مقالات وتغريدات الكاتب والصحفي الدكتور محمد جميح السفير والمندوب الدائم لليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
أين الخلل؟ هل كان في الأنظمة، أم كان في الثوار، أم أنه كان في العوامل والظروف التي أدت إلى تغيير في أنماط سلوك الناس، وتحول كبير في القيم والمفاهيم ووسائل العيش والإنتاج؟
إذا كانت تلك هي أسئلة اللحظة فإن الإجابة تتطلب وقتاً، وهي تتمحور حول عوامل الصراع كما يراها ابن خلدون، وهي عوامل يتداخل فيها الطبيعي الذي لا يد للإنسان في مدافعته، والبشري الذي يتسبب به الإنسان، فالجفاف ـ مثلاً ـ ظاهرة طبيعية، ولكن إهمال الريف فعل بشري، وبما أن الأمور جرت على ما بدأنا به المقال، وبما أن عشوائية «ترييف المدينة» أصبحت بديلاً عن استراتيجية «تمدين الريف» فإن النتيجة كانت حتمية في صراع «القبائل والعصائب»، داخل المدينة، وبالتالي ضعف تحكم الدولة في مكوناتها المجتمعية، الأمر الذي أدى، ليس إلى سقوط النظام وحسب، ولكن إلى سقوط الدولة، والإنذار بتحلل المجتمعات والشعوب.
https://www.alquds.co.uk/ابن-خلدون-في-قلب-صراعاتنا/
وحّدتْنا المعاناة
محمد جميح
مشاكل اليمنيين واحدة، معاناتهم واحدة، طموحاتهم واحدة، إخفاقاتهم واحدة، مطالبهم واحدة، لغتهم واحدة، ودينهم واحد، وهذا يحتم أن تكون دولتهم واحدة.
وبما أن اليمنيين موحدون في المعاناة والطموح، فلماذا إذن لا يراد أن تكون لهم دولة واحدة؟!
الجواب: لأن أحزابهم السياسية ليست واحدة. أحزابهم ومصالح هذه الأحزاب مختلفة.
المشكلة ليست في الشعب، المشكلة في النخبة.
ولكن…
وكما عرفنا بفعل عودة الإمامة قيمة الجمهورية، بدأ كثيرون، وبفعل الانقسامات وإفرازاتها، يدركون أهمية الوحدة.
#مايو_مجيد
/channel/MohammedJumeh
عندما تقرر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الاستغناء عن خدمات الإعلامي الرياضي الشهير غاري لينيكر، لمجرد مشاركته منشوراً مؤيداً لفلس.طين على حسابه الرسمي بإنستغرام، قبل أن يحذفه ويعتذر عنه لاحقا، عندما يتهم لينيكر بمعاداة السامية، رغم اعتذاره وحذفه المنشور، فهذا يكشف إلى أي مدى أصبحت تهمة "معاداة السامية" مرادفاً ل"تكميم الأفواه"، في بلد يتربع في قلب عاصمته أقدم برلمانات العالم.
عندما يحدث ذلك، فهذا يشير إلى المدى الذي يمكن الذهاب إليه في التضامن مع الجلاد الإسر..ائيلي ضد الضحية الفلس..طيني.
مات ياسين…
الشاعر الذي رثى نفسه…
الشاعر الذي قال: سأموت بعد قليل
مات أمس…
مات قبل قليل…
رحمه الله.
سأموتُ بعدَ قليلِ
فانتظروا
لكيْ أبكِي عليّا
وقِفوا جِواري هادئِينَ
دعوا الحروفَ تُحيطُ بي
ولسوفَ آخذُها إلى ربّي
أقولُ لهُ : إلهي
العفوَ هذا ما لديّا
سأموتُ بعدَ قليلِ
فاحتشدوا عليَّ
فرُبّما سأكونُ أفضلَ
ربّما أُنهِي قراءةَ كلِّ أسماءِ الغيابِ
وأكتفي بصلاةِ هذا الشعرِ فِيَّا
أو رُبّما أنجو من القلقِ الذي أعتادُ رؤيتَهُ عليكم
رُبّما أُغري بهِ قبري
وأمضي عنهُ حينَ يقولُ هيّا
لا بأسَ يا قبري
ستَحفرُكَ الحكاياتُ القديمةُ
لم يعُدْ ياسينُ
مُحتاجاً لبيتٍ
صارَ يرمي باسمِهِ
للريحِ
يتهجَّى الأماكنَ في شتاتِ اللارجوعِ
يعيشُ كهلاً في زُقاقِ الغيبِ
يأكُلُ نفسَهُ
يرتاحُ منّي
حينَ أقفزُ
حولَ هيئتِهِ صبيّا
سأموتُ بعدَ قليلِ
لا داعي لأن تتَذكّروا ما كانَ من حُزني
ولا تخشوا على ما ضاعَ مِنّي
إنَّ مَن هرعوا لكي يَستقبلونيَ في البعيدِ
يُهمُّهُم أن يُصبحَ الصلصالُ أكثرَ قدرةً
في الكشفِ عن سِرِّ الحياةِ
تفقَّدُوني في ابنةٍ خلَّفتُها في النصِّ
ذاتَ سكينةٍ
لأكونَ أقوى حينَ يسألُني الإله
وحينَ أرجعُ من جلالتِهِ إليَّا
سأموتُ بعدَ قليلِ
يا امرأةً تُرتّبُ غُرفتي
انتبِهيْ
فخلفَ البابِ ثمّةُ مشجبٌ
علَّقتُ أخطائي عليهِ
ولستُ أدري هل سأحملُهُ معي ؟
ما زلتُ مُختنقاً بحبّةِ إسبرينٍ في فمي
غصَّتْ برِيقٍ لم أجدْهُ
ورُبّما غصَّتْ بحُلمِ فتىً على أعصابِهِ
تقِفُ الثُريا
الحقُّ أنَّ المشيَ فوقَ الماءِ رغبتيَ الوحيدةُ
لم أعشْ أبداً لأشربَ مِلءَ كأسي
رُبّما في الموتِ
أخرجُ عن سِياقي
ربّما سأصيرُ حيَّا
سأموتُ بعدَ قليل
وانكشفَ الغطاءُ
دمٌ يَخافُ كتابةَ النبأِ الأخيرِ
محاولاتٌ لاستعادةِ لحظةٍ للجريِ في عرصاتِ مشوارٍ طويلٍ
كانَ فيهِ الوقتُ عاديّاً
تناهى الآنَ صمتاً مُطبِقَ العينينِ
يفرضُ نفسَهُ
ويغوصُ في أنفاسِنا
شيئاً فشيّئا
سأموتُ بعدَ الآنِ
لا تتوَقّعُوا أنّ المسافةَ بينَ ميلادي ونعشي
خُطوةٌ ما بينَ هوّةْ
أو حديثٌ
سوفَ نرسِمُهُ على جُدرانِ مَن رحلوا
سَويّا
هيَ لحظةُ الإفصاحِ
أنكى من جوابٍ فاشلٍ
ما زلتُ أهجُرُهُ ملِيَّا
الآنَ
معذرةً رِفاقي
إنّ نظرتيَ الأخيرةَ
كلّما أخفيتُها عنكم
ترنَّحَ في يدي عُمرِي
وهرولَ في ضلوعي
ذلكَ الطفلُ المُشاغبُ
صارَ يلفِظُني على سطرِ النهايةِ
فاستعدِّوا للوقوفِ
على المشارفِ
لَوِّحُوا للفقدِ بالأيدي
فقد أضحى جليِّا
ياسين محمد البكالي
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
إنه الشعور القومي المتضخم، والطموح الإمبراطوري المتعاظم الذي سكرت به إيران لسنوات طويلة، سكرت به بإرادة دولية، فيما هي توهم الناس أنها توسعت بقوة إلهية، قبل أن تفيق أخيراً على أن «النصر الإلهي» الذي زعمته لم يكن أكثر من «خطة دولية»، نفذت بموجبها طهران أهدافاً محددة، في إضعاف دول المنطقة، وتقسيم شعوبها، ونشر الفتن الطائفية بينها، قبل أن يضع الرئيس الأمريكي ترامب إيران كلها بين قوسين، ويخيرها بين وقف طموحها النووي أو مواجهة ضربة عسكرية كارثية، فيما نظامها ينصاع للتهديد، ويأتي للمفاوضات.
مشكلة هؤلاء المغامرين أنهم لم يدركوا حقيقة واضحة، وهي أن التاريخ لا يتكرر، تتشابه فصوله، لكنه لا يمكن أن يتكرر بالشروط والظروف ذاتها، فيما هم يحاولون استنساخ الماضي، وليس استلهام تجاربه، وهم عندما يحاولون ذلك فإنهم يقعون في مواجهة مهلكة مع عجلة التاريخ الذي إذا تكرر فإنه ـ حسب كارل ماركس ـ «يعيد نفسه في المرة الأولى كملهاة، وفي الثانية كمأساة»، وهذا ما حدث في المآسي التي أحدثها كل الذين استبد بهم طموحهم الإمبراطوري، وحاولوا تكرار التاريخ، واستنساخ التجارب، بدلاً من استلهامها.
وهكذا يلقي علينا التاريخ درسه العظيم الذي لا نتعلمه: الحكماء هم الذين يستلهمون تجارب الماضي في صناعة الحاضر، لا الذين يحاولون استنساخ تلك التجارب، وبعث رفاتها من الأضرحة القديمة.
دعونا نستذكر مثلاً يمنياً يقول: إذا غضب الله على نملة «أريشت»، أي أنبت لها ريشاً. ولكم أن تروا مصير النملة إذا طارت، في مصير «نمل إمبراطوري»، طار سريعاً إلى الهاوية.
https://www.alquds.co.uk/الطموح-الإمبراطوري-والصعود-إلى-الهاو/
كل ميسّرّ لما خلق له
محمد جميح
شراكة استراتيجية سعودية مع أمريكا، واتفاقيات اقتصادية وأمنية وعسكرية، وحضور دولي كبير، عدا عن رفع العقوبات عن سوريا، في خطوة اختصرت الكثير من الجهد والوقت.
هكذا يبني الناجحون بلدانهم، ويضعونها في صدارة المشهد العالمي.
تركت السعودية الجعجعة والشعارات للآخرين، ومضت تعمل دون ضجيج.
فهل من مستفيد من هذه التجربة؟
النجاح ليس سهلاً إذا غابت الرؤية، وليس صعباً إذا حضرت الإرادة.
الشعارات للفارغين والعمل للجادين…
وكلّ ميسّرّ لما خلق له.
وإذ نبارك لأشقائنا هذا النجاح، ننظر بعين الأسى والأمل في الوقت ذاته لأوضاع بلادنا.
و…
ما بين غمضة عينٍ وانتباهتها
يغير الله من حالٍ إلى حالِ
وعسى هذا "اليمن السعيد" يذوق طعم السعادة.
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل
محمد جميح
يروى أن أعرابياً كان يرعى إبل أهله، عندما أغار عليه مغيرون، فأوجعوه ضرباً، حتى سلم لهم الإبل.
ولما ذهبوا بالإبل قعد يسبهم ويشفي غليله فيهم بالشتيمة.
ولما عاد لأهله سألوه عما جرى له، وقالوا: أين الإبل؟
فقال بانتفاخة فارغة: أوسعتهم سباً، وأودوا بالإبل.
لا بأس، يرى بعض المفكرين أن الشتيمة إحدى طرق المقاومة، والدفاع عن النفس.
ثم ماذا؟
كان متوقعاً أن يطل عبدالملك الحوثي من مخبئه، ولكن عبر الشاشة، ليقول للجمهور: انتصرنا.
كيف؟
لا يهم.
المهم أنه لم يُقتل في مخبئه.
قال الحوثي: إنهم أطلقوا عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على دولة الاحتلال الإسرائيلي.
جميل: ما هي النتجية؟
ليس لعمليات الحوثي أي أثر في تخفيف وحشية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وإذا كانت نتيجة عمليات الحوثي صفرية، وهو قبل غيره يعلم ذلك، فإن الهدف المتوخى من تلك العمليات يكون عندئذ دعائياً بامتياز.
وهذا تحصل عليه الحوثي، فهنيئاً له!
جاء في الحديث أن رجلاً سيلقى ربه، ويسأله عن عمله، فيقول: أمرتَ بالجهاد فجاهدت في سبيلك، قال: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ولكنك جاهدت ليقال هو جريء - يعني شجاع - وقد قيل ذلك".
ما الداعي للخوض في الدين؟!
دعونا نتكلم فقط في السياسة…
دعونا لا نظلم الرجل، لا ينبغي أن نغفل عن الحفرة التي حفرها بالقرب من مطار بن غوريون.
الحفرة التي كان ثمنها منجزات الجمهورية من 1962 وإلى اليوم.
المهم: قال الحوثي إن أمريكا وإسرائيل فشلتا في مواجهة القوة العسكرية لجماعته.
والحقيق - دون رتوش - أنه يكذب، لأن قواته فشلت في منع القوات المهاجمة من تدمير موانئ الحديدة ورأس عيسى ومصانع اسمنت باجل وعمران ومحطات كهرباء الحديدة وصنعاء، ناهيك عن حماية مئات من مخازن أسلحته التي رآها الجميع تتفجر لساعات طويلة.
طبعاً، الذين ترونهم على الشاشات يقولون: لن نهتم حتى ولو دمروا اليمن كله. هؤلاء ظلوا يبكون مقتل الرئيس الإيراني، أياماً طويلة، وأعلنوا الحداد عليه أسبوعاً كاملا. فقط كي نعلم أن اليمن عندهم مجرد كبش فداء لإيران، ومصد يصُد أي هجوم على إيران، وهذا هو الهدف الأساس.
ما علينا…
دعونا فقط نذكر الحوثي بتعهداته بعدم وقف الضربات على الملاحة البحرية حتى يتوقف العدوان ويرتفع الحصار عن غزة.
وهذه قصة أخرى.
أما الحقيقة فهي أن الحوثي استسلم للأمريكان، والتزم بعدم التعرض للسفن، وغداً تمرّ السفن، وتذهب إلى جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دولة الاحتلال.
والأدهى أن "هاري ترومان" ستتجول في الأنحاء، بعد أن صدقنا الحوثي بأنه أغرقها، حسب رواية، أو أخرجها عن الخدمة، حسب رواية أخرى.
والحقيقة المرة أنه لم تكن هناك حرب بين الحوثي والأمريكيين، كل ما في الأمر أنهم ضربوه حتى اكتفوا، ثم خرج ليتفاخر بأنه حارب أمريكا.
حبل الكذب قصير، والنصر الذي خرج الحوثي يتحدث عنه يشبه نصر حزب الله في لبنان.
ضربوه حتى ملوا من ضربه ثم تركوه بعد أن حققوا أهدافهم، وعندما توقفوا قال: انتصرت.
هؤلاء، حتى مدلولات الكلمات يغيرونها، حتى قواميس اللغة يحرفونها، لتخرج هزيمتهم - وهزيمتنا معهم للأسف - في ثوب نصر ، نصر شفهي، نصر كفقاعة صوتية كبيرة يفجرها الحوثي سباً وشتماً لأمريكا وإسرائيل، على طريق أخينا الأعرابي:
أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل…
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
موسم الحصاد المر… لماذا وصلنا إلى هنا؟
محمد جميح
لم تكن إسرائيل في وضع مريح كما هي عليه اليوم، تضرب في سوريا فيصفق لها عرب، وتضرب في لبنان فيصفق لها عرب آخرون.
العرب الذي يؤيدون قصف سوريا يقولون إن الله سلط اليهود على الوهابيين والدواعش التكفيريين، من باب أن الله قد ينصر «المستضعفين» بالظالمين، والعرب الذين يصفقون لضرب لبنان يقولون إن الله سلط اليهود على ميليشيات طائفية فتكت بالدول والمجتمعات، من باب ضرب الظالمين بالظالمين.
وفي اليمن – كذلك – ضربت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران ميناء الضبة النفطي في حضرموت عام 2022 فصفق يمنيون، للحوثي الذي «منع العدوان السعودي من سرقة نفط اليمن»، وهذا الشهر دمرت أمريكا وإسرائيل ميناءي رأس عيسى والحديدة، فصفق يمنيون، «لحرمان الحوثي من عائدات الميناءين».
ماذا جرى؟ كيف تراجع الشعور الوطني والانتماء القومي والديني والإنساني لدى قطاعات عربية واسعة، إلى الدرجة التي أصبحت القوى الدولية تضرب أنى تشاء، مع شعور بليد بعدم المبالاة، في أفضل الأحوال، أو شعور بالتشفي في أحيان كثيرة، رغم خطابات «التضامن والجسد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»؟!
كيف فتكت الطائفية بهذا الجسد إلى درجة الشلل التام؟ ولماذا وصلنا إلى هنا؟ على حد تعبير ناصر الدين النشاشيبي؟
عوامل كثيرة بطبيعة الحال أدت إلى حال الانقسام الخطير الذي نعيشه اليوم، مع تحول الدول إلى ميليشيات، وتحلل المجتمعات إلى مكوناتها العرقية والطائفية، غير أن المرء لا يحتاج إلى كثير عناء ليدرك أنه كان للثورة الإيرانية عام 1979 أثر كبير في تفجير التوترات السنية الشيعية في بلدان عربية عدة.
لا يمكن – بطبيعة الحال – إغفال حقيقة أن السنة والشيعة كانوا يتعايشون ويتزاوجون في العراق ولبنان وغيرهما من بلدان المنطقة، ولا أن شيعة لبنان كانت مرجعيتهم «دار الفتوى» التي تجمع سنة لبنان وشيعته، ولا أن اليمنيين كانوا لا يعرفون مصطلحات «السنة والشيعة»، قبل أن تنشئ إيران الفرع اليمني من ميليشياتها الطائفية.
وفوق هذا، لا يمكن التغاضي عن أن شعار الحرب الإيرانية على العراق كان اجتثاث «حزب البعث العراقي الكافر» حسب فتوى المرشد الإيراني الراحل علي خميني، على عكس «شهادة الإيمان» التي مُنحتْ للحزب نفسه في سوريا، كما لا يمكن إغفال حقيقة أن «البعث المؤمن» في سوريا وقف مع «الولي الفقيه»، ضد «البعث الكافر» في العراق، لأسباب طائفية خالصة.
هذه حقائق واضحة، تكاد لوضوحها وبساطتها لا يراها كثيرون، لا يريدون أن يروا يد إيران في حالة الاستقطاب الطائفي التي تحاول طهران تزويقها بمصطلحات وشعارات مخاتلة.
هل يمكن ـ مثلاً ـ إغفال حقيقة أن نظام الخميني جاء إلى إيران بمبدأ «تصدير الثورة الإسلامية»؟ وأن التدخلات الإيرانية الكارثية في البلدان العربية كانت مدعومة بنصوص دستورية، مثل: «نصرة المستضعفين»، وهو المصطلح الذي كانت ترجمته على الأرض حرباً شعواء على العرب بشكل مباشر أو عن طريق الوكلاء، وتحت شعارات مثل: «حماية الشيعة والمراقد المقدسة»، أو «محو إسرائيل من الخارطة»، وغيرها من شعارات تهاوت، لتكشف أن أحلام السيطرة على المنطقة هي المحرك الرئيسي للسياسات الإيرانية، حيث لم يعد مستساغاً تسمية التدخل في شؤون الآخرين «نصرة للمستضعفين»، ولا مقبولاً نشر الفتن الطائفية تحت عنوان «تصدير الثورة الإسلامية»، ولا مبرراً إطلاق «محور المقاومة» على مليشيات طائفية.
إن حالة الانقسام الطائفي التي سعرتها إيران من خلال حروبها المباشرة وغير المباشرة هي التي مهدت الطريق لجرأة إسرائيل في توسيع ضرباتها من غزة إلى لبنان وسوريا واليمن، والتهديد باستهداف العراق، ومن ثم التفكير جدياً في تصفية القضية الفلسطينية، وضرب أية محاولة للخروج من هذه الأنفاق المظلمة التي يبدو في نهاية كل نفق منها نفق آخر.
وإذا كان لـ»ثورات الربيع العربي» نصيب الأسد في تمزيق الدول، فإن حالة الاحتراب الطائفي كان لها الحظ الأوفر في تمزيق المجتمعات، وهنا يبدو النظام في طهران وميليشياته التي أنشأها في المنطقة شركاء أساسيين في ما وصلنا إليه من تمزق وانهيار.
وإذا كانت نتائج سياسات النظام الإيراني كارثية على العرب، فإن سياساته على إيران لا تقل سوءاً، حيث يعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، في بلد هو من بين الأغنى بالثروات الطبيعية، بعد أن استهلكت الإيرانيين طموحات نظامهم التوسعية والنووية التي يبدو أنها تتحطم، فيما يذهب النظام مرغماً للتفاوض مع الولايات المتحدة على برنامجه النووي، وهو عارٍ من أي تعاطف إقليمي، وعارٍ حتى من دعم ميليشياته التي سُمح لها بإرادة دولية أن تتوسع، وتنشر الخراب، قبل أن يتم تحجيمها، بغية إعادتها لمعركتها الحقيقية ضد محيطها العربي الذي تعيش فيه، بعيداً عن استهداف المصالح الغربية والإٍسرائيلية.
حولوا غزة إلى بورصة فخسروا أسهمهم
محمد جميح
قال حزب إيران في لبنان من قبل: لن نوقف عملياتنا ضد الكيان حتى يوقف عدوانه على غزة.
ثم ماذا؟
أوقفها.
قال الحوثي: لن نوقف عملياتنا في البحر حتى رفع الحصار عن غزة.
ثم ماذا؟
التزم بوقفها، حسب الوسيط العماني.
ركبوا موجة الدفاع عن غزة، بغية التكسب والشعبية الزائفة، فانتهوا إلى هزيمة مذلة.
ما هي العبرة مما جرى؟
عندما يتم تحويل القضية المقدسة إلى بورصة مرابحة تخسر القضية، ويخسر المساهمون.
فلسطين قضية عادلة لا تنتصر بالطائفيين، تجار القضايا، معطوبي الضمائر، فاسدي النوايا.
وإلى كل من طبل لهم:
تذكروا الآية:
"إن الله لا يصلح عمل المفسدين".
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
في اليمن…منجزات أكثر من ستين عاماً تُدمَّر في لحظة
محمد جميح
ما قامت به إسرائيل من تدمير لمطارات وموانئ ومحطات طاقة وغيرها من مرافق مدنية يمنية إرهاب مكتمل الأركان.
إرهاب لا يجب أن يسكت عنه اليمنيون والعرب والعالم.
هذه منجزات اليمنيين لا الحوثيين، منجزات بُنيت خلال أكثر من ستين عاماً، ولم يتعب ولم ينفق الحوثي في بنائها شيئا.
الحوثي لا تهمه هذه المنجزات، لأنه جزء من محور يرى أن المنجز الأكبر هو سلامة "الجمهورية الإسلامية في إيران"، وما اليمن والعراق ولبنان وسوريا عند هذا المحور إلا مصدات تصد ضربات خصوم إيران عنها.
اليمن بالنسبة لمليشيات إيران هو بلاد "الآخرين" التي لا يهم أن تدمَّر في سبيل سلامة "الجمهورية الإسلامية".
أما بالنسبة لمن يصفقون للحوثي بإحداثه حفرة في مطار بن غوريون مقابل كل هذا الدمار، فعليهم أن يعرفوا أن الحفرة لا تساوي مسماراً واحداً في مصنع إسمنت باجل الذي دمره العدوان الإسرائيلي، ناهيك عن تدمير المنجزات الأهم في الجمهورية.
وأما الذين يتحدثون عن أن ما يقوم به الحوثي هو نصرة لغزة فعليهم أن يعرفوا إنه عندما يمارس الحوثي في اليمنيين ما تمارسه إسرائيل في الفلسطينيين فإن شعاراته عن مقاومة إسرائيل ونصرة فلسطين تصبح مجرد كلمات بلا معنى.
وأما بقاء الشرعية على هذه الحال وهي ترى بلادنا تضيع منا، دون أن تتحرك، فعليها أن تعرف أنه، وبعد فترة ستكون صفحتها واحدة من أكثر صفحات تاريخنا سوادا.
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
مصطفى النعمان، نائب وزير الخارجية:
"إضعاف الحوثيين دون وجود بديل قوي قد يترك فراغًا يصعب ملؤه، يمكن أن تملأه تنظيمات مثل القاعدة أو داعش، مما يهدد أمن اليمن والمنطقة بأسرها".
ما هذا التصريح؟!
هل ضاقت اللغة عن المعنى؟!
إذا كان مقصد الأخ النائب الدعوة لدعم الحكومة لملء الفراغ، في حال سقوط الحوثيين، فهل هذه الصياغة تساعد على هذا الفهم؟!
ماذا إذا لم تتم الاستجابة لمطالب دعم الحكومة؟!
نصبر على الحوثي، كي لا تكون القاعدة بديلاً عنه، وكأن خياراتنا ضاقت إلى هذا الحد؟!
ما الداعي لاستدعاء خطاب الحوثيين من أنهم يحمون مناطقهم من داعش والقاعدة، وأن سقوطهم يعني عودة الجماعات المتطرفة؟!
ما الداعي لاستدعاء تلك التنظيمات في خطاب يفترض فيه التركيز على خطورة الإرهاب الحوثي الذي بات معروفاً للجميع؟!
الأخ النائب صديق عزيز، وما كان يفترض بي الرد عليه علناً، لاعتبارات دبلوماسية، لكننا في مرحلة لا تحتمل اللغة الضبابية، والتعبير عن قناعتي فوق كل المناصب والاعتبارات.
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
مقام القرب
محمد جميح
اقتربي يا فراشة الحقول…
اقتربي من الفراديس الكامنة وسط اللهب…
هنا، وسط النار، تنتظرك الجنة...
هيئي خيال أجنحتك لنشوة الاحتراق…
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
وروبرت سارة من غينيا.
وتعد مسألة وجود «بابا أسود» ضمن القضايا التي يتوقع أن يتم الحسم فيها بعد قرار «المجمع السري» المكون من الكرادلة الذين يحق لهم انتخاب البابا، كما أن قضايا أخرى ستكون محاور نقاش داخل أروقة الكنيسة، مثل «شِماسة» النساء، والسماح للمتزوجين بأن يكونوا رجال دين، والسماح للمطلقين والمتزوجين مرة أخرى بتقديم قرابين، وهي قضايا، وإن كانت تبدو في صميم الحقوق الدينية لكل الناس، لكنها لا تزال ضمن التابوهات الممنوعة، داخل الكنيسة الكاثوليكية.
وبعد، هل ستستمر كنيسة الروم الكاثوليك في النهج الإصلاحي الذي انتهجه فرنسيس؟ أم أن التوجهات المحافظة داخل الكنيسة ستتغلب على ذلك النهج؟ وهل سنشهد، بعد رحيل البابا «كاثوليكية أفريقية سوداء»، بعد قرون من «الكاثوليكية الرومانية البيضاء»، التي جسدت ارتباط المسيحية في ثوبها الكاثوليكي بالعرق الروماني/الأوروبي، الآري/الأبيض، على مستوى الاصطلاحات والمفاهيم، والأشكال والمضامين؟
هذا ما ستفصح عنه الأسابيع المقبلة والتي ربما تقرر خلالها الكاثوليكية ـ ولهدف معين – أن تعطي الكرسي الرسولي لأفريقيا السوداء، لتعطي انطباعاً بأنها منفتحة على تعددية الألوان والأعراق فوق كرسي «بطرس الرسول» في الفاتيكان، بعد قرون من احتكاره للأوروبيين البيض.
https://www.alquds.co.uk/مسيحية-بيضاء-كاثوليكية-رومانية/
تضرب إسرائيل في لبنان فيتشفى عرب، وتضرب في سوريا فيتشفى عرب آخرون.
ضرب ذراع إيران في اليمن ميناء الضبة في حضرموت فتشفى يمنيون، وضربت طائرات أمريكا ميناء رأس عيسى في الحديدة فتشفى يمنيون آخرون.
هل مرّ علينا زمن كهذا؟!
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
ابن خلدون في قلب صراعاتنا
محمد جميح
قبل كارل ماركس كان عبد الرحمن بن خلدون يرى أن عوامل العمران تؤثر بشكل كبير على طبائع الناس وأخلاقهم وطرائق تفكيرهم، حيث تعيد العوامل المادية تشكيل وعي الناس وقيمهم ومثالياتهم، حسب التصور المادي، مع فارق ملحوظ بين الفلسفة الخلدونية التي لا تنكر دور المثاليات في حركة التاريخ والأخرى المادية التي تعلي من شأن العوامل المادية في تلك الحركة.
يقول ابن خلدون إن «للبقاع تأثيرا على الطباع، فكلما كانت البقعة من الأرض نديّة مزهرة أثّرت على طبع ساكنيها بالرِّقّة»، وفي ذلك إشارة لتأثير العوامل المادية الطبيعية (البقاع) على التكوين الفكري والقيمي للإنسان (الطباع) في تشابه جزئي بين الخلدونية والماركسية، ألمح إلى شيء منه محمد عابد الجابري في بعض كتاباته.
خلال العقود الماضية ضربت موجة «الترييف» مدناً عربية كبيرة، وقد نتجت تلك الموجة عن عوامل طبيعية وبشرية مختلطة: فإهمال الأرياف أدى إلى نزوح أهلها إلى المدن، بحثاً عن فرص عيش أفضل، وبما أن عماد الريف الزراعة، وبما أن الكثير من المنتجات الزراعية تم توفيرها من الخارج، فقد انحسرت المساحات الزراعية، ومع الزمن زحفت موجات الجفاف على الريف، لتطرد كثيراً من أهله إلى المدينة.
البعض يرى أن هجرة سكان الريف إلى المدن كانت بسبب جفاف الريف، وآخرون يرون أن جفاف الريف كان بسبب إهماله، نظراً لعدم الحاجة إلى منتوجاته، بعد توفرها من الخارج، وأياً ما يكن السبب والنتيجة فإن المحصلة كانت موجات زاحفة من أقاصي الأرياف إلى مدن ليست مهيأة لهذه الموجات الكبيرة.
عندما وصل أبناء الريف إلى المدن على مدى العقود الماضية تكاثروا في مناطق معينة، على هامش المدينة، وفي الضواحي، ومع الزمن تشكلت مجتمعات محلية شبه مغلقة أو منعزلة عن قلب المدينة، وأسهم الزمن في نوع من الاحتكاك غير الحميد بين قيم وقيم، أو بين طبائع وطبائع، ولم تستطع المؤسسات الخدماتية استيعاب القادمين إلى المدينة، الأمر الذي شكل «حالات اكتظاظ» فاقمت التوترات التي كانت تعتمل مع الزمن إلى أن وصلنا إلى الانفجار الكبير مطلع العام 2011 في أكثر من مدينة عربية.
نعود لابن خلدون الذي يقول إن «الأوطان الكثيرة القبائل والعصائب قلّ إن تستحكم فيها دولة»، وهي مقولة دقيقة تسلط الضوء على حركة الصراع المحرك للتاريخ، حسب تصور ماركس.
وبإسقاط مقولات ابن خلدون على واقع المدينة العربية في العقود الماضية، فإن هذه المدينة مع موجات الهجرة إليها أصبحت «وطن كثير من العصائب والقبائل»، ومع الكثرة المكتظة، والازدحام المختلف، لم يتسنَ لـ«القبائل والعصائب» أن يعاد إدماجها بشكل سلس، بسبب ضعف المؤسسات الخدمية من تعليم وثقافة، وصحة وإسكان وطاقة وغيرها.
ومن هنا تولد الصراع الذي نتج عن عدم قدرة الدولة على «التحكم»، حسب الوصف الخلدوني الذي شخص الصراع على أساس أنه نتيجة لكثرة التناقضات، وقد كان تحليل ابن خلدون مدهشاً، في إسقاطه على الحالة المعاصرة، وكأن ابن خلدون كان قد نصب خيمته، ليراقب ساحات الاحتجاج التي حفلت بمئات آلاف المحتجين من «القبائل والعصائب»، الذين خرجوا في حالة من الاندفاع يريدون «إسقاط النظام».
وبالطبع فإن ابن خلدون – عندما يحلل – لا يدافع عن الأنظمة، ولا يتهم الثورات بتخريب العمران، ولكنه يعرض سنن التاريخ وقواعده الصارمة، وحركته الحتمية، وهو الذي قال: «الظلم مخرّب للعمران، وإنّ عائدة الخراب في العمران على الدولة بالفساد والانتقاض»، وهنا ملمح ذكي في الوقت ذاته، إذ أن الفساد لا يكون إلا في «الدول الفاشلة أو الآيلة للفشل»، حيث ضعف المؤسسة، وتغول الفرد، ومع حضور «الذات الطامعة» وغياب «المؤسسة الناظمة» تتشكل البيئة المناسبة للفساد الناتج عن سقوط المؤسسة التي كان الظلم سبباً من أسباب سقوطها، لتستمر قصة التأثر والتأثير في متواليات حسابية لا تنتهي.
وكأننا بابن خلدون يقول إن ظلم الدولة – كذلك – ولد «تمرد القبائل والعصائب»، وإن هذا التمرد نتج عنه «خراب العمران»، وهذا الخراب – بدوره – كان فرصة مواتية «للفساد والانتقاض»، حيث تؤدي الثورات المتلاحقة، والصراعات المستمرة إلى بيئة مريضة، يصعد فيها الطفيليون، ويتسلق الفاسدون، دون قدرة على إيقافهم، كما قال ابن خلدون: «عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والأفاقون والمتفقهون والانتهازيون، وتعم الإشاعة وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة، ويتشوش الفكر»، ذلك أن الشعوب حينها تكون في حالة من المرض أوصلتها إلى ضعف أفقدها مناعتها، وهنا يطل ابن خلدون مرة أخرى في عبارته الشهيرة عن أن «الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها».
وها نحن اليوم نرى ثائرين خرجوا ضد «أنظمة فاسدة»، فلما حل الثائرون محل الفاسدين، شكلوا أنظمة أكثر فساداً من الأنظمة التي ثاروا عليها، لدرجة أن كثيرين اليوم يترحمون على الأيام الجميلة التي عاشوها مع الأنظمة التي سقطت.
عضو الكنيست الإس..رائيلي، تسفي سوكوت:
"الجميع اعتاد على أنه بالإمكان قتل 100 من سكان غز..ة، في ليلة واحدة، ولا أحد في العالم يكترث".
سيأتي يوم يسقط فيه تأثيركم على الجميع، وعندها سيكترث العالم كله.
ويومها، لا ينفع الندم…
يكاد ذكر "القدس وغ ز ة وفلس.طين" يختفي من الخطاب الرسمي الإيراني؛ سياسياً وإعلاميا.
لم تعد إيران تهدد بمحو إسر.ائيل من الخارطة، ولا تهدد "قوى الاستكبار العالمي"، ولا حتى تهدد بالرد على آخر هجوم إسر.ائيلي عليها، رغم توعدها بعد الهجوم بالرد.
التركيز - حالياً - ينصب على كيفية تفادي ضربة عسكرية أمريكية، حتى ولو ضحت طهران بطموحها النووي.
ذهبت إيران تبحث عن مصالحها في صفقة مع أمريكا، بعد دمار هائل في غز.ة واليمن ولبنان التي تم تقديمها قرابين على مذبح المصالح القومية الإيرانية.
وأما غز.ة فجرح واسع يمتد من تخوم الكارثة إلى حدود المأساة.
معدل من تقتلهم آلة الحرب الإسر.ائيلية الإجرامية يصل إلى مائة بشكل يومي.
طبعاً، يقول وكلاء إيران إن المسؤولية تقع على العرب.
هذا صحيح.
لكن إيران هي من توعدت إذا هاجمت إسر.ائيل غزة، وهي من توعدت إذا توغلت إسر.ائيل برياً في غزة.
وهي من توعد بمحو إسر.ائيل من الخارطة، فكانت النتيجة أن غزة محيت من الخارطة، فيم الإيراني والأمريكي يتبادلان البسمات على طاولة واحدة.
ملعونة هذه الشعارات التي لا يهمها نهر الدم، الذي تسبح فيه نحو تحقيق مصالح لا علاقة لها بالشعار.
الكل يرى حجم الجريمة في غز.ة، والكل منصرف لمصالحه، وكأن هذا القطاع مقطوع الصلة بعالمنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
إيران وعروض البهلوان
محمد جميح
تراوغ إيران ضغوط أمريكا عليها للتخلي عن "النهم النووي".
مرة تقول: لدينا فتوى بتحريم إنتاج السلاح النووي، ومرة تقترح إرسال مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى روسيا.
وأخرى تريد اشتراك دول عربية في برامج التخصيب، وتارة تريد أن تشاركها واشنطن أنشطة التخصيب.
أرادت رشوة ترامب باستثمار مليارات، وقبلها تحدثت عن "الإخوة الأمريكيين"، وبدل مقاطعة البضائع الأمريكية، أعلنت استعدادها لفتح أسواقها لمنتجات "الشيطان الأكبر".
العناوين أعلاه هي عبارة عن مجموعة "أفخاخ" يظن الثعلب المعمم أنه بها سيخدع العالم.
المثير أنه مع كل هذه العروض لواشنطن، إلا أن ترامب لا يزال يهدد.
طبعاً، لن تكون هناك ضربة عسكرية، لأن العمامة يمكن أن تذهب إلى أبعد مما نتصور في عروض البهلوان.
والمضحك أنه مع كل تلك التنازلات والابتزاز الأمريكي لطهران لا يزال وكلاؤها يتحدثون عن "حلب ترامب لدول الخليج العربي"!
حالة الغيظ الإيراني من نجاح "الدبلوماسية المالية" لدول الخليج لا يوازيه إلا خيبة أملهم من الفشل المدوي الذي آل إليه مشروعهم المليشاوي في سوريا ولبنان، والفشل الكبير الذي ينتظر مشروعهم النووي.
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
الطموح الإمبراطوري والصعود إلى الهاوية
محمد جميح
ذات زمان راودت مخيلة الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني أحلام استعادة الإمبراطورية الرومانية، تحرك لديه الشعور بالزهو القومي، واحتشد بتاريخ روما، واستعاد دوي انتصارات أوكتفيان أغسطس، وملأ جفنيه غبار الخيول المتسربة عبر سهوب أوروبا، متجهة نحو آسيا وأفريقيا، وهدير السفن التي حملت الجند في الأبيض المتوسط الذي رآه الدوتشي بحيرة إيطالية، رأى الزعيم الفاشي أنه مؤهل لإعادة إمبراطورية ماتت منذ قرون، ورأى في «الفتوحات الأوروبية» لرفيقه أدولف هتلر فرصة لا تعوض لتحالف امبراطوري قوي يعيد روما لقيادة العالم، فتحدث كثيراً عن روما «منطلقنا ومرجعيتنا، ورمزنا وأسطورتنا»، وعن آماله في بعث «إيطاليا الإمبراطورية».
على الضفة الأخرى كان حليفه أدولف هتلر ينطلق بسرعة نار اشتعلت في قش أوروبا، انطلق نحو النمسا، وتشيكوسلوفاكيا، وبولندا، وتوجه لغزو روسيا، وحرك قواته نحو الشمال الإسكندنافي، ثم صدم العالم بسقوط فرنسا في يده.
ومضت حكومة «الرايخ الثالث» في محاولة استنساخ الرايخين الأول والثاني، في الإمبراطوريتين: الرومانية المقدسة والألمانية، معتمداً على نظريات النقاء العرقي، وفلسفة السوبرمان، عند نيتشه الذي كان هتلر يستلهمه في قوله: «لا نريد إلهًا آخر غير ألمانيا نفسها»، الذي يعني حقيقة: «لا نريد إلهاً آخر غير هتلر».
وقبل الفاشي والنازي كانت قوات نابليون تتمدد في أوروبا وخارجها، وتذهب في اتجاه روسيا وشمال أوروبا وأفريقيا، وكانت أطماعه مع امتداد خطوط قواته، وكان يستنسخ تجارب امبراطورية سابقة، مهووساً بفكرة القيادة الإمبراطورية الفرنسية لأوروبا، في زمن ولى فيه عهد الملوك والأباطرة في فرنسا.
هذا الطموح الإمبراطوري القاتل أسلم موسوليني للرصاص ونابليون للاستسلام ومن ثم السجن، ليموت وحيداً في جزيرة القديسة هيلانة. وأما هتلر الذي قال: «يمكن لأي شخص التعامل مع النصر، ولكن الأقوياء فقط يمكنهم تحمل الهزيمة»، فيبدو أنه لم يكن من الأقوياء، إذ لم يتحمل الهزيمة، ولجأ للانتحار.
مات هؤلاء المغامرون، قتلهم طموحهم الذي توَّجهم أبطالاً في عيون كثيرة، رغم قتلهم الملايين، في مأساة تتكرر دون اعتبار أو اتعاظ، ليستمر التاريخ، ويخرج طامح آخر، يستلهم طامحاً قبله، ويلهم طامحين بعد، وينطلق قتلاً وتشريداً ودماراً، مجللاً بمواصفات البطولة، في تصورات الشعوب التي تنظر إلى أن المجرم هو من يقتل نفساً واحدة، لكن البطل هو من يقتل الملايين.
بنيامين نتنياهو امبراطور آخر، واحد من أولئك الطامحين المهووسين الذين يريدون إحياء رفات التاريخ، والعودة إلى زمن إسرائيل الكبرى، إسرائيل الافتراضية التي ترسمها مخيلته المنخورة بسوس مقولات دينية وتاريخية تنصدم مع الواقع المتغير.
يستدعي نتنياهو في أحد خطاباته نصاً توراتيا، في قوله: «يجبُ أن تتذكّروا ما فعله عماليقُ بكم، كما يقول لنا كتابُنا المقدّس. ونحن نتذكّر ذلك بالفعل…في غزّة وحولها وفي جميع المناطق الأخرى في إسرائيل.، باعثاً «سلسلة من الأبطال اليهود، التي بدأت قبل 3000 عام مع يشوع في لبنان».
إن نتنياهو هنا يسحب التاريخ من ذيله ليعيده، علَّه يرمم صورة «إسرائيل الكبرى»، ومقولات «شعب الله المختار»، في تصرف ربما كان جيداً لترميم جروح ذاكرة الهولوكوست، ولكنه لن يفيد في ترميم تصدعات هياكل دولة صغيرة زرعت قسراً في سياق مختلف، ويراد لها أن تتحول إلى «امبراطورية إسبارطية» جديدة، لا شك في أنها «تصعد سريعاً نحو الهاوية».
أما علي خامنئي وقبله علي خميني في إيران فقد خرجا من تلافيف زمن أقرب ما يكون للدراما التاريخية، وليس التاريخ الحقيقي، وكانا نتيجة عقائد أقرب ما تكون للأساطير الغامضة منها للأديان الملهمة.
وخلال العقود الماضية كرر مسؤولون إيرانيون مقولات كثيرة استلهموا فيها التاريخ الإمبراطوري لفارس، وحضارة الآريين، بعد أن هيأت بعض القوى الدولية – لأهداف محددة – للنظام في طهران فرص التمدد والانتشار، قبل أن تقرر هذه القوى تقليم هذا التمدد وإعادة النظام ـ ربما ـ إلى حدوده الجغرافية الطبيعية، وليس الحدود التي وصل إليها كورش والصفويون وغيرهم ممن تحاول التجربة الإيرانية المعاصرة استنساخ تجاربهم، في لا وعي دوغمائي، مدجج برؤى أيديولوجية، وطموح إمبراطوري، ومقولات دينية، وعقائد غيبية، نسخت من فلسفات وأساطير قديمة، ومزجت ببعض المرويات الدينية، ثم يراد لها أن تمثل حية في السياقات المعاصرة.
وقبل سنوات قال علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني إن «إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي».
بعثة دولية في سقطرى
محمد جميح
بالتنسيق مع الوفد الدائم للجمهورية اليمنية لدى اليونسكو، والهيئة العامة لحماية البيئة، ومحافظة سقطرى، ومكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة، وتنفيذاً لقرار لجنة التراث العالمي في دورتها الأخيرة التي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي العام الماضي، وصلت إلى جزيرة سقطرى البعثة الدولية المشتركة للرقابة والاستجابة والمشكلة من قبل اليونسكو UNESCO والاتحاد الدولية للحفاظ على البيئة IUCN، وذلك لتفقد أوضاع الجزيرة.
حماية جزيرة سقطرى مسؤلية الحكومة اليمنية والسلطات المحلية، كما هي مسؤلية اليونسكو، باعتبار سقطرى محمية دولية على قائمة اليونسكو للتراث الطبيعي العالمي.
أية انتهاكات تقدم عليها أية جهة ستتحمل الجهة المعنية المسؤولية أمام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، والهيئات الدولية المعنية.
يشارك في البعثة: السيد/صلاح خالد - المدير الاقليمي لليونسكو والسيد/رسول سمادوف من مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، و السيدة/ سوزانا كاري، ضابطة مشاريع، مركز التراث العالمي +السيد/ طارق مصطفى أبو الهوى، خبير في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
نأمل أن تكلل جهود الجميع بالنجاح لصالح الجزيرة، ومن أجل حماية تراثها الطبيعي من الانتهاكات، والحيلولة دون وضعها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
وبالمجمل، ما كان لإسرائيل أن تصل إلى ما وصلت إليه لولا تلك الطائفية المقيتة التي تفتك بجسد شكلت ملامحه اتفاقية سايكس بيكو التي مضى عليها أكثر من مائة سنة، ويرى كثيرون أنه آن الأوان لتتجاوزها إلى اتفاقية أخرى، اتفاقية تهيئ طهران الأرضية لها بإشعال فتن طائفية تجني ثمارها إسرائيل، في تأكيد على تخادم المشروعين الإيراني والإسرائيلي في المنطقة العربية التي تحضر فيها مشاريع كثيرة، عدا المشروع الذي يمثل شعوبها.
يؤكد تريتا بارسي في كتابه «حلف المصالح المشتركة» أنه عندما يحك المرء سطح العداوة الشرسة بين إسرائيل وإيران فإن التجانس بين الثقافتين الإيرانية والإسرائيلية يبدو بارزا للعيان، وهما ثقافتان ـ حسب بارسي ـ يمكن أن تتعايشا معاً، لكن يستحيل تعايشهما مع الثقافة العربية.
ل«قوم يعقلون».
https://www.alquds.co.uk/موسم-الحصاد-المر-لماذا-وصلنا-إلى-هنا؟/
تجيدون قرع طبول الحرب ولا تصنعون النصر
محمد جميح
بدأ الحوثيون يبررون لهزيمتهم التي كانت متوقعة بالقول إن تحييد أمريكا من الصراع نصر كبير!
يذكرنا حديثهم عن النصر بحديث حزب إيران في لبنان عن انتصاره.
طيب…
كيف حيدتم أمريكا والسلاح الذي يضرب غزة أمريكي؟
كيف حيدتم أمريكا، وغداً تذهب السفن إلى موانئ حيفا وغيرها؟!
أما كنتم تقولون لن نوقف الحرب حتى يقف العدوان على غزة؟!
أنتم كارثة اليمن…
أنتم زامل منتفخ…
"واشعلوها حرب كبرى عالمية"!
تجيدون قرع طبول الحرب ولا تصنعون النصر.
ما أوقحكم!
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
بعد خراب مالطا…لكم التعلق
محمد جميح
الرئيس الأميركي، دونالد ترامب:
الحوثيون "استسلموا"، و"الضربات الأمريكية على اليمن ستتوقف".
ترامب: "الحوثيون طلبوا منا عدم قصفهم.. وأكدوا أنهم سيوقفون هجماتهم في البحر".
ترامب: "الحوثيون أكدوا أنهم لن يقصفوا السفن الأمريكية".
ترامب: الحوثيون "قالوا: نرجوكم لا تقصفونا بعد الآن، ونحن لن نهاجم سفنكم".
ترامب: "واشنطن ستصدق وعد الحوثيين" بأنهم لن يفجروا السفن بعد الآن.
لكم التعليق…
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
تساؤلات
محمد جميح
هل يجرؤ المبعوث الأممي لليمن على إدانة تدمير إسرائيل ميناء الحديدة الذي أوقفت الأمم المتحدة الحرب نهاية عام 2018، من أجل الحفاظ عليه؟
هل تجرؤ إيران على استهداف إسرائيل من داخل أراضيها، بدلاً عن استهداف خصومها من اليمن، وتحويل بلادنا إلى منصة إطلاق صواريخ، وحقل تجارب لسلاح طهران؟
هل تقدم الشرعية على توحيد مكوناتها العسكرية، لخوض معركة لا بد منها مع مليشيات طهران الحوثية، معركة لا يمكن دونها هزيمة الحوثي، حتى ولو طحنت الضربات الجوية الخارجية كل جبال اليمن؟
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
الحوثيون يمنعون تدريس اللغة الإنجليزية
محمد جميح
قرار الحوثيين إلغاء تدريس اللغة الإنجليزية مبني على ما قالوا إنها نتائج دراسات مؤكدة تقول إن تدريس اللغة الإنجليزية يؤثر سلباً على تعلم اللغة العربية والقرآن الكريم.
لا أدري أين هي هذه للدراسة التي تقول بذلك!
والمعروف للجميع عكس ذلك، وهو أن دراسة لغة معينة لا يؤثر على اللغة الأم التي يعيشها الطالب ويتحدث بها في مجتمعه.
والعكس صحيح، حيث إن دراسة لغة ما ينمي الملكات اللغوية، ما يساعد على تعلم أكثر من لغة.
أما تراجع مستوى الطلاب في اللغة العربية وغيرها، فليس مرده إلى تدريس اللغة الإنجليزية، بل إلى قطع مرتبات المعلمين - كسبب أساس - إذ كيف نحصل على مخرجات التعليم المطلوبة، فيما المعلم لا يستلم مرتبه لسنوات طويلة.
أكلتم مرتبات المعلمين، وتراجعت مخرجات التعليم، ولكي تحرفوا الأنظار عن السبب الحقيقي في تراجع اللغة العربية لدى الطلاب، منعتم تدريس الإنجليزية!
أنتم كارثة…
لكنها زائلة بإذن الله.
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
مسيحية بيضاء… كاثوليكية رومانية
محمد جميح
منذ القدم كانت هناك علاقة بين الدين والجين، بين الديانات والقوميات، وهذه العلاقة تنشأ مع الزمن، عندما يتحول الدين الروحي إلى مؤسسة قومية، وتتحول الديانة القِيَمية إلى أداة سلطوية، تُوَظَف حسب المصالح السياسية، والمنافع الاقتصادية.
وقد شكلت بعض الديانات نماذج واضحة للعلاقة بين الدين والجين، حيث اختُصِر الدين في الجين، وأعيد إنتاج الرسالات في السلالات، كما هو الشأن في الديانات القومية المرتبطة بالأعراق، مثل الهندوسية واليهودية، وكما يظهر في مذاهب بعض الديانات الأخرى المتأثرة بالتوجهات العرقية، مثلما تعكس تسمية «الكاثوليكية الرومانية» التي حاولت «رَوْمَنَة» المسيحية، وكذا «التشيع الصفوي» الذي حاول «تفريس» الإسلام.
وبالحديث عن «المسيحية البيضاء»، فإننا نتحدث عن ديانة الإمبراطورية الرومانية والممالك الأوروبية التي ورثت تلك الإمبراطورية، هذه المسيحية التي انعكست – فنياً – في تصوير المسيح على هيئة رجل أبيض البشرة، أشقر الشعر، أزرق العينين، رجل روماني أوروبي، لا يرتبط بالشرق، ولا بفلسطين التي ولد وترعرع فيها، حيث يختفي «المسيح الناصري»، ويحل محله «مسيح روماني»، لا علاقة له حتى بالإسرائيليين الذين ينتسب إليهم، والذين هم في الأساس شعب شرقي، قبل أن تعمل الأدبيات الأوروبية على إعادة إنتاجهم – ضمن سياسات موجهة – ليكونوا ضمن التراث الأوروبي الأبيض، رغم كونهم شعباً سامياً لا علاقة له بأوروبا والعرق الآري. ومع التحول من «المسيح الناصري» إلى «المسيح الروماني»، تحولت الديانة من «مسيحية ناصرية» إلى «كاثوليكية رومانية»، أصبحت ديانة الإمبراطورية في القرن الرابع الميلادي، بعد تاريخ من الاضطهاد الروماني الرهيب للمسيحيين.
انعكست ـ إذن ـ التوجهات العرقية المرتبطة بالمصالح السياسية والمنافع الاقتصادية، داخل الكنيسة الكاثوليكية، وظل التأثير الروماني على التوجه المسيحي سائداً، بفعل قرون من التأثير الإمبراطوري التوسعي على الأبعاد الروحية واللاهوتية للمسيحية التي أطلق عليها «رومانية»، في انعكاس لمحاولات ربط الأديان بالأعراق، الأمر الذي نتج عنه آيديولوجيات دينية بمحتوى سياسي عصبوي، يخلو من الأبعاد الروحية، ويخدم المصالح العرقية والقومية للدول والإمبراطوريات التي استخدمت الأديان لأغراض سياسية واقتصادية.
وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى أن «حركة الاحتجاج» التي فجرها القس مارتن لوثر في ألمانيا، والتي نشأ عنها المذهب البروتستانتي المنشق عن الكاثوليكية، هذه الحركة لم تكن دينية خالصة، قدر ما كانت في بعض تجلياتها ضرباً من التمرد على السلطة السياسية للبابا، أو لنقل محاولة للخروج عن السيطرة القومية للرومان، أو لجنوب أوروبا على التوجهات المسيحية، الأمر الذي جعل القارة تنقسم دينياً تبعاً للاختلافات العرقية بين شمالها البروتستانتي، خارج سلطة البابا، وجنوبها الكاثوليكي، حيث نفوذ الفاتيكان.
وبالعودة للكاثوليكية التي تعد المذهب الأكبر داخل الديانة المسيحية، نشير إلى أن رأس الفاتيكان ظل أبيض اللون، على مدى قرون طويلة، وظل الكرسي الرسولي مشغولاً ببابوات أوروبيين بيض، في انعكاس واضح للسيطرة الرومانية – بالمعنى الواسع للرومانية – على التوجهات الرئيسية في المسيحية، تلك التوجهات التي ميزت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، قبل أن يتقلد البابا الراحل فرنسيس منصبه، ليكون أول بابا يقعد على الكرسي الرسولي من خارج القارة الأوروبية، خلال أكثر من اثني عشر قرناً، وإن كان يمثل امتداداً «لونياً وعرقياً» لأوروبا «الرومانية» البيضاء، إن جاز التعبير.
ولعل لمجيء فرنسيس من خلفية أمريكية لاتينية أثر في الميول الليبرالية له، حيث عرف عنه تبنيه قضايا المساواة والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر والانحياز للبسطاء ودعم اللاجئين وضحايا الحروب، وتعضيد ثقافة الحوار وسياسات الحفاظ على البيئة، ورفض بعض المقولات اليمينية، مثل القول بـ«مبدأ الاكتشاف» الاستعماري الذي برر للغزوات الأوروبية للأمريكيتين وأفريقيا، حين كانت الكنيسة متورطة بشكل فادح في التمهيد للاستعمار، عبر إرسالياتها التي كانت تبشيرية في الظاهر، و«استعمارية» في الهدف، علاوة على دور الكنيسة في تجارة الرقيق، إما بالتستر عليها، أو بالانتفاع منها بشكل مباشر.
وإذا كان مجيء فرنسيس من خلفية غير أوروبية، قد أثر في اتخاذ الفاتيكان سياسات إصلاحية، فإنه وَلَّد ردة فعل محافظة داخل قطاع لا بأس به من رجال الدين، وإذا كان فرنسيس غير الأوروبي قد فتح الباب لـ«بابا» آخر غير أبيض فإن أفريقيا تطمح إلى جلوس «بابا أسود» على «الكرسي الرسولي»، بعد أن حاول فرنسيس زيادة تمثيل المناطق الهامشية في العالم ـ ومنها أفريقيا ـ في الفاتيكان، ما شجع الآمال بقيادة أفريقية سوداء لكاثوليكية رومانية بيضاء، خاصة وأن اثنين من الكرادلة الثلاثة الذين يُعتبرون منافسين جديين لشغل الكرسي الرسولي هما من أفريقيا، وهما: بيتر توركسون من غانا
إعلان وزارة الخارجية اليمنية، اليوم الجمعة، استئناف عمل سفارة الجمهورية اليمنية في العاصمة السورية دمشق ابتداءً من بعد غد الأحد 27 أبريل 2025، خطوة في الاتجاه السليم.
سوريا دولة عربية شقيقة، والشام واليمن تواصل حضاري وتاريخي مستمر.
غساسنة الشام يمنيون، وقادة الفتوحات الأموية التي انطلقت من دمشق يمنيون، وهوى اليمنيين شامي، وسوريا عادت لأهلها، بعد سقوط نظام طائفي ارتدى زوراً عباءة العروبة.
لكل ذلك وغيره كان فتح السفارة خطوة في الاتجاه الصحيح.
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh
عرضت إيران على ترامب استثمارات بترليونات الدولارات في حال نجاح محادثات الملف النووي.
يتذاكى الإيرانيون…
يريدون بطبيعة الحال ابتزاز أمريكا مستقبلاً باستثماراتها في إيران.
قناة محمد جميح تيليجرام
/channel/MohammedJumeh