺨْﻔَﻰ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﺧَﺎﻓِﻴَﺔٌ ﴾ [ﺍﻟﺤﺎﻗﺔ: 18]...

ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻠﻒ: (ﻣﺜﻠﺖُ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺁﻛﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﺃﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎﺭﻫﺎ ﻭﺃﻋﺎﻧﻖ ﺃﺑﻜﺎﺭﻫﺎ، ﺛﻢ ﻣﺜﻠﺖُ ﻧﻔﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺁﻛﻞ ﻣﻦ ﺯﻗﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﺪﻫﺎ ﻭﺃﻋﺎﻟﺞ ﺳﻼ‌ﺳﻠﻬﺎ ﻭﺃﻏﻼ‌ﻟﻬﺎ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺃﻱ ﻧﻔﺲُ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ، ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻓﺄﻧﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﻣﻨﻴﺔ ﻓﺎﻋﻤﻠﻲ)،

ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻬﺾ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻭﻗﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ،
ﻭﻳﺘﺨﻴﻞ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺗﺪﻉ ﻭﻳﻨﺰﺟﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ،

ﻓﺒﻬﺬﺍ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺼﺢ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ،
ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﻻ‌ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻭﻟﺬﺓ ﻻ‌ ﺗﺤﻮﻝ ﺃﺑﺪا ،
ﻓﺈﻥ ﺗﺨﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺮﻏﺐة ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺪﻓﻌﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻳﺤﺜﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ،

ﺛﻢ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺣﺮﻫﺎ ﻭﺯﻗﻮﻣﻬﺎ ﻭﺳﻼ‌ﺳﻠﻬﺎ ﻭﺻﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻘﺎﺭﺑﻬﺎ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺰﺟﺮﻩ ﻋﻦ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻛﺎﺩ ﻳﺨﻄﻮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻳﺮﺩﻩ ﻋﻦ ﻓﺎﺣﺸﺔ ﻛﺎﺩ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ...


ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﺑﺎﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺮ.
ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ.
ﻭﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻷ‌ﺣﻮﺍﻝ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺣﻠﻮﻝ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ...

ﻓﻜﻢ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻮﻟﻮﺩ ..!!
ﻭﻛﻢ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻲ..!!
ﻭﻛﻢ ﺍﺳﺘﻐﻨﻰ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻘﻴﺮ. ﻭﺍﻓﺘﻘﺮ ﻣﻦ ﻏﻨﻲ..!!
ﻭﻛﻢ ﻋﺰ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻴﻞ. ﻭﺫﻝ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺰﻳﺰ..!!
 ﴿ ﻗُﻞِ ﺍﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﻣَﺎﻟِﻚَ ﺍﻟْﻤُﻠْﻚِ ﺗُﺆْﺗِﻲ ﺍﻟْﻤُﻠْﻚَ ﻣَﻦْ ﺗَﺸَﺎﺀُ ﻭَﺗَﻨْﺰِﻉُ ﺍﻟْﻤُﻠْﻚَ ﻣِﻤَّﻦْ ﺗَﺸَﺎﺀُ ﻭَﺗُﻌِﺰُّ ﻣَﻦْ ﺗَﺸَﺎﺀُ ﻭَﺗُﺬِﻝُّ ﻣَﻦْ ﺗَﺸَﺎﺀُ ﺑِﻴَﺪِﻙَ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮُ ﺇِﻧَّﻚَ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻗَﺪِﻳﺮٌ * ﺗُﻮﻟِﺞُ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞَ ﻓِﻲ ﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻭَﺗُﻮﻟِﺞُ ﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭَ ﻓِﻲ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺗُﺨْﺮِﺝُ ﺍﻟْﺤَﻲَّ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤَﻴِّﺖِ ﻭَﺗُﺨْﺮِﺝُ ﺍﻟْﻤَﻴِّﺖَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺤَﻲِّ ﻭَﺗَﺮْﺯُﻕُ ﻣَﻦْ ﺗَﺸَﺎﺀُ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺣِﺴَﺎﺏٍ ﴾ [ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: 26، 27].
 

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ:
ﺭﺍﺟﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﻄﻮﻱ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ؟
ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻙ ﺇﻻ‌ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻳﺎﻡ. ﻓﺎﺳﺘﺪﺭﻙ ﻋﻤﺮﺍً ﻗﺪ ﺃﺿﻌﺖ ﺃﻭﻟﻪ...
ﻗﺎﻝ- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: "ﺍﻏﺘﻨﻢ ﺧﻤﺴﺎً ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ: ﺷﺒﺎﺑﻚ ﻗﺒﻞ ﻫﺮﻣﻚ. ﻭﺻﺤﺘﻚ ﻗﺒﻞ ﺳﻘﻤﻚ. ﻭﻏﻨﺎﻙ ﻗﺒﻞ ﻓﻘﺮﻙ. ﻭﻓﺮﺍﻏﻚ ﻗﺒﻞ ﺷﻐﻠﻚ. ﻭﺣﻴﺎﺗﻚ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻚ".

ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻭﺻﺎﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -. ﺑﺎﻏﺘﻨﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮﻝ ﺃﺿﺪﺍﺩﻫﺎ...

ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﺪﺭﻛﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ.
ﻓﺈﻥ ﺇﻗﺎﻣﺘﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ، ﻭﺃﻳﺎﻣﻜﻢ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻣﺸﻬﻮﺩﺓ...
ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﻲ ﺇﻧﻪ ﻟﻴﻨﺘﻈﺮﻧﺎ ﻛﺄﺱ ﻟﺰﺍﻣﺎً ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻭﻗﻪ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ،

وﻮﺍﻟﻠﻪ ﻷ‌ﻣﻮﺕ ﺃﻧﺎ ، ﻭﺗﻤﻮﺕ ﺃﻧﺖ ، ﻭﻳﻤﻮﺕ ﻛﻞ ﺣﻲ ﺷﺌﻨﺎ ﺃﻡ ﺃﺑﻴﻨﺎ ﺭﺿﻴﻨﺎ ﺃﻡ ﻟﻢ ﻧﺮﺿﻰ،
ﻭﺃﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻗﺒﺮٌ ﻭﺑﻌﺚٌ ﻭﻧﺸﻮﺭ ﻭﻛﺘﺎﺏٌ ﻳﺴﻄﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﺭﻧﺎ ،
ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﻮﻡ ﺟﺰﺍﺀ ﻭﺣﺴﺎﺏ ، ﻓﺈﻣﺎ ﺟﻨﺔ ﺃﻭ ﻧﺎﺭ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻭﺣﻴﺎﺗﻨﺎ،
ﻓﻤﻦ ﻗﻀﻰ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺭﺑﻪ ﻭﻣﻮﻻ‌ﻩ ﻭﻗﺪﻡ ﺧﻴﺮﺍ ﻓﻬﻮ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺮ ﻭﻧﻌﻴﻢ ﺃﺑﺪﻱ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺇﻏﻀﺎﺏ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻬﻮ ﺇﻟﻰ ﺷﺮ ﻭﺷﻘﺎﺀ ﺃﺑﺪﻱ إن ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺍﺭﻛﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ...


ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ: 
﴿ ﻭَﺟَﻌَﻠْﻨَﺎ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞَ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭَ ﺁَﻳَﺘَﻴْﻦِ ﻓَﻤَﺤَﻮْﻧَﺎ ﺁَﻳَﺔَ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺟَﻌَﻠْﻨَﺎ ﺁَﻳَﺔَ ﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻣُﺒْﺼِﺮَﺓً ﻟِﺘَﺒْﺘَﻐُﻮﺍ ﻓَﻀْﻠًﺎ ﻣِﻦْ ﺭَﺑِّﻜُﻢْ ﻭَﻟِﺘَﻌْﻠَﻤُﻮﺍ ﻋَﺪَﺩَ ﺍﻟﺴِّﻨِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟْﺤِﺴَﺎﺏَ ﻭَﻛُﻞَّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻓَﺼَّﻠْﻨَﺎﻩُ ﺗَﻔْﺼِﻴﻠًﺎ * ﻭَﻛُﻞَّ ﺇِﻧْﺴَﺎﻥٍ ﺃَﻟْﺰَﻣْﻨَﺎﻩُ ﻃَﺎﺋِﺮَﻩُ ﻓِﻲ ﻋُﻨُﻘِﻪِ ﻭَﻧُﺨْﺮِﺝُ ﻟَﻪُ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻛِﺘَﺎﺑًﺎ ﻳَﻠْﻘَﺎﻩُ ﻣَﻨْﺸُﻮﺭًﺍ * ﺍﻗْﺮَﺃْ ﻛِﺘَﺎﺑَﻚَ ﻛَﻔَﻰ ﺑِﻨَﻔْﺴِﻚَ ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺣَﺴِﻴﺒًﺎ * ﻣَﻦِ ﺍﻫْﺘَﺪَﻯ ﻓَﺈِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﻬْﺘَﺪِﻱ ﻟِﻨَﻔْﺴِﻪِ ﻭَﻣَﻦْ ﺿَﻞَّ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤وصايا ثمينة للخطباء📚

📌 د. يوسف حسين الرخمي


لتكون خطبتك ذات تأثير جيد على المستمعين عليك تحرّي ما يأتي:

🎙️ اختر مواضيعك جيدا، بحيث تكون ملامسة للواقع، وتلبي احتياجا قائما عند الناس، وتذكّر أن اختيار الموضوع يساوي ثلث الطريق إلى الإلقاء المتميز.

🎙️ اجعل مواضيعك متنوعة ولا تركز على جانب واحد، بحيث تتناول في خطبك القضايا الإيمانية، والأخلاقية، والاجتماعية، والفكرية، ... إلخ، واختر لكل حالة ما يناسبها، واجتهد ألا تلقي أكثر من خطبتين في نفس المجال، ولا تنس مراعاة المناسبات الدينية والوطنية والعالمية، والأحداث في البلد والحي والقرية التي تسكنها.

🎙️ حين تحتاج لتكرار الخطبة حول موضوع ما وخاصة مواضيع المناسبات السنوية اجعل طرحك مختلفا، بإعادة ترتيب الفقرات، أو إضافة فقرات جديدة، أو تغيير مدخل الموضوع ... وهكذا.

🎙️ إياك وسرد النصوص بطريقة متتابعة (وقال ... وقال ... وقال ...) فهذا يجلب الملل، بل اجعل فواصل بينها بشرح معنى، أو استنباط فكرة، أو الحث على قيمة ... إلخ.

🎙️ لا تطل الحديث حول فكرة معينة في خطبتك فهذا يدفعك غالبا لتكرار الكلام، ويجلب للمستمعين الملل، بل اجعل للفكرة المطلوبة وقتا محددا مهما رأيتها مهمة.

🎙️ لا توبخ المستمعين مباشرة، وتجنب استعمال ضمائر المخاطب ما أمكن (أنتم، أنتن ...)، واجعل خطابك بضمائر الغائب، أو بضمائر جمع المتكلمين (نحن نقوم بكذا .. كلنا نقع في كذا).

🎙️ لا تجعل صوتك رتيبا على وزن واحد، بل اجعل لكل مقال ما يناسبه من صوت مرتفع أو منخفض أو معتدل، وافعل ذلك بطريقة تلقائية غير متكلفة.

🎙️  التعامل مع المايك يحتاج منك إلى مهارة، فلا تقترب منه كثيرا فتزعج الحاضرين وخاصة كبار السن، ولا تبتعد فيختفي صوتك، وانتبه أن تبتعد عن المايك خلال توزيع نظراتك على الحاضرين، وكن قريبا منه في المواضيع التي تحتاج فيها لخفض صوتك، وابتعد عنه حين تحتاج لرفع الصوت.

🎙️ وزع نظراتك على الحاضرين ولا تهمل جهة ما، وافعل ذلك بتلقائية، وتجنب الالتفات بصورة منتظمة كالإنسان الآلي.

🎙️ أكبر شيء يسرقك من جمهورك ويُضعف مهارات الإلقاء عندك هي أوراقك، فتخلص منها بالكلية إن أمكن، أو قلّل الرجوع إليها قدر الإمكان.

🎙️ السُّنّة في الخطبة التقصير غالبا، وفيه فائدة للخطيب أن يُقلل من الحشو في الكلام ويركز على الزبدة، ولكن قد تحتاج بعض المواضيع إلى وقت أطول، والخطيب يقدّر المناسب بحسب أهمية الموضوع، وتركيز الناس، ومدى تفاعلهم مع الخطبة.

🎙️ ليس المطلوب أن تقول كل شيء في الخطبة حول الموضوع، ولا أن تحشر كل الأدلة والأقوال؛ فليس من هدف الخطبة الإلمام بكامل الموضوع، كما أن غزارة المعلومات تضعف خطبتك، وتشتت انتباه المستمعين، ولكن اختر أهمها، وأجودها، ودع ما يحمل معاني مكررة أو متقاربة، وقد تكون مهارة الاختصار للمواضيع الطويلة أصعب من مهارة جمع المادة لموضوع مختصر.

🎙️ فيما يتعلق بالنقول والأقوال: لا تكثر منها، ولا تختر نقلا لا يحمل معنى إبداعيا، وتجنب النقول الطويلة، وكن لبيبا في استعمال هذه الوسيلة التي قد تكون من أكثر أسباب ضعف خطبتك.

🎙️ اختر مقدمتك وخاتمتك مسبقا فهما مفتاحان أساسيان لنجاح الخطبة، ولا تدعهما ضحية للارتجال؛ فقد تخونك القريحة.

🎙️ قم بتحضير موضوعك بنفسك، ولا بأس أن تستعين بخطب سابقة في الموضوع، ولكن تجنب الخطب الجاهزة فهي تقتل مهارتك، وتُضعف أداءك، وتفقدك روح الإلقاء.

🎙️  تجنّب كل ما يعكّر مزاجك قبل الخطبة؛ فنفسية الخطيب مهمة جدا أثناء الإلقاء، واجعل لك استراحة قبل الخطبة لا تنشغل فيها بشيء.

🎙️ سجل خُطبك باستمرار واستمع إليها في وقت فراغك لتنظر إلى مواضع ضعفك فتصلحها، وستجد فارقا كبيرا في أدائك مع مرور الأيام.

🎙️ ثلاثة أرباع مهارة الخطابة تكمن في طول الممارسة والتطبيق، وخطيب السنة أفضل من خطيب الشهر غالبا، وخطيب عشر سنوات أفضل من خطيب سنة، وأنت بعد كل إلقاء أفضل منك قبله، فلا تتعجل الحصول على النتيجة.

🌷وفقكم الله وسددكم، ونفع بكم🌷

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أيها المسلمون: إن الليالي والأيام خزائن للأعمال ومراحل للأعمار تبلي الجديد وتقرب الب

عيد أيام تمر وأعوام تتكرر وقد أقسم سبحانه بهذا الزمن الذي منحه للخلق أن الإنسان لفي خسر إلا من اتصف بأربعة: الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر يقول تبارك وتعالى: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
هذه السورة العظيمة يقول عنها الإمام الشافعي: لو لم ينزل سورة إلا هذه لكفتهم.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفره إنه هو الغفور الرحيم


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشد وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شرك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

فاتقوا الله عباد الله!
واختموا عامكم بالتوبة والإنابة والمداومة على الأعمال الصالحة اختموا عامكم بالبر والتقوى واملئوا صحائف أعمالكم بالاستغفار والافتقار إلى الله الواحد القهار واحذروا المعاصي المهلكة فالربا والزنا واللواط والرشوة والكذب والبهتان من العظائم وأشد الجرائم

فلا يلهينَّكم عريض الأمَل عن صالح العمَل والتوبة إلى الله من أنواع الزَّلَل؛ فإنَّ لكلِّ شيءٍ حسيبًا وعلى كلِّ شيء رقيبًا ولكلِّ حسنة ثوابًا ولكلِّ سيئة عقابًا ولكلِّ أجلٍ كتابًا؛ فأعمالكم محصاة ولكلِّ عمل جزاء؛ فلن يُهمَل منها صغير لصغره ولا كبير لكبره في يوم يَحكُم الله - تعالى - فيه بين العِباد وقد خابَ وخَسِر مَن خرَج من رحمة الله التي وَسِعَتْ كلَّ شيء وحُرِم جنَّة عرضها السموات والأرض إذا عصى مَوْلاه وشقي بسوء ما قدَّمت يداه؛﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].

ولا تغرنكم الحياة الدنيا فملكها زائل وكلٌ عنها راحل وتمسكوا بدينكم وعضوا عليه بالنواجذ فطوبى للمتمسكين وهنيئاً للملتزمين وويل للعاصين والمذنبين وخذوا من مرور الليالي والأيام عبراً ومن تصرم الشهور مدَّكراً ومن تعاقب الأعوام مزدجراً واستقبلوا عامكم الجديد بعزائم قوية وصدق نية وإيمان راسخ وراقبوا الله فيما تأتون وتذرون ولا تغفلوا عن الله والدار الآخرة واعملوا للجنة العلية فنعم العطية من رب البرية فهي دار المقامة حقاً { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } وتذكروا الموت وشدته والقبر وظلمته ويوم القيامة وحسرته فالموت آت لا محالة { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } فما أحوج الجميع وهم في نهاية العام إلى أن يقوموا ويتفكروا وينظروا فيما قدموا ويعتبروا بمن فارقوا من الأحباب والأصحاب وودعوهم للإلحاد في جوف التراب فلعل المحسن أن يزداد ولعل المسيء أن يرجع ويستجيب فإن الجميع مسئولون عما عملوا فليعدوا للسؤال جوابا وليكن الجواب صوابا.

فحافظ على وقتك وأدِّ حقه من الطاعة وإياك أن تضيع بن التفريط والإضاعة فإنه أيام وساعات وشهور وسنوات ودقائق ولحظات وبعده الموت وسكراته والقبر وعقاربه وحَيَّاته واليوم الطويل وشدته وحسراته والميزان وخفته والصراط ودقته وتقلباته ثم دار المأوى والمستقر إما جنة فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين من النعيم الذي لا يخطر على قلب بشر وإما جحيم ولظى والهاوية وسقر لا تبقي ولا تذر.

ثم صلوا وسلموا رحمكم الله على النبي المصطفى والرسول المجتبى والحبيب المرتضى كما أمركم بذلك المولى جلَّ وعَلا فقال تعالى قولاً كريماً : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين وأفضل الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين واخذل الطغاة والمفسدين وسائر أعداء الدين
اللهم من حضر هذه الجمعة فاغفر له ولوالديه وافتح لسماع الموعظة قلبه وأذنيه
اللهم احفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم من أراد ببلادنا خيرا فوفقه الى كل خير ومن أراد ببلادنا شرا فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره واجعل الدائرة عليه يا رب العالمين

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة.جيدة.بعنوان.cc*
*نهايـة العـام محاسـبة وتوبـة*
*للشـيـخ/ مـحـمــد الـجـــرافــي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمدُاللهِ القائلِ ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ) وأشهدُ إن لا إله إلا هو ( الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ . أفضَلَ من تَعَبّدَ للهِ وأنَابَ صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الحسابِ وسلمَ تسليماً كثيراً. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )

أمّـــــا بعـــــد عـــــباد اللـــــه :
مضى من عمُرِ الزّمنِ عامْ وجُمعَتَكم هذهِ هي آخِرُ جُمُعَةٍ في هذا العَامِ الهِجريِّ الذي يَستَعِدُّ للرحيل ألاَ فاعتبروا بِسُرعةِ مُرورِ الليَّالي والأيَّامِ وفَكِّروا في دُنياكُم _ وسُرعةِ زوالِها_ واستَعدُّوا للآخِرةِ وأهوالِها …

فكُلُّ عامٍ بل كُلُّ شهرٍ بل كُلُّ يومٍ يستهلُّهُ الإِنسانُ فأِنَّه يُدنِيهِ من أَجَلِهِ ويُقرِّبُهُ من آخِرَتِهِ .. وخيرُكم .. من طالَ عُمُرُهُ وحَسُنَ عَملُهُ .. وشَرُّكُم من طالَ عُمُرهُ وَسَاءَ عَملُهُ. فنحنُ ...........
نسِـيرُ إلى الآجـالِ في كُـلِّ لحظـَةٍ
وأيَّــامُنـا تُطـوى وهُـنَّ مَـراحِلُ
وَلم أرَ مِثـلَ المـوتِ حقـاً كأنَّـهُ
إِذا مـا تَـخطَّتـهُ الأمـاني بـاطِـلُ
ومـا أقبح التفريطَ في زمـنِ الصـّبا
فكيـفَ بـِهِ والشيـبُ للرأسِ شامِـلُ
تـَرحّلْ من الدُنيـا بـِزادٍ من التُقـى
فعُمرُكَ أيـّامٌ وهنَّ قـلائِــِلُ

عـــــباد اللـــــه :
إنّهَ ما بينَ أن يُثَابَ الإِنسان ُ على الطَّاعةِ والإِحسَانِ أو يُعَاقَبَ على الإِساءةِ والعِصيَانِ إلاّ أن يُقَال فُلانٌ قد مَاتَ يُطوى سجلُ هذا العامِ بعد أيّامٍ قلائل ويُختمُ عملُهُ ويبقَى شاهداً على الإنسانِ بِما أودعَهُ فيه والليلُ والنهارُ مستودعٌ للأعمالِ يقولُ جلَّ ذِكرهُ(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)

عـــــباد اللـــــه :
أعوامٌ تمضي وأزمنةٌ تنقضي وفي ذلك آياتٌ لأولي الألبابِ لقد مضى من عمُرِ الزّمنِ عامٌ عامٌ كامِلٌ تقلّبتْ فيهِ أحوالٌ وَفَنَيتْ فِيهِ أعمارٌ وحياةُ الإنسانِ مراحلٌ والناسُ في الدُّنيا بين مُستعدِّ للرحيلِ وراحلٌ وكلُّ يومٍ , بلْ كُلُّ نَفَسِ يُدني من الأجلِ فالكيِّسُ من حاسَبَ نَفْسَهُ يومًا بِيَومٍ فما الناسُ إلاَّ حيٌّ أدركتُه منيِّتُهُ فَوُرِيَ بالتُّرَابِ أو صغيرٌ بلغَ سِنَّ الشَّباب أو شيخٌ امتدَّت به الْحَيَاةُ حتى شابَ ومن وراءِ الجميعِ نقاشٌ وحسابٌ فهنيئاً لمن أَحْسَنَ واستقامَ والويلُ لِمَنْ أساءَ وارتكبَ الآثامَ ويَتُوبُ الله على مَن تاب مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ يقول بعضِ السلفِ: "كيفَ يَفْرَحُ بمرورِ الأعوامِ مَن يومُهُ يَهدِمُ شهرَهُ وشهرُهُ يهدمُ سنتَهُ وسنتُهُ تهدِمُ عُمُرَهُ؟! كيفَ يفرحُ مَن يقودُهُ عُمرُهُ إلى أجلِهِ وحياتُهُ إلى موتِهِ" فمن أعظمُ منك خطَراً

عـــــباد اللـــــه:
هكذا في لَمْحِ البَصَرِ يُطوى تاريخُ عامٍ كاملٍ طالما عشنا فيه آمالاً وآلاماً وطالما كانت لنا فيه ذكرياتٌ وطموحاتٍ وفي توديعِ عامٍ واستقبالِ عامٍ جديدٍ ! فُرَصٌ للمتأمِّلين , وذكرَى للمُعتبرين يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ 
*ونحن نودع عاماً هجريًّا مضى من أعمارنا ونستقبل عاماً جديداً يلزم الإنسان منا أن يقف وقفة تساؤل وتأمل وتدبر تعقبها وقفة طويلة يحاسب فيها الإنسان نفسه عما اقترفه خلال عام كامل من عمره

*وقفة تأمل في سرعة انقضاء الحياة الدنيا وكأنها غمضة عين أو ومضة برق فيا عجبا لهذه الحياة كيف خدع بها الناس وغرهم طول الأمل فيها وهي كما قال الله فيها: (لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ) [الحديد:20] (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ) [الكهف:45].

وفي غفلة من الناس وعلى حين غرة يأتي الأجل وحينها يتنبهون من غفلتهم ليدركوا قيمة أوقات العمر ولكن هيهات فالجواب القرآني جاهز وصارم : ( ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون) 
هذه هي الدنيا التي يستغرق فيها كثير من الناس ويضيعون من

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أيها المسلمون، إن الأيام تُطوى، والأعمار

تَفنى، والأبدان تَبلى، والسعيد من طال عمره وحسن عمله، والشقي من طال عمره وساء عمله، فعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟قال (: ((من طال عمره وحسن عمله))، قال: فأي الناس شر؟ قال(: ((من طال عمره وساء عمله)) فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، والأعمال بالخواتيم، والمرء يموت على ما عاش عليه، ويُبعث على ما مات عليه. فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (: ((يُبعث كل عبد على ما مات عليه)) أخرجه مسلم.

فيا عبد الله: لقد طويت صفحات بخيرها وشرّها إلى غير رجعة حتى يوم الدين، ربح فيها من ربح، وخسر فيها من خسر، فهلاّ عاهدت الله على أن يكون حالك في العام المقبل أجدى وأنفع حتى تأتي في مثل هذا اليوم لتجد صحائفك أبهى وأجمل، حين الحصاد نهاية العام.

وهذا باب التوبة مفتوح، وقوافل التائبين تغدو وتروح، فالبدار البدار إلى توبة نصوح، قبل الممات والفوات،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً( التحريم: من الآية8(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( النور: من الآية31

فاتقوا الله عباد الله وانتبهوا من سنة ا لرقاد، واستيقظوا من الغفلة وأعدوا للمعاد، واعملوا لأنفسكم وتوبوا إلى ربكم يقبل توبتكم ،وجددوا مع عامكم الجديد المسير إلى الله فقد يكون آخر الأعوام 0 وإنني أحذر نفسي وإياكم من السين وسوف، فهما سبب ما نحن فيه من تأخر وضياع، فلنشمر عن سواعد الجد، ونعقد العزم، ولنبدأ من الآن

هذا وصلوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية، فقد أمركم الله بذلك فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ( الأحزاب:56.

اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته وإتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ (وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، ذوي المقام العلي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم اجعل هذه البلاد آمنة مطمئنة رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا ووفقهم لما تحب وترضى، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم نوّر على أهل القبور من المسلمين قبورهم، اللهم واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم. اللهم تب على التائبين واقض الدين عن المدنين واشف مرضانا ومرضى المسلمين إنك أنت الرحمن الرحيم يا رب العالمين، اللهم يسر أمر كل مؤمن ومؤمنة وأمر كل مسلم ومسلمة وتول أمر كل مؤمن ومؤمنة يا رب العالمين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين،اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم أعذنا من إبليس وذريته، اللهم أعذ المسلمين من إبليس وذريته، اللهم أعذ ذرياتنا من إبليس وذريته إنك أنت السميع العليم يا رب العالمين .

اللهم اجعل عامنا الجديد خيرًا من ماضيه، وأن تجعله عزًّا للإسلام والمسلمين، اللهم أصلح قلوبنا وسخر جوارحنا في مرضاتك، اللهم وفق حكامنا وعلمائنا وشيبنا وشبابنا.اللهم اجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم ولا تجعلنا ممن طالت أعمارهم وساءت أعمالهم. اللهم أوزعنا شكر نعمتك وألبسنا لباس التقوى. اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين. اللهم اجعل عامنا الجديد عام صلاح وفلاح للإسلام والمسلمين .

اللهم أحفظ ووفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم اجعله من الهداة المهتدين اللهم انصر به دينك يا رب العالمين، وأعل به كلمتك، اللهم أعنه على أمور الدنيا والدين ووفق بطانته لما تحب وترضى، اللهم اجعل ولاة أمور المسلمين عملهم خيرا لشعوبهم وأوطانهم إنك على كل شي قدير، اللهم اسقنا الغيث، وآمنا من الخوف، ولا تجعلنا آيسين، ولا تهلكنا بالسنين. اللهم إن بالبلاد والعباد والخلق من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكو إلا إليك، اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً. اللهم اسقنا سقيا نافعة وادعة تزيد بها في شكرنا، وتوسع فيها على فقرائنا، وتحيي بها أرضنا، أنت الحي فلا تموت وأنت القيوم فلا تنام بك نصول ونجول وعليك التكلان.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطـبــة جمـعــة بعـنـــوان :*
*وعظ.الأنـام.في.خـتام.العام.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــــة.الأولـــــى.tt*
الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرًا، أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، يُيَسِّرُ عسيرًا، ويجبر كسيرًا، وكان ربك بصيرًا، سبحانه وبحمده، (جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً( الفرقان: من الآية62 ،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أدَّخِرُها ليوم كان شره مستطيرًا، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، بعثه بالحق بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فصلوات الله وبركاته عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا

أمــــا بعـــــد:
أيها المسلمون: اتقوا الله فإن تقواه عليها المعوَّل، وعليكم بما كان عليه سلف الأمة والصدر الأول، واشكروه على ما أولاكم من الإنعام وطوَّل، وقصروا الأمل، واستعدوا لبغتة الأجل، فما أطال عبدٌ الأمل إلا أساء العمل،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ( الحشر:18

أيها المسلمون: بعد أيام قلائل تنخرم أوقات العام، وتتصرم منه الليالي والأيام، وتقوض أطناب الخيام، ويخسر كل واحد منا عاما كاملا من رصيد العمر الذي لا يعلم كم بقي منه إلا الله وحده: وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما مرت كمر السحاب، أفراح وأتراح، وأنسام وآلام ، وصحة وأسقام، وسعادة وأحزان، وعرس وعزاء، وليل ونهار وبرد وحر، ورياح وسكون، وسفر وإقامة، وذنوب وآثام0 بالأمس علقنا على جدران مساجدنا التقاويم واليوم نزيل تلك التقاويم، ومعها تذهب الأعمار وتقترب الأقدام من المصير والقرار، ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوم ونحن نسير إلى القبور في الليل والنهار في اليقظة والمنام، نضيفها إلى مسير السنين الماضية،وما أقرب ما تبدو لنا مع دأب السفر الأوطان، وحري بمسافر لا يقف لحظة أن يصل إلى مقصوده، إن الشهور والأعوام، والليالي والأيام مواقيت الأعمال ومقادير الآجال، تنقضي جميعاً وتمضي سريعاً، والليل والنهار يتعاقبان لا يفتران، ومطيَّتان تقربان كل بعيد، وتبنيان كل جديد، وتجيآن بكل موعود إلى يوم القيامة، والسعيد لا يركن إلى الخُدَع، ولا يغترُّ بالطمع، فكم من مستقبِل يوماً لا يستكمله، وكم من مؤَمِّلٍ لغدٍ لا يدركه، (وَلَن يُؤَخّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ( المنافقون:11.

أيها المسلمون: أزف رحيل هذا العام فها هو يطوي بساطه، ويقوض خيامه، ويشد رحاله ( وكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها .( عام كامل، تصرمت أيامه ،وتفرقت أوصاله، وقد حوى بين جنبيه حكماً وعبراً، وأحداثاً وعظات، فلا إله إلا الله، كم شقي فيه من أناس، وكم سعد فيه من آخرين ؟ كم طفل قد تيتم، وكم من امرأة قد ترملت، وكم من متأهل قد تأيم؟ مريض قوم قد تعافى، وسليم قوم في التراب قد توارى، أهل بيت يشيعون ميتهم، وآخرون يزفون عروسهم، دار تفرح بمولود، وأخرى تعزى بمفقود، عناق وعبرات من شوق اللقاء، وعبرات تهلّ من لوعة الفراق، وآلام تنقلب أفراحاً، وأفراح تنقلب أتراحاً، أحد يتمنى دوام يومه ليتلذذ بفرحه وغبطته وسروره . أيام تمر على أصحابها كالأعوام ،وأعوام تمر على أصحابها كالأيام .

هذا عام من أعماركم بعد أيام تتصرم أيامه، وتقُوِّض خيامه، وتغيب شمسه، ويضمحل هلاله، إيذانا بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار، وأن ما بعدها دارٌ إلا الجنة أو النار، فاحذروا الدنيا ومكائدها، فكم غرّت من مُخلِد فيها، وصرعت من مكبّ عليها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله ( بمنكبي فقال: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)). وكان ابن عمر يقول: ((إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)) أخرجه البخاري.

عباد الله: ذهب عامكم شاهداً لكم أو عليكم، فاحتطبوا زاداً كافياً، وأعدوا جواباً شافياً، واستكثروا في أعماركم من الحسنات، وتداركوا ما مضى من الهفوات، وبادروا فرصة الأوقات، قبل أن ينادي بكم منادي الشتات، ويفجأكم هادم اللذات، فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي ( يعظ رجلاً ويقول له: ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك، فما بعد الدنيا من مستعتب ولا بعد الدنيا دارٌ إلا الجنة أو النار)) أخرجه الحاكم.

فا لعمر قليل والأجل قريب ، ومهما طال الأمد فلكل أجل كتاب .

قيل لنوح عليه السلام ،وقد لبث مع قومه ألف سنة إلا خمسين عاما: كيف رأيت هذه الدنيا؟فقال :كداخل من باب وخارج من آخر فيا من قد بقي من عمره القليل، ولا يدري متى يقع الرحيل، يا من تُعد عليه أنفاسه استدركها، يا من ستفوت أيامه أدركها، نفسك أعزُّ ما

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

جعله الله سبحانه طريقا للنصر والعزة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته، وإقامة صرح حضارته،،،

فما كان لنور الإسلام أن يشع في جميع أرجاء المعمورة لو بقي حبيسا في مهده، ولله الحكمة البالغة في شرعه وكونه وخلقه. ...

فالغايةَ الكُبرى من الوجودِ الإنسانيِ بأسرهِ هو عمارةُ الأرضِ بالتوحيدِ والإيمان, وإقامةُ حكمُ اللهِ وشرعهِ في عظائمِ الأُمورِ وصغارها ً...
ومتى ما تعذَّرَ تحقيقُ هذه الغايةِ فوقَ أرضٍ ما, أو في وظيفة ما أو في منصبٍ ما أو في مدينة ما أو مع شلة وأصحاب وكبراء يركنُ إليهم ويخافهم ..!!
فلا بُدَّ من البحثِ عن غيرِها من أرض أو وظيفة أو منصب مهما كان الثمن, ومهما كانتِ التضحيات ،،،

والله عز وجل يقول محذراَ أن يضعف الإنسان فيبيع دينه وقيمه ومبادئه بحجة الضعف والخنوع والإستسلام (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:97) ...

لقد أراد الصحابي الجليل صهيب الرومي الهجرة إلى المدينة فراراً بدينه ولحاقاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان تاجراً ذا مال وفير ...
فتبعته قريش وقالوا : والله لا ندعك تلحق بصاحبك ..
لقد أتيتنا صعلوكاً لا مال لديك والآن تريد أن تهاجر ، والله لن ندعك ...
فقال : يا معشر قريش أرايتم إن أخبرتكم أين مالي أتخلون سبيلي ؟
قالوا : نعم ؟
فدلهم على ماله وهاجر بدينه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فلما رأه سلم عليه وقال له ربح البيع أبا يحيى .. ربح البيع أبا يحيى ...
وأنزل الله قوله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) (البقرة:207) ...

ومن هذه الدروس أن نعي جميعاً أن الأخوة والحب التراحم فيما بيننا كمسلمين سبب لقوتنا وصلاح مجتمعاتنا وسبب لإستجلاب رحمة الله وتوفيقه،

ولذلك آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين بعد الهجرة وشدد على هذه الأخوة وبين ثمراتها وحذر من التباغض والتحاسد وفساد ذات البين وقد بين الله أهميتها في حياة الأفراد والمجتمعات...
د قال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(الحجرات: 10)...
بها امتن الله على عباده فقال ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(آل عمران: من الآية103)...

ولأهميتها وعظيم أجرها فقد تولى سبحانه وتعالى بنفسه يوم القيامة يوم العرض الأكبر نداء المتحابين فيه ليكرمهم ويجزيهم أعظم الجزاء..

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إنّ الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّي ( رواه مسلم) ..

ولها منزلة عظيمة تطلع لوصول إليها الأنبياء والشهداء والصالحين ...
قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ") (أخرجه أبو داود وصححه الألباني ) ...

بل جعل سبحانه وتعالى الأخوة وسيلة لإكتساب حلاوة الإيمان ،،،
فقد قال صلى الله عليه وسلم: [ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ] ( البخاري ومسلم) ...

و هي طريق المؤمنين وسبيلهم إلى الجنة قال صلى الله عليه وسلم [وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ] (رواه مسلم ) ...

فليكن هذا العام الهجري الجديد هو عام الأخوة والعفو والتراحم والتسامح فيما بيننا ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
خـطـــبـــة جـــمــعــــة بــعــنــــوان :
الهجرة.دروس.متجددة.في.حياة.الأمة.tt
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمدُ لله إليه تصير الأمور، وبيدِه تصريفُ الدّهور، أحمده سبحانه وأشكره، عمَّ الخلائقَ فضلُه وإحسانه ، ووسِع المذنبين عفوُه وغفرانُه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، عظُم شأنه وعزّ سلطانه وجل ثناءه وتقدست أسمـــاءه ،...

ولدتـك أمـك يا ابن آدم باكيـاً ...
والناس حولك يضحكون سروراً ..
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكـوا ...
في يوم مـوتك ضاحكاً مسروراً ..

وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً ...

يا خير من جاء الوجود تحية *
من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا

بك بشر الله السماء فزينت *
وتوضعت مسكا بك الغبراء

فإذا سخوت بلغت بالجود المدى *
وفعلت ما لا تفعل الأنواء

وإذا عفوت فقادرا ومقدرا *
لا يستهين بعفوك الجهلاء

وإذا رحمت فأنت أم أو أب *
هذان في الدنيا هما الرحماء.

صلّى الله وسلّم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أما بعــد :

عبـــــــاد الله : -
دخـل أبو الدرداء رضي الله عنه الشام فقال: (يا أهل الشام، اسمعوا قول أخٍ ناصح ، فاجتمعوا عليه فقال: (ما لي أراكم تبنون ما لا تسكنون وتجمعون ما لا تأكلون؟! إن الذين كانوا من قبلكم بنوا مشيدًا وأملوا بعيدًا وجمعوا مثيرًا، فأصبح أملهم غرورًا وجمعهم ثبورًا ومساكنهم قبورًا .. ) ...

وصدق الله إذ يقول ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد:20) ..

إن رحيل الأيام والشهور والسنين من حياة الإنسان إنما هي بمثابة رحيل عمر هذا الإنسان في هذه الأرض وإنتهاء حياته وانتقاله إلى الدار الآخرة ،

فكم رأينا في عامنا المنصرم من بنَى وسكَن غيرُه، وجمع وأكل وارثه، وتعب واستراح من بعدَه...

إن تعاقب الشهور والأعوام على العبد قد يكون نعمة له أو نقمة عليه، فطول العمر ليس نعمة بحدّ ذاته، فإن طال عمر العبد ولم يعمره بالخير فإنما هو يستكثر من حجَج الله تعالى عليه...

أخرج الإمام أحمد وغيره عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله) ...

وإن من أعظم الغفلة أن يعلم الإنسان أنه يسير في هذه الحياة إلى أجله، ينقص عمره، وتدنو نهايته، وهو مع ذلك لا يحتسب ليوم الحساب، ولا يتجهز ليوم المعاد، يؤمل أن يعمر عمر نوح، وأمر الله يطرق كل ليلة،
والواعظ يقول له:
يـا راقدَ الليـل مسرورا بأوله *
إن الحوادث قد يطرقن أسحارا

لقد ذهب عامكم شاهدًا عليكم أو لكم،
فهيئوا زادًا كافيا، وأعدوا جوابا شافيا، واستكثروا في أعماركم من الحسنات، وتداركوا ما مضى من الهفوات، وبادروا فرصة الأوقات قبل أن يفاجئكم هادم اللذات، ، ،

عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي يعظ رجلاً ويقول له: ((اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك ) أخرجه الحاكم ...

نسير إلى الآجـال فِي كل لحظـة *
وأعمارنا تطوَى وهنَّ مراحل

ترحل من الدنيـا بزاد من التقـى *
فعمرك أيـام و هنَّ قلائـل


عبـــــــاد الله : -
إننا على أبواب عام هجري جديد قد أقبل محملاً بما فيه، نقف فيه متذ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﻭﻛﺘﺐ  ﺑﻌﺾ  ﺍﻟﺴﻠﻒ  ﺍﻟﻲ ﺃﺥ  ﻟـﻪ : إﻋﻠﻢ ﻳﺎ أﺧﻲ أﻧﻪ ﻳﺨﻴﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺃﻧﻚ ﻣﻘﻴﻢ  ﻭﺃﻧﺖ ﺩﺍﺋﺐ ﺍﻟﺴﻴﺮ  ﺗﺴﺎﻕ ﺳﻮﻗﺎ  ﺣﺜﻴﺜﺎ ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻚ  ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻄﻮﻱ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻚ  ﻭﻣﺎ ﻣﻀﻲ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻙ ﻓﻠﻦ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﻴﻚ ...))

ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ  .... إﻟﻲ ﻳﺰﻳـﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺇﻳـــــــﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻛﻚ  ﺍﻟﺼﺮعة ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐــﺮة ﻓﻼ‌ ﺗﻘﺎﻝ  ﺍﻟﻌﺜــﺮة. ﻭﻻ‌ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻌــة ، ﻭﻻ‌ ﻳﺤﻤﺪﻙ  ﻣﻦ ﺧﻠﻔﺖ ﺑﻤﺎ ﺗـﺮﻛﺖ ، ﻭﻻ‌ ﻳﻌﺬﺭﻙ ﻣﻦ ﺗﻘـﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﺑﻪ  ﻭﺍﻟﺴــﻼ‌ﻡ  .....**

ﻭﺣﻜﻲ أﻥ أﺑﻲ ﺑﻜـﺮة قال :  ﺩﺧﻞ على ﻣﻌﺎﻭﻳة ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ  ﻓﻘﺎﻝ  : إﺗﻖ  ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳة ، ﻭﺍﻋﻠﻢ أﻧﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﺨﺮﺝ  ﻋﻨﻚ  ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠة ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻴﻚ  ﻻ‌ ﺗـﺰﺩﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ إﻻ‌ ﺑﻌــﺪﺍ  ﻭﻣﻦ ﺍﻻ‌ﺧﺮة إﻻ‌ ﻗﺮﺑــــــــﺎ ، ﻭﻋﻠﻲ ﺃﺛـــــــﺮﻙ  ﻃﺎﻟﺐ ﻻ‌ ﺗﻔــﻮﺗﻪ ، ﻭﻗﺪ ﻧﺼﺐ ﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎ  ﻻ‌ ﺗﺠـﻮﺯﻩ  ، ﻓﻤﺎ ﺃﺳﺮﻉ أﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻟﻌﻠﻢ  ﻭﻣﺎ أﻭﺷﻚ  أﻥ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻚ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ...  ﻭإﻧﺎ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴـﻪ  ﺯﺍﺋﻞ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ إﻟﻴـﻪ ﺻﺎﺋﺮﻭﻥ ﺑﺎﻕ ، إﻥ ﺧﻴﺮﺍ  ﻓﺨﻴﺮ  ﻭإﻥ ﺷﺮﺍ ﻓﺸـــﺮ  ....

ﻭﺃﻭﺻﻲ ﻟﻘﻤـــﺎﻥ : ﺍﺑﻨﻪ  ﻓﻘﺎﻝ : ( ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻻ‌ ﺗﺮﻛﻦ إﻟﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ  ﻭﻻ‌ ﺗﺸﻐﻞ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﻬﺎ .ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺨﻠﻖ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻖ  ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﺎ أﻫﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ، فإﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﺛﻮﺍﺑﺎ ﻟﻠﻤﻄﻴﻌﻴﻦ ، ﻭﻻ‌ ﺑﻼ‌ﺋﻬﺎ ﻋﻘﺎﺑﺎ  ﻟﻠﻌﺎﺻﻴﻦ ،،،
ﻳﺎ ﺑﻨﻲ  : إﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺤـــﺮ ﻋﻤﻴﻖ  ﻭﻗﺪ ﻏﺮﻕ ﻓﻴﻪ أﻧﺎﺱ ﻛﺜﻴﺮ.. ﻓﻠﺘﻜﻦ ﺳﻔﻴﻨﺘﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻘﻮﻱ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺣﺸﻮﻫﺎ ﺍﻻ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﻭﺷﺮﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻟﻌﻠﻚ ﺗﻨﺠـﻮ ، ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺍﻙ  ﻧﺎﺟﻴــــــﺎ  ....**

اللهم اختم لنا بالحسنى ، ووفقنا لحسن الإستعداد للقاءك يا رب العالمين...


قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم من كل ذنب إنه هو الغفور...





-:(( الخطبة الثانية )):-

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...

أما بعد:

ﻋﺒــــــــــــﺎﺩ  ﺍﻟﻠﻪ  :

ﻣﺎ  ﺍﻟﺤﻴﺎة إﻻ‌ ﻋﺎﻡ ﻳﺘﻠﻮﻩ ﻋﺎﻡ ،  ﻭأﻳﺎﻡ أﺛﺮ أﻳﺎﻡ  ﻓﺘﺮﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺪ ﻭﺭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ، ﻭأﺻﺒﺢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ  ﺳﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ، ﻛﺄﻧﻨﺎ  ﺯﺭﻉ ﻳﺤﺼــﺪ ، ﻭﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ  ﻣﻨﺎﻗﺸﻪ ﻭﺣﺴﺎﺏ ... ﻳﺸﻴﺐ ﻣﻦ ﻫــــﻮﻟﻪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ..  ﻭﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﺍﻟﻬﻮﻝ ﻋﻠى ﺍﻟﺠﻤﻴــــــﻊ  ....**

ﻣـﺎ  ﻷ‌ﺑﻦ  آﺩﻡ !! ﺟﻌﻞ ﻫﻤـﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺎﺗﺨﺬﻫﺎ  ﻏﺮﺿﺎ  ﻭﻏﺎﻳة ، ﻭﺃﺣﺒﻬﺎ  ﻭﻧﺴﻲ ﺍﻻ‌ﺧــﺮة ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳة ....
ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻊ ﻓﻲ ﺗﻄﻬﻴﺮ  ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺗﻬﺬﻳﺒﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﻟﻤﻼ‌ﻗﺎة ﺭﺑﻬﺎ  ﻭﻻ‌ ﻳﺠﺘﻬﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺸﻔﻊ ﻭﺍﻏﺘﻨﺎﻡ ﺣﻴـﺎﺗﻪ  ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺼﺮﺍﻡ ﺍﻷ‌ﺟــﻞ  ﻭﺍﻧﻘﻄــــﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤـﻞ  ....** 

ﻋﻼ‌ﻡ ﻳﺘﻜﻞ ﺑﻦ آﺩﻡ  ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ‌ ﻳﺠﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺋﻪ ،
ﻭﻋﻠﻖ ﺍﻟﺠـﺰﺍﺀ ﻓﻲ ﺍلآﺧﺮة ﻋﻠﻲ أﻋﻤﺎﻟﻚ  ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴــﺎ ،
ﻭﻻ‌ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﻴــﺰﺍﻧﻚ ﺇﻻ‌ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻪ  ﺑﻴﺪﻙ ...
( ﻭﻣﻦ ﺑﻄﺄ ﺑﻪ ﻋﻤﻠﻪ  ﻟﻢ ﻳﺴﺮﻉ ﺑﻪ ﻧﺴﺒﻪ ..) 

ﻭﻻ‌ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ إﻻ‌ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ  ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻴﻊ ﺣﻖ  ﺍﻟﻠﻪ  ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ  ﺗﺤﺼﻴﻠﻬﺎ ....**

 
ﻗﺎﻝ  ﻣــﺎﻟﻚ  ﺑﻦ ﺩﻳﻨــﺎﺭ : "ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ  ﻣﻦ ﺫﻫــــﺐ ﻳﻔﻨﻲ ، ﻭالآ‌ﺧـﺮة ﻣﻦ ﺧﺰﻑ  ﻳﺒﻘﻲ ، ﻟﻜﺎﻥ  ﺍﻟﻮﺍﺟـــﺐ   ﺃﻥ ﻳﺆﺛـــﺮ ﺧﺰﻓﺎ ﻳﺒﻘﻲ على ﺫﻫﺐ  ﻳﻔﻨﻲ ، ﻓﻜﻴﻒ  ﻭﺍلآﺧﺮة ﻣﻦ ﺫﻫب ﻳﺒﻘﻲ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ  ﺧــــﺰﻑ  ﻳﻔﻨﻲ "

ﻓﺎﺗﻖ  ﺍﻟﻠﻪ أﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ : 

  ﻭﻻ‌ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ  ﻭﻃﻨﺎ ﺣﺘﻲ ﺗﻄﻤﺌﻦ  ﻓﻴﻬﺎ  ﻭﺗﺮﻛﻦ ﺍﻟﻴﻬﺎ  ﻓﺘﻘﺼﺮ  ﻓﻲ ﻃﺎﻋﻪ ﺭﺑﻚ ﻭﺍﻻ‌ﺳﺘﻌﺪﺍﺩ  ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ  ..
ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ  ﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ،،،
ﻗﺎﻝ  ﺗﻌـــﺎﻟﻲ  :((  ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻃﻐﻲ ﻭﺍّﺛﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻑﺇﻥ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ  ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺄﻭﻱ  . ﻭﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﻑ  ﻣﻘﺎﻡ ﺭﺑﻪ  ﻭﻧﻬﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻱ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻨﻪ  ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺄﻭﻱ  )) **

ﺭﻭﻱ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ  ﻭﺃﺣﻤﺪ  ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﺑﺎﺳﻨﺎﺩ   ﺣﺴﻦ  ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ  ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ  ﻗـــﺎﻝ  : إﺫﺍ ﺭأﻳﺘﻢ ﺍﻟﺮﺟـــﻞ  ﻳﻌﻄﻴـﻪ  ﺍﻟﻠﻪ ﻣـــﺎ ﻳﺤﺐ ﻭﻫــﻮ  ﻣﻘﻴﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﺼﻴﺘـــــــﻪ   ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ أﻥ ﺫﻟﻚ  ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺝ .  ﺛﻢ  ﻗﺮﺃ ﻗﻮﻝ  ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ  ( ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺴﻮﺍ  ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻭﺍ  ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﺑﻮﺍﺏ ﻛﻞ ﺷﺊ ﺣﺘﻲ إﺫﺍ ﻓﺮﺣﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺃﺗﻮﺍ  ﺃﺧﺬﻧﺎﻫﻢ  ﺑﻐﺘﻪ ﻓﺈﺫﺍ  ﻫﻢ ﻣﺒﻠﺴﻮﻥ ....**


ﻭﻓﻘﻨﺎ  ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻳﺎﻛﻢ ﻟﻤﺮﺍﺿﻴﻪ  ﻭﺟﻨﺒﻨﺎ  ﻣﻌﺎﺻﻴﻪ  ﻭﺟﻌﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ  ﺣﺎﻟﻨﺎ  ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻣﺎﺿﻴﻪ  

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

خطبة 🎤 بعنوان
"وداع العام الهجري والعبرة من انقضائة.."
🕌🕋🌴🕋🕌
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدُ لله العزيز الغفور الحليم الشّكور،
يعلم خائنَة الأعين وما تخفي الصّدور،
أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره ...
لا قاطع لمن يصله ،
ولا نافع لمن يخذله ،
يثيب علي العمل القليل ويقبله،
ويحلم علي العاصي فلا يعاجله ..
الملائكة من خشيتِه مشفِقون،
والعباد من عظمته وجلون ،
وكلّ من في السموات والأرض له قانتون ..

يا أيها الإنسـان مهـلاً مالـذي ...
بالله جـل جـلالـه أغـراكـا؟
فاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا ...
لابـد يومـاً تنتـهـي دنيـاكـا
وتكون في يـوم القيامـة ماثـلاً ...
تُجزى بمـا قـد قدمتـه يداكـا

، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ملك فقهر ، وتأذن بالزيادة لمن شكر ، وتوعد بالعذاب من جحد وكفر ، تفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده مقدر ،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، طاهر المظهر والمخبر ، وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر ، وأفضل من صلى وزكى وصام وحج واعتمر ،

ﻓﺎﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ على ﺳﻴﺪﻱ أﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ  ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ،

وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً كثيرا . . .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

ﺃﻣـــﺎ ﺑﻌـــــــﺪ :::** 

عــــــــــــــباد ﺍﻟﻠـــــــــــــــــﻪ .:**

نحن ﺍﻟﻴـــــﻮﻡ ﻋﻠﻲ ﻣﻮﻋﺪ  ﻣﻊ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ  ﺍﻟﻬﺠــﺮﻱ ،
ﻓﻨﺤﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ  ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌة ، ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ  ﺍﻟرابع ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ  ﻣﻦ ﺷﻬﺮ  ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠـة _
 ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ  ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ  ﻋﺸﺮ ﻣﻦ  ﺳﻨة ١٤٤١ ﻫﺠــﺮﻳﺎ ...

  وﻫﻲ  آﺧﺮ  ﺟﻤﻌة ﻓﻲ  ﻫﺬﺍ  ﺍﻟﻌﺎﻡ  ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ  ...

ﺃﺳﺄﻝ  ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﺍﻥ ﻳﺨﺘﻢ ﻟﻨﺎ  ﺑﺨﺎﺗﻤﻪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﻩ  ﻓﻲ  ﻫﺬﺍ  ﺍﻟﻌﺎﻡ ،،
  ﻭأﻥ  ﻳﻄﻮﻱ  ﺻﺤﻴﻔﻪ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ  ﻋﻠﻲ ﻛﻠﻤة ﺍﻟتﻮﺣﻴﺪ  ﺧﺎﻟﺼة ﻟﻠﻪ  ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎلى ... ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﺭﻳﺎﺀ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ **

ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻥ  ﻫﺬﺍ  ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺤﺮﻡ  ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﻡ  ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ  ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ  ﻭﺣﺮﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ،،،
 ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ  ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ (( ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻧﻲ ﺣﺮﻣﺖ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺟﻌﻠﺘﻪ ﺑﻴﻨﻜﻢ  ﻣﺤﺮﻣﺎ ﻓﻼ‌ ﺗﻈﺎﻟﻤﻮﺍ )) ... 

 ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ أﻳﻀﺎ  ﻳﻮﻡ  ﻋﺮﻓﻪ  ﻣﻦ ﺻﺎﻡ  ﻫﺬﺍ  ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ  ﻛﻔﺮ  ﺍﻟﻠﻪ  ﻟﻪ  ﺳﻨﺘﻴﻦ  ﺳﻨﻪ ﻣﺎﺿﻴة ﻭﺳﻨة ﻣﻘﺒﻠة ﻋﻠﻴﻪ إﻥ ﺷﺎﺀ  ﺍﻟﻠﻪ  ......

((إﻥ  ﻋﺪﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺛﻨا ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮا ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ  ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻻ‌ﺭﺽ  ﻣﻨﻬﺎ أﺭﺑﻌة ﺣﺮﻡ  ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ  ﻓﻼ‌ ﺗﻈﻠﻤﻮﺍ  ﻓﻴﻬﻦ ﺍﻧﻔﺴﻜﻢ  ......))

ﻓﻴﺎ ﺍﺧﻲ  ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ  ......**
ﺍﻟﻠﻪ  ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﺨﺘﻢ  ﻟﻚ  ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺸﻬﺮ ﻣﻠﺊ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ، ﻛﻠﻪ  ﺷﻬﺮ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻭﺷﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﻳﻮﻡ  ﻋرفة، ﻭﺷﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺣﺞ  ﺑﻴﺖ  ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﻭﺷﻬﺮ ﻓﻴﻪ  ﻋﺸﺮة أﻳﺎﻡ ﺍلأﻋﻤﺎﻝ  ﻓﻴﻬﺎ  ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ في سبيل الله ..

 ﻓﺎﻟﺴﺆﺍﻝ  ﻟﻚ  أﺧﻲ  ﺍلآﻥ  ..
ﻛﻴﻒ ﺧﺘﻤﺖ ﻋﺎﻣﻚ ؟
ﻭﻛﻴﻒ  أﻧﻬﻴﺖ  ﻋﺎﻣﻚ ؟

ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ  ﻟﻚ  ﻭﻟﻲ  ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ  ..

ﻭأﻧﺎ  ﻻ‌ أﺭﻳﺪ ﺍﺟﺎﺑة  ..... فأﺟﺐ  ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ  ، إﻥ  ﻛﺎن  ﺧﻴﺮﺍ  ﻓﺎﺣﻤﺪ  ﺍﻟﻠﻪ   ﻭﺯﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ  ..
ﻭإﻥ  ﻛﺎن ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎة،

ﻏﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺮﻙ  ، ﻏﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻚ  ، ﻏﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ  ،  ﺗﺐ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﺑﻪ  ﻧﺼﻮﺣﺎ  ﻋﺴﻲ ﺍﻥ ﻳﻐﻔﺮ  ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ  ﻣﺎ ﻓﺎﺕ  ﻭﻣﺎ ﻣﻀﻲ  فإﻥ  ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ  ﺟﻤﻴﻌﺎ  ..
 
ﺗﺐ  ﺍﻟﻲ  ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮبة ﻗﺒﻞ أﻥ ﻳﺄﺗﻲ  ﻋﻠﻴﻚ  ﻳﻮﻡ  ﻻ‌ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﻚ  ، ﻗﺒﻞ أﻥ تأﺗﻲ  ﻋﻠﻴﻚ ﺳﺎعة ﻻ‌ ﺗﻌﺮﻑ  ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻ‌ ﺍﻟﻨﺪﻡ  ...

ﻓﻴﻘﻮﻝ  ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ   :  (( ﻗﻞ  ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ  ﻗﻠﻴﻞ  ﻭالآ‌ﺧﺮة ﺧﻴـــــــــــــــــــﺮ ... ))
ﻟﻤﻦ ؟؟   ... ﻟﻤﻦ ﻳﺎﺍﻟﻠﻪ ؟؟  
(( ﻟﻤﻦ  ﺍﺗﻘﻲ  ..... ))
(( ﻭﺍﻻ‌ﺧﺮﻩ  ﺧﻴﺮ ﻟﻤﻦ ﺍﺗﻘﻲ  ﻭﻻ‌ ﺗﻈﻠﻤﻮﻥ ﻓﺘﻴﻼ‌  ))


ﻋﺒــــــــــــــــــــــــــﺎﺩ  ﺍﻟﻠﻪ  :**
إﻥ  ﺣﻴﺎﻩ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ  ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ  ﻣﺮﺍﺣﻞ ..
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻘﻴﻢ  ﻭﺭﺍﺣﻞ ،
ﻓﻜﻞ ﻧﻔﺲ  ﻳﺘﻨﻔﺴﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﺩﻡ  يقربه ﻣﻦ أﺟﻠﻪ  ﻭﻳﺒﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﻣﻠﻪ  ....

  ﻓأﺣﺰﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ  ﻭأﻋﻘﻠﻬﻢ  ﻣﻦ ﺣﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ  ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻴــــﻮﻣـﺎ ..ﺣﺘﻲ  إﺫﺍ  ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﺍﻷ‌ﺟـﻞ  .. ﻭﺟﺪ ﺻﺤﻴﻔﺘــﻪ  ﻧﻘﻴـــــﻪ  ﻃﺎﻫﺮﻩ   ﻭﻳﻠﻘﻲ  ﺭﺑﻪ ﻓﺮﺣﺎ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ  .. ﻭﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠــﺰﺍﺀ  ﺳﻌﺎﺩة ﻭﺣﺒــﻮﺭﺍ ...

ﻓﻬﻨﻴﺌﺎ  ﻟﻤﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ  ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻡ ..
ﻭﻭﻳﻞ ﻟﻤﻦ ﺃﺳﺎﺀ  ﺍﻟﻌﻤﻞ  ﻭﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﻹ‌ﺟـﺮﺍﻡ ..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﺛُﻢَّ ﺗُﻮَﻓَّﻰ ﻛُﻞُّ ﻧَﻔْﺲٍ ﻣَﺎ ﻛَﺴَﺒَﺖْ ﻭَﻫُﻢْ ﻻ‌ ﻳُﻈْﻠَﻤُﻮﻥَ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:281].

ﻓﺒﻬﺬﻩ ﺍﻵ‌ﻳﺎﺕ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﺎ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺼﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﻨﺎﻗﺸﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ، ﻭﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﻗﻴﻞ ﺍﻟﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ،
ﻓﺘﺤﻘﻘﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ‌ ﻳﻨﺠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﺧﻄﺎﺭ ﺇﻻ‌ ﻟﺰﻭﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ، ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻟﺤﻈﺎﺗﻬﺎ...

ﻓﻤﻦ ﺣﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺧﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﺴﺎﺑﻪ، ﻭﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺟﻮﺍﺑﻪ، ﻭﺣﺴﻦ ﻣﻨﻘﻠﺒﻪ ﻭﻣﺂﺑﻪ،
ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻫﻮﺍﻫﺎ، ﻭﺳﻌﻰ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻨﺎﻫﺎ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺍﺧﺬﺓ ﻭﻻ‌ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ، ﺩﺍﻣﺖ ﺣﺴﺮﺍﺗﻪ ﻭﻃﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻗﻔﺎﺗﻪ، ﻭﻗﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭﺍﻟﻤﻘﺖ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ...

ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺨﻒ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻏﺪﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺑﻪ ﻓﻠﻴﺤﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻵ‌ﻥ....
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻣﻦ ﺩﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻤﻞ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻭﺗﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷ‌ﻣﺎﻧﻲ" ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺣﺴﻨﻪ...

ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ: "ﺣﺎﺳﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﺳﺒﻮﺍ، ﻭﺯﻧﻮﺍ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺯﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻭﺗﺰﻳﻨﻮﺍ ﻟﻠﻌﺮﺽ ﺍﻷ‌ﻛﺒﺮ (ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﺗُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻻ‌ ﺗَﺨْﻔَﻰ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﺧَﺎﻓِﻴَﺔٌ) [ﺍﻟﺤﺎﻗﺔ:18]،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﻒ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺣﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.

ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ: "ﻻ‌ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺗﻘﻴﺎً ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻟﺸﺤﻴﺢ ﺷﺮﻳﻜﻪ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻣﻄﻌﻤﻪ ﻭﻣﻠﺒﺴﻪ؟".

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ: ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻗﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺤﺎﺳﺒﻬﺎ ﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺷﻖ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ.

ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻴﻔﺮﻁ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻴﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﻬﺬﺍ ؟ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ‌ ﺃﻋﺬﺭ ﺑﻬﺬﺍ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ‌ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﻬﺬﺍ ﺃﺑﺪﺍً ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.

ﻓﻬﻠﻤﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺘﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻗﻀﻴﻨﺎﻩ، ﻭﻋﻦ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﺃﻣﻀﻴﻨﺎﻩ، ﻭﻋﻦ ﻣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﻛﺘﺴﺒﻨﺎﻩ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﻔﻘﻨﺎﻩ،؟؟!!
ﻭﻧﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻟﻨﺮﻯ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺳﻄﺮﻧﺎﻩ،
ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﺣﻤﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﻧﺎﻩ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷ‌ﺧﺮﻯ ﺗﺒﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮﻧﺎﻩ...

ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻠﻚ ﺯﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭﺧﻒ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﻐﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﺧﻄﻴﺌﺎﺗﻪ، ﻭﻛﺜرت ﻫﻨﺎﺗﻪ ﻭﺯﻻ‌ﺗﻪ، ﻓﺤﺒﺴﻪ ﻫﻮﻝ ﻣﺎﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻷ‌ﻓﻌﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻓﺜﻘﻞ ﺣﺴﺎﺑﻪ، ﻭﺳﺎﺀ ﻣﺂﻟﻪ ﻭﻣﺂﺑﻪ،

ﻓﺎﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺣﺴﺎﺑﺎً ﻳﺴﻴﺮﺍً...


اللهم بصرنا بعيوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاَ...

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...




-:(( الخطــــبة الثانــية )): -

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،،،

أما بعد:

عبــــــــاد الله :-


الوقفة الثالثة :
3- ﺗﻮﺑﺔ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭ.
ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷ‌ﺣﺒﺔ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺑﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻷ‌ﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﺨﻮﺍﺗﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷ‌ﻣﻴﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻭﺍﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ‌ ﺫﺭﺍﻉ ﻓﻴﺴﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻴﺪﺧﻠﻬﺎ" 

ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ...
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺃَﻓَﻀْﺘُﻢْ ﻣِﻦْ ﻋَﺮَﻓَﺎﺕٍ ﻓَﺎﺫْﻛُﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:198] ..
(ﻓَﺈِﺫَﺍ ﻗَﻀَﻴْﺘُﻢْ ﻣَﻨَﺎﺳِﻜَﻜُﻢْ ﻓَﺎﺫْﻛُﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:200]. (ﻓَﺈِﺫَﺍ ﻗَﻀَﻴْﺘُﻢُ ﺍﻟﺼَّﻼ‌ﺓَ ﻓَﺎﺫْﻛُﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:103]. (ﺷَﻬْﺮُ ﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺃُﻧْﺰِﻝَ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥُ ﻫُﺪﻯً ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﺑَﻴِّﻨَﺎﺕٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻬُﺪَﻯ ﻭَﺍﻟْﻔُﺮْﻗَﺎﻥِ ﻓَﻤَﻦْ ﺷَﻬِﺪَ ﻣِﻨْﻜُﻢُ ﺍﻟﺸَّﻬْﺮَ ﻓَﻠْﻴَﺼُﻤْﻪُ ﻭَﻣَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻣَﺮِﻳﻀﺎً ﺃَﻭْ ﻋَﻠَﻰ ﺳَﻔَﺮٍ ﻓَﻌِﺪَّﺓٌ ﻣِﻦْ ﺃَﻳَّﺎﻡٍ ﺃُﺧَﺮَ ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻜُﻢُ ﺍﻟْﻴُﺴْﺮَ ﻭَﻻ‌ ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺑِﻜُﻢُ ﺍﻟْﻌُﺴْﺮَ ﻭَﻟِﺘُﻜْﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟْﻌِﺪَّﺓَ ﻭَﻟِﺘُﻜَﺒِّﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:185]...

ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻘﺐ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ: "ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ (ﺛﻼ‌ﺛﺎً) ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ..."

ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﺳﻨﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻤﺎ ﺑﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻤﻨﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻭﻣﺎ ﺑﻘﻰ، ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻭﻣﺎ ﺑﻘﻰ...

عباد الله :

ﺍﺣﺬﺭﻭﺍ ﺃﻋﺪﺍﺀﻛﻢ
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺄﻣﻞ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻮﺩﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻷ‌ﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺩﻳﻊ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﺳﻮﻳﺔ، ﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺟﺮﺍﺣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺜﺨﻦ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﺣﺎﺕ ﻭﺍﻵ‌ﻻ‌ﻡ.

ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷ‌ﻣﺔ ﻭﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﻹ‌ﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺑﻤﺨﺎﻃﺮ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻭﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻬﻢ، ، ،
ﻓﻜﻢ ﺗﻐﻠﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺍﻷ‌ﻋﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﻘﺪﺍً !!؟؟
ﻭﻛﻢ ﻳﻌﻀﻮﻥ ﺍﻷ‌ﻧﺎﻣﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻏﻴﻈﺎً!!؟؟
ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻗﻄﻊ ﺩﺍﺑﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻲ ﺗﺨﻮﺭ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭﻳُﺘﺒﻊ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺗﻌﻢ ﺍﻟﺒﻠﻮﻯ (ﻭَﺩُّﻭﺍ ﻟَﻮْ ﺗَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﻛَﻤَﺎ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻓَﺘَﻜُﻮﻧُﻮﻥَ ﺳَﻮَﺍﺀً ﻓَﻼ‌ ﺗَﺘَّﺨِﺬُﻭﺍ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀَ) [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:89]. 

ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻻ‌ ﻳﻌﺰ ﺇﺳﻼ‌ﻡ، ﻭﻻ‌ ﻳﻘﻮﻯ ﻳﻘﻴﻦ، ﻭﻻ‌ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻤﻜﻴﻦ، ، ،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

خطبة 🎤 بعنوان
وقفات في وداع العام الهجري..
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻘﺪﺭﻩ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍً،
ﻭﺗﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺧﻠﻔﺔ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﻜﻮﺭﺍً.

ﺃﺣﻤﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺃﺷﻜﺮﻩ، ﻭﺃﺗﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮﻩ، ﻭﺃﻟﺘﺠﺊ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻩ ﻣﺴﺘﻄﻴﺮﺍً.

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ‌ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ،

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺑﻌﺜﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﺒﺸﺮﺍً ﻭﻧﺬﻳﺮﺍً، ﻭﺩﺍﻋﻴًّﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻭﺳﺮﺍﺟﺎً ﻣﻨﻴﺮﺍً،
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً ﻛﺜﻴﺮﺍً...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أما ﺑﻌﺪ:

ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﺘﻘﻮﻯ ﺯﻣﻦ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻭﻻ‌ ﻣﻮﺳﻢ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﻣﻌﺪﻭﺩ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ،
ﻳﻌﻤﺮﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ، ﻭﻳﻘﻀﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ.
ﻭﺍﻟﻤﻐﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺭﺑﻪ ﺇﻻ‌ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ، ﺃﻭ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ، ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻲ ﻭﺍﻟﻐﻔﻠﺔ، ﻭﻳﻨﺘﻜﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻭﻳﺮﺗﻜﺲ ﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺛﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ، ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺬﻻ‌ﻥ.

عباد الله :
ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺁﺕٍ ﻗﺮﻳﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺂﺕٍ. ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﻴﺘﻪ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺳﻴﺮ ﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺮ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻄﻴﺘﺎﻥ ﺗﻘﺮﺑﺎﻥ ﻛﻞ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﺗﺒﻠﻴﺎﻥ ﻛﻞ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺗﺄﺗﻴﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﻣﻮﻋﻮﺩ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻭﺍﻷ‌ﻋﻮﺍﻡ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﻟﻸ‌ﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻣﻘﺎﺩﻳﺮ ﻟﻶ‌ﺟﺎﻝ، ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﺗﻤﻀﻲ ﺳﺮﻳﻌﺎً، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺟﺪﻫﺎ ﺑﺎﻕٍ ﻻ‌ ﻳﺰﻭﻝ، ﻭﺩﺍﺋﻢ ﻻ‌ ﻳﺤﻮﻝ...

ﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻼ‌ ﺣﻜﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻛﺬّﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ (ﻭَﻣَﺎ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀَ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻭَﻣَﺎ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﻻ‌ﻋِﺒِﻴﻦَ) [ﺍﻷ‌ﻧﺒﻴﺎﺀ:16]...
ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺧﻠﻖ ﻟﻐﻴﺮ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﺰﻭﺭ ﻭﺑﻬﺘﺎﻥ (ﺃَﻳَﺤْﺴَﺐُ ﺍﻹ‌ِﻧْﺴَﺎﻥُ ﺃَﻥْ ﻳُﺘْﺮَﻙَ ﺳُﺪﻯً) [ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ:36]،
(ﺃَﻓَﺤَﺴِﺒْﺘُﻢْ ﺃَﻧَّﻤَﺎ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎﻛُﻢْ ﻋَﺒَﺜﺎً ﻭَﺃَﻧَّﻜُﻢْ ﺇِﻟَﻴْﻨَﺎ ﻻ‌ ﺗُﺮْﺟَﻌُﻮﻥَ) [ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ:115].

ﻭﻗﻔﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ..
ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻮﺩﻉ ﻋﺎﻣﺎً ﻫﺠﺮﻳًّﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﺭﻧﺎ، ﻭﻧﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﺎﻣﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً، ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻭﻗﻔﺔ ﺗﺴﺎﺅﻝ، ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻭﺗﺪﺑﺮ، ﺗﻌﻘﺒﻬﺎ ﻭﻗﻔﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﻓﻪ ﺧﻼ‌ﻝ ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ، ﻋﺎﻡ ﻣﻀﻰ ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ، ﻻ‌ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﻓﻴﻪ، ﺛﻢ ﻭﻗﻔﺔ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻻ‌ﻧﻄﻼ‌ﻗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﻋﺎﻡ ﻧﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻻ‌ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﺽ ﻓﻴﻪ...

1 ـ ﻭﻗﻔﺔ ﺗﺄﻣﻞ ﻭﺗﺪﺑﺮ:
ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻨﺎ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻓﺒﺎﻷ‌ﻣﺲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ،
ﻭﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻧﻮﺩﻋﻪ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷ‌ﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷ‌ﻋﻤﺎﺭ، ﻭﺳﺮﻋﺔ ﻓﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ،
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ: (ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺧَﻠْﻖِ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻷ‌َﺭْﺽِ ﻭَﺍﺧْﺘِﻼ‌ﻑِ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻵ‌ﻳﺎﺕٍ ﻷ‌ُﻭﻟِﻲ ﺍﻷ‌َﻟْﺒَﺎﺏِ) [ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:190].

ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻻ‌ﺩﺓ ﻭﺍﻟﻜﻬﻮﻟﺔ، ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ، ﻭﺍﻟﻬﺮﻡ ﺛﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻋﺠﺎﻟﺔ، ﻭﻳﻄﻮﻯ ﺳﺠﻞ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻏﻤﻀﺔ ﻋﻴﻦ، ﺃﻭ ﻭﻣﻀﺔ ﺑﺮﻕ،
ﻓﻴﺎﻋﺠﺒﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻴﻒ ﺧﺪﻉ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻏﺮﻫﻢ ﻃﻮﻝ ﺍﻷ‌ﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ،
ﻭﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ: (ﻟَﻌِﺐٌ ﻭَﻟَﻬْﻮٌ ﻭَﺯِﻳﻨَﺔٌ ﻭَﺗَﻔَﺎﺧُﺮٌ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺗَﻜَﺎﺛُﺮٌ ﻓِﻲ ﺍﻷ‌َﻣْﻮَﺍﻝِ ﻭَﺍﻷ‌َﻭْﻻ‌ﺩِ) [ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ:20]،

(ﻭَﺍﺿْﺮِﺏْ ﻟَﻬُﻢْ ﻣَﺜَﻞَ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻛَﻤَﺎﺀٍ ﺃَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻓَﺎﺧْﺘَﻠَﻂَ ﺑِﻪِ ﻧَﺒَﺎﺕُ ﺍﻷ‌َﺭْﺽِ ﻓَﺄَﺻْﺒَﺢَ ﻫَﺸِﻴﻤﺎً ﺗَﺬْﺭُﻭﻩُ ﺍﻟﺮِّﻳَﺎﺡُ) [ﺍﻟﻜﻬﻒ:45]...

(ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻣَﺜَﻞُ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻛَﻤَﺎﺀٍ ﺃَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻓَﺎﺧْﺘَﻠَﻂَ ﺑِﻪِ ﻧَﺒَﺎﺕُ ﺍﻷ‌َﺭْﺽِ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﺄْﻛُﻞُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻭَﺍﻷ‌َﻧْﻌَﺎﻡُ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺃَﺧَﺬَﺕِ ﺍﻷ‌َﺭْﺽُ ﺯُﺧْﺮُﻓَﻬَﺎ ﻭَﺍﺯَّﻳَّﻨَﺖْ ﻭَﻇَﻦَّ ﺃَﻫْﻠُﻬَﺎ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻗَﺎﺩِﺭُﻭﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﺃَﺗَﺎﻫَﺎ ﺃَﻣْﺮُﻧَﺎ ﻟَﻴْﻼ‌ً ﺃَﻭْ ﻧَﻬَﺎﺭﺍً ﻓَﺠَﻌَﻠْﻨَﺎﻫَﺎ ﺣَﺼِﻴﺪﺍً ﻛَﺄَﻥْ ﻟَﻢْ ﺗَﻐْﻦَ ﺑِﺎﻟْﺄَﻣْﺲِ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻧُﻔَﺼِّﻞُ ﺍﻵ‌ﻳﺎﺕِ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﺘَﻔَﻜَّﺮُﻭﻥَ) [ﻳﻮﻧﺲ:24]...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

السليمة التي تربي المسلم على القوة والعظمة والخيرية والبذل والعطاء؟
أين هذا الإيمان في قلوب المسلمين اليوم ؟

إن يجب أن يدرك المسلمون أن سبب عزتهم وقوتهم وثباتهم على الحق تكمن في تحقيق كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة عليها،
وأن أي تفريط في أمر العقيدة أو تقصير في أخوة الدين مآله ضعف الأفراد وتفكك المجتمع وهزيمة الأمة،
وإن المتأمل في هزائم الأمم وانتكاسات الشعوب عبر التأريخ يجد أن مردّ ذلك إلى التفريط في أمر العقيدة والتساهل في جانب الثوابت المعنوية مهما تقدمت الوسائل المادية، فقوة الإيمان تفعل الأعاجيب وتجعل المؤمن صادقا في الثقة بالله والاطمئنان إليه والاتكال عليه، ، ،

هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينظر إلى مواضع أقدام المشركين حول الغار فيقول: يا رسول الله، لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرآنا، فيجيبه صلى الله عليه وسلم جواب الواثق بنصر الله: ((يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما) (البخاري 3653)...

بل لقد تبعتهم قريش بفرسانها ، و أرصدت لمن يأت بمحمد حياً أو ميتاً مائة ناقة وهو في ذلك الوقت مال عظيم ،،
ولقد صور الله مكرهم وحقدهم وتآمرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) [الأنفال:30] ...
وكان من بين هؤلاء الفرسان سراقة بن مالك المدلجي الذي كاد أن يمسك بهما ،
فلما رآه سيدنا أبي بكر قال أُتينا يا رسول الله فقال : له النبي صلى الله عليه وسلم لا تحزن إن الله معنا ...
فدعا صلى الله عليه وسلم على سراقة فساخت يدا فرسه في الرمل فقال سراقة : إني أراكما قد دعوتما علي، فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب،
فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ...
وفي رواية أن النبي صلى عليه وسلم قال لسراقة كيف بك إذا لبست سواري كسرى وتاجه فيعجب الرجل ويبهت ويقول: كسرى بن هرمز؟
فيقول: "نعم". ( وكأن سراقة يضحك ويقول في نفسه هذا ضربٌ من الخيال،
أهذا يستولي على إمبراطوريات الدنيا؟!
أهذا يلغي ممالك العالم، وهو لا يستطيع أن ينجو بنفسه؟!
أيمكن لهذا الرجل المطلوب حياً أو ميتاً أن يوزع كنوز الملوك وثرواتهم لمن يشاء ويتصرف بها كيفما يشاء وهو لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ؟

وبالفعل تم ذلك، ودكدك الظلم، وفتح فارس، ورفرفت لا إله إلا الله على الإيوان ...

فلما غنم المسلمون كنوز كسرى أتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بها بين يدي عمر بن الخطاب ،
فأمر عمر بأن يأتوا له بسراقة و قد كان وقتها شيخاً كبيراً قد جاوز الثمانين من العمر ،
و قد مضى على وعد رسول الله له أكثر من خمسة عشر سنة فألبسه سواري كسرى و تاجه فقال له أرفع يديك وقل الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة الأعرابي، ) (وأصل القصة في صحيح البخاري كتاب المناقب باب علامات النبوة 3419 /كنز العمال .35752 ) ....
فما أحوجنا إلى إعادة الثقة بأنفسنا وقدراتنا وقيمنا ومبادئنا وديننا فنحن أمة أختارها الله وأصطفى منها رسولها وتكفل بحفظ كتابها وتعهد بنصرها وتمكينها ...

اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلا ...

أقول قولي هذا وأستغفر الله
لي ولكم فاستغفروه ...


الخطــــبة.الثانــية.tt
عبــــــاد الله :- ما أحوجنا اليومَ
ونحنُ نستقبلُ عامًا جديدًا إلى فتحِ صفحةٍ بيضاء, نصطلحُ فيها مع اللهِ سبحانه الذي أمهلَنا كثيرًا, وصبرَ علينا طويلاً, ومنحنَا الفرصةَ تلوَ الفرصة،
قال تعالى ( وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [الشعراء:132-135]...

وإنه لينبغي أن يهجر كل مسلم ما نهى الله عنه حتى يكون مهاجرا إلى الله سبحانه،

أخرج ابن ماجة عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب) فهل فكّرنا في هذه الهجرة التي لا تتطلب مالا ولا سفرا ولا تعرضا لخطر، بل تتطلب عزما وحزما، وتتطلب صدقا وإخلاصا في التوجه إلى الله سبحانه وفي نصرة دينه وإقامة شرعه؟!

إننا مُطالَبون جميعًا بهجرةِ ما نهى اللهُ عنه إن كُنَّا نُؤمنُ باللهِ واليومِ الآخر ونُوقنُ بالجنةِ والنار, وهجرة ما نهى اللهُ عنه تُطالبُ بها الأمةُ كلُها من أعلى القمةِ إلى أسفلِ القاع؛ فالأمةُ كُلها تستقلُ سفينةً واحدة, فليسَ لأحدٍ أن يخرقَ في نصيبهِ خرقًا, فمتى خُرقت السفينةُ فإن الخطر الداهم والهلاك سيعم الجميع ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خـطـبـة جـمــعــة بعـنــوان :*
*الهجرة.لم.تكن.هروباً.من.الواقع.tt*
*للشيـخ/ حـســان أحـمــد الـعـمـاري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الاولــى.cc*
الحمد لله الذي منّ علينا بالإيمان،
وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وجعلنا من الراشدين...

ونشهد أن لا إله إلا الله يحب التائب ويقبل الآيب، وليس لديه بواب ولا حاجب،،،
إذا قال العبد: يا رب قد أذنبت،
قال الله له: يا عبدي وأنا قد سترت،
فإذا قال العبد: يا رب قد ندمت وتبت،
قال الله تعالى: يا عبدي وأنا قد قبلت،
من ذا الذي جاء إلى بابنا فطردناه،
من ذا الذي مدّ إلينا يده فما أجبناه، من ذا الذي سألنا فما أعطيناه ؟

ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً رسول الله صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر صلى الله عليه وعلى آله و صحابته الغُر الميامين، والقادة المظفرين، أعلام الهدى وأُسد الوغى، ومنارات التقى، وسلم تسليماً كثيراً ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أمــا بعــــد - عبــــاد الله : -
مع كثرت المشاكل وتنوع الابتلاءات التي تصيب الإنسان في حياته وحجم التكاليف والأعباء التي ينبغي أن يؤديها ويقوم بها فإنه وفي حالة ضعف قد لا يستطيع أن يصمد او يواجه كل هذه التحديات ، فيهرب من واقعه وحياته إلى واقع آخر يصنعه بنفسه يوافق هواه ويستجيب لرغباته ،
والإنسان خلقه الله وجعل من سننه في هذه الحياة أن يبتليه بشتى أنواع الإبتلاءات ليرفع من مكانته ويزيد في أجره ليستحق أن يكون خليفة الله في أرضه ووراثاً لنعيم الله في جنته وأمره سبحانه وتعالى بالصبر والثبات ومواجهة نوائب الدهر وعقبات الزمان بالإيمان والأمل...
قال تعالى ( وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ)( الرعد: 22) ...
وقال سبحانه (ليْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)( البقرة: 177) ...

هذه الحياة جبلت على كدر لم يسلم منها الأنبياء قدوة الخلق عليهم صلوات الله وسلامه ولم يسلم منها عباد الله المقربون وهم مع ذلك لم يضعفوا ولم يستكينوا ولم يهربوا من واقع الحياة ومتطلباتها وواجباتهم ومسئولياتهم فكان لهم النصر والتمكين وتهيئة الأسباب والمكانة العالية والمقام الرفيع ...

قال تعالى ("وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ")(السجدة/ 24) ...

وقال تعالى ("فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ")(الأحقاف/ 35) ...

وفي ذكر الهجرة النبوية وفي بداية عام هجري جديد يأخذ المسلم الدروس من هذا الحدث التاريخي العظيم ، و إنها لذكرى الاعتبار والاتعاظ ... ووقفة نستقرئ فيها فصلا من فصول الحياة ،
ودرساً من دروس معلم البشرية ومحطم الوثنية صلى الله عليه وسلم ...
لماذا ؟
لأنها هجرةٌ نفثت في الأرواح والأجساد والأوطان الحياة بما تحمله من معاني وقيم فالإنسان لا يكون حياً وإن أكل وشرب وتنفس إلا بالإيمان ...
قال تعالى ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا

كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:122) ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﻓَﺈِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﻀِﻞُّ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺰِﺭُ ﻭَﺍﺯِﺭَﺓٌ ﻭِﺯْﺭَ ﺃُﺧْﺮَﻯ ﻭَﻣَﺎ ﻛُﻨَّﺎ ﻣُﻌَﺬِّﺑِﻴﻦَ ﺣَﺘَّﻰ ﻧَﺒْﻌَﺚَ ﺭَﺳُﻮﻟًﺎ ﴾ [ﺍﻹ‌ﺳﺮﺍﺀ: 12 - 15]...
 
ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﻮﻥ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻭﻟﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭﻩ إﻨﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ...





-:(( ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )):-

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻣﻨﺸﺊ ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ، ﻭﻣﻔﻨﻲ ﺍﻷ‌ﻋﻮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺪﻫﻮﺭ، ﻭﻣﻴﺴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺴﻮﺭ ﻭﻣﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﺭ، ﻳﻌﻠﻢ ﺧﺎﺋﻨﺔ ﺍﻷ‌ﻋﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ.

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺇﻟـﻪ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ.

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻣﺮ ﻭﺃﺟﻞ ﻣﺄﻣﻮﺭ.

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ. ﻭﺿﺎﻋﻒ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻬﻢ ﺍﻷ‌ﺟﻮﺭ...


ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
 ﺇﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻑ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﻋﺎﻡ ﻫﺠﺮﻱ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﺇﻟا أيام، ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻋﻮﺍﻣﻨﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﺗﻨﻘﺺ ﺃﻋﻤﺎﺭﻧﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﻧﺪﻧﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﺎﻣﺎ،
ﻓﻜﻞ ﺳﺎﻋﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ، ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻀﻰ ﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﻭﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻭﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ،

ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭﺍﺳﺘﺪﺭﻛﻮﺍ ﻋﻤﺮﺍً ﺿﻴﻌﺘﻢ ﺃﻭﻟﻪ،
ﻓﺮﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪﺍً ﺍﻏﺘﻨﻢ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ،
ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻹ‌ِﻧﺎﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﻃﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ،
ﻭﺃﺧﺬ ﻧﺼﻴﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ،

ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺃﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺍﻏﺘﻨﻤﻨﻲ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ‌ ﺗﺪﺭﻱ ﻟﻌﻠﻪ ﻻ‌ ﻳﻮﻡ ﻟﻚ ﺑﻌﺪﻱ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﺍﻟﻚ...

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺷﺮﻑ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﻗﺪﺭ ﻭﻗﺘﻪ ﻓﻼ‌ ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻗﺮﺑﺔ.

ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﺷﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻦ ﻟﺤﻀﻪ ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ:((ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺑﺤﻤﺪﻩ ﻏﺮﺳﺖ ﻟﻪ ﺑﻬﺎ ﻧﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ))...

ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ : ﻛﻢ ﻧﺨﻠﺔ ﺿﻴﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﻈة ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺑﺤﻤﺪﻩ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﺮﺳﺎً ﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ،
ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺿﻴﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ؟
ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺃﺿﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻔﺎﺗﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ...


ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﻛﻢ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻷ‌ﻋﻮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ، ﻻ‌ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻭﻻ‌ ﻳﺘﺒﺪﻝ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺔ ﻭﻗﺴﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻣﻌﺎﺹ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ،
ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺮﺣﻤــﻦ ﻣﻌﻄﻠﺔ ، ﻭﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺗﻨﻔﺬ ،
ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺧﻲ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻚ؟
 ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻟﻚ؟
 ﺃﻻ‌ ﻳﻮﺟﺪ ﻗﻠﺐ ﻧﺎﻩ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺍﻧﺼﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ؟!!

ﻗﺎﻝ ﺍﻷ‌ﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ: (ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻤﻦ ﻋﺮﻑ ﺭﺑﻪ ﺛﻢ ﻋﺼﺎﻩ ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺛﻢ ﺃﻃﺎﻋﻪ)...


ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﻫﻼ‌ ﺗﻔﻜﺮﺗﻢ ﺃﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ؟
ﺃﻣﺎ ﻭﺍﻓﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻳﺎ ﻭﻗﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ القاضية ؟
ﺭﺣﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ،ﻭﻗﻞ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺑﻘﺎﺅﻧﺎ،
ﻫﺬﻩ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮﺍﻫﻢ،
ﻫﺬﺍ ﺻﺪﻳﻘﻬﻢ ﻗﺪ ﻧﺴﻴﻬﻢ ﻭﺟﻔﺎﻫﻢ.
ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺗﺰﻋﺞ ﺍﻷ‌ﻟﺒﺎﺏ،
ﻭﺃذﻛﺎﺭﻫﻢ ﻳﺼﺪﻉ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻷ‌ﺣﺒﺎﺏ، ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻠﻤﻌﺘﺒﺮﻳﻦ،

ﻓﺘﺄﻣﻠﻮﺍ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﻴﻦ، ﻭﺍﺗﻌﻈﻮﺍ ﺑﺎﻷ‌ﻣﻢ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻦ، ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻳﻠﻴﻦ،
ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻷ‌ﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﺎ ﺩﻣﺘﻢ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹ‌ِﻣﻬﺎﻝ، ﻭﺍﻏﺘﻨﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻷ‌ﻋﻤﺎﻝ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻧﻔﺲ ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻓﺎﺕ ﺯﻣﻦ ﺍﻹ‌ِﻣﻜﺎﻥ، ﻭﺣﺼﻞ ﺍﻹ‌ِﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺃﻭ ﻋﺼﻴﺎﻥ،

ﻓﻨﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﻣﻨﺎﻥ، ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻢ ﻋﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻻ‌ﻣﺘﻨﺎﻥ،
ﻭﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻋﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ ﻋﺎﻣﺎً ﻣﺒﺎﺭﻛﺎً ﺣﻤﻴﺪﺍً،
ﻭﺗﺮﺯﻗﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺭﺯﻗﺎً ﻭﺍﺳﻌﺎً ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﺎً ﻭﺗﺴﺪﻳﺪﺍً،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ، ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺣﻮﺍﻟﻨﺎ...

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم، يُعظِم الله لكم بها أجرا، وتؤدوا شيئاً من حقوق نبيّكم عليكم، وتمتثلوا أمر الله عزّ وجل لكم.

اللهم صلّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد
اللهم ارزقنا محبته، وارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا، اللهم ارزقنا تقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.
اللهم توفنا على مِلّته
اللهم احشرنا في زُمرته
اللهم أدخلنا في شفاعته
اللهم أسقنا من حوضه
اللهم اجمعنا به في جنات النعيم، مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمّهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻ‌ﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*ﻓﻲ ﻭﺩﺍﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠـﺮي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺧﻠﻔﺔ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﻜﻮﺭﺍً...
 ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺿﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻧﻮﺭﺍً...

الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية،
المتعزز بعظمة الربوبية،
القائم على نفوس العالم بآجالها،
والعالم بتقلبها وأحوالها،
المانّ عليهم بتواتر آلائه، المتفضل عليهم بسوابغ نعمائه،
الذي أنشأ الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير، وخلق البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير،

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ‌ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻮﻥ ﻋﻠﻮﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍً...

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً ﻛﺜﻴﺮﺍً...

﴿ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺣَﻖَّ ﺗُﻘَﺎﺗِﻪِ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻤُﻮﺗُﻦَّ ﺇِﻟَّﺎ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻣُﺴْﻠِﻤُﻮﻥَ ﴾ [ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: 102].

﴿ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺭَﺑَّﻜُﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻘَﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﻧَﻔْﺲٍ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓٍ ﻭَﺧَﻠَﻖَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺯَﻭْﺟَﻬَﺎ ﻭَﺑَﺚَّ ﻣِﻨْﻬُﻤَﺎ ﺭِﺟَﺎﻟًﺎ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ ﻭَﻧِﺴَﺎﺀً ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺗَﺴَﺎﺀَﻟُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺣَﺎﻡَ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺭَﻗِﻴﺒًﺎ ﴾ [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: 1].

﴿ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻗُﻮﻟُﻮﺍ ﻗَﻮْﻟًﺎ ﺳَﺪِﻳﺪًﺍ *ﻳُﺼْﻠِﺢْ ﻟَﻜُﻢْ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟَﻜُﻢْ ﻭَﻳَﻐْﻔِﺮْ ﻟَﻜُﻢْ ﺫُﻧُﻮﺑَﻜُﻢْ ﻭَﻣَﻦْ ﻳُﻄِﻊِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟَﻪُ ﻓَﻘَﺪْ ﻓَﺎﺯَ ﻓَﻮْﺯًﺍ ﻋَﻈِﻴﻤًﺎ ﴾ [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 70، 71].

ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ:
ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻭﺍ ﺑﻤﺎ ﺗﺮﻭﻥ ﻭﺗﺴﻤﻌﻮﻥ.
ﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻭﺍﻷ‌ﻋﻮﺍﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻷ‌ﻋﻮﺍﻡ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ.
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻋﺸﺖ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻓﺈﻟﻰ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻦ.
ﻭﻫﺒﻚ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﻤﺌﻴﻦ..!!

ﻓﻤﺎ ﺃﻗﺼﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﺓ ﻭﻣﺎ ﺃﻗﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ..!!

ﻗﻴﻞ ﻟﻨﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺚ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺇﻻ‌ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً: ﻛﻴﻒ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺪﺍﺧﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ...

ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻭﺗﺒﺼﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻘﻄﻌﻮﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺳﻔﺮﻛﻢ. ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻤﺮ ﺑﻜﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻌﺪﻛﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﻘﺮﺑﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ...

ﻓﻄﻮﺑﻲ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻏﺘﻨﻢ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺮﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻭﻣﻮﻻ‌ﻩ. ﻭﻃﻮﺑﻰ ﻟﻌﺒﺪ ﺷﻐﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﺗﻌﻆ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻈﺎﺕ ﻭﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷ‌ﻋﻤﺎﺭ. ﻭﻃﻮﺑﻰ ﻟﻌﺒﺪ ﺃﺳﺘﺪﻝ ﺑﺘﻘﻠﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻷ‌ﻭﻟﻲ ﺍﻷ‌ﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﻷ‌ﺑﺼﺎﺭ ﴿ ﻳُﻘَﻠِّﺐُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞَ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭَ ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺫَﻟِﻚَ ﻟَﻌِﺒْﺮَﺓً ﻟِﺄُﻭﻟِﻲ ﺍﻟْﺄَﺑْﺼَﺎﺭِ ﴾ [ﺍﻟﻨﻮﺭ: 44]. 
﴿ ﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲَ ﺿِﻴَﺎﺀً ﻭَﺍﻟْﻘَﻤَﺮَ ﻧُﻮﺭًﺍ ﻭَﻗَﺪَّﺭَﻩُ ﻣَﻨَﺎﺯِﻝَ ﻟِﺘَﻌْﻠَﻤُﻮﺍ ﻋَﺪَﺩَ ﺍﻟﺴِّﻨِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟْﺤِﺴَﺎﺏَ ﻣَﺎ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺫَﻟِﻚَ ﺇِﻟَّﺎ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ﻳُﻔَﺼِّﻞُ ﺍﻟْﺂَﻳَﺎﺕِ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ * ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺍﺧْﺘِﻠَﺎﻑِ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻭَﻣَﺎ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻟَﺂَﻳَﺎﺕٍ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﺘَّﻘُﻮﻥَ ﴾ [ﻳﻮﻧﺲ: 5، 6].


ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺟﻤﻌﺘﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺁﺧﺮ ﺟﻤﻌﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ.
ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻼ‌ﺋﻞ ﺳﻴﻄﻮﻯ ﺳﺠﻠﻪ ﻭﻳﺨﺘﻢ ﻋﻤﻠﻪ.

ﻓﻬﻨﻴﺌﺎً ﻟﻤﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻡ. ﻭﻭﻳﻞ ﻟﻤﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﻭﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﻷ‌ﺟﺮﺍﻡ.
ﻓﻬﻠﻢ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻛﻴﻒ ﻗﻀﻴﻨﺎﻩ ﻭﻣﺎ ﺃﻭﺩﻋﻨﺎﻩ ﻓﻴﻪ.؟
ﻭﻟﻨﻔﺘﺶ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﺃﻣﻠﻴﻨﺎﻩ. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﺣﻤﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﻧﺎﻩ. ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﺍً ﺗﺒﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮﻧﺎﻩ،
ﻭﻟﻴﻨﻈﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﺮﻃﻨﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮﻧﺎ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻭﺃﻛﺜﺮﻧﺎ ﺍﻵ‌ﻣﺎﻝ ﻭﺿﻴﻌﻨﺎ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ،
ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﻮﻡٍ ﻓﻀﻴﻞ ﺻﻴﺎﻣﻪ ﻣﺎ ﺻﻤﻨﺎﻩ،
ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻀِﻴﻞٌ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻟﻢ ﻧﻘﻤﻬﺎ،
ﻓﻠﻴﺤﺎﺳﺐ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﻁ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻓﻠﻴﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺘﺪﺍﺭﻙ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ...


ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﻛﻢ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻭﻳﻔﺮﺡ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﺷﻬﺮﻩ ﻭﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺸﻬﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ،
وﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻓﺮﺣﻪ ﺑﺎﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﺮﺡٌ ﺑﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﺍﻟﺪﻧﻮ ﻟﻸ‌ﺟﻞ ،
ﻓﺮﺡ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻗﻪ ﻷ‌ﻫﻠﻪ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﻟﻘﺒﺮﻩ. ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻧﻘﻄﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻧﺎ. ﻭﺻﻔﺤﺎﺕ ﻧﻄﻮﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻓﺎﺗﺮﻧﺎ. ﻓﻬﻞ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻻ‌ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺪ ﻟﻠﻘﺪﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ ﺑﺎﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮﻩ...


ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺃﻟﻢ ﺗﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﻄﻠﻊ ﻭﺗﻐﺮﺏ..!!
ﻓﻔﻲ ﻃﻠﻮﻋﻬﺎ ﺛﻢ ﻏﺮﻭﺑﻬﺎ ﺇﻳﺬﺍﻥ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭ. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻃﻠﻮﻉ ﺛﻢ ﻏﺮﻭﺏ...

ﺃﻟﻢ ﺗﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﻋﻮﺍﻡ ﺗﺘﺠﺪﺩ ﻋﺎﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ.
ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺗﻮﺩﻋﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎً ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻋﻠﻴﻜﻢ. ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻣﻘﺒﻼ‌ً ﺇﻟﻴﻜﻢ...
ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺗﻮﺩﻋﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ...
ﻓﻠﻴﻘﻒ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﺳﺒﺎً ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺳﻠﻔﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻭﺇﻥ ﻳﻜﻦ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻗﻠﻊ ﻭﺃﻧﺎﺏ. ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺗﻤﺤﻲ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﺔ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا يارب العالمين
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر واقم الصلاة .

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أجلها الآخرة لينالوا بعض متاعها ويتمتعوا ببعض ملذاتها وشهواتها هي والله سراب خادع وبريق لامع
فاعلموا رحمكم الله أن الدنيا أيام محدودة وأنفاس معدودة وآجال مضروبة وأعمال محسوبة هي والله قصيرة وإن طالت في عين المخدوعين بزخرفها وحقيرة وإن جلت في قلوب المفتونين بشهواتها. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا) [فاطر:5] (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) [غافر:39].

تذكَّروا أنَّ العمر أنفاس مَعدودة وَشِيكة النَّفاد ولحظات معدودة وأنَّ كلَّ امرئ على ما قدَّم قادِم وعلى ما خلَّف نادِم وأنَّ ما مضَى من العمر في طاعةٍ فهو أربَح التِّجارة وما خَلا منها فهو نقْص وخسارة وما مضَى في ضدِّها فهو مصيبة وخِزي ومعارة
روى الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم قام وتركها".

سبحان الله عباد الله ألم يأن لأهل الغفلة أن يدركوا حقيقة هذه الدار؟! أما علموا أن حياتها عناء ونعيمها ابتلاء جديدها يبلى وملكها يفنى ودها ينقطع وخيرها ينتزع المتعلقون بها على وجل إما في نعم زائلة أو بلايا نازلة أو منايا قاضية؟!
 
قال الشاعر:
يسر المرء ما ذهب الليالي
وإن ذهابهن له ذهابا
وقال آخر
إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا
فإنما الربح والخسران في العمل

* ـ وقفة محاسبة:
والأصل فيها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر:18]. وقوله: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) [الكهف:49].

فبهذه الآيات وأشباهها استدل أرباب البصائر على أن الله تعالى لهم بالمرصاد وأنهم سيناقشون الحساب ويطالبون بمثاقيل الذر من الخطرات واللحظات فتحققوا أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة وصدق المراقبة ومطالبة النفس في أنفاسها وحركاتها ومحاسبتها من خطراتها ولحظاتها.

فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه وحضر عند السؤال جوابه وحسن منقلبه ومآبه ومن ترك لنفسه هواها وسعى لها في تحقيق مناها وتركها من غير مؤاخذة ولا محاسبة فوجئ بغدراته وخطيئاته وكثرة هناته وزلاته دامت حسراته وطالت في عرصات القيامة وقفاته وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته فثقل حسابه وساء مآله ومآبه فاللهم إنا نسألك حساباً يسيراً. فمن أراد أن يخف حسابه غدا بين يدي ربه فليحاسب نفسه في دنياه الآن.
أليس من الخسران أن لياليا
تمر بلا نفع وتحسب من عمري

فانظر أيها الحبيب في صحائف أيامك التي خلت ماذا ادخرت فيها لآخرتك واخل بنفسك وخاطبها: ماذا تكلم هذا اللسان وماذا رأت العين وماذا سمعت هذه الأذن وأين مشت هذه القدم وماذا بطشت هذه اليد وأنت مطلوب منك أن تأخذ بزمام نفسك وأن تحاسبها يقول ميمون بن مهران: “لا يكون العبد تقياً حتى يكون مع نفسه أشد محاسبة من الشريك مع شريكه”.

فهلموا بنا ونحن في نهاية سنتنا نتساءل عن عامنا كيف قضيناه وعن وقتنا فيه كيف أمضيناه وعن مالنا من أين اكتسبناه وفيما أنفقناه وننظر في كتاب أعمالنا لنرى ما فيه سطرناه فإن كان خيراً حمدنا الله وشكرناه وإن كانت الأخرى تبنا إليه واستغفرناه.
نسير إلى الآجال في كل لحظة
وأيامنا تطوي وهن مراحل
ولم أر مثل الموت حقا كأنه
إذا ما تخطته الأماني باطل
وما أقبح التفريط في زمن الصبا
فكيف به والشيب للرأس شاعل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى
فعمرك أيام وهن قلائل

* كذلك وقفة توبة واستغفار.
اعلموا أيها الأحبة أن من ثوابت هذا الدين أن الأعمال بالخواتيم كما ثبت في أحاديث المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم: "وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" 
فيا من تمرّ عليه السنة بعد السنة وهو غارق في نوم الغفلة والسِنة يا من يأتي عليه العام بعد العام وقد لج في بحر الخطايا والأوهام قل لي بربك لأي يوم أخرت توبتك؟! متى يا أخي ستفيق؟ وحتام تستبين الطريق؟‍

ومن أصول الشرع استحباب الاستغفار وكثرة ذكر العزيز الغفار في أعقاب الطاعات والقربات. قال تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ) [البقرة:198] 
(فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ) [البقرة:200]. (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ) [النساء:103].فاختتموا بالاستغفار والتوبة عامكم

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم انشر علينا رحمتك ، اللهم أنشر علينا رحمتك بالسحا

ب ، سحاً وابلاً غدقاً مُغيثاً ،هنيئاً مريئاً ،مريعاً مجللاً، نافعاً غير ضار،اللهم لتحي به ما قد مات ،وترد به ما قد فات، وتنعش به الضعيف من عبادك ،وتحي به الميت من بلادك اللهم سقيا هنيئة ،تروى بها القيعان وتسيل البطان، وتستورق الأشجار، وترخص الأسعار ، اللهم أرحم من في الديار،وأنزل علينا غيثك المدرار، ياعزيز ياغفار .

اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السموات والأرض يا حي يا قيوم ، لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين فإننا فقراء إليك ،محتاجون إليك ،اللهم فرحم ضعفنا ،واجبر كسرنا وأغث قلوبنا وديارنا ، اللهم أغدق علينا من كرمك العميم، وأسبغ علينا من فضلك العظيم ،يارحمن يارحيم، اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السموات والأرض يا حي يا قيوم ، لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين فإننا فقراء إليك ،محتاجون إليك،اللهم فارحم أنين الآنة وحنين الحانة ، اللهم فاسقنا غيثك ولا تجعلنا من القانطين ،برحمتك ياأرحم الراحمين .

(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ( ، (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ( ، ( رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ( (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ *وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عليك فلا تهلكها، فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (: ((كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها)) رواه مسلم.

ويا من أقعده الحرمان، يا من أركسه العصيان، كم ضيّعت من أعوام، وقضيتها في اللهو والمنام، كم أغلقت باباً على قبيح، كم أعرضت عن قول النصيح، ، فكم من حقوق أضعتها، ومناهي أتيتها، وشرور نشرتها، ونظرة أصبتها أنسيت ساعة الاحتضار؟! حين يثقل منك اللسان، وترتخي اليدان، وتشخصُ العينان، ويبكي عليك الأهل والجيران، أنسيت ما يحصل للمحتضر حال نزع روحه؟! حين يشتد كربه، ويظهر أنينه، ويتغيّر لونه، ويعرق جبينه، وتضرب شماله ويمينه، هذا رسول الله (، وليس أكرم على الله من رسوله، إذ كان صفيه وخليله، حين حضرته الوفاة، كان بين يديه ركوة فيها ماء، فجعل يُدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه ويقول: ((لا إله إلا الله، إن للموت سكرات)) رواه البخاري.

عباد الله:أين من عاشرناه كثيراً وألفنا، أين من مِلنا إليه بالوداد وانعطفنا، كم أغمضنا من أحبابنا جَفْناً، كم عزيز دفنّاه وانصرفنا، كم قريب أضجعناه في اللحد وما وقفنا، فهل رحم الموت منا مريضاً لضعف حاله وأوصاله؟! هل ترك كاسباً لأجل أطفاله؟! هل أمهل ذا عيال من أجل عياله؟! أين من كانوا معنا في الأعوام الماضية؟!

أتاهم هادم اللذات، وقاطع الشهوات، ومفرّق الجماعات، فأخلى منهم المجالس والمساجد، تراهم في بطون الألحاد صرعى، لا يجدون لما هم فيه دفعاً، ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، ينتظرون يوماً الأمم فيه إلى ربها تُدعى، والخلائق تُحشر إلى الموقف وتسعى، والفرائص ترعُد من هول ذلك اليوم والعيون تذرف دمعاً، والقلوب تتصدع من الحساب صدعاً.

فيا من تمرّ عليه سنة بعد سنة، وهو في نوم الغفلة والسِنة، يا من يأتي عليه عام بعد عام، وقد غرق في بحر الخطايا وهام، قل لي بربك لأي يوم أخرت توبتك؟! ولأي عام ادخرت أوبتك؟! إلى عام قابل، وحول حائل، فما إليك مدة الأعمار، ولا معرفة المقدار، فبادر التوبة واحذر التسويف، وأصلح من قلبك ما فسد، وكن من أجلك على رصد، وتعاهد عمرك بتحصيل العِدد، وفرَّ من المجذوم فرارك من الأسد، فقد أزف الرحيل وقرب التحويل، والعمر أمانة، سيُسأل عنه المرء يوم القيامة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ( قال: ((لا تزول قدما ابن ادم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم)) رواه الترمذي ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي).

أيها المسلمون: أين الحسرات على فوات أمس؟! أين العبرات على مقاساة الرمس؟! أين الاستعداد ليوم تدنو فيه منكم الشمس؟! فتوبوا إلى ربكم قبل أن يشتمل الهدم على البناء، والكدر على الصفاء، وينقطع من الحياة حبل الرجاء، وقبل أن تخلو المنازل من أربابها، وتؤذن الديار بخرابها، واغتنموا ممرَّ الساعات والأيام والأعوام، وليحاسب كل واحد منكم نفسه، فقد سعد من لاحظها وحاسبها، وفاز من تابعها وعاتبها. وهلموا إلى دار لا يموت سكانها، ولا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبابها، ولا يتغير حُسنها، يقول النبي (: ((من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه)) أخرجه مسلم.

فيا عبد الله: استدرك من العمر ذاهباً، ودع اللهو جانباً، وقم في الدجى نادباً، وقف على الباب تائباً، بلسان ذاكر، وجفن ساهر، ودمع قاطر، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (: ((إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)) أخرجه مسلم. فأحسن فيما بقي، يُغفر لك ما مضى، فإن أسأت فيما بقي، أُخذت بما مضى وبما بقي.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِير(ٍ الشورى:47.اللهم اجعل يومنا خيراً من أمسنا، وغدنا خيراً من حاضرنا .

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


*الخطبـــــة.الثانيـــــة.tt*
الحمد لله وكفى، يجزي أهل الوفا بالتمام والوفا، وسلام على عباده الذين اصطفى، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى ولا ندّ له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدًا النبي المصطفى والحبيب المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأطهار الحنفا.

أما بعد:
فاتقوا الله ـ عباد الله ـ على كل حال وفي كل مكان، أمركم بذلكم ربكم بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( آل عمران:102.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ومن أسباب زوال النعم:
انشغال الناس بأسباب الرفاهية والترف واللهو, وبناءُ الملاهي وغيرها,
وقد حذر من هذا نبي الله هود عندما رأى قومه معرضين عن طاعة ربهم, وإقبالهم على الملذات والترف واللهو, قال الله عز وجل:{ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ {123}
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ {124} إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ {125} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {126} وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ {127} أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ {128}} الشعراء.
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: [ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً ]: أي معلماً مشهوراً, وتبنون: أي وإنما تفعلون ذلك عبثاً لا للاحتياج إليه؛ بل لمجرد اللعب واللهو وإظهار القوة, ولهذا أنكر عليهم نبيهم عليه السلام ذلك, لأنه تضييع للزمان, وإتعاب للأبدان في غير فائدة, واشتغال بما لا يجدي في الدنيا ولا في الآخرة أ. هـ

ومن أسباب زوال النعم:
فسقُ المترفين, قال تعالى :{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً {16}}الإسراء.
والمترفون هم أهل الأموال والجاه, فهولاء إن صرفوها في طاعة الله عز وجل, وفي ما يرضيه, صاروا سبباً بإذن الله عز وجل لدوام النعمة, وإن صرفوها في اللهو الباطل, وفيما يصد عن طاعة الله عز وجل صاروا سبباً في إهلاك أنفسهم, وإهلاك من حولهم, لأن الشر يعم, قال تعالى: { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {25}‏}‏ الأنفال.

ومن أسباب زوال النعم:
ترك الجهاد في سبيل الله, بدءاً بجهاد النفس والأهل, قال صلى الله عليه وسلم:" ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا عمهم الله بالعذاب" رواه الطبراني.
وقال صلى الله عليه وسلم:" إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"رواه أبو داود.

ومن أسباب زوال النعم:
ترك الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, والأخذ على أيدي الفسقة والمجرمين, قال تعالى:{ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ {41}} الحج.

هذا وصلوا وسلموا
على من امرتم بالصلاة والسلام عليه في محكم التنزيل((ان الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين امنوا صلواعليه وسلموا تسليما))

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…
Подписаться на канал