❁ الحياة في رحاب الله ❁ نعيم وأنس وجنة قناة دعوية [ فوائد ، أحاديث ، ذكر ، آدعية ..
..
ـ╗══◈══╔
حديث اليوم
ـ╝══◈══╚
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
((الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ)).
صحيح مسلم (2555)
..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي
أعتذر منكم لانقطاعي عن النشر لفترة قصيرة وذلك لظرف صحي تمر به أختي الكبرى -الحمدلله طلعت من العملية وهي بخير- .. دعواتكم
..
..
𓉘رسائل مــ💌ــن القلب𓉝
﴿قُلِ اللَّهُ يُنَجّيكُم مِنها وَمِن كُلِّ كَربٍ﴾
مواساة عظيمة في هذه الآية في جميع الأمور المظلمات الخانقات الضيقات في الهموم التي ليس لها من دون الله كاشفة ،،
في الكرب الذي نظنّ أننا سنموت فيه حزنًا ،،
أو الهمّ الذي نظنّ أنه لن ينقضي أبدًا ،،
سينجّينا الله منه ،،
ليس منه وحسب بل ﴿وَمِن كُلِّ كَربٍ﴾
..
..💡
┈✦᚜ مفردات القرآن ᚛✦┈
┓ ﴿عَن يَدٍ﴾ ┏
قال الله تعالى :
﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ [التوبة : 29]
(عَن يَدٍ) لها عدة معان كلها صحيحة ولا تتعارض :
①- عن يد : أي عن قهر وذل واستسلام.
②- عن يد : أي مقابل نعمة عليهم لأن الجزية فداء لأنفسهم.فهي معروف في حقهم.
③- عن يد : أي يسلمون الجزية نقدا بأيديهم لاستشعار الذل فلا ينيبون في تسليمها أحد.
𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇𑀇
📝 أ. إيمان كري.
..
..📌
ثلاث أحبهن لي ولإخواني
قال عبد الله ابن عون رحمه الله :
ثلاثٌ أحبهُنّ لي ولإخواني : هذا القُرآن يتدبّرهُ الرّجُل ويتفكّر فيه ؛ فيُوشك أن يقع على عِلْمٍ لم يَكُن يعلمه ، وهذه السُّنّة يطلبها ويسأل عنها ، ويذر النّاس إلا من خير.
📙جامع بيان العلم وفضله(٢/ ٦١٤).
..
..⇈
شرح الحديث :
بَيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أثرَ الكلمةِ وما يترتَّب عليها مِن أجْرٍ أو وِزر ، حتَّى إنَّ العبدَ لَيتكلَّم بالكلمةِ مِمَّا يَرْضاه الله ويحبُّه ، لا يَلتفِت لها قلبُه وبالُه لِقِلَّةِ شأنِها عندَه ؛ يَرْفَعه الله بها درجاتٍ في الجنَّةِ ، وإنَّه لَيتكلَّم بالكلمةِ الواحدةِ مِمَّا يَسْخَطه ويَكْرَهه اللهُ ولا يَرْضاه ، لا يَلتفِت بالُه وقلبُه لعِظَمِها ؛ فيَهْوِي بها (أي : يَنزِل ويَسقُط بسببِها) في دَرَكاتِ جَهَّنَمَ.
وفي الحديثِ : أنَّ موضوعَ الكلامِ هو مَا يُحدِّد أثرَه المترتِّب عليه ، فقد يَخرُج المُسلِمُ من إسلامِه بسَببِ كلمةٍ ، وقد يَنصُر اللهُ الإسلامَ بكلمةٍ .
..
..⛅️
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهمّ أحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا،
وَأجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ.
مساء الخير ..🌺
..
..📎
قال النووي رحمه الله :
طلبُ القراءةِ من صاحب الصوت الحسن مستحبةٌ بالإجماع ، وهي سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
📙التبيان (ص۱٧٢).
..
..
وقفة مع قوله تعالى
﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾
الحمدُ للَّه ، والصلاة والسلام على رسول اللَّه ، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أما بعد :
🔻فوائد أصولية ومقاصدية من الآيات القرآنية 🔻
جاءت هذه الآيةُ في جزءٍ من قوله تعالى :
﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13].
﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ﴾ : أنِ اعمَلُوا به على ما شرع لكم وفرَض ، وقد نهى عن الاختلاف في أصول الدين،
📗تفسير الطبري (21/ 513).
وقد بعث اللهُ تعالى كلَّ الرسل لإقامةِ الدين والأُلفة وترك الاختلاف.
📗تفسير البغوي (4/ 141).
والمقصودُ بإقامة الدين : أقام الشيء ؛ أي : أدامه.
📙مختار الصحاح (ص: 263)
ومنه قوله تعالى : ﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 3].
أما الدين : مِن دان ، وهو مِن الجزاء والمكافأة ، وفي وقوله تعالى : ﴿ أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ﴾ [الصافات: 53]؛ أي : لَمَجْزِيُّون ومحاسبون ، ومنها (الدَّيَّان) اسم من أَسمَاء الله عز وجل ؛ والقاضي ، والحاكم ، والمجازي بالخير والشر ، والحاسب ، والقهار.
والدِّينُ بمعنى الطاعة ، ودان دِيانةً مِن الخضوع والذل والطاعة ، وجمعها أديان ، وهي الاعتقاد بالجنان ، والإقرار باللسان ، وعمل الجوارح والأركان.
📙مختار الصحاح (ص: 110).
و"الدِّين هو وضعٌ إلهيٌّ سائق لذوي العقول باختيارهم إياه إلى الصلاح في الحال ، والفلاحِ في المآل ، وهذا يشتمل العقائد والأعمال".
📙التعاريف (ص: 344).
1- دلالة الأمر في قوله تعالى : ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ﴾ هو الوجوب ؛ لأن من مقاصد الشريعة الإسلامية مقصدَ حفظِ الدين ، من أول مقاصد الشريعة الإسلامية ، وهو من الضروريات ، ووجوبُ إقامة الدين يكون بحسب مقدار العلم ، وبقدر الاستطاعة ؛ لقوله تعالى : ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16].
2- بعد أن أمرنا الله تعالى بإقامة الدين ، نهانا عن التفرُّق المذموم ، وقد وضَّح ابن عاشور - في كتابه التحرير والتنوير - أن الاختلافَ في الأصول يُؤدِّي إلى هدم الدين ؛ ولذا كان الأمر لكلِّ فرد في الأمة أن يكون مُعِينًا لغيره في تحقيق مقصدِ حفظ الدين ، أما الاختلاف في الأصول ، فهو يؤدي لضياع أمور الدين ، بخلاف الاختلاف في الفروع ، فذلك من الاجتهاد الفقهيِّ المشروع في الإسلام ، وهو من محاسن الشريعة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من يُرِدِ الله به خيرًا ، يفقهه في الدين)).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجرانِ ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد)).
ومعنى التفريق هو إحداث الفُرْقة ؛ فرَّق القاضي بين الزوجين: حكم بالفُرْقة بينهما ، وفي القرآن الكريم: ﴿ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾ [البقرة: 285].
3- المراد : ولا تتفرَّقوا في إقامته بأن ينشط بعضكم لإقامته ويتخاذل البعض ؛ إذ بدون الاتفاق على إقامة الدين يضطربُ أمره.
4- وضَّح ابن العربي أن التفرق المنهيَّ عنه ثلاثةُ أنواع : التفرُّق في العقائد ، والاختلاف المذموم ، والتخطئة على المجتهدين ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((لا يُصلِّيَنَّ أحدُكم العصر إلا في بني قُرَيظة))، فغربت عليهم الشمس قبلها ، فصلَّوا العصرَ بها بعد العشاء الآخرة ، فما عابَهم الله بذلك في كتابه ، ولا عنَّفهم به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا مِن الفقه أنه لا يعاب على مَن أخذ بظاهر حديث أو آية ، فقد صلَّت منهم طائفة.
..☟
..⇈
شرح الحديث :
لطلَبِ العلْمِ شَرفٌ عَظيمٌ ؛ لِمَا فيه مِن إقامةِ الدِّينِ والدُّنيا ، ويَنْبَغي على مَن سَعَى في تَحصيلِه أنْ يَبتغِيَ به وجْهَ اللهِ تعالى ، وأنْ يَبتعِدَ عن الرِّياءِ والسُّمعةِ ومُباهاةِ الناسِ بالعِلمِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :
"مَن تعلَّمَ العِلمَ لِيُباهِيَ به العُلماءَ"، أي : تعلَّمَه مِن أجْلِ المُفاخَرةِ والمُباهاةِ أمامَ العُلماءِ ، وهذا عَكْسُ المطلوبِ مِن المرْءِ ؛ بأنْ يَعرِفَ للعُلماءِ حقَّهم وتقديرَهم واحترامَهم ،
"أو يُمارِيَ به السُّفهاءَ" المُماراةُ : المُجادَلةُ والمُحاجَّةُ ، أي : لكي يُجادِلَهم ويُخاصِمَهم ،
"أو يَصرِفَ به وُجوهَ الناسِ إليه"، أي : لِيَلْفِتَ أنظارَ الناسِ إليه بقَصْدِ أنْ يُشارَ إليه بالعِلْمِ،
فمَن طلَبَ العِلمَ وهو يَقصِدُ أحدَ هذه الأشياءِ ، "أدخَلَه اللهُ جَهنَّمَ" ؛ لأنَّه لم يُخْلِصْ في طلَبِ العلْمِ ، ولم يَجعَلْه خالصًا لوجْهِ اللهِ تعالى ، وهذا مِن الوَعيدِ الشَّديدِ لِمَن فعَلَ ذلك،
وقد قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -كما في الصَّحيحَينِ-: "إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ"، فلْيَكُنْ قصْدُ طالِبِ العِلْمِ رفْعَ الجهْلِ عن نفْسِه ، وتَعليمَ النَّاسِ ودعوتَهم إلى اللهِ ، وفي رِوايةِ أبي داودَ وابنِ ماجَه : "لم يَجِدْ عَرْفَ الجنَّةِ يومَ القيامةِ"، أي : لم يَجِدْ رِيحَها.
وفي الحَديثِ : الحثُّ على إخلاصِ النِّيَّةِ للهِ في طلَبِ العلْمِ.
وفيه : أنَّ التَّفاخُرَ والمُباهاةَ بالعلْمِ في غَيرِ مَوضعِه مِن أسبابِ دُخولِ النَّارِ ، والعِياذُ باللهِ.
..
..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللَّهمَّ زِدْني عِلْمًا ، ولا تُزِغْ قلبي بعد إذ هدَيْتَني ، وهَبْ لي مِن لدُنْكَ رحمةً إنَّكَ أنتَ الوهَّابُ .. آمين
⇑ لي ولمن يقرأ
مساء الخير ࡚🌷࡚
..
..
اللهم جملني بإخلاق الصحابيات
واجعلهن قدوتي
وبنات المسلمين بالعفاف والحياء وحُسن الخلق وصالح الأعمال.
..
نضَّر الله وجه أمِّ سلمة في الجنَّة ورضي عنها وأرضاها ، وجزاها عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
📙صور من حياة الصحابيات / عبد الرحمـٰن رأفت الباشا
•┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈•
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
..
..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أمابعد :
فهذه مقتطفات من سيرة صحابية جليلة ⤵︎
أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها
أَيِّمُ العَرَبِ
«لَمْ تَبْقَ هِنْدٌ المَخزُومِيَّةُ أُماً لِسَلَمَةَ وَحْدَهُ ، وَإِنَّمَا غَدَتْ أُماً لِجَمِيعِ المُؤمِنِينَ»
أمُّ سلمة ، وما أدراك ما أمُّ سلمة ؟!.
أما أبوها فسيِّدٌ من سادات «مخزومٍ» المرموقين ، وجوادٌ من أجواد العرب المعدودين ، حتَّى إنَّه كان يقال له : «زاد الرَّاكب»* (هو أبو أمية بن المغيرة القرشي) ، لأن الرُّكبان كانت لا تتزوَّد إذا قصدت منازله أو سارت في صحبته.
وأمَّا زوجها فعبد الله بن عبد الأسد أحد العشرة السَّابقين إلى الإسلام ؛ إذ لم يسلم قبله إلاَّ أبو بكرٍ الصِّدِّيق ونفرٌ قليلٌ لا يبلغ أصابع اليدين عددًا.
وأمَّا اسمها فهند ، لكنها كنيت بأمُّ سلمة ، ثمَّ غلبت عليها الكنية.
أسلمت أمُّ سلمة مع زوجها فكانت هي الأخرى من السَّابقات إلى الإسلام أيضًا.
وما إن شاع نبأ إسلام أمِّ سلمة وزوجها حتَّى هاجت قريشٌ وماجت وجعلت تصبُّ عليهما من نكالها ما يزلزل الصُّمَّ الصِّلاب* (الصخور القاسية) ، فلم يضعفا ولم يَهِنا ولم يتردَّدا.
ولمَّا اشتد عليهما الأذى وأذِن الرَّسول صلوات الله عليه وسلامه لأصحابه بالهجرة إلى «الحبشة» كانا في طليعة المهاجرين.
مضت أمُّ سلمة وزوجها إلى ديار الغربة وخلَّفت وراءها في مكَّة بيتها الباذخ وعزَّها الشامخ ، ونسبها العريق ، محتسبةً ذلك كلَّه عند الله ، مستقلةً له في جنب مرضاته.
وعلى الرَّغم مما لقيته أمُّ سلمة وصحبها من حماية النَّجاشيِّ نضَّر الله في الجنَّة وجهه ، فقد كان الشَّوق إلى مكَّة مهبط الوحي ، والحنين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصدر الهدى يفري كبدها وكبد زوجها فريًا.
ثمَّ تتابعت الأخبار على المهاجرين إلى أرض «الحبشة» بأن المسلمين في مكَّة قد كثر عددهم ، وأنَّ إسلام حمزة بن عبد المطَّلب ، وعمر بن الخطَّاب قد شدَّ من أزرهم ، وكفَّ شيئاً من أذى قريش عنهم ، فعزم فريق منهم على العودة إلى مكَّة ، يحدوهم الشَّوق ويدعوهم الحنين .. فكانت أمُّ سلمة وزوجها في طليعة العائدين.
لكن سرعان ما اكتشف العائدون أن ما نمي إليهم من أخبار كان مبالغاً فيه ، وأنَّ الوثبة التي وثبها المسلمون بعد إسلام حمزة وعمر ، قد قوبلت من قريش بهجمةٍ أكبر .. فافتنَّ المشركون في تعذيب المسلمين وترويعهم ، وأذاقوهم من بأسهم ما لا عهد لهم به من قبل.
عند ذلك أَذِن الرَّسول صلوات الله وسلامه عليه لأصحابه بالهجرة إلى المدينة ، فعزمت أمُّ سلمة وزوجها على أن يكونا أوَّل المهاجرين فرارًا بدينهما وتخلُّصًا من أذى قريشٍ.
لكنَّ هجرة أمِّ سلمة وزوجها لم تكن سهلةً ميسرةً كما خيِّل لهما ، وإنما كانت شاقةً مرَّةً خلَّفت وراءها مأساةً تهون دونها كلُّ مأساةٍ.
فلنترك الكلام لأمِّ سلمة لتروي لنا قصَّة مأساتها ...فشعورها بها أشدُّ وأعمق ، وتصويرها لها أدقُّ وأبلغ.
قالت أمُّ سلمة :
لما عزم أبو سلمة على الخروج إلى المدينة أعدَّ لي بعيراً ، ثمَّ حملني عليه ، وجعل طفلنا سلمة في حجري ، ومضى يقود بنا البعير وهو لا يلوي على شيءٍ* (لا يقف عند شئ ولا ينتظر).
وقبل أن نفصل عن مكَّة ؛ رآنا رجالٌ من قومي بني «مخزوم» فتصدَّوا لنا وقالوا لأبي سلمة :
إن كنت قد غلبتنا على نفسك ، فما بال امرأتك هذه ؟! ... وهي بنتنا ، فعلام نتركك تأخذها منَّا وتسير بها في البلاد ؟!.
ثمَّ وثبوا عليه ، وانتزعوني منه انتزاعًا .. وما إن رآهم قوم زوجي بنو «عبد الأسد» يأخذونني أنا وطفلي ، حتَّى غضبوا أشدَّ الغضب وقالوا :
لا والله لا نترك الولد عند صاحبتكم بعد أن انتزعتموها من صاحبنا انتزاعًا ...فهو ابننا ونحن أولى به.
ثمَّ طفقوا يتجاذبون طفلي سلمة بينهم على مشهدٍ مني حتَّى خلعوا يده وأخذوه.
وفي لحظات وجدت نفسي ممزقة الشمل وحيدةً فريدةً : فزوجي اتَّجه إلى المدينة فرارًا بدينه ونفسه ... وولدي اختطفه بنو «عبد الأسد» من بين يديَّ محطَّماً مهيضًا .. أمَّا أنا فقد استولى عليَّ قومي بنو «مخزوم»، وجعلوني عندهم ... ففرِّق بيني وبين زوجي وبين ابني في ساعةٍ.
ومنذ ذلك اليوم جعلت أخرج كلَّ غادة إلى الأبطح ، فأجلس في المكان الذي شهد مأساتي ، وأستعيد صورة اللَّحظات التي حيل فيها بيني وبين ولدي وزوجي ، وأظلُّ أبكي حتَّى يخيِّم عليَّ اللَّيل.
وبقيت على ذلك سنةً أو قريبًا من سنةٍ إلى أن مرَّ بي رجلٌ من بني عمي فرقَّ لحالي ورحمني وقال لبني قومي : ألآ تطلقون هذه المسكينة !! فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها.
وما زال بهم يستلين قلوبهم ويستدرُّ عطفهم حتَّى قالوا لي : الحقي بزوجك إن شئت.
..☟
..☀️
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهُم بشرنا بجمال أيامنا القادمة
واجعلنا واثقين بك مُتوكلين عليك.
صباح الخير 🌸🍃
..
..
ربي في #يوم_الجمعة لك عباد
ينتظرون فرجا فبشرهم و عباد يسألون شفاء فعافهم وعباد يرجون رحمتك فارحمهم وأموات ينتظرون دعاء لهم فاغفر لهم
..
..💡
📙300كلمة قرآنية قد تفهم خطأ
إعداد : الأستاذ عبد المجيد بن إبراهيم السنيد. تقديم الشيخ : سليمان بن عبد الله الماجد
𓐍𓐌𓐌𓐌𓐌𓐍𓐍𓐌𓐌𓐌𓐌𓐍
[181]
﴿قالَ آمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنَّهُ لَكَبيرُكُمُ الَّذي عَلَّمَكُمُ السِّحرَ فَلَسَوفَ تَعلَمونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيدِيَكُم وَأَرجُلَكُم مِن خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُم أَجمَعينَ﴾ [الشعراء: ٤٩]
مِن خِلافٍ : أي لأقطعن اليد اليمنى للواحد منكم ورجله اليسرى أو العكس ، وليس المقصود قطع يديه ورجليه من ورائه.
📗تفسير ابن كثير (412/3).
═══════ ✦✰✦ ═══════
[182]
﴿وَتَتَّخِذونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُم تَخلُدونَ﴾ [الشعراء: ١٢٩]
المصانع : أي ما صُنع وأُتقن في بنائه ، كالقصور والحصون ، وليست المصانع التي تنتج الأجهزة والآلات والمنافع وغيرها المعروفة الآن.
📗المحرر الوجيز.(238/4).
═══════ ✦✰✦ ═══════
[183]
﴿وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الغاوونَ ﴿٢٢٤﴾ أَلَم تَرَ أَنَّهُم في كُلِّ وادٍ يَهيمونَ﴾ [الشعراء : ٢٢٤-٢٢٥]
في كل واد : أي في كل لغو يخوضون ، قال ابن عباس : في كل فن من الكلام ، قال الحسن البصري : «قد والله رأينا أوديتهم التي يهيمون فيها مرة في شتمة فلان و مرة في مدحة فلانه». وليس المراد بها الأودية المعروفة.
📗تفسير ابن كثير (156/6).
═══════ ✦✰✦ ═══════
[184]
﴿وَأَلقِ عَصاكَ فَلَمّا رَآها تَهتَزُّ كَأَنَّها جانٌّ وَلّى مُدبِرًا وَلَم يُعَقِّب يا موسى لا تَخَف إِنّي لا يَخافُ لَدَيَّ المُرسَلونَ﴾ [النمل: ١٠]
الجان : نوع من الحيات سریع الحركة ، وليس من الجن قسيم الإنس .
📗تفسير ابن كثيره (247/5).
═══════ ✦✰✦ ═══════
[185]
﴿وَأَدخِل يَدَكَ في جَيبِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سوءٍ في تِسعِ آياتٍ إِلى فِرعَونَ وَقَومِهِ إِنَّهُم كانوا قَومًا فاسِقينَ﴾ [النمل: ١٢]
الجيب : هنا هو فتحة الثوب من الأعلى مما يلي العنق ، وليس المخباة.
📗أوضح التفاسير (458/1)
═══════ ✦✰✦ ═══════
[186]
﴿وَإِنّي مُرسِلَةٌ إِلَيهِم بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرجِعُ المُرسَلونَ﴾ [النمل: ٣٥]
المُرسَلونَ : ليس المقصود بهم رسل الله عليهم الصلاة والسلام ، بل رسل بلقيس الذين أرسلتهم إلى سلیمان عليه السلام.
📗تفسير القاسمي (491/7).
═══════ ✦✰✦ ═══════
[187]
﴿قيلَ لَهَا ادخُلِي الصَّرحَ فَلَمّا رَأَتهُ حَسِبَتهُ لُجَّةً وَكَشَفَت عَن ساقَيها قالَ إِنَّهُ صَرحٌ مُمَرَّدٌ مِن قَواريرَ قالَت رَبِّ إِنّي ظَلَمتُ نَفسي وَأَسلَمتُ مَعَ سُلَيمانَ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ [النمل: ٤٤]
ليس معنى القوارير هنا جمع قارورة أي القنينة أو آنية الزجاج التي توضع فيه السوائل بل معنى من قوارير : أي من زجاج ، وذلك أن سليمان عليه السلام أمر الشياطين فبنوا لها قصراً عظيماً من قوارير أي من زجاج وأجرى تحته الماء فالذي لا يعرف أمره يحسب أنه ماء ولكن الزجاج يحول بين الماشي وبينه.
📗تفسير ابن كثير (175/6).
✦✰✦ ═══════
[188]
﴿أَمَّن خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنبَتنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهجَةٍ ما كانَ لَكُم أَن تُنبِتوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَل هُم قَومٌ يَعدِلونَ﴾ [النمل: ٦٠]
ليس معنى یعدلون أي أنهم يأتون بالعدل والقسط بل معناها : يعدلون ويميلون عن الحق الذي هو التوحيد ويعكفون على الباطل الذي هو الإشراك ، أو أنهم يعدلون يجعلون لله عديلاً ويثبتون له نظيراً وشبيها.
📗روح البیان (361/6).
═══════ ✦✰✦ ═══════
[189]
﴿وَقالَت لِأُختِهِ قُصّيهِ فَبَصُرَت بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُم لا يَشعُرونَ﴾ [القصص: ١١]
أي قصي أثره وتتبعيه ، وليس اذكري قصته کما توهم بعضهم .
📗تفسير القرطبي (256/13).
═══════ ✦✰✦ ════
[190]
﴿وَقالَت لِأُختِهِ قُصّيهِ فَبَصُرَت بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُم لا يَشعُرونَ﴾ [القصص: ١١]
عَن جُنُبٍ : أي رأت أخاها من بعيد فلم تدنُ منه لئلا يشعروا بها ، وليس الجنب أي الجانب ، ومثله قوله تعالى : ﴿..وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ..﴾ الجار الجنب : أي الجار البعيد الذي ليس بيننا وبينه قرابة ، وكذلك من يصدق عليه مسمى الجوار مع كون داره بعيدة .
📗المحرر الوجيز (278/4).
📗معالم التنزيل البغوي (211/2).
📗فتح القدير (536/1).
𓐍𓐌𓐌𓐌𓐌𓐌𓐍𓐍𓐌𓐌𓐌𓐌𓐍
..
..📌
قال المفسر أبو حيان رحمه الله :
" القرآن في تدبره يظهر برهانه ويسطع نوره ، ولا يظهر ذلك لمن أعرض عنه ولم يتأمله".
📙البحر المحيط (٣/ ٣١٧).
..
..📌
قال الإمام الربيع بن خثيم - رحمه الله - :
" أقلوا الكلام إلا بتسعٍ :
تسبيح ، وتكبير ، وتهليل ، وتحميد ، وسؤالك الخير ، وتعوذك من الشر ، وأمرك بالمعروف ، ونهيك عن المنكر ، وقراءة القرآن".
📙حلية الأولياء (٢/ ١٠٩).
..
..
ـ╗══◈══╔
حديث اليوم
ـ╝══◈══╚
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ ، لا يُلْقِي لها بالًا ، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ ، لا يُلْقِي لها بالًا ، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ )).
صحيح البخاري (6478).
..
..📮
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ رحمه الله :
ﺍﻟﻤُﺴْﺘَﻤِﻊُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘُﺮﺁﻥ ﺷَﺮِﻳﻚٌ ﻟِﻠﻘَﺎﺭِﺉِ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣَﺮﻑٍ ﺣَﺴَﻨَﺔ ، وﺍﻟﺤَﺴﻨﺔُ ﺑِﻌﺸْﺮِ ﺃﻣﺜﺎﻟِﻬﺎ .
📙ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺏ (٣٥١/٢٦)
..
..🔖
الموسوعة القرآنية
أضخم موسوعة الكترونية للقرآن الكريم وخدماته ( رسمه ، تجويده ، تلاواته ، تفسيره ، ترجماته ، علومه ، فضائله ، قراءاته ، موضوعاته ، تدبراته وهداياته ، إعرابه ، فتاوى تتعلق بالقرآن .. ).
https://quranpedia.net
استفد منه وانشره ؛ فالدال على الخير له مثل أجر فاعله
..
5- فرَّق بعض العلماء بين (تفرَّقوا) و(تتفرَّقوا)، فقد جاءت في سورة آل عمران كلمة تفرَّقوا في قوله تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103] ؛ لأن الحديث عن أمَّة مُسلِمة واحدة ، فناسب حذف التاء ، فالنهي عن أقل اختلاف في الدين ، بخلاف الآية في سورة الشورى الحديث فيها عن الأمم السابقة ، فبقيت التاء على أصلها ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13] ، وقد ذُكِرت في موضع آخر في نفس السورة : ﴿ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى:[ 14].
6- هذه الآية تحثُّنا على العملِ لتحقيق مقصد حفظ الدين ، وهو أعلى مقاصد الشريعة الإسلامية ؛ ولذا علينا أن نتعاوَن جميعًا لإقامة الدين بكل الوسائل التي تحافظ عليه ؛ بالعمل به ، والدعوة إليه ، والجهاد في سبيله ، والتحاكم إليه ، واستخدام وسائل الاتصال الحديثة لنشر الدين ، ونشر الأبحاث العلمية للعمل على حفظ الدين ونشره بين العالَمين ، والتوقُّف عن كل الوسائل التي تُؤدِّي إلى التفرق في الدين - كالإنكار على المجتهدين ، والانشغال بالفروع عن الأصول ، وانتشار البدع ، والتنازع والشقاق بين المسلمين - لأنه يُؤثِّر على إقامة الدين وتحسين صورته عند غير المسلمين ، وكذلك التوقف عن نشر الشبهات ، بل العمل على ردِّها والدفاع عن الدين ، وتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام ؛ لتحبيب الناس في دين الله العظيم.
والحمد للَّه رب العالمين وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
..
..📮
ما أحوجَنا إلى تدبُّر القرآن ، والوقوف عند الآيات التي تُعلمنا أننا لا شيء بدون عبادة الله تعالى
فكم نسمو ونعلو ونسعد بها ، وكم نسقط مِن علٍّ ونشقَى إذا ما غاب عنا هدفُ وجودنا.
..
..
ـ╗══◈══╔
حديث اليوم
ـ╝══◈══╚
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مَنْ تعلَّمَ العلْمَ ليُباهِيَ بِهِ العلماءَ ، أوْ يُمارِيَ بِهِ السفهاءَ ، أوْ يصرِفَ بِهِ وجوهَ الناسِ إليه ، أدخَلَهُ اللهُ جهنَّمَ )).
صححه الألباني في صحيح الجامع (6158)
وأخرجه أبو داود (3664) وأحمد (8457) بمعناه، وابن ماجه (260) باختلاف يسير..
..
📎..
علامة يقين الإنسان بالله حبُّ الخلوة به ، ومناجاته سراً كما لو كان يُبصره ، فإن الإحسان أعلى مراتب الإيمان وهو : ((أن تعبد الله كأنك تراه)).
@Altarefe11
..
أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها
📙صور من حياة الصحابيات / عبدالرحمـٰن رأفت الباشا
..
ولكن كيف لي أن ألحق بزوجي في المدينة وأترك ولدي وفلذة كبدي في مكَّة عند بني «عبد الأسد»؟! .. كيف يمكن أن تهدأ لي لوعةٌ أو ترقأ لعيني عبرةٌ وأنا في دار الهجرة وولدي الصَّغير في مكَّة لا أعرف عنه شيئًا ؟!!.
ورأى بعض النَّاس ما أعالج من أحزاني وأشجاني فرقَّت قلوبهم لحالي ، وكلَّموا بني «عبد الأسد» في شأني واستعطفوهم عليَّ ... فردُّوا لي ولدي سلمة.
لم أشأ أن أتريَّث في مكَّة حتَّى أجد من أسافر معه ، فقد كنت أخشى أن يحدث ما ليس بالحسبان فيعوقني عن اللَّحاق بزوجي عائقٌ ... لذلك بادرت فأعددت بعيري ، ووضعت ولدي في حجري ، وخرجت متوجهةً نحو المدينة أريد زوجي ، وما معي أحدٌ من خلق الله.
وما إن بلغت «التَّنعيم» حتَّى لقيت عثمان بن طلحة فقال : إلى أين يا بنت «زاد الرَّاكب»؟!.
فقلت : أريد زوجي في المدينة.
قال : أو ما معك أحدٌ؟!.
قلت : لا والله إلاَّ الله ثمَّ بنيَّ هذا.
قال : والله لا أتركك أبدًا حتَّى تبلغي المدينة.
ثمَّ أخذ بخطام بعيري ، وانطلق يهوي بي ...
فوالله ما صحبت رجلًا من العرب قطُّ أكرم منه ولا أشرف ، كان إذا بلغ منزلًا من المنازل ينيخ بعيري ، ثمَّ يستأخر عنِّي ، حتَّى إذا نزلت عن ظهره واستويت على الأرض دنا إليه وحطَّ عنه رحله ، واقتاده إلى شجرة وقيَّده فيها .. ثمَّ يتنحى عنِّي إلى شجرة أخرى فيضطجع في ظلِّها.
فإذا حان الرَّواح إلى بعيري فأعدَّه ، وقدَّمه إليَّ ، ثمَّ يستأخر عنِّي ويقول : اركبي ... فإذا ركبت ، واستويت على البعير ، أتى فأخذ بخطامه وقاده.
وما زال يصنع بي مثل ذلك كلَّ يوم حتَّى بلغنا المدينة ، فلمَّا نظر إلى قريةٍ «بقباء» لبني عمرو بن عوفٍ قال : زوجك في هذه القرية ، فادخليها على بركة الله ، ثمَّ انصرف راجعًا إلى مكَّة.
اجتمع الشَّمل الشَّتيت بعد طول افتراقٍ ، وقرَّت عين أمُّ سلمة بزوجها ، وسَعِدَ أبو سلمة بصاحبته وولده ... ثمَّ طفقت الأحداث تمضي سراعًا كلمح البصر.
فهذه «بدرٌ» يشهدها أبو سلمة ويعود منها مع المسلمين، وقد انتصروا نصرًا مؤزرًا.
وهذه «أُحُدٌ» يخوض غمارها بعد «بدرٍ» ، ويُبلي فيها أحسن البلاء وأكرمه ، لكنَّه يخرج منها وقد جرح جُرحًا بليغًا ، فما زال يعالجه حتَّى بدا له أنَّه قد اندمل* (تماثل للشفاء) ، لكنَّ الجرح كان قد رُمَّ على فسادٍ فما لبث أن انتكأ* (انفتح) وألزم أبا سلمة الفراش.
وفيما كان أبو سلمة يعالج من جرحه قال لزوجه : يا أم سلمة ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
((لا تصيب أحدًا مصيبة ، فيسترجع* (يقول : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون) عند ذلك ويقول : اللَّهمَّ عندك احتسبت مصيبتي هذه ... اللَّهمَّ أخلفني خيرًا منها ، إلاَّ أعطاه الله عزَّ وجلَّ ...)).
ظلَّ أبو سلمة على فراش مرضه أيَّاماً ... وفي ذات صباح جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليعوده ، فلم يكد ينتهي من زيارته ويجاوز باب داره ، حتَّى فارق أبو سلمة الحياة .. فأغمض النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام بيديه الشريفتين عيني صاحبه ، ورفع طرفه إلى السَّماء وقال :
((اللَّهمَّ اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المقرَّبين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا ربَّ العالمين وأفسح له في قبره ، ونوِّر له فيه)).
أمَّا أمُّ سلمة فتذكرت ما رواه لها أبو سلمة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت :
اللَّهمَّ عندك أحتسب مصيبتي هذه ...
لكنَّها لم تطب نفسها أن تقول : اللَّهمَّ أخلفني فيها خيرًا منها ؛ لأنَّها كانت تتساءل : ومن عساه أن يكون خيرًا لي من أبي سلمة ؟!.. لكنَّها ما لبثت أن أتمَّت الدعاء ..
حزن المسلمون لمصاب أم سلمة كما لم يحزنوا لمصاب أحدٍ من قبل ...
وأطلقوا عليها اسم «أيم* (المرأة التي فقدت زوجها) العرب» ...
إذ لم يكن لها في المدينة أحد من ذويها غير صبية صغار كزغب القطا* (كفراخ القطا ، والقطا : نوع من اليمام).
شعر المهاجرون والأنصار معاً بحقِّ أم سلمة عليهم ، فما كادت تنتهي من حداداها على أبي سلمة حتَّى تقدم منها أبو بكرٍ الصِّدِّيق يخطبها لنفسه ، فأبت أن تستجيب لطلبه ... ثمَّ تقَّدم منها عمر بن الخطَّاب ؛ فردَّته كما ردَّت صاحبه ... ثمَّ تقدَّم منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت له : يا رسول الله ، إنَّ فيَّ خِلالاً* (صفات) ثلاثًا :
فأنا امرأةٌ شديدة الغيرة فأخاف أن ترى منِّي شيئًا يغضبك فيعذِّبني الله به.
وأنا امرأةٌ قد دخلت في السِّنِّ.
وأنا امرأةٌ ذات عيالٍ.
فقال عليه الصَّلاة والسَّلام :
((وأمَّا ما ذكرت من غيرتك فإنِّي أدعو الله عزَّ وجلَّ أن يذهبها عنك.
وأمَّا ذكرت من السِّنِّ فقد أصابني مثل الذي أصابك ..
وأمَّا ما ذكرت من العيال ، فإنَّما عيالك عيالي)).
ثمَّ تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمِّ سلمة ؛ فاستجاب الله دعاءها ، وأخلفها خيرًا من أبي سلمة.
ومنذ ذلك اليوم لم تبق هند المخزوميَّة أُماً لسلمة وحده ؛ وإنما غدت أُماً لجميع المؤمنين.
..📎
قال ابن القيم رحمه الله :
الصحابة عمروا البلاد بالعدل،
والقلوب بالعلم والهدى،
فلهم من الأجر بقدر أجور الأمة إلى يوم القيامة،
مضافا إلي أجر أعمالهم التي اختصُّوا بها.
📙طريق الهجرتين (٧٨٩).
..