salafi_s | Неотсортированное

Telegram-канал salafi_s - غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

3193

قال شيخُ الإسلامِ الإمامُ أبو عبدِ اللهِ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!". بوت القناة: @G_Salafi_bot http://saifalshami.sarhne.com

Подписаться на канал

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الْيَسَعُ ابنُ حزمٍ الغافقيُّ -وذكر أبا مُحمَّدٍ ابنَ حزمٍ- فقال: أمَّا محفوظُه فبحرٌ عجَّاجٌ، وماءٌ ثجَّاجٌ، يخرجُ من بحرِه مَرجانُ الحِكَمِ، وينبُتُ بثجَّاجِه ألفافُ النِّعَمِ، في رياضِ الهِمَمِ، لقد حَفِظَ عُلومَ المُسلمينَ، وأربى على كلِّ أهلِ دينٍ، وألَّفَ "المِلَلَ والنِّحَلَ"، وكان في صِباهُ يلبسُ الحريرَ، ولا يرضى من المكانةِ إلَّا بالسَّريرِ، أنشدَ المُعتَمِدَ فأجادَ، وقصدَ بَلَنسِيةَ وبها المُظَفَّرُ أحدُ الأطوادِ، وحدَّثَني عنه عُمَرُ بنُ واجبٍ قال: بينما نحنُ عند أبي ببَلَنسِيةَ وهو يُدرِّسُ المذهبَ، إذا بأبي مُحمَّدِ بنِ حزمٍ يسمعُنا ويتعجَّبُ، ثم سألَ الحاضِرِينَ مسألةً من الفِقهِ جُووِبَ فيها فاعترضَ في ذلك، فقال له بعضُ الحُضَّارِ: هذا العِلمُ ليس من مُنتَحَلاتِكَ، فقام وقعدَ، ودخلَ منزلَه فعكفَ، ووكفَ منه وابِلٌ فما كفَّ، وما كان بعد أشهُرٍ قريبةٍ حتَّى قَصَدَنا إلى ذلك الموضعِ، فناظرَ أحسنَ مُناظَرةٍ، وقال فيها: أنا أتَّبِعُ الحقَّ وأجتهدُ ولا أتقيَّدُ بمذهبٍ.

قال الذَّهبيُّ: قلتُ: نعم، مَن بَلَغَ رُتبةَ الاجتهادِ، وشَهِدَ له بذلك عِدَّةٌ من الأئِمَّةِ، لم يَسُغْ له أن يُقلِّدَ، كما أنَّ الفقيهَ المُبتَدِئَ والعامِّيَّ الذي يحفظُ القُرآنَ أو كثيرًا منه لا يسوغُ له الاجتِهادُ أبَدًا، فكيف يجتهدُ؟ وما الذي يقولُ؟ وعلامَ يبني؟ وكيف يطيرُ ولمَّا يُرَيِّشْ؟
والقِسمُ الثَّالثُ: الفقيهُ المُنتهي اليَقِظُ الفَهِمُ المُحدِّثُ الذي قد حَفِظَ مُختَصرًا في الفُروعِ، وكتابًا في قواعدِ الأُصولِ، وقرأَ النَّحوَ، وشاركَ في الفضائلِ مع حِفظِه لكتابِ اللهِ وتشاغُلِه بتفسيرِه وقُوَّةِ مُناظَرَتِه، فهذه رُتبةُ مَن بَلَغَ الاجتِهادَ المُقَيَّدَ، وتأهَّلَ للنَّظَرِ في دلائلِ الأئمَّةِ، فمتى وَضَحَ له الحقُّ في مسألةٍ، وثبتَ فيها النَّصُّ، وعَمِلَ بها أحدُ الأئمَّةِ الأعلامِ كأبي حنيفةَ مثلًا أو كمالكٍ أوِ الثَّوريِّ أوِ الأوزاعيِّ أوِ الشَّافعيِّ وأبي عُبَيدٍ وأحمدَ وإسحاقَ، فلْيَتْبَعْ فيها الحقَّ ولا يَسلُكِ الرُّخَصَ، ولْيَتورَّعْ، ولا يَسَعُه فيها بعد قيامِ الحُجَّةِ عليه تقليدٌ، فإن خافَ ممن يُشغِّبُ عليه من الفُقَهاءِ فلْيَتَكَتَّمْ بها، ولا يتراءى بفِعلِها، فرُبَّما أعجَبَتْهُ نفسُه، وأحبَّ الظُّهورَ، فيُعاقَبُ، ويدخلُ عليه الدَّاخِلُ من نفسِه، فكم من رجلٍ نَطَقَ بالحقِّ، وأمرَ بالمعروفِ، فيُسَلِّطُ اللهُ عليه مَن يُؤذِيهِ لسُوءِ قَصدِه، وحُبِّهِ للرِّئاسةِ الدِّينيَّةِ، فهذا داءٌ خَفِيٌّ سار في نُفوسِ الفُقَهاءِ، كما أنَّه داءٌ سارَ في نُفوسِ المُنفِقِينَ من الأغنياءِ وأربابِ الوُقوفِ والتُّرَبِ المُزَخرَفةِ، وهو داءٌ خَفِيٌّ يسري في نُفوسِ الجُندِ والأُمَراءِ والمُجاهِدِينَ، فتراهم يَلتَقُونَ العدوَّ، ويصطدمُ الجمعانِ وفي نُفوسِ المُجاهِدِينَ مُخَبَّآتٌ وكمائنُ من الاختِيالِ وإظهارِ الشَّجاعةِ ليُقالَ، والعجبِ ولُبسِ القراقلِ المُذَهَّبةِ، والخُوَذِ المُزَخرَفةِ، والعُدَدِ المُحَلَّاةِ على نُفُوسٍ مُتَكَبِّرةٍ، وفُرسانٍ مُتَجَبِّرةٍ، وينضافُ إلى ذلك إخلالٌ بالصَّلاةِ، وظُلمٌ للرَّعِيَّةِ، وشُربٌ للمُسكِرِ، فأنَّى يُنصَرُونَ؟ وكيف لا يُخذَلُونَ؟ اللَّهُمَّ فانْصُرْ دِينَكَ، ووَفِّقْ عِبَادَكَ.
فمَن طَلَبَ العِلمَ للعَمَلِ؛ كَسَرَهُ العِلمُ وبكى على نفسِه، ومَن طَلَبَ العِلمَ للمدارسِ والإفتاءِ والفخرِ والرِّياءِ؛ تَحَامَقَ واختالَ، وازدرى بالنَّاسِ، وأهلَكَهُ العُجبُ، ومقَتَتْهُ الأنفسُ ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) أي: دسَّسَها بالفُجورِ والمعصيةِ، قُلِبَتْ فيه السِّينُ ألفًا.

السِّير ( ١٨ / ١٩٠ - ١٩٣ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

جمعتُ عَدَدًا من الأعلامِ ممَّن تكنَّى بأبي زُرعةَ، ولُقِّبَ بغُندَرٍ -ممَّن وقفتُ عليهم- حتَّى نتعرَّفَ عليهم..

واشتُهِرَتْ كُنيةُ أبي زُرعةَ للإمامِ الحافظِ الكبيرِ عُبَيدِ اللهِ بنِ عبدِ الكريمِ بنِ يزيدَ الرَّازيِّ.
وقد طَغَتْ كُنيتُه على باقي الكُنى، فإذا ذُكِرَتْ مُجَرَّدةً؛ فغالبًا المُرادُ هو.

ولَقَبُ غُندَرٍ: هو في الأصلِ للإمامِ الحافظِ مُحمَّدِ بنِ جعفرٍ البصريِّ.
ثم تتابعَ التَّلقيبُ به لمَن وافَقَهُ في الاسمِ واسمِ أبيه، وهْناكَ آخرونَ لُقِّبوا بغُندَرٍ ممَّن ليس اسمُه مُحمَّدَ بنَ جعفرٍ.
فإذا ذُكِرَ هذا اللَّقَبُ مُجرَّدًا، فالمُرادُ به مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ البصريُّ.
وغُندَرٌ يعني المُشاغِبَ، أطلَقَهُ عليه الإمامُ ابنُ جُرَيجٍ عندما قدم البصرةَ، فشغَّبوا عليه، وأكثرَ مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ من الشَّغَبِ عليه، فقال له ابن جُرَيجٍ: اسكُتْ يا غُندرُ.
وأهلُ الحجازِ يُسمّون المُشغِّبَ غُندرًا.

سأنشرُها قريبًا إن شاءَ اللهُ . .

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

روى أبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٩ / ١٢٣ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دِمشقَ ( ٥١ / ٤٠٩ ) عن الرَّبيعِ بنِ سُلَيمانَ، قال: قال الشَّافعيُّ: "يا ربيعُ!، رضا النَّاسِ غايةٌ لا تُدرَكُ، فعليكَ بما يُصلِحُكَ فالْزَمْهُ، فإنَّه لا سبيلَ إلى رِضاهُم، واعْلَمْ أنَّ مَن تعلَّمَ القُرآنَ جَلَّ في عُيونِ النَّاسِ، ومَن تعلَّمَ الحديثَ قَوِيَتْ حُجَّتُه، ومَن تعلَّمَ النَّحوَ هِيبَ، ومَن تعلَّمَ العربيَّةَ رَقَّ طَبعُه، ومَن تعلَّمَ الحِسابَ جلَّ رأيُه، ومَن تعلَّمَ الفِقهَ نَبُلَ قَدرُه، ومَن لم يَصُنْ نفسَهُ لم يَنفَعْهُ عِلمُه، ومِلاكُ ذلكَ كلِّهِ التَّقوى".

ورواهُ البيهقيُّ في مناقبِ الشَّافعيِّ ( ١ / ٢٨٢ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ١٣ / ٣ ) و( ٧٢ / ١٠٣ )، وذكَرَهُ الذَّهَبيُّ في السِّير ( ١٠ / ٢٠ ) -واللَّفظُ له-، والسُّبكيُّ في طبقاتِ الشَّافعيَّةِ الكُبرى ( ٢ / ٩٩ ) عن المُزَنيِّ، ولفظُه: سمعتُ الشَّافعيَّ يقولُ: "من تعلَّمَ القُرآنَ عَظُمَتْ قِيمَتُه، ومَن تكلَّمَ في الفِقهِ نما قَدرُه، ومن كتبَ الحديثَ قَوِيَتْ حُجَّتُه، ومن نظرَ في اللُّغَةِ رقَّ طبعُه، ومن نظرَ في الحِسابِ جَزُلَ رأيُه، ومن لم يصُنْ نفسَهُ لم يَنفَعْهُ عِلمُه".

وذكَرَهُما -أي روايتَيْ الربيعِ والمُزَنيِّ- ابنُ الجوزيِّ في صِفةِ الصَّفوةِ ( ١ / ٤٣٦ ) مع اختلافٍ بسيطٍ.

ورواهُ ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ١٣ / ٩٤ - ٩٥ ) عن يُونُسَ بنِ عبدِ الأعلى، عن الشَّافعيِّ.

وهؤلاءِ الثلاثةُ: الرَّبيعُ والمُزَنيُّ ويُونُسُ، من جِلَّةِ وكِبارِ أصحابِ الإمامِ الشَّافعيِّ، وثلاثتُهم من مِصرَ.

وذكَرَهُ الماورديُّ في أدَبِ الدِّينِ والدُّنيا ( ص٧٧ ط. دار المنهاج ) قال: وقد يتعلَّقُ بالدِّينِ عُلومٌ قد بيَّنَ الشَّافعيُّ فضيلةَ كلِّ واحدٍ منها فقال: ..فذكرَ الأثرَ..
ثم قال الماورديُّ: "ولعمري! إنَّ صيانةَ النَّفسِ أصلُ الفضائلِ؛ لأنَّ مَن أهملَ صيانةَ نفسِه -ثِقةً- بما مَنَحَهُ العِلمُ من فضيلتِه، -وتَوكُّلًا- على ما يلزمُ النَّاسَ من صيانتِه؛ سلبوهُ فضيلةَ عِلمِه، ووسموهُ بقبيحِ تَبذُّلِه، فلم يفِ ما أعطاهُ العِلمُ بما سَلَبَهُ التَّبذُّلُ؛ لأنَّ القبيحَ أنَمُّ من الجميلِ، والرَّذيلةَ أشهرُ من الفضيلةِ؛ إذِ النَّاسُ لِما في طبائعِهم من بِغضةِ الحسدِ ونِزاعِ المُنافَسةِ تنصرفُ عُيونُهم عن المحاسنِ إلى المساوئِ، فلا يُنصِفُونَ مُحسِنًا، ولا يُحابُونَ مُسِيئًا، لا سيما مَن كان بالعِلمِ موسومًا، وإليه منسوبًا؛ فإنَّ زلَّتَهُ لا تُقالُ، وهَفوَتَهُ لا تُعذَرُ".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الإمامُ القُدوةُ شيخُ الإسلامِ أبو عليٍّ الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ التَّميميُّ: "زَيِّنُوا مَجالِسَكُم بذِكرِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه".
_________________________

رواه الحافظُ ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٤٤ / ٣٨٥ - ٣٨٦ ) بإسنادٍ لا بأسَ به.

ويُروى بإسنادٍ ضعيفٍ عن عائشةَ رضي اللهُ عنها.

لكن صحَّ عنها رضي اللهُ عنها وعن عليِّ بنِ أبي طالبٍ وعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ عنهم أنَّهم قالوا: "إذا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فحَيَّ هلا بِعُمَرَ".

أمَّا قولُ عائشةَ: فرواه الإمامُ أحمدُ ( ٢٥١٥٢ )، ومن طريقِه ابنُ عساكرَ في تاريخِه ( ٤٤ / ٣٨٠ ).
وإسنادُه صحيحٌ.

وأمَّا قولُ عليٍّ: فرواه الطَّبرانيُّ في الأوسطِ ( ٥٥٤٩ )، وأبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٤ / ١٥٢ ).
وإسنادُه حسنٌ.

وأمَّا قولُ ابنِ مسعودٍ: فرواه أحمدُ في فضائلِ الصَّحابةِ ( ٣٤٠ )، وعبدُ اللهِ بنُ الإمامِ أحمدَ في زوائدِ الفضائلِ ( ٣٥٣ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٤١٤٣ و ٣٤١٤٤ )، والطَّبرانيُّ في الكبيرِ ( ٨٨١٢ )، والخلَّالُ في السُّنَّةِ ( ٣٦١ )، والبغويُّ في الجعديَّاتِ ( ٦٠٦ )، وابنُ عساكرَ ( ٤٤ / ٣٧١ - ٣٧٢ ).
وإسنادُه صحيحٌ.

ورواه الطَّبرانيُّ ( ٨٨١٣ )، والخلَّالُ ( ٣٦٠ )، وابنُ عساكرَ ( ٤٤ / ٣٧١ - ٣٧٢ ) بإسنادٍ حسنٍ.

ورواه عبدُ الرَّزَّاقِ ( ٢٠٤٠٦ و ٢٠٤٠٧ )، والطَّبرانيُّ ( ٨٨١٧ و ٨٨١٨ و ٨٨١٩ )، وأبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٤ / ٢٠٦ )، وابنُ عساكرَ ( ٤٤ / ٣٧٠ - ٣٧١ ) بإسانيدَ مُنقَطِعةٍ، ورِجالُها ثقاتٌ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

غِراسُ السَّلَفِ

قال شيخُ الإسلامِ الإمامُ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".

رابط القناة:
/channel/Salafi_s

بوت القناة:
@G_Salafi_bot

موقع صراحة:
http://saifalddin.srahha.com

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

وأمّا لفظة: "ملعون من جمع بين المرأة وابنتها"؛ فليس لها شاهدٌ، فلا تصحّ.
ولا شكّ أنّ أمّ الزّوجة أو ابنتها من المحرّمات تحريمًا مؤبّدًا؛ قال تعالى في آية التّحريم: ( وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ).

والله أعلم.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال ابنُ رجبٍ الحنبليُّ: "فإنَّ المُؤمِنَ إذا استبطأَ الفرَجَ، وأَيِسَ منه بعد كثرةِ دُعائِه وتضرُّعِه، ولم يَظهَرْ عليه أثرُ الإجابةِ؛ يرجعُ إلى نفسِه باللَّائِمةِ، وقال لها: إنَّما أُتِيتُ من قِبَلِكِ، ولو كان فيكِ خيرٌ لَأُجِبتُ.
وهذا اللَّومُ أحبُّ إلى اللهِ من كثيرٍ من الطَّاعاتِ، فإنَّه يُوجِبُ انكِسارَ العبدِ لمولاهُ، واعتِرافَه له بأنَّه أهلٌ لِما نزلَ من البلاءِ، وأنَّه ليس بأهلٍ لإجابةِ الدُّعاءِ، فلذلك تُسرِعُ إليه حينئذٍ إجابةُ الدُّعاءِ وتفريجُ الكُرَبِ، فإنَّه تعالى عند المُنكَسِرةِ قُلوبُهم من أجلِه". اهـ

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال ابنُ الأعرابيِّ في مُعجَمِهِ ( ٩٤ ): حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ الجُنَيدِ الدَّقَّاقُ، نا الأسودُ بنُ عامرٍ شاذانُ، نا هُرَيمُ بنُ سُفيانَ البَجَليُّ، عن حُمَيدٍ قال: قلتُ لأنسِ بنِ مالكٍ: يزعمُ ناسٌ أنَّ حُبَّ عليٍّ وعُثمانَ لا يجتمعانِ في قلبٍ واحدٍ؟
فقال: "كذَبُوا واللهِ لقد جمعَ اللهُ حُبَّهُما في قُلوبِنا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا إسنادٌ صحيحٌ.

وحُمَيدٌ هو الطَّويلُ.

ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٣٩ / ٥٠٠ ) من طريقِ ابنِ الأعرابيِّ، بهذا الإسنادِ.

ورواه الدِّينَوَريُّ في المُجالَسةِ وجواهرِ العِلمِ ( ٢٩٢٩ ) قال: حدَّثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، نا عليٌّ، نا المُعتَمِرُ بنُ سُلَيمانَ قال: سمعتُ حُمَيدًا الطَّوِيلَ قال: قِيلَ لأنسِ بنِ مالكٍ: إنَّهم يزعمونَ أنَّ حُبَّ عليٍّ وعُثمَانَ رضي اللهُ عنهما لا يجتمعانِ في قلبِ أحدٍ.
قال: "فقد كَذَبُوا، وَاللهِ لقد اجتمعَ حبُّهُما في قلوبِنا".

وهذا إسنادٌ صحيحٌ.

وعليٌّ هو ابنُ المدينيِّ.

ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٣٩ / ٥٠٠ ) من طريقِ الدِّينَوريِّ، بهذا الإسنادِ.

ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٣٩ / ٥٠٠ - ٥٠١ ) من طرقٍ أُخرى.

ورواه ابنُ سعدٍ في الطَّبَقاتِ الكُبرى ( ٥ / ٣٣٧ - ٣٣٨ ) من طريقِ حُمَيدٍ الطَّويلِ، وثابتٍ البُنانيِّ، وثُمامةَ بنِ عبدِ اللهِ، عن أنسٍ.

وذكَرَهُ المِزِّيُّ في التَّهذيبِ ( ١٩ / ٤٦٠ )، والذَّهبيُّ في السِّيَرِ ( ٣ / ٤٠٥ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٢ / ١٠٦٢ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الإمامُ أحمدُ في الزُّهدِ ( ١١٢٦ ): حدَّثَنا بَهزُ بنُ أسدٍ، حدَّثنا شُعبةُ، حدَّثنا قتادةُ قال: سمعتُ يُونُسَ بنَ جُبَيرٍ قال: شَيَّعْنا جُندُبَ بنَ عبدِ اللهِ فلمَّا بَلَغْنا حِصنَ المُكاتَبِ قلنا له: أوصِنا، قال: "أُوصِيكم بتقوى اللهِ والقُرآنِ؛ فإنَّه نُورُ اللَّيلِ المُظلِمِ، وهُدى النَّهارِ، فاعمَلُوا به على ما كان من جهدٍ وفاقةٍ، وإن عرضَ بلاءٌ فقدِّمْ مالَكَ دُونَ نفسِكَ، فإن تجاوزَ البلاءُ فقدِّمْ مالَكَ ونفسَكَ دُونَ دِينِكَ؛ فإنَّ المحروبَ مَن حُرِبَ دِينَه، والمسلوبَ مَن سُلِبَ دِينَه، إنَّهُ لا غِنى بعد النَّارِ، ولا فاقةَ بعد الجنَّةِ، وإنَّ النَّارَ لا يُفَكُّ أسيرُها، ولا يستغني فقيرُها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المحروبُ: هو الذي نُهِبَ كلُّ ما عنده.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه كلُّهم ثِقاتٌ بَصريُّونَ، وهو على شرطِ البُخاريِّ ومُسلِمٍ.

شُعبةُ هو ابنُ الحجَّاجِ، وقتادةُ هو ابنُ دِعامةَ السَّدوسيُّ.

ويُونسُ بنُ جُبَيرٍ الباهليُّ من ثِقاتِ التَّابعينَ من أهلِ البصرةِ.
روى عن البراءِ بنِ عازبٍ، وابنِ عُمَرَ، وغيرِهما.
ولمَّا مات صلَّى عليه أنسُ بنُ مالكٍ رضي اللهُ عنهم أجمعينَ.

وقولُه: "شيَّعْنا جُندُبَ بنَ عبدِ اللهِ": هو الصَّحابيُّ الجليلُ جُندُبٌ البَجَليُّ.

ورواه مُسدَّدٌ -كما في المطالبِ العاليةِ ( ١٣ / ١٤٩ )- قال: حدَّثَنا يحيى، ثنا شُعبةُ، عن قتادةَ، به.
ويحيى هو ابنُ سعيدٍ القطَّانُ.

قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في المطالبِ العاليةِ ( ١٣ / ١٤٩ ): "صحيحٌ موقوفٌ".
وبوَّبَ عليه: "بابُ المُحافَظةِ على الدِّينِ، وبَذلِ المالِ والنَّفسِ دُونَهُ".

وراه ابنُ أبي عاصمٍ في الآحادِ والمثاني ( ٢٣١٥ ) قال: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، ثنا مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ، ثنا شُعبةُ، به.

ورواه البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١٨٧٣ ) وفي المدخلِ إلى السُّنَنِ ( ١٢٣ ) من طريقِ شُعبةَ وهشامٍ الدَّستُوائيِّ، عن قتادةَ، به.

وذكَرَهُ الذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٣ / ١٧٤ ).
وعنده: "..فإنَّ المخروبَ مَن خُرِبَ دِينه، والمسلوبَ مَن سُلِبَ دِينَه".

وعند مُسدَّدٍ: "..فإنَّ المحرومَ مَن حُرِمَ دِينُه، والمسلوبَ مَن سُلِبَ دِينَه".

وروى نحوَهُ أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٢٠٠٣ ) قال: حدَّثنا ابنُ نُمَيرٍ قال: حدَّثنا أبانُ بنُ إسحاقَ قال: حدَّثني رجلٌ من بُجَيلةَ قال: خرج جُندُبٌ البَجَليُّ في سفرٍ له، فخرج معه ناسٌ من قومُه، حتَّى إذا كانوا بالمكانِ الذي يُودِّعُ بعضُهم بعضًا، قال: "أيْ قومِ، عليكم بتقوى اللهِ، عليكم بهذا القُرآنِ فالْزَمُوهُ على ما كان من جهدٍ وفاقةٍ، فإنه نُورٌ باللَّيلِ المُظلِمِ وهُدىً بالنَّهارِ".

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لإبهامِ الرَّجُلِ البَجَليِّ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

أهميَّةُ تعلُّمِ العقيدةِ قبل القُرآنِ والفِقهِ:

قال ابنُ ماجه في مُقَدِّمةِ السُّنَنِ ( ٦١ ): حدَّثنا عليُّ بنُ مُحمَّدٍ قال: حدَّثنا وكيعٌ قال: حدَّثنا حمَّادُ بنُ نَجِيحٍ -وكان ثِقةً- عن أبي عِمرانَ الجَونيِّ، عن جُندُبِ بنِ عبدِ اللهِ قال: "كنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونحنُ فِتيانٌ حَزاوِرةٌ، فتَعَلَّمْنا الإيمانَ قبل أن نتعلَّمَ القُرآنَ، ثم تَعَلَّمْنا القُرآنَ، فازْدَدْنا به إيمانًا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رِجالُه ثِقاتٌ.

عليُّ بنُ مُحمَّدٍ هو الطَّنافِسيُّ، ووكيعٌ هو ابنُ الجرَّاحِ، وحمَّادُ بنُ نجيحِ هو الإسكافُ السَّدوسيُّ.
واسمُ أبي عِمرانَ الجَونيِّ: عبدُ الملكِ بنُ حبيبٍ.

وقائلُ -وكان ثقةً-: هو وكيعٌ، فهذا تعديلٌ منه لحمَّادِ بنِ نجيحٍ، وقد وثَّقه أيضًا: ابنُ معينٍ، وابنُ حنبلٍ.

ورواه البُخاريُّ في التَّاريخِ الكبيرِ ( ٢ / ٢٢١ )، وعبدُ اللهِ بنُ الإمامِ أحمدَ في السُّنَّةِ ( ٧٩٩ و٨٢٥ )، والخلَّالُ في السُّنَّةِ ( ١٥٩٣ )، والطَّبَرانيُّ في الكبيرِ ( ٢ / ١٦٥ برقم ١٦٧٨ )، واللَّالكائيُّ في شرحِ أُصولِ اعتِقادِ أهلِ السُّنَّةِ ( ١٧١٥ )، وابنُ بطَّةَ في الإبانةِ الكُبرى ( ١١٣٦ )، وأبو الشَّيخِ في طبقاتِ المُحدِّثينَ بأصبهانَ ( ٤ / ٧١ )، وابنُ منده في الإيمانِ ( ٢٠٨ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٥٠ ).

وقولُه: "حَزاوِرةٌ": جمعُ حَزْوَر وحَزَوَّر، وهو الغُلامُ الذي قاربَ البُلوغَ.

قال الشَّيخُ الأثيوبيُّ رحمه اللهُ في مشارقِ الأنوارِ الوهَّاجةِ ( ٢ / ٢٥٥ ) وهو يذكرُ فوائدَ هذا الأثَرِ: "منها: أنَّه يُستَفادُ منه أنَّ تعلُّمَ عِلمِ العقائدِ قبلَ تَعلُّمِ الفِقهِ والقُرآنِ، ومنها: أنَّ القرآنَ يزيدُ الإيمانَ، ويتنوَّرُ به القلبُ، وينشرحُ به الصَّدرُ".

وروى الحاكمُ في المُستَدرَكِ ( ١٠١ ) عن القاسمِ بنِ عوفٍ الشَّيبانيِّ قال: سمعتُ ابنَ عُمَرَ يقولُ: "لقد عِشنا بُرهةً من دهرِنا وإنَّ أحدَثَنا يُؤتّى الإيمانَ قبل القُرآنِ…". الأثرَ.

وقولُه: "أحدثنا": أي الحَدَثُ منَّا، وهو صغيرُ السِّنِّ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

روى البُخاريُّ ( ٦٤٦٩ ) عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ المَقبُريِّ، عن أبي هُرَيرةَ رضي اللهُ عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: "إنَّ اللهَ خلقَ الرَّحمةَ يومَ خَلَقَها مِائةَ رحمةٍ، فأمسكَ عنده تِسعًا وتسعينَ رحمةً، وأرسلَ في خلقِه كلِّهم رحمةً واحدةً، فلو يعلمُ الكافرُ بكلِّ الذي عند اللهِ من الرَّحمةِ لم ييأسْ من الجنَّةِ، ولو يعلمُ المُؤمنُ بكلِّ الذي عند اللهِ من العذابِ لم يأمَنْ من النَّارِ".

ورواه مُسلِمٌ ( ٢٧٥٥ ) عن العلاءِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، عن أبيه، عن أبي هُرَيرةَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "لو يعلمُ المُؤمنُ ما عند اللهِ من العُقوبةِ ما طَمِعَ بجنَّتِه أحدٌ، ولو يعلمُ الكافرُ ما عند اللهِ من الرَّحمةِ ما قَنَطَ من جنَّتِه أحدٌ".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

أُمُّ مُحمَّدٍ سيِّدةُ بنتُ موسى بنِ عُثمانَ المارانيَّةُ المِصريَّةُ ( تـ٦٩٥هـ ).

شيخةٌ مُعمَّرةٌ، وكانَتْ مُسنِدةَ عصرِها.

قال الحافظُ الذَّهبيُّ في مُعجَمِ شُيوخِه ( ١ / ٢٩٤ ): "وقد رحلتُ إلى لُقياها فماتَتْ وأنا بفلسطينَ في رجبٍ سنةَ خمسٍ وتسعينَ وستِّ مائةٍ".

وقال في تاريخِه ( ١٥ / ٨١٣ ): "شيخةٌ صالحةٌ مُعمَّرةٌ، كنتُ أتلهَّفُ على لُقيِّها، ورحلتُ إلى مصرَ وعِلمي أنَّها باقيةٌ، فدخلتُ فوجدتُها قد ماتَتْ من عشرةِ أيَّامٍ".

وهي شيخةْ الذَّهبيِّ بالإجازةِ؛ قال في المُعجَمِ: "وقد أجازَتْ لي مرويَّاتِها، ومن سماعِها المُنتقى من الغُرَباءِ للآجُرِّيِّ".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

أُصِيبُ الحافظُ الذَّهبيُّ بالشَّرَهِ في عِلمِ الحديثِ وسماعِه وقراءتِه، وقد ذهبَ به حُبُّه للحديثِ إلى القراءةِ على الصُّمِّ، وعلى أُناسٍ قد لا يرضى عنهم!

قال رحمهُ اللهُ في مُعجَمِ شُيوخِه ( ٢ / ٣٣٥ ): "محمودُ بنُ مُحمَّدٍ الصَّالحيُّ الخرائطيُّ الأصمُّ.
قرأتُ عليه بأقوى صوتي في أُذُنِه ثلاثَ أحاديثَ".

وقال في ترجمةِ عليِّ بنِ مُظفَّرٍ الكِنديِّ الإسكندرانيِّ ( ٢ / ٥٨ ): "..ولم يكُن عليه ضوءٌ في دِينِه، حَمَلَني الشَّرَهُ على السَّماعِ من مِثلِه، واللهُ يُسامِحُه، كان يُخِلُّ بالصَّلَواتِ، ويُرمى بعظائمَ".

وقال في ترجمةِ محمودِ بنِ يحيى التَّميميِّ ( ٢ / ٣٣٧ ): "روى عن ابنِ عبدِ الدَّائمِ، وكان سيِّءَ الحالِ سفيهًا، قرأ لنا عليه شيخُنا أبو مُحمَّدٍ البِرزاليُّ".

وقال في ترجمةِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أحمدَ الأمواسيِّ ( ١ / ٣٥٦ ): "روى لنا عن ابنِ عبدِ الدَّائمِ، إلا أنَّه لا تنبغي الرِّوايةُ عنه، حكوا لي عنه مصائبَ، واللهُ يُصلِحُه".

وقال في ترجمةِ مُحمَّدِ بنِ النّصيرِ المُؤذِّنِ ( ٢ / ٢٩٥ ): "شُوَيخٌ عامِّيٌّ سمعنا منه ولم يكُن بذاك".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الحافظُ الذَّهبيُّ: "هذا واللهِ العظيمِ قالَهُ عليٌّ وهو مُتواتِرٌ عنه، لأنَّه قالَهُ على مِنبَرِ الكوفةِ، فلعنَ اللهُ الرَّافضةَ ما أجهَلَهُم".
تاريخُ الإسلامِ ( ٢ / ٦٨ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الإمامُ جعفرُ بنُ مُحمَّدٍ الصَّادِقُ: "بَرِئَ اللهُ ممَّن تبرَّأَ من أبي بكرٍ وعُمَرَ".

قال الذَّهَبيُّ: قلتُ: "هذا القولُ مُتَواتِرٌ عن جعفرٍ الصَّادِقِ، وأشهدُ باللهِ إنَّه لَبَارٌّ في قولِه، غيرُ مُنافقٍ لأحدٍ، فقبَّحَ اللهُ الرَّافِضةَ".
السِّير ( ٦ / ٢٦٠ ).

وقال الذَّهَبيُّ عنه أيضًا: "وكان يغضبُ من الرَّافضةِ، ويَمقُتُهم إذا عَلِمَ أنَّهم يتعرَّضُونَ لجدِّه أبي بكرٍ ظاهرًا وباطنًا.
هذا لا ريبَ فيه، ولكنَّ الرَّافِضةَ قومٌ جَهَلةٌ، قد هوى بهم الهوى في الهاويةِ، فبُعدًا لهم".
السِّير ( ٦ / ٢٥٥ ).

قولُه: (لجدِّه أبي بكر): أُمُّ جعفرٍ الصَّادقِ هي أُمُّ فَروةَ بنتُ القاسمِ بنِ مُحمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ.
وجدَّتُه أُمُّ أُمِّه هي أسماءُ بنتُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ.
ولهذا كان جعفرٌ يقولُ: "وَلَدَني أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ مرَّتَينِ".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قالَتْ فاطِمةُ بنتُ عبدِ الملكِ زوجةُ عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ: "دخلتُ يومًا عليه وهو جالِسٌ في مُصلَّاهُ واضِعًا خدَّهُ على يدِه، ودُموعُه تسيلُ على خَدَّيهِ، فقلتُ: ما لَكَ؟
فقال: "ويحكِ يا فاطمةُ، إنِّي قد وُلِّيتُ من أمرِ هذه الأُمَّةِ ما وُلِّيتُ، فتفكَّرتُ في الفقيرِ الجائعِ، والمريضِ الضَّائِعِ، والعاري المجهودِ، واليتيمِ المكسورِ، والأرملةِ الوحيدةِ، والمظلومِ المقهورِ، والغريبِ والأسيرِ، والشَّيخِ الكبيرِ، وذي العِيالِ الكثيرِ والمالِ القليلِ، وأشباهِهم في أقطارِ الأرضِ وأطرافِ البِلادِ، فعلمتُ أنَّ ربِّي عزَّ وجلَّ سيسألُني عنهم يومَ القِيامةِ، وأنَّ خصمي دونهم مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخشيتُ أن لا يثبتَ لي حُجَّةٌ عند خُصومَتِه، فرحمتُ نفسي فبكيتُ".


رواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٤٥ / ١٩٦ - ١٩٧ ).
وذكَرَهُ ابنُ الأثيرِ في الكاملِ ( ٤ / ١١٩ )، والذَّهبيُّ في السِّير ( ٥ / ١٣١ - ١٣٢ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٣ / ١٢٤ - ١٢٥ )، وابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنِّهايةِ ( ١٢ / ٦٩٧ )، والسُّيوطيُّ في تاريخِ الخُلَفاءِ ( ص٣٨٤ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الإمامُ أبو بكرٍ الآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ٢٠٣٨ ): أنشدنا أبو سعيدٍ أحمدُ بنُ مُحمَّدٍ الأعرابيُّ مما قرأناهُ عليه، قال: أنشدنا مُحمَّدُ بنُ زكريَّا الغَلَّابيُّ قال: أنشدنا عبَّادُ بنُ بشَّارٍ:

حتَّى متى عبراتُ العينِ تنحدرُ
والقلبُ من زفراتِ الشَّوقِ يستعرُ

والنَّفسُ طائرةٌ والعينُ ساهرةٌ
كيف الرُّقادُ لمن يعتادُه السَّهَرُ

يا أيُّها النَّاسُ إنِّي ناصحٌ لكمُ
كونوا على حَذَرٍ قد ينفعُ الحَذَرُ

إنِّي أخافُ عليكم أن يحلَّ بكم
من ربِّكم غِيَرٌ ما فوقَها غِيَرُ

ما للرَّوافضِ أضحَتْ بينَ أظهُرِكم
تسيرُ آمِنةً ينزو بها البَطَرُ

تُؤذي وتشتمُ أصحابَ النَّبيِّ وهم
كانوا الذينَ بهم يُستَنزَلُ المَطَرُ

مُهاجِرُونَ لهم فضلٌ بهِجرَتِهم
وآخرونَ همُ آوَوْا وهم نَصَرُوا

كيف القرارُ على مَن قد تَنقَّصَهُم
ظُلمًا وليس لهم في النَّاسِ مُنتَصِرُ

إنَّا إلى اللهِ من ذُلٍّ أراهُ بكم
ولا مردَّ لأمرٍ ساقَهُ القَدَرُ

حتَّى رأيتُ رِجالًا لا خلاقَ لهم
من الرَّوافضِ قد ضلُّوا وما شعروا

إنِّي أُحاذِرُ أن تَرضَوْا مقالَتَهُم
أو لا فهل لكم عُذرٌ فتعتذروا

رأى الرَّوافضُ شَتْمَ المُهتَدِينَ فما
بعد الشَّتيمةِ للأبرارِ يُنتَظَرُ

لا تقبلوا أبدًا عُذرًا لشاتِمِهم
إنَّ الشَّتيمةَ أمرٌ ليس يُغتَفَرُ

ليس الإلهُ براضٍ عنهمُ أبدًا
ولا الرسولُ ولا يرضى به البَشَرُ

النَّاقِضُونَ عُرى الإسلامِ ليس لهم
عند الحقائقِ إيرادٌ ولا صَدَرُ

والمُنكِرُونَ لأهلِ الفضلِ فَضلَهُمُ
والمُفتَرُونَ عليهم كلما ذُكِرُوا

قد كان عن ذا لهم شُغلٌ بأنفُسِهم
لو أنَّهم نظروا فيما به أُمِرُوا

لكن لشِقوَتِهم والحَينُ يصرعُهم
قالوا ببِدعَتِهم قولًا به كفروا

قالوا وقلنا وخيرُ القولِ أصدقُه
والحقُّ أبلجُ والبُهتانُ مُنشَمِرُ

وفي عليٍّ وما جاء الثِّقاتُ به
من قولِه عِبَرٌ لو أغنَتِ العِبَرُ

قال الأميرُ عليٌّ فوق مِنبَرِهِ
والرَّاسخونَ به في العلمِ قد حضروا

خيرُ البريَّةِ من بعدِ النَّبيِّ أبو
بكرٍ وأفضلُهم من بعدِه عُمَرُ

والفضلُ بعدُ إلى الرَّحمنِ يجعلُه
فيمن أحبَّ فإنَّ اللهَ مُقتَدِرُ

هذا مقالُ عليٍّ ليس يُنكِرُهُ
إلَّا الخليعُ وإلَّا الماجِنُ الأشِرُ

فارْضَوْا مقالتَهُ أو لا فموعدُكم
نارٌ تَوَقَّدُ لا تُبقي ولا تَذَرُ

وإن ذكرتُ لعُثمانٍ فضائلَهُ
فلن يكونَ من الدُّنيا لها خَطَرُ

وما جهلتُ عليًّا في قرابتِهِ
وفي منازلَ يعشو دُونَها البَصَرُ

إنَّ المنازلَ أضحَتْ بين أربعةٍ
همُ الأئِمَّةُ والأعلامُ والغُرَرُ

أهلُ الجِنانِ كما قال الرَّسولُ لهم
وعدًا عليه فلا خُلفٌ ولا غُدَرُ

وفي الزُّبَيرِ حواريِّ النَّبيِّ إذا
عُدَّتْ مآثِرُه زُلفى ومُفتَخَرُ

واذْكُرْ لطلحةَ ما قد كنتَ ذاكِرَهُ
حُسنَ البلاءِ وعند اللهِ مُدَّكَرُ

إنَّ الرَّوافِضَ تُبدي من عداوتِها
أمرًا تُقَصِّرُ عنه الرُّومُ والخَزَرُ

ليسَتْ عداوتُها فينا بضائرةٍ
لا بل لها وعليها الشَّينُ والضَّرَرُ

لا يستطيعُ شِفا نفسٍ فيشفيَها
من الرَّوافضِ إلَّا الحَيَّةُ الذَّكَرُ

ما زال يضربُها بالذُّلِّ خالِقُها
حتَّى تطايرَ عن أفحاصِها الشَّعَرُ

داوِ الرَّوافِضَ بالإذلالِ إنَّ لها
داءَ الجُنونِ إذا هاجَتْ بها المِرَرُ

كلُّ الرَّوافضِ حُمرٌ لا قُلوبَ لها
صُمٌّ وعُميٌ فلا سَمعٌ ولا بَصَرُ

ضلُّوا السَّبِيلَ أضلَّ اللهُ سَعيَهُمُ
بِئسَ العِصابةُ إن قلُّوا وإن كَثُرُوا

شَينُ الحجيجِ فلا تقوى ولا ورعُ
إنَّ الرَّوافضَ فيها الدَّاءُ والدَّبَرُ

لا يقبلونَ لذي نُصحٍ نصيحتَهُ
فيها الحميرُ وفيها الإبلُ والبَقَرُ

والقومُ في ظُلَمٍ سُودٍ فلا طَلَعَتْ
مع الأنامِ لهم شمسٌ ولا قَمَرُ

لا يأمَنونَ وكلُّ النَّاسِ قد أَمِنُوا
ولا أمانَ لهم ما أورقَ الشَّجَرُ

لا باركَ اللهُ فيهم لا ولا بَقِيَتْ
منهم بحَضرَتِنا أُنثى ولا ذَكَرُ

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الإمامُ مالكُ بنُ أنسٍ: "كان السَّلَفُ يُعلِّمونَ أولادَهم حُبَّ أبي بكرٍ وعُمَرَ كما يُعلِّمونَ السُّورةَ من القُرآنِ".
____________

رواه اللّالكائيُّ في شرحِ أُصولِ اعتقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ ( ٢٣٢٥ )، وابنُ الجوزيِّ في مناقبِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ ( ص٢٥٠ )، وقوّامُ السُّنَّةِ في الحجّةِ في بيانِ المحجَّةِ ( ٢ / ٣٣٨ )، وابنُ المِبرَدِ في محضِ الصَّوابِ في فضائلِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ ( ١ / ٢٣٦ ).
ورواهُ ابنُ عساكرَ في تاريخِ دِمشقَ ( ٤٤ / ٣٨٣ ) بلفظِ: "صالحو السَّلَفِ يُعلِّمونَ..".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

أرجو منكم دعم القناة ونشرها.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قضى الإمامُ الحافظُ أميرُ المُؤمِنينَ في الحديثِ وقاضي قُضاةِ عصرِه شِهابُ الدِّينِ أبو الفضلِ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ مُحمَّدِ بنِ حَجَرٍ الكِنانيُّ -قبيلةً- العسقلانيُّ -أصلًا- المِصريُّ -مولدًا- الشَّافعيُّ -مذهبًا- في تأليفِ كتابِه: "الإصابةِ في تمييزِ الصَّحابةِ" أربعينَ سنةً!

وكتابُه هذا أوسعُ الكُتبِ في تراجمِ الصَّحابةِ وأجمعُها، وفيه ( ١٢٢٦٧ ) ترجمةً.

وقد جعَلَ ابنُ حَجَرٍ هذا الكتابَ على حُروفِ المُعجَمِ، وقسَّمَهُ على أربعةِ أقسامٍ:

١ - القسمُ الأولُ: فِيمَن ورَدَتْ صُحبَتُه بطريقةِ الرِّوايةِ عنه أو عن غيرِه، سواءٌ كانتِ الطريقُ صحيحةً أو حسنةً أو ضعيفةً، أو وقعَ ذِكرُه بما يدلُّ على الصُّحبةِ بأيِّ طريقٍ كان.

٢ - القِسمُ الثَّاني: مَن ذُكِرَ في الصَّحابةِ من الأطفالِ الذين وُلِدُوا في عهدِ النِّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لبعضِ الصَّحابةِ من النِّساءِ والرِّجالِ ممن مات صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في دونِ سِنِّ التَّمييزِ، إذ ذِكرُ أولئكَ في الصَّحابةِ إنَّما هو على سبيلِ الإلحاقِ؛ لغلَبَةِ الظَّنِّ على أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رآهم، لتوفُّرِ دواعي أصحابِه على إحضارِهم أولادَهم عنده عند ولادتِهم ليُحَنِّكَهم ويُسمِّيَهم ويدعوَ لهم.

٣ - القِسمُ الثَّالثُ: المُخضرَمونَ الذين أدركوا الجاهليَّةَ والإسلامَ، ولم يَرِدْ خبرٌ قطُّ أنَّهم اجتمعوا بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا رأَوْه، سواءٌ أسلموا في حياتِه أم لا، وهؤلاءِ ليسوا صحابةً.
وسببُ إيرادِه هذا القِسمَ بأنَّ بعضَ مَن كتبَ في معرفةِ الصَّحابةِ قد أوردَهم في الصَّحابةِ.

٤ - القِسمُ الرَّابعُ: مَن ذُكِرَ في كُتُبِ الصَّحابةِ على سبيلِ الوهمِ والغَلَطِ البَيِّنِ.

قال ابنُ حَجَرٍ عن هذا القِسمِ: "وهذا القِسمُ الرَّابعُ لا أعلمُ مَن سَبَقَني إليه، ولا مَن حامَ طائرُ فِكرِه عليه، وهو الضَّالَّةُ المطلوبةُ في هذا البابِ الزَّاهرِ، وزُبدةُ ما يمخضُه من هذا الفنِّ اللَّبيبُ الماهرُ". اهـ

لماذا قال ابنُ حَجَرٍ هذا الكلامَ عن هذا القِسمِ؟
لأنَّه القِسمُ المعنيُّ بهذا الكتابِ، وهو تمييزُ الصَّحابةِ.

وقد حشا الحافظُ هذا الكتابَ عِلمًا جمًّا ونقدًا وتحقيقًا وتنقيبًا وتصحيحًا وتضعيفًا وتقسيمًا.. إلى غيرِ ذلك.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

هذا الحديث بهذا اللّفظ ضعيف:

قال الطّبرانيّ في المعجم الأوسط ( ٨٤٩٧ ): حدّثنا معاذ قال: نا أبو مصعب الزّهريّ قال: نا مُحرَّر بن هارون القرشيّ، عن الأعرج، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "لعن الله سبعة من خلقه من فوق سبع سمواته، وردّد اللّعنة على واحد منهم ثلاثًا، ولعن كلّ واحد منهم لعنة تكفيه، فقال: ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من أتى شيئًا من البهائم، ملعون من عقّ والديه، ملعون من جمع بين المرأة وبين ابنتها، ملعون من غيّر حدود الأرض، ملعون من ادّعى إلى غير مواليه".

ورواه ابن عديّ في الكامل في ضعفاء الرّجال ( ١٠ / ٦٠ - ٦١ )، وابن حبّان في المجروحين ( ٢ / ٣٥٣ - ٣٥٤ )، والخرائطيّ في مساوئ الأخلاق ( ٤٣٨ )، والبيهقيّ في شعب الإيمان ( ٥٠٨٩ ) من طريق مُحرَّر بن هارون، عن الأعرج، به.

وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ لأجل مُحرَّر -وقيل: اسمه مُحرِز- بن هارون، فإنّه ضعيف جدًّا متروك.

قال فيه البخاريّ والنّسائيّ والسّاجيّ: "منكر الحديث".
وقال ابن حبّان: "كان ممّن يروي عن الأعرج ما ليس من حديثه، وعن عدّة من الثّقات ما ليس من حديث الأثبات، لا تحلّ الرّواية عنه، ولا الاحتجاج به".

وقال ابن عديّ في الكامل ( ١٠ / ٣٧٢ - ٣٧٣ ): حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الله الدّمشقيّ، نا دُحَيم، نا ابن أبي فُدَيك، حدّثني هارون بن هارون بن عبد الله بن الهُدَير التّيميّ عن الأعرج، عن أبي هريرة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "لعن الله سبعة من خلقه، فردّد اللّعنة على أحدهم ثلاث مرّات، ولعن كلّ واحد لعنة تكفيه فقال: ملعون ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط..". فذكره.

ورواه الحاكم في المستدرك ( ٨٠٥٣ ) من طريق ابن أبي فُدَيك، عن هارون بن هارون، عن الأعرج، به.

وهذا إسناد ضعيف جدًّا كسابقه، من أجل هارون بن هارون، فإنّه ضعيف منكر الحديث.

قال ابن حبّان: "كان ممّن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرّواية عنه، إلّا على سبيل الاعتبار لأهل الصّناعة فقط".

وهارون هذا أخو محرّر بن هارون الذي مرّ، وكلاهما ضعيف جدًّا.
وهما مُحرَّر وهارون ابنا هارون بن عبد الله بن مُحرَّو بن الهُدَير القرشيّانِ التّيميّانِ.

والحديث قد صحّ عن ابن عبّاس رضي الله عنهما بلفظ آخر، وفيه ذكر السّبعة، لكن دون لفظة "ملعون من جمع بين امرأة وابنتها"، فذكر مكانها: "لعن الله من كمَهَ أعمى عن الطّريق".

قال الإمام أحمد ( ٢٩١٣ ): حدّثنا حجّاج، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عبّاس أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "لعن الله من غيّر تُخوم الأرض، لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من تولّى غير مواليه، لعن الله من كَمَهَ أعمى عن السّبيل، لعن الله من وقع على بهيمة، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط" ثلاثًا.

ورواه البخاريّ في الأدب المفرد ( ٨٩٢ )، والطّبرانيّ في المعجم الكبير ( ١١٥٤٦ )، والضّياء المقدسيّ في الأحاديث المختارة ( ١٢ / ٢١٣ برقم ٢٣٢ ) من طريق ابن أبي الزّناد، به.

وهذا إسناد حسن؛ عبد الرّحمن بن أبي الزّناد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله رجال الصّحيح.

وقوله: "من كَمَهَ أعمى": أي أضلّه عن الطّريق.

ورواه النّسائيّ في الكبرى ( ٧٢٩٧ و٧٢٩٩ )، والطّبرانيّ في الكبير ( ١١٥٤٦ )، والحاكم ( ٨٠٥٢ )، والبيهقيّ في السّنن الكبرى ( ١٧٠٩٩ ) وفي شعب الإيمان ( ٤٩٨٨ )، والآجرّيّ في ذمّ اللّواط ( ١٤ و١٥ )، والضّياء المقدسيّ في الأحاديث المختارة ( ١٢ / ٢١٣ برقم ٢٣٢ و٢٣٤ و٢٣٥ ) من طريق عبد العزيز بن محمّد الدّراورديّ.

ورواه أحمد ( ٢٨١٦ )، وأبو يعلى ( ٢٥٣٩ )، وابن حبّان ( ٤٤١٧ )، والحاكم ( ٨٠٥٢ )، والضّياء المقدسيّ في الأحاديث المختارة ( ١٢ / ٢١٣ - ٢١٤ برقم ٢٣٣ ) من طريق زهير بن محمّد العنبريّ.

ورواه أحمد ( ٢٩١٥ )، وعبد بن حميد ( ٥٨٧ )، والطّبريّ في تهذيب الآثار ( ٢٦٥ - مسند عليّ )، والضّياء المقدسيّ في الأحاديث المختارة ( ١٢ / ٢١٢ - ٢١٣ برقم ٢٣١ ) من طريق سليمان بن بلال القرشيّ التّيميّ.

ورواه أحمد ( ١٨٧٥ و٢٩١٤ )، والخرائطيّ في مساوئ الأخلاق ( ٧٥ )، وأبو نعيم في الحلية ( ٩ / ٢٣٢ ) من طريق محمّد بن إسحاق القرشيّ المدنيّ.

والخرائطيّ في مساوئ الأخلاق ( ٤٤٣ ) من طريق سعيد بن سلمة القرشيّ العدويّ.

وخمستهم ( الدّراورديّ وزهير وسليمان وابن إسحاق وسعيد ) عن عمرو بن أبي عمرو المخزوميّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، به.

والحديث بهذا الطّريق: صحّحه ابن حبّان، والحاكم، والضّياء المقدسيّ، والذّهبي، وابن القيّم، والهيثميّ، والألبانيّ، وغيرهم.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال مالكُ بنُ أنسٍ: أتى القاسمَ أميرٌ من أُمَراءِ المدينةِ فسألَهُ عن شيءٍ، فقال القاسمُ: "إنَّ من إكرامِ المرءِ نفسَهُ أن لا يقولَ إلَّا ما أحاطَ به عِلمُه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رواه البيهقيُّ في المدخلِ إلى السُّنَنِ الكُبرى ( ٨٠٥ )، والخطيبُ البغداديُّ في الفقيهِ والمُتفقِّهِ ( ١١١٨ )، والهَرَويُّ في ذمِّ الكلامِ ( ٥٠٩ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٤٩ / ١٧٧ ) من طريقِ هشامِ بنِ عمَّارٍ، عن مالكٍ، به.

وذكَرَهُ المِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٢٣ / ٤٣٣ - ٤٣٤ )، والذَّهبيُّ في السِّير ( ٥ / ٥٧ )، وابنُ القيِّمِ في إعلامِ المُوقِّعِينَ ( ٣ / ٤٤٣ )، وابنُ مُفلِحٍ في الآدابِ الشَّرعيَّةِ ( ٢ / ٦٥ ).

والقاسمُ هو ابنُ مُحمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، الإمامُ القُدوةُ الحُجَّةُ، عالِمُ وقتِه بالمدينةِ مع سعيدِ بنِ المُسيِّبِ، وسالمِ بنِ عبدِ اللهِ، وعُروةَ بنِ الزُّبَيرِ، وأبي سلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، وخارجةَ بنِ زيدٍ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ: "فلا تَجِدُ قطُّ مُبتَدِعًا إلَّا وهو يُحِبُّ كِتمانَ النُّصوصِ التي تُخالِفُه، ويُبغِضُها ويُبغِضُ إظهارَها ورِوايَتَها والتَّحدُّثَ بها، ويُبغِضُ مَن يفعلُ ذلك، كما قال بعضُ السَّلَفِ: ما ابتدعَ أحدٌ بِدعةً إلَّا نُزِعَتْ حلاوةُ الحديثِ من قلبِه".

الفتاوى ( ٢٠ / ١٦١ - ١٦٢ ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( كما قال بعضُ السَّلَفِ: ما ابتدعَ.. ):
قلتُ: هو الإمامُ الحافظُ الحُجَّةُ المُحَدِّثُ أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ سِنانٍ الواسِطيُّ.

من شُيوخِ البُخاريِّ، ومُسلِمٍ، وأبي داودَ، والنَّسائيِّ، وابنِ ماجه، وأبي حاتمٍ الرَّازيِّ، وابنِ خُزَيمةَ.

قال ابنُه الحافظُ جعفرٌ: سمعتُ أبي يقولُ: "ليس في الدُّنيا مُبتَدِعٌ إلَّا يُبغِضُ أصحابَ الحديثِ، وإذا ابتدعَ الرجلُ بِدعةً نُزِعَتْ حلاوةُ الحديثِ من قلبِه".

ذكَرَهُ السُّبكيُّ في طبقاتِ الشَّافعيَّةِ ( ٢ / ٦ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٢ / ٢٤٥ ) وفي تذكرةِ الحُفَّاظِ ( ٢ / ٥٢٢ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٦ / ٢٦ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الإمامُ الحافظُ اللُّغَويُّ أبو عُبَيدٍ القاسمُ بنُ سلَّامٍ الهَرَويُّ: "كنتُ في تصنيفِ هذا الكتابِ أربعينَ سنةً، ورُبَّما كنتُ أستفيدُ الفائِدةَ من أفواهِ الرِّجالِ فأضعُها في الكِتابِ، فأبيتُ ساهِرًا فَرِحًا منِّي بتِلكَ الفائدةِ". اهـ

قالوا عن الكتابَ:

- قال ابنُ دَرَسْتَويهِ: "..ومنها -أي من مُؤلَّفاتِ أبي عُبَيدٍ-: كتابُ غريبِ الحديثِ، ذكَرَهُ بأسانيدِه، وأجاد تصنيفَهُ، فرَغِبَ فيه أهلُ الحديثِ والفقهِ واللُّغةِ؛ لاجتماعِ ما يحتاجونَ إليه فيه". اهـ

- وقال أحمدُ بنُ يُوسفَ: لمَّا عَمِلَ أبو عُبَيدٍ كِتابَ غريبِ الحديثِ، عُرِضَ على الأميرِ عبدِ اللهِ بنِ طاهرٍ، فاستَحسَنَهُ وقال: "إنَّ عَقلًا بعث صاحِبَهُ على عملِ مِثلِ هذا الكتابِ؛ لَحقيقٌ أن لا يحوجَ إلى طلبِ المعاشِ".
فأجرى له عشرةَ آلافِ دِرهَمٍ في الشَّهرِ. اهـ

- وقال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ: "عرضتُ كتابَ غريبِ الحديثِ لأبي عُبَيدٍ على أبي، فاستَحسَنَهُ، وقال: جزاه اللهُ خيرًا". اهـ

- وقال عبدُ اللهِ أيضًا: "كتب أبي كتابَ غريبِ الحديثِ الذي ألَّفه أبو عُبَيدٍ أوَّلًا". اهـ

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

بدأَ مُؤَرِّخُ الإسلامِ الإمامُ الذَّهبيُّ كِتابَه "سِيَرَ أعلامِ النُّبَلاءِ" بترجمةِ العشرةِ المُبَشَّرِينَ بالجنَّةِ: أبي بكرٍ، ثم عُمَرَ، ثم عُثمانَ، ثم عليٍّ، ثم أبي عُبَيدةَ، ثم طلحةَ، ثم الزُّبَيرِ، ثم عبدِ الرَّحمنِ، ثم سعدٍ، ثم سعيدٍ.. ثم قال ( ١ / ١٤٠ - ١٤١ ): "فهذا ما تيسَّرَ من سِيرةِ العَشَرةِ، وهم أفضلُ قُرَيشٍ، وأفضلُ السَّابِقينَ المُهاجِرينَ، وأفضلُ البَدرِيِّينَ، وأفضلُ أصحابِ الشَّجَرةِ، وسادةُ هذه الأُمَّةِ في الدُّنيا والآخرةِ.
فأبعدَ اللهُ الرَّافِضةَ! ما أغواهم وأشدَّ هواهم، كيف اعتَرَفُوا بفضلِ واحدٍ منهم، وبخَسُوا التِّسعةَ حقَّهم، وافتَرَوا عليهم بأنَّهم كَتَمُوا النَّصَّ في عليٍّ أنَّه الخليفةُ؟ فواللهِ ما جرى من ذلك شيءٌ، وأنَّهم زوَّروا الأمرَ عنه بزعمِهِم، وخالَفُوا نبيَّهم، وبادَرُوا إلى بيعةِ رجلٍ من بني تيمٍ يتَّجِرُ ويتكسَّبُ، لا لرغبةٍ في أموالِه، ولا لرهبةٍ من عشيرَتِه ورِجالِه، ويحكَ! أيفعلُ هذا مَن له مسكةُ عَقلٍ؟
ولو جاز هذا عل واحدٍ لَما جاز على جماعةٍ، ولو جاز وُقوعُه من جماعةٍ، لاستحالَ وُقوعُه -والحالةُ هذه- من أُلُوفٍ من سادةِ المُهاجِرينَ والأنصارِ، وفُرسانِ الأُمَّةِ، وأبطالِ الإسلامِ!
لكن لا حِيلةَ في بُرءِ الرَّفضِ! فإنَّه داءٌ مُزمِنٌ، والهُدى نُورٌ يقذفُه اللهُ في قلبِ مَن يشاءُ، فلا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الحافظُ الذَّهَبيُّ في ذيلِ تاريخِ الإسلامِ ( ص٤٥٦ ) عن شيخِه الإمامِ البِرزاليِّ: ".. وكان هو الذي حبَّبَ إليَّ طلبَ الحديثِ؛ فَإِنَّهُ رأى خطِّي فقال: خطُّكَ يُشبِهُ خطَّ المُحدِّثينَ، فأثَّر قولُه فيَّ، وسمعت وتخرَّجتُ به في أشياءَ".

وذكَرَهُ ابنُ شاكرٍ الكتبيّ في فواتِ الوَفَياتِ ( ٣ / ١٩٧ - ١٩٨ )، وابنُ حَجَرٍ في الدُّرَرِ الكامِنةِ ( ٣ / ٣٢٣ )، والشَّوكانيُّ في البدرِ الطَّالِع ( ص٦٠٥ )، وصدِّيق حسن خان في التَّاجِ المُكلَّلِ ( ص١٦١ ).

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال العلَّامةُ المُحدِّثُ المُرتَضى الزَّبِيديُّ:

عليك بأصحابِ الحديثِ فإنَّهم
خِيارُ عبادِ اللهِ في كلِّ مَحفِلِ

ولا تَعدُوَنْ عيناكَ عنهم فإنَّهم
نجومُ الهُدى في أعيُنِ المُتأمِّلِ

جهابذةٌ شُمٌّ سُراةٌ فمن أتى
إلى حيِّهِم يومًا بالأنوارِ يَمتَلي

لقد شرقتْ شمسُ الهُدى في وُجوهِهم
وقدرُهم في النَّاسِ لا زالَ يَعتَلي

فللهِ مَحياهُم معًا ومَماتُهم
لقد ظَفِرُوا إدراكَ مجدٍ مُؤثَّلِ

وقال الإمامُ الشَّافعيُّ مقالةً
غدتْ منهم فخرًا لكلِّ مَحصَلِ:

"أرى المرءَ من أهلِ الحديثِ كأنَّه
أرى المرءَ من صحبِ النَّبيِّ المُفضَّلِ"

عليه صلاةُ اللهِ ما ذرَّ شارِقٌ
وآلٍ له والصَّحبِ أهلِ التَّفضُّلِ
__________________________

( وقال الإمامُ الشَّافعيُّ مقالةً ): يُشيرُ إلى قولِ الإمامِ الشَّافعيِّ رحمهُ اللهُ: "إذا رأيتُ رجلًا من أصحابِ الحديثِ كأنِّي رأيتُ رجلًا من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم".

هذا الأثرُ رواهُ عنِ الشَّافعيِّ ثلاثةٌ من تلاميذِه: أبو مُحمَّدٍ الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ المُراديُّ المِصريُّ، وأبو مُوسى يُونُسُ بنُ عبدِ الأعلى الصَّدَفيُّ المِصريُّ، وأبو عُمَرَ سعدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ المِصريُّ.

رواهُ أبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٩ / ١٠٩ ) من طريقِ شيخِه أبي أحمدَ الغِطرِيفِيِّ عنِ ابنِ خُزَيمةَ عنِ الرَّبيعِ بنِ سُلَيمانَ عنِ الشَّافعيِّ.
وإسنادُه صحيحٌ.

ورواهُ الخطيبُ البغداديُّ في شرَفِ أصحابِ الحديثِ ( ٨٥ ) من طريقِ إبراهيمَ بنِ مُحمَّدٍ المُزَكِّي عنِ ابنِ خُزَيمةَ عن يُونُسَ بنِ عبدِ الأعلى عنِ الشَّافعيِّ، ولفظُه: "…فكأنِّي رأيتُ النَّبيَّ صلِّى اللهُ عليه وسلَّم حيًّا".
وإسنادُه صحيحٌ.

ورواهُ البيهقيُّ في مناقبِ الشَّافعيِّ ( ١ / ٤٧٧ ) من طريقِ مُحمَّدِ بنِ الرَّبيعِ الجِيزيِّ عن سعدِ بنِ عبدِ اللهِ عنِ الشَّافعيِّ.
وإسنادُه صحيحٌ.

وذكرهُ الذَّهبيُّ في السِّيَر ( ١٠ / ٥٩ - ٦٠ )، قال: "ويُروى بطريقَينِ عن الشَّافعيِّ… فذكر الأثرَ، وزاد: "جزاهمُ اللهُ خيرًا، هم حَفِظُوا لنا الأصلَ، فلهم علينا الفضلُ".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال الإمامُ أحمدُ في فضائلِ الصَّحابةِ ( ١٧٦ ): حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ فُضَيلٍ، ثنا سالِمٌ -يعني: ابنَ أبي حفصةَ- قال: سألتُ أبا جعفرٍ وجعفرًا عن أبي بكرٍ وعُمَرَ، فقالا لي: "يا سالِمُ، تَوَلَّهُما وابْرأْ من عدوِّهِما، فإنَّهما كانا إمامَيْ هُدًى".
قال سالمٌ: وقال لي جعفرٌ: "يا سالِمُ، أبو بكرٍ جدِّي، أيسبُّ الرجلُ جدَّهُ؟" وقال: "لا نالَتْني شفاعةُ مُحمَّدٍ يومَ القيامةِ إن لم أكن أتَولَّاهُما وأبرأُ من عدوِّهِما".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا إسنادٌ حسنٌ.
وأبو جعفرٍ هو الإمامُ الباقرُ مُحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ.
وابنُه هو جعفرٌ الصَّادِقُ الإمامُ الجليلُ.

ومُحمَّدُ بنُ فُضَيلٍ، وسالمُ بنُ أبي حفصةَ صدوقانِ، وكانا شِيعيَّيْنِ! ومع ذلك ينشرانِ هذا القولَ ويبُثَّانِهِ.. فقبَّحَ اللهُ الرَّافضةَ!

قال الحافظُ الذَّهَبيُّ بعدَ أن ذكرَ هذا الأثَرَ: "كان سالمٌ فيه تَشيُّعٌ ظاهرٌ، ومع هذا فيبثُّ هذا القولَ الحقَّ، وإنَّما يعرفُ الفضلَ لأهلِ الفضلِ ذُو الفضلِ، وكذلك ناقِلُها ابنُ فُضَيلٍ شيعيٌّ ثقةٌ.
فعثَّرَ اللهُ شيعةَ زمانِنا ما أغرَقَهُم في الجهلِ والكذبِ، فينالونَ من الشَّيخَينِ وزيرَي المُصطفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويحملونَ هذا القولَ من الباقرِ والصَّادقِ على التّقيَّةِ".
السِّير ( ٤ / ٤٠٢ - ٤٠٣ ).

وقولُ جعفرٍ الصَّادقِ: "أبو بكرٍ جدِّي": لأنَّ أُمَّه هي أُمُّ فَروةَ بنتُ القاسمِ بنِ مُحمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ.
وجدَّتُه أُمُّ أُمِّه هي أسماءُ بنتُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ.
ولهذا كان جعفرٌ يقولُ: "وَلَدَني أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ مرَّتَينِ".

وروى الأثرَ أيضًا: الدَّارَقُطنيُّ في فضائلِ الصَّحابةِ ( ٢٨ و٢٩ )، وعبدُ اللهِ بنُ الإمامِ أحمدَ في السُّنَّةِ ( ١٣٠٣ )، واللَّالكائيُّ في شرحِ أُصولِ الاعتِقادِ ( ٢٣٥٨ و٢٤٦٥ )، والآجُرِّيُّ في الشّّريعةِ ( ١٧٠٨ و١٨٥٦ )، والبيهقيُّ في الاعتِقادِ ( ص٥٠٤ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٥٤ / ٢٨٥ ) من طريقِ ابنِ فُضَيلٍ، عن سالمٍ، به.

وقال الدَّارَقُطنيُّ في فضائلِ الصَّحابةِ ( ٤١ ): حدَّثنا أبو ذرٍّ أحمدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ أبي بكرٍ، نا عليُّ بنُ الحُسَينِ بنِ أشكابٍ، نا إسحاقُ بنُ أزرقَ، عن بسَّامِ بن عبدِ اللهِ الصَّيرَفيِّ قال: سألتُ أبا جعفرٍ، قلتُ: ما تقولُ في أبي بكرٍ وعُمَرَ رضي اللهُ عنهما؟
فقال: "واللهِ إنِّي لَأتَولَّاهُما وأستغفرُ لهما، وما أدركتُ أحدًا من أهلِ بيتي إلَّا وهو يتولَّاهُما".
وإسنادُه صحيحٌ.

والآثارُ عن آلِ البيتِ في هذا البابِ كثيرةٌ.

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ -كما في مجموعِ الفتاوى ( ٤ / ٤٠٧ )-: "وقد رُوي عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ من نحوِ ثمانينَ وجهًا وأكثرَ أنَّه قال على مِنبَرِ الكُوفةِ: خيرُ هذه الأُمَّةِ بعدَ نبيِّها أبو بكرٍ وعُمَرُ".

Читать полностью…

غِرَاسُ السَّلَفِ 📚

فلا أكثرَ اللهُ في القُرَّاءِ مِثلَه!

قال الحافظُ أبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا في الإخوانِ ( ١٤١ ): حدَّثني الحسنُ بنُ الصَّبَّاحِ، حدَّثنا عليُّ بنُ الحسنِ بنِ شقيقٍ، عن حكَّامِ بنِ سَلْمٍ قال: سمعتُ سعيدَ بنَ عبدِ الرَّحمنِ الزُّبَيديَّ يقولُ: "يُعجِبُني من القُرَّاءِ كُلُّ سَهلٍ طَلْقٍ مِضحاكٍ، فأمَّا مَن تلقاهُ ببِشرٍ ويلقاكَ بِضَرِسٍ يمنُّ عليكَ بعَمَلِه؛ فلا كثَّرَ اللهُ في النَّاسِ أمثالَ هؤلاءِ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وإسنادُه صحيحٌ.
وسعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، أبو شيبةَ القاضي، من عُلَماءِ الكُوفةِ.
يروي عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، ومُجاهدِ بنِ جبرٍ، وإبراهيمَ التَّيميِّ، وإبراهيمَ النَّخَعيِّ، وابنِ أبي مُلَيكةَ.
وروى عنه سُفيانُ الثَّوريُّ، وجريرُ بنُ عبدِ الحميدِ، وحكَّامُ بنُ سَلمٍ، وعبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ، وغيرُهم.

ورواه ابنُ أبي الدُّنيا في مُداراةِ النَّاسِ ( ٦٧ ) وفي اصطِناعِ المعروفِ ( ٣٢ ) عن مُحمَّدِ بنِ بشيرٍ الكنديِّ، عن عليِّ بنِ مُجاهدٍ، عن سعيدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الزُّبَيديِّ قال: "إنَّه لَيُعجِبُني من القُرَّاءِ كلُّ سَهلٍ طَلْقٍ مِضحاكٍ، فأمَّا مَن تلقاهُ بالبِشرِ ويلقاكَ بالعُبوسِ كأنَّه يمنُّ عليكَ؛ فلا أكثرَ اللهُ في القُرَّاءِ مِثلَهُ".

وعليُّ بنُ مُجاهدٍ متروكٌ ورماه بالكذبِ غيرُ واحدٍ، لكن تابَعَهُ حكَّامُ بنُ سَلْمٍ كما تقدَّمَ.

ورواه ابنُ حِبَّانَ في روضةِ العُقَلاءِ ( ص٧٦ )، وابنُ المُقرِئِ في المُعجَمِ ( ١١٨٤ )، والرَّافعيُّ في تاريخِ قزوينَ ( ٣ / ٣٣١ )، وابنُ قُدامةَ في المُتَحابِّينَ في اللهِ ( ٣٨ ) من طريقِ حكَّامِ بنِ سَلمٍ، عن سعيدٍ.

وقال ابنُ حِبَّانَ في الثِّقاتِ ( ٨ / ٢٦٠ - ٢٦١ ) من ترجمةِ سعيدٍ: "يروي المقاطيعَ، وهو الذي يقولُ: يُعجِبُني من القُرَّاءِ كلُّ سهلٍ طلقٍ، فأمَّا من تلقاه ببِشرٍ ويلقاكَ بعبوسٍ؛ فلا كثَّرَ اللهُ في القُرَّاءِ ضربَ هذا".

وذكَرَهُ المِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ  ( ١٠ / ٥٣٣ ).

ورواه البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٧٧١٠ ) من قولِ عبدِ اللهِ بنِ المُبارَكِ:

قال: أخبرنا أبو مُحمَّدِ بنُ يوسفَ، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ روزبةَ الفارسيُّ، أخبرنا حامدُ بنُ المُبارَكِ، حدَّثنا إسحاقُ بنُ سيَّارٍ النَّصيبيُّ، حدَّثنا الأصمعيُّ قال: سمعتُ ابنَ المُبارَكِ يقولُ: فذكره.

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ وشيخُه حامدُ بنُ المُبارَكِ مجهولا الحالِ.

ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٣٢ / ٤٥٨ ) قال: أخبرنا أبو القاسمِ الشَّحَّاميُّ، أنا أبو بكرٍ البيهقيُّ، أنا أبو مُحمَّدِ بنُ يُوسفَ، به.

لذلك يجبُ أن يكونَ طالبُ العِلمِ دائِمَ البِشرِ والابتِسامةِ، طَلْقَ الوجهِ بشوشًا مُنبَسِطًا؛ قال عبدُ اللهِ بنُ الحارثِ بنِ جَزءٍ الزُّبَيديُّ: "ما رأيتُ أحدًا أكثرَ تبسُّمًا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ".
وقال جريرُ بنُ عبدِ اللهِ: "ما رآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا تبسَّمَ في وجهي".

وطالبُ العلمِ قُدوتُه المُثلى نبيُّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

Читать полностью…
Подписаться на канал