- أستريحُ هُنَا قليلًا، كمَا يفعلُ المُنَاضِلون ! #عبدالودود_الهدهد
لو أنكِ امرأةٌ عادية،
لأعطيتُكِ فرصةً واحدة، ثم أغلقتُ كلَّ أبوابي.
لكنّكِ لستِ عادية أبدًا.
وأعلم أنّه قد يكون لكِ أسبابكِ وظروفكِ الخاصةَ في هذه الفترة،
وأنَّ لكِ من المواقفِ والصبرِ الكثيرَ، الذي أبقيتُه ذُخرًا لكِ في قلبي،
وربما هذه أيّامُه، فلا بأس إنْ تحاملتُ الآن قليلاً...
لا أنكر
أنني قد اتخذتُ قرارَ الانفصال،
وما إن أراجعَ ذاكرتي،
حتى أتراجع...
ترجعني لحظةُ لقائنا الأول،
حين رأيتكِ تداعبين طفلاً، وتضحكين، وتنظرين نحوي للمرةِ الأولى،
وقعُ تلك النظرات، لا يزال أثرُها في قلبي إلى الآن.
تُصدقين؟ في تلك اللحظة قلتُ: "هذه هي فتاةُ قلبي،
هذه هي القَدَرُ التي سأُكملُ معها بقيّةَ الطريق".
أتذكّر هذا، فأَتراجع.
أتذكّر وقتًا مرَّ عليّ لم يكن هيِّنًا،
فظللتِ إلى جانبي،
وظلّت نظرتُكِ لي كما هي،
فخفّفتِ عني عبءَ المرحلة،
فأتراجع.
أتذكّركِ وأنتِ تراهنين على الجميع،
وتقولين بثقة: "هو مختلف"،
ولأجلِ هذا... أنا لن أُخذلكِ.
ولو تغيّر بكِ الحالُ قليلاً،
فأنا مؤمنٌ بأنَّ ما يحدث الآن ليس سوى وعكةَ أيّام، وضغطَ ظروف،
وتعودُ المياهُ لمجاريها...
إن كان قلبُكِ لا يزالُ يحمل ذلك الحب.
ولتعلمي، يا بنتَ قلبي،
أنني الآن،
ولاحقًا،
وفي كلِّ الأحوال...
أحبّكِ.
#عبدالودود_الهدهد
"حين يفوت الأوان"
كلُّ شيءٍ إن جاء بعد وقته... فقد معناه.
الاعتذارُ بعد أن احترقتَ وانطفأت،
مجردُ صوتٍ لا يسمعهُ القلب...
ولا يُرممُ شيئًا.
والفزعةُ بعد العبور وحدك،
لا تُبهج، ولا تَلزم.
والاهتمامُ إذا جاء بعد برود الشعور،
مجردُ حضورٍ باهتٍ... لا قيمة له.
وحتى الحُب...
إن تأخّر،
غدا وجعًا لا دفئًا.
فكلُّ شيءٍ يأتي بغير وقته،
لا قيمة له... ولا طَعم!
#عبدالودود_الهدهد
سيُعَوِّضُكَ الله!
سيُعَوِّضُكَ اللهُ عن الأحلام التي سكنت قلبك،
ولم تتحقق رغم صدقِ سعيك،
عن الأبواب التي طرقتها طويلًا،
ولم تُفتح،
عن الأمنياتِ التي رفعتَها إليه خفيةً وجهارًا،
ليلًا ونهارًا،
ورحلتَ وفي قلبك رجاء… لم يُجب بعد.
سيُعَوِّضُكَ عن الذين خذلوك،
عن الذين جفّفوا مشاعرك دون وداع،
عن الذين وعدوا ولم يفوا،
ورحلوا دون سبب،
وكأنّك لم تكن يومًا شيئًا لهم!
سيُعَوِّضُكَ اللهُ عن الذين لم يفهموك،
رغم وضوحك،
عن الذين أساؤوا بك الظن،
رغم صفاء نيتك،
وعن الذين آلموك بكلمة،
وأنت لم تُؤذِهم حتى بنظرة.
سيُعَوِّضُكَ عن قلبك الذي طيّب جراحَ غيره،
ولم يجد من يربّت على ألمه،
وعن كتفك الذي حمل أثقالَ الجميع،
ولم يجد من يسنده حين مالت به الدنيا.
سيُعَوِّضُكَ اللهُ عن كل ضعفٍ اجتهدتَ كي لا يظهر،
عن كل انهيارٍ قاومتَ كي لا تَسقُط،
وعن كل لحظةٍ قلتَ فيها في أعماقك:
"أنا مُنهَك، ولكني لا أملك إلّا أن أُكمل."
سيُعَوِّضُكَ،
لأنك رغم كلّ شيء...
ما زلتَ تؤمن،
وما زلتَ تدعو،
وما زلتَ تنتظر،
وما زلتَ تُحسن الظنَّ بالله!
سيُعَوِّضُكَ الله... حين تظن أنّه قد نسيك،
فيأتيكَ بما يُثبت لك أنه ما غفل عنك لحظة.
#عبدالودود_الهدهد
لبيك، إنّ القلبَ ضلّ طريقَهُ،
وغدوتُ أرجو من هُداكَ السُبُلا
ما عادَ في دربي سكونٌ هانئٌ،
والقلب من سهد الليالي أُثقِلا.
يا من إذا ناداهُ عبدٌ خاشعٌ،
ألقى عليهِ من السكينةِ منزِلا
كم مرّةٍ قد جئتُ أحملُ خيبتي،
فوجدتُ بابَكَ للرجاءِ مُوصِّلا
ولكم سجدتُ، وكلّ دمعي شاهدٌ،
أرجو لعفوك أن يكونَ مُظلِّلا
لبيك، ما عمري إذا ما غِبتُ عن
ذِكراكَ إلّا في الخطيئةِ موحِلا
أدعوكَ والقلبُ الكسيرُ مؤرّقٌ،
فاجبُرْ فؤادي وامنحِ القلبَ السَّلا
لبيك، إنّ القلبَ ضلّ طريقَهُ،
وغدوتُ أرجو من هُداكَ مُوصِلا
ما عادَ في دربي سكونٌ هانئٌ،
وباسمِكَ تزهو دُنياي وتكتملَ
يا من إذا ناداهُ عبدٌ خاشعٌ،
ألقى عليهِ من السكينةِ مِظلّلا
كم مرّةٍ قد جئتُ أحملُ خيبتي،
فوجدتُ بابَكَ بالرجاءِ مُوصَلا
ولكم سجدتُ، وكلّ دمعي شاهدٌ،
رجوتُ عفوَكَ والرضـــا مُبْتـهِلا
لبيك، ما عمري إذا ما غِبتُ عنك
إلّا ســرابًا في الظلامِ مُتـــوغلا
أدعوكَ والقلبُ الكسيرُ مُثقلًا،
فاجبُرْ فؤادي لا تَرُدّهُ مُنكسِرا.
#عبدالودود_الهدهد
رسالة متأخرة
صباح الخير... أو مساء الخير، لا أعلم ما وقتي الآن.
لكن ما أعلمه أنني سأكمل هذا الحديث العالق في ذاكرتي منذ الأمس،
فأنا أصحو وأنام وأفكر كيف سأكتب هكذا رسالة.
أما قبل:
لو تعلمين كم كنتُ أراكِ بريئة،
كم كنتُ أراكِ فتاة عظيمة في حضوركِ،
مهيبة في خطواتكِ، في نظراتكِ، في كل شيء،
كنتِ تبهرينني دائمًا.
أما أنا، فقد كانت كل اللحظات تسمح لي بالاقتراب،
لكنني لم أُرِد الاستعجال، لم أُرِد أن أندفع فيُساء فهمي،
وأندم بعد ذلك، وأُفسد فرحة قلبي برؤيتك.
اكتفيت بحبك من بعيد،
فذلك الشعور الصامت كان أصدق ما شعرت به،
أن تحبّ أحدًا دون أن يعلم، سوى الله، بذلك الحب،
ذلك هو أصدق الحب.
صحيح أنني تمنيت أن أنظر إلى عينيكِ طويلاً،
أن أستمع إليكِ وأنتِ تتحدثين،
لكنها الحياة، يا جميلة،
لا نصيب لي فيها...
وها هي اللحظة قد أتت،
لأكتب لكِ اعترافاتي المتناقضة المتأخرة،
وأنا أعلم أنني أندفع،
لكنني لم أعد أهتم بما سيحدث،
كل ما يهمني أن تعرفي ما أخفيه تجاهك،
فأنا أخاف أن يأتي يوم ولا أستطيع قول هذا،
ولستُ جبانًا لأقتل مشاعري وأدفنها دون أن تقال!
أما الآن، بعد أن تغيّر كل شيء:
لم تعودي تلك التي عرفتها سابقًا،
نظراتكِ تغيّرت، لم تعد تقول ما كنت أفهمه،
تلك العينان لم تعودا كما كانتا،
باتتا فارغتين... لا تحملان سوى الماء في داخلهما.
كنت أراقبك دائمًا من بعيد،
أُعجبت ببساطتك، ضحكتك،
أناقتكِ البسيطة، كل تفاصيلك كانت تعجبني،
حتى تلك التي قد يراها الآخرون تافهة!
لكن كل شيء تغيّر...
رأيتكِ تضحكين مع آخرين،
كنتِ تسقطين من عيني شيئًا فشيئًا،
ضحكات مُفتعلة، ونظرات تبحثُ عن أعينٍ أخرى،
وأعلم أن كلامي هذا لن يعجبك،
ربما ستقولين عنّي الآن متحجّرًا، محدود التفكير،
وسخيف كسخف المجتمع الذي تغريه ضحكات النساء وتجرده من مبادئه!
أما بعد:
كل شيء بات عاديًا،
كنا غرباء ونحن الآن غرباء...
والحمد لله الذي لم يجعلني أندفع نحوك سابقًا.
في هذه الرسالة، أردتكِ أن تعرفي شيئاً واحدًا:
كنتِ ذات يوم مميزة بنظري،
أما اليومَ، فلم يعد فارق فيكِ عن تلك اللواتي يتكلَّفنَ ليلفتنَ الأنظار.
كنتِ الوحيدة التي تمكنت من لفت انتباهي،
والآن.. أتجاوزك،
والحمد لله الذي جعلني أتجاوزك،
هذه رسالتي الأخيرة إليك،
لا أريد حبًا، ولا حتى ردًّا للسلام...
ختامًا:
لتُحرق هذه الرسالة،
ولتُدفن هذه المشاعر الميتة في الأرض السابعة،
فكرامة الأموات دفنهم.
- عبدالودود الهدهد
أما أنا، واللهِ يا صاحبي، ما تعبتُ يومًا،
وإن جئتَني بخطوةٍ تعتذرُ عن ألف خطيئة،
أتيتُك بعشرٍ مثلها،
معاذَ الله أن أبيعَ العِشرة،
أو تهونَ عليّ وأنتَ العزيز.
- عبد الودود الهدهد
العِبرةُ بالخواتيم
لا تغرّك بدايات من اختاروا الطريق السهل،
فطالما أنك تأملت النهاية منذ البداية،
فقد سبقتهم بخطوة منذ زمن.
هي مسألة وقت فقط،
فالعِبرةُ بالخواتيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الكبير عبدالودود الهدهد،
أكتب إليكم اليوم وأنا ممتلئ بالأمل، مستندًا على كرمكم المعهود ومواقفكم النبيلة التي لا تُنسى. لقد كنتم دائمًا سندًا للكثيرين، وأنا ممن لمست بأم عينيه جميل عطائكم، حين مددتم لنا يد العون في وقت سابق، فكنتم النور الذي أضاء طريقنا في بداية المسير.
واليوم، أطرق باب قلوبكم الرحيمة من جديد، طامعًا في دعمكم لقناتي على تليجرام، والتي أحاول من خلالها تقديم محتوى يحمل بصمة وجدانية صادقة، ويعبّر عن شغفي بالكلمة والفكرة. كل ما أرجوه هو لفتة كريمة منكم، تساهمون بها في نشر رابط القناة بين جمهوركم الراقي، لعلها تجد مكانها بين القلوب.
رابط القناة: /channel/shrshabil1
أعرف أنكم لا تبخلون بخير، ولا تترددون في دعم من يسعى بإخلاص، لذا أضع طلبي بين أيديكم بكل تقدير واحترام.
جزاكم الله عنّا كل خير، ورفع قدركم كما رفعتم من قدر الكلمة.
محبّكم وتلميذكم،
شرف الدين الشريف
الاعتذار من شيم الكبار للكبار،
أما عند صغار النفوس.. خطيئة!
مشاركة أحد المشتركين:
بعد ألفَي عامٍ من الصمود، خارت قواها وانفلقت.
انفلقت تلك العظيمة، انفلقت من منتصفها وانهارت، لتعلمنا أن الجميلين دائمًا يرحلون دون موعدٍ مسبق، وأن رحيلهم المفاجئ يؤلم..
يؤلم كثيرًا، كما هو انفلاقها المفاجئ.
إلا أنها كانت شامخةً، ولا يعلم أحدٌ ما بها حتى انهارت في غَمْضة عين.
وكذا نحن..
شامخون، لا مبالون يبدو علينا، لكننا لسنا كذلك أبدًا. وكما يومها، سيأتي يومنا.
تعبتْ وأرتمت أرضًا لتستريح من أعبائها، لكن استراحتها هذه آلمتنا - نحن محبيها.
فَرِفقًا بالقلوب، فالرحيل لا يستأذن أحدًا، والقلوب لم تعد تقوى على حمل المزيد، وستنهار كما فعلت شجرة بلادي العظيمة.
#𝓯𝓻𝓮𝓼𝓪𝓽𝓪𝓵𝓯𝓪𝓺𝓭
تحت ظل #شجرة_الغريب
قبل عامين، على جذعِ شجرةِ الغريب،
جلسنا نضحكُ.. والدنيا بخير.
الشجرةُ انفلقتْ بالأمسِ،
بعد ألفي عامٍ من الصمود،
اختارت الرحيل.. تلك التي ظلَّلتْ الملايين!
تعبتْ من الثباتِ في زمنِ الإهمال،
تعبتْ من الوقوفِ بينما كلُّ شيءٍ حولها ينهار،
فانحنتْ بهدوءٍ.. أدهش كلَّ العابرين،
ورحلتْ.. كأنّما ترفعُ رايةَ الحدادِ على الباقين.
نحنُ أيضًا تعبنا..
تعبنا من الدروبِ الوعرة،
من الوجوهِ العابرةِ بلا وداع،
من أحلامٍ تتدلّى كأوراقِ الخريف،
ومن الأماكنِ التي لا تحتوينا.
في وطنِنا،
لا تموتُ الأشجارُ وحدَها،
بل يموتُ الإنسانُ، والأحلامُ..
وتموتُ الحكاياتُ تحت ركامِ السنين..
في وطنِنا..
يذبلُ الحنين،
ويغيبُ الراحلونَ بلا وداع،
ويختفي كلُّ شيءٍ جميل،
وكأنّما صارَ الفقدُ شهيقًا وزفيرًا..
لا يُلقي له أحدٌ بالًا.
كم مرة أخبرتكِ أن المقارنةَ فخٌّ،
وأنها تنقصُ من قدر الإنسان ولا تزيده؟
وأنني لا أقبلُ أن أُقارَنَ بأحد،
ولا أن أُقحَمَ في ميزانٍ ليس لي؟
فكلُّ مَن قارنَ نفسَهُ بغَيره سقطَ عن دربه، وضلَّ عن وجهته.
قلتُ لكِ منذُ البدايةِ،
إنْ طريقي ليسَ معبَّدًا،
طرقي شاقَّةٌ، ودربي طويل،
وسألتُكِ: "أأنتِ على صبر؟"
فأجبتِني بكلِّ يقين:
"صبرٌ، وإنْ مضى العمرُ كلُّهُ وأنا في انتظارِك."
فما بالُ موقفكِ تغيَّرَ؟
وما بالُكِ لا تتوقَّفينَ عن مقارنتِنا بالآخرين؟
صديقاتُكِ اللاتي تحدثينني بأنَّهُنَّ صِرْنَ أمهاتٍ،
وأصدقائي والناسِ الذينَ يتزوَّجون،
الذينَ تمازحينني بأنَّهم سبقونا!
تدري.. لو أردتُ لكنَّا مثلَهم منذُ زمن،
لكنْ في القلبِ غاية،
وفي النفسِ طموحٌ لا يُختصرُ في بيتٍ وزوجة.
في صدري غايةٌ أكبر..
وحلمٌ لا ينام، وإنِّي بالغُهُ بإذنِ الله..
وأعدُكِ الآنَ -وعدَ مَن يعرفُ ثقلَ الكلام-
أنَّنا سنبني عشَّنا!
وأثقُ أنني معكِ سأصلُ لكل الغايات.
ثمَّ اعلمي أنَّ الإنسانَ بدونِ شريكِ حياتِه متخبِّطٌ،
وإني أرغبُ بقربِكِ أكثرَ مما ترغبين،
ولكنَّ طموحي إنْ لم أُؤسِّسْهُ قبلَ زواجِنا
سيبقى مجرَّدَ طموحٍ للأبد!
فهل توقَّفتِ عن المقارنةِ الآن؟
فالمقارنةُ يا زينةَ النساءِ سراب..
وأنتِ لستِ مثلَ أحد،
أنتِ أعظمُ من أن تُقاسي بغيرِكِ..
وقد عرفتُكِ امرأةً لا تُقاسُ إلا بنفسِها،
فلا تنخدعي بضجيجٍ لا يُشبهُكِ،
ولا تُصابي بعدوى المقارنةِ التي أنهكتِ القلوبَ!
الكذبة بلا لون..
لا بيضاءَ تُبررها النوايا،
ولا سوداءَ تُغسلها الأعذار.
هي دائماً كذبة..
ظلّها أطولُ من حروفها،
ووزرُها أثقلُ من لحظتها.
حتى الصغيرةُ منها تحملُ في طيّاتها عالماً من الغُبار..
فما كان كثيره حراماً، فقليلهُ سقفٌ من النَّار،
والسيئة سيئة صغرت أم كبرت.
من يكذب،
يُخبئُ وراءَ كلماته شيئاً ما..
شيئاً لو انكشف، لاهتزّت الصورةُ،
وتغيّرت المسافاتُ بين العيون.
قد يكون خوفاً، أو خيانةً، أو ورقةً مُلوّنةً تُخفي تحتها الحقيقةَ العارية.
لا تمنحُ الثقة لمن لعِبَ بها..
فالجسرُ إذا انكسر، حتى وإن صَلُح،
وقعَ الأقدام عليه لن يكون كالسابق.
"انجح عشان تثبت للآخرين"
عبارة تشبه ألعاب الطفولة،
فنجاحك لا يُقاس بالصراخ،
ولا بأن تبدو الأعلى في أعين الناس.
أن تنجح لتثبت أنك "أفضل" من غيرك
هي نظرة طفولية لا تليق بطموحك،
فمن كانت غايته الآخرين… ضاع عن نفسه.
النجاح الحقيقي
هو أن تنجح لتُنجز،
لتبني، لتضيف، لتترك أثرًا نافعًا.
فلا خير في نجاحٍ لا ينفع أحدًا،
ولا فضل في مجدٍ لا يرفع سواك.
ثُم تذكَّر:
من تواضع لله رفعه،
ومن ابتغى الرفعة لنفسه… سقط في أول امتحان.
العيدُ فرحة،
فمن كان بين أهله… فليفرح.
ومن باعدته الأيام،
وغابت عنه الوجوه،
فليبتسم بصبر،
ويُواسي قلبه بالأجر.
العيد ليس فقط لمن حضر،
بل لمن حمل في قلبه معنى اللقاء…
ولو تأجل.
كل عام وأنتم بخير.
عن الإحتواء :
كانت خائفة،
ألقت بنفسها بين ذراعَيه،
أو ألقت بخوفها من هذا العالم هناك،
كانت وكأنها طفل مفزوع يركضُ لحضن أمه ..
عانقها بشدة، وتمتم لها أنّه بجانبها ما عاش،
ويتمنى أن تستمر هذه اللّحظة للأبد!
- عبدَالودود الهُدهُد
تنقيح وتعديل احدى المتابعات
- ما رأيكم؟
أقدم لكم:
أول محاولاتي الشعرية،
على بحر الكامل.
لا تستهينوا بالكلمة،
فالإنسان ليس سوى كلمة،
وبين الحق والباطل... كلمة.
بكلمةٍ يُحب،
وبكلمةٍ يُهان ويفارق.
بكلمةٍ يُفتح بابٌ من أبواب الجنة،
وبكلمةٍ يُهوى بصاحبها إلى دركٍ من النار.
نفترق أحيانًا، لا لجُرحٍ غائر،
بل لكلمةٍ... واحدة،
نُفِثَت كالملح على الجُرح.
فكلمةٌ من أفواهكم قد تبني قلبًا،
وقد تهدم عُمرًا.
فاللهَ اللهَ بكلماتكم!
قبل خمسة عشر عامًا
عندما مات أبي،
كنت طفلًا في العاشرة من عمري،
كان أبي يحبني ويفضّلني على البقية،
وكنتُ والله أحبّه حبًّا لم أُحبّه أحدًا من قبله!
حين مات، كنتُ في مدينةٍ أخرى أتلقى العلاج،
انقهر قلبي عندما أخبروني برحيله،
دُفن دون أن أراه، دون أن أودّعه للمرة الأخيرة،
قُهِرت من الحزن،
وبكيتُ، بكيتُ بشدة... كأيِّ طفلٍ يبكي فراق أباه،
إلا أن فراقه لي كان للأبد، وتعلّقي به كان شديدًا!
ومنذ ذلك اليوم،
كلما رحل أبٌ، بكيتُ أبي…
كلما رأيتُ يتيمًا، رأيتُ نفسي…
كلما غاب عزيز، استحضرتُ وجعي!
بعد رحيل الأب،
تتغير معاني الحياة…
تصير الأيام أقسى،
وتكبر فجأة دون أن تختار،
تصير أقوى من طفولتك، لكنك تظل هشًّا في داخلك،
تخوض تجارب لا ترحم، وتواجه أيامًا بطعم الغصّة!
اللهم،
ارحم أبي كما كان رحيمًا بي،
واغفر له كما سامحني طفلًا،
وارحم آباءً رحلوا،
وأطل في عمر من بقيوا سندًا في هذه الحياة!
في أيام الجامعة...
مررتُ بموقفٍ لم أنسَه.
تفوّق عليّ طالبٌ كان مستواه عاديًا في مادةٍ واحدة، بفارق درجتين أو أربع.
في اليوم التالي، سألني أحد الزملاء عن درجتي، فأخبرته. ابتسم وقال ساخرًا:
"أنتم، الأوائل، تقتلون أنفسكم بالمذاكرة طوال الترم، وفي النهاية يجي طالب عادي، يذاكر ليلة الامتحان بس، ويجيب درجة أعلى منكم."
وكان الطالب الذي تفوق عليّ واقفًا بجواره، وبدت عليه علامات الفخر.
ابتسمت وقلت ضاحكًا:
"إيه، الدنيا أرزاق."
ثم مضيت...
تكرر هذا المشهد بأشكال مختلفة، وكنت أضحك كل مرة،
لا لأن الأمر يضحكني،
بل لأنني كنت أعلم أن هناك ما لا يُقال.
ما كانوا يعلمون أنني لا أعيش بين دفّتي كتاب فحسب،
بل بين تعب الأيام، وسعيٍ لا يتوقف.
كنت أدرس لأبني، وأعمل لأعيش.
في الصباح أذهب للجامعة،
وفي العصر أوزع الأدوية،
كنتُ أجوب صيدليات العاصمة كلها مشيًا،
على ظهري ذات الشنطة التي أحمل فيها كتبي صباحًا.
وفي فترات الأعياد، كنت أقف ساعات طويلة على عربة ملابس،
أبيع بلا كلل ولا خجل.
كنتُ أكتب بحوثًا لطلاب آخرين، وأعمل في الإعلانات وغيره على الإنترنت مقابل مبالغ بسيطة،
وما تبقى من وقتٍ، كنت أقرأ فيه.
كنت أجتهد في الحياة أكثر مما أذاكر.
فالتفوق لا يأتي من فراغ،
بل من عرقٍ لا يراه أحد.
وفي نهاية المطاف...
كنتُ الثالث على دفعتي،
وذاك الطالب... رسب.
تخرجت، وبدأت العمل منذ الشهر التالي بأفضل الفرص،
أما هو، فما زال منذ عامين يبحث عن أقل فرصة.
لا أشمت فيه،
ولا أتباهى بنفسي – حاشا لله –
لكن ينبغي للإنسان أن يدرك أن التوفيق أولاً من الله،
ثُمَّ لا يجوز الاستهانة بجهد الآخرين،
ولا إطلاق الأحكام في الغيب.
ولا تظنوا أن التفوق يُقاس بورقة،
فبعض النجاحات تُكتب بالعرق، لا بالحبر.
نعتز بانتمائنا للقبيلة،
لكننا نرفض كل تصرفٍ جاهلي يُرتكب باسمها.
لا بارك الله في قبيلة تُفرّق بين الناس وتُخالف شرع الله، وقد قال تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
كيف يُعقل، بعد أكثر من 1400 سنة من نزول الإسلام، أن لا تزال بعض العقول تُميّز بين الناس وتُردد: "العرق دساس"؟
متجاهلين قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى".
شاب تزوّج من خارج قبيلته، فاجتمعت القبيلة وأصدروا بيانًا ينبذونه فيه، ويُحقّرون أهل زوجته بوصفهم "مزاينة"، وكأنما اقترف جريمة، لا زواجًا حلالًا في شرع الله.
بل لربما، لو زنا، لما أثاروا مثل هذا البيان!
سحقًا لعادات تُقصي وتُهين وتُقسّم الناس، وقبح الله من يُعلي الجهل على الدين.
ها أنا في الجهة الأخرى من العالم،
في زواية بعيدة عن الديار والوطن،
بمكان لا أعرفُ ولا يعرفني فيه أحد،
كأنني انسحبت من كل الحكايات،
وتركت اسمي هناك، خلف الأبواب المغلقة.
أجلس خارج غرفتي، وحيدًا،
السماء فوقي ساكنة،
الجو جميل،
لكن ما قيمة الجمال الذي لا يُشارك؟!
أشربُ كوب الشاي الذي أعددته بيدي،
كأنني أواسي نفسي بطقوس صغيرة،
أتنفس ببطء،
كأنني أُقنع قلبي أن لا بأس، رغم كل ما به.
ولوهلة…
أقتنع بهذه الحياة،
رغم وحدتي، ورغم المسافة،
أشعر أن شيئًا جميلًا ينتظرني،
هناك… حيث تركت كل شيء جميل،
وحيث لا تزال الحكايات ممكنة!
نبذة عن الشجرة:
شجرة الغريب، المعروفة أيضًا باسم "الكولهمة" واسمها العلمي Adansonia digitata، تُعد من أقدم وأضخم الأشجار في اليمن والجزيرة العربية. تقع في منطقة السمسرة بمحافظة تعز.
يُقدّر عمر الشجرة بما بين 1500 إلى 2000 عام، ويصل ارتفاعها إلى حوالي 16 مترًا، بينما يبلغ محيط جذعها نحو 35 مترًا. تتميز بجذوع ضخمة متشابكة وأغصان عريضة تُكوّن ظلالًا كثيفة، مما يجعلها مزارًا مميزًا للزوار والباحثين.
تحظى شجرة الغريب بمكانة خاصة في الثقافة اليمنية، وتُعتبر رمزًا للتراث الطبيعي. يعتقد البعض أن لها استخدامات طبية مثل علاج الحساسية وتساقط الشعر، كما تُعد موقعًا سياحيًا بارزًا في المنطقة.
ومؤخرًا، انهارت أجزاء منها بسبب التقدم في العمر والعوامل الطبيعية، مما أثار الحزن والدعوات للحفاظ عليها. وتبقى الشجرة شاهدًا حيًا على التاريخ البيئي والثقافي لليمن، وتستحق الرعاية والاهتمام للحفاظ على ما تبقى من هذا الإرث العظيم.
وبعد سبعين عذر،
شددتُ الرحال وقلتُ: أعتذر،
نفذت حُججك ومعاد بالنفس صبر!
لو أن الزمن يعود يا روح..
لاخترتُكِ ألفَ مرّة!
حتى لو علمتُ أن الفراقَ قدرُنا،
وأن الوداعَ محتوماً منذ اللحظة الأولى..
معكِ...
عشتُ حياةً لن تتكرر،
وفي لحظةٍ واحدة معكِ،
نسيتُ كيف يُوجع الرحيل.
آه يا لعُمرٍ مضى من بعدكِ،
مملٍّ، ثقيلٍ، باهتٍ... لا لون لهُ ولا طعم،
ويا للوداعات التي عشتها بعدكِ،
والآلام التي لا تُحصى.
ما كان ليؤلمني شيءٌ من تلك،
لو لم تكوني أنتِ أحدها.
وما كنتُ لألتفتَ خلفي أبدًا...
لو لم تكوني هناك
ممّن تركوني أو تركتهم.
فارقتُ العالمَ كلَّه بعدكِ..
لم أعد أبالي بفراق،
إلا فراقَكِ..
كخنجرٍ في خاصرتي،
ينزفُ حنيناً العمرِ كلَّه!
لا نامت أعينُ الجبناء
الجبناء الذين سرقوا نومك لياليَ، ثم عاتبوك على أرقهم ساعات!
الجبناء الذين سرقوا منك الضوء، ثم لاموك على عتمتك!
الجبناء الذين مضى عمرك وأنتَ تطفئ نارهم، وحين اشتعلتَ، تركوك وحدك تحترق!
الجبناء الذين عرفوا وجعك، فزادوا الطعنات بلا رحمة!
الجبناء الذين أغمضوا عيونهم عن طعناتهم لك، ووقفوا ينظرون وينتحبون على خدشٍ أحدثته فيهم!
لا نامت أعينهم،
ولا هدأت ضمائرهم،
ولا استراح لهم قلب!